القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عندما فقدت عذريني الفصل السادس والعشرون .....والسابع.. ..والثامن والعشرون قبل الاخير🌹🌹🌹

الفصل  السادس والعشرون .....والسابع..  ..والثامن والعشرون
 قبل الاخير🌹🌹🌹

بعد مرور عدة أشهر ..
🤔🤔🌹🌹🌹🌹🌹
وقفت داخل الحمام تنظر الى اختبار الحمل بصدمة .. هي حامل .. حامل بدون زواج .. كيف ستتصرف ..؟! 
حاتم ، يجب أن تتصل به في الحال .. يجب أن تخبره بكل شيء ويجب أن يتزوجها بأسرع وقت ..
خرجت من الحمام مسرعة واتجهت نحو الطاولة لتحمل الهاتف من فوقها وتجري اتصالا سريعا به ..
بعد لحظات جاءها صوت حاتم الناعس وهو يقول :
" صباح الخير يا حبيبتي .."
" انا حامل .."
قالتها بسرعة مفاجئة لينتفض من نومه وهو يهتف بعدم تصديق :
" حامل ازاي يعني ..؟!"
ردت عليه بعدم تصديق مما يقوله :
" حامل يا حاتم .. ايه متعرفش يعني ايه حامل ..؟!"
ثم أردفت بعصبية شديدة :
" انت هتفضل ساكت كده كتير ..؟! اتكلم وقول اي حاجة .."
أجابها بسرعة وتوتر :
" منا بفكر يا حبيبتي .."
" تفكر بإيه ..؟! انت لازم تتجوزني حالا .."
ابتلع ريقه بتوتر وقال :
" اه طبعا يا حبيبتي .. هتجوزك اكيد .. بس لما ارجع من السفر.."
" سفر ايه يا حاتم ..؟! انت سافرت امتى ..؟!"
سألته مصدومة فرد عليها بفتور :
" سافرت النهاردة الصبح وراجع كمان اسبوع .. وساعتها هتفق مع باباكي نحدد معاد الفرح بأقرب وقت ..."
" بسرعة يا حاتم ، انا لو حامل فعلا معناها اني حامل فحوالي ثلاث شهور .."
زفر نفسا قويا ثم قال بهدوء :
" تمام يا حبيبتي ، متقلقيش كله تمام .."
" تمام يا حاتم .."
أغلقت الهاتف معه وجلست على سريرها بشرود تفكر فيما حدث ..
هل اخطأت حينما استعجلت وأقامت علاقة مع حاتم ..؟!
لا تعرف لماذا هناك شيء في داخلها يجعلها لا تثق فيما قاله .. هل سيتزوج بها ..؟! هل سيفي بوعدها له ..؟!
نهضت من فوق سريرها واتجهت الى خزانة ملابسها لترتدي ملابس الخروج ... يجب أن تذهب الى الطبيبة وتفهم منها .. 
خرجت من غرفتها متجهة خارج المنزل لتجد والدتها في طريقها والتي سألتها :
" رايحة فين يا حبيبتي ..؟!"
أجابتها رنا :
"رايحة أقابل واحدة صحبتي ..."
اومأت الأم برأسها متفهمة ثم قالت :
" متنسيش عشا النهاردة ، اخوكي ودينا هيتعشوا عندنا .."
اومأت رنا برأسها ثم طبعت قبلة على وجنتي والدتها قبل ان تودعها وترحل ...
...................
دلفت دينا الى مكتب زياد لتجده يتابع عمله بتركيز شديد ..
ألقت التحية عليه وقالت بجدية :
" لسه بتشتغل ..؟! "
اومأ برأسه دون رد لتجلس أمامه وهي تقول بإضطراب :
" مالك يا زياد ..؟! شكلك بيقول انك تعبان .. مش كويس .." 
" تقصدي ايه ..؟!"
سألها بهدوء لترد بتردد :
" بتشتغل طول الوقت ، وحتى لما بتسيب الشغل بتقعد سرحان ، شكلك مهموم اووي .. "
توقف عما يفعله وقال بجدية :
" الحكاية بس إني بحاول أركز فالشغل وأهتم بيه اكتر .."
" بس الشغل ماشي كويس ..."
لم يعرف ماذا يقول لها ..
هل يخبرها أنه يعاني من سكرات الحب ..؟! الشوق ..؟! الألم ..؟!
أنه يحتاجها وبشدة ..؟! يحتاجها قربه..؟!
" لسه بتفكر فيها ..؟!"
وكأن دينا شعرت به وبشوقه وألمه ليتنهد بحرارة ويقول بقلة حيلة :
" مش قادر أنساها يا دينا ، حاولت كتير ومش عارف .."
نظرت إليه بحيرة وقالت بوجع خفي :
" ارجعلها يا زياد ، طالما بتحبها ارجعلها .."
" مينفعش ، اللي بينا اكبر من الحب .. لا انا هنسى موت علي ولا هي هتنسى اللي عملته امي فيها .."
" بس كده حرام .. انت بتدمر نفسك .."
قالتها دينا بحزن على حاله الذي يتطور من سيء لأسوأ ..
نظر إليها زياد وقال :
" واضح انوا ده مكتوب عليا ولازم أرضى بيه .."
حاولت أن تعدله عن رأيه فقالت بعناد :
" متقولش كده ، انت بتحبها وهي بتحبك .."
قاطعها بضيق جلي :
" زينة مبتحبنيش ، زينة اتعودت على وجودي مش اكتر..."
نظرت إليه بعدم اقتناع ليقول وهو ينهض من مكانه :
" مش يلا بينا نروح البيت ، ماما مستنيانا عالعشا .."
نهضت من مكانها وقالت :
" تعرف اني مبسوطة اوي انوا علاقتك اتحسنت بيها .."
رد عليها بفتور :
" مين قال انها اتحسنت ..؟! انا بس بحاول ارضي ربنا فيها .."
اومأت دينا برأسها متفهمة بينما سار زياد بجانبها ليرن هاتفه فيجد الشاب الذي أوكل إليه مهمة مراقبة زينة يتصل به ..
" ايوه ، معاك .."
جاءه صوت الرجل وهو يقول :
" خرجت من شغلها ورجعت بيتها وبعدها بساعة زارتها وحدة صاحبتها ولسه عندها .."
" صاحبتها مين .."
سأله زياد بتعجب ليجيبه الرجل :
" والله معرفش ..."
" طب كويس تقدر تروح انت دلوقتي طالما رجعت البيت خلاص .."
" حاضر يا فندم .."
أغلق زياد الهاتف مع الرجل ثم التفت الى دينا التي سألته :
" لسه بتراقبها ..؟! والله انت بتعذب نفسك .."
" يلا بينا يا دينا .."
قالها زياد منهيا الحوار ليسيران سويا متجهان الى منزل زياد ..
................
كانت زينة تجلس في شقتها مع نور غير مصدقة انها عادت اخيرا من السفر ورأتها ..
" بجد مش مصدقة نفسي إنك رجعتي اخيرا .."
قالتها زينة بسعادة جلية لتبتسم نور وهي تحتضن وجهها بكفيها قبل ان تهتف بها :
" وحشتيني اوي يا زينة .."
" وانتي اكتر يا نور .."
قالتها زينة بفرحة لتكمل نور بتساؤل :
" اخبارك ايه ..؟! احكيلي كل حاجة .."
تحدثت زينة بجدية :
" مفيش جديد ، من ساعة مطلقت وانا من الشغل للبيت ومن البيت للشغل .."
" طب واهلك اخبارهم ايه ..؟!"
أجابتها زينة بهدوء :
" كويسين جدا ، بشوف ماما ومريم دائما بيجوا عندي هنا ..."
" وأبوكي ..؟!"
ردت زينة بحزن :
" لسه زي ما هو .."
واساتها نور :
" معلش يا حبيبتي بكره يروق وعلاقتكم تتحسن .."
همست زينة بدعاء :
" يارب .."
حل الصمت بينهما للحظات قبل أن تقول نور بتردد :
" وزياد اخباره ايه..؟!"
تنهدت زينة وقالت بوجع :
" معرفش حاجة عنه .. من ساعة متطلقنا..”
" طب هو محاولش يكلمك ..؟!"
هزت زينة رأسها نفيا لتقول نور بحيرة :
" طب وانتي ، محاولتيش تكلميه .."
" اكلمه ازاي يا نور بعد مطلقني .."
زفرت نور نفسا عميقا وقالت بجدية :
" انتي مش قلتيلي انك بتحبيه ..؟!"
قالت زينة بحرارة :
" جدا ، بس اعمل ايه .. هو مش واثق من حبي ليه ..."
ثم أدمعت عيناها لتحتضنها نور وهي تقول لها بترجي  :
" خلاص بقى متعيطيش .." 
ضغطت زينة على عينيها كي لا تبكي ثم قالت بجدية :
" انا لا يمكن ارجع اكلمه تاني ، مش هو كان شايفني ضعيفة ، هوريه اني قويه ازاي .."
ابتسمت نور بحب وقالت :
" هنوريه يا حبيبتي وهنخليه يندم .."
ضحكت زينة ببراءة ثم قالت :
" والله مش مصدقة اني شفتك اخيرا ، انا كنت يئست .."
" صدقيني يا زينة كان غصب عني ، انا مكنتش قادرة أبص فوشك .."
" ليه يا نور ..؟!"
سألتها زينة بصدمة لتنهار نور على الفور باكية بين أحضانها فتحتضنها زينة وتشدد عليها قائلة :
" لا يا نور ، انتي ملكيش ذنب ، ده قدر ربنا .."
" بس انا اللي اقترحت عليكي ده ، انا اللي قلتلك بلاش تقوليله ..."
هطلت دموع زينة من وجنتيها بغزارة ثم قالت بلهجة عذبة :
" متعمليش فنفسك كده يا نور عشان خاطري .."
تحررت نور من بين أحضانها وقالت برجاء خالص :
" سامحيني يا زينة ، سامحيني ارجوكِ .."
ربتت زينة على وجنتها بلطف وقالت :
" مسامحكي والله يا نور ، انا اصلا مزعلتش منك عشان اسامحك ..."
ابتسمت نور بأمل بينما قالت زينة بمرح :
" النهاردة هتنامي فحضني .."
ضحكت نور وقالت :
" أمرك يا فندم .."
.........................
كانت تقود سيارتها متجهة الى منزلها ، لقد عادت من عند الطبيبة التي أخبرتها أنها حامل في الشهر الثالث ..
لم تستطع أن تفرح فهذا الحمل قد جاء في وقت غير وقته .. هي حتى غير واثقة من كلام حاتم وما سيفعله ..
حاتم .. ليتها تعلم ما يخطط له ...
جاءها اتصالا هاتفيا من رجل كلفته بتقصي اخباره ليخبرها :
" حاتم بيه هيسافر بعد شوية لأمريكا ..."
جحظت عينا رنا وقالت :
" ازاي يعني ..؟! هو مش قالي انه سافر النهاردة الصبح .."
" هو ده اللي حصل يا رنا هانم .. قدامه ربع ساعة وطيارته تطير " 
قالها الرجل بقلة حيلة لتغلق الهاتف في وجهه وتزيد من سرعة سيارتها كي تلحق به ..
يجب أن تصل اليه وتمنعه من السفر وإلا مستقبلها سيتدمر كليا ..
وفي أثناء انشغال بالها بما يحدث وزيادة سرعة قيادتها فقدت سيطرتها على المقود حينما وجدت احدى السيارات تتخطاها لتنقلب السيارة بها ...

الفصل (27)
جلس زياد ودينا في منزل عائلة زياد بعدما استقبلتهما والدة زياد مرحبة بهم بحرارة شديدة غير مصدقة أن زياد هنا في منزلهم ..
جاء والد زياد بعد لحظات مرحبا بهم قبل أن يجلس معهم ويقول مشيرا الى دينا :
" كويس انك جيتي يا دينا ، كنتي واحشانا اوي .."
ابتسمت دينا وقالت :
" وانتوا واحشني اكتر والله .."
" هتستقري هنا خلاص مش كده ..؟!"
سألتها والدة زياد لترد دينا بجدية :
" لسه مش عارفة ، هشوف الوضع هنا عامل ايه وأقرر .."
" ياريت تستقري هنا يا حبيبتي هننبسط فيكي اووي .."
تطلعت دينا إليها بحب وقالت بإمتنان :
" وأنا هتبسط معاكو اكتر .."
حل الصمت بينهم ليقطعه والد زياد متسائلا :
" هي رنا فين صحيح ..؟!"
أجابته والدة زياد :
" عند صاحبتها هتجي كمان شوية .."
" واحشاني اووي والله .."
قالتها دينا بصدق لتبتسم لها والدة زياد ثم تنهض من مكانها وتقول :
" انا هقوم اشوف الأكل ..."
" هاجي معاكي .."
قالتها دينا وهي تنهض من مكانها وتتجه معها الى المطبخ ..
جذبتها والدة زياد نحوها وقالت بجدية :
" احكيلي عن زياد يا دينا ، عايزة اعرف اخباره ايه ..؟!"
أجابتها دينا :
" كويس والله متقلقيش .."
إلا أن والدة زياد كانت غير مقتنعة بحديث دينا فقالت :
" مش عارفة ليه احساسي غير كده ، حاسة انه مش كويس ، متغير عن الأول .."
" ده طبيعي يا طنط بعد اللي حصل .."
" كله من اللي اسمها زينة دي .. هي السبب فكل ده .."
قالتها والدة زياد بضيق لتقول دينا :
" بس هو بيحبها .. بيحبها اوي .."
مطت والدة زياد شفتيها وقالت بملل :
" عارفة انوا بيحبها .. بس اكيد هينساها .."
قالت جملتها الاخيرة بثقة لتهتف دينا برجاء خالص :
" اتمنى ده ..."
" طب يلا بينا ، لأحسن إتأخرنا عليهم .."
قالتها والدة زياد وهي تتحرك الى الخارج تتبعها دينا ..
اقتربت والدة زياد منهما وهي تقول مشيرة إليهما :
" حد يتصل برنا يشوف اتأخرت فين .."
وفي نفس اللحظة رن هاتف زوجها برقم غريب ليجيب عليها فيأتيه صوت أحدهم يقول بعملية :
" حضرتك والد رنا الشريف .." 
أجابه الأب بتوجس  :
"ايوه انا ، خير .."
" الانسة رنا عملت حادث وهي حاليا في المستشفى .."
ثم أعطاه عنوان المشفى لينتفض الاب من مكانه ويقول بلهفة :
" جايين حالا .."
سألته والدة زياد بصوت مرتجف قلق :
"فيه ايه ..؟! رنا مالها ..؟!"
اجابهم الأب بتوتر :
" بيقولوا انها عملت حادثة وهي فالمستشفى دلوقتي .."
" ايه ..؟!"
صرخت بها والدة زياد لتمسكها دينا مساندة لها بينما قال زياد بلهفة :
" لازم نروح حالا .. يلا بينا .."
سار الأربعة بسرعة خارج الفيلا متجهين الى المشفى ...
هناك وصل الأربعة بعد حوالي نصف ساعة ليتجهوا نحو موظفة الإستعلامات ويسألوها عن رنا الشريف ...
أجابتهك موظفة الإستعلامات بجدية :
" في الطابق الثالث في غرفة العمليات .."
اتجهوا بسرعة نحو الطابق الثالث وتحديدا اتجاه غرفة العمليات ..
بعد حوالي ربع ساعة كان الأربعة واقفين أمام غرفة العمليات ينتظرون خروج الطبيب منها بلهفة ...
وبالفعل خرج الطبيب بعد اكثر من ساعتين ويبدو عليه علامات الضيق والإرهاق الشديد ..
تقدم منهم وهتف بقوة :
" انتوا اهل الانسة رنا الشريف ..؟!" 
لم يستطع والديها الإجابة ليومأ زياد برأسه بينما اكمل الطبيب :
" حالتها صعبة اوي ، احنا قدرنا ننقذ الجنين بس هي للأسف دخلت فغيبوبه لانوا الضربة كانت شديدة على دماغها .."
تصنم الجميع في أماكنهم محاولين إستيعاب ما تفوه به ليتحدث زياد اولهم :
" جنين ايه ..؟! هي حامل ..؟!"
" ايوه ، انتوا مش عارفين ..؟؟"
قالها الطببب مستغربا ليهز زياد رأسه نفيا بينما يجلس الاب على الكرسي جانبه بوهن ...
أمسكت والدة زياد بيد ابنها محاولة التماسك كي لا تفقد وعيها من هول الصدمة بينما ربتت دينا على ظهره تواسيه ...
......................
استيقظت زينة من نومها على صوت رنين جرس الباب ..
تطلعت الى نور النائمة جانبها بسعادة قبل أن تنهض من فوق سريرها وتتجه مسرعة نحو الباب لفتحها ..
فتحت زينة الباب لتجد والدتها ومريم أمامها ..
قالت بنبرة فرحة وهي تفسح لهما المجال كي يدخلا :
" اهلا بيكم .."
دلفت والدة زينة وأختها مريم الى الداخل لتحتضن زينة والدتها وتقبلها من وجنتيها قبل ان تهبط الى مستوى مريم وتقبلها من وجنتيها ايضا وتحتضنها بشوق ..
جلس الثلاثة في صالة الجلوس لتخرج نور من الغرفة وتتجه إليهم وهي تهتف بسعادة :
" والله وحشتيني اوي يا طنط .."
واحتضنت والدة زينة وقبلتها من وجنتيها قبل ان تهبط الى مستوى مريم وتحتضنها بشوق وهي تقول :
" وحشتيني اوي يا مريوم ..."
جلس الثلاثة بعدها يتحدثون في امور شتى حينما سألت زينة والدتها :
" هو بابا اللي جابكم هنا ..؟!"
اومأت والدة زينة وهي تجيبها :
" ايوه وهيعدي علينا كمان شوية .."
" يعني مش هتتغدوا معانا ...؟؟"
قالتها زينة بحزن لتمسكها والدتها من كفي يديها وتهتف بها :
" متزعليش يا زينة .. متزعليش يا حبيبتي .."
اومأت زينة برأسها وهي تجاهد لإخفاء دموعها ليرن هاتف والدتها معلنا عن وصول أبيها فنهضت الأم بسرعة وقالت :
" احنا لازم نروح دلوقتي يا زينة .."
تماسكت زينة أماميهما وهي تقول :
" طيب يا حبيبتي .."
ردت والدة زينة :
" نسيت اقولك اننا هنبيع شقتنا ونشتري شقة فمنطقة تانيه .."
" بجد ..؟؟"
قالتها زينة مستغربة لتومأ الأم برأسها فتقول زينة :
" انا هنزل اسلم على بابا معاكي ..."
ثم سارت أماميهما وفتحت الباب وهبطت الى الطابق السفلى .. اتجهت خارج العمارة لتجد والدها واقف بجانب سيارته ينتظر خروج والدتها ومريم ..
تفاجئ والد زينة من رؤيتها تقترب منه وهي تبتسم بحنان قبل ان تهتف به :
" وحشتني اوي يا بابا .."
ثم احتضنته فلم يستطع ان يمنع نفسه من مبادلتها حضنها وهو يسأل نفسه كيف طاوعه قلبه يوما على أذيتها ..؟!
ابتعدت عنه والفرحة تغمرها لانها شعرت به يبادلها حضنها لتهتف زينة به :
" ايه رأيك تشرب شاي عندي ..؟!"
رد الأب :
" مش هقدر عشان عندي شغل وهتأخر عليه .."
".مش ناوي ترضى عني ..؟!"
سألته زينة بشحوب ليتنهد الأب وهو يجيبها :
" سيبي كل حاجة لوقتها .."
طفرت الدموع من عينيها ليشعر الأب بالشفقة لأجلها فيحن قلبه عليها ..
هتف الأب أخيرا :
" مفيش شقة للبيع قريبة منكم هنا .."
اتسعت عينا زينة الدامعتين لتقول والفرحة تغمرها :
" اكيد فيه هشوفلك واقولك .."
ربت الاب على ذراعها بينما هطلت هي دموعها من مقلتيها لكن دموع فرح لا حزن هذه المرة ..

الفصل (28)
بعد مرور عدة أشهر ..
وقف زياد امام باب الغرفة التي تقطن بها رنا ينظر إليها من خلف الحاجز الزجاجي بحزن ورغما عنه تكونت الدموع داخل عينيه ..
لا يصدق أن من يراها الان ممددة على سرير المشفى ببطن منتفخ هي رنا اخته الوحيدة ومدللته الصغيرة ..
في نفس الوقت شعر بوالده يقترب منه وهو يهتف بنبرة خافتة :
" هنعمل ايه دلوقتي يا زياد ..؟! ميعاد ولادتها قرب .."
رد زياد بقوة فهو قد فكر كثيرا بما سيفعله طوال الشهور الفائتة .. لقد كان حريصا ألا يعلم احد بحمل رنا ونبه الطبيب على هذا بينما كان هو يبحث عن حاتم الذي هجر البلاد دون عودة ..
" رنا مش حامل يا بابا ، والطفل اللي هيتولد هيتكتب بإسمي .."
تطلع والده إليه بعدم تصديق قبل أن يفهم بأن هذا الحل الوحيد الموجود امامه ...
اكمل زياد بخشونة :
" انا كنت متجوز من كان شهر والطفل اللي هيتولد هو ابني وهيستجل بإسمي وكده محدش هيجيب سيرة رنا بكلمة .."
تنهد الأب وقال :
" انا مش عارف اقولك ايه يابني ... بجد مش عارف .."
قاطعه زياد بجدية :
" متقولش حاجة يا بابا، رنا اختي ، وانا مسؤول عنها .."
ربت الاب على كتفه قبل ان يحتضنه بقوة ...
.....................
كانت زينة تتناول طعام غدائها مع نور التي استقرت معاها في نفس الشقة ..
لقد تحسنت أوضاعها كليا وكذلك علاقتها بعائلتها خاصة بعدما اشتروا شقة في العمارة المقابلة لعمارتها ..
حتى ان والدها طلب منها أن تسكن معهم في نفس الشقة الا انها رفضت هذا فهي قد اعتادت على شقتها هذه وحياتها بها ..
تطلعت نور الى زينة التي تقلب طعامها بشرود لتهتف بحيرة :
" مالك يا زينة ..؟! ساكته ليه..؟!"
نظرت زينة اليها وقالت كاذبة :
" مفيش .."
" بتفكري فإيه يا زينة ..؟! اتكلمي ..؟!"
قالتها نور بإصرار فهي تعلم ان وراء شرود زينة الكثير لترد زينة أخيرا :
" بفكر فزياد .."
قالت نور بخفوت :
" ربنا يعينه ، اللي هو فيه مش سهل .."
" تعرفي اني فكرت اشوفه .."
تعجبت نور مما سمعته فهتفت بعدم تصديق :
" تشوفيه ..؟! ليه ..؟!" 
هزت زينة كتفيها وهي تهتف بجدية :
" كنت محتاجة اتكلم معاه وأقف جمبه فالشدة اللي هو فيها .."
ثم أكملت بشرود :
" هو ياما وقف جمبي وساعدني فعز أزماتي .."
" طب روحيله يا زينة .. مستنيه ايه ...؟!"
أجابتها زينة :
" خايفة ومش ضامنة ردة فعله .."
همت نور بالرد الان ان رنين جرس الباب قاطعها فقالت وهي تقوم من على المائدة لفتحه :
" خليكي انتي ، انا هقوم اشوف مين اللي جه .."
فتحت نور الباب لتتفاجئ بشاب طويل وسيم يقف أمامها ينظر إليها بتعجب قبل أن يسألها بحيرة :
" هو مش ده بيت مدام زينة ..؟!"
اومأت نور برأسها وهي تجيبه :
" ايوه وانا صاحبتها .."
" انا ماجد وعاوز اشوفها .."
" اتفضل .."
 قالتها نور وهي تفسح المجال له للدخول غير منتبهه الاسم الذي قاله لتنهض زينة من مكانها وتسأله مندهشة من وجوده امامها :
" ماجد ، خير فيه ايه ..؟!" 
" ممكن نتكلم شوية ..؟!"
اومأت زينة برأسها لتنسحب نور قائلة :
" عن اذنكم انا هدخل جوه .،"
ثم اتجهت الى غرفة النوم ليجلس ماجد امام زينة ويهتف بقوة :
" انا جيت عشان اطلب ايدك يا زينة .... انا عايز اتجوزك ."
