القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عندما فقدت عذريني البارت الفصل (الثالث والعشرون والرابع....والخامس العشرون


الفصل (الثالث والعشرون والرابع....والخامس العشرون.

🌹🌹🌹🌹🌹🌹

في صباح اليوم التالي 📚📚

🌹🌹

أوقف ماجد سيارته أمام العمارة التي تقطن بها زينة ... هبط منها واتجه الى داخل العمارة وتحديدا الى الشقة التي تعيش فيها بعدما سأل بواب العمارة عن رقم شقتها ...

أمام باب شقتها وقف ماجد مترددا قبل أن يضغط على جرس الباب ..

فتح زياد الباب له بعد لحظات لينصدم بشدة من وجوده أمامه فيظهر الغضب جليا على ملامح وجهه ..

تحدث زياد بصوت عالي غاضب :

" انت بتعمل ايه هنا وعاوز ايه ..؟!"

رد ماجد بجدية :

" عايز اتكلم معاك ومع زينة .."

في نفس اللحظة خرجت زينة من غرفتها واتجهت نحو الباب لتنصدم بماجد أمامها ..

غمغمت بعدم تصديق :

" ماجد .."

قبل أن تهتف بسرعة :

" انت عاوز ايه ..؟!"

" زينة ارجوكِ انا محتاج اتكلم معاكِ .. محتاج اعتذر منك .. محتاج اعمل حاجات كتير ..٠

هزت زينة رأسها نفيا والدموع جرت على وجنتيها ثم قالت بتوسل :

" ارجوك انا مش ناقصة ، كفاية اللي حصل لحد دلوقتي .."

" زينة انا اسف .. انا والله ندمت .. وتغيرت .."

ظلت زينة تنظر إليه بنظرات غير مصدقة والدموع ما زالت تجري على وجنتيها بينما هتف زياد بحدة :

" كلامك ده مش هيغير حاجة يا ماجد ، انا لازم تتعاقب .. "

اومأ ماجد برأسه متفهما وقال :

" انا عارف اني لازم اتعاقب ، بس انا جيت هنا عشان اعتذر من زينة وأقولها اني عمري متمنيت يحصل فيا كده .. زينة انا اسف .. اسف اوي .. سامحيني ارجوكِ .."

...............................


وقف ماجد أمام منزل خطيبته ريم ينظر إليه والدموع تملأ عينيه ..

لقد اتخذ قراره النهائي سوف يسلم نفسه الى الشرطة ويعترف بكل شيء ..

لا يوجد امامه حل أخر .. فهو يستحق نهاية كهذه ...

فقط كل ما يريده أن يودع ريم قبل أن يرحل ويسلم نفسه ..

أجرى إتصالا هاتفيا بزياد الذي أجابه فورا فأخبره قائلا بجدية :

" انا هسلم نفسي يا زياد وهعترف بكل حاجة للشرطة ..."

جاءه رد زياد البارد المتوقع :

" دي تبقى الحاجة الوحيدة الكويسة اللي عملتها فحياتك .."

أغلق ماجد الهاتف في وجهه ثم اتجه نحو المنزل .. ضغط على جرس الباب بتردد لتفتح ريم له الباب كما توقع ..

ابتسمت له فخفق قلبه لإبتسامتها تلك ..

منحها ابتسامة متألمة وقال بلهجة خافتة :

" ازيك ..؟!"

أجابته بخجل :

" كويسة الحمد لله .. "

ثم أكملت :

" اتفضل .."

" ريم انا عايزك فموضوع مهم .."

 ارتجف قلبها لتلك النبرة الباردة التي سمعتها في صوته ..

نبرة تختلف عن تلك النبرة الدافئة  الذي اعتادت سماعها منه ..

تحدثت أخيرا بلهجة هادئة :

" خير يا ماجد ..؟! فيه ايه ..؟!"

حل الصمت المطبق بينهما للحظات .. صمت قطعه بنفسه وهو يهتف بها :

" انا قبل ما اعرفك يا ريم كنت انسان مختلف تماما عن دلوقتي .. انسان ملوش هدف فالحياة .. انسان حياته عبارة عن علاقات غير شرعية وسهرات وشرب .."

" انت بتقول ايه ..؟!"

همست بها ريم بنبرة مرتجفة ليومأ برأسه وهو يكمل بخجل وخفوت :

"انا عملت حاجات كتير اووي سيئة .. حاجات صعب تتصوريها .. بس أسوأ حاجة عملتها إني اعتديت على بنت بريئة كل ذنبها إنها رفضتني ..."

اتسعت عيناها بصدمة شديدة .. لم تستوعب ما قاله فوجدت نفسها تصرخ به بصوت عالي :

" اسكت .. اسكت ومتكملش .. كفاية ارجوك .."

ثم أكملت بدموع لاذعة وقلبها أخذ ينبض بعنف ووجع :

" عملت كده ليه ..؟! خطبتني ليه ..؟! وليه اعترفت دلوقتي ..؟! انت ازاي تعمل كده ..؟! ازاي جالك قلب تخدعني ..؟؟"

هطلت دموعه من عينيه بغزارة بينما اكملت هي بنفس الصوت المتألم :

" حرام عليك ، انا عمري مهسامحك .."

همت بالتحرك عائدة الى المنزل لكنه أوقفها بسرعة :

" انا هسلم نفسي للبوليس يا ريم ..."

رمقته بنظراتها الباكية قبل أن تنقض عليه وتضربه على صدره بعنف :

" ليه عملت كده ..؟! ليه دمرت نفسك ودمرتني معاك ..؟!"

أوقفها أخيرا وقال بعدما هدئت بين ذراعيه :

" سامحيني .. سامحيني يا ريم وادعيلي .. ادعيلي ومتنسينيش .."

......

ما إن أغلق زياد هاتفه مع ماجد حتى وجد زينة تقترب منه وتسأله بقلق :

" انا سمعتك بتكلم ماجد .. هو حصل ايه ..؟!"

أجابها بجدية :

" انا مش حكيتلك على كلامنا سوا امبارح ..؟!"

اومأت برأسها وقالت :

" ايوه حكيت.."

رد بجدية :

" كلمني دلوقتي وبيقول إنوا هيسلم نفسه للبوليس ويعترف بكل حاجة .."

ارتجف قلب زينة ما إن سمعت ما قاله بينما اكمل زياد :

" اللي عرفته من رجالتي للي بيراقبوه انه كان موجود قدام بيت خطيبته وبعدها كلمني على طول .."

" بيودعها يعني .."

هتفت بها زينة بنبرة حزينة ليومأ زياد برأسه ويقول ساخرا :

" شكله كده ، باين عليه بيحبها جدا .."

صمتت زينة ولم تعلق بل أخذت تفكر بماجد وندمه الواضح خاصة حينما اعترف لزياد بكل سهولة بكل شيء ..

اتجهت أفكارها بعدها نحو خطيبته التي تبدو بريئة للغاية ..

مسكينة كيف ستتحمل صدمة كهذه بل وكيف ستتصرف معها ..؟!

نظر إليها زياد فوجدها شاردة ويبدو أنها تفكر في شيء هام للغاية ..

سألها :

" مالك يا زينة ..؟! بتفكري بإيه ..؟!"

نظرت إليه زينة بتوتر وقالت فجأة :

" احنا لازم نلحق ماجد قبل ميسلم نفسه .."

صرخ بها زياد بعدم تصديق :

" انتي بتقولي ايه ..؟!"

" هيعدموه يا زياد ، وانا مش هقبل انوا حد تاني يموت بسببي .."

رد زياد بقوة :

" ولا انا هقبل اني اتنازل عن حق اخويا علي ..."


الفصل (24) 

تجمد زياد في مكانه محاولا استيعاب كلماتها ..

هل جنت لتقول شيئا كهذا ..؟! 

هل استوعبت ما تفوهت به ..؟!

إنها تطلب منه العفو عن مغتصبها ..

" زينة انتي واعية للي بتقوليه ..؟!"

سألها مصدوما مما تقوله لتومأ برأسها وهي تقول بتأكيد:

" ايوه يا زياد ، انا مش هستحمل اتسبب بموت شخص تاني حتى لو كان الشخص اللي اغتصبني .."

أشاح بوجهه بعيدا عنها غير مستوعبا بعد لكل هذا الهراء الذي تتفوه به .. لقد جنت تماما ..

عاد بوجهه ناحيتها وهتف بنفاذ صبر :

" زينة ده اغتصبك واتسبب بموت علي .."

كانت نبرته قوية صارمة لتقترب منه وتحتضن وجهه بكفيها بينما هو يحاول ابعاد وجهه عنها ..

ثبتت وجهه بكفيها وقالت بنبرة مترجية بينما تنظر الى عينيه بثبات :

" بس تاب ، تاب يا زياد وربنا تواب رحيم .."

" بس احنا بشر يا زينة ، مش هنقدر نغفر زي ربنا .."

نظرت إليه بعجز وقالت :

" ارجوك يا زياد ، عشان خاطري .."

أغمض زياد عينيه بتعاسة ثم ما لبث ان فتحها واخرج هاتفه من جيبه متصلا بماجد ..

جاءه صوت ماجد يقول بحذر :

" انا فطريقي لمركز الشرطة .." 

" تعال عندنا حالا ، فيه حاجة مهمة لازم نتكلم عنها .."

حل الصمت بينهما للحظات قبل أن يهتف ماجد بقوة :

" جاي حالا .."

وبالفعل وصل ماجد بعد مدة قصيرة اليه فوجدهما في انتظاره ..

قال زياد مشيرا اليه :

" زينة عايزة تتكلم معاك يا ماجد .."

ارتبك ماجد كليا وهو ينظر إليها والى ملامحها الحزينة قبل أن يهتف بها بتوتر :

" اتفضلي يا زينة ، سامعك .."

" عمري متخيلت اني هقف الوقفة دي ، او حتى اقول الكلام ده .. بس خلاص انا اقتنعت باللي بعمله .. ومش حابه اتحمل ذنب حد تاني .."

نظر اليها ماجد بحيرة ثم سألها بعدم فهم :

" انتي عايزة تقوليلي ايه ..؟!"

ردت زينة بجدية :

" بلاش تسلم نفسك للبوليس يا ماجد ، انا مش مستعدة اتحمل ذنب موتك .."

جحظت عيناه بصدمة مما سمعه ، هل هي واعية لما تقوله ..؟! 

إنها تخبره ألا يسلم نفسه للشرطة .. 

تطلب منه شيئا غريبا كهذا ..

" انتي بتقولي ايه يا زينة ..؟! "

قاطعه زياد بنفاذ صبر :

" اللي سمعته ، زينة مش عايزاك تسلم نفسك للبوليس .."

أخفى ماجد وجهه بكفيه للحظات قبل أن يبعدهما عن وجهه فتطفر الدموع من عينيه بغزارة ...

هطلت دموع زينة من مقلتيها هي الأخرى وبدأت تبكي بضعف ..

أما زياد فكان يتابع الموقف بملامح واجمة غير مقتنع بكل ما يحدث ..

تحدث ماجد اخيرا بوهن :

" انا لو مهما قلت ومهما عملت مش هقدر أوصفلك احساسي دلوقتي ، انا عامل زي اللي اتولد من جديد ..

انتي ملاك يا زينة .. ملاك صعب يعيش بينا فالزمن ده .."

لم ترد عليه زينة بل اكتفت بالصمت بينما قال هو بنبرة متعذبة :

" انا بقالي سنين بتعذب بسبب ذنبك ، سافرت وهربت ورجعت هنا تاني وذنبك كان معايا فكل لحظة .. 

تعرفي اني فكرت اصحح غلطي واتجوزك بس مقدرتش .."

قاطعه زياد بغضب وهو يهم بضربه :

" انت بتقول ايه يا بني ادم انت .."

بينما وقفت زينه  كفاصل بينهما تمنع زياد من أن يضربه ..

أكمل ماجد غير أبها بزياد ورغبته بضربه :

" مقدرتش ابص فعينيكي .. كنت كل ما بحاول اقرب منك بتراجع من الخوف والضعف اللي جوايا ..."

أخذ نفسا عميقا بينما قالت زينة بحسم :

" تقدر تروح دلوقتي يا ماجد ،واعتبر الي كان بينا انتهى .."

" هتسامحيني .."

سألها ماجد بنبرة مرتجفة لتقول بوجع وهي تمسح دموعها بأناملها :

" صعب اسامحك ، اللي عملته فيا  مش سهل يا ماجد .. "

ابتسم بمرارة قبل ان يقول بتفهم :

" انا عمري مهنسى اللي عملتيه وهفضل طول عمري ممتن ليكي .."

هنا تدخل زياد في الحوار :

" الكلام لسه مخلصش يا ماجد ، انت ملزوم تعترف ببراءة زينة قدام اهلها واهلي وكل الي عرفوا باللي حصل .."

اومأ ماجد رأسه بلهفة وقال بسرعة :

" موافق ، بس ممكن تستنوا عليا يومين بس ..."

هز زياد رأسه وقال بإقتضاب :

" ماشي .."

ثم اكمل :

" تقدر تروح دلوقتي واتمنى اني مشوفش وشك تاني الا لما اطلبك ..."

.........

اوقف ماجد سيارته امام منزل ريم ..

هبط منها وأخذ نفسا عميقا وهو يفكر أنها المرة الاولى التي يشعر بها براحة كهذه ...

بالرغم من كونه يريد الحصول على العفو الكامل من زينة حتى يتنسى له ان ينام مرتاح البال ..

تطلع الى باب منزل ريم وهو يخطو خطوة ويؤخر خطوة اخرى .. 

يريد رؤيتها وإخبارها بما حدث لكنه خائف ومذعور من ردة فعلها ...

تنهد بعمق وهو يسير بخطوات بطيئة نحو الباب ويطرق عليها بخفة لتفتح له ريم الباب وتنظر اليه بحزن قبل أن تسأله ببرود قاومت كثيرا كي يظهر جليا على ملامح  وجهها :

" مسلمتش نفسك ليه..؟!"

" ممكن نتكلم ..؟!"

سألها ماجد بنبرة حزينة لترد بسرعة :

" عايز تقول ايه يا ماجد ..؟! اظن كل الكلام اللي بينا انتهى .."

"  زينة منعتني اسلم نفسي للبوليس .."

حل الصمت المطبق بينهما لحظات قطعتها وهي تقول :

" وجاي بتقولي الكلام ده ليه  ..؟!" 

رد بجدية :

" عشان تديني فرصة زي ما زينة عملت وتغفريلي غلطي يا ريم .."

" مستحيل .. مستحيل اغفرلك يا ماجد .. انت اغتصبت واحدة .. عارف يعني ايه اغتصبت ..؟!"

تطلع اليها بحزن وقال برجاء خالص :

" ارجوكِ يا ريم ، سامحيني المرة دي بس ..."

" لا يا ماجد ، متحاولش .. الموضوع مش سهل .. انا مش قادرة اتقبلك ... حقيقي مش قادرة اتقبلك لما افتكر  اللي عملته "

" يعني ايه ..؟! مفيش امل .؟!"

اومأت برأسها وقالت بحسم :

" انساني يا ماجد .. انساني من فضلك وابعد عن حياتي .."

