القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

 

رواية ليلة الدخلة كامله






رواية ليلة الدخلة كامله




بعد انتهاء الفرح أدخلها إلى الشقة قائلاً : أتفضلى .

دلفت فى هدوء يغلفه الخجل دون ان تحرك شفتاها . ثم وقفت حائرة لاتدرى ماذا تفعل فى هذا الموقف

فقال مداعباً : مالك واقفة ليه كدا زى ماتكونى داخلة قسم؟

رفعت عينيها فى خجل ولم تبتسم لدعابته ، فقال مستدركاً : انا قصدى تقعدى بدل مانتى واقفة يعنى ..!!

فنظرت له نفس النظرة السابقة الخالية من أى تعبير اللهم إلا الخجل ..

فتحولت لهجته للجدية وهو يقول : واضح إنك لسه محرجة منى ، طيب . انا هدخل آخد دش واغير هدومى تكونى انتى أخدتى ع المكان .. بصى اعتبرى البيت بيتك .. واعتبرى ليه ؟ هو بيتك فعلاً .

لا تعقيب إلا الخجل ، فتمتم وهو يتجه للحمّام : واضح إن الموضوع صعب .. صعب جداً ..!!

بعد دقائق خرج فوجدها على ماتركها نفس وقفتها فى نفس المكان ..

فقال محبطاً : انتى لسه واقفة عندك ؟ أيضاً لم ترد .. !!

فأكمل : مش تدخلى تغيرى هدومك كدا وتشوفى المكان تعملى اى منظر ؟

لا إجابة تذكر ..

فتنهد فى ضيق قائلاً لنفسه بصوت مسموع : انا ضحكوا عليا وجوزونى واحدة خرسة ولا ايه .

ثم بالقليل من الحدة : ايه يابنتى انا مش بكلمك ؟ مش تردى عليا ؟

ثم اقترب منها وأمسكها من اناملها بلطف قائلاً بهدوء : طب مش يلا ؟

انفرجت شفتاها لأول مرة منذ أن دخلت قائلة وهى تسحب اناملها من يده وهى تقول فى رعب : يلا ايه ؟

لاحظ عدم رغبتها فى لمسها ولكنه تجاهل هذا .. وقال فى عناد : ايه هو اللى يلا ايه ؟ يلا غيرى هدومك عشان ندخل.

فقالت مأخوذة : ندخل؟ ندخل فين ؟!

فقال فى سخرية : ايه هو اللى ندخل فين ؟ ندخل يعنى ندخل ، النهاردة عقبال عندك ليلة دخلتنا .

صاحت بسرعة : لا مش هينفع ، مش هينفع خالص .

قال بحدة ممزوجة بسخرية : ايه هو اللى مش هينفع خالص ؟ انتى بتهزرى ولا بتتكلمى جد ؟

فقالت متوسلة : ارجوك عشان خاطرى بلاش ..

فقال بنفس اللهجة السابقة : يعنى ايه بلاش ؟ يعنى لما ييجى حد يسألنى عملت ايه اقوله معلش عشان العروسة قالتلى بلاش مش هينفع؟

قالت وقد انهمرت دموع عينيها : ارجوك بلاش عشان خاطرى ، ع الأقل دلوقتى . ابوس أيدك .

فأخذته الشفقة عليها وقال فى عطف : طب خلاص خلاص ، بلاش بس اهدى لو سمحتى .

والله ماهاقرب منك إلا لو انتى حابة . اهدى طيب عشان خاطرى

بدأت فى الهدوء شيئاً فشيئاً .. فالتزم الصمت للحظات قبل ان يقترب قليلاً ببطء قائلاً : ممكن تهدى خالص وتقعدى نتكلم شوية ؟ عشان خاطرى انا المرة دى .

استجابت لطلبه فى صمت وجلست فتأملها قليلاً ثم قال فى هدوء : هو انتى فى حد أجبرك عليا ؟

لم ترد وعادت لنظرتها السابقة ذات الخجل .

فأكمل قائلاً : انا عارف انك زى أى بنت تتمنى تعيشى قصة حب قبل الجواز ، وإنى فى نظرك زى مابتقولوا عليه " عريس صالونات " بس انتى كان ممكن ترفضينى لو مش عايزانى .

نظرت إليه نظرة جديدة هذة المرة وعيناها تقول " مكانش فى ايدى حق الرفض او الموافقة "

ففهم هو ذلك منها ثم قال : واضح إنك خجولة زيادة عن اللزوم ، بس انتى لما وافقتى عليا أو لما اهلك ردوا عليا بالموافقة انا افتكرت ان فى قبول حصل من ناحيتك ليا ؛ مكنتش اعرف انك مش قادرة ترفضى ، و واضح كمان انهم لما سألوكى حسيتى بحرج إنك تقولى إنك مش موافقة فسكتتى ، وهما اكيد فسروا السكوت دا بالموافقة على اساس إن ( السكوت علامة الرضا ) بس يظهر إنه مش فى كل الحالات .

رفعت رأسها إليه بعد انخفاض طيلة حديثه وشبح ابتسامة باهتة واستحسان لكلماته ودهشة من سرعة فهمه لها .

فبادرها قائلاً : بس واضح إن الكلام دا جه متأخر لأن خلاص احنا بقينا قدر بعض . انا بقيت جوزك وانتى بقيتى مراتى .. وبالمناسبة مش هينفع اطلقك خالص دلوقتى لأن الناس لما يعرفوا ان فى عروسة اتطلقت ليلة دخلتها هيطلعوا اشاعات وهيقولوا كلام مش عايز اقوله قدامك .

نظرت إليه هذة المرة فى حيرة حقيقية .. وعينيها مليئة بالتساؤلات ..

"عموماً انا مش هاجبرك على حاجة " محاولة منه لتذييل الحديث بكلمات رقيقة وانهائه بلطف .

"انا داخل انام ..!!

محاولة أخرى يضمها للسابقة يستخدم به اسلوب الترغيب والترهيب .

ثم نظر لها نظرة أخيرة غامضة ثم تركها فى هدوء ودخل إلى الحجرة.............

يتبع


الحلقة التانية

--------------


ودخل إلى الحجرة

فى حين جلست هى لوحدها ، وعقلها يكاد ينفجر

فما لمسته من نبل ورجولة وعطف فى هذا الرجل لا يتماشى بالطريقة التى تعامله بها كأنه يأخذها أسيرة أو جارية ..

بل على العكس تعامل معها بلطف وحب لم تكن تتوقعه ..

إذاً ماذا تفعل ؟

هل تتعايش مع وضعها الجديد وتقبل بهذا الشخص وربما منحها من الحب والحنان والرومانسية ماكانت تحلم به؟

ام تكمل فى موقفها منه ؟ وتعامله بنفس الطريقة ؟

ولكن ماذا جناه هو ؟ هو ليس له أى ذنب

لقد تقدم لعائلتها _ وقد كان زميل شقيقها _ وكان من جيرانهم .

بصراحة أدب وأخلاق هذا الشاب ، وكونه ميسور الحال يجبرا أى اسرة على الموافقة خاصة وانه ينتمى لأسرة كريمة ، وطبعاً كونه من جيرانهم فهم يعرفونه جيداً ..

أما هى

فلم تحاول يوماً ان تعرف أحد أو تتعرف على أحد

كانت شديدة الخجل أمام اقرب الأقرباء لها ، حتى عندما كان يزورها أحد ابناء عماتها او خالاتها ، كانت حتى تخجل أن تصافحه ، كانت شديدة الخجل والحياء امام كل الناس

شديدة الجرأة والانطلاق امام نفسها فى أحلامها ..

كانت تعيش فى تلك الأحلام اجمل قصة حب مع حبيبها الذى خلق خصيصاً لها ولإسعادها ، ولمنحها الحب والحنان وأن تصبح بين أحضانه ملكة متوجة على عرشها ..

ولكن لم تكن تفصح عما فى قلبها لأحد

حتى زملائها فى المدرسة ، اللائى كنا شأنهن فى ذلك شأن معظم المراهقات فى هذى السن كثيرات الحديث عن الحب والرومانسية والعواطف وما إلى ذلك .. أما هى فقد كانت تتحاشى الكلام معهن فى هذة الأشياء او حتى الاستماع لهن .. خاصة إذا تجاوزت إحداهن الحديث عن الحب وعرجت بالحديث عن الجنس وانخرطن معها بعض الطالبات فى الحديث عن تلك التلميحات ..

كانت تبتعد عنهن فوراً وتنعتهن بأنهن يعانون نقصاً فى التربية ويفتقرون إلى الحياء الذى لابد أن يكون موجوداً خاصة فى تلك الفترة فى الفتاة ..

ولم يكن لها ملاذ إلا صديقتها ورفيقة عمرها " سلمى "

كانت " سلمى " بالنسبة لها هى المهرب الوحيد التى تلجأ إليه لتلقى على مسامعها شيئاً مما يجول فى قلبها ..

ومما تحمله فى خاطرها باستمرار ..

كانت سلمى لها نعم الصديقة والخزانة الآمنة للأسرار

لم تفش سر الفتاة الخجول لأحد .. حتى عندما ذهبا إلى الجامعة ، لم تعرف أحد ولم تتعرف على أحد ولم يكن لها أصدقاء إلا سلمى ..

كانت تتحاشى نظرات الشباب لها ، عندما يقترب أحد منها كانت تسرع مبتعدة

كتلك المرة التى اقترب منها شاب عادى قائلاً : لو سمحتى يا آنسة ، انتى الظاهر بتحضرى كل يوم .. ممكن اسألك سؤال ؟

فأجابت مرتبكة : لا مش ممكن .

ولم تنتظر ان يقول شيئاً اسرعت مبتعدة فى الحال .

كانت دائماً سلمى تنهرها بسبب حيائها الزائد هذا وعدم السماح لأحد بالاقتراب منها .. وكانت توبخها قائلة لها كيف ستتعرفين على فارس أحلامك وأنت تحيطين نفسك بكل تلك التحفظات.. ولا تسمحين لأحد بالاقتراب منك.

وكانت ترد عليها قائلة بأنها لاترى ابدا فارس احلامها طالب من طلاب الجامعة ، كانت تتخيله بطلاً من ابطال الأساطير .. او فارس من فرسان العصور القديمة سيأتى فى زيارة قصيرة جداً للعصر الحالى وما إن يراها حتى يختطفها على حصانه الأبيض الشجاع ويطير بها نحو الأساطير لتصبح قصتهما تحكى كقصة من قصص الحب الفضية .

ولكن كانت سلمى _ توقظها من أحلامها على أنه لايوجد فرسان فى الواقع ، وكانت تتهكم قائلة بأنه لايمكن استيراد فارس ً من الماضى ولايمكن اختراع فارس آلى فى الحاضر ..

فكانت ترد فى إصرار وعناد بأنها لاتريد فارس بحصان على قدر ماتريد فارس إنسان

يغرقها حباً وحناناً .. يتعرف نقاط ضعفها ويتجنب ملامستها ..

يشعرها بالأمان طالما هى بين أحضانه ..

تريد شخصاً يمنحها الدفء لا الجفاء والقسوة ؛ تسلم له نفسها وهى مطمئنة أنه سيحافظ عليها كأغلى قطعة من الماس الثمين .......

#يتبع....


الحلقة الثالثة

------------------------


كانت تيقن أنه سيأتى

انتظرته كثيراً ، ربما أكثر مما ينبغى ..

لم تيأس الانتظار

وكانت سلمى ترى حالتها تلك فتحتضنها فى عطف وإشفاق ..

ظلت هكذا حتى تخرجت من الجامعة ..

قلت اللقاءات بينها وبين " سلمى " لانشغال الأخيرة بالدراسات العليا ..

فازدادت حزناً وعزلة على حزنها وعزلتها .. ثم تحولت العزلة فيما بعد إلى اكتئاب مزمن ..

كان منزلهم يضج بضوضاء اشقائها وشقيقاتها الخمسة .

