القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية غفران كامله من الفصل 21الي الفصل الاخير والبارت 1-2-3-4-5--الجزءالثاني بقلم نسمة مالك

 



رواية غفران كامله من الفصل 21الي الفصل الاخير والبارت  1-2-3-4-5--الجزءالثاني  بقلم نسمة مالك 






البارت ال21



صفعات!!..


"هادي".. 


يجلس بجوار زوجته الغارقه بالنوم، يمسد علي شعرها تاره، وعلي بطنها المنتفخه يتحسس حركة حنينهما تاره، ويغرقها بوابل من القبلات العاشقه تاره أخرى.. 


وبهمس يتحدث قائلاً.. 

"رغدتي أصحى يا روحي كفايه نوم".. 

تململت بين يديه، وهمهمت بأسمه قائله.. 

"هادي سبني أنام شويه صغيرين كمان بس".. 


قبل كتفها العاري، وبتحذير قال.. 

"هتصحي بالذوق ولا اصحيكي بطريقتي؟".. 

ضحكت بغنج، واعتدلت جالسه علي الفراش ساحبه الغطاء عليها بكسل، وبتنهيده قالت.. 

"خلاص انا صحيت اهو".. 


"لا انا شاكك انك لسه نايمه فالأفضل اصحيكي بطريقي".. 

هتف بها وهو يقترب منها بنظرات ماكرة وهم بتقبيلها ليصدع رنين هاتفه بنغمه خاصه بعمله الهام.. 


" دا تليفون مهم لازم أرد ياروحي".. 

هتف بها "هادي" وقد اعتلت ملامحه القلق، ضغط زر الفتح وبتوتر ملحوظ تحدث.. 

" ها يا بشمهندس طمني؟"..


ليأتيه الرد بجمله جعلت الصدمه تلجمه حين إجابه الطرف الأخر قائلاً بأسف.. 

"للأسف الأسهم سعرها نزل وبقي في الأرض، خسرنا يا هادي باشا والشركة الخصم اعلنت افلاسنا وسط الشركات".. 


اخذ الأمر منه لحظات حتي استطاع الرد بذهول وعدم تصديق قائلاً.. 

" انت بتقول ايييييه يا بني أدم انت؟! هما مين دول اللي خسرو؟".. 

أنهي جملته وقذف الهاتف من يده بعنف غير عابئ لمصيره.. 


وقد فقد السيطره علي أعصابه من شدة صدمته، وبدأ يحدث نفسه بنبره اشبه بالصراخ.. 

"لااااا اكيييد لاااااا مخسرناااش، طيب اخسر انا موافق لكن فلوس اخويا وامي لااااا".. 


انهمرت دموع رغد بغزاره وبفزع اقتربت منه وبصوت باكي مرتجف قالت.. 

"في ايه يا حبيبي ايه اللي حصل".. 


"شركتنا هتعلن افلاسها، كل حاجه راحت، بيتنا اتخرب يا رغد".. 

هتف بها بهذيان وعينيه تفيض بالعبرات حارقه علي وجنتيه، لتسرع زوجته وتضمه لصدرها وتربت علي ظهره بيدها المرتعشه وبتوسل تهمس بإذنه.. 

"اهدي يا حبيبي، فداك الدنيا كلها، المهم انت، بالله عليك تهدي يا هادي؟".. 


قطعت حديثها وصرخت بهلع حين دفعها بقوه بعيدا عنه حتي انها كادت ان تسقط من أعلى الفراش لولا انها تمالكت نفسها، وبصراخ تحدث.. 

"بقولك بيتنا اتخرب وفلوس اخويا وامي اللي مشغلنها معايا راحت تقوليلي اهددددي".. 


مدت يدها وجذبت روبها الملقي ارضاً بجوار السرير، وارتدته سريعاً وهبت واقفه بوهن واقتربت منه بخطوات حذره وبرجاء تحدثت.. 

"هادي حبيبي بصلي".. 


نظر لها تظرة تملئها الكسره جعلتها تطبق جفنيها من شدة ألمها عليه، وببكاء تحدث قائلاً.. 

" انا خسرت كل حاجه وبقيت علي الحديده يعني الفلوس اللي في الفيزا بخ،مبقاش معايا حتي تمن تذكرة القطر اللي هترجعنا القاهره".. 


توقف بنظره علي بطنها وبنحيب تابع.. 

" مبقاش معايا تمن لكشفك ولا علاجك ولا لولادتك يا رغد".. 


ارتمي ارضاً علي ركبتيه مكملاً بحسره.. 

"انا فاشل وضيعت كل حاجه".. 


بلهفه اقتربت منه وجلست ارضاً جواره وبقوه مزيفه تحدثت.. 

" لا يا حبيبي متقولش كده دا اختبار من ربنا وانت هتبقي قده وهتنجح ف؟".. 


"انجح اييييه بقولك انا ضيعت كل حاجه".. 

صرخ بها وهو يدفعها بعيداً عنه بكلتا يده لتسقط بجسدها ارضاً بعنف، وبدأ يحطم كل شئ حوله بنهيار تام مردداً بعدم تصديق.. 

"كل حاجه رااااحت وهنعلن افلاسناااااا".. 


ظل يحطم كل ما تطوله يده غير منتبه لتلك التي تجلس بمكانها بوجه شاحب، وجبهتها بدأت تتصبب عرقاً،ممسكه ببطنها، وتأن بضعف شديد.. 


شعرت بدوار يداهمها بقوه، فتمدت ارضاً علي ظهرها وبصوت يكاد يسمع همست بصعوبه.. 

"هادي الحقني".. 


همسها أعاده من دوامة انيهياره، وبهلع وقلب ارتعد بخوف شديد اقترب منها وحملها داخل حضنه، وبأنفاس أوشكت علي الأنقطاع تحدثت.. 

"رغد مالك يا حبيبتي".. 


لم تستطع الرد عليه بعدما داهمها دوارها بعنف اكبر وسحبها لقاع مظلم ليتراخي جسدها بين يديه وتغلق عينيها مستسلمه لدوارها تاركه خلفها قلب يصرخ قبل لسانه بأسمها حين لمح الدماء التي اغرقت روبها.. 

......................................... 

"عهد"..


بابتسامة هادئه رغم بريق العبرات بعينيها تطلع ل"هاله" التي تجلس أمامها بوجه مشرق وكأنها عادت للحياه مره أخرى بعدما عاد لها زوجها.. 


عضت "هاله" علي شفتيها بخجل ولكمتها برفق وهي تقول.. 

"بت يا عهوده متبصليش كده بتكسفيني، وكفايه اللي حصلنا انا وعلي بسبب اللي عمله غفران الحارس بتاعك دا".. 


عقدت "عهد" حاجبيها وبتساؤل قالت.. 

" عمل ايه غفران؟!".. 


" بعتلنا عربيه أخر ابهه وفيها سواق وعربيه تانيه فيها حراسه جولنا لحد البيت وخدونا قدام الحته كلها".. 

هتفت بها "هاله" بفرحة غامره مكمله.. 

" كنت طايره من الفرحة يا بت يا عهوده وانا نازله ايدي في ايد جوزي قدام كل اللي شمتو فيا وقالو عليا أرمله وجوزي علي وش الدنيا ربنا ميحرمنيش منه ابداً".. 


" ربنا يفرحك يا حبيبتي انتي تستاهلي كل خير يا هاله".. 

هتفت بها "عهد" بصدق وحب أخوي شديد.. 


هاله.."ويفرح قلبك ياعهوده، وتقوليلي بقي مالك ومين اللي مزعل القمر بتاعنا دا".. 


اخذت" عهد"نفس عميق وهي تقول.. 

" لما غفران ياخد علي وينزلو علشان نتكلم براحتنا".. 


" اممم غفران قولتيلي".. 

هتفت بها هاله بخبث وهي تتنقل بنظرها بين شفتيها، وعنقها المملوء بصك ملكية غفران عليه، وبعتاب وتعقل تحدثت.. 

" حبيبتي خلي بالك من نفسك، واوعي تعملي حاجه حرام تندمي عليها؟!".. 


قاطعتها "عهد" سريعاً وببكاء قالت.. 

" هاله غفران يبقي جوزي".. 

شهقت" هاله"بعنف، ورفعت يدها تكتم شهقاتها، وبذهول قالت.. 

"جوزك يا عهد؟!، انتي ناسيه انو متجوز بنت سعديه؟".. 


انهمرت عبراتها علي وجنتيها بغزاره أكبر، لتسرع هاله وتربت علي ظهرها، وتكمل بجديه.. 

"طيب تصدقي يا بت يا عهوده انك لايقه عليه اكتر من البت الصفره ام غل دي، وهو شكله ابن حلال والله ومغلوب علي أمره معاها علشان خاطر ولاده".. 


" ولاده يا هاله، مش تعبني حاجه غيرهم".. 

هتفت بها "عهد" بأسف.. 


تراقصت ابتسامة خبيثه علي وجه هاله وهي تقول.. 

"انتي وقعتي ولا الهوا اللي رماكي يا عهوده يا شقيه".. 


عبست عهد بملامحها، ومسحت عبراتها بظهر يدها بطفوله، وبخحل وجديه مزيفه قالت.. 

" وقعت ايه لا طبعاً".. صمتت لبرهه وبهيام تابعت.. 

"انا عشقت يا هاله، عشقت غفران".. 


جملتها اخترقت قلب "غفران"الذي يقف علي باب غرفتها وهم بطرق الباب لتلجمه جملتها وتجعل قلبه يتراقص فرحاً، وابتسامة عاشقه تزين محياه.. 

وبلهفه طرق الباب، وخطي للداخل بهيبته ووقاره المعتاد حتي توقف أمام عهد المبتعده بنظرها عنه.. 


يرمقها بنظرات عاشقه جعلت هاله تهب واقفه، وبستحياء تحدثت.. 

"هو علي بره؟".. 


"ايوه احنا هننزل دلوقتي".. 

هتف بها "غفران" دون ان يبتعد بنظره عن حبيبته العنيده.. 


سارت "هاله" نحو الخارج وهي تقول.. 

"طيب انا هستأذنه افضل مع عهد علي ما ترجعو".. 

أنهت جملتها وسارت للخارج غالقه الباب خلفها، وركضت نحو زوجها الجالس بغرفة المتخصصه للضيوف وجلست بجواره ملتصقه به وبهيام قالت.. 

" في قصة حب تجنن جوه يا علولي".. 


"خت بالي انا بس دا ميصحش؟".. 

هتف بها "علي" بصرامه،لتسرع" هاله"وتتحدث قائله.. 

" لا يا علي انت فهمت ايه".. 

اقتربت منه أذنه وتابعت بهمس.. 

"غفران طلع متجوز عهد".. 


"بغرفة عهد".. 


رفعت عينيها ببطء وتطلعت له بتفحص، لتبهرها هيئته وثيابه المنمقه.. 


تأملته بشرود يرتدي كنزه بيضاء، ومعطف من اللون الازرق الفاتح وسروال جينز بلو بلاك..

مصفف شعره الحريري بعنايه وعطره ذو الرائحة الفواحه الذي يروقها كثيراً قد نثر منه بغزاره استنشقته هي تملئ به رئتيها بستمتاع.. 


اما "غفران".. 

صك علي أسنانه بعنف حين رأي احمرار وجنتيها و عينيها المنتفخه اثر بكائها الشديد ودون سابق انظار كان اقترب منها وسحبها لداخل صدره وضمها بعشق مغمغماً بعتاب.. 

"عياطك سكاكين بتقطع في قلبي يا عهد".. 


"قلبك مش ملكي لوحدي يا غفران".. 

همست بها بنحيب، وهي تضمه اليها بكل قوتها مكمله بأسف.. 

"وانا انانيه وعيزاك لوحدي".. 


غمر عنقها بقبلاته الساخنه التي تفقدها صوابها، وبتأكيد قال.. 

"انا ليكي لوحدك".. 

ابتعد عنها، واحتضن وجهها بين كفيه وبحنو تابع..

"حبيبتي عايزك تبطلي عياط، وتستني لما ارجع وانا هفهمك كل حاجه".. 


"هتروح فين".. 

همست بها وهي تنظر داخل عينيه بعشق ليس كمثيله عشق.. 


قبل ارنبة انفها وهو يقول.. 

"هوصل المدريه في السريع لو"علي" اتعرف على الناس اللي قبضت عليهم يبقي عرفنا مين اللي ورا كل الهجوم اللي حصلك انتي ومعالي الوزير، وهاخد قوه واطلع اقبض عليه الليله، وكمان "علي" هيشتغل معانا هعرفه شغله الجديد وارجعلك هوا".. 


هندمت ياقة معطفه وابتسمت له ابتسامتها التي تذيب قلبه، والتفت بكلتا يدها حول خصره تضمه لها بقوه، وبهمس تحدثت.. 

"خلي بالك من نفسك يا ظبوطه".. 


زحف الشك لقلب غفران، وضيق عينيه ونظر لها بتفحص وهو يقول.. 

"امممم الهدوء المريب دا وراه ايه يا عهد؟".. 

استند بجبهته علي جبهتها مكملاً بتساؤل.. 

"بتفكري في ايه بالظبط قوليلي دا انا الظبوطه المتحرش".. 


أنهي جملته وغمز لها بشقاوه، لتدفعه هي برفق نحو الخارج، وبأمر تحدثت.. 

"يله روح مشوارك بسرعه علشان ترجع بسرعه، ولما ترجع نبقي نتكلم".. 


" موافق جداً بس اتمني تفضلي هاديه كده لحد ما ارجعلك".. 

هتف بها "غفران" وهو يرمقها بنظره محذره، وهم بفتح الباب لكنه استدار سريعاً وتابع بجديه مصطنعه.. 

"ونسيت اقولك صحيح".. 


عقدت ذراعيها أمام صدرها، وبتنهيده قالت.. 

" تقولي ايه؟".. 

شهقت بصوت خفيض حين مال عليها فجأه وتناول شفاها بقبله عميقه وسريعه بنفس الوقت وابتعد عنها ونظر لعينيها وبأنفاس متهدجة قال.. 

"هتوحشيني".. 

.................................. 

"كنت عارفه انك هتندل معايا يا احمد الكلب".. 

هتفت بها "شهد" بغضب عارم وهي ترمق شقيقها بنظرات ناريه.. 


تطلع لها احمد بذهول، وبعدم تصديق تحدث.. 

"انتي واقفه تتصنتي عليا انا وامك يا شهد؟".. 


صفقت بكلتا يدها، وبوقاحة تحدثت.. 

"اااه يا نانوس بتصنت عليك انت والوليه سعديه السوسه اللي بتقولك قول لجوزها" .. 


