القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية اختطاف ولكن حور وسليم كامله من الفصل الاول الي الفصل الحادي عشر ❤

 

رواية اختطاف ولكن حور وسليم كامله من الفصل الاول الي الفصل الحادي عشر ❤




رواية اختطاف ولكن حور وسليم كامله من الفصل الاول الي الفصل الحادي عشر ❤

الجزء 1  و 2  

وقفت تتأمل ثوب زفافها وابتسامة هادئة مرسومة علي شفتيها الكرزية فهي ستتزوج اخيرا وتخرج من هذا السجن المفروض عليها منذ أن فتحت عيونها ولاتعرف سببه سوي ان والدها يخاف عليها...!

انها. (حور الهاشمي) تمت العشرون منذ بضعه ايام ابنه والدها الوحيدة واخت (فارس الهاشمي) لاتعرف عنه الكثير كونه مسافر منذ سنوات و( فهد الهاشمي) شاب ثلاثيني قوي ذو هيبه كونه كبير عائلة الهاشمي.. ابنه واحدة من أكبر ثلاث عائلات بالصعيد.. وابيهم عدنان الهاشمي رجل ذو هيبه ووقار...

اما بالنسبة لمن ستتزوجه حور فهو (ادم سلطان الهاشمي) ابن عمها الأصغر وهو كبير والده سلطان الهاشمي...

شاب في الثلاثينات من عمره هادئ وذو شخصيه محببه لم تراه سوي بضع مرات لكنها بالتاكيد سعيدة بأنها ستتزوج وتخرج من قصر والدها الذي سجنت بين جدرانه طوال العشرون عاما... وكلما سألت والدها او اخوها خبروها بأنهم يخشون عليها من بعض اعداءهم حتي تعليمها اتمته بين جدارن قصرهم ذو الحراسة المشددة.. لذا فور اخبار والدها برغبه عمها بخطبتها لابن عمها وافقت علي الفور فهو سيكون سبيل خروجها فهي لا تعرف في حياتها سوي والدها الذي تحبه للغاية فهو رفيق وحنون واخيها فهد الذي بالرغم من قسوته الا انه حنون معها ويحبها..



لديها سعاد مربيتها تلك المرأه التي تولت تربيتها بعد وفاه والدتها في عامها الخامس.. وابنتها مني صديقتها لأنها من سنها..

حاولت حور كثيرا معرفه سبب خوف والدها واخيها عليها ولم تصل لشئ سوي بأن هناك خلافات كثيرة بين تلك العائلات الكبيرة والتي دائما ماتحدث سواء للأراضي او الثأر..

وضعت حور ثوبها بالخزانة وجلست كعادتها علي طرف الفراش تتأمل أسوار القصر من خلف نافذتها الحديدية الضخمة وترسم ....

بالأسفل كان فهد ووالده عدنان يتحدثان بمكتبهم ليقول عدنان براحة... اخيرا يافهد هطمن علي اختك واسلمها لجوزها بكرة

تنهد فهد.. فعلا يابابا هنبقي مطمئنين علي حور مع ادم وخصوصا انه هياخدها ويسافر برا

هز عدنان راسه.. مش عارف هبعد عنها ازاي ولاهتعرف تتصرف ازاي مع العالم اللي عمرها ماشافته

:متقلقش يابابا حور ذكيه وهتعرف تتصرف وكمان ادم معاها ولو وحشتك ياسيدي في اي وقت تسافر لها..

ابتسم له لينظر عدنان في ساعته قائلا : طيب يلا عشان نلحق نروح مشوارنا

: برضه مصمم يابابا

: طبعا يافهد ده جدك واستحاله اجوز اختك من غير وجوده

:وانت متاكد ان بكدة رسلان مش هيعرف

هز عدنان كتفه بثقة مزيفه : يعرف او ميعرفش احنا وقتها هنكون اطمنا علي اختك وخلاص... وبعدين معتقدش رسلان لسة فاكر الحكاية ده عدي عليها عشر سنين

رفع فهد رأسة بشك وهو يردد... مفتكرش عمي نسي ولا عمره هينسي اللي فارس عمله فيهم..!!

تنهد عدنان بأسي مردد ; اخوك هو السبب في اللي احنا فيه

: اللي حصل حصل يابابا

اومأ عدنان قائلا : المهم دلوقت جهز الرجاله وخليهم يحاوطوا القصر وباخدو بالهم كويس لحد مانرجع

هز راسه وخرج بخطواته الواثقة هادرا في رجاله الذين توقفوا امامه كالثيران البشرية... خدوا بالكوا كويس اي حد يهوب جنب القصر اضربوا في المليان علي طول

: اوامرك يافهد باشا

تجهز بعض الرجال الاشداء لركوب سيارات الحراسة التابعه لفهد وعدنان الذين غادروا مع بداية انسدال خيوط الليل...! باتجاه قصر والده فواز الهاشمي الذي يقع في أطراف البلد..والذي يمكث فيه مع ابنته عاليه بعد ان تفرقت العائلة بسبب العداوة بين عدنان ابنه الاكبر ورسلان الابن الوسط له ليقاطعهم ويظل بعيدا...

صعدت سامية الشغاله تحمل صينيه العشاء لحور قائلة بابتسامة عذبه.. يلا ياعروستنا الحلوة جبتلك العشا

ابتسمت لها قائلة : شكرا

لحظات وتعالت أصوات الزغاريد لتلتفت حور بدهشة فوالدها قد أصر علي عقد القران بهدوء ووعدها بأنه فور سفرها مع ادم سيقيم لها حفل وهي وافقت فهي ليس لها أصدقاء ولااحد لتحتفل معه ...

وجدت سعاد مربيتها ومني وباقي الشغالات يطلقون الزغاريد لتهتف سعاد بفرحه :... احنا ماصدقنا الباشا طلع هو وفهد بيه عشان نهيص ليكي ياحبيتي

اتسعت ابتسامتها واحتضنتها سعاد بفرحة وبدات الفتيات بالغناء والرقص حولها لتشعر بسعاده لحبهم لها.. اقتربت منها مني وبدات بوضع بعض مستحضرات التجميل لحور والتي أضافت لجمالها بعد ان انسدلت خصلات شعرها الفاحم لتكلل وجهها الأبيض الجميل وقد تكحلت عيونها الخضراء الصافية لتبرز جمالهم اكثر .....

وصل عدنان وفهد حيث منزل ابية لتستقبله عاليه بالترحاب : يااهلا يااهلا ياعدنان

قبل جبينها : ازيك ياغالية وحشاني

:وانت كمان ياخويا... نظرت لفهد الواقف بجمود لتقول له : مش هتسلم علي عمتك يافهد

اقترب منها ليسلم عليها لتسحبه لاحضانها تزيل جفاء السنين بينهم بعد ان كانت بصف ابيها ولم ترضي لسكوت عدنان عن فعله ابنه ومساعدته ليهرب بابنه أخيه وهج... دخل الجميع للداخل لينزل إليهم فواز بهيبته المعهوده وهو يقول : خير ياعدنان

جاي لية انت مش عارف ان بيتي متحرم عليك طول مافي عداوه بينك وبين اخوك

: ياحج انت عارف ان رسلان هو السبب في العداوة دي لما رفض يجوز البنت لابن عمها

قال فواز بغضب : يقوم ابنك يخطفها ويتجوزها غصب عن ابوها

قال عدنان بتبرير : فارس معملش حاحة غلط هو اتجوزها ومحافظ عليها بقاله عشر سنين

:ولما هو مش غلط مرجعش وعاش بيها وسطينا لية

: انت عارف ان رسلان ممكن يتهور علي ابني عشان كدة البعد احسن... وطول ماهو ميعرفش طريقهم مش هيأذيهم.

هز فواز رأسة بعدم رضي قائلا : وانت فاكر ان رسلان ولا سليم مش عارفين طريقه

صمت عدنان ليكمل فواز : العداوة لازم تنتهي بينكم انتم اخوات

: مسير الزمن يخليه ينسي

: هينسي اما ابنك يرجع ويرجعله بنته

قال عدنان بتسويف فهو لن يعيد ابنه ويعرضه لبطش أخيه... ان شاءالله ياحج هخليه يرجع قريب.. بس بعد مااطمن علي حور..!

بعد قليل

وجلت حور حينما تعالت أصوات الرص.اص حولهم للحظة ولكنها وجدت الجميع لايابهه وتابعوا غناءهم ورقصهم فهم معتادون علي تلك الأصوات التي تنطلق احيانا من بعض الحراس ولكنها تكرهها وتخاف منها كثيرا...!! 

تعالت دقات قلبها وشعرت بالخوف حينما تزايدت أصوات الرص.اص التي صمت اذنها وشعرت بها قريبه جدا وصدق حسها فماهي الا لحظات وسادت حاله من الهرج والصراخ حينما سمعوا لاصوات تحطيم وخطوات كثيرة اتيه من الأسفل...

صرخت الخادمات بهلع حينما اقتحم الكثير من رجال سليم بوابة القصر مطلقين النيران علي جميع الحراس

ليتقدمهم رجل مديد القامه بملامح قاسية يهدر برجالة الذين اقتحموا القصر : اقلبوا القصر وهاتوها

.. تعالي صراخ الشغالات من غرفة حور بسبب أصوات الرصاص سهل مهمه الرجال الذين انتشروا يبحثون عنها بين غرف القصر الكبيرة ليصلوا سريعا لغرفة حور من خلال صراخهم...! اندفع بعض الرجال يدخلون الغرفة ليرتعب الجميع فيما دخل ذلك الرجل مديد القامه بعيون رمادية قاتمه يبحث في وجوهم حتي توقفت عيناه علي تلك الحورية...!! ذات العيون الخضراء والشعر الاسود الطويل..

تراجعت حور للخلف متعثرة بثوبها الطويل وهي تحدق بتلك العيون القاسية لهذا الرجل الذي فتح باب الغرفة بعنف ووقف يحدق اليها لحظة قبل ان يقترب منها كالفهد الذي يستعد للانقضاض علي فريسته ...!!

اختبأت وراء سعاد التي رفعت ذراعيها تمنع الرجال من الوصول اليها وهي تصرخ... انتوا مين وعاوزين اية؟

صرخت حور حينما رأت احد الرجال يوجه سلاحه لسعاد التي هتفت تحاول حمايتها :محدش يقرب منها

دفعها احد الرجال لتسقط سعاد مغشي عليها فيما امتدت يد قوية تجذب حور بقوة لجسد ذلك الرجل القوي مصطدمه بصدره الصلب... تعالت أصوات رصاص سلاحه الناري يطلقه علي بعض الحراس الذين حاولوا الدفاع عنها لترتعب اوصالها ويتعالي صراخها وهي تقاوم تلك اليد القوية التي امسكتها ونادت باستنجاد علي فارسها الشجاع بعيون باكية.... فهد...! فهد

... كان الخبر قد وصل لعدنان وفهد ليقع عليهم كالصاعقه

حينما اتصل بهم احد الحراس :الحقنا يافهد بيه رجاله سليم هجموا علي القصر

انتفض فهد من مكانه وتبعه فواز الذي اسرع للحول دون حدوث مجزرة بين ولدية..

حاول باقي الحراس الدفاع عنها دون جدوي فقد وقف الرجال الملثمون أمامهم كحاجز فيما سحبها ذلك الرجل اليه وحملها وسط مقاومتها العنيفه له....!

هبط بها يسير وسط تلك الجث.ث التي ملئت باحة القصر ليضعها باحد السيارات وسط مقاومته الشرسة وصراخها المتعالي المستنجد بابيها واخيها.....

بدأت السيارات تتحرك بسرعه في نفس لحظة وصول سيارات عائلتها.... لتسمع صرير اطاراتها تبعها إطلاق رصاص لتنظر وسط غيامه دموعها وتري أخيها كالاسد الهائج يطلق النيران تجاه هؤلاء المختطفين ولكن دون جدوي فقد انطلق ذلك الرجل بسرعه كبيرة مبتعد... لتبكي بفزع حينما ابتعدت انوار القصر حتي تلاشت.. رمقها ذلك الرجل بنظره من جانب عيناه وهي تبكي وتصرخ بلاتوقف فيما تعبث الرياح بخصلات شعرها الفاحم لتغرس اظافرها بوجهه وعنقه تحاول تحرير يدها من يده التي تقبض عليها بقوة ... هدا من سرعة السيارة لتدلف من بوابات حديدية ضخمه

....ترجل من السيارة ومد يده لينزلها ولكنها حاربت بضراوة تلك اليد القوية التي امتدت لتنزلها من السيارة التي توقفت امام قصر ضخم...!

وكلما اقترب منها لم تتوقف عن المقاومة ولكنها كانت كالريشة يحملها ويدخل بها تلك الابواب الضخمة التي فتحت علي مصرعيها لتستمع اخيرا لصوت الرجل الذي اختطفها يتعالي خشنا مخيفا يتحدث لهذا الرجل الخمسيني الذي ظهر لدي باب المنزل ينظر اليها بتشفي وحقد :. جبتلك بنت عدنان الهاشمي زي ماوعدتك يابابا

وثب قلبها من مكانه وتلتفتت حولها بضياع ورعب فهي مخطوفه من احد أعداء والدها...!

تراجعت للخلف ماان تراخت قبضه ذلك الرجل المخيف من حولها لينتبه لها ويقبض علي معصمها بقساوة مانعها من التحرك لتصرخ باكية : سيبني..

قال الرجل الكبير بهدوء : يلا ياسليم خدها من هنا المأذون علي وصول

هدرت بقوة وهي تحاول تخليص يدها من قبضته القاسية فعن اي شئ يتحدوث هل هي مختطفه ليزوجها..! من هو ومن هؤلاء انها لاتفهم شئ...!

قاومت بكل مااوتيت كم قوة وضربت ذلك الرجل بكل طاقتها محاولة التملص من قبضته ولكنها لم تقدر ابدا فقد طوقت ذراعه جسدها كالاصفاد.. بكت بحرقة شديدة وهو يسحبها تجاه ذلك الدرج الضخم تنادي ابيها و أخيها الذي بالتاكيد لن يتركها فهي ابنه عدنان الهاشمي الذي سيحرق الدنيا من أجلها....!

اغمضت عيناها تستجمع قوتها وهي تطمئن نفسها بأن عائلتها ابدا لن تصمت ومؤكد لحظات وسيقتلون الجميع من أجل إعادتها...لذا عليها البقاء قوية..

ألقاها بكل عنفوان علي فراش تلك الغرفة التي دفع بابها بقدمه لترفع اليه راسها ودموعها تسيل علي وجنتيها تحجب عنها رؤيه ذلك الرجل ذو الجسد الضخم والملامح القاسية قبل ان يخرج من الغرفة مغلق بابها بالمفتاح لتهرع حور في ارجاء تلك الغرفة تبحث عن سبيل لخروجها فلم تجد سوي تلك النوافذ الحديدية الضخمه وذلك الباب المغلق لترتمي باكية علي الارض...!

انهار عدنان وهو يستمع لصراخ ابنته يكاد يصم اذنه في حين وقف فهد كالاسد الجريح هادرا بعجز لعدم قدرته علي حمايه اخته التي كانت علي قاب قوسين تستنجد به ولم يستطع حمايتها...

: هقتلك ياسليم... هق.تلك لو مسيت شعره منها

تحدث فواز بقوة ذلك الرجل الذي وقف امامهم بكل هيبه... اهدي يافهد سليم مش هياذيها

هدر فهد بغضب : امال خطفها ليه... التفت تجاه والدها الذي وضع راسه بين يديه بانكسار فها قد حدث ماكان يخشاه منذ سنوات وقد صمت أرسلان كل تلك السنوات ليذيقه حسرة اختطاف ابنته امامه كما فعل ابنه فارس قبل سنوات... هدر فهد بعنفوان: اية يابابا احنا هنسكت... يلا بينا هناخد الرجاله وهنروح نقتلهم كلهم ونجيب حور

قال الرجل الكبير بتعقل.. الجد (فواز الهاشمي) : هتقتل عمك و ابن عمك يافهد

قال بقوة:واقتل اي حد يقرب من حور..

رفع فواز راسه تجاه عدنان ابنه الاكبر قائلا : متخافش ياعدنان حور هترجع.. واخوك مش هياذي بنتك هو عمها قبل أي حاجة...

هز عدنان راسه بقله حيله فهو يعرف ان ابنته لن تعود ليشعر بنفس الانكسار الذي شعر به أخيه رسلان قبل عشر سنوات... حينما اختطف ابنه الاكبر فارس ابنه عمه رسلان (وهج) وتزوجها وهرب بها حينما رفض والدها ان يزوجها له لصغر سنها. ليعرف ان هذا سيكون مصير حور بالتاكيد ليذيقه أخاه من نفس الكأس الذي تذوقه قبل سنوات ....!

كانت حور جالسة علي الارضيه تبكي وتنعي حظها حينما دخلت بعض النساء لتلك الغرفة لتقف متاهبه تنظر إليهم فيما تتقدم منها أحداهم ترمقها بنظرات حاقدة وهي تقول: يلا عشان تنزلي الماذون تحت

تراجعت للخلف برعب لتهز راسها بعنف.. ابعدوا عني..انا مش هتجوز حد

لم يعبأ احد برفضها ليحاولوا الباسها ذلك الثوب الأبيض بينما قاومتهم بشراسة تخرشم وجهه من يقترب منها بضراوة حتي خارت قواها...وهي تصيح :محدش يقرب مني

دخلت الغرفة علي صراخها فتاه بملامح هادئة تماثلها سنا تقدمت منها وهي تقول برفق... متخافيش والتفتت تجاه النساء هاتفه بقوة:سيبوها محدش يقرب لها

قالت المرأه : الست وفاء هي اللي امرتنا نجهزها

قالت بلهجة إمرة : ملكيش دعوة انتي واطلعوا بره

مدت لها يدها تحاول تهدئتها وهي تقول:اهدي محدش هياذيكي

رفعت عيونها الباكية تجاه تلك الفتاه التي قالت :انا فرح اخت سليم...

رددت بضياع : سليم مين؟

دخلت احد النساء تنظر اليها بشموخ وهي تردد.. سليم رسلان الهاشمي..ابن عمك

هزت راسها بضع مرات تحاول استيعاب كلمات تلك المرأه التي تقدمت منها قائلة

بتاكيد: ايوة عمك رسلان الهاشمي.. اللي اكيد ابوكي مقالش ليكي عنه حاجة.. ولاقالك ان اخوكي فارس خطف بنتي وهج من عشر سنين واتجوزها غصب عننا... ودلوقتي هتجوزي سليم ابني غصب عن ابوكي

نظرت لتلك المرأه التي تنظر اليها بتشفي وحقد بضياع فهل هي تحلم ان انه واقع...؟ أخيها الاكبر فارس الذي لم تراه قط فقط تسمع عنه انه سافر منذ سنوات ولايريد العودة لذا يغضب والدها كثيرا حينما تأتي سيرته.. الهذا ابيها يكره الحديث عنه لانه اختطف ابنه عمه ذلك الرجل الذي نظر لها بحقد في الأسفل... هو عمها؟

الهذا اختطفت؟! كما فعل أخيها..!

تحدثت المرآه بلهجه إمرة... جهزوها مفيش وقت

عادت حور لمقاومه كل من تقدم منها والقت محتويات الغرفة بهياج تجاههم فهي لاشأن لها بتلك الحرب... انها مخطوبه لادم ولن تتزوج غيره

لم يتوقف هياجها لحظة وظلت تصرخ وتضرب كل من يحاول الاقتراب منها

لتنزل أحدهم لسليم لاخباره بضراوة مقاومتها وعدم قدرتهم علي الاقتراب منها

ليستأذن من الماذون ويأخذ معه اثنان من رجاله اوقفهم خارج الغرفة ليشهدوا علي موافقتها

وقف الجميع ينظر اليها حينما تقدم سيلم بقامته المديدة و الملامح الوسيمه القاسية منها... ابتلعت حور لعابها برعب حينما تقابلت عيناها الخضراء الباكية بعيونه القاسية لتخفض عيناها سريعا تخشي ان تري ملامحه القاسية فيري مقدار خوفها منه وهي تريد أن تبدو قوية... . وقف امامها لتتراجع بضع خطوات ليمسك بذراعيها يوقف تراجعها وهو يهدر بصوت خشن... الشهود برا...قولي انك موافقة

ضاعت قوتها واختنق صوتها الرافض بالدموع تناجي عائلتها لياتي احد لانقاذها من هذا الكابوس الذي لم تتخيله فقبل ساعات كانت حياتها مثاليه في انتظار زواجها بادم ابن عمها لتجد نفسها اسيرة ذلك الوحش الذي لاتعرفه وعليها ان تتزوجه وكانها في العصور الجاهلية...

ردد بقوة مجددا ... قولي انك موافقة عشان الشهود يسمعوا

هزت راسها بصوت مخنوق.. لا..مش موافقة

ازدادت قبضه يده علي ذراعيها وهو يقول بغضب.. هتوافقي

استجمعت قواها ونظرت له بتحدي قائلة بقوة زائفه.. لا مش هوافق

احتدمت النيران بعيون سليم وهددت بالشر لتتدخل اخته فرح والتي رأفت بحاله حور التي لاتعرف غضب سليم بعد لتقول: اهدي ياسليم وهي هتوافق

تمتمت لها ترجوها بكلمات مبهمه ان توافق بدلا من رؤية غضب سليم لتهتف حور بغضب.:..انا مش هتجوزك ....

اشتعلت نيران الغضب بعيناه لدرجة ارعبتها وجعلتها ترتجف بين يديه التي قبضت علي رسغها بقوة وهو يتمتم : انتي هتبقي مرات سليم رسلان الهاشمي بموافقتك او من غيرها فارحم لك توافقي

قالت باصرار : لا مش هتجوز غير ادم ابن عمي

رفع يده نحوها يصفعها بشدة مزمجرا بغضب ارعبها: إياك تنطقي اسمه علي لسانك تاني...فاهمه

انهنرت دموعها بغزاره بألم من قوة صفعته التي هوت علي وجنتيها

ردد بنفاك صبر وهو يرفع يده باتجاهها مرة اخري : قولي موافقة.. انطقي

وضعت يدها بخوف علي وجهها تحميه من صفعه اخري ليخرج صوتها المرتعب موافقا...! استمع الشهود لموافقتها المرغمه ولكن ليس بيدهم شئ ليتم عقد القران

تعالت الزغاريد حولها لتصم اذانها وتنساب دموعها بغزارة تنظر اليه باشمئزاز وقد ارتسمت نظرة الانتصار في عيناه لترفع راسها ناظرة اليه بتحدي زائف وهي تقول بينما تحاول تخليص ذراعيها من قبضته القوية :متفرحش اوي كدة.... انا اخت فهد الهاشمي اللي هيجي يقطع ايدك اللي مديتها عليا

ساد الصمت الغرفة ليلتفت إليهم دون قول شئ لتجد الجميع يغادر الغرفة تاركين لها وحدها تواجه تلك النيران المستعرة والتي اشتعلت بعيناه حينما اقترب منها بضع خطوات تراجعت علي الفور مثلهم وهي تحاول دفعه بعيدا حينما وصل اليها وتوقف امامها وهو يهدر بسخرية غاضبه : فهد اللي خطفتك قدامه من بيتك ومقدرش يمنعني

اهتاجت من سخريته من أخيها لتدفعه بغل بكلتا يديها فيما ظل واقف امامها ولم تؤثر به دفعتها اطلاقا هادره بغضب : هيجي وهيقتلك...

ضحك بخشونة... انا مستنيه...

ضربته بكلتا يديها علي صدره لتقع عيناه علي يدها التي بها ذلك الخاتم الذهبي الذي يزين اصبعها  ليدنو منها بغضب ويمسك يدها اليمني بعنف ضاغطا علي انامها بقسوة وهو يخلع ذلك الخاتم الذهبي الذي يحمل اسم ادم ويخرجه من اصبعها بقوة ملقيه باشمئزاز علي الارض وهو يردد.. : انتي دلوقتي مرات سليم الهاشمي ... قالها بفحيح وهو يقترب من اذنها لتبتعد عنه باشمئزاز قائلة بتحدي :ده في أحلامك

... وفجأه ران الصمت التام قبل ان تدوي طلقات نارية صاخبه فيدفعها سليم للخلف خارجا بسرعه من الغرفة متوجها لتلك المواجهه التي انتظرها لسنوات... لتندفع حور تجاه تلك النافذة الحديدية الضخمه تتمني من قلبها ان تكون عائلتها اصحاب تلك الطلقات النارية وبالفعل لم تخطيء وكانت تلك أصوات صرير سيارات كثيرة اخترقت البوابة الحديدة الضخمه لينزل سليم ذلك الرجل الذي اختطفها واقفا بكل تحدي وشموخ هو ووالده رسلان الهاشمي امام هؤلاء الرجال الذين ترجلوا من تلك السيارات ليتقدمهم ابيهم فواز الهاشمي.. وبجواره ابنه الاكبر عدنان ومعه ابنه فهد وكذلك ابنه الصغير سلطان وابنه ادم وأخيه هاشم ...!مرت لحظات والجميع

يوجهون النظرات النارية لبعضهم ليتحدث فواز اخيرا لابنه الاوسط : فين حور حفيدتي يارسلان؟

رد رسلان بقوة : حفيدتك اتجوزت حفيدك يابابا

هدر فهد بغضب : علي جثتي ابنك يتجوز اختي

أشار له فواز بالصمت قائلا : خليه يطلقها ورجع البنت يارسلان لابوها

: البنت خلاص اتجوزت ابني وفي بيته

:جواز باطل من غير ابوها

قال بتهكم: زي ماابنه عمل بالظبط 

تحدث فواز بأمر... رجع لاخوك بنته ياارسلان

قال أرسلان بحدة :كنت حكمت عليه يرجعلي بنتي اللي ابنه خطفها واتجوزها بنفس الطريقة من عشر سنين ووقتها انت قلت انه خلاص اتجوزها

تحدث عدنان بغضب : تارك خده مني يارسلان مدخلش بنتي بينا

هز راسه بقوة : انا مليش تار عندك.. ابنك اخد بنتي غصب عني وانا ابني اخد بنتك غصب عنك نبقي خالصين يااخويا

قال فواز بغضب... انا ابوك وبأمرك ترجع البنت لابوها

قال رسلان بقوة : ومامرتهوش لية يرجع بنتي يومها

: عشان ابنه كان بيحبها مش واخدها تخليص حق زي ماابنك عمل.... رجع البنت لابوها

تدخل سليم باحتدام.. البنت دي تبقي مراتي ومش هتخرج من هنا الأ علي جثتي

اندفع فهد تجاهه بعنفوان.. يبقي علي جثتك ياابن رسلان

تفادي سليم لكمه فهد التي وجهها له وسدد له لكمه ليبادله فهد باخري وقد احتدم التشابك بينهما بضراوة فكلاهما قوي وصلب لتتسارع دقات قلب حور التي تراقب مايحدث من خلف النافذة الحديدية الضخمه وتصرخ حينما اخرج كلاهما سلاحه الناري شاهرا اياه في وجه الاخر... تعالي صراخها المرتعب وركضت تخرج من الغرفة تدفع كل من يقف في طريقها بعنف...

اسرع عدنان وارسلان كل منهما يقف امام ابنه يحاول تلقي الرصاص بدلا منه ليقف فواز بينهما وعمهما سلطان وأبناء عمهما بعد ان شعرا بخطورة الموقف ليحاول تهدئة الوضع الذي سينتهي بمقتل أحدهما.... سيلم دخل سلاحك هدر عمه سلطان به وكذلك امسك فواز سلاح فهد من يده.قائلا باستنكار :.. هتقتلوا بعض..

تحدث ادم : لازم اقتله ده خطف خطيبتي

نظر له سليم بقوة : خليك انت برا الموضوع ومتجبش سيرتها علي لسانك

:لا مش برا حور خطيبتي اللي اتجرات عليها

اندفع تجاهه سليم يسدد له لكمه قوية :قلتلك متنطقش اسم مراتي علي لسانك

هتف الجد بعنف وهو يبعدهم عن بعض: احترموا وجودي...

بداخل القصر

وقفت وفاء والده سليم امامها تمنعها

من تخطي اخر درجات السلم قائلة بغضب : اطلعي فوق يابنت عدنان لو خرجتي سليم مش هيرحمك

صرخت بها حور دون أن تهتم لتهديدها :اوعي من وشي

أمسكت بها اثنان من النساء قويات البنيه يوقفونها لتقاومهم بشراسه تحاول تخليص نفسها منهم فهي علي بعد خطوات من ابيها واخيها من سيخلصوها من هذا المصير المجهول... لتصرخ منادية باسمه... فهد..

تعالي صراخها لاذانهم لتغلي الدماء في عروق أخيها الذي حاول الاندفاع تجاه الداخل حيث يتعالي صراخ اخته تستنجد به... لتوقفه يد جده الذي امسكه بشده قائلا بأمر... مكانك يافهد

هتف فهد بعنفوان : سيبني ياجدي ادخل اجيب اختي

قال سليم بغضب : اختك بقت مراتي

:هق.تلك ياسليم

نظر له سليم ببرود فاتحا ذراعه : انا قدامك

وقف فواز بينهما قائلا لابنائة : هتتفرجوا علي ولادكوا بيق.تلوا بعض

قال أرسلان : انا مش ناوي علي اي شر.... زي مااخد بنتي اخدت بنته ودلوقتي بقت مرات ابني الوحيد ومحدش هيدوس ليها علي طرف..

قال عدنان بغضب : مش هتاخد بنتي ولو علي جثتي..

تحدث رسلان بقوة : لا هاخدها وعلي ج.ثة فارس ابنك كمان

نظر له عدنان باعين زائغة ليكمل :اية فاكرني مش عارف طريقة.. لا انا عارف هو فين وسايبه بمزاجي السنين دي كلها

... صمت لحظة ثم اكمل : انا مش عاوز غير انك تحس باللي حسيت بيه لماابنك اخد بنتي قدام عنيا

احني عدنان رأسة بانكسار ليتحدث فهد بغضب هائج : محدش يكسر عين عدنان الهاشمي واختي هترجع يعني هترجع

هدر فواز بفهد ليصمت فتوقف فهد كالاسد الجريح يستمع لكلام فواز الذي قال بحزم : جه الوقت اللي العداوه دي تنتهي فيه

هدر سلطان العم الأصغر باستنكار :عمرها ماهتنتهي بعد اللي عمله

قال فواز بحزم:لا هتنتهي ياسلطان

هتف سلطان بغضب : ابنه خ.طف خطيبه ابني

نظر فواز لسليم : البنت مخطوبة ياسليم طلقها

قال بغضب : مش هطلقها

صمت فواز لحظة ثم قال :يبقي تجوزه اختك

اهتزت نظرات رسلان للحظة ليهتف فواز بأمر : ادم يتجوز فرح...

قال ادم بحدة رافضا :مش هتجوز الا حور خطيبتي

قبض سليم يده بغضب :قلتلك متنطقش اسمها علي لسانك

نظر فهد بحقد تجاه سليم ثم اندفع قائلا :انا اللي هتجوزها

اندفع رسلان رافضا .. مستحيل... اجوز بنتي لاخو اللي خطف اختها

قال فواز بحزم: هيتجوزها يارسلان. انا مش هقف اتفرج علي احفادي بيقتلوا بعض.. هي دي الطريقة الوحيدة اللي هتقضي علي العداوة اللي بينكم... اللي حصل زمان انت اللي بداته يارسلان لما رفضت تجوز بنتك لابن عمها

: كانت عيلة صغيرة

: مش اول واحدة تتجوز صغيرة ومكنتش هتلاقي احسن من أبن عمها

ودلوقتي برضه مش هتلاقي لفرح احسن من فهد... وسليم زينه الرجال ياخد بنتك ياعدنان بطيب خاطر

انا ابوكم ومحدش هيكسر كلامي...

نظر فهد لأبيه وكذلك سليم لأبيه فكلاهما لن يكسر كلمه والده ولكن هذا الحل لم يكن اختيار لهم فقد أراد رسلان اذاقه أخيه انكساره حينما ياخذ ابنته غصب عنه وينتقم منه ولكن بزواج ابنته من فهد فهو بيده سيسلمهم ابنته الاخري.... فيما عقد فهد حاجبيه بانتصار فهو بتلك الطريقة سيضمن ان سليم لن يمس اخته بسوء طالما هو ايضا لديه اخته

تحدث فواز بعد ان رأي ان هذا هو الحل لانهاء العداوة بين ابنيه التي امتدت طوال عشر سنوات ولانه يعرف تهور واندفاع فهد فهو بزواجه من اخت سليم ضمن تعقله :بوجود بنت كل واحد فيكم عند التاني هتفكروا الف مرة قبل ماتاذوا بعض... موافقين

نظر عدنان بالم فهو يعرف ان رفض فإن رسلان سيقتل فارس ابنه وان وافق فهو أضاع ابنته ليردد ببطء بعد وقت طويل بانكسار :موافق

نظر رسلان إليهم بانتصار قائلا : وانا كمان موافق

قال جده بمغزي : مبروك عليك ياسليم... اطلع لمراتك وطمن ابوها

في تلك اللحظة خلصت حور نفسها من تلك المرأتان بلمح البصر لتندفع خارج الباب تنادي والدها واخيها تحاول ان تركض لتصل اليهما فتمنعها يد قاسية تجذبها الي صدر قوي كالصخرة... صرخت مناديه والدها برعب ... بابا.. فهد.. انا هنا

التفت اليها والدها وانخلع قلبه حينما سحبها سليم بقوة للداخل وهو يحيط خصرها بذراعيه القوية ليندفع فهد نحوه بعنفوان: سيبها بدل مااقتلك

امسكه عمه سلطان بقوة :مكانك يافهد.. هي بقت مراته

صم صراخها اذان أخيها الذي قيدته يد جده وعمه من الاندفاع اليها فيما تحدث عدنان مهدد أخيه أرسلان :لو مس شعره منها هقتله

:متهددش ياعدنان.. بنتك بقت مراته و قولتلك محدش هيدوس ليها علي طرف

ظل رسلان يطالع أخيه بنظرات تحدي فهاهو يري ابنته تستنجد به ولايقوي علي نجدتها تماما كما فعلت ابنته...

تحدث عدنان :بلاش دلوقتي خليها ترجع معايا وبكرة اجيبها لحد هنا واسلمها لسليم

هز رسلان راسه بنفي : بنتك خلاص بقت مرات ابني ومش هتطلع من بيته..

: جوزتها من غير وجودي

: هي وافقت

:سيبني افرح ببنتي يارسلان

قال بحقد : كنت سيبني افرح بوهج ياعدنان

هي خلاص بقت مرات ابني وشوية وسليم هينزل يأكدلك

تحدث فواز بلهجه إمرة :خلاص ياعدنان انا اللي حكمت... وانت تجهز بنتك يارسلان بكرة كتب كتابها علي فهد

تحدث رسلان قائلا: بس عاوزك ياعدنان تفتكر كويس ان زي مابنتي هتبقي في ايدك فبنتك كمان في أيدي لوفهد فكر بس ياذيها بكلمه مش هرحم بنتك

تحدث فواز بغضب : انا قلت العداوة هتنتهي ولو عرفت ان البنات دخلوا في اللي بينكم مش هيحصل خير

علي مضض دفع  فواز فهد للسيارة فيما ظلت نظرات عدنان معلقه بالباب حيث اختفت حوريته الصغيرة التي حاول حمايتها ولم يستطع في النهاية لينفذ القدر ترتيبه..!

 



اختطاف و لكن


الفصل 3


صرخت حور برعب وسليم يسحبها بقوة الي جناحهما وسط وقوف ابيها واخيها مكتوفي الأيدي ولم يهبوا لنجدتها فور رؤيتهم لها وهي بين يديه.... لتقاومه بكل قوتها فهي لن تستسلم يجب عليها المقاومة والهروب من يده التي تقبض علي خصرها بقوة وتركض لوالدها ليحميها منه .. ازدادت مقاومتها له بجنون وهياج شديد تتمسك بسور الدرج الخشبي رافضه الصعود معه وهي تهتف : سبيني ياحيوان

اشتعلت عيناه غضبا من تطاولها عليه ليمسك بكلا يديها يقيدهما و ينحني نحوها يحملها قائلا بهسيس مرعب : انا هوريكي ازاي تطولي لسانك عليا..

: فهد الحقني

صرخت بانهيار تنادي أخيها حينما دخل بها الي تلك الغرفة الواسعه ليلقيها بعنف علي ذلك الفراش الحريري لترتعب اوصالها وهي تراه يقترب منها قائلا :محدش هيلحقك مني  انتي خلاص بقيتي مراتي بموافقتهم كلهم

هزت راسها بعنف لتدفعه بعيدا عنها بهستيريه خائفة منه حد الياس تكرهه حد الجنون كل خليه بها ترتجف بخوف منه لتهتف برعب :فهد مش هيسيبك وهيقتلك

ارتسمت ابتسامه ساخرة علي جانب فمه فهي مازالت معتقدة ان احد سيخلصها من قبضته

دفعته بكل قوتها حينما احست بشفتيه تدنو من وجهها الناعم  يقبل وجنتها لتهز راسها بقوة وتدفعه بعيدا عنها بيأس وهي تضربه علي صدره بكلتا يديها ليستقبل سليم ضرباتها بهدوء وكانها لاتفعل شئ، في حين تابعت شفتاه تقبيل وجهها المغطي بدموعها الحارة لتشعر بانها ستنهار ولن تتحمل لحظة اخري من هذا الكابوس فهي ستموت من قهرها ان اجبرها اكثر من ذلك ليخرج صوتها الباكي بقهر... ارجوك متعملش كدة

: لازم أأكد لهم انك بقيتي مراتي

هزت راسها حينما فهمت قصده وازدادت شهقاتها الراجيه حينما شعرت بانفاسه الساخنة تنزل تجاه عنقها تحرقها لتغرس اظافرها بعنقه ووجهه بقساوة لم يبالي بها  ولم تبعده مقاومتها الضارية ولو انمله لتتدفق دموعها بجنون وهي تترجاه بعد ان خارت قواها ... ارجوك سيبيني... بلاش تعمل كدة غصب عني هموت نفسي

خرجت أنفاسها متقطعه مقهورة تخبره بمقدار الانهاك والضعف الذي وصلت اليه يفكر بأنه يكفي انهيارها فهي لن تتحمل المزيد وهو لايريد جعلها زوجته بالاجبار ليبتعد عنها ببطء متطلع اليها باحتدام قائلا : انا هبعد دلوقتي عشان كفاية عليكي  اللي حصلك النهاردة مش هتستحملي اكتر من كدة... وحقي كدة كدة هاخده دلوقتي او بعدين

اغمضت حور عيناها تلتقف أنفاسها غير مصدقه انه اطلق سراحها اخيرا....!

ماان ابتعد عنها حتي تكومت علي نفسها ولم تجرؤ علي النظر ناحيته فقط تبكي بقهر وخوف تهذي باسم ابيها واخيها تتساءل لماذا لم يأتوا لإنقاذها حتي الآن..؟

اغلقت عيناها ولم تعد تحتمل المزيد لتغفو بانهاك ومازالت دموعها تحرق وجنتيها...

لم يغادر الغرفة وإنما ظل واقف بجوار النافذة يتطلع اليها من حين لآخر وقد كانت ترتجف  كورقة الشجر في ليلة عاصفة يبعد اي احساس بالشفقة تجاهها فقد احترق طوال عشر سنوات بانتظار تلك اللحظة..! التي يثأر فيها لاخته..

فقد كان فارس ابن عمه يحب وهج اخته بجنون ولم يحتمل رفض ابيها بزواجه بها فقد كانت في السادسة عشر وقتها ولم تكن لتحتمل العيش مع فارس المشهور بقوة شخصيته الصعبه وعنفوانه لذا رفضه.... ولكن فارس ضرب عرض الحائط بكل التقاليد وصله الدم وفي احد الليالي دخل للمنزل واختطف وهج وتزوجها غصب عن الجميع واخذها وابتعد بها... ليقرر سليم اذاقة عمه من نفس الكأس التي ذاقها والده فانتظر عشر سنوات طوال ليختطف حور بنفس الطريقة ويتزوجها...

.... ماان رآها غفت حتي غادر الغرفة نازلا لوالده الذي كان جالس في البهو .. نظر الي ابنه مستفهما: طمني ياسليم.. البنت طلعت... قاطعه سليم وقد فهم مقصد ابيه: اطمن يابابا كله تمام

هز راسه بفخر قائلا : جبت حق اختك ياسليم

:بس هنسلمهم فرح بأيدينا


:: احنا اللي هنسلمهالهم قدام الناس ... ماخدوهاش غصب  عننا  زي ماعملنا مع بنتهم

اومأ له سليم ليردف أرسلان : عموما خلاص احنا وصلنا للي احنا كنا عاوزينه وعدنان حس باحساسي لما ابنه اخد وهج عشان كدة مش عاوزك تضايق حور هي بنت عمك وبقت مراتك وان شاء الله تجيبلي الحفيد اللي مستنيه.

عاد سليم مجددا للغرفة لينظر لها وقد نامت ودموعها ماتزال علي وجنتيها ليقترب منها ويتاملها قليلا كم تبدو خائفة تضم جسدها الصغير علي نفسها وكانها تحميه  ليمد اصابعه ليمسح دموعها ويتمدد بجوارها.

. ،

تحرك فهد بخطوات غاضبه امام الرجال الجالسون فيما جلس عدنان علي احد المقاعد بانهاك فمازال صوت ابنته يتردد في اذنه وهو يتسال عن حالها الان.... ؟

: ازاي يابابا توافق نسيبهم ياخدو حور.... صمت عدنان بانكسار و لم يجيب ليكمل فهد متوعدا :كلها كام ساعة واختك هتبقي في أيدي ياسليم...مش هرحمها

بعد بضع ساعات....

فتحت حور عيونها المتورمة من كثرة البكاء ببطء وتلقائيا اخذت تتذكر ماحدث فور رؤيتها لسليم الجالس بجوارها

لتنظر له برعب فماحدث لم يكن حلم....!

و ماان اقترب منها حتي اجهشت بالبكاء ليحاول ضمها اليه يهدئها ولكنها أخذت تضربه علي صدره بانفعال بكل غضب وقهر هاتفة.:.. ابعد عني.. انا بكرهك ...

صاح بغضب.. اهدي

قالت بهياج : مش ههدي ياحقير... سيبني ورجعني لأهلي..

امسك ذراعيها بعنف قائلا : لمي لسانك ومتخلنيش اتهور عليكي... انتي خلاص بقيتي مراتي وبموافقة اهلك

صرخت به : كداب.. بابا استحاله يسيبني لواحد زيك

تحدث بتحذير :لو مسكتيش هتندمي علي كل كلمه نطقتيها

هدرت بقوة زائفة : مش هسكت غير لما تطلقني وتسبيني ارجع بيتي

: بيتك بقي هو ده.. ومش عاوز اسمع كلمه طلاق علي لسانك تاني فاهمه.. انا ساكت عليكي كل ده عشان مقدر اللي انتي فيه بس انا صبري قليل من دلوقتي تخلي بالك من كلامك عشان بعد كدة متلوميش غير نفسك

نظرت له بكراهية شديدة ممزوجه بالاحتقار وهي تهز راسها  ليمسك بخصلات شعرها قائلا بصوت قاسي ارعبها. :مش عاوز اشوف النظرة دي في عنيكي تاني.. فاهمة

حاولت تخليص خصلات شعرها من يده رافضه الخضوع ليقبض عليها أكثر قائلا : انطقي.. فاهمة ولا لا

انسابت دموعها بقهر لتستسلم بألم وهي تردد بصوت مخنوق :فاهمه

ترك خصلات شعرها واقترب منها مقبل وجنتها رغما عنها متمتم بقساوة :برافو عليكي

تملصت من بين قبضته وركضت تجاه الحمام الملحق بجناحها لتبكي بانهيار وحرقة شديدة...

لاتعرف كم مضي عليها بالداخل وهي غارقة بدموعها التي انهمرت مع انهمار الماء البارد علي وجهها  لتخرج اخيرا بخطي بطيئة لاتعرف متي سينتهي مصيرها المجهول..؟!.

نظر الي هيئتها المشعثة حينما خرجت قائلا ; في هدوم عندك في الدولاب جبتهالك يلا غيري هدومك

قالت بانكسار : مش عاوزة منك حاجة

قام تجاهها وامسك ذراعها قائلا بتحذير : اسمعي الكلام احسنلك

جذبت ذراعها من يده..ابعد عني و سيبني في حالي

شدد قبضته علي ذراعها قائلا ; انا مش قلتلك تاخدي بالك من كلامك بدل ماتندمي

نظرت له بكراهية وهتفت بتحدي :انت اللي هتندم وغصب عنك هتسبيني.. فهد وبابا استحالة يسبوني لواحد حقير زيك

ضحك بصخب لاستفزازها فاشتعلت اعصابها وهو يقول : انتي لسة مستنيه حد يخلصك مني.. تعالت أنفاسها الغاضبة ليكمل :عدنان الهاشمي سابك ليا امبارح مقابل حياة اخوكي فارس...والنهاردة كتب كتاب فهد علي فرح وحتي آدم مشي ومفكرش يدافع عنك وهيتجوز بنت عمته  ...نظر اليها واكمل :... مبقاش ليكي غيري..

ضربته بكلتا يديها تصرخ فيه بغل وحقد غير مصدقه ماسمعت فابيها لن يتخلي عنها بتلك السهولة.. كداب.. بابا لايمكن يوافق وفهد لايمكن يتخلي عني.. هيجي وهيقتلك ويرجعني بيتي و ادم استحاله يتجوز غيري

امسك ذراعها بقوة المتها وهدر بغضب :لو جبتي سيرته علي لسانك تاني هقطعهولك

نظرت له باشمئزاز قائلة.. انا بكرهك وبقرف منك

ترك يدها ودفعها بعيدا.. وهو انا اللي بحبك اوي... انا اتجوزتك عشان اذلك واذل عيلتك.. عشان اكسر ابوكي واخوكي كل مايشوفوكي في حضني غصب عنهم

امتلأت عيناها بنظرات الكراهية والاحتقار له وهي تقول : هموت نفسي قبل ماابقي في حضن واحد زيك

نظر اليها بلامبالاه وتركها وغادر الغرفة لتترك العنان  لدموعها التي كبحتها امامه ... فهي ضحية لحرب لاتدري عنها شئ... قدمها ابيها قربان لخطأ أخيها الذي ستعيش تدفع ثمنه ذل وهوان مع هذا القاسي...

رفعت راسها التي وضعتها علي ركبتها تبكي بصمت حينما سمعت لدقات علي الباب دخلت بعدها تلك الفتاة بابتسامة هادئة تقول: ممكن ادخل

اومات لها لتتقدم منها وتنظر لها بشفقة من رؤيتها لعيونها المتورمة من كثرة البكاء لتربت علي يدها برفق 

استغربت حور من وجود تلك الفتاة الرقيقة بتلك العائلة والتي لاتشبهه أخيها  ابدا فهي طيبة القلب ورقيقة ظلت جالسة معها تحاول التهوين عليها ولكن لاشئ بإمكانه التهوين عليها خاصة حينما عرفت ان هذا أصبح مصيرها بعد امر جدها ببقاءها زوجه لسليم وزواج أخيها فهد بفرح وآدم بسما لتردد بضياع مازالت غيرمصدقة ان أخيها وابيها تخلوا عنها وان حياتها لديهم ليسا اكثر من اتفاق وان ادم استبدلها بتلك السهوله بأخري :انا هموت لو فضلت هنا اكتر من كدة..


حاولت فرح تهدئتها ولكنها انهارت ببكاء يقطع القلوب لتقول فرح :

ياريت في أيدي حاجة اعملهالك ياحور بس زي مانتي شايفة انا كمان هتجوز اخوكي اللي اكيد بيكرهني غصب عني ومقدرتش اقول لا مقدمناش غير اننا نقبل بمصيرنا .

اغروقت عيناها بالدموع :عمري ماهقبل.. مش هعيش معاه غصب عني.. انا ههرب

رددت فرح برعب.. اوعي تعملي كدة.. سليم لو عرف مش هيرحمك..

: انا مش خايفة منه... وههرب

نظرت اليها فرح برجاء:متعمليش كدة ياحور وارضي

: يبقي هموت نفسي ارحم ليا

هتفت.. لا لا ياحور... اوعي تعملي كدة... سليم مش وحش ومسيرك تحبيه في يوم من الايام

ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها فهل بإمكانها ان تحب هذا الوحش بيوم من الايام.؟!

انحبس الهواء برئتيها حينما سمعت لصوت خطوات تقترب من الغرفة لتهب فرح واقفة وهي تتمتم  ماان رات والدتها تفتح الباب قائلة : انا همشي دلوقتي وهبقي ارجعلك تاني..

توقفت فرح امام والدتها التي قالت بتساؤل :اية اللي جابك هنا يافرح

نظرت لها بارتباك قائلة.. انا.. انا كنت بطمن عليها

: سيبيها ويلا روحي جهزي نفسك

رمقتها تلك المرأة بنظرات كارهة بادلتها اياهم حور.. لتقول وفاء وهي تتطلع لهيئتها الباكية والغير مهندمه : مش هتفضلي تعيطي طول العمر... انتي عروسة ابني الوحيد مش هسمحلك تنكدي عليه...

قالت حور بغضب : ربنا ياخده واخلص منه

قالت وفاء بحدة : اخرسي.. يارب انتي وعيلتك... اوعي تدعي علي ابني مرة تانية

تدخلت فرح : معلش ياماما حور اكيد مش قصدها..

قالت وفاء بغضب : متدافعيش عنها

ويلا خليها تلبس حاجة كويسة وتضبط نفسها

انصرفت وفاء وهي ترمق حور بنظرات الوعيد لتعود مرة اخري لبكاؤها الصامت تنعي نفسها وماحدث لها

ربتت فرح علي كتفها وهي تقول: معلش ياحور.. هي ماما صعبه شوية بس طيبة.. لم تجيب لتذهب فرح تجاه الخزانه الضخمه التي بالغرفة وتخرج منها ثوب باللون الوردي تضعه امام حور وهي تقول برفق: تعالي يلا خدي دوش وغيري هدومك وان شاء الله كل حاجة هتبقي كويسة

وقفت حور امام المرأه تنظر لعيونها الباكية بقهر فهل ماحدث حقيقة ام انه كابوس وقريبا سيأتي ابيها لاخذها من هذا السجن...

دخل سليم الغرفة ليجدها واقفة امام المرأه تبكي وهي تمشط خصلات شعرها الفاحم...القت الفرشاه من يدها ومسحت دموعها بظهر يدها فور رؤيتها له يدخل الغرفة واتجهت لتجلس علي الفراش ولكن يده امتدت اليها يوقفها... دفعته بكلتا يديها بعيدا عنها ولكنه لم يتزحزح وقربها اليه رافعا وجهها اليه يجبرها علي النظر لعيناه التي التقت بعيناها لأول مرة وهو يتطلع اليها باعجاب مقتربا منها يحاول تقبيلها

لتبعده عنها قائلة بانفاس لاهثة :ابعد عني..

تركها فجأه لتترنح للخلف وكادت تقع لولا ان يداه القوية أمسكت بها مجددا ولكنه تلك المرة قربها له ليلتصق جسدها بصدره القوي غير عابئ بمقاومتها ليقربها منه رغما عنها مقبل جبينها وهو يقول :مش هبعد ياحور سليم الهاشمي


اختطاف ولكن 4


في المساء

كانت واقفة بجوار تلك النافذة الزجاجية شاردة في الفراغ الكبير الممتد امامها... وقد بدت في تلك اللحظة كاميرة مسجونه في زنزانه من الأساطير الخرافية... أميرة حافظ عليها ابيها بين جدارن قصر عالي طوال عمرها لتختطف علي يد عدو عائلتها البربري... توهجت عيناها بشجن بلون الزمرد وارتجفت شفاها بقهر وهي تطبطب علي روحها بوعد ان خلاصها قريب.. فابيها واخيها لن يتركوها اسيرة طويلا فهي ابنه عدنان الهاشمي الذي لن يرضي لابنته بهذا المصير.. واخت فهد الهاشمي من سيحرق الدنيا من أجل إعادتها.. اغمضت عيناها تشجع نفسها وتواسيها فما عليها الا التحمل قليلا بعد..

لم تنتبه لسليم الذي دلف للغرفة ووقف يتطلع نحوها للحظات وهي غارقة في هذا السكون ووجها يحمل كل هذا الحزن....

بعد لحظات انتبهت لدخوله لتنفض نظرات الحزن عنها وتواجهه بنظراتها المشبعه بالاشمئزاز والكراهية ليزم شفتيه يخفي غضبه وهو يقول: يلا تعالي معايا... هتروحي بيتك

لم تصدق اذناها لوهله قبل ان تنطلق الفرحة بعيونها فهي ستعود لأهلها.... واخيرا

نظر بتوعد الي تلك الفرحة التي نطقت بها عيونها تاركها تحلم بالتخلص من قبضته ليفيقها قريبا...!

استسلمت ليده التي تسحبها خلفه لأول مرة ليندهش من سكونها طوال الطريق فقد عهدها طوال اليومان الماضيان شرسة لاتهدأ.،

أبطأ سرعه سيارته ليدلف لقصر ابيها ليفيض قلبها بالمشاعر ويتخبط بفرحه عارمة فهاقد انتهي كابوسها وعادت لبيتها...

ترجلت من السيارة بخطوات سريعه تريد أن تركض لحضن ابيها ولكنها تفاجأت بيده القوية تقبض علي يدها لتنظر له بنظرات نارية تجاهلها ببرود فيما خطي بجوارها بكل شموخ وغطرسة وهو يقف بها امام ابيها الذي ظهر لدي الباب فاتحا لها ذراعيه لتركض اليه بعد ان حررها من قبضته... قبل جبينها ووجنتها بقلب ملتاع وانهمرت دموعها انهارا وهو يهتف.. حور حبيتي انتي كويسة

اومات له واختنق صوتها بالدموع فالبالتاكيد  هي بخير طالما عادت لاحضانه...

ظهر فهد بقامته المديدة وفتح لها ذراعه بحنانه المعتاد ليقبل جبينها قبله طويلة يودع فيها اسفه لعدم استطاعته حمايتها..!

اقترب سليم منها لتنكمش في حضن أخيها مندهشة من صمته وعدم قتله لهذا الرجل الذي تجرأ واختطفها .

تحدث بصوته القوي موجها حديثه لعدنان : انا اديتك كلمه ونفذتها  وجبت بنتك لحد عندك

نظرت لابيها الذي نظر لسليم بامتنان باندهاش فيما تحدث : شكرا ياسليم.. وانا عند كلمتي الماذون جوه هيكتب كتابك علي بنتي وهسلمهالك قدام الناس كلهم

غالب فهد غضبه فهو لايريد ان يكون مديون لاحد وخاصة سليم ولكنه مضطر بعد قبوله بطلب عدنان بإحضار حور لمنزله ليزوجها له هو واخيها ويعيد كتب الكتاب طبقا للاصول  للحفاظ علي هيبته وقد وافق سليم واحضرها بيده لهم ليأخذها بعد إشهار زواجه عليها بموافقتهم...

رفعت عيناها التي امتلئت بالدموع تنظر لابيها غير مصدقة لماتفوه به للتو

لتردد.. بابا انت بتقول اية؟

حاول التحدث بنبرة حازمه ولكنه لم يستطع امام دموعها المتخاذله ليخرج صوته متحشرج : اللي سمعتيه ياحور.. انتي هتتجوزي سليم ابن عمك

غص حلقها ونقلت نظرها لفهد الذي ابعد عيناه يخشي مواجهتها وقد جاهد لإظهار القوة وهو يقول : يلا ياحور ادخلي الناس وصلت

لم تعي شئ مما يحدث فقد كان اليوم كابوس أفظع من الأمس فامس أخذها غصب واليوم يسلمها له ابيها بيده وكانها قربان مقابل حياة فارس أخيها...

شعرت بشعور قاسي قتل روحها في تلك اللحظة حينما خذلها أقرب الناس اليها لتغطي سحابه سوداء قلبها تكره الجميع في تلك اللحظة.. فوالدها وضع يده بيد خاطفها يكتب وثيقة اسرها وذلها له واخيها وقف شاهدا .. كما وقف ادم..! ذلك الرجل الذي من المفترض أن يكون هو زوجها لا ذلك المختطف القاسي... انه واقف دون أن يرمش له جفن او يتحدث بكلمه يحاول الدفاع عنها.. انهم خذلوها... جميعهم خذلوها و كسروا قلبها وخذلوا ثقتها بهم انها تكرههم تكرههم جميعا

مزقت بغل ثوب زفافها الذي

كانت تحلم بارتداءة منذ يومان رافضه بشدة ارتداؤه امام توسلات سعاد التي لم يتوقف بكاؤها لرؤيه حور بذلك الحزن يوم زفافها وارتدت ثوب باللون الاسود يماثل السواد الذي غلف قلبها وحياتها منذ أن اختطفها ذلك البغيض بموافقة أهلها الذين تخلوا عنها

لحظات

وتعالت أصوات الرصاص احتفالا ولكن بالنسبة لها تمنت ان تخترق احداها قلبها فتريحها من ذلك المصير المجهول الذي ينتظرها..

صعد فهد لاخذها من غرفتها وينزل بها حيث وقف سليم بانتظارها لتنظر له نظرة حطمت قوته التي يتظاهر بها فقد كانت تعتبره سندها وحمايتها ولم تتوقع أن يخذلها بتلك الطريقة لترفض امساك يدة وتنزل بخطوات مقهورة الدرج تودع اعوامها بين جدران هذا المنزل..

اقترب منها والدها يودعها قبل ان ياخذها سليم لتغمض عيناها رافضة اقترابه منها بل وتسير لتقف بجوار سليم بهدوء فبأي حق يريد الاقتراب منها وهو من سلمها لمن اختطفها بيده... نظر اليها والدها بحنو وحاول مجددا مد يده نحوها لتبتعد عنه بجفاء ونفور فهي تكرهه وتكره الجميع تريد أن تنتقم منهم جميعا لما فعلوه بها

امسك سليم بيدها وخرج ظافرا بها وسط إطلاق النار الصاخب ليعود بها مجددا لاسرها ولكن تلك المرة بموافقة الجميع الا هي...! استغرب من صمتها واختفاء مقاومتها طوال الطريق واعتبر انها تقبلت ماحدث.

دخلت المنزل بخطي مهزومة فهاقد عادت لقبضته من جديد.. عادت وهي وحيدة ليس لديها احد لتحتمي به.. ظلت واقفة مكانها تتقبل نظرات والدته وخالاته الكارهه والشامته لتستنكر احدي خالاته ارتداؤها للون الاسود بيوم زفافها قائلة بحدة : في عروسة تدخل بيت جوزها لابسة اسود

لم تراعي كبر سن تلك المرأه لترد بحدة لازعه: اه لما تكون بتكرهه وبتعتبر  اسود يوم في حياتها اللي دخلت فيه بيته

رمقتها وفاء بنظرات نارية وقبض سليم علي ذراعيها بقوة المتها لتقول بغضب : سامع مراتك بتقول اية ياسليم

حاولت تخليص يدها من يده التي امتدت تحيط خصرها امام الجميع قائلة بعنف : متلمسنيش

شهقت النساء باستنكار ليجز سليم علي أسنانه غضبا فهي تجرأت عليه ليقبض علي معصمها بقوة ساحبها خلفه لجناحهم.. لاتنكر انها ترتعب خوفا من رده فعله علي كلماتها ولكنها تظاهرت بالقوة وبثت الشجاعه بقلبها ولكن شجاعتها تبخرت حينما دفعها سليم بقوة داخل الغرفة واوصد الباب خلفة ناظرا اليها بغضب مستعر وهوت يده بصفعها علي وجنتيها جعلت الدموع تطفر من عيناها وهو يقول بتوعد : انا هوريكي اسود يوم في حياتك عامل ازاي

امسك بذراعيها ودفعها علي الفراش مقتربا منها ينتوي صفعها مرة اخري لتتراجع بذعر ودقات قلبها تطرق كالطبول وهي تري نظراته الشرسة التي يوجهها لها.. ضربت يده التي امتدت نحوها وتابعت تراجعها ولكنه سرعان ماامسك بها مقربها منه ليري اثار صفعته بوضوح بجانب ارتجاف شفتيها رعبا منه فيلعن بغضب متراجعا عن ضربها فيكفيه الخوف الواضح بعيونها ليقول بغضب : اخر مرة هحذرك تاخدي بالك من كلامك عشان متجبرنيش أمد ايدي عليكي تاني 

دفعها بقوة فسقطت علي الفراش فيما خرج صافقا الباب خلفة بعنف.... بكت بحرقة كما لم تبكي يوما فالخوف الذي تشعر به كلما رأته اصبح لاخلاص منه و الذل الذي تشعر به سيلازمها دائما فهي مضطرة لتعيش وسط تلك الكراهية بموافقة أهلها ...

بعد قليل

تعالت أصوات الرصاص تعلن عن وصول أخيها لعقد قرانه علي اخت سليم لتجد قدماها تقودها لتلك النافذة تتطلع بغصه حلق مريرة لعائلتها التي جاءت للاحتفال بقلب بارد دون الاهتمام لما فعلوه بها.... تراجعت للخلف حينما رأت ابيها يقف بشموخ وفخر بجوار ابنه فهد تكرههم و لاتريد ان تراهم بعد ان تخلوا عنها ...

جلست حور علي طرف الفراش دون أن تبكي فقط الدموع تحجرت بعيونها رافضة الانزلاق ولماذا تبكي..؟ وعلي من؟ علي فراق عائلتها.. وهم من تركوها لهذا المصير... يجب أن تتوقف عن البكاء فقط عليها ان تبقي قوية لتنتقم منهم جميعا علي مافعلوه بها...

وصلت اليها أصوات الطبول من الأسفل ليزداد كرهها وحقدها علي الجميع.. فهم سعداء بابنتهم التي ستتزوج وابيها يتلقي التهاني بزواج ابنه فهد دون أن يهتم بها وكانه لم يقدمها قربان لابن أخيه منذ ساعات... بعد انتهاء الحفل صعد اليها سليم  ليتوقف لدي باب الغرفة يتطلع اليها ببعض الشفقة وهو يري مقدار القهر والانكسار الذي تشعر به واختفاء شراستها ومقاومتها واكتفاءها بهذا الصمت... تنهد مطولا ولاينكر انه ان كان سعيد برؤية خذلان عائلتها لها فلم يكن هناك سبيل اخر لرضاءها بحياتها معه سوي ان تعرف ان هذا اصبح واقعها وان لااحد من عائلتها سيغير منه شئ... ولكنه لاينكر بأن رؤيتها بتلك الحالة جعله يرتفق بها فقد نالت الكثير من الظلم خلال هذان اليومان 


ظلت طويلا علي حالتها  الصامته تلك فهي لا تشعر بشئ سوي الكراهية تجاه الجميع حد الاختناق..

اغمضت عيناها لعلها تنام قليلا دون أن تهاجمها ذكريات اليومان الماضيان فهذا الكابوس الذي تعيشه يأبي تركها ويحاصرها بكل قوة وجبروت

دوت دقات قلبها صاخبه حينما شعرت بخطواته تقترب من الفراش لتحبس أنفاسها بصعوبة وتضغط باناملها المرتجفه علي غطاء السرير شاهقة بفزع عندما شعرت به يقترب منها و يجذبها اليه ليلتصق ظهرها بصدره فالتفتت اليه تبعده عنها تضرب صدره بانفعال تقاوم اقترابة منها بشراسة... وتصيح بهياج.. ابعد عني

تجاهل ضرباتها له واحاطها بذراعيه القوية

هزت راسها بشدة وغرست اظافرها بوجهه :متلمسنيش

اشتعلت عيناه بالغضب وقبض علي ذراعها وهزها بقوة قائلا : انا جوزك حقي المسك زي مانا عاوز

توحشت ملامحها بغضب هادرة : وانا مش طايقاك وبكرهك... ابعد عني وسيبني في حالي

قال بحزم وهو يقربها الي صدره القوي : اكرهيني زي مانتي عاوزة.. بس برضه مش هبعد انتي خلاص بقيتي مراتي قدام الناس كلها وحقي.. ارضي بحياتك معايا احسن ماتعذبي نفسك من غير داعي

حاولت دفعه بعيدا عنها وهي تقول بصوت مختنق:مش هرضي عمري ماهرضي... ارضي بيك ازاي وانت خطفتني ودمرت حياتي

اقترب منها هامسا : انسي كل اللي حصل وافتكري بس انك بقيتي مراتي

نظرت له بغيظ من كلماته الباردة وكانه لم يفعل شئ لتهتاج دافعه اياه بكل قوتها بعيدا عنها هاتفه... ابعد عني ربنا ياخدك 

اغضبته مقاومتها الضارية لاقترابه منها ولم يجد سبيل اخر لتهدئتها ليميل نحوها ويقيد معصمها بيد واحدة يقترب من شفتيها الكرزية سارق قبلتها الاولي...

كان مسيطرا هادئا يتذوق شهد شفتيها بتروي علي نقيضها فقد كانت هائجة رافضة اقترابه تحاول تخليص شفتيها من بين شفتيه القوية ولكنها لم تستطيع  فقد خارت قوتها فاستسلمت لشفتيه بأنهاك وضعف ولم تعد قادرة علي مقاومة قوته اكثر لتهمس بضعف وقد هددت دموعها بالانهمار... لا.. بلاش تغصبني علي حاجة انا مش عاوزاها

تابع تذوق شفتيها يحاول الايتأثر برجاءها مرددا : انتي مراتي

انهمرت دموعها : بس انا مش موافقة

هدر بغضب شديد مبتعدا عن شفتيها :هتوافقي ياحور بمزاجك اوغصب عنك هتوافقي..

دفعت يده بكراهية وقالت بقهر : عمري ماهوافق.. انا بكرهك ياسليم.. بكرهكم كلكم وهنتقم منكم علي اللي عملتوه فيا وانا مليش ذنب في الحرب اللي بينكم....

لامست كلماتها الأخيرة قلبه فهي بالفعل لاذنب لها بكل ماحدث ليجد عيناه تومض بحنو وهو يراها طفله خائفة تهدد بوجع وقهر وهي لاتقدر علي شئ ليهمس قبل ان يبتعد عنها :حقك.. انتقمي مننا انتي مكنش ليكي ذنب

قالت باصرار من بين دموعها المنهمرة : هنتقم منكم كلكم وانت اولهم

ارتسمت ابتسامه ملتويه علي جانب فمه من تهديدها الزائف وأبتعد لطرف الفراش مستلقي علي ظهره ومغلق عيناه وهو يردد بهدوء .. نامي ياحور..

قالت بحقد.. ملكش دعوة بيا

قال بعصبيه : لو فتحت عيني هوريكي ازاي مليش دعوة بيكي

ابتعدت لاقصي السرير واغمضت عيناها بقوة تجبرها علي النوم قبل ان ينفذ تهديده ....يتبع


اختطاف ولكن 


 الفصل الخامس 5


هل صارت حقا زوجة فهد الهاشمي..؟! تساءلت فرح بتنهد ومازالت تتذكر أحداث الامس وكانها فيلم بعد اختطاف أخيها لحور وموافقته علي زواجها بفهد لتخبر ابيها واخيها برفضها الزواج منه لانه بالتأكيد تزوجها ليثار لاخته لتتذكر وعد سليم بأنه لن يدع شئ يحدث لها وانه وان اضطر لقتل فهد سيفعل ان ضايقها....لذا لم تجد سبب للرفض وخاصة وهو فهد الهاشمي حلم الفتيات كما تسمع عنه..!

انتفضت فرح من مكانها حينما دخل فهد الغرفة ليتقدم تجاهها بخطوات واثقة يتطلع نحوها فقد انتوي الثأر لاخته التي مازالت نظراتها المستنجده تقض مضجعه ليريد ان يجعل سليم يندم علي اختطافه لها.....ولكن عيونها البريئة التي تتطلع اليه بخوف صعبت مهمته كثيرا... مرر عيناه علي وجهها ذو الجمال الهادئ، وشعرها ذو الخصلات الذهبيه المجدول تحت تاجها الذي جعلها كأميرة فاتنه بانتظار فارسها..!

انتفض جسدها وهي تشعر بلمسات اصابعه الخشنه علي وجهها الناعم تجاهد نفسها التي تريد الفرار من امامه وعيناه تتطلع لكل انش بوجهها لتقف امامه عاجزة مرتعبه ليس لها شجاعه للنظر لعيناه الزرقاء القاتمه التي تتفحصها... تمتم بهدوء وهو يقترب منها: خايفة مني؟

خفضت عيناها بخجل وابتلعت لعابها وهي تهز راسها ايجابا لتجده يمد انامله تجاهها رافعا ذقنها نحوه ليجعلها تنظر لعيناه التي ازدادت قتامتها وهو يردد بهمس:مينفعش مرات فهد الهاشمي تخاف

انهي كلماته وانحني تجاه شفتيها يقبلها بنعومه شديدة جعلت الكهرباء تسري بعروقها.. حاولت الإبتعاد ليحيط خصرها بذراعه مقربها له أكثر وقد امتدت يده لتحرر شعرها من عقدته لينساب كسلاسل الذهب بين يديه لتزداد شفتيه نهما من رحيق شفتيها متناسيا عن أي ثأر تحدث قبل ان تقع عيناه عليها...!

......

في الصباح

خرج سليم بعد ان انهي استحمامه يحيط خصره بالمنشفه ويجفف خصلات شعره بمنشفه اخري لترميه حور بنظراتها الكارهة حينما التقت عيناه بعيناها خلال المرأه ليتجه نحوها قائلا: هتفضلي تبصيلي كدة كتير

لم تجيب عليه بل نظرت نحوه باحتقار واشاحت بوجهها ليستشيط غضبا ويمسك ذراعيها بقوة قائلا : لما اكلمك تردي..

حاولت تخليص ذراعيها من قبضته ولكنها لم تفلح لتنقذها تلك الطرقات علي الباب..

:ايوة هتف بحدة لتتحدث احد الخادمات : عدنان بيه تحت جاي يبارك للهانم

:طيب نازلين


نظر نحو حور بتهكم قائلا : ابوكي جاي يباركلك... ياعروسة..

بادلته تهكمه بنظراتها المتحدية فهي لم تسمح له بالاقتراب منها مما اغضبه وبشدة ولكن بالرغم من غضبه الا انه تركها فهو لايريد أخذها غصبا ..!

انهي ارتداء ملابسة ليجدها مازالت علي جلستها فتحدث : مجهزتيش لية عشان تنزلي لأبوكي

اشاحت بوجهها : مش عاوزة انزل

: ميصحش ابوكي جاي يطمن عليكي يلا اجهزي وانا مستنيكي ننزل سوا

قالت بحدة : ملكش دعوة بيا.. عاوز تنزل اتفضل إنما أنا قلت مش عاوزة اشوف حد

قطب جبينه لايريد الغضب عليها ولكنها تدفعه للجنون .. قلت قومي انزلي

هتفت بهياج : وانا قلت لا.. مش كل حاجة هتغصبني عليها

تعالت أنفاسه الغاضبه من تلميحها الواضح ليرد بجمود.. ماشي ياحور براحتك

نزل سليم الدرج محاولا إخفاء غضبه الشديد منها ليجد عدنان وجده فواز جالسون مع ابيه ليتحدث فواز : الف مبروك ياسليم

: الله يبارك فيك ياجدي

جلس معهم ليتساءل عدنان : امال فين حور منزلتش معاك ليه..؟ هي تعبانه؟

: لا ابدا.. بس مش عاوزة تنزل

هز عدنان راسه وردد بخفوت : لسة زعلانه مني

صمت سليم ليتحدث فواز : المهم انها بخير وكويسة مسيرها تفهم

اومأ له عدنان ليتحدث رسلان.. احنا هنيجي كمان شوية نبارك لفهد وفرح ياعدنان

قال عدنان : تنور يارسلان

تنهد فواز براحة فالرباط بين ولدية سيقوي وسيعود بتلك الزيجات..

بعد انصراف عدنان وفواز

تعالت زغاريد خالاته الذين جاؤو للمباركة لهم فاتجهت والدته نحوه وهي تقول: هطلع انا وخالاتك نطمن علي العروسة ياسليم

فهم مقصد والدته ليقول: محدش يطلع لها

قطبت وفاء جبينها لتقول باستنكار: لية بقي ان شاء الله..مش دي الأصول

قال بحدة وهو يتركها ويصعد الدرج : من غير لية... مش عاوز حد يتدخل في حياتي انا ومراتي

نظرت لرسلان : عاجبك كلام ابنك

: اسمعي الكلام ياوفاء.. متضايقوش البنت وهي لسة في بيتنا مبقلهاش يومين وسيبي ابنك يتصرف معاها

قالت علي مضض : ماشي ياارسلان براحتك.. بس كلام ابنك ده ملوش غير معني من اتنين يااما الهانم مش راضيه تخليه يقربلها يااما انها.... قاطعها أرسلان بغضب : اخرسي انتي بتتكلمي عن بنت اخويا ومرات ابنك إياك تقولي عنها حاجة

قالت بارتباك : مش قصدي يارسلان انا بس.. قاطعها : انتي تسكتي خالص وتخليكي في حالك واياك اعرف انك ضايقتي حور بكلمه...

فتحت فرح عيناها حينما داعبتها أشعة الشمس المنسدله من النافذة الضخمة لتنظر تجاه فهد النائم بجوارها يحيط خصرها بذراعه القوية لتتأمل ملامحه الوسيمه القاسية وتعض علي شفتيها بخجل وهي تتذكر همساته لها أمس فقد ابعد الخوف الذي كان بقلبها منه بأنه سينتقم منها اويسئ معاملتها بتفمه وصبره ورفقه بها ليجعل امس اسعد ليلة بحياتها

مررت يدها بخصلات شعره الفاحمه وهي تتامله ليتململ فهد بنومته ويفتح عيناه ناظرا اليها قائلا : عملتي فيا اية وانا نايم

قالت ببراءه.. معملتش حاجة خالص

نظر نحو خوفها قائلا بعبث : ومعملتيش لية

: كنت عاوزني اعمل اية؟

قرب وجهها منه وهمس بجوار شفتيها وهوويتناولها بقبله.. تعملي كدة

تعمقت قبلته وازدادت يداه حول خصرها ليستدير بها ويصبح فوقها يرتشف قهوة الصباح من شفتيها..

بعد قليل

نزل فهد وفرح للقاء والديها وخالاتها الذين جاءو للمباركة لها لتسعد وفاء وارسلان برؤية ابنتهم في أحسن حال وقد ذهبت مخاوف أرسلان علي ابنته وهي في بيت أخيه ليحتضن فهد بحب وفخر فهو رجل وقرر عدم اقحام النساء في مابينهم...

اغمضت حور عيناها بقوة متظاهرة بالنوم حينما شعرت بخطوات سليم تدلف للغرفة لتتهرب منه ومن محاولاته للاقتراب منها فهي ابدا لن تستطيع ان تصبح زوجته وهي ترهبه وتكرهه الجنون حبست أنفاسها بصعوبه شديدة ولم تستطع السيطرة علي دقات قلبها المتعالية حينما شعرت به يستلقي بجوارها ...فقد اعتقدت انه سيحاول الاقتراب منها مثلما حاول اليومين الماضيين ويضطر في النهاية أن يبتعد عنها بسبب انهيارها الذي يجبره ان يشفق عليها ويتركها فهو غريب تاره قاسي بشكل لاتعهده وتاره متفهما صبورا.

شهقت حينما جذبها إليه فجأة ليلتصق ظهرها بصدره واستعدت لمقاومته كما اعتادت لتجده يهمس برفق :نامي ياحور مش هعملك حاجة انا بس عاوز أخدك في حضني قبل مااسافر

لم تستطع منع سعادتها من الظهور فهو سيسافر ويبتعد عنها وليته لا يعود ابدا ..

ليفتح عيناه ناظرا لها وقد فهم مافكرت به ليقول بتهكم. .متقلقيش هما يومين وراجعلك

امتعضت ملامحها وابعدت يداه من حولها وهي تردد:ومين قال اني قلقانة ياريت مترجعش ابدا

أبتسم ببرود اغاظها وقربها مجددا نحوه هامسا بنبرة اخافتها :هرجع ياحور ...ولماارجع هيكون آخر صبري معاكي ..أعتقد اني صبرت عليكي كتير اوي

ابتعدت الي أقصي الفراش وقد فهمت مقصده ولكنها أبعدت ذلك الخوف عنها واغمضت عيناها في محاولة منها للشعور بالسعادة لابتعاده عنها ولو ليومين ..لتفكر بأن تلك ربما فرصتها للهروب ..'!

شعرت به بعد عده ساعات يغادر لتعتدل جالسة تفكر بكيفية استغلال عدم وجودة

في المساء

تمددت علي السرير لتشعر براحة وهي تنام عليه لوحدها بعد ان كانت تنام بجوار سليم رغما عنها فلاتستطيع اغماض عيونها براحة خوفا من وجوده بجوارها بالرغم من انه اصبح زوجها الا انها مازالت رافضه تماما اعتبره كذلك فهي تكرهه وتراه سبب دمار حياتها فلو لم يخطفها لكانت متزوجه من ادم وحياتها كما حلمت بها... لقد سرقت العشرون عاما من حياتها السابقة بسبب فعله أخيها فارس والان قضي سليم علي مابقي من حياتها القادمه ..أغمضت عيناها تحاول أن تنام دون تفكير في الخطوة التالية لهروبها فلم تشغل نفسها بشئ سوي مغادرة هذا القصر والفرار من اسر سليم ..

قررت أن تبقي تلك الليلة وتهرب بالغد لتطمئن بأن أحدا لن يشك بها فور مغادرة سليم

فمضت الليلة سريعا واطمئنت ان لا احد يتوقع خروجها من غرفتها بالأساس فهي منذ ان وطأت قدمها هذا البيت ولم تفكر بالخروج من غرفتها او لقاء فقط تقف خلف تلك النافذة طوال اليوم.. ..

نظرت في أرجاء الرواق الطويل لتجد السكون يعم المكان فبلاشك الجميع يغطون بالنوم في تلك الساعة ..

نزلت بخطي حذرة متجاوزة البهو الكبير تجاه الباب الخلفي للقصر من جهه المطبخ لتقف تنظر حولها لتجد الكثير من الحراس جالسون لدي البوابة الخارجية للقصر ...

زفرت بإحباط وكانت علي وشك البكاء فقد تحطمت آمالها بالهرب منه للتو ...ولكن قبل ان تستدير عائدة لمحت تلك البوابة الخشبية الضخمة لاسطبل الخيول...!

سارت بخطي سريعة تجاه تلك البوابة وقامت بفتحها بصعوبه لتدخل إليها وتبدأ بإخراج الخيول للخارج لتتسبب الخيول بحالة من الهرج وهي تجري بكل مكان في حديقة القصر ويهب الحراس للسيطرة عليهم .غافلين عن حور التي ..ركضت بسرعة تجاه بوابة القصر الخارجية مستغلة انشغال الحراس بالسيطرة علي الخيول ..لتخرج منه وهي تركض باقصي سرعتها وبكل ما لديها من طاقة تحاول أن تتغاضى عن دقات قلبها المرتعبه تفكر ماذا سيفعل ان امسك بها ...تطلعت خلفها وهي تري بوابة القصر تبتعد لتركض مجددا بانفاس منهكة ولكنها مصرة ان تهرب من هذا الحقير الذي اختطفها وتزوجها رغما عنها فقط لأخذ ثأر لايد لها فيه ...

كان سليم قد وصل بتلك اللحظة ليجد رجاله يحاولون السيطرة علي الخيول وسحبها للاسطبل ليهدر فيهم مزمجرا بغضب : اية اللي حصل وازاي تسببوا الخيل برا كدة

هتف أحدهم : والله ياسليم بيه انا قافل عليهم بنفسي ومش عارف ازاي يخرجوا كدة اكيد حد فتح الاسطبل

: حد مين اللي هيتجرأ يعمل كدة... ؟

انتو عارفين لو حصان واحد حصله حاجة هتحصلوه كلكم فاهمين.. هدر بغضب ليركض رجاله بكل مكان مسيطرين علي الخيول الجامحة

انتبه سليم فجأه لكلمات الحارس بأن احد ما قد فتح الاسطبل وصعد مسرعا لجناحهما ليصدق حدثة فقد هربت حور...!!

نزل بخطي سريعه وامتطي احد الاحصنة وهو يزمجر بغضب ; تعالوا ورايا...و اقلبوا الدنيا لغاية ماتلاقوها..

لم يحاول رجاله فهم شئ بل امتطوا الاحصنة وركضوا خلفه.. ليسابق الرياح وهو يبحث عنها متوعدها بعقاب من الجحيم..


تصببت دموعها خوفا حينما استمعت لتلك الأصوات المزمجرة المختلطة بصهيل الخيول المتعالي تجاهها لتركض مجددا بسرعه كلما استمعت لأصوات الخيول تقترب ...

احتدت سرعتها حينما استمعت لصوته الغاضب يهدر باسمها بصوت افزعها :حور اقفي مكانك

لم تتوقف بل زادت سرعتها وكل كيانها يهتز رعبا حينما شعرت بيده القوية ترفعها وتضعها علي الحصان امامه ..قاومته بزعر لاتريده. .لا تريد الحياه معه وهو من اختطفها ودمر حياتها قاومته وعضت يده لعله يتركها ولكنه شدد من يده التي تحيط خصرها لتحاول خرمشتها ولكنه لم يتزحزح وازاد من قبضه يده حولها ورفع لجام الحصان وضربه بقوة ليتعالي صهيلة ويركض بسرعه ارعبتها أكثر مما هي مرتعبه

..صاحت ببكاء مختنق من شدة يده حول خصرها فلم تعد تستطع التنفس .سيبني ..سبيني

ولكنها لم تجد منه الا الصمت المهيب الذي يرعبها ولكنها بالرغم من خوفها ليست نادمه محدثة نفسها بأنها ستظل تحاول الهروب منه وابدا لن تخضع له

هدأت خطوات الحصان تدريجيا قبل ان ينزل و يحملها بقسوة ينزلها من فوق الحصان ويسحبها خلفه صاعدا لجناحهما وسط صراخها ومقاومتها ليده التي تقبض علي ذراعيها بعنف كاد يقتلعه من مكانه دون أن يستمع لنداء والده الذي خرج علي صراخها ليهدر به ; سليم... سليم.. دون أي اجابه منه فقد اعماه الغضب وصم اذانه..

دفعها بعنف لتسقط علي الارض تكاد تسمع صوت عظامها يأن من قوة اصطدامها بالارضيه الصلبه.. نظرت لعيناه التي تطاير منها الغضب لتهدر بعنفوان بالرغم من دموعها المنهمرة : بكرهك... بكرهك ومش خايفة منك

امسك ذراعها بعنف لينهضها وهو يهمس بفحيح : انا هعلمك ازاي تخافي مني

ضربت ذراعه التي تمسك بها بانفعال قبل ان تشعر بصفعه قاسية تهبط علي خدها وهو يزمجر بغضب : مش مرات سليم الهاشمي اللي تهرب منه

وضعت يدها علي وجهها تحميه من باقي صفعاته التي ستناله وجهها وهي تقول :انا مش مراتك .. صرخت بألم وهو يقبض علي خصلات شعرها بيده القوية ويقربها من وجهه وهو يقول بغضب : لية بتخليني اعمل فيكي كدة.!؟..

لم تجب عليه بل خفضت عيناها التي تذرف الدموع بغزارة ليقبض علي فكها قائلا بغضب :هربتي لية

ظلت صامته ليزجرها بغضب : انطقي هربتي لية

رفعت اليه عيناها الباكية تتطلع الي وجهه الغاضب بعيون بائسة وهي تقول:مش عاوزة اعيش معاك... انا بكرهك

استعرت النيران بعيناه بدرجة ارعبتها فانكشمت علي نفسها رعبا من ملامحه الغاضبه ليقول وهو يضغط علي فكها مقربا وجهها منه : اكرهيني زي مانتي عاوزة بس اوعي تفكري انك هتخلصي مني... وغصب عنك هتقبلي حياتك معايا

انا صبرت عليكي كتير اوي بس كفاية اوي كدة..

اقترب منها فرفعت يدها لتدفعه بعيدا عنها ولكنه كبل يدها ووضعها فوق راسها وهو يقول بوعيد : قلتلك ان صبري عليكي نفد

صرخت ببكاء وهو يميل تجاهها : لا لا.. تجاهل انهيارها وانحني نحوها يقبل شفتيها بقوة غير مبالي بمحاولاتها اليائسة للفرار منه فقد اعماه الغضب بسبب رفضها له كلما اقترب منها

لتهتف برجاء : ارجوك سيبني.. ضاعت كلماتها بين شفتيه التي دنت منها ترتشف من رحيقها بلاهواده...مما ادمي شفتيها لينتزع نفسه من فوقها حينما شعر بتمزق شفتيها بين شفتيه فهو لن يترك العنان لنفسه الغاضبه التي تطالبه بافراغ غضبه بها وإثبات ملكيته لها الآن

تركها وابتعد عنها وهو يمرر اصابعه علي شفتيها المجروحة قائلا بتحذير شرس:لو كررتي اللي عملتيه ده تاني هتشوفي الويل..

اومات له بدموعها المنهمرة ليكمل : مش كل مرة حد هتنفدي من أيدي



اختطاف ولكن 6


 نزل سليم الي الطابق السفلي ودخل لمكتبه ليدخل والده مقطب جبينه وهو يقول:اية ياسليم اللي حصل؟

اخبره بغضب ماحدث ليزم رسلان شفتيه متفهم سبب غضبه قائلا : معلش ياسليم برضه اللي حصل لها مش شوية... بس مكنش ينفع تمد ايدك علي مراتك

قال بغضب:كنت عاوزني اعملها اية لما تهرب

هز رسلان رأسة : عارف انها غلطانه بس افهم انها بين يوم وليلة لقت نفسها مراتك ... انت لسة بالنسبة لها راجل غريب محتاجة وقت  اصبر عليها مسيرها تفهم

اومأ له سليم دون قول شئ ليقول والده : اطلع هاتها وتعالي نتعشي كلنا سوا.. خليها تتعود علي وجودها وسطتنا

قال وهو يعتدل واقفا :  خليها بعدين عشان انا خارج ... سلام

.....

جلس عدنان شاردا خلف مكتبه ليدخل اليه فهد قائلا : اية يابابا مالك سرحان في أية؟

تنهد عدنان : في اختك يافهد.. وحشتني اوي ونفسي اشوفها

: طيب ماتيجي نروح نطمن عليها

هز راسه باسف : مش عاوزة تقابلني رحت كذا مرة وهي مش راضيه..

قطب فهد جبينه محاولا التخفيف عن والده : معلش يابابا هي برضه معذورة متعرفش احنا عملنا كدة لية.. بس متقلقش انا يومين كدة هروح اطمن عليها واجيبها لحد عندك.

لم يعد سليم للمنزل الا في الصباح التالي لترشقه حور بنظرات غاضبه حينما دخل الي جناحهما فاقترب منها قائلا بهدوء: هتفضلي تبصيلي كدة كل ماتشوفيني

اشاحت وجهها ببرود ليمد يده ويتحسس وجنتيها التي مازالت تحمل اثار صفعاته بنعومه فتبعدها عنه بنفور وضيق.. ليقترب منها اكثر ويرفعها ليضعها بين احضانه غير عابئ بعصبيتها وهي تحاول دفعه بعيدا عنها ليحيطها بذراعيه برفق وهو يقول: انتي اللي خليتني اعمل كدة ... انا مكنتش عاوز امد ايدي عليكي بس كنتي عوزاني اعمل اية بعد ماهربتي...

لم تتحدث بشئ بل حاولت أن تتحرر من ذراعيه التي تقيدها بحضنه ليثبتها برفق ويخرج من جيبه اسورة من الألماس ويضعها بيدها رافعها تجاه شفتيه يقبلها بنعومه وهو يقول برفق :متزعليش مني.

هزت راسها وتململت من بين ذراعيه رافضه اقترابه ولكنه شدد من احتضانه لها ليقربها اليه اكثر فيصطدم جسدها بصدره القوي وهو يقول: خلينا ننسي كل اللي حصل ونبدأ من جديد... حياتك بقت معايا انا ياحور ارضي بيها وبلاش تعذبي نفسك


قالت بحدة : مش هنسي ولاهرضي.. عمري ماهرضي

ندمت بشده علي كلماتها التي قلبت مزاجه الهادئ ليتحول لغضب مستعر وهو يتطلع اليها بقسوة قائلا : هترضي ياحور... غصب عنك هترضي..

دفعت يده باشمئزاز وهي تقول بغضب : مش هرضي بيك ابدا ياسليم... عمري ماهعتبرك جوزي... عمري ماهتعتبرك غير واحد حقير خطفني واتجوزني غصب عني

تأوهت بألم شديد حينما دفعها بعنف وهدر بها : واضح ان الوش الهادي مش نافع معاكي ...انا صبرت عليكي عشان تبقي ليا برضاكي بس طالما مش عاوزة يبقي غصب عنك

هزت راسها بذعر نادمه علي كلماتها فهي لن تستطيع مواجهه هذا الغضب الذي اشتعل بعيناه من كلماتها لتهتف ببكاء : لا. لا مكنش قصدي اللي قلته..

تلك المرة سيطر عليه الغضب وقرر انه صبر عليها اكثر من الازم وهي تمادت كثيرا فقد حان الوقت لاذاقتها عاقبه كلماتها....

صرخت باكية حينما انحني نحوها يلتقط شفتيها بين شفتيه غير ناوي تركها مهما حاولت ابعاده لتستمر بلكمه علي صدره وهي تصيح.. ابعد عني.. متقربليش

تجاهل انهيارها واستمر بتوزيع قبلاته علي وجهها وعنقها لتشعر بالعجز امام قوته الهائلة وهو مصمم علي قهرها اكثر ورؤيتها الوجه الاخر لهدوئه ليزداد انهيارها وتنقطع معه أنفاسها لولا أن انقذتها  تلك الطرقات المتتاليه علي الباب والتي تبعها صوت رسلان الغاضب:سليم.. عاوزك فورا تحت

ابتعد عنها لتغمض عيناها بقوة تخاف النظر بملامح وجهه القاسية بتلك اللحظة فهو كان علي وشك امتلاكها لولا مجيء والده

امسك ذقنها بعنف يجبرها علي النظر له وهو يقول بعصبيه مخيفة : إياكي تاني تستفزيني والا متلوميش غير نفسك

صمتت تنظر له بخوف فتركها سليم بحده دافعها للخلف لتتنفس بصعوبه وتنهمر دموعها بصمت وقلبها يحترق قهرا علي ماتعانيه....

نزل سليم لوالده الذي قال بعصبيه فور رؤيته فهو كان صاعدا ليتحدث معها ليتفاجيء بصراخها وبالطبع توقع ماكان يفعله ابنه : انت ازاي تعمل في مراتك كدة

زم شفتيه بضيق : وانا عملت اية؟

قال بغضب : انت عارف كويس انت كنت ناوي تعمل اية..

قال ببرود: والله دي مراتي حقي اعمل فيها اللي انا عاوزة

تطلع اليه رسلان لحظات ثم قال بتعقل : لا مش حقك تغصبها علي حاجة ... انت خطفتها متوقع منها تعمل اية... قلتلك قبل كدة اصبر عليها ياسليم

قال بغضب : صبرت عليها كتير بس هي زودتها.... مش سليم الهاشمي اللي مراته ترفض يقربلها

قال رسلان بتفهم : هي مش رفضاك ياسليم هي رافضه الواقع اللي اتفرض عليها وده حقها. انا اه كنت موافق علي كل اللي انت عملته بس اشترطت عليك متاذيهاش

انا اللي خلاني اسكت علي فارس السنين دي كلها انه بيحب اختك ومحافظ عليها ولولا اني مش عاوز اعترف اني كنت غلطان لما رفضته زمان انا كنت خليتهم يرجعوا من زمان... انا عملت في عدنان اللي كان نفسي اعمله بس حور ملهاش ذنب... سليم اصبر عليها وسايسها دي واحدة كانت محبوسة بين أربع حيطان عشرين سنه وفجأه لقت نفسها في بيت واحد متعرفش عنه حاجة... . حس بيها وقدر خوفها

هز راسه ليتجنب المزيد من هذا الحديث مع والده وهو يقول : ماشي يابابا هشوف..

جلست وفاء تهز قدمها بعصبيه وهي تتحدث مع راوية اختها التي قالت :يعني الهانم مبتنزلش من اوضتها خالص

: زي ماانتي شايفة ياراوية مشفتش وشها من يوم مااتجوزته والامر من كدة ان شكلها مش مريحاه علي طول متعصب ومش طايق نفسه

:يعني اخرتها ياوفاء سليم يتجوز بنت عدنان ويكسر قلب سميحة بنت خالته اللي طول عمرها بستناه وتتمني رضاه

: وانا في أيدي اية اعمله ياراوية

قالت بحقد : في ايدك كتير ياوفاء... ولا نسيتي ان اخوها حرق قلبك علي بنتك

قالت بحزن ; وانا عمري هنسي ابدا.. ده انا بموت كل يوم وبنتي بعيد عني

: يبقي متخليش اخته تتهني بابنك... لازم تخليه يذلها ويكسر مناخيرها

: ازاي بس ياراوية ورسلان واقفلي ومش مخليني أقرب ناحيتها

:خليه يتجوز ياوفاء مفيش حاجة تكسر مناخيرها الا انه يتجوز عليها لو مش مريحاه..!!

نزلت فرح صباحا بجوار فهد لتبتسم بوجهها الهادئ لعدنان قائلة : صباح الخير ياعمي

ابتسم لوجهها البشوش : صباح الخير يابنتي

تناولا الافطار سويا ليظل عدنان بحالته الشاردة فيلاحظة فهد قائلا : عمتي عالية هتروح تزور حور يابابا وعاوزانا نروح معاها هي وجدي

هز عدنان راسه فالنتيجة يعرفها جيدا فحور سترفض مقابلته او مقابلة اي حد ككل مرة ذهب فيها طوال الاسبوع الماضي لزيارتها ليعود خائب الرجاء..

استيقظ سليم باكرا ليجد حور ماتزال نائمة او ربما تتظاهر بالنوم لتهرب منه كما ااعتاد منها ليظل جالسا بجوارها قليلا يتأمل ملامح وجهها وقد اختفي منه الغضب الذي اصبح يشع منها منذ أن تزوجها... مرر يده ببطء علي وجنتيها الناعمه يفكر كم هي حورية بالفعل..... ليتها فقط تتنازل ولو قليل عن جليد قلبها وتجعله ينسيها كل ماحدث ليتنهد بضيق متساءل هل سليم الهاشمي اصبح عاجزا لتلك الدرجة التي تجعله ينتظر فرصة فقط منها..؟

انه يكره ماحدث وانه اقحمها بهذا الثأر دون ذنب لها ولكن لم يكن بيده طريق اخر للفوز بها وهي تلك الحورية التي يتحدث الجميع عن جمالها الذي لم يراه احد من قبل... تنملت حور بنومها وهي تشعر بحراره يده علي وجنتيها لتفتح عيناها ببطء، ناظره اليه وقد جلس بجوارها يتطلع اليها... اسرعت تهم بالنهوض ليمسك بيدها يوقفها وهو يقول : الناس بتصحي تقول صباح الخير

نظرت له بسخرية وهي تقول : فعلا

تجاهل سخريتها وقربها نحوه وقال بخفوت: ولما بيبقوا متجوزين يبقولها كدة

باغتها بقبله ناعمه علي شفتيها اربكتها بشدة فلم تكن كباقي قبلاته المتملكة وإنما قبلة تحمل مشاعر لم تفهمها ولكنها لم تتساءل كثيرا لتبعده سريعا عنها قائلة ببرود لاذع:ده لما يبقوا بيحبوا بعض مش متجوزين بالخطف والثار

شعرت بانفاسه الغاضبه تلفحها ولكنها اندهشت من هدوءه الظاهري حينما تجاهل كلماتها وعاد ليمسك بيدها وقربها نحوه قائلا :خلاص يبقي من دلوقتي حبيني ياحور عشان انا كل يوم هصبح عليكي كدة

قال كلماته ومال نحوها يطبع قبله اخري علي شفتيها زادت من ارتباكها وتركها ونهض للاستحمام...

مسحت شفتيها بعنف تزيل اثار قبلته تذكر نفسها بأنه من دمر حياتها وليس عليها ان تكون بتلك السذاجة ليخدعها بمعاملته اللطيفة  ...

وقف يعدل من حزام ساعته الانيقة بعدم تركيز وهو ناظرا اليها وهي تصفف شعرها الحريري ليتجه نحوها ويقف خلفها يحيط خصرها بذراعه فتنتفض أثر حركته المفاجئة وتحاول تخليص نفسها من بين ذراعيه وهي تقول:لو سمحت ابعد عني

خفف من ذراعيه حولها ومد يده تجاه احد الإدراج وأخرج منها علبه منمقة من القطيفة السوداء فتحها امامها وهو يقول: انا مجبتش ليكي شبكة


نظرت لهذا الطقم الماسي الذي تلألأ علي الارضيه السوداء الحريري للعلبه والذي تزين باحجار الياقوت الحمراء النفيسة... رفعت عيناها نحوه متساءلة عن سبب هذا الدلال الذي يغدقها بها... هل يحاول التاثير عليها؟

لاحظ الجمود بنظراتها ولكن تلك المرة لم يستطع تجاهله فهو حاول كثيرا  معها بلاجدوي ليضع العلبة علي طاولة الزينه بعدم اكتراث متحدث بلهجة جامدة : انا راجع علي الغدا عشان عمتي عالية جاية تتغدي معانا النهاردة..عاوزك تبقي موجودة علي الغدا تحت معانا كلنا

تركها وغادر بعد ان القي عليها تلك الكلمات والتي تعتبر امر لايقبل النقاش لتلوي شفتيها بسخرية فهاهو يعد سريعا لطبيعته متخلي عن الوجه اللطيف الزائف...

ترددت كثيرا قبل ان تقرر ان كانت ستنزل او لا لتجد احد الخادمات تصعد اليها تبلغها ان الجميع بانتظارها..

نزلت بخطي متردده بضع درجات لتجد سليم واقف أسفل الدرج بانتظارها... حاولت التخلص من يده التي أمسكت بيدها يقودها لغرفة الطعام ولكنه أحبط محاولتها وظل ممسك بيدها ليدخل بها حيث جلس والده في مقدمة الطاوله وبجواره وفاء والده سليم التي رمقتها بنظرة كراهية والجهه الاخري عاليه عمتها التي قامت نحوها تحتضنها بلهفه : حور ياحبيتي كبرتي وبقيتي زي القمر

لم تبادلها حور الاحتضان بل ظلت واقفة بجمود لتبتعد عنها عاليه ناظرة نحوها بابتسامة وكانها تفهم ماتعانيه خاصة حينما نظرت لابنه عمتها سما تلك الفتاه التي وقفت بجوار والدتها والتي علمت بأنها ستتزوح من ادم...!!

قالت عالية : سما سلمي علي حور بنت خالك

تبادلت الفتاتان السلام بتكلف

ليتحدث رسلان بفخر : تعالي يامرات ابني اقعدي هنا جنبي..

ووجه كلامه لاحد الخادمات : بت يانعمه قربي كرسي ستك حور جنبي هنا

اغتاظت وفاء من معاملة رسلان لها بهذا الود فيما امسك سليم بيد حور واتجه بها ليجلسها في المقعد بجوار والده ويجلس بجوارها

نظر اليها رسلان بود قائلا ; من هنا ورايح مش هاكل غير وانتي جنبي ياحور

ابتسمت بصدق فقد تستشعر طيبته ومحاولته للتخفيف عنها لذا لم تستطع ان تتعامل معه بطريقة سيئة كما انتوت....

تناولت بضع لقيمات ونظرات الجميع تتفحصها من وقت لآخر يحاولون ادماجها معهم ولكنها ظلت بلا تعابير انتهي الغداء وانتوت العودة لغرفتها لتجد سليم يمسك بيدها قائلا : خليكي هنقعد كلنا سوا شوية

تحدثت عاليه :اخيرا يارسلان اتجمعنا تاني كلنا

ابتسم لها رسلان لتكمل: البركة في سليم وفهد

ارتسمت ابتسامه متهكمة علي جانب شفته حور من كلام عمتها فالبركة فيه لانه اختطفها.... هل الجميع يري ان ماحدث شئ عادي وهي الوحيدة المخطئة.. اية ياحور ياحبيتي ساكته ليه؟

التفتت تجاه عاليه التي تحدثها وهزت كتفيها بلا رد

اسرعت احد الخادمات تقول : فواز بيه وعدنان بيه وصلوا يارسلان بيه

اسرع رسلان لاستقبال أخيه وابيه لتحاول حور المغادرة فهي لاتريد رؤية والدها ليمسكها  سليم يمنعها ويقف بها لتسلم علي جدها ووالدها الذي احتضنها بشوق ولهمفة لم تبادله اياهم بل ابتعدت عنه لينظر لها عدنان بأسي فهي لم تسامحة

تنهد بألم وهو يري وحيدته ترفض حتي الجلوس بجواره وتجلس بجوار رسلان  ولكنه أخبر نفسه بأنه يكفي له رؤيتها بخير..

تحدث فواز بارتياح:اخيرا اتطمن عليكم وعلي ولادكم

: الحمد لله ردد عدنان

ليقول سليم :انا كتبت الأرض الشرقية لحور ياجدي. دي مهرها

تفاجيء الجميع بهذا المهر الغالي فتلك الأراضي تقدر بالملايين فنظرت له وفاء بغيظ محاولة التحدث : دي بملايين

اخرستها نظرة رسلان لها ليقول عدنان : بس ياسليم دي فعلا كتير اوي..

وضع سليم ذراعه حول حور بلاخجل قائلا:مفيش حاجة كتير علي حور

اشتعلت وجنتيها بالاحمرار مما فعله للتو وجعل الجميع ينظر نحوها.... فهو يتعامل وكانه يحبها ويهديها مهرا بالملايين... وليس، كأنه خطفها..

قال رسلان : مفيش حاجة كتيرة علي مرات سليم الهاشمي وان شاء الله اللي هتجيبلي الحفيد اللي مستنيه كمان كام شهر

نظر لها سليم بتهكم فهل ستحمل منه كما يتمني والده لتخفض عيناها ليكمل فواز : وانا هكتب لفهد وسليم وادم كل واحد منهم خمسين فدان هدية جوازهم

مضت نصف ساعه والجميع يتحدث وحور مكتفيه بالنظر إليهم دون قول شئ

لم تعد تتحمل المزيد  فقامت مستأذنه من الجميع لتصعد لغرفتها ليخفض عدنان راسه بالم فهي لم تنظر له أو تودعه حتي  ....!

مضت الايام علي حور متشابهه تهرب من التفكير بالنوم الذي يتخلله الكوابيس واعظم كابوس تستيقظ عليه هو وجودها بجوار سليم...!

فتحت حور عيناها تشعر بثقل ذراع سليم تحيط خصرها لتحاول ابعاده عنها بنفور ولكنه زاد من احتضانه مقربها اليه لتغمض عيناها بقوة رافضة النظر اليه... أدار وجهها اليه قائلا بخشونة : واخرتها ياحور

لم تجب عليه وحاولت ان تنهض لتجد يده تمنعها ويعيدها الي جواره مرة أخرى وهو يسالها بتهكم : هتهربي مني بحجة اية المرة دي ؟

لم تجيب عليه ليقترب منها قائلا :اللي بتعمليه ده مش هيغير من الواقع حاجة..انا صابر بس عشان مضغطش عليكي

شعرت بانفاسه الساخنه تلفح وجهها وهو يقول بخفوت : بس دلوقتي او بعدين هتبقي ليا

طبع قبله طويلة علي عنقها شعرت بها وكانها جمر يحرقها لتحاول دفعه بعيدا عنها بيأس وقد تجمعت الدموع في عيونها وهي تقول: انا لسة محتاجة وقت اقبل فيه اللي حصل..

لم يبتعد بل ثبت يدها علي صدره واقترب منها يقبل شفتيها وهو يقول:اديتك وقت كتير ومش هصبر اكتر من كدة

لم تستطع كبح دموعها اكثر وقد شعرت الا سبيل لها معه الان فقد استنفذت فرصها وهو فعل الكثير لجعلها تنسي ولكنها لاتريده ان يقترب منها او يلمسها مازالت تكرهه وتكرهه اقترابه منها مهما حاول أن يكون رفيقا بها فهو مازال مختطفها.... ،!

شعر سليم بدموعها الساخنه علي شفتيه فيبتعد عنها ناظرا اليها بضع لحظات ليري جبل الجليد الذي تضعه بينه وبينها رافضه اي محاوله منه لاذابته ليمد يده يمسح دموعها باصابعه الخشنه ويتركها دون قول شئ.

توقف امامه حسين أقرب رجاله يخبره بسير بعض الأعمال: عامر القناوي مش عاوز يدفع القسط الاخير اللي عليه ياسليم بيه

قال بغضب : توقف اي توريد له لغاية مايدفع

: بس يابيه كدة الشغل هيتعطل.... قاطعه بغضب : اعمل اللي قلتلك عليه..

أشار له لينصرف ثم نادي بصوته الجهوري هادرا بغضب في احد الشغالات لإحضار القهوة له لتسرع الخادمه لتنفيذ طلبه فيما جلس والغضب يعميه فهي اصبحت تدفعه

بسبب  تصرفاتها معه

دخل رسلان ليري الغضب الواضح علي وجهه فيتحدث : مالك ياسليم اية اللي مضايقك كدة؟

: مفيش شوية مشاكل في الشغل

دخلت الخادمة لتضع القهوة ثم انصرفت لينظر له والده قائلا : انت متخانق مع مراتك

قال بجمود : مفيش حاجة

: طيب اختك وجوزها برا اطلع هات مراتك وانزل

قال بغضب : انت عايزني اقعد مع ابن عدنان

: وفيها اية ياسليم ده بقي جوز اختك وبعدين خلاص احنا انتهينا من العداوة دي



اختطاف ولكن  7


ابتسمت حور باستهزاء مرير وهي تنظر للسماء عبر النافذة الزجاجية بعينين هائجتين كالبحر بدموعها التي تحارب حتي تنهمر.. فهاهي العروس قد جاءت لزيارة عائلتها التي استقبلتها بالاحضان...والمثير للسخرية ان أخيها جالس معهم.......!

فهد من ظنت انه سيحرق الدنيا من أجل إعادتها جالس مع من اختطفها..! وتزوج اخته التي تشع بالسعاده معه بينما تركها هي في قبضه سليم...

انها تريد أن تصرخ من الألم الذي يعتصر قلبها فهو جالس مع من خطفها ودمر حياتها كما فعل والدها من قبل وكان شيئا لم يكن .. ضحكت بسخرية ولما لا وهو قد أخذ ابنتهم مقابلها...!

ايحق له أو لوالدها المجيء اليها بحجة انهم اشتاقوا لها ويريدون الاطمئنان عليها... ماذا يتوقعون..؟ ان تبتسم وتخبرهم انها بخير...؟ وكيف تكون بخير وهي في قبضه مخطتفها.. هل يحق لوالدها تقديمها قربان لانهاء عداوة السنين بينه وبين أخيه.. كيف يتركها مع كل هذا الحزن والخوف وحدها.. حتي ادم... ذلك الذي اعتبرته يستحق حياتها القادمه.. سيتزوج بعد بضعه ايام من ابنه عمتها عاليه دون أن يابه لها..! انها تكرههم... تكرههم جميعا

أسندت حور كتفها الي النافذة وهي تسترسل بتأمل السماء دون أن تبكي... فقط دموعها عالقه باهدابها ترفض النزول.. ولماذا تبكي علي من خذلوها بتلك الطريقة.. ؟

وصل اليها صوت ضحكاتهم من الأسفل لتقبض علي يدها بألم وتعدهم كلهم أن سيبكون لاحقا فهي ستنتقم لنفسها من الجميع.. كل من خذلها واستغلها ليجعلها تري الدنيا سوداء بتلك الطريقة....!

: برضه مش عاوزة تنزلي؟

لم تهتم حور بالرد علي سؤال سليم الذي وقف بجوارها يتأمل ذلك الغضب المشتعل بعيناها ولكنه حينما إدارها اليه ببعض القوة لم تتحكم في اعصابها لتقول بحدة : مش عاوزة اقابل حد ولا اشوف حد

تنهد سليم مطولا ثم قال :مينفعش تفضلي على طول قاعدة لوحدك وحابسة نفسك في الاوضة

التفتت اليه وقالت بشراسة : انا بكرهكم كلكم ومش عاوزة حتي اتنفس نفس الهوا اللي بتتنفسوه فهمت بقي لية حابسة نفسي

خالف توقعاتها فقد ظنته سيثور عليها فقد تجاوزت كل الخطوط الحمراء معه خلال الفترة الأخيرة لتجده يمرر يده علي ذراعيها برفق وهو يقول بانزعاج :لية كل الكره ده ياحور؟

قالت بمرارة : بسبب اللي عملته فيا واللي هما سكتوا عليه... انا مش بس بكرهكم انا بكره نفسي كمان.. انا طول عمري لعبه في أيديكم محدش فكر يحس بيا ولا بمشاعري.. تتجوزي ادم ماشي... تتجوزي سليم ماشي.. انا ي

نظر اليها بضع لحظات وكان علي وشك التحدث قبل ان يلتفت لصوت تلك الطرقات التي تبعها صوت فهد...

التفتت لتري أخيها واقف لدي باب الغرفة ينظر نحوها باشتياق كبير لم يتوقع الا ان تبادله اياة وتظل واقفة مكانها بجمود دون أن تركض لاحضانه كما اعتادت...

تحرك سليم مغادرا دون التحدث لفهد الذي نظر بأسي لحور وهي تشيح بوجهها بعيدا

تحرك تجاهها ليقول ببطء : مش هتسلمي عليا ياحور

اقترب منها يحاول ضمها اليها لتبعده وهي تقول بعصبيه : جاي لية.. وبأي حق بعد ما اتخليت عني...

تجاهل عصبيتها وشدها لحضنه وهي يشعر بالحزن العميق بداخلها والذي هم بالتاكيد السبب فيه... لم تبادله حور عناقه وايضا لم تبعده عنها ولكنها ظلت واقفة مكانها بجمود ليقول أخيها بصدق ; انا اسف ياحور علي كل اللي حصل... بس مكنش في أيدينا حاجة نعملها

هزت راسها بعدم اكتراث فأسفه لن يفيدها بشئ الان ليطبع فهد قبله حانية علي جبينها قائلا ; حبيتي ياحور قدري موقف بابا انتي عارفة هو بيحبك اد اية.. واستحاله ياذيكي بس غصب عنه وعني...مكنش،عندنا اي حل تاني بعد ماكان خلاص كتب كتابة عليكي.. .. انا اتجوزت فرح عشان احميكي ويبقي اخته في أيدي زي مانتي بقيتي في ايده

نظرت له بتهكم فعن اي تضحية يتحدث لتقول بسخرية. : بابا بيحبني... وانت اتجوزتها عشاني... وآدم هيتجوز عشاني كمان...

صمتت لحظة ثم اكملت بغضب مرير : كلكوا اتخليتوا عني....هي دي الحقيقة اللي اعرفها

طفرت دموع القهر من عيونها ليقترب منها فهد يحاول ضمها اليها لتبعد يده وتكمل بألم : محدش فيكوا دافع عني وهو بياخدني قدام عنيكم.. حتي الحقير ادم اول واحد سابني وجري يتجوز .... محدش فيكوا فكر يسأل انا عاملة اية وانا عايشة مع اللي خطفني.. وللأسف سليم الندل اللي خطفني طلع ارجل منكم كلكوا علي الاقل وقف قصادكوا وصمم انه ياخدني

غص حلق فهد وهو يري تلك الألم التي تتحملها ليقول بأسي :انا مش هلومك ياحور عندك حق في كل اللي قلتيه.. بس علي الاقل سامحي بابا .. ده بيتعذب وتعبان جدا بعد اللي حصل.. عشان خاطري سامحيه... انتي روحه ياحور

تنهدت مطولا دون قول شئ ليربت فهد علي كتفيها قائلا : سليم مش وحش ياحور... مع الوقت يمكن تشكري الظروف اللي خلت كل ده يحصل عشان.... خلي بالك من نفسك

دخل سليم للغرفة ليجدها ماتزال جالسة شارده ساهمه منذ أن نزل فهد من غرفتها وهو لايري امامه ليتساءل عن الذي دار بينهما لتبقي هي بتلك الحالة الحزينه وتتخلي عن شراستها جالسة بهذا الهدوء...

احست بيده تتمرر علي شعرها لترفع راسها ناظره اليه ببرود ثلجي اعتاده منها وانتوي ان يذيبه وقالت بحدة: نعم ياسليم بيه


:اية اللي مضايقك بالطريقة دي

قالت بنفور : ملكش دعوة بيا

تطلع اليها سليم يريدها ان تعود لشراستها لا ان تستلم لهذا الحزن الذي يغلف روحها ليقول بتملك ; لا ليا دعوة ياحور.. كل حاجة تخصك ياحور تهمني

مدت يدها ووضعتها علي جانب صدره الأيسر حيث قلبه الذي ينبض بهدوء لتقول باستهزاء: هو الحجر اللي جوة ده بيحس اصلا عشان تقول انك مهتم بيا

وضع يده علي يدها الراقده فوق صدره وضغط عليها وهو يتطلع الي غابات عيونها الخضراء قائلا بهمس : الحجر ده دق علي ايدك.. ياحور

انهي كلماته بين شفتيها وقد انحني نحوها يقبلها بشغف غير ناويا التوقف تلك المرة قبل ان يجعلها تشعر بمدي قربها منه الذي تغلغل بداخله دون ارداته خلال الأيام الماضيه.. فلم يعد امامه حل آخر اجعلها تتقبل واقع ماحدث سوي ان تري نفسها بين يدية واصبحت ملكه دامغا كل خليه بجسدها بختمه .. ليقسم بأنه سيحتل قلبها ويجعله ملكه ويذيب جبل الجليد الذي تضعه في طريقهما

طوال الطريق كان فهد واجم لايعي شئ مما حوله فكلمات حور تتردد في اذنه وتأبي التوقف فهو بنظرها نذل تخلي عنها ليتنهد مطولا غير منتبهه لفرح التي تتابع تعبيرات وجهه بحزن شديد....

نظر اليه عدنان بلهفه.. اية يافهد طمني اختك عاملة اية .. ؟

اومأ له بالابتسامة مزيفة : كويسة اوي يابابا.. وقريب هتيجي تزورك

نظر له عدنان بشك فهو يري مايحاول يخفيه عنه فحوريته الصغيرة عنيدة ولن تغفر بتلك السهولة...

دخل فهد للغرفة ليجد فرح جالسة علي طرف الفراش تنظر اليه بحزن لم يستطع تفسيره ليجلس بجوارها يريد أن يضمها اليه ليرتاح بين احضانها من ألم قلبه ليجدها تبتعد عنه...!!

قطب جبينه ناظرا اليها بتساءل عن سبب ابتعادها وهي من اقتربت من قلبه خلال تلك الأسابيع القليلة ليصبح لايرتاح الا بقربها..

نظر الي الدموع التي هددت بالنزول من عيونها ليقول : فرح حبيبتي في أية؟

هتفت بحدة وهي تبعد يده عنها : متقولش حبيتي... انت كداب

: فرح انا... قاطعته هاتفه بغضب : انت اية... انت مش اتجوزتني عشان تنتقم من سليم لو اذي اختك..

عبست ملامحه لتنظر اليه بمرارة وهي تقول: انا سمعتك وعرفت كل حاجة... وانا اللي افتكرت انك حبتني زي ماحبيتك ونسيت كل حاجة فاتت

حاول ضمها اليه وهي يقول : فرح انا فعلا حبيتك و نسيت..

ابعدت يده عنها بعنفوان هادرة : كداب... لو كنت نسيت مكنتش قلتلها كدة... انا بكرهك يافهد.. بكرهك وبكرة سليم وبكركهم كلكم... انتوا انانين مش بتفكروا غير في نفسكوا وبس إنما أنا وحور وسما واي بنت منفرقش معاكوا في حاجة...حياتنا ومشاعرنا لعبه في ايديكم

انا دلوقتي حسيت بالقهر اللي حور حست بيه وانتوا بتلعبوا بمصيرها وحياتها.... زي مانت عملت فيا لما اتجوزتني بس عشان تنتقم لاختك

حاول التحدث : فرح انتي فاهمه غلط انا مكنتش اقصد

نظرت اليه لحظة ثم قالت : وأية الصح بقي... ياتري يافهد بيه لو سليم ضايق اختك ... هتعمل فيا انا اية....

صمت ولم يجيب لتنظر له باسي وتتركه راكضه للحمام تختفي خلف الباب تاركة لدموعها العنان فهو حطم قلبها حينما جعل حياتها معه معلقه بحياة أخيها مع اخته.... كما فعل سليم بحور فكلاهما ظالم بلاهواده..



رواية اختطاف ولكن 

 الفصل الثامن


فتحت حور عيناها باحساس مفعم بالوهن ليست لها القوة حتي للنظر الي سليم النائم بجوارها و يحيط خص.رها بيده القوية... ص.رخ قلبها وجعا وهي تتذكر تفاصيل الليلة الماضية وقد أصبحت زوجه سليم الهاشمي فعلا كما أراد وكما نوي.... فقد أيقنت ان مقاومت.ها له لن تأتي بنتيجه وقد بدا مصمم تلك المرة فقد اجبرها علي الاستسلام له حينما اقترب منها وهي بأمس حاجة للاحتواء بعد ان خذل.ها الجميع لتتنهد بألم فهي علي حال لم تكن لتقاومه لأكثر من هذا فهو لن يصبر عليها طويلا لذا كان استلامها له خيرا من ألف مق.اومة لن تجلب لها سوي الألم والاحساس بالعجز بعد ان خذلها الجميع وفي النهاية كما قال هي زوجته ولاشئ سيغير تلك الحقيقة التي اجب.رها علي تقبلها في النهاية لذا كان عاجلا لم اجلا سيأخذ حقوقه...

شعر سليم بشرودها الذي يعرف سببه فهي بالتاكيد مازالت رافضه ماحدث ومهما كان لطيفا رفيقا فقد احبطت جميع محاولاته لذا لم يكن امامه سوي إعلانه امتلاكها بتلك الطريقة فهي لن تتقبل الواقع سوي بأن تعرف بأن زواجهم امر واقع.. فتح عيناه متطلع نحوها للحظات قبل ان يج.ذبها اليه ويدف.نها بصدره مستنشق عبير شعرها بعم.ق يحاول أبعاد ذلك الحزن عنها فهو لايريد سوي ان تنسي كل شئ، ماعدا وجودها معه وهو سيبذل المستحيل لتعويضها ولكن بالنسبه لها فأحست بخفقات قلبها علي وشك اختراق صدرها حينما احتض.نها بذلك الحنان تشعر بأنها عاجزة ضعيفة الجميع يتلاعب بها وفقا لما يرونه تريد أن تبكي وتفجر كب.تها لمشاعرها طوال الايام الماضية ولكنها لاتريد ان تبدو ضعيفة امامه.. حاولت الإبتعاد عنه ليردع سليم كل محاولاتها ويضم.ها اليه وكانه يشعر بدوامه مشاعرها وافكارها ولايريدها ان تغرق بها... قرب.ها لصدره القوي وطبع ق.بله علي جبينها هامسا :صباح الخير ياحور سليم الهاشمي

شدد علي كلماته وكانه يذكرها بأنها أصبحت ملكه ولن يسمح لها بالابتعاد لتضع يدها علي وجهه تبعده عنها ليتركها سليم مس.تمتع بملمس اصابعها ال.ناعمة علي وجهه...فهو اضحي يحب اقترابها منه بكل حالاتها ليباغتها وينحني فوق.ها مثبت يدها علي صدره وهو يلتقط شفت.يها الكرزية بين شف.تيه يقبل.ها بشغف لم تبادله اياه بل حاولت ابعاده عنها دون جدوي وقد لمعت عيناه الراغ.بة بقربها حينما دفن راسه بعن.قها الناعم يوزع عليه قب.لاته فيما عبثت يداه بخريطة جس.دها بشغف ولهفه وكانه لم يكن معها منذ بضع ساعات...

لا تعلم فرح كيف احتملت البقاء معه ليلة امس بعد ماسمعته يقول انه تزوجها لتصبح بيده لحماية اخته... لقد جرح قلبها بشدة فهي احبته وظنت انه احبها ونسي ماحدث لتتفاجيء بما قاله.... لتتذكر محاولاته امس بنفي ماسمعته...; فرح.. في الأول فعلا انا كان سبب جوازي منك اني احمي اختي عشان سليم يفكر الف مرة قبل ماياذيها بس لما شفتك نسيت كل ده وحبيتك فعلا

اقترب منها واحت.ضن وجهها بين كفيه قاءلا: فرح انتي ملاك دخل حياتي مش ممكن افكر ابدا ااذيكي..

ابعدت فرح وجهها عنه حينما اقترب ينتوي تقبي.لها فهي ماتزال مجروحة منه

ليقول بتبرير :فرح انا بس كنت بشرح لحور اننا متخلناش عنها

قالت بغضب : علي حسابي... متخيلتش ان كلامك ده هيجرحني اد اية...

تنهد مطولا ثم قال: فرح حور بتمر بمرحلة صعبه اوي ولازم أقف جنبها كفاية انها شيفاني ندل واتخليت عنها... ارجوكي كفاية كلام في الموضوع ده انا مش مستحمل

تركها وخرج للشرفة يدخن سيكارة ينفث فيها غضبه فكلمات حور تق.تله. والان ايضا فرح تغ.ضب منه وهو في أمس 


الحاجة لها الآن....!.

جافاها النوم طيلة الليل ليبزغ النهار سريعا وكلاهما بعيد عن الاخر لأول ليلة ترفض ذراعه التي مدها لاخذها بين اح.ضانه كما اعتادت من اول زواجهما لتشعر بفراغ كبير لايملاه سواه ولكن قلبها مجروح منه خاصة حينما لم يجيب عن سؤالها هل حياتها معه مرتبطة بحياه حور وسليم

تظاهرت بالنوم حينما شعرت بفهد يستيقظ لتشعر بانفاسه الساخنه حينما طبع قب.له طويلة علي جبينها قبل ان يغادر ....!

طبع سليم قب.له راضيه علي جانب شف.تيها تخبرها بمدي النش.وة التي يشعر بها لتخفض حور عيناها تحاول الهروب من عيناه التي تتطلع نحوها يبحث عن أي رد فعل لها ولكنها ظلت بلا تعبير فالقهر الذي يراه بداخلها يمحي اي شعور اخر...!! انها ستنسي بالتاكيد ولكن ليس الآن لذا مازال امامه

الكثير

نزلت معه لتناول الافطار ليستقبلها رسلان بابتسامه محببه : صباح الخير

ابتسمت له : صباح الخير

أشار لها : تعالي اقعدي جنبي ياحور

جلست بجواره ليقول سليم بمرح:لا كده انا هغير ياحج

وكزة رسلان بكتفه: ماتغير يابن رسلان..ما هو اللي يتجوز قمر زي حور لازم يغير

قالت وفاء بعصبيه: ماتفطر ياحج.. الفطار برد

التفتت للخادمة لتقول بغضب : بت يانعمه فين قهوة البيه

ركضت الخادمة لتحضر القهوة فيما نظر لها رسلان بغضب فهي لاتفوت فرصة الا وترشق حور ب نظراتها الكارهه..

تناولت حور بضع لقمات بعدها دفعت مقعدها للخلف وهي تقول بخفوت: بعد اذنكم

قال سليم وهو يعتدل واقفا : تعالي وصليني

سارت معه علي مضض نحو الباب ليوقفها امامه متطلع نحوها للحظة يبعد فيها شعرها خلف اذنها قائلا : مش هتاخر... خلي بالك من نفسك

ضم.ها اليه لتقف كالجماد بين يديه فتشعر به يزفر بضيق من برودها المتعمد معه .... ابتسمت بداخلها بانتصار فكم تحب اغضابه لتثأر لنفسها مما فعل... ان ظن ان باستسلامها له أمس انه قد جعلها تنسي فهو مخطيء فهي مازالت عند وعدها لنفسها بأنها ستنتقم من الجميع..

تركها وغادر لتستدير عائدة لتسمع لصوت رسلان الغاضب

: اسمعي ياوفاء ده اخر تحذير ليكي ملكيش دعوة ببنت اخويا..

قالت بتهكم : بنت اخوك اللي ابنه حرمك من بنتك

قال بغضب : وبعدين ياوفاء.. اللي فات مات

قالت بحدة : لا مماتش.. انتوا فاكرين انكم اخدتوا بثار بنتي لما جبتوا بنته عندي في بيتي وبتعاملها احسن معامله وابنك جري رجعها لابوها عشان يتجوزها أدام البلد كلها لا وكمان رايح يكتبلها مهر بملايين وبيحاول يرضيها باي شكل.. هو ده حق بنتي اللي اخدتوه..

ضرب بيده علي الطاوله : وانتي فاكرة اني جايبها عشان تبهدليها...

; زي ماعملوا في بنتي

: لا بنتي محدش اذاها في حاجة... وهج عايشة احسن عيشة مع فارس ولولا كدة كنت قتلته

من زمان

نظرت له بغضب فقال بوعيد : اسمعي بقي حور مش بس بنت اخويا لا دي مرات ابني سليم الهاشمي اللي كرامتها من كرامته فاهمه.. وخلي بالك انا عارف كويس انك مش طايقاها عشان كان نفسك تجوزيه لبنت اختك عشان كدة اياكي اعرف انك ضايقتيها


لاتدري مالذي جعلها تقف وتتنصت علي حديث رسلان ووفاء ولكنها ارتاحت كثيرا حينما رأت رسلان يدافع عنها بتلك الطريقة وزادت ثقتها بنفسها كثيرا فهي ستنتقم منهم ان كان رسلان وسليم يريدون ارضاءها فهذا سيسهل انتقامها ... استدارت لتصعد لغرفتها ولكنها توقفت حينما رأت فرح تدخل من الباب.. كان رسلان يغادر حينما رأي ابنته ليحتضنها بحب: حبيتي فرح عاملة اية يابنتي؟

: الحمد لله يابابا

: امال فين جوزك مجاش معاكي

: لا يابابا عنده شغل... انا بس جيت اشوف ماما

ربت علي كتفها:ماشي يابنتي... بس خليكي لغاية الغدا عشان نتجمع كلنا وانا هكلم فهد اخليه يجي هو كمان

: لا يابابا خليه براحته جايز مشغول

: متشغليش بالك انتي

كانت وفاء تعض علي شفتيها بغضب من حديث زوجها معها لتدخل اليها فرح

لتقول بعصبيه: شفتي ابوكي يافرح بيعمل فيا اية عشان بنت عدنان

جلست فرح بجوارها قائلة بهدوء : حور..! وهي حور مالها ياماما دي حتي مظلومة وملهاش ذنب في اللي حصل

قالت بتهكم: مظلومة..! لو تشوفي ابوكي واخوكي بيعملوها اية عشان ترضي

: وفيها اية ياماما مش مراته..


قالت بعصبيه : طيب اسكتي بقي ومتفرسنيش....

نظرت لها فرح بقله حيلة لتقول وفاء : وانتي مالك شكلك متضايقة

لم تستطع منع دموعها من الأنهمار لتحكي لوالدتها ماحدث..... وحور ماتزال مكانها تستمع لهذا الحديث... شعرت بالذنب لتلك الابتسامة التي ارتسمت علي وجهها حينما رأت فرح تب.كي.. وتساءلت منذ متي واصبحت حاقدة تسعد بحزن الآخرين وخاصة أخيها... هل هي سعيدة بأن حياته مع فرح تنهار.... ؟! لم تجب علي نفسها فهي بالفعل تريد أن تري الجميع يتع.ذب مثلها ولكن ضميرها يخبرها بأن الحقد لايجلب الا حقد وكره.. والأفضل لهاان ترضي بما ال اليه الوضع كما يخبرها سليم دائما ولكن عنادها يرفض النسيان ويريد ان ينتقم...!

قالت وفاء باستنكار: وانتي اتجننتي تسيبي بيتك

;وانتي كنتي عاوزني اعمل اية ياماما بعد اللي سمعته

: تنسي ولا كأن حاجة حصلت... المهم اللي جاي مش اللي فات... مش لازم جوزك يحبك في الأول المهم يفضل يحبك علي طول ويبقي زي الخاتم في صباعك

: بس ياماما... قاطعته وفاء بدهاء: من غير بس... بدل ماتحسسيه بغلطته بأنك بعد ماعرفتي قدرتي موقفه تقومي تسيبي البيت... لو فرضنا ان اخوكي زعل الهانم.. تفتكري فهد هيزعلك

لم تجب فرح لتقول وفاء: لا طبعا لو بيحبك عمره ماهيضايقك إنما لو انتي هبله وضيعتيه من ايدك هيعمل كدة

انسحبت حور لغرفتها تفكر بكلام وفاء لابنتها والذي أعطاها طريقة انتقامها من سليم

فهي ستجعله كالخاتم باصبعها كما قالت والدته لتقهرة بعدها...

كانت فرح قد عادت للمنزل قبل عودة فهد بقليل ليبتسم لها فور دخوله للغرفة فلا ينكر انه سعد كثيرا حينما أخبرته الخادمه بعودتها منذ قليل فقد توقع بذهابها لبيت والدها انها ستبقي هناك... اقترب منها قائلا: مستنتيش لية اعدي عليكي واروحك

هزت كتفها : محبتش اتعبك

احتض.نها من الخل.ف ليلصق ظه.رها بصدره وهو يقول: انتي تتعبيني براحتك

حاولت الإبتعاد عنه ليحيط خص.رها بذراعه ويديرها نحوه ناظرا لعيناها العسليه بلون العسل الصافي قائلا : متزعليش مني يافرح

طبع قب.له طويلة علي جبينها ووجنتها هامسا :انا بحبك ومقدرش ازعلك ابدا

لم تستطع منع ابتسامتها الراضيه من الظهور لتجده يخرج من جيب سترته سلسلة ذهبيه يضعها حول عنقها لتنظر فرح اليها وقد تعلق بها قلب في نهايته مفتاح اعجبها ذوقه كثيرا لتقول بخفوت: حلوة اوي

لثم جانب شف.تيها قائلا : مش احلي منك..

رفعت اليه عيناها قائلة : بجد يافهد انت شايفني حلوة

وضع وجهها بين كفيه وقربها اليه قاءلا;انتي احلي واحدة شفتها في حياتي.... فرح حبيتي كفاية قلبك الطيب وضحكتك اللي بتحلي يومي... انسي اللي فات وخليني اعوضك

اتسعت ابتسامتها ليتنهد بسعاده فكم افتقد ابتسامتها الصافية منذ الامس ليقترب منها مق.بل شفتيها بشوق كبير لم يتركها سوي لحظة لالت.قاط أنفاسها بعدها عاد لتناول شفتيها ين شفتيه مجددا ليحملها ويتجه بها نحو الفراش وهو يهمس لها بكلمات الغزل التي تخبرها بمقدار ذلك الحب الذي اضحي يكنه لها بين طيات قلبه منذ أن رأها...

فتح سليم الغرفة ليجد السكون يعمها لترتسم ابتسامه ساخرة علي شفتيه فهي بالتاكيد تتهرب منه... تطلع نحوها وقد اغمضت عيناها بقوة متظاهرة بالنوم ليقرر تصديق ماتفعله لعلها تشعر بالانتصار...

استبدل ملابسه وتوسد الفراش بجوارها لتحبس أنفاسها حينما انحني نحوها هامسا :تصبحي علي خير

انهي كلماته وقرب.ها اليه واضعا راسها علي صدره واغمض عيناه طالبا للنوم وعقله يفكر بتلك الصغيرة التي ستفقده عقله بتصرفاتها والتي تجبره علي تقبلها مهما فعلت ليغرق بالنوم مستمتعا بغزوها لاحلامه...

غرقت حور ايضا بالنوم سريعا ماان ض.مها اليه مغتاظة من نفسها لإختفاء شعورها بالنفور منه.....

تماوجت أحلامها وافكارها سويا لتفيق منها علي قب.لات توالت علي بشرة وجهها الناعمه.. تململت بعدم استيعاب لثوان قبل ان تتسع عيناها حينما واجهت عينا سليم الع.ابثه وقد تنفست أنفاسه الس.اخنه وهو مقترب منها لهذا الحد ... ابعدت وجهها عن يده التي تتحسس بشرة وجهها بشغف لتقطب جبينها بعدم استيعاب لسبب ايقاظة لها الفجر....!

قالت وهي تبعد يده عنها: انت اية اللي مصحيك بدري كدة... ؟

جلس بجوارها ومازالت عيناه تتطلع لوجهها المتوجس خيفة منه ليقول : عاوز اخدك مشوار

قطبت جبينها : مشوار..!!

هز راسه قائلا بحماس : اه... يلا قومي اجهزي بسرعه

بعدم فهم ارتدت ملابسها لتنظر له تحاول فهم مايخطط له فيما اخذ هاتفه ومفاتيحه وتناول يدها بين يده نازلا بها الدرج...

اجلسها بجواره وادار السيارة خارجا من بوابة القصر لتتعلق عيناها بنافذة السيارة تتطلع حولها فهي تخرج من سجنها....!

نظر اليها بطرف عيناه ليري سعادتها وهي تتطلع من نافذة السيارة كالاطفال... داعب الهواء شعرها المغطي بشال خفيف حينما أوقف سليم السيارة وفتح لها الباب لتنزل... تأملت المكان حيث انزلها وسط تلك الزروع المطله علي بحيرة خلابه صغيرة لتجده يقترب منها ويحملها واضعها لتجلس علي مقدمه السيارة ويجلس بجوارها قائلا: الشروق من هنا طعم تاني...

نظرت له للحظة ثم وجهت نظرها للشروق الذي بدأ بالبزوغ وقد ارتبكت كل أفكارها مما يفعله ومما تشعر به وتراه لأول مره خارج سجن.ها...!

كانت الشمس تتصاعد ببطء ليبدء الظلام بالاندثار فيما توزع اشعتها ونورها بكل مكان وكانه أراد أخبارها بأن الظلام لايدوم طويلا وانه بيوم ما لابد أن يبزغ النور... تنهدت مطولا بارتياح ولم تشعر بمرور الوقت وكلاهما شارد بصمت بهذا المنظر البديع فقط يده تحتضن يدها التي تركتها له لتزداد مشاعرها وافكارها ارتباكها وقد انقلب كل شئ راسا علي عقب...

انزلها ببطء من فوق السيارة لتجد نفسها قريبه جدا منه وقد داعبت يداه شعرها ووجنتها لتبعد يده عنها وتتراجع بضع خطوات للخلف لم يحاول سليم الاقتراب منها بل تركها لراحتها وهو يقول : تحبي نتمشي شوية

اومات له ليسير بجوارها بين تلك الخضرة التي لمعت باشعه الشمس وقد تعالت أصوات العصافير لتكتمل تلك اللوحة البديعه والتي استطاعت إزالة جزء كبير من ذلك الحزن الذي كان بقلبها..

أشار اليها نحو تلك الأراضي الممتدة لبعد نظرها قائلا : دي الأرض بتاعتك

نظرت لتلك الأرض الشاسعه التي أشار لها نحوها ثم نظرت له قائلة : دي كبيرة اوي..

داعب شعرها بخفه وأشار نحو مزرعه اخري امتدت بجوارها قائلا: دي بقي واحدة من أحسن المزارع اللي هنا.. كانت حلم ليا وصاحبها رافض يبيعها .بس وشك كان حلو عليا واشتريتها اخيرا

أحاط كتفها بذراعيه وق.بل وجنتيها وتابع الحديث عن بعض اعماله وحور تستمع له وهي شاردة بذلك الجمال حولها.... وبحواره الودي معها لتتناسي قليلا وضعهم وتندمج معه...

بعد ساعه عادو سويا لينزل من السيارة ويمسك يدها بيده يدخل بها القصر لتتسمر قدماها فجأه وهي تري ذلك الطفل الصغير بين أحضان رسلان فيما وقفت فتاه جميلة بعيون زرقاء بين ذراعي وفاء التي تب.كي بشدة

لتنتقل عيناها تلقائيا لهذا الرجل الذي توقف علي بعد بضع خطوات منها... انه نسخة من والدها... فارس...!!

توقعاتكو.... رايكو في اللي سليم بيعمله مع حور... هترضي ولا لا

هو هيزهق من برودها....

دور فارس ووهج



لو تفاعلكم الجميل  هنزل بارتين تاني 🌹

بارت 9** اختطاف ولكن  

تراجعت حور بضع خطوات للخلف تستوعب ماتراه....!

أخيها قد عاد.. والان..!

بعد كل ماحدث بسببه.. لها

التفت فارس تجاه حور التي تسمرت مكانها وقد ارتسمت علي محياه ابتسامه من رؤيته لتلك الطفله التي تركها قبل سنوات هي من تقف امامه الان... تراجعت قدماها حينما رأته يتقدم نحوها ليباغته سليم الذي قطب جبينه مهدد بالشر  بلكمه قوية لتشهق وهج ووفاء بقوة : سليم..!

تقبل فارس اللكمه دون أن يردها ليمسكه سليم من تلابيبه هاتفا : اية اللي جابك دلوقتي ياندل ياجبان

وضع رسلان الطفل الصغير أرضا وابعد سليم عن فارس الذي قال بتهكم : حالنا من بعض يابن عمي... مانت عملت نفس النداله مع اختي

أبعدهم رسلان عن بعضهم ليحاول فارس امساك يد حور قائلا : تعالي معايا ياحور متخافيش

نظر لرسلان قائلا : وهج قدامك اسألها لو مش عاوز تفضل معايا ... إنما اختي برا اللي حصل وهاخدها معايا

امسك سليم يد حور بقوة ووضعها خلفه هادرا بعنفوان : حور تبقي مراتي ومش هتخرج من بيتي

: اتجوزها غضب عنها

التفت لحور التي كانت تشاهد كلاهما يجذبها تجاهه وكانها لعبه بيدهم قائلا : تعالي ياحور محدش هيجبرك علي حاجة تاني انا هخليه يطلقك

اشتعلت عيون سليم كالاسد الهائج وامسك بيد حور بقوة قاءلا: علي جثتي اني اسيبها

حاول فارس جذب يدها وهي ماتزال بلارد فعل و كلاهما يجذبها تجاهه

تدخل رسلان بغضب : ابعد يافارس عن حور

تدخلت وهج ببكاء :ده الوعد اللي وعدتهولي يافارس... مش قلتلي انك راجع عشان نعيش مع أهلنا من غير مشاكل

قال فارس بغضب : بس مش علي حساب اختي...

قالت وهج: اختك مراته يافارس

: غصب عنها

نظر اليها قائلا: متخافيش من حد ياحور لو عاوزة ترجعي معايا انا هرجعك....

تدخل سليم ناظرا اليها قائلا باصرار غاضب : قلت علي جثتي اني اسيبها....

: حور ساكته لية؟ قال فارس وهو يقترب منها يحاول مسك يدها لتنزع يدها من كلاهما صارخة بغضب : ابعدو انتوا الاتنين

.. مش عاوزة حد منكم... انا مش لعبه في أيديكم واحد يخطفني والتاني جاي بعد كل ده يرجعني.. ابعدوا عني كفاية بقي... كفاية ... قالتها بانهيار وهي تركض تجاه الدرج صاعده غرفتها....

رمقه سليم بنظرات الوعيد وركض خلفها... لتحاول وصد الباب ولكنه كان قد وصل ولم يسمح لها ليدخل خلفها فيما سالت دموعها ليحاول جذبها لاحضانه ولكنها ظلت تميل له الكلمات علي صدره ; ابعد... ابعد وسيبني انا بكرهكم.. بكرهكم كلكم

تجاهل كلماتها واستمر بمحاولته ضمها له ليستطيع في النهاية احاطتها بذراعيه لتنهار بين يديه باكية....

قال رسلان بأمر... تعالي يافارس علي المكتب ورايا.. وانتي ياوفاء خدي وهج و سليم الصغير يرتاحوا

قالت وهج ببكاء راجية ابيها : بابا انت وعدتني

اومأ لها رسلان: وانا عند وعدي وميهمنيش غير سعادتك... بس لازم نصفي اللي بينه وبين سليم

دخل فارس خلف رسلان لمكتبه ليرمقه رسلان بنظرات تحمل الكثير ليقول ببطء بعدها: كل اللي حصل ده بسببك... عداوتي مع ابوك واللي حصل لاختك كل ده بسببك

حاول فارس التبرير : ياعمي انا كنت بحب وهج وطلبتها منك كتير وانت اللي رفضت

ضرب المكتب بقبضته; تقوم تعمل كدة في بنت عمك

: يشهد ربنا اني مأذتهاش وشلتها في عنيا

: عارف.. وده اللي سكتني علي عملتك

نظر اليه فارس ليكمل رسلان : وبرضه ده اللي سليم عمله مع حور .. محدش داس ليها علي طرف واسألها

زفر فارس علي مضض : بس تفرق ياعمي

: تفرق في أية؟... تفرق انك اخدت بنتي بعيد عن حضني عشر سنين.. إنما سليم ارجل منك علي الاقل محرمش ابوك منها

قبض علي يده بقوة ; انت عارف يعمي اني عملت كدة عشان متبعدونيش عنها

: خلصت يافارس... احنا في دلوقتي... سليم جوز اختك وابن عمك.. وانت واخوك واخدين بناتي اقبل بكدة ياتسيب، وهج وترجع مكان ماكنت وبرضه حور مش هتخرج من هنا..


ابعدت حور يد سليم عنها حينما هدأ بكاؤها قليلا ثم نظرت اليه قائلة : لو سمحت سيني لوحدي

حاول تقريبا اليه ولكنها لم تسمح له ليقول: حور...

اغمضت عيناها باصرار : لو سمحت سيبني لوحدي..

ابتعد عنها علي مضض قائلا : حاضر.. هسيبك لغاية ماتهدي... بس ياريت تنسي اللي حصل تحت عشان انا مستحيل اسيبك ولو علي جثتي فعلا..... اقترب منها قائلا : متخلنيش اضطر اغصبك علي حاجة تانية... قلتلك قبل كدة حياتك معايا اقبليها بأرادتك


 

ابعدت حور الدموع عن عيونها تتردد كلمات فارس وسليم برأسها... لماذا اتي الان؟ وبعد اية؟ هل ستظل دائما دميه بيدهم يتلاعبون بها كمل أرادوا... والدها واخيها وسليم وفارس وعمها... الجميع يفكر بنفسه ولااحد سالها عن ارادتها..... لا هي ليست ضعيفة ومصيرها ليس بيد احد... من الان هي من ستصنع مصيرها...!!

نزل سليم الغاضب الي البهو ليشعر بيد توضع علي كتفه ليتلفت فيجدها وهج... تطلع نحو وجهها الذي لم يتغير كثيرا فمازالت تلك الجميلة المتوهجه بعيونها الزرقاء وشعرها الاسود الحريري ووجهها الملائكي.. لم يستطع منع ابتسامته حينما نظرت له ولابنها الصغير الذي تحمله علي ذراعها قائلة : سليم الصغير

حمل الصغير الذي ينظر اليه ببراءه وقد تلاشي غضبه ليضمها بذراعه الاخري قائلا:وحشتيني ياوهج

: وانت كمان ياسليم

طبع قبله حانية علي جبين الطفل الذي اخذ يتمتم بإسمه لتقول وهج : سليم عشان خاطري سامح فارس... هو بس خايف علي اخته زي مانت خايف عليا... بس انا كويسة ومبسوطة جدا معاه

داعب شعرها بخفه قائلا : متقلقيش

اخذت الصغير من بين ذراعيه قائلة : تسمحلي اطلع لحور

هز كتفه : براحتك

لايعلم هل ستقبل حور بحديث او لقاء احد ولكن لن تضر المحاولة...

.

دخل فهد مكتب والده بخطوات قوية : بابا فارس رجع

قطب عدنان جبينه وهي واقفا ; وهو فين دلوقتي

: عند عمي

اسرع عدنان... يلا يافهد نروح نطمن احسن تحصل مشكله

ترجل فهد وعدنان من السيارة وخلفهم وصل فواز بعد ان علم بعودة فارس ليتجمع الجميع يحاولون البقاء علي إنهاء العداوة بينهم فلاشئ سيغير ماحدث وعلي الجميع تقبل ما ال آلية الأمر....!

طرقت وهج باب غرفة حور التي كانت جالسة في الشرفة شارده تفكر بحياتها القادمة تحاول الوصول لما سيطفيء نيران قلبها خاصة وهي تري الجميع سعيد وماضي بحياته سواها.. لذا لن تقف طويلا تبكي وتندم علي مامضي لتضيع الباقي من عمرها كما ضاع الفائت...

تقدمت وهج وهي تحمل ذلك الطفل الصغير بين يديها لتقول لها : تسمحيلي اقعد معاكي شوية

هزت حور راسها دون قول شئ لتقول :انا اسفة علي اللي حصلك من غير ذنب... انا حاسة بيكي انتي اتظلمتي اد اية.... قاطعته حور بهدوء ظاهري : لو سمحتي انا متشكرة جدا علي محاولتك بس مش عاوزة اتكلم مع حد دلوقتي..

هزت وهج رأسها وغادرت دون أن تشعر بالغضب من رد فعل حور تجاهها والتمست لها العذر...


قال فواز : انا عاوز اتكلم مع البنات التلاته..

اومأ الثلاثة علي مضض ليتجه كل واحد منهم يحضر زوجته يتوقع مايريده منهم جدهم ليصعد سليم تجاه حور قائلا: جدي عاوزك تحت....

استغرب كثيرا من ذلك الهدوء الذي يسيطر عليها وشعر بأنها ترتب لشئ ما.. هل ان سالها فواز عن رغبتها بتركه ستتركه... وهل وقتها سيأمره بتركها وهذا مالم يسمح به ابدا.. فأن لزم الأمر فهو سيقاتل الجميع...

دخلت حور الغرفة مع سليم لتجد أخيها فهد وفرح وكذلك وهج وفارس فيما خرج رسلان وعدنان...

نظر فواز لحفيداته الثلاثة بأسي قائلا : انا عارف انتوا اتظلمت ا اد اية... وانا اول واحد مقدرتش احميكم من انكم تدفعوا ثمن مالكوش اي ذنب فيه.. عشان كدة عاوزكو تعرفوا اني دلوقتي مستعد اعمل اي حاجة عشانكم... كل واحده فيكم اتجبرت علي جوازها بس خلاص القرار في ايديكم دلوقتي محدش هيجبر حد فيكم علي حاجة.... نظر لهم مرة اخري ثم لفارس وسليم وفهد قائلا : اللي فيهم مش عاوزة تكمل في جوازها منكم هيطلقها بأمر مني..

لم يجب ثلاثتهم وبدأ عليهم الامتعاض والرفض فيما التفت فواز تجاه وهج : ها يابنتي راضيه وعايزة تكملي حياتك مع جوزك..

قالت بارتباك : ياجدي.. انا راضيه بحياتي مع جوزي وابني ومش عاوزة غير اني اعيش وسطكم من غير مشاكل

ارتسمت ابتسامه منتصره علي شفاه فارس فيما نظر لفرح التي احمرت وجنتيها خجلا وهي تقول : فهد بيحبني ياجدي وانا مش عاوزة اسيبه

نقل فواز نظره بين حور الشارده في تلك المسرحيه الهزلية.. فهل جاء الان بعد فوات الأوان يسالهم عن رأيهم..!؟

تهكم مرير ارتسم علي شفتيها للحظات قبل ان تشعر بلذه في رؤيتها لسليم المترقب لجوابها... فهو سيجرب قهرها الذي شعرت به وهو يجبرها علي موافقتها علي الزواج به حينما يجبره جدها علي  تطليقها ان ارادت.. وازدادت نظراتها تشفي في اخويها وهم ينتظروا منها رفض سليم والعودة معهم... كلاهما مازال اناني يريد الانتقام من خلالها... سليم يريدها ان تختاره حتي لينتصر اخويها... واخويا يريدون منها ان تختارهم حتي ينتقموا من سليم...

نقلت نظراتها بين الجميع بتشفي واضح وعيونهم تترجاها.. ليقول فواز برفق ; ها ياحور يابنتي.. عاوزة تفضلي مع سليم ولا... قاطعه سليم بهياج : انا مش هطلق لو انطبقت السما علي الارض..

قال فواز بأمر ; سيبها تختار ياسليم

قال فارس : حور حبيتي متخافيش وقولي انك مش عاوزة تفضلي معاه

تدخل فهد : قولي ياحور وانا مش هسيبك تاني

.......

طال صمتها والجميع بانتظار ردها الذي سيغير الكثير.....!




بارتين  اهو  عشان اكون قد كلامي 

وماتنسوش التفاعل بقا يا اجمل متابعين 

بارت 10 \11 اختطاف ولكن فقط التفاعل ياشطار

 

طال صمتها والجميع بانتظار ردها الذي سيغير الكثير....!

نظرت لجدها بضع لحظات ثم قالت : يعني لو طلبت الطلاق هتخليه يطلقني

وقعت كلماتها علي سليم كالجمر الملتهب ليشتعل قلبه وعقله فهو لن يرضي ببعدها ابدا ليقول باندفاع : مش هطلقك ياحور مستحيل...

تدخل فارس بغضب : هتطلقها غصب عنك

قاطعتهم حور قائلة بحده : انا بسأل جدي

زم فارس شفتيه بغضب من حدتها  ليقول جدها : انتي عاوزة توصلي لايه ياحور

: عاوزة اعرف انت هتقدر تغصب عليه يطلقني زي ما غصبني اتجوزه

تعالت أنفاس سليم الغاضبه فهو سيفقد عقله وهي تتلاعب به بتلك الطريقة ..... نظر اليها جدها يحاول إيجاد الإجابة التي تنتظرها فهو لايعرف مايدور براسها ليقول اخيرا: ايوة ياحور مهما كان قرارك هقف معاكي

نظرت لسليم بتحدي لتري مقدار تلك النيران المستعره بعيناه وهو ينازع بين ان يقف عاجزا ويرضخ لرغبه جده ام يحارب الجميع من أجل بقاءها وهذا ما جعله ينظر اليها باصرار يخبرها بأنه لن يرضخ

نظرت لاخوتها الذين نظروا لسليم بتحدي لتقول: ولو كمان محبتش ارجع ليهم هتقف معايا

هتف فهد باندفاع : يعني اية مترجعيش معانا

التفتت نحوه قائلة بغضب : انت مش من حقك تتكلم بعد ما سيبتني لية..... التفت نحوها لتقول: انا كبرت علي انك سندي وحمايتي عمري ماخفت من حاجة طول مانا عارفة اني اخت فهد الهاشمي... نظر لها بحنان قاءلا: وانا هفضل سندك وحمايتك

نظرت له بعتاب مرير : وحميتني ازاي لما كنت محتاجاك.. ؟!

خفض عيناه لايستطيع مواجههتها لتنظر تجاه فارس الذي كان علي وشك التحدث قائلة بجفاء : انت انا معرفكش...

نظر لها جدها قائلا : قلتلك مهما كان قرارك انا واقف معاكي...

امامها الاختيار لأول مرة بحياتها فهل تختار وتبتعد عن الجميع.... ؟!

اهتزت نظرات سليم وهو يراها ستترك الجميع ولااحد سيستطيع ايقافها ولكنه لايحتمل مجرد التفكير بابتعادها... لن تتركة ولو حكم الأمر سيخطفها مرة أخرى واخري حتي تكون له بالنهاية... لايهم سيقف بوجهه من أو سيحارب من.. المهم ان تبقي حور له....

ابعدت عيونها عن عيون سليم التي تخبرها بأنه لاخلاص منه لتشعر بخفقه شاردة بعيدة بقلبها تخبرها بأن قدرها معه... هو دون غيره... ولكن مازال قلبها يحترق ليفكر بجمع خفقاته...

قالت بخفوت : شكرا ياجدي علي الاختيار بس  جه متأخر اوي يعني ملوش لأزمة.... عشان كدة انا هفضل مع سليم...

حسنا لقد طعنت اخويها وجدها ...!  وبقي سليم...!

تهلل وجه فواز وكذلك سليم فيما غادر فهد سريعا ولم يحتمل البقاء لتتبعه فرح وهي تشعر به كيف يري نفسه ضئيلا في عين اخته... وقفت وهج بجوار فارس وامسكت بيده ليغادرو.. فيما اقترب منها فواز قائلا: سامحينى ياحور... واتاكدي ان ده قدرك سواء بينا او من غيرنا.. اللي في ايدك انك ترضي بقدرك وتحاولي تخليه احسن

لم تجب وهي تجاهد لكبح دموعها فهي لم تشعر بنشوي الانتصار كما ظنت حينما غرزت تلك السهام في قلوب اخويها...

لم تلتفت لسليم الذي هدات وتيرة أنفاسه يعرف انها لم تبقي معه هكذا ولكنه مستعد لقبول اي شئ إلا بعدها.... غادرت سريعا لغرفتها ليقول فواز : خلي بالك منها ياسليم... عوضها عن ظلمنا ليها

كانت ليلة حزينه للجميع... أما حور فقد قررت انه يكفيها حزن فقد كان هو لون لياليها لوقت طويل.. انها تشعر بشعور مختلف حتي وان كانت ماتزال مع مختطفها فهي نالت ولو جزء ضئيل من انتقامها وهي تتخلي عن الجميع كما فعلوا... ابعدت كل شئ جانبا لتنام.. نعم ستنام تلك الليلة براحة  فغدا امامها الكثير....!!

لم تشعر بسليم الذي جلس بجوارها يتأمل وجهها المستغرق بالنوم يتساءل عما يدور ببالها فهو سيكون ساذج ان ظن انها باختيارها له قد رضخت لكنه يعلم جيدا انها ماتزال كارهه للجميع تريد أن تثأر لروحها المظلومة لذا نوي ان يتركها تفعل ماتشاء لعلها تتخلص من تلك الطاقة السلبيه التي أصبحت تملاء قلبها...!

حاولت فرح التحدث لفهد ولكن بلا جدوي فلاشئ سيغير من نظره حور له

فارس يعرف ان عليه دفع ثمن لما فعل حسنا فهو يتفهم موقف حور ويعرف ان الزمن بيده تغيير كل شئ...


 

الجميع تقبل ماالت اليه الأمور حتي وان لم يقبلها فهذا الواقع والكل عليه التعايش معه..

استيقظت حور علي حركة سليم الهادئة بالغرفة يحاول الا يصدر صوت يزعجها وهو يراها تنام بهذا العمق لأول مرة....

التفت نحوها بدهشة وقد اعتدلت جالسة ولم تتظاهر بالنوم لحين مغادرته ككل يوم وكانها لم تكن تريد رؤيته....

ابتسم لها قائلا : صباح الخير

اقترب منها غير مصدق انها ردت عليه بهدوء ; صباح النور

..... انه بالتاكيد يحلم فهي هادئة مسالمه بعد تلك الحرب التي توقعها.... يري احتراق غابات عيناها الذي تريد جعل الجميع يحترق مثلها ولكنها تخفيها ببراعه تحت وجهها الهادي هذا الصباح 

جلس بجوارها يمرر يده علي شعرها لتهمس وهي تبعد يده عنها : ابعد ياسليم

اقترب منها اكثر ليضع قب.له علي جانب شفتيها جعلت معدتها تضطرب وهو يغمغم: مش هقدر ابعد عنك... انا مبقتش اقدر اعيش من غيرك ياحور

ازدردت حور لعابها وهي تشعر بشئ غريب حينما سمعته يقول تلك الكلمات لها فهل يحبها.... ؟!!

احاطها بذراعيه هامسا: انا هعمل الي اقدر عليه عشان اخليكي متندميش علي قرارك

تطلع بعيناها المرتبكة واكمل :خلينا نبدء من جديد وننسي اللي فات

حسنا انها مازالت تفاجئة حينما اومات له قائلة بدون تفكير : موافقة

رفع حاجبة متسائلا بريبه: موافقة..كدة بسهوله

افلتت منها ابتسامه يراها لأول مرة سرعان ما إزالتها متظاهرة بالجدية وهي تقول :لا.... موافقة بشروط

: انا قلت برضه..

توقعت ان يرفض كلمه شروط ليخالف توقعاتها قائلا : هنفذ اللي انتي عاوزاه

انها فرصتها وهو بهذا الهدوء لتقول : انا مش عاوزة اعيش هنا .. عاوزة بيت جديد

مرر يده علي ذقنه ينظر نحوها للحظة فهي تعرف ان طلبها صعب... ولكنه أخبرها بأنه سينفذ...!

: انت قلت انسي.. وكل مكان في البيت ده بيفكرني باللي حصل

حسنا ذكيه هي حور فهي بلامجهود اقنعته ليقول ومازالت عيناه تتطلع نحو عيونها

: حاضر... بس اديني وقت

نظرت له بشك ليسرع قائلا : سليم كلمته واحده... بس الموضوع مش سهل بين يوم وليلة الاقي بيت يليق بيكي

عادت لتبتسم مجددا ولكنها خفضت عيناها :مش فارق معايا اي مكان المهم مش هنا

اقترب منها لتلفح أنفاسه الساخنه وجهها وهو يقول بهمس: بس انا فارق معايا ان مراتي تعيش في بيت لايق بيها

ابتعدت عنه بارتباك من اقترابه وتحدثه بتلك النعومه يحاول التاثير عليها ولايعرف ماتنتويه له....

: ماشي ياسليم بيه خد الوقت اللي يعجبك

اقترب وجهه من وجهها بشدة حتي شعرت بأنها تتنفس أنفاسه الساخنه وهو يقول ; في شروط تانية

وضعت يدها علي صدره توقف اقترابه منها وهي تقول : نفذ بس انت اول شرط والباقي في وقته.....!!!


ترجل من سيارتة ودخل مكتبه بخطي سريعة متحدثا لحسين أقرب رجاله لكي يتبعه : امرك ياسليم بيه

: السرايا اللي اول الأرض الغربيه عاوز اشتريها

: بس ياسليم بيه انت عارف انها مهجورة من سنين ومحدش يعرف اذا كان صاحبها اللي في مصر  عايش ولا لا

: مايخصنيش ياحسين ... بكرة الاقي عقد السرايا قدامي... وادفع اللي يطلبه..

اومأ له : حاضر ياسليم بيه

ارجع سليم راسه يسندها لمقعده الوثير يفكر منذ متي وهو يهتم برضا احد مثلها... لترتسم علي جانب شفتيه ابتسامه حينما راودته صورتها وهي تبتسم.....! ابتسمت فهناك امل..

بالفعل لم يكذب حسين خبر ونشر رجاله في كل مكان حتي وصل لذلك العجوز مالك السرايا ليعود منتصر....!

كان سليم جالس خلف مكتبه في اليوم التالي ليجد حسين يدلف للغرفة بابتسامة واثقة فهو رجل المهمات الصعبه : العقد ياسليم بيه...

تناوله منه بلهفه ليقول حسين : هو اخد مبلغ كبير.. قاطعته سليم : مش مهم

:عاوز في ظرف كام يوم استلم السرايا دي حاجة تانية

قال حسين باستنكار : كام يوم اية يا سليم بيه  دي محتاجة شهر علي الاقل..

شهر... هل يمزج معه..! ؟

وهل يقدر علي تمنعها عنه لشهر انه يكاد يجن خلال اليومين الماضيان وهي تتلاعب به كلما اقترب تبعده بحجة انتظار البداية الجديدة .... وهو يوافقها علي مضض فليس امامه سبيل سوي ارضاءها

قال بنفاذ صبر: شغل رجاله علي قد ماتقدر... وادفع اللي يطلبوه المهم اسبوع الاقي السرايا جاهزة

عاد مساءا ليجدها جالسة تشاهد التلفاز بشرود لدرجة انها لم تنتبه له حينما دخل الغرفة.. اقترب منها ببطء ليحيط خصرها بنعومه طابعا ق.بله علي وجنتيها قائلا : بتتفرجي علي آية

تملصت حور من حضنه بابتسامه متوترة وهي تقول : فيلم...

استبدل ملابسه قائلا : تحبي اخليهم يطلعوا العشا هنا..

اغلقت التلفاز قائلة : لا ماليش نفس.. عاوزة انام

جلس بجوارها وجذبها لتتوسد صدره قائلا : وانا كمان

حاولت الإبتعاد عنه ليشدد من ضمها اليه قائلا :خليكي في حضني ياحور

تسارعت دقات قلبها لاتدري كيف ستبعده تلك المرة وهو يغلق كل الأبواب امامها بنعومه معاملته التي لاتنكر انها تغيرت كثيرا عن السابق وأصبح يغدقها بالدلال والاهتمام...

بقيت حور بحضنه علي مضض تحاول أن تخفي رغبتها في ابتعاده عنها فهي مازال امامها الكثير لتنتقم منه...! تنشق سليم عبير سعرها بعمق طابعا قب.له طويلة علي شعرها

جعلتها تتوتر وتبقي متحفزة ان اقترب منها اكثر...

شعر سليم بتماوج أفكارها والتي يعرفها مسبقا فهو لا يصدق موافقتها لتنسي بتلك السهوله.. ربما ستنسي ولكن ليس الآن... انه يعرف انها تعبث معه وهو موافق فليجعها تفعل ماتشاء ليري لاين ستصل... انه يستمر معها بلعبتها لتخرج من اكتئابها ويبعد غمامه الحقد عن عيونها... تشترط عليه ماتشاء كل شئ منها يق.بله الا ان تبتعد عنه...!

....يتبع


بارت 11

اندفع فهد تجاه فارس الذي دخل لتوه لمكتب والده ليمسكه من تلابيبه هادرا بغضب: انت السبب في كل ده.. ضيعتها  بسبب انانيتك.. كرهتنا كلنا بسببك

ابعد فارس يد فهد عنه : متنساش انها اختي زي زيك بالضبط

:وانت تعرفها منين... انا وابوك عشر سنين بنحميها... عيشناها في سجن بسببك...

قال فارس بغضب :وسكتوا لية لما اخدها غصب عنكم

قال فهد بتهكم :سكت عشان ابوك يحميك... وانت متستاهلش.. اناني عشر سنين سايبنا ندفع تمن عملتك وانت متجوز ومخلف ولا علي بالك

لم يستطع عدنان الصمت اكثر من هذا ليهتف بغضب : فهد.. كفاية كدة

قال بحدة : لا مش كفاية... لازم يعرف هو عمل فينا اية... انت مشفتش حور بتبصلي ازاي.. انا بموت كل ماافتكر كلامها ليا... احنا خذلناها ودمرناها ياريتني قتلت سليم ورجعتها ولا اني اشوف البصه دي في عينها

كل كلمه نطق بها فهد كانت كسكين ينغرس بقلب عدنان الذي لايشعر احد بمقدار  كسرته لعجزة عن حماية ابنته....

اندفع فارس تجاه والده الذي امسك بصدره لايقوي علي التنفس ووقع بمكانه... قال بهلع بابا...

ركض نحوه فهد برعب : بابا...

........

انتفض سليم من نومه علي تلك الطرقات المتتاليه علي الباب ليقول بانزعاج: في أية؟

قالت الشغالة بتوتر: رسلان بيه عاوزك ضروري

قطبت حور التي استيقظت جبينها بقلق قائلة:في أية؟

اخفي سليم قلقه فلابد ان الامر طاريء ليجعل والده يوقظة بهذا الوقت ليربت علي شعرها برفق : متقلقيش.. نامي انتي وانا هشوف في أية وارجعلك

في لحظة كان قد ارتدي ملابسه وغادر لتنظر حور في اثره... هل اخفي قلقه وتمهل فقط من أجل طمانتها؟! الهذه الدرجه يهتم..؟!

اسرع سليم تجاه والده الواقف أسفل الدرج ووجهه غير مفسر... اية يابابا في أية؟

: بسرعه ياسليم عمك تعبان اوي... فرح كلمتني وقالتلتي

اسرع كلاهما الي قصر عدنان ليجدوا فرح واقفة تبكي فهي تحب عدنان وتشعر بالقلق عليه فيما كان فهد وفارس بالداخل مع الطبيب....

خرج بعد قليل ليقول الجميع بلهفه : خير يادكتور طمنا

هز الطبيب راسه قائلا : أزمة قلبيه بس الحمد لله عدت علي خير... بس لازم تاخدوا بالكم كويس مش لازم يتعرض لأي زعل أو ضغط والا النتايج مش هتكون كويسة

قال رسلان : يعني حالته دلوقتي كويسة

اومأ له : ايوة يا رسلان بيه حالته استقرت وانا اديته مهديء عشان يرتاح لغاية الصبح... و يمشي علي  العلاج وتاخدوا بالكم من حالته النفسيه

: اكيد يادكتور

: لو في حاجة اتصلوا بيا علي طول

نزل سليم مع الطبيب ليوصله في حين نقل رسلان نظره بين فارس وفهد الواقفين قائلا:اية اللي حصل

قال فارس وهو ينظر لفهد شرزا : اسأل البيه اللي شايف نفسه مغلطش ومحملنا كلنا ذنب اللي حصل 

كان سليم قد صعد ليتحدث لفهد متجاهلا فارس : تعالي معايا

قال رسلان لفارس : وانت اتفضل وسيبني ادخل اطمن علي اخويا

نزل فهد وسليم سويا ليجلسا بالمكتب وكلاهما يتبادل النظرات الكارهه مع الاخر  ليتحدث فهد بعصبيه : اية جاي تشمت

قال سليم بحدة : النسوان هي اللي بتشمت يافهد... إنما الرجاله بتنفذ... انا قدامك اهو اعمل اللي انت عاوزة عشان تنتقم ونخلص من الحكاية دي

نظر اليه فهد بضع لحظات بغضب مستعر ليقول : ومين قالك اني هسيبك.. مسيري في يوم من الايام هقتلك ياسليم

دخل فارس في تلك اللحظة ليقول سليم بعدم اكتراث : وانا مستنيك .... زي مااستنيت اليوم اللي هقتل فيه يافارس

قال فارس ببرود : وتستنوا لسة مااحنا فيها يلا نقتل بعض دلوقتي

تبادل كلاهما النظرات ليكمل فارس : بس بقي لما نقتل بعض... العداوة هتخلص

قال فهد باندفاع : لا.. بس النار هتبرد

: النار دي احنا اللي مولعينها... اية انتوا نسيتوا احنا كنا ازاي مع بعض زمان... احنا  أحفاد الهاشمي ... نسيتوا لما كنا طول عمرنا في ضهر بعض مش أعداء احنا مكناش ولاد عم لا كنا اخوات

التفت سليم تجاهه قائلا بازدراء اتفق فيه فهد معه : انت اللي نسيت لما غدرت واخدت اختي من ورانا... وخليتني ابقي ندل جبان واعمل زيك

اغمض فارس عيناه للحظة ثم قال  بشجاعه : عندكم حق انا السبب... انا كنت ندل وجبان.. بس غصب عني.. كنت بحبها ومش شايف قدامي غيرها وعمي عند معايا ومحدش فيكوا وقف معايا

نظر اليه فهد بسخرية : ابن الهاشمي نخ اخيرا

قال فارس بغضب : ومين فيكوا منخش.... نظر تجاه سليم قائلا : اية نسيت شكلك من كام يوم كنت عامل ازاي لما حسيت انها هتسيبك وتبعد...مكان ممكن تسيبها وتعملها بجميلة وتطلع راجل... إنما لو كانت بعدت كنت هتهد الدنيا ياسليم صح ولا غلط اشاح سليم بوجهه بعيدا لينظر فارس تجاه فهد : وانت اية..؟ منتقمتش منها ليه زي ماكنت ناوي...؟ ... ودلوقتي بتعمل  المستحيل عشان ترضيها لية ... اشمعني انا محدش حط نفسه مكاني

خيم الصمت بضع لحظات علي الجميع ليزفر فهد بقوة قائلا : انت جاي تدينا المحاضرة دي لية دلوقتي.. روح قولها لاختك اللي مهما نعمل عمرها ماهتسامحنا..

نظر اليه سليم ليهز فهد راسه قائلا : ايوة ياسليم مش فارق معايا حد غيرها... هفضل بكرهك لغاية اليوم اللي الاقي حور راضيه وناسيه اللي حصل... أشار بسبابته تجاه فارس : وانت كمان برا حساباتي لغاية ماحور تسامحنا.. مينفعش كلنا نبقي مبسوطين وهي بتتعذب... معرفش هنعمل اية بس كلنا لازم نعوضها

هم بالمغادرة ليوقفة سليم : فهد

التفت نحوه ليقول : رايح فين... انت مش قلت كلنا هنعوضها

اومأ له فهد ليقول سليم : وهنعمل كدة ازاي من غير مانبقي كلنا ايد واحدة

نظر اليه فارس بشك فهل تلك بادرة ليقول: سليم

نظر لها سليم وهز راسه : عشان خاطرها هنسي كل حاجة.....!

..............

فتح عدنان عيناه ببطء ليجد أخيه جالس بجواره ينظر اليه بقلق : عدنان...انت كويس؟

حاول عدنان الاعتدال جالسا ليساعده رسلان قائلا :الف حمد الله علي سلامتك ياخويا كدة برضه تقلقني عليك

قال عدنان بياس : ياريتني مت

قال بلهفه: لية بس بتقول كدة.... عاوز تكسر ضهري من بعدك... احنا ملناش غير بعض لولا الشيطان اللي دخل بينا

هز راسه بأسي : ابني السبب

: خلاص ياعدنان اللي حصل حصل... وارادة ربنا يكون للعيال نصيب في بعض واحنا اللي كنا واقفين في طريقهم..

: بس حور..

: حور في عنيا... والله لو عارف ان سليم هياذيها ولو بكلمه ماكنت خليتها علي ذمته لحظة... اصبر ياعدنان ومسير الامور تتحسن

دخل فارس وفهد للغرفة تجاه والدهم للاطمئنان عليه بقلق... ليقول عدنان : الحمد لله انا بقيت كويس..

جلس فهد بجوار ابيه يعتذر عما بدر منه ليربت علي كتفه قائلا : انا عارف انك من حرقتك قلت الكلام ده يافهد...

قال رسلان ممازحا :لو كنت بتعمل كدة عشان تربيهم كنت خليتني اربيهملك ياعدنان

ولا بتشوف غلاوتك عندنا

ارتسمت شبح ابتسامه علي شفاه عدنان قائلا :لا انا تعبان وشكلي خلاص.... قاطعه فهد : خلاص ايه ياحج... دا الدكتور قال نجوزك وهتقوم زي الحصان.... غمز له واكمل ممازحا : اية رايك في ثريا هانم ام نجلاء. ...

وكزة عدنان بكتفه ليتدخل رسلان : طول عمرك حظك بمب ياخويا... تقع في ثريا وانا في وفاء...

وضع عدنان يده علي قلبه يسعل وهويكتم ضحكاته ليقول فارس : انت خايف تضحك ولااية ياحج..

قال عدنان باسف: اضحك واختك زعلانه

قال فهد : ومين قالك انها زعلانه... دي مطلعه عين اهالينا كلنا زي مانت شايف كدة... ده كفاية اللي عملاه في سليم اراهنك انها مبهدلاه وهو عامل فيها جدع قدامنا...

قال رسلان : هو فين صحيح عشان يجي يقطع لسانك...

بيجيب مفاجأه للحج.  قطب جبينه قائلا : مفاجأه...!!

فتح سليم الغرفة لتندفع من خلالها حور مرتميه علي صدر ابيها ودموعها كالشلال.. بابا... سامحني انا مكنتش اقصد اضايقك... انا.. بس انا.... تعالت شهقاتها ليحيطها عدنان بذراعيه ويقبل شعرها قبلات كثيرة وهو يقول: انتي اللي سامحيني ياحور

تدخل رسلان : ماقلنا خلاص بقي ياعدنان...

رفع عدنان وجه حور لينظر لعيناه الباكيه ويمد يده ليمسح دموعها التي ازدادت انهمارا مرة اخري لتدفن راسها بصدره تفجر كل مشاعرها التي كانت تكتمها.. لتتذكر حينما علمت بما جري لوالدها....


كانت جالسة تفرك بيدها بقلق تتساءل عما حدث لتجد سليم يدلف للغرفة... نظرت تجاهه بقلق ليقول بمكر:منمتيش لية.... اية قلقتي عليا ...

اشاحت بوجهها قائلة بحدة : لا طبعا وهقلق عليك لية

أحاط خصرها بذراعيه وهمس بجوار اذنها بعبث: اسألي نفسك

احمر وجهها وابعدت يداه عنها قائلة بغضب زائف: ولااسال نفسي ولا أسألك.. انا بس قلقت من النوم ومعرفتش انام تاني

تطلع نحوها مستمتع بتلك المراوغة من جانبها والتي بالتاكيد انسته سبب عودته لها... ليقول : حيث كدة.. تعالي عاوزك في مشوار

ظنته سيصطحبها كما المرة الماضية ولكنها قطبت جبينها بغضب حينما رأته يدخل بوابه قصر والدها لتستدير له قائلة بحدة : انت جايبني هنا لية..

بحرص أخبرها بمرض والدها وتحزيرات الطبيب لتطفر الدموع من عيونها : ياحبيبي يابابا...

انطلقت خلفه من السيارة تجاه غرفة والدها وقد تبخر كل مافي قلبها من حقد او انتقام....

مرر عدنان يده علي شعرها بحنان قائلا : انا كويس ياحبيتي اطمني

رفعت اليه وجهها الأحمر المغرق بدموعها ليمسح دموعها بحنان ويقبل جبينها قائلا: ياريتني تعبت من زمان

قال سليم بخفوت وهو مغتاظ من قب.لاتها لوالدها واحتضانه لها فيما لايحصل منها الا علي الشروط...! : ياريتني انا اللي تعبت

نظر له فهد وفارس بشماته في غيظة... لينظر لهم بوعيد...

طرقت وهج الباب ودخلت بعدها وبيدها سليم الصغير ليتهلل وجه عدنان لدي رؤيته لحفيده : الف سلامه علي حضرتك ياعمي

قالتها وهج وهي تقبل اعلي راسه ليأخذ منها الصغير ويطبع قبله علي وجنته

غادر الجميع بعد ان اطمئنوا علي عدنان لتظل حور برفقته الي ان ينام...

جلست وهج بجوار والدها ليركض سليم  الصغير تجاه فهد الذي حمله وطبع علي وجهه العديد من القبلات قائلا:انت الميزة الوحيدة في ابوك

قال فارس : مقبوله منك

ظلت حور بجوار ابيها الي ان عاد للنوم مرة أخرى خرجت من الغرفة بهدوء لتركض سعاد

لتنزل الي البهو حيث جلس سليم بعد ان غادر رسلان ليرتاح قليلا وكذلك فارس وفهد كل ذهب لغرفته

اندفعت اليها سعاد احتضنها : حور يابنتي وحشتيني اوي

: ازيك يادادا.. انتي كمان وحشاني.. كني عاملة اية؟

: كويسة يابنتي هتفرح اوي لما تعرف انك هنا

ابتسمت لها لتقول سهاد : البيه نام يابنتي

: اه يادادا... انا هفضل هنا لغاية مايبقي كويس

تهلل وجه سعاد قائلة : البيت هينور بيكي....

هزت راسها فقالت سعاد: رسلان بيه مشي وقال شوية وراجع وفهد وفارس بيه طلعوا يرتاحوا... تحبي اوضبلك اوضتك عشان ترتاحي

هزت راسها قائلة : ماشي انا هنزل اقعد تحت شوية لغاية ماتخلصي..

نزلت حور الدرج لتتفاجيء بسليم جالس بالبهو فقد ظنته غادر مع رسلان...

التفت نحوها قائلا : عمي عامل اية؟

: احسن كتير

جلست علي الاريكة وهي تقول : انا هفضل معاه...

اومأ لها : وانا هفضل معاكي

نظرت له قائلة : لا عادي انت ممكن تمشي

قال بعبث : عاوزة تخلصي مني ولااية؟

: لا.. بس لو انت مش عاوز

غادر مقعده ليجلس بجوارها قائلا: انا عاوز ابقي في اي مكان انتي فيه....اقترب منها اكثر ليهمس باذنها : انا مش قلتلك مبقتش اقدر ابعد عنك..

نزلت سعاد في تلك اللحظة وهي تقول : اوضتك جاهزة يابنتي

: شكرا يادادا..

اعتدلت واقفة مبتعده عنه وهي تقول: انا طالعه ارتاح

اومأ لها ليخرج للحديقة يدخن سيكارة...


 

داعبت فرح شعر فهد فيما وضع راسه علي حجرها لتميل تجاهه طابعه قب.له حانية علي جبينه قائلة : انا فرحانه اوي يافهد اننا اخيرا كلنا هنتجمع تاني..

اعتدل فهد ناظرا اليها ليطبع قبله علي شفتيها قائلا : وانا كمان يافرح.. مرتاح جدا للي حصل

: تعالي بقي نروح نطمن علي عمي


كان فواز قد علم بمرض ابنه هو سلطان أخيه ليأتي الجميع للاطمئنان عليه ليمر اليوم سريعا ويغادر الجميع لتعود حور لغرفتها بعد هذا الغياب الطويل.....

نقلت عيناها في ارجاء الغرفة لتقفز ذكريات تلك الليلة اليها فتغمض عيناها لاتريد تذكر شئ،.... طرقت سعاد الباب ودخلت بعدها وهي تحمل العشاء اليها قائلة.. يلا ياحبيتي عشان تتعشي

: لا يا دادا لو سمحتي ماليش نفس

:لا ياحور يابنتي انتي لازم تاكلي... وبعدين جوزك كمان مأكلش حاجة من الصبح

التفت لسعاد قائلة : هو فين.. ؟

: في الجنينه..

نظرت في ساعتها فقد تجاوز الوقت منتصف الليل لتقول : لغاية دلوقتي..

:تحبي انزل اناديه..

: لا يا دادا انا هنزله..

كان سليم جالس ممد قدمه امامه وقد وضع احدي يديه علي عيناه وغفا فيما هو جالس

نظرت اليه بضع لحظات قبل ان تقول بخفوت:سليم...

لم يستجب لنداءها فتضطر للطرق علي كتفه باصابعها وهي تنادي عليه مرة اخري: سليم

انتفض فاتحا عيناه... حور.. انتي كويسة.. ؟

هزت راسها ليقول: اية اللي نزلك دلوقتي.؟

: انت اية اللي نيمك هنا مطلعتش تنام فوق لية؟

مرر يده علي وجهه يبعد النوم عنه قائلا: لا انا مرتاح هنا.. الجو حلو فقلت اقعد شوية

لأول مرة تراه بهذا الارتباك وقد فهمت للتو مادار برأسه فهو مثلها يتذكر أحداث تلك الليلة ليرفض المكوث معها بتلك الغرفة...

قالت بسخريه جارحة : اية خايف تحي الذكري..

رفع عيناه نحوها ليري عيناها وقد عادت تشع بالرغبه بالانتقام  ليشيح بوجهه قائلا بهدوء زائف: تصبحي علي خير ياحور


ابعدت شعورها بالذنب لترفع راسها وتتركه مغادرة فهو لم يري شئ بعد.. ان كانت كلمتها ضايقته فماذا سيفعل بعد ذلك...

صعدت بضع درجات لتواجه فهد الذي كان ينزل لتتلاقي نظراتهم للحظة تشيح وجهها بعدها سريعا وتكمل طريقها للاعلي..

خرج فهد وهو ينفث النيران ليجد سليم مازال جالس في الحديقة...

حاول فهد ان يمازحه قائلا: اية طردتك..؟،!

التفت له سليم قائلا بغيظ : ياريتك قتلتني وخلصت من اختك دي

ضحك فهد عاليا لأول مرة من وقت طويل فقد كانوا دائما أصدقاء قبل مايحدث ماحدث وكان هو وفهد الأقرب وفارس كان اكبرهم ولكنه لم يكن اعقلهم..

قال فهد : اصبر عليها...

زفر سليم قائلا : مانا صابر وفي ايدي ايه تاني اعمله...

: طيب ماتطلع تنام شوية

هز سليم راسه ونظر في ساعته: لا خلاص الفجر قرب يطلع

: اسمع الكلام ياسليم واطلع نام... والاوض عندك كتير...

دخل سليم ليطمئن علي عمه بعدها سار تجاه غرفة حور ليفتح الباب بهدوء وهو يشعر بارتياح حينما رآها نائمة ليخلع سترته ويتمدد بجوارها...

مرت بضعه ايام لتتحسن حاله عدنان كثيرا تبعا لتحسن حالته النفسية برؤيته العداوة تندثر...

دمعت عيون سعاد لرؤيه حور تستعد للرحيل : هتوحشيني ياحور يابنتي

: وانتي كمان يادادا..

نزلت حور لتجد سليم بالسيارة بانتظارها...

لم يتجه للقصر لتنظر له متساءل حينما توقف امام تلك البوابة الحديدية يطلق البوق ليفتح الحارس...

أشار لها لتنزل قائلا: البيت اللي وعدتك بيه

دخلت للفيلا بخطي بطيئه تتأملها باعجاب فقد كانت ذات ذوق راقي

وقف سليم خلفها واحاط خصرها بذراعه قائلا: عجبتك ؟

هزت راسها وحاولت أبعاد يده عنها ولكنه ادارها نحوه قائلا : لو تحبي سعاد تيجي انا معنديش مانع

هزت راسها موافقة بسعاده : اه.. سعاد ومني وساميه كمان

: هاتي اللي انتي عاوزاه

ابتسمت له فقال : فوق هتلاقي كل حاجاتك خليت نعمه وضبتهملك

اومات له وصعدت الدرج لتتدخل لغرفتها لاتستطيع إخفاء سعادتها بتلك الخطوة فقد اضحي لها بيت مستقل....

في اليوم التالي ذهبت للاطمئنان علي والدها وعادت وبرفقتها سعاد وساميه ومني ليستقر الجميع...

جلست علي طرف الفراش ترسم... فقد أحضرت أدوات رسمها ولوحاتها من منزل ابيها لتجتاح الراحة اوصالها وقد استغرقت بالرسم.... دخل سليم ليراها مستغرقة بتلك الحالة الهادئة...

جلس بجوارها لتشعر به يقترب منها يمرر يداه علي كتفها طابعا قبله ناعمه علي جانب عنقها... اغلقت دفتر رسوماتها ووضعته  جانبا وقد زحفت لاقصي الفراش لتشهق حينما 

. جذبها سليم اليه ليلتصق ظهرها بصدره... حاولت التملص من ذراعيه ولكنه لم يدع لها الفرصة وقد ادارها نحوه لتنظر اليه وقد لمعت عيناه بالشغف وهو يهمس فيما اقتربت شفتاه منها: انا نفذت الشرط ملكيش حجة

ارجعت وجهها للخلف مبتعده عن قبل.ته التي انتواها وهي تقول: لسة عندي شرط تاني

تجاهل ابتعادها ليقترب مجددا وقد تعالت انفاسة الراغبه فيها بعد هذا الانتظار الطويل... : هنفذ كل اللي انتي عاوزاه..

وضعت يدها علي صدره توقف اقترابه قائلة : مش لما تعرف شرطي الأول

حسنا فليكن مايكن فهو لن يعارض قال بتأكيد :قلتلك هنفذ....

وصلت شفتيه لوجهها ولكنها سرعان ماابعدته ليزفر سليم بضيق ويبتعد فهو لن يفرض نفسه عليها أكثر من هذا...

: اية شرطك ياحور؟

: عاوزة اشتغل

بالتاكيد تمزح...؟

ظل صامت بضع لحظات لتقول بغضب: انت قلت هتنفذ

انفلتت اعصابه وقال بعصبيه : لما تكون حاجة تنفع تتنفذ

: وأية المشكله في اني اشتغل

: وعاوزة تشتغلي اية بقي ياحور هانم

:هفتح مدرسة

التفت نحوها لتقول باصرار : عاوزة اعلم كل البنات اللي هنا عشان يبقي ليهم شخصية وكيان...

نظر اليها بعدم اقتناع لتكمل : قلت اية؟

: سبيني افكر ياحور

قالت ببرود : خد وقتك...

تركته واولته ظهرها لتنام تشعر بلذه الانتصار وليس الانتقام.... انها ستبني شخصيتها حتي لاتصبح تابع لاحد يتحكم بها مرة اخري.. وستساعد من بحاجة اليها لتجعل البنات بمجتمعها تحظي بشخصيه مستقله...... يتبع

تكملة الرواية هنااااااااااا

تعليقات

التنقل السريع