لذا ..

لم ينتبه أحد إلى عزلتها .. ظنوها هادئة بطبعها ..

والدتها امرأة بسيطة من تلك التى تعطى كل وقتها لمنزلها .. قليلاً ماتجلس مع ابنائها يتسامرون..

وأشقائها البنين خارج المنزل أغلب الوقت للدراسة أو مع اصدقائهم او فى غرفهم معنيين بشئونهم ..

اختها " ياسمين " الكبرى ، تكبرها بـ5 سنوات ، تخرجت من كلية الصيدلة

ثم عملت مباشرة فى صيدلية تقضى فيها النهار بأكمله ثم تزوجت من مهندس مدنى يناسبها لأنه يعمل أيضاً طيلة النهار وربما جزء من المساء ..

ويقيمان فى شقة كبيرة لم يكتشفا الكثير من أركانها بعد ؛ يجمعهما سرير واحد ليلاً يذكران تفاصيل البنك الذى يودعان فيه أموالهما أكثر من تفاصيله ."ياسمين " لم تكن شقيقة ، بل مجرد مقيمة معها فى المنزل تذاكر ؛ وتسألها كيف احوال المذاكرة والجامعة .. فقط .


ثم يلى ياسمين من حيث الترتيب " زياد " كان اقرب شخص لها ، مجتهد وحنون ، اكثر من كانت تتحدث معه على الرغم من قلة كلماتها ..

زياد تخرج من كلية " التجارة " لديه مشروع حلم لشركة استثمارية مع اصدقائه

وحتى يستطيع تحقيقه فإنه قرر العمل فى كل شئ ..!!

خارج المنزل أغلب الأوقات ، وتدعو له والدته بالتوفيق ..!!


وبعد زياد بعامين تأتى هى ...... " مــريــَـم "

تخرجت من كلية الآداب و .... ولا شئ آخر .


يليها محمود فى السنة الثالثة من كلية العلوم ، ثم التوأم " شادى " و " شريف " فى الثانوية العامة .. شديدى الارتباط ببعضهما معاً اغلب الوقت

ثم فى الأخير " ســارة " آخر حبات العنقود فى الأسرة ، اقرب الأبناء لأمها .. ودائما تساعدها فى اعمال المنزل

والدها موظف حكومى من الطراز النموذجى الموجود فى المصالح الحكومية ، يأتى من عمله لينام قليلاً ثم يجلس مع اصدقائه ع المقهى ويعود بعد صلاة المغرب

ثم لايلبث إلا أن يذهب لصلاة العـِشاء ، ثم يأتى لتناول وجبة العـَشاء ثم يشرب الشاى ويجلس مع زوجته أم الأبناء يتبادلان الأحاديث الودية .. ثم يأوى لفراشه ..


هى .. لم يكن لديها الكثير من النشاطات والاهتمامات باستثناء متابعة بعض سلاسل القصص العاطفية الشهرية

وكانت تخرج فقط للشرفة تتنسم الهواء على الرغم من تلوثه والضوضاء ..


وكان يقطن امامها " أحمد " _ زوجها الحالى _ زميل شقيقها فى المرحلة الثانوية

مهندس برمجيات ومهذب وعلى خلق .. وسيم وأنيق و ميسور الحال ، تقدم لخطبتها ففرحوا جداً ثم سألوها عن رأيها فصمتت .. فظنوه خجلاً من أن تصرح بالموافقة .. فردوا بالقبول

وتمت الخطبة وهى لازالت صامتة ، كان يزورهم قليلاً فكانت تجلس معه فى حضور أسرتها صامتة ايضاً مطرقة ، و أيضاً فـُسِـرّ على أنه خجل ..

ثم أتت ليلة الزفاف .. وحدث ماحدث ، ولأول مرة تفصح عما فى قلبها ..

لم تتخيل أبداً أن تتم بتلك التقليدية ..

أحلامها كان بها أساطير كثيرة ، ليلة لن تنسى من ليالى ألف ليلة وليلة

ولكن .. ليت كل الأشياء تتم كما فى أحلام الفتيات ..

ثم .. توقف عقلها عن التفكير

وغلبها النوم ، فنامت ..


تقف بمفردها فى ضباب وظلمة ، الرؤيا غير واضحة ، والناس أشباح باهتة كل امرئ فى كوكب بلورى شفاف خاص به ، والأشجار عالية ثلجية تميل إلى الزرقة ..

وهى لوحدها ، خائفة من اللاشئ .. والصمت سيد الموقف اللهم إلا احتكاك الفراغ ببعضه ..

حائرة ومرتبكة شاردة كعادتها ..

ثم ..

صوت لركض حصان يشق الصمت الثقيل

يسكن فجأة صوت الركض

شخص غير واضح الملامح يزيح الضباب بيده ، فينزاح ..

يظهر هو فجأة من وسط الضباب ، (إنه هو .. هو ، أحمد زوجها ) يتشح بالبياض الناصع ، وجهه منير كالبدر ، وعيناه يملؤها البريق

وشعره اسود لامع

يراها أمامه ، فيبتسم ابتسامة حنان .. ما أجملها ..

يتقدم نحوها وهى مأخوذة ..

يلمس يديها فى حنان ، تذوب من لمسته ..

ولكنها تبتعد فجأة ، فتتسع عيناه دهشة ..

يقترب منها خطوة ، فتبتعد خطوات .. يقترب ، فتزيد ابتعاداً مرددة " لا .. لأ "

ثم توليه ظهرها وتركض فى غابة رمادية طويلة الأشجار ، وقد غاب عن عينيها بعد أن كانت تراه ينظر إليها ..

صوته الملائكى الممتزج بالعظمة آتياً من بعيد ينادى " مـَــريــم ... مــَـريــم "

ظل ينادى عليها ثم تشوشت الرؤيا حتى أظلمت تماماً ..

بينما لازال ينادى عليها ولكن صوته تخلى عن ملائكيته وبدا قريباً كأنه ينادى فى أذنها..

" مريم .. مريم "

فتحت عينيها ، فوجدته أمامها بملامحه الهادئه ، لقد كان تـَحلـُم إذاً ..!!

يتبع.....


الحلقة الرابعة

----------------


تفتح عينيها فتجده امامها ، لقد كانت تحلم إذن ..


تأوهت فى كسل قائلة " أنا فين ؟


قال فى هدوء وقد كان قريباً منها : انتى نايمة هنا من امبارح ؟


ثم لاحظ أنه قريب جداً .. فابتعد


ثم قال : يلا اصحى الناس جايين يباركولنا دلوقتى ..!!


_ يباركولنا ؟!!!


_أيوة على أساس إن امبارح كانت دخلتنا ، فهيباركولنا على عشنا السعيد وزواجنا المبارك .


_ نعم ؟!!


ضحك ضحكة قصيرة ثم قال : _ بهزر . ايه ؟ هو الهزار ممنوع ؟ يلا قومى غيرى هدومك كدا وافردى وشك عشان منظرك قدام الناس ..


ظلت شاردة لاتجيب .


فتركها واتجه للداخل فلم توله اهتماماً ثم خرج بعد دقائق ..


فوجدها لازالت جالسة بفستان الزفاف لم تتحرك فقال فى هدوء :


_على فكرة عادى جداً ، لو عايزانى احكى للناس ايه اللى حصل امبارح اقول عادى ، بس وقتها مش عارف هما هيفسروها ازاى ؟


فنظرت له نظرة تدل على الانزعاج وتبدلت ملامحها فهز كتفيه فى بساطة ، وأمسك بفرشاة الشعر الملقاة بأهمال على منضدة .. وقام بتصفيف شعره باهتمام ، ثم نظر نحوها قائلاً : " ايه رأيك ؟ شكلى كدا كويس ؟ "


لم تجب أيضاً وولت وجهها بعيداً عنه ..


فقال وقد بدا الضيق يتسلل إليه : طب ع الأقل غيرى الفستان طيب ؛ قومى من المكان اللى قاعدة فيه من امبارح مشىّ رجليكى شوية "


الصمت التام ردها ..


" طيب ، انا هدخل شوية ادور على حاجة اعملها ، من مصلحتك انتى على فكرة تعملى اللى بقولك عليه "


ثم لم ينتظر إجابة وتركها ودخل الحجرة وأمسك بحاسوبه واطمئن على اتصاله بالانترنت ، وفتح حسابه على موقع التواصل الاجتماعى ، وقام بالرد بالامتنان على كل التهانى التى ارسلها له اصدقائه وتبادل الدعابات مع اصدقائه المقربين


وطمئنهم عليه بأنه " م الآخر ، وجامد جداً "


ثم استأذنهم متحججاً بالشوق لعروسته ، فى نفس اللحظة التى رن فيها هاتفه من بعض الأصدقاء والأقارب يعلمونه بمجيئهم لتهنئته ..


ثم ارتمى على السرير فى كسل ونظر إلى السقف متنهداً ، ثم بنشاط غير عادى قفز قفزة سريعة وخرج من الحجرة ويكاد اليقين يملؤه أنه سيجدها فى مكانها ، ولكن خاب ظنه عندما وجد مكانها خالياً وصوت انسياب المياه يأتى من الحمام ..


فابتسم فى هدوء وجلس على الأريكة وتناول الريموت كنترول


فتح التلفزيون وتنقل بسرعة بين القنوات دون تركيز ..


وإذا هى بها تخرج من الحمام وقطرات المياة تنزلق على وجنتيها وتلمع فوق جبينها ..


مرتدية رداء الاستحمام وتلف شعرها بالمنشفة ، وقد أزيلت عنها مساحيق التجميل بفعل الماء ..


وقف أمامها مدهوشاً فلم تلبث إلاّ أن كشفت عن شعرها وفردته فى انسيابية


ثم تركته مسدلاً ، كانت تلك هى المرة الأولى التى يرى فيها شعرها على طبيعته ..


فقال لها مبتسماً : عارفة إن شكلك أجمل من غير مكياج ؟


فأومأت برأسها وشبح ابتسامة يقفز على شفتيها ..


فطمع فى المزيد وقال ببالغ الرقة : زى القمر .


فأشاحت بوجهها وباغتتها ابتسامة دون ان تشعر .. لم يراها هو ولكن كان على يقين منها.


لاريب من أحساس كليهما باللذة ..


هو لأنه لمست كلماته خلايا أنوثتها


وهى لأن رجل يتغزل فى جمالها .


ثم لم يلبثا واقفين فى تلك اللحظة الخالية من مرور الزمن حتى دق جرس الباب ..


" دى لازم ماما .."........

يتبع....

الحلقة الخامسة

-------------------------


"دى لازم ماما "


نطقتها بتلقائية فى حين اتجه لفتح الباب وقابلته أمها بزغاريدها قائلة : الف مبروك ياباشمهندس ، و تدخل ومن وراءها شريف وشادى .


شريف : احط الحاجات دى فين ؟


أحمد : دخلها ، والله ماكان له لازمة التعب .


قالت امها وهى تجلس : تعب ايه بس ؟ امال فين عروستنا الحلوة ؟


_جوّة وزمانها جاية ، اصلنا لسه صاحيين!!


فى حين تدخل هى فى هدوء و عينيها فى الأرض خجلاً ، تقبلها أمها مهنئة .


_ والنبى البيت ماكان له لازمة من غيرك امبارح .


تتجاهل كلمات امها قائلة : هو بابا فين ياماما ؟


_ جاى مع زياد ومحمود ورانا ..


_وياسمين ؟


_ياسمين مش هتقدر تيجى ، اصلها بتجهز فى صيدليتها اللى هتفتحها .


ايماءة منها دون تعبير على ملامحها


فى حين يدق الجرس مرة أخرى ، ليفتحه فيجده والدها وشقيقيها زياد ومحمود .. يصافحهم فى حرارة مرحباً


ثم ما أن يجلسوا حتى يقدم لهم علبة الحلوة ، ثم موجهاً كلماته لمريم : قومى يامريم ، هاتى العصير اللى انتى عملاه .


قالت مدهوشة : عصير ؟؟


_ أيوة العصير اللى عملتيه أول ماصحيتى عشان يبقى جاهز .


اندهشت مما يقول وسكتت حتى قال ابوها : ماتسمعى كلام جوزك يابنتى وتقومى .!


_ هاه؟ حاضر هاقوم ..


وبنفس الدهشة قامت وتوجهت للمطبخ وفتحت الثلاجة فازدادت دهشتها .


لقد وجدت عصير بالفعل جاهز فى الثلاجة ، فتناولته و أخذت الأكواب وقدمته لهم


فتناول هو كوبه ورشف أول رشفة قائلاًََ : العصير هايل يامريم ، تسلم أيديكى .


اومأت برأسها شاكرة .


فقال لها والدها : فعلاً العصير جميل ، امال مكنتيش بتعمليه ليه عندنا ؟


فأطرقت خجلاً .


فقالت أمها : خلاص متكسفهاش يابو زياد .


فضحك الجميع ثم جلسوا قليلاً وقاموا


فقال هو لهم : طب ماخليكم قاعدين اتعشوا معانا ياجماعة وناخد السهرة .


فقالت أمها : لايابنى سهرة ايه ؟ دا عمك ابو زياد عنده شغل الصبح والعيال عندهم كليات ومدارس .


ثم قالت خافضة من صوتها :


خللى بالك منها يابنى ، مريم هادية وعاقلة ، هى يمكن خجولة شوية وبتتكسف ، بس طيبة ومش هتلاقى زى قلبها.


_ بتوصينى على ايه بس ياطنط ؟ مريم دى فى عينيا .


_ ربنا يكرمك يابنى . يلا مع السلامة


ثم صافحهم جميعاً .


واغلق الباب


ثم جلست فى هدوء على اقرب مقعد ، فوقف هو مستنداً إلى إحدى الجدران ناظراً إليها


فالتفتت إليه قائلة : هو احنا فى وقت ايه دلوقت ؟


فقال : احنا بعد العصر .. انا صحيت على قبل الضهر لقيتك نايمة مرضيتش اصحيكى ، يظهر إنك سهرتى كتير امبارح .


اومأت برأسها ايجاباً


فأضاف : تقريباً ، لحد طلوع النهار .


اومأت برأسها كعادتها دون ان تتكلم وطال بينهما صمت ثقيلاً شعرفيه أنها تريد أن تقول شيئاً .


فقالت : هو انت اللى عملت العصير ؟


فقال مبتسماً : أيوا انا .


فسكتت وعينيها للأسفل ثم قالت دون أن تنظر إليه : طب ميرسى .


فتمادى فى ابتسامته قائلاً : ميرسى على ايه ؟


فنظرت له بنظرتها الغاضبة التى يعشقها ، ولم تتكلم .


فقال وكأنه فعلاً لايعرف : لا بجد شكراً على ايه ؟


_ على إنك عملته ، وكمان .....


_ وكمان ايه ؟


_ على إنك قلت إنى انا اللى عملاه .. بجد متشكرة .


_ اعتقد ان مفيش داعى للشكر يعنى ، متهيألى ان احنا واحد ومفيش بيننا الكلام دا .


فأطرقت خوفاً من ان تباغتها الابتسامة ويراها.


فقال فى خبث : ولا انتى عندك رأي تانى ؟!


فقالت مغيرة محور الحديث : هو فى حد تانى جاى يباركلنا ..؟


_اصحابى واحتمال أهلى .


اومأت ايضاً كعادتها .


ثم قال هو : بس انا مش عايزك تسهرى تانى كدا . دا غلط على صحتك .؟


لم تعلق على ماقال .


فقال هو :_هو انتى سهرتى دا كله ليه ؟ كنتى بتفكرى ؟


فرددت هى مستنكرة : أفكر ؟!!


هم بقول شئ ولكن جرس الباب قد رن ..


دخلت الحجرة فى هدوء ، فى حين فتح الباب وتبادل الدعابات مع اصدقائه التى لم تخلو من التلميحات


وما أن جلسوا وقدم لهم الحلوى ، حتى قالوا : ايه ياعم ؟ هى العروسة منفضالنا ليه كدا ؟


فقال مداعباً : اميرة ياعم ، ملكة متوجة . هتقابل الرعاع امثالكم .


فقال أحدهم : يا أخى دا حتى الأميرة بتطلع على الرعاع فى المناسبات ، خليها تلقى نظرة ع الشعب الغلبان ..


ضحك بعصبية واضحة .. ثم قال وداخله حيرة ولا يدرى ماذا يفعل . ثم قال : زمانها جاية ، ربع ساعة بالكتير.


فقال أحدهم : براحتها ياعم ، ملكة وليها الحق تعمل اللى هى عايزاه.


ثم هموا بالضحك .


ففوجئوا بدخولها عليهم تمسك صينية العصير الطازج وتتهادى فى ثوب منزلى أسود لامع فضفاض ..


يظهر ذراعها الشاهق من تحت الثوب جميلاً فاتناً ..


فيأخذ العصير منها وتجلس بجواره فى خجل ، فى حين يهنئونها وترد عليهم بالأيمائات وتهمس " ميرسى "


ثم استأذنتهم ودخلت وتابعوها جميعهم بعيونهم .


فقال لهم : ايه ياعم انت وهو ، ماتخليكم معايا هنا .


فقال أحدهم : ليك ياحق ياعم والله تحجبها عننا دا كله ، دى من الآخر .


وقال آخر : مالهاش اخوات دى ياهندسة ولا ايه ؟


فضحك بثقة قائلاً : لا لا دى مش بشر أساساً .. دى حاجة من السما كدا زى الملايكة متلاقيش منها تانى.


_ بس دى من الآخر ياعم ، هو فى كدا أساساً .؟


_ماتلموا نفسكم ياجدعان ؟ لاحظوا انى موجود يعنى ..


وبعدين يعنى كفاية كدا عشان بس العروسة وحشتنى ..!


_ وحشتك الـ5 دقايق دول ؟


_ ايوة ياعم ، بتوحشنى وهى معايا أساساً ، اصل ماشفتش فى رقتها . يلا انتو دلوقتى ولاحظوا انى بطردكم .


_ ماشى ياعم .. ماشى ، الله يسهله .


وهو يقودهم إلى الباب : متخلوناش نشوفكم كتير ، ماتجوش تانى يعنى .


ثم أغلق الباب ودخل إلى الحجرة فوجدها جالسة فى صمت .


_ على فكرة شكراً ..!!


_ العفو .


_ مكنتش متوقع إنك هتيجى تقابلى صحابى .


_ عادى .


_ بس ياريت متلبسيش اللبس دا تانى ، دراعك كان باين كله بصراحة .


نظرت إليه فى دهشة . ودارت ابتسامة مباغته كعادتها ..


فى حين نظر هو إليها ، وترك الحجرة وهو يتمادى فى الابتسامة .


لقد اكتشف غيرته عليها . واكتشف أنها بحق ( باهرة الحسن)........

يتبع...


الحلقة السادسة

------------------------


فى اليوم التالى .....

يأتى أهله وأقاربه يهنئاهما ، فتجلس معهم و تدخل بسبب مكالمة لهاتفها .

تقول له أمه : لا البت محترمة ومتربية ومؤدبة فعلاً ، باين عليها . اصل البنت بتبان يابنى بعد الجواز

قبل الجواز يابنى وأيام الخطوبة ماتتصدقش ، ولا انت شايف ايه ؟

_ اللى تشوفيه ياحاجة .

_طيب ، مش هتبطل طريقتك دى ..!!

_ انا اتكلمت ؟

_ ممممم مانا عارفة إنى مش هاقدر آخد معاك حق ولا باطل ..!

_ما انتى الخير والبركة ياحاجة .

_ طيب ، يلا اسيبك انا عشان سايبة أبوك فى البيت لوحده .

_ لا لا لا لازم تتغدى معانا .

_ وابوك اللى سايباه لوحده ، مين يحضرله الأكل .؟

_ عليا الـ.............

_ اوعى تحلف بالطلاق ، لو حلفت مرة هتحلف بعديها على طول ..

_ انا مكنتش هحلف بالطلاق على فكرة انا كنت هاقول : عليا النعمة .

_ ههههههههههههههههههههههههه .. انا ماشية بقى ، خلى بالك منها وخليك حنيّن عليها.

_ يوووووه .. خلى بالك وخليك حنيّـن والنصايح بتاعت الخمسينات دى ، ناقص اقولك يانينة.

_ههههههههههههههههه طيب ياواد ، براحتك . انا غلطانة انى بقولك حاجة وبنصحك . يلا مع السلامة.

_ مع السلامة ياحاجة ، سلميلى على بابا .

اغلق الباب ودخل الحجرة .

فوجدها تعبث فى كتبه ، فبادرها سائلاً : ايه رأيك فى ماماً .؟

_ لطيفة .

_بس ؟!

_ وحنيّـنة

_بس ؟!

تنهدت فى ضيق وأولت اهتمامها للكتب .

ثم سألته :_ انت مبتقراش قصص عاطفية ليه ؟ كل كتبك روايات وفلسفة وفى تاريخ كمان .

مفيش زهور ولا عبير .

فوجئ بالسؤال ، فهذة أول مرة تسأله فى أى شئ او تقوم بفتح أى موضوع .

فسكت لحظة ثم قال :

_ ماهو فى ماوراء الطبيعة ورجل المستحيل أهو . كنت بقراهم زمان .

تسكت ، فأراد أن يمتد الحديث بينهما وقد استغل الموقف

وسألها : انتى كنتى بتقرى زهور وعبير والكلام دا ؟

فردت بلكنة الغضب التى يهواها : نعم ؟ الكلام دا ازاى يعنى ؟

فضحك ضحكته القصيرة قائلاً :لأ مقصدش ، انا قصدى بتحبى القصص العاطفية والكلام دا ؟

_ احياناً .. كنت متابعاهم زمان فى الثانوى وجامعة وكدا .

فأراد أن يقول شيئاً ، فلم يجد مايقوله . فسكت

فابتسم بتلقائية وسعادة عندما اضافت هى : وانت مبتقراش الحاجات دى ليه ؟

فرد : مبحبهاش ، مليش فيها .

_ هى ايه ؟ الرومانسية ؟

_ لأ ..أنا مبحبش اقرأ روايات وقصص رومانسية . مش الرومانسية نفسها . تفرق .!

فأومأت ثم صمتت وهى تقلب بفتور فى إحدى الروايات .

فأضاف هو : معظم اللى بيكتبوا رومانسى بيكتبوا بعيد عن الواقعية .

فردت بعصبية وهى تصفق دفتى الكتاب : واحنا محتاجين الواقعية فى ايه ؟ ماحنا عايشينها .. لازم الأدب يقدم شئ من الخيال.

رد فى هدوء : الأدب اللى بيتكلم عن الخيال البحت ده ماعبارة إلا عن مخدرات .. عشان يغيبنا عن الواقع .

الأدب من وجهة نظرى لازم يكون مرتبط بالواقع بتاع الكاتب.

_ مش لازم ، هما بيعرضوا صور من حياة ناس مش عاديين ، بس .

_ مفيش حاجة اسمها ناس مش عاديين ، بس فى اختلاف فى الحالات اللى عند كل البشر .

وكل واحد بيشوف فى التانى حاجة مش عادية لكل الناس ، رغم إنها حالة مش عادية ليه هو بس .!

صمتت كعادتها .

فقال هو : ثم إن الكُـتـّاب الرومانسيين مأفورين الدنيا زيادة عن اللزوم ، والحب أبسط من كدا بمراحل ..

_ ازاى يعنى ..!!

_ يعنى بيعقدوا الدنيا والرومانسية مش بالكلام اللى زى عينيكى أنهار الفواكه ورموشك اغصان الزيتون وشعرك دهب الجبال والكلام دا ..

ضحكت بحق ، فانتابته نشوة غير عادية وابتسم ابتسامة عريضة ، فقالت هى : هههههههه ازاى يعنى ؟

فأكمل :

_الكلام الرومانسى اسهل من دا بمراحل يعنى ـ مش محتاج التعقيد دا خالص .

قالت بعناد : مش انت قلت إنك ملكش فى الرومانسية ؟!

_ انا قلت انى مليش فى القصص العاطفية ، يعنى مش عايز حد يعلمنى الرومانسية تكون ازاى ، عشان انا ممكن اعلمهم كلهم .

_تعلم مين ؟

_ الكُــتّــاب الرومانسيين ، اعلمهم ازاى يكتبوا رومانسى ببساطة ويخلوا القارئ يستمتع .

فقالت ولهجتها تحمل بعض التهكم :_ازاى يعنى مش فاهمة ..؟

ثم بدأ فى الاقتراب منها قائلاً :

_ يعنى مثلاً ...............

قاطعه فجأة صوت الجرس يدق ، فابتسمت بتلقائية قائلة : دى لازم سلمى ؟ اصلها كلمتنى لما مامتك كانت عندنا عشان تيجى تباركلنا .

ثم اسرعت للخارج نحو الباب تفتحه .

فتمتم فى بساطة : بتيجى فى أوقات مش مناسبة سلمى ..!

احتضنت سلمى فى احتياج حقيقى لمثل هذا الحضن .. واحتضنتها سلمى بافتقاد حقيقى أيضاً ..

جلست معها فى الصالون فــَرحة لأول مرة مبتسمة دون خوف من ان يرى احد ابتسامتها ..

وبادرتها :

_ ايه يابنتى أخبارك ايه ؟

_ انا كويسة الحمد لله ..!

_ وحشانى .

_ وانتى والله ، مقدرتش آجى الفرح كانت عندى ظروف صعبه وماما كانت تعبانة شوية واضطريت افضل معاها فى المستشفى زى ماقلتلك .

_ آه دا انا نسيت اسألك عليها ، هى عاملة ايه دلوقتى .

_ الحمد لله تمام ، قوليلى انتى اخبارك ايه ؟

_ مفيش .. عادى ..!

_ عادى ؟ ايه هو اللى عادى ؟ يعنى ايه اخباره معاكى ..؟

_ هو انا مقلتلكيش ان محصلش اى حاجة ؟

_ ولا اى حاجة ..

_ ولا اى حاجة ، ولا اى حاجة ؟

_ لا ولا اى حاجة .

_ يعنى قصدك انكم انتى وهو ..............

ثم سكتت لتوحى بالباقى .

فاومأت برأسها ايجاباً .

فقالت سلمى فى أسف : ليه يابنتى تعملى كدا ؟

مريم : يعنى انتى مش عارفة ليه ؟

_ مممممم ، بس وهو وافق ؟

اومأت ايضاً .

فعادت سلمى تسألها : وانتى مش راضية ليه ؟


_ مش هو اللى فى خيالى ، عادى جداً ، انسان عادى مفيهوش حاجة من اللى فى احلامى ..!

قالت سلمى بعصبية محببة : يعنى اكرر الكلام كام مرة ؟ اللى فى خيالك دا عمره ماهييجى ابداً لأنه خيال

لازم يكون فى واقع نقبله .!

_ مقدرتش ، بجد مقدرتش .

ثم بدأت دموعها فى الإطلال ، فاحتضنتها مرة أخرى كعادتها ..

ثم قالت : هو مش هييجى ولا ايه ؟

هزت كتفيها جهلاً ، فقالت سلمى : طب ناديله ؟

قالت : ايه ؟

_ايه مالك فى ايه ؟

_ ناديله ، انا عايزة اشوفه ، انا مشفتوش لحد دلوقتى ..!!

ترددت قليلاً ، فشجعتها سلمى بنظراتها فنادت : احمد ، احمد ؟

كانت تعرف انه يبتسم الآن ، وسمعته يقول من الداخل : ايوة .

_ مش هتيجى تسلم على سلمى ؟

_ جاى حالاً .

ثم نظرت سلمى فى ترقب ، وانتظرته يأتى .

وعندما برز من الداخل اندهشت سلمى ، اندهشت حقاً ............

يتبع....



الحلقة السابعة

------------------------


دخل أحمد مرتدياً " بيجامته " ناثراً فوقها قدر لا بأس به من العطر ..

مصففاً شعره بأسلوب عصرى ..

صافحها بأدب وجلس على الأريكة المقابلة لهما .. هنأته وشكرها .

فقال :_ مريم كانت دايماً بتتكلم عنك .

ثم أضاف بلهجة ذات مغزى : فى كلامها القليلة جداً يعنى .

ابتسمت سلمى لتلك الأضافة ثم نظرت إلى مريم التى ابتسمت بدورها وأحنت رأسها .

ثم قالت سلمى : وكانت كمان بتتكلم عنك برضو .!

نظرت لها مريم باستغراب ممزوج بالغضب .

فقال أحمد : مفيش داعى انك تقولى كدا ، انا فاهم .

فتنحنحت سلمى وأطرقت .

ثم تبادلا هى ومريم نظرات مبهمة .

فتنحنح أحمد ثم قال : طب استأذنكم انا .

قالت سلمى بإحراج : ليه يابشمهندس بس ؟ ماتخليك ؟

فابتسم قائلاً : لا مانا عندى شوية حاجات هاعملها جوّة ، خدوا راحتكم انتو .

_ ابتسمت سلمى وحيّــته بإيماءة ، ثم تابعت دخوله ونظرت إلى مريم وضربتها فى كتفها برفق :

_ ايه ده ؟

_ ايه ؟

_ انا كنت فاكرة انك مش موافقة بسبب حاجة تانية خالص بصراحة .

_ حاجة تانية ازاى يعنى ؟

_ يعنى كنت فاكرة هاشوف قدامى واحد اسمه " زعبلاوى " تخين واصلع وبشنب كدا وقافل الياقة ع الآخر والكلام دا .

_ بس طلع حاجة تانية من اللى فى خيالى خالص .

_مش عارفة ، مش قادرة .

_ لأ حددى موقفك ، مش عارفة ولا مش قادرة ؟

_ مش قادرة احدد .

_بس دا شكله محترم وطيّب وذكى و راجل بجد ، انتى عارفة لولا إن بحب فى " معتز " ماكنتش سبتهولك اساساً .

_هههههه ، وانتى اخبارك ايه مع معتز ؟

قالت ضاحكة : أدينا بنجاهد ، انا حاسة على مانتجوز هنكون على المعاش خلاص .

_ ربنا يوفقكم يارب .

_ بس والله مالكيش حق تعملى اللى تعمليه ده ..

_ خلاص عشان انا محتارة ، مش قادرة افكر .

_ مشكلتك انك مش قادرة تخرجى برة احلامك وخيالك دا ساعة واحدة بس ، كويس إننا نكون حالمين

بس مش طول الوقت يعنى . انزلينا على ارض الواقع شوية كدة والنبى.

ابتسمت بأسى . وصمتت

_يلا اسيبك انا ..!

_ ليه ياسلمى ؟ هو انتى لسه قعدتى ؟

_ هابقى اجيلك تانى ، بس عشان معتز جاى يتعشى عندنا عشان الحق بس .

_ كفاياه عشا ، دا من ساعة ماخطبك وهو مبيعملش حاجة غير انه بيتعشى .

_ معلش بقى ، ماهو بيشتغل وبيحضر ماجيستير ، خليه يرم عضمه ؛ كتر خيره تعبان .

ابتسمت قائلة : _ طيب ، سلام .

ودعت صديقتها بقبلات حانية ، ثم تابعتها وهى تنزل على السلـّم ..

ثم دخلت وأغلقت الباب وفردت ذراعيها مسرورة بسبب رؤية صديقتها .

ثم دخلت للحجرة فوجدته متمدد على السرير ويعبث فى حاسوبه ..

فقال دون ان يرفع عينيه : هى صاحبتك مشيت ولا ايه ؟

اومأت برأسها : مممممم .

فأغلق الحاسوب وقام من فوق السرير وتوجه نحو المرآة ونظر لنفسه قائلاً : بس حلوة سلمى دى .

فانزعجت قائلة : نعم ؟!

فابتسم فى هدوء مستفز : ايه ؟ حرام اقول عليها حلوة ؟ طب بلاش .. هى وحشة .

فقالت فى دهشة مستنكرة : ايه اللى انت بتقوله ده ؟

_ والله انا احترت معاكى ، انا قصدى بس انها حلوة ودمها خفيف يعنى ، مش اكتر .

اجابته بالسكوت .

_ هى صاحبتك من زمان ؟!

_ ابتدائى .

_بس باين عليها بتحبك .. قوى .

_مليش غيرها اساساً .

_طيب .

ثم أضاف :_ كنت عايز اقولك انى هاروح الشغل من بكرة .!

مندهشة : بكرة ؟!!

_ ايوة ، ايه هو انتى عندك مانع ؟

قالت متصنعة اللامبالاة : لا ابداً عادى .. مفيش موانع .

نظر إليها طويلاً .. ثم خفض رأسه عندما نظرت إليه ..

ثم قال : تحبى نخرج نتعشى برة ؟

هزت رأسها نفياً ، ففتح النافذة ونظر إلى المجهول فى إحباط.

فقالت له : تحب احضرلك العشا ؟

_ هتتعشى معايا ؟ ولا زى امبارح ؟

_ مليش نفس والله ، مبحبش اتعشى .

_ خلاص مش مهم . مش لازم .

وتنهد فى ضيق حقيقى ، فقالت دون ان تشعر : طب أنا آسفة .!

نظر مبتسماً : آسفة على ايه ؟

_ خلاص هاتعشى معاك ، بس نتعشى حاجات خفيفة .

_ اللى تشوفيه .

تناولا العشاء سريعاً ، ثم قامت تلم الأطباق .

فأقبل يساعدها ، فابتسمت قائلة : لا خليك انت مرتاح .

_ ليه ؟ هساعدك ..

_ مش عايز اتعبك .!

_ تعبك راحة .

لم تخش هذة المرة من ظهور ابتسامتها امامه ، فقالت وقد شعرت بشئ ما فى قلبها : لأ خليك انت مرتاح مش مستاهلة .

لم يرد الجدال كثيراً ، فتركها .

ثم سمعها من المطبخ تقول : اعمل لك شاى ؟

_ ابقى شاكر ليكى جداً .

فسمع صوت ضحكتها وهى تقول : شاكر ولا احمد ؟

تمنى فى هذة اللحظة أن يذهب إليها حالاً ويحتضنها بقوة ، ولكن تحلى بالصبر .

أتت والشاى فى يديها ، صبت له قدحاً ..

ثم وضعت فيه ملعقتين من السكر وقالت له : احطلك سكر تانى ؟

قال وهويتابعها بعينيه : لأ كدا كويس.

ناولته إياه قائلة : اتفضل .

ثم وضعت فى قدحها معلقتين أيضاً ..

وجلست على الأريكة المجاورة له ، كان يتابعها وهى تشرب الشاى فى رقة .

حتى فرغت منه ، ثم لاحظ أنه لم يشرب شيئاً من قدحه ، فتجرعه على ثلاث مرات ، ثم ناوله اياها متعمداً رغم قرب الصينية منه ثم قال : تسلم ايديكى .

فردت بابتسامة قائلة : ميرسى .

تـابعها بعينيه وهى تدخل إلى المطبخ ثم اتكأ على الأريكة وأمال رأسه إلى اقصى الخلف ورفع عينيه للسقف قائلاً: يااااااااااه ، ربنا يهديكى يامريم .......

يتبع....


الحلقة الثامنة

-----------------------


استيقظت فى الصباح ، ولا تعرف كم الساعة _ لم تأبه يوماً لها


ثم بحثت عنه فى حجرته وفى أرجاء الشقة لم تجده


استنتجت من ملابسه الملقاة بإهمال أنه ذهب إلى عمله ..


قامت بترتيب الشقة وتنميقها وإضافة لمساتها الأنثوية عليها ..


حتى أتى ..


وفى يده أكياس كثيرة ..


_ سلام عليكم .


_ وعليكم السلام .. ايه دا كله ؟


_ أكل ، انتى فاكرانى هجوعك يعنى ولا ايه ؟


ابتسمت ، وأخذت منه الأكياس قائلة : ثوانى احضرلك الغدا .


_ خدى راحتك .


ثم ألقى الحقيبة فى إرهاق وارتمى على الأريكة القريبة .. ثم قفز فى نشاط


ودخل للمطبخ ثم تناول سكيناً .


فنظرت له فى دهشة قائلة : ايه ناوى تعمل ايه ؟


ابتسم فى حب قائلاً : _ انا اقدر برضو افكر ؟ اعيش ازاى من غيرك انا ؟ دا انا هاعمل السـَلـَطة .


مبتسمة :_ لا خليك مرتاح انت ، انا هاعمل كل حاجة ..


_ وفيها ايه لما اساعدك ؟


_ انت جاى من الشغل تعبان .. ارتاح انت .


_ يعنى كنت بحفر فى قناة السويس ، سيبينى اساعدك .


_ ههههههههههههه ، طب براحتك .


بدأ فى تناول الخضراوات وتقطيعها .


_ بتحبى ليمون ع السلطة ؟


_ انت بتحبها ؟


_ لو انتى بتحبيها انا هحبها .


_ طب مفيش مانع .


أعد السلطة وأخذها للسفرة وأتت هى بالباقى وحين جلسا ..


_ ايه رأيك فى الأكل ؟


_ على اساس ان انت اللى عامله ؟


_ هههههههه بس انا اللى مختاره ، انا بسألك عن ذوقى .


_ كويس ، جميل .


نظر لها مبتسماً وأطال النظر ، فلاحظت هذا


فرفعت رأسها إليه وقالت له : انت هتفضل باصصلى كدا كتير ومش هتاكل .


ابتسم ولم يجب .


انتهيا من الأكل . وأعدت له الشاى ..


ثم أتت وجلست على الأريكة المجاورة له ..


_ ماتيجى هنا جنبى . متخافيش .


_ وانا هاخاف من ايه ؟


_ مانا شايفك مبترضيش تقربى .. متخافيش يعنى .!


_ بتقول متخافيش ليه ؟ هاخاف من ايه يعنى ؟


_ إنه تحصل حاجة مثلاً .. انا مش هاستغل الموقف ، بس عايز احس انك جنبى ، مش أكتر.


_ وتستغل الموقف ازاى يعنى ؟ انت جوزى اساساً .. !


_ الحمد لله ، عرفتيها لوحدك دى . طيب تعالى .


همت بفعل شئ او بقول شئ . إلا انها سمعت صوت هاتفها يرن ..


قامت لتحضره ، وترى من المتصل


فابتسمت حين نظرت إليه وقالت بفرحة : دى سلمى .!


وردت عليها وهى تدخل .


فتمتم هو فى ضيق حقيقى : مش قلتلك بتيجى فى اوقات مش مناسبة ياسلمى ؟


ثم قام من على الاريكة بعصبية وقال بصوت مسموع متوتر : أوووف ، دا ايه الجوازة اللى مع إيقاف التنفيذ دى؟


استيقظ من نومه بعد العصر ، وتوضأ ليصلى المغرب ..


ثم بعد المغرب اتى وجلس وأخذ يقلب فى التلفزيون بسرعة ويتجول بين قنواته ..


ثم أتت هى من الداخل تسأله : اعملك شاى ؟


_ ليه ؟


_ مش عايز يعنى ؟


_ لأ طبعاً مفيش مانع بس ليه مرة واحدة كدا قلتى .


_ عادى ، اصل بابا كان متعود بعد ماييجى من اى صلاة بيشرب شاى ..!!


_ اوك ، اعملى .


أتته بالشاى وجلست بجواره فى هدوء ، قائلة : ادينى بقعد جنبك أهو .


_ وياريتك على طول .


تجاهلت ماقاله وارتشفت من الشاى رشفة وقالت : هو انا لو عزمت سلمى ومعتز يوم عندنا ع الغدا ؟


دا ينفع ؟


_ ومينفعش ليه ؟ اعزميهم طبعاً .. بس قبل ماتعزميهم ، مين معتز أصلاً ؟


_ معتز ، خطيب سلمى .


ارتشف رشفة هو الآخر وصمت لحظة ثم قال : _ وهو انتى ايه علاقتك بمعتز ؟


_ بتسأل ليه ؟


_ عادى ، مجرد سؤال .


ثم أضاف فى استدراك : مش قصدى حاجة والله العظيم . سؤال عادى .


_ طيب ، هو العلاقة بينا إنه بس خطيب سلمى وقابلته 3 أو 4 مرات كدا بالصدفة . يعنى تقدر تقول مفيش علاقة.


_ وانتى ايه رأيك فيه .؟


_ معتز ؟


_ آه يعنى ايه رأيك هو مناسب لسلمى مثلاً ، ايه رأيك فى شخصيته ؟


_ هو جميل ، لطيف يعنى ومحترم .. زيك كدة .


تهللت أساريره ثم قال : يعنى انتى شايفة انى لطيف ومحترم ؟


_ متهيألى كدا يعنى ، انا اللى شفته منك كدا ، وكمان كنت اعرفه من زمان .


_ وانتى كنتى تعرفينى من زمان ؟


_ مش كنت جارنا ؟


_ بس انا أساساً مكنتش بشوفك غير بالصدفة فى البلكونة ، وكمان كنتى دايماً سرحانة وعينيكى للسما .


_ ماهو انا مكنتش بخرج غير فى البلكونة . . بس انا كنت اعرفك يعنى انك ساكن قدامنا وانك مهندس وكدا ، عادى يعنى . كانو بيجيبوا سيرتك أحياناً ويقولوا عليك انك محترم وابن ناس وعندك اخلاق .


_ كانوا بيقولوا عليا فعلاً .


_ بس متتغرش يعنى كدا .


ابتسم وقال : _ وانتى كان ايه انطباعك لما كانوا بيقولوا .؟


_ انطباعى ؟ مكانش فى اى انطباع . عادى ، اى كلام .


ضحك ضحكة عالية ثم قال : وانتى كمان كانوا بيجيبوا فى سيرتك أحياناً.!


اندهشت ودق قلبها فى عنف وقالت مأخوذة : بيجيبوا سيرتى ازاى يعنى ؟


_ مالك اتخضيتى ليه ؟ اقصد الشباب بتوع منطقتنا لما كنا بنتكلم عن البنات اللى ساكنين فى منطقتنا كانوا بييجوا عندك ويقولوا : بس البنت دى باين عليها محترمة فعلاً .. يعنى محدش قال عنك حاجة غلط .


ابتسمت وقالت : وكانوا بيقولوا ايه كمان ؟


_ كانوا بيقولوا انك محترمة بجد مبتمثليش الاحترام . وكمان كانوا بيقولوا انك جميلة وان جمالك فيه هدوء وارتياح كدا .


دق قلبها بعنف ولكن هذة المرة كان من السعادة التى اجتاحت نفسها .


ثم قالت مبتسمة : مممممم كمل ، وبعدين ؟


_ مفيش بس ، الحكاية دى لفتت نظرى ليكى بصراحة ، خاصة انى اكتشفت ان فعلاً فى جمالك فى هدوء وارتياح .


ويدق قلبها مرة أخرى ولكن بشئ آخر ، لا بالسعادة ولا بالخوف .. شعور جديد لم تشعر به من قبل .


_ انت ايه رأيك ؟


_ فى ايه ؟


_ اعزم سلمى ومعتز امتى ؟


_ آه ، براحتك .. إن شالله حتى بكرة .


_ اوك. هاقوم اكلمها .


_ طب ماتخليكى قاعدة جنبى شوية . وابقى كلميها بعدين .


_ طب ماتقوم انت تصلى العشا ، عشان قرب .


_ ههههههههه ، ماشى


ثم قام واتجه ناحية الباب قائلاً : هتوحشينى على فكرة على ما اصلى وارجع .


دق قلبها بنفس الشعور الجديد السابق ذاته .


وحينما أغلق الباب ، ضبطت نفسها متلبسة تقول له :


" وانت كمان هتوحشنى .!".............

يتبع



الحلقة التاسعة

---------------------


استيقظ فى الصباح على صوت صادر من المطبخ ، تثاءب فى كسل ثم ذهب إلى المطبخ فوجدها منهمكة فى تحضير شئ ما .


_ صباح الخير .


_ صباح الفل .


_ بتعملى ايه ؟


_ بجهز الغدا عشان سلمى ومعتز اللى جايين النهاردة .


_ آه تصدقى انا نسيت . طب هو انتى بتعرفى تطبخى ، ولا نجيب أكل جاهز ؟


_ هتشوف .


_ ياسيدى ع الثقة ، طيب لما نشوف .


ثم أشارت إلى الخارج قائلة :


_ فى ورقة على الترابيزة برة فيها شوية طلبات ، ممكن تجيبهم ؟!


_ هههههه أكيد ممكن طبعاً .! انتى تؤمرى .


منحته ابتسامة قائلة :_ ميرسى .


عاد محملاً بالأشياء التى طلبتها و طلب منها ان تتفقدهم إن كان قد نسى شيئاً فأخبرته بأن هذا أكثر مما تريد ، ثم ذهب إلى عمله وعاد مبكراً عن موعده .


دخل إليها فى المطبخ ، و وجدها لازالت منهمكة .


وجهت إليه نظرة سريعة قائلة :


_ جيت بدرى يعنى !


_ عشان الضيوف اللى جايين بس . انتى خلصتى ؟


_ تقريباً .


قال مستطيباً الرائحة : مممممممم ، الأكل فعلاً ريحته تجوّع ، الظاهر ان ثقتك فى محلها .


ابتسمت ولم تعلق .


_ انا هروح اغير هدومى .


_ اتفضل .


وبعد دقائق دق جرس الباب ، ففتحت هى وعانقت سلمى ، وصافحت معتز .


ثم برز أحمد من الداخل ، سلم عليهم مرحباً ثم دعاهم للجلوس .


_ أهلاً وسهلاً نورتوا ..


_ اهلاً بحضرتك .


_ شرفتونا . اتفضلوا .


_ الشرف لينا .


أخذت (مريم) (سلمى) من يديها معها نحو المطبخ ..


فى حين دعا (أحمد) (معتز) للجلوس


وما إن جلسوا ، بدأ كل منهما _ احمد ومعتز _ يتفرس كل منهما فى ملامح الآخر .


_ انت كنت بتاخد درس فيزيا فى الثانوى عند الأستاذ ضاحى ؟


_ أيوا ، الجامد ابو شعر ابيض دا ، اللى كان معاه عربية كحلى .


_أيوة ، انت معتز اللى كنت بتقعد ع اليمين خالص ومبترضاش تقعد غير في المكان ده .


_ ايوة بالظبط ، امال انت مين ؟


_ انا احمد عصمت .


_ العبقرينو المتفذلك ، اللى كنت بتيجى حافظ الدرس كله ؟


_ هههههههههه ، تخيل ..


_ دى الدنيا دى يا أخى اضيق من طبق المهلبية .!


_ هههههههه ، طول عمرك رخم .


فى هذه الأثناء كانت مريم تسأل سلمى ، هاه ايه رأيك فى الشوربة .. محتاجة ملح ؟


_ لا مظبوطة كدا ..


_ تمام . يلا نعمل السلطة .


_ اخبارك معاه ايه ؟


_ مش عارفة ..


_ وانا بسألك عن واحد عمرك ماشفتيه .


_ مفيش ، لطيف بصراحة. انا خايف احكيلك كلام تقولى عليا مفترية .


_ لا أحكى انا عارفاكى طول عمرى إنك مفترية .


همت بالحديث ، إلاّ إنها سمعت صوت أحمد من الخارج يقول مداعباً : على فكرة خمس دقايق وهننزل ناكل برة فى أى مطعم .


_ حالاً .


_ يلا يابنتى نجهز السفرة عشان مايحصلش مشاكل .


_ متخافيش مفيش مشاكل دا بيهزر .


_ مفترية فعلاً .


ضحكت و بدأت بتجهيزالاطباق ثم بدأت فى الذهاب بها للسفرة وتبعتها سلمى .


كانوا يتناولون الطعام بينما أحمد ومعتز يسترجعان الماضى ، وسلمى ومريم ينظران لبعضهما مبتسمتين .


قالت سلمى : بس جميل إنكم طلعتوا تعرفوا بعض .


احمد : معتز دا حبيبى ، رغم إنه كان فاشل .


ضحك معتز ولم يعلق ..


قال أحمد لمريم : مش ملاحظة إنك عمالة تحطى الأكل كله قدام سلمى وسايبة معتز خالص ، هو كدا مضطهد فى كل حتة .


معتز : أيوا والله ، هما كدا الناس الناجحين .


_ ناجحين ايه انت هتمثل .!


_ ايوا ياعم ناجح عشان كدا كان الاستاذ ضاحى بيستقصدنى .


_ بيستقصدك عشان مكنتش بتحل التمارين يافاشل .


_ ماهو محدش كان بيحلها أصلاً باستثنائك يعنى .


_ هو كان بيحبنى عشان انا كنت عبقرى المجموعة .


تدخلت مريم قائلة : طب لاحظوا إنكم مبتاكلوش خالص ، كلوا وبعدين ابقوا شوفوا الذكريات دى بعدين .


أنهيا الطعام ومابعد الطعام .


ثم أخذت سلمى مريم إلى الحجرة قائلة :_ طب نستأذنكم احنا شوية وانتو شوفوا الحاج ضاحى بتاعكم ده .


_ وما أن انفردت سلمى بمريم حتى قالت لها : انا بجد مش مصدقة ، عارفة انى طول عمرى نفسى نتجوز اتنين صحاب عشان منفترقش .


بس حلم كنت شايفاه بعيد المنال ، لحد ماربنا حققه بعد ما يأست منه .


_ طب وده معناه ايه ؟


_ معناه ان احمد ده قدرك يابنتى . كل الأقدار بتدفعك لأحمد دفعاً .


_ مممممم جميلة حكاية دفعاً دى . طب وانا اعمل ايه دلوقتى ؟


_ مفيش ، ترضى بقدرك ، وانا مش شايفة احمد يستحق منك كل ده يعنى .. هو انتى ايه فى دماغك بالظبط .


_ والله انا مش عارفة أبداً اى حاجة ، احمد بيتعامل معايا بكل حب وصبر ونبل ورجولة وأخلاق وكل حاجة حلوة . بس انا مش عارفة افكر بصراحة خالص.


_ طب يعنى ايه النتايج اللى مستنياها على كل الأحوال ؟


_ برضو مش عارفه ، ومش عارفه حتى مشاعرى ناحية أحمد ايه .. انا امبارح لقيت نفسى بقوله فجأة هتوحشنى .


اتسعت عينا سلمى ذهولاً وهتفت : وسمعك ؟


_ لأ كان قفل الباب .


_ طب ماهو طول مابيوحشك ، يبقى بتحبيه .


_ مش عارفة ، اصل انا عمرى ماقتنعت ان فى حب بييجى بعد الجواز أصلا ، بحسه خضوع للأمر الواقع اكتر منه حب .


_ على فكرة انا غلبت معاكى ، ومش قادرة افهمك .


ثم سمعت " معتز " ينادى : سلمى ، سلمى .. يلا عشان اتأخرنا .


خرجت سلمى و وراءها مريم تقول : مالسه بدرى طيب .


_ لا ده كده كويس قوى ، عشان الشغل بس . يلا سلام عليكم ..!


قال أحمد:_ مع السلامة ، خلاص يامعتز هاشوفك كتير الأيام الجاية .!


قال وهو يخرج من ناحية الباب فى نفس الوقت التى كانت تقبل فيه مريم سلمى : آه اكيد ، سلام .


_ مع السلامة.


اوصلهما حتى المصعد ثم دخل و أغلق الباب .


_ شفتى الدنيا ضيقة ازاى . معتز ده على الرغم من إن علاقتى بيه سطحية بس كان دمه خفيف بصراحة .


_ كويس .


قال فى ضيق : ممكن اتكلم معاكى شوية؟


_ اتفضل ..


جلسا فبادرها قائلاً : وآخرتها ؟


_ آخرة ايه ؟


_ آخرتنا احنا مع بعض .


تنهدت ولم تجيب .


_ طب هو ايه مواصفات الشخص اللى انتى بتحلمى بيه ده وانا ابقالك زيه .!


لم تعلق ونظرت بعيداً


_ هو انتى ليه لما اكلمك مبترديش عليا ؟


_ بص ، انا والله مقدرة صبرك عليا جداً ، بس ياريت تسيبنى فترة كدة عشان تفكيرى تقريباً هيتشل .


_ ويتشل ليه ؟ ماتريحى نفسك .


_ خلاص بلاش نتكلم فى حاجة تضايقنى ، قلتلك سيبنى فترة كدة اركز .


_ براحتك ، زى ماقلتلك قبل كدة إنى مش هغصبك على حاجة .


_ انا نازل شوية لأنى مخنوق ، تحبى اجيبلك حاجة معايا ؟


_ لأ متشكرة .


وهو يفتح الباب نظر إليها نظرة من ضاق صدره بشئ ما وبلغ به الملل مبلغه .


لم تحتمل تلك النظرة ، فلم تلبث أن اغلق الباب .


وتركت العنان لدموعها ...................

يتبع......

الحلقة العاشرة

----------------------


أتى من الخارج فى ساعة متأخرة نسبياً فوجدها نائمة ، تمنى لو يطبع على وجنتها او جبينها قبلة حانية ..

ولكنه تراجع متمتماً فى خفوتً : وصفولى الصبر .

ليس لديه رغبة فى النوم ، تناول كتاباً من كتبه وجلس يقرأه فى الصالة ، حتى نام فيها .

استيقظت فى الصباح فوجدته نائماً ، أيقظته فى رقة : احمد ، احمد اصحى .

فتح عينيه فى صعوبة ، فوجدها امامه وفى عينيها قلق .

_ انت ايه اللى نيمك هنا ؟

نظر حوله ثم اعتدل محركاً رقبته : ها ؟

_ مش انا لوحدى اللى بنام فى الصالة يعنى .

ابتسم قائلاً : صباح الخير .

_ صباح الورد .

ثم اتجهت ناحية المطبخ قائلة : خد دش على ما احضرلك الفطار .

قمع رغبة لديه فى استكمال النوم ولكن تذكر العمل ،

قال وهو يتناول إفطاره : على فكرة انا النهاردة حلمت بيكى .

_ عادى .

_ عادى ؟! عادى ازاى يعنى ؟

_ مانا حلمت بيك قبل كدة برضو .

اتسعت عيناه دهشة وقال والابتسامة تؤلم وجنتيه : حلمتى بايه ، انطقى بسرعة .

نظرت له ولم ترد ، جمعت الاطباق وادخلتها للمطبخ .

ولكنه قال فى إلحاح : لازم تقولى حلمتى بايه ؟

امسكت حقيبته و وضعتها فى يده قائلة : حلمت بأنك مسكت شنطتك ونزلت جرى على شغلك عشان متتأخرش.

ضحك ضحكة عالية ثم قال : ماشى ، بس لما ارجع لازم تحكيلى .

_ لما ترجع يحلها حلال .

خرج من الشقة وأغلقت الباب خلفه مودعة إياه ، ثم دخلت وأمسكت بالكتاب الذى كان يقرأه فإذا به رواية .

قلبت فيه ، فإذا بأول جملة مكتوبة فى الرواية " جبال الكحل تفنيها المراود "

لم تفهم الجملة فى البداية ، ولكن بعد تفكر فيها وتمعن . أحست انها مكتوبة لها .


اتصلت امها بها .. لتطمأن عليها وطلبت منها أن تعتنى بأحمد .. وأخبرتها بأنه ابن حلال وطيب .

ظلت بعد مكالمة والدتها تردد اسمه ثم تسأل الجدران : لماذا معظم ابطال القصص العاطفية اسمهم " احمد " مع اختلاف اسماء البطلات ؟

دخل فجأة فوجدها واقفة فى منتصف الشقة ، فتعجب مما تفعل .

_ واقفة عندك كدة ليه ؟

_ عادى .

دخل وألقى الحقيبة فى إهمال كعادته .

_ احضرلك الغدا .

استلقى على الأريكة فى إرهاق ، ثم قال : ياريت .

ابتسمت وقالت فى دلال طبيعى :_ طب مش هتيجى تساعدنى ؟

ابتسم وقال : _ انتى هتتعودى ولا ايه ؟

ضحكت ثم قالت :_ انا بهزر معاك على فكرة انا مكنتش هخليك تساعدنى أصلاً .

_ههههههه بتختبرينى يعنى .

_ لأ بهزر ، مش بختبرك لأنى عارفاك لو طلبت منك مساعدة مش هاتأخر .

ثم دخلت للمطبخ .

فقال فى بساطة وهو يتناول الريموت كنترول : والله انتى عسولة .

..

قال وهو يتناول الغداء : هو انتى حلمتى بيا ازاى ؟

_ كـُل وانت ساكت ، مبحبش حد يتكلم على الأكل .

ابتسم قائلاً : امرك ياجلالة الملكه .

ابتسمت ولم تعلق .

انتهيا من الطعام وقال فى إلحاح أيضاً وهو يشرب الشاى : هو انتى حلمتى بيا ازاى ؟

_ يوووه ، هو انت الموضوع ده شاغلك ليه كدة ؟

_ عادى ، بس ده اكيد له دلالة واقعية متهيألى .

_ بص ، والله انا مافاكرة .. بس كان فى غابة وانت كنت لابس ابيض وشعرك متسرح على جنب وعينيك بتلمع وكان فى اشجار لونها غريب جداً

والناس صغيرة وجوة حاجات معرفهاش كدا شفافة .يعنى كان فى لخبطة .

كادت أن تخبره عن أنه كان راكباً حصان ، ولكن شئ ما داخلها اسكتها .

_ وانتى كان دورك ايه ؟

_ مفيش كنت واقفة عادى .

نظر لها نظرة طويلة ثم قال : ممممممممممممم ، طيب .

_ بتبصلى كدة ليه ؟ بقولك مش فاكرة بجد .

_ طيب خلاص مصدقك .

ثم وضعت كوب الشاى الفارغ على المنضدة ثم قالت : وانت حلمت بيا ازاى ؟

قال فى خبث :_ مانا مش فاكر برضو.

قامت لتدخل للمطبخ وفى يدها الأكواب الفارغة على الصينية قائلة : طيب ، لما تفتكر ابقى قولى .

ثم دخلت فقال مبتسماً دون ان تسمعه : اتعلمتى الخبث انتى اليومين دول .


فى المساء ، أتى من صلاة العشاء وجلس أمام التلفزيون فى حين أعدت له الشاى وجلست بجواره بينما كان يشاهد التلفزيون .

صبت له الشاى وناولته اياه ثم قالت : هو مفيش حاجة غير الفيلم دة ؟

_ انتى مبتحبيش الأفلام .

_ لأ بحبها ، بس القديمة أكتر ، إنما الجديد حاجات قليلة .

_ قديمة زى ايه يعنى ؟

_ البوسطجى ، الشموع السوداء ، نهر الحب ، سيدة القصر ، الوسادة الخالية .

_ ذوقك عالى ،استنى ادورلك على واحد فيهم .. على فكرة بحب الأفلام دى انا برضو .

_ فى فيلم برضو اسمه " مع الذكريات " عارفه ؟

_ آه ده بتاع احمد مظهر ونادية لطفى ، لما صلاح منصور يكون طالع أحدب .

_ ايوة هو دة ..

_ ده جميل برضو .

_ يعنى دى من الأفلام اللى بحبها .

ثم القى الريموت وقال لها : طب ماتيجى نسيبك من التلفزيون وننزل نتعشى برة فى اى حتة .

_ مليش نفس والله بجد .

_ طب تعالى نقعد فى أى حتة نشرب أى حاجة نقعد شوية كدة .

_ مبحبش اقعد فى كافيهات والكلام دة معلش .

ثم تهلل وجهه قائلاً : طب ايه رأيك آخدك ونشم شوية هوا على الكورنيش ؟

_ كورنيش ..؟! اوك . مفيش مانع .

ثوانى البس واجيلك .

ارتدت ملابسها ، وخرجت له .. وعندما رآها ترتدى شيئاً محتشما .ً

ابتسم قائلاً : الحمد لله .

ابتسمت بدورها وسألت : على ايه ؟

_ على نعمه .

ثم اضاف فى حب : ومنها انتى .

فاتجهت ناحية الباب فى خجل . وفتحته وخرجت قائلة : طب يلا بينا .

أردف قائلاً وهو يغلق باب الشقة : واهمها انتى ..............

يتبع..


الحلقة الحادية عشرة

--------------------------


ما إن جلسا على المقعد الرخامى المواجه للكورنيش حتى شردت هي تاركة نفسها للنسيم الصافى الآتى من بعيد ..


بينما جلس هو أمامها يتأملها ، ظلا هكذا برهة .. حتى قال : اجيبلك حاجة ساقعة ؟


_ لأ انا عايزة آيس كريم .


ضَحـِك ، ثم قال : ده انتى داخلة على طمع .


ابتسمت فقال هو : ثانية واحدة .


بعد لحظات أتاها بالآيس كريم . وناولها واحدة قائلاً : اتفضلى ياستى .


ثم قال : اشمعنى الآيس كريم يعنى اللى انتى طلبتيه ؟


_ مناسب لجو المكان .


_ مش بقولك ذوقك عالى .


_ تصدق الجو هنا هايل ، انا اول مرة آجى هنا .


ضحك ضحكة قصيرة ثم قال:_ رغم ان بيتكم قريب من هنا جداً ، انا متهيألى لو مامتك بصت من البلكونة هتشوفنا .


_ مانا مكنتش بخرج من البيت أصلاً إلا للضرورة ، مكنتش بتفسح وكدة .


_ ليه ؟


ابتسمت وأطرقت .


فقال هو : انا كنت باجى الكورنيش لوحدى لما ابقى مخنوق .


_ لوحدك ؟


_ آه ، وساعات مع اصحابى بس قليل لما كنت باجى مع اصحابى .


_ ليه ، هو انت عمرك ماحبيت قبل كدة ؟


_ ههههه ولا بعد كدة .


_ليه كدة ؟


_ مكانش فى فرصة ..


_ ولا مكانش فى حد .؟


ضحك بخبث ثم قال : بصراحة الاتنين .. بس اصل انا كنت فى الثانوى كنت بجاهد عشان ادخل هندسة ومكنتش فاضى حتى افكر .. ولما دخلت هندسة فعلاً فقلت لازم اخلص الكلية الأول وبعدين افكر فى الموضوع ده .


وبعد ماخلصت كان اهم حاجة عندى إنى ألاقى فرصة شغل كويسة ، ولما لقيت الفرصة لقيت نفسى اخدنى الشغل ولقيت نفسى كبرت على الحب والكلام ده ، فقلت اتجوز على طول .


وكملت ورحت متقدملى .


_ لأ مش بالسرعة دى .. بصراحة كان فى كذا اقتراح من والدتى وقرايبى للمساعدة ، بس انا بصراحة كنت حاطط عينى عليكى من أيام الكلية ، بس طبعاً مكانش فى فرصة اكلمك اصلاً .. ولما قلت عليكى معظم الناس استريحولك ، فانا قلت خلاص " الخيرة فى مااختاره الله "


_ طب ولو كنت انا رفضت ؟


_ كان عندى احساس انك مش هترفضى .. وكمان كنت بدعى لربنا إنك توافقى وكنت كل ماتجينى فكرة إنك ممكن ترفضى اتضايق ..


ابتسمت ابتسامة عريضة ثم قالت : ياه ، للدرجة دى ؟


_ بصراحة انا عايز اعترفلك اعتراف ، انا بصراحة كنت بقف فى البلكونة بالساعات عشان تبصى عليا وانتى مبتبصيش ، كنت بحاول الفت نظرك بس انتى مكنتيش بتبقى واخدة بالك .


وكنت بصراحة باتكسف اكلمك ، خاصة إنك دايماً سرحانة ومش مركزة مع العالم فمكنتش برضى أخرجك من الحالة اللى انتى فيها .


_ ابتسمت وابتسماتها تنير وجهها : انت كنت بتقف فى البلكونة عشانى أنا ؟


_ يعنى بصراحة انتى قدرتى تجمعى مواصفات فتاة أحلامى ، عشان كدة لو كنتى رفضتى كنت هاستنى فتاة أحلام تانية ومكانتش هتيجى لأن مفيش زيك .


_ انت بتتكلم بجد ؟ انا مش قادرة اصدق ، انا فتاة احلامك .؟


_ على فكرة فى بنات كتير مش بيحسوا ان فى حد فعلاً مهتم بيهم او معجب بيهم .. حتى لو لاحظوها بيكدبوا نفسهم وبيقولوا دى مجرد أوهام .


_ ايوة فعلاً دى حقيقة . بس بصراحة انا عمرى ماتوقعت إن فى حد ممكن يهتم بيا .


_ و اهو حصل ، والحمد لله إن الحد دا جوزك . ولا انتى ليكى رأى تانى ؟


_ الحمد لله طبعاً على أى حال .


_ مش كدة ؟


_ بقولك ايه ؟ انا عايزة آيس كريم تانى ..!


_ هههههه من عينيا .


وبعد ان احضر الآيس كريم جلسوا هادئين  .. خاصة هو ..


بينما كانت تنظر له فتجده ناظراً للأفق لاحراك .


فتتركه وتنظر هى بدورها إلى اللاشئ . كانت تواجه رغبة مُـلـِّحة فى إسناد رأسها على صدره ..


شعرت بنسمة هواء خفيفة تخترق ملابسها وتنفذ إلى بشرتها ..


شعرت بالبرد قليلاً ..


وفوجئت به يسألها : بردانة ؟


_شوية .


احاطها وضمها إلى صدره .. اجتاحتها فرحة حقيقية وظلت ساكنة بين أحضانه .


حتى قال لها : اجيبلك آيس كريم تانى ؟


اخرجت نفسها من بين ذراعيه فى بطء قائلة :


_ لا ده كده كويس ، عشان الساعة 30 : 11


_ طب وايه المشكلة ، خلينا قاعدين شوية كمان .


_ انت عندك شغل الصبح والوقت اتأخر ، كويس كدة .. يلا بينا.


_ زى ماتحبى .. يلا .


ثم قال لها بعد ان قاما : استنى اوقف تاكسى .


_ ايه رأيك لو نتمشى .؟


_ اوك ياريت .. بس عشان انتى متتعبيش .!


_ نتمشى احسن متهيألى .


_ اوك اتفضلى .


سارت بجواره وهو صامت لا يتحدث بينما نظرت له كثيراً وشعرت بذلك الشعور الخفى الذى يمد الإنسان بالأمان والراحة فى حضرة شخص ما .. امتد يده لتحتضن يدها .. فاستجابت فى شوق


رنت إليه مبتسمة ، وقد فاجأها شعور داخلها بأنه أمير من الأساطير .


اختفى هذا الشعور فجأة وكأنه ومض ثم انطفأ .


يبدو أن القدر يدفعها دفعاً إليه كما قالت سلمى .. وياله من قـَدَر ..................

يتبع....


الحلقة الثانية عشرة والأخيرة

-----------------------------


مدخل العمارة مظلم على غير العادة .. اقتربت منه حتى تماسا .

تقريباً التصقت به ..

أحاطها بذراعه قائلاً : اكيد اللمبة بتاعت المدخل اتحرقت .

كانت كهرباء المدخل والسلم شبه منطفأة ، اخرج هاتفه فاضاء قليلاً ، وجهه لأماكن المصابيح قائلاً :ده مافيش لمبات أساساً .. متخافيش خير ، يمكن حصلت مشاكل .

امسكت بيده فقال : متخافيش انا معاكى .

أدخلت الجملة الأخيرة على نفسها الطمأنينة حقاً ، فتلاشى الخوف داخلها ..

صعدا السلم فى حذر وهى بجواره ..

وعند باب شقتهم وقفا وأخذ يبحث فى جيبه على المفتاح ..

فجأة ، سمعا صوت قطة مفزع ..

فوجدت نفسها تحتضنه بينما احتواها هو بحب ، وظل يربت على كتفها قائلاً : متخافيش ..

بذلت مجهود خرافى حتى تستل نفسيها من بين أحضانه وكأنها ادمنته ..

ثم دخلت معه الشقة وضغط على مفاتيح الكهرباء فاضاءت الشقة فقال : خلاص النور جه أهو .

ابتسمت ودخلت وجلست على الأريكة ..

قال لها :_ ايه مش هتنامى ولا ايه ؟

_ لا مش جايلى نوم .

تردد مابين الدخول الى الحجرة والبقاء معها .. فقالت له هى : اتفضل انت نام وانا شوية كدا وهدخل انام .

ظل متردداً ولكنها قالت : انت عندك شغل الصبح ، روح انت نام وانا مش هاتأخر .

حسمت تلك الجملة أمره بأن قال : طيب أوك ، تصبحى على خير.

تركت ابتسامتها تقفز لشفتيها قائلة : وانت من اهله .

تابعته و هو يدخل إلى الحجرة ثم جلست و قد ومضت فى رأسها ذكريات ليلة زفافهما عندما تركها أيضاً ودخل إلى الحجرة ينام ..

ولكنها هذة المرة اقل حيرة ، وأكثر نضجاً ..

هذة المرة تشعر بذلك الشعور الغريب ذاته الذى لم تشعر به من قبل ..

الشعور الذى يجعل شخص ما يحتل جزء كبير من تفكيرك ، ويستوطن قلبك ..

يبدو أن هذا هو مامتعارف عليه بين الناس باسم " الحب "

لم تكن تحب هذا الشخص ، ولكن افضل الحب هذا الذى يأتى بعد رفض .

لقد نضجت فى تلك الفترة البسيطة ، وعرفت أن الأحلام تلك التى تأتينا على الأرض

لاتلك التى نذهب لها فى السماء ..

عرفت ان فارس الأحلام هو شخص عادى جداً ..

لن يأتى من بعيد او مسافراً عبر الأزمان او قادماً من الأساطير ..

ولكن زوجها هذا ليس شخصاً عادياً ..

إنه فعلاً يبدو كأمير وفارس نبيل .. لو أمعنت فيه قليلاً لرأته فعلاً كذلك

إنه هو فارس أحلامها بكل ماتحمله الكلمة من معانِِِِ

و أضاءت تلك الحقيقة عقلها وقلبها ..

إنه تحبه .. نعم إنها كذلك ..

لابد ان تحسم أمرها معه ، غداً عندما يستيقظ ستقول له إنها تحبه ..!

ولن تخجل ..

وربما ستمنحه قـُبلة هى تحتاجها أكثر منه ..

نعم ستفعل ذلك ..

ستتخلى عن خجلها هذا قليلاً ..

لمن تحب ..

نعم .. لمن تحب ..

ثم ظلت تفكر فيما سيحدث غداً حتى نامت كعادتها 

استيقظت فى الصباح مبكراً قبله ، ثم أضفت لمسات التجميل على ملامحها وارتدت أزهى اثوابها .. ونثرت فوقه العطر ..

ثم استعدت له حتى قام من نومه وعندما رآها هكذا حتى قال : اللهم ماصلى على النبى ..

ابتسمت فى دلال فقال هو : انتى رايحة فين النهاردة ؟

_ مش رايحة .

_ امال لابسة ليه كدا و حاطة المكياج ده ليه ؟

قالت فى جرأة غير معهودة : مفيش ، ليك .

هم بالانصراف ثم عاد ثانية قائلا والدهشة تمتلكهً : ليا أنا ؟

_ آه ، فيها حاجة دى ؟

ابتسم فى بساطة ثم قال :_ لا عادى .. بس ليه فجأة كدة ..؟

_ مفيش ، امال الهدوم دى كلها هالبسها امتى يعنى ، والمكياج ده كله ايه لازمته ؟

_ هههههه ، طيب تمام .. بس انتى متأكدة انك كويسة ، يعنى مفيش حاجة ؟

_ انا كويسة جداً ، انا عمرى ماكنت كويسة زى النهاردة .

_ طيب ، ربنا يهدى

قالت بهدوء مستفز :_ يارب .

ثم قالت : استنى احضرلك الفطار .

_ اتفضلى .

تناولا إفطارهما ، وهو خارج عدلت له من وضع رابطة عنقه .. ثم قالت : كدة أحلى على فكرة .

ابتسم قائلاً : سبحان مغير الأحوال .

ضحكت ضحكة عالية ولم تعلق ..

اتجه ناحية الباب وهو يفتحه تذكرت القبلة و الاعتراف بحبها .. فنادت عليه : احمد .

توقف قائلاً والدهشة لازالت تترك فيه أثرها ونظر متسائلاً .. اتجهت نحوه وأحاطت رقبته بذراعيها وكادت تلثم شفتيه ولكن تراجعت فى خجل ، بذلت مجهود خرافى حتى تفعل ذلك ولكن لم تستطع .

ثم بذلت مجهود آخر حتى تخرج من بين شفتيها " بحبك " ولكن تأبى الكلمة أن تخرج ..

فوجدت نفسها تقول : خلى بالك من نفسك .

فقال هو فى حب : لا إله إلا الله .

فردت فى خشوع : محمد رسول الله .

ثم أغلق الباب خلفه .. وهى صرخت لتسمع الجدران : بحبك .


هبط على السلم منتشياً وسعيداً بالتبدل الذى حل بها فجأة ..

ثم أوقف سيارة أجرة وركب فيها وأشار للسائق بالانطلاق

سار السائق وقد كان كبيراً فى السن ..ثم رن هاتفه فرد فى عصبية واضحة وقد كان ظاهراً أنه يتحدث مع زوجته ثم مع ابنته .

ثم انهى المكالمة ورمى الهاتف بجواره فى توتر ..

لم يسأله احمد من باب عدم التدخل فيما لايعنيه ..

وبينما يسير السائق بسيارته فاجأته ثلاث فتيات يبدو أنهن من طلبة الجامعة او الثانوية أو ماشابه يعبرن الطريق فى لامبالاة واضحة ..

فصرخ السائق فيهن : ماتوعوا من وشنا الهى تغوروا كلكم .

_ ايه بس ياسطى ، يغوروا كلهم فين ؟

_ يقصر بأجلهم ربنا كلهم ، كل النسوان اللى على الأرض يموتوا عشان نرتاح .

_ حرام عليك يا اسطى ايه اللى بتقوله ده بس ؟ واحنا نقدر نعيش من غيرهم اصلاً ؟

_ احسن عيشة ، هو فى حد جايبلى الهمّ غيرهم .

لم يعلق احمد منتظره يكمل

فأكمل قائلاً : وبالذات الجيل ده .

_ وماله الجيل دا بس ؟ دا احسن جيل .

_ ولا احسن جيل ولا زفت .. دى البنت بنتى جايلها عريس محترم ومتربى وأخلاق و متوظف فى وظيفة عالية فى الحكومة وحالته مرتاحة وبرضو مش راضية بيه ، حاجة تجيب الشلل بدرى .

_ طب وهى ايه اللى مش مخليها موافقة يعنى ؟

_ انا عارف ، دلع بنات بعيد عنك ، امها مدلعاها زيادة .

ابتسم أحمد وكان قد أخرج بضعة أوراق من حقيبته يطالعها

فأضاف السائق : بس مش موضوع دلع وبس ، البت دى باين عليها بتحب واحد تانى .!

رفع أحمد عينيه من على الأوراق ونظر للسائق فى دهشة واضحة

وقال مأخوذاً : ايه ؟

فقال السائق فى بساطة :_ ايوة باين عليها البت بتحب واحد تانى وخايفة تقول عليه .!

قال احمد دون وعى : _ طب ماتسألوها .

_ سألتها كذا مرة ومنشفة دماغها ومش راضية تقول ، بس انا وصلنى كلام كدا إنها بتحب واحد تانى .

ردد قائلاً : بتحب واحد تانى ؟

ظل يردد هذة الكلمة والسائق ينظر له مستغرباً ويتركه ، حتى وصل لعمله وهبط من السيارة .

واخرج اول ورقة نقدية من جيبه وأعطاها للسائق وانصرف وكانت قيمتها كبيرة .

السائق قال : استنى خد الباقى يابيه .

نظر له ثم أكمل طريقه للداخل ..

ابتسم الرجل مسروراً مقبلاً الورقة النقدية ثم قال : ربنا يخليك لينا . وانطلق

ظل أحمد على حالته تلك ولم ينجز أى شئ طيلة اليوم حتى رآه احد زملائه شارداً وقدماه على المكتب لأول مرة فتوجه ناحيته قائلاً : ايه يامعلم مالك ؟ هو انت ابتديت سـَرَحان المتجوزين من دلوقتى ولا ايه ؟

فقال له دون تركيز : مش يمكن بتحب واحد تانى .

فضحك زميله قائلا : هى مين دى يامعلم ؟ انت تعبان النهاردة ولا ايه ؟

_ ممكن بتحب واحد تانى فعلاً .. امال ايه غير كدة يعنى ؟ فى حد يتعمله كل ده ويعمل كدة إلا إذا كان فى حد تانى فى حياته ..؟

_ ايه اللى انت بتقوله النهاردة ده ؟ انا مش فاهم حاجة .. انت شكلك منمتش كويس امبارح ؟

لم يجبه وظل يفكر ، فهزه صاحبه قائلاً : احمد ، يا احمد .. انت مالك النهاردة فى ايه ؟

انتفض فجأة قائلاً : هاه ؟ .. بص .. انا هروَّح .

_ دلوقتى ؟

_ آه اتخنقت ، اى حد يسأل عنى قوله مات .

_مت ازاى وانت بتتكلم ، ياعم ممكن تحصل مشاكل استنى بس .

قال وهو يلم أوراقه : اللى يحصل يحصل ، سلام عليكم .

_ براحتك ، سلام .

لايعرف كيف وصل لمنزله بحالته تلك .. ولكن ظل طول الطريق يفكر : فعلاً .. لابد أنها تحب شخصاً آخر .

لماذا إذن تتمنع كل هذا التمنع إلا إذا كانت تحب شخصاً آخر ؟

ولكنها قالت إنها لم تحب من قبل .. ، ربما تكون تحب شخصاً ما من طرف واحد وهو لايعلم .

ولكن لماذا اليوم تجملت هذا التجمل وتدللت هذا الدلال ؟

خطرت بخاطره فكرة ولكن نفاها بسرعة مستعيذاً بالله من الشيطان ثم قال فى نفسه : انا لازم احسم الموضوع النهاردة .

دخل إلى منزله فوجدها جالسة تقلب فى إحدى المجلات المصورة ، لم ينطق ودخل مباشرة إلى الداخل .. فقامت مبتسمة قائلة : ايه ماقلتش سلام عليكم ليه يعنى زى مامتعود ؟

فقال مرغماً : سلام عليكم .

قالت متسائلة : وعليكم السلام ، ايه مالك النهاردة ؟ مزاجك مش رايق ليه ؟

نظر لها فى ضيق قائلاً : مشاكل فى الشغل .

_ ايه خير .؟ احكيلى ؟

_ حاجة مش هتفهميها .

ثم جلس على الأريكة فى عصبية ثم تركها وجلس على غيرها .

فقالت : طب اهدى كدة بس ، احضرلك الغدا ؟

كانت فكرة انها تحب شخصاً آخر قد امتلكته وقد آمن بها لدرجة اليقين .

فنظر إليها نظرة يتخللها الامتعاض والحزن وقال فى لهجة جافة : مليش نفس .!

_ طيب اعملك شاى .

_ مش عايز .

_ انت مالك النهاردة فى ايه ؟

_ مفيش ؟

_ تحب نخرج شوية طيب عشان تهدى ؟

_ نخرج ؟

_ ايوة .

_ لأ محبش .

ثم قام وزفر زفرة ضيق ضايقتها هى .

_ انت كدة قلقتنى .

_ ياشيخة .

_ مالك يا احمد فى ايه ؟

قام من على الأريكة قائلاً : مريم .

قامت من مكانها فى بطء مترقبة : نعم ؟

_ انتى بتحبى حد ؟

_ طبعاً ..

لم يسمع غير تلك الكلمة وتصاعد الدم إلى رأسه وغلى صدره بالنيران .

لم يسمعها وهى تكمل : بحبك انت .

فقال وبداخله بركان : طيب احنا هنتطلق .

_ بحبك انت .

لم يسمعها فظلت تردد :_ بحبك ، انا بحبك انت .

وقال هو : هنتطلق .

انهارت ودموعها كأنها نابعة من نهر .

نظر إليها نظرة أخيرة وبداخله مشاعر مختلطة تجاهها . فقال غاضباً : بتعيطى ليه ؟ مش انتى عايزة كدة ؟

كان الغضب يعصف به فلم يسمعها وهى تقول : والله انا بحبك ، بحبك انت ، مقدرش اعيش من غيرك .

تركها والبركان الذى بداخله لايهدأ ..

رمى نفسه على السرير وترك دمعة تسقط على الوسادة تبللها ونام وعيناه مفتوحتان .

بينما هى ظلت تبكى فى حرقة لامثيل لها ، وهى تردد : بحبك بحبك .

ظلت هكذا حتى المساء ..

هو لم يقم وهى لاتكف عن البكاء والترديد بحبك .

فى المساء .. قررت أن تدافع عن حبها .. تعلم يقيناً أنه يحبها .. ولكن ربما تصرفاتها قد أوحت له بأنها تحب غيره .

جففت دموعها وجلست ساعة او ساعتين حتى هدأت تماماً وكان هو قد خمد البركان بداخله مؤقتاً ..

دخلت إليه الحجرة فوجدته نائماً و واضعاً الوسادة فوقه .

ازاحتها برفق ثم سحبته من ذراعها ففتح عينيه .. وهم بقول شئ .. فوضعت اصبعها عليه طالبة منه الصمت فسكت مبتسماً دون إرادة .

ثم لثمت شفتيه بقبلة أراحته .

وأراحتها .

فهم بقول شئ آخر فقالت : بحبك .

مدهوشاً : ايه ؟

_ بحبك ، بحبك ، بحبك .. ولا يمكن استغنى عنك أبداً . ولا يمكن اضيعك من ايديا .

نظر إلى السقف فى دهشة .

ونظرت هى إليه متعجبه ولا تدرى كيف فعلت هذا ،

ظن أنه يحلم فنام ثانية لعله يكمل الحلم .

فايقظته ثانية : انت ياعم .

فقام قائلاً : ايه ؟

_ يلا عشان ندخل .

_ ندخل فين ؟

فضحكت قائلة : ندخل يعنى ندخل النهاردة عقبال عندك ليلة دخلتنا .

ضحك بدوره قائلاً : بحبك .

ثم قبلها قبلة من أشهى ماعرفت الإنسانية .. وكانت تلك الليلة بحق ..

ليلة الدخلة..............................

تمت







تعليقات

التنقل السريع