القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية غفران كامله من الفصل11 الي الفصل 20 بقلم نسمة مالك

 



رواية غفران كامله من الفصل11 الي الفصل 20 بقلم نسمة مالك 




البارت ال11..


غيور!!..


تراصت الكثير من العربات المصفحة أمام فيلا "عزت البحيري" بداخلهم الكثير من الرجال المدججين  بالأسلحة المختلفة يطلقون منها سيل من الطلقات النارية تخترق الجدران بعنف، ظناً منهم أنهم سيصيبوا قوة غفران بحاله من الهرج، والمرج، لتلجمهم الصدمة حينما وجدوهم يتصدوا لهم بحرفية شديدة، ويتبادلوا إطلاق النيران عليهم دون توقف..


بغرفة عهد..


ضممها غفران داخل صدره بكلتا يده، ويتقلب بها أرضاً جعلها تعتليه تاره، وهو تاره اخري حتي وصل بها لجدار قوي وابتعد عنها، ومد يده أخرج سلاحه وجهاز اللاسلكي الخاص به، وتحدث به بصرامته الشديده..

"عملياات عمليات، أسد ينادي،محتاجين دعم، فيلا عزت البحيري بتتعرض لهجوم مسلح"..


ظل يكرر ندأه اكثر من مره، لتستغل عهد انشغاله، واغمضت عينيها براحة متمتمه لنفسها بفرحة غامرة..

"أمنيتي هتتحقق واجيلك يا ماما"..


اخذت نفس عميق وبلمح البصر كانت هبت واقفه، وركضت مبتعده عن الجدار العازل بينها وبين وابل الطلقات الناريه متجه نحو الشرفه وهو تقول بصوت عالِ للغايه..

"أنا اااهوووو يله اغتالوني بسرعه؟"..


"ياااااااا مجنوووووووونه"..

صرخ بها غفران وهو يقطع المسافه بينه وبينها بقفزه واحدة، وانتشالها لداخل صدره وسقط بها أرضاً، وزحف بها للجدار مره أخرى، وبأنفاس أوشكت علي الأنقطاع من شدة فزعه، وخوفه من فقدانها صرخ بوجهها..

"عااااااايزه تموووووتي بالسهوله دددي ليييييييه يا عهههههد"..


"واااااانت مااااااالك انت".. لكمته بركبتها لكمه عنيفه، واستطاعت الأفلات من بين يديه وركضت مبتعده عنه، وعينيها تتابع مسار الطلقات الناريه، وهمت بالوصول إليها، لكن يد غفران التي التفت حول خصرها وأرتمي بها علي ظهره، وبلحظه عكس وضعها فأصبحت أسفله.. 


"هاهاهاها مجتش فيااااا"..

تفوهت بها عهد بصوت أشبه بالصراخ، وهي تحاول الفرار مجدداً من بين جسد غفران الذي يحاوطها بحمايه، ولكنها فشلت فشل ذريع هذه المره،فصكت علي أسنانها بغيظ، ودفعته بكلتا يدها، وحتي قدميها وبصراخ قالت..

"اااااابعد عني يا غفران سبني أحقق أمنيتي"..


"علي جثتي الأول يا عهد".. قالها غفران وبصوت عالِ للغايه لتتمكن من سماعه،سيطر علي حركتها الهستيريه، مقيدها بجسده جيداً، واحتضن وجهها بين كفيه مستنداً علي جبهتها بجبهته، وبأنفاس متهدجه قال..

"دي الأمنيه الوحيده اللي بمشيئة الله مش هسمحلك تحقيقها"..


أعتلي وجهها غضب عارم، وحاولت الفرار من بين يده مره أخرى وبغيظ قالت..

"انت مالك انت يا ظبوطه يا حشري، أهرب انت بحياتك وروح لمراتك وولادك وسبني انا خليني أموت شهيده وأروح لمامي وأخواتي انا مليش حد أعيش علشانه"..


انهت جملتها وصرخت بقوه مردده..

"انا لسه عايشه، مافيش ولا طلقه جت فيا، نشنو كويس او اضربونا بصاروخ وفجرو البيت اسهل وأسرع؟"..

لم يجد طريقه لأسكاتها سوي غمر شفاتيها بشفاتيه، اجتاحهاو هو يتناول شفاهها في قبلة عنيفة خالت بأنها سوف تزهق أنفاسها عن آخرها..


قبلته كانت بمثابة مخدر قوي جعلتها تستكين بين يديه من شدة صدمتها،شعر هو بها فأبتعد عنها علي مضض، ونظر لها بأعين تفيض عشقاً، يتنفس بعنف وصدره يعلو ويهبط بسرعه عاليه، نبضات قلبه تشعر بها كالطبول علي جسدها الصغير..


تمعن النظر داخل عينيها، وبتحذير تحدث قائلاً..

"جربي تبعدي عن حضني تاني، ولا تصرخي وتقولي اغتلوني دي تاني،وأنا اعتبرها دعوة مفتوحة منك أني؟".. هبط بنظره لشفاتيها مكملاً..

"أسكتك بطريقتي يا عهد"..


أنهى جملته،وحملها بيد واحده، وهب واقفاً بها فجأة، جعلها تشهق بعنف حين وجدت نفسها محموله علي كتفيه رأساً علي عقب، لتشعر بيده الضخمه علي قدميها بعدما ارتفع معها فستانها كاشفاً عن كامل ساقيها، فركلت بقدميها في الهواء وبصراخ قالت..

"الفستان يا ظبوطه يا سافل"..

لم يبالي لحديثها، ورفع يده الأخري التي بها اللاسلكي وتحدث بها قائلاً بأمر..

"أمن الخررروج، أمن الخررروج"..


بحرص، وحذر شديد، ركض بها وهم بالاقتراب من باب الغرفه، لتلكمه هي بكلتا يدها علي ظهره، وببكاء حاد قالت..

"الفستان مرفوع يا ظبوطه يا متحرش يا قليل الأدب"..

اتسعت أعين غفران علي أخرها عندما انتبه لهيئتها علي يده..


عض علي شفاتيه السفله وبغيظ شديد قال..

" انتي ملبستيش اليجن اللي جبتهولك مع ام الفستان ليييييه"..صفعة قويه هبطت علي مؤخرة عهد فور أنتهاء جملته جعلتها تصرخ بشدة، وعينيها اتسعدت بذهول مقارب الي الجنون..


"انت فاكرني فوزيه هلبس الكلسون اللي انت جايبهولي دا تحت الفستان، ونزلني احسنلك يا ظبوطه يا سافل يا قذر يا متحرش، انا عندي أموت ولا إني أسيبك تستفرد بيا بالشكل دا ابدااااااا"..

تفوهت بها عهد وهي تلكمه بعنف، وتتحرك بهستريه بين يديه لعلها تستطيع الأفلات منه..


أنزلها غفران واسرع بتقيدها جيداً، ظهرها مقابل صدره، وملتف بكلتا يده حولها، وسار بها نحو غرفة ثيابها، وبأمر تحدث بأذنها..

" غيري الزفت دا والبسي بنطلون وبلوزة بسررررعه"..


"عايزني اغير وانت واقف يا حموده الوزير علشان تبص عليا بعنتينك اللي عايزه رصاصتين دول"..

قالتها عهد وهي تجاهد للوصول لوجه حتي تلكمه به..

سيطر غفران علي حركاتها البهلوانيه، وامسك وجناتيها بين أصابعه، وتحدث بنفاذ صبر قائلاً..

"اخلصصصصصييي هنمووووت، لو ملبستيش حااااااااااااالا والله للبسك انا يا عهد"..


نبرته الجاده وصرامته المخيفه جعلتها تسرع نحو ثيابها، وانتقت منهم سروال جينز بلو بلاك، وكنزة بيضاء ذات رسوم كرتونيه حمراء، ونظرت له بشرار وتحدثت من أسفل أسنانها..

"اطلع بره خليني ألبس"..

هم بالاقتراب منها وعينيه توحي بما سيفعله معها، فاسرعت هي بارتداء سروالها من أسفل فستانها، وكنزتها ايضاً ارتدتها، ومن ثم سحبت الفستان عن جسدها، واسقطته أرضاً..


لتتفاجئ بغفران الذي جذب إحدي احذيتها الرياضيه، وجثي امامها خلع حذائها ذو الكعب العالي، والبسها الأخر علي عجل، وهب واقفاً وامسك كف يدها بين قبضته، وركض بها لخارج الغرفه، ومن ثم لخارج الفيلا بأكمالها..


البارت ال12..


 


شرارة عشق!!..


"عهد".. 

تجاهد لسحب يدها الصغيره من بين قبضة يد "غفران" الذي يقبض على يدها وأصابعه تتخلل أصابعها،وتشتبك بهم بقوة.. 


ظل يركض بها مسافه طويله، مبتعداً عن الفيلا، حتي وصل لسيارة تقف بجانب الطريق، وقام بفتحها بطريقة سارق محترف أمام أعين عهد التي ترمقه بنظرات منذهله.. 


ساعدها علي ركوبها، وصعد بجانبها، وقاد بسرعة عاليه، لتتمتم عهد بصوت خفيض.. 

"متحرش، وحرامي كمان؟".. 


ساد الصمت داخل السيارة تقطعه صوت أنفاسهم العالية، ونظرات غفران لعهد الجالسه بهدوء ما يسبق العاصفة، ينتظر انفجار ثورتها بابتسامة عابثه.. 


لمحت عهد ابتسامته التي أثارت حنقها اكثر، فرمقته بنظره حارقه، وبغيظ شديد قالت.. 

"انت رايح بيا علي فين يا متحرش انت؟!".. 


رفع حاجبيه معاً، ونظر لها نظرة خاطفه، وبستفزاز اجابها.. 

"هوديكي مكان أعرف اتحرش بيكي فيه

 براحتي سيادتك".. 


أتسعت عينيها علي اخرهم، وبخجل شديد فشلت في اخفائه قالت.. 

"انا من ساعة ما اتولدت تقريباً واحنا عندنا حراسه، عمر ما حد فيهم اتجرأ وعمل اللي انت عملته معايا".. صمتت لوهله، وبوعيد تابعت.. 

"انا هقول لبابي علي كل اللي عملته دا، واللي قولته دلوقتي وهخليه يضربك بالنار مش بس يرفدك".. 


 تفوهت بها وهي تلكمه بقبضة يدها علي ذراعه، وكتفه بعنف شديد،تركها هو تنفس عن غضبها وغيظها به، لم يحاول حتي منعها، لتزيد هي من لكمه بعنف اكبر، وبعدم تصديق اكملت.. 

"انت مش عارف انا شيفاك إزاي دلوقتي"..


"إزاي سيادتك؟! ".. تفوه بها غفران وهو يرمقها بنظرة ماكرة، وقام بتحريك لسانه علي وجنتيه بإيحاء جعلها تشهق بعنف، وببوادر بكاء قالت.. 

"ايوه هو حموده الوزير الوحيد اللي بيعمل الحركة البشعه دي، وانت بقيت المتحرش غفران الوزير"..


بدأت تفقد السيطره علي غضبها، وعادت لكمة علي كتفه بكل قوتها، وبأمر قالت.. 

" نزلني يا غفران احسنلك بدل ما اصرخ واعملك فض؟!".. 


سائل دافئ ولازج شعرت به علي راحة يدها التي تلكمه بها جعلها تقطع حديثها،وارتعد قلبها وهي ترفع يدها وتنظر لها بأعين زائغه، لتشهق بعنف حين وجدتها مغطاه بالدماء.. 


تنقلت بنظرها بين يدها، وبين غفران، لتنتبه لملامحه الشاحبه، وجبهته المتعرقه بشده، امتلئت عينيها بسيول من العبرات، وبهلع همست.. 

" غفران أنت اتصبت؟!"


"أصابه بسيطه في كتفي اطمني سيادتك".. 

قالها غفران بلامبالاه يخفي بها ألمه بعدما شعر بشدة فزعها،

انهمرت عبراتها علي وجنتيها بغزاره وقد أشتعل بقلبها شرارة عشق كانت تجاهد لاخمادها.. 


فاسرعت بتذكير نفسها بالجملة التي تفيقها دوماً وتعيدها لواقعها كلما شعرت بانجراف مشاعرها تجاهه مردده بسرها.. 

" فوقي يا عهد غفران متجوز وعنده اطفال كمان".. 

 زالت دموعها بعنف، وازدرادت لعابها بصعوبه، وتصنعت الشماته وهي تقول.. 

"الإصابة دي عقاب لقلة أدبك".. 


صف غفران السياره أمام إحدى المستشفيات العسكري، وبهدوء قال.. 

" أنزلي".. 

صوته الظاهر عليه الألم جعلها تهبط من السياره دون اعتراض كعادتها.. 

سار نحوها وهم بامساك يدها، لكنها اخفتها خلف ظهرها سريعاً حتي لا يشعر بمدي ارتجاف جسدها وشدة قلقها عليه.. 


خطي بجوارها لداخل المستشفي، ليهرولو نحوه مجموعة الأطباء والممرضين،بعدما تأكدوا من هوايته، وبعمليه تحدث احدهم قائلاً.. 

"متصاب فين المرادي يا غفران باشا؟".. 


"في كتفه".. تفوهت بها عهد بلهفه لم تستطع اخفائها، لتظهر ابتسامة علي ملامح غفران قمعها سريعاً بعدما لمح توترها، وخجلها الشديد.. 


"اتفضل معايا أجهزك للعمليات".. قالتها إحدي الممرضات بغنج، جعلت عهد تنظر لها بحاجب مرفوع.. 


"غفران باشا مبيدخلش العمليات إلا لو الاصابة خطيرة يا بنتي، ومدام جاي بنفسه يبقي انا هخرجله الرصاصة جوه في مكتبي واحنا بناخد القهوه مع بعض".. تفوه بها الطبيب بمرح وهو يجذب غفران نحو غرفة الكشف.. 


سارت عهد بجواره بخطي متثاقله وقد بدأت تفقد قواها رويداً رويداً وشعرت انها علي وشك الإغماء، فتمسكت بثياب غفران، وبضعف همست.. 

"انا بخاف من الدم وبتخنق من ريحة المستشفيات يا غفران".. 

تفوهت بها لتخفي سبب اغمائها الحقيقي، وهو شدة فزعها من فقدانه، تهاوي جسدها أكثر وبلحظه كانت سقطت بين يد غفران الذي التقطها لداخل صدره بلهفه.. 

................................. 

"شهد".. 


اندلعت نيران الغيرة بقلبها وجملة زوجها تتردد بأذنها، فلم تجد سوا شقيقها ووالدتها تفرغ بهم غيظها وغضبها.. 


ارتدت ثيابها علي عجل، وسارت لخارج غرفتها وبوعيد تمتمت.. 

"وقعت أهلك معايا سودة يا احمد يا ابن سعديه".. 


"رايحة فين دلوقتي يا شهد؟".. 

تفوهت بها فاتن وهي ترمقها بنظرات مندهشه.. 

ابتسمت شهد ابتسامة زائفه،وهي تقول..

"رايحة لماما يا طنط".. 


" دلوقتي؟! الساعه داخله علي 10 يا شهد، خليكي لبكره ونروحلها سوا يا حبيبتي".. 

قالتها رغد بملامح ظاهر عليها التعب والاجهاد..


نفخت شهد بضيق، وبزهق قالت.. 

"تروحي فين يا زفته انتي بشكلك المريض دا، قومي بصي لوشك في المرايه كده وشوفي السواد اللي تحت عيونك دا سببه ايه"..


نظرت لفاتن وتابعت بضيق.. 

وبعدين انا مخنوقه وزهقانه يا طنط، وعايزه أروح لماما اتكلم معاها لوحدنا فيها حاجه دي؟!".. 

أنهت حديثها وسارت لخارج المنزل صفعه الباب خلفها بعنف.. 


نظرت رغد لفاتن بإحراج، وبتوتر قالت.. 

"انا عارفه ان تصرفات شهد زادت اوي اليومين دول، فأنا بعتذرلك بالنيابه عنها يا ماما فاتن".. 

أبتسمت لها فاتن ابتسامة حانيه، وهي تتأمل ملامحها التي رغم تعبها البادي عليها، الا أنها تتمتع بنقاء وبرائه شديده.. 


ربتت علي كتفها وبجديه قالت..

"عيونك ماشاءالله جميله ومتكحله رباني، واجهادك دا طبيعي في اول شهور الحمل، وساعات بيفضل لحد ما تولدي كمان فمتقلقيش خالص ولا تزعلي انتي نفسك من اللي قالته أختك يا بنتي".. 


تنهدت وبأسف تمتمت بسرها.. 

"السواد اللي بتقولي عليه دا مالي قلبك يا شهد، وللأسف انا وغفران ابني اتخدعنا فيكي".. 

...................................... 

...بفيلا زكريا.. 


يتحدث بهاتفه بغضب وبصوت جوهري قال.. 

"يعني ايييييه معرفتوش تخلصوا علي بنت عزت".. 


اجابه الطرف الأخر بأسف.. 

"يا زكريا باشا احنا اتصدمنا برجالة غفران المصري، دول وحوش زي قائدهم اللي اختارهم علي الفرازه ساعدتك".. 


" اسمع قدامك يومين وتجبلي خبر البت، وإلا انا اللي هجيب أجلك".. 

أنهى جملته وقذف الهاتف من يده بعرض الحائط فسقط أرضاً محطماً لاشلاء، وبصوت تحشرج بالبكاء قال باصرار.. 

" هقتلك بنتك الوحيده يا عزت، زي ما كنت انت السبب بأعدام ابني الوحيد".. 

.................................................. 

.. سعديه.. 


تنظر ل شهد بملامح يبدو عليها الخوف، وبقلق تحدثت قائله.. 

"شهد ايه اللي جايبك في الوقت دا يا بنتي؟".. 


دفعتها شهد بكتفها، واندفعت نحو الداخل، تدور بعينيها عن شقيقها بأنحاء الشقه، وبغضب قالت.. 

"هو فين الزفت ابنك يا وليه يلي اسمك سعديه؟".. 


"عايزه ايه من اخوكي يا شهد؟!".. 

صفقت شهد بكلتا يديها، وبوضاعه قالت.. 

"وهو ابنك المفلس، ولا حتي انتي يتعاز منكم ايه أصلاً".. 


اثناء حديثها انفتح باب الشقه، وخطي شقيقها وهي يقول بمزاحه المعتاد.. 

"انا جيت يا أم أحمد".. 


" أهلا بالموكوس بياع الكبده".. 

قالتها شهد بنبرة ساخره.. 

حركت سعديه رأسها بيأس من تصرفات ابنتها، وبهدوء قالت.. 

"وماله لما يبيع كبده يا بنت سعديه".. 

نظرت لها بتمعن وبنبره تحذيريه لم تنتبه لها شهد تابعت.. 

"عيشي عيشة أهلك ومتنسيش نفسك يابنتي".. 


ضحكت شهد بصوت عالِ ونظرت لها بستهزاء قائله.. 

"اعيش عيشة أهلي وابقي زيك كده يا سعديه؟!".. 

تلاشت ضحكتها فجأه واعتلت ملامحها غضب شديد.. 


"انا مش هكوووون زييييك أبداً"..

صرخت بها شهد وهي تدفع والدتها بكتفيها بعنف حتي انها كادت ان تسقط أرضاً ولكن يد شقيقها "احمد" استلقتها بلهفه، ونظر لشهد بصدمة وبعدم تصديق قال..


"انتي اتجننتي يا شهد بتمدي ايدك علي أمك ؟!"..

ساعد والدته علي الجلوس وهم بالإقتراب منها وعينيه تتوعد بلكمها او قتلها علي ما تفعله بحق والدتها، لتسرع "سعديه" وتمسك يده وببكاء ورجاء قالت..

"لا يا احمد يا ابني دي اختك الكبيره اوعي تمد ايدك عليها يا حبيبي"..


حاول الأفلات من بين يدها وهو يقول بغضب عارم..

"اختي الكبيرة ايه بس يا امه، دي بتستعر مننا ومقطعانا وبعد كل دا جايه تمد ايدها عليكي"..


سارت شهد بخطوات بطيئه نحو اقوب مقعد جلست عليه واضعه ساق فوق الأخرى، وبجحود قالت..

"اسمع ياض انت".. نظرت لوالدتها نظرة كره وتابعت..

"عربيه الكبده المقرفه اللي انت واقف عليها دي ترميها في اقرب خرابه احسنلك بدل ما اولع فيك وفيها"..


صرخت فجأة بغيظ شديد..

" علشان لما تشوووف جوزي بعد كده تستخبي وتداري ومتعرنيش وتبعتلي معاه سندوتشات كأنك قاصد تفكرني بأصلي المنيل وتزلني قدامه"..

نظرت سعديه لابنها بستغراب وبتسائل قالت..

"انت شوفت جوزها فين علشان تبعتلها سندوتشات معاه يا ابني؟!"..


اجابها احمد قائلاً..

"هو اللي فات عليا يا أمه وانا شغال وجه لحد عندي وقعد وطلب اكل هو وواحده كانت معاه، وعلشان الأصول بتقول اني لازم اسأله واطمن علي اختي واعمل زي اي اخ ويبعت هديه بسيطه لأخته مع جوزها بعتلها سندوتشات هي ورغد اختي حبيبتي بعد ما جوزها صمم يدفع حساب الاكل اللي كلوه"..


عقدت شهد حاجبيها وبفضول قالت..

" شكلها ايه البت اللي كانت معاه دي؟؟"..

" انا بغض بصري يا ابله يا مؤدبه مببحلقش في بنات الناس"..

قالها احمد بجديه وتعقل شديد،نظر لها نظره محتقره وباسف تابع..

"واي ان كان شكلها فهي اكيد مش هتكون شكلك يا شهد"..


قالت شهد بغرور..

" وهو في حد في جمال اختك يا واد يا اسود زي اختك الخنفسه انت"..

ابتسمت بشر وبحاجب مرفوع قالت..

" اوصفلي البتاعه اللي كانت مع جوزي دي بالتفصيل" ..



البارت ال13.. 


شغف!!..


مر يومان..


"هاله".. 

تستمع لحديث الطبيب المعالج لزوجها باهتمام، تحت نظرات "علي"العاشقة لكل ذرة بها.. 

يتفرس ملامحها،حركاتها، تعابير وجهها كافة شئ بها اشتاق له كثيراً.. 


"يعني هو دلوقتي الحمد لله بقي كويس يا دكتور؟".. 

تفوهت بها هاله بلهفه.. 

"اطمني يا مدام العلاج الطبيعي اللي كنتي مدومه عليه كان مفيد جداً لحركة جسمه، ونقدر نقول ان استاذ علي الحمد لله بقي كويس جدا جدا كمان".. 


قالها الطبيب بعمليه وهو يرمقها بنظرات إعجاب واضحه جعلت "على" يستشيط غيظاً وبصرامة قال.. 

" هاله تعالي هنا".. 


اقتربت منه ووقفت بجواره، ليجذب علي يدها ويجلسها خلف ظهره،وبداخله يود أن يضعها بقلبه بين ضلوعه.. 

تفهمت هاله مقصده من تلك الحركة فزينت ملامحها ابتسامة هائمه به عشقاً، وأستندت علي كتفيه بكلتا يدها.. 

رمق "علي" الطبيب بنظره ناريه مكملاً.. 

" حسابك كام يا دكتور؟".. 


تنحنح الطبيب وبحرج قال.. 

" غفران باشا حاسبني،حمدلله على السلامه، بعد أذنك".. 

أنهى جملته، وفر لخارج الغرفه ومن ثم لخارج المنزل بأكمله.. 

عقد "علي" حاجبيه، وبتساؤل قال.. 

"مين غفران دا؟، الاسم مش غريب عليا!!".. 


"دا الظابط جوز شهد بنت خاله سعديه، ويبقي قائد الحرس بتاع عهد صحبتي".. همست بها هاله وهي تلف يدها حول رقبته تضمه لها بحب شديد.. 


"ايوه ايوه افتكرته"..استدار برأسه ونظر لها من فوق كتفه وبعتاب تابع.. "وانتي ليه مبتصرفيش من الفلوس اللي شيلنها يا هاله؟".. 


"حبيبي انت ناسي ان دفتر التوفير انا عملته بأسمك انت، وكنت بحط فيه اللي يفيض من مصروف البيت، لكن السحب انت بس اللي لازم تسحب حد تاني لا حتي لو انا".. تفوهت بها هاله بابتسامه.. 


ليخبط "علي" علي جبهته بقبضة يده وبأسف قال.. 

"اااخ ازاي فاتتني دي، شوفتي علشان تبقي تسمعي كلامي بعد كده، لما اقولك خليه بأسمك انتي تقوليلي انا ازود فلوسك منقصهاش يا علولي"..


ضمته لها اكثر وبفخر قالت.. 

" ايوه طبعاً لازم احافظ علي كل قرش بتشقي بيه يا حبيبي، وعيزاك تطمن يا علولي مراتك بفضل الله مدبره، ومشروعنا الصغير شغال عال العال كمان وقدرت اسد منه اي فلوس كانت علينا".. 


" طيب اعملي حسابك ان اول ما أخرج من البيت هاخدك معايا البوسته وهسحب الفلوس اللي في الدفتر وتاخديهم يا هاله تبعتي فلوس غفران لصحبتك والباقي تشليهم بقي بمعرفتك او تصرفيهم دول بتوعك وانتي حرة فيهم".. 

تفوه بها علي بصرامه وأصرار.. 


تستمع له بقلبها، يدها تربت علي صدره بحنان، ومالت علي عنقه لثمته بعمق، وببكاء همست..

"واحشتني اوي اوي يا علي، ربنا ميحرمنيش منك ابداً يارب".. 


أمسك يدها ورفعها علي فمه يقبل باطنها بعشق مرات ومرات وهو يقول.. 

" ربنا ميحرمنيش منك انتي يا هاله يلي شلتيني في تعبي ومتخلتيش عني زي ما اخواتي اتخلو عني".. 

أجلسها علي ساقيه، ونظر لعينيها نظرة عشق ليس كمثيله عشق، وبافتنان همس.. 

" يا ست قلبي".. 


" ااااااه لو تعرف الكلمه دي واحشتني اد ايه يا علولي"..

 تفوهت بها هاله بفرحة غامرة ، وهي تستند بجبهتها علي جبهته،وبغنج تابعت..

" وانت سيدي وتاج رأسي وسيد الرجاله كلهم يا علي يا قلب ست قلبك؟".. 


اكملت جملتها بجوفه بعدما التقط شفتيها بقبله شغوفه عاشقه يبث بها مدي اشتياقه لها.. 

............................................. 

 داخل مبني عملاق بإحدى أرقى أحياء القاهره، بالطابق الخامس عشر.. 


"عهد"..


تجلس بجوار "غفران "الغارق بالنوم تتابع درجة حرارته بلهفه وخوف ظاهر علي ملامحها، فبعدما أصر هو علي عدم المكوث بالمستشفي لأجل خوفها هي، وهما يمكثان بشقته الخاصه..


من حين لآخر تميل علي وجهه وتتحسس حرارته بوجنتيها، تسير علي جبهته، نزولاً بوجنتيه، ولحيته مغمضة عينيها بستمتاع،وبتنهده عاشقه همست..

"غفران يا همجي فوق بقي مش واخده عليك وانت كده"..


داعبت أرنبة أنفه بشفاتيها وتابعت دون ان تبتعد عن بشرته..

"قوم شوف عهوده اللي اتعدت منك وبقت متحرشه"..


لثمت جانب شفتيه بعمق، ودموعها تنهمر من عينيها بغزاره وبتوسل همست..

"فوق يا غفران انا خايفه من غيرك"..


انكمشت علي نفسها داخل حضنه واراحت رأسها علي صدره بحرص ملتفه بيدها حول خصره، وتمسكت به بكل قوتها مكمله ببكاء طفولي..

"الدكتور قال ان حرارتك ممكن تقعد 3ايام عاليه بس انت ممكن تخليها يومين علشان خاطر عهوده"..


اختلجت أنفاسها حين سمعت همسه الخافت فوق رأسها مردداً بين الوعي واللاوعي..

"عهد"..

رفعت رأسها بلهفه واحتضنت وجهه بين كفيها وببكاء همست..

"غفران انا هنا"..

رمش بأهدابه اكثر من مره، وبهذيان همس قائلاً..

"انا مش متحرش انتي مراتي يا عهد"..


" عارفه اني مراتك يا غفران".. 

همست بها عهد بأسف، ودموعها تهبط ببطء علي وجنتيها وتستقر علي وجه غفران الذي أغمض عينيه وذهب بنوم عميق مره أخرى.. 


زالت عهد دموعها عن وجه غفران براحة يدها، وغمرت وجنتيه بسيل من القبلات، وبنحيب تابعت.. 

" بس مش عهد اللي تاخد واحد من مراته وولاده يا غفران، جوازنا زي ما سمعت بابي وهو بيتفق معاك مجرد مهمه سريه بالنسبالك وهتنتهي وترجع لبيتك ولولادك".. 


صكت علي أسنانها وبغيظ أكملت.. 

"ولمراتك البشعه دي اللي انا متأكده انك مكمل معاها علشان خاطر ولادك بس".. 


ضمت رأسه لحضنها، واصابعها الصغيره تسللت لخصلات شعره الحريريه تخللهم به بانبهار، وبنبره متوسله همست.. 

"سامحني علي اللي ناويه اعمله فيك يا ظبوطه".. 


أنهت جملتها وطبعت قبله رقيقه علي شفاتيه كانت بمثابة قبلة الحياه لغفران الذي بدأ يستعيد وعيه بين يديها.. 


شعرت عهد به فاسرعت بالابتعاد عنه،وجلست علي مقعد بجوار الفراش، مسحت دموعها ورسمت الضيق واللامبالاه علي ملامحها.. 


وأخيراً فتح غفران عينيه وبلحظه كان انتفض جالساً وهو يقول بصوت عالِ.. 

"عااااااااهد".. 


"ايييييييييييه دا يا ظبووووطه يا همجي انت؟".. 

صرخت بها عهد التي ارتعدت من صوته فسقطت من فوق مقعدها أرضاً.. 

"انتي كويسه".. تفوه بها غفران بلهفه، وهو يغادر الفراش ويقترب منها يساعدها علي النهوض.. 


"ايوه كويسه، وقعده جنبك وانت تعبان زي ما انت فضلت جنبي في المستشفي لما اغمي عليا لحد ما فوقت".. 

لكمته برفق بكتفه السليم، وتابعت بابتسامة مصطنعه.. 

"وانت فوقت اهو يا ظبوطه يبقي انا كده عهوده عملت اللي عليها".. 


سارت من أمامه لخارج الغرفه لتوقفها جملة غفران الذي قال بصوت يكاد يسمع.. 

" انتي شكلك معيطه ليه، اكيد من خوفك عليا".. 

قمعت ابتسامتها التي زينت محياها، والتفت له وتحدثت بتوتر فشلت في اخفائه.. 

" لا طبعا انا بعيط علشان جعانه ؟!".. 


" عايزه تاكلي ايه وأنا اعملهولك بأيدي".. 

قالها غفران بحنو وكأنه يحدث صغيرته،طريقته راقت عهد كثيراً، ولكنها نهرت نفسها وعاد الجمود يزين وجهها وببرود اجابته.. 

"لا ميرسيي متتعبش نفسك زياده انا هطلب دليفري".. 


التمعت برأسها فكره قبيحه وحسمت أمرها بتنفيذها، ابتسمت له فجأه ابتسامه زائفه وبستفزاز تابعت.. 

"هطلب كبده وسجقأت من عند ابو حمودي اطلبك معايا؟".. 


رمقها غفران بنظره ناريه، وبصرامه قال.. 

"انا هكلمه يجبلك اللي انتي عيزاه".. 

" لا انا اللي هكلمه،واطلع منها انت يا ظبوطه".. 

تفوهت بها عهد بغنج وميوعه وهي تقترب منه وتجذبه نحو الفراش اجلسته عليه وبأمر تابعت.. 

"اقعد ارتاح بس صاحي متنمش تاني ولما الاكل يوصل تاكل وتاخد علاجك علشان تخف مفهوم".. 


رفع غفران حاجبيه بدهشه حين لمح قميصه الاسود الذي ترتديه ويصل لقبل ركبتيها جعلها بغاية الأثاره والجمال..


"مفهوم سيادتك بقميصي اللي يجنن عليكي دا".. 

قالها غفران ببطء وإعجاب شديد.. 

رمقته عهد بنظره حارقه، وسارت نحو الخارج بخطوات راكضه وهي تردد بصوت مسموع.. 

"فعلاً انت غفران الوزير المتحرش".. 

................................................ 

"فاتن".. 

ممسكه بهاتفها تعيد الاتصال بغفران المره التي لا تعلم عددها، وبقلق وبوادر بكاء تحدث نفسها.. 

"يومين متسالش عني يا غفران، وكمان تليفونك مقفول تبقي اكيد في مأمورية، ربنا معاك ويسترها عليك يا ابني".. 


عادت الاتصال به ليأتيها صوته الرازين قائلاً.. 

"احلي ام غفران، عامله ايه يا غاليه".. 

"غفران قلقتني عليك يا ابني"..

تفوهت بها فاتن بلهفه.. 


سار غفران خارج غرفته، وبدأ يتابع عهد التي تمارس رياضيه الصباح علي صوت إحدي الأغاني الغربيه، وبهيام قال.. 

" انا جميييل وعظييييم اطمني يا ماما".. 

اعتلي الذهول وجه فاتن، وبستغراب قالت.. 

" واد يا غفران مالك بتتكلم بسهتنه ليه كده؟".. 


"انا بتعرض لهجوم عنيف يا ام غفران عنييييف".. 

قالها غفران وهو يتفرس عهد بنظرته.. 

"غفرررررران انت فين بالظبط؟".. 

تفوهت بها فاتن بنفاذ صبر، لينتبه غفران علي حالته، وخطي لداخل غرفته مره اخري وبجديه قال.. 

"انا في الشغل يا ام غفران والله، هكون فين يعني".. 


فاتن:ببكاء.. "انت كويس يا حبيبي، قلبي وكلني عليك".. 

تنهد بتعب وهو يقول.. 

"عايزه الصراحه لا، انت مش كويس يا ام غفران، وعايز اطلب منك طلب بس متسالنيش ليه ممكن يا ماما؟".. 


"اطلب عنيا وقلبي معزهمش عليك يا ضنايا".. 

قالتها فاتن بحب شديد.. 

لياخذ غفران نفس عميق، وبأسف قال.. 

" عيزك تراقبي شهد".. 


انتهي البارت..




البارت ال14..


صدمة!!..


"فاتن".. 

اعتلت الدهشه وجهها وهي تستمع لحديث غفران وصوته الذي يظهر عليه الألم، انقبض قلبها بهلع ظناً منها ان يكون علم بمشاعر زوجته المشينه تجاه شقيقه..


اذدردت لعابها بصعوبه وهي تقول..

"ايه اللي بتقوله دا يا ابني؟!"..


"امي من فضلك اعملي اللي بقولك عليه، مش عايز شهد تغيب عن عينك لحظه، راقبي كل تحركاتها وبلغيني بيها"..

تفوه بها غفران بنبره راجيه،وبأسف تابع..

"انا لاحظت في الأيام اللي فاتت نظرتك لشهد، ومعملتك ليها اللي بقت بحدود، وكأنك اكتشفتيها علي حقيقتها وعرفتي انها خدعتنا كلنا وانا بعترف اني اولكم"..


بكت فاتن وهي تقول..

" يابني ريح قلبي وقولي ايه اللي فيك، صوتك رعبني يا غفران"..

"اطمني يا غاليه، متخفيش علي ابنك، بس ارجوكي اعملي اللي بقولك عليه، وانا هحاول اجي انهارده اطمن عليكي انتي والولادك"..


استمع لخطوات "عهد" القادمه نحو غرفته فاكمل حديثه علي عجل..

"انا لازم اقفل دلوقتي، ادعيلي من قلبك يا أم غفران"..


"ربنا يحفظك ويحميك ويرزق قلبك فرحة تدمع لها العين انت واخوك يا حبيبي، في رعاية الله"..


اغلقت الهاتف،وأخذت نفس عميق وبتنهيده تمتمت..

"بصراحة يا واد يا غفران انا براقبها من ساعة ما فهمت نظرتها اللي طلعت قذره لأخوك، وأنت بطلبك دا سهلت الموضوع عليا اكتر، واهي بالمره تبقي فرصه جت لحد عندي أشوف بيها أخرتك لغاية فين يا شهد يلي اسم علي غير مسمي"..


أنهت جملتها وهبت واقفه وسارت لخارج شرفتها متجهه نحو شرفة غرفة شهد، دفعت الباب بحذر، واطلت برأسها تنظر بأرجاء المكان بحثاً عنها..


وصل هدير المياه القادم من حمام الغرفه إلى مسامعها،فهمت بالعودة مره اخري لغرفتها، لكن جهاز اللاب توب الذي لمحته أسفل الفراش، اثار دهشتها وفضولها جعلها تخطو للداخل بخطوات حذره، وأخذته سريعا، وسارت لخارج الغرفه غالقه باب الشرفه خلفها كما لو لم يكن شيئاً..

...............................

" عهد"..

ترمق غفران بنظرات غاضبه، وبغيظ مصطنع قالت..

"انت ايه اللي خلاك تقول لعساكرك ياخدو الأكل من احمد ويمشوه وتكسفني معاه بالشكل دا، وانا أصلا اللي قولتله يجيب الأكل بنفسه؟!"..


"علشان محدش يعرف ان عندي شقه في العماره هنا، ومش عايز حد يعرف سيادتك"..

قالها غفران بجديه وملامح ظاهر عليها الإجهاد..


ضربت عهد الارض بقدمها، وبغضب طفولي قالت..

" وانا مالي يا ظبوطه يا همجي انت، تحرجني ليه مع الشاب الجينتل مان اللي اسمه احمد"..

تعمدت نطق اسمه بغنج وميوعه جعلت غفران يستشيط غيظاً، وببطء هب واقفاً واقترب منها بخطوات ماكره كالفهد الذي يستعد للهجوم علي فريسته وبابتسامة مصطنعه قال..

"امممم حرجتك مع الجينتل؟!"..


" ا اححم ايوه، وبعدين انا كنت عيزاه يقعد ياكل معايا علشان مش أكل لوحدي"..

تفوهت بها عهد بتوتر وخوف بادي علي وجهها، وهي تتراجع للخلف مبتعده عن غفران الذي حصرها بينه وبين الحائط خلفها..


لترفع يدها وتدفعه بعيداً عنها بإحدى أناملها،لكنه اقترب منها أكثر حتي أصبح يتنفس أنفاسها وبعبث همس بأذنها..

" وتاكلي لوحدك ليه وانا موجود سيادتك"..

سار بأنفه علي وجنتيها جعلها تشهق بصوت خفيض، وتغلق عينيها بستمتاع من قربه دون أرادتها، مكملاً بصوت يكاد يسمع..

"انا أكلك بنفسي يا عهوده"..


"غفران أبعد"..

همست بها عهد وهي تدفعه بضعف، لم يبالي لما قالته،أصبح بعالم أخر حين استنشق عبيرها، وشعر بستجابتها بين يديه..


ليبدأ يفقد سيطرته علي مشاعره تجاهها، وبلحظه كان لف يده حول خصرها وجذبها لداخل صدره ببعض العنف..


شهقت هذه المره بقوه، وبلهفه قالت..

"غفران حاسب كتفك"..

"فداكي"..

همس بها غفران الذي مال مستنداً علي جبهتها بجبهته، ولثم أرنبة انفها صعوداً بعينيها وجبهتها مردداً..

"فداكي غفران كله يا عهد"..


تحولت شرارة العشق بقلب عهد لنيران تتأجج داخل قلبها الذي يستجديه بتوسل شديد إلا يبتعد عنه،إلا يتركها تعود لوحدتها القاسيه..


ترقرقت عينيها بالعبرات، وتأوهت بصوت خفيض متمتمه بسرها..

"اااه يا قلبك يا عهد اللي مكتوب عليه العذاب، ويوم ما ينبض بالحياه، ينبض بعشق راجل متجوز"..


أذدات قبلات غفران جرائه وهم بغمر شفتيها بقلبه عاشقه، ولكنها استعادت وعيها ودفعته بعيداً عنها بكل قوتها، وبصراخ قالت..

"انت اتجننت يا متحرش انت"..


مسح غفران علي وجهه وخصلات شعره بعنف، ونظر لها بابتسامه زائفه وتحدث بوعيد من اسفل أسنانه..

"لو قولتي متحرش دي تاني هوريكي عملي التحرش بيكون ازاي"..

غمز لها بعبث مكملاً بتأكيد..

"ولو علي الجنان فأنا فعلاً عقلي طاااااار بسبب حلوتك الزياده في قميصي سيادتك"..


رمقته بنظره حارقه، وسارت بل ركضت لخارج الغرفه، وهي تمتم بغيظ وبصوت مسموع..

"قميصك دا انا هقلعه و أولعلك فيه حالاً يا ظبوطه يا؟!"..


قطع غفران حديثها بتحذير..

"هااااااا"..

"اووووف علي قله أدبك"..

قالتها عهد بضيق مصطنع واختفت من أمامه داخل غرفتها، صافعه الباب بعنف، واستندت بظهرها عليه تلتقط أنفاسها بصعوبه، وأسرعت بوضع قبضة يدها علي قلبها كمحاوله منها لتهدئته من سرعة دقاته وكأنه أوشك علي مغادرة صدرها، وبهيام همست بسرها..

" أحلى ظبوطه متحرش شوفته في حياتي"..

..........................................

"شهد"..


إنفتح باب الحمام و أطلت من خلفه مرتدية مئزر الاستحمام القصير، وقفت أمام المرأة تتأمل جمالها الأخاذ بغرور، وبحقد حدثت نفسها..

"مش عارفه إزاي هادي جالو نفس يتجوز الخنفسه رغد دي بعد ما شافني"..


امسكت زجاجة من العطر، ونثرت منها علي جسدها بغزاره، وهمت بتمشط شعرها الحريري ليوقفها صوت "هادي" العالِ وهو يقول بفرحة ظاهرة..

"يله يا رغدتي اجهزي بسرعة مش عايزين نتأخر"..


ركضت شهد لخارج غرفتها، لتري ما يحدث غير عابئه لهيئتها وما ترتديه..

" ايه دا يا شهد ازاي خارجه كده، ادخلي بسرعه قبل ما هادي يشوفك"..

تفوهت بها رغد وهي تدفعها لداخل غرفتها، لتسحبها شهد معها وتغلق الباب خلفهما وبتساؤل قالت..

"جوزك بيقولك هتتأخرو علي ايه؟!"..


اجابتها رغد بخجل.. 

"هنروح نقضي يومين في اسكندريه".. 

رمقتها شهد بنظره مندهشه، وبهدوء عكس بركان غيرتها وغيظها قالت.. 


" انتي هبله يا بت انتي، اسكندرية ايه اللي تروحيها بحملك اللي مخليكي زي الفرخة الدايخه دا".. 

اقتربت منها وربتت علي ظهرها بحنان كاذب وبخبث تابعت.. 

"السفر والمواصلات غلط عليكي يا حبيبتي".. 


"اطمني يا شوشو أنا سألت الدكتور وقالي اقدر اسافر بالقطر عادي"..

قالتها رغد وهي تغادر الغرفه سريعاً تاركة شهد تشتعل بنيران الحقد وبوعيد تحدث نفسها.. 

" مبقاش شهد لو سبتكم تسافرو يا رغد الكلب".. 


ارتدت ثيابها بلمح البصر، وسارت نحو الخارج قاصده غرفة حماتها مردده بثقه.. 

" اللي اسمها فاتن بتخاف عليكي وعلي اللي في بطنك من الهوا الطاير يا خنفسه، وانا بطريقتي هخليها تحلف عليكو ما انتو مسافرين".. 


.. بغرفة فاتن.. 

تجلس أمام اللاب الخاص بشهد تحاول فتحه، ولكنه مغلق برقم سري، زمت شفتيها وبأسف حدثت نفسها.. 

"يعني مش هعرف اشوف حاطه ايه علي الزفت دا علشان تخبيه تحت السرير يا مرات ابني؟!".. 


همت بغلق الجهاز ولكن اتسعت عينيها علي أخرها حين تذكرت ان شهد تكون أول من تهنئ "هادي" بيوم ميلاده، تكون دوماً أول من تتذكره.. 


عادت فتحه مره أخرى وقامت بتدوين تاريخ ميلاد عزيزها، لينفتح اللاب معها جعلها تردد بذهول.. 

" معقول يوصل بيها جنانها للدرجاتي؟!".. 


أسرعت بتفحص الجهاز بحترافيه عاليه، لتلجمها صدمه بل صاعقه حين رأت اكثر من فيديو يظهر به ابنها مع زوجته اثناء علاقتهم الحميمه، جعلها تلطم وجنتيها تاره، وتضرب علي صدرها تاره أخرى مردده.. 

"دا ابني هادي، يا نصبتي السوده، اعوذ بالله من غضب الله".. 

ظلت تردد ما تقوله بذهول مقارب للجنون.. 


"صباح الخير يا طنط".. 

تفوهت بها شهد التي طرقت علي باب الغرفه واندفعت نحو الداخل دون أنتظار إذن بالدخول.. 

لتتسمر مكانها حين لمحت اللاب الخاص بها بين يد فاتن التي يظهر علي وجهها أنها اكتشفت إحدي أبشع أفعالها.. 


تلاشت ابتسامتها الزائفه التي كانت ترسمها علي محياها، وصفعت الباب خلفها واغلقته بالمفتاح، واقتربت بخطوات بطيئه من فاتن الجالسه تبكي ببوادر انهيار وببرود شديد تحدثت.. 

"كنت متوقعه عملتك دي يا فاتن".. 


رمقتها فاتن بنظره محتقره، وبعدم تصديق قالت.. 

"مصوره أختك في حضن جوزها!!!".. 

"جوزها دا يبقى ابنك كمان، وأول راجل حبيته في حياتي وفضل عليا الخنفسه رغد".. 

تفوهت بها شهد بصوت خفيض يحمل بين طياته غل، وحقد لا نهايه له.. 


"انتي بتقولي ايه يا مجنونه انتي، هادي عارف رغد وحبها من قبل ما يشوفك ولا يعرفك اصلاً".. 

قالتها فاتن بغضب عارم، نظرت لها شهد نظره ساخره، وجلست علي مقعد بجوارها 

واضعه ساق فوق الأخرى وبضيق قالت.. 


"لما عرفت ان اختي بتكلم واحد وقالت انه عايز يتقدملها وهي وقتها كانت عيله لسه في ثانوي وعايزه تتخطب قبلي وانا مخلصه كليتي،مسكتها كلتها علقة موت،وقولت أكيد صحبتها اللي كانت عندنا وشافتني وانا بضربها هتبلغ اللي بتكلمه وهو اكيد واد جربوع من الحته عندنا وهيخلع منها".. 


صكت علي أسنانها، وبغيظ تابعت.. 

" بس صحبتها لما راحت قالت لهادي اللي حصلها لقيته جه لحد بيتنا بعربيته اللي وقفت الحته كلها علي رجل وشوفته لأول مره".. 


فلاش باااااااااك.. 


" مساء الخير بعتذر اني جاي من غير ميعاد".. 

تفوه بها هادي برزانته وصوته الساحر.. 

لتطلع به شهد بأعجاب شديد نجحت في إخفاءه،وبجديه قالت.. 

" خير يا حضرة؟!".. 


ابتسم لها ابتسامه هادئه وهو يقول.. 

" انا "هادي المصري" رجل اعمال، ويشرفني أطلب ايد الانسه رغد".. 

اعتلت الدهشه ملامح شهد، وبذهول قالت.. 

"انت اللي بتكلم اختي في التليفون؟!".. 

"أيوه أنا وغرضي شريف يا انسه، بدليل إني جيت بيتكم طالب ايديها واتمني انكم توافقو".. 


"أولاً  انا مش هقدر اقولك اتفضل لأني لوحدي في البيت، وثانياً اختي لسه صغيره، ومش هينفع اي نوع من انواع الارتباط ليها دلوقتي نهائي".. 

قالتها شهد بمنتهي الرقه والجديه بأن واحد لعلها تستطيع لفت انتباهه لها بعدما راقها كثيراً.. 


" أنا مش مستعجل، ومستعد استنها لحد ما تخلص دراستها".. 

قالها هادي بلهفه ازعجت شهد للغايه، وبابتسامة زائفه قالت.. 

" ياااه لدرجاتي بتحبها؟!".. 


"انا ماصدقت لقيتها، انا بعشق رغد مش بس بحبها، دي الإنسانه اللي كنت بتمنها طول عمري، ولو علي دراستها احنا ممكن نعمل خطوبه وبعد ما تخلص نتجوز ان شاء الله".. 

تفوه بها هادي بتنهيده عاشقه وتمني شديد.. 


كلماته كانت بمثابة طلقات من رصاص تخترق قلب شهد الحاقد، وبغيظ شديد تمتمت بسرها.. 

"بقي واحد زيك في كل المواصفات اللي بتمناها يوم ما تظهر في حياتي تكون بتحب اختي اللي لا ليها شكل ولا منظر؟!؟! ".. 


رسمت فرحة كاذبه علي محياها.. 

" دي حاجه تفرحني جداً انك تكون بتحب اختي وشاريها بالشكل دا".. 

صمتت لوهله وبخجل مزيف تابعت.. 

"بس للاسف برضو ماما وأخويا حالفين ما يوافقو علي اي ارتباط لرغد غير لما يجوزوني انا الأول لأني الكبيره، وانا لسه حتي مش مخطوبه".. 


" بصره، انا كمان عندي أخ أكبر مني مستنيه يتجوز هو الأول، وممكن أجيبه معايا وأنا بطلب ايد رغد يمكن ربنا يوفق ويحصل قبول بينكم ويبقي خير وبركه علي الكل".. 

قالها هادي بفرحة غامره.. 


لتصك شهد علي أسنانها، وبحقد شديد تمتمت.. 

" بقي انتي يا رغد يا عديمة اللون والريحه تتجوزي عن حب، وأنا اتجوز جواز صالونات؟!".. 

وقد كان، وأحضر هادي شقيقه غفران الذي عقد قرانه علي شهد بعدها بأسابيع قليله، بينما هادي ورغد عاشو قصة عشق ولا أروع حتي اكتملت بزواجهما.. 


نهايه الفلاش باااااك.. 


"انتي إنسانه مريضه بالحقد والغل ومبتقدريش كل النعم اللي ربنا انعم عليكي بيها، وعينك دايماً علي اللي في ايد غيرك".. 

قالتها فاتن بشمئزاز شديد، لتضحك شهد ضحكه شريره، واقتربت منها نظرت بعينيها وبفحيح كالأفاعي قالت.. 

"واضح انك شوفتي فيديوهات ابنك والخنفسه اختي بس، ومشوفتيش فيديوهات فاتن".. 


انهت جملتها وغمزت لها وجذبت اللاب منها بعنف، وضغطت علي زر التشغيل ليظهر فيديو لفاتن وهي داخل الحمام تقف عاريه تماماً أسفل المياه.. 


تتوالي الصدمات علي رأس فاتن التي اوشكت علي الاغماء، بل الموت وهي تشاهد فيديو لها يظهر جميع جسدها، استجمعت شتات نفسها ونظرت لشهد بجمود وبتساؤل قالت.. 

"عايزه ايه يا شهد؟!".. 


"كده انتي بتفهمي يا حماتي".. 

تفوهت بها شهد وهي تغلق اللاب ووضعته اسفل ذراعها، وجلست علي المقعد وبأمر تابعت.. 

"عايزاكي تخرسي خالص، ولا كأنك شوفتي حاجه، واوعي تفكري مجرد تفكير انك تقولي لغفران لانك عارفه ابنك اكتر مني ممكن يتهور ويقتلني او اقل حاجه يطلقني او حتي يحب غيري، ويفكر يتجوز عليا، ساعتها هخلي الشخص اللي معاه نسخه من كل الفيديوهات اللي انتي شوفتيها دي ينشرها علي كل مواقع التواصل الاجتماعي في اقل من ثانيه".. 


تستمع لها فاتن بوجه خالي من اي تعبير، وترمقها بنظره متسائله ماذا بعد؟ هل يوجد لقذارتك حدود ام ستخطو كل الحدود؟.. 

لترمقها شهد بنظره ساخره وبوعيد أكملت.. 

"وكمان لو هادي خد البتاعه اللي متجوزها، وسافر بيها هزعلك عليه وعليها فاحسنلك مثلي انك تعبانه وخليهم يلغو سافرهم".. 


انهت حديثها وسارت بخطوات واثقه لخارج الغرفه ليوقفها صوت فاتن المرتجف حين قالت.. 

"ولما انتي مبتحبش غفران،قاعده ليه علي زمته؟!، وكمان مش عيزاه يحب ولا يتجوز غيرك ليه؟!"..


استدارت ونظرت لها بابتسامة مصطنعه، وبتكبر قالت.. 

" اللي يتجوز شهد، ميبصش لغيرها ويعرف انه بتاعها هي بس، وغفران بتاعي يا فاتن مش هسمح لوحده تاخده مني، واللي تفكر تقرب منه انا عندي استعداد اقتلها".. 

.......................................

" غفران".. 


يتأمل "عهد" التي تجلس أمامه تأكل بشراهه، وتتابع إحدي افلام الكرتون المفضله لها بأعين عاشقه، وابتسامه هائمه.. 


يتأمل أدق تفاصيلها،ملامحها، نظرتها، شعرها، كل شئ واي شئ بها يروقه حد الجنون..

ليتنهد بصوت مسموع، وقرر قطع الصمت وبهدوء قال.. 

"ممكن تحكيلي عرفتي هاله صحبتك، والمنطقه الشعبي دي ازاي؟!".. 

نظرت له عهد بحاجب مرفوع مردده.. 

"وأنت عايزني احكيلك ليه؟!"..


"بما أنك بتحبي الحكايات والروايات وانا كمان بحبهم فقولت نسلي وقتنا وتحكيلي وانتي بتاكلي".. 


تبدلت ملامح عهد، وشحب وجهها فجأه وتركت الطعام من يدها،امتلئت عينيها بالعبرات، وبدأت تتنفس بصوت مسموع، وبضعف تحدثت.. 

"علي جوز هاله انقذني من اللي خطفوني، وكانو هيغتصبوني وبعدين يقتلوني، بس انا فضلت اصرخ واترجاهم يقتلوني الأول".. 


هيئتها جعلت غفران ينتفض واقفاً واقترب منها جلس جوارها، وامسك يدها ليتفاجئ ببرودتها الشديده، ارتعد قلبه من شدة قلقه عليها، وحاول يغير مجري الحديث وهو يقول بمرح.. 

"انا بقول نتسلي في السندوتشات وتكملي اكلك أفضل".. 


انكمشت عهد علي نفسها، وبدأ جسدها يرتجف بوضوح، وجبهتها تتعرق بغزاره، ووضعت يدها علي معدتها وبدأت تأن بألم حاد.. 


لم يشعر غفران بنفسه وهو يجذبها لداخل حضنه، ولف يده حول خصرها اجلسها علي ساقيه، وبلهفه تحدث قائلاً.. 

" عهد مالك يا ماما، حاسه بأيه؟".. 


تشنجت بين يديه و إرتفع صوت نشيجها، لتغص فجأة و تنتفض و هي تطلق شهقة عميقة و قد فتحت عينيها مرة واحدة.. 

عبس "غفران" بقلق أكبر عندما شاهد 

تطور حالتها  إلى الإعياء الشديد.. 

حيث شحب وجهها و إزرقت شفاهها.. 


إرتعد قلبه أكثر حين شعر بأصابعها الباردة تقبض على كفه بقوة دون سابق إنذار، وبصعوبه بالغه همست بضعف شديد.. 

"بطني بتوجعني، مش قادره اتنفس من الوجع يا غفران؟"..


الفصل طويل اهو ياريت الاقي تفاعل يشجع



الفصل ال 15


"عهد".. 


جذبها غفران علي ساقيه، وضمها لصدره برفق وبدأ يتفحصها بلهفه وقلق بادي علي محياه، انكمشت هي داخل حضنه وإزداد ارتجاف جسدها ممسكه بمعدتها تأن بألم حاد بصوت خفيض جعلت "غفران" يسرع بحملها بين يديه غير عابئ لجرح كتفه وأسرع بها نحو الحمام بعدما استشعر حاجتها للتقيؤ.. 


بضعف شديد همست "عهد" بأذنه قائله.. 

"غفران نزلني علشان كتفك".. 

رمقها بنظره عاتبه وهتف بصوت دافء حنون.. 

"فداكي غفران كله يا عهد،وفي حد في الدنيا يفطر كبده وسجق؟! قولتلك قبل كده بلاش تاكلي من بره وانا اعملك الأكل اللي تحبيه هنا في البيت مسمعتيش الكلام، واديكي تعبتي اهو عجبك كده دلوقتي؟!".. 


حركت "عهد" رأسها بالنفي عدة مرات، وهمست بصعوبه من بين شهقاتها.. 

"انا متعبتش من الأكل".. 

تمسكت بكنزته بكل قوتها و أجهشت بالبكاء أكثر وبوهن أكملت.. 

" انا خايفه أوي يا غفران".. 


نبرة صوتها المرتعشه والتي تدل حقاً علي شدة خوفها جعلت" غفران"يطبق جفنيه بعنف،وهمس بأذنها بصوت هادئ رغم نيران قلقه وخوفه عليها المتأججه داخل قلبه وهو يري شحوب وجهها الدال علي شدة فزعها، ورعبها.. 

"عهد طول ما أنتي معايا مافيش حاجه في الدنيا تقدر تخوفك".. 


أنزلها بحرص ويده مازالت ملتفه حول خصرها يضمها لصدره بحمايه، ليتهاوي جسدها اكثر بين يديه، ليسرع "غفران" ويجلس بها أرضاً وقام بتوجهها نحو المرحاض ومازالت يده تضمها بقوه.. 


جعل ظهرها مقابل صدره،ويربت براحة يده علي معدتها برفق شديد،

لتبدأ "عهد"تتقيأ بضعف، وتتأوه بصوت أشبه بالصراخ مردده بغصه مريره.. 

"كنت هخسرك انت كمان، كنت هتموت زي ماما واخواتي، وتسبني يا غفران".. 

تشكلت ابتسامة على ثغره قمعها سريعاً حينما استشعر خوفها عليه الذي جعل قلبه يتراقص فرحاً.. 


"أهدي يا عهد انا هنا و مستحيل أسيبك أبداً"..

همس بها "غفران" بأذنها كمحاول منه لبث الطمأنينه بقلبها ولو قليلاً،


ولكن دون جدوى فقد إزداد أرتجاف جسدها، وبدأت تتقيأ بعنف أكبر، وبضعف شديد تردد بصعوبه من بين شهقاتها الحاده..

"غفران انا خايفه"..


تأوهت بشده،وضغطت علي يده الملتفه حول خصرها تضمها بقوه لصدره،وبصوت يكاد يسمع تابعت..

"متسبنيش"..


مال علي وجهها يزيح خصلات شعرها بوجهه متعمد ملامسة وجنتيها ببشرته الخشنه، ودفن وجهه بعنقها لتلفح انفاسه الساخنه برودة بشرتها تبث بقلبها رجفه قويه، وهمس بصوت مبحوح قائلاً.. 

"هششش قولتلك أهدي انا هنا، وانتي معايا ومش هسيبك ابداً يا عهد".. 


فعلته هذه جعلت وتيره رعبها، وفزعها تهدأ كثيراً، وتوقفت عن التقيأ، ومالت بجسدها عليه براحة وأمان غلف قلبها لم تشعر بهما منذ فتره طويله.. 


عدل هو وضعها داخل حضنه، وبأمر همس بأذنها.. 

"لفي ايدك حولين رقبتي ياعهد".. 

جملته هذه كانت بمثابة الضوء الأخضر لتحقيق مرادها،بنظرها هو زوجها، وقلبها اكثر من مرحب بهذه الزيجه،أما عقلها ينهرها ويعنفها بشده إلا تنجرف وراء عشقه الذي إزدهر بأعماق قلبها حتي لا تكون سبب بهدم أسرته وتفرقته عن أطفاله.. 


ولكن هي كل ما تحتاج اليه الآن هو معانقته بكل قوتها ليمحي عنها كافة الآلام والحزن التي عاشتهم طوال حياتها.. 


ضربت كل شئ عرض الحائط،وانصاعت له في الحال، استدارت بستحياء شديد ونفذت ما ألقاه علي سمعها ملتفه بكلتا يدها حول رقبته، متعمده عدم النظر لعينيه حتي لا يري شوقها الشديد اليه.. 


انبلجت ابتسامة على محياه الوسيم فشل بالسيطره عليها وهو يري عينيها التي تهرب من مواجهته،شدة عشقه لها جعلت يدرك ما يدور بخاطرها، وما تريده منه.. 


بهذه اللحظه تأكدت ظنونه وأصبح علي يقين أن "عهد" علي علم إنها زوجته، أخذ نفس عميق ودون سابق أنظار كان أخذها في عناق محموم ملتف بيده السليمه حول خصرها وحملها لداخل حضنه حتي أصبحت قدميها لم تعد لامسه الأرض..


انفلت منها شهقه خافته، وانتفض قلبها بقوه بين يديه بعدما انعكس دفء جسده القوي علي جسدها الصغير، لتستكين بين ضلوعه دون أرادتها وتزيد من جذبه لها وصوت نشيجها يتعالي.. 


عناقه لها انتشالها من قاع أحزانها، وادخل علي قلبها فرحة غامرة جعلتها تصل لعنان السماء،تناست كل شئ اي شئ مكتفيه بوجودها بين حنايا صدره.. 


حتي انها لم تشعر به أثناء سيره بها خارج الحمام متوجهاً نحو غرفتها،متمسكه به بكل ما أوتت من قوه، مستقبلها هو بكل ترحاب، ولا يمانع أبداً ان يخفيها بقلبه بين ضلوعه.. 


ليتشنج جسده وبدأ يفقد السيطره علي مشاعره معها حين أجبرها خوفها من فقدانه علي التمسك به حتي بقدميها ملتفه بهم حول خصره مصدرة آهة متألمة بصوت خفيض.. 


الطريقة التي تفوهت بها أطارت اللب من عقله، وتسارعت دقاقات قلبه وأصبح يتنفس بصوت عالِ للغايه، وبهمس تفوه أسمها بنبره متوسله يستجديها أن ترأف بقلبه الملتاع ولو قليلاً.. 

"عهد بصيلي".. 


همسه بأذنها أعادها لواقعها وادركت مدي خطورة وضعهم الحالي والذي إذا انصاعت له ونظرت لعينيه هذه المره سينتهي الأمر بها أن تلقي بنفسها بقاع بحور عشقه لها وستصبح زوجته فعلاً وليس فقط قولاً.. 


استجمعت قوتها،ولملمت شتات نفسها، وابتعدت عنه بصعوبه شديده،رسمت الجمود علي ملامحها وتنحنحت كمحاوله منها لإيجاد صوتها وتحدثت بجديه متفاديه النظر لعينيه.. 

"من فضلك سبني لوحدي يا غفران".. 

هم "غفران" بالاعتراض لتتابع هي بتوسل.. 

"أرجوك أمشي وسبني دلوقتي".. 

استدارت موليها ظهرها وتابعت بنفاذ صبر.. 

"عايزه اكلم بابي براحتي وبعدها هنام شويه"..


تأملها "غفران" قليلاً يستشف ما يدور برأسها فتفهم انها تجاهد لتلجم مشاعرها معه، حرك رأسه بالايجاب وهتف بحنو وهو يسير لخارج الغرفه.. 

"طيب يا عهد انا هفضل قاعد بره لو احتاجتي؟!".. 


قطعته عهد بصراخ.. 

"مش عيزاك معايا في نفس المكان ياغفران، ولو ممشتش دلوقتي يبقي همشي انا".. 


"طيب اهدي خلاص انا هوصل البيت عندي اطمن على والدتي، وولادي وارجعلك يا عهد".. 

هتف بها "غفران" وهو يقترب منها بخطوات حذره ومال علي شعرها قبله بعشق لتسرع "عهد" بالأبتعاد عنه مصطنعه عدم شعورها بقبلته وتحدثت بصوت مرتجف قائله.. 

" خليك مع عايلتك انهارده وتعالي الصبح، وانا أوعدك إني مش هحاول أهرب انهارده لأني مش قادره للأسف".. 


تخبره بطريق غير مباشر ان وجوده معها اليوم سيشكل خطر كبير عليهما، خصتاً بعد اندلاج نيران العشق المتأججه بقلب كلاً منهما، تستجديه أن يذهب من أمامها الآن حتي لا يقعو بالمحظور من وجهة نظرها غافله عن تتوقه وشوقه لكل ذره بها.. 


" حاضر يا عهد انا همشي، وهبات الليله مع عايلتي".. 

هتف بها "غفران" بصوت لا يخلو من الغضب، وسار لخارج الغرفه صافعاً الباب خلفه بعنف.. 


لتضع "عهد" قبضة يدها علي قلبها كمحاوله منها لتهدئة سرعة دقاته، وظهرت شبه ابتسامة علي محياها، وركضت نحو هاتفها طلبت رقم والدها ووضعت الهاتف علي أذنها تنتظر الرد بلهفه وقد حسمت أمرها انها ستخبر والدها انها استمعت لما دار بينه وبين غفران بشأن زوجها، وقد انتصر قلبها علي عقلها وستقبل بهذه الزيجه.. 

............................................. 


"استني عندك ياشهد".. 

هتف بها "فاتن" بأمر بعدما عاد صوتها الباكي لصرامته من جديد.. 

نبرة صوتها الحازمه جعلت رجفه طفيفه تجتاح قلب "شهد"،ضغطت علي اللاب الخاص بها تستمد منه بعض القوه، وابعدت قبضة يدها عن الباب المغلق واستدارت لها ببطء تطلع اليها بابتسامة مستهزءه، وبملل قالت.. 

"عايزه تقولي حاجه يا طنط؟!".. 


رمقتها "فاتن" بنظره محتقره، وهبت واقفه واقتربت منها بخطوات واثقه حتي وقفت أمامها مباشرة، وبهدوء ما يسبق العاصفه تحدثت برزانه وابتسامة مصطنعه تزين ملامحها المشتعله بغضب عارم.. 

"انا كنت بعتبرك بنتي ومورتكيش غير وشي الطيب، وطبتي معاكي خلتك تفكري اني ست ضعيفه وهتقدري تهدديني وتكسريني لما تصوريني وانا بستحمي في حمام بيتي".. 


أنهت حديثها بصفعه قويه هبطت علي وجه شهد جعلتها تشهق بتفاجئ وقد دب الرعب بأوصلها، ونظرت لفاتن بنظرات منذهله.. 


لم تمهلها "فاتن"لذهولها كثيراً وبلحظه كانت قبضت علي عنقها بقوة جعلت شهد تنقطع أنفاسها وتابعت بأسف.. 

" انتي لعبتي بالنار اللي هتحرقك انتي اول واحده يا مرات ابني، وان الأوان اللي تعرفي فيه مين هيا فاتن الأسيوطي مرات المقدم الشهيد عبد الرحمن المصري".. 


دفعتها بعنف فور انتهاء حديثها، وسحبت اللاب من يدها بلمح البصر وقامت بضربه بالحائط جوارها حتي تحطم تماماً،ونظرت لشهد التي تجاهد لالتقاط أنفاسها بصعوبه،وبتحدي أكملت.. 

" هادي ابني ومراته هيسافرو اسكندريه ويعملو ما بدالهم براحة راحتهم ووريني انتي هتقدري تمنعيهم إزاي يا شهد يا اسم علي غير مسمي".. 


اشتعلت النيران بقلب "شهد" وهمت بالصراخ بوجهها، وليس فقط بل بالهجوم عليها لكن طرقات هادئه علي باب الغرفه يليها صوت "غفران" يتحدث بهدوئه المعتاد جعلها تتراجع عن ما كانت ستفعله سريعاً.. 

" امي انتي صاحيه؟!".. 


" صاحيه يا حبيبي، ومراتك معايا كمان هتفتحلك حالاً".. 

هتفت بها "فاتن" بابتسامة شامته وهي ترمق شهد بنظرات متفشيه بعدما رأت رعبها البادي علي ملامحها.. 


أسرعت "شهد"باخفاء اللاب أسفل إحدى الارائك، واخفاء وجنتيها ايضاً التي صفعتها عليها فاتن بشعرها الحريري،رسمت ابتسامة باهته علي محياها، وبيد مرتجفه اقتربت من باب الغرفه وفتحته ببطء متجنبه النظر لزوجها.. 

لتشهق" فاتن" بقوه حين خطي "غفران" لداخل الغرفه، ولمحت الحامل الطبي الموضوع به ذراعه.. 


استغلت "شهد" الموقف ولطمت وجنتيها بعنف تخفي بها صفعه فاتن لها وببكاء اقتربت من غفران وتحدثت بلهفه وخوف حقيقي يظهر عليها لأول مره.. 

"غفران ايه اللي جرالك؟".. 


"ماله دراعك يا حبيبي؟"..

هتفت بها" فاتن" ببوادر بكاء.. 

ابتسم لهم ابتسامه مطمأنه وهو يقول.. 

"اطمنو الحمد لله انا كويس قدامكم اهو،اصابه بسيطه كالعاده مش اكتر".. 

تنقل بنظره بينهما، وبقلق تحدث موجه حديثه لوالدته.. 

"انتي كويسه يا امي؟".. نظر لزوجته مكملاً.. 

" في حد مزعلك؟".. 


" محدش يقدر يزعلني يا حبيبي".. 

هتف بها "فاتن"بثقه وهي ترمق شهد المبتعده عنها بنظرها وتنظر لزوجها بتأمل كأنها تراه لمرتها الأولى.. 


انهمرت دموعها بغزاره اكبر وتعالت شهقاتها والقت بنفسها داخل حضن غفران تضمه بقوه مردده.. 

"سلمتك يا حبيبي".. 

" متعيطيش يا شهد انا كويس قدامك اهو".. 

قالها غفران بلامبالاه وقد اعتلت الدهشه ملامحه حينما رأي خوفها الزائد ولهفتها عليه رغم انها لم تكن إصابته الأولى.. 


"خد مراتك وروح أرتاح في اوضتك يا ابني".. 

قالتها "فاتن" بتعقل..

علي مضض حرك "غفران"راسه بالايجاب، وهم بالخروج من الغرفه ليوقفه شقيقه الذي خطي مندفعاً نحوه وتحدث بقلق.. 

"غفران انت كويس؟".. 


"كويس يا ابني متقلقش".. 

تفوه بها غفران بابتسامة هادئه، وبأمر تابع.. 

" يله خد مراتك انت واتكل علي الله شوف رايحين فين، وابقي كلمني طمني لما توصلو".. 


"وخد بالك من مراتك يا واد يا هادي، وحطها جوه قلبك وعنيك، وابقي صورهالي لما تقولها علي المفاجأه اللي محضرهالها وابعتلي الفيديو".. 

هتف بها "فاتن" ببرود شديد وهي ترمق شهد بابتسامة مصطنعه.. 


" مفاجأه ايه يا ماما فاتن".. 

قالتها "رغد" بفرحة طفوليه لتنتبه علي لاصابه غفران، فتابعت بشهقه خافضه.. 

" الف سلامة عليك يا جوز اختي".. 


" الله يسلمك يارغد".. 

قالها"غفران" وهو يسير خلف" شهدكالتي تجذبه نحو لخارج الغرفه وهي تقول ببكاء.. 

" ممكن تخليني اطمن عليك".. 

نظرت لشقيقتها نظره تحمل الكثير من الحقد، وبابتسامة مزيفه قالت.. 

" لو طنط فاتن قالتلك مش هتبقي مفاجأه يا رغد، وخلي بالك من نفسك ومتتاخريش علينا".. 


انهت جملتها واغلقت باب غرفتها بوجهها قبل حتي ان ترد عليها، والتفت لزوجها الذي يخلع معطفه بحذر، وقطعت المسافه بينه وبينها ووقفت علي أطراف أصابعها واحتضنت وجهه بين كفيها تجذبه عليها، واطبقت علي شفاتيه بقبله عنيفه ويدها تفتح أزرار قميصه واحد تلو الأخر بسرعة مريبه..




البارت ال16


غيرة قاتله!!..


أشعر أن هناك امرأة تقف حائل بيني وبين زوجي..

امرأة تمتلك قلبه، وتسيطر علي كافة مشاعره،ولكنها فشلت ان تمتلك عقله..


انا علي ثقه أنه يجاهد قدر استطاعته حتي لا ينجرف وراء أشتياقه لها، يتهرب بعينيه مني حتي لا أرى حزنه الدائم معي، لا انكر انه كان دائماً يسعي جاهداً لأرضائي، 


ولكن الآن اصبح بلحظاتنا الخاصة وانا بين ضلوعه تكون هي الحاضرة وانا الغائبه حتي أنه همس أسمها هي أكثر من مره أثناء علاقتنا الحميميه وحين انتبه لحالته انتفض بعيداً عني كمن لدغته حيه سامه.. 


اسمها يعاد بذاكرتي دون توقف "عهد" من انتي؟، ومن اين ظهرتي أيتها الحمقاء التي ستجعليني ارتكب أبشع الجرائم حتي أبعدك عن زوجي..


كلمات تتردد بذهن "شهد" الجالسه علي الفراش تتابع "غفران" الذي يلهو مع صغاره غير عابئ لوجودها علي الإطلاق.. 


"انا بحبك اوي يا بابي حتي اكتر من مامي".. 

هتفت بها صغيرته " مكه" بعفويه وهي تضم "غفران" لها بحب شديد.. 


ليسرع شقيقها "مالك"بتقليدها واحتضن "غفران"بحب أكبر وهو يقول.. 

" انا اللي بحبك يا بابي اكتر من كل الدنيا كلها".. 


ضمهما "غفران"داخل صدره مقبلاً جبهتهما مرات متكرره مغمغماً بفرحة غامرة.. 

"انت واختك حبايب قلبي يا مالك".. 

تنهد بشتياق وتابع محدثاً نفسه بابتسامة شارده.. 

"ونبض قلبي انتي يا عهد".. 


لمحت "شهد" ابتسامته وملامحه التي يظهر عليها حاله من العشق الخالص فصكت علي أسنانها بغيظ وهبت واقفه اقتربت منه بخطوات بطيئه، رسمت ابتسامة زائفه علي محياها وهي تقول.. 

" كوكي حبيبي خد اختك وروحو اطمنو علي نانا وانا هجيب بابي واجي وراكم علشان اعملكم كيك بالنوتيلا اللي بتحبو".. 


"يسسسس".. 

صرخ بها الصغيران، وركضو لخارج الغرفه تحت نظرات "غفران" التي تتابعهما بابتسامة لم تبرح محياه.. 


انتظرت"شهد" حتي خرجا الصغيران واغلق الصغير الباب خلفه، واقتربت من "غفران" الذي تلاشت ابتسامته وحل مكانها الضيق حين التصفت به وتحدث بغنج قائله.. 

"بتهرب مني يا غفران ولا انا بيتهيائلي؟!".. 


"بهرب منك ازاي يا شهد؟".. 

هتف بها "غفران" بجمود متعمد عدم النظر لها.. 

مالت على أذنه وهمست من بين قبلاتها المتفرقه على كافة وجهه وعنقه متعمده ترك صك ملكيتها عليه وبأنفاس متهدجه تحدثت قائله.. 

"كأنك ماصدقت ولادك خبطو علينا علشان تبعدني عنك ودي مش عوايدك أبداً يا غفران".. 


تحشرج صوتها بالبكاء مكمله.. 

"بقالنا كتير بعيد عن بعض ولما تيجي فرصه نقرب تبعدني عنك كده ليه انا موحشتكش؟!".. 


أنهت جملتها ولثمت شفتيه بقبله عنيفه للغايه حتي انها شعرت بطعم دمائه بفمها أثر جرح تركته بشفتيه عن قصد .. 

عدم استجابة "غفران"لها جعلها تبتعد عنه وتنظر له بصدمة من حالة اللامبالاه الذي يعاملها بها والجديده عليه كلياً..


وهمت بالجلوس علي ساقيه لكنه دفعها بعيداً عنه برفق، وهب واقفاً تحت نظرتها المنذهله من تغيره المفاجئ معها، وببرود تام تحدث قائلاً.. 

"بطلي اللي بتعمليه دا علشان انا مليش مزاج ليكي حالياً يا شهد".. 


" أمال ليك مزاج لمين بالظبط يا حضرة الظابط؟!".. 

هتفت بها "شهد" بنبره ساخره وهي تعقد يدها أمام صدرها وترمقه بنظرات مشتعله تدل علي شدة غضبها، وغيظها الشديد..


رفع أنامله ومسح شفتيه بطرف سبابته، وابتسم لها ابتسامة مصطنعه وهو يقول.. 

" من أمتى وانتي بتشغلي بالك بمزاجي؟! خليكي أنتي في الكيك اللي هتروحي تعمليه للولاد وسبيني انام شويه وإياكي تفكري تصحيني وانا اسبلك البيت كله مش بس الاوضه وأروح لمراتي التانيه".. 


أنهي حديثه وتمدد علي الفراش ساحباً الغطاء عليه حتي رأسه تحت نظرات "شهد" التي اتسعت عينيها علي أخرها وأخذت حديثه هذه المره علي محمل الجد محدثه نفسها بعدم تصديق.. 

" شكلك عملتها فعلاً واتجوزت عليا يا غفران؟!".. 


مسحت علي جبهتها، وشعرها بعنف مكمله.. 

" طبعاً ليه حق ما انا بقالي شهور مانعه نفسي عنه وهو راجل ومش اي راجل كمان".. 

دارت حول نفسها، وبوعيد تابعت.. 

"لو كلامك دا حقيقي يا غفران يبقي عليا وعلي أعدائي هعرفك يا عهد الكلب ومبقاش انا شهد لو مجبتكيش من شعرك تحت رجلي".. 


أخذت تفكر كيف تستطيع الوصول لها حتي تذكرت حديث شقيقها "احمد" الذي أخبرها ان زوجها ذهب لعنده برفقة فتاه أخبرته ان أسمها "عهوده".. 

ابتسمت بشر مردده بسرها.. 

" يبقي حماده حبيب اخته الحلو الأسمر اللي مدوخ قلوب العذارا هو اللي هيجبلي تاريخها".. 

.......................................... 

"عهد"..


تتحدث بهاتفها ببكاء قائله.. 

"واحشتني أوي يا بابي، هترجع امتي؟".. 


"وانتي كمان يا حبيبتي واحشتيني يا بنتي".. 

هتف بها "عزت"بصوت مختنق بالبكاء، وبابتسامة باهته تابع..

" قريب يا عهد بإذن الله هرجعلك قريب".. 


أجهشت "عهد" بالبكاء أكثر وبصعوبه قالت.. 

"عايزه اقولك حاجه يا بابي".. 

"خير يا بنتي ليه بتعيطي اوي كده قلقتيني؟"..

تفوه بها "عزت" بلهفه.. 


اجابته "عهد"بستحياء.. 

"انا سمعت اتفاقك مع غفران".. 

شحب وجه "عزت"، وازدارد لعابه بصعوبه، بينما ظهرت ابتسامة عاشقه علي ملامح عهد، وبفرحة ظاهره بنبرة صوتها اكملت.. 

"يعني انا كده مرات غفران يابابي صح؟".. 


اعتلت الدهشه ملامح "عزت"وبذهول قال.. 

" انتي فرحانه انك مرات غفران، ومش زعلانه مني يا عهد؟!".. 

عبست بملامحها وبغضب مصطنع تحدثت.. 

"طبعاً انا زعلانه منك يا بابي علشان مختش رأيي، وخبيت عليا كل الوقت دا".. 


"حقك عليا يا حبيبتي، والله انا عملت كده من خوفي عليكي، وغفران الوحيد اللي هبقي مطمن وانتي معاه يا عهد، واطمني انا اول ما ارجع هيبقي جوازك منه منتهي؟".. 


قاطعته "عهد"بلهفه واندفاع كعادتها.. 

"لا انا مش عايزه جوازي من غفران ينتهي".. 

انتبهت علي ما تفوهت به فشهقت بعنف محدثه نفسها بعتاب.. 

" يا عهوده يا نوتي".. 


ابتسم والدها بخبث بعدما تفهم ما يدور بعقل صغيرته وتحدث بجدية قائلاً.. 

" افهم من كده انك موافقه علي جوازك من غفران؟"..


"لو حضرتك موافق طبعا يا بابي".. 

همست بها "عهد"بخجل شديد، لتتهلل اسارير "عزت" وبفرحة تحدث.. 

"انا موافق ومرحب كمان يا بنتي دي امنيتي الوحيده اللي بدعي بيها ربنا ليل و نهار انك تكوني من نصيب غفران علشان هو راجل من ضهر راجل وهيصونك ويحميكي بروحه يا عهد".. 


" بس هو متجوز وعنده طفلين صغيرين يا بابي وانا مستحيل اكون السبب في تدمير حياته وبيته ومش عارفه اعمل ايه؟"..

بكت بحرقه اكبر وباسف تابعت.. 

" انا قلبي عشقه يا بابي مش هقدر أبعد عنه".. 


" غفران مش أول راجل في الدنيا يتجوز اتنين، ولا هيكون اخر راجل يا عهد".. 

هتف بها "عزت" بصرامه، وبحزم تابع.. 

" انتي دلوقتي عرفتي انك مراته وموافقه علي جوازك منه، وغفران كانت الفرحة باينه علي وشه لما طلبت منه يتجوزك وهو راجل مقتدر وهيعرف يوفق بينكم يبقي اتكلمي معاه واتفاهمو مع بعض يا بنتي علشان تقدري تاخدي قرار، واي ان كان قرارك انا هوافق عليه يا عهد".. 


تنهدت "عهد"برتياح وبحماس قالت.. 

" كلامك صح يا بابي انا هتكلم معاه وهرجع اكلمك تاني أبلغك بقراري"..

...................................... 

وحياة عينيك وفداها عينيا


أنا بحبك قد عينيا

                           وحياة عينيك وفداها عينيا

أنا بحبك قد عينيا

                               لا قد روحي لا لا شوية

طب قد عمري برضو شوية

                                         حيرتني توهتني

غلبتني وياك كده ليه

                              نستني كنت هقولك إيه آه

وحياة عينيك وفداها عينيا

                                   أنا بحبك قد عينيا


تغنيها "هاله" داخل مطبخها الصغير وهي تصنع أشهى المأكولات بحب شديد لزوجها الحبيب، لتشهق بصوت خفيض حين شعرت بيد "علي" التي التفت حول خصرها، وسحبتها لداخل حضنه بقوه، ومال علي عنقها يلثمه ببطء مردداً.. 


" انا اللي بحبك اد قلبي وعنيا وعمري كله يا هاله".. 

تعمق بقبلاته اكثر مكملاً بانفاس ساخنه تلفح بشرتها تجبرها علي اغلاق عينيها بستمتاع.. 

" وعايز اخلف منك دستة عيال كلهم شبهك يا احلي واجمل هاله".. 


"علي انت لسه تعبان".. 

همست بها "هاله" بصوت يكاد يسمع بعدما أصبحت علي وشك الانصهار بين يديه من شدة خجلها.. 


عدل وضعها داخل حضنه واحتضن وجهها بين كفيه، لتفتنه باحمرار وجنتيها الملتهبه وعينيها اللمعه التي تصرخ بعشقه وتستجديه أن يقترب ويطفئ نيران شوقها له، ولكنها تخشي عليه حتي من نفسها.. 

تنتظره ليستعيد عافيته بنفس راضيه، وبصدر رحب.. 


ابتسم لها ابتسامة ماكره تفهمت هي منها مقصده، فأسرعت بالابتعاد عنه، وتحدثت بجديه مصطنعه.. 

"تصدق انا قلقانه اوووي علي عهد بعد مكالمة اللي اسمه غفران دا ليك، ياتري هيكون عايز يقابلك ليه يا علي؟".. 


"اكيد لما اعرف هبقي احكيلك يا لولتي".. 

هتف بها "علي" وهو يحملها بين يديه جعلها تشهق بعنف وخوف عليه، ليتابع هو بلهفه.. 

"انتي فكراني هقدر ابعد عنك اكتر من كده يا هاله!!".. 


سار بها نحو غرفتهما، وغمز لها بعبث مكملاً.. 

"انتي ناسيه اننا اتجوزنا اسبوع واحد بس وبعدها عملت انا الحادثه، وملحقتش اشبع منك".. 


لفت يدها حول عنقه وجذبته عليها مستنده بجبهتها علي جبهته، وبهمس قالت.. 

"يعني نعتبر لسه عرسان، وهنعمل شهر عسل جديد يا علولي".. 


"شهر واحد بس!!، ربنا يقدرني واخلي حياتك معايا كلها عسل في عسل يا ست قلب علولك،ويله خليني اشبع منك رغم ان دا عمره ما هيحصل".. 

هتف بها "علي" أمام شفتيها وهو يميل بها علي الفراش ليغرقا معاً بقاع بحور عشقهما.. 

.......................................... 

"عهد" 


تقف مقابل منضدة الزينة تتأمل" كنزة"غفران البيضاء التي انتقتها من بين ثيابه وارتدتها بعدما اخذت حماماً دافء.. 


رغم انها واسعه جدا جدا عليها، وبالكاد تصل لمنتصف فخذها إلا انها جعلتها بغايه الاثاره والفتنه.. 


بابتسامة عاشقه بدأت تمشط شعرها الرطب محدثه نفسها.. 

"اكلمه اقوله يجي، ولا هيبقي شكلي وحش بعد ما قولتله يخليه مع عيلته؟!".. 


نفخت بضيق والقت الفرشاه من يدها وامسكت هاتفها وطلبت رقمه مكمله بطفوله.. 

"هقوله يجي علشان عهوده خايفه".. 


لحظات واتاها صوته الناعس يتحدث بقلق.. 

"عهد انتي كويسه؟؟".. 

صمتت لبرهه وبنبره مختنقه بالبكاء همست.. 

" غفران تعالي انا لسه خايفه وعايزاك".. 


هتف بلهفه وهو يغادر الفراش مسرعاً.. 

"دقايق وابقي عندك، ولو عايزه تفضلي معايا علي الفون خليكي يا عهد".. 

اجابته وهي تدمدم بتفكير.. 

"اممم لا اقفل علشان انا بسرح شعري، بس متتاخرش عليا".. 


"مش هتاخر اطمني".. 

تفوه بها" غفران"بنبره حانيه، وانتظر حتي اغلقت هي وترك هاتفه واختفي داخل حمام الغرفه غير منتبه لزوجته الواقفه بشرفة الغرفه تستمع بتمعن لما قاله، وركضت نحو هاتفه بسرعة البرق واخذت رقم عهد دونته بهاتفها ووضعت الهاتف مره أخرى وسارت لخارج الغرفه متجهه نحو فاتن الجالسه برفقه احفادها جلست جوارها وبهمس من اسفل أسنانها قالت.. 


"ابنك علي علاقه بواحده غيري، وشكله كده وقع لشوشته يا حماتي".. 

"ياريت والله دا انا طول الوقت بدعيله يرزقه بواحده تستاهل قلبه".. 

هتفت بها فاتن ببرود وهي ترمقها بنظرات محتقره.. 


"انتي فاكره اني هسمحله؟، ولا هعدي القلم اللي انتي ادتهولي دا بالساهل، دا انا هكون عملك الاسود انتي وولادك لو ابنك فكر بس انه يتجوز عليا".. 

تفوهت بها" شهد"بوقاحة شديده جهلت فاتن تحرك رأسها بيأس وباسف قالت.. 


"وانا اللي بفكر اديكي فرصه علشان خاطر ولادك، وبقول يمكن تفوقي وتندمي وترجعي لعقلك، لكن انتي مصره تخليني اربيكي من اول وجديد".. 


هبت" شهد"واقفه وبابتسامة مصطنعه قالت.. 

" انا متربيه احسن تربيه يا حماتي، وبالنسبه للاب اللي كسرتيه فأحب اطمنك ان عندي بدل النسخه ميت نسخه من الفيديوهات اللي شوفتيها".. 


"وبعدين؟".. هتفت بها فاتن بنبره ساخره، لتكمل"شهد" بتحذير.. 

" بلاش تقفي قصادي علشان مدمركيش واقضي علي سمعتك قبل سمعة ولادك، انا لحد دلوقتي هاديه، وساكته وراضيه بعشتي مع ابنك رغم اني مش طيقاه؟".. 


قاطعتها" فاتن"بضحكه عاليه وبسخريه قالت.. 

" خلف انت بتكدب يا خلف".. 

هبت واقفه هي الأخرى، ونظرت لعينيها بتمعن مكمله.. 

"لهفتك عليه، وغيرتك وحرقتك دي بتقول انك مش بس بتحبي غفران، تؤ انتي بتموتي فيه كمان بس بتكدبي نفسك علشان طماعه وحاطه عينك علي اللي ليكي واللي مش ليكي".. 


همت "شهد" بالرد عليها وقد اشتعل وجهها بغضب عارم، ولكن صوت فتح باب غرفتها وخروج غفران جعلها تلتزم الصمت.. 


اقترب منهم يتطلع لهم بستغراب قائلاً.. 

" مالكم واقفين كده ليه؟".. 

" هبقي اقولك يا حبيبي بس مش دلوقتي".. 

هتفت بها فاتن وهي ترمق" شهد"بنظرات حارقه.. 

عقد "غفران" حاجبيه، وتحولت ملامحه للغضب، وبتساؤل قال.. 

"اوعي تكون شهد مزعلاكي يا ام غفران؟".. 


"محدش يقدر يزعلني يا حبيبي اطمن".. 

دب الرعب بقلب شهد ، وازدردت لعابها بصعوبه، وبتوتر وابتسامه باهته تحدثت.. 

"انت رايح فين يا غفران، مش قولت هتنام شويه؟"..


قبل غفران يد والدته وجبهتها، وهو يقول.. 

"جالي تليفون شغل ولازم انزل".. 

انهي جملته وسار للخارج بخطوات شبه راكضه مكملاً .. 

" اشوفكم علي خير ، ولو في حاجه كلموني".. 


انتظرت "فاتن" حتي اختفي غفران عن عينيها، وبأمر حدثت شهد.. 

" احسنلك تخفي من قدامي، وتراجعي نفسك كويس وتيجي تعتذريلي بدل ما ازعلك يا شهد".. 


ابتسمت لها شهد ابتسامه مزيفه وبهدوء تحدثت.. 

"حاضر هخفي من قدامك، واسبلك الولاد واروح اطمن علي مامتي، وأخويا حبيبي".. 

 .............................................. 

"غفران".. 


يقف أمام الشقه القاطنه بها "عهد" يحدث نفسه بخبث.. 

" لو فعلاً عهوده بتحبك يبقي هيبان عليها لما تشوف اللي عملته شهد في شفايفك ورقبتك ياواد يا غفران، لو بقي انت مش فارق معاها هتبقي عادي بالنسبالها وربنا يقدرني واخليه انا مش عادي".. 


ويحك غفران فعلتك هذه ستفجر غضب انثي عاشقه ستحرق الأخضر واليابس.. 

فتح باب الشقه وخطي للداخل يبحث عنها بعينيه، وابتسامة مشتاقه تزين محياه، وبلهفه قال.. 

" عهد انا جيت".. 


استمعت لصوته فركضت بكل سرعتها وقد حسمت أمرها انها ستخبره عن مدي عشقها له، ولكن ستعانقه اولاً فقد راقها عناقه كثيراً.. 


رفع حاجبيه بدهشه حين لمحها تركض بتجاهه مرتديه كنزته التي خطفت قلبه وانفاسه من شدة جمالها عليها.. 


لهفتها عليه جعلت الندم يزحف لقلبه، 

وقفت أمامه تنظر له بشتياق  وابتسامه عاشقه تلاشت تدريجياً حين لمحت أثار لأمراءه أخرى على محياه.. 


فتحت عيناها على وسعهما، وشهقت بصوت خفيض حين لمحت هيئته المزريه،يجاهد "غفران" حتي لا تلتقي عينيه بعينيها فنظرتها له تعتصر قلبه بقبضه من فولاذ..


ينظر بجميع الاتجاهات ويتلاشى النظر تجاهها..

تنقلت بعينيها بين شفتيه المجروحه أثر قبله عنيفه، وعنقه المملوء بالكثير من العلامات الزرقاء والحمراء تدل علي أنه قضي ليله ملحميه برفقة ما تدعي بزوجته..


إزدردت ريقها بتوتر، ورسمت الجمود علي محياها، وتحدثت بابتسامة مصطنعه تخفي بها ملامحها المتألمه قائله..

"هكلم أحمد يجبلي أكل اعمل حسابك معايا؟"..


"احححم لا انا مش جعان، وياريت بلاش انتي كمان تاكلي من بره تاني، وكفايه اللي حصلك يا عهد"..

قالها "غفران" بنبره حنونه بعدما شعر بما تحاول إخفاءه عنه..


"مترفعش التكليف بنا تاني يا حضرة الظابط"..

تفوهت بها "عهد" بصراخ مقهور و قد تلون وجهها بحمرة قاتمة في ثوان.. 

نظر لها بصدمة في البادئ لتستطرد دون أن تمنحه فرصة للرد..

"متنساش نفسك بعد كده علشان أنت هنا الحارس بتاعي وبس"..


ساد الصمت بينهما قليلا، قاطعه "غفران" وتحدث بنبرة راجيه.. 

" عهد ممكن نتكلم؟".. 

"ماااافيش بناااا كلااااام، واجهز انت والقوه بتاعتك لاني همشي من هنا حاااااالاً"..

هتفت بها "عهد" بصراخ وبوادر انهيار،فقلبها اشتعلت به نيران الغيره المتأججه التي تحرق روحها بلا رحمه.. 


هيئتها جعلت قلب غفران ينقبض بفزع،نظرتها الزائغه، انفاسها التي تلتقطها بصعوبه، جسدها المرتجف بوضوح يدل انها علي مشارف الدخول بنهيار عصبي حاد.. 


اقترب منها بخطوات حذره وهو يقول.. 

"عهد انتي مش قولتيلي انك ل?




البارت ال17..


يا جماعه اللي فات كان اقتباس من فصل النهارده مش فصل كامل الفصل نفسه هو الفصل ده علشان اللي كانوا بيقولوا الفصل صغير

اسيبكوا مع الفصل  ومتنسوش التفاعل 


غباء عاشقه!!..


"عهد".. 


لأول مره ينبض قلبها بما يسمي العشق، نجح "غفران" نجاح ساحق بمتلاك قلب تلك العنيدة، شدة عشقها، وشوقها له تغلب علي عقلها بل علي كامل جسدها جعلها تتجاوب مع قبلته التي اجتاحتها بمنتهي اللهفه.. 


تناست كل شئ اي شئ واكتفت به وبقربه الذي اثلج نيران غيرتها المتأججه، كالمغيبه رفعت يدها ولفتها حول عنقه تجذبه إليها أكثر وبهمس تحدثت دون أن تفصل قبلتهم انش واحد قائله.. 

"متبعدش يا غفران".. 


جملتها هذه جعلت غفران يدرك انها ليست بوعيها، وهو ايضاً اصبح بحاله لا يرثي لها بفعل قربها واستجابتها له التي اطاحت بعقله.. 


حاول الابتعاد عنها قدر استطاعته ولكنها لم تترك له أدنى فرصه، وجسده الخائن الذي يتتوق لكل لمسه منها أجبره على الاقتراب أكثر وبلحظه كان حملها لداخل حضنه لتسرع هي بلف قدميها حول خصره، وسار بها لخارج الحمام قاصداً غرفتها.. 


دفع الباب بقدمه وخطي بها للداخل وهم بإنزالها لتتمسك هي به أكثر مردده ببكاء..

"متسبنيش"..

دفنت وجهها بعنقه مكمله بأنفاس ساخنه تلفح بشرته تفقده صوابه، وصوت باكي مرتجف .. 

"خليك معايا انا عيزاك".. 


أطبق "غفران" جفنيه بعنف، وزاد من ضمها لصدره بقوه، ويده تربت علي كافة ظهرها بفتنان، وبأسف شديد همس بأذنها.. 

"انا عايزك أكتر وهتجنن عليكي بس مش هينفع يا عهد".. 


هتف بجملته هذه من شدة خوفه عليها ليس إلا،ولكنها لم تفهم مقصده وظنت انه لا يردها ومكتفي بزوجته الأولى وزواجه منها بالنسبه له لم يكن سوا مجرد إتفاق كما أخبره والدها..


شعر هو بتشنج جسدها علي جسده، بل تخشبت بين يديه بعدما كانت منصهره بين حنايا صدره، ليسرع هو ويكمل بنبره هادئه راجيه قائلاً..

"عهد خلينا نتكلم وانا هفهمك كل حاجه"..


جاهدت للسيطره علي فيض مشاعرها وارتجاف جسدها لكنها فشلت وازداد ارتجاف جسدها اكثر، وابتعدت عنه ببطء وأسرعت بجذب مئزر الأستحمام القصير ارتدته على عجل، ونظرت له بعينيها التي تصرخ ألماً كانت نظرتها بمثابة قبضه عنيفه اعتصرت قلب "غفران" علي حين غره..


عقدت ذراعيها أمام صدرها وبجمود مفاجئ تحدثت..

"فعلا مينفعش افضل هنا اكتر من كده".. 

ابتسمت ابتسامة ساخره واكملت.. 

"انت واحد متجوز وعندك بيتك ومراتك اللي انت لسه جاي من عندها"..


أشارت علي شفاتيه وعنقه بسبابتها مكمله..

"واللي واضح انها مش مقصره معاك وانت زيك زي معظم الرجاله الطماعه سبتها وجاي عندي أنا"..


انهمرت عبراتها بغزاره علي وجناتيها، وابتلعت غصه مريره وهي تقول..

" كنت مفكرني هقومك وابعدك عني بس للأسف انا هبله وبعترف انك قدرت تشدني ليك، ولما قولتلك تقرب أكتر فوقت وخوفت تدبس فيا فلحقت نفسك في الوقت المناسب وبعدت عني مش كده"..


جحظت عينيه بصدمة وأطلق سبة غاضبة بعد سماع حديثها الخاطئ كلياً بالنسبة له، وتحولت ملامحه الهادئه لأخرى غاضبه وبصرامة تحدث..

" عهد بلاش تقولي كلام تندمي عليه، واهدي واقعدي خلينا نتكلم بالعقل؟!".. 


قاطعته "عهد"بصراخ مقهور.. 

" احنا مافيش بنا اي كلااااام تاني، وانا هكلم بابي واقوله لو مغيرش طقم الحرس كله وانت أولهم انا هموت نفسي".. 


هجمت عليه وبدأت تلكمه بكل قوتها مردده بنهيار.. 

" انت واحد خاين وطماع،وملكش أمان ومتحرش كمان"..

"كفايااا يا عهد اهدي يا حبيبتي".. 

هتف بها "غفران" وهو يحاول السيطره علي حركاتها الهستيريه.. 


ولكنها بدأت تصرخ بنهيار اكبر مردده بهذيان، وعدم تصديق.. 

"حبيبتك؟! كداااااب انا بقرب منك وبعترفلك اني عيزاك، وانت تقولي مينفعش!!! ابقي حبيبتك ازااااي".. 


انهيارها اصبح خارج عن السيطره لم يجد" غفران" أمامه سوا اسكتها غصب عنها حتي لا تؤذي نفسها، احكم سيطرته عليها، وباحترافية كان ضغط علي شريانها النابض جعلها تفقد الوعي في الحال.. 


حملها بين يديه غير عابئ لجرح كتفه الذي بدأ ينزف من جديد ضمها لداخل حضنه بلهفه وعشق شديد وسار بها نحو الفراش وضعها بحرص مقبلاً وجنتيها وأسفل شفتيها بعمق وهو يقول.. 

"حقك عليا يا حبيبة قلب غفران مش قصدي اللي فهمتيه يا عهد".. 


استند بجبهته علي جبهتها يستنشق أنفاسها بهيام مكملاً.. 

"انا عمري ما اتمنيت اقرب من واحده في الدنيا قد ما اتمنيت قربك انتي وحضنك انتي يا حبيبتي بس قبل ما دا يحصل لازم اقول لكل الناس وأولهم والدك انك مراتي وحبيبتي وحياتي اللي مكنتش عايشها".. 


قبل أرنبة انفها وبثقه تابع.. 

"وهتفضلي مراتي يا عهد لأني ما صدقت القيكي".. 

أنهي جملته وغمر شفتيها بقبله شغوفه، وابتعد عنها سريعاً وهب واقفاً واقترب من الخزانه واحضر لها ثياب نظيفه واقترب منها ثانياً جلس بجوارها علي الفراش وأخذ نفس عميق وبدأ يبدل لها ثيابها بقلب ينبض بعشقها بجنون.. 

........................................... 

"اسكندرية".. 


"رغد".. 


تجلس شاردة على صخرة فى مكان مطوي لا تطأه قدم، 

مكان لا يتردد عليه الكثير لكونه وسط البحر.. 


يجلس بجوارها "هادي" يتأملها بنظرة متيمه، وبهمس تحدث.. 

"سرحانه في ايه وانتي معايا يا رغدتي؟"..


تطلعت له بابتسامة هادئه وبتنهيده اجابته.. 

" سرحانه فيك يا حبيبي وفي مفاجأتك اللي مكنتش اتوقعها ابداً"..

جذبها "هادي" لداخل حضنه ظهرها مقابل صدره، ويده تمسد علي بطنها المنتفخ قليلاً بحنو قائلاً بتساؤل.. 


"انتي مش كان نفسك يبقي لينا بيت لوحدنا؟".. 

" ايوه بس متخيلتش انك تحققلي كل اللي في نفسي يا هادي، ونسيب ماما فاتن وأخوك اللي انت روحك فيهم وننقل في شقه لوحدنا".. 

هتفت بها "رغد" برقتها المعتاده.. 


قبل "هادي" كتفها بعشق، وبأسف تحدث.. 

"غفران هو اللي طلب مني كده، وهو كمان اللي جبلنا الشقه يا رغد".. 

التفت برأسها تنظر له بتوتر، ازداردت لعابها بصعوبه وهي تقول.. 

" ليه يا هادي؟، ايه اللي حصل؟".. 


"تقريباً بسبب مراته يا رغد، "غفران" بدأ يركز اكتر معاها ومعانا وشكله اكتشف اللي مكناش عيزينه يعرفه وبندعي طول الوقت يفضل مشغول بشغله، بس ربنا ميرضهوش انه يفضل مخدوع في اللي المفروض اقرب الناس ليه".. 


بهتت ملامح "رغد" حين تفهمت مخزي حديثه.. 

نظر لها "هادي" قليلاً يتأمل ملامحها البريئه علي عكس شقيقتها، وكأنه يتسائل بعينيه كيف انتي وتلك الشهد اصبحتما شقيقتان؟، كيف لكي تحمل أفعالها الشنعاء؟ .. 


أستطاعت هي قرائة ما يدور بخاطره فبتسمت له ابتسامة باهته وترقرقت عينيها بالعبرات، وبصوت يكسوه الحزن والاحراج همست.. 

"اختي يا هادي، واختي الكبيره كمان ولازم استحملها".. 


 

"شهد".. 


ترمق شقيقها بنظرات محذره، يبادلها هو النظرة بأخرى مندهشه، لتذهله هي اكثر حين تابعت بوعيد..

"لو موقفتش جنبي وساعدتني ابعد الحشرة اللي اسمها" عهد" دي عن جوزي يا احمد هروح لأهل البت اللي انت بتحبها وأبوها رفضك بسبب فقرك وهقوله انك متجوزها من وراه وكمان دخلت عليها وهخليه يقتلها قدام عينيك قبل ما يخلص عليك انت كمان، وانت عارف اني اقدر اعمل كده واكتر من كده كمان".. 


" بت يا شهد انتي اتجننتي يابت عايزة تودي اخوكي في داهيه؟"..

هتفت بها" سعديه"بعدم تصديق، لتنتفض بفزع حين صرخت شهد بصوت مكتوم قائله.. 

" انتو لسه شوفتو جنان، انا لحد دلوقتي معاكم شهد العاقله، لكن لو ابنك منفذش اللي بقوله عليه والله لكون محسراه علي حبيبة القلب".. 


" انتي اييييييه يا شيخه شيطااااان".. 

هتف بها" احمد" بغضب وهو يمسح على وجهه بعصبية ويطرد زفرة نزقة من صدره، ثم قال بصوت أجش.. 

" انتي عايزاني اشتغل بنت بريئه وطيبة جددااا وارسم عليها واخدعها اني هتجوزها واسبها يوم فرحها؟!".. 


تنقل بنظره بينها وبين والدته وبجنون تابع.. 

" انتي عارفه البنت دي تبقي بنت ميييين يا مجنونه انتي يلي عايزه تضيعينا كلنا؟".. 


هبت "شهد" واقفه واقتربت منه وقفت أمامه تطلع له بابتسامة مصطنعه وببرود تام قالت.. 

" لا انا معرفش هي بنت مين ومش عايزه أعرف لأن اللي اعرفه حاجه واحده بس انها لفت علي جوزي وانا هبعدها عنه حتي لو هموتها، وكمان عارفه بيت اهل البت بتاعتك وهروحلهم حالاً يا حماده مدامك مش هتساعدني يا اخويا يا حبيبي يبقي تتحرم من حبيبتك زي ما انا علي وشك اني اتحرم من جوزي".. 


أنهت جملتها وسارت من أمامه ليسرع أحمد ويقوفها قائلاً بلهفه.. 

" استني يا شهد هعملك اللي انتي عايزاه بس ملكيش دعوه بحنين نهائي".. 


ابتسمت" شهد"بشر وبأمر تفوهت بجملة كانت كالصاعقه التي الجمت احمد، وسعديه حين قالت.. 

" أول حاجه عايزه طريقه اخلص بيها من فاتن العقربه ام غفران".. 

........................................... 

"فاتن"..

إمرأه لا يستهان بها على الإطلاق،تتحكم بزمام الأمور بتراوي وتعقل شديد..


"ها يا عم عاطف قولي سمعت ايه بالظبط؟".. 

هتفت بها "فاتن" بصرامتها المعتاده للرجل الذي كلفته بمراقبة" شهد".. 


حرك" عاطف" رأسه باسف وهو يقول.. 

"الاخبار مش خير خالص يا فاتن هانم، انا فضلت ورا ست شهد لحد ما وصلت بيت اهلها، وقدرت ادخل وراها واسمع كل الحوار اللي قالته لاخوها، وسجلته على تليفوني كمان".. 


أظهر هاتفه وقام بتشغيله ليصدع صوت شهد، فأسرعت فاتن بأخذه منه واستمعت بتمعن لكل ما تفوهت به شهد حتي انتهي التسجيل فنظرت لعاطف وبابتسامة تحدثت.. 

" حضر العربيه يا عم عاطف هنروح مشوار".. 


" أمرك يا ست هانم".. 

قالها" عاطف"وانصرف من أمامها، امسكت فاتن هاتفها وطلبت إحدي الارقام ووضعت الهاتف على اذنها تنتظر الرد.. 

.............................. 

"غفران".. 


محتضن "عهد"التي تغص بنوم عميق داخل صدره بعدما قام بتبديل ثيابها وثيابه ايضاً وقام بتعقيم جرحه بنفسه، لم يغمض له جفن رغم شدة تعبه.. 


فضل ان ينعم بالراحة داخل دفئ حضنها الذي راقه كثيراً، يمسد بأنامله علي وجنتيها تاره، وعلي شعرها تاره، وعلي كافة جسدها المرتجف تاره أخرى.. 


يحاول بث الطمأنينه لقلبها الذي يستمع لصوته الصارخ بعشقه ونيران غيرتها وتخبطها بمشاعرها بين الاقتراب منه والابتعاد عنه.. 


ليصدع رنين هاتفه برقم والدته، اعتدل جالساً بجزعه علي الفراش، ولم يبتعد عن عهد انش واحد بل جذبها اليه اكثر مغمغماً برتياح.. 

"كويس ان الفون ضد الميه يا عهوده".. 

لثم ثغرها سريعاً ،وضغط زر الفتح وتحدث بهدوء.. 

"ايوه يا امي".. 


"انت فين انا عايزه اشوفك حالاً".. 

هتفت بها "فاتن" بنبره غاضبه، جعلت القلق يدب بقلب غفران، وبتساؤل تحدث.. 

"ايه اللي حصل يا ام غفران؟"..


"مين عهد دي يا غفران؟".. 

دون ارادته ضم" عهد"له بكل قوته، وبدون تردد اجابها.. 

"مراتي".. 

قبل جبهتها مرات متكرره مكملاً.. 

" عهد تبقي مراتي يا أمي"..


انتهي البارت..




البارت ال18..


قوة أم!!.. 


اعتلت الدهشه ملامح فاتن وبذهول تحدثت قائله.. 

"مراتك يا غفران؟!".. 


نثر "غفران" الكثير من القبلات علي خصلات شعر "عهد" مغمغماً بتنهيده عاشقه.. 

"ايوه مراتي وأول حب في حياتي يا امي".. 


ضمها لصدره بقوه مكملاً بفرحة غامرة ظاهرة بنبرة صوته.. 

"تقدري تقولي أخيراً ابنك عرف يعني ايه عشق علي ايد عهودة قلبي المجنونه".. 


" لااااا دا انت تقولي انت فين حالاً وانا هجيلك بنفسي اشوف اللي قدرت تخطف قلب ابني، وكمان اللي عيزاك فيه مش هينفع في التليفون".. 

هتفت بها "فاتن"بصرامتها المعتاده.. 


"انا في شقتي اللي كنت قايلك عليها في مدينة نصر، خلي عم عاطف يجيبك هو عارف طريقها".. 

قالها" غفران" بهمس يكاد يسمع حتي لا يقلق منام" عهد"التي بدأت تتململ بين يديه.. 


ليسرع" غفران"ويربت علي ظهرها بحنان بالغ مثلما يفعل مع صغاره، يعملها كأبنته الصغيره، لتتنهد "عهد" براحه وتغص بالنوم مره أخرى جعلت ابتسامة متيمه تعتلي ملامحه الهائمة بها عشقاً.. 


"طيب اقفل وانا هلبس والبس الولاد واوديهم التمرين الأول واجيلك علي طول بمشيئة الله يا حبيبي".. 

هتفت بها فاتن علي عجل واغلقت الهاتف واتجهت نحو غرفة الصغار، ومن ثم نحو خزانتهما واخرجت لهما ثيابهما الخاصه برياضة الكاراتيه.. 


بينما "غفران" وضع هاتفه والتفت ل"عهد" يتأمل ملامحها الرقيقه والبريئه بفتنان، وابتسامة رائعه تزين محياه، وبحرص شديد عدل وضعها علي الفراش بوضع اكثر راحه.. 


وابتعد عنها علي مضض ودثرها جيداً بالغطاء مقبلاً كافة وجهها مرات متتاليه وبهمس تحدث قائلاً.. 

"نامي يا روحي وارتاحي وانا هحضرلك أكتر اكله بتحبيها و لما تصحي هأكلك بأيدي".. 


أنهي جملته بقبله عميقه علي وجنتيها واعتدل واقفاً اخذ هاتفه وسار نحو الخارج غالقاً الباب خلفه بحذر شديد حتي لا يزعجها.. 


وقف في ردهة الشقه ينظر للزجاج المتناثر أرضاً بنظرات منذهله مغمغما لنفسه.. 

" امي هتيجي تشوف الشقه بالمنظر دا؟!".. 


دار بعينيه عن الكنزه البيضاء التي كانت ترتديها مجنونته وجدها ملقاه علي إحدي الأرائك فقترب منها وامسكها بلهفه، ورفعها علي أنفه يستنشق عبيرها بستمتاع ومن ثم ارتداها سريعاً وبدأ يمحي أثار الحطام الذي تسبب به جنان معشوقته.. 


.. مرت اقل من ساعه كان اعاد غفران كل شئ بمكانه مره أخرى،ووقف داخل المطبخ وبدأ يعد لها أشهى المأكولات.. 


ليصدع صوت هاتفه برقم إحدي قواته فرد بعميله قائلاً.. 

"ايوه يا ابني".. 


"مدام عبد الرحمن المصري عايزه تقابل معاليك يا باشا".. 

هتف بها إحدي العساكر باحترام شديد.. 

"خليها تطلع، ومستني واحد اسمه علي عبد المرضي لما يجي خليه يطلع بردو".. 

هتف بها غفران وهو يسير نحو باب الشقه وفتحه لاستقبال والدته حتي لا تضغط علي الجرس وتزعج طفلته.. 


دقيقه، وخرجت فاتن من المصعد لتعتلي وجهها الدهشه حين وجدت ابنها يقف بنتظارها بهيئة تعطي انطباع كأنه عريس بأوائل أيام زواجه.. 


ضيقت عينيها وهي تقترب منه ليبهرها اشراق وجهه ولمعة عينيه التي تراها لأول مره مما جعلها تبتسم براحة واطمئنان واقتربت منه احتضنته بحب مردده.. 

"مبروك يا حبيبي ربنا يجعلها سبب في فرحة قلبك يا ابني".. 


اعتلت الدهشه ملامح "غفران" وضحك بقوه وهو يقول.. 

"لدرجاتي بتحبي شهد يا امي، وما صدقتي اني اتجوز عليها؟!".. 


حرك رأسه بالنفي وهو يجذبها للداخل صافعا الباب خلفه وباسف تابع.. 

"عملت ايه زعلتك اوي كده منها وخلتك ترحبي بجوازي عليها؟!".. 


شردت فاتن لبرهه تفكر جيداً اتخبره بما فعلته زوجته أم تلتزم الصمت وتتحلي بالعقل وتفكر بحل تتخلص به منها دون ان يصاب أولادها بأي أذي.. 


سار بها غفران نحو المطبخ المفتوح على ردهة الشقه، واجلسها علي مقعد أمامه وبدأ يكمل طهي الطعام المفضل لزوجته تحت نظرات فاتن المنذهله وبعدم تصديق تحدثت.. 


"كشري؟!".. جحظت عينيها ونظرت له مكمله.. 

"من امتي وانت بتاكل الكشري، ولا من امتي وانت بتقف في المطبخ اصلاً يا حضرة الظابط؟؟".. 


اجابها "غفران" بابتسامة.. 

"كنتي دايماً تقوليلي ان اللي بيحب بيتشقلب علشان يسعد قلب حبيبه ويعمله كل اللي بيحبه واللي نفسه فيه، وعهد بتحب الكشري مشطشط وانا اتعلمت عمايله مخصوص علشانها".. 


"طيب هي فين شوقتني اشوفها يا واد يا غفران".. 

هتفت بها فاتت وهي تتلفت حولها تبحث عنها بعينيها.. 


رسم" غفران"خوف مصطنع علي محياه وهو يقول

" بعد ما كسرت البيت علي دماغي تعبت وغرقت في النوم".. 

أنهي جملته وأشار بيده علي الأكياس المملوءه بما حطمته عهد.. 


شهقت" فاتن"بعنف ومن ثم ضحكت بقوة حين تمعنت النظر بوجه غفران وتفهمت سبب ما فعلته عهد وبصعوبه قالت من بين ضحكاتها.. 

"مادام غارت عليك اوي كده تبقي بتموت فيك".. 


" وانا بعشقها".. 

قالها غفران بصدق وعشق ظاهر عليه بوضوح.. 

"يبقي لازم تخلي بالك منها لان مراتك عرفت ان في واحده في حياتك اسمها عهد واكيد مش هتسمي عليها".. 


هتفت بها فاتن بنبره محذره جعلت الغضب يعتلي وجه غفران وبتساؤل تحدث.. 

" وانتي عرفتي ازاي انها عرفت يا ام غفران؟".. 


اجابته بهدوء.. 

"براقبها زي ما قولتلي يا حبيبي".. 

ابتسم" غفران"ابتسامة مصطنعه وهو يقول.. 

" انا متعمد انها تعرف، واني انطق اسم عهد وانا معاها علشان عهد وجودها في حياتي بقي امر واقع علي الكل واولهم شهد، ولخاطر ولادي بس انا صابر عليها لحد دلوقتي".. 


أستطاعت "فاتن" قرائة ما يدور بذهن ابنها، فعادت ملامحها لصرامتها وبأمر قالت.. 

"عيزاها تتحسر وتبكي بدل الدموع دم كل ما تفتكر انها في يوم من الأيام كانت حرم المقدم غفران المصري"..


تفوهت بها "فاتن" بصرامه شديده، لتعتلي الدهشه ملامح غفران، وتحدثت بقلق قائلاً..

"ماما شهد عملت ايه معاكي بالظبط علشان يزعلك أوي كده؟!"..


"عملت نصايب مهببه علي دماغها وهي متعرفش أنها اول واحده هتدفع تمن اللي عملته"..

هم غفران بالحديث، لتشير له بالصمت، وبتعقل شديد تحدثت..

" اسمعني يا ابني كويس أوي، ونفذ اللي هقولك عليه من غير نقاش يا غفران"..


" أنا عنيا ليكي وهعملك كل اللي انتي عيزاه يا أم غفران بس فهميني أيه اللي حصل؟!"..

صمت لوهله، وبأسف تابع..

" شكلك مصدومه صدمه كبيره ومش سهله ابداً"..


ابتسمت فاتن بثقه قائله..

"شكلك أنت اللي نسيت أمك تبقي مين يا ابن الشهيد عبد الرحمن المصري"..

اقتربت منه ونظرت لعينيه بعمق وبفخر تابعت..

" انا فاتن الدسوقي بنت اللواء محمد الدسوقي اللي اترملت علي ولادها وهي بنت 23سنه"..


ترقرقت عينيها بالعبرات وبصوت متحشرج بالبكاء تابعت..

"اكتفيت بيكم وربتكم احسن تربيه لحد ما بقيتو أحسن واجدع رجاله، فمش حتة بت بنت أمبارح تيجي علي أخر الزمن وتفكر انها ممكن تقدر تأذي حد من ولادي"..


اخذت نفس عميق، وبأمر أكملت..

" عيزاك تعاملها احسن معامله، تحسسها انها ملكة"..

صوتها وصل لسمع "عهد" أفاقها من نومها، دلكت جبهتها بقبضة يدها، وبستغراب تمتمت لنفسها..

" مين اللي بتتكلم مع غفران دي؟!"..


أسرعت بمغادرة الفراش وهمت بالسير لخارج الغرفه لكنها تسمرت مكانها بصدمه حين تابعت فاتن بصرامة..

" أوعى تفكر تقول لمراتك انك اتجوزت عليها نهائي، دي مراتك ام ولادك ميصحش ابداً نزعلها"..

قالتها فاتن بنبرة ساخرة، ليبتسم غفران بعدما تفهم جيداً مقصد والدته وبجديه مصطنعه تابع..


"بتوصيني علي مراتي ام عيالي، انا عايزك تطمني علي الأخر يا غاليه".. غمز لها بعبث وبسخريه اكمل..

" شهد دي طول عمرها شهد حياتي اللي بسطاني ومفرحاني ولازم افرحها وابسطها اخر انبساط"..


حديثه هذا كان بمثابة زيت انسكب علي النيران المتأججه بقلب عهد، جعلت دموعها تهبط من عينيها بغزاره، وبندفاع وتهور امسكت هاتفها وطلبت إحدى الأرقام ووضعت الهاتف علي أذنها تنتظر الرد..


لحظات وأتاها صوت" احمد" يتحدث بنبره هادئه..

"أحلى رنه بتجيلي من أحلى عهوده في الدنيا"..

ببكاء حاد همست عهد..

"احمد ممكن اشوفك؟"..


"ايوه طبعاً ممكن بس انا كل مرة اجبلك فيها الأكل الحرس عندك مبيرضوش يطلعوني".. 

قالها احمد بأسف.. 


لتأخذ "عهد" نفس عميق وبأصرار قالت.. 

"المرادي انا اللي هجيلك، اقفل دلوقتي واستني مني تليفون هقولك هشوفك فين وامتي".. 


اغلقت معه وطلبت رقم اخر، لحظات وأتاها صوت" هاله"الحنون تتحدث بلهفه.. 

" عهد حبيبتي واحشتيني اوووي".. 


" وانتي كمان يا هاله والله واحشتيني اكتر".. 

هتفت بها عهد بنحيب شديد، وبرجاء تابعت.. 

" ينفع تجيلي يا هاله؟"..


"ياحبيبتي طبعاً ينفع انا جيالك اصلاً في الطريق مع علي علشان غفران عايزه وانا قلقت عليكي قولتله هاجي معاك واديكي اهو مفحومه من العياط فيكي ايه يا عهوده؟".. 


بفرحة تحدثت عهد رغم شدة بكائها قائله.. 

"يعني انتي جايه عندي دلوقتي؟"..


اجابتها هاله بفرحة لفرحتها.. 

" ايوه يا حبيبتي وجيبالك معايا هديه بسيطه يارب تعجبك".. 

" هاله اتصرفي وهاتيلي معاكي حجاب ضروري علشان انا قررت اتحجب".. 


هتفت بها عهد بنبره راجيه بعدما التمعت برأسها فكرة شريره وعقدت عزمها على تنفيذها وستجبر صديقتها الوحيدة علي مساعدتها.. 


 لتضحك هاله بقوه مردده.. 

"والله يا عهوده انتي بنت حلال وفرحتيني اوووي انك اخيراً هتتحجبي لأني جيبالك معايا حجاب وفستان محجبات يارب يعجبك"..



البارت ال19..


عناق!!..


"عهد".. 


جحظت عينيها حين انتبهت لهيئتها والمنامة الوردية الرقيقه التي ترتديها، والتي انعكست علي لون بشرتها الصافيه اعطتها رونق خاص يخطف الأنفاس.. 


منامة قطنيه ذات حملات رفيعه بفتحة صدر واسعه تظهر جمال عنقها ومقدمة صدرها بسخاء، وسروال يظهر جمال جسدها الممشوق.. 


صكت علي أسنانها بغيظ وقد اشتعلت وجنتيها بحمرة الخجل بل أصبحت علي وشك الذوبان من شدة خجلها حين جذبت مقدمة المنامه ونظرت بداخلها لتتأكد أن "غفران" قام بتبديل كافة ثيابها داخلياً وخارجياً.. 


شهقت بعنف واسرعت بوضع يدها علي فمها تكتم شهقتها وهي تتخيل ملامحه ونظرته الماكرة لها وتعبيرات وجهه العابثه، وبالتأكيد تحول لغفران المتحرش ولم يمر الموقف مرور الكرام.. 


عضت شفتيها بعنف صادرة صوت غاضب وحدثت نفسها ببكاء مصطنع قائله.. 

"اااااه يا غفران الوزير يا ساااافل والله لعرفك مين هي عهوده يا ظبوطه يا متحرش يا قذر".. 


القت هاتفها علي الفراش وهبت واقفه واندفعت نحو الخارج راكضه كطلقه ناريه غير عابئة لصوت فاتن ووجود أحد معه، تريد الوصول لعنقه حتي تقبض عليه لعلها تزهق أنفاسه والتي بمثابه أنفاسها هي بالأساس.. 


صوت فتح باب غرفتها وصل لسمع "غفران" الذي أنتهي للتو من تحضير وجباتها المفضله بمهارة شيف محترف.. 


نظر لوالدته التي تتذوق الطعام بتلذذ وابتسم بتساع وهو يقول.. 

"عهودتي صحيت يا أم غفران".. 

أنهي جملته واستدار سريعاً لخارج المطبخ ووقف ينتظر انفجار ثورتها التي تروقه كثيراً للمره التي لا يعلم عددها ببتسامة عاشقه تزين محياه.. 


التفت "فاتن" هي الأخرى بلهفه تود رؤية تلك الفتاه التي استطاعت إدخال الفرحة علي قلب عزيزها ورسم الابتسامة علي وجهه.. 


لتتسع عينيها بدهشه حين لمحت فتاه تركض تجاه "غفران" تمتلك وجه برئ للغايه كطفله لم تتم عامها العاشر بعد، بملامح طفوليه وجسد انثي مكتملة الأنوثه، وبرغم غضبها البادي عليها إلا انها تشع برائه وحياه..


لم تفكر لوهله، وبلمح البصر كانت هجمت علي "غفران" وبدأت تلكمه بمهارة لاعبة بوكسنج، ليستقبل هو لكماتها ويتصد لها ببراعة ولم تترك الابتسامة محياه.. 


لتصرخ هي بوجهه دون التوقف عن لكمه قائله.. 

"ازاي تسمح لنفسك تتعدي حدود وظيفتك وتغيرلي هدومي يا متحرررررش".. 


سيطر عليها بصعوبه وضمها لداخل حضنه، ظهرها مقابل صدره، ومال علي اذنها وهمس بأنفاس متهدجة.. 

"كل حاجة واي حاجة تخصك تبقي من حدود وظفتي سيادتك، واهدي خليني أعرفك علي والدتي، ولما تمشي ابقي اعملي فيا اللي انتي عيزاه كله براحتك".. 


التفتت برأسها ورمقته بنظرة حارقه، بادلها هو النظره بأخرى خبيثه، وغمز لها بشقاوه، ومال بوجهه عليها قليلاً موجهاً نظره لمقدمة منامتها تحت انظار فاتن التي تطلع لهما بابتسامة بلهاء ونظرات منذهله من افعال ابنها الغريبه كلياً بالنسبه لشخصيته الصارمة..


" انت اكبر متحرش شوفته في حياتي"..

همست بها "عهد" داخل أذنه بغضب مكتوم، ابتسم لها ابتسامة لعوب، وعض علي شفاتيه بإيحاء وبهمس قال..

"معاكي انتي وبس معنديش مانع ابقي شيخ المتحرشين كلهم"..


قمعت ابتسامتها بصعوبه، ودفعته بعيداً عنها بقوة، واخذت نفس عميق تهدأ به وتيرة غضبها، ونظرت بتجاه فاتن التي تطلع لها بابتسامة حانيه..


نظرت لها "عهد" بدهشه واقتربت منها بخطوات مسرعة وقفت أمامها تتأمل ملامحها وبذهول واعين ترقرقت بالعبرات قالت..

" حضرتك شبه نانا مامت مامي الله يرحمها، ويطول بعمرك يارب كانت بتحبني اوي وحنينه عليا اوي اوي"..


"حبيبتي اعتبريني انا زي نانا"..

هتفت بها "فاتن" بنبرة حانيه وهي تضمها لصدرها وتربت علي ظهرها بحنان بالغ جعلت دمعه حارقه تهبط ببطء علي وجنتي "عهد" التي مسحتها سريعاً ورسمت الجديه علي ملامحها وابتعد عن فاتن وتحدثت بتساؤل..


" حضرتك مامة الظبوطه دا؟ "..

بابتسامة اجابتها" فاتن"..

" ايوه حبيبتي، ليه هو مزعلك ولا ايه؟"..

رفعت "عهد" حاجبيها بدهشه وهي تقول..

"ازاي قدرتي تحملي لوحدك في الانسان دا كله"..


هتفت بها وهي تشير علي "غفران" بسبابتها، لتتعالي ضحكات "فاتن و غفران" الذي اقترب منها وقف جوارها ملتف بيده حول خصرها، حاولت عهد ابعاده عنها لكنه ذاد من ضمها له وبصعوبه من بين ضحكاته تحدث قائلاً..

"لا يا عهوده انا مش مولود كده"..


ضغط علي خصرها بعنف محبب جعل رجفة رائعة تأثر قلبها مكملاً بمكر..

" انا كنت طفل صغنن ومعنديش العضلات دي خاالص"..

قربه منها وطريقة حديثه جعلها تعجز عن الحديث والحركة،ابتسم غفران وبلحظه كان حملها واجلسها علي مقعد بجوار فاتن واستدار هو لداخل المطبخ وبأمر تابع..

"طيب خلينا ناكل الأول علشان جايلنا ناس كمان شويه"..


غمز ل"عهد" مكملاً..

" وبعدين هجوبك انا علي كل أسئلتك سيادتك"..

..................................

"انا مش عاااارف بنتك دي صنفها اييييه، ولا انتي يا امه كنتي بتتوحمي عليها في مين علشان تبقي بالغل والقسوة دي"..

هتف بها" احمد"بغضب عارم، وهو يجذب خصلات شعره بعنف..


تنهدت "سعديه"بتعب مغمغمه بسرها..

" ااه يا شهد يلي ورثتي الشر من؟!"..

قطع شرودها صوت احمد الغاضب وهو يقول..

" قوليلي اعمل ايييه يا امه مع البنت الغلبانه والساذجة اللي لسه قافله معايا دي وبتقولي انا هجيلك؟"..


سعديه.. " وهي يعني البنت دي صغيرة يا ابني مش هتعرف وتفهم غرضك منها؟"..


حرك احمد رأسه بالنفي وهو يقول..

" من الكام مرة اللي كلمتني فيهم بيقولو انها شبه هبله ولا ايه، بتاخد علي الناس بسرعه، وماشيه تقول للي يسوي واللي ميسواش هاااي انا عهوده"..


" يبقي لو  كلمتك تاني اتصل علي غفران جوز اختك وقوله من غير ما تجيب سيرة اختك خاالص يا احمد"..

هتفت بها "سعديه" بتعقل..


حرك" احمد"راسه بالايجاب قائلاً بتأيد..

" عندك حق انا هرسي غفران علي كل حاجه"..




البارت ال 20


لحظات عشق!!..


"عهد"..


تلك الليله التي فقدت بها عائلتي بحادث اغتيال، والدتي واشقائي الصغار لن تمحي من ذاكرتي، تركوني دون وداع، لم استطع حتي رؤيتهما للمره الأخيره..


فقدو حياتهما وافقدوني قلبي، تمنيت كثيراً أن القي حتفي حتي الحق بهما، حاولت الانتحار ولكني أدركت إني لن أكون برفقتهما بهذه الطريقه..


فضلت أن انتظر قدري لعل الله يكتب لي الشهاده مثلهما، ولكن بعدما اقتحمني عشقك الذي يعذب فؤادي عدت ثانياً افكر بالانتحار افضل لي من ان أراك برفقة امرأه غيري أو ربما أنجح بالهروب منك يا من امتلكت قلبي.. 


كلمات تتردد بذهن "عهد" وهي تطلع ل"غفران" الذي يطعمها بيده ويأكل من ورائها بابتسامة عاشقه تزين محياه..


 تحت أنظار "فاتن" التي تطلع لهما بحب وتدعو من صميم قلبها قائله..

"ربنا يحفظكم من كل شر ويفرح قلبكم ياارب يا حبايبي"..


"آميييين يارب العالمين، ويباركلنا فيكي يا ست الكل"..

هتف بها "غفران" وهو يغمز ل"عهد" بعبث مكملاً..

"وميحرمكيش مني سيادتك"..


عبست "عهد" بملامحها، وهبت واقفه وهتفت بابتسامة بشوشه ل"فاتن" وهي تقول..

"مبسوطه جدا اني اتعرفت علي حضرتك يا نانا فاتن"..


ضمتها "فاتن" بحنان ويدها تربت علي شعرها قائله..

" انا اللي مبسوطه اكتر اني شوفتك يا احلي عهوده ومش هتبقي اخر مره بمشيئة الله"..


ابتعدت "عهد" عنها ورسمت ابتسامة باهته علي محياها وبتنهيده تحدثت..

"الحمد لله انا كلت ميرسيي يا حضرة الظابط علي الكشري"..


" بالهنا يا قلبي انا"..

هتف بها "غفران" وهو يلاعب لها حاجبيه، لترمقه" عهد"بنظرة حارقة مصطنعه الغضب وبتساؤل قالت..

" هي مين دي اللي قلبك؟!"..


أجابها وهو يلوك الطعام بتلذذ..

"امي سيادتك هيكون انتي مثلاً!!"..

ضربت بقدمها الأرض وسارت نحو غرفتها بخطوات مسرعة وبغيظ تمتمت لنفسها..

"اووف عليك ظبوطه بارد وغلس وتجنن في نفس الوقت"..


هبت "فاتن" واقفه وسارت نحو الخارج ليسرع غفران خلفها، فربتت علي كتفه وبابتسامة قالت.. 

"البنت جميله اووي وبتموت فيك يا غفران بس هي عنيده شويه اوعي تخسرها يا ابني"..


"انا ماصدقت لقيتها يا أمي، وعنادها دا انا بعشقه"..

قالها" غفران"بلفهه وعشق ظاهر بشدة على ملامح وجهه..


"ربنا يسعدك يا حبيبي، همشي انا علشان أروح للولاد اجبهم من النادي، وانت خلي بالك من نفسك ومتنساش اللي قولتهولك"..


قبل جبهتها، ويدها، وخطي بها داخل المصعد، وضغط علي الطابق المقصود وخرج هو سريعا وبطاعه تحدث..

" اطمني يا غاليه، ولو في اي حاجه جديده كلميني انتي علي طول"..

حركت رأسها بالايجاب ،وانغلق الباب..


ليسرع هو بالعوده لداخل الشقه غالقاً الباب خلفه وسار بخطوات اقرب الي الهرولة حتي وقف أمام باب غرفتها اخذ نفس عميق وطرق الباب برفق..


ليأتيه صوتها الغاضب تتحدث بأمر..

"متدخلش ياظبوطه"..

انبلجت ابتسامة علي محياه قمعها سريعاً وفتح الباب وخطي للداخل بخطوات بطيئه ماكره، وبهدوء تحدث قائلاً..

"انا اشترتلك شوية هدوم أون لاين وحطتهملك في الدولاب"


"هو انا مش قولت متدخلش يا غفران!! ، اتفضل اطلع بره وسبني لوحدي علشان هاله صحبتي جاية في الطريق وعايزه اقعد معاها علي راحتي"..

هتفت بها "عهد" بنفاذ صبر دون ان تنظر له، بل استدارت موليها ظهره هروباً من نظرته لها التي تبعثر مشاعرها..


لم يبالي لحديثها،يكتفي بتأملها بابتسامة هائمه بكل تفصيلها، واقترب منها كالمغيب وبلحظه كان انتشلها داخل حضنه يضمها بل يعتصرها بين ضلوعه، ومال على عنقها يلثمه بعمق جعلها تفقد القدره علي ابعاده عنها..

تقف بلا حراك بين يديه، وكأن جسدها الخائن اصبح طوع حضنه يتتوق شوقاً لهمساته ولمساته التي تثلج قلبها مهما كانت غاضبه منه..


"لما صحبتك تيجي انا هاخد جوزها ونروح مشوار مهم، وانتي اقعدي معاها براحة راحتك علي ما ارجعلك علشان نقعد انا وانتي مع بعض ونتكلم يا عهوده وافهمك كل حاجه"..

همس بها "غفران" من بين سيل قبلاته، لترتجف هي بين يديه وتغلق عينيها براحة اجتاحتها بعنف، وبصوت يكاد يسمع قالت..

"هتروح فين وتسبني"..


" مستحيل أسيبك يا عهد"..

هتف بها بلهفه وهو يزيد من ضمها داخل صدره اكثر مستندا بذقنه علي كتفها وبجديه تابع..

" انا قدرت اوصل لكذا واحد كانوا من ضمن الرجاله اللي خطفوكي ومحتاج" علي"يشوفهم يمكن يقدر يتعرف عليهم"..


"انا مشوفتش حد منهم يا غفران كانوا مغمين عيني"..

هتفت بها" عهد"بنبره اوشكت علي البكاء وبدأ جسدها ينتفض بين يديه بقوه..


"هشششش اهدي انا هنا مستحيل حد يقدر يأذيكي يا عهد"..

هتف بها وهو يحملها لداخل حضنه بيد واحده، وسار بها نحو اقرب مقعد جلس عليه وجذبها علي ساقيه وتابع بهدوء..

" عهد مش عايزك تخافي وتخلي خوفك يجبرك علي اي تصرف متهور، عايزك تهدي وتفهمي الاول وبعدين تفكري كويس وفي الاخر تاخدي قرار"..


مسد علي وجنتيها بأنامله مكملاً..

"واطمني انا تقريباً وصلت للي عايز ينتقم من سيادة الوزير وهقبض عليه في اقرب وقت، وساعتها والدك هيرجعلك ومعاه مفاجأه حلوه اوي لاحلي عهوده في الدنيا"..


" امممم طيب كويس بابي يرجعلي وارتاح منك، وانت كمان ترتاح مني وترجع لحياتك وبيتك ومراتك وولادك"..

هتفت بها بعدما ابتلعت غصه مريره بحلقها..

رمقها بنظرة عاتبه وبتساؤل قال.. 

"عايزه تفهميني أن هو دا اللي عيزاه يا عهد؟!"..


" دا اللي المفروض يحصل يا حضرة الظابط"...

هتفت بها بحده وهي تحاول الابتعاد عنه، ليسرع هو ويضع يده خلف رأسها وجذبها اليه مستندا بجبهته على جبهتها وبأنفاس متهدجه همس..

"دا هو اللي المفروض يحصل يا قلب حضرة الظابط"..


أنهي جملته وتناول شفاهها في قبلة عميقه يبث لها مدي عشقه ولهفته عليها، كانت تقاومه بعنف، ولكن قوة عشقه لها الذي يغمرها به جعلها تستجيب له بكل وجدانها ملتفه بكلتا يدها حول عنقه تجذبه اليها أكثر وعبراتها تهبط بغزاره علي وجنتيها بعدما حسمت أمرها انها ستبتعد عنه للأبد وستتركه لأطفاله..


ولكن تريد على الأقل ان تودعه، والتنعم بعناقه ولو قليلاً.. مرت عليهما لحظات منفصلان عن العالم، مكتفيان ببعضهما..

صوت رنين جرس الباب افاقهما بالوقت المناسب، لتنتفض "عهد" مبتعده عنه وركضت نحو حمام الغرفه واغلقته بعنف وجلست ارضاً تبكي بنحيب محدثه نفسها بعتاب..

"فوقي يا عهد دا مجرد جواز اتفاق وبس وهيسيبك ويرجع لمراته، يبقي لازم انتي تسبيه قبل ما هو يسيبك".. 


انتهي البارت..


تكملة الرواية هناااااااااا








تعليقات

التنقل السريع