أغمض عينيه بوجع ثم فتحهما وابتسم بوهن قبل أن يبتعد عنها ويتجه نحو سيارته وهو يفكر ان الحياة عادلة للغاية فهو قد خسر حب حياته وانتهى امره عند هذا الحد ...

................

جلست زينة بجانب زياد وهتفت بتساؤل :

" انت زعلان مني ..؟!"

لم ينظر إليها وهو يجيبها بقوة :

" لا مش زعلان .."

ردت زينة بحيادية :

" صدقني انا مرتاحة كده ، عمري مكنت هرتاح لو سبته يسلم نفسه للبوليس .."

" انتي ازاي طيبة كده ..؟!"

انصدمت من سؤاله ثم اجابته :

" انا طيبتي عادية يا زياد ، انا بس بعد اللي مريت بيه مبقتش اتمنى الموت لاي حد حتى عدوي .."

صمت زياد ولم يرد فهمست له بدورها :

" زياد اتمنى إنك متقساش عليا ، الحياة كلها متستاهلش ده ، متستاهلش اننا نزعل ونحقد على حد .."

رغما عنه ابتسم زياد بحنو قبل أن يقبل رأسها ويضمها نحوه ..


الفصل (25 ) 

بعد مرور يومين ..

وقف كلا من زياد وزينة أمام شقة عائلة زينة ينويان الولوج الى الداخل ..

كانت زينة مذعورة من فكرة رؤية والدها من جديد ..

تخاف من أن يؤذيها مجددا رغم إدراكها أنه لا يستطيع أن يفعل لها شيئا بوجود زياد لكن تكفيها كلماته التي تسم بدنها وتحقر من شأنها ..

شعر زياد بتوترها فأمسك بكف يدها يدعمها بقوة قبل أن ينظر اليها ويهتف بتساؤل :

" مستعدة ..؟!" 

اومأت زينة برأسها بإرتباك ليضغط زياد على جرس الباب فيفتحه والد زينة بعد لحظات وينظر إليهما بغضب واضح قبل ان يهتف بجمود :

" خير ..؟! جايين ليه ..؟!"

كان زياد يعلم ان والد زينة لا يطيقه فهو بنظره من انقذ زينة من براثن أبناء عمومتها وهو من أجبره أن يسمح لوالدة زينة وأختها برؤيتها مستخدما نفوذه وسلطته ..

نظر ماجد الى زياد بتوتر ليتنحنح زياد قائلا بحرج :

" احنا جايين نتكلم فموضوع مهم .. يخص زينة .."

رمقه الأب بنظرات حاقدة قبل أن يهتف بنبرة مستاءة :

" مفيش كلام بينا ، ومفيش حاجة تخصها تعنيني .. انا اتبريت منها خلاص .."

في نفس اللحظة تقدمت والدة زينة منهم وهي تهتف بقوة :

" إدي الراجل فرصه يتكلم  ، يمكن عايز يقول حاجة مهمة .."

" ادخلي انتي جوه ومتخرجيش من غير اذن .."

قالها الأب بصرامة لتنظر والدة زينة الى ابنتها بتوتر فتمنحها زينة ابتسامة شاحبة تحاول من خلالها طمأنتها ..

تحدث زياد اخيرا قائلا :

" من فضلك اديني فرصة اتكلم واقول اللي عندي .. انا جاي فحاجة مهمة تخصكم .." 

زفر والد زينة نفسا عميقا قبل ان يهتف على مضض وهو يفسح المجال لهما كي يدخلان :

" اتفضلوا .."

دلف الاثنان الى الداخل واغلق والد زينة الباب خلفيهما قبل ان يقترب منهما ويهتف بنفاذ صبر :

" اتكلم ، عايز تقول ايه ..؟!"

تطلع زياد الى زينة الواقفة بجانبه وقال بهدوء :

" زينة مظلومة يا عمي ، وانا إتأكدت من ده بنفسي .."

ابتسم الأب ساخرا وهتف ببرود :

" الكلام الاهبل ده مبقتش اصدقه .. لاقيلك حاجة غيرها.."

نظر زياد الى زينة التي أدمعت عيناها بقوة من موقف والدها وانعدام ثقته بها ثم قال :

" الحقيقة انوا زينة تعرضت للاغتصاب من طالب معاها فالكلية من كام سنه .. والطالب ده اعترفلي بنفسه بده .."

" وانا ايه اللي يضمني انك مش بتكدب وتحامي ليها ..؟!"

نظر زياد اليها بذهول وقال :

" وانت متخيل اني ممكن اتجوزها وادافع عنها وانا مش واثق انها بريئة ..؟! انت متخيل اني هدافع عن وحدة مش كويسة ..؟! انت ازاي بتفكر فيا كده ..؟!"

صمت الأب ولم يعرف ماذا يقول .. هو يشعر بحيرة فمالذي يدفع هذا الرجل للوقوف بجانب ابنته ..؟! مالذي يجعله مصرا على مساعدتها بهذا الشكل ..؟! 

تحدثت والدة زينة مساندة زياد في حديثه :

" مش قلتلك انوا بنتك بريئة .. ازاي تتخيل انها ممكن تعمل كده ..؟!"

رد الأب بضيق :

" حتى لو كانت بريئة ، هل ده هيغير اللي حصل ..؟! هيرجعلي شرفي اللي راح ..؟!"

تنهدت زينة وقالت :

" لا يا بابا ، انت كده بتظلمني .. وبتعاقبني على ذنب مليش علاقة فيه .."

" لما انتي مش بنت ، اتجوزتيه ليه ..؟! وطيتي راسنا ليه ..؟!"

صرخ بها الأب بصوت جهوري عالي بترتجف زينة رعبا والدموع الحارقة تأخذ طريقها على وجنتيها ..

أجابته زينة من بين شهقاتها المتتالية :

" كنت فاكراه هيسمعني ويصدقني .. هيديني فرصة احكيله اللي حصل .. كنت فاكراه بيحبني .."

احتضنتها الأم بمواساة بينما ازدادت شهقاتها ليقول الأب اخيرا :

" كل ده مش هيغير حاجة ، سمعتنا ادمرت خلاص .."

" بابا سامحني ارجوك .."

قالها زينة بترجي وهي تحاول الإقتراب منه ليمنعها الاب بإشارة من يدها وهو يرد بحزم :

" متقربيش يا زينة ... صدقيني مش هينفع .."

" يعني انت مش مصدق كلام زياد ..؟!"

سألته بنبرة غير مصدقة ليرد :

" لا مصدقه بس مش قادر انسى كل اللي حصل لينا بسبب كدبك.."

" يعني مش هتسامحني ..؟!"

سألته بنبرة غير مصدقة لينظر الأب لها بحزن ويقول :

" سيبي الأيام تداوي اللي حصل .. جايز اقدر فيوم انسى .."

اومأت زينة رأسها بتفهم قبل ان تقول لزياد بشحوب :

" يلا بينا نروح يا زياد .."

أمسكها زياد من يدها وسار بها خارج الشقة ..

.......................................................................

دلف زياد الى الشقة تتبعه زينة ..

اغلقت زينة الباب خلفهما ثم اقتربت منه بملامح حزينة .

" زينة احنا لازم نتكلم .."

قالها زياد بنبرة جادة لتتوتر زينة وهي تقول :

" اتفضل .."

" انا هاسيب البيت ..."

ارتعدت اوصالها لما سمعته فسألته بصوت خافت مرتبك :

" ليه ..؟!"

أجابها بجدية :

" اظن بعد ما اهلك عرفوا برائتك مبقاش فيه خطر عليكي .. وبالتالي جوازنا مبقاش ليه معنى .. ومينفعش يستمر اكتر من كده .."

