رواية اجل احببتك البارت السابع والثامن بقلم زينب محروس
رواية اجل احببتك البارت السابع والثامن بقلم زينب محروس
فادى أخيراً حسم أمره و قال بجدية مخلوطة بحب: غادة أنا بحبك، و متقبل مشاعرك ليا.
غادة بسخرية: و يا ترى بقى المرة دى بتحبني زى سلمى و لا زى بنتك اللى هتجيبها فى المستقبل؟!
فادى بغموض: هتعرفي بعدين أنا بحبك قد ايه، المهم دلوقت عرفيني لسه موافقة ع علاء؟
غادة ابتسمت و حطت ايدها على خدها ك علامة ع التفكير و قالت: و الله واحدة غيري بعد الرفض اللى شوفته من نحيتك أكيد كانت هترفض، لكن أنا عشان قلبى طيوب و حنين هوافق أعطيك فرصة و هرفض علاء عشانك.
فادى ابتسم بأريحية: حيث كدا كويس رني بقى على علاء و الغي موضوع العشا ده و عرفى والدك إنك رافضة.
غادة ابتسمت ب عته و قبل ما ترد، سمعت صوت والدها إللى خبط ع الباب و قال: ها يا غادة جاهزة؟ علاء جه برا و أنا عرفته إنك خلاص موافقة..... يلا بسرعة خلصى و تعالى.
والدها خرج و الاتنين بصوا لبعض بصدمة من سرعته، و إنها كدا ادبست فى الموضوع، غادة بصت ل فادى اللى باين عليه إنه متعصب و على أخره و رفعت إيدها باستسلام: و الله العظيم مليش ذنب، بابا اللى قالى.
فادى اتنفس بنفاذ صبر و قال: طب ركزى معايا عشان أنا جبت أخرى، أنتى هتروحى معاه العشا بس هناك حاولى تباني شخصية عكس اللى علاء متوقعها.
غادة باقتراح: يعني اخلع الحجاب، و بكدا يفكرني خدعته؟
فادى بسرعة: لاء خليكي كدا كويس، حاولى تعملى اي حاجة تانية، بس بحدود طبعاً.
فى واحد من المطاعم الراقية، كانت غادة قاعدة و قصادها علاء، كل واحد فيهم ماسك المنيو عشان يختار هياكل ايه، ف غادة خطر على بالها كلام فادى فقفلت المنيو بضيق و رمته ع الطاولة و قالت بغيظ مصطنع: ايه الكلام المكلكع ده؟ حد قالك إن الإنجليزي بتاعي كويس؟!
علاء ابتسم بود: مش لازم تعرفي إنجليزي، استني أنا هقرأهم و هشرحلك كل أكلة عبارة عن ايه.
غادة بسرسجة: لاء يا آبا تقرأ ايه و تشرك ايه! احنا هنا فى مدرسة و لا ايه؟! قوم يا اسطا خلينا نمشي من هنا.
قامت وقفت و هى بتعدل حزام الدريس تبعها ف علاء ضحك على عفويتها: يا بنتى اقعدى هنروح فين دلوقت؟ أنا واخد من والدك ساعتين بالعافية راح منهم ساعة أساسًا.
غادة خبطت بإيدها ع الطاولة ب ضيق مزيف و قالت: يا معلم اقعد فين؟ اكيد اكلهم غريب زى الأسماء الغريبة اللى كاتبينها و من الآخر بقى واحدة زى آخرها عربية الكبدة بتاع عن محمد اللى ع الطريق.
علاء باستغراب: أول مرة اشوف واحدة خارجة مع خطيبها، و عايز تروح عند عربية الكبدة!
غادة بعفوية: مالها عربية الكبدة! ع الأقل واضحة و صريحة الراجل كاتب على العربية كبده و هو فعلاً بيبيع كبدة، لكن هنا أسماء أكلات غريبة ما يعلم بيها إلا ربنا، قوم يا عم قوم.
بعد شوية وقت، علاء كان بيوصل غادة للبيت، أول ما وصلوا عند مدخل العمارة وقفوا و علاء قال: اتبسط أوى ب العشا معاكي النهاردة.
غادة ابتسمت بمجاملة: و أنا كمان.
علاء بصلها بحب و قال: أنا من الكام مقابلة اللى اتكلمت معاكي و قعدت معاكي فيهم، اتأكدت إنك أحسن خطوة أنا اخدتها فى حياتي.
غادة اتصدمت من كلامه، لكنها فضلت راسمة ابتسامة زايفة و قالت: شكراً يا علاء، دا من ذوقك.
علاء: مفيش داعى للشكر، لأنك فعلاً حد جميل و عفوي، و رغم إن بعض الجيل الجديد بيحب يظهر نفسه واخد على ثقافة الغرب، إلا إنك مش كدا و بتتعاملي بطبيعتك.
