القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية حياة مريرة كامله من الفصل 11 إلى الفصل 20 بقلم امل صالح



رواية حياة مريرة كامله من الفصل 11 إلى الفصل 20 بقلم امل صالح 


#الحادي_عشر


- دا حتى أمي طردتني!

- طب اسمعي، اطلعي عمارة بيتكم اقعدي فيها، محدش هيقولك بتعملي إيه وأنا ربع ساعة بس وهكون عندِك..


صوت الموتوسيكل رجع..

رفعت رأسها بخوف...

حطت التلفون في جيبها ووقفت.


وقبل ما تفكر في الهروب حتى كانوا بيوقفوا الموتوسيكل وبينزلوا من عليه مقربين منها، • لفت تخبط على الباب بعنف نتج عن خوفها وهي شايفاهم بيقربوا منها بنظرات لا تُبشر بأي خير.


مفتحش وفاء ولا هم رجعوا، حاولت تصوَّت لكن معرفتش! وكأنها صارت بكماء بالوضع المريب اللي اتحطت فيه..


- بتعمل إيه منَك ليه هنا.! 


بصت لمصدر الصوت، واحدة سِت شايلة جردل في إيدها وبتبصلهم بإستغراب، عينها وقعت على رغد بعدين على واحد من الشباب اللي لفوا وشهم عشان يشوفوا الدخيل صاحب الصوت..


وأول ما شافته شهقت صدمة وهي بترمي الجردل وبتقرب منهم - هو أنت وشلتك يا ** يا ابن الـ**، وحياة أمي ما أنت طالع منها سليم النهاردة.


هجمت عليه السِت والشابين التانيين كل واحد جِرى في طريق، وكذلك رغد اللي شالت شنطتها وجرت لبعيد وهي بتمسح وشها من الدموع.


كانت بتجري ولسانها مش بيرد غير (يارب)، وكل ثانية والتانية بتلف رأسها تتأكد إن محدش وراها، لحد ما وصلت للعمارة اللي فيها بيتها اللي موجود فيه حاليًا أمها وجوزها على حسب تخمينها..


قعدت في بير السلم، حطت شنطتها جنبها، ضمت رجليها ليها بإيديها، خبَّت وشها فيهم وبدأت تعيط بإنهيار..


بتعيط بسبب كلام أمها الغير مباشرة إنها مبقتش عايزاها معاها ولا عايزة وجودها، بتعيط بسبب كلام الناس الجارح ونظراتهم المهينة ليها، بتعيط بسبب الموقف اللي حصلها مع الشباب وإنها كانت لوحدها ومش عارفة تتصرف، وبتعيط بسبب الأبواب اللي اتقفلت في وشها بكل جبروت.


"أدخلِك فين هنا وسط عيالي؟ عايزة تبوظيهملي؟!!"

"هو حرام لينا وحلال ليه"

"ماشية بطَّال والحارة كلها عارفة"


الجمل المهينة اللي اتقالتلها من ساعة ما نزلت البلد، الجمل اللي مش قادرة تتطلعها من دماغها، يعني إيه هتبوظلها عيالها؟!! يعني إيه ماشية بطّال! يعني إيه حرام لينا وحلال ليه!!! إيه معنى كل دا؟! 


بتحاول تستنتج سبب أفعالهم مش لاقية!

عياطها زاد..

معاه زاد الألم في قلبها.


حطت إيدها فوق قلبها - يارب، يارب أنت أعلم بحالي يارب، يــارب.


التلفون رَن..


- إيه يا رغد، أنا على كوبري البلد أهو، أوصفيلي المكان اللي أنتِ فيه.


ردت عليه بصوت يكاد يكون مسموع، خرج بصعوبة وبعد صراع كبير مع نفسها - مش عارفة..


- أنتِ روحت بيتكم زي ما قولتلك ولا أنتِ فين.؟ 


جفون عينها بتنزل بثقل..

الرؤية بتتلاشى واحدة واحدة..

تنفسها بيزيد..


ردت بآخر قدرة عندها للرد - مش عارفة.

سابت التلفون يقع ومعاه تراخى دراعها..

وجابر بينادي عليها، ولا حياة لمن تنادي.


دخل المحلات يسأل عن بيت نعيمة ولكن الكل أكدله إن مفيش حد في البلد إسمه نعيمة!


- السلام عليكم، بيت الحجة نعيمة فين لو سمحت، بسرعة بالله عليك..

خلع طلعت نضارته وبصله بإستغراب - نعيمة مين؟ نبيلة بقى قصدك.


ضرب جابر ايديه في بعض بعد ما افتكر إسم أم رغد - أيوة أيوة، بسرعة يا حج..


شاورله - العمارة اللي في الوش د...

سابه جابر وما وقفش يسمع باقي الكلام، جِرى على العمارة وهو بيدعي تكون موجودة.


كان طالع على السلالم ولكن لفت نظره حاجة ورا، واللي مكنتش غير رغد اللي قاعدة على الأرض لا حول لها ولا قوة، وطى على الأرض بسرعة وبدأ ينده عليها - رغد، يا رغد..


ضرب بخفة على وشها وهو بيبص حواليه بعجز؛ يطلب من مين المساعدة دلوقتي؟؟ مكنش عايز يشيلها احترامًا ليها ولمبادئه كراجل، فتح الكيس اللي معاها على الأرض وحاول بالماية يفوقها.


 فتحت عينها بعد دقايق على ضرب خفيف على وشها، بصت حواليها بأمل يكون كل دا حلم وتكون هي في شقة جابر بتتغدى معاه ومع عزة، لكن لقت نفسها لسة في بير السلم.


الوش قدامها مكانش واضح وواحدة واحدة بدأت الرؤية توضح، وبمجرد ما شافت جابر رجعت تعيط - أنا عايزة أرجع معاك يا جابر، مشيني من هنا والنبي، أنا .. أنا خايفة منهم هنا...


قعد قصادها واخد نفس طويل براحة لإستفاقتها، بصلها وهي بتعيط بصمت ووجع في قلبه، مش عارف يواسيها ولو حتى بطبطبة على إيدها!


- حقِك على قلبي يا رغد، ماتعيطيش!

- كانوا جايين عليا يا جابر، عمو طلعت .. عمو طلعت يا جابر بيقول إني ماشية بطّال.

- طب خلاص عشان خاطري، أنا آسف!


توقفت عن الكلام ولكن مستمرة في البكاء، وبعد فترة كانت هدت قال - بقيتي كويسة؟ تقدري تمشي.


مسحت وشها وهزت رأسها بصمت فوقف - يلا نمشي من هنا، يلا نرجع بيتنا يا رغد !


يتبع....ෆ



#الثاني_عشر


- حقِك على قلبي يا رغد، ماتعيطيش!

- كانوا جايين عليا يا جابر، عمو طلعت .. عمو طلعت يا جابر بيقول إني ماشية بطّال.

- طب خلاص عشان خاطري، أنا آسف!


توقفت عن الكلام ولكن مستمرة في البكاء، وبعد فترة كانت هدت قال - بقيتي كويسة؟ تقدري تمشي.


مسحت وشها وهزت رأسها بصمت فوقف - يلا نمشي من هنا، يلا نرجع بيتنا يا رغد! 


• على ناحية تانية عند عزة، كانت قاعدة على كرسي في المحل بتاعهم بتكلم نفسها بقلق وخوف - حقّا كدهو يارب العيال دَهي! محدش فيهم راضي يعبرني ويرد على التلفون. 


اتكلم فتحي اللي بيرتب المكان ورا بضيق - عايز أقفل المحل يا عزة، ما تطلعي تستنى فوق.


لفتله بعصبية - أنت تسكت خالص، تسكت ماتقولش كلمة واحدة يا فتحي، عشان أنت السبب في اللي بيحصل دا كله، كانت عملتلك إيه رغد؟! كانت عملتلك إيه الغلبانة دي؟! مكنتش عارف تمسك لسانك وتسكت يعني، ياما ربنا سترها معانا ووقف جنبنا ولاد الحلال، ما نقف جنب الناس إحنا كمان.


- إيه إيه كل دا! من بقية أهلِك رغد دي؟ واحدة من الشارع لا نعرف أصلها ولا فصلها، مقعدينها معانا من خمس ولا ست أشهر، بنصرف عليها من دم قلبنا.


- مين قالك كدا، دي كل لقمة كنا بناكلها فلوسها كانت بتبقى داخلة فيها، كانت كل يوم والتاني تسيبلي فلوس في البُكْ بتاعي، إشي ٥٠ جنيه إشي ١٠٠ جنيه ومكنتش ترضى تاخدهم أبدًا، دي مفيش في غلبها ولا طيبة قلبها..


- خلاص يا عزة! خلاص ضحكت عليكِ ودخل عليكِ كذبها بسهولة كدا؟!


- حقك، حقك ياخويا تقول كدا ... ما أنت ماتعرفش اللي فيها، أنت لو تعرف إيه اللي حصلها مكنتش قولت كدا..


وقفت - أنا هطلع فوق بدل ما كلامك السم دا يجلطني، يكش تلاقي اللي يسِم بدنك بكلامه يا فتحي عشان تعرف إن الله حق.


وقبل ما تطلع من بوابة البيت وقف توكتوك كان جواه رغد وجابر، اللي نزل وفي ايده حاجة رغد وبسرعة قال لأمه - تعالي سنديها يامّا.


لفت عزة بسرعة ناحية رغد اللي مسكت إيدها ونزلت من التوكتوك وقالت ببسمة صغيرة - لأ لأ أنا عارفة أمشي.


- اسكتي خالص، سامعة! اصبري بس حسابِك معايا لما تفوقي من اللي أنتِ فيه دا.


اتكلم جابر بهزار - خلاص يا حجة عزة براحة على البنية اللي حليتنا.