" تبقي سمعتي وانا بقوله ميجبش سيرتك يا محترمه".. 

هتفت بها سعديه بنبره ساخره.. 


" اقتربت منها شهد ولكمتها بعنف بكتفها، وبجحود قالت.. 

" بس عيزاه يعرف جوزي يا وليه علشان يلحق اللي ما تتسمي، والحركة دي انا هدفعك تمنها انتي والخنفسه بنتك كمان".. 


اذدارت سعديه لعابها بصعوبه، وبخوف تحدثت.. 

"مالك باختك هي كمان يا رغد".. 

ابتسمت شهد بشر وجلست بجوار سعديه واخرجت هاتفها واشارت لشقيقها الذي يرمقها بنظرات حارقه ان يقترب، وقامت بتشغيل إحدي فيديوهات رغد برفقة زوجها واعطتهما الهاتف لتجحظ اعينهما بصدمة بل فاجعه حين رؤ محتوي الفيديو، وبفخر تحدثت.. 


"ايه رأيك يا احمد اروح لواد من بتوع الفوتوشوب واديله 50ج واخليه يخفي صورتهم ويركب صورك انت والغندوره بتاعتك وافرجه لأبوها".. 


لهنا ولم يتمالك شقيقها نفسه، وبلحظه كان سحبها من حجابها خلعه عنها والقاه ارضاً، ومن ثم جذب شعرها ولفه حول قبضة يده بأحكام، وبصوت جوهري صرخ بأذنها.. 

" انتي اييييييه، مصنوعه من اييييييه، وصل بيكي انك تصوري اختك مع جوزها".. 


أنهي جملته وبكل ما يحمل من قوه صفعها علي وجهها بعنف جعلها تصرخ بألم حاد.. 


لتلقي سعديه الهاتف، وتهب واقفه هي الأخرى، وانقضت عليها تلكمها بيدها وقدمها وحتي اسنانها مردده بنهيار.. 

"شيطانه انتي شيطانه ووارثتي الشر من الشيطان ابوكي يابنت زكريا".. 


جمله القتها وقت غضب جعلت الصدمة تلجم الجميع.. 

.................................... 

"انتي بتقولي ايه يا عهد، احمد مين اللي تتجوزيه؟".. 

هتفت بها "هاله" بذهول مقارب للجنون.. 


اجابتها "عهد" بنفاذ صبر.. 

"هاله ركزي معايا انا مش هينفع اخد راجل من مراته وولاده، وغفران مش هيسبني، ودا الحل الوحيد اني ابعد عنه، وانتي بتقولي ان احمد دا جدع وشهم وراجل يبقي ساعديني اهرب واروحله".. 


" انتي هبله، والله العظيم انتي فعلاً هبله".. 

دارت حول نفسها مكمله بدهشه.. 

"عايزه تتجوزي وانتي متجوزه علشان تتسجني يابت انتي؟".. 


مسحت علي وجهها بعنف، وبتعقل تابعت.. 

" عهد يا حبيبتي مش غفران قالك انه هيفهمك كل حاجه، يبقي تهدي وتصبري وتفهمي يا عهد خصوصاً انك بتحبيه وهتموتي عليه ودا انا شيفاه في نظرتك ليه كويس أوى".. 


"مش هقدر اكون زوجه تانيه، انا بتعذب يا هاله لما بفكر انه بيكون في حضن واحده غيري،و مش هقدر اكون السبب في بعده عن ولاده، والله غصب عني يا هاله انا بعشقه بس مش هتنفع علاقتنا تستمر علشان كده مقولتلوش اني عرفت انه جوزي، وهعرف احمد ان جوازنا هيبقي مؤقت".. 

هتفت بها"عهد"بدون تفكير، وببكاء حاد.. 


ابتلعت غصه مريره، وبأسف اكملت.. 

" بس انتي صح يا هاله، هستني اسمع غفران الأول يمكن يكون في حل".. 


همت" هاله"بالرد عليها، ليقطع حديثهم صوت إحدي الحرس يتحدث من خلف الباب بستأذان قائلاً.. 

" عهد هانم في واحده بره عايزه تقابل سيادتك".. 


عقدت" عهد" حاجبيها ونظرت لهاله بقلق، وبتساؤل قالت.. 

" مين دي؟".. 


اجابها الحارس بأسم أخر الأشخاص تتوقع رؤيتهم حين قال.. 

"مدام شهد المصري"..


البارت ال22 ..


حمل كاذب!!..


"شهد".. 


تمتلك شراسه ووحشيه غير متوقعه، بكل ما تملك من قوة دفعت شقيقها، ومن ثم والدتها وبغضب عارم تحدثت.. 

"ضربكم ليا دا والله لدفعكم تمنه غالي أوي".. 


رمقت والدتها التي سقطت ارضاً من قوة الدفعه تبكي بصمت، ليسرع "احمد" ويقترب منها بلهفه ويحملها بحذر ويجلسها علي إحدي الارائك.. 


لتصراخ "شهد" بجنون وهي تقول.. 

"مين زكريا دا اللي بتقولي اني بنته؟!..يعني انا مش بنت محمد بياع البطاطا؟!".. 


انفجرت "سعديه" بنوبة بكاء حاد، واصبح جسدها ينتفض بقوه، ليصرخ "احمد" بوجه "شهد" وهو يضمن والدته لصدره ويربت علي ظهرها بحنان بالغ كمحاوله لتهدأتها.. 


" انتي مش شايفه حالة امك يا حيوانه انتي، عايزه يجرلها حاجه وتقع مننا، يله امشي غوري من هنا بدل ما ورب الكعبه اقوم اخلص عليكي يا شهد".. 


ضحكت" شهد"بصطناع، ورمقت والدتها بنظره مشمئزه، وبهدوء مريب تحدثت.. 

" همشي وماله، بس رجعلك يا سعديه، وغصب عن عينك هتفهميني كنتي تقصدي ايه بكلامك دا بالظبط".. 


أنهت حديثها،وجمعت اشيائها ولفت حجابها بأهمال، وسارت لخارج الشقه غالقه الباب خلفها بعنف.. 

سارت بخطوات شبه راكضه نحو السياره التي تقف بنتظارها.. 


فتحت الباب وصعدت بالخلف، وبأمر تحدثت.. 

" وديني لغفران يا اسطي عاطف".. 

جحظت اعين عاطف من هيئتها، ووجهها الظاهر عليه أثار الضرب، وبتوتر تحدث.. 

"هو فين غفران باشا يا هانم".. 


فتحت "شهد" حقيبتها واخرجت منها مرأه وكثير من أدوات المكياج محدثه نفسها بابتسامة ساخره.  

"كنت واثقه انكم هتعملو فيا كده يا عايله حوش علشان كده عملت حسابي".. 


ليكرر "عاطف" سؤاله مره أخرى قائلاً.. 

"شهد هانم اتحرك علي مكتب الباشا، ولا البيت؟".. 

انبلجت ابتسامة خبيثه علي وجه "شهد" ونظرت لعاطف طويلاً محدثه نفسها.. 

"انت اكيد عارف مكانه يا عاطف الكلب انت كمان ما انت دراعهم اليمين، وانت اللي هتوصلني لزفته اللي اسمها عهد دي".. 


اخذت نفس عميق، وتحدثت بثبات.. 

"غفران قالي خلي عاطف يجيبك هو عارف مكاني".. 

عقد "عاطف" حاجبيه مغمغماً بستغراب.. 

"بس الباشا مكلمنيش، هكلمه واسأله؟".. 


انتفض بفزع حين صرخت به" شهد" بأمر.. 

"بقولك وديني عنده حالاً يابني آدم يلي مبتفهمش انت".. 


ظهر الحزن علي وجه" عاطف" ، وبدأ يقود بصمت، لتسرع" شهد" وتضع من مساحيق التجميل بحترافيه تخفي بها اثار صفعات شقيقها، ووالدتها.. 

.................................... 

بالاسكندريه.. 


"للأسف نبض الجنين وقف، والمدام ضعيفه جداً وعندها انيميا حاده وحالتها صعبه ولازم تدخل عمليات حالاً ".. 

هتف بها الطبيب بعمليه ل"هادي" الواقف أمامه بوجه شاحب كشحوب الموتي.. 


يرتجف جسده بوضوح، وعينيه تهبط منها العبرات لا إرادياً وبصعوبه بالغه تحدث بنبره متوسله.. 

"انقذو مراتي، أبوس رجليكم اعملو اي حاجه بس مراتي تخرجلي بسلامه".. 


" اتفضل حضرتك انزل الحسابات ادفع تكاليف العمليه علشان نقدر ندخلها".. 

قالها الطبيب ببرود اشعل غضب "هادي" اضعاف، وبهدوء ما قبل العاصفه تحدث.. 

"حاضر انا هتصرف في الفلوس وادفعها بس الحقوها الأول اتوسل اليك يا دكتور".. 


حرك الطبيب رأسه بالنفي، وبجمود قال.. 

" حضرتك لازم تدفع علشان نقدر نفتح أوضة العمليات؟ ".. 


دون سابق انظار كان قبض" هادي" علي عنقه بعنف شديد، وبصراخ تحدث داخل أذنه.. 

"وانا بقولك الحقو مراتي علي ما اتصرف في الفلوس وإلا والله لرتكب جنايه لو مراتي جرالها حاجه يا ولاد***".. 


هرول اكثر من شخص بالمستشفي نحوهم يحاولون إبعاد" هادي"عن الطبيب، ليفقد صوابه ويبدأ يلكم كل من يقترب منه بكل قوته غير عابئ ان كان يضرب رجل او امرأه وبصوت عالِ للغايه تحدث.. 

" انا اخويا مقدم في الشرطه وهخليه يقفلكم المستشفى دي ياولاد ال*** لو مراتي جرالها حاجه".. 


تمكنو الأمن من الأمساك به ودفعوه خارج المستشفي بعنف حتي انه كاد ان يسقط أرضاً ولكنه تمالك نفسه سريعاً.. 


لتلجمه الصدمة حين اخترق سمعه صراخ الطبيب الذي كان قابض علي عنقه يتحدث بأمر.. 

" أرموله مراته بره المستشفي ملهاش مكان هنا".. 

................................... 

"دهشه اعتلت وجه عهد وهاله ايضاً حين اخبرهما الحارس بوجود" شهد" ورغبتها برؤية

"عهد".. 


لتسرع" هاله"وتتحدث بقلق.. 

"بلاش تقبليها يا عهد دي حيه وحنش زي ما قولتلك قبل كده، وممكن تأذيكي يا حبيبتي".. 


رسمت "عهد" شجاعه مزيفه علي محياها، وبفضول تحدثت.. 

" خليني أشوف ضرتي شكلها ايه يا لولو".. 

نظرت للحارس، وتابعت.. "خليها تدخل".. 


حبست أنفاسها وهي تطلع للباب التي ستخطو منه "شهد".. 

لتنذهل حين رأت امرأه جميله حد الفتنه تسير نحوها بخطوات واثقه حتي توقفت أمامها مباشرة ترمق "هاله" بنظرات مندهشه من وجودها الغير متوقع برفقة" عهد" التي أصبحت ألد اعدائها.. 


لتسرع "عهد" برسم الامبالاه علي ملامحها  وبتساؤل تحدثت.. 

"خير يا مدام شهد؟".. 


"ايه اللي جابك هنا يا هاله يابنت كوثر بتاعت الكشري؟!".. 

هتفت بها "شهد" بنبره ساخره دون النظر ل" عهد" متعمده تجاهلها.. 


"جايه لصحبتي وحبيبتي يا ابله شهد يا بنت خاله سعديه علشان انا مؤدبه".. 

قالتها "هاله" بابتسامه مصطنعه تظهر جميع أسنانها.. 


رمقتها "شهد"بنظرة حارقه، وببطء التفتت تنظر ل" عهد"بتمعن، وتفحص شديد من منبت شعرها حتي أصابع قدميها، ورفعت يدها أشارت عليها بتعالي وهي تقول.. 

" انتي بقي الهبله اللي ماشيه تقول للي يسوي واللي ميسواش انا عهوده ومفكره نفسها هتعرف تشغل جوزي المقدم غفران المصري؟!!".. 


" احترمي نفسك يا ابله شهد وحاسبي علي كلامك واعرفي انتي بتكلمي مين الأول بدل ما تندمي".. 

هتفت بها "هاله" بغضب شديد.. 


"هكون بكلم مين يا متخلفه انتي،واحده ملهاش اهل ولا حاكم يعدلها ويعرفها العيب وان ميصحش انها تبص لواحد متجوز ومخلف".. 

هتفت بها" شهد"ببرود وهي ترمق" عهد"بنظرات محتقره..


اقتربت منها" عهد" خطوه واحده، وبابتسامة هادئه تحدثت.. 

"كونك انك تيجي لغاية هنا وتقوليلي الكلام دا بحرقه اوي كده بتحاولي تخبيها".. 


ضحكت بقوه وبغنج تابعت.. 

" يبقي انا تأثيري علي غفران أقوى منك انتي ومقدرتيش تقنعيه يبعد عني فقولتي تجيلي انا يمكن تقدري تخليني ابعد عنه صح؟".. 


نظرت لها "شهد" لبرهه وقد تحولت ملامحها لأخري منكسره وأصطنعت البكاء وهي تقول.. 

" انتي صح، ومدام الشده مش هتتفع معاكي يبقي انا معنديش مانع ابداً اني ابوس جزمتك علشان تسبيلي جوزي ابو ولادي ومتخربيش بيتنا".. 


اجهشت ببكاء كاذب أمام اعين هاله المتسعه بذهول فهي علي درايه كامله بما تفعله هذه الشهد، وبتقطع اكملت.. 

"حرام عليكي تحرمي ولادي من ابوهم لأني هاخدهم منه وهطلق لو فضلتي انتي في حياته".. 


وضعت يدها علي بطنها وبخداع تابعت.. 

" وهتبقي حرمتي غفران من ولاده التالته لاني لسه عارفه انهارده اني حامل في تلت اسابيع بس".. 


جملتها الأخيره كانت بمثابة طعنه نافذه بقلب "عهد" التي انسحبت الدماء من عروقها وجف حلقها وبحسره تمتمت لنفسها.. 

" أزاي قدر يلمسها وهو بيقولي انا ليكي لوحدك؟!".. 


"دي حربايه يا عهد وبتتلون علي كل لون اوعي تصدقيها، واتصلي علي غفران خليه يجي يرميها من هنا".. 

هتفت بها "هاله" بصوت اختنق بالبكاء بعدما رأت هيئة عهد التي جعلت القلق يزحف لقلبها.. 


ولكن "عهد" تحولت لكتله من بركان علي وشك الانفجار، لتتنهد" شهد"براحة بعدما وصلت لمبتغاها، ورأت تأثير حديثها علي وجه" عهد".. 


سارت نحو الخارج بخطوات بطيئه وهي تقول.. 

"انا هسيبك لضميرك لو فضلتي في حياة غفران تبقي قبلتي انك تخربي بيته وتحرميه من ولاده".. 


"استني عندك".. 

هتفت بها "عهد" بصوت يحمل من الغضب أطنان، صكت" شهد" علي أسنانها ووقفت بمكانها دون الالتفات لها.. 


سارت نحوها "عهد" وبأسف تحدثت.. 

"انا طبعاً مقبلش أكون السبب في خراب بيت حد، بس من ساعة ما هاله حكتلي عنك وعن عمايلك المقرفه، وانا في حاجه نفسي اعملها بصراحة".. 


استدارت" شهد" ونظرت لها، وبملل قالت.. 

"ياتري ايه هي؟!".. 


ابتسمت لها "عهد" ببرائه، وبلحظه كانت هجمت عليها وبدأت تلكمها بمهاره واحترافيه جعلت شهد عاجزه عن الدفاع عن نفسها، وبغضب شديد تقول.. 

" هسبلك ذكري من عهوده اللي بتقولي عليها هبله متنسهاش طول عمرك".. 

....................................... 

" غفران".. 

اقتحم فيلا زكريا خلفه قوته الخاصه، ليصرخ زكريا بغضب قائلاً.. 

"ايه اللي بيحصل دا بالظبط، ازاي تدخلو بيتي بالطريقه دي؟".. 


"انت مقبوض عليك يا زكريا باشا بتهمة محاولة اغتيال عهد البحيري".. 

أقترب منه ووضع الأصداف الحديديه بيده مكملاً.. 

"اتفضل معانا بهدوء لو سمحت".. 


ليصدع رنين هاتف "غفران" جعل زكريا يضحك بصوت عالِ وهو يقول بأمر.. 

" طيب رد علي أخوك يمكن تلحقه هو ومراته".. 


شحبت ملامح" غفران" وارتعد قلبه وهو يضغط علي زر الفتح ليأتيه صوت شقيقه الباكي يتحدث بصراخ.. 

"الحقني يا غفران مراتي بتموت مني وانا هموت نفسي وراها".. 


انتهى البارت...

البارت ال23


احتواء عاشق!!.. 


"هادي".. 


جثي علي ركبتيه أمام زوجته التي اخرجوها له من المستشفي علي كرسيي متحرك وهي شبه فاقده الوعي.. 


ممسك هاتفه يتحدث به ببكاء حاد قائلاً.. 

"رمونا بره المستشفى ومراتي هتموت مني يا غفران".. 


لم يجد حليفه سوا الصمت، لم يرد عليه غفران مطلقاً، ليكمل هادي بصراخ شديد.. 

"غفرررران رد علياااااا؟".. 


صوت سيارات كثيره بينهم سيارة إسعاف جعله يتوقف عن صراخه ويتطلع نحوهم بلهفه.. 


ليتفاجئ بوقوف سيارة الاسعاف أمامه مباشرة، وخلفها قوه من القوات الخاصه تركض نحوهم وتحاوطهما بحمايه هو وزوجته.. 


اقترب منه قائد القوه وتحدث بعمليه.. 

"اتفضل معانا يا هادي باشا احنا تبع مديرية امن الاسكندريه بعتنا اخوك المقدم غفران المصري".. 


هنا التقط "غفران" أنفاسه ووجد صوته أخيراً وبأمر تحدث.. 

"روح معاهم يا هادي علي ما اجيلك".. 


"حاضر حاضر يا غفران".. 

هتف بها "هادي" وهرول بحمل زوجته وصعد بها داخل سيارة الإسعاف لتنطلق بهما لمستشفي تابعه للشرطه حتي تكن أكثر اماناً.. 


ليسرع الطبيب بالكشف علي" رغد" أمام اعين" هادي"المرتعده حتي انتهي، ونظر له بابتسامة مطمئنه قائلاً.. 

" الحمد لله المدام و الجنين بخير، وهديها حقنه حالاً توقف النزيف اطمن، واغمائها دا بسبب خوفها الزياده مش اكتر".. 


اذدارت "هادي" لعابه بصعوبه، وببكاء وضحك وعدم تصديق ومشاعر مختلطه كثير تحدث.. 

"انت قولت مراتي واللي في بطنها بخير؟! يعني الجنين عايش مماتش".. 


"ايوه والله اطمن حضرتك، واول ما نروح المستشفي هسمعك نبض قلبه بنفسك كمان".. 

هتف بها الطبيب بتأكيد.. 


بلهفه كان ضم" هادي"زوجته لصدره بقوه مردداً بأذنها بهمس.. 

"الف حمد وشكر لله، حقك علي قلبي وعيني، انا كنت غلط وانتي صح يا رغد، الفلوس تتعوض لكن انتو متتعوضوش وانا هعتبر الخساره اللي خسرتها فداكي انتي واللي في بطنك يا حبيبتي".. 

.................................. 

"كنت متأكد من قذارتك دي يا زكريا باشا، وكنت عارف انك هتعمل المستحيل علشان تعجزني ومقدرش اقبض عليك".. 


هتف بها" غفران"بصرامته المعتاده، وبابتسامة مصطنعه تابع وهو يقترب منه ويسحبه نحو الخارج ببعض العنف.. 

" علشان كده عملت حسابي كويس اوي لالعيبك دي والمرادي مافيش هروب يا زكريا".. 


" انت عارف اني خارح خارج يا حضرة الظابط".. 

هتف بها" زكريا"بثقه.. 


هتخرج جثه بعون الله يا باشا لما نثبت عليك تهمة اغتيال مرات الوزير وولاده وتسمع اعترفات رجلتك عليك اللي قالوها علي ايدي، واللي هتخلي القاضي يحكم عليك بالإعدام من اول جلسه".. 


قالها "غفران" بأسف مصطنع

شحبت ملامح "زكريا"، وبدأ جسده ينتفض وظهر الفزع والهلع علي ملامحه حتي انه لم يعد يستطيع الوقوف علي قدميه واوشك علي السقوط.. 


ليسرع" غفران" بأسناده وهو يقول.. 

" ايه يا زيكو ركبك شخشخت ولا ايه تحب اشيلك ابح؟".. 


أنهى جملته وسحبه نحو سيارة الشرطه ليسير معه "زكريا" بصمت بعدما علم انه وصل لنهاية طريق الشر....

...................................... 

"بعد مرور شهر".. 


أمام افخم فنادق القاهره يجلس غفران داخل سيارته ينتظر اتصال هام ليستطيع التحرك.. 


استند برأسه علي المقود وبتنهيده حدث نفسه.. 

"كده يا عهد لدرجاتي قرارك حاسم!!وقدرتي تفضلي شهر بحاله بعيد عني رافضه حتي تشوفيني، وتتنقلي من فندق لفندق كل ما تعرفي اني وصلتلك".. 


لتداهمه ذكري اليوم الذي حدثه إحدي عساكره المكلف بحراسة "عهد".. 


" فلاش بااااااااك"..

"غفران".. 

كان بطريقه للاسكندريه ليطمئن علي شقيقه ليصدع رنين هاتفه برقم احدي قواته فاسرع بالرد قائلاً بقلق.. 

" ايوه يا ابني طمني ايه الأخبار".. 


"غفران باشا عهد هانم منهاره وعماله تصرخ ومصره تمشي حالاً".. 

هتف بها العسكري بأسف.. 


" اقفل وافضل ثابت انت واللي معاك لحد ما اكلمك تاني".. 

اغلق معه دون سماع رد، وعبث بهاتفه ويشاهد كل ما يحدث.. 


"اقسم بالله لو ما سبتوني امشي لموت نفسي".. 

هتفت بها" عهد" بصراخ وبكاء حاد.. 


لتسرع" هاله"وتربت علي ظهرها بحنان وببكاء لبكائها تحدثت.. 

"يا عهد بحلفك بالله تهدي يا حبيبتي وكلمي باباكي تاني وقوليله مادام غفران قبض علي اللي بيهددكم  يبقي يغيرلك الحرس زي ما كنتي عايزه".. 


عهد.. "اهدي ايييه يا هاله وشهد الحيه دي بتقولي حامل منه، وبابي مش موااافق قالي مش هينفع ابعد عن غفران علشان يفضل هو مطمن واولع انا عادي".. 

هتفت بها "عهد" بغصه مريره ابتلعها غفران بدلاً عنها، وهو يخبط علي جبهته بكف يده ويتوعد ل"شهد" قائلاً.. 

"هطلقك، والله لاكون مطلقك يا شهد".. 


" متصدقهاش، وكلمي غفران وأسأليه لان شهد دي اكيد بتكدب علشان تغيظك وتوصلك للي انتي فيه دا، انا عارفها كويس يا بنتي".. 

قالتها هاله بتعقل وهدوء.. 


قالت "عهد" بضعف.. "وقدرت تغظني وتحرق قلبي وتوجعني يا هاله".. 


"هاله".. "وجعتك ايه يا هبله دا انتي اللي كلتيها علقه محترمه وكسرتي عضمها كمان يا بت يا عهوده وفشيتي غليلي منها والله".. 


" عهد"ببكاء.."كنت بضربها علشان هي ام ولاده وانا لاء".. 

ظلت تبكي بنهيار مردده.. 

"يوم ما اعشق اقع في عشق راجل متجوز وعنده اطفال يا هاله، وانا خت قراري ومستحيل احرمهم من ابوهم لاني عارفه معني الحرمان، ولو غفران جبرني افضل هنا يبقي والله لاموت نفسي".. 


حديثها الجاد جعله يدرك انها الآن بقمة غضبها ويجب ان يحتوي هو هذا الغضب ويتعامل معها بتعقل حتي لا يخسرها للأبد.. 


أطبق جفنيه بعنف وبأسف تحدث بهاتفه قائلاً.. 

" محدش يمنعها سبوها تمشي وافضلو وراها من غير ما تاخد بالها".. 


.. نهايه الفلاش بااااااك.. 


انتبه من شروده علي صوت رنين هاتفه فأسرع بالرد وتحدث بتساؤل.. 

"اتحرك؟!".. 


"ايوه يا باشا اتحرك بسرعه لأن الروم سيرفز قالت ان الهانم دخلت الحمام حالاً، وانا بنفسي مستنيك في الاسانسير ومعايا نسخة من مفتاح الجناح".. 

هتف بها إحدي العاملين بالفندق، بسرعة البرق كان غفران يسير لداخل الفندق قاصداً المصعد.. 


لحظات قليله وكان يسير بالطابق الخاص بجناح مجنونته حتي وصل له وفتحه بخفة فهد.. 

وخطي لداخل غرفتها بقلب ينبض بلهفه وشوق ظاهر علي محياه بوضوح.. 


اغلق الباب خلفه واستنشق عبير رائحتها التي تملئ المكان بعمق غالقاً عينيه بستمتاع محدثاً نفسه بشتياق.. 

"واحشتيني يا عهوده، وهتجنن علي حضنك".. 


سار نحو خزانتها وفتحها بحذر شديد، وتناول إحدي ثيابها ورفعها علي وجهه يقبلها مرات ومرات مغمغماً لنفسه.. 

"عشقك يا عهد ظهر فيا إنسان جديد مكنتش اعرف انه موجود".. 


انتبه علي حالته سريعاً، ووضع ثيابها بمكانها مره أخرى، وأخرج كاميرا صغيره للغايه ووضعها بحرس بجوار مصباح إضاءة وقام بظبط وضعها علي هاتفه لمراقبه الغرفه بأكملها ، وسار لخارج الغرفه بخطوات راكضه، ومن ثم لخارج الفندق بأكمله.. 


ارتجل سيارته وسار بها حتي ابتعد عن المكان، وصفها بجانب الطريق وبلهفه امسك هاتفه وبدأ يشاهد ويسمع كل ما يحدث بغرفة معشوقته.. 


خرجت "عهد" من الحمام ترتدي مئزر الاستحمام القصير،لتبطء خطواتها عندما اخترقت رائحة عطر قويه جميع حواسها، رائحه تحفظها هي عن ظهر قلب.. 


اخذت نفس عميق تملئ رئتيها بها بشتياق وقد ترقرقت عينيها بالعبرات لكنها سيطرت علي بكائها، وظهرت ابتسامة خبيثه علي ملامحها حين أدركت أن "غفران" كان متواجد بغرفتها وبالتأكيد هو الآن يتابعها ويري كل ما تفعله.. 


سارت بغنج وهي تبعد عن أكتافها المئزر قليلاً، وامسكت هاتفها و ارتمت علي الفراش بأهمال، وبدأت ترسل رسائل صوته بصوت رقيق للغايه قائله.. 

"بجد يا أحمد كلامك دا كبرك في نظري اوي خالص".. 


طريقة حديثها جعلت "غفران" يفتح فمه علي أخره ومن ثم اغلقه ثانياً وصك علي أسنانه بعنف، وبغضب عارم حدث نفسه.. 

"ورحمة أبويا أول ما تقعي تحت أيدي لكون واكلك حته علقه يا عهد".. 


رفع حاجبيه بدهشه حين انقلبت فجأه وتمدت علي بطنها مستنده بركبتيها علي الفراش بهيئه مغريه للغايه وتابعت بأسف وميوعه.. 

"مش كل اللي بنحبهم هيكونو لينا علي رأي إليسا يا حماده".. 


"بالظبط هي دي اللي هكلك عليها العلقه لحد ما تقوليلي ارحمني يا حواش اححم قصدي يا غفران"..

هتف بها وهو يعض علي شفاتيه بإيحاء ويضيق عينيه بنظره ماكره.. 


لتلجمه جمله اوشكت علي توقف قلبه القتها "عهد"  قائله.. 

" انا مصره اتجوزك يا احمد لاني مش عايزه ابقي لوحدي".. 


بكت بقوه وتابعت بتقطع من بين شهقاتها.. 

" عايزه يبقي عندي عايله، وابقي ام وعندي أولاد يملو عليا حياتي"..


البارت ال24 والأخير من الجزء الأول.. 


غضب عاشق!!.. 


بشقة غفران الخاصه به وبمجنونته.. 


"فاتن".. 


اقتربت من "غفران" وربتت علي كتفه برفق وتحدثت بتعقل قائله.. 

"يا ابني اهدي شويه علشان تقدر تفكر كويس".. 


"أهدي ايييه يا أمي بقولك عهد مصممه تتجوز احمد وهي علي زمتي".. 

هتف بها "غفران" بعدم تصديق، وهو يمسح علي وجهه وشعره بعنف كاد ان يقتلعه من جذروه.. 


فاتن بهدوء.."البنت دي بتعمل كده علشان تشوف رد فعلك هتسبها فعلاً تتجوز وترجع انت لمراتك وولادك، ولا هتوقف جوازها دا وترجعها ليك".. 


سارت لأقرب مقعد وجلست عليه وبابتسامة تابعت.. 

" من يوم ما شهد رجعت مضروبه وعرفت ان عهد هي اللي ضربتها وانا اتأكدت أنها بتعشقك يا غفران وممكن تعمل اي حاجة وكل حاجه علشان عشقك دا".. 


" اه فعلاً بتعشقني بدليل أنها عايزه تتجوز واحد غيررري".. 

هتف بها" غفران" بغصه مريره.. 


" فاتن" بصرامه.."اسمعني يا ابني البنت عامله حساب لولادك مش عايزه تاخدك منهم وانت سمعتها وهي بتقول كده بنفسك، واختارت انها تبعد عن طريقك،فلو انت عايزها يبقي تروحلها وتقولها انتي مراتي وعايزك تفضلي مراتي".. 


"ومش هتكون غير مراتي يا ام غفران".. 

هتف بها "غفران"بثقه عمياء، وتابع بوعيد.. 

" بس لازم اعقابها الأول علي تهورها وتسرعها دا لاني قولتلها انا هفهمها كل حاجه وهي رمت كلامي ورا ضهرها ومشيت بدماغها".. 


ابتسمت" فاتن"بخبث وهي تقول.. 

"عقابها براحتك بس بما انك مصمم انها هتفضل مراتك تبقي هتعيش معانا في البيت لحد ما أمورنا الماديه ترجع زي الأول ونعوض الخساره اللي خسرها أخوك".. 


تفهم" غفران" مقصدها فحرك رأسه بأسف وهو يقول.. 

"انا هطلق شهد يا أمي بس لما اتأكد أن مافيش معاها اي فيديوهات لاخويا تاني".. 


"فاتن" بغضب.."مش هطلقها قبل ما تدفع تمن كل اللي عملته معانا وغلطها فينا، ومافيش حاجه تكيد الست إلا الست واللي هتجبلنا حقنا منها وهتحسرها فعلاً عليك وتعرفها قيمتك هي عهد يا غفران".. 


هم غفران بالرد عليها، ليقطع حديثه صوت رنين هاتفه فأسرع بالرد قائلاً.. 

"افندم معالي الوزير اكيد سيادتك متصل تعزمني علي فرح بنت معاليك"..

قالها بنبره ساخره،، ليضحك" عزت" بقوه وبصعوبه تحدث.. 

" فعلاً انا بكلمك علشان اقولك ان عهد حددت ميعاد الفرح الأسبوع الجاي وانت لازم تتصرف وترجعها عن اللي في دماغها دا بس بالعقل يا ابني".. 


"غفران".. "عقل!؟ وهي عهد فيها عقل ولا هتخلي فيا انا عقل".. 

اطبق جفنيه بعنف وتابع بصوت عالِ للغايه.. 


"بنتك وصل بيها جنانها انها عايزه تتجوز غيري سيااااتك وهي لسسسسسه مراااااااااتي وعلى زمتي"..

هتف بها "غفران" بغضب عارم ، وهو يدور حول

نفسه كالأسد الحبيس،وقبل ان يتحدث "عزت" كان تابع "غفران" بوعيد..

"ورب الكون اللي زرع عشقها في قلبي لكون مربيها من أول وجديد"..


صمت لوهله يحاول التقاط أنفاسه المتلاحقه مكملاً بابتسامة ماكرة.. 

" وهوريكي يا" عهد" عقاب غفران جوزك هيبقي شكله ايه"..


"يا غفران عهد لسه صغيره اوعي تقسى عليها".. 

هتف بها "عزت" بنبره راجيه وصمت لبرهه وتابع بصوت اختنق بالبكاء.. 

" عايزك تحتويها ومتسبهاش لوحدها وتقرب منها علي اد ما تقدر علشان تمهدلها روجعنا".. 


هدأ غضب "غفران"واخذ نفس عميق وبتساؤل تحدث.. 

" سيادتك ناوي ترجع انت و".. 

نظر لوالدته التي تطلع له بستغراب من هدوءه المفاجئ واكمل حديثه بجمله جعلت اعين "فاتن" تتسع بذهول حين قال.. 

" والدتة عهد واخواتها هيرجعو معاك؟".. 


" عزت".." والدتها عايزه ترجع حالاً وانا مانعها بالعافيه لحد ما تفهم عهد احنا عملنا كده ليه".. 


" غفران" بهدوء مريب.. "اطمن انا همهدلها وهفهمها كل حاجه بس هعقبها الأول".. 

........................................... 

" يعني شهد مش اختي؟!".. 

هتف بها" احمد" بصدمه، لتسرع" سعديه" وتتحدث بلهفه قائله.. 

" اختك يا حبيبي بس مش من أبوك".. 


رمقها بنظرات مندهشه وحرك رأسه بالنفي مردداً.. 

" انتي أشرف ام في الدنيا أوعى تفكري تقوليلي انك غير كده".. 


تنهدت "سعديه" بحزن وتحدثت ببكاء.. 

"من 30سنه كنت شابه صغيره وحلوه بس كنا فقيره وابويا علي اد حاله أوي، اشتعلت في مصنع ملابس علشان اساعده في مصاريف اخواتي، واتعرفت في المصنع بقمر اللي شغالين معايا طلعوها عليا، وصاحب المصنع كان راجل طيب وتقي بس كان عنده ابن صايع وبتاع ستات بيجي المصنع علشان يعاكس البنات اللي شغاله فيه وحظي الأسود انه شافني".. 


همت بإكمال حديثها، ولكن طرقات عنيفه علي الباب جعلتها تلتزم الصمت، واسرع احمد بفتح الباب ليجد" شهد" تقف أمامه تنظر لها باعين تطاير منها الشرار.. 


دفعته بكتفه وخطت لداخل وهي تقول.. 

" ها يا سعديه يله كملي".. 

" انتي ايه اللي جابك يابت انتي؟".. 

هتفت بها "سعديه" بعدما رمقتها بنظره محتقره.. 


"شهد" بصراخ مكتوم.."جايه اعرف انا بنت مين بالظبط يا شريفه".. 

هم "احمد" بالهجوم عليها وصفعها، لتسرع بامساك يده وبتحذير قالت.. 

"اقسم بالله لو مديت ايدك عليا مره تانيه لكون مولعه فيك وفي امك يا احمد".. 


" عايزه تعرفي انتي بنت مين يا شهد؟".. 

هتفت بها سعديه بابتسامة مصطنعه.. 

اذدرادت" شهد"لعابها بصعوبه، وبصوت مرتجف قالت.. 

" ا ايوه انطقي".. 


"بنت زكريا الباشا الحيوان قتال القتله وتاجر المخدرات اللي اتقبض عليه وهياخد إعدام وصوره مغرقه التلفزيون".. 

هتفت بها بشماته واضحة بنبرة صوتها..


اقتربت منها وربتت علي وجنتيها باناملها ببعض العنف وتابعت بأسف.. 

"واحتمال تحصلي ابوكي وتدخلي السجن انتي كمان لو فضلتي ماشيه في طريقك دا".. 


ترقرقت اعين" شهد"بالعبرات وبعدم تصديق قالت.. 

" يعني انا بنت حرام؟!".. 


" اخرررسي قطع لسانك".. 

هتفت بها "سعديه" وهي تصفعها علي وجهها بقوه، وبأسف تابعت.. 

"كان جوزي بس كان واخذني لمزاجه ولما حملت فيكي رماني في الشارع بعد ما خلي اللي شغالين عنده يضربوني علشان يسقطوني ومسابونيش غير لما نزفت بس انتي كنتي متبته في الدنيا ومنزلتيش، ولو كنت روحتله وقولتله انك بنته كان قاتلني وقتلك لانه بيكره خلفة البنات".. 


انهمرت دموع "شهد" لأول مره تبكي بصدق، ونظرت ل" سعديه"وتحدثت بتحدي.. 

" طيب انا بقي هروحله واقوله اني بنته اللي هتقف في ضهره احسن من ميت راجل وهطلعه من السجن حتي لو ههربه وهخليه يحاسبكم كلكم ومش هسمي علي حد فيكم يا سعديه".. 

.......................................... 

بالفندق.. 

داخل حمام سباحة خاص للنساء.. 


"اللي بتعمليه دا غلط يا عهد وانا مش معاكي فيه ابداً".. 

هتفت بها" هاله"بتعقل شديد.. 


عبست" عهد"بملامحها وبتساؤل قالت.. 

" ليه بس يا لولو؟".. 


" هاله".." يعني احمد طلع صريح معاكي وقالك مستحيل يتجوز واحده غير حبيبته، ومش هيقدر يكون ليكي زوج وانتي برضه مصره تتجوزيه يا عهد؟!".. 


" ما انا معرفش حد غيره يا هاله علشان اتجوزه".. 

هتفت بها "عهد" ببكاء مصطنع.. 

"هاله" بابتسامة مزيفه.. "يااااربي علي جنانك يابنتي تتجوزي ازاي وانتي اصلاً متجوزه".. 


ابتسمت لها" عهد"وتحدثت بخبث.. 

" انا بعمل اللي عليا وببعد عن غفران علي اد ما اقدر علشان مشلش ذنب ولاده، لكن لو هو بقي صمم انه يقرب مني وافضل علي زمته خصوصاً انه محاوطني في كل مكان يبقي اكيد مش هيسبني اتجوز غيره".. 


هبت واقفه وتابعت وهي تفتح رباط مئزر الاستحمام.. 

"وساعتها هيبقي هو كده اللي اختار اكون في حياته، وهو عارف اني أنانيه وعيزاه يبقي ملكي لوحدي".. 


" انتي بتلعبي بالنار يا عهد وانا خايفه عليكي لان مافيش حد ليه أمان حتي احمد اخو شهد ممكن يكون بيلعب بيكي لصالح اخته وناويلك علي نيه وحشه".. 

هتفت بها "هاله" بتعقل.. 


لم تبالي" عهد"لحديثها رغم ان القلق بدأ يزحف لقلبها، وخلعت المئزر عن جسدها حتي اصبحت بثياب السباحة عباره عن مايوه من قطعتين اسود اللون.. 


وقفزت داخل حمام السباحه وبدأت تسبح بمهاره حتي شعرت بالتعب فتوقفت بإحدى الجوانب ترتاح قليلاً مستنده علي حافة حمام السباحة ومالت برأسها علي يدها.. 


لتشعر فجأه بدوار عنيف يجتاحها، وبلحظه كانت غابت عن الوعي وتهاوي جسدها لقاع حمام السباحه.. 


ليدوي صرخات جميع من بالحمام حين اقتحم غفران الحمام عليهن دون سابق انظار وتحدث بأمر.. 

"كلو يطلع بره حالاً".. 

هرول الجميع للخارج علي عجل وظلت "هاله" التي كانت ترتدي كامل ثيابها.. 


ركض هو بكل سرعته وقفز داخل حمام السباحه ولم يظهر إلا وهو حاملها علي يده ووضعها برفق علي حافة الحوض وصعد جوارها وحذبها لداخل صدره يحاول افاقتها قائلاً.. 

"عهد حبيبتي فوقي يا روحي".. 


اخذ نفس عميق وغمر شفاتيها بقبله الحياه لكنها لم تفق بعد، فقتربت منهما هاله وفتحت حقيبتها واعطته زجاجه من العطر وببكاء قالت.. 

"خد البرفان دا كده فوقها بيه شكلها اغمي عليها علشان ماكلتش حاجه طول اليوم".. 


اخذه منها غفران بيد مرتجفه من شده رعبه وخوفه عليها ونثر منه علي يده وقربها من انفها لتبدأ هي استعادة وعيها رويداً.. 


ليلتقط هو أنفاسها وعاد ضمها لصدره بقوه مغمغماً.. 

"عايزه توقفي قلبي يا عهد".. 


انسحبت هاله للخارج تاركه لهما بعض الخصوصيه.. 

تململت هي بين يديه، وفتحت عينيها ونظرت له بجمود وتحدثت بغضب مصطنع قائله.. 

"انت بتعمل ايه هنا يا ظبوطه يا همجي انت؟".. 


ابتسم "غفران" بمكر، وتحدث بخبث وهو يجول بنظره على جسدها بفتنان.. 

"انا كنت جاي أبارك لسعادتك علي جوازك فلقيتك بتغرقي قولت انقذك كده".. 

أنهي جملته وأنتزع شفتاها نزعًا بقبله عاشقه إلتهم فيها شفتاها ليبث لها مدي شوقه لها.. 


ابتعد عنها وهما يلهثان بقوه ونظر لعينيها بعمق، وتحدث بابتسامة مصطنعه.. 

"مبروك يا عروسه واستعدي كويس اوي للمفاجأت اللي محضرهالك يوم فرحك".. 


انتهي البارت..

اللي هيتابع الجزء التاني يثبت وجوده بأقوى تفاعل..


البارت الأول.. الجزء الثاني 


وصفولي الصبر!!..


وصفولي الصبر لقيته خيال وكلام في الحب يا دوب يا دوب ينقال.. 


أهرب من قلبي أروح على فين ليالينا الحلوة في كل مكان


مليناها حب احنا الأثنين وملينا الدنيا أمل أمل وحنان..


كلمات تدندن بها "عهد" الجالسه بشرود داخل شرفة جناحها المطل علي البحر مباشرة بعدما أصرت أن عرسها يقام بأفخم قري مدينة شرم الشيخ..


تبتسم تاره، وتبكي أخرى، وتطبق جفنيها بعنف، وارتجف جسدها، وانتفض قلبها بقوه حين داهمتها ذكري أخر لقاء بينها وبين عشقها الأول الذي لم ولن يأتي بعده..


.. فلاش بااااااااك..


علي حافة حمام السباحه..


بعد قبله عاشقه ابتعد "غفران"عنها وهما يلهثان بقوه ونظر لعينيها بعمق، وتحدث بابتسامة مصطنعه.. 

"مبروك يا عروسه واستعدي كويس للمفاجأت اللي محضرهالك يوم فرحك"..


كانت "عهد" غالقه عينيها لتستقبل قبلته بترحاب وشوق جارف، غمرها هو بلهفه أذابت قلبها وتغلبت علي عنادها، جعلتها تفتح عينيها ببطء وتتأمل ملامحه بشتياق، وبهمس يكاد يسمع تحدثت قائله..

"ولما أنت عارف إني هتجوز بتقرب مني ليه؟!"..


تمعنت النظر لعينيه تستجديه ان يخبرها أنها زوجته ولن يتركها تتزوج غيره، تترجاه بنظرتها أن يوقفها عن تهورها، ويأخذها لمنزلهما التي قضت به أروع لحظات العشق بين حنايا صدره..


تود ان يخبرها بمشاعره، وكم يعشقها، ويريدها زوجته، ومستحيل تكن غيرها حبيبته فكرمتها تمنعها من ان تبدأ هي بالاعتراف أولاً، فعشقها له كما توصفه أناني لأبعد الحدود، ولن تقبل بوجود غيرها داخل قلبه..


ساد الصمت قليلاً، وطالت نظرتهما التي تصرخ بالعشق لبعضهما،عينيها التي تلتمع ببريق عشقه، ونظرتها الهائمه به جعلته يضرب بكل شئ عرض الحائط وهم بتقبيلها بشوق ولهفه أشد، ولكن بدأت "عهد" ترتجف بين يديه جعلته يسرع بحملها واضعاً يد أسفل ركبتيها، والأخرى حول خصرها العاري..


ملمس جسده علي جسدها جعلها تنتفض اكثر، وتنكمش 

علي نفسها داخل صدره دافنه وجهها بعنقه، وبخجل همست..

"هتخرج بيا وانا كده إزاي؟!"..


"دماغك اللي عايزه الضرب دي صورتلك إني هخرج بيكي وانتي بالمايوه اللي يجنن دا!"..

هتف بها "غفران" وهو يجلسها علي إحدي المقاعد، ويساعدها علي ارتداء مئزر الحمام الروز الخاص بها الذي يميزه هو من بين جميع الثياب المتناثره علي حافة الحمام..


" غفران"..

همست بها "عهد"بصوت متحشرج بالبكاء..

" نعم".. قالها بجمود مصطنع متعمد عدم النظر لها..

ابتلعت هي غصه مريره بحلقها، وتحدثت بمرح، وابتسامه تخفي بها عبراتها قائله..

"تتجوزني أنت؟"..


انتهي من غلق المئزر عليها بأحكام، ولف شعرها بمنشفه صغيره، ونظر لها بتفحص من رأسها حتي قدميها، ليصطك علي أسنانه بغيظ حين لمح قدميها ظاهره من بداية ركبتها..


امسك منشفه كبيره للغايه، ولفها حول خصرها بأحكام حتي اخفي قدميها تماماً وعاد حملها بين يديه مره أخرى وسار بها لخارج حمام السباحه وبجديه مصطنعه نظر لها وتحدث قائلاً اثناء سيره..

"انا متجوز ومستحيل اتجوز علي مراتي سيادتك"..


جملته هذه يقصدها هي بها، فهي بنظره زوجته، وحبيبته الوحيده وظن انها ستفهم مقصده، ولكن جملته اشعلت نيران قلبها وزادت من عنادها واصرارها علي إتمام زيجتها من المدعو "احمد" غير عابئه لصبر، وهدوء واحتواء "غفران" لجنانها..


.. نهاية الفلاش بااااااك..


فاقت من شرودها علي صوت "هاله" وهي تقول بصوت عالِ نسبياً..

"عهووووده يابنتي روحتي لحد فين كده؟"..


تنهدت "عهد" ونظرت لها بابتسامه يملئها الحزن وهي تقول..

"لحد غفران يا هاله"..


غمزت لها "هاله" وتحدثت بشقاوه..

"وتروحي ليه يا جميل ما غفران جه وراكي لحد هنا، والله حرام عليكي يابت يا عهوده مجننه الراجل ومخليها يلف وراكي"..


هبت "عهد" واقفه وتحدثت بفرحه غامرة ظهرت علي محياها..

"غفران جه؟، هو فين وجه امتي، ومجاش عندي ليه اول ما جه"..

همت بالركض لخارج الجناح، ولكنها توقفت فجأه حين لمحت الكثير من الحقائب، وصناديق هدايا مزينه بأروع الورد التي تخطف القلوب..


عقدت حاجبيها،واقتربت منهم وتابعت بستغراب..

"مين اللي جاب كل الحاجات دي؟!"..


"شوفتي لهفتك عليه عامله ازاي ياعهد، يارب تعرفي بقي انك بتموتي فيه، ومستحيل تقدري تكوني زوجه لراجل غيره، والحاجات دي طبعاً غفران هو اللي بعتها كلها، وانا فضلت انادي عليكي علشان في راجل علي الباب مستنيكي تمضي انك استلمتيهم وانتي في دنيا تانيه"..

هتفت بها "هاله بتعقل..


عبثت" عهد"بملامحه بطفوله، وسارت نحو باب الجناح ودونت امضتها للواقف بالخارج على عجل، واسرعت بالركض نحو إحدي الصناديق وبدأت تفتحه بفضول شديد..


"بعتلي فستان الفرح والعقد والحلق، وحتي البوكيه  ياغفران؟!"..

 هتفت بها "عهد" بذهول، وهي تتأمل ذلك الثوب الأبيض الأكثر من رائع..


انهمرت عبراتها بغزاره وبعدم تصديق تابعت بابتسامه ساخره..

"لدرجاتي انا مش فارقه معاه!!"..


"انتي اللي مصممه تتجوزي يا حبيبتي اللي اسمه احمد دا حتي بعد كل اللي قالك عليه، والله انا خايفه ميجيش الفرح ولا يعمل مصيبه يكسر بيها قلبك زي ما انتي بتكسري قلب غفران بعنادك يا عهد"..


تفوهت بها "هاله" بأسف، وهي تبكي لبكاء صديقتها، واقتربت منها ضمتها لحضنها بحنان، وربتت علي ظهرها مكمله..

" بلاش الجوازه دي يا عهد انا مش مطمنه"..


" انا بقي هتمم الجوازه دي، ومش بس كده دا انا هلبس الفستان اللي بعتهولي كمان يا هاله علشان اوجع قلبه زي ما هو وجع قلبي، وقهرني"..

صرخت بها "عهد" ببكاء وهيئه تدل علي انها اوشكت علي الانهيار..


وبجنون بدأت تحطم كل ما شئ تقع عليه يدها، لتسرع

"هاله" تجاهها وتحاول منعها وهي تقول برجاء..

" اهدي يا عهد وتعالي نفكر بهدوء اللي بتعمليه دا مش هيحل حاجه يا حبيبتي "..


صوت طرقات علي باب الجناح جعل "عهد" تتوقف وتركض نحو الباب ظناً منها انه "غفران"..

مسحت دوعها بعنف، ورسمت ابتسامه ساخره علي شفتيها، فتحت الباب بغضب لتتسع عينيها بتفاجئ، وبذهول قالت.." نانا فاتن




البارت التاني..


"كابوس!!..


" كان عقلي فين لما وافقت اتجوز واحده زي "شهد" دي، واخليها ام ولادي؟!".. 

هتف بها "غفران" بذهول، وهو يطلع علي بعض الأوراق التي تثبت ان" سعديه" والدة زوجته كانت زوجة بالسر ل"زكريا" الذي القي به داخل السجن.. 


القي الأوراق من يده، وبدأ يدور حول نفسه كالأسد الحبيس مردداً بعدم فهم.. 

" انا عملت ايه في حياتي علشان اتجوز واحده قنبلة نكد وعياط وعمرها ما رضيت بعيشتها معايا وانا افضل صابر عليها وفي الاخر اكتشفها علي حقيقتها البشعه واعرف انها بتتفنن في أذي أقرب الناس ليها!!!".. 


جلس علي المقعد بأهمال، وبغصه مريره،مكملاً بألم يعتصر قلبه بقوه.. 

" ويوم ما عشقت وقولت أخيراً ربنا رزق قلبي بالحب الحلال تطلع عيني هي كمان بجنانها وعنادها كأني مش مكتوبلي الراحه أبدًا يا ام غفران".. 


"استغفر ربك يا حبيبي دا كله مقدر ومكتوب يا ابني"..

هتفت بها "فاتن" وهي تربت علي كتف "غفران"، وبتعقل تابعت..

"وعهد لسه صغيره واكيد مش مستوعبه حجم الغلطه اللي عايزه تعملها"..


"غلطه؟!" هتف بها "غفران"، وابتسم ابتسامه ساخره مكملاً بذهول..

"دي سمحت لنفسها تكلم واحد غيري، وكمان عايزه تتجوزه وهي علي زمتي وتقوليلي غلطه يا أمي؟!"..


صك علي أسنانه، واشتعلت ملامحه بغضب عارم اكثر، وبصوت عالِ للغايه قال..

" ورب الكون انا عايز أدغدغ عضمها بس دا"..

ضرب علي موضع قلبه بعنف شديد وهو يقول..

"اللي مانعني عنها ومصبرني علي جنانها"..


ابتسمت" فاتن"ابتسامه عابثه، ورمقته بنظره ماكره وهي تقول بتساؤل..

"عايز تفهمني انها ممكن تهون عليك وتمد ايدك عليها؟!"..

حركت رأسها بالنفي وبتنهيده تابعت..

"طيب إزاي هتمد ايدك علي حبيبة قلبك؟! وانت عمرك ما مديت ايدك علي "شهد" اللي قرفتك في عيشتك ومتجوزها جبر خاطر ليا بعد ما عيطلك واتحيلت عليك أني اشوفك عريس، وتجبلي احفاد، وانت اللي طالع عليك انا اتجوزت شغلي"..


ترقرقت عينيها بالعبرات وابتلعت غصه مريره وهي تقول..

"انا اسفه يا ابني انا السبب في جوازتك السوده دي بس والله ما كنت اعرف انها بالأخلاق دي رغم اني بفهم في الناس كويس بس دي نوع معداش عليا قبل كده"..


حرك"غفران" رأسه بالنفي وابتسم نصف ابتسامه باهته وهو يقول.. 

"انا اللي غلطت لما اتسرعت، واتجوزتها من غير ما اجيب تاريخ أهلها كلهم وأعرف اصلها ايه".. 


صمت لبرهه واكمل بتعقل.. 

"اجيب المجنونه بتاعتي واعقبها علي جنانها واللي بتعمله فيا دا، وارزعها في مكانها جوه قلبي وبعدين ابقي افكر في عقاب كويس لشهد ميقصرش علي ولادي".. 


قالت" فاتن"بنره راجيه.."بس أوعى تقسي علي عهد.. البنت صعبانه عليا اوي يا غفران عايشه واحيده ويتيمه واهلها عايشين وعلي وش الدنيا، مش عارفه لما تعرف هتستوعب اللي عملوه فيها دا ازاي بس".. 


وضع "غفران" رأسه بين كفيه، وبصوت يظهر به مدي قلقه تحدث قائلاً.. 

"مرعوب عليها من اللحظه اللي هقولها فيها يا ام غفران".. 


اعتلت الدهشه ملامح" فاتن"وتمتمت بذهول.. 

" انت اللي هتقولها يا غفران؟! مش كفايه يا ابني حركة الفستان اللي بعتهولها دا، هيوجعها اوي واحتمال تفتكر انها مش فارقه معاك".. 


مسح "غفران" على وجهه بعصبية و هو يطرد زفرة نزقة من صدره، ثم قال بصوتٍ هادئ رغم غضبه الشديد.. 

"علشان كده لما أصريتي انك تيجي معايا  انا وافقت يا أمي يمكن تقدري تفهميها انتي اللي انا فشلت فيه، وتعرفيها ان الفستان الابيض دا مستحيل وعلي جثتي انها تلبسه لراجل غيري".. 


نظر لعينيها بأعين تتوهج بنيران الغيره وتابع بغضب حارق.. 

"قوليلها مش هيكون لها راجل غيري وانها هتروح معايا علي بيتي، وهي عروسه".. 


قالت" فاتن"بابتسامه عابثه" طيب ما تقولها انت الكلام دا يا حضرة الظابط".. 


تبدلت ملامح" غفران" الغاضبه لأخرى ماكره، وابتسم بخبث وهو يقول.. 

"انا لو قولتلها مش هقول بالكلام هقول بالفعل يا ام غفران، وبصراحه خايف عليها من نفسي مقدرش اسيطر علي عشقي ليها وغيظي منها في نفس الوقت".. 


لكزته "فاتن" بكتفه وهبت واقفه وسارت نحو الخارج وهي تحدث نفسها بخجل، وبصوت مسموع.. 

"من ساعة ما عشقت وانت بقيت قليل الأدب يا واد يا غفران ودي حاجه ضد طبيعتك".. 


قهقه" غفران"بقوه وبفخر قال.. 

"عهوده عرفت تطلع الباد بوي اللي جوايا وخلتني اكتشف فيا حاجات مكنتش تخطر علي بالي".. 


"طيب خليني اروحلها بقي يا ابني يادوب الحق اقعد معاها واساعدها تجهز علشان نرجع بيتنا علي طول ومنتأخرش علي الولاد انت عارف أمهم لا تؤتمن".. 


تنهد" غفران" وهو يقول.. 

"روحلها يا امي واتمني انك تقدري تقنعيها.. 

................................... 

"هادي".. 

يقف داخل المطبخ يعد مشروب ساخن لزوجته الحبيبه.. 

ليشعر بيدها تلتف حول خصره وتضمه لها بقوه وبصوت خفيض همست.. 

"ربنا يديمك نعمه في حياتي".. 


التفت لها وجذبها لداخل صدره مقبلاً جبهتها مرات متكرره ومن بين قبلاته أردف بعشق..

"انتي وابننا اكبر نعمه في حياتي يا رغد، وبحمد ربنا كل يوم اني خسرت فلوسي ومخسرتكمش".. 


قبلت "رغد" موضع قبله بعمق، وهمست بخجل..

"كلامك،وحبك ليا دا بيخطف قلبي يا هادي، وبيخليني اسأل نفسي دايماً معقول انا استهال كل الحب اللي بتحبهولي دا؟!".. 


"وتستاهلي اكتر من كده الف مره يا رغد".. 

قالها وهو يحتضن وجهها بين كفيه، وبابتسامه عاشقه تأمل ملامحها التي تشع براءه وتابع بهيام.. 

"انتي اجمل مكافأه من ربنا ليا يا رغد"..

....................................... 

" ممكن أدخل يا عهوده".. 

هتفت بها" فاتن"بابتسامه حانيه وهي تري"عهد" تبحث بقلبها قبل عينيها عن غفران فلم تجد له أثر ولا حتي لرائحته التي تذيب حصونها.. 


امتلئت عينيها بالعبرات ثانياً، ونظرت ل"فاتن" التي فتحت لها زراعيها قائله بحنو.. 

" تعالي في حضني يا بنتي".. 


أغرورقت عيني" عهد" بالدموع، وتسمرت قليلاً بمكانها، ومن ثم ارتمت داخل حضن "فاتن" تبكي بنحيب شديد مردده من بين شهقاتها.. 