غادة طلعت شقتهم، لقت أمها و عيلة فادى، دخلت اوضتها تغير هدومها لكن قبل ما تقفل الباب لقت سلمى و فادى بيمنعوها، دخلتهم و قفلت ف سلمى سألتها ب لهفة: ها يا غادة عملتي ايه؟؟
غادة بصت ل فادى اللى مستني الرد فى صمت، و ابتسمت بحرج و هى بتبعد عنهم: علاء بقى متمسك أكتر بالخطوبة، و قال إني أحسن خطوة عملها فى حياته.
فادى بضيق: نعم يا أختي!
سلمي خبطته على كتفه: يا ابني وطي صوتك عشان محدش يسمع، و اصبر لما نفهم.
فادى خفض مستوى صوته و قال بغيظ: صوت ايه و زفت ايه دلوقت، بتقولك طلعت أحسن خطوة.
سلمى اتنهدت بقلة حيلة و سألت غادة باهتمام: هو قالك كدا حتى بعد ما عملتي اللى فادى طلبه منك؟؟
غادة هزت دماغها ببراءة و بدأت تحكيلهم اللى حصل، و بعد ما خلصت قالت باستغراب: مش عارفة بقى ليه اتمسك بيا اكتر!
فادة بعصبية مكتومة: مش عارفة؟ ما هو بعد اللى هببتيه ده لازم يتمسك بيكي أكتر يا أختى..
غادة بضيق: فادى أنت بتكلمني كدا ليه و أنا مالى!
فادى باندفاع: مالك ازاي؟ هو انتى فاكرة لما تكوني مش عارفة انجليزي أو ضعيفة فيه دى حاجة تقلل منك؟! و لا فاكرة لما ترفضي تاكلي فى مطعم غالى و تاكلي من على عربية فى الشارع يبقى انتى كدا شخصية مش كويسة؟!
غادة بتذمر: مش أنت اللى قولتلي؟
فادى بتوضيح: أنا قولتلك خالفي توقعاته،اظهريله إنك شخصية مش كويسة، اتخانقي مثلاً مع نادل بدون سبب و باني قليلة الذوق، عامليه بترفع و اظهري إنك شخص عنصري و بيميز بين الطبقات الإجتماعية..... لكن مش تروحي تبيني إنك شخصية عفوية و بتحبي الحياة البسيطة!
سلمي اتدخلت: اهدى بس يا فادى
فادى مسح على شعره بضيق: اهدى ايه يا سلمى، مش سامعة قالت ايه! طبيعي بعد تصرفها ده إنه هيتمسك بيها أكتر، نادرًا ما الشخص يلاقى حد عفوى و بيتصرف على طبيعته و بيحب البساطة اليومين دول.
غادة بحزن: أنا كنت بحسب علاء شخص مغرور و إني اعمل كدا ممكن يخليه يرجع فى رأيه، و خصوصاً أنه معاه لغتين غير الإنجليزي ف قولت ممكن يفكر اني بكدا هكون أقل منه و مش مناسباه..
يا ريتها ما جابت سيرة التناسب، هنا فادى هز دماغه بتفهم و سابهم و خرج، و سلمي أخدت بالها لكنها ابتسمت ل غادة و قالت: غيري هدومك و تعالي احنا بره.
بعد شوية فادى كان واقف فى البلكون و بيفكر فى كلام غادة، إذا كان هي شافت إنها ممكن تكون مش مناسبة ل علاء عشان هو معاه لغات اكتر منها، فما بالنا بقى ب فادى خريج ثانوية عامة؟!!
اتنهد بحزن و كان هيدخل يقعد مع مامته و خالته لكن دخول سلمى منعه لما قالت: عايزة اتكلم معاك.
فادى بجدية: عايزة تقولي ايه؟
سلمي سكتت لثواني و سألته: أنت بجد رجعت فى كلامك و عايز تتجوز غادة؟
فادى بترقب: ليه بتقولي كدا؟
سلمى: عشان أنا حاسة إن فى حاجة غلط، ف ريحني و قولي عل فعلاً عايز تتجوز غادة و استسلمت ل حبك؟
فادى سكت ل ثواني و بعدين رد: لاء، مش عايز اتجوزها......
قبل ما سلمى ترد، سمعوا صوت غادة من وراهم بصدمة: بتهزر!!.....
يتبع.......
سلمى: عشان أنا حاسة إن فى حاجة غلط، ف ريحني و قولي عل فعلاً عايز تتجوز غادة و استسلمت ل حبك؟
فادى سكت ل ثواني و بعدين رد: لاء، مش عايز اتجوزها......
قبل ما سلمى ترد، سمعوا صوت غادة من وراهم بصدمة: بتهزر!!.....
فادى اتنهد بحزن و قال: لاء مش بهزر، بما إنك سمعتي بقى ف لازم تعرفي الحقيقة.
غادة وقفت جنب سلمى بعد ما قفلت باب البلكون و بصت بانتظار توضيح فهو كمل: أنا عارف إنك مش بتحبي علاء و عايزة تستخدميه عشان تضغطي عليا، مش ده تفكيرك؟؟
غادة سكتت بحرج و بعدين قالت بتوتر: ايوه كنت هعمل كدا
فادى كمل بجدية: ده مينفعش، علاء مش لعبة عشان تلعبي بيه ل مصلحتك، و أنا مهما تحاولي مش هرجع عن اللى دماغي و عمري ما هشوفك غير زى سلمى.
غادة دموعها نزلت و قالت: طب و كلامك اللى قولته النهاردة؟؟
فادى شد على إيده و قال بجفاء: كنت بضحك عليكي عشان تنهي علاقتك ب علاء، أنا مش عايزك تدمري حياتك و مستقبلك عشان حب مراهقة، انتى متعلقة بيا مش اكتر عشان كنت معاكي من الطفولي، ف بلاش تنخدعي بمشاعر مؤقته.
غادة مسحت دموعها و ابتسمت بكسرة: معاك حق انا فعلاً بتصرف بمراهقة، و عشان أنت اخويا الكبير فأنا همحي قلقك عليا و هنهي علاقتي ب علاء و مش هدخل أي شاب حياتي غير و أنا واثقة انى بحبه بجد مش مجرد مراهقة.
تاني يوم بالليل، فادى كان قاعد مع أصحابه فى بيت زياد و بيتفرجوا على ماتش كوره و الجو هدوء و التلاتة متابعين باهتمام لحد ما فادى قطع الصمت اللى فى الجو و قال بجدية: أنا قررت اشارك فى المسابقة.
الاتنين بصوا ليه فى وقت واحد باهتمام و قالوا: بجد؟
فادى اتنهد بقلة حيلة: بجد هشارك.
زياد وطى صوت الشاشة و قال بجدية: كويس إنك فكرت فى الموضوع، بس ايه اللى غير رأيك؟
فادى سكت لثواني يفكر و بعدين بصلهم بحيرة: مش عارفة، أنا مرة واحدة حسيت نفسي عايز اشارك.
رياض ابتسم بود: مش مشكلة أهم حاجة إنك اخدت القرار الصح.
فادى بجدية: بس فى حاجة انتوا مش واخدين بالكم منها
زياد باهتمام: ايه هي؟
فادي: انتوا ناسيين إني مش بمارس السباحة بقلي فترة طويلة! فأكيد مستوايا قل.
رياض بجدية: متقلقش من النقطة دى، لو اجتزت الاختبار الأولي هيكون فى تدريب لمدة أسبوعين قبل الجولة التانية و اللى هتكون بداية الجد.
مر كام يوم و غادة شخصيتها اتغيرت نوعاً ما، بقت اكتر هدوء و ركزت على دراستها أكتر، و فادى اجتاز أول اختبار فى السباحة و سافر اسكندرية عشان يتدرب قبل باقي الجولات.
فى بيت غادة، سلمى كانت قاعدة مع أمها و خالتها و رنا اللى فاتحة فيلم كرتون و بتتفرج عليه، غادة قفلت فونها بزهق و سألت خالتها: هى غادة نايمة من امتى يا خالتي؟
والدة غادة: أول ما رجعت من الكلية اتغدت و دخلت نامت.
سلمى باستغراب: يعني بقالها اكتر من خمس ساعات مش عادتها يعني! هى تعبانة و لا حاجة؟
والدة غادة: لاء كويسة، بس انتى عارفة مزاجها عامل ازاي طالما قالت هتنام محدش فينا يقدر يدخل يصحيها.
سلمي بقلق: أنا هدخل اشوفها.
سلمي دخلت لقت غادة نايمة بتعرق و بتئن بوجع، سلمى حطت ايدها على جبهتها لقتها سخنة، ندهت اسمها و هي بتطبطب على كتفها ب رفق، غادة فتحت عيونها بتوهان ف سلمى سألتها: غادة بتئني ليه؟ جسمك بيوجعك؟!
غادة بوهن: ايوه، حاسة عضمى متكسر و مش قادرة ابلع ريقي..
سلمي بقلق: هنده خالتي و اجيب علاج و اجي.
سلمى كانت هتمشي بس وقفت لما غادة سألتها: هى الساعة كام؟
- الساعة ستة، ليه؟
غادة حاولت تقوم بس جسمها فعلاً واجعها و مش قادرة تحركه، ف سلمي منعتها و قالت: خليكي نايمة طالما حاسة بنشران فى جسمك.
غادة: لاء لازم أقوم أنا المفروض هقابل علاء النهاردة عشان اعتذر منه ع اللى عملته و اخليه يتراجع عن الخطوبة.
سلمي بقلق: انتي كل ده لسه متكلمتيش مع علاء!
- لاء لسه،كل ما اتفق معاه عشان نتقابل يحصل حاجة تمنعنا.
- خلاص بناقص النهاردة كمان، هتروحي فين بحالتك دى!
غادة بإصرار: لاء لازم اروح مبقاش ينفع اخدعه اكتر من كدا..
- انتوا المفروض تتقابلوا الساعة كام؟
- سبعة
- طيب لسه ساعة، هجيبلك العلاج الأول و لو قدرتي تتحركي بعدها ابقى روحي.
بعد ساعتين
كلهم كانوا قاعدين جنب غادة اللى الحرارة مش بتنزل من عندها، و كأن العلاج مش بيعمل مفعول معاها، و لا حتى كمادات الميه الساقعة جايبة معاها نتيجة.
سلمى بقلق: أنا من رأي يا خالتو نروح نكشف عليها لأن الحرارة مش بتقل عن ٣٩ و كمان فى وجع فى الحلق و نشران يعني الدور مش هين و بالذات اليومين دول مينفعش نسكت ع الأعراض دى.
والدة غادة بقلق: معاكي حق، ربنا يستر، انا هاخدها أنا و أمك و نروح و انتي خليكي هنا مع رنا.
سلمى كانت بتساعد غادة تلبس هدومها ف غادة وقفتها و قالت: بعد ما نخرج، خودى رنا معاكي و روحوا قابلوا علاء.
سلمي باستغراب: يا بنتى علاء ايه اللى بتفكري فيه و انتي فى الوضع ده، نبقى نشوف الموضوع ده بالليل، الساعة أصلاً عدت تمانية يعنى زمانه زهق و مشي.
غادة بإصرار: لاء أكيد مستني فى المكان اللى اتفقنا عليه، ف عشان خاطري روحي قابليه و عرفيه اني تعبانة و هقابله مرة تانية.
سلمى: طيب ما تجيبي رقمه و نرن عليه و خلاص.
- ما أنا فوني الشاشة اتحركت النهاردة، مش عارفة ايه الحظ ده
سلمى باستسلام: خلاص أنا هروح اقابليه و هحكيله على كل حاجة و اقفل معاه الصفحة.
مر يوم و التاني و أسبوع و شهر و تتابعت الايام و غادة و فادى كل واحد فيهم مكمل فى حياته بعيد عن التاني و نادرًا ما بقوا يتقابلوا لكن كل واحد فيهم مازال متابع أخبار التاني فى صمت، لحد ما مر خمس سنين، قدر فيهم فادى إنه ياخد بطولة العالم فى السباحة مرتين متتاليتين بجانب إنه كسب مسابقات كتير إقليمية، و قدر يدخل كلية و يكمل دراسته و يحقق الحلم اللى عاش كل عمره يحلم بيه، أما غادة ف اتخرجت من كلية الآداب قسم إعلام و اشتغلت فى الوسط الإعلامي.
فى المطار كان فى عدد كبير من الجماهير و عدد لا بأس به من الصحافيين و المراسلين و الكل مستني رجوع فادى بطل العالم فى السباحة، و من ضمن العدد دا كله كان فى واحدة جاية غصب عنها أو خلينا نقول إنها بتتظاهر بالضيق لكن من جواها هى متلهفة جدًا و عايزة تشوفه و الشخص ده مش حد غير غادة اللى جاية النهاردة بصفتها مراسلة.
و أخيراً ظهر فادى فى المطار و معاه المدرب بتاعه و كام واحد من رجال الحراسة، فادى كان بيبص ع الناس و بيشاورلهم بسعادة و هو بيفتكر ازاى بقرر خده وقت غضب قدر إنه يغير حياته و يحوله من شخص كان بيستخف بنفسه و شايف إن ملهوش لازمة ل شخص قدر يحقق حلمه و يكسب حب عدد كبير من الناس.
المدرب بتحذير: فادى اعمل حسابك مش هنتكلم مع حد دلوقت، كدا كدا عندك مقابلة كمان يومين.
فادى باقتراح: طب ما ايه رأيك نرد على اسألة الصحافة دلوقت و نلغى مقابلة كمان يومين.
المدرب بصله بطرف عينه: مش هجادل قصادك.
فادى ضحك على كلامه و سكت و خرج برا المطار و قبل ما يركب العربية، أخيراً نظره وقع عليها بعد فراق طويل.........
يتبع.....
اكتب في بحث جوحل( مدونة قصر الروايات) تظهر القصص كامله
تابعونا علي قناة التليحرام من هنااااااااااا
ليصلكم اشعار بالنشر
الرواية كامله من البداية من هناااااااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا