القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية شظايا قسوتة البارت 21-22-23الاخير بقلم رحمة سيد كامله

 

رواية شظايا قسوتة  البارت 21-22-23الاخير بقلم رحمة سيد كامله 







رواية شظايا قسوتة  البارت 21-22-23الاخير بقلم رحمة سيد كامله 




شظايا قسوته 


الفصل الحـادي والعشـرون :


هبـط مسرعًا وقلبـه يقـرع بتساؤل متوجـس من معركـة قد تكـون نشبـت بين من لا يستطـيع تفضيل احدهم عن الاخر ... بين قلبـه وعقله !!! 

وفي عُرفـه .. العقـل يكسب بالطـبع 

وهو لا يرغب ذلك !!!!

وصل الى مصـدر الصـوت ليجـد خالتـه تقـف بين دارين التي كان الجبـروت يتمثل فيها، وتلك المسكينة التي كانت ترمقها بنظرات مذهولة !!!!! 

وبالطـبع سيلا من جذبـت انتباهه بمغناطيس براءتها .. 

اما الاخـرى فهو يجهـل لمَ غلف عيناه الجمود تجاهها !!!؟ 

لمَ التي من المفتـرض ان تصبح زوجته تزداد المسافة بينهم إتساعًا !! 

وركـضت داريـن تتعلق برقبته محتضتة ايـاه كـغريق كاذب اراد التشبث بطـوق لم يعد له !!!! 

أبعدها عنه بنفـور ليسأل بجدية :

_ إية اللي حصـل ؟ 

وهنا أندفعـت " جميلة " ترد بغيظ من تلك التي تتلـون في سرعة رهيبة حسب الموقف :

_ جيت اتفاجئت إنها عاوزة تقص شعـر البنت الغلبانة دي 

وجحظت عيناه بصدمة وهو يهمس :

_ إية !!! 

هزت جميلة رأسها وهي تكمل باشفاق :

_ ايوة والله يا سليم، جيت لقيتها بتحاول تقص لها شعرها وسيلا بتحاول تمنعها بس مين يقدر بقا 

وأندفعت دارين تبكِ وهي تردف بحزن مصطنع :

_ لااا يا سليم كدابة، انا مكنتش هاعمل كدة 

وأمسكها من ذراعها بقســوة وهو يهزها ليصدح صوته مزمجرًا :

_ إياكِ تنسي نفسك، دي تعتبر امي، فاهمة بعني إية امي، يعني اللي يمسها بكلمه اقطع له لسانه 

ولم تتـوقع أن تنفجر تلك القسوة من أسفل قشـرة رقيقة من الهدوء الذي كان يحاول الالتـزام به !!!! 

أن يقتلها لو أراد من أجـل شريكًا اخر !!!! 

فاستدركت نفسها سريعًا ؛

_ لا لا أنا مش قصدي على خالتو، انا اقصد الخدامة الكذابة البجحة دي 

وإهانـة اخرى لن يستطـع التغاضي عنها في حق من هي تخصـه .. وبشدة !!! 

إهانـة شعر بها تخترق روحه التي إرتبطت بروحها .. للأبد !!!!! 

فكـز على أسنانه بغيظ قبل أن يقول محذرًا :

_ قسمًا بالله كلمة تانية وانا مش مسؤل عن اللي هاعمله يا دارين 

كادت تتفـوه بشيئ اخر ولكنه قاطعها بصرامـة وهو يشير لها :

_ تلفي وتلمي شنطـة هدومك وترجعي على بلدكـم فورًا، هبعت معاكِ سواق يوصلك لحد باب البيت 

هـزت رأسها نافية :

_ لا يا سليم أسمعني انا آآ 

قاطعها وقد إحتـدت عيناه كسيف سيقطعها على الفور إن لم تطيعه واكمل :

_ لما نكتب الكتاب تبقي تيجي تعيشي معانا، غير كدة مش عايزك في زيارة حتى 


نظـرت للأرض بخـزي .. من سدًا بينها وبين قسـوته هي من هدمتـه بغباءهـا !!!! 

لتهمس بضيق وغل :

_ ماشي يا سليم 

صمت برهه .. ليصدح صوتًا معلنًا نهاية حروبها من أجـله في لمح البصر :

_ وعلى فكرة، أنا بعيد تفكير في الموضوع تاني، لأني اكتشفت اختلافات شاسعة بيننا يا دارين 

وراحت تبرر مسرعة :

_ لا لا طبعاً مين قال كدة 

قـال بشموخ وعيناه تتابـع حركات سيلا المتوترة :

_ اكتشفت أن احنا مش هانقدر نكمل مع بعض بالشكل ده ابدًا 

ومبـررات اخرى كادت تخرج منها .. مبررات ووسائـل كاذبة ستحاول بيها نـزع تلك الفكرة من بين جحور عقله الصلب ولكنه قاطعها مرددًا بخشونة ؛

_ خلاص، اللي عندي قولته واللي عندك عملتيه، السواق هيستناكِ تحضري هدومك 

ثم استدار لينصـرف، ولكن قبل أن ينصـرف إلتفت لسيلا يقول بهدوء يعكس تمامًا الإعصارات التي كانت تدور بين حروف حديثه مع دارين ؛

_ روحي حطي حاجة على شعرك، وماتكشفيهوش ادام أي حد لأن في ناس الله هو اعلم بنوايـاها !!!!!!!!!! 

وانصـرف تاركًا واحدة تبتسم بارتياح غمرها اخيرًا والاخرى تكاد تحترق من غيظها الذي نشب بكل جزءً منها !!!! 


                        ***********


تحت أشعـة الشمـس .. يومًا اخر يمر بعـداد العمـر، وضـوء يسطع ككل ليلة على امـل تجديـد النقـاء بأرواحًا ضائقة سوداء !!! 

جلسـت " رقية " بجـوار والدهـا في الحديقة وهو يشرب قهوتـه بهدوءه المعتـاد، ليسألها مستفسرًا :

_ هاا يا رقيـة كنتِ عاوزاني في إية ؟ 

إبتلعت ريقها وهي تهمس بفتور :

_ موضوع بخصوص مجدي يا بـابا 

ترك الكوب من يده وهو ينتبه لها متساءلاً :

_ حصل إية يا رقية ادخلي في الموضوع على طـول ؟ 

اجابته متنهدة بضيق يشوبه الحزم في آن واحد :

_ أنا عايزة أتطلق يا بابا 

جحظـت عينـاه وهو يسألها بصدمة إرتسمت على ملامحـه من عشق سنين تكن نهايتـه .. الفراق !! 

_ إزاي يعني يا رقية طلاق أية إنتِ مجنونة ؟! 

هـزت رأسها نافية بتصميم :

_ لا يا بابا بالعكـس انا عقلت، أنا ومجدي بدون سرد مواقف مش هينفع نكمل مع بعض، لازم ننفصـل 

إرتشف من القهوة ليستطرد بجدية :

_ اولاً لازم أعرف اية اللي حصل بالظبط، ثانيًا هو مجدي عارف بالجنان اللي بتقوليه ده ؟ 

هـزت رأسها نافية وهتفت بما يشبه الرجاء الحار :

_ لا، ومش عايزاه يعرف إني قولتلك يا بابا لو سمحـت 

اومـأ بهدوء قائلاً :

_ يبقى تحكِ لي كل حاجة، من طق طق لسلام عليكم 

زفـرت بقوة إستعدادًا للرفـض الذي تراه يتوافد بين سطور عينـاه، لتبدء بسرد ما حدث عليه، وبالطـبع لم تتركها الدموع إلا وصاحبتها مع شهقـات وسط حروفها الضعيفة ...

وما أن انتهت حتى وجدته يضـع الكوب على المنضدة ليرمقها بنظرات ذات مغزى ويقول :

_ وإنتِ متوقعة بعد كل ده أقولك ماشي يا حبيبتي يلا تعالي نرفع قضية أطلقك منه

هـز رأسه نافيًا قبل أن يردف برزانة :

_ لا طبعًا، إنتِ غلطانة والغلط راكبك من ساسك لراسك، يعني أية تاخدي حبوب منع الحمل عشان متربطيش نفسك بواحد مش واثقة فيه، هه فهميني في واحدة تمنع نفسها من كلمة ماما عشان كدة يا رقية ؟ 

وراحت تبرر بقهر تشبعها :

_ كنت عايزني أربط حياتي بيه للأبد وممكن في أي لحظة يدخل عليا شارب يموتني أنا او ابني يا بابا ؟ 

هـز رأسـه نافيًا ليشرح لها هادئًا :

_ بس بردو اللي إنتِ عملتيه عمره ما هيكون حل مناسب، مش مكتوب ليكم تتفرقوا، لذلك القدر عطاكم فرصة تانية 

سألته ببلاهه :

_ ازاي يعني ؟ 

تنهـد وهو يرتشف من القهـوة ليكمل :

_ مجدي غلط بأنه أدمن المخدرات وده اللي كلنا عارفينـه وهو اعترف بغلطه واتعالج، وغلط غلط بسيط جدًا لما مد ايده عليكِ بالطريقة دي، اما إنتِ فـ بردو غلطتي غلطة تساوي الغلطتين بتوعه 

تساءلت بقلة حيلة :

_ اعمل اية يعني يا بابا ؟ 

اجابها بثقة :

_ ترجعي تصلحي علاقتك تاني بجوزك وترجعوا احسن من الاول 

ظـلت تفكـر وتفكـر .. لا تنكـر رغبتها التي تخفيها في إستعادة زوجهـا ... 

لا تنكـر روحًا هربت دون اذنًا منها لعاشق لن يزول عشقه مهما حدث ! 

فهمست بشرود متنهدة :

_ حاضر يا بابا، هحـاول صدقني 

ثم نهضـت لتعود لغرفتها وعقلها ليس معها من الأسـاس .... يشرد في قرارات صدى وجب أتخاذها في اسرع وقت !!!! 


                        ************


هبـط ياسين من غرفته بهدوءه وهيئته الجذابة المعتـادة، ليجـد والـدتـه تجلس امام - سفرة الطعام - بابتسامة لم يراها تشـرق على شمس وجههـا، ليقول بحب :

_ صباح الأناناس على أغلى واحلى النـاس 

ابتسمت بفرح لترد :

_ صباح النور يا عيوني، تعالى أفطر يلا

هـز رأسه نافيًا بصدق :

_ لا يا ماما إنتِ عارفة أني مبقدرش أفطر اول ما اصحى كدة 

ثم سألها بتوجس :

_ امال فين بـابا ؟ 

اجابت وهي ترص الأطباق بعناية :

_ في اوضته مستنيك، قالي ابلغك انه عايزك اول ما تنزل 

ضيق عيناه وهو يسألها مشاكسًا :

_ أنا مش مطمن لك يا زوزو على فكرة، في أية اللي حصل ؟ 

ضحكـت وهي تـرد مشيرة لمكتب والده :

_ خليها مفاجأة، روح بس وهتعرف يلا

اومـأ وهو يسير مغمغمًا بابتسامة :

_ هوووواااااا يا هووااا 

طـرق باب المكتب بهدوء ليسمع والده يقول بجدية :

_ ادخل يا ياسين 

دلف بهدوء وهو يلقي التحية :

_ السلام عليكم أزيك يا حج !؟ 

ابتسم والده بود :

_ بخير، اقعد يا ياسين 

جلس وهو يسأله بجدية مناسبة وقلقة :

_ خير يا حج، ماما قالتلي أنك عاوزني اول ما اصحى 

تنهـد قبل أن يلقي عليه بقنبلة باردة تهدئ ثوراته الداخلية :

_ ماهيتـاب 

صمت برهه ليردف بوجه واجم :

_ فسخـت الخطوبة !!!! 

حـدق به ياسين بعدم تصديق، هل عفت عنه تلك التي كانت تحاول أن تلتصق به أينما ذهب !!!!!؟ 

هل اخرجته من محراب عشقها المزيف لتفكك تلك القيود الضعيفة بينهم !! 

مؤكد هذه من - عجائب الدنيا الثماني - !!!!!!

وسأل والده بسذاجة :

_ ازاي يا بابا ؟ هي تعبانة ولا إية ؟ 

قهقه والـده على صدمته قبل ان يبدء يشرح له :

_ لا يا سيدي، كل الموضوع أنها لاقت غنيمة جديدة، ومش اي غنيمة ده هيموت عليها زي ما هي هتموت عليه 

غمغم ياسين بسعادة :

_ حلة ولقت غطاهاا والنعمة 

عقد والده حاجبيه :

_ بتقول حاجة يا ياسين ؟ 

هـز رأسه نافيًا بسرعة مرحة :

_ لا خالص، كمل كمل يا وش السعد 

تابـع بخيطًا من اللوم الذي لم يخفى على ياسين :

_ وأنت عارف يا حبيبي الاهتمام زي ما بيخليك تنجذب لشخص بيخليك تمل وتزهق منه، وبما أنك يعتبر مش بتشوفها اصلاً فهي قالت لابوها تفسخ الخطوبة بما ان العريس الجديد في السكة 

نهض مهللاً بسعادة لم تكتسحه هكذا من قبل :

_ عليا النعمة لولا سُمعتي انا كنت زغرطت، روح اللهي اشوفك محقق كل امانيك، اللهي يسعدك ويفرحك يا حج منصور زي ما فرحت قلبي 

ضحك منصور وهو يقاطعه :

_ خلاص خلاص أنت هاتشحت، المهم اني سألت عن البنـت وعرفت إنها ملهاش اصل ولا فصل بسبب حالتها النفسيـة 

وتظل تلك الحالة هي النقطة السوداء في بحرًا من السعـادة، ليهمس بخفوت ؛

_ عارف، بس الشخص باين من عنوانه، حضرتك لو تعاملت معاها هتعـرف انها استحالة تكون مش محترمة، كونها اتعرضت لصدمة خلتها بالحالة دي، ده معنـاه إنها حاجة هشة أوي 

اومـأ والده بجدية :

_ عارف وواثـق في اختياراتك يا ياسـين

نهـض ياسين بابتسامة وهو يغمز له :

_ طب جهز نفسك الخميس الجاي الساعة 7 بليل 

ثم ركض باتجـاه الباب وهو يتراقص بسعادة مدندنًا :

_ يا ام نياااازي صحي نيااازي وقوليله ماهيتـاب بعدت عن يااسين 

ولم يتخيـل منصور أن تلك السعادة ستصبح طوفـان يـغرق فيه ياسين للأبد هكذا !!!!!! 


                         *********


خرجـت سيـلا من غرفتها متجهة للحديقة، ذلك المكان الهادئ الذي يسمح لها ببـوح كل ما في صـدرها !! 

تلك البقعة التي تشعر أن همومها تتشابك فيها مع الزهور الذابلة فتبتعد تاركة اياهـا دون رجعة !!!!! 

تتذكـر جيدًا ذاك اليوم الذي دعتها فيه جميلة لغرفتهـا ... 

فـلاش بــاك 

جلست بجوار جميلة على الفراش بهدوء لتسألها متوجسة ؛

_ حضرتك قولتِ عايزاني في حاجة 

اومـأت جميلة مؤكدة :

_ اه يا سيلا 

نظـرت لها باهتمام فنهـضت جميلة لتجلب تلك الصـورة التي تضم العائلة، فاعطتها لسيـلا، لتحـدق سيلا في الصورة بذهـول مرددة بهمس :

_ دي آآ دي ماما .. وبابا .. دول عيلتي !! 

اومـأت جميلة بتنهيدة حارة تحمل في طياتها الكثير والكثير :

_ وعيلتي انا كمان !!!!! 

وسألتها سيلا ببلاهه تلقائية :

_ ازاي يعني !!!؟ 

اشـارت جميلة لنفسهـا لتقول غامزة :

_ يعني انا في مقام خالتك 

شهقت سيلا مصدومـة :

_ ازاي، انا معنديش خالات خالص !! 

نظـرت جميلة امامهـا لتردف جميلة بجدية محذرة :

_ هحكيلك يا سيلا بس أوعي تقاطعيني 

اومـأت سيلا بلهفة :

_ حاضر 

تنهدت وهي تسـرد ما خزنتـه في ذاكرتها تحتفظ به لنفسها ولهم فيما بعـد ... 

بما كان حملاً ثقيلاً عليها وحدها، وما كان مصحـوب بالشـرود الدائم والخيوط المنصبة التي يجب ان تفعلها :

_ زمـان ... جـدك نصار القاضي، خلف ولدين زي ما إنتِ عارفة، عزت أبوكِ وعثمـان أبو سليم، عزت وعثمان يشاء القدر إنهم يحبوا نفس البنت اللي هي ام سليـم، عثمان كان بيحبها اووي، لكن عزت زي ماتقولي كانت عجباه مش أكتر، وعزت كان معروف عنه انه اناني اووي، عثمان فاتح ابوه في موضوع جوازه منها، وعزت اول ماعرف راح فاتح ابوه بردو، الحج نصار كان دايمًا زي ماتقولي بيحب يتقـي شـر عزت، فحاول يقنع عثمان انه يبعد عن البنـت ويسيب اخوه يتجوزهـا بس عثمان طبعا ثار ومرضيش ابداً، نصار رفض بحجة انه من الاساس كان في عداوة بين عيلتنا وعيلة نصار القاضي، وان العداوة هاتتفتح لو اتجـوزها، عزت حاول انه يفرق بينهم بكذة طريقة ف عثمان ملقاش غير الهروب معاها حل، هربوا وطبعا حاولوا يوصلوا لهم، بس كانوا بيتنقلوا من مكان لمكـان وبلد لبلد، عزت اوهم نصار انه بيدور عليهم وبالفعل كان بيدور، وبعد فترة كبيرة سنين يعني عرف ان ام سليم ماتت بسبب عداوة بين ابو سليم وناس بتشتغل ضده، وبعدها بفترة اخـوه عثمان مات من حسرته على مراته، كانوا بيهددوه لانه اكتشف انهم بيتاجروا فالأثار ومسك عليهم أدلة، لما مرضيش يديهم الورق حتى بعد مو مراته، قرروا انهم يصفوه خالص، وفعلاً مات عثمان بعد ام سليم بحاجة بسيطة، وتقريبا كدة قرى عزت انه ينتقم بانه ميحكيش حاجة لجدك عن حفيده، عشان يورث لوحده، وانا من ساعة موت والدتك اصلا يا سيلا كنت مرقباكِ، كانت خايفة عليكِ من عزت وخير صديقة ليا، كان في واحد بيجيبلي اخبـارك، لما جيتي هنا استغربت اووي وسألته وعرفت انك اتخطفتـي، بس مقدرتش افهم ازاي يعني جيتي هنا برجليكِ ومش قلقانة !!؟ 

سألتها سيلا بوجه واجم :

_ مش فاهمة، يعني اية برجلي وهخاف من اية، انا عارفة ان كان عندي عم بس مات هو ومراته، بس اول مرة اعرف انه خلف، حتى جدو مايعرفش

اومـأت جميلة وهي تردف :

_ سليم حاطط كل اللوم على نصار، فاهم ان لو نصار ماكنش رفض ماكنش ابوه هرب بالتالي ماكنوش ماتوا واحد وره التاني ادامه، حالف لينتقم بس دايما انا بوقفه، خايفة يعرف ان إنتِ بنت عمه يقرر ينتقم من ابوكِ فيكِ

وظلت تنظـر لها بذهـول حقيقي !!! 

حقيقة خلف الاخرى تسقط على رأسها كمطارق تضربها بعنف دون رحمة !!!!! 

تضربها لتحطم صورة أباها اكثر واكثر !!

نهضت جميلة وهي تقول بجدية :

_ إنتِ طبعاً مش مصدقاني صح 

وشيئً ما بداخل سيلا يهتف بضجر 

" نعم، فوالله أبي لم يكن شيطانًا لهذه الدرجة " 

شعور فطري يصدح مدافعًا عن اباها ولكنها أحكمته برابطة الصبر وهي تقول :

_ لا بس مفيش مانع لو اتأكدت 

جلبت جميلة حاسوبها الخاص، لتهمس بشرود :

_ انا مسمياه جهاز الذكريـات 

وفتحـت لها احدى - الفيديوهات - الذي يجمع جميلة ووالدة سيلا يمرحون بسعادة ويتحدثون مع بعضهم البعض، ثم وصية والدة سيلا لجميلة !!! 

لتترقرق العبـرات بين مقلتيها ..  

الان ترابطت الخيوط بين جنبات عقلها، ترابطت لتهـدم أسس وتبني اسسًا جديدة !!!! 

بــاك .. 

وقيدًا بيد - سليم - حول عيناهـا جعلتها تشهق بصدمة : 

_ خضتني حرام عليك 

غمـز لها بطـرف عينيه متساءلاً بخبث :

_ كنتِ سرحانة في إية ؟ 

تنهدت وهي تجـيب :

_ ذكرياااااااااااااااات 

سألها بمرح :

_ طب ما تحكي لي عن الذكريات دي ؟

نظرت له بنصف عين متهكمة :

_ بصفتك مين !؟ 

وشدهـا لتصبـح جالسة على قدميـه، وتلقائيًا زحفت الحمرة لوجنتاها، ليشبع رغبته في النظر لهاتان الثمرتـان !! 

ونظراته لشفتاهـا أوحـت لها بما سيفعله، وقرأت بين سطور عيناه ما لم يستطع قوله ... 

ولكنه لم يفسح لها المجال وهو يحيط خصرها بذراعه، ليقبلها برقة لم تعهدها من قبل منه ... رقة ابتلع فيها باقي اعتراضهـا، ويداه تتحسس ظهرها بطريقة حميمية أرعبتها، ود لو لم يترك شفتاها من بين قبضته فيأكلهم جوعًا بلا منازع !!!  

وبعد دقيقة تقريبًا كاد يبتعد الا انه فجأة سمع صوتًا يعرفانه جيدًا و....... 


                            *********


شظايا قسوته 


الفصل الثاني والعـشرون : 


ولحظـات مسروقة من السعـادة لم تـدوم، لحظات مرت عليهم كما تمر نسمات الهواء الناعمة التي ترطب روحك قبل بشرتك، وإحتلهم الفزع .. او الاصح - إحتلها - هي الفزع وهم يسمعـان صوت جميلة يصدح في المكـان بشهقة مصدومة :

_ يا نهااار اسود، إية اللي انتم بتعملوه ده !!!!؟

نهـضت سيلا مسرعـة .. تكاد تبكِ من موقف مخجـل كهذا، يا الله .. اي موقف سخيف وضعها به ذاك الصقر ؟!!!! 

أين هيبتها الان واحترامها لذاتها امام خالتها !! 

تبخـر مع شحنـات الرومانسية العبقة التي اغدقها بها سليم بالطبع !!!! 

حاولت النطـق متلعثمة بصوت اشبه للبكاء ؛

_ والله يا خالتو.. أنا آآ 

قاطعتها بخزي وخـذلان رسمت خطوطهم بمهارة على ملامحها :

_ لا لا يا سيلا، متوقعتش كدة ابدًا 

ثم نظرت لسليم متابعة بحـزن جعلته عنوة يتوغل نبراتها لتضمن التأثير الفعال على مشاعرهم الفياضة :

_ هي دي اخرة تربيتي يا سليم ؟ وإنتِ كدة يا سيلا سبتيله نفسك كدة 

صرخت بهلع :

_ لا لا محصلش 

نظـرت للأرض بخـزي ثم همست :

_ متحاوليش تبرري لي أي حاجة يا سيلا أنا شوفتك بعيني وانتِ في حضنه، يا ترى من امتى الكلام ده ؟ 

اجابها سليم هذه المرة ببرود :

_ يومين بس 

وشهقـت سيلا من أتهـام باطل يؤكد على ألصاقه بها، فركضت باتجاهه تضربه على صـدره بعنف وهي تصيح :

_ حرام عليك أنت بتكذب لية، أحنا ماحصلش بيننا حاجة 

أحكم قبضته على يـدها ليقول باسف مصطنع :

_ للأسف يا سيلا مابقاش ينفع نخبي 

وصـدح الحكم الذي ينتظـره من قاضٍ يعلم أنه يصطنع ما يفعله بمهارة :

_ خلاص اسكتوا، انتم هتتجوزوا في اقرب وقت، كلامي مفهوم 

اومأ سليم مطيعًا بحزن مصطنع :

_ حاضر يا خالة زي ما تحبي 

واستـدارت لتغـادر تاركة سيلا تنهمر دموعها بانكسار، قبل أن تنهار على الارضة صارخة فيه :

_ حرااام عليك أنا عملت لك إية عشان تعمل فيا كدة، شوهت صورتي ادامها لية يا سليم لييييية ؟ 

صمتت تبكِ بقهر على سمعتها التي لم ي

يمسها شيئً خاطئ يومًا والان اصبحت مشوهه بضباب خاطئ، لتكمل مزمجرة فيه :

_ لية بتعمل معايا كدة، أنا عملتلك إية ؟ 

جعلها تنهض وهو يمسك بيدها، قبل أن يقربها منه عنوةً عنها ويهمس بجوار اذنها :

_ لإني عـايـــزك !!!!!!!!! 


                         **********


عـاد مجدي للمنـزل متجهًا لغرفته على الفور، يشعر بأختناق يكبل عنقه فيكاد يخنقه، دلف الى الغرفة بهـدوء ليجد أنوارهـا مطفئـة سوداء كاحلة، نادى بهدوء على زوجتـه :

_ رقية ... رقيـة ؟ 

وفجأة إنفتحت الأنوار لتظهـر تلك الفاتنـة التي تُسمـى زوجتـه ترتدي قميصًا مغريًا بحق من اللون الوردي كوجنتاها، يصل لفخذيها وذو فتحة واسعة عند الصـدر، وتترك شعرها الحريري منسدلاً على ظهرها، اقترب منها مجدي مبهورًا بطلتها التي خطفت انفاسه منذ اول وهله تأسره بعشقها، ليهمس :

_ أية ده !!؟ 

اقتربت منه اكثر حتى اصبحت ملاصقة له تمامًا، ونبراتها غُلفت بشيئً من الأسـف، لتقف على أطراف اصابعها حتى تصل لأذنه متمتة :

_ أنا اسفة، اسفة على كل حاجة، سامحنى، احنا الاتنين غلطنـا 

نظـر ينظر لها للحظـات .. بالطبع ينتقل التردد بين جنبات روحـه .. ولكن يبقى العشق هو المسيطـر الوحيد !!!!! 

اما هي فقد قـررت أن تُلقي بسلاحها الاخر، فهمست مرة اخرى بما اذهله :

_ بعد تفكير ساعات، قررت اقولك، انا حامل يا مجدي 

جحظت عيناه بصدمة لتكمل :

_ اتصدمت زيك وروحت للدكتور واكدت لي، وقالتلي ان الحمدلله الحبوب مأثرتش على الرحم، وعشان انا مبطلاها من بدري حصل حمل 

ومن دون تردد حملها ليدور بها في سعـادة ... سعادة اخترقت روحه واخيرًا بلا تراجع .. سيصبح ابًا، وماذا يريد اكثر من ذلك ؟! 

دليل عشق بينه وبين معشوقته الاولى والاخيرة !!!!! 

صاحت به ضاحكة :

_ مجدي .. دوخت 

انزلها وهو يردد بهيام :

_ قلب وروح وعقل مجدي، بعشقك يا روكـا 

ابتسمت بسعادة لتبادله العشق :

_ وانا بموووت فيك 

احتضنهـا وكأن قلبيهما يمتزجا سويًا بعشق ربطهم بسلاسل ابدية !!!! 

لو كـانت تعلم أن ذاك الطفل سيجعل علاقتهم بتلك المتانة والسعادة، لمـا فعلتها .... ابدًا !!! 


                         ***********


جلسـت سيلا تبكِ في غرفتها قهرًا .. قهرًا حقيقيًا لم يفارقها منذ ما حدث وعيناها تذرف الدمـوع .. دموع الندم على عشقًا شوه صورتها العظيمة دومًا !! 

عشق ؟؟!!!!! 

هل عشقته بالفعل !! 

نعم عشقته، عشقه الذي اعترفت به في وقتًا خاطئًا توغل روحها ليسري بجوار دماءها !!!! 

اسمـه الذي صُك بين جنبات جدرانها اثبت ذلك !!! 

وغيرتها التي لم تُخفى من تلك الحمقاء " دارين " اثبتت ذلك !!!!

ولكنه .. لم يبادلها ذلك العشق ؟؟؟!!

دلفت جميلة بهدوء لتنهض سيلا مسرعة وهي تمسك يدها مترجية اياها :

_ خالتو والله صدقيني محصلش أي حاجة بيني وبين سليم اي حاجة 

ابتسمت جميلة بصدق لتهمس :

_ عارفة يا حبيبتي 

سألتها مصدومة :

_ عارفة ازاي يا خالتو ؟ 

ربتت على يدها لتقـول بعدهـا بحنان :

_ أنا واثقة في تربيتك، وعارفة انه ممكن يكون محصلش حاجة، بس بصراحة زهقت من سليم عاوزة ادبسه وخلاص 

نظرت لها سيلا بصدمة لتهمس ببلاهه :

_ نعم !!! 