- وأنت كمان اسكت! ما بتردش على تلفونك ليه يا جحش أنت؟


- الله! وأنا مالي يا لمبي.


كل كلامهم كان وهم طالعين على السلم، جابر سابق لوحده قصادهم ووراه رغد وعزة اللي سانداها، وقف قصاد شقتهم فقالت رغد - لأ لأ يا جابر، فوق مش هنا.


ردت عزة - فوق ازاي بس، دانتِ محتاجة حد لازق فيكِ الليلة دي بوضعِك دا.


- معلش يا طنط عشان معملش قلق لعمو فتحي، أنا أساسًا كويسة مفيش حاجة تستدعي قلق.


بصت عزة لجابر - يلا بينا على فوق، لما نشوف آخرتها مع أبوك.


طلعوا فوق ودخلوا الأوضة، فتح جابر الدولاب وحط الشنطة بحالها فيه بعدين لف لأمه وقال - تعالي يا حجة أنتِ فضّي الشنطة وأنا هنزل اجيب الأكل من تحت. 


- طيب انزل، سخَّن الأكل حلو وعرَّف أبوك إني بايتة هنا مع رغد.


لفت تبص لرغد السرحانة - وأنتِ يختي، تقومي معايا أحط عليكِ شوية ماية تروقي كدا.


ضحكت رغد - لأ يا طنط مش لدرجة تحميني! الحمد لله لسة فيا صحة أحمِّي نفسي.


ضحكت عزة وهي بتخبط بايدها فوق ايد رغد قبل ما تقف وتجيب كرسي من برة، حطيته قصاد الدولاب وبدأت ترتب هدوم رغد فيه - تاني مرة ما تكرريهاش ااني، أوعي تمشي من هنا من غير يبقى في كلام بيني وبينِك.. 


بصتلها - دا أنتِ حتى يا عبيطة ساعة ما كررتي تهجي قومتِي هاجة الساعة ٩ ولا ١٠ بليل، طب والله عقلِك تعبان.!


رجعت تبص في اللي بتعمله وهي مستمرة في الكلام - كل دا عشان عمِك فتحي هَلْفَط بكام كلمة! أومال أنا اللي عايشة معاه من ٢٩ سنة أعمل إيه؟ أموت نفسي بقى.


ضحكت رغد ضحكة خفيفة - أنا أصلًا مكررة أمشي من قبل كلام عمو فتحي يا طنط، وكلمت جابر عشان يقولِك بس هو حلوف، اتحمق عليا وماعبرش.


- إبن أمه بصحيح، أيوة هي دي الرجالة ولا بلاش.


سكتوا الاتنين بعد جملتها للحظات قطعتعا رغد - هو أنتِ ليه بتساعديني يا طنط، ليه من أول مرة جيت فيها وأنتِ واثقة فيا ومصدقة كلامي؟


اخدت عزة نفس طويل قبل ما تجاوبها ببسمة - ياستِ أنا بنت حلال وربنا موقفني ليكِ، دانتِ غريبة جِدًا!


اتعدلت رغد - لأ بجد، ليه؟


سكتت عزة شوية بعدين جاوبتها - زمان وأنا لسة متجوزة جديد، كان صالونات وجه بسرعة يعني معملناش خطوبة ولا فترة تعارف ولا ولا ولا، هو كتب كتاب وزفة على الخفيف وخلص الموضوع..


سابت الهدوم في إيدها وكملت ببسمة وهي بتبص لِـ اللاشيء قصادها - كان عمِك فتحي يطلع يشتغل برة البلد ويرجع على آخر اليوم، والفترة اللي هو مكنش يبقى فيها هنا كان سعد اخويا يجي يمر عليا، كان يجي معاه فاكهة مرة تسالي مرة وكنا نقعد بساعة وال٢..


بصت لرغد - بس عمِك سعد ياختي كان غريب على الحارة هنا وجه جديد، فطلعوا عليه إنه واحد مش ولابد وأنا ماشية معاه.


رغد عينها وسعت بدهشة من تفكير الناس وعزة اتكلمت - أيوة يختي ما تتخضيش كدا، دي حارة ** من يومها، المهم بقيت ابقى ماشية الاقيهم بيتهامسوا، قاعدة وسطهم واخدين جنب مني، لحد ما اتقالتي في وسط خناقة قالولي أنتِ بتقرطسي جوزِك يا عزة وهو في الشغل..


ضحكت عزة جامد وهي بتكمل وسط ضحكها - نساوين فاضية!


المهم كنت أقعد أحلفلهم بالله واعيط واحكي لعمِك فتحي يقولي طنشي...


بصت لرغد بطرف عينها - أصل بيني وبينِك أنا مكنتش ولية قادرة زي ما أنتِ شايفاني كدا، دا هي الحارة دي منها لله اللي خلتني كدا، المهم أنا من يومها بقيت باخد الحوارت دي بتفكير، المواقف بقت تعدي عليا ناس بتكذب وأصدقهم وناس مابيكذبوش ومااصدقهمش لحد ما بقيت خبرة من نظرة بس اعرف الشخص قدامي صادق ولا لأ.


غمزت رغد - يا خبرة أنت يا جميل.

دخل جابر وهو شايل في إيده صينية الأكل - أوعا الغمزة.


ضحكوا التلاتة وعزة قامت قعدت قصاد رغد، ظبطتلها المكان عشان تكون مرتاحة وهي بتاكل وجابر قعد على الكرسي مكانها - ها كنتوا بتتكلموا في إيه من غيري؟ 


ردت عزة - وأنت مالك.

- حجة لو سمحتِ برستيجي مش كدا!

- بس ياض يا معفن أنت.

- على فكرة أنا ممكن أطلعلِك موس من بُقي.

- على فكرة أنا ممكن اخلع اللي في رجلي.


ضحكت رغد عليهم بعدين بصتلهم وقالت ببسمة بعد لحظات صمت - على فكرة أنتوا ناس جميلة أوي.


قال جابر وهو بيسند وشه فوق إيده - على فكرة أنتِ عسل أوي.


- أنا قاعدة يا روح أمك لسة.. 

يتبع....ෆ


#الثالث_عشر


َ بصتلهم رغد وقالت ببسمة بعد لحظات صمت - على فكرة أنتوا ناس جميلة أوي.


قال جابر وهو بيسند وشه فوق إيده - على فكرة أنتِ عسل أوي.


- أنا قاعدة يا روح أمك لسة..


تحمحم - حيث كدا بقى أبو الجبابر هيقوم عشان طالبينه في الشغل بكرة بدري..


وقف - يلا يا نسوان، عايزين حاجة؟


- نسوان يا جايف يابن الجايفة، إحنا لو كنا عايزين حاجة فبلاها بكلامَك السم دا.


- فكري كدا يمكن عايزة حاجة كدا ولا كدا...

- يلا ياض شد.


- ولا طـ..

قاطعته - شد.!


تنهد جابر وهو بيرفع أكتافه - أنتوا اللي خسرانين، سكة السلامة.


اتحرك ناحية باب الأوضة فوقفته عزة - ولاا يا جابر، ابقى اظبط المنبه بتاع المخروب بتاعك على آذان الفجر، ابدا يومَك بنضافة كدا.


- يا حجة والله بظبطه كل يوم، أعمل إيه أنا نومي تقيل حبتين بقى.


- حبتين؟حبتين دول تقولهم قدام حد غريب، أنا وأنت وأمة لا إله إلا الله عارفين إن أنت نومتك زبالة.


- خلاص يا حجة أنتِ هتسيّحي؟!!!


 مِشىٰ جابر وعينهم كانت عليه لحد ما سمعوا صوت قفلة الباب، لفت عزة رأسها وبصت لرغد وهي بتقول بضيق - عيل بارد من يومه، يعشق المرازية زي ما شايفة كدا.


- بس بيحبِك يا طنط والله.


- جابر! دا جابر دا اللي ليا في الدنيا، شوفي ماكنه ليا وصوتي العالي اللي الحارة كلها بتسمعه كل يوم بسببه بس مليش غيره، دا سندي دا في الدنيا..


سكتت للحظة قبل ما تكمل وهي بتشاور على الأرض بطول معين - من وهو عيل ١٣ سنة لسة، كان يقف للي يقولي نص كلمة..


حركت صباعها في الهوا - مش هنسى أبدًا يوم ما اتخانقت مع سلفتي وكان فتحي مش موجود وهو وقف زعق وقالها لنكون عايشين بفلوسِك وأنا معرفش، ولا يوم ما اتخانقت مع فتحي خناقة لرب السما، كانت واقفة على طلاق وهو قلب أمه وقف قالهم أمي معملتش حاجة ولو راحت في حتة رجلي على رجليها، عيل عنده ١٢ ولا ١٣ سنة!


بصت قدامها وكملت بشعور من الفخر - ساعتها حسيت إن أنا خلفت راجل بجد يابت يا رغد، أصل الرجولة دي الولاد مش بيكتسبوها، دي صفة زيها زيها الشجاعة زي الكذب وبتظهر في المواقف، مش شرط يكون عنده حاجة و٢٠ سنة ولا حاجة و٣٠ عشان يتقال عليه راجل...


اخدت نفس - يلا ربنا يهديهولي يارب ويخليه، يكش تيجي اللي توقعه على بوزه تخليه يكِّن كدا بدل ما هو عامل شبه الدّابور التايه.


ضحكت رغد على كلامها وعزة بصتلها بسعادة داخلية إنها عرفت تطلعها بكلامها من الحزن اللي كانت فيه.


بعد شوية، وقفت عزة فاتكلمت رغد بسرعة - خليكِ شوية يا طنط!


- أخليني شوية، أنتِ فاكرة إني نازلة ولا إيه؟


بصتلها رغد بإستغراب فكملت - أنا بايتة معاكِ يختي النهاردة، قومي بس كدا غيري الهدمة اللي عليكِ دي والبسي حاجة تانية على ما أنزل اخلي الواد جابر يروح يجبلنا شوية تسالي من تحت.


