القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية حياة مريرة كامله من الفصل 21 إلى الفصل 25 الأخير بقلم امل صالح



رواية حياة مريرة كامله من الفصل 21 إلى الفصل 25 الأخير بقلم امل صالح 

#الواحد_والعشرون 


- بص يا بابا أنت عارف إني كبرت وعايز أكمل نص ديني.


- إنجز!

- بابا أنا عايز اتجوزت رغد..


• غمض جابر عينه بمجرد ما قال جملته، وكأن انفـ.ـجار على وشك الحدوث!


فتح عينه مع الصمت اللي طال، بص بإستغراب لفتحي أبوه اللي بيبصله بهدوء.


- يا بابا!

- ما تقول عايز إيه!


- رغد يا بابا رغد.

- آه .. مالها بقى رغد؟


- عايز اتجوزها.

- يعني إيه؟؟


- إيه يا حج في إيه؟ لأ صحصح معايا كدا وفوق، بقولك عايز اتجوز رغد سامعني؟؟


رد عليه فتحي بإنفعال - والله العظيم بجد! وماله يا حبيبي إتجوزها، أنت تتجوزها وأمك تزعق عشانها وأنا كيس جوافة مليش ستين لازمة ولا أي رأي وسطكم!


بصله جابر بدهشة و بجدية رد عليه - إيه العلاقة؟؟ إيه علاقة إني عايزة أتجوزها بإنَك ملكش لازمة؟ إيه علاقة حُب أمي ليها بإنَك ملكش لازمة؟؟ لزمتها إيه العصبية دي!؟ 


اتنهد قبل ما يكمل - أنت اللي مش بتحبها يا بابا، ما تجيبهاش فينا! رغد إنسانة جميلة ومعملتش أي حاجة وحشة لينا ولا حتى فكرت، حرام عليك معاملتك ليها؟؟


بص لأبوه اللي ساكت فكمل بأمل إن كلامه يأثر فيه - ليه يا بابا تكون السبب في عمل مشاكل نفسية وصحية لبني آدم ماسببلكش أي أذى؟؟ أنت ماتعرفش رغد بتعمل إيه بعد كل مرة بتشوفك وتشوف بعدك عنها وكأنها شخص مُعدي! التفكير بيتعبها، وحضرتك مش مخلي أي فرصة إلا ولازم تبين ليها قد إيه أنت مش طايقها وقد إيه أنت عايزها تمشي، كل دا من نظراتَك!!


ابتسم بسخرية - ما بالَك كلامك يا بابا! أنا معرفش أنت اتكلمت معاها قبل كدا كام مرة بس المرة الوحيدة اللي شوفتك بتكلمها فيها قولتلها كلام محدش يستحمله ولا يقبله على نفسه، كلامك كان سبب في مصيبة كبيرة، كلامك خلاها تمشي بدون ما تقول لحد وترجع بلدها اتعرضت لمواقف كتير وحشة وهي في طريقها ومعرفتش تتصرف، آخرهم كام شاب كانوا هيهجموا عليها! ولولا ربنا اللي بعتهلها اللي ينجدها مكنتش أعرف هيحصل إيه!


وقف جابر - مش عايز منك غير إنك تقعد مع نفسك، تفكر وتحسبها كويس، يترى رغد دي عملت حاجة تستحق اللي أنا بقابلها بيه؟؟


خرج جابر من البيت وساب وراه أبوه اللي مانطقش بكلمة واحدة، وكأن كلام جابر ليه زي ضربة فوقته أو خليته يبص لكل حاجة من جانب تاني فقعد مكانه بيمسح على وشه وبيستغفر..


جابر طلع الشقة فوق عند رغد، كان الباب مفتوح ومن شبشب أمه اللي برة عرف إنها جوة، خبط على الباب - ياللي هنا..


ردت عليه رغد - تعالى يا جابر.

دخل - بسم الله...


بص حواليه بإستغراب - فين أمي؟


شاورت على الأوضة - جوة، طلعت قالتلي متفكريش يعني إني طالعة عشان اصالحك أو حاجة، أنا طالعة مقموصة من فتحي بس..


- أمي عملت كدا بوشها؟

- آه والله، وقامت زقاني برة الأوضة وقفلت عليها!


وقف ورا الباب - يا حجة، عندي ليكِ خبر يستاهل فتح الباب..


وقفت رغد جنبه - خبر إيه؟؟

- مايخصكيش، روحي اعمليلنا كوبايتين شاي..


- أنت عبيط يالا؟ فاكر نفسك سي السيد ولا حاجة؟؟ اعمل اللي عايزه لنفسك..


بصت للباب - طنط ممكن تفتحيلي، متزعليش مني بقى! كدا كدا الغلط أصله من جابر يبقى أنا ذنبي إيه تزعلي مني؟


- بلاش قلة ذوق بقى، يا تهديها علينا إحنا الاتنين يا ماتنطقيش!


بص ناحية الباب وكمل بصوت عالي - يامّا والله خبر يستاهل، افتحي بقى!


بمجرد ما خلص الجملة الباب اتفتح، بصتله عزة بقرف فابتسملها - أنتِ ست جدعة والله..


دخل ولف عشان يقفل الباب فوقفته رغد - إيه إيه أنا داخلة!


- داخلة فين يا حبيبتي! أنا عايز أمي في كلمتين لوحدنا.


- والله!

- آه والله، وسعي كدا بقى..


قفل الباب في وشها فوقفت رغد قصاده بتبص بزهول، وجوة قعدت عزة على السرير ومسكت التلفون - يانعم؟ خبر إيه اللي قارفني بيه دا؟؟


قعد قصادها واتكلم بحماس - أنا قولت لأبويا إني عايز اتجوز رغد.


رفعت عينها عن التلفون وبعدم تصديق وبسمة قالت - بجد والله؟ يالهوي! وقال إيه؟؟


- لسة مردش..

غمز - بس آي ثينك هيوافق...


ملحقش يخلص جملته!

اتفاجئ بيها بتزغرط!!


اتنفض من مكانه بصدمة وقرب منها - بس ... بس الله يسترك.


- بس إيه بس دانا هنزل أوزع شربات دلوقتي.


- اهدي ياما في إيه؟!! أنا لسة مقولتش لرغد أصلًا ! ولا حتى أعرف رد أبويا، بتزغرطي على ايه؟ على خيبتي؟؟


- خيبة تخيبك ياولاا، أنت ماقولتش لرغد لسة؟ قوم يابن الهبلة قولها، حقا ياربي الواد العبيط داهو!


بصلها بصدمة - أقولها؟؟أقولها إيه استهدي بالله كدا، أنا مش قايل حاجة دلوقتي خالص.


رفعت حاجبها وقالت بتهديد - طب وحياة أمك لو ما قومت قولتلها لأقول أنا، لعب عيال هو ولا إيه؟؟


بصلها وقال بترجي - لا بالله عليكِ اصبري، أنا مش عايز أصدمها مرة واحدة..


- أنت مش هتبطل عبط بقى؟ يابني يا حبيبي فهمني؛ لو مقولتش واتكلمت دلوقتي هتنطق امتى؟؟ طالما في الأول وفي الآخر هتقول يبقى خير البر عاجله!!


رد بتفكير وتوتر - تفتكري؟

- افتكر جِدًا! يلا، يلا قوم وريني عرض أكتافك.


قام فتح الباب..

بص للمكان حواليه بحثًا عنها..