لكزتها في كتفها مستطردة بخبث :

_ إنتِ ملاحظتيش ان انا وهي بنطبل لبعض واحنا الاتنين عارفين ان محصلش حاجة، بس لانه هيموت ويتجوزك فضل يعمل كدة 

وجهـر قلبها بانتصـار .. انتصار على فوزها في معركة - الحب - فجلست على عرش قلب محبوبها بانتصار !!!! 

ترى هل اتضحت خيوط عشقه لهذه الدرجة وهي وحدها التي لم تراهـا !!؟ 

تنحنحت جميلة بجدية مصطنعة وقالت :

_ قومي الخدم جهزولك اوضة فـوق، إطلعي ارتاحي فيها عشان هنبدء تجهيزات الفرح 

اعترضت بخفوت : 

_ بس يا خالتو ؟ 

هزت رأسها قائلة :

_ وافقي يا سيلا انتوا الاتنين بتحبوا بعض بس بتأوحـوا بقاا

تنهدت سيلا قبل ان تقول بجدية :

_ مش هاتجوز بدون موافقة اهلي 

اومأت جميلة مؤكدة :

_ اساسًا مش هاينفع لإنك ممعاكيش بطاقة 

وبعد مجادلات وإقنـاع دام لساعة تقريبًا، تحاول فيها جميلة أن تقنعها بكل الطـرق لتتنهـد سيلا بقلة حيلة :

_ موافقة يا خالتو !!! 


                      ***********


_ " يا أيتها النفس المطئنة إرجعي الى ربك راضيةً مرضيـة " 


 صـدح صـوت " الشيخ " في منـزل " نصار القاضـي " في عزائـه ... معلنًا وفاتـه !!!! 

مات من كان يلملم شمل تلك العائـلة، مات من كان هو كل شيئ بتلك العائلة !!!! 

مات المسمـار الذي كان ينصبهم جميعًا في كفة واحدة !!!!! 

وعزت يقف يستقبل التعازي بحزن عميق، حزن اتضح بشدة على ملامحه الرجولية !!! 

والبكـاء يصـدح بأرجـاء المكـان !!!! 

بكاء وحدة على روحًا طيبًا تحملت الكثير ولم تحمل ذرة من الكره لشخص يومًا !!! 

...  

وقف بعيدًا الى حدًا ما نفس الرجـل الذي اراد اخبار نصار بكل شيئ قبل وفاتـه !!

يتذكـر اخر لقاء بينه وبين نصـار ... 

فلاش بــاك 

_ في إية يا فهمي قلقتني يابني 

قالها نصـار وهو مازال مسطح على فراشـه

 ليرد فهمي بخفوت :

_ انا عايزك بس تهدى يا ريس قبل ما اقولك اي حاجة 

اومـأ نصار مؤكدًا :

_ قول متقلقش، مفيش مصيبة اكبر من اللي احنا فيها 

تنهـد قبل أن يكمـل بما صدم نصار :

_ ابن اخوك عثمان، موجود وعايش 

جحظت عيناه بصدمة حقيقية قبل أن يسألـه ؛

_ ازاي يعني !!!!؟ 

زفـر فهمي قبل أن يبدء بقص كل شيئ عليه .. حتى انتهى فقال ؛

_ انا كنت ايد عزت اليمين في كل حاجة، عشان كدة أصريـت احكي لك 

ظـل نصار ينظر امامه بشرود وحزن حقيقي ... 

كل هذه الفترة كان يعيش بمجرد كذبة !!!

كذبة فعلت به هذا !! 

ترى ماذا يفكر فيه حفيده الان ؟؟؟! 

تأوه بألم وهو يصرخ واضعًا يده على قلبه... وبعدها بفترة في تلك المستشفى اللعينة.. رحل من تلك الدنيا !!! 


                         *********


مـر شهـرًا اخـر .. شهرًا كاملاً يستعدوا فيه لزفاف " سيلا وسليـم " .. سيلا التي كـانت تتجنـب سليم بكل الطرق كعاقبًا له على جوفًا من العشق الذي اصبح ظاهرًا بوضوح وهو لم يعتـرف به حتى الان !!!!

اصبح يفور على هيئة كلمات ومشاكسـات ومغازلات كثيرة !!!  

وطُرق الباب فاتجهـت سيلا له تفتحه بهدوء وهي تهندم من وضعية حجابها حتى وجدت " يوسـف " 

ابتسم وهو يقول بمرح :

_ صباح الخيرات يا قمر، طنط جميلة موجودة صح ؟ 

اومأت مؤكدة قبل أن تسأله :

_ مين حضرتك ؟ 

اجابها وهو يعدل ياقـة قميص بغرور مصطنـع :

_ أنا يوسف الدسوقي، اخو دارين الدسوقي، إنتِ سيلا مش كدة 

رفعت حاجبها الأيسر وهي تسأله :

_ وعرفت منين بقا إن انا سيلا ؟ 

اجابها بنفس الابتسامة :

_ اصل مفيش بنت عايشة معاهم غيرك أنت يا قمـر 

ضحكت سيلا لتسمح له بالدخول قائلة بترحاب :

_ طب اتفضل يا يوسف 

وهنا تقدمـت جميلة وهي تقول بلوم :

_ كدة يا يوسف كل الغيبة دي 

تقدم منها وهو يحتضنها بحنان مرددًا :

_ معلش يا خالتو انا كنت جايلك ساعتها بس لما عرفت ان دارين راجعة كان لازم ارجـع معاها وقتهـا 

اومـأت ثم جلسـا سويًا وسيلا خلفهم في الخـارج في الحديقة، لتسألـه جميلة مستفسرة ببعض الحزن :

_ احكي لي اية اللي حصل مع دارين يا يوسف ؟ 

تنهد قبل أن يرد بفتور :

_ بعد ما مشيت من هنا كانت عادي، عدت فتـرة وفجأة اتعرفت على واحد اسمها فهـد الدمنهوري، فضلوا يتكلموا وبيتعرفوا وده كله من ورانا طبعًا، لحد ما دارين حبتـه، وفجأة بردو زي ما دخل حياتها زي ما طلع منها بدون اي اسباب او مبررات، دارين بقت تشرب سجاير وتسهر للصبح في ديسكو وبتعمل حاحات كتير في الدرى، لحد ما اكتشفت كنت هاموتها في ايدي بس ماما لحقتها، وقررت تسافر بيها امريكا فترة عشان نفسيتها تعبت اكتر بعد ما عرفت أن سليم هايتجوز بعد كام يوم 

مطـت جميلة شفتيها بأشفاق لتردد بعدها هي وسيلا في آن واحد :

_ ربنا معاها يااارب 

_ ياارب 

 وظلوا هكذا يتحدثون ويمرحـوب، لا تخلو الجلسة من ضحكات سيلا على نكات يوسف التي كان يغدقها بها في وسط الكلام ....

حتى جاء اتصال لجميلة فنهضت مغمغمة بهدوء ؛

_ هاسيبكم شوية يا ولاد هاروح ارد على التليفون وجاية 

اومأ يوسف ليرد :

_ براحتك يا خااالة 

جلسـا في الحديقـة سويًا، تحيطهم الأزهـار الطبيعية من كل جـانب، تحت ضـوء الشمـس الحـارق - عادةً - في صعيد مصر 

ضحـكت " سيلا " على مزاحـه المعتـاد، والذي يجـذب الناس له كمغناطيس طبيعي.. إزدادت جمـال بالإضافـة لعيناها البنية التي تعطـي بريق لامـع في الشمـس، لتقول بعدهـا ضاحكة :

_ لا إنت دمك خفيف أوي يا يوسـف 

غمـز لها بطـرف عيناه الزيتونيـة وأجاب :

_ من بعض ما عندكـم يا قمـر، وهو انا اطول اضحك القمـر 

مغازلـة !!! 

وهي تقبلت المغازلة يومًا من شـاب ؟! 

بالطـبـع لا .. دائمًا ما تستقبلهـا على وتيـرة ساخـرة وحانقـة .. 

ولكن الان وجود " يوسـف " تمثل لهـا في طيـف أخوي حنون حُرمـت منه يسكـن روحها المشتاقـة !!! 

نهضـت لتمسـك بالكـوب فسقـط منها دون قصـد على يدهـا البيضـاء .. 

صرخـت متأوهه وهي تمسك يدهـا، ليركـض هو نحوهـا والفزع تعبيره الوحيـد يسألها :

_ مالك يا سيلا، وقعت على ايدك كتير ؟ 

هـزت رأسها نافيـة ودمـوعها على حافـة عيناهـا وقالت بألم :

_ لا بس حاسه إيدي بتلسعني جدًا

بدء يحـسس على يدهـا بحركة دائريـة وهو ينفـخ في يدهـا، حركة مباغتة ولكن اثارت قشعرية جسدهـا، بجوار همسـه الحنون :

_ معلش، هتخف هي بسيطة الحمدلله 

ومن ثم سألها بهدوء :

_ عندكم مرهم للحروق هنـا ؟ 

 هـزت رأسها نافية :

_ لا مفيش داعي عشان مانقلقش خالتو جميلة 

ابتســم على حنـان وحب تقافـز من بين بحر عيناها البنـي ... 

حنان يشـع به ينشـب بين حشـائش روحهـا كنيـران من الحب الجميع لا تنطفئ !! 

ومسح على يدها بحنان متابعًا :

_ سلامتك معلش هاتخف بسرعة ان شاء الله 

هو يواسـي ويحـنو .. يُقـبل ويصرح لنفسه حقوقًا لم تكـن له يومًا !!!! 

وعلى الطـرف الاخر الصقـر يزداد غليان الدماء داخل أوردتـه ... 

وصدح صوته كأنـذار حاد لسيلا التي فزعت من صراخه :

_ سيلاااااااااا 

ابعـدت يدهـا على الفـور بحركة تلقائيـة، حركة كان مصدرها الأساسي والوحيـد تحذيراتـه التي علقهـا بعقلها بمسمـار الشـدة !!! 

واقتـرب منها من دون مقدمـات يمسكها من يدهـا - المحرقة - يجرها خلفه، كادت تقع وهي تنادي عليه :

_ سليم براحه طيب هقـع 

لم يـرد عليها بالطـبع .. 

وقاعـدة راسخة تعلمتهـا " عندما يغضب الصقـر، يطيـح بمن امامه بقسوته المعتادة "

فألتزمـت الصمت !! 

وصل بها إلى غرفـة فدلف وهي معه ومن ثم أغلـق البـاب ... 

وشيئً ما طار في الأفق يحذرها 

" هما بمفردهم !!!!! " 

فهمست :

_ سليم أنا آآ 

ظـل يقتـرب منها وهي تعـود للخـلف، كل خطوة ترجعها وهو يتقـدم مرتان مثلها بسرعة غريبـة .. 

حتى إلتصقت بالجدار تتشبث به، فاقترب اكثر منها وهو يسألها بحدة :

_ إنتِ إزاي تجعدي تهزري معاه كدة، لأ وسيباه يمسك يدك، ما كنا فضينا لكم الڤيلا بالمرة احسن ؟ 

هـزت رأسها نافية بثبات ظاهري :

_ إية اللي أنت بتقوله ده، أنت عارف إن يوسف كمجرد أخ بس 

صرخ فيها وهو يضـع يداه على شفتاهـا :

_ أنا معرفش غير أني هبجى جوزك كمان يومين ولازم تحترميني في غيابي قبل وجـودي، ولا إنتِ متعرفيش حاجة اسمها احتـرام !!!؟ 

ودمـوع من المفتـرض أن تكون اعتادت على كلامـه - الدبـش - تهبط من عيناها !!! 

ومن ثم هتفت بصوت مبحوح :

_ إيدي بس آآ 

قاطعها بصرامة :

_ امسحي دموعك

وكأنها استوعبت موقف الضعف الذي زُجـت به فحاولت ابعاده قائلة بصوت جاد حزين :

_ وطالما أنا مش عارفة الاحترام ماتتجوزنيش، ويلا ابعـد 

وكعادته من دون تفكير أهـان :

_ أكيد انا مش هموت من ساعة ما شوفتك عشان اتجـوز واحدة كانت خدامـة عندي، لكن المضطـر يركب الصعب بقاا 

إبتلعـت تلك الغصـة المريرة في حلقها، ودموعهـا لم تتـوقف، فصرخت فيه :

_ ملكش دعوة بيا، أنت مش جوزي وانا خلاص رجعت في كلامي مش موافقة على الجوازة دي 

رفـع كتفه ببرود ظاهري بالرغم من الاهتياج بداخله لدموعهـا ؛

_ خالتك اللي بتحبيها هي اللي جررت مش أنا يا هانم 

ظـلت تبكِ بعنف وهي تضـربه بقبضتهـا الصغيرة على صدره الصـلب، تردد باهتيـاج :

_ إنت مابتعرفش تعمل حاجة غير ترمي كلامك الدبش ده بس 

ظل ينظـر لعيناها التي كادت تصبح حمراء، ليمسك يدها بقبضتـه، وباليد الاخرى رفـع وجههـا .. لينقض على شفتاهـا الوردية بقبلة عاصفـة، وابتعد بعدها يردف بحزم :

_ عشان أعرفك إنك مرتي، وإن دِه مخ صعيدي، مايجبلش حد يشاركه ممتلكاتـه

 ولو أخ، وإنتِ ضمـن ممتلكـات الصجـر .. الصعيدي جـوي !!!!!! 


                            ********

شظايا قسوته 


الفصل الثالث والعشرون ( الخاتمة ) : 


جـلس سليم في غرفـة مكتبـه، يدب بقدمه على الأرض بقـوة، والأفكار تتدفق في رأسه، وليست الأفكار وحدها، بل موجـات من الذكريـات الحارقـة ... لهيب يشتعل بصدره يدفعه لفض تلك الزيجـة !!!! 

ولهـيب مشتعلاً من العشق ضـده يلتف حول دقاتـه فيحرقها إن اخطأت مسارهـا يومًا !!!! 

فـلاش بــاك ... 

وفي شركة سليم الخاصة، جلس على مرسي مكتبه الذي يملأ به منكبيه العريضين، وضيـق ما بين حاجبيه وهو ينظـر لذاك الرجـل - الذي كان يراقـب سيلا للخاطفين - والذي كان يرتعش امام هيبة الصقر الجادة  والحادة .. 

سأله سليم بصوته الأجش :

_ قول في أية خلاك تيجي لي الشركة مخصوص ؟ 

نظر الاخر للأرض بخزي ليهمس :

_ أنا جاي وطالب السماح من الصجر 

 واشتم رائحـة واضحة للخيانـة !!! 

فسأله بحدة اكثر :

_ انطق في اية عملت اية ؟

اجابه بصوت يكاد يسمع متلعثمًا ؛

_ من فترة كدة يا باشا .... 

وقص عليه كل شيئ يعرفه منذ اختطاف سيـلا وما حدث بالكامـل !!!! 

وكأنه أسقط النيـران على فتيلاً حارقًا فنهض سليم يصيح فيه بغضب الدنيا وما تملكه :

_ انت بتقول اية، طب ازااااااااي !! 

رفـع كتفيه ليجيب بتوجس :

_ معرفش يا باشا، أنا فضلت اعترف لك كمنها بنت عيلة معروفة يعني، دي عيلة القاضي مش اي حد 

وهنا سقطـت الكلمة كالصاعقة على اذن سليم، هي أبنة عمه !!!! 

من كان يهينها مرارًا وتكرارًا من لحمه ودمـه !!؟ 

ولكن سرعان ما تذكر .. أهلها هم السبب بوفاة والديه !!! 

عاد الرجل للخلف يهتف بجزع ؛

_ أمشي يا سليم بيه ؟ 

اومـأ سليم وهو يزفر حادًا :

_ امشي غور، عشان اعترفت بس ده اللي أنقذك مني 

وللحق هذا ما جعل الرجل يعترف بذاك السـر .. منذ ان مر الشهر وهو يفكر أن يقص على الصقر دومًا، ولكن يخشى ما سيحـدث !!! 

وفي نفس الوقت يخشى أن تسبقه سيلا وتعترف للصقر فتكون دماؤوه الثمن !!!!!! 

وعـاد الصقر للمنزل ليجدها في الوضعية التي وجدها فيها .. 

فتحدث لسانه نيابةً عن غضبه الأعمى !!!! 

 

بـاك ... 

مسـح على شعره عدة مرات، وبداخله شعوران متضاربـان .. احداهمـا يأمره بالابتعاد، والاخر يأمـره أن يكمل لينتقم !!!!!

ولكن كلاهمـا اصطدما بصرخة عشقه القوي لها !!!!! 

وبـررت دقات قلبه المنزعجة 

" هي ليست لها علاقة، وأهلك ايضًا لم يكن لهم علاقة .. هذا القدر !!! " 

ظلت تتردد كلمة " القدر " بأذنيـه ... 

ذاك القدر الذي جعل الصقر يسقط في بيرًا لا ينتهي من العشق !!!!!! 


                        ***********


جـلس " فهد " عدو سليم اللدود، يدخـن بشراهة وهو يحـدق بالفـراغ بشـرود آسره مؤخـرًا ... أسرًا لا ينتهي من إنتقـام اعمى تحـول لعشقًا اعمى !!!!! 

تقدم منه احدى الرجـال يسألـه بجدية :

_ نفسي افهم يعني اية مش هننتقم يا فهد، سليم ده تقريبًا سابنا شوية بس عشان نعرف نعيش، لكن هيدمرنا !! 

هـز رأسه نافيًا :

_ لا، انتقامه انتهى، واحنا كمان انتقامنا انتهى 

صـرخ فيه بنفاذ صبر :

_ انتهى اية هو احنا انتقمنا اصلاً عشان ينتهي !!!؟ 

رمقـه بنظرات حادة قبل أن يقول بجمود :

_ امال اللي انا عملته في خطيبته السابقة ده اسمه اية، انا دمرتها !!! 

هـز رأسه نافيًا بأصرار حقود :

_ اهوو سابها ياخويا وهايتجوز غيرها 

صمت برهه ليقول فجأة بتعجب :

_ اوعى تكون حبيتها يا فهد ؟! 

والصمت كان خير اجابـة دلت على العشق الذي رآه " حسن " شيئً سخيفًا من زوايتـه الحقودة !!!!! 

 اومـأ بأسف وهو يهمس :

_ للأسف اه يا حسن، حبيتها اوي 

ثم نظـر له نظرات ذات مغـزى وقال محذرًا :

_ على الله اعرف انك عملت حاجة يا حسن، على الله !!! 

اومـأ حسن وهو يتنهد بغيظ :

_ ماااشي يا فهد مااااشي 

ثم نهض وهو يزمجر :

_ اشتغل بقاا من الاول وجديد ياخويااا 

اومـأ فهد بابتسامة شاردة :

_ هاشتغل يا حسن .. هاشتغل !!!!! 


                           **********


_ نادوووووو 


صاح بها ياسين وهو يدلـف من باب منزلهـم المتوسط .. المنزل الذي يحتويهم بدفئة وحنـانه .. عشقـهم الذي بُني عليه أسـاس ذاك المنـزل، جدرانه مستندة على قوة صبرهم وتحملهم وإيمانهم !! 

دلف ليجدهـا تمسك احدى المجـلات ودمعة عاربة كادت تسقط من عيناها، اقترب منها يسألها بلهفة :

_ مالك يا حبيبتي 

هـزت رأسها نافيـة لترد :

_ مفيش يا حبيبي، أنت جيـت امتى 

اشار لها وهو يتابع بهدوء :

_ لسة داخل، قولي بقا مالك فيكِ إية ؟ 

عضـت على شفتاها السفلية تكتم شهقاتهـا، لتقول بعدها بصوت مبحـوح :

_ حازم

ضيق ما بين حاجبيه ليمسك بالجريدة وكان الخبر كالتالي 

" إعلان فـلاس رجل الأعمال الشاب الشهير حازم المنياوي بعد ازمة مالية " !!!! 

نظـر لها ليسألها بنبرة ذات مغزى :

_ زعلانة عليه بعد كل اللي عمله فيكِ 

هـزت رأسها نافية بلامبالاة :

_ لا، كل واحد اخد جزاؤه !! 

كـز ياسين على أسنانـه والغيظ يكاد يفتك به ليردف بعدها :

_ آآه لو تسيبني اتصرف معاه، لكن أنتِ اللي منعاني للأسف 

اومـأت مؤكدة وهي تتحسس ذقنـه بشرود فـرح :

_ خلاص يا حبيبي، ده مهما كان اخويا، مقدرش ادمره بأيدي، المهم تاكل اية بقاا ؟؟ 

ضيـق عينيه وهو يهمس بعبث :

_ إنتِ متأكدة من سؤالك ده ؟ 

اومـأت ببلاهه :

_ اه طبعًا، قولي يلا تحب تاكل اية النهاردة

واقترب منها في لمـح البصـر ليصبح فوقهـا، يقبل كل جزء تطوله شفتـاه، عيناها ووجنتاها وجبينها .. وعند وصوله لشفتاها إلتهمها بنهم وشوق حقيقي .. قبلة بث فيها شوقه وعشقه الأبدي لها !!!! 

ليبتعد بعدها لاهثًا ؛

_ هاكلك إنتِ 

وعاد لرقبتهم يقبلها ويـداه لم تترك ملابسها تعبث بهـا .. 