ردت عليها رغد بدهشة - جابر! دا يدوب زمانه راح في النوم يا طنط، حرام نصيحه!


- حرام؟ دا ابن جزمة تلاقيه قاعد في السيفبوك.

ضحكت - الفيس بوك يا طنط قصدِك.


- أيوة أيوة، المهم، قومي يلا زي ما قولتِلك، وخلي على شعرِك طرحة احتياطي، أنتِ عارفاه قرد، يعني مش بعيد يشبط فيا وأنا طالعة تاني.


بإبتسامة - حاضر.


نزلت عزة ورغد اتعدلت في مكانها، اخدت نفس طويل وهي بتبص للدولاب قصادها بحزن دفين، بتحاول تظهر عكس اللي جواها قصادهم لعل عقلها الباطن يعتاد على السعادة المصطنعة دي فتشيل ذكريات اليوم من راسها، لكن يبقى الواقع واقع ولو فعلنا المستحيل لنسيانه.


رفعت رأسها وبصت لسقف الأوضة في محاولة بائسة إنها تمنع نزل دموعها، وقفت اخدت هدوم من الدولاب وبعدين دخلت الحمام..


تحت، نزلت عزة ودخلت البيت بتنده - جابر، أنت يالا..

وقفت على أعتاب باب الأوضة - قوم يا روح أمك عارفة إنك لسة صاحي.


قام قعد على السرير - خير يا حجة، نعم! نعمين؟

-نعم الله عليك يا عين أمك، قوم عايزة منَك شوية حاجات.


بصلها جابر - قولي الحقيقة، أنا ابنِك ولا لقياني قصاد باب جامع.؟


- لأ طبعًا لقياك، اخلص بقى..

قام - أنا كنت عارفة، أنا اقوم ادور على أهلي الحقيقين بقـ...


قاطعته - علِّي صوتَك يا حبيبي وأنت بتبرطم، علِّيه.

- جاي ياست الكل جاي..


خرج جابر من الأوضة وراح ناحية أوضة أمه وأبوه، خبط على الباب ودخل بيحرك إيده في شعره بنوم - نعم.


- اقعد قولي حصل إيه هناك، غير موضوع امها بنت الـ** دي.

- لا والله ما وقته خالص، أنا جسمي كلها عايز يترمى على السرير حالًا.


- آه يا عاق يا اللي بينَك وبين جهنم خطوة، بتقول لأمك لأ يا جابر؟! على آخر الزمـ...


قاطعها - بـــس، بس أبوس ايدِك، عايزة تعرفي اللي حصل؟ عيوني.


قعد قصادها وبدأ يحكيلها اللي فهمه من رغد واللي حصل لما وصل هناك..


-مهو لو مكنش أبوك نطق مكنش كل دا حصل، كان لازم يسم بدنها يعني؟؟


- مليش فيه أنا الكلام دا، ادينا فتحنا الموضوع أهو وبنتكلم، مين لقب الواد اللي كان هنا الصبح في الحارة؟


- واد؟ واد مين؟؟


- اعملي من بنها يا عزة اعملي، الواد اللي لما رغد شافته طارت لفوق، أنا أصلًا مكنتش مرتحاله.


- لأ أنا مش فاهمة حاجة بصراحة.

- حجة عـــــزة.


- نعم يا روحها، أنت صوتَك عِلى وأنا بيتهيألي؟

تحمحم -  اؤمريني أمر، أنا خدامِك هنا.


- انزل هات شوية حاجات تطري القعدة لحد الصبح، ١٠٠ جنيه بحالها، إياك تخنصر حاجة.


نزل جابر يجيب اللي هي عايزاه وعزة قعدت مستنية فتحي جوزها يظهر، لحد ما دخل من باب البيت ندهتله - يا فتحي.


دخ الأوضة - إيه؟

- اسمها نعم يا حبيبي


بصلها بطرف عينه فابتسمت بسماجة، قبل ما تتكلم بجدية - معدش ليك دعوة برغد، شوف أنت عايز منها كام على مدار الشهر وأنا هدهولَك، ما تروحش تفرد عضلاتك على البت عشان عارف إنها مش هتقولَك حاجة،عايز تقولها حاجة تقولي وأنا أوصلهولها.


- ما تيجي تاخديني بالقلم يا عزة، أهو دا اللي ناقص! وكل دا ليه؟ عشان حتـ...


قاطعته بملل - خلاص خلاص حفظت، ايوة كل دا عشان حتة بت غريبة لا نعرف أصلها ولا فصلها، أقولَك؟ أنا هبات مع الغريبة دي فوق النهاردة، إيه رايك في الكلام؟


قالت الأخيرة ببسمة فرمى فتحي الهدوم في إيده على الأرض وخرج من الأوضة بغيظ، قابل في وشه جابر اللي شاور عليه وسالها - في إيه، أبويا ماله.؟ 


- لأ ملوش، هات وريني جبت إيه.

أعطاها الكيس - أهو شوفي براحتِك وأنا هدخل أنام، بالله عليك تسيبيني بقى.

- بتعمل كدا ليه ياض؟ هو أنا كنت بعذبَك؟


طلعت عزة لرغد..

كانت سايبة الباب مفتوح قبل ما تنزل بحيث تطلع تدخل على طول..


مكنش في أي صوت في المكان ولا حتى في الحمام بدل إنها بتستحمى..


- يا رغد!


بعد ما بحثت كتير في البيت، وقفت ورا باب الحمام اللي كان منور وبابه مقفول - بت يا رغد، أنتِ جوة؟


نفخت - لا حول ولا قوة الا بالله؟ بت يا رغد!


بعد دقايق من القلق والتوتر قررت تفتح الباب..

فتحت الباب واتكلمت وعينها مقفولة - بصي أنا ندهت كتير، لو شايفاني قوليلي أطلع.


ومفيش رد، فتحت عينها وكانت الصدمة؛ رغد واقعة في أرضية الحمام لا حول لها ولا قوة..


يتبع....ෆ



#الرابع_عشر


بعد دقايق من القلق والتوتر قررت تفتح الباب..

فتحت الباب واتكلمت وعينها مقفولة - بصي أنا ندهت كتير، لو شايفاني قوليلي أطلع.

ومفيش رد، فتحت عينها وكانت الصدمة؛ رغد واقعة في أرضية الحمام لا حول لها ولا قوة.


جِرَت عزة ناحيتها بعد ما شهقت بصدمة من منظرها - رغد، يلهوي! بت يا رغد إيه اللي حصل.


كانت عينين رغد لسة مفتوحة ولكن بشكل ضيق، مسكت عزة إيدها - قومي، يادي الحزن! أنتِ جسمِك متلج كدا ليه، قومي ياما بالله عليكِ وخليكِ فايقة معايا كدا.


وقفتها وخرجت معاها برة الحمام بصعوبة، وبمجرد ما حطيتها فوق السرير سمحت رغد لعينها تقفل وراحت في عالم تاني..


أما عزة، خرجت من الأوضة بسرعة ومنها خرجت من البيت، دخلت البيت تحت وهي بتنادي - جابر .. جابر.


دخلت الأوضة بإندفاع بعد ما زقت الباب بقوة خلته يتخبط في الحيطة وراه، وفتحت النور وهي بتنادي - قوم يا جابر، قوم بسرعة.


اتنفض جابر من مكانه مع فتحة الباب، قام من على السرير وبَص حواليه بفزع، بصلها - إيه! إيه في في إيه؟؟


شاورت لفوق - رغد..

سكتت للحظات بتحاول تاخد نفسها قبل ما تكمل - طلعت لقيتها واقعة في الحمام، جسمها متلج ومش فايقة خالص.


لَف جابر وشد التيشيرت بتاعه من على الكرسي فوق السرير وبدأ يلبسه وهو بيسألها - طب وماحاولتيش تفوقيها ليه؟ كنتِ اندهي عليا من فوق وخلاص بدل ما تسيبيها وتنزلي.


أتحرك فبقى قدامها طالع لفوق عند رغد وهي وراه - يابني بقولَك طابّة واقعة، ولا أعرف السبب ولا غيره..


وقف على عتبة الباب - طب تعالي خشي أنتِ الأول عشان لو في حاجة..


فهمت عزة قصده ودخلت هي الأول، بدأت تِعدِل رغد على السرير وتغطيها وهي بتحاول تصحيها بندائها - رغد، يا رغد..


رفعت رأسها وندهت بيأس - تعالى يا جابر تعالى..


دخل جابر - مفيش حاجة برضو! اخبطي يامَّا على وشها بشويش كدا..


قالها وهو بيفتح الكيس اللي سبق وطلعت عزة بيه، طلع منه علبة عصير تحسبًا لو فتحت عينها..


عزة رفعت رأسها وبصتله بدموع - نعمل إيه ياولاا! البت مابتنطقش. 


مكنش بيدور في بالها غير حاجة واحدة، إن رغد خلاص ماتـ.ـت، بصلها جابر - قومي كدا من مكانِك ياما، قومي كدا!


قامت وقفت فقعد هو على الكرسي اللي كانت عليه جنب السرير بعد ما حط علبة العصير على الكومودينو، مسك إيد رغد وبدأ يضغط بصابعه تحت ظافرها الإبهام وهو بيكلم أمه - هاتب برفان ولا أي حاجة ليها ريحة من على التسريحة كدا.


 اتحركت عزة بسرعة تجيب أي حاجة زي ما طلب منها، لسانها بيردد "يارب" وعينها مش مبطلة تنزيل دموع، رجعت عزة ورغد أصدرت صوت من حنجرتها دلالة على الألم اللي حَست بيه وبعدها بلحظات فتحت عينها ببطئ وهي حاسة بدوخة.