"بعتلي فستان الفرح يا نانا".. 


سارت بها "فاتن" لداخل الغرفه وجلست علي أقرب مقعد ومازالت محتضنها، تربت علي شعرها وهي تقول.. 

" اهدي يا بنتي وبطلي عياط".. 


"بقي في عروسه تنفطر من العياط كده يوم فرحها؟!".. 

هتفت بها "هاله" بصوت متحشرج بالبكاء.. 


"عروسه من غير أهلها".. 

همست بها "عهد" بصعوبه من بين شهقاتها الحاده، اعتلي نشيجها أكثر، وبأسف تابعت.. 

"عروسه هتجوز لتاني مره جوازة إتفاق، وحتي العريس مجبش حد من أهله ولا هو نفسه جه لحد دلوقتي".. 


" عريسك هنا من بدري ومستنيكي تجهزي يا حبيبتي".. 

قالتها "فاتن" بابتسامه ومدت يدها ومسحت عبراتها مكمله.. 

"يله قومي علشان تلبسي فستانك وتبقي احلي واجمل عروسه، وانا هساعدك وهفضل معاكي لحد ما تروحي بيت جوزك كمان لو معندكيش مانع".. 


"طيب وغفران اححم مش هيجي؟".. 

همست بها"عهد" بخفوت.. 

رسمت" فاتن" الأسف علي ملامحها وبجديه مصطنعه قالت.. 

"انتي متعرفيش ان غفران هيبقي عريس انهارده يا عهد؟!".. 


جحظت عيني" عهد" ونظرت لها بذهول وحركت رأسها بالنفي سريعاً مردده بعدم تصديق.. 

" غفران هيبقي عريس؟!".. 


" اهدي وانا هفهمك كل حاجه".. 

هتفت بها "فاتن" بهدوء وتعقل.. 

.....................................

" شهد"..


تقف أمام والدتها واضعه كلتا يدها بخصرها، وبتهديد وابتسامه زائفه قالت.. 

" هتعملي اللي قولتلك عليه ولا افضحلك الخنفسه بنتك، واعمل للمحروس ابنك نصيبه يوم فرحه؟".. 


هبطت دموع" سعديه"ببطء وهي تقول.. 

"وانتي فكره لو انا سمعت كلامك وروحت ل" زكريا" السجن هيرضي يقابلني، ولا فكره جوزك مش هيعرف؟".. 


"ملكيش دعوه يا سعديه انتي تعملي اللي بقولك عليه وتروحي تعرفيه ان ليه بنت اللي هي انا، وعايزه اوصله علشان اهربه، وهو اللي هيموني بالفلوس اللي ههربه بيها".. 

هتفت بها" شهد"بملامح شيطانيه دبت الذعر بقلب "سعديه" جعلتها تحرك رأسها لها بطاعه..

....................................

.. مرت عدة ساعات.. 

فاجعه!!.. 


كانت تنتظرها بليلة زفافها،تبدلت فرحتها المزيفه لجرح غائر أوشك على آن يفقدها حياتها من هول صدمتها..


أراد الله آن يكشف لها حقيقة زوجها بأول ساعة لهما سوياً..

بعد يوماً مليئ بالفرحة الغامرة،عادت برفقته لمنزلهما لبدأ حياة جديدة..


وما ان خطت لداخل شقتهما أسرع "أحمد" بسكب كوب كبير من العصير واعطاه لها ببتسامة مزيفه قائلاً..

"أحلى كوباية عصير لأحلى عروسة فى الدنيا"..


بستحياء رفعت "عهد" يدها وأخذتها منه،نظر هو لها بتحذير وتابع ببعض الصرامة..

"تشربيها كلها"..غمز لها بعبث.."مش عايزك تفرهدى منى انهاردة،وانا هعمل مكالمه فى البلكونه وأجيلك علشان هنا مافيش شبكة"..


أومأت له بابتسامة خجوله،وانتظرت حتى اختفى داخل الشرفة وهمت برفع الكوب على فمها لكنها تراجعت سريعاً حين شعرت بألم يجتاح معدتها من شدة توترها،عضت على شفاتيها وتمتمت بصمت..

"وبعدين بقى فى خوفى اللى قالب معدتى دا"..


نظرت للكوب ونفخت بضيق"مش هيسبنى غير لو شربتك"..

التمعت برأسها فكرة فنظرت بتجاه زوجها تتأكد انه منشغل بهاتفه ولم يراها فأسرعت نحو الحمام وسكبت الكوب بالحوض وعادت مكانها مرة اخرى،وجلست على اقرب مقعد تنتظره بلهفه،


طال انتظارها له لتتراجع برأسها وتستند على المقعد خلفها وتغلق عينيها براحة،ليخترق أذنها جملة القاها زوجها جعلتها كمن اصيبت بشلل..

"أوووووووف اخيراً اتخمدت،يلة حبيبتى تعالى بسرعة،واحشتينى وهتجنن عليكى"..


سار نحو باب الشقة بخطوات شبه راكضة

وانتظر للحظات ومن ثم فتحه حين استمع لصوت طرقات حذرة،لتندفع فتاه نحوه وترتمى داخل حضنه تضمه بحراره وببكاء حاد تحدثت..

"كنت هموت نفسى لو كنت لمستها"..


أسرع هو بحملها داخل حضنه وأغلق الباب وزاد من ضمها وهمس بأذنها بأنفاس مسلوبة..

"انتى عارفه أنى مستحيل المس واحدة غيرك"..


نهى جملته واقتحم شفاتيها بقبلة جائعة ،وسحبها لأقرب غرفه غافلاً عن أعين زوجته التى تتبعه بذهول مقارب للجنون..


هى عروس بفستان زفافها رأت زوجها بحضن انثى غيرها!!!..

أستجعت شتات نفسها وهبت واقفة بصعوبة وركضت بسرعة البرق لخارج المنزل..


تركض بالطرقات بثوبها الأبيض بلا هواده،

تبكى بنهيار وصوت شهقاتها أشبه بالصراخ،

لا تبالى بنظرات الناس المندهشه من حوالها،ومن بين شهقاتها الحادة تردد أسم من كان دوماً أمانها وحمايتها وبعنادها أضاعته من يدها..

"غفران"..

تناست انه أصبح رجل متزوج وله حياته الخاصة التى هى على وشك اقتحامها بذهابها اليه بذلك الثوب بعدما أصرت ان تبتعد عنه وتشق طريقها برفقة رجل غيره.. 


ولكن اثناء ركوضها تفاجأت بسياره مسرعه تقترب منها عن عمد فعلمت أنها ستلقي حتفها الآن لا محاله فاغمضت عينيها وبصراخ نابع من صميم قلبها قالت.. 

"غفراااااان".. 


"انا هنا يا عهد فتحي عيونك دا كابوس".. 

همس بها "غفران" بأذنها بصوت خفيض.. 

لتشهق "عهد" بعنف، وانتفضت بفزع، وفتحت عينيها علي وسعهما لتنذهل من هول ما رأت؟!.. 


انتهي البارت.. 

هتابع الكومنتات يا قمرات يهمني أعرف رأيكم في الأحداث..



البارت التالت.. 


حان وقت العقاب!!..


"عهد".. 


شهقت بعنف، وتعالت وتيرة أنفاسها، وقلبها تسارعت دقاته حين وجدت نفسها داخل حضن "غفران" الذي يمسد علي خصلات شعرها المنسدله علي وجنتيها بأنامله مغمغماً بهدوء.. 

"أهدي وخدي نفس انتي كنتي بتحلمي".. 


جمدت تعابير وجهه وتابع بابتسامه زائفه.. 

"يا عروسه".. 


أغلقت عينيها، وفتحتهما مره أخرى على وسعهما وتنقلت بنظرها بين غفران، وبين فستانها الأبيض الأكثر من رائع، ودارت بعينيها تطلع حولها لتنذهل بوجودها معه علي متن طائره خاصه.. 


أخذ الأمر منها لحظات حتي استعادت كامل وعيها، ارتمت برأسها علي صدره بوهن، ورفعت يدها علي جبهتها تدلكها برفق، وبهمس مرتجف تحدثت قائله.. 

"مكنش حلم يا "غفران" دا كان كابوس مرعب".. 


"من كتر عياطك انهارده".. 

هتفت بها "فاتن" الجالسه خلفهما، لتنظر لها "عهد" 

بلهفه وابتسمت لها بسعاده وفرحه غامرة، وهي تتذكر حديثها لها الذي أثلج قلبها.. 


.. فلاش باااااك.. 


"إزاي عايزاني اتجوز ابن حضرتك، وهو متجوز وعنده أطفال كمان؟! انا كده ممكن أخرب بيته، واتسبب انه يطلق مراته"

هتفت بها "عهد" بذهول وبكاء شديد.. 


اجابتها " فاتن" بتعقل.. 

"اسمعيني كويس يا عهد يا بنتي.. غفران قبل ما يعرفك كانت حياته صعبه جداً، ودايماً كان حزين، ومضايق بسبب مراته اللي ناوي يطلقها في اقرب وقت بعد ما اكتشفها علي حقيقتها".. 


توقفت " عهد" عن البكاء، وشهقت بقوه وهي تقول بندفاع كعادتها.. 

"غفران عرف حقيقة مراته وانها مصوره أختها وأخوه؟!".. 


رفعت" فاتن" حاجبيها، وبدهشه قالت.. 

" انتي عرفتي منين؟!".. 

" عهد".. بخجل.. " اححم "هاله" صاحبتي اللي سابتنا وخرجت تبقي صاحبة رغد اخت البشعه شهد وعارفه عنها كل حاجه، وهي اللي قالتلي".. 


ابتسمت "فاتن" وبعتاب قالت.. 

" ولما انتي عارفه كل حاجه ليه عايزه تبعدي عن غفران؟!".. 


"عهد" بأسف.. "فكرت انه ميعرفش حقيقتها، ومكنش ينفع اني اقوله حاجه زي دي وانا مش معايا دليل يثبت كلامي.. هيفتكر اني بوقع بينه وبينها علشان يطلقها".. 


" فاتن"بابتسامه ماكره.. "كان هيصدقك حتي لو مش معاكي دليل".. 

امسكت ذقنها جعلتها تنظر لها وتابعت بتأكيد.. 

"لأنه بيحبك اوي يا بنتي.. انتي الوحيده اللي عرفت تملك قلب غفران، وقدرتي تفرحيه لاني من زمن ما شوفتش ابني بيضحك، وعيونه مليانه فرحه غير لما انتي داخلتي في حياته وعرف يعني ايه حب.. حبيبي عمره ما حب قبلك، ومستحيل يحب بعدك يا عهد".. 


تستمع لها بهتمام، ونظرات منذهله.. 

لتضحك وتبكي وهي تقول بتساؤل.. 

" انتي بتقولي ايه نانا؟!، ولما هو بيحبني ساكت ليه؟ سايبني اتجوز غيره ليه؟!".. 


قرصتها " فاتن" من وجنتيها برفق وهي تقول ..

"انتي اللي عنديه، ومبدتهوش فرصه يفهمك وبتتصرفي بتهور، وتهورك دا" غفران"ناوي يعقبك عليه عقاب جبار يلي فاكره ان ممكن يكون عريسك الليله حد غير جوزك".. 


صمتت لبرهه وتابعت بفخر.." يا حرم المقدم غفران المصري".. 


تهللت اسارير "عهد" وبلحظه كانت احضنت "فاتن" بفرحه شديده مردده.. 

" يعني غفران هو اللي هيبقي عريسي؟!".. 


رسمت" فاتن" الجديه علي ملامحها، وبأسف مصطنع قالت.. 

" غفران متجوز ومش هيتجوز علي مراته".. 


ابتعدت عنها "عهد" سريعاً، ونظرت لها بصدمه وتجمعت العبرات بعينيها مره أخرى.. 

لتسرع "فاتن" بالحديث قائله.. 

"كفايا عياط يا حبيبتي، واعرفي ان غفران مبيعتبرش شهد مراته اصلا، يعني اتأكدي انه لو قال كلمة مراتي دي يبقي يقصدك انتي".. 


هبت واقفه، وتابعت بفرحه.. 

"ويله علشان تجهزي وتبقي احلي عروسه في الدنيا واعملي حسابك انك هترجعي معانا الليله علي بيت جوزك، وانتي احلي عروسه يا عهوده".. 

.. نهاية الفلاش باااااااك.. 

فاقت من شرودها علي صوت" غفران" يتحدث باقتضاب لا يخلو من الجمود قائلاً.. 

"نمتي تاني ولا ايه يا هه عروسه؟".. 


رسمت ابتسامه خبيثه علي محياها، واعتدلت بجلستها، ونظرت له بتأمل وشوق جارف، واقتربت بوجهها من أذنه حتي لامست انفها ذقنه الخشنه وانفاسها الساخنه تلفح بشرته تطيح بعقله، وتجعل دقات قلبه تعلو لعنان السماء.. 


وبغنج همست قائله.. 

"لا صاحيه يا ظبوطه يا شرير يلي جوزت احمد حموده اللي كان هيبقي عريسي لبنت تانيه غيري، يبقي انت تعمل عريسي وانت ساكت".. 


همسها وانفاسها، ورائحتها المسكره له ارغمته يغلق عينه، ويستنشقها بهيام ورغبه حارقه تلح عليه ان يقتحم شفتيها بقبله عاشقه يطفئ بها نيران شوقة وغيراته، وغضبه منها.. 


لكنه تمالك نفسه بصعوبه،وقرر عقابها علي اندفاعها، وتهورها، فنظر لها بلامبالاه وابتسامه مصطنعه تزين محياه، وتحدث بعمليه قائلاً.. 


"اولاً انا مش بعمل عريس لسيادتك لأن انا متجوز ومستحيل اتجوز علي مراتي، وثانياً معاليكي هتفضلي في حمايتي واللي بيحصل دا من ضمن شغلي مع سيادة الوزير والدك مش اكتر".. 


ضيقت عينيها، ونظرت له قليلاً بغضب، وغيظ شديد، ومن ثم اقتربت بوجهها من وجهه فجأه حتي اصتدمت جبهتهما، وتحدثت من بين أسنانها قائله..

"بقي انت متجوز ومستحيل تتجوز علي مراتك، وجوازنا دا بتعتبره شغلك؟!".. 


حرك" غفران" رأسه بالايجاب بعدما افقدته أنفاسها قدرته علي الحديث.. 

تسللت يد "عهد" الصغيره علي صدره وبدأت تعبث بأزرار قميصه، وبنعومه تابعت.. 

"اتمني تخليك ثابت علي موقفك دا يا ظبوطه وتبقي اد عهودك"..


البارت الرابع..


أغلى امرأة في الدينا!!.. 


.. بقاعة أفراح تتميز بفخامتها.. 

صدمه جعلت "شهد" تتسع عينيها علي أخرها وهي تري شقيقها "احمد" يهبط من سياره فارهه برفقة عروسه "حنين" الفتاه الذي لطالما عشقها.. 


تنقلت بنظرها بينه، وبين والدتها بنظرات منذهله وبذهول تحدثت قائله.. 

"ايه اللي بيحصل دا؟!".. 


اجابتها "سعديه" بابتسامه مصطنعه.. 

"هيكون ايه اللي بيحصل يا شهد"..

اشارت بعينيها علي ابنها.. "فرح اخوكي و "حنين" عروسته اللي بيحبها من صغره".. 


قالت "شهد" مستفسره.. "إزاي دا حصل هو مش كان هيتجوز الزفته "عهد"؟، والحيوانه "حنين" دي مش ابوها كان رفضه؟!".. 


جمدت ملامح "سعديه" ورمقتها بنظره محتقره وهي تقول.. 

" كان رافضه علشان انتي روحتي قولتي علي اخوكي انه مريض قلب ومش هيقدر يكون زوج لبنتهم".. 


ظهر التوتر علي ملامح "شهد"، وابتلعت لعابها بصعوبه، وهي تقول.. 

"ايه التخريف اللي بتقوليه دا، انا مقولتش حاجه زي دي، مين اللي قالك كده؟؟".. 


ظهر الحزن علي ملامح "سعديه" ف "شهد" بالأخير ابنتها، وما تفعله بحق نفسها وبحق اشقائها يألم قلبها عليها كثيراً.. 


صمتت لبرهه ومن ثم تنهدت بصوت مسموع، وتحدثت بجمله دبت الرعب بقلب "شهد"حين قالت.. 

"غفران جوزك بدأ يكشف حقيقة غلك يا "شهد"، وهو اللي راح مع اخوكي وطلبله ايد"حنين" بنفسه وابو حنين خده علي جنب وقاله اللي انتي قولتهوله، وجوزك طلع ابن أصول وخد اخوكي كشف عليه في احسن مستشفي، واثبت انه صاغ سليم".. 


"يعني"غفران" هو اللي جوزه" حنين".. 

هتفت بها" شهد" بصوت مرتجف من شدة زعرها.. 

حركت "سعديه" رأسها بالايجاب.. لتكمل "شهد" بأنفاس أوشكت علي الانقطاع.. 

"أمال مين اللي هيتجوز عهد؟".. 

لطمت علي وجهها، وبدأت عبراتها تنهمر علي وجناتيها.. 

"غفران هو اللي هيتجوزها؟!!".. 


انهت جملتها وركضت للخارج مسرعه وعينيها الباكيه تتطاير من عبراتها علي هيئة شرار، ووجهها تحول لكتله شديدة الاحمرار من شدة غيظها، وغضبها.. 


ليقف أمامها "علي" الذي يرتدي بذله سوداء انيقه  الزي الموحد للقوه الخاصه بغفران الذي أصبح هو فرد منهم، وتحدث بأمر صارم قائلاً.. 

"اتفضلي معايا يا مدام شهد هوصلك للبيت".. 


رمقته "شهد" بنظره حارقه، وبسخريه قالت من بين شهقاتها الحاده.. 

"ايه يا "علي" انت صحيت من الموت علشان تقرفنا ولا ايه.. اخفي من وشي بدل ما ابهدلك وافرج عليك الناس".. 

وصلت بها فظاظتها وجحودها ان تعايره بوقت مرضه الذي هو بيد الله القادر على خسف الأرض بها وابتلائها بمرض ينهي حياتها ويقضي على شرها للأبد..


لم يبدي"علي" لحديثها اي اهتمام، وبعمليه تحدث قائلاً.. 

"غفران باشا بعتني لسيادتك فتفضلي معايا من غير شوشره لو سمحتي".. 


بلهفه قالت" شهد".. "وهو فين غفران؟، وديني عنده حالاً".. 

أشار لها بيده نحو السياره التي تنتظرها مغمغماً.. 

"اتفضلي اركبي".. 


سارت "شهد" نحو السياره بخطوات مرتجفه متثاقله محدثه نفسها بنحيب.. 

"اه يا ناري منك يا أحمد يا ابن سعديه، جايب الاوباش بتوع الحته كلهم، وانا عماله اقول الفرح مافيهوش حد من قرايب اللي ما تتسمي "عهد" ليه؟!".. 


جلست بسياره التي بدأت تتحرك بها، ونظرت من نافذتها بشرود واكملت بخوف يملئ قلبها وصوتها.. 

"يا تري ناوي على ايه معايا يا غفران؟".. 

.......................................

.. بالطائره.. 


"عهد".. 


تلك الشقيه الجالسه بجوار "غفران" لم تكف عن افعالها العابثه التي جعلت قلب، وجسد "غفران" يتأجج بنيران عشقها.. 


تتعمد اللعب علي الوتر الحساس، وتسير بأناملها علي وجهه نزولاً بلحيته، وعنقه حتي تتوقف علي صدره تجعله يكتم أنفاسه من ملمس يدها التي تفعل به الأفاعيل.. 


وتتحدث بغنج،وميوعه شديده مصطنعه الجديه..

"شكلك يجنن وانت عريس يا ظبوطه".. 

هبطت بأناملها أكثر حتي وصلت لكف يده، وبدأت تدون أحرف اسمها، وأسمه أيضاً، وهو مصطنع البرود،وتعتلي ملامحه الجمود.. 


ولكن قلبه كاد ان يغادر ضلوعه حرفياً، ويجاهد بستماته إلا ينقض علي ثغرها ويلتهم شفتيها بقبله جائعه لعله يطفئ تلك الحمم البركانيه التي اندلعت بعروقه.. 


لتخترق هي جميع حصونه الذي يجاهد في بنائها بينهما حين رفعت كف يده ووضعته علي موضع قلبها جعلته أخيراً ينظر لها بأعين مندهشه ليتفاجئ بعينيها التي تلتمع بالعبرات.. 


ابتسمت له ابتسامتها التي تذيب جليد قلبه، وبفرحه غامره همست قائله بطفولتها البريئه.. 

"انا مبسوطه أوي انهارده يا غفران بس قلبي بيوجعني أوي علشان كنت بتمني مامي وبابي واخواتي يكونوا معايا يوم فرحي"..


هبطت دمعه حارقه علي وجنتيها ببطء زالها "غفران" بطرف أصابعه وعينيه تتفرس ملامحها بشغف، واشتياق، وفرحه فشل في اخفائها..

لتتابع هي بغضب مفاجئ.. 

"وبعدين هو انا ليه حاسه اني بتجوز بصمت كده لا فرح ولا زفه، ولا اي حاجه من بتاعت الافراح الجميله اللي بشوفها دي".. 


بعدت يده عنها واقتربت منه حتي تلامست انفها، وبعدت طرحتها عن اكتافها التي تخفي فستانها ذو الحمالات الرفيعه، وامسكت مقدمة فستانها بكلتا يدها وجذبته للأمام قليلاً لينكشف عنقها، وبداية صدرها أمام اعين غفران التي ترمقها بمكر.. مكمله بحاجب مرفوع.. 

"انا لبست الفستان دا ، وعملت شعري علشان اركب بيه الطياره معاك ونروح في سكوت تام كده وبس؟!".. 


"تاااام فعلاً هو تااااام اوووي".. 

همس بها "غفران" وهو يضغط علي شفتيه السفليه بأيحاء، وعينيه مثبته علي صدرها.. 


جذبت طرف طرحتها سريعاً تخفي بها صدرها عن عينيه المتفحصه لكل انش بها، وضحكت بغنج وتحدثت بنتصار قائله.. 

" شوفت عهوده قدرت تطلع الظبوطه غفران الوزير المتحرش اللي جواك ازاي".. 


مال "غفران" علي أذنها متعمد ملامسة بشرتها الناعمه بذقنه الخشنه جعلها تطبق جفنيها بقوه وتستنشق عبير رائحته التي هي بمثابة إدمان لها.. 


وتحدث بخبث قائلاً.. 

"برافو عليكي انتي فعلاً طلعتي شخصيه فيا جديده عليا انا نفسي مكنتش اعرف بوجودها حتي، ودي حاجه هتخليني أوقف عقابك لحد ما اوريكي مفاجأت فرحك يا عهوده".. 

أنهي جملته وطبع قبله عميقه اسفل أذنها، وتابع بأمر.. 

"فتحي عيونك وبصي من شباك الطايره".. 


اخذت نفس عميق ونظرت من نافذة الطائره التي 

توقفت معلنه وصولها مطار القاهره الدولي.. 


جحظت عينيها وهي  تطلع حولها بنظرات منذهله حين رأت المطار مجهز بالكثير من البلونات البيضاء والحمراء والورود بمختلف ألوانها.. 

بأسم "عهوده احلي عروسه".. 

وحشد ضخم من الفرق الموسيقيه بنتظارهما... 


ولم يتركها "غفران" لذهولها كثيراً وبلحظه كان فك حزام الأمان من حول خصرها، وسحبها من خصرها اجلسها علي ساقيه..


احتضن وجهها بين كفيه جعلها تنظر له بالإجبار، تأمل ملامحها بشتياق ممزوج بالغضب، وبابتسامه مصطنعه تزين محياه قمعها سريعاً..


تشكلت نظره اخري علي ملامحه تعلن أن ناقوس الخطر قد بدأ يدق بالفعل، وتنقل بنظره بين عينيها التي ترمقه بنظرات عابثه، وشفتيها المرتجفه وهمس بمكر..

"مبروك يا عروسه"..

أنهى جملته والتهم ثغرها بقبله كانت ببدأ الأمر عنيفه ومن ثم تبدلت لأخرى عاشقه عشق ليس كمثله عشق..


صوت زغروطة "هاله" جعلته يبتعد عن شفاتيها علي مضض مستنداً بجبهته علي جبهتها ويلهثان بشدة.. 


انتظر هو لحظات،وانزلها من علي قدمه وفك حزام أمانه، وهب واقفاً، وامسك يدها، وسار بها لخارج الطائره بخطوات متحفظه.. 


فور خروجهما صدعت صوت الموسيقي بمكبرات صوت عاليه للغايه،واقتربت إحدي المضيفات من غفران واعطته ميكروفون أمام اعين "عهد" المنبهره بما يحدث حولها.. 

هبطا الدرج بحرص خلفهما "هاله، وفاتن" حاملتان ذيل فستان "عهد"، وتطلق "هاله" وابل من الزغاريط بلا توقف.. 


فور وصولهما لأرض المطار تجمع من حولهم الكثير من المضيفات يحملن باقات من الزهور وشباب حاملون الآلات الموسيقيه يعزفون بمهاره.. 


وكم هائل من المصورين والقنوات الفضائيه تقوم يتصوير كل مايحدث بث مباشر تحت عنوان.. 

" حفل زفاف أسطوري للمقدم غفران المصري علي نجلة الوزير عزت البحيري".. 


وقف "غفران" ممسك بيد "عهد" بقوه، ونظر بعينيها التي تطلع به بمنتهي العشق، فبتسم لها ابتسامه هائمه، ورفع المايك وبدأ يغني لها اغنيه انتقاها خصيصاً لأنها تصفها بكل كلمه.. 


"هل عندك شك أنك أحلى وأغلى امرأة في الدنيا؟!. 

وأهم امرأة في دنيا .هل عندك شك؟!. 

هل عندك شك أن دخولك في قلبي

هو أعظم يوم بالتاريخ وأجمل خبر في الدنيا؟!.. 


لف يده حول خصرها، وضمها لصدره بلهفه،وهي تضحك بسعاده وعبراتها تنهمر علي وجنتيها بغزاره مكملاً..


"هل عندك شك أنك عمري وحياتي

وبأني من عينيك سرقت النار وقمت بأخطر ثوراتي؟!..


مال بوجهه علي وجهها وتأمله بفتنان.. 


أيتها الوردة والريحانة والياقوتة والسلطانة والشعبية والشرعية بين جميع الملكات.. 


يا قمرًَا يطلع كل مساءٍ من نافذة الكلماتِ

يا آخر وطن أولد فيه وأدفن فيه وأنشر فيه كتاباتي.. 


مسد علي وجنتيها مروراً بشفتيها.. 


غاليتي أنتِ غاليتي . لا أدري كيف رماني الموج على قدميكِ.. 

لا أدري كيف مشيتي إلي وكيف مشيت إليكِ.. 


ضمها مره اخري بعشق أشد.. 


دافئة أنتِ كليلة حب من يوم طرقت الباب علي ابتدأ العمر.. 


كم صار رقيقًا قلبي حين تعلم بين يديكِ

كم كان كبيرًا حظي حين عثرت يا عمري عليكِ..

يا نارًا تجتاح كياني .. يا فرحًا يطرد أحزاني..


ضغط علي خصرها بعنف محبب جعلها تتنهد بشتياق.. 


يا جسداً يقطع مثل السيف ويضرب مثل البركانِ

يا وجهًا يعبق مثل حقول الورد ويركض نحوي كحصانِ.. 


قولي لي كيف سأنقذ نفسي من أشواقي وأحزاني؟!

قولي لي ماذا أفعل فيكِ؟!. أنا في حالة إدمانِ

قولي ما الحل؟! . فأشواقي وصلت لحدود الهذيان.. 


داعب انفها بأنفه لتسرع هي وتحتض وجهه وتقبله قبله طويله بجانب شفتيه.. 


قاتلتي ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني

من أين أتيت؟

وكيف أتيت؟

وكيف عصفت بوجداني؟!..


أنهي غنائه وبلحظه كان حملها لداخل حضنه ودار بها اكثر من مره لتتعالي صرخاتها وبفرحة وعشق وبكاء تردد بإذنه.. 

"بحبك يا غفران.. بحبك يا ظبوطة قلب عهوده"..


بينما "هاله" تبحث بعينيها عن زوجها الغائب عنها له أكثر من أسبوع حتي لمحته، وركضت مسرعه تجاهه والقت نفسها داخل حضنه بشتياق شديد استقبلها هو بلهفه وترحاب اشد مردداً بجملتها التي تفضلها كثيراً.. 

"حمدلله على السلامه يا ست قلبي".. 

                                     ..................................... 

"شهد".. 

تدور حول نفسها ذهاباً واياباً ممسكه بهاتفها تحاول الإتصال على "غفران"، و"فاتن" مراراً وتكراراً ولكن هاتفهما مغلق.. 

جلست علي اقرب مقعد بإهمال، وبقلق قالت.. 

" ياتري خت فاتن الزفت معاك فين يا غفران؟".. 


نفخت بضيق، وبدأت تعبت بهاتفها وتتفحص مواقع التواصل الاجتماعي لتلجمها الصدمه بل صعقت واوشكت علي الاصابه بشلل رباعي حين وجدت صور زفاف زوجها حديث السوشيال ميديا.. 


.................................... 

"غفران".. 

فور انتهاء الاحتفال وخروجه من المطار متوجها ب "عهد" نحو سياره بنتظارهما عادت ملامحه للجمود والجديه مره اخري.. 


ظل ملتزم الصمت رغم محاولات "عهد" لكسر حاجز  الصمت.. 

لم تجد أمامها سوا ان تقبض علي ياقة بدلته، وهمست من أسفل أسنانها بغيظ قائله.. 

"انت مالك يا ظبوطه سكت تاني ليه، ومش بترد عليا ليييييه وانا عروسه؟!.. ما انت كنت بتغنيلي وبتحب فيا ايه اللي حصلك فصلت شحن ولا ايييه؟!".. 


نظر لها نظره جامده، ونفض يدها بعيدا عنه وبعمليه قال.. 

"اللي عملته دا من ضمن شغلي سيادتك، ويله انزلي وصلنا البيت".. 


انهي جملته، وتركها وهبط من السياره وظل واقفاً ينتظرها، لتنظر "عهد" ل"فاتن" الجالسه بجانب السائق فبتسمت لها وبتعقل همست.. 

"انا قولتلك اللي عملتيه زعله منك اووي، وهيعقبك عقاب قوي عليه.. فخليكي انتي عاقله واحتوي غيرته عليكي ".. 


حركت" عهد" رأسها بالايجاب وهبطت السياره هي الأخرى بمساعدة "هاله".. 


"انت يا ظبوطه يا همجي هتسبني امشي وانا لابسه عروسه ولا ايه؟! "..

هتفت بها "عهد" بغضب مصطنع، ووقفت مكانها عاقده ذراعيها أمام صدرها..


أخذ "غفران" نفس عميق ليهدأ وتيرة غضبه وغيظه منها، نظر لها بابتسامة مصطنعه تظهر جميع أسنانه، وتحدث بنفاذ صبر قائلاً..

"ودي تيجي سيادتك"..


اقترب منها مكملاً بنظره ماكره..

" هشيلك طبعاً"..

عدلت فستانها بغرور وبتكبر قالت..

"أيوه شيلني يله بسرعه"..

هم بحملها لتسرع هي وتبتعد عنه مكمله بتحذير..

"اوعي تكون هتشلني على كتفك؟!"..


"أمال عيزاني اشيل معاليكي ازاي؟!"..

هتف بها وهو يميل عليها بشدة حتي تلامست انفهما.. 

لتقترب هي منه أكثر حتي التصقت به ونظرت لعينيه بعمق وهمست بغنج قائله..

"شيلني علي ايدك زي البيبي يا"..

غمزت له بشقاوه..

"يابيبي"..


ضيق "غفران"عينيه ونظر لها نظره متفحصه يستشف ما تفكر به وما تريد فعله..


لتحرك هي رأسها بالايجاب وبتأكيد تحدثت..

" امممم انا عايزه شهد بنت سعديه اللي هي مراتك"..

أشارت عليه بسبابتها وتابعت بغيظ..


"واللي انت مستحيل تتجوز عليها زي ما بتقولي تشوفك وانت شايلني بفستاني الأبيض وداخل عليها يمكن تطق و تموت فيها واتجوزك انا براحتي يا ظبوطي..




البارت ال5..


كهرباء!!..


.. فلاش باااااااااااك.. 


"غفران"..

يجلس أمام "أحمد" شقيق زوجته يستمع لحديثه بهدوء.. 


يتحدث "أحمد" بمتنان.. 

"انا مش عارف أشكرك علي ايه ولا ايه يا غفران.. 

علي صبرك علي غلطات اختي اللي انا عارف انها متتغفرش ، ولا علي وقفتك معايا..انا عمري ما هنسي جميلك دا ابداً".. 


ابتسم "غفران" له قائلاً.. "مافيش جمايل بنا يا احمد.. انا بعتبرك زي هادي اخويا، وانت شاب جدع وراجل ملكش في اللف والدوران ودا كبرك في نظري أكتر".. 


"أحمد" بابتسامه بشوشه.." تسلم وتعيش يا غالي"..

 صمت لبرهه وتابع مستفسراً..

"طيب انا كده هعمل ايه في جوازي من بنت معالي الوزير.. هطلع ندل معها واسبها يوم فرحها زي ما؟".. 

كاد ان يكمل حديثه بأن هذا ما تريده شقيقته "شهد"، ولكنه تراجع سريعاً وتنحنح بحرج مكملاً.. 


" انسه "عهد" مصممه اننا نتجوز يا غفران مع إني صريح معاها وقولتلها انها زي"رغد" اختي، واني بحب واحده تانيه ومستحيل اتجوز غيرها".. 


اجابه" غفران" قائلاً.. "عهد مراتي يا احمد".. 

جعل احمد تتسع عينيه بدهشه مغمغماً بذهول.. 

"مراتك يا غفران؟".. 


"غفران".. "ايوه مراتي، وبتعمل كده علشان مش عايزه تكون سبب مشكله بيني وبين شهد.. فبتعدني عنها وفاكره بلي بتعمله دا إني هطلقها".. 


تبدلت ملامح لأخرى غاضبه، وتابع حديثه قائلاً.. 

" وانا مستحيل اطلقها عهد مراتي وهتفضل مراتي، وانا اللي هبقي عريسها فعذرني إني مش هحضر فرحك"..

 ابتسم بمكر مكملاً.." علشان هيبقي يوم فرحي انا كمان".. 


" وشهد اختي يا غفران؟!".. 

هتف بها "احمد" بنبره غاضبه.. 

اخذ "غفران" نفس عميق، وبأسف تحدث قائلاً.. 

"اختك انا عمري ما قصرت معاها، وكنت ومازلت شيلها جوه عنيا، ومراعي ربنا فيها، ولا كان يخطر علي بالي في يوم اني اتجوز عليها.. بس هي عملت ايه مقابل دا؟!".. 


صمت للحظات يلتقط أنفاسه، واكمل بأسف.. 

" مش هقولك اختك عملت ايه يا احمد لانك أخوها واكيد عارفها أكتر مني بدليل الكلام اللي قالته لحماك،وكانت هتحرمك من اللي بتقول عليها حب عمرك، والكلام اللي كانت بتقولهولي علشان امنع هادي يتجوز رغد اللي هي اختها،وانتو اهلها من لحمها ودمها علشان بس مش عايزه حد يبقي احسن منها ولا حتي زيها.. دايما بصه للي في ايد غيرها ولابسه وش غير حقيقتها.. بعد كل اللي عملته معاكو وانتو اهلها هسيبك بقي تتخيل اختك عملت فيا انا واهلي ايه".. 


ابتسم ابتسامه مصطنعه وهو يقول.. 

"وتتخيل كمان انا ناوي اعمل فيها ايه؟!".. 


" أحمد"..بأسف.. "متزعلش مني يا غالي بس لو عملت حاجه في اختي انا اللي هقفلك يا غفران.. لأنها مهما عملت فهتفضل اختي، ومتنساش انها هتفضل ام عيالك".. 


ربت" غفران" علي كتفه وبابتسامه قال.. 

" مش بقولك انت راجل جدع يا أحمد.. اللي ملوش خير في اهله ملوش خير في حد.. وأطمن انا صابر علي شهد لحد دلوقتي بسبب ولادي بس دا ميمنعش انها غلطت ولازم تتعاقب وإلا هتتمادي في غلطها دا واللي آخرته هتبقي دمااار علي الكل".. 


.. نهاية الفلااااااااش باااااااك.. 


بحديقة منزل" غفران".. 


تقف "عهد" واضعه كلتا يدها بخصرها، وبغضب مصطنع تتحدث بأمر قائله.. 


"بقولك شيلني حالاً يا ظبوطه هفضل واقفه كده كتييير وانا عروسه؟!".. 

سارت نحوه ولكزته بكتفه بقبصه يدها وتابعت بفرحه طفوليه .. 

" يله بسرعه عيزاها تشوفك وانت شايلني بفستاني اللي يجنن دا يا ظبوطتي".. 


وجه "غفران" نظره لوالدته التي تفهمت نظرته فبتسمت له وهي تقول.. 

" ولادك مع هادي وهيباتو عنده انهارده".. 


حرك رأسه بالايجاب، واقترب من "عهد" ومال عليها استعداداً لحملها وبهمس تحدث بإذنها.. 

" سيادتك انا مش عايز مشاكل ووجع دماغ من أولها وياريت تخليكي في حالك وملكيش دعوه بأم مالك، وهي كمان مش هيكون ليها علاقه بيكي نهائي".. 


حملها بين يديه واضعاً يد اسفل ركبتيها، والاخري حول خصرها وضمها لصدره بلهفه دون ارادته، وبدأ يصعد بها الدرج.. 

لتسرع هي بلف يدها حول عنقه، ونظرت له ببراءه وبغنج همست وهي تركل بقدميها في الهواء بسعاده.. 

" اطمن يا ظبوطه عهوده كيوت خالص ومش بتحب المشاكل".. 


أنهت جملتها ورمشت بعينيها مرات متتاليه، وبغضب مفاجئ اكملت موجهه حديثها ل "هاله".. 

"زرغطي يا لولو".. 


"زرغطي!!!".. أردف بها "غفران" محدثاً نفسه بذهول.. 

لتتعالي ضحكات "هاله، وفاتن" بقوه حتي ادمعت عينيهما، وبصعوبه توقفت "هاله" عن الضحك، وبدأ تطلق سيل من الزغاريط حتي وصل بها لشقته وخطي بها للداخل وعينيه تبحث عن شهد بقلق بدأ يشق طريقه لقلبه.. 


" ادخل بيها علي اوضتكم علي طول يا غفران".. 

هتفت بها "فاتن" بتوتر هي الأخرى من رد فعل شهد الغير متوقع.. 


"اتجوزت عليا يا غفران؟!!!".. 

قالتها "شهد" التي خرجت من إحدي الغرف بضعف شديد، ليصعقو جميعهم من هيئتها المزريه.. فعينيها متورمه للغايه اثر بكائها الشديد، ووجنتيها يظهر عليهما آثار أصابعها التي كانت تصفع نفسها بهما بعنف حتي سالت الدماء من انفها وفمها.. 


أقتربت منهم حتي وقفت أمامهم وتنقلت بنظرها بينهم جميعاً بنظرات حارقه، وبكت بنحيب أكبر، وبدأت تمزق ثيابها مردده بنهيار.. 

"اتجوزت عليااااااا.. جوزتيه يا فاااتن".. 


لتصفق "عهد" بيدها فجأه وبإعجاب مزيف قالت..

"وااااو برافو عليكي تمثيلك حلو اووي".. 


"عاااااهد".. 

قالها "غفران"بغضب، وبنبره محذره.. وانزلها بحرص ونظر لوالدته وتابع برجاء.. 

"خدي عهد لأوضتها من فضلك يا أمي".. 


"طيب انا هروح يا عهوده وهبقي اجيلك يا حبيبتي"..

هتفت بها "هاله" وهي تقترب من" عهد" واحتضنتها بحب وبهمس تابعت.." خلي بالك من نفسك شهد شكلها هتعمل نصيبه".. 


ابتعدت عنها واعطتها حقيبه بيضاء تابعه لفستانها بها أدوات عهد الخاصه وغمزت لها والقت السلام على الجميع وسارت للخارج غالقه الباب خلفها.. 


اقتربت" شهد" من "عهد" حتي وقفت أمامها مباشرة ترمقها بنظرات ساخره متفحصه من منبت شعرها حتي قدميها، وعهد تبادلها النظره بأخرى مبتسمه بتساع تظهر جميع أسنانها بستفزاز شديد.. 


تأملهما "غفران" بنظرات متسعه متمتماً بسره.. 

"استر يارب انا شامم ريحة حرب عالميه تالته هتقوم في بيتي".. 


همت "شهد" برفع يدها والهجوم علي "عهد" بشراسه وغل شديد..كاد أن يمنعها "غفران" و إذ فجأه تخرج "عهد" 

 Electric detonator "صاعق كهربائي" وتصعق "شهد" به بلمح البصر أمام أعين غفران وفاتن المنذهله.. 


دفع" غفران" يد "عهد" بعنف جعل الصاعق يسقط من يدها.. 

وسقطت" شهد" أيضاً فاقده الوعي وقبل ان ترتطم بالأرض كانت يد "غفران" التقطتها وبغضب نظر ل "عهد" الممسكه بيدها، وتتأوه ببكاء مصطنع.. 

"انتي اتجننتي يا عهد بتكهربيها؟!".. 


اجابته "عهد" بصوت اشبه بالصراخ.. 

"دي كانت هتضربني يا ظبوطه يا همجي، وانا بدافع عن نفسي؟!".. 

قطعت حديثها وشهقت بقوه حين حمل غفران شهد علي يده، وبغيظ شديد تابعت بأمر من بين أسنانها.. 

"نزلها يا غفران احسنلك بدل ما اكهربك وانت شيلها".. 


أنهت جملتها وحملت فستانها وركضت نحو الصاعق جذبته واسرعت بالركض خلفهما وقد اعمتها غيرتها وحسمت أمرها بصعقهما مردده بصراخ.. 

" انت تشلني انا بس، وإياك تشيل حد غيري".. 


"حوشي المجنونه دي يا أم غفران".. 

قالها" غفران" وهو يركض ب" شهد"حول الأثاث بعدما تفهم ما تفكر به مجنونته.. 


حاولت "فاتن" منعها قائله.. 

"اهدي يا عهد وخلينا نفوق اللي كهربتيها دي ليكون جرالها حاجه".. 

بصراخ قالت "عهد".. "دي لو فاقت هتموتني يا نانا.. انا شوفت الشر اللي ناويه عليه معايا في عنيها".. 


نظرت ل" غفران" وأكملت بصراخ.. 

"انت لسه شايلها؟!!".. 

ابتسمت ابتسامه زائفه.. "خليك زي ما انت وانا هزودلكم الفولت شويه يا ظبوطه علشان يكفيكم انتم الاتنين"..

 ضغطت علي الصاعق ليصدر منه صوت الكهرباء أعلى، ورفعت كلتا قدميها خالعه حذائها بالهواء ونزعت زيل الفستان والقته أرضاً.. 


أذدارت "غفران" لعابه وهو يري نيران غيرتها تتأجج وملامحها الطفوليه تحولت لأخرى شريره وغير مبشرة بالخير علي الأطلاق..


تكملة الرواية هنااااااااااااا



تعليقات

التنقل السريع