نادى لما ماشافهاش - يا رغد.

جه صوتها من المطبخ - أنا هنا.


لف بص لأمه فشاورلته يتقدم ويروح يتكلم معاها، رفع ابهامه لفوق وبعدين لف واتحرك ناحية المطبخ بعد ما أخد نفس طويل..


- رغد.

ردت بعصبية - عايز إيه؟


- عايز أتكلم معاكِ في موضوع مهم.

- مش فاضية والله زي ما حضرتك شايف.


شد الكوباية اللي في إيدها منها - لأ دا مهم خالص والله.


حطت إيدها في وسطها - عايز إيه يا جابر.

- عايز أتجوزِك..


بصدمة - إيه؟!!

عينه وسعت هو كمان بصدمة - إيه؟!!


- أنت بتقول إيه؟

ابتسم بتوتر وهو بيحط الكوباية - أنا بقول إيه فعلًا! 


- جابر!

- نعم؟


- إحنا أخوات بس يا جابر، دماغك يوديك كدا يجيبَك كدا تفوق على طول.


رد بعصبية - لأ ياختي إحنا مش أخوات ولا حاجة.. 


بصتله رغد بصدمة لغضبه الغير مبرر على جملة عادية قالتها! في حين كمل هو وهو بيشاور على راسه - ودماغي أنا حر فيه أوديه .. اجيبه براحة راحتي.. 


- جدع يا قلب أمك جدع.


لف بص لعزة اللي كانت واقفة على أعتاب باب المطبخ - ثانك يو مامي.


يتبع....ෆ


#الثاني_والعشرون


- وبعدين يعني، هعمل إيه؟ 


- محدش كان قالك تجحش يا جابر يا حبيبي، هو اللي يروح يقول لواحدة إنه عايز يتجوزها يقولها خبط لزق كدا ولا يمهد وياخدها واحدة واحدة؟ 


- ما أنتِ اللي قولتِ خير البر عاجله يامَّا! 

- يابني يا حبيبي.. 


خبطت على راسه - شغّل سلطانية الشوربة اللي فوق دي شوية وافهم الكلام، بقولك خير البر عاجله عشان ماتطولش في إنك تقول ليها، مش عشان تروح تقولها سلامو عليكو عايز أتجوزِك يا رغد.! 


نفخ - والحل إيه؟ دي قافلة على نفسها من امبارح! حتى الشغل منزلتوش! 


- والله أنت اللي عكيت يبقى تنضف وراك، ماتوجعش دماغي.


- طب قومي خبطي عليها طيب لتكون عملت في نفسها حاجة، دي عقلها تَعبان وممكن تعمل أي عَبَط عادي. 


- ياعم سيبها على راحتها.! سيب البت تاخد وقتها ومتبقاش خنيق كدا، بعدين ماتوجعش دماغك؛ رغد أعقل بكتير من إنها تعمل حاجة في نفسها.


طبطبت على رجله - قوم أنت بس إنزل لأبوك واتكلم معاه وشوف رأيه إيه، مش عايزين أي حاجة تتم وهو مش راضي عنها! 


- ماهو لو بس يبطل نُشوفية الراس اللي هو فيها دي كل حاجة هتبقى زي الفل، دي البت حتة نسمة محدش مايحبهاش! 


- طب لاحظ يا قلب أمك إنك قاعد قصاد أمك، حسن ملافظك كدا لحد ما يبقى في أي حاجة، طول مانتوا مفيش حاجة ربطاكم ببعض حِسَك عينَك الاقيك بتقول الكلام ده، لا قدامي ولا ورايا. 


وقف - طب براحة بس عليا، براحة! 


وقف برة البيت بيلبس الكوتش - عايزة حاجة من برة وأنا جاي؟ 


- آه ياريت ترجعلي بموافقة أبوك، عايزة أفرح بأي حاجة قبل ما أمـ.ـوت ياللي تنشكوا.! 


فوق عند رغد، قاعدة فوق السرير ضامة رجليها ليها وبتبص قدامها بشرود، على وشها ابتسامة بتظهر وتختفي كل شوية. 


شدت البطانية على وشها ونفخت بضيق - آآآآه!! 


دماغها هينـ.ـفجر من كُتر التفكير! مش عارفة تقرر ولا تتصرف إزاي بعد موقف إمبارح. 


ومن إحراجها وكسوفها مش عارفة تنزل تمارس روتين يومها كالمُعتاد! هتواجههم إزاي وهتقولهم إيه؟؟ طب و ردها اللي هم مستنينه! 


طب توافق ولا ترفض؟ 


لو على جابر، فهو شخص كويس من جميع الجوانب؛معاه شهادة بيشتغل شغلانة كويسة ودَخله كويس، ملامحه مش وحشة بل ملامح راجل مصري عادية جِدًا، لكنها في نفس الوقت مميزة! شخصيته مزيج جميل ما بين المرح والجَدّ، مميزات صفاته غلبت عيوبها، والأهم من دا كله إنه شخص حنون.


 هي عمرها ما بصت لجابر على أساس زوج ليها! مش شايفاه غير أخوها، لكن بعد عرض إمبارح وهي عمالة تفكر فيه كزوجها، بتتخيل حياتهم سوا وكمية الدفى والحنان اللي فيها.. 


داخل من باب شقتهم بدوشته المعتادة وهزاره، شايل في ايديه طلبات البيت وشوية حلويات ليها، بيدخل المطبخ يلاقيها لسة بتجهز في الأكل فيقف يساعدها، يقعدوا ياكلوا ومع أول معلقة ياكلها يمسك إيدها يبوسها ويقولها تسلم ايدِك يا رودي؛ حياة مثالية..♡


كانت بتبتسم بسعادة وهي بتتخيل، ولكن ابتسامتها تلاشت وهي بتفكر مع نفسها، إزاي برضو؟ هتوافق إزاي كدا!! 


ضربت بايدها على السرير وهي حاسة بإرهاق بسبب التناقض اللي بيحصل في تفكيرها من امبارح، حطت رأسها على المخدة على أمل يوقف عقلها تفكير وتنام.


ولكن محصلش، 

رجع عقلها يفكر تاني، 

بس بشكل اسوء... 


"هو لو أنا وافقت، جابر هيجي يطلبني من مين؟؟ 

من أمي اللي متبرية مني؟ ولا من قرايبي اللي محدش فيهم بيطقني؟" 


"طب وفتحي أبو جابر، هيوافق عليا؟ أنا اللي لما بيشوف وشي بيستغفر ١٠٠ مرة؟؟" 


"هو أنا يارب وحشة؟ وحشة لدرجة كل دا يحصل في حياتي؟ أنا معملتش حاجة ولا أذيت حد يارب!"


"ليه أمي تبعد عني بسبب غلطة ارتكبتها هي؟ 

ليه أواجه نظرات الناس وكلامهم عني وأنا المظلومة يارب؟ 

ليه أبو جابر شايفني وحشة يارب؟ "


وبدأت رغد تعيط، 

اتقلب خجلها وفرحتها بطلب جابر .. لوصلة من البكاء والحزن.


عند جابر وأبوه تحت في المحل، دخل - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


رفع فتحي راسه - وعليكم السلام ورحمة الله، إيه مش رايح الشغل؟ 


قعد على كرسي من الكراسي - لأ رايح، عايز أتكلم معاك الأول وأشوف ردك. 


قرب منه فتحي وهو بينشف إيده - تعرف ردي على إيه بالظبط؟ 


- حوار امبارح يابا. 

قعد - آه عارف، تعرف ردي في إيه برضو؟! 


- على جوازي من رغد. 

رفع فتحي كتفه - طب ما تتجوزها! 


بصله جابر بإستغراب وهو مش فاهم معنى رد فعله دا، فاتكلم فتحي بتوضيح - بص يا جابر، حبي أو كرهي للبنت دي مايدينيش الحق أقولك آه أو لأ عليها، أنا كأبوك مُهمتي أعرف البنت دي محترمة تليق لعيلتنا أو لأ، إنما أجبرك عليها أو أرفضها دا مش دوري. 


بصله جابر بدهشة - يعني أنت عارف إن رغد محترمة وتليق ليا أهو! 


- وأنا عمري ما قليت من أدبها أو احترامها، أنا كانت مشكلتي معاها هي وجودها معانا واقتحامها لينا مرة واحدة كدا، واحدة ولا نعرفها ولا تعرفنا دخلتوها بينا وسكنت عندنا وكأنها من بقية أهلنا، عايزني أبقى عادي كدا من ناحيتها إزاي؟؟ 


اخد نفس وكمل - يابني أنا رب الأسرة، يعني وظيفتي أحميكم وابقى سند وضهر ليكم، يعني كل كبيرك وصغيرة في حياتنا أنا مسؤول عنها، طبيعي أبقى موسوس تجاه أي حد يقرب سنتيمتر مننا، لازم ابقى عارفه وعارف أصله وفصله مش أي حد كدا والسلام! 


خلص فتحي مستني رده ابنه، فبصله جابر وقال بعد تنهيدة طويلة - يااااااه، أنت بقيت شاعري كدا امتى يابا؟؟ 


وقف فتحي وزعق وهو بيقلع شبشبه - قوم يابن الكلب روح شغلك قوم، دا الواحد مايتكلمش معاك كلمتين جَد أبدًا! 


يتبع....ෆ


#الثالث_والعشرون 


- إيه يا جابر الانشكاح والانشراح ده؟ قبضت ولا إيه؟؟


- لأ يا خفة ماقبضتش، ووسع بقى عشان أنا مزاجي رايق ومش عايز أعكره.


- طب ما تروق مزاج العبد لله الفقير  وتقولي حصل إيه.

سند على الحيطة واتنهد - آخد الجواب بس واروق عليك وعليهم وعلى ناهد وكلنا.


- جواب ايه، أنت بتخطط لحاجة من ورايا؟؟

- عايز الصراحة يا صاصا؟


بصله صاحبه بترقب وفضول فابتسم بسماجة وهو بيرد عليه - آه..


بص للسما وكمل بعد أخد نفس طويل - بخطط لحاجة كبيرة وجميلة.


سند عصام جنبه - يبقى هتتجوز.

بصله جابر بإستغراب ابتسم عصام - أيوة دا روقان البدايات، صمّه زي إسمي.


رفع جابر حاجبه واتعدل - صمّه إزاي.. 

غمز - أنت اتجوزت قبل كدا وأنا معرفش ولا إيه يا حُب؟


- لأ بس شوفت نفس المشهد في مسلسل من كام يوم، بالك أنت أنا من غير المسلسلات دي ما كان في حاجة شالت عني.


- طب اقفل بقى على سيرتها عشان وحياة أمي يا عصام لو فتحت بُقك طول اليوم عن المسلسلات الزفت اللي بتابعها دي لأكون مدخل شبشبي في بُقك.


بصله عصام بقرف - أنت أصلًا حتة جاهل ولا بتفهم في الرُقي، خليك انت في المصري وياسمين عبد العزيز وسيبلي أنا الكوري و IU.


- أَيــوه؟ دي من اسكندرية دي ولا إيه؟ 

بصله من تحت لفوق - مش بقولك جاهل.


سابه عصام ومِشىٰ فنادى جابر - ولااا يا عصام، سِد مكاني النهاردة..


رد عصام بصوت عالي بدون ما يلف - عندها يا حبيبي.


- وحياة أمك ياسطا النهاردة بس، خليك جدع بقى.

- عندهـــا..


قرب منه جابر بخطوات سريعة أشبه للجري بعدين نط وحط إيده حوالين رقبته - ياض بطّل رخامة! النهاردة يوم مهم.


- يعم وسع خنقتني، مش أنت مستكبر تحكيلي بتعمل إيه ولا في إيه شوف حد بقى غيري يسد مكانك!


- دانت قموصة أكتر من أمي والله!


شال ايديه من حوالين رقبته وقال بجدية وهوا بيبص قدامه - كل الحكاية إني مش متأكد لسة، أنا بس مش عايز أقعد أرغي كتير.! 


وقف عصام ولف بصله، خبط على كتفه - الكلام دا تقوله لحد غريب يابــاا، مش ليا.


- الحوار طويل!

- قعدة القهوة مأثرتش في حاجة.

- والشغل؟!!

- روح شوف حد يسد مكانَّا إحنا الاتنين.


في بداية الليل؛ الساعة ٩ ونص تقريبًا، كان جابر راجع البيت بعد ما قضى الوقت اللي المفروض يكون فيه في الشغل مع عصام صاحبه، بيحكيله كل حاجة من البداية تقريبًا؛ من أول مرة شافها فيها، لحد لحظة اعترافه ليها.


دخل المحل على أساس يلاقي أمه فملقهاش، بص لفتحي بإستغراب - أومال فين أمي؟


- انا عارف منزلتش ليه؟! بتتلكك أمك دي والله، بتتلكك.


- بتتلكك ايه بس الست كتر خيرها ملاحقة علينا، شد حيلة يابا عايزك على آخر الشهر تخسلك اتنين تلاتة كيلو ولا حاجة.


رفع فتحي راسه وبصله وهو ساند بإيديه على الرخامة - تعرف تغور من وشي؟


ابتسم بسماجة بعدين سابه ومشىٰ، طلع البيت عندهم فوق الأول فلقى أمه في المطبخ.


دخل - إيه الدنيا؟

- الحمد لله كويسة.


- بجد؟ نزلت ولا طلعتي ليها؟

لفتله - هي مين؟

- رغد.


- أنت بتسأل على رغد.

ابتسم بغباء - أومال أنتِ فاكرة إيه؟ صباح الفل!


بصتله بقرف من تحت لفوق - أنا قولت برضو الجِتّة المنتنة اللي أنا خلفتها مايطلعش منها الكلام دا.


مد إيده في طبق البطاطس المتحمرة - أيوة برضو عاملة ايه هي؟


ضربته على إيده - إيدَك، إيدَك يا حشرة..

بصتله بعصبية - مِدّ اطلع برة لحد ما أخلص، إخلَص!


شد شوية بطاطس على غفلة منها ومِلىٰ بُقه بيها وبعدين طار لبرة، وقفت عزة في نص المطبخ وزعقت - يارب! يارب أنت اللي عارف يارب!


دخل راسه من الباب - طب مانتِ مقولتيش برضو هي عاملة إيه؟ نزلت ولا لأ؟ أكلت ولا لأ.


ردت بضيق وهي بتقلب اللي في الطاسة - لأ مانزلتش من الصبح، وبطل كلام بقى عشان أعرف أركز في اللي بعمله.


- يلهوي! مانزلتش من الصبح وأنتِ هادية كدا، حجة البت بتضيع مننا!


لفت شوحت المعلقة في الأرض - بس بقى! بس بقى ياللي تتشك في فخادك أنت، ١٠٠ مرة قولنا ما تتكلمش وأنت بتطفح، برضو بيتكلم ولا البقرة اللي بقها برسيم.. 


كملت وهي بتبصله بتريقة - بعدين هتضيع ليه يا حيلة أمك إحنا حابسينها، قولنا ١٠٠ مرة اديها مساحتها، اديها مساحتها اديها مساحتها.


بلع ريقه بتوتر بعدين وطى جاب المعلقة، حطها بهدوء فوق الرخامة بعدين رجع لورا ببسمة - سوري مامي.


خرج من المطبخ وهو سامعها جوة بتستغفر، قعد في الصالة ومسك تلفونه شوية، بعدين نادى - أمّـــا، النور هيقطع كمان ربعاية بسرعة عشان ميقطعش عليها وهي لوحدها فوق.


- بس يابن النحنوحة يا ملزق.

ضحك ببلاهة - حبيبتي تسلميلي.


خرجت عزة بعد دقايق من المطبخ شايلة في إيدها عمود أكل، حطيته على الطرابيزة - قوم هات الإزدال بتاعي من جوة؛ بسرعة قبل ما يقطع.


وقف وجابه فلبست بسرعة وبصيتله - جبت الكشاف؟


- yes.

- والتلفون؟

- yes.

- حلو، شيل العمود وورايا.


طلعوا الاتنين على السلم لفوق عند رغد، وهم بيخبطوا الخبطة الأولى النور قطع، تاني وتالت خبطة، مابتردش!


بصت عزة لجابر بتوتر، آخر مرة حصل فيها الموقف دا لقوها مغمى عليها ولوحدها.! كان جابر متوتر وقلقان من غير حاجة بسبب عدم ظهورها من الصبح وعدم استجابتها دلوقتي قلقه أكتر.


لكن محبش يظهر دا لعزة عشان ماتخافش، ابتسم - نديها مساحتها الشخصية، مش يمكن بتلبس!


- كانت ردت على الأقل.


- مالِك خايفة كدا ليه؟ رغد هتفتح دلوقتي وندخل نقعد معاها ونتكلم، اهدي!


خبّط بقوة - رغد!

عزة بصتله وهي على وشك العياط - دي مش بترد!

بصلها بنفس الملامح والصوت - مش بترد.


الاتنين بيخبطوا على الباب بقوة وبينادوا ورغد .... رغد في عالم تاني.


من بعد عياطها امبارح و كُتر التفكير نامت بتعب مكانها، فتحت عينها على ضلمة مالية المكان فطلع منها شقة صغيرة - أنا اتعميت!


وفي لحظة أدركت إن النور قاطع عادي فحسست جنبها لحد ما مسكت تلفونها وفتحت الكشاف، الخبط على الباب خضها! خصوصًا إن الأصوات اللي بتنادي عليها مكنتش واضحة.


همست لنفسها بخوف - النداهين.

فتحت التلفون وبتلقائية كانت بتدور على اسمه وسط الأسامي، على "جابر".


برة، بص لتلفونه بإستغراب بعدين للباب..

عزة واقفة جنبه بتعيط - يارب جيب العواقب سليمة يارب.


فتح - الو.

- الو ايه بس يابني دلوقتي؛ سيب اللي في ايدك وشوفلي رغد فين..


رجعت ترزع على الباب بقوة - يا رغد!


جوة اتنفضت في مكانها بخوف - يا جابر.

- أنتِ فين؟


- النداهين واقفين على باب البيت يا جابر، عايزيني أفتحلهم!


بص جابر للتلفون بصمت مش عارف يضحك ولا يحاول يطمنها، بص لأمه وقال وهو بيمسك إيدها - خلاص يامّا اهدي كدا...


كمل وهو بيرد على رغد - رغد.

- نعم!


- نداهين إيه اللي هيستأذنوا قبل ما يدخلوا البيت؟

ردت عليه بصوت متحشرج - يا جابر والله مابهزر.


- يا رغد أنا وأمي اللي على الباب!


قفلت التلفون وقامت، وقفت ورا الباب بخوف - مـ ... مين؟


- رغد! افتحي يا عمري الباب دانا والواد جابر.


فتحت الباب فحضنتها عزة - يلهوي! وقعتِ قلبي، كنتِ فين ولا كنتِ بتعملي إيه؟


- كنت نايمة.

بعدت عنها عزة - نامت عليكِ حيطة يا كلبة..


حضنتها تاني - خضتيني يابت! 


يتبع....ෆ


#الرابع_والعشرون 


حضنتها عزة - يلهوي! وقعتِ قلبي، كنتِ فين ولا كنتِ بتعملي إيه؟


- كنت نايمة.

بعدت عنها عزة - نامت عليكِ حيطة يا كلبة..


حضنتها تاني - خضتيني يابت! 


حضنتها رغد وهي مش فاهمة حاجة، بصت لجابر اللي بيبتسم وهو كاتم ضحكته عليها بالعافية، بعدت عن عزة اللي كانت متبتة فيها وكأنها هتضيع منها ودخلوا جوة. 


قفل جابر الباب ودخل وراهم وهو بيتكلم بصوت عالي - عاملة كل دا عشان ثولتلك عايز اتجوزِك يا رغد!! أومال لو قولتلك إني ناوي أكتب على طول من غير خطوبة؟؟ هتوئدي نفسِك؟


لفتله عزة وردت بتهديد - ورحمة أمي في تُربتها لو نطقت كلمة كمان يا جابر لأحلف عليك ما تدخلها تاني.


عينه وسعت بدهشة - إيه إيه إيه.! شقتي دي لو مش واخدة بالِك؟


شدت عزة الكشاف منه وبدأت تثبته في مكان معين بحيث ينور المكان كله وهي بترد عليه - واخدة بالي، بس أنا خلقي ضيق ومش بحب الكلام الكتير، بعدين إحنا طالعين نطمن عليها.!


قعدت على السرير قصاد رغد وكملت بعناد وهي رافعة حاجبها - بت يا رغد، ماسمعش ردِك عليه غير بعد أسبوع.


ابتسمت رغد بتعب قبل ما تبص لجابر اللي اتحرك وشد كرسي قربه من السرير عشان يكون جنبهم، سند على رجليه بإيديه الاتنين وبصلها فبعدت عينها عنه بسرعة.


كانت عزة بترص الأكل اللي جابته ليها قدامها - كدا يا رغد يوم كامل ماتنزليش تطمينيني! بعدين نايمة من امبارح ليه؟ كل دا بسبب جابر يعني؟ لأ لو كدا يا حبيبتي تفكك منه، جابر ايه اللي يعمل فيكِ كدا؟


ضحكت رغد ضحكة صغيرة قبل ما ترد عليها وهي بتنفي براسها - مش موضوع جابر خالص يا طنط، أنا تعبت الصبح ومكنتش قادرة اتحرك من مكاني فعلًا..


اتعدل جابر في مكانه وبصلها بضيق من غير ما يقول حاجة في حين شهقت عزة - يلهوي! تعبتِ حصلك إيه؟؟


- نَشر في جسمي كله مقدرتش أقوم ففضلت نايمة، غطيت نفسي وخلاص بحيث لو سخونية أعرق ويروح التعب. 


ربّع جابر دراعه واتكلم بجدية وصوت حاد نوعًا ما - كان أولى تكلمي حد فينا يا رغد، لو كان دور شديد شوية كنتِ هتعملي إيه؟!


عقبت عزة على كلامه - مثلًا! يابنتي أنتِ عبيطة يابنتي؟ دا تعب يا ماما دا تعب، مفيهوش هزار.


بصت رغد لعزة وهي متعمدة ماتردش على جابر - الحمد لله يا طنط جت سليمة المرة دي، إن شاء الله لو اتكررت تاني هكلِمك على طول.


- وأنا لسة هستنى لما تحصل تاني، أنتِ تجيبيلي النسخة اللي كانت معايا في الأول، بعد كدا لو مانزلتيش هتلاقيني نطالِك هنا.


- ان شاء الله، آكل بقى؟ 


بدأت تأكل وهي بتحاول تبعد نظرها عن جابر اللي مراقب تصرفاتها الغريبة بإستغراب، سند بضهره على الكرسي ورا وقال وهو شايفها بتاكل بسرعة وبتوتر - براحة يا رغد لتاكلي المعلقة بالغلط، محدش بيجري وراكِ!


بصتله عزة - ما براحتها!


طبطبت على رجل رغد - كُلي يا كبدي بكيف كيفِك وسيبك من الواد ده. 


أكلت رغد وخلصت فقامت عشان تغسل إيدها، عايزة تهرب من الدايرة بأي طريقة، وجوده في مكان هي موجودة فيه بقى بيحسسها بعدم الراحة والتوتر. 


بصت للمرايا بعد شطفت إيدها واتكلمت بثقة - وفيها ايه يعني! دا جابر اللي أنا عايشة معاه من ٦ شهور، ايه اللي جَدّ يعني؟


نشفت إيدها وطلعت بذات الثقة، وبمجرد ما بقت على أعتاب الأوضة الثقة دي اتبخرت، قعدت في مكانها بصمت استمر لأكتر من ٥ دقايق، كلهم ساكتين.! 


اتحمحم جابر بصوت عالي مُلفت لعل حد يتكلم ويفتح أي موضوع ولكن محدش اتخلى عن صمته وقال حاجة. 


عزة بصت لرغد - المهم يعني أنتِ كويسة؟


- الحمد لله يا طنط بخير.

- في حاجة تعباكِ طيب؟

- لأ والله كويسة!


هزت عزة راسها ورجعت لورا، وعادوا لصمتهم مرة تانية، شوية واتكلمت عزة تاني وهي بتحاول تقول اي حاجة - لأ بس أنتِ كويسة صح؟


ابتسمت رغد بإستغراب - آه الحمد لله زي الفل والله. 

- طب الحمد لله.


بصلهم جابر وقال بخنقة - بقولكم إيه، هو الكلام خلص ولا إيه؟ مالكم؟ لزمتها إيه طلعتنا طالما هنفضل ساكتين كدا؟؟


ردت رغد بسرعة مستغلية الفرصة - على فكرة يا جابر أنت ممكن تنزل أنت، كدا كدا طنط معايا والنور كلها نص ساعة ويجي فملوش لزمة قُعادك.


ابتسم بسماجة وهو يريح ضهره لورا - لأ فكك مني أنا زي الفل كدا، المهم بقى قوليلي النداهيين دول شكلهم إيه؟؟


برقتله بتحذير عشان يسكت قبل ما تبص لعزة اللي سألتها - نداهيين؟ نداهيين إيه؟؟


ردت بإرتباك وكلمات غير مرتبة بالمرة - دا .. دا كان فيلم اتفرجت عليه وكنت بحكي لجابر عليه.


- اسمه ايه دا؟ عربي ولا أجنبي؟

رفعت حواجبها بإستغراب - هو ايه؟

- يوه! الفيلم يا رغد.

- آه آه الفيلم، الفيلم ياستِ كان بقى ايــــه....


بصتلها عزة بترقب وجابر كان متابع الورطة اللي حطها فيها باستمتاع، اتكلم وهو بيقلدها - كان إيـــــه؟؟


ابتسمت بغباء - كان حلو.

- لأ يا رغد أنتِ شكلِك تعبان بجد! وريني دماغِك كدا.


حطت عزة إيدها فوق راسها ورجعت مكانها تاني - الاه! أنتِ كويسة أهو!


- أصل أنا لما ابقى عايزة أنام بقول كلام مش مفهوم.

اتعدل جابو في قعدته بملل - بقولك إيه يا رغد..


بلعت ريقها وهي شبه عارفة هو هيتكلم فى ايه، بصتله فكمل - آه ولا لأ؟

- على ايه؟


ضربته عزة في رجله وردت عليها عنه وهي بتبتسم لرغد - هيكون على ايه يعني؟ داهو كان عايز يشتري چاكت من اللي طالعين موضة اليومين دول، بس أنا قولتله لأ مش حلو فهو بياخد رأيك يعني...


حط جابر إيده قصاد أمه ورجعها لورا - استنى يامّا..

بص لرغد - ها؟ أنا متأكد إن أنتِ فاهمة إحنا كدا طولنا أوي!


ردت عليه رغد بعصبية - أنت بتعمل كدا ليه يا جدع أنت؟ مكلمني امبارح وعايزني اصحى الصبح أرد عليك؟ الطبيعي تسيبني أقل حاجة أربع أيام مش تفضل تزن في الرايحة والجاية كدا!!


خلصت فبصلها هدوء وبرودة أعصاب، اتنهد - ماشي، قولتي إيه برضو؟ إيه ردِك؟


رفعت عزة رجليها ونزلت بيها على رجل جابر اللي زعق بألم - آآه، ياست عزة قولنا ١٠٠ مرة نبطل حركات العيال دي! آآآه إيه دا؟؟ وأنتِ...


بص لرغد وكمل بعصبية - أسيبك ٤ ايام دا يا حبيبتي لما ابقى واحد غريب، إنما أنا جبورة ولا داعي للتعريف فننجز بقى عشان أنا ماصدقت أبويا وافق أصلًا!


كانت بتسمعه بعصبية باينة على تعابير وشها، ومع آخر جملة بدأت العصبية تتلاشى وحل محلها دهشة وهي بتسأله - عمو فتحي وافق؟


ضرب بايد على التانية - آه يختي وافق، ها مش هتسمعينا موافقتِك بقى؟


- يابني براحة يابني! يابني واحدة واحدة!

- استني أنتِ يامّا قولت! أديني بتناقش أهو.


ربعت رغد إيدها - ماشي ولنفترض إني وافقت، هتعمل ايه بعد كدا؟ في قرايبي المفروض يعرفوا، في امي....


قطعت كلامها قبل ما تكمل بصوت واطي - هي كمان لازم تعرف....


بصتله - في حاجات كتيرة مش كاملة، الوضع اللي احنا فيه عشوائية جِدًا ومحتاج ترتيب.


اتنهد بتعب - مش محتاج منِك غير "آه" يا رغد، كل اللي فات دا عليا وكله مش هياخد غلوة في ايدي، أنا مش عاجبني حالنا، أنا من ساعة ما حسيت بمشاعر ناحيتِك وأنا بحاول بقدر الإمكان أتجنبِك، وجودنا سوا لوحدنا في نفس المكان وأنا وأنتِ عارفين ان علاقتنا مش زي الاول وإن التفكير اتغير يبقى لازم ناخد خطوة، أنا مش عيّل يا رغد وبلعب او بتسلى، أنا عايزِك تكوني حلالي!


- بس أنا أوضاع دي متعجبش حد! واحدة هربانة من بلدها كلها مش من البيت، علاقتي بعيلتي كلها قريب وبعيد مش كويسة، طالع عليا كلام لو حد معه عمره ما يفكر يقرب مني..


رد بإنفعال - وأنا مالي؟!!!


كمل بهدوء وعقلانية - أنا ليا الأسباب، سبب هروبِك إيه؟ سبب علاقاتِك المش كويسك إيه؟ الكلام اللي طالع أنا وأنتِ عارفين أصله، بتقكري كتير ليه وبتتعبي نفسِك بالتفكير ليه؟


بصتله بصمت وعيونها اتملت دموع بتلقائية، جابر رجع اتكلم تاني - رغد .... أنتِ مش وحشة ولا، أنتِ أنقى حد أنا عرفته وعشان ملكيش شبيه ولا حد يشبهِلك حبيت أكون أنا اللي أفوز بيكِ، ابقى ماشي معاكِ فخور إن أنا خدتِك، خدت شخص مميزات مفيش منه اتنين.


النور جِه... 


بدأت تعيط فرجع لورا يبصلها وهو مش فاهم برضو سبب عياطها، وهي اتكلمت من وسط عياطها وشهقاتها - أنت .. أنت كدا هتخليني ... هتخليني أوافق.


ابتسم - دا يألف نهار أبيض!


بص لعزة اللي كانت متابعة الحوار وهي بتبتسم ببلاهة وكأنها بتتفرج على فيلم رومانسي  - ما تسمعين الصلاة على النبي ياما وزغروطة حلوة كدا!



#الخامس_والعشرون 

والأخير...♡


- بس إحنا متفقناش على كدا يا جابر!


- ودي حاجة مفيهاش نقاش ولا محتاجين نتفق فيها، رغد أنا دماغي أنشف من الحيطة اللي وراكِ دي، وهعمل اللي عايزه يعني هعمله.


عينها دمعت - بس دي حاجة تخصني أنا، وبقولك عليها لأ! ماتضغطش عليا.


مسك إيدها - بس الوضع دلوقتي اختلف، أنتِ بقيتِ مراتي واللي يخصِك يخصني.


وطت راسها واتكلمت بصوت مخنوق - مش هعرف والله.


ضغط على كفها اللي محاوطه بإيديه ووطى راسه يبصلها - وأنا معاكِ ليه؟ عشان تعرفي يا رغد، عشان تمسكي في ايدي بدون خوف، أنا أمانِك دلوقتي يا رغد.


بصتله بتفكير وهو ابتسم ليها بتشجيع، رفعت رغد إيدها التانية ومسحت عينها - طب ... طب لو ضايقوك!


رفع إيده ومسح عينها التانية وهو لسة محتفظ بالإبتسامة على وشه ورد بهزار - عيب على فكرة تقولي كدا على راجلِك، شاكة في قدراتي ولا إيه؟؟


- أنا اللي هشك السكيـ.ـنة اللي في ايدي في بطنك دلوقتي يا جزمة يابن الجزمة..


لفوا الاتنين بصوا ناحية عزة اللي واقفة عند باب المطبخ، بِعد جابر لورا بسرعة ورغد شاورت عليه - هو اللي مسك ايدي.


بصلها بصدمة - آآآه يا بياعة!


قربت منهم عزة بخطوات سريعة وهي بتتكلم بعصبية - أنا مش قولت ممنوع تلامس وتهامس ياض منك ليها؟ قاعدلي على رُكبك قصادها وماسك إيدها!!! أنت عقلك تعبان ياض؟!!


بصت لرغد وكملت - وأنتِ ... أنا منبهة عليكِ وقايلالِك إيه؟؟! 


بصت رغد للأرض وبدأت تسمَّع ليها اللي حفظته - ممنوع تقربي منه لحد ما نشهر، شباب الأيام دي مش مضمونيين، الواحد منهم بعد كتب الكتاب يفضل يتمحلس ويتلزق فيكِ وقبل الفرح بيوم ولا اتنين يا يفلسع يا يقول كل شيء قسمة ونصيب.


مسكت ودنها - ولما أنتِ حافظة زي الببغاء كدا مابتنفذيش لييه؟


قعدت على كرسي قصادهم وهي بتبصلهم برفعة حاجب، بصت لجابر - الراجل قالك هيجي يبلط امتى؟ مش عايزين نطول في أم الجوازة دي.


- قالي من بكرة الصبح هيجي يبدأ فيه وعلى آخر اليوم يكون خلص.


- وباقي أشكال العفش، اختارتوها؟

ردت رغد وهي بتفتح تلفونها - آه، هنعمل زي دول..


ناولتها التلفون - قَلِّبي يمين.

- الله!! دا حلو خالص، والألوان لايقة على الدهانات.


اتحمحم جابر - من الحق يامّا..


رفعت عينها عن شاشة التلفون فكمل - أنا ورغد هتنزل البلد عندها بكرة، في شوية حاجات ليها هتشوف لو لسة موجودين وكدا.


اخدت رغد نفس طويل وسرحت في اللاشيء قصادها، بتفكر في اللي هيحصل بعد تنفيذ جابر للي بيدور في دماغه، مُصّر يثبت لكل اللي قالوا عليها كلمة مش في حقها إنها مش كدا..


يمكن يكونوا أصلًا نسيوا بس هو واخد القرار ومن بدري، وبسبب عناده ودماغه مش عارفة تخليه يتراجع، من يوم ما كتبوا ااكتاب من حوالي شهر ونص وهوا كل شويك يفاتحها في الموضوع لحد ما جِه النهاردة قالها إنه خلاص لازم يروحوا.


في بداية ما قالها جابر إنه عايز يتجوزها ومن إلحاحه واصراره على موافقتها بيه كانت عارفة إنه بيحبها، لكن مكنتش تعرف ان دا حُبه السطحي ليها وخلال الشهر ونص دول شافت حبه العميقة الدفين؛ فعلًا وقولًا.


خلال الشهر ونص عرفت تشوف جابر على إنه زوج، مش زي ما كانت فاكرة إن عمرها ما هيبقى ليها مشاعر ناحيته وإنه هيفضل أخوها، يمكن حبه ليها يغلب حبها ليها وعن جدارة، لكن التدرج في تغير المشاعر مخليها سعيدة!


عزة بصت لجابر بطرف عينها وهي فاهمة كل حاجة ولكن منعًا لإحراج أيًا منهم، هزت راسها - تروحوا ترجعوا بالسلامة، كان بودي اجي أطبق على نفسكم بس للأسف مش هينفع.


- الحمد لله يارب.

- بتقول حاجة يا حبيبي؟؟


-  بقول تتعوض يا حبيبتي، الأيام جاية كتير ... إن ماطبقتيش على نفسنا النهاردة تطبقي بكرة.


الباب اتفتح ودخلت فتحي - السلام عليكم.


ردوا السلام وهو دخل قعد وسطهم واتكلم وعينه على جابر - كلمت عمك يسري السباك، اداني معاد يوم التلات بإذن الله.


- بإذن الله، أنا سعد قالي هيجيب الصَنيعية بكرة ويخلص البلاط، يعني مافضلش غير العفش على الأسبوع اللي بعد الجاي والمفارش بقى والحاجات الخفيفة دي.


بص فتحي لعزة - لو كدا بقى يا عزة ابقي خدي رغد وانزلوا شوفوا أنتوا الحاجات دي، عايزين على آخر الشهر ولا حاجة كله يبقى جاهز.


- بإذن الله ياخويا، هي بس تروح وترجع بكرة هي وجابر وننزل سوا.


بص لرغد - تروحي فين؟


- راحين البلد عندنا عشان كام حاجة كدا، هنرجع في نفس اليوم بإذن الله.


- تروحوا وترجعوا بالسلامة..


وقف وكمل وهو ماشي ناحية الأوضة بعد ما خبط جابر في كتفه - ربنا يتمملكم على خير.


اليوم التاني، راكبين في عربية المواصلات هي جنب الشباك وهو جنبها، كانت بتبص للطريق ببسمة وهو بيبصلها بضيق.


بصتله بإستغراب - في إيه؟ عايز تقعد مكاني؟؟

- عايز أنزل، تعرفي تنزلينا؟


بصت للطريق وبعدين ليه - لأ دا لسة بدري اوي يا جابر!


- يابنت الناس أنا قولتلك ناخد توكتوك بخمسة وعشرين جنيه وخلاص، عاجبك اللي احنا فيه دا؟؟


- مالنا يا جابر! ماحنا كويسين أهو، بعدين مانا قولتلك إني عمري ما ركبت مواصلات وعايزك اجرب!


- بنت ذوات يعني، يابنت الناس الطيبين أنا واحد دوقت المُر كتير فعايز أدلع نفسي بقى، تقومي تقوليلي مواصلات!


- أنت مش مرتاح؟؟


شاورلها بطرف عينه على الراجل اللي ساند على كتفه والولد الغريب اللي قاعد على رجله - أنتِ ايه رايك؟؟


- ما قولتلك هات ميزو على رجلي!


- يابنتِ أنتِ عبيطة؟ ميزو دا ولا نعرف حاجة عنه، دا حيالله عيل أمه رجليها وجعتها منه فرمته علينا، بتدلعيه على أساس إيه؟ 


مسكت خدود الطفل - بس دا كوتي كوتي خالص يا جابر.


- دانتِ لُقطة والله.


نزلوا قصاد كوبري البلد بعد ما ودعت ميزو!

بصت الطريق قصادها والناس اللي بتتحرك.


جابر بصلها - يلا نعدي الطريق.؟ 


مسكت إيده ولثواني فضلت ساكتة، بعدين رفعت راسها بصلها بإبتسامة - يلا نعدي الطريق.


- فين المنطقة اللي أنتِ عايشة فيها بالظبط؟؟

- جوة جوة.


- ما تكلميني عن اللتاتة بتاعة حارتكم.

بصتله بدهشة - إيه دا، أنت تعرف طنطا سعدية؟؟


- لأ والله! بس هو معروف ان كل حتة في ولية رجليها والقبر بتموت في اللت والعجن والحوارت، زي طنط رضا عندنا كدا.


- اممم، طنطا سعدية يا سيدي أحسن واحدة تنشر أخبار، الخبر المنطقة كلها بتبقى عارفاه قبل ما يحصل أصلًا.


ضحك - يا أوڨر.

ردت عليه وهي بتضحك - والله بجد، خش من الشارع الجاي دا.


وقف جابر قصاد الشارع اللي بتقول عليه واللي كان ما بين بيتين، بالعافية يكفي فرد أصلًا!


- أخش إزاي يعني؟

- بجنبك يا جابر، يلا يلا جوة واسع.


زقته ناحية الشارع، وعلى آخره وقفت فوقف هو كمان - مش عارف ألف أبصلك حتى! لأ واسع فعًلا، وقفتِ ليه؟؟


- أول ما نخرج من الشارع دا هنبقى فيها يا جابر.

- وايه يعني! أنا معاكِ.


خرج هو الأول وبعدها بثواني كتير طلعت رغد، مليون حاجة جَت في بالها ولكن في لحظة رمت كل دا على جنب قصاد جملة "أنا أمانِك يا رغد".


مد ايده ليها فابتسمت ومسكتها وهو بادلها الابتسامة بدون ما يقول حاجة.


دهشة.. 

استغراب..

همس ونظرات استنكار ملاحقاهم في كل خطوة. 


- فين بيتكم؟

- شاورت عليه - هنا، في الدور الثاني. 


- حلو اوي، فين بقى بيت طنط سعدية؟

بصتله بعدم فهم - أنت ناوي على ايه؟

- ناوي على كل ما هو جميل، فين بقى؟؟


أخدته قصاد بيت سعدية، نظرات الناس و وشوشتهم عليها كانت بتسيب وجع في قلبها، ولكن هي جاية النهاردة عشان توقفهم! لازم تبان قوية حتى لو هتتصنع.


- ما براحة ياللي بتخبط، تلاقيه الواد لبيب جايب التموين ولـ..... الله!، أنت مين يا جدع أنت؟


بصت سعدية لرغد بدهشة - اي دا؟ رغد! يقطعك يابت أنتِ رجعتِ امتى؟؟ دا حصل بلاوي فوق غيابِك، قال ايه ماشية بطَّال وليعوذ بالله، أمك منها لله طلعت عليكِ سمعة، بس أنا قولتلهم رغد بكرة ترجع والحق يظهر.


- بقولك ايه يا حجة فتكات، مش هتقوليلنا اتفضلوا؟

بصتله بقرف بعدين بصت لرغد - مين الواد دا يا رغد؟؟


- ده، دا جوزي.

- جوزِك، لا حول ولا قوة الا بالله! اوعي يابت يكون كلام امك صح.


- مهو أنتِ لو خلتينا ندخل هتعرفي.

- براحة ياض!


بعدت عن الباب فدخلوا وهي وراهم بتتكلم - لامؤاخذة بقى ريحة الزفر مالية الشقة، أصلي دابحة بطاية.


- قعدت قصادهم فاتكلم جابر - لا ولا يهمك، إحنا بس كنا جايين عايزين نستفسر منك على حاجة، ولاد الحلال قالوا إن الست سعدية عارفة كل أحوال المنطقة هنا.


- أيوة اومال، من اول شارع لآخر شارع فيها، أصل أنا من يوم ما نزلت من بطن أمي وأنا هنا، عارفة كل صغيرة وكبيرة فيها و..


قاطعها - فالمهم يعني قال ايه طلعين إشاعة إن رغد مراتي ماشية بطّال! يعني أنتِ يا حجة سعدية متعرفيش إن الحجة نبيلة أم رغد كانت عايزة تجوزها غصب؟


شهقت - يلهوي! ليه كدا بس.


كمل جابر بتأثر مصطنع - ومش كدا وبس، دا العريس كان سوري في اللفظ **، تخيلي كان عايز يشوف شعرها في أول زيارة! والست نبيلة كانت موافقة، ورغد مهما تعمل أمها رأسها وألف سيف.


- ازاي بس الكلام دا! ودا ينفع؟ بالك أنا لو كريمة بنتي كانت طست في قلبي شوكة ولا اي حاجة، كانت صوتت ولمت الحارة عليا.


- ماهو رغد لما عملت كدا محدش ساعدها، فمكنش قدامها حلو غير الهروب، ولما رجعت من كام شهر لقت الناس مطلعة عليها سمعة، طب دا يرضي مين يا ست سعدية؟؟


- لأ ياخويا مايرضيش حد


- أمي كتر خيرها لقت حتة لرغد عاشت فيها وأنا لما شوفتها قولت هي دي، كتبنا كتاب بحضور قرايبها وأهلي ومشينا في الحلال.


- راجل يواد راجل.

وقف - إحنا هنمشي بقى.


بصت له رغد بدهشة وهو شدها بسرعة وسابوا سعدية واقفة بتحسبن على نبيلة أم رغد، رغد بصت لجابر - أنت عملت ايه كدا برضو، مش فاهمة؟! 


حاوط كتفها بدراعه ومشى في الشارع - حكيتلها الحقيقة واللي المفروض الناس تكون عارفاه.


- حقيقة ايه! أنت مشوفتش نفسك وأنت بتنهي الكلام! في حد يفضل يرغي يرغي وفي الآخر يختم بلازم نمشي؟


- أنا الحد اللي عملت كدا، تعالي أجبلك شوية حلويات.


مشت معاه ووقفت فجأة لما لاحظت إنهم داخلين محل عم طلعت، بصتله - بلاش دا، تعالى نشوف مكان تاني.


بصلها وبعدين بص للمحل، فهم السبب تلقائيًا فمسك إيدها وشدها - لأ أنا عايز أجيب من هنا، حلو وبسمسم.


دخلت معاه المحل فبصلهم طلعت ولاحظ ايديهم المتشابكة، بصوت عالي قال - أستغفر الله العظيم واتوب اليه! لا حول ولا قوة الا بالله!


- إيه يا حجوج؟ أول مرة تشوف اتنين متجوزين؟؟

- متجوزين؟


بص لرغد بسخرية - جواز جواز يا رغد ولا حاجة تانية؟


زق جابر علب البسكوت المرصوصة قصاده وزعق - حاجة تانية دي تبقى أمك يا حبيبي، دي مراتي على سنة الله ورسوله، أنتوا اللي المفروض رجالة منطقتها مع أول وقعة ليها كلكم جيتوا عليها، ولا تعرف أصل الحكاية بس أهو بتزيط في الزيطة وخلاص.


- بزيط؟ دانا أول واحد شاهد على اللي حصل، دا وهي بتهرب ادتني المفتاح اللي قفلت بيه على امها!


- دا اللي أنت عارفه بس؟ ومع كام كلمة من أمها على بهارات نسوان الحارة مشيت وراهم زي البوبي..


فضل طلعت ساكت لأنه معاه حق في اللي بيقوله! هو فعلًا مسألش عن أي حاجة، اكتفى باللي ظاهر وحكم عليها منه.


لف جابر لرغد، ابتسملها ابتسامة هادية وكأنه شخص تاني غير اللي كان بيتخانق من شوية، مسكين إيدها وخرج بيها زي ما دخل، كاشييت ساكتين محدش فيهم قال حاجة لمدة ٣ دقايق تقريبًا.


لحد ما سمع صوت شهقتها المكتومة، بصلها بسرعة - إيه يا رغد في إيه؟؟


وكأنها ماصدقت يسألها السؤال دا، انفجرت في العياط بهيستريا فشدها بهدوء ناحية بيتهم اللي كانوا قريبين منه، وقفوا في بير السلم فوطى مستواها بيسألها بعدم فهم - في حاجة حصلت ضايقتِك؟ بتعيطي ليه؟؟


حاولت تتكلم وتقول حاجات كتير، لكن معرفتش تعبر بأي حاجة من اللي جواها وعايزة تقولها، فاكتفت بـ - شكرًا يا جابر.


ضحك بعدم تصديق وزهول - أيوة بتعيطي ليه يابنتي برضو؟؟


كانت لسة بتعيط ولكن بشكل أقل من الأول، اتعدل في وقفتها وشدها ليه حضنها، طبطب على ضهرها ومسح على راسها وهو بيتكلم - الشكر لله ياستِ، أي خدمة!!


حس بشدة تمسكها بيه، كانت متمسكة فيه بقوة وكأنه أملها الوحيد في الحياة.


- أنا معاكِ على طول والله.

- تعال نروح، نروح بيتنا يا جابر.


بص لفوق - بس في حساب لسة ماصفينهوش.

بعدت عنه - أنا مش عايزة اشوفها، كدا الناس كلها هتعرف الحقيقة، مش عايزة أشوفها.


بصلها بصمت لثواني قبل ما يتنهد - اللي أنتِ عايزاه.!!


رجعوا البيت تاني..

بيتهم..

أمانها.♡


- اشطا نطلع بكرة نرتب الحاجات ويبقى كدا فركش الشقة.


صقف في نهاية كلامه فقالت رغد بتوتر - وبعدين؟ يعني لسة كدا ٣ أيام؟؟


بصتلهم وكملت - ينفع أأجلها كمان ٣ أشهر ؟؟؟

رفع جابر شفته - نعم ياعنيا؟


طبطبت عزة على ضهرها - و٣ سنين لو عايزة، ياسلام إحنا عندنا كام رغد!


خبطت جابر على رجله وكملت - اللي هي عايزاه ياض.


بص جابر لابوه - يابا الحج اتكلم!

- يا بني اللي هم عايزينه! دول حريم برضو ماتستهونش!


ضرب برجله في الأرض - يوه!

- ولما أحلف دلوقتي أقعدها جنبي طول العمر؟ ها ولما احلف؟؟


- يامّا بقى!

بص لرغد - ماشي! اصبري عليا بس.


بصت رغد لعزة بخوف مصطنع - لأ أنا خوفت منه يا طنط.


- لو كدا نلغي يابنتي، مفيهاش حاجة.

- أنا بقول ماشي.


وقف جابر وزعق - مايل بختي بالبخت الأسود، أنتوا بتتهبوا تقولوا ايه؟؟


بص لأبوه - ما تشوف مراتك!


ضحكوا كلهم على ريأكشنه وردة فعله، بصتلهم رغد واحد واحد ببسمة مرتاحة، صدقت مقولة "عوض الله آتٍ ولو بعد سنين"، ربنا مسبب الأسباب فعلًا، وعوضه كبير ومُرضي.


مين كان يصدق إن رغد اللي كانت بتجري من كام شهر في الشارع هروبًا، هي هي رغد اللي قاعدة دلوقتي بتضحك من كل قلبها وكأنها مالكة الدنيا كلها!!


عوض ربنا مهما اتأخر هيصيبك، بعد ساعة، يوم، أسبوع، شهر، أو حتى سنة!


سيأتي .. وسيجبر خاطرك. ♡


وتلك المرة أحبائي مش هنقول "يتبع"، فقد "تـــمـــت" قصتنا هنا، سيعيش الأبطال حياتهم الرائعة وسيعود كل منا لأشغاله وحياته..


حبيت القصة المرة دي تكون قريبة من الواقع ودافية، أتمنى من كل قلبي تكون المشاعر وصلتكم والهدف وصلكم، اتمني تكونوا استمتعوا بيها..


أتمنى أكون رسمت ولو بسمة صغيرة على وشوشكم...💗💗💗💗🦋


لو وصلت لحد هنا وبتقرأ الكلام دا دلوقتي، سيبلي رأيك اللطيف في القصة، أكتر شخصية حبتوها، وهل يترى صارت "أمل صالح" مِن مَن تحبون القراءة لهم ولا مجرد كاتبة عابرة؟


متنسوش رأيكم في القصة كلها سواء في الكومنتات هنا 

اللي عاوز الرواية الجديده يعمل انضمام من هناااااا علشان يوصلكم اشعار بالنشر 

الرواية كامله من البدايه من هنااااااا 

#حياة_مَريرة

#بقلم_أمل_صالح


تعليقات

التنقل السريع