بمجرد ما فتحت عينها جابر رجع لورا وجسمه كلها تراخى، كل المشاعر اللي حس بيها من أول ما صِحَى مخضوض على صوت أمه مرورًا باللي حسه وهو شايفها بالوضع دا للمرة التانية وأخيرًا الشعور اللي حَس بيه مع عدم استجابتها قبل ما تصحى، كل المشاعر دي سابها تتحرر من قلبه فبقى يبصلها بصمت، وهو حتى الوقوف مش قادر يعمله!


”كم هو سيء شعور العجز الذي يراودنا ونحن نطالع أحببتنا خاريين القوة بلا حيلة بأيدِنا.“


عزة اتحركت بسرعة ناحية السرير - رغد! ، أنتِ كويسة يابنتي؟؟ إيه اللي حصل؟! ووقعتي ازاي؟ مش كنتِ كويسة قبل ما أنزل!


اخد جابر نفس طويل وهو بيتعدل في قعدته، مسك علبة العصير فتحها ومد إيده بيها ناحية رغد، خدتها منه عزة اللي رفعتها عليها عشان تشرب وجابر قال وهو بيبص لعزة بجدية - سيبيها يا حجة ترتاح دلوقتي، براحة عليها تاخد نفسها.


قال كلامه ووقف خرج من الأوضة ومنها من البيت كله، نزل الشقة تحت وقفل باب أوضته عليه، قعد فوق السرير بيبص لِـ الـ ولا حاجة قصاده، حط إيده فوق قلبه واخد نفس طويل وهو مغمض عينه ... وبنفس الوضعية رجع بقية جسمه لورا ونام.


دقايق وكان الجَو هادي في المنطقة كلها، الساعة داخلة على 1 بعد نص الليل، عند رغد وعزة، ناموا الاتنين سوا .. عزة واخدة رغد في حضنها والتانية في سبات عميق.


في صباح اليوم الجديد، الساعة ١٠ صباحًا تحديدًا..


صحوا كلهم على صوت عالي في الشارع برة، خرج فتحي البلكونة و جابر فتح شباك أوضته اللي بيطل على مكان الخناقة.


لمح بطرف عينيه سعيد قصاد واقفة واحدة ست من سكان الحارة، بتزعقله - عارف امك يابن الـ** أنت، عندها بقى، عند أمك يا **.


- في حاجة يا أم فاتن ولا إيه.

- الـ**ابن الـ **، قال ايه عايز يشوف شعر بنتي قبل ما يحصل اي حاجة، لأ وبيحاول يعميني بالفلوس عشان أوافق، قال هنزل للمستوى الرخيص دا.


الرجال الواقفين بدأوا يتدخلوا - الكلام دا صح يا جدع أنت؟

- مش هتخرج من هنا صاغ سليم كدا لو الكلام دا صح.


- أنتوا لسة هتسألوا؟


الناس كلها أنظارها اتجهت لمصدر الصوت، اللي كان جاي من بناية بيت فتحي واللي كان صاحبه الحجة عزة - دا عملها مع بنات كتير قبل بنتِك يا حجة هنادي، خلصوا عليه يا رجالة ال** دا. 


الرجالة بدأت تقرب من سعيد اللي بلع ريقه بتوتر.... 

وفوق واقفة عزة بتابع ببسمة عريضة على شفايفها..


 يتبع....ෆ


#الخامس_عشر


زعقت عزة من فوق - دا عملها مع بنات كتير قبل بنتِك يا حجة هنادي، بنتِك مش أول واحدة..


بصت للناس وهي بتشاور عليه بغل - خلصوا عليه يا رجالة الـ** دا. 


الرجالة بدأت تقرب من سعيد اللي بلع ريقه بتوتر وهو بيحاول يفتح بُقه ويبرر موقفه أو يقول اي حاجة ولكن مكنش عارف، كان فاكر إن زيها زي اللي قبلها؛ بمجرد ما يعرض عليها مبلغ مادي هتوافق على طلبه، لكن رد فعلها فاجئه.! نظرات الشر على وشوش اللي حواليه واقترابهم ببطئ منه أكدوله إنه هالك ... لا محالة.


فوق ... واقفة عزة بتابع اللي بيحصل ببسمة عريضة وشماتة، كان نفسها تدخل تصحي رغد تفرجها يمكن تشفي غليلها بس خافت يأثر فيها..


عينها جَت على الشباك اللي تحت والل في أوضة جابر اتفاجئت بيه رافع راسه بيبصلها، بصتله بإستغراب فبصلها بتوعد وهو بيمسح على ذقنه، رفعت حاجبها ببرود ودخلت بعد ما زقت الشباك بقوة.


وعند جابر، قفل الشباك ودخل عشان يستعد ليومه، دخل الحمام بعد ما أخد هدومه وبعد دقايق كان خارج لابس وشبه جاهز للخروج، فَرد مصلية الصلاة على الأرض وبدأ الصلاة.


الله أكبر..

بسم الله الرحمن الرحيم..

الفاتحة..

ركع..

استقام..

سجد.


طوِّل في السجود، حاسس بثقل فوق قلبه، عايز يتكلم، عايز يدعي ويقول حاجات كتير ويزيح الثقل دا عن قلبه، لكن مش عارف!


غمّض عينه واتنهد ومقالش غير "يارب"، بسيطة ظاهريًا ولكن في باطنها تحمل معاني لا حسر لها، انتهى من الصلاة وخرج، كان فتحي أبوه بيلف حوالين نفسه، من المطبخ للأوضة للصالة..


- صباح الخير يابا.

- خير؟! ويجي منين الخير دلوقتي..

- لا إله إلا الله، في إيه بس على الصبح؟!


- في إن أمك بايتة فوق مع الهانم وسايباني تحت محتاس، الساعة داخلة على ١٠ وأنا لسة معملتش حاجة في يومي، والدكان اللي بيتفتح من ٨ لسة مقفول، كل دا عشان...


قاطعه جابر ببسمة - الهانم.

بصله فتحي بغيظ قبل ما يسيبه ويدخل الأوضة للمرة اللي ميعرفش عددها، أما جابر خرج من البيت بعد ما قال إنه ماشي.


طلع فوق الأول وخبط على الباب..


- افتحي يا عزة عارف إنِك عارفة إنه أنا، افتحي أنتِ ليلتِك فُحلقي النهاردة.


فتحت عزة - نعم يا قلب أمك، كنت بتقول إيه تاني.

- وحشتيني ،بقول وحشتيني يا نن عيني.

دخلت وهو وراها - آه، قول يا كذاب يا ابن الكذابة قول.


قعدت على كرسي وهو على واحد قصادها - أنا راضي زمتك؛ ينفع اللي اتعمل دا؟ سِت محترمة وذوق زيِك كدا تقف وبعلو صوتها تزعق كدا؟ يعني أنا مقدر إنك زعلانة على رغد وعايزة تفشفشي دماغ الواد إبن الـ** دا، بس برضو.


- ولا برضو ولا مابرضوش، أنا لو مكنتش نطقت مكنش حد من اللي واقفين دا اتلحلحل ولا اتهز، دانا كان الدم فاير في عروقي وهاين عليا أنزل افتحله دماغه بالشبشب اللي في رجلي، عيل ** بصحيح.


- طب بس استغفري ربنا ومتقوليش الكلام الوحش دا على الصبح، قوليلي رغد عاملة إيه.


- بصت ناحية الأوضة بحزن - نايمة من امبارح، يدوب أكلت لقمة بسيطة خالص وعلبة عصير ومن ساعدتها بقى..


- طب ما تصحيها تطمنيني عليها..

كمل بقلق وهو بيتقدم في قعدته لقدام - يمكن اغمى عليها تاني.


شهقت - فال الله ولا فالك يا واد..

بصت ناحية الأوضة بعدين ليه - أنت قلقتني كدا يابن الجزمة أنت.


وقفت وتحركت ناحية الأوضة بسرعة، فتحت الباب واتصدمت برغد فاتحة الشباك بتتفرج على اللي بيحصل دا، ومع فتحة الباب لفَت تشوف مين..


- حد يقوم من صباحية ربنا كدا يفتح الشباك، خشي خشي لأحسن تاخدي برد في عضمك.


قفلت رغد الشباك ونزلت قعدت على السرير، بصت لعزة - هم بيضربوه ليه؟


- يختي ألف شكر لله، زغرطي أنتِ بس وملكيش دعوة بالسبب.

- مبعرفش ازغرط، عمل ايه؟


- خالتِك هنادي ام نعمة فرجت عليه الشارع، الـ** ابن الـ ** جاي أول زيارة يرشيها عشان يشوف شعر بنتها، بس هي ما سكتتش..


- ألفاظِك يا زوزة..


بصوا الاتنين ناحية الباب فشاورت عزة بلامبالاة - سيبك دا الواد جابر..


- يبختها نعمة.


قالتها رغد بشرود وتفكير؛ ليه امها معملتش كدا لما سعيد جالها؟ ليه قبلت عليها وعلى نفسها كدا؟! عشان الفلوس؟ مكنتش حالتهم المادية وحشة لدرجة تقبل فلوس عشان تعري بنتها.!


"هو أنا مستحقش أكون غالية؟"

سؤال كان بيدور في عقلها من ضمن أسئلة تانية كتير، اللي عملته أمها حسسها إنه رخيصة في نظرها، بتبيع وتشتري فيها بالرخيص وعلى حساب إيه؟ شرفها!


- رغد!


ندهت عزة بحدة وصوت عالي نسبيًا انتشل رغد من دوامة الأفكار اللامنتهية، بصتلها رغد فقالت - روحتِ فين كدا؟


قبل ما ترد عليها قال جابر من برة بصوت عالي - أجي؟

- تيجي فين يا روح أمك.؟


- اجي عندكم، سامع ودودة كدا.

- سمعت الرعد في ودنك يا بعيد.


ناولت رغد طرحتها - خُدي البسيها لما نشوف أخرتها إيه.

لبست رغد الطرحة فنادت عزة ليه يجي، وقف على أعتاب الباب مربع إيده - يعني قاعدين في شقتي وكمان بتتأمروا، هه غريبة الناس فعلًا. 


ابتسمت رغد وعزة قالت وهي رافعة شفتها - ما تيجي تشيلنا ترمينا برة أحسن، لا والله لتيجي.


قرب وقعد على كرسي قصاد السرير - خلاص بقى أنتِ مهما كان أمي برضو..


بص لرغد وكمل - عاملة إيه يا رودي؟

- كويسة يا جابر، إسمي رغد ماشي!؟


 - رودي من رغد مفرقتش كتير، المهم عايزِك تخفي بسرعة عشان عايزِك في حوار.


- أنا كمان عايزاك في حوار على فكرة، أنا كلمت نعمة بنت طنط هنادي عشانك، بما إنك عينَك منها، افوق بس ونقعد قعدة حلوة كدا واحكيلك.


- يخربيت شكلِك يا رغد! نعمة مين اللي عيني منها يا متخلفة أنت.


اتكلمت عزة ببسمة صفرا - وايه تاني يا حبايبي كملوا، ما أنا كيس بتنجان قاعد معاكوا.! 


 يتبع....ෆ

#السادس_عشر


- أنا كلمت نعمة بنت طنط هنادي عشانك، بما إنك عينَك منها، افوق بس ونقعد قعدة حلوة كدا واحكيلك.


- يخربيت شكلِك يا رغد! نعمة مين اللي عيني منها يا متخلفة أنتِ. 


اتكلمت عزة ببسمة صفرا - وايه تاني يا حبايبي كملوا، ما أنا كيس بتنجان قاعد معاكوا.!


- استني بس ياما أنتِ دلوقتي، قولتيلها إيه يا متحاشة أنتِ؟

ردت رغد بدهشة - في إيه؟ مش أنت اللي قولت إني عايزني اظبطك معاها، أنا دخلتلها دُغري عشان مبحبش الحوارت واللف والدوران.


- دانا اللي هلف دراعي حوالين رقابتك دلوقتي يا رغد، ما تنطقي تقولي قولتيلها إيه.


زعقت عزة - وطي صوتَك شوية، هي عملت ايه عشان تزعقلها كدا يعني؟ ما أنت اللي قايلها يا صايع يا **..


قربت ومسكته من دونه - هو أنا ربيتَك على كدا؟ عينَك منها تتظبط معاها ولا تخش الباب من بيته؟ ما ترد ياض.


- آه آه .. يامّا استنى بس براحة، يا حجة عزة ودني هتتقطع.

- دي أقل حاجة، اصبر لما أبوك يعرف..


بصتله بقرف بعدين قالت بتوعد - عارف أنا هعمل إيه؟ أنا هكلم خالتَك زهرة تجيب خلود وتيجي تقعد عندنا كام يوم.


جابر عينه وسعت بخوف، قعد على السرير قصادها ومسك إيدها برجاء - لأ .. أبوس إيدك ورجلك وكل حتة فيكِ لأ، أنا آسف...


بص لرغد - وآسف ليكِ أنتِ كمان، أنا أصلًا ماتربتش.

بصتلهن رغد بعدم فهم - هو في إيه؟


شدت عزة إيدها منه بتكبر - لما أبقى أفكر مع نفسي بقى، لأحسن اختي وحشاني أوي.


ضحكت رغد عليها وعلى ملامح جابر - أنا مش فاهمة حاجة والله!


بصتلها عزة - قومي بس غيري هدومِك عشان نفطر وبعدين انزلوا السوق هاتوا شوية حاجات وتعالوا..


بصت لجابر ورفعت حاجبها - وأنا بقى هكلم زهرة حبيبتي، ياااه وحشاني خالص!


بعد فترة من الوقت، كانت عزة خدت جابر ونزلت البيت تحت عشان يسيبوا مساحة لرغد تغير هدومها وتتحرك براحة في المكان، خلصت ونزلت ليهم تحت بعد ما اتأكدت إن فتحى مِشىٰ.


فتحلها جابر اللي وقف قصاد الباب مانع دخولها، بصتله بإستغراب - مش تدخلني ولا إيه؟


بص وراه يتأكد إن عزة مش منتبهة ليه ورجع بصلها - هنعمل deal، هتقنعيها زهرة وبنتها ما يجوش هديكِ آخر هاي كول اشتريته، deal؟


ابتسمت - deal جِدًا!


بعد عن الباب وسمح ليها تدخل، دخلت المطبخ عند عزة اللي كانت بتظبط الصينية اللي هيفطروا عليها - ف ماية في التلاجة ولا أملِي ازازة من الكولمان؟


- لأ هاتي ازازة معلش وحصليني.


خرجت عزة وبعدها بدقايق رغد، حطت الصينية على الأرض واتلموا التلاتة حواليها، اتحمحمت رغد - هي طنط زهرة لما تيجي هتقعد فين يا طنط؟ قصدي أنتِ يعني قولتِ هتبات وكدا ومعاها بنت.


- سهلة، جابر وفتحي هنا وإحنا الـ4 فوق، دي البت خلود بنتها حتة عسلاية هتحبيها خالص..


بصت لجابر - ولا أنت إيه رأيك يا جابر؟

- مش عسلاية ولا حاجة، دي حتة فولة مدمسة وضاربة، وياريت متجيبهمش.


- طب اطفح يا قلب أمك بسرعة عشان تنزل تلحق أي في السوق قبل ما الحاجة الحلوة تخلص.


- عندها كام سنة خلود يا طنط.

- ٢٥ سنة، معاها شهادة من كلية تربية، بت مـ...

قاطعها جابر بضيق - خلاص بالله عليكِ، نفسي موعت من سيرتها.


بصتله رغد - شكلها لطيفة يا جابر، ليه مش بتطيقها كدا؟

بصلها  - والله!

غمز - الهاي كول .. الـdeal.


- بتتكلم بالألغاز ليه؟ ما تنطق تقول اللي عايز تقوله على طول.


وقف - أنا شبعت..

بص لرغد بقرف - خلصي يختي وحصليني على تحت بشنطة السوق.


نزلوا الاتنين السوق..


- هو دا الـdeal؟ دا ديل سمكة دا مش deal ناس عاقلة.

- على فكرة أنا حاولت، طنط اللي بتاخدني في الكلام.


- طنط آه! عارفة لو زهرة وبنتها جُم يا رغد، وربنا لاقرفك في عيشتك.

- أنت كدا كدا مقرفني يا جابر، المهم الهاي كول هتجيبه امتى؟


- في المشمش يا حبيبتي في المشمش.

- لأ ظلم ،أنا على فكرة حاولت واستحق مكافأة!


شاور على مجموعة من البطيخ - شايفة البطيخ دا، اخبطي دماغِك فيه، الهاي كول مش طالع من الدولاب.


بصتله بغيظ - أنت بارد.

- شش، نقي الطماطم وأنتِ ساكتة.


- إيه دا جابر!!


بصوا ناحية مصدر الصوت اللي جه من جنبهم، ابتسمت رغد - نعمة! عاملة إيه؟


ردت وعينها على جابر - كويسة، أنت عامل ايه يا جابر.

- عملي أسود يا نعمة..

بص لرغد وكرر بصوت أعلى - عملي أســـود. 


ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ


- ما تعدل بوزك دا بقى خلاص!

- حطي لسانِك جوة بُقك يا رغد لأحسن أنا على أخرى.!


- خُذلك قلمين يا جابر، لأ والله لتقلع اللي في رجلك وتضربني بيه.

- يابت اسكتِ ومتعصبيش أهلي عليكِ، اسكتِ!


الباب اتفتح وظهرت عزة - صوتكم طالعلي وأنتوا لسة تحت، هببتوا إيه؟


بصوا لبعض باستعلاء بعدين كل واحد فيهم بص في جنب عكس التاني..


دخلوا..

كل واحد قعد على كرسي..

عزة قعدت قصادهم - خير؟


- الهانم مفهمة نعمة إني هموت عليها، البت بدل ما تشتري قعدت تتمحلس عليا.


- أنت اللي مفهمني كدا، كل شوية عايزني اظبطك معاها، ونعمة جامدة نعمة معرفش إيه، دا جزاتي يا طنط؟؟


- ما عشان أنتِ حلوفة مش فاهمة، نعمة مين دي اللي أبصلها؟ أنا يوم ما أجي ابص هبص لواحدة تبقى ام لعيالي قبل ما تبقى زوجة ليا، ونعمة...


قاطعته عزة - بس ماتتكلمش، دي أعراض ناس!

ربع إيده ورجع لورا بقمص ورغد اتكلمت - أفهم إيه؟ بعدين أنا مش حلوفة، أنت اللي خرتيت.


- تفهمي إني بحاول أفرفشك وأنعنشك عشان ما تزعليش، هه قال بحب نعمة!


- وأنت تنعنشني ليه؟ فاكر نفسك عصير ليمون بالنعناع؟

-رغد!

- جابر!


زعقت عزة - كــــــــــلاب.


 يتبع....ෆ


#السابع_عشر


- رايح فين بالشنطة دي يا حبيبي؟


- قالولي في المصنع لازم تيجي تبات في المصنع لأسبوع أو اتنين، أنتِ عارفة بقى شغل المصنع يامَّا.


- لأ أنا معرفش حاجة..

بصت لرغد اللي بترتب المكان - أنتِ عارفة يا رغد؟


بصت رغد لجابر بقرف - ولا أعرف حاجة.

- شوفت؟ محدش يعرف حاجة، اقعد بقى يا قلب أمك عشان تفهمني بقى، أنت عارف بقى فِي يدوبَك.


- يامّا الحجة أبوس إيدِك سيبيني أمشي، أنا وخلود وخالة زهرة صدقيني مش هينفع.