" لا يا زياد متقولش كده .."

قالتها زينة بصوت متحشرج ليرد زياد بوجوم :

" انا اسف يا زينة .. بس احنا لازم نطلق .."

وقفت في وجهه تعانده بوجع :

" زياد انا مش عايزة اطلق منك .. "

" ليه ..؟! عايزة تكملي خطة انتقامك ..؟!"

كان الألم واضحا في نبرته فشحبت ملامحها وهي تهز رأسها نفسا وتخبره بصدق :

" لا ، انا عايزة افضل مراتك يا زياد .. والله مش عشان اكمل انتقامي .. انا تراجعت عن موضوع الانتقام من زمان .. زياد انا .."

ثم حل الصمت بينهما ليبتسم زياد بسخرية ويهتف بها بغموض :

" صدقيني اي كلام هتقوليه ملوش داعي .. انا منكرش اني حبيتك ولسه بحبك بس احنا علاقتنا مستحيلة ..."

" ليه بتقول كده ..؟! ليه بتحكم عليا بالإعدام ..؟!"

قالتها بحزن دفين ليرد بقوة :

" بلاش أفورة من فضلك ، انتي حياتك هتكون كويسة وانا هدعمك .."

هطلت دمعة واحدة يتيمة من عينيها قبل أن تهتف اخيرا بجدية :

" زياد انا بحبك .."

كانت تتوسله بنبرتها وهي تنطقها أن يصدقها ..

ترجوه ان يشعر بنيران قلبها ..

لا تعرف كيف تجرأت ونطقتها لكن كل ما تعرفه أن قلبها نطقها قبل لسانها ..

" لا يا زينة متقوليهاش ، بلاش تقولي حاجة مش حساها ، انا ممكن اقبل اي حاجة إلا الشفقة .."

قاطعته بترجي :

" مين قال انها شفقة ، زياد انا بحبك بجد .. بحبك جدا كمان .."

صرخ بها بوهن :

" كفاية بقى ، انتي ازاي كده ..؟! ازاي ضعيفة لدرجة انك تمثلي الحب عليا لمجرد انك عاوزاني جمبك ..؟!"

تراجعت الى الخلف مصدومة مما قاله .. هل هي ضعيفة ومثيرة للشفقة الى هذا الحد ..؟!

هزت رأسها نفيا وقد سقطت دموعها بتخاذل لتهتف اخيرا :

" انا مش ضعيفة يا زياد ، ولا بقول كده عشان عاوزاك جمبي .. انا بحبك ..بحبك وبس .."

اتجه نحو غرفته بجمود بينما جلست هي على الكنبة بوهن ... انتظرته يخرج ليخرج بعد فترة وهو يجر حقيبة ملابسه خلفه ، نهضت من مكانها واتجهت خلفه لتنادي عليه اخيرا فيلتفت لها مرسلا اليها نظراته المتسائلة فتقول بجدية وقسوة لا تعرف من أين أتتها :

" تطلقني قبل متسيب البيت .."

تصنم في مكانه للحظات غير مستوعبا لما قالته ، هي تحاول الثأر لكرامتها بأي طريقة ، تدعي القوة أمامه ثم ستنهار باكية ما ان يخطو اولى خطواته خارج المنزل .. 

" انتي طالق .."

همس بها اخيرا وهو يحاول ان يمنحها ما تريد لتقول أخيرا بقوة :

" من النهاردة انت ملكش علاقة بيا لا من قريب ولا من بعيد .."

اومأ برأسه وهو يجاهد كي يحافظ على قناع البرود واللامبالاة أمامها قبل ان ينسحب خارج الشقة لتغلق الباب خلفه وهي تضع يدها على قلبها ..

لقد خسرته في اليوم الذي اكتشفت فيه حبها له لكنها لن تبكي فقد اكتفت من الضعف وعليها التحلي بالقوة ..

يتبع


 

تعليقات

التنقل السريع