القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بين طيات الماضي البارت 16-17-18-19-20بقلم منة الله مجدي

 

رواية بين طيات الماضي البارت 16-17-18-19-20بقلم منة الله مجدي





رواية بين طيات الماضي البارت 16-17-18-19-20بقلم منة الله مجدي


الفصل السادس عشر 


كانت تتلقي ضربات تلك الماشية بشجاعة غير معهودة غير عابئة بكم الألم الهائل الذي تشعر به في ظهرها.....يكاد يقتلها ........تتساقط دموعها كالسيول في يوم شتوي ممطر في صمت تبتسم بهدوء لطمئنة ذلك الصغير الباكي بين ذراعيها 

أخذت قمر في الصريخ والصياح حتي جائا ياسر وسليم علي صوتها -حقيقة لم يكونا هما فقط من حضرا بل جائت البلد بأكملها -شعر سليم بقلبه يغوص بأخمص قدميه حينما رآها بتلك الهيئة فركض مسرعاً هو وياسر 

أمسك ياسر تلك الماشية الرعناء........وحمل سليم زوجته الباكية التي بدأت تفقد وعيها من شدة الألم

حدق فيها بقلق سمح له أن يطل من خضراوتيه 

وهو يسمعها تهمس بأنين ناعم كما رنة نبرتها 

مليكة: سليم....

تأمل قسماتها المتآلمة للحظات.......لحظات تَعَرف فيها قلبه علي آلم ما ذاق مرارته يوماً 

أخذها الي المنزل وخلفه سيارة ياسر ومعه قمر وذلك الطفل الصغير الذي لا يعرفون أهله 

بعد دقائق معدودة كانوا قد وصلوا الي منزل العائلة

وبعد عدة محاولات نجح في حملها 

فتأوهت بوَجع مزق قلب حديث الولادة في دنيا الحب وصعد بها لغرفتها........أسرع واضعاً إياها علي الفراش بحذر إنتفض قلبه وروحه مع صرختها إثر لمس الفراش لظهرها........فتشتت وما عاد يدري ما التصرف السليم وهو ينظر الي جميلته الباكية المتألمة.....لذا ترك العنان لزمام قلبه كي يتحكم 

صعدت خلفه وداد وخيرية وبعض الخادمات وخلفهما عبير وفاطمة 

لطمت وداد علي صدرها وشهقت بفزع حين رأت هيئة مليكة بينما تسللت إبتسامة خفية لثغر عبير

هتفت خيرية تسأل في قلق 

خيرية : حوصل إيه يا ولدي مليكة فيها إيه 

قص سليم عليهن ما حدث بتوتر وخوف 

تعالت شهقات الفزع وحقيقة لم يكن الخوف والفزع وحده المسيطر بل كانت هناك بعض نظرات الفرحة 

والإنتصار.... نظرات غل و شماتة 

نظرت لزهرة نظرات قلقة آمرة 

خيرية: إدلي يا زهرة بالعَچل هتلاجي برطمان في أوضتي فيه دهان أخضر هاتيه 

هبطت زهرة راكضة لأسفل 

فأردفت وداد بقلق 

وداد : دي محتاچة حكيم يا أمة....لازم يشوفها حكيم

إستطردت خيرية بهدوء 

خيرية : الدهان دا هيريحها واصل متجلجوش 

وإنت يا سليم لما تفوج تاخدها طوالي وتروحوا الوحدة وهناكة يشوفها حكيم 

تأوهت مليكة من شدة الآلم الذي تشعر به بظهرها وبدأت تبكي 

جلس بجوارها ومد كفه نحو وجنتها ليمسدها بإبهامه بلطف وهو ينحني قليلاً ليهمس برقة أمام عينيها الباكية 

سليم: إهدي حالاً هتبقي كويسة 

أحاطها برفق بين ذراعيه........وفجاءة صرخ بجميع الخادمات كي يستعجلن زهرة 

علي الرغم من كل ما تشعر به من آلم إلا إنها تمنت لو تلك اللحظة تدوم للآبد لو تبقي ولا تنتهي.......... لم تري سليم بهذه الحالة من قبل 

كانت تمني ألا تخرج من بين ذراعيه أبداً.......أه كم تتمني لو تظل هكذا طوال العمر 

صعدت زهرة لاهثة وناولت العلبة لخيرية 

التي ناولتها بدورها لسليم آمرة إياه أن يضعه مكان الكدمة ثم إستدارت محدثة الجميع طالبة منهم أن يخرجن ويتركوهما 

هم سليم بالإعتراض فهو لن يستطيع أن يقوم هو بوضع ذلك الدهان لها......ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة........فماذا سيقول.......أيخبرهم إنه يخشي من قلبه الأحمق .....أم 

ماذا !!!

هبطت خيرية ومعها باقي السيدات وأغلقت خلفها الغرفة 

فوقف هو مرتبكاً للغاية لا يدري ماذا يجب عليه أن يفعل 

لم يعرف كيف همس بها برقة بالغة وحنان أشد 

سليم : حاولي تساعديني يا مليكة......وتنامي علي وشك وأوعدك والله كل حاجة هتبقي تمام 

رأي عينيها تتألقان بأمل خلف ستار العبرات التي غشت عينيها قبل أن تحرك أهدابها صعوداً وهبوطاً موازياً لحركة إماءة خفيفة برأسها كما يفعل الأطفال.......ومن قال أنها ليست طفلة.......هي لا تزال تلك الطفلة التي تركها والدها في الثامنة من عمرها......التي وَأدت طفولتها عند ذلك العمر كي تجابه هذا العالم......كي تساعد والدتها وشقيقتها كيلا يتفرقا 

إنفرجت شفتيه بإبتسامه قلقة....لا يعرف حتي من أين خرجت فكل ما يعرفه أنها خرجت بأمر حاسم من قلبه......وبعد بضع محاولات حثيثة....نجحت في الإستلقاء علي بطنها 

أمسك هو بيده ذلك الدهان التي أعطته له جدته

ليمسد بها ظهر تلك المسكينة المتالمة

لكن..... كيف!!!! 

ظل لبضع ثواني ينقل بصره بين البرطمان الذي بيده وبين مهجته المسجاه علي الفراش فإختل تفكيره ولأول 

مرة.... لأول مرة سليم الغرباوي يجد نفسه غير قادراً علي إتخاذ قرار صائب 

فتصلب كالأبله لايدري ما الذي يجب عليه فعله 

أهه مكتومة صدرت منها..........جعلته يفيق من حالته الخرقاء تلك رفرف بأهدابه وزفر بهدوء وبطء وهو يفكر ويعد خطته 

إزدرد ريقه وهو يعتدل في جلسته كي يتمكن من وضع ذلك الدهان.........ولكنه فشل قبل أن يبدأ

حين داهمته حقيقة أنها ترتدي إحدي فساتينها المزركشة فهذا يعني.... هذا يعني أنه سينكشف منها أكثر مما يستطيع تحمله ......إنقعد تفكيره.......وإزدادت تأوهاتها حتي أنها إمتزجت بالبكاء 

فإزداد توتره ووقف حائراً لا يدري ماذا يفعل 

جاب ببصره بين ذلك البرطمان الممسك به وبين 

فستانها ......إنطلقت منها صرخة خافته متآلمة لتبعثر شتات روحه 

رفع فستانها في هدوء وهو يغض الطرف عما إنكشف منها بالضالين لينكشف وأخيراً ظهرها المرمري الذي غطته الكدمات الحمراء والزرقاء التي تلونت بالأخضر والأرجواني 

زفر بعمق وجلس بجوارها في هدوء........أخذ جزءاً من ذلك الدهان وبدأ بتمسيده علي ظهرها بأصابع يده بخفه ورقة بالغتين تتنافيان تماماً معه 

كان يسمع تأوهاتها تقل شيئا فشيئاً حتي هدأت تماماً فعلم أنها قد خلدت الي النوم 

وضع عليها الفراش بهدوء وهبط للأسفل كي يعرف ماذا فعلوا بذلك الطفل الصغير 

وحينما هبط للاسفل سألته خيرية بلهفة 

خيرية : طمني يا ولدي كيفها مليكة دلوجت 

أردف بهدوء 

سليم : نامت يا حبيبتي متقلقيش

أردفت وداد في قلق 

وداد: لما تفوج ياولدي تاخدها وتروحوا للحكيم علشان نتطمنو برضوا 

أومأ برأسه في أدب ثم تطلع الي ياسر يسأل بصرامة

سليم: الولد دا عرفتوا فين أهله 

إزدرد ياسر ريقه بتوتر بعدما جاب ببصره كافة ربوع الغرفة......فإستاذن من الجميع وسحب سليم للخارج 

ضيق سليم عيناه وسأل في توجس 

سليم : في إيه يا ياسر 

أردف ياسر مضطرباً في قلق 

ياسر : الواد دا يوبجي.... ولد عاصم الراوي 

إتسعت حدقتا سليم صدمة لما حدث وهتف بدهشة

سليم : إيه!!! 

ياسر بجمود : كيف ما سمعت يا سَليم

سليم بدهشة : وإزاي يعني يدخل أراضينا

ياسر بحيرة : مخبرش كيف يا ود عمي.... ودا اللي هيچنني دا غير إن ابوه مچاش يسال عنيه لحد دلوجت

سأل سليم في توجس

سليم: طب وبعدين 

أردف ياسر في هدوء 

ياسر: مخابرش... أنا أصلاً ........

ولم يتما حديثهما حتي سمعا أصوات مرتفعة تأتي من الداخل 

دلفا للداخل مسرعين 

تطلع مهران بصدمة لذلك القادم نحوهم......تظهر عليه وبوضوح علامات السن 

مهران : أمچد!!! 

صاحت عبير غاضبة 

عبير : إيه اللي چايبك هني عاد 

صرخ شاهين بأحد الرجال الرابضون بالخارج 

شاهين : كيف يا بهايم إنتو تدخلوه إكده 

تمتم الرجل بقلق 

الرجل: جالنا إن حضراتكوا اللي رايدينه

هتف ياسر بهدوء 

ياسر: خلاص يا عمي أنا اللي طلبت أمچد بيه 

ذهل الجميع مما تفوه به ياسر ........أولا يعلم هذا الاحمق مدي تلك المشاكل بين العائلتين 

هتف مهران بدهشة 

مهران : كيف يعني يا ياسر 

تمتم سليم بصرامة 

سليم : خلاص يا عمي بعد إذنك 

أمجد بهدوء : زي ما سمعت يا شاهين 

أنا چاي إهنيه علشان أخد أمانه ليا عنديكوا 

هتف به شاهين غاضباً بحنق 

شاهين : أمانة كيف 

امجد: حفيدي .....إهنيه عنديكوا 

سألت عبير غاضبة بدهشة 

عبير : كيف يعني !!!

نظر شاهين لزوجته كيلا تتفوه بأي حرف وتصعد لغرفتها فوضعت يدها علي فمها حانقة وهي تلعن وتسب داخلها 

رمقهم سليم بنظرة صارمة وتحدث بحدة وجمود

سليم: خلاص يا چماعة كل واحد يتفضل علي اللي كان بيعمله......... أنا وياسر هنتصرف في الموضوع دا متشغلوش بالكوا بيه واصل 

وكانت تلك الكلمات هي أمر واضح وصريح من سليم ليذهب الجميع وألا يتدخل أحد بينهم وبالفعل إنصرف الجميع اثر نظرات سليم الحذرة.......أشار سليم لأمجد ناحية الحديقة 

سليم: إتفضل يا أمچد بيه ....هنجعد برة 

أومأ أمجد برأسه موافقاً وتقدم المسيرة جلس الرجال علي الطاولة الموجودة بالحديقة فإعتذر له سليم عما بدر من أهل المنزل 

إبتسم امجد بود وأومأ له رأسه بهدوء 

امجد: مفيش حاچة يابني........هما عندهم حق 

أخذ سليم يتحدث ويقص عليه ما حدث.......وأمجد غير عابئ ألا بهذا الشبل الذي يشبه صديقه كثيراً

أااه كم إشتاق له.... فقد كانوا أكثر من الإخوة إمتلأت عين أمجد بالعبرات التي أبت أن تخرج 

دموع الفراق.......الإشتياق.... والحزن.....والألم أيضاً

لاحظ ياسر شروده فسعل سعله خفيفة كي ينبهه دون أن يحرجه......وبالفعل إنتبه امجد لحديث سليم الذي سرعان ما إنتهي وقد فهم منه أمجد ما حدث تماماً

فأردف بإمتنان واضح 

أمجد: أنا مش عارف إشكركوا إزاي يابني......ولو ينفع كنت حابب أشكر مراتك بنفسي 

لم يعرف سليم ما هذا الشعور بالنيران الذي إجتاحه فجاءة........أ هذه هي الغيرة......لالا إنه رجل كبير.... مما يغار... ولما قد يغار في الأساس وهي لا تُحدث لديه فرقاً

سليم بهدوء : إن شاء الله يا أمجد بيه بس هي حالياً نايمة 

سأل أمجد بقلق 

امجد: أخدتوها للدكتور يابني 

طالعه سليم بغضب........لما يصر علي إغضابه 

حسناً إهدا قليلاً إنه فقط يطمئن.......فهي من أنقذت حفيده 

سليم بإقتضاب : لا لسة 

تمتم أمجد بفخر 

أمجد: إسمحلي يابني يعني لو مش هيبقي فيها مشاكل أنا مرات ابني دكتورة.......يعني لو تيجي تشوفها علشان نتطمن.......وأحس إني حتي رديتلها جزأ من جميلها عليا 

تهللت أساير وجهه فرحاً فقد كان ما يغضبه إنه سيضطر الي إصطحابها لدي طبيب ذكر.......فهو يعلم جيداً أن المستوصف الموجود بالقرية ليس لديه عدد كبير من الاطباء 

اردف سليم بفرحة خفية لاحظها ياسر الذي يشاركه نفس التفكير والمعتقدات 

سليم : ياريت..........يعني لو مش هنتعبها 

أردف أمجد فرحاً 

أمجد : لا يا بني لا هتتعبها ولا حاجة دا شغلها 

وبالفعل هاتف نورسين زوجة ابنه للحضور لمنزل 

الغرباوي........الذي ظن أنه لن يدخله مرة أخري 


*********************


في غرفة مليكة 

كانت قد إستيقظت بالفعل علي بكاء مراد القلق الجالس بجوارها 

مراد باكياً : مامي.... مامي 

عمدت مليكة بكفها تمسح به وجنته الرقيقة وتبتسم له في وهن تطمئنه بأنها بخير 

إبتسم هو ما إن رأي والدته قد فتحت عيناها وقبل رأسها يسألها بقلق 

مراد : مامي إنتِ كويثة

أردفت باسمة بوهن 

مليكة : الحمد لله يا حبيبي متخافش

دلفت قمر الي الغرفة ومعها أيهم......ذلك الطفل الذي لمس شغاف قلبها من الوهلة الأولي 

إبتسمت له في حبور بينما كان يبكي....تألم قلبها لرؤيته يبكي بهذه القوة 

قمر : كفاية بكي عاد أهي صاحية... وزينه كمان متجلجش 

أردفت همس باسمة 

همس : شفت مش جولنالك إن خالتي مليكة بجت زينه 

أشارت مليكة له بالإقتراب باسمة في حبور 

مليكة : تعالي يا حبيبي هنا 

أقترب منها في هدوء وتردد 

فعمدت مليكة بيدها لتمسح دموعه برقة بالغة 

مليكة بهدوء : بتعيط ليه 

أردف باكياً بتأنيب الضمير 

الطفل: علشان.......علشان أنا اللي خليتك تبقي تعبانة وتعيطي كدة 

أردفت هي باسمة 

مليكة: يا حبيبي أنا كويسة متخافش 

ثم تابعت باسمة 

مليكة: قولي بقي إنت اسمك إيه 

الطفل : أيهم

إبتسمت بعدما مسحت علي شعره في حنو 

مليكة : ماشاء الله اسمك جميل زيك 

تطلع لها أيهم ببراءة شديدة وحاولت إبتسامة رقيقة أن تصل الي شفتيه في هدوء ثم سألها متوجساً

أيهم : يعني إنتِ مش زعلانة مني 

مليكة باسمة : لا طبعاً يا حبيبي

ربتت قمر علي رأسه بحنو 

قمر: بس متلعبش چمب البهايم تاني يا حبيبي 

هز رأسه بحدة وتابع بخوف وكره 

أيهم: أنا بكرههم أصلاً

إبتسمت قمر علي فعلته وتمتمت باسمة 

قمر: لا يا حبيبي متجولش إكده......إنت بس المرة الچاية تخلي بالك منيهم......وهما مش هيعملولك حاچة 

أومأ رأسه باسماً بحبور بحركات وائمت حركة جفناه

أيهم : حاضر 

بعد وقت قليل صعدت نورسين للأعلي ومعها وداد

أشرق وجه أيهم ما إن رأي والدته وركض إليها بإشتياق 

أيهم: مامي 

جثت علي ركبتيها لمستواه وإحتضنته هي بقوة وأخذت تقبله في هلع هاتفة به بقلق 

نورسين: كدة يا أيهم تعمل كدة في مامي 

تمتم ببراءة شديدة 

أيهم : يا ماما أنا كنت عاوز ألعب معاها بس إتلعبكت

(اتكعبلت )

ضحكت مليكة بوهن وألم علي كلماته

وكأن نورسين لاحظت وجود الناس حولها في تلك اللحظة 

فنهضت بإحراج وتوجهت ناحية مليكة متمتمة في بأمتنان

نورسين: أنا مش عارفة أشكرك إزاي.... إنتِ رديتيلي روحي 

إبتسمت مليكة بهدوء 

مليكة : متقوليش حاجة........أيهم زي مراد بالظبط

وأنا معملتش حاجة والله.........أي حد مكاني كان هيعمل كدة

لم تعلم نورسين بماذا تشكرها فإكتفت بنظرات الإمتنان التي تشع من عينيها 

نورسين: أنا دكتورة عظام.......وبابا كلمني علشان أجي أشوفك 

أردفت قمر باسمة 

قمر : هو إنتِ مرات ولد عمي أمچد 

نورسين باسمة: أه 

إضطربت مليكة قليلاً لدي سماعها الاسم فو يشبه اسم والدها ولكنها رحبت بها باسمة 

طلبت قمر من أيهم وهمس ومراد الهبوط للأسفل واللعب سوياً حتي تتمكن نورسين من معاينة مليكة 

قبل مراد والدته وهبط للأسفل في هدوء 

ساعدا قمر ونورسين مليكة علي الإضطجاع علي بطنها وفحصتها نورسين برفق 

نورسين: الحمد لله مفيش حاجة خطر 

أهم حاجة بس تستريحي في السرير أطول فترة ممكنه ودول شوية مراهم مسكنة تحطيهم كل 4ساعات وبإذن الله تقومي بالسلامة 

أردفت مليكة شاكرة إياها بشدة 

فتابعت هي باسمة 

نورسين: علي إيه دا واجبي........وإعتبريه جزء من ديني 

ترك سليم الرجلان سوياً ولم يشعر بنفسه إلا وهو أمام غرفتها 

طرق الباب بهدوء ثم دلف للداخل وتنحنح 

قمر باسمة : إتفضل يا سليم 

أومأ رأسه بهدوء 

سليم بقلق : إيه الاخبار يا دكتورة طمنيني 

طمانته نورسين علي حالتها كثيراً وأعطه نفس التعليمات التي أعطتها إياها منذ دقائق 

أوما لها سليم.... وظهرت علي وجهه شبح إبتسامة إمتنان 

سليم : شكراً 

خرجا قمر ونورسين وتركاهما بمفردهما 

أما بالأسفل فطلب أمجد من ياسر أن يوصله لحجرة الحاجة خيرية التي تهلل وجهها ما ان رأت ذلك العجوز الذي يذكرها بولدها الراحل 

توجه ناحيتها مقبلاً يدها 

فهتفت بحبور أمتُزجت به الدهشة 

خيرية: امچد!!! كيفك يا ولدي 

أمجد باسماً : الحمد لله يا امة انتي كيفك

اردفت هي بهدوء

خيرية: انا مليحة يا ولدي.........طمني عنك لجيت بتك عاد ولا لسه

أظلمت عينيه بأسي وعبست ملامحه

أمجد بأسي: لسة يا أمة.........لسة 

خيرية بثقة : ربك هيعترك فيهم يا ولدي

هتلاجيهم وعن جريب........متجلجش ربك كريم عاد 

تنهد بعمق

أمجد : يارب يا أمة.......يارب 

عادت البسمة الي ملامحه سريعاً حين تذكر سليم 

أشار الي الخارج بسعادة بالغة وهو يتمتم مستفسراً

أمجد : سليم.......سليم دا يوبجي ولد زين

أومات خيرية بفخر وسعادة 

خيرية بفرحة : شبهه مش إكده 

أردف بألم 

أمجد : نسخة طبج الأصل عنه يا أمة

ثم تابع بأسي حزناً لفقدان صديق عمره ورفيق دربه وطفولته 

دلف أيهم للداخل باحثاً عن جده 

برقت عيناها دهشة و سألت باسمة 

خيرية: حفيدك يا امچد

حمله امجد بفخر وحب 

امجد: أيهم......ولد عاصم 

خيرية: ماشاء الله ولا قوة إلا بالله ربنا يحميه ويحفظه ويباركلكوا فيه 


***************************


في غرفة مليكة 

سليم بجمود : بقيتي أحسن 

همست بخفوت 

مليكة : الحمد لله 

وفجاءة دلفت عبير لغرفتهم تضرب مثل الأعاصير القمعية تماماً صارخة بقهر 

عبير : ملجيتيش إلا ولد الراوي اللي تلحجيه ردي عليا إنتِ عاوزة إيه بالظبط هاه.......جوليلي.....إنتِ مين مسلطك علينا

كانت مليكة مذهولة بما يحدث فهي لا تعرف ماذا يحدث وماذا فعلت هي لكل ذلك

وما زاد دهشتها هو اسم الرواي ولكنها ظنت أنه مجرد تشابه اسماء لا أكثر 

وفجاءة أفاقت من دهشتها علي صوت سليم الهادر مثل الإعصار 

إلتف لها بحدة وتحدث بصوت مرتفع للغاية حتي سرت رعدة بسيطة في أوصالها 

سليم بغضب : عمتوووو

فزعت مليكة للغاية من نبرته بينما تابع هو بلهجته الصعيدية التي عشقتها هي حد النخاع 

سليم بجمود : اللي حوصل حوصل........ومسمحش بأي شكل مالأشكال إنه أي حد........أي حد يتچرأ ويكلم مرتي بالطريجة دي........فاهماني 

وقفت عبير مذهولة لا تكاد تعي ما يحدث حولها تحدق به كالبلهاء تماما.....أما مليكة فإرتعبت من نبرته حتي إرتعد جسدها الهزيل....ولكنها أيضاً أشفقت علي تلك المرأة كثيراً

فهمت بالتحدث لإنقاذ الموقف........ولكنها إبتلعت كل شئ وإنكمشت علي نفسها حين إلتف لها وبرقت عيناه رافعاً حاجبيه يطالعها بنظرة مخيفة وكأنه يخبرها تحدثي إذا جرؤتي......سرت علي إثرها القشعريرة في كامل جسدها 

تابع سليم بنبرة أكثر حدة وإرتفاعاً

سليم مفهوم يا عمتي 

أومات هي برأسها وخرجت من الغرفة بذهول 

أما مليكة فقد كانت تتمني أن تنشق الأرض وتبتلعها قبل أن يفتك بها سليم فهي لم تراه غاضباً لتلك الدرجة....لقد شعرت بأدخنة تتصاعد من عينيه وأذنيه.........أو هكذا خيل لها 

فتمتمت والكلمات تتعثر خوفاً علي شفتيها 

مليكة : ا.. اااا.... أنا.... 

إزدردت ريقها في توتر بالغ وتابعت بسرعة وإندفاع

مليكة: أنا أسفة لو كنت سببت أي مشاكل 

للحظة فقط تأملها وهو يأخذ نفس عميق يخبرها

بنبرات غريبة عميقة لم تسمعها منه من قبل 

مأخوذا بمظهرها الطفولي 

سليم: محصلش حاجة يا مليكة 

كان سليم يلعن نفسه بداخلة...أيها الأهوج...... الأحمق... هل ستترك لها الفرصة كي تظن أنها إستحوذت عليك.......أو حتي علي قلبك........ماذا ستفعل الأن........أ تتركها هكذا وترحل.....أخذت تطالعه بنظرات غريبة لم يستطع تفسيرها

فصرخ قلبه وبشده 

اااه من زرقاوتيكي أه......ألم يخبروكي مهجتي و وتيني أن في عيناكي حرب !!!و في داخلي ألف قتيل

أما هي فلم تنسي تلك الفرحة الأسيرة التي عانقت روحها وتلك الفراشات الوردية التي إنتشرت في ثنايا صدرها ولكنه صدمها كالمعتاد وأنزلها من معانقتها للنجوم التي كانت تسبح بها علي جذور عنقها لتصتدم بأرض الواقع بعدما نفض عن عقله سحر عيناها وإستقام جزعه واقفاً يطالعها بجمود وتحدث بنبرات صارمة ممزوجة برعونة ساخرة كادت أن تقتلها 

سليم : إنتِ أصلاً مبتعمليش أي حاجة غير المشاكل ولسة هنتكلم ونتحاسب بس بعدين مش دلوقتي 

خرج وتركها........غير عابئ بكم الألم الذي سببته كلماته.......خرج ولم يعطها حتي فرصة الرد أو الدفاع عن نفسها 

إنهمرت الدموع من زرقاوتيها معلنة آلم قلبها الذي أصبح لا يحتمل......لما يفعل معها هكذا

أخذت تبكي بألم واضعة يدها علي قلبها عساها تهدأ من هذا الآلم الذي تشعر به قليلاً

إبتسمت بسخرية ولما تبكي من الأساس آليست هي القوية.......نعم ولكنها القوية التي دائماً ما توردت الحياة علي إتسامتها الباكية !!


******************************



لايك قبل القراءة وكومنت بعدها ❤😍


الفصل السابع عشر 


في منزل الراوي 

عادت نورسين ومعها أيهم للمنزل 

شاهدهم عاصم قادمون سوياً فإعتراه القلق 

فهتف يسأل بقلق 

عاصم : كنتوا فين يا بابا 

إبتعدت نورسين عنه بغضب شديد حاملة أيهم وصعدا سوياً 

صاح به أمجد بغضب 

أمجد : إنت إيه يا بني آدم.........إنت مش كنت واخد أيهم معاك علشان تفرجه علي الأرض 

أردف هو مؤكداً 

عاصم: أيوة يا بابا بس جالي مكالمة شغل وسبته مع حميده وبعد كدة لما ملقتهمش إفتكرهم رجعوا البيت هو إيه اللي حصل 

صاح به أمجد غاضباً 

أمجد : يا أخي ملعون أبو الشغل..........إبنك كان هيروح فيها لولا مرات سليم الغرباوي الله أعلم كان إيه اللي هيحصل 

برقت عيناه دهشة وأردف بهلع 

عاصم : إيه !! 

تمتم أمجد بيأس 

أمجد: ما إنت كل اللي همك الشغل..........إطلع إطلع يا ابني شوف مراتك وابنك 

هم عاصم بالرحيل فأوقفه أمجد بنبرة غريبة لم يعتدها هو منه

أمجد: خلي بالك يا عاصم قبل ما كل حاجة تروح منك 

صعد عاصم لغرفته قلقاً 

فوجد طفله يلعب بالغرفة علي حصانه الخشبي ونورسين في المرحاض 

حمله عاصم محتضنا إياه بقوة .....علي الرغم من عشقه للعمل الا إنه يعشق أطفاله......فهم فلذات أكباده غير أنهم ثمرة حبه هو ونور عيناه.......مهجة قلبه.... نورسين 

وبعد دقائق خرجت نورسين من المرحاض فسألها وهو لا يزال حاملاً أيهم 

عاصم: إيه اللي حصل يا نور 

تطلعت له بألم وتمتمت بخفوت 

نورسين : الحمد لله 

أردف متسائلاً في قلق 

عاصم: بابا بيقول إن مرات سليم الغرباوي لحقت أيهم........من إيه ؟!! 

أردف أيهم بعدما إنكمشت ملامحه إستياءً 

أيهم: من البقرة يا بابا كانت هتدوس عليا بس طنط..... 

قاطعته نورسين حازمة