وهي كانت مغمضة العينين والحمرة لا تخفى من وجهها الأبيض .. دقاتها تعلو شيئً فشيئ من القرب الذي اصبح بمثل لها دائرة الامـان !!!!! 

وعلم ياسين بكل ما حدث معها .. باعتداءهم الوحشي عليها، بحقه الذي سلبه غيره مسبقًا ولكن ذلك لم ينقص عشقه ذرة .. بل ازداده حنانًا وتدفقًا اكثر !!

لتهمس بعدها بصوت متقطع :

_ ياسين !!! 

ونهض وهو يحملها مكملاً إلتهامه لباقي عبراتها بين شفتـاه .. ليتجه نحو غرفتهم !!!!!!! 


                     ************


كـانت رقيـة تقف شـاردة في الشـرفة، تبتسـم بشرود على حياتهـا التي اصبحت تحسـد نفسها عليه .. 

التي اصبحت مزينة بالصلاح والسعادة ..

تحسس على بطنها التي بدءت بالبروز، نبته عشقهم المنتظرة ... !! 

بالطـبع أي حياه لا تخلو من بعض المشاجرات الخفيفة، ولكن ليست المشاكل جزءً اساسيًا منهـا !!! 

وشعـرت بيـداه تُقيـدها من الخلف لتبتسم له ملتفته :

_ جيت يا حبيبي 

اومـأ بنفس الابتسامة الحالمة :

_ اه يا روح حبيبك  

تنهـدت وهي تسأله بشفقة :

_ طلقتها يا مجدي ؟ 

اومـأ وهو يبتعد ليجلس على الفـراش يخفي وجهه بين يـداه :

_ اه، دفعلتها كل تكاليف المصحة، وطلقتها وسيبت ورقة طلاقها لأمها ومشـيت 

اومـأت وهي تنظر له .. بينما هو شارد يتذكـر ما حدث مع تلك التي تسمى " بدور "

فلاش بــاك ... 

اتجهت " بدور " الى تلك الساحرة التي تسمى " باتعـة " تسألها عن حقها في حبيبها الذي وعدتها ألا يرى غيرها !!!! 

ودلفت بخوف الى المكان الذي تقطـن به لتجد مكان شبه خالٍ من السكـان !! 

بثبت بروحها بعض الشجاعة المزيفة وهي تحاول اكمال ما جاءت له وخاصةً بعد موافقة والدة مجدي على ذهابها لتلك المشعوذة !!!! 

وما إن رأت المرآة حتى سألتها بثبات ظاهري :

_ يا حجة، إنتِ اخدتي الفلوس وسحرك ده ماجبش اي نتيجة خالص 

نظـرت لها الاخرى من اعلاها الى امحص قدميها لتشير لها:

_ تعالي يابنتي، إنتِ اللي جوزك مجدي مش كدة 

اومـأت بدور مؤكدة بلهفة :

_ اه شوفيلي حل بقا يا حجة الله يباركلك

اومـأت الاخرى وهي تضع من مياة بجوارها في كوبـان، مدت احداهما لبدور لتقول بصوت اجش :

_ اشربي ده، وخلي جوزك يشرب ده لما تروحي، وهاتدعيلي 

كادت بدور تنهض، ولكنها رمقتها بنظرات جادة وأردفت :

_ لا لازم تشربيه ادامي 

اومـأت بدون أن تفكر بعواقب ما تفعل فسقطت فاقدة الوعي في الحال ... 

ليظهر رجل وامرأتـان يحملانهـا متوجهين بها الى غرفة بالداخل .. 

ليشرعوا في تمزيق ملابسها لإيحاءها أنهم اعتدوا عليها، وبدءت عملية إستئصال الكلية .. ليتضح فيما بعد انهم " تجار اعضاء " وليست مشعوذة فقط !!!!!!!!!

لتستيقظ هنا وتجد نفسها مُلقاة ارضًا بملابسها الممزقة !!! 

وتظل تصرخ وتهزي بهيستريا ليلاً ونهاراً حتى احتجزت في مستشفى للأمراض العقلية !!!!!!!!!


                          *********


ومـرت الأيـام ... ايام يتجاهـل فيها سليم قلبًا يقـرع شوقًا له، وفي ذات الوقت يحاول اقناع نفسه انها ليس ذنبهـا !!! 

واقتنعت روحه وقلبه العاشق بما به صلاحًا لمعشوقتـه الوحيـدة .. 

وجـاء يـوم زفـافهم .. زفاف الصقر الحافل الذي عرفته المدينة باكملها !! 

يوم إرتدت هي فيـه فستانها الأبيض الذي يضيق من الاعلى ليتوسع من الاسفل، وطرحة رقيقة تحيط بوجههـا الأبيض .. وللحق كانت أية من الجمـال !!!! 

...... 

ولم يشعر سليم بالوقـت وهو ينظـر لها، يشعر كما لو انه يمتلك كنزًا ثمينًا يجب الحفاظ عليه .. 

ولمَ لا ، هي جوهرته وماسته الهشة الغالية، انتهى الزفـاف لتتأبط ذراعه وهي تحتضن أبيها واختها وجميع اهلها !!!! 

نعم .. لقد علم الجميع أنها مازالت على قيد الحياة، محايلات كلاً من سليم وسيلا وجميلة على عزت جعلته يوافق على مضض .. وخاصة بعد تلك الوصية التي اوصاها فيها اباه ان يلملم شمل العائلة وخاصةً سليم !!! 

..... 

اصبحوا في منزلهـم تفرك هي اصابعها بخجل حقيقي يتملكها .. اقتـرب منها وهو يهمـس بجوار اذنها يتلمس اذنها بشفتاه المتلهفة عن قصد :

_ كنتِ زي القمـر النهاردة .. يا بنت القاضي 


ابتسمت بخجل وهي تتذكـر عندما واجههـا، عندما قاطعها بسبب تلك الحقيقة، عندما اعلن ثورته وغضبه الذي زاله العشق على الفور .... 

وشعرت به يقترب اكثر فأكثر، وكانت كتفها الذي تعرى ما إن ازال حجابها برفق اول من حظى بقبلاته الحميمية ...

قشعر بدنهـا وهي تحاول دفعه مغمغمة ؛

_ سلييييم 

ابعد يدها وهو يقتنص قبلة طويلة وعميقة من شفتاها الورديـة ويداه الاخرى تعبث بأزرار ذاك الفستـان، ليبتعد بعدها وهو يقول لاهثًا :

_ لا بقولك إية، من ساعة ما عرفتك وإنتِ كل ما اقرب منك سليم سليم كأنه اسم شركة، النهاردة انا بس اللي هقول سيلا 

ليقبل عيناها متابعًا :

_ سيلا 

ووجنتاها مكملاً :

_ سيلا 

وعند شفتاهـا إلتهما بنهم وعشق تدفق من لمساته، ليصدمها باعترافه الذي لطالما انتظرته :

_ بعشقك يابنت القاضي 

وعند تلك النقطة التي شردت بها سقط الفستان من عليها بفعل يده .. 

ليحملها متجهًا بها الى غرفتهم، يأكلها بشوقًا كتمه بداخله لفترة طويلة .. 

ليكملا رحلة عشقهم التي لن ولم تنتهي .. ابدًا !!!!!!!!! 


                      *********** 


تمت بحمدالله 💜





تعليقات

التنقل السريع