القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بين طيات الماضي البارت 11-12-13-14-15بقلم منة الله مجدي

 

رواية بين طيات الماضي البارت 11-12-13-14-15بقلم منة الله مجدي




رواية بين طيات الماضي البارت 11-12-13-14-15بقلم منة الله مجدي

الفصل الحادي عشر 


أسندها سليم بقوة كيلا تسقط 

صرخ مراد بهلع فهدأه سليم بينما يحمل مليكة التي سقطت بين ذراعيه فاقدة لوعيها كالجثة الهامدة 

وضعها علي الفراش بعدما صاح مستدعياً إحدي الخادمات التي حضرت فزعة علي صوت سليم الهادر

الخادمة : نعم يا سليم بيه 

هتف بها بوله 

سليم: إطلبي د. أحمد بسرعة 

تجمعت الدموع في عيني مراد وهتف بقلق 

مراد : مامي مامي 

حمله سليم مربتاً علي ظهره بحنو بالغ 

سليم: مامي كويسة يا حبيبي متخافش أنا جمبها أهو 

إستدعي أميرة مربيته الخاصة طالباً منها أخذه......حملته في هدوء وذهبت للخارج 

فإلتقط هو إزدال الصلاة الخاص بمليكة وألبسها إياه ليداري جسدها عن أعين الطبيب ثم ألبسها حجابها

صعدت ناهد حينما سمعت الخدم يتحدثون عن إغماءة مليكة 

فسألته بلهفة

ناهد :مليكة مالها يا سليم يابني 

أجاب سليم بحيرة إمترجت بقلق عارم طل وبشدة من عيناه 

سليم : مش عارف يا داداة هي فجاءة وقعت أنا قولتلهم يكلموا الدكتور 

جلست جوارها وأخذت تربت علي رأسها في حنو بالغ وهي تدعو الله ألا يكون شيئاً خطيراً

وفي ظرف نصف ساعة كان رجلا لطيفاً يعاينها بلطف وحذر إثر نظرات سليم الحانقة وأخبرها بأن ما تعاني منه هو الأنيميا الحادة 

ثم نظر الي سليم قائلا 

د. احمد: مراتك شكلها قوية يا سليم واحدة غيرها كانت وقعت من بدري 

أخبرهم أن مشكلتها ليست عضوية فقط بل هو اجهاد نفسي وعضوي أيضاً وأخذ يوبخه بهدوء لعدم معرفته كم أن الإعتناء بمنزل وطفل مرهق كثيراً لشابه مثل مليكة 

إستمع اليه سليم بتمرد فهو ليس معتاد أن يتحدث معه بهذه الطريقة لكنه تقبل الحديث صامتاً ثم سأل في هدوء 

سليم : لا ......أنا..... عارف بس إنت تنصحنا بإيه 

د. احمد: الأول أتاكد من ظنوني وبعد كدة نشوف 

سأل سليم في قلق 

سليم: ظنون إيه يا دكتور 

د. احمد: مراتك أصلها إحتمال تشرفنا في المستشفي كام يوم كدا

هتف سليم يسأل بقلق 

سليم : ليه هو الموضوع خطير أوي كدة 

أما هي فصاحت بهلع 

مليكة: مستشفي إيه لا أنا مش هينفع أروح مستشفي

ناوله دكتور أحمد ورقة 

د. أحمد : دي شوية تحاليل يا سليم تخليها تعملها 

وبعدين تجيبهالي ونشوف 

أردفت في توتر 

مليكة : لا يا دكتور مش لازم تحاليل متقلقش أنا هاكل كل الأكل المفيد وهاخد كل الأدوية ومش لازم تحاليل ولا مستشفي 

إبتسم د. أحمد فمن واقع خبرته هو يعرف جيداً متي يكون المريض خائفاً من الحقن فطمئنها في هدوء 

فسأل سليم ساخراً في دهشة 

سليم: إنتِ خايفة من الحقنة يا مليكة 

تجمعت قطرات العرق علي جبينها توتراً وعقدت العزم ألا تظهر مخاوفها لسليم 

مليكة: لا أنا مش خايفة ولا حاجة أنا بس بقول ملهاش لازمة 

ضحك سليم في إستهزاء 

سليم: مهو واضح 

د. أحمد: لا يا بنتي لازم علشان نتايج التحاليل هتحدد إذا كنتي هتيجي المستشفي ولا هتاخدي أدويتك هنا 

نظر لسليم ثم تابع طالباً في حزم أن تأتيه نتائج التحاليل سريعاً

أردف سليم بجدية 

سليم: ساعتين أو تلاته بالكتير والتحاليل تبقي عندك يا دكتور 

أومأ براسه ثم أردف مشيراً له بأصبعه للتحذير 

يطلب منه بعد تعافي مليكة أن يتجها لتمضية بعض الوقت خارج محيط المنزل و روتين الحياة العملية 

أردفت بإحتجاج 

مليكة : بس أنا مش عاوزة أسافر

نظر إليها سليم ببرود 

سليم: دا كلام الدكتور مش كلامي أنا هرتب كل حاجة وبعدين إنتِ دلوقتي تعبانة لما تخفي نبقي نتناقش 

احمد: أنا وجوزك نعرف إيه الاحسن ليكي يا مدام مليكة 

ثم أشار لسليم كي يخرجا من الغرفة 

وبدأ جفناها يسترخيان وأقفل سليم الباب خلفه وسأل الطبيب

سليم: إنتِ متأكد يا دكتور إن مليكة كويسة وهو دا بس اللي هي محتاجاه 

أردف هو بهدوء مطمئناً إياه بأن هذا عادياً وخصوصاً بعد الحمل والولادة وتربية الطفل 

سأل سليم بتوجس 

سليم: طيب ومراد معتقدتش إن مليكة هتوافق نسيبه

أردف احمد مؤكداً 

احمد: لا طبعاً...... أكيد لا متسيبهوش واضح إن مراتك متعلقة أوي بالولد فلما نبعدهم عن بعض هتبقي قلقانة ومتوترة ونبقي مساعدناهاش بالعكس

أومأ سليم برأسه فتابع الطبيب في ضرورة 

احمد: أهم حاجة التحاليل وخليها ترتاح ومراد جمبها

وعادي جداً هتلاقيها مرهقة ومش قادرة تقوم ودايخة علي طول بس إنتَ عارف الأمهات دايماً فاكرين إن محدش هيعرف ياخد باله من ولادهم غيرهم 

إبتسم سليم 

سليم: أنا أكتر العارفين مليكة لازم تعمل كل حاجة لمراد بنفسها 

ضحك الرجلان بتفهم وذهب الطبيب 

أما سليم فهاتف إحدي معامل التحاليل كي يحضروا الي المنزل.....وبعد عدة ساعات أتت الطبيبة لأخذ العينة ومعها مساعده 

دلف سليم معهم الي غرفة مليكة التي سرعان ما هتفت بذعر 

مليكة : سليم أنا بقيت كويسة ملوش لزوم التحاليل 

أردف هو بهدوء 

سليم: مليكة دا كلام الدكتور لازم تحللي 

هرت رأسها يمنة ويسرة رافضة هاتفة بتوسل 

مليكة: سليم بالله عليك بلاش تحليل والله أنا هبقي كويسة 

تابعت الطبيبة بسخرية 

الطبيبة: متقلقيش يا مدام دي شكة إبرة وبعدين دا إنتِ أم يعني عيب تقولي كدة 

أخذت مليكة تطلع لسليم بترجي وهي ترتجف كالأطفال

إعتذر سليم من الطبيبة بأدب وطلب إنتظارهما خارجاً لوقت قصير

فإبتسمت الطبيبة بعدما أومأت برأسها وخرجت في هدوء 

الطبيبة : أه أكيد 

جلس سليم الي جوارها علي الفراش حينما سمع صوت الباب يغلق 

فأمسكت مليكة يده بتوسل وتطلعت إليه بعنيها كالأطفال تماماً 

مليكة: بص يا سليم أنا عارفة إنك مش بتحبني بص أعمل أي حاجة بس بلاش حقن علشان خاطري 

أقولك علشان خاطر مراد بلاش حقنة 

تألم سليم كثيراً لنبرتها تلك فلا يعلم من أين تأتي بتلك السخافات التي تتفوه بها 

(مهو من معاملتك يا اخويا😂😂😂😂😂)

إحتضن بكفيه الضخمين يديها الصغيرتين ونظر الي عينيها 

سليم: ششششششش إهدي بالراحة متخافيش الحقنة مش هتوجعك 

هزت رأسها رافضة 

مليكة : لا هتوجعني......بلاش حقن علشان خاطري 

تابع هو مطمئناً إياها 

سليم: وعد مني مش هتوجعك 

همت بالإعتراض فقاطعها بصدق 

سليم: والله مش هتوجعك دا وعد مني

ذهب للخارج وطلب من الطبيبة أن تضع لها بعض المخدر 

ثم دلفوا الي الداخل مرة اخري 

جلس سليم الي جوارها علي الفراش 

بينما أخذت مليكة تطلع إليه في رعب 

الطبيبة: سيبي نفسك خالص يا مدام مليكة علشان الموضوع يبقي سهل وبصي الناحية التانية 

أومأت مليكة برأسها في رهبة 

وفجاءة وجدت نفسها بين ذراعي سليم الذي إحتضنها ليلهيها عن الإبرة 

دفنت رأسها في صدره وإلتفت يدها حول خصره تتشبث به بقوة شعرت بأنها تكاد تنصهر بين ذراعيه لم تعرف هذا الشعور من قبل شعرت بأن حرارة جسدها ترتفع أخذت ترتجف بين ذراعيه 

أما سليم فلم تكن حالته أفضل أخذ يمنع نفسه بقوة من أن يدفن رأسه بين خصلات شعرها النارية التي تشبه طباعها كثيراً...... من إستنشاق عبيرها الذي يسلبه عقله......كاد يختنق وهو يحاول أن يغض الطرف عن عنقها المرمري الذي يتمني لو يلتهمه من أوله الي أخره حافراً عليه صك ملكيته 

إنتهت الطبيبة وظلا كما هما لعدة دقائق 

فأبتسمت بإتساع بعدما نقلت بصرها منهما الي مساعدتها في سخرية محببة ثم نظفت حلقها متابعة في توتر 

الطبيبة: إحم أنا خلاص خلصت يا سليم بيه

أفاق سليم لنفسه وهو يحمد الله كثيراً علي إنتهاء هذا العذاب فتركها من بين يديه بقوة وكأنها ورقة إنتهي من إستخدامها فكورها وألقاها أرضاً

كرهت برودته وإبتعاده عنها تمنت لو تظل بين ذراعيه هكذا 

أوصل الطبيبة الي الأسفل وأعطاها عنوان الطبيب وطلب منها إيصال النتيجة الي الطبيب 

صعد للأعلي فوجدها قد خلدت للنوم مرة أخري 

فأغلق الباب في هدوء وهاتف جدته ليعتذر عن قدومه بسبب أمر طارئ 

وبعد عدة ساعات هاتفه الطبيب الذي طمأنه علي حالتها وطلب منه الإهتمام بطعامها وأدويتها

فتوجه في أريحية الي مكتبه ليتابع بعض الأعمال 

ولكن ما إن جلس علي المكتب وبدأ بالعمل حتي تدافعت الي ذاكرته مليكة وهي بين ذراعيه 

أغمض عينيه وزفر بقوة وهو يحاول نفض تلك الأفكار البائسة عن عقله 

ولكن بائت محاولاته بالفشل فصعد لغرفته الرياضية وأخذ يمارس رياضته المفضلة في تلك الأوقات وهي الملاكمة حتي إنقطع نفسه وسقط أرضاً لاهثاً

وصاح بنفسه موبخاً بصوت مرتفع 

سليم: متنساش يا سليم إنها كانت مرات اخوك وإنك متجوزها علشان مراد......يعني لو هتموت متبصلهاش 

ألقي سليم بقفازاته وتوجه الي غرفته كي يتحمم عسي بعض المياه تطفئ نيران عقله فلقد إرتكب إثماً حينما تذوق الفاكهة المحرمة بعد صيام دام دهراً ..!!




لايك قبل القراءة وكومنت بعدها ❤😍


الفصل الثاني عشر 


جلست مليكة نصف جلسة علي فراشها لمراقبة مراد وهو يقص عليها كل ما حدث الفترة الماضية معه في فرح لتحسن والدته 

كانت اميرة أدخلت مراد لغرفة مليكة بناء علي رغبتها بعد أن أمضت في الفراش أربعة أيام.........زارها الطبيب مرة واحدة وأكد علي تحسنها 

تمتمت مليكة تشكر أميرة بشدة علي إعتنائها بمراد في الفترة الماضية 

أردفت أميرة بصدق 

أميرة: لا والله يا هانم دا البيه الصغير كان هادي خالص وسليم بيه كان معاه علي طول 

تغير وجه مليكة حينما سمعت اسمه 

إذن لقد امضي وقتا كثيراً في المنزل ومع ذلك لم تراه إلا حينما أتي الطبيب لزيارتها 

فأردفت في هدوء 

مليكة : المهم إنه كان هادي 

أخذته أميرة وذهبت كي تتيح الفرصة لمليكة بأن تستريح 

بعد ساعتين نهضت مليكة عن فراشها وقررت الهبوط للأسفل فقد سئمت من الفراش وبشدة 

إرتدت ثيابها وهي تشعر بقليل من الدوار فإستخدمت المصعد للهبوط 

تهللت أسارير ناهد حينما شاهدتها قادمة 

ناهد: حمد لله علي السلامة يا حبيبتي 

أردفت مليكة باسمة في حبور 

مليكة : الله يسلمك يا طنط 

تقدمت منها تسألها في قلق 

ناهد: بس يا بنتي إنتِ مش حاسة بأي دوخة ولا حاجة 

إبتسمت مليكة بعدما هزت رأسها يمنة ويسرة كدليل علي أنها بخير 

جلست في الحديقة ومعها مراد يلعبان في هدوء 

شاهدها سليم الذي عاد من عمله مبكراً فتوجه ناحيتها وسألها بقلق 

سليم: مليكة إنتِ إيه اللي منزلك من سريرك 

أردفت باسمة 

مليكة: أنا الحمد لله بقيت كويسة يا سليم 

هم بالإعتراض فأردفت هي بهدوء 

مليكة: أنا كويسة والله 

إتسعت إبتسامته بأريحية وتابع 

سليم: إذا كان كدة تمام 

جلس مقابلها حاملاً مراد 

نظفت حلقها في توتر وأردفت بإعتذار 

مليكة: أنا أسفة لأني بوظتلك خطة السفر بتاعة الصعيد بجد أسفة 

تابع بهدوء 

سليم: إيه الكلام دا مفيش حاجة عادي يعني 

فتمتمت هي بحماس 

مليكة: أنا بقيت كويسة في أي وقت تحب نسافر معنديش أي مشكلة 

أومأ براسه وتابع بجدية 

سليم: تمام خلاص ممكن إن شاء الله نسافر بعد بكرة.........وشوفوا لو محتاجين أي حاجة 

أطرقت مفكرة للحظات وتابعت في حرج 

مليكة: لو مفيهاش مشكلة بالنسبالك أنا كنت محتاجة أشتري لمراد شوية حاجات 

أردف بجدية 

سليم: مفيش مشكلة بكرة إن شاء الله نروح نشوف هو محتاج إيه 

أومأت برأسها في هدوء ثم حاولت النهوض للذهاب لغرفتها فشعرت بدوار شديد فنهض هو مسرعاً ليسندها......إرتجفت وتوترت بالكامل من دفئ جسده الملاصق لجسدها...... جائها صوته عميق أجش يسألها في قلق 

سليم: إنتِ كويسة يا مليكة 

أؤمات في هدوء 

تابع هو بضيق من قلقه عليها 

سليم: مكنش ينفع تنزلي دلوقتي 

هزت رأسها في هدوء باسمة 

مليكة: لالا مش كدا أنا بس علشان بقالي كتير متحركتش مش أكتر 

حاولت الإبتعاد عنه قليلا كي تثبت له أنها بخير 

مليكة: بص بقيت كويسة أهو متخافش 

أضافت مبتسمة كي تخفف التوتر 

ومتنساش الدكتور قالك إن مراتك ست قوية 

إبتسم فهو فشعرت بالخجل من تلك الكلمة التي تفوهت بها 

سليم: ماشي يا مليكة 

إبتسمت بخجل وصعدت الي غرفتها لمحادثة عائشة فلقد إشتاقت اليها كثيرا .........وبعد العديد من ثرثرة الفتيات أغلقتا الهاتف وتوجهت مليكة لإعداد الحقائب 


************************* 


في صباح اليوم التالي 

بعد الإفطار 

أردف سليم بحزم 

سليم: مليكة إجهزوا يلا إنتِ ومراد 

أومأت برأسها في هدوء 

بعد وقت قصير كانا سوياً ومعهما مراد في السيارة 

بعد عدة دقائق صف سليم سيارته 

هبطت مليكة من السيارة وحمل سليم مراد الذي أخذت مليكة تغطيه جيدا كي تحميه من الشمس الحارقة......فإبتسم سليم

حقاً إن مليكة تكاد تكون مهوسة إذا تعلق الأمر بسلامة مراد 

دلفا الي الداخل وسليم يحمل مراد الذي أخذ يحادث والده في حماس بعدما أبيٰ إلا أن يتجول في ذراع دادي المحبوب 

أخذا يتسوقان كثيراً ولاحظ سليم أن كل ما تشترية هو لمراد فقط 

فسأل في دهشة 

سليم: إنتِ ليه مجبتيش لنفسك حاجة 

أردفت هي بعدم إهتمام 

مليكة: عادي يعني بس انا مش عاوزة حاجة 

أومأ رأسه وأثناء طريقهم للخارج شاهدت مليكة سيدة عجوز ومعها حفيدها تحتاج لمساعده لإحضار أحد الأشياء 

إستاذنت سليم لدقائق وتوجهت لمساعدتهم ولكن الرف كان مرتفعاً للغاية 

إبتسم سليم إبتسامته الجانبيه تلك التي تظهر فيها إحدي نغزتيه وتمتم محدثا مراد 

سليم: مامي قصيرة أوي يا مراد 

ضحك مراد علي كلمات سليم وهمس له بحذر 

مراد: مامي بتضايق متقولش كدة أبداً قدامها لحسن تزعقلنا أنا وإنت 

فتوجه إليهن ووقف خلفها وأحضر للسيدة ما كانت تريد بسهولة دون عناء 

تطلع إليها بسخرية من قامتها القصيرة بينما تطلعت إليه مليكة في كبرياء كانت عيناها تخبره 

مليكة: لست أنا القصيرة زوجي العزيز بل أنت هو العملاق 

إبتسم من نظراتها فقد فهم ما ترنو إليه تماماً 

فهتفت السيدة تشكره بقوة 

الست : شكراً يابني ربنا يحميك 

شعرت مليكة بشئ ما يجذب طرف فستانها وعندما نظرت لأسفل وجدته الطفل الصغير 

إبتسمت وهبطت لمستواه 

فتطلع سليم ناحيتهما شذراً بينما هو يحادث السيدة 

سألها الطفل في دهشة 

الطفل: طنط هو إنتِ متجوزة الgreenman دا 

ضحكت مليكة وأومأت برأسها في خفوت بينما كاد سليم أن ينفجر فهو لا يستطع معرفة الحديث الدائر بينهما 

الطفل: بس هو ضخم أوي....يعني دا ممكن لو إِتقَلِب شوية وإنتِ نايمة جمبه يسفلتك 

سألته ضاحكة 

مليكة : ايه 

قلب عيناه من سذاجتها وتابع بجدية تامة 

الطفل: يسفلتك زي توم وجيري كدة 

إنفجرت ضاحكة لعدة ثواني وبعد أن هدأت اردفت بهدوء 

مليكة: متخفش متخفش عمو طيب خالص 

إبتسم الطفل في حبور وتابع بحذر 

الطفل: بس بردوا خلي بالك 

مليكة ضاحكة: حاضر 

أمطرتهم السيدة بوابل من الدعاء شكرتها مليكة وسليم ورحلا

فهتف سليم بحزم 

سليم: إتاكدي ان كل حاجة تمام علشان لو ناقص حاجة نرجع نجيبها 

تطلعت مليكة الي العربة في نظرة خاطفة 

مليكة: لالا كدة تمام 

توجها للكاشير لدفع الحساب 

كانت مليكة مشغولة باللعب مع مراد بينما كان سليم يفرغ العربة 

ولكن فجاءة سمعت إحدي السيدات التي تحدث سليم 

سألت هند بدهشة 

هند : سليم الغرباوي 

لفت إنتباه مليكة صوت أنثوي ناعم للغاية 

فتطلعت ناحيتها رافعة حاجبها الناقم ونصف شفتها العليا لدلالها المبالغ فيه ووقفتها المريبة 

تطلع سليم ناحيتها بنظرة تحمل القسوة والجفاء وتابع بحزم 

سليم: مدام هند إزيك 

أومأت هي برأسها باسمة 

هند : الحمد لله إيه أخبارك إنت وأخبار شغلك 

تابع باسماً بفخر 

سليم: الحمد لله 

سألته في دهشة 

هند : إنت بتعمل إيه هنا 

أشار سليم للعربة باسماً بادب 

سليم: زي ما إنتِ شايفة 

تحدثت مليكة لمراد في خفوت 

مليكة: أبوك شكلوا مش هيلم الدور يا مراد يلا بينا نكبس عليهم 

إبتسم بحماس 

مراد: ييا يا مامي 

ثم تطلع لتلك السيدة التي تقف بجوار والده 

وسألها بحنق 

مراد: مامي هي مالها بتتكلم كدة ليه زي ياثمينا اللي معايا في الحضانة 

ضحكت مليكة بخفوت فهي تعلم أنه يكره تلك الياسمين بشدة 

طفح كيل مليكة فقررت التدخل توجهت ناحيته وهي تحمل مراد 

تطلعت لتلك الهند بعدم إهتمام وهي تسأل سليم في هدوء 

مليكة: في حاجة يا حبيبي 

دهش سليم لبضع الدقائق من تلك الكلمة التي تفوهت بها ولكنه أخذ يحمد الله في سره علي تدخلها فأحاطها بذراعه وتابع باسماً 

سليم: لا يا حبيبتي مفيش حاجة 

ثم تابع مشيراً للسيدة الواقفة أمامه 

أعرفك مدام هند مرات هشام محمود واحد من اأكبر رجال الأعمال 

إلتفت إليها مليكة وإبتسمت بنزق 

مليكة: أهلاً وسهلاً 

أشار سليم ناحيتهم باسماً بفخر 

سليم: مليكة مراتي ومراد ابني 

شعرت هند بمن سكب فوق رأسه دلواً من الماء 

البارد ......فصاحت بدهشة 

هند : مراتك 

أومأت مليكة بعدما رفعت حاجبها بتحدي وأردفت بثقة وإبتسمت إبتسامة صفراء 

مليكة: أه مراته 

شعرت هند بالحرج كثيراً فتمتمت جاهدة أن ترسم إبتسامة لبقة 

هند : أهلا وسهلاً يا مدام مليكة 

إتشرفت بمعرفتك 

إبتسمت مليكة بتصنع 

مليكة: أنا أسعد 

معلش بقي يا مدام هند مضطرين نستأذن علشان مستعجلين 

رجعت خطوة للخلف وهي تتمتم في صدمة 

هند : طبعاً إتفضلوا 

سارت مليكة ساحبة خلفها سليم ليكمل ما كان يفعله ليخرجا من هذا المكان 

وبعد الانتهاء خرجا الي السيارة ووضعا فيها الأشياء المشتراه ثم إنطلقوا الي المنزل 


*************************** 


في الطريق كان سليم شارداً صامتاً للغاية 

أما مليكة فكانت تستشيط غضباً من كل تلك النساء التي يجب عليها ان تقاتلهم 

رفعت حاجبيها ومنتصف شفتيها المغلقتان وتطلعت إليه في نظرة جانبيه تنم عن الغضب 

زفرت بعمق وهي تتسائل في خفوت 

ياتري في إيه تاني يا ابن الغرباوي 

وفجاءة سمعت سليم يتحدث بصوت أجش عميق......شعرت وكأنه يأتي من مكان بعيد مكان ملبد بالذكريات المؤلمة التي لا يريد تذكرها ومن الجلي تماماً أن رؤية تلك الهند أثارت تلك الذكريات مرة أخري 

سليم: هند كانت خطيبتي 

فتحت عيناها دهشة مما يقول ولكنها تابعت الحديث بهدوء 

مليكة : وبعدين 

سليم: راحت اإتجوزت هشام اللي كان اعز اصحابي لما عرفت أننا مش ناوي أخد فلوس من عيلتي وأبدأ لوحدي ومن ساعتها مشوفتهاش 

صمت سليم عن الحديث فلم تتفوه مليكة بحرف بل أشاحت وجهها عنه في هدوء وأخذت تطلع في الطريق ولم تعرف لما شعرت بكل تلك الغيرة وكل ذلك الألم...... لما تشعر بتلك الغصة في قلبها 

تسائلت في دهشة 

تري هل من الممكن أن يتاثر سليم الغرباوي بامراءة.....هل كان يحبها لتلك الدرجة... ولكن يبدو بأنها قد نسيت أنه لا أحد ينسى حبه الأول مطلقاً.....حتى لو كان ُحباً طفولياً..... وحتى لو كان بسيطاً ُمهلهلاً ضعيفاً..........حباً عادياً.....ولو كانَت تفاصيله سطحية......ستظل تلك الرابطة تضرب في جذورنا.....تخاطبنُا وتُنادينا مهما مر العُمر وإبتعد....سيظل الحب الأول هو بداية تشقق زهور الحياة 


****************************



لايك قبل القراءة وكومنت بعدها مانجاتي ❤😍


الفصل الثالث عشر 


بعد وقت قصير إنطلقا هي ومراد وسليم الي المطار........جالت ببصرها في ربوع المكان ومن ثم تمتمت تسأل في دهشة 

مليكة: هو إحنا مش هنركب القطر 

ضحك سليم بخفة علي دهشتها 

سليم : لا يا مليكة قطر إيه إحنا هنسافر بالطيارة 

تطلعت ناحيتة في ذعر ولكنها لم تتفوه بحرف كيلا يسخر 

منها ........ حمل مراد الذي كان سعيداً للغاية باللعب مع والده وبفكرة الطائرة وصعدا سوياً علي متنها أما مليكة فكانت جالسة ترتعد بداخلها فهي تكره الطائرات وتخاف منهم بشدة فما كان يمنع نزولها القاهرة بعد سفرها إسبانيا هو خوفها من الطائرات......لاحظ سليم شحوبها قليلاً وأيضا خوفها البادي بسهولة علي وجهها فإبتسم بسخرية 

سليم: متخافيش أوي كدة يا مليكة مش هرميكي من الطيارة ولو إن الفكرة عجبتني جداً 

ضيقت زرقاوتيها ورسمت إبتسامة صفراء علي شفتيها 

إنفجر سليم ضاحكاً ما إن شاهدها 

مليكة بتساؤل : أصلاً هو إحنا إزاي ينفع نسافر للصعيد بطيارة وهتنزل فين يعني مفيش شرطة مثلاً هتمانع .....أو قانون كدا يعني 

إبتسم سليم وتابع بأنفة وكبرياء غلفت نبرات صوته 

سليم: أكيد مش هتمنع من إني أستخدم حاجاتي دا غير إني معايا ترخيص 

هزت مليكة رأسها موافقة علي حديثه ولم تعقب 

فهو محق بالتأكيد لن يمنع من إستخدام ممتلكاته الخاصة 

بعد سويعات قليلة هبطت الطائرة في مطار الصعيد.......كانت هناك سيارة فخمة في إنتظارهم يقف خارجها شاب يبدو علي ملامحه اللطف في العقد الثالث من العمر مُقرب لسليم كثيراً كما عرفت هي فيما بعد 

هبط سليم أولاً فتهللت أسارير ياسر وذهب لإحتضان ابن عمه ورفيق طفولته وهو يتمتم بدفئ 

ياسر: مرحب يا ولد العم إتوحشناك يا سليم كيفك وكيف أحوالك 

إبتسم سليم وتابع 

سليم: وإنت كمان واحشتني يا ياسر والله أنا يا سيدي الحمد لله كويس.....إنت إيه أخبارك و إيه اخبار عمتو وتيتا 

ًأردف باسماً 

ياسر : كلاتهم بخير يا سيدي ومتسنينك علي أحر من 

الچمر ....يلا بينا 

تمتم سليم بهدوء عائداً للطيارة 

سليم: أه يلا بس أصبر 

صعد سليم درجتين من سلم الطائرة وأردف بهدوء حسدته عليه مليكة وبشدة 

سليم : إنزلي يا مليكة يلا 

هبطت مليكة علي استحياء تحمل مراد النائم بين ذراعها الذي حمله منها سليم علي الفور 

فأشار ناحية ذلك الرجل القابع أمام السيارة باسماً بفخر 

سليم : ياسر ابن عمي يا مليكة 

فتح ياسر عيناه دهشة فهو قد ظن أنها مزحة من قبل سليم وسأل بدهشة 

ياسر: دي مرتك يا سليم 

تابع سليم بفخر لم تصدقة مليكة بالمرة 

سليم: أيوة هي يا ياسر مليكة مراتي ومراد ابني 

أومأ برأسه في ترحيب وتابع باسماً 

ياسر: كيفك يا مرت الغالي نورتي البلد ومرحب بيكي بيناتنا 

إبتسمت مليكة بخفوت و تابعت بخجل 

مليكة: منورة بأهلها 

تمتم ياسر مازحاً 

ياسر: يلا يا سليم هم بينا لحسن لو إتاخرنا أكتر من إكده الكبيرة هتبيتنا في الزريبة 

صعدا سويا الي سيارة ياسر بينما ياسر وسليم يتحدثان ويتضاحكان 

ساروا بين الطرق الترابيه المتعرجة والأراضي الزراعيه الخلابه حتي وصلوا الي منزل كبير فخم للغاية عتيق المظهر 

وقعت عينا مليكة المضطربة علي لافتة متوسطة الحجم من الرخام حفر عليها قصر الغرباوي 

فتح الباب إحدي الرجال كبار السن يرافقه شاب في بدايات العقد الثاني رحبا كثيراً بسليم 

دلفت السيارة الي القصر في خطاً هادئة 

وبعد وقت قصير كانوا أمام البوابة الداخلية للقصر 

دلف ياسر أولاً يتبعه سليم خلفهما مليكة التي تحمل مراد الناعس بين ذراعها 

رحب الجميع بسليم بحفاوة 

فسألت عبير باسمة بعدما ضيقت عيناها توجساً 

عبير: مش تعرفنا علي ضيوفك يا سليم يابني 

أردف سليم بجمود 

سليم : دي مش ضيفة يا عمتو مليكة مراتي ومراد ابني 

تعالت شهقات الصدمة ......يمكننا القول والفزع أيضا.......خبطت عبير علي صدرها في صدمة وتمتمت بهستيرية 

عبير : يادي الفضيحة........ميتي حوصل إكده يا سليم 

شعرت مليكة بالألم مما تفوهت به عبير الأن 

أ حقاً أصبحت فضيحة.... لغمضت عيناها تبتلع غصة ألم تكونت في حلقها وهي تستعد لمواجهة الأسوء 

تطلع مهران الي شقيقته محذراً متمتماً في غضب 

مهران : إكتمي يا عبير أحسنلك عاد 

ثم نظر الي سليم يسأل في هدوء 

مهران بهدوء : كيف يا ولدي 

طالع شاهين تلك الواقفة أمامهم بإزدرء شديد وتابع بتهكم 

شاهين : وليه مجولتلناش عاد 

رمقه سليم بنظرة تحذيرية لم يفهمها إلا هما الأثنين 

وتابع بهدوء وثبات 

سليم: أولاً يا جماعة أنا متجوز مليكة بقالي خمس سنين 

يعني الموضوع لسة مش جديد ثانياً أنا وهي إتجوزنا بسرعة لأني خفت ترجع تاني إسبانيا فكان لازم أربطها جمبي ولما كنا جايين نقولكوا إتشغلت بموضوع حازم الله يرحمه وبعد كدة هي بقت حامل وكانت ممنوعه من الحركة أصلاً ولما جات الفرصة المناسبة أديني جبتها وجيت 

ساد الصمت أرجاء الغرفة الواسعه أما مليكة فقد كانت الدهشة تعلوا وجهها وبشدة علي تعابير زوجها الهادئة 

أحاطها سليم بذراعه وسارا سوياً وهو يتمتم بعدم إهتمام 

سليم : أنا رايح أشوف تيتا عن إذنكوا 

دلفوا سويا الي الداخل ومليكة تشعر بأنها تكاد تفقد وعيها إثر التوتر تري ستقول جدته هي الأخري كلمات تؤلمها كعمته أم أنها سترفض مقابلتها من الأساس........ كان من الحماقة أن تأتي الي هنا بهذه الطريقة 

تهللت أسارير خيرية ما إن شاهدت حفيدها 

فهتفت في سعادة 

خيرية: سليم وحشتني يا ولد 

توجه سليم ناحيتها وقبل يدها ورأسها و تابع في حبور 

سليم: وإنتِ كمان يا حبيبتي والله عاملة إيه وإيه أخبار صحتك 

أردفت باسمة في حبور 

خيرية : زينة يا ولدي نشكر الله 


**************************** 


في الخارج 

وقفت عبير تحدث زوجها وشقيقها في تلك المصيبة وهي تهتف في هلع 

عبير : هنجول إيه للناس عاد 

هنجولهم سليم عمل زي أبوه و زي أمچد الراوي وچابلنا واحدة من البندر لا وإيه عاد مخلف منيها عيل 

برقت عينا زوجها في غضب وهو يهتف بها في حزم 

شاهين: إكتمي يا ولية عاد مش ناجصين ولولة حريم فاضية 

أومأت برأسها بعدما وضعت يدها علي فمها في غضب عارم 

أردف مهران في هدوء وهو يهاتف زوجته 

مهران : وداد خدي عبير وأطلعوا فوج دلوجت 

إنصاعت وداد لأمر زوجها في هدوء فأخذت عبير وصعدا معهما قمر وهمس 

نظر شاهين بتمعن لشقيق زوجته وكبير العائلة بعد وفاة والد سليم رحمه الله 

شاهين : عنديك حديت كَتير يا مهران جوله 

أسبل مهران جفناه بهدوء بعدما زفر بقوة وتابع 

مهران : إحنا معنچيبوش سيرة لحد باللي حوصل واصل.......ونخلي مرت سليم وابنه يحضروا حنة محروس ود ذكريا وهناك لما الحريم يسالوا يبجوا حريماتنا يخبروهم باللي حوصل وإحنا نوبجي نجول إننا عاملين عشاء في الدوار لأچل وصول مرت سليم ووده بالسلامة 

إبتسم شاهين بفرحة فالأن لن يضطروا لسماع الأقاويل في القرية بسبب فعلة سليم ولكنه مازال يتالم لأجل

طفلته.... فهو يعلم جيداً أنها تعشق سليم .....تري ما سيحل بها حين تعلم 

ولكنه تابع بإبتسامة 

شاهين : زين الحل ده يا خوي 

مهران باسماً : يوبجي علي خيرة الله 


*************************** 


في غرفة خيرية 

تطلعت خيرية الي مليكة بحب ومودة وتابعت بدهشة بعدما برقت عيناها بإستنكار محبب 

خيرية بحبور : إنتِ لساتك واجفة يا بنيتي أجعدي عاد 

إبتسمت لسليم وتابعت مازحة 

خيرية: جول لمرتك تجعد يا سليم إحنا مبنعذبوش حد 

همت مليكة بالجلوس علي كرسي في أحد أركان الغرفة فأشارت لها خيرية بالجلوس جوارها 

خيرية بحب : تعالي يا حبيبتي هنيه چاري 

نهضت مليكة وسارت إليها في هدوء شديد 

إبتسمت خيرية وتابعت بحب للمختبئ في أحضان تلك الفتاة 

خيرية : لافيني الغالي ود الغالي 

وضعته بين ذراعي خيرية التي ظلت تعوذه من أعين الحاسدين

خيرية: ماشاء الله ولا قوة إلا بالله كيف البدر المنور في ليلة تمامه كيف أمه تمام 

أشارت خيرية لمليكة بالجلوس جوارها علي الفراش 

أخذت خيرية تربت علي يدها في حنو بالغ وهي ترحب بها بحرارة.....كادت مليكة تبكي من فرط توترها ورقة كلمات هذه السيدة 

أردفت باسمة بإعتذار 

خيرية: أنا عاوزاكي اليومين الچايين متضايجيش من أيتها حاچة إني عارفة إن لسان عبير بتي عاوز حشه وإنها بترمي قوالح طوب من خشمها بس هي طيبة وهتحبيها كَمان بس في الأول بس لحد ما يتعودوا عليكي وعلي وچودك بيناتهم....أعذريهم يا بنيتي سليم اللي غلطان عاد كان المفروض جالنا جبلها بس خير اللي حوصل حوصل 

أومات مليكة برأسها في هدوء موافقة لكلمات خيرية التي تعلم صحتها وبشدة 

نظرت خيرية لأعين مليكة بنظرة لم تفهمها الأخيرة بالمرة وتمتمت بصوت عميق 

خيرية: عينك يا بنيتي مش غريبة عني واصل 

سرت رجفة خفيفة في جسد مليكة لتلك النبرة الحنونة التي تتحدث بها تلك السيدة طيبة القلب 

ولم تعلق 

أخذوا يتسامرون ويتضاحكون قليلاً في عدة مواضيع 

وبعد ساعة ......ربتت خيرية علي يد حفيدها بحب وطلبت منه في حبور أن ياخذ زوجته ويصعدا لفرفتهما فقد كان طريقهما شاق ومرهق للغاية 

وبالفعل صعدا سليم وملكية الي الغرفة 

وضعت مليكة مراد النائم علي الفراش ونظرت لسليم فوجدته قد خلع جاكيت بدلته وألقاه علي الاريكة 

برقت عيناها وهي تسأله في هلع 

مليكة : هو إنت بتعمل إيه 

تمتم بإرهاق 

سليم : زي ما إنتِ شايفة بغير هدومي 

أجفلت لما يقوله وتابعت بتوتر 

مليكة: أيوة منا شايفة قصدي يعني ماتغيرها في أوضتك 

زم شفتيه وتابع بضيق 

سليم : مهي دي أوضتي 

إزدردت ريقها في إضطراب وتابعت تسأل في دهشة 

مليكة : طيب وإحنا هننام فين 

تمتم بحدة ضاغطاً علي كل أحرفه 

سليم: هنا برضوا 

برقت عيناها هلعاً و صاحت بدهشة 

مليكة :إيه..... لا طبعاً 

ترك ملابسه التي كان يحملها بيده بغضب علي الفراش وزفر بقوة متمتماً بحنق أجفلت هي علي أثره 

سليم: مليكة إحنا مش في بيتنا يعني مش هينفع هنا أقولهم شوفولي أوضة تانيه علشان أنا ومراتي مبنامش في أوضة واحدة 

تراقصت الكلمات علي شفتيها تلعثماً وهي تهم بالإعتراض 

مليكة : بس 

إستطرد حانقاً 

سليم : مبسش يا مليكة نامي وإنتِ ساكتة أنا تعبان جداً وعاوز أنام 

تمتمت بخفوت 

مليكة: أنا هنام علي الكنبة خلاص 

أمسك سليم ذراعها بقسوة وحدق في عيناها بغضب أرعبها 

سليم: مليكة متعصينيش إنتِ هتنامي علي السرير ومعايا 

ثم تابع بسخرية 

ومتخافيش إنتِ لو أخر ست في الدنيا مش هاجي جمبك 

سيطرت بصعوبة علي تلك الرجفة التي سرت في جسدها إثر نظراته الغاضبة التي أرعبتها حد الموت وتمتمت بعناد وغضب أيضاً

مليكة : وإنت لو أخر راجل في الدنيا يا سليم أنا مش عاوزاك 

تركها بتقزز وهو يتابع بإزدراء ساخراً 

سليم : كويس حاجة متفقين عليها 

دلفت مليكة المرحاض وقررت أن تاخذ حماماً دافئاً عساه يهدئ أعصابها المتوترة وجسدها المشدود 

وبعد وقت قصير خرجت من المرحاض بعد أن إرتدت ثوباً قصيراً أحضرته للنوم 

أخذت تلعن نفسها كثيراً فهي إعتقدت أنها ستبيت في غرفة هي ومراد بعيداً عن سليم لهذا أحضرت ثياب عادية للنوم وعندما وصلت الي الفراش وجدت مراد يرقد في أحضان سليم فإبتسمت وزفرت بقوة 

ااه كم يشبه ذلك العفريت الصغير 

دلفت الي الفراش في هدوء كيلا تزعج نومهما 

بعد وقت طويل إستيقظ سليم من نومه علي صوت بكاء خافت وشهقات مكتومة وبعض الهمهمات 

في بادئ الامر إعتقد أنه مراد فإحتضنه وأخذ يربت علي ظهره في حنو بالغ ولكن لم يقل الصوت بل إزداد ففتح عينيه في صعوبة محاولاً نفض النوم بعيداً فوجد مراد هادئً للغاية وأن مليكة هي من تبكي 

كانت نائمة في وضع الجنين كعادتها يغطي وجهها الكثير من الدموع .....تتناثر قطرات من العرق علي جبينها ووجنتها 

تصرخ تارة بوالدها وتارة أخري بوالدتها وتارة بعاصم 

مليكة بآلم : بابا.... لا بابا... متسبنيش 

عاصم.... إستني... عاصم لا ....ماما.... 

شعر سليم بالغضب الشديد تري من هذا العاصم الذي تدعوه في أحلامها 

أه علي حواء تلك ألا تخجل.....ترقد جوار زوجها وتحلم برجل أخر 

زفر بعمق متمتم في غضب 

اللعنة عليكي يا امرأة 

أيقظها في غضب فنهضت فزعة من نومها وجدت سليم يطالعها بغضب وتكاد تقسم أن عيناه حمراوتين مثل الدم 

سليم بغضب :كنتي بتحلمي بمين يا مليكة 

أردفت بنَفْسٍ مثقلة وآلم ولا ضرار أيضاً من بعض الفزع من هيئته 

مليكة : ببابا 

نهض في غضب وجذبها من أعلي الفراش.... جاراً إياها خلفه الي حجرة الإستقبال الموجودة بالمندرة كيلا يوقظ مراد 

تحدث بغضب وهو يضغط علي كل حرف يخرج من فمه..... 

سليم: مليكة كنتي بتحلمي بمين 

أردفت بألم 

مليكة : سليم سيب إيدي 

هتف بها بغضب هادر 

سليم : أقسم بالله هقطعهالك حالا إذا ما نطقتيش كنتي بتحلمي بمين 

تلعثمت الكلمات علي شفتيها خوفاً وأردفت بصدق 

مليكة : والله كنت بحلم ببابا 

جذبها سليم بعنف أكبر 

سليم: متكدبيش يا مليكة إنتِ قولتي عاصم 

حدقت به بدهشة وتابعت بتلقائية 

مليكة : عاصم دا أخويا يا سليم 

زاد سليم من الضغط علي ذراع مليكة وتابع بغضب 

سليم: متعصبينيش يا مليكة أنا مش أهبل من إمتي وإنتِ عندك اخ اصلا 

تألمت مليكة من قبضته بشدة ولكن ما آلمها اكثر هو نظرات الشك والإشمئزاز في عينيه إجتاح قلبها المسكين غصة ألم قاتلة أ فلا يكفيها ما تعيشه حتي تري كل ذلك الإشمئزاز والكره في عينيه 

ولكن يبدوا أنكِ نسيتي طفلتي بأن الذي يفتّش عن أخطائك........لن يجد سواها 

فامتلات عيناها بالدموع ولكنها تمتمت بثبات 

مليكة: أنا مش بكدب يا سليم وانت لو مش حابب تصدق متصدقش بس عاصم دا يبقي اخويا وبعدين إنت إيه..... إنت إزاي فاكرني كدة 

ضحك سليم بسخرية مريرة وتابع 

سليم: أنا مش بتبلي عليكي يا مدام مليكة 

يعني دا أكيد واحد من ضمن الرجالة الكتير اللي تعرفيهم واللي مكنتيش عارفة مين ابو مراد بسببهم..... يعني علاقتك الكتير دي أكيد صعب تنسيها يعني علشان إتعودتي عليها 

صرخت به مليكة باآلم وحزن وهي تحدق فيه بتحدي يخبئ وراءه آلم قاتل..... كاد يفتك بها....بل وبه أيضاً !!! 

مليكة: أنا بكرهك يا سليم يا غرباوي بكرهك 

شعر بغصة تجتاح قلبه المسكين ولكنه تطلع إليها 

بسخرية المتها ثم تركها وعاد مرة أخري الي فراشه يرقد جوار مراد صغيره العزيز 

ظل ينظر إليه وهو يربت علي رلسه في هدوء 

ثم زفر بقوة 

سليم باسي: إنتَ الحسنة الوحيدة لمليكة يا مراد 

أما مليكة فإنهارت مكانها وأخذت تبكي بشدة 

فقد كانت تتألم حقا أ لا يكفيها إبتعاد والدها 

وشقيقها ...........لا بل أيضا سليم يشك بها 

هي من فعلت هذا بنفسها لو أخبرته الحقيقة منذ اللحظة الأولي لكانت حياتهما أفضل 

تنهدت بعمق فهي تعرف جيداً أن حياتها كانت ستكون أسوء لأنه من المؤكد كان سيأخذ منها مراد 

فعلي الأقل هي الأن بجانب تلك الذكري الوحيدة التي تبقت لها من عائلتها 

قررت أن تنهض لأداء الصلاة عساها تجد عند الرحمن ما يريحها ففي رحمة الله أبواب مجنحة......تؤوي القلوب التي عانت وتؤوينا 

وهي تصيح داعية في جزع أنت تعلم كم أُجاهد يا الله.....وحدك تعلم ما بي من صراعات أنهكَت روحي 

وأرهقتها ...... ووحدك تعلم ما أُخفي نفسي عنه ولازال يُطاردني...اللهم حِكمة...... اللهم قوة..... اللهم ثبات......إنتحبت بقوة وهي تردد بعزتك رباه أجبر ماتحطم في دواخل



لايك قبل القراءة وكومنت بعدها مانجاتي❤😍


الفصل الرابع عشر 

في صباح اليوم التالي 

إستيقظ سليم فوجدها نائمة علي سجادة الصلاة في غرفة الجلوس التي تركها بها في الأمس 

لم يعرف لما تألم بشدة لمظهرها هذا.......هو يعرف أن غضبه هادر في بعض الأحيان ولكن هي أيضا أخطأت 

زفر بعمق وهبط لمستواها فإستطاع أن يري بوضوح أثر أصابعه التي أصبحت زرقاء علي معصمها 

المرمري ......إنكمشت ملاحه إثر الغصة التي إعترت قلبه فزفر بعمق وحملها الي الفراش 

أخذ يتطلع إليها في آلم.......هو يعلم أنه آلمها بالأمس ولكن بتلك الطريقة ستتذكر جيداً أنها الأن زوجة سليم الغرباوي لهذا لا يجب عليها حتي التفكير في رجل آخر.....وضعها علي الفراش في هدوء وترك مهمة إيقاظها لمراد الذي بدأ يستفيق

إستيقظ مراد فجلس علي الفراش وأخذ يوقظ والدته النائمة 

مراد : مامي مامي.... ييا إثحي بقي.... بابي ثحي وإنتِ لثة 

ثم أخذ يتحدث بلغته الغير مفهومة بضع جمل 

إستيقظت مليكة علي قبلات مراد ليوقظها 

إبتسمت في هدوء وإحتضنته طابعة قبلة حانية علي وجنتها

أضائت عيناه فرحاً لدي إستيقاظ والدته 

مراد : مامي مامي ييا 

مليكة باسمة : صباح الورد يا عيون مامي من جوة 

إبتسم مراد بسعادة 

مراد: ثباح الخيل يا مامي 

دلف سليم الي الغرفة في تلك اللحظة و تابع بحدة

سليم: يلا علشان الفطار هنا بمواعيد 

مليكة بغضب: طيب 

ركض مراد لوالده بسعادة كي يلعب معه 

نظرت مليكة حولها فوجدت نفسها في الفراش 

أخذت تفكر في أنها لم ترقد علي الفراش فمن أحضرها

إليه......أجفلت لوهلة حينما فكرت أن سليم هو من وضعها علي الفراش 

ثم نهضت في هدوء 

إرتدت عباءة سوداء مزركشة بخيوط سيوية في غاية الإتقان والروعة والجمال وإرتدت فوقها حجاب باللون الأبيض كانت تبدو غاية في الجمال

خرجت الي سليم الذي توقف عن ملاعبة مراد ما إن رأها فقد نالت إستحسانه كثيراً بهذه الملابس 

هبطوا سوياً الي الاسفل 

كانت مليكة متوترة للغاية إتجه سليم للجلوس مع أعمامه وياسر ابن عمه 

أما مراد فذهب مع إحدي الفتيات الصغيرة التي تبدو في عامها الخامس ليلعبا سوياً 

وقفت مليكة وحدها لا تعرف الي أين تذهب أو ماذا تفعل حتي جائت منقذتها 

قمر باسمة : صباح الخير يا حبيبتي 

مليكة باسمة: صباح النور 

قمر بحبور : أني جمر مرت ياسر 

مليكة باسمة : أهلا يا قمر اسمك جميل أوي

ضحكت قمر مازحة 

قمر: لا الحديت ده إحنا اللي المفروض نجوله

إبتسمت مليكة في خجل وتابعت بإضطراب 

مليكة: في أي حاجة أساعدكوا فيها 

إبتسمت قمر بارتياح وتابعت بحماس 

قمر: تعالي هاخدك معايا وإحنا بنحط الوكل عشان الفطور 

وبالفعل أخذتها قمر وعرفتها علي وداد والدة ياسر

أخذت مليكة وقمر يتحدثان ويتضاحكان في هدوء وهما تعدان المائدة فقررت عبير أن تضايق تلك الفتاة قليلاً

فوقفت تنظر إليها بغضب وكره خفي لاتعلم مليكة سببه هاتفة بحنق 

عبير : إيه يا جمر هنسيب شغلنا ونجفوا نضحكوا ونتسايروا عاد 

تمتمت قمر بهدوء 

قمر: أنا بشتغل يا خاله أهه متجلجيش 

إبتسمت مليكة بإرتباك وتابعت بهدوء 

مليكة : متقلقيش حضرتك أنا هساعدها وهنخلص أهو 

جائت وداد لإنقاذ الموقف

وداد: سيبهم عاد يا عبير وتعالي 

أخذتها وداد ووقفت تحدثها في هدوء 

وداد: في إيه يا عبير.... مهران جال إنه لجي الحل اللي هيحل بيه الموضوع من غير فضايح كيف ما إنتِ رايدة

رمقتها وداد بنظرات حذرة متوسلة 

سيبي البنيه في حالها بجي وخليها تاخد علينا وتحس إنها بجت منينا يا عبير..... إنتِ عندك بنيه

إحمر وجهها غضباً وتابعت بتهكم 

عبير : جصدك إيه يا وداد.....جصدك إني مش طايجاها و إني بتلككلها عاد 

إبتسمت وداد بهدوء وتابعت 

وداد: هو من الناحية دي فإنتِ فعلاً مش طايجة البنية من لما عرفتي إنها مرت سليم 

أشاحت عبير ببصرها بعيداً عن وداد التي تعلم أنها محقة للغاية 

تابعت وداد بالم 

وداد: سليم ولدنا يا عبير ومش عاوزين نحسسه إنه بجي غريب كيف ما حوصل مع زين أبوه الله يرحمه

زفرت عبير بغضب وتابعت بتهكم 

عبير : طيب عاد يا وداد 

في غرفة الطعام 

إبتسمت قمر في توتر وتابعت 

قمر: معلش عاد يا مليكة هي خالتي إكده بس هي طيبة والله

أردفت باسمة 

مليكة : عادي يا حبيبتي مفيش حاجة متقلقيش 

جائت همس ومراد يتضاحكان 

همس: ماما أني چعانة عاد عاوزة أكل وكمان مراد 

هبطت مليكة لمستواهم ونظرت لقمر و هي تتسائل في حبور

مليكة: بنتك يا قمر 

أردفت همس باسمة 

همس : أيوة واسمي همس 

قبلتها مليكة في حبور وأردفت بلطف 

مليكة: إنتِ عسولة خالص يا همس ربنا يحفظك يا حبيبتي 

إبتسمت قمر 

قمر: أمين 

ثم أردفت بجدية للأطفال 

أجعدي يا همس إنتِ ومراد إهنيه خمس دجايج والوكل يكون إتحط .....وبالفعل أُعِدت المائدة وإستدعت وداد الجميع 

جلس الجميع الي المائدة التي علي رأسها جلست خيرية لتناول طعام الإفطار

كانوا يتحدثون ويمزحون سوياً........شعرت مليكة بالألفة بين أفراد تلك العائلة وتذكرت عائلتها الصغيرة.......كانوا هم أيضاً يجلسون علي المائدة لتناول الطعام ويتضاحكون ويمزحون كثيراً 

أغمضت عيناها بألم شديد وإبتلعت غصة ألم تكونت في قلبها فلقد إشتاقت إليهم حقا

لاحظ سليم شرودها وعلامات الآلم البادية علي وجهها 

فتحت عيناها التي إمتلات بالدموع فوجدت سليم يتطلع إليها في دهشة تقابلت عيناهما لبرهة وكأنها تتوسله.......ولكن من أجل ماذا.......أ من أجل الحب.......العطف أم الاهتمام شعرت بأن الجو العام يخنقها........فإعتذرت في هدوء لعدة دقائق ونهضت عن المائدة

مالت خيرية علي حفيدها قليلاً.......ضيقت عيناها وتابعت تسأله في ريبة 

خيرية : إنتَ مزعل مرتك ولا إيه يا سليم

أردف هو بهدوء 

سليم : ليه يا تيتا بتقولي كدا 

سألت خيرية في لوم 

خيرية : مرتك جامت متضايجة وحزينة روح شوفها يا ولدي 

أردف هو بهدوء 

سليم : بيتهيألك يا خوخا.........هي كويسة 

هو يعلم صحة حديثها.......نعم يعلمه فلقد رأي عيناها منذ قليل ولكن هو الأخر لا يعرف لما !!

نهرته هي قائلة 

خيرية: جوم يا ولدي وإسمع الحديت......جوم شوفها

وبالفعل نهض سليم علي مضض ليري مليكة 

نعم علي مضض ....فهو خائف.....نعم خائف وبشدة 

أيضاً ....يخاف من قلبه ....ذلك اللعين الذي يخاف من ضعفه 

دلفت مليكة الي حجرتها تاركة لدموعها العنان كي تخفف من هذا الشعور بالألم الذي يكاد يحرق قلبها وروحها.......أخذت تمني قلبها ونفسها .....تحثهما علي القوة وعدم الضعف ثم أردفت متسائلة في سخرية 

إنتِ من إمتي يعني محتاجة حد جمبك ما إنتِ طول عمرك عايشة لوحدك ومش محتاجة حد 

من إمتي وانتي محتاجة دفا وحنان وحب والكلام دا 

إياكي تضعفي يا مليكة لو ضعفتي هتروحي في داهية وتبوظي كل حاجة 

جففت دموعها ونثرت بعض الماء علي وجهها كي تخفي أثر البكاء وهمت بالذهاب للخارج ولكنها ما إن فتحت الباب حتي وجدت سليم أمامها 

رمقها سليم بقلق يخفيه خلف الحدة التي غلفت صوته 

سليم : إيه اللي قومك من علي السفرة 

أردفت هي مضطربة 

مليكة: مفيش حسيت بس بشوية صداع فقومت أخد مسكن

كان سليم يعلم أنها تخبئ شئ ما وأنها لا تخبره الحقيقة فقد لاحظ عيناها المنتفختان وزرقاوتيها المعكرتان......شعر برغبة عارمة في ضمها الي ذراعيه ولكنه تراجع في اللحظة الاخيرة عندما خيل له أنها تبكي بسبب تذكرها لعاصم ذاك الرجل الذي إستدعته في حلمها 

سليم بقسوة : طيب يلا مينفعش نسيبهم كل دا عيب 

عادا سويا الي المائدة 

إبتسم سليم لجدته كي يطمئنها 

سليم: قولتلك مفيهاش حاجة يا خوخا إنتِ اللي مكبرة الموضوع 

بعد إنتهاء الإفطار سمعت مليكة صوت وصول أحد ما تبعه أصوات ترحيبات كثيرة 

قمر : دي فاطمة وصلت 

تسائلت مليكة في دهشة 

مليكة: مين فاطمة يا قمر 

أردفت قمر باسمة 

قمر: بنت عمتي عبير وتوبجي بنت عمة سليم 

كانت في الكيلة ولساتها چاية 

أما فاطمة فكانت تبحث عن سليم بعينيها في أرجاء المكان

إحتضنتها قمر 

قمر: حمد علي السلامة يا فاطمة 

أردفت فاطمة باسمة 

فاطمة: الله يسلمك يا جمر

أشارت قمر لمليكة لتعرفها علي فاطمة 

سألت فاطمة باسمة 

فاطمة: أهلين بيكي إنتِ الضيفة اللي چاية مع سليم 

أردفت مليكة باسمة بحبور 

مليكة : أهلاً يا فاطمة أنا مليكة مراته 

تلاشت إبتسامة فاطمة تدريجياً من هول ما سمعته وكادت أن تفقد وعيها..... تري هل ما سمعته بأذنيها صحيح ......أم أن أذنيها قد خدعتها....لا هي متاكدة أن ما سمعته صحيح ولكن كيف ومتي 

لم تشك مليكة بشئ من ناحيتها فهي تعلم أن لها الحق في أن تصدم كرد فعل الجميع بالأمس 

حضرت عبير للترحيب بابنتها وأخذها لغرفتها 

صعدا الاثنان سويا وعبير ترمق مليكة بنظرات 

غاضبة..ساخطة و حاقدة أيضاً.......أخذت قمر مليكة وخرجا للجلوس في حديقة القصر


************************** 


أما في غرفة فاطمة 

تمتمت فاطمة بغضب وحقد 

فاطمة :جوليلي إن الحديت الماسخ اللي سمعته تحت ده مش صوح.......جوليلي إنه غلط ومحصولش 

أردفت عبير بألم 

عبير : إهدي يا بنتي ومتجطعيش جلبي عليكي عاد 

إتسعت حدقتاها بصدمة وتابعت بضياع 

فاطمة : يعني الحديت دا صوح وهي مرته

إحتضنتها عبير بقوة..... فأردفت هي وصوتها يقطر آلماً 

فاطمة : ليه يا أماي يعمل معايا إكده ليه يتچوز واحدة تانية وهو خابر إن الكل كان بيجول فاطمة لسَليم وسَليم لفاطمة 

تابعت بغضب 

ليه جوليلي ليه 

أسبلت عبير جفناها بألم وتابعت بهدوء 

عبير : النصيب يا بنيتي النصيب كل شي جسمة ونصيب......إنسيه يا فاطمة...... إنسيه يا حبيبتي وأني هچوزك سيد سيده

أظلمت عيناها حقداً وجاشت ملامحها غضباً 

فاطمة : أني هنساه فعلاً يا أماي وجسماً باللي خلجني وخلجهم لهوريهم هما التنين 


***************************


تفتكروا فاطمة هتعمل حاجة ولا تهويش علي الفاضي ؟؟!

و


ايه هيكون رد فعل مليكة لما تعرف ان ليها منافسة تانية؟؟! 




لايك قبل القراءة وكومنت بعدها ❤😍


الفصل الخامس عشر 


أما في الحديقة 

جالت قمر ببصرها في وجه مليكة في إضطراب وأردفت 

قمر: مخبراش إن كان سليم خبرك بالحديت اللي هجوله دلوجت ولا لع بس أني هجوله 

إعتري مليكة القلق كثيراً لحديث قمر فسألتها في قلق 

مليكة : في إيه يا قمر 

أردفت هي بهدوء 

قمر : بصي يا حبيبتي كل العلية كانوا مرتبين چواز فاطمة من سليم لما فاطمة تخلص چامعتها علشان إكدة إتصدموا في الأول وعلشان إكده برضك خالتي عبير متضايجة منيكي وطبعاً أكيد كمان فاطمة 

جحظت عينا مليكة صدمة مما تسمعه 

مليكة: بس أنا مكنتش أعرف حاجة زي دي 

أردفت قمر بإضطراب 

قمر: بصي يا مليكة أني خبرتك بس علشان توبجي فاهمة ومتزعليش منيهم هم طيبين والله بس زي ما جولتلك هما بس مصدومين و أول ما يتعاملوا معاكي هيحبوكي وهينسوا كل حاچة فمتجلجيش كل الموضوع حبة صبر 

زفرت مليكة بعمق و هي تتسائل بداخلها في سخرية

أه يا تري كم إمراة بعد أوقعتها يا سليم.....لا تستطيع أن تلومهم فهي قد وقعت في أسره منذ اللحظة الأولي نعم وكأنه لا يكفيها من حياتها آلماً وعذاباً لا بل أحبت هي رجلاً كل الطرق لا تؤدي اليه!!!! 


أخبرتهم خيرية بزفاف محروس وطلبت من مليكة الإستعداد هي ومراد للذهاب معهن 

وبالفعل إستعدت النساء وإرتدين ثياباً مزخرفة مزينة تليق بالمناسبة وأيضاً باسم العائلة ومكانتها

وبالفعل توجهن الي المكان المخصص إليهن 

وعلي الناحية الأخري إستعد الرجال بإرتداء الجلباب الفلاحي وإرتدي البعض منهم العمم وتوجهوا الي المكان المخصص لهم في موكب مهيب يليق بإسم عائلة الغرباوي

جلس سليم بين الرجال وبين أحضانه مراد طفله الصغير الذي أسر الجميع ببرائته وملامحه وأيضاً بشقاوته أخذ الجميع يرحب به فها هو ابنهم الغائب قد عاد الي الوطن ها هو طيرهم قد عاد لموطنه 

بارك مهران لمحروس وأعلن مفاجئته وسط الجميع بأن سليم ابنهم قد تزوج وبأن الجميع مدعون غداً الي الدوار الكبير لتناول العشاء علي شرفه وشرف زوجته وطفلهما 

وكذلك فعلت خيرية فقد عرفت عن مليكة منذ الوهلة الاولي ودعت السيدات الي المنزل لتناول العشاء 

سعد بها البعض وحزن البعض ممن كانوا يرتبون لتزويج سليم لابنتهم ولكن مليكة حظيت بالكثير من المحبة والود فحقاً أؤلئك الناس طيبون للغاية 


*************************


في صباح اليوم التالي 

إستيقظ سليم مبكراً وذهب مع ياسر للإشراف علي أمور الكفر والأراضي الزراعيه......أما مليكة فهبطت للجلوس مع خيرية وقمر ووداد 

شعرت مليكة بحركة كثيرة في القصر....وتجهيزات عديدة في الصحن فأردفت متسائلة في دهشة 

مليكة: إيه الحركة الكتير اللي في البيت دي يا قمر

أردفت قمر باسمة بحبور 

قمر: النهاردة هيوبجي فيه عشا في الدوار الكبير علشان چوازكوا إنتِ وسليم 

تابعت خيرية باسمة في فخر 

خيرية: دا هيوبجي بدال الفرح يا بنيتي 

أردفت مليكة متسائلة 

مليكة:طيب يعني هو أنا المفروض ابقي موجودة صح 

أجابتها وداد باسمة 

وداد: صوح يا بنيتي بس الكلام ديه لو في ستات 

چم .....فإنتِ هتنزلي تجعدي وسطيهم علشان يرحبوا بيكي بيناتهم 

أومأت مليكة برأسها في هدوء 

ظلت السيدات في غرفة خيرية يتسامرن ويضحكن حتي ميعاد قيلولتها فصعدت مليكة لتأخذ حماماً وتستعد للعشاء وزيارة السيدات أما وداد فذهبت كي تري ماذا فعلت السيدات بالعشاء وذهبت قمر للإطمئنان علي همس ومراد 

دلفت مليكة لمرحاض غرفتها وفتحت المياه كي تظبط حرارتها ولكنها فجاءة سمعت إحدي الخادمات تطرق باب غرفتها بعنف 

أغلقت مليكة المياة بعدما ظبطتها وخرجت مسرعة لتفتح الباب متسائلة في دهشة 

مليكة : في حاجة

هتفت بها الفتاة بهلع 

الفتاة : إلحجينا يا ست مليكة سي مراد وجع وهو بيلعب وإيده انچرحت 

شهقت مليكة بفزع بعدما إرتعد قلبها وركضت مهرولة لتري طفلها......ولكن عندما هبطت وجدت قمر تلعب معهما في هدوء ومراد بخير حال حتي إنه يلعب ويضحك في سعادة منقطعة النظير 

شاهدتها قمر فتوجهت إليها في دهشة

قمر: مليكة!! في إيه عاد.........مالك نازلة بتچري إكده ليه حوصل حاچة 

سألت مليكة بقلق 

مليكة : مراد كويس يا قمر 

حدقت بها قمر وأردفت في دهشة 

قمر : مهو بيلعب وبيچري جدامك أهه.... في إيه!!!

أردفت مليكة بعدم فهم 

مليكة: أصل واحدة من البنات اللي هنا طلعت وقالتلي إن مراد وقع وإتعور فأنا نزلت جري علشان الحقه 

هتفت قمر بدهشة 

قمر : مفيش حاچة يا مليكة أني مهملتهمش واصل وجاعدة معاهم متجلجيش وروحي شوفي كنتي بتعملي ايه 

أردفت مليكة باسمة بحبور 

مليكة : ماشي يا قمر 

عادت مليكة الي غرفتها مطمئنة ولم تفكر حتي في كلام تلك الخادمة فقد ظنت أنها أخطأت 

عادا سليم وياسر سوياً للمنزل فركض إليه مراد كعادته........حمله سليم للداخل وهما يضحكان وخلفهما ياسر وقمر وهمس 

وفجاءة سمعوا صوت صرخة قوية تأتي من الأعلي 

هتفت قمر متسائلة في قلق 

قمر: مين اللي صرخ إكده عاد 

صاح سليم بلهفة راكضاً للأعلي 

سليم : مليكة 

ركض الجميع للأعلي بفزع ......فدلف سليم للداخل وخلفه قمر وبقي ياسر بالخارجحفاظاً علي حرمة زوجة ابن عمه 

طرق سليم باب المرحاض بعنف وهو يسأل في قلق 

سليم: مليكة إنتِ كويسة 

خرجت مليكة من المرحاض ترتدي الروب تمسك بأعلي كتفها الأيسر وأسفل ظهرها يبدو الألم جلي تماماً علي قسماتها 

هتفت بها قمر تسألها في قلق 

قمر : مليكة إنتِ اللي صرختي إكدة عاد 

أومات مليكة راسها بألم 

أمسك بذراعيها وهو يتفحصها في قلق 

سليم: فيكي إيه يا مليكة إنتِ كويسة 

أردفت هي بدموع 

مليكة : الماية السخنة حرقت كتفي 

أجلسها سليم علي الفراش بحنان وقلق في أن واحد فتح مقدمة روبها وأنزله قليلاً كي يتمكن من رؤية كتفها.....إنكمشت ملامحه و شهقت قمر من مظهر كتفها فقد تأذي بشدة 

هتف سليم بقلق 

سليم: إيه دا 

أردفت هي وقد غشا زرقاوتيها ستاراً من الدموع 

مليكة : مش عارفة أنا.......أنا كنت مظبطة الماية ويدوبك بس نزلت وطلعت لما فتحتها كانت أكنها مغلية

دلفت قمر للمرحاض كي تري ماذا حدث 

وضع سليم يده بالخطأ علي موضع سقوطها 

فأنكمشت بجسدها الصغير بعدما تجعدت قسماتها 

آلماً ......ظن سليم أنها إبتعدت عنه لأنها لا تطيق لمسته.......ففجأة تحول الدفئ في عينيه الي قسوة وبرود آلمتها وجعلت جسدها الصغير يرتعد وقلبها يصرخ باكياً 

اااه يا لك من أحمق زوجي العزيز.... أه يا معذبي 

لما كل هذا البرود والقسوة لما..... ماذا ظننت أظننت أني أكره لمستك


********************* 


في المرحاض 

وجدت قمر أن مؤشر المياه يشير لأعلي درجة حرارة وأيضاً يوجد الكثير من الصابون المسكوب علي الأرض فخرجت من المرحاض تسألها بهلع

قمر : إنتِ وجعتي يا مليكة 

همهمت مليكة بخجل وهي تطالع سليم وكأنها تخبره سبب إبتعادها 

مليكة : وأنا طالعة إتزحلقت 

وتابعت بآلم كي يعلم سليم لما إبتعدت عنه 

مليكة : ضهري واجعني 

فهم سليم كل شئ وإتضحت أمامه الصورة بشدة 

طلب سليم من قمر أن تساعد مليكة علي إرتداء ثيابها بينما وقف هو خارجاً ينتظرها يقص علي ياسر ما حدث 

إنتهت قمر فدلف الرجلان للداخل 

أردفت قمر مضطربة 

قمر : الموضوع كدة مش طبيعي..... يعني الصابون المدلوج والسخان إكده مش طبيعي واصل 

فكرت مليكة أنها إذا أعربت عما يعتريها ستثير المشاكل في المنزل وهذا اخر ما تريده فقررت تحويل مسار الموضوع وهي تحاول أن تفسر الموضوع بصورة طبيعية 

ولكن سليم لم يقتنع وخصوصاً بعد أن سمع حكاية الفتاة التي جائت تدعوها لرؤية مراد 

تطلع الرجلان لبعضهما وكأنهما قد عرفا من الفاعل 

فمن له مصلحة في أذية مليكة غيرها.... نعم هي 

فاطمة..... قرر سليم ألا يمرر تلك الفعلة علي خير ولكن الأن سيقوم بأخذ مليكة للمستشفي


***********************


مرت الأيام في روتين طبيعي بين حدة عبير وفاطمة مع ملكية وبين محاولات قمر ووداد وخيرية لجعل مليكة تنسجم بينهما وتشعر بأنها وسط عائلتها 

وما عزز موقفها هو موقف سليم بعدما عادا من المستشفي

تتذكر حينها كيف دلف للداخل غاضباً وطلب أن يجتمع الجميع في صحن القصر من الخدم وأهل المنزل 

وقف يصيح غاضباً

سليم: كلمة ومش هكررها تاني واصل وياريت تسمعوها وتوبجي حلجة في ودن الكل.....مليكة مرتي واللي يمسها يوبجي مسني أنا ومتفكروش إني مش دريان باللي بيوحصول.......أني عارف زين مين اللي عمل إكده وعارف ليه و وحيات اللي خلجني وخلجه ما هعديهاله 

إرتعدت أوصال فاطمة كثيراً يومها حتي كادت أن تعترف ولكنها تراجعت في أخر لحظة 

سألتها خيرية عن عائلتها فأخبرتها مليكة بالحقيقة دون ذكر أن والدها أخذ شقيقها وتركهما فأخبرتها أنه قد توفي في حادث ما هو وشقيقها 


**************************


وبعد مرور عدة أيام 

ملت مليكة من الجلوس الدائم وقلة الحركة فقررت النهوض والخروج للمروج الخضراء التي شاهدتها في طريقة 

للقصر .....تمتع ناظريها قليلاً 

بتلك الجنة الخضراء الخلابة التي لاطالما سمعت عنها......فنهضت وإرتدت ثيابها وطلبت من قمر أن ترافقها.......التي وافقت علي مضد فهي تعلم جيداً إذا علم سليم بالأمر فسيقتلها فوراً دون أن يرف له جفن.....فهو يغار علي مليكة كثيراً.....ومن الجلي تماماً الذي لا يلحظه هو بنفسه.......أنه يحب مليكة لا بل هو يعشقها.......ومن لا يحبها فهي فتاة رائعة للغاية 

إرتدت مليكة ثيابها وخرجت الأخيرة ومعها قمر الي 

الحقل .....بُهرت حقاً بتلك الخضرة رائعة الجمال وتلك المظاهر الخلابة التي تحيط بهم 

أخذت الفتاتان تضحكان وتتحدثان كثيراً ولكن فجاءة وأثناء حديثهما سمعا صراخ طفل صغير 

إلتفتا سريعاً في هلع ففزعا لما يحدث...... فقد شاهدا طفل يبدو في السابعة من عمره قد علقت إحدي قدماه في أحد السواقي التي تقودها المواشي.....أخذ يتطلع ناحية تلك البهيمة التي قاربت علي دهسه بفزع صارخاً محاولاً تخليص قدمة الصغيرة قبل أن تدهسها تلك الماشية 

شهقت مليكة بهلع وهي تركض ناحيته فقد كانت البهيمة علي بعد خطوات حقاً من دهس ذلك الصغير.......جثت علي ركبتها بسرعة فائقة لم تصدقها حتي هي...........خلصت قدمه العالقة وإحتضنته بكل قوتها.......فكان جسدها يمثل له درعاً بشرياً من ضربات تلك الماشية الغاضبة 

تلقت هي كل الضربات من تلك الأخيرة المغمضة العينين........لم تعرف حتي لما فعلت هذا ....أ لأنها تخيلته مراد......أم هو قلب الأم..... حقاً لا تعلم


*****************************


تفتكروا إيه الي هيحصل لمليكة؟؟! 

وسليم هيكون رد فعله ؟؟!


أتمني الفصل يعجبكوا فرولاتي❤❤😍



تكملة الرواية هناااااااااا

تعليقات

التنقل السريع