.............................
دلف زياد الى غرفته بعد يوم طويل مرهق قضاه بين العمل والمشفى ..
كان يهم بخلع ملابسه ليأخذ حماما سريعا حينما فتحت والدته الباب وولجت الى الداخل تهتف بلهفة :
" الحق يا زياد ، رنا بتولد.."
ركض زياد مسرعا خارج المنزل تتبعه والدته ووالده ...
وصلول الى هناك لتخبرهم الممرضة ان رنا في غرفة العمليات تلد بالفعل ...
ظل الثلاثة في الخارج ينتظرون انتهاء الولادة بتوتر ...
خرج الطبيب بعد فترة وعلى وجهه ابتسامة شديدة ليهتف بهم :
" مبروك جابت بنت زي القمر وكمان فاقت من الغيبوبة .."
" بجد ..؟!"
قالتها الأم غير مصدقة لما سمعته بينما قال زياد بلهفة :
" ممكن أشوفها .."
اومأ الطبيب برأسه وقال وهو يهتف به :
" احنا حاليا هنحولها للعناية المشددة عشان لسه حالتها مش مستقرة .. تقدر تشوفها كمان ساعة .."
في نفس اللحظة خرجت الممرضة وهي تحمل الطفلة الصغيرة بين يديها لينظر الثلاثة اليها بحيرة وتردد ..
فهذه الطفلة هي ابنة حرام وإن أنكروا ذلك ...
ولكن زياد كان اول من أفاق من حيرته وحمل الطفلة بين يديه ليقترب نحو والدته ويهتف بجدية :
" شوفي حفيدتك يا ماما .."
أدمعت عينا الام وهي تقول بحزن :
" كان نفسي تجي فوضع غير ده .."
عاتبها زياد :
" متقوليش كده يا ماما  الطفلة دي ملهاش ذنب ، وفالنهاية دي بنتنا من دمنا ..."
اومأت الأم برأسها وهي تنظر الى الطفلة بحنو بالغ ليهتف زياد بها :
" هنسميها ايه ..؟!"
ردت الأم بسرعة :
" سيسيليا ، رنا كانت بتحب الاسم ده اوي .."
ابتسم زياد بحنو وهو يطبع قبلة على جبين الطفلة ويقول :
" سيسيليا الشريف ... حفيدتك يا ماما .."
......................
دلف زياد الى غرفة العناية المشددة التي تقطن بها رنا ..
اقترب منها ووقف بجانبها ينظر اليها بحزن ..
فتحت رنا عينيها وقد شعرت بوجوده لتهتف بصوت خافت متحشرج :
" واخيرا شفتك .."
" متتكلميش يا رنا ، الكلام مش كويس عشانك .."
ردت رنا بإبتسامة شاحبة :
" سيبني اتكلم يا زياد ، جايز دي اخر مرة اتكلم فيها .."
زفر زياد نفسا وقال وهو يمسك كف يدها بكف يده :
" متقوليش كده يا رنا .. انتي هتبقي كويسة .."
قاطعته رنا بوهن :
" بنتي يا زياد ، بنتي امانة عندك .. اعتبرها بنتك ومتبخلش عليها فحنيتك .."
كانت رنا تتحدث والدموع تملأ عينيها :
" هي ملهاش ذنب فحاجة ..."
" بنتك هي بنتي ، متقلقيش عليها .."
قالت رنا بصوت مترجي وقد بدأ نبضها يخفت تدريجيا :
" خلي بابا يسامحني .. وماما كمان .. كان نفسي اشوفهم .."
رد زياد بضيق:
" هتشوفيهم يا رنا ، متقلقش .."
" سامحني يا زياد ، سامحني على كل حاجة .."
ثم أكملت بدموع لاذعة ونبرة متقطعة بدأت تخفت تدريجيا :
"انا عملت كل اللي عملته عشان علي اللي مقدرتش اتخطى موته ، سامحني ارجوك .."
حتى اختفت النبرة تماما وتوقفت نبضات قلبها بشكل نهائي ..
يتبع 
اذا اتممت القراءه اترك عشرة ملصقات لدعم الصفحه
يتبع 

تعليقات

التنقل السريع