القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية غفران كامله من الفصل6 الجزء الثاني الي الفصل 10من الجزء الثاني بقلم نسمة مالك

 



رواية غفران كامله من الفصل6 الجزء الثاني الي الفصل 10من الجزء الثاني بقلم نسمة مالك





البارت ال6..


غضب عاشق!!.. 


"انت فعلاً خايف على شهد دي مني، وجاي تفتكر انهارده يوم فرحنا انها ام ولادك يا غفران؟!!".. 

همست بها "عهد" المحتضنه وجه "غفران" بين كفيها.. 


"فرحنا!!".. 

قالها "غفران" بدهشه، وكأنه انتبه للتو أنها اصبحت زوجته أمام العالم اجمع.. 

الوحيده التي عشقها قلبه يحملها بين يديه بفستانها الأبيض.. 


تلاشت نظرته الغاضبه، واعتلت ملامحه فرحه غامره فشل في اخفائها، وضمها لصدره بقوه مستنداً علي جبهتها بجبهته مغمغماً بذهول.. 

" انتي مراتي يا عهد؟!".. 


لفت يدها حول عنقه، وسارت بأنفها علي وجهه تستنشق عبير أنفاسه بهيام، وعشق ليس كمثله عشق وهي تردد.. 

"اممم مراتك.. مراتك يا ظبوطه".. 

دفنت وجهها بعنقه ليشعر بعبراتها الساخنه تهبط علي بشرته ببطء مكمله.. 

"وانت جوزي يا غفران.. اللي عايزه اخلف منه ويكون ابو ولادي".. 


قربها منه الي هذا الحد اطاح بعقله، واعترفها هذا الذي جعل نبض قلبه يعلو لعنان السماء بل أوشك علي فقدان صوابه وإلقاء كل شئ عرض الحائط ويقذف نفسه داخل اعماق حضنها والتنعم بعشقها حتي الثماله.. 


لم تمهله ليلتقط أنفاسه التي سلبتها منه ولو قليلاً، ورفعت رأسها ونظرت لعينيه المبتعده عن عينيها، وهمست بصوت متحشرج بالبكاء قائله.. 

"غفران بصلي".. 

أخذ الأمر منه لحظات ليرسم الجمود علي ملامحه، ونظر لها نظره جامده، ولكنها تفهمتها جيداً.. 


يعاتبها بعينيه.. حقاً اردتي الزواج من رجل غيري؟!.. 

فأطبقت جفنيها بعنف حين استشعرت مدي حزنه، وغضبه منها، وبصوت مرتجف قالت.. 

"انا مكنتش اقصد اللي فهمته..قبلت جانب شفتيه برقه مكمله.. انا بحبك يا غفران بس كنت ببعد عنك علشان مش عايزه اكون السبب في تدمير حياتك؟ ".. 


لم يستمع من حديثها سوا "انا بحبك يا غفران فقط" جعلت عشقها بقلبه يتزايد لاضعاف حتي استحوذ علي عقله، وفقد السيطره علي مشاعره التي تتأجج بنيران عشقها، وأصبح قلبه يستجديه ليطفئ تلك النيران ويرتوي من عشقها..صراع شديد بين عقله، وقلبه وبالأخير انتصر قلبه.. 


شهقت بقوه حين ارتمي بها علي الفراش فجأه، واجلسها علي ساقيه، ورفع يده أمسك ذقنها بين أنامله،ويده الأخري تفتح سحاب فستانها ببطء مريب..


بينما ملامحه انبلجت عليها ابتسامه متراقصه تزين محياه، وبفرحه حقيقيه همس.. 

"انهارده فرحنا زي ما بتقولي..خليني اباركلك بطريقتي علشان تبقي حرم المقدم غفران المصري قولاً وفعلاً يا عهوده".. 


اشتعلت وجنتيها بحمرة الخجل، وبدأت ترتجف بين يديه حين امطرها بسيل قبلاته الساخنه، ويده تفتح أزرار قميصه واحد تلو الأخر بلهفه،وقد اشتعلت عينيه برغبه حارقه، وهم بغمر شفتيها بقبله عاشقه لتسرع عهد بوضع أناملها علي شفتيه جعلته ينظر لها بنظرات منذهله حين رأي عينيها الغارقه بالعبرات، وخوفها البادي علي ملامحها.. 


ليزداد نشيجها اكثر، وبصعوبه همست.. 

"غفران انا خايفه".. 


تطلع لها بصدمه.. فجملتها ألمت قلبه بشده..أيعقل ان تكن خائفه منه؟!.. 

تأملها للحظات، وبلمح البصر كان انتشلها لداخل صدره وضمها بل اعتصرها بين ضلوعه وقد عاد لصوابه،وجاهد ليهدأ موجة عشقه لها.. 

"هششش أهدي متخفيش يا عهد".. 


تمسكت به بكل قوتها، وبكت بنحيب وصوت شهقاتها تتعالي، وهو يربت علي ظهرها بحنان بالغ.. 

ظل محتضنها لفتره ليست بقليله حتي هدأت وتوقفت عن البكاء، وشعر بتراخي جسدها علي جسده، وانتظام أنفاسها فعلم أنها ذهبت بثبات عميق.. 


مال بها علي الفراش ووضعها بحذر،وبعد عنها فستانها لتستطيع النوم براحه، وانسحب من حضنها علي مضض.. دثرها جيداً بالغطاء.. 


اغلق ازرار قميصه ، وهندم ثيابه.. وسار نحو الخارج غالقاً الباب خلفه بهدوء.. 


"سبت عروستك وخرجت ليه يا غفران؟!".. 

هتفت بها "فاتن" بدهشه.. 


دار "غفران" بعينه يبحث عن "شهد" وهو يقول.. 

"عهد راحت في سابع نومه.. اليوم كان تعب عليها انهارده أوي".. 


نظر لها وتابع بتساؤل.. 

"شهد فين؟!".. 

اجابته "فاتن".. "هتصدق لو قولتلك انها راحت عند اهلها؟!.. انا نفسي مش مصدقه، وحاسه انها ناويه علي الشر يا ابني، وعهد كان معها حق الشر باين في عنيها يا غفران".. 


قال "غفران".. بلامبالاه.." سيبك منها خالص، ولو مكنتش راحت لأهلها كنت انا هوديها بنفسي".. 

أنهى جملته، وسار لخارج المنزل.. ليوقفه صوت" فاتن"بلهفه قائله.. 

" انت رايح فين يا حبيبي؟".. 


" غفران".. "محتاج اكون لوحدي.. بس هجبلك ولادي من عند عمهم الأول لأن اكيد شهد هتروح علشان تاخدهم، وهادي هيرفض يدهملها".. 

.............................. 

..بعد مرور اسبوع.. 


"هاله"..


تقف داخل مطبخها تعد طعام الغداء لزوجها.. لتصرخ بفزع حين التفت يد" علي" حول خصرها فجأه وحملها داخل حضنه.. ظهرها مقابل صدره، وتحدث بهمس داخل اذنها قائلاً.. 

" واحشتيني يا ست قلبي".. 


" اخس عليك يا علولي كنت هتوقف قلبي".. 

قالتها "هاله" بعتاب، وبانفاس متلاحقه.. 

عدل وضعها داخل حضنه، وقبل موضع قلبها بعمق مغمغماً.. 

"يدوم لي نبض قلبك يا هاله".. 


تأملت هيئته التي أصبحت تخطف القلب قبل العين، وابتسمت له بهيام متمتمه بسرها.. 

" عيني عليك بارده.. ربنا يحفظك ليا يا علولي".. 

داعبت أنفه بأنفها وبفخر تابعت.. "من ساعة ما روحت الجيم وانت بقيت احلي من ممثلين السيما".. 


"الفضل يرجعلك يا هاله.. لولاكي كان زماني ميت".. 

هتف بها "علي" بمتنان وعينيه ترمقها بنظرات عشق.. 


لتبادله "هاله" النظره بأخرى عاتبه، وبلهفه قالت.. 

" بعيد الشر عنك يا حبيبي.. اوعي تقول كده تاني.. انا مليش فضل عليك يا علي.. دا واجبي وحقك عليا".. 


قبل جبهتها قبله طويله يبث مدي حبه لها، وبابتسامه تحدث.. 

"وحقك انتي كمان عليا يكون عندك أحلى شقه، واجمل عفش يليق فعلاً بعروسه يا هاله".. 


جملها بين يديه، وسار بها لخارج المطبخ رغم اعتراضها مبرره.. 

" سبني اعمل السلطه بس يا علي، والاكل كله جاهز علشان تتغدا يا حبيبي".. 


خطي بها لداخل غرفتهما، وغمز لها بشقاوه وهو يقول.. 

" هناخد الغدا، ونتغدا في شقتك الجديده يا ست قلب حبيبك".. 

.................................. 

"عملتي اييييه انطقي".. 

هتفت بها "شهد" بلهفه شديده.. 

اجابتها" سعديه" بأسف.. 

" وافق علي الزياره وهروحله بكره الساعه 9اصبح السجن".. 


ابتسمت "شهد" ابتسامه خبيثه، وبأمر قالت.. 

" تاخدي معاكي التليفون علشان عايزه اكلمه بنفسي".. 

ضحكت "سعديه" بسخريه وهي تقول.. 

" انتي متعرفيش زكريا يا شهد، وتفكيرك مصورلك انه هيفرح بيكي ويقول بنتي حبيبتي".. 


حركت رأسها بالنفي مكمله.. 

" زكريا معندوش عزيز، ومبيهموش حد غير نفسه وبس".. 

"وهو دا المطلوب يا سعديه.. انا عيزاه يفكر في نفسه، وإزاي هطلعه من السجن.. دا مهما كان يبقي أبويا ومش هسيبه يتعدم، وتروح عليا كل ثروته دي".. 


قالت" سعديه" بثقه.." كنت عارفه انك سبتي بيتك، وجوزك اللي اتجوز عليكي واحده تانيه وجيتي تقعدي معايا هنا، وبتعملي كل دا علشان توصلي لفلوس زكريا".. 


" بالظبط كده انا عايزه اوصل لفلوس زكريا علشان اقدر انتقم براحتي من الكل، وأولهم انتي وولادك يا سعديه".. 


ابتسمت لها" سعديه" ابتسامه مزيفه، وبتحذير قالت.. 

"حسابك قرب، وهتندمي قوي يا بنتي علي كل اللي عملتيه في حقنا، وفي حق نفسك قبلنا".. 

................................... 

" عهد".. 

تسير ذهاباً واياباً أمام فاتن الجالسه تضحك بقوه علي جنانها، وما تتفوه به.. 

"الظبوطه ابنك سبني وانا عروسه، واختفي فين بقاله أسبوع يا نانا فاتن".. 


اجابتها" فاتن"قائله بتعقل.. 

"اعذريه يا بنتي.. هو محتاج يهدي علشان يقدر يفكر كويس وياخد قرار صح يا عهد".. 


جف حلق "عهد" وهي تقول.. 

"قرار ايه بالظبط؟.. هو ممكن يطلقني؟!".. 

حركت "فاتن" رأسها بالنفي سريعاً وهي تقول.. 

"مستحيل يقدر يبعد عنك انتي بالذات".. 


بكت "عهد" وهي تقول.. 

"لا قدر بدليل بقاله اسبوع بعيد عني".. 


" فاتن".. " غفران بيجي كل يوم بعد ما تنامي، ويفضل جنبك للصبح، ولما يحس انك هتصحي بيمشي علي طول".. 


اتسعت أعين "عهد"بدهشه، وتحدثت بذهول قائله.. 

"يعني حضنه اللي بحلم بيه كل يوم دا حقيقه مش حلم؟ طيب هو بيعرف منين اني نمت؟".. 


تهربت" فاتن"بعينيها منها.. لترفع" عهد" حاجبيها، وتقترب منها تجلس جوارها، وتتابع بتساؤل.. 

" نانا فاتن يا قمرايه انتي اللي بتقولي لظبوطه ابنك اني نمت صح؟".. 


"فاتن" ببراءه مصطنعه.. "اححم ايوه انا يا عهوده".. 

ارتمت" عهد"بحضنها، وتحدثت ببكاء مصطنع وبتوسل شديد.. 

" علشان خاطري يا نانا كلميه دوقتي قوليله عهوده نامت وخليه يجي.. انا هتجنن عليه ومش عارفه هو بيعمل معايا كده ليه بس؟!".. 


ربتت" فاتن" على ظهرها وهي تقول.. " انتي اللي نمتي وسبتيه ليله فرحكم يا عهوده ولا نسيتي".. 


"عهد".. "انا مش بس نمت وسبته يا نانا.. دا انا كمان قولتله اني خايفه، وهو اكيد فكر اني خايفه منه".. 

بكت بنحيب.. 

" ميعرفش اني خايفه عليه، وخايفه اخسره، وبعده عني دا واجع قلبي اوي".. 


"فاتن".. "طيب اهدي، وانا هكلمه اقوله انك نمتي، وهو هيجي جري زي كل يوم..، وانتي ادخلي اوضتك  البسي واتشيكي زي العرايس بلاش بيجامات ميكي ماوس اللي بتنامي بيها دي واستنيه علي ما يجي".. 


قبلتها "عهد" بحب شديد، وفرت راكضه نحو غرفتها وهي تقول.. 

" كلميه بسرعه يا نانا، وانا هجهز واعمل نفسي نايمه"..



البارت ال7..


عناق!!..


"غفران"..


يجلس بمفرده بشقته الخاصه به هو ومجنونته بوجه يكسوه الحزن، والغضب أيضاً.. ممسك بيده منامتها الورديه يضمها لصدره تاره، ويستنشق عبيرها تاره اخري بشتياق شديد..


ليزداد غضبه،وضيقه كلما تذكر حديث والد عهد ووالدتها له يوم زفافه علي ابنتهما..


.. فلاش بااااااااك..


تنحنح "عزت" بحرج وهو يقول.. 

"غفران انت عارف اني بعتبرك زي ابني، ومتمناش لبنتي غير راجل زيك وبأخلاقك "..

صمت لبرهه، وتابع بأسف..

"بس الدكتوره وعد والدتة عهد ليها رأي تاني عايزه تقولك عليه"..


انقبض قلب "غفران" ولكنه تحدث بهدوء قائلاً..

"خير يا معالي الوزير"..


"الدكتوره هتكلمك بنفسها"..

قالها "عزت" وهو يعطي الهاتف لزوجته التي أخذته منه وتحدثت بلهفه قائله..

"قبل اي كلام، ولا حتي سلام يا حضرة الظابط.. عايزه اعرف انت دخلت علي بنتي ولا لاء وبصراحه من فضلك؟"..


قال" عزت" بستياء.. "وعد انتي بتقولي ايه ميصحش كده"..

"وعد".. بنبره حاده.. "قولت ايه يا عزت.. بطمن علي بنتي الوحيده.. رد عليا يا حضرة الظابط أرجوك"..


"غفران" بذهول .. "مش فاهم ايه الغرض من السؤال دا سيادتك.. عهد بقت مراتي ودي حاجه خاصه بيني انا وهي"..


اجابته" وعد" بصرامه شديده.. " اسمعني كويس يا حضرة الظابط.. جوازك من عهد بنتي من ضمن شغلك.. مجرد اتفاق لحمايتها مش اكتر من كده زي ما والدها قالك قبل ما يسافر، والفرح اللي حصل دا كان برضو من ضمن الأتفاق وانا وافقت عليك لاني مستحيل كنت اوافق ان احمد بتاع الكبده دا يكون هو عريس بنتي"..


يستمع لها" غفران" بصمت بينما قلبه ينبض بجنون حتي انه يستمع لصوت دقاته بوضوح..


تنهدت "وعد" واكملت بأسف..

"انا عارفه ان بنتي ممكن تكون حبيتك، واحتمال تكون انت كمان حبيتها.. بس صدقني انت وعهد متنفعوش لبعض نهائي.. انت راجل متجوز وعندك أطفال وليك حياتك.. وبنتي لسه صغيره وتفكيرها محدود، واكيد هيختلف لما تكبر شويه، وتكتشف انها كانت هترمي نفسها في جوازه فاشله وتكون زوجه تانيه لراجل اكبر منها ب13 سنه ساعتها هتندم بعد ما الأوان يكون فات"..


حديثها كان بمثابه سكين بارد يقطع نياط قلبه علي حين غره جعله كمن فقد النطق..

لتستطرد هي بصوت اختنق بالبكاء..

" انت عندك بنت هتوافق انها تكون زوجه تانيه لراجل متجوز وعنده أولاد.. رد عليا بالله عليك ترضاها لبنتك؟"..


" لو الراجل دا هيحب بنتي نص حبي ل عهد هوافق وهسبها تتجوزه"..

قالها "غفران" بصوت يملئه الألم..


صرخت "وعد" بغضب قائله..

"بس انا مش هسيب بنتي تتجوزك وتضيع نفسها.. جوازك من بنتي هينتهي اول ما ارجع انا واخواتها ووالدها،ولازم تعرف ان بنتي اتعلقت بيك علشان حاسه بالوحده ومافيش حد جنبها غيرك، وكل دا هيتغير برجوعنا وهتشوف بنفسك"..


" اوعي تقولها اي حاجه دلوقتي يا غفران غير لما زكريا يتنفذ فيه حكم الاعدام"..

هتف بها" عزت" بلهفه وخوف ظاهر بنبرة صوته..


أخذ "غفران" نفس عميق، وتحدث بلامبالاه مصطنعه لحديث" وعد" قائلاً..

" اطمن معاليك مش هجيب سيره بوجودكم ل عهد مراتي غير لما زكريا ورجالته يتحاكمو الأول"..


بينما حديثها جعل قلبه ينزف بجرح نافذ خصتاً بعدما أدرك انها علي صواب..


نهاية الفلاش بااااااااك..


فاق من شروده علي صوت رنين هاتفه برقم والدته فاسرع بالرد عليها..

"ايوه يا امي.. طمنيني ايه الاخبار"..


قالت" فاتن" ببكاء.."أخيراً رديت عليا..وقعت قلبي يا ابني"..


"حقك عليا يا أمي.. التليفون كان جنبي وصدقيني والله ما سمعته"..


"مالك يا غفران.. صوتك مش عجبني يا حبيبي؟"..

قالتها "فاتن" بقلق.. 


تأوه "غفران" بصوت عالِ وهو يقول..

"اااه يا أم غفران.. ضاقت اوووي يا أمي.. حاسس اني في دوامه،ومش عارف ولا قادر اخرج منها"..

صمت قليلاً، وتابع متعمد تغير مجري الحديث..

" المهم طمنيني عليكي، وعلي عهد"..


تفهمت" فاتن" ما يشغله، ويحزنه دون ان يتحدث.. فبكت وهي تقول..

" قولي الاول انت فين يا حبيبي؟ "..


قال "غفران" برجاء.." اهدي يا امي.. انا كويس متقلقيش.. بس حابب اكون مع نفسي شويه علشان اعرف أفكر بهدوء"..


همت "فاتن" بالرد عليه.. لكن صوت فتح باب الشقه، ودخول "شهد" منه مندفعه نحو غرفتها مباشرة دون النطق بحرف واحد.. جعل عينيها تتسع علي أخرها، وبدهشه قالت..

" واد يا غفران شهد جت حالاً ودخلت اوضتها"..


أردف" غفران" بلهفه.." وعهد فين يا أمي"..

"عهد عامله نفسها نايمه ومستنياك تيجي"..

قالتها "فاتن" بتلقائيه..


اعتلت ملامح "غفران" ابتسامه عاشقه، وبهدوء تحدث قائلاً..

"طيب قوليلها تجهز وهبعتلها السواق"..

صمت لبرهه وبشوق اكمل..

"يجبهالي"..

..................................... 

"علي"..


يجلس بهدوء،ويستمع ل "هاله" زوجته التي تتحدث بفرحه غامره، وانبهار شديد قائله..

"الشقه تجنن عمري ما خطر علي بالي اني هسكن في مكان زي دا في يوم من الأيام"..


تأملت المكان من حولها بنظرات منذهله، وبأسف تابعت..

"ياااا يا علي دا احنا مكناش عايشين"..

رفعت كلتا يدها وأخفت بهما وجهها مكمله بخجل..

"ولا اللي شوفته في شرم الشيخ مع عهد ياااانهار مايوهات"..


نظرت له من بين أناملها وعضت شفتيها وهي تقول بصوت متقطع من شدة خجلها..

"ولا الظبوطه بتاع عهوده اللي باسها زي بتوع السيما قدامنا انا ومامته والبنات المضيفات في الطايره"..


بعدت يدها عن وجهها ووضعتها بخصرها مكمله بغضب مصطنع..

"انت ليه مش بتبوسني كده يا علولي، ولا انا ازاي سمعت كلامك ومنزلتش الميه مع عهوده، لا نزلت معاها هنا في حمام السباحه بتاع الفندق مع انه كان للبنات بس، ولا حتي نزلت معاها في شرم دي.. بقيت قاعده قدام الميه باكل في نفسي وهتجنن وأخد غطس"..


تتحدث بعفويه دون قصد منها، ولكن حديثها هذا جعل قلب"علي" ينقبض بل يرتعد بخوف من القادم.. 


اعتلت ملامح" هاله" ابتسامه هائمه، واقتربت منه جلست جواره ونظرت لعينيه التي تتفرس ملامحها بعشق ممزوج بالقلق، ورفعت يدها مسدت علي وجنتيه الخشنه مكمله بهيام..

"بس مرضتش اكسر كلمتك يا علي حتي في غيابك"..


"انا مش خايف تكسري كلمتي يا هاله"..

هتف بها "علي" بنظرة خذلان تفهمتها "هاله" جيداً جعلت عينيها تتسع بصدمه خصتاً بعدما أمسك يدها، وضعها علي موضع قلبه وتابع بنبره مرتجفه يظهر بها مدي قلقه ..

"انا خايف تتغيري، وتكسري قلبي"..


" دا ظنك فيا يا علي؟!"..

همست بها" هاله" بذهول، وعينيها امتلئت بالعبرات..


ليسرع" علي" ويجذبها داخل صدره ويقول بلهفه..

"لا يا حبيبتي أوعى تزعلي مني.. حقك عليا انا عمري ما أظن فيكي غير كل خير يا هاله"..


قبل جبهتها، ويدها مرات متتاليه مكملاً..

" كلامي دا بقوله لنفسي قبل ما اقوله ليكي"..

احتضن وجهها بين كفيه، وبابتسامه تابع..

"عايز قلوبنا تفضل زي ما هي يا هاله.. لا مال،ولا اي حاجه تغيرنا او تأثر علي حبنا"..


تتظر له بهيام نظره مملوءه بالعشق الحلال..ابتسمت له ابتسامتها الخجوله، وبهمس قالت..

"حبنا قوي، وهيقوي اكتر يا علي خصوصاً بعد ما بقيت حامل منك"..


بذهول، وفرحه غامرة اعتلت محياه همس" علي".. "حامل؟!"..

حركت" هاله" رأسها بالايجاب وبستحياء قالت..

" ايوه انا حامل في شهر يا علي.. مبروك علينا يا حبيبي"..


ضمها لصدره بقوه مغمغماً..

"الف مبروك يا ست قلبي"..


دفنت وجهها بحنايا صدره، وضمته لها بقوه اكبر،وهمست بصوت مكتوم..

"بس برضو ست قلبك واخده علي خاطرها منك يا علولي"..


زاد من ضمها اكثر حتي اصبحت قدميها لم تعد تلمس الأرض، وبصوت اجش قال..

" هصلحك حالاً".. 

.............................................. 

" عهد"..


تقف أمام شقة معشوقها بقلب ينبض بجنون..

حبست أنفاسها ورفعت يدها وهمت بالضغط على الجرس.. لتشهق بصوت خفيض حين انفتح الباب فجأه،


وبلمح البصر كان جذبها "غفران" عليه حتي انها ارتطمت بصدره القوي، اغلق الباب، وأخذها في عناقٍ محموم و هو يتناول شفاهها في قبلة عنيفة خالت بأنها سوف تزهق أنفاسها عن آخرها..


ابتعد عنها بصعوبه حين شعر بحاجتها للهواء، وبأنفاس لاهثه همس بأذنها..

"واحشتيني يا عهوده"..


بلهفه قالت عهد.. "انت اكتر".. جذبته إليها اكثر مردده..

"واحشتني اوي"..


مسد علي ظهرها، وسار بها وهو يقول بجديه..

"تعالي عايز اتكلم معاكي كتير"..

"وانا عايزه احضنك اكتر يا غفران"..

نظرت له بأعين تستجديه ان لا يبتعد عنها.. الا يتركها..


وببطء تسللت يدها الصغيره نحو قميصه تفتح أزراه واحد تلو الأخر،وبصوت يكاد يسمع قالت..

" انا مش خايفه منك"..


حديثها كان دعوة صريحه، وضوء أخضر يدعوه بالاقتراب، والغرق بها ومعها ببحور عشقها..


ابتعد هو بعينيه عنها. ينظر بجميع الاتجاهات، والأماكن ويتجنب النظر لها..حاول إيجاد صوته وتحدث بجديه قائلاً..

"عهد اسمعيني كويس اللي بنا؟!"..


قاطعته هي سريعاً قائله بثقه..

"اللي بنا عشق يا غفران"..

وقفت علي أطراف أصابعها واحتضنت وجهه بين كيفها جعلته ينظر لها مكمله..

"بحبك"...


تطلع لها قليلاً بنظرات جامده..بينما قلبه أوشك على مغادرة ضلوعه من شدة دقاته، وبأسف قال..

" انا اكبر منك ب13سنه يا عهد، ومتجوز وعندي طفلين، و؟!"..


"عارفه كل دا و بحبك"..

قالتها ببكاء،وتهاوي جسدها بوهن بين يديه.. فلتقطها هو بلهفه قائلاً..

"مالك يا عهد؟ انتي دايخه؟"..


اجابته بضعف..

"اممم شويه.. خليني في حضنك هبقي كويسه"..


"غفران".. بحنان بالغ.."طيب تعالي اعملك الأكل اللي بتحبيه واكلك، وبعدين هحضنك زي ما انتي عايزه،وكمان في كلام كتير لازم نقوله"..



البارت ال8..


طفله!!..


"عهد"..


بعدما تناولت أشهى الطعام الذي صنعه لها زوجها خصيصاً..

جلست منكمشه على نفسها داخل حضن "غفران".. متمسكه به بكلتا يدها، وتتحدث بهمس قائله..

"اتكلم يا غفران انا سمعاك"..


حاوطها "غفران" بجسده بحمايه مقبلاً جبهتها مرات متتاليه وهو يقول..

"انا عايزك تفهمي اللي هقوله كويس يا عهد، وتتأكدي ان كلامي دا خوف عليكي وعلي مصلحتك"..


اعتدلت جالسه ونظرت له بقلق..

" اتكلم يا غفران قلقتني"..


تأملها بابتسامه عاشقه، وبإعجاب تحدث قائلاً..

"شكلك حلو اوي في الحجاب"..

"نانا فاتن اللي عملتهولي"..

هتفت بها "عهد" بخجل وهي تهندم حجابها.. ليبدأ غفران بابعاده عن شعرها،وغمز لها بشقاوه..

" انا اللي قولتلها.. بس دا علشان تخرجي بيه يا عهوده مش تقعدي معايا وانتي لابساه"..


قالت "عهد" بغضب مصطنع.. "اممم بقي انت اللي قولت ل نانا تلبسني الحجاب"..

اشارت عليه بسبابتها مكمله..

"وانت اللي جيبلي الحجاب واللبس دا صح؟"..


حرك "غفران" رأسه بالايجاب..

"انا والله حسيت ان دا زوقك، وبعدين انا كنت ناويه اتحجب اصلاً يا ظبوطه"..


أردف" غفران" بهيام.. " كان لازم تتحجبي من زمان.. الحجاب زادك جمال ورقه ياعهد"..

ترقرقت العبرات بعينيها، وبأسف قالت..

"محدش قالي اني المفروض اتحجب.. مامي وبابي كانو مشغولين طول الوقت.. بابي بحكم انه وزير، وطبعاً مامي مرات الوزير.. تخيل ان عمرهم ما طلبو مني أصلي او البس لبس محتشم!!"..


ارتمت برأسها على صدره وبدأت تبكي بصمت وتتحدث بغصه..

" نانا فاتن هي اللي خلتني اصلي الخمس فروض ودي حاجه بعترف اني اول مره اعملها في حياتي.. مش عارفه كنت عايزه انتحر ازاي وأموت نفسي وانا بعيده عن ربنا بالشكل دا"..


رفعت عينيها ونظر له بابتسامه من بين بكائها، وبمتنان تابعت..

"الحمد لله انك لحقتني، ومسبتنيش أموت يا ظبوطتي"..


مسد على وجنتيها بفتنان مغمغماً..

"انا افديكي بعمري يا عمر غفران الحلو"..

صمت لبرهه واكمل بجديه وتعقل..

" عهد حبيبتي عايزك تسمعي اللي هقوله وتفهميه كويس قبل ما تردي عليا بندفاعك وتهورك كالعاده".


نظرت له بهتمام تحثه علي استكمال حديثه..

اخذ نفس عميق، وبهدوء تابع..

"انا بمر بظروف صعبه اوي حالياً، وتعقيدات ومشاكل من كل الجوانب،ودا اللي مخليني بعيد عنك لحد دلوقتي ومش قادر اتمم جوازي منك.. عايز الأول ربنا يقدرني واخلص من كل مشاكلي علشان افضالك، واقدر اكون معاكي في اي حاجه وكل حاجه تخصك يا عهد، وأول حاجه هعملها اني هعلمك الصلاه الصحيحه، وهحفظك قرآن، وهتابع معاكي كليتك كمان"..


"عهد" بمزاح.. "كلية ايه يا ظبوطه انا بنت وزير وبنجح من غير ما احضر هههه"..

عضت شفتيها، وهمست بستحياء..

"انا عايزه منك بيبي يا غفران"..


أطبق" غفران" جفنيه بقوه كمحاوله منه لكبح مشاعره نحوها.. فهو يريد أن يكن له منها الكثير من الأبناء وليس طفل واحد فقط،ولكن حسم قراره لن يقترب منها إلا بعد ان بخبرها بوجود عائلتها ويري ردة فعلها تجاهه..


هل ستظل تريد أن تكمل حياتها معه، وتنجب منه؟.. ام ستبتعد وتتركه بلا قلب؟..


فتح عينيه ونظر لها بأسف قائلاً ..

"مش هينفع د؟"..


قاطعت حديثه بندفاع ، وغضب عارم قائله..

"مش هينفع ايييه؟.. مش هينفع يبقي عندي بيبي منك يا غفران؟!"..

لكمته بصدره بقوه، وبدأت تبكي بعنف مردده..

"اه طبعاً ما انت عندك ولد وبنت علشان كده مش عايز أطفال تاني"..


جذبته من ياقة قميصه عليها فجأه وتابعت بانفاس متهدجه تلفح بشرته، وبأمر همست..

"انا عايزه بيبي حالاً يا ظبوطه.. مش عايزه افضل وحيده تاني"..

...................................

.. فاتن..

تجلس بشرفة غرفتها تتناول كوب من القهوه علي انغام موسيقه هادئه.. ليصدع رنين هاتفها برقم دولي جعلها تعقد حاجبيها، وتجيب علي الفور..

"السلام عليكم"..


"وعليكم السلام يا مدام فاتن.. انا دكتوره وعد.. مامة عهد"..

اعتلت الدهشه ملامح "فاتن"، وبستغراب قالت..

"مامة عهد مرات غفران ابني؟!"..


جملتها هذه اخترقت سمع "شهد" الواقفه خلفها تستمع لما تقوله بتمعن، وابتسامة خبيثه تزين محياها محدثه نفسها بوعيد..

" اول مسمار في نعشك يا عهوده"..


"ايوه عهد تبقي بنتي.. بس مش هتكون زوجه لابنك، وانا بكلمك علشان عرفت انك ست عاقله وعايزاكي تفهمي ابنك وتعقليه ان جوازه من عهد من ضمن شغله ليس إلا"..


"فاتن" بصرامه.. "انا ابني عاقل، وبيفهم كويس اوي يا دكتوره وعد، وعارف شغله كويس، وعهد مراته برضاها وبرضا والدها كمان.. انتي بقي كنتي فين كل دا، وسايبه بنتك لما تتجوز، وجايه دلوقتي تقوليلي انا عقلي ابنك هه معقلتيش انتي بنتك ليه؟!"..


انتهي البارت



البارت ال9..


قلب موجوع!!.. 


"وعد".. 

تستمع لحديث "فاتن" اللازع وكلماتها الجاده الصارمه تقول.. 

"مافيش اي مبرر ليكي يا دكتوره انك تسيبي بنتك وتهربي باخواتها.. تقدري تقوليلي ليه سبتيها هنا لوحدها ومختهاش معاكو؟!.. سبتيها بتحاول تموت نفسها بكل الطرق من حزنها وقهرة قلبها عليكو، وفي الاخر لما تظهري تاني في حياتها عايزه تجرحي قلبها وتبعديها عن جوزها!! .. مش لما تشوفي الأول بنتك هتتقبلك في حياتها تاني اصلاً ولا لا".. 


صكت "وعد" علي اسنانها بغيظ، وهي تقول بغضب.. 

" انتي اتجننتي إزاي تسمحي لنفسك تتكلمي معايا كده؟!".. 


قاطعتها" فاتن" بصوتها الصارم.. " اسمي المهندسه فاتن، ولما تتكلمي معايا تتكلمي بأدب وإلا هعرفك انا الأدب اللي شكله ممرش علي عتبة بيتكم".. 


ليطبق السكون من طرفها على الفور، بينما تستطرد بغلظةٍ.. 

"اسمعيني كويس يا مدام وعد.. انا للأسف الشديد عرفت انك كنتي عامله بنتك طعم هنا لعدوكم اللي كان عايز يموت ولادكم الصبيان زي ما جوزك اتسبب في موت ابنه، وانتي خوفتي علي ولادك وهربتي بيهم وسبتي البنت لوحدها بحجه انها متهوره ومتسرعه وممكن تكشف وجودكم بتهورها".. 


ضحكت" وعد" بسخريه وهي تقول بنبره مرتجفه من شدة توترها.. 

" وانتي ابنك متعود يحكيلك كل اسرار شغله كده يا مهندسه فاتن؟!".. 


صمتت" فاتن" لتلتقط أنفاسها قليلًا.. وبتعقل تحدثت غير مباليه لسخريتها.. 

"انا بقول تحاولي تصلحي غلطك في حق بنتك وتشوفي ازاي هترجعيها لحضنك.. مش تبعديها عن اكتر انسان حبها في الدنيا دي يمكن اكتر منك انتي ووالدها كمان.. ومعندوش مانع أبداً يضحي بروحه وعمره كله علشانها".. 


حديثها فتح اعين "وعد" علي حقيقه كانت تتهرب منها.. بدأت تبكي بصمت حين ادركت حجم خطأها بحق ابنتها الوحيده.. بكائها وصل لسمع" فاتن" فبتسمت برتياح واغلقت الهاتف دون قول المزيد..


لتنسحب "شهد" لخارج الغرفه بحذر ظناً منها ان

"فاتن" لم تشعر بوجودها..

"لو عايزه تحفري قبرك بإيدك يا شهد خرجي حرف واحد من الكلام اللي سمعتيه دا".. 

قالتها "فاتن" من فوق كتفيها جعلت "شهد" تقفز بفزع.. 


"اطمني يا طنط انا عقلت أوي وبقيت شهد تانيه خالص".. 

هتفت بها "شهد" بابتسامه مصطنعه، وهي ترمقها بنظرات حاقده.. 

............................... 

"عهد".. 


تلكم "غفران" بقوه علي صدره مردده بصراخ.. 

"ابعد عني متلمسنيش".. 

يحاول السيطره علي حركتها الهستريه.. حتي قام بتقيد كلتا يدها بيده، وحاوط جسدها بجسده بأحكام، وبهدوء صارم قال، وهم يمسح عبراتها بحنان.. 

"هو دا اللي بقولك اسمعيني وافهميني يا عهد؟!".. 


"عهد" ببكاء.. "اسمع ايه وافهم ايه، وانت مش عايز تخلف مني يا غفران.. طبعاً ما انا مجرد شغل بالنسبالك مش اكتر، ولما بابي يرجع هترجعني ليه وتروح انت لمراتك وتعيش حياتك وتنساني".. 


حاولت ابعاده عنها، ولكنها فشلت فشل ذريع.. فتابعت بصعوبه من بين شهقاتها.. 

"ابعد عني انا بكرهك، وروح لمراتك الحربايه خليها تنفعك".. 


حديثها جعله يفقد أعصابه.. لكم الأرض بجوارها بعنف مردداً بصوت غاضب.. 

"انتي دماااااغك دي اييييه.. بتفهمي ازااااي.. بلاش بتفهمي ازاي.. بتحسي بااااايه يا عهد.. دا احساسك من نحيتي، ونظرتك فيا؟!".. 


انكمشت علي نفسها بخوف، وبهمس قالت.. 

" غفران انا دايخه".. 

بلهفه كان اعتدل جالساً، وجذبها لداخل حضنه اجلسها علي ساقيه، وبدأ يفحصها بتمعن وهو يقول.. 

" دايخه إزاي.. انا اكلتك كويس".. 

تحسس جبهتها بقبضة يده، واقترب بوجهه من وجنتيها يتحسس حرارتها مستفسراً.. 

"حاسه بأيه يا عهد؟!".. 


تباطأت دقات قلبها، وتناثرت حبات العرق علي جبهتها، وشحب لونها فجأه وبدأ يجتاحها دوار قوي فمالت برأسها علي كتفه، وبدأ جسدها يرتجف، وبضعف همست.. 

"حاسه ان قلبي مش سليم يا غفران".. 


رفعت عينيها الباكيه ونظرت له مكمله بنبره متألمه.. 

"قلبي موجوع أوي".. 


"سلامة قلبك من الوجع.. يتوجع قلبي انا وانتي لاء يا عهد".. 

قالها "غفران" وهو يضمها لصدره بلهفه وعشق شديد، وأسرع بحملها وهب واقفاً بها، ووضعها بحرص علي إحدي الارائك ولف لها حجابها.. 

"هوديكي المستشفى".. 


أمسكت يده ووضعتها علي موضع قلبها بوهن وبهمس قالت.. 

"حبي ليك الحاجه الوحيده اللي مخلياني عايشه"..


نظر" غفران" لعينيها بعشق، وبتوسل قال.. "حبيبتي علشان خاطري بلاش تسيئ الظن فيا.. انا عمري ابتدي من يوم ما شوفتك يا عهد".. 


حملها بين يديه، وسار بها مسرعاً نحو الخارج.. 

"خليني اطمن عليكي الأول".. 

............................ 

"هادي".. 

بابتسامه عاشقه عاد الي منزله.. قلب يغلفه الشوق لزوجته الحبيبه..هم بفتح الباب ليتراجع سريعاً، وتتلاشي ابتسامته حين تذكر معامله "رغد" له مؤخراً.. 


أصبحت تتعمد الابتعاد عنه.. تدعي النوم بمعظم الأوقات.. دائما صامته، وعينيها باكيه حزينه.. 

لا تنظر بعينيه وهذا اكثر ما يؤلمه.. 


تنهد بشتياق محدثاً نفسه.. 

"مالك يا رغد؟ فيكي ايه يا حبيبتي؟!"..

فتح الباب وخطي للداخل يبحث عنها بلهفه حتي وقعت عينيه عليها تجلس شارده كعادتها..


اقترب منها وجلس جوارها وبصوت هادئ همس بأذنها قائلاً..

"رغدتي".. 

شهقت بقوه واضعه يدها علي صدرها كمحاوله منها لتهدائه دقات قلبها، وهي تقول ببوادر غضب.. 

" ايييه يا هادي فزعتني.. مش تعمل صوت وانت داخل".. 


بابتسامه باهته قال "هادي".. "انا دايماً بدخل عليكي كده من وقت ما اتجوزنا يا رغد، وانتي كنتي بتشمي ريحتي، وتحسي بيا من قبل ما أدخل البيت حتى.. ايه اللي اتغير".. 


احتضن وجهها بين كفيه مكملاً.. 

"ايه اللي مغيرك؟!".. 


" فوقت".. 

هتفت بها "رغد" بملامح جامده رغم عينيها التي ترقرقت بها العبرات.. عقد "هادي" حاجبيه مكرراً كلمتها بذهول.. 

" فوقتي!!".. 


بكت" رغد" وهي تقول مأكده.. 

" اه يا هادي فوقت، وعرفت ان جوازنا دا كان غلط، احنا مكناش لبعض.. انت كان لزمك واحده بنت لوا او وزير زي اللي اتجوزها اخوك على أختي"..


اعتلت ملامح "هادي" الغضب وقال مستفسراً.. 

"انتي بتقولي ايه؟ رغد انتي واعيه لكلامك دا؟".. 


هبت واقفه وعقدت ذراعيها أمام صدرها تحتضن نفسها لعلها تسيطر علي انتفاض جسدها، وتهدأه قلبها النابض بأسم زوجها.. 

" هادي متعملش نفسك مستغرب كلامي دا.. انت عارف انه صح"..


ابتلعت غصه مريره وتابعت بأسف.. 

"انا كل لحظه بشوف الندم في عنيك علشان كنت السبب في جوازة اخوك من أختي لحد مامبقتش قادره ابص في عنيك لشوف ندمك علي جوازك مني انا كمان".. 


هب واقفاً هو أيضاً، وامسك كتفيها بكلتا يده، وبرجاء قال.. 

" متقرنيش نفسك ب شهد يا رغد..انتي غيرها في كل حاجه لدرجة اني أوقات بشك انك تكوني مش اختها أصلاً"..


استدارت ونظرت له بابتسامه زائفه، وبأسف قالت.. 

"لا هي أختي بس من أمي ودي حاجه انا لسه عرفاها قريب.. وعرفت كمان ان جوازنا مكتوبله ينتهي لحد كده".. 

صمتت لبرهه وببكاء حاد اكملت..

"طلقني يا هادي




البارت ال10..


قاسي!!.. 


.. فلاش باااااااااااك..

"اختك ناويه على الشر مع الكل يا رغد خدي بالك يا بنتي"..

هتفت بها "سعديه" بأسف وهي تربت علي ظهر ابنتها برفق..


ابتسمت "رغد" ابتسامه باهته تخفي بها عبراتها التي ملئت عينيها، وبغصه قالت.. 

"بنتك ناويه على الشر معايا انا وجوزي أول ناس يا ماما".. 


اطبقت "سعديه" جفنيها بشدة، وقد أدركت ان ابنتها على علم بما يدور بذهن شقيقتها من افكار مشينه.. إرتفع صوت نشيجها وتابعت بصعوبه من بين شهقاتها.. 

"بنتك كل همها انها تفرقني عن جوزي بأي طريقه، وطول ما انا مع هادي النار اللي في قلبها مش هتهدي.. وانا مستحيل اسبها تأذيه يا ماما".. 


نظرت لها بعتاب مكمله.. 

"مش عارفه انتي ازاي سبتينا نتجوز ناس مستواهم أعلى مننا رغم انك اتجوزتي زكريا الغني دا وبهدلك، ورجعتي لمكانك تاني واتجوزتي ابويا اللي من توبك.. 

ازاي بس سبتيني اتجوز هادي بعد ما عرفتي ان الجواز من النوع دا مبيستمرش".. 


اجابتها "سعديه" بتعقل.. 

"يابنتي استهدي بالله.. الناس مش زي بعضها وجوزك واخوه مش زي زكريا أبداً دول متربين ومحترمين، وقبل اي حاجه الجواز نصيب ومقدر ومكتوب يا حبيبتي"..


اجهشت "رغد" بالبكاء بنحيب وهي تقول.. 

"وبنتك مرضيتش بنصيبها، وعينيها من جوزي وانا كنت بكدب نفسي واقول مستحيل اختي تعمل كده.. بس طريقة جوزي اتغيرت معاها بعد ما فهم اللي في دماغها، وبقيت اشوف نظرته ليها نظرة قرف، ومرعوبه يظن فيا ظن سوء في يوم ويفكرني زيها يا ماما.. علشان كده انا خت قرار ومش هرجع فيه"..


صمتت لبرهه وتابعت بألم.. 

"انا هطلب الطلاق من هادي".. 

.. نهاية الفلاش بااااك.. 


" عايزه ايه يا رغد؟!".. 

قالها "هادي" بصدمه، وهو يقترب منها بهدوء خطر، ويميل برأسه عليها قليلاً واضعاً أذنه أمام شفاتيها مكملاً بتساؤل.. 


" سمعيني بتقولي ايه تاني كده".. 


تراجعت للخلف بتوتر، وتنحنحت كمحاوله لإيجاد صوتها، وبجمود مصطنع قالت.. 

"عايزه اطلق يا هادي".. 


نظر لها بأعين متسعه شديدة الاحمرار تظهر بها مدي غضبه، وبابتسامه زائفه قال.. 

"يعني انا سمعت صح!.. عايزه تطلقي يا رغد؟!".. 


سيطرت علي بكائها ورسمت ابتسامه علي محياها وهي تقول.. 

"اححم ايوه احنا مكناش لبعض اصلاً يا هادي، وجوازنا غلطه ولازم نصلحها، وانا ارجع لحياتي واسيبك انت لحياتك".. 


مسدت علي بطنها المنتفخه مكمله.. 

"ولو علي ابنك اطمن انا مستحيل امنعه عنك؟!".. 


قاطعت حديثها وشهقت بقوه حين جذبها من خصرها فجأه لداخل حضنه، وتحدث بغضب وغيظ شديد من أسفل أسنانه قائلاً.. 

"انتي تؤمري يا رغدتي".. 


انهمرت عبراتها بغزاره، ونظرت له بصدمه وقد شحب وجهها، وهمست بشفاه مرتجفه بعدما ازدردت لعابها بهلع.. 

" قصدك ايه؟!.. هطلقني يا هادي؟".. 


ابتسم لها بصطناع مردداً.. 

"انتي عارفه اني عمري ما رفضتلك طلب، ولو انتي عايزه تطلقي مستحيل أجبرك اننا نكمل مع بعض".. 


مسح عبراتها بأنامله وهمس مستفسراً.. 

"بس قوليلي الأول مين اللي لعب في دماغك الحلوه دي وخلاكي تطلبي مني الطلاق".. 


اجابته "رغد" ببكاء طفولي.. " انا اللي بطلبه لوحدي علشان خايفه عليك".. 

دفعته بعيداً عنها بضعف.. 

"وانت كأنك ما صدقت".. 


ضمها إليه أكثر مستنداً بحبهته علي جبهتها، وبعتاب همس.. 

"قلبك طاوعك تقوليها!!.. بقي عايزاني اطلقك يا رغد؟".. 


دون أرادتها حركت رأسها بالنفي، وبلهفه قالت..

"انا خايفه عليك، وخايفه منك في نفس الوقت لتندم علي جوازك مني في يوم من الأيام يا هادي".. 


" انا بحبك يا رغد، وواثق إني عمري ما هندم أبداً علي حبي ليكي، ولا جوازي منك يا حبيبتي.. ومقدرش استغني عنك لحظه واحده".. 

قالها "هادي" من بين سيل قبلاته الرقيقه علي وجنتيها.. 


ارتمت داخل حضنه دافنه وجهها بين حنايا صدره تبكي بنحيب وتتحدث من بين شهقاتها بصوت مكتوم قائله.. 

" حقك عليا متزعلش مني..انا بحبك اكتر من نفسي والله يا حبيبي"..


ربت علي ظهرها بحميميه،وسار بها نحو غرفتهما وهو يقول بمكر.. 

"اممم بس برضو كلامك اللي قولتيه دا، وبعدك عني الأيام اللي فاتت زعلني منك و أوي كمان، ولازم تعوضيني وتصلحيني حالاً"..

...............................

..صباح يوم جديد.. 


داخل إحدي المستشفيات العسكرية يجلس "غفران" بجوار "عهد" الغارقه بالنوم بعدما أصر علي مكوثهما حتي يتم عمل فحص شامل ليطمئن عليها ..


يتطلع لملامحها البريئه بنظرات عاشقه، وبين حين وآخر يلثم باطن يدها بعمق،ويتنهد بتعب محدثاً نفسه.. 

"مجنناني من يوم ما عرفتك يا عهوده، وبدعي ربنا تفضلي مجنناني دايماً.. انا راضي بجناني مدام معاكي.. بس مشوفش فيكي مكروه في يوم يا عمر غفران".. 


تململت هي بنومها هامسه بأسمه.. 

"غفران".. 

اقترب بوجهه منها واجابها علي الفور، وهو يقبل جبهتها قبله طويله.. 

"عيونه".. 


فتحت عينيها ونظرت له نظره ناعسه وبصوت مبحوح همست.. 

" برضو منمتش".. 

تحركت قليلاً بالفراش، وبخجل تابعت.. 

"تعالي جنبي"..


"اسمها تعالي في حضني".. 

قالها وهو يهب واقفاً، وتمدد جوارها علي الفراش وجذب رأسها علي صدره مكملاً بحنو.. 

"نامي حبيبتي".. 


اندست داخل حضنه متمسكه به بكلتا يدها.. دافنه وجهها بعنقه متمتمه بين النوم واليقظه.. 

"بحبك يا ظبوطه".. 

حاوطها بذراعيه بحمايه، ونثر قبلاته الدافئه علي شعرها مستنشقاً عبيره بهيام، وبابتسامه قال.. 

"عمر الظبوطه الحلو أنتي يا عهد".. 


لحظات وكانت غرقت في نوماً أمن مره اخرى بين يديه.. 

مد يده لطاوله صغيره بجانب السرير، وامسك هاتفه وطلب رقم والدته ليأتيه صوت "فاتن" سريعاً تتحدث بقلق.. 

"غفران طمني عهد عامله ايه؟".. 


اجابها "غفران" بهمس حذر حتي لا يزعج معشوقته.. "الحمد لله بقت احسن والدوخه قلت بس مستني اشوف نتايج الإشاعات والتحاليل"..


"إن شاء الله هتبقي كويسه يا حبيبي اطمن، وانا هلبس واجيلكم المستشفى حالاً علشان تلحق انت مشوارك".. 


نظر" غفران" بساعته وجدها تقترب علي الثامنه.. فتحدث برجاء قائلاً.. 

"متتاخريش عليا يا أم غفران، وهاتي مالك ومكه معاكي.. انا بعت رساله لشهد تجهزهم".. 


"حاضر بمشيئة الله مش هتأخر.. مسافة السكه واكون عندك يا حبيبي.. يله اقفل خليني البس.. مع السلامه".. 

قالتها وهي تتجه نحو خزانتها وتخرج ثيابها على عجل.. 


" هتسبني وتروح فين؟!"..

همست بها "عهد" دون ان تبتعد عنه انش واحد.. 

اجابها "غفران".. "هوصل مشوار مهم تبع الشغل وارجعلك.. بس لما ماما تيجي تقعد معاكي علشان متبقيش لوحدك".. 


"لا متشغلش بالك بيا وروح مشوارك المهم.. انا متعوده ابقي لوحدي، ومش عارفه أصلاً انت بتعمل ايه هنا".. 

قالتها "عهد" بغضب وهي تستدير مبتعده عنه حتي اصبح ظهرها مقابل صدره..


رفع حاجبيه بدهشه من غضبها المفاجئ.. لتسطرد هي دون اعطائه فرصه للرد.. 

"انت يا ظبوطه انت مش عايز تخلف من عهوده، وزعلتها وخليت قلبها يوجعها قاعد جنبها ليييه".. 


اعتدلت ودفعته بكتفه بوهن.. 

" يله امشي من هنا مش عايزه اشوفك تاني، وروح لمراتك اللي انت مخلف منها ما هي رجعت بيتك امبارح صحيح، وانا مجرد شغل بالنسبالك، وطبعاً انت هتروحلها جري وتبعتلي مامتك وولادك علشان تعرف تخوني معاها براحتك يا ظبوطه يا خاااين"..


كور قبضة يده بعنف، وجاهد بصعوبه حتي لا يلكمها بكل قوته، ورفع يده مسح على وجهه كمحاوله منه ليهدأ وتيرة غضبه منها قليلاً.. 


"ياااا الله علي الجناااااااان".. 

قالها "غفران" بصوت عالِ للغايه، ونظر لها بذهول مكملاً.. 

"بتقلبي في لحظه ليييييه يا عهد.. دا انتي حالاً لسه بتقوليلي بحبك !! ودلوقتي بقيت خاين؟!".. 


انكمشت على نفسها من هيئته التي افزعت قلبها، وترقرقت عينيها بالعبرات وبعتاب همست قائله.. 

" بتزعقلي وانا عيانه".. 

جذب خصلات شعره بعصبيه و هو يطرد زفرة نزقة من صدره، ثم قال بصوتٍ أجش.. 


"عهد انا لحد الآن بعاملك زي ما بعامل مكه بنتي اللي عندها 3سنين،ومش راضي اقسي عليكي"..


هبت واقفه على الفراش فجأه واضعه يدها بخصرها  وتحدثت بغضب طفولي جعل شبه ابتسامه تعتلي ملامح غفران قمعها سريعاً، وحل مكانها الدهشه.. 

"هتقسي عليا ازاي يا ظبوطه هااا.. قولي.. فرجني كده هتقسي إزاي"..


عقد زراعيه أمام صدره ونظر لها كالاسد الذي يستعد للانقضاض علي فريسته.. لتزيد هي من استفزازه حين قالت بسخريه.. 

"بس قبل ما تقسي عليا ابقي قولي علشان اعمل حسابي واغنيلك الاغنيه بتاعة القاسي".. 


هندمت ثوب المستشفى واخذت وضع الاستعداد، ودون سابق انظار بدأت تتمايل بخصرها، وصدرها بحركات بهلوانيه مردده.. 

"قاسي قاسي قاسي وجرح احساسي راح اسيبه يقاسي وهبكي عنيه"..


لهنا ولم يعد قادر يسيطر على ضحكاته.. انفجر بالضحك حتي ادمعت عينيه،واقترب منها وحملها من خصرها لداخل حضنه بالإجبار، وبيقين قال، وهو يداعب وجنتيها بأنفه.. 

"ورب الكون ما طبيعيه..عهوده انتي مجنونه بامتياز مع مرتبة الشرف".. 


وضعها علي الفراش، وبلفهه تابع.. 

"ممكن ترتاحي علشان مدخيش تاني".. 

أنهى جملته ودثرها بالغطاء جيداً، وضمها لصدره، ويده تربت على ظهرها برفق.. 

عبست بملامحها وهمت بابعاده عنها، ولكن طرقات علي باب جعلتها تهدأ وتنظر تجاه الباب بفضول.. 


"ادخل".. قالها غفران بصرامته المعتاده.. فتح الباب وخطت منه طبيبه حامله بيدها مجموعه من الإشاعات والتحاليل الخاصه ب عهد.. 


اقتربت منهما وتحدثت بابتسامة.. 

"صباح الخير يا مدام عهد".. 

جملتها جعلت "عهد" تضيق عينيها، وتنظر ل "غفران" وبهمس قالت بإذنه.. 

"يعني اقوم اجبها من سامعتها واقولها ان عهوده مازلت انسه يا ظبوطه، ولا تقولها انت".. 


صك علي أسنانه وهمس بإذنها قائلاً.. "لا انا ولا انتي هنقولها، واتكتمي بدل ما والله ادخل عليكي الليله وهنا في المستشفى يا عهد".. 


حديثه الجاد جعلها تلتزم الصمت، وقد اشتعلت وجنتيها بحمرة الخجل، والطبيه ايضاً تنحنحت وبعمليه وتحدثت، وهي تنظر بنتائج الفحص.. 

" نتايج التحاليل والاشاعات طلعت يا حضرة الظابط".. 


تشنج جسد" غفران" وزاد من ضم عهد داخل صدره اكثر.. لتشعر هي بنبضات قلبه المتسارعه دليل علي شدة خوفه وقلقه عليها.. ليسود الصمت للحظات تقرأ خلالهم الطبيبه النتائج بتمعن، ودقه حتي انتهت، ورفعت يدها خلعت نظرتها الطبيه، ونظرت لهما وتحدثت بابتسامه.. 

" الحمد لله الإشاعات كلها كويسه جداً،والتحاليل كمان بس في نسبه انيميا عاليه شويه هي اللي بتسبب الدوخه".. 


التقط "غفران" أخيراً أنفاسه متمتماً بحمد الله في سره، وبتساؤل قال.. 

"والانيميا دي مش ليها علاج؟".. 

الطبيه.. "ايوه طبعاً هكتبلها على محاليل حديد تاخدها بنتظام، وكمان لازم تتغذا كويس جداً".. 


اقتربت من عهد وتابعت بعمليه.. 

"هعلقلها محلول دلوقتي ولما يخلص تقدر تروح".. 

بلمح البصر كانت صعدت" عهد" علي قدم "غفران" وبكت بنحيب، وبطفوله قالت.. 

" لا انا مش عايزه حقنه تاني".. 


الطبيبه بهدوء.. "متخفيش انا هركبلك المحلول في الكلونه".. 

اجهشت" عهد" بالبكاء وبصعوبه قالت.. 

"انا مبحبش المستشفيات ولا الحقن، وعايزه امشي من هنا يا غفران".. 

ربت" غفران" على ظهرها وهو يقول.. 

"عهد بطلي عياط، وأول ما تخلصي المحلول هنمشي"..


" عهوووووده".. 

هتف بها الصغيران اللتان دفع باب الغرفه فجأه، وركضا نحو عهد التي فتحت ذراعيها لهما مردده بفرحه غامره اعتلت ملامحها الباكيه.. 

" ياروحي انتو واحشتوني".. 


حملهما "غفران" واجلسهما علي قدميه بجوار مجنونته التي ضمتهما بحب شديد وقبلتهما مرات ومرات وهي تقول.. 

"حبايب قلب عهوده يا ناس".. 


انسحبت الطبيبه للخارج تاركه لهم بعض الخصوصيه.. 


تطلع لهم غفران بابتسامه.. لترمقه عهد بنظره حارقه وبهمس قالت.. 

"الحمد لله انهم مطلعوش شبه مامتهم الحيه".. 

نظرت للصغير.. "مالك كله عمه هادي".. وتوجهت بنظرها للصغيره.. "ومكه كلها نانا فاتن".. 


"مين بيجيب في سيرتي".. 

قالتها "فاتن" الواقفه على باب الغرفه تنظر لأبنها الذي يضم زوجته، وأبنائه لصدره، وكأنه يريد اخفائهم داخل قلبه بين ضلوعه، وبأمر قالت.. 

" يله روح انت مشوارك وانا هفضل مع عهوده لحد ما ترجع".. 

................................... 

"شهد".. 

تسير داخل غرفتها ذهاباً وإياباً بتوتر شديد.. تنتظر رنين هاتفها برقم والدتها التي اخبرتها انها وصلت للسجن المتواجد به زكريا.. 


وأخيراً رن هاتفها، وهمت بالضغط على زر الفتح.. لكنها انتفضت.. بل صرخت بفزع حين استمعت لصوت "غفران" الذي خطي فجأه داخل الغرفه، وتحدث بأمر قائلاً.. 

"خمس دقايق وتكوني جاهزه يا شهد هانم".. 


"هنروح فين؟".. 

قالتها بخوف ظاهر بصوتها المرتجف.. 

ابتسم لها ابتسامه زائفه مغمغماً.. 

"هوديكي تزوري والدك بنفسك"..


شحب وجه "شهد" وظهر الزعر علي ملامحها.. 


تلاشت ابتسامته وحل مكانها غضب عارم وتابع بنبره ساخره.. 

"وبما انه محضرش فرحنا.. يبقي على الأقل يحضر طلاقنا".. 


انتهى البارت..


تكملة االرواية هنااااااااا 


تعليقات

التنقل السريع