قعدت رغد - لأ أنا كدا اتشوقت أحضر وجودهم واللي بيحصل، استعجلي بقى يا طنط.


زعق جابر - استعجلوا الصويت عليكِ يا متحاشة، قومي اطلعي الشقة فوق وملكيش دعوة يا صفرا.


- ها يا طنط مش هترني تخليهم يجوا النهاردة بدل بكرة؟ 

- طب ناوليني التلفون أكلمهم، هو أنا عندي أغلى منِك؟


شاور جابر على نفسه بدهشة - أنا؟! أنا يا حجة إيه؟ أنا إبنِك ولا إيه الدنيا؟


- شششش، بيرن! 


سابهم وخرج من الشقة بعصبية، بصت رغد لعزة اللي حاطة التلفون فوق ودنها - هو ايه اللي هيحصل لو جُم بالظبط مخليه مش طايق نفسه كدا؟


- خلود؛ هي اللي مخلياه عامل شبه الدبور كدا، والله بت غلبانة بس عبيطة حبتين..


بعدم فهم واستغراب قالت رغد - أيوة فين المشكلة برضو؟

- سيبيها لوقتها بقى، عايزاكِ تتفرجي باستمتاع كدا.


سكتت رغد وعزة كملت اللي بتعمله، اتحمحمت رغد وقالت بعد دقيقة صمت - هو ... احم، يعني هو مجيتهم مهمة أوي كدا؟ قصدي شكل جابر الموضوع مضايقه بجد مش هزار زي ما أنا فاكرة.


- والله يا رغد أنا مش بإيدي، هي زهرة كلمتني وقالتلي إنها نازلة البلد كام يوم عشان شغل جوزها وهتيجي تقعدهم عندي، أنا اللي فهمته إني اللي جيبهم عشان أضايقه..


بصت ناحية الباب اللي خرج منه جابر وكملت - يلا ربنا يستر ومايقتـ.ـلهمش.


بزهول - للدرجة دي!!

وقفت رغد - هطلع أجيب تلفوني وحاجتي وأنزل لعم عزيز.


- تنزلي تعملي إيه؟

- المحل، عشان أقف فيه!


- لأ طبعًا، أنتِ فوقتِ من اللي أنتِ فيه عشان تنزلي؟ خليكِ هنا ما تنزليش في حتة النهاردة.


- أهو أنا نازلة بالذات عشان أفوق من اللي أنا فيه، طول مانا سايبة نفسي لدماغي مش هعرف أفوق، هنزل ومش هخليني مدة طويلة.


اخدت عزة نفس طويل وبصتلها بصمت لثواني قبل ما تقول - اللي يريحِك يا رغد.


طلعت عشان تجيب حاجتها فلمحت بطرف عينها جابر فوق على السطح، دخلت البيت بدون ما تتكلم أو تطلعله وجابت حاجتها.


خرجت فلقيته في وشها لفت عشان تقفل الباب بالمفتاح بدون ما توجهله كلمة، اتكلم هو - راحة فين؟


ردت بدون ما تلف وهي لسة مشغولة في قفل الباب - نازلة المحل عند عمو عزيز.


لفت عشان تنزل فنزل وراها - استني.

بصتله فكمل - متزعليش مني.


- أنت عملت حاجة تزعل يترى؟

- مكنش ليه لزوم أتحمق عليكِ بسبب حوار نعمة دا ولا تحت من شوية، بس أنتِ بجد مش فاهمة حاجة يا رغد!


خرجوا من بوابة البيت وبقوا في الشارع، ماشيين جنب بعض بيتكلموا..


- أفهم إيه؟! هو حد منكم راضي يقول حاجة!

وقف فوقفت هي كمان بترقب لحد ما اتكلم - أنا في بنت بحبها، بحبها جِدًا! فمتربطنيش بنعمة تاني..


كمل مَشي - وتاني حاجة...


قطع كلامه لما لقاها لسة واقفة في مكانها بصدمة، بتحاول تستوعب اللي قاله.


- رغد!

بصتله واتقدمت ناحيته - تاني حاجة حوار خالتي، أقسم بالله يا رغد هتندمي على كل كلمة قولتيها! شوقِك عشان تشوفيهم هيموت لما يوصله!


- أنا مش فاهمة حاجة!

- مش جديد عليكِ، وصلنا..


طلعت على عتبة المحل فبقت أعلى منه بكام سم، اتكلم بعد ما اتنهد - المهم متزعليش، لما تخلصي رني عليا عشان الحجة عايزاني أشترى كام حاجة ليها وممكن أحتاج مساعدتِك.


ابتسمت - اشطا يعم مش زعلانة، هخلص وأكلِمَك..

رجع كام خطوة لورا ورفع إيده - سلام.

- سلام!


رجع البيت تاني..

بخطوات أشبه للجري..!

دخل بيتهم..

عزة قاعدة بتقطع خضار ومتابعة الشاشة قدامها.


قفل التلفزيون، قعد على ركبه قصادها..

بصلها بدهشة وهي بصتله بعصبية.


قبل ما تفتح بُقها وتزعق فيه بسبب عملته كتمها بجملته - أنا بحب رغد!!


بص حواليه - مش عارف إزاي ولا امتى بس أنا بحبها، عمري ما حاولت مجرد محاولة إني أقرب منها ولا عمري نيتي تجاها كانت وحشة بس...


بصلها - بس أنا فعلًا بحبها يا ماما!!


 يتبع....ෆ


#الثامن_عشر


قبل ما تفتح بُقها وتزعق فيه بسبب عملته كتمها بجملته - أنا بحب رغد!!

بص حواليه - مش عارف إزاي ولا امتى بس أنا بحبها، عمري ما حاولت مجرد محاولة إني أقرب منها ولا عمري نيتي تجاها كانت وحشة بس...

بصلها - بس أنا فعلًا بحبها يا ماما!!

سابت اللي كام في إيدها وبِعدِت اللي قدامها في جنب؛ قربت شوية منه - آه، وإيه كمان؟؟


- أنا بقيت بحس بمشاعر جديدة، وبعمل حاجات غريبة؛ يعني مثلًا .. أنتِ كان عُمرِك في يوم لو حد جه قالِك جابر إبنِك اعتذر لحد واتحايل عليه لحد ما سامحه كنتِ هتصدقيه؟


- لا والنبي ياخويا! اقطع دراعي كدا ولا أصدق الكلام دا..


بصتله بعد ما استوعبت - أنت يا حيلة أمك اعتذرت لرغد واتحايلت عليها كمان تسامحك؟؟


استربع - يووه يا أمي! هو دا وقته؟ إحنا عايزين حل للمشكلة دي دلوقتي.


حطت إيدها تحت ذقنها بتفكير - صح صح..


لفت رأسها ليه بدهشة - أنت عبيط يابني؟ مشكلة إيه وحل إيه؟


كان بيبص للاشيء قصاده وفجأة سقف بايده - لقيتها..

بصلها وكمل - أنا هسافر.


 - آه يا قلبي، يابني أنت عايز تشلني؟ أنت أجرمت يا حبيبي عشان اللي أنت عامله دا كله؟


- أيوة أنا لازم أعمل حدود، طالما في حاجة زي كدا يبقى لازم أبعد..


- أنت عقلَك تعبان؟


بصلها بإستغراب فكملت - يعني اللي أنت بتعمله وتفكر فيه دا طبيعي؟


- أعمل إيه طيب؟


- يا حبيبي، اللي بيحب واحد بيروح يخش الباب من بيته، مش يسافر!


- يعني إيه؟؟

- آه أنت هتجحش بقى.


- مش فاهم والله!

- اتجوزها!


عينه وسعت - اتجوزها؟ أنتِ بتقولي إيه بس يامّا، رغد دي أختي، أختـــــي.


- قوم يا جزمة يابن الجزمة، قوم من وشي الساعة دي!


الجرس رن فقام عشان يفتح وهو عامل يفكر في اللي جاي، لقاها في وشه..


بصتله بإستغراب وهي بتقلع اللي في رجلها - إيه دا، منزلتش ليه؟


لف وشه وإداها ضهره - آه آه نازل أهو.


ابتسمت وهي بتبص لضهره بعدم فهم بعدين دخلت، لفت عشان تبصله تفهم سبب دورانه بالشكل لقيته بيلف تاني!!!

المسافة بين حواجبها ضاقت وهي بتلف تاني، لقيته لَف برضو!!


- الله! في إيه يا جابر.

- ما تخشي يا رغد تشوفي عايزة إيه!


ندهتلها عزة - تعالي يا حبيبتي أنا هنا، سيبك من أبو كلبة اللي عندِك دا.


ضحكت رغد ودخلت وهي مش فاهمة سبب أفعاله الغريبة، وقفت قصاد عزة - عمو عزيز لما عرف إني كنت تعبانة قالي اطلعي ومتنزليش إلا لما تبقى كويسة.


- فيه الخير، ربنا يصلح حاله يارب.

- كنتِ عايزة إيه بقى، هاخد جابر ونروح المول ونيجي.


شاورت على الدُرج تحت شاشة التلفزيون - خُدي الفلوس من عندِك وجابر عارف أنا عايزة إيه، متتأخروش عشان الجماعة بقى شوية ويوصلوا؟


لفت وشاورت على مكان ما كان واقف - هو ماله صح.

ضحكت - وقع..


- وقع فين؟


ضحكت عزة بصوت عالي فضحكت رغد وهي مش فاهمة حاجة، خرجت عشان تنده لجابر فملقتهوش - يا جابر!


- شوفيه على السطح يا رغد.


طلعت السطح عشان تشوفه، وقفت في النص تدور عليه لحد ما لمحته واقف في ركن مش بيعمل حاجة، قربت منه بخفة لحد ما بقت وراه - أوعا يا جابر.


لَف بخضة - إيه يا رغد دا، حد يعمل كدا؟

-هو في إيه؟ مالَك ياعم مش مروق ليه؟


- عايزة إيه؟ إيه اللي رجعك من المحل صح؟


- عمو عزيز اللي روحني، قولت أجيلك نروح نشوف طنط عايزة إيه مرة واحدة، فَـ يلا!


- لأ انزلي أنتِ خليكِ معاها وأنا هروح.

- لا والله رجلي على رجلك، يلا.


- ياستِ انزلي واسمعي الكلام.

- ياعم قدامي يلا وبطَّل كلام.


- يا رغد !

- يا جابر!


أخد نفس - طب ورايا يلا.

ابتسمت - اشطا.


نزلوا ورجعوا في حوالي ساعة إلا ربع، كانت زهرة خالة جابر وخلود بنتها جُم، كان جابر ورغد طالعيت على السلم بيتكلموا..


- لأ والله الصلصة أهي ياعم!

- يا عبيطة دي مربى.


- أقسم بالله؟ أنا فكراها صلصة!

- طبيعي، مانتِ ماشوفتيش مربى بنت ناس قبل كدا.


الباب كان مفتوح..

قلعوا اللي في رجلهم ودخلوا..


- حجة عزة، جبنالِك الـ ... أعوذ بالله!!

ضربته رغد في كتفه ودخلت بإبتسامة - السلام عليكم.


- إزيك يا جابر.

- زي الزفت يا خالتي والله، صفر المية الحالة ضنك.


بصت لرغد - اممم، أنتِ مين يا حبيبتي.

- أنا رغد.

- والله بجد؟


- جابر!!


بصوا ناحية مصدر الصوت..

جابر رجع كام خطوة لورا..


وعزة واقفة ورا بتبصله ببسمة واسعة محدش غيره فهم معناها.


 يتبع....ෆ


#التاسع_عشر


- جابر!!


بصوا ناحية مصدر الصوت..

جابر رجع كام خطوة لورا..


وعزة واقفة ورا بتبصله ببسمة واسعة محدش غيره فهم معناها.


• - إزيك يا جابر، عامل إيه؟

ضحك - أنا زي مانتِ شايفة كدا يا خلود، أنتِ عاملة إيه؟؟


اتنهدت وهي بتبصله - بقيت كويسة لما شوفتِك.


رغد اتحمحمت عشان تلفت انتبته إن في ناس تانية معاهم - تعالى يا جابر ندخل الأكياس لطنط.


بص لرغد بسرعة - آه آه، الأكياس لطنط، قصدي لأمي.

كانوا داخلين فوقفت خلود رغد - أنا أعرفِك؟


ابتسمت رغد ببشاشة - لأ أول مرة نتقابل..

- وتعرفي جابر منين؟


بصت رغد لجابر بتوتر فرد ببسمة سمجة - وأنتِ مالِك؟


رفعت زهرة خالته حاجبها - إيه يا جابر يا حبيبي، مش طايقنا ليه؟


- أنتوا على دماغي يا خالتو..

بص لرغد - يلا يا رغد الجلاش هيسيح!


دخلوا الاتنين المطبخ عند عزة، وبمجرد ما بقوا جوة لَف جابر قفل الباب بسرعة، بص لامه - هم هيباتوا يومين بس صح؟


رفعت سبابتها فوشه فَعينه وسعت بسعادة وهو بيسألها - يوم واحد بس! ياما أنت كريم يارب!!


- أسبوع يا قلب أمك.


- أسبوع، أسبوع ايه دا؟ إحنا فاتحين بيتنا فندق وأنا معرفش؟


بصتله رغد - صوتَك عالي يا جابر، مينفعش!

- عالي؟ عالي عالي، يكش البعيد يفهم.


مسكت عزة الأكياس وبدأت تفضي محتوياتها وهي بتتكلم - بقولك إيه يا جابر هو أسبوع هيعدي هوا ولا هنحس بيه، أنت كدا كدا هتبقى تحت مع أبوك وأنا ورغد هناخدهم ونطلع نقعد فوق، ولا هتشوفهم ولا هيشوفوك..


- دا كفاية البت بنت أختِك اللي قاعدة برة دي، دي مش هتهمد ولا تتبط كدا عبر لما تتلزق فيا زي ما أنتِ شايفة كدا.


- طب خُد بالَك إن أختي دي تبقى خالتك، ونص كلمة كمان وهخلي الأسبوع ٢..


خبط رجله في الأرض بتذمر - يامَّا!!


اتكلمت رغد بملل - خلاص يا جابر بقى دانت ولا العيال الصغيرة ياخي! ما قالتلك نادرًا لما هتشوفهم، مكبر الموضوع ليه؟!


أخدت نفس وقالت بعد ما شدت صابع موز من الطبق على الرخامة - بعدين المفروض التفكير دلوقتي بدل ما يبقى إزاي حضرتك هتفلسع منهم يكون هنقولهم إيه عني، أنا مين وبعمل إيه عندكوا؟!


رمت القشرة في السلة وبدأت ترتب الحاجات مع عزة اللي قالت - ولا هنقول أي حاجة، فيها إيه؟


- إزاي يعني يا طنط، خلينا مش هنقول حاجة الوقتي، بليل وأنا طالعة أنام؟؟ هدومي وحاجتي اللي فوق؟!


سرحت وهي بتكمل - عشان كدا قولتلكم اخد شقة اجار عند أي حد..


رمى جابر بذرة البلحة اللي أكلها عليها وهو بيقول بضيق - ما بلاش الكلام اللي يسد النفس دا! فضِّي الأكياس وأنتِ ساكتة وملكيش دعوة باللي هنقوله.


اتنهدت وكملت مع عزة في حين ان جابر فتح الباب وخرج، مَرّ من قصاد زهرة وخلود اللي كانوا بيتكلموا بصوت يكاد يكون مسموع.


بصلهم - منورين..

شاور على باب المطبخ - وحياة أمي اللي جوة دي منورين.


فتح الباب وخرج وهم جوة بصوا البعض ورجعوا كملوا كلام وكأن حاجة محصلتش.


- سمعتِ اللي قولته يابت أنتِ؟ ملكيش دعوك بجابر دا نهائي، وبطلي تسبسيبيله كل ما تشوفيه، من حلاوة أهله يعني؟


- يا ماما أنا بحبه! ومش هبطل غير لما يحبني هو كمان.


- مانتِ محدش رباكِ، ماشية ترميله قلوب كل ما عينك تيجي عليه، يابنتي لو عايزاه يحبِك يبقى تتقلي كدا وتعقلي، مش بقيت كويسة لما شوفتِك! هو حباية بندول يا روح أمك!


- حاضر يا ماما حاضر..


خرجت رغد..

بصتلهم وابتسمت - منورين المكان.


حركوا راسهم بدون ما يردوا عليها وهي خرجت؛ لفت خلود بصت لأمها - هي مين البت دي صحيح، مش فاكرة إني شوفتها هنل خالص!


- أنا عارفة! خالتِك تيجي تقولنا دلوقتي، قومي بس أنتِ غيري هدومِك وريحي شوية لحد بليل نبقى نكلم أبوكِ.


بليل، كانوا قاعدين كلهم على طرابيزة كبيرة ملمومين حواليها عشان ياكلوا، نفخ جابر بضيق وهو بيكلم نفسه - مالها الطبلية وقعدة الأرضية يعني؟ الواحد يتمزج بالأكل إزاي كدا؟


- يا جابر صوتك عالي!

- بقولك ايه يا رغد، أنا على أخرى.


- أنا غلطانة إني بنبهك أصلًا.

- آه ،خليكِ في حالِك بقى. 


قالت خلود اللي متابعاهم بعينها بعصبية - هو انتوا بتقولوا ايه وموطين صوتكم كدا؟


رد جابر - وأنتِ مالِك..

ضربته رغد في جنبه فقال بسرعة - قصدي ايه اللي دخلِك؟

ضربته تاني فبصلها - يوه! أقول إيه طيب.


ضحكت بإحراج - جابر بيحب الهزار خالص يا جماعة.

-  أنتِ مين بقى يا عسولة؟


سألتها زهرة فردت عزة وهي بتناولها رغيف عيش - جاية من ناحية قرايب فتحي جوزي، قاعدة فوق في شقة جابر.


سألت خلود بإستنكار - اللي هنقعد فيها؟


- آه يا حبيبتي، المكان فوق واسع، أنتِ يا زهرة وخوخة تناموا على السرير وأنا ورغد نبقى نفرش على الأرض كدهو أي حاجة.


بصت خلود لرغد - أنتِ بقى جاية البلد هنا ليه؟ دراسة ولا شغل.


جاوبت رغد بإختصار - شغل.

- اممم..

بصلها جابر - متعمليهاش تاني.


- هي إيه ؟

- امممم دي، هو ايه اللي اممم هترجعي فوقنا ولا إيه!


بصتله خلود بغيظ وكملت أكل بهدوء، اليوم خلص على كدا؛ عرفوا رغد على إنها من قرايب فتحي وبعدين طلعوا لفوق حسب التقسيمة.


قبل الفجر بدقايق، صِحى جابر بإنزعاج على صوت تلفونه بيرن، بَص للإسم ثواني بعدين اتعدل لما شاف إسم رغد، فنح عشان يرد بقلق لقاها قفلت وبعتتله رسالة..


(صحيت؟)

بص للرسالة باتسغزاب بعدين رد (أيوا، في حاجة ولا إيه؟)

(لأ مفيش

كنت بصحيك عشان تصلي الفجر)


بص لرسالتها ثواني بيستوعب وبتلقائية لقى نفسه بيبتسم، شد اللحاف غطى وشه بيه وقعد يضحك زي العبيط!


نام على بطنه وحط التلفون قصاده، سند راسه على إيده وهو بيتفرج على الرسالة باستمتاع وكأنها فيلم مش كام كلمة عاديين!


(جابر! أنت نِمت تاني؟)


بعتت رغد لما لقيته طول في الرد عليها، فاتعدل بسرعة وهو بيمسك التلفون عشان يرد عليها (صاحي صاحي)


( طيب

صحي عمو فتحي بقى وروحوا صلوا سوا).


قفلت رغد التلفون ولفت لعزة اللي بتنشف دراعها مكان ماية الضوء - صِحىٰ أهو.

- قولتيله يصحي أبوه؟

- آه.


بصت رغد ناحية الأوضة بتاعتها واللي نايم فيها خلود وزهرة - هم هيصحوا ولا نصحيهم إحنا؟


جاوبتها عزة وهي بتلبس إزدال الصلاة - معرفش إذا كان هيصحوا، أنا معرفش ادخل أصحيهم أنا بصراحة. 


هزت رغد رأسها وهي بتلبس الطرحة، وجنبها عزة بتفرش المصلية على الأرض استعدادًا للصلاة.


 يتبع....ෆ


#العشرون 


- والله فُراقَك صعب يا خالتي!


قالها جابر وهو بيشيل الشنط الخاصة بزهرة وخلود وبيطلعها برة بيتهم، خبطته عزة في كتفه عشان يسكت وهي فاهمة نيته في حين قالت خالته زهرة - واضح يا جابر يا حبيبي، واضح من غير ما تقول.


- طب كنتِ استني اتغدي معانا ولا حاجة، دا يدوب أمي لسة طافية على الأكل...


لف بص لأمه - ولا أنتِ ايه رأيك يا حجة؟


برقتله عزة عشان يسكت فابتسملها بسماجة، كلهم خرجوا من البيت فوقفت رغد عشان تقفل الباب قبل ما ينزلوا يوصلوهم لتحت.


كانت عزة ماشية قدامه مع زهرة وبنتها خلود و وراه رغد، اتكلم بعد تنهيدة طويلة مسموعة - مش قادر أوصفلِك البيت في وجودكم كان حلو إزاي... 


لف بص لرغد ببسمة واسعة وقال بصوت كله حزن عكس تعبيرات وشه - هيبقى وحش أوي من غيرهم! هيفضى علينا يا رغد!


هزت رأسها بصمت وهي كاتمة ضحكتها بالعافية على أسلوبه وطريقة كلامه، وصلوا الشارع تحت فبدأ يحط شنطتهم في العربية اللي هترجعهم - كان نفسي نتلم على طبلية واحدة للمرة الأخيرة، نضحك ونهزر ونحكي ذكريات.


همستله رغد - متأڨورش يا جابر، باين إنك كذاب أوي يعني!


ركبت زهرة العربية ورا وجنبها خلود بنتها، وقدام كان السواق وزوج زهرة، وطت عزة على الشباك - لو عوزتِ أي حاجة كلميني على طول..


رفع جابر إيده للسما - يارب ما تحتاج حاجة يارب.


- خلي بالك من نفسك يا حبيبتي.


بعدت عزة عن العربية عشان تتحرك، وقفت جنب رغد وجابر والتلاتة رفعوا ايديهم يودعوهم.


- يارب ذهاب بلا عودة، يارب يكون وداع بلا لقاء.


ضغطت عزة على رجله - يارب نتلم بقى ويبقى عندنا ذوق.


- آه آه، إيه يا حجة في إيه رجلي!

- أنت هتتربى امتى ويبقى عندَك أدب زي الناس؟


- يا حجة شيلي بس رجلِك ونتفاهم بعدين.


- ما ترد عليا.! أنت قولت ايه لخلود بالظبط؟ قولتلها إيه ياض؟


- ياما رجلي معتش قادر وربنا، يلهوي ارفعيها بسرعة!!


بعدت عنه عزة فبص لرغد اللي ميتة من الضحك في جنب - اضحكي اضحكي، بدل ما تشيليها عني يا أنثى براس خرتيت أنتِ!


زعق عزة - كلمني هنا..


بصلها فكملت - قولت إيه لخلود؟ البت يا حباية عيني مقطومة من أول إمبارح.


كانت رغد بطلت ضحكت ومع سؤال عزة رجعت تضحك، بصتلها عزة بإستغراب بعدين باستدراك وصدمة قالت - لأ!! يعني أنتِ عارفة اللي حصل يا رغد؟ وماقولتيليش؟؟


شاورت رغد على جابر - والله هو اللي محلفني ماقولش!


بصتله عزة - ما تنطق تقول هببت إيه؟! 


دخل من بوابة البيت وقَفَلها بعد ما دخلوا الاتنين، قعد على السلم بيشوف رجليه اللي بتوجعه وهما واقفين قصاده - قولتلها يا خلود يابنت خالتي أنتِ مش في دماغي، وفكك مني عشان أنا في واحدة غيرِك شاغلاني.


عزة عينها وسعت بصدمة - يعني إيه؟


- يعني خليتها تحل عني! أنا قسمًا بالله كنت على تكة وأهب فيها! الحمد لله جت على قد الكلمتين دول.


قربت منه عزة وعلى حين غفلة كان بيفرك رجليه بألم مسكت وشه بإيدها وضغطت عليه - لسانَك دا ولا سيف؟ إيه الكلام السم دا؟! ماعندكش دم ياض أنت؟؟


اتكلم بصعوبة وكلمات معظمها غير مفهومة بسبب ضغطها - ما هي بنت أختِك اللي مدلوقة!


بعدت عنه عزة واتكلمت بجدية ولوم ونبرة شديدة - في حاجة إسمها ذوق يا جابر، كان ممكن بدل ما تقولها الكلمتين المقرفين دول تفهمها وبدون ما تحرجها، دي مهما كان بنت خالتَك!


بصت لرغد وبنفس النبرة كملت - وأنتِ ... مكنش ينفع تسيبيه يعمل كدا، كنتِ اقفيله وقوليله عيب، كنتِ حطي نفسِك مكانها يا رغد.


- والله يا طنط أنا سمعته وهو بيقولها بالصدفة، ولا كنت أعرف إنه هيقول كدا أصلًا!


- يبقى كنتِ قولتيله إن اللي عمله عيب ومينفعش، مش تضحكي وكأن اللي عمله عادي.


بصت لجابر وبحدة قالت - وسعلي عشان أطلع.


بعد عن طريقها فطلعت وقفلت الباب وراها بقوة، بصت رغد لجابر بضيق - عجبَك؟ أهي زعلت مني.


طلعت هي كمان وهي زعلانة بسبب زعل عزة منها وفضل هو قاعد مكانه، ماسك بإيده رجله وبالإيد التانية وشه.


بليل، دخل فتحي من باب الشقة، كان متفاجئ بهدوئها والصمت اللي، كان دايمًا يطلع يسمع صوت ضحك، هزار، وزعيق، كان يدخل يلاقي رغد في وشه بتستعد للخروج عشان هو طِلِع؛ لأنها عارفة إنه مش بيحب وجودها، لكن الهدوء دا غريب عليه!


- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..


- أومال فين جابر؟


شاورت بالريموت في إيدها ناحية أوضة جابر - مرزوع جوة في الأوضة.


اتحمحم - ورغد؟


بصتله بطرف عينها - فوق، عايز حاجة منها ولاي إيه؟


- لأ مش عايز، أنا داخل أغيَّر هدومي على ما العشا يجهز.


قفلت التلفزيون و اتعدلت في قعدتها - استنى يا فتحي..


لف بصلها فكملت - عايزاك في كام كلمة.


قرب قعد قصادها - في إيه؟

- رغد...


- مالها؟؟

- هتنزل تتعشى معانا.


رفع حاجبه ورد بإستنكار - ليه؟ ماهي كانت بتنزل تتعشى معانا الفترة اللي فاتت عشان أختِك ماتشكش في حاجة وقولت ماشي، إنما إيه حجتِك دلوقتي؟


ردت عليه بعصبية - وأنا يبقى ليا حِجَّة ليه؟ أنا عايزاها تنزل تاكل اللقمة اللي بتاكلها معانا بدل ماهي من ساعة ما جَت عندنا وهي بتاكل فوق لوحدها! بعدين أنت كل الشهور اللي قعدتهم معانا دول ماخلوكش كدا تحس إن البت دي بنت ناس ومتربية؟!! 


سكتت للحظة وكملت بعدها على طول - بلاش، حكايتها ما أثرتش فيك وحسستك قَد إيه البت دي تعبت في حياتها؟ في إيه يا فتحي؟ مفيش في قلبك ذرة رحمة؟؟؟


- لأ يا عزة مفيش، أنا ياستِ بني آدم جاحد حلو كدا؟ وأقولِك ... البت دي رجليها مش هتخطي البيت هنا تاني، ولا غدا ولا فطار ولا عشا، مادام مش عجبِك حاجة بقى..


وقف واتحرك ناحية الأوضة وهو بيبرطم بعصبية - الله يحرق دمِك يا شيخة زي ما حرقتي دمـ.ـي..


دخل الأوضة وقفل الباب وراه بقوة، ربع ساعة وخرج لقى جابر قاعد مكان أمه اللي ميعرفش هي راحت فين.


- عايزك يا بابا في كلمتين.


رفع فتحي جلبيته وقرب منه - يا مصبر العقل والدين يارب..


قعد - أديني قعدت، نعم أنت كمان؟؟


- أنا كمان؟ في إيه يا حج؟؟ لأ لو هتزعق من أولها أقوم!


- هتنطق تقول عايز إيه ولا أتهبب أقوم أنا.. 

- لأ لأ هقول، بصراحة يا بابا.. 


سكت فبصله فتحي - ما تقول يابني سامعك!


- بص يا بابا أنت عارف إني كبرت وعايز أكمل نص ديني.


- إنجز!

- بابا أنا عايز اتجوزت رغد..


يتبع....ෆ

تكملة الروايه اضغط هناااااااا 


تعليقات

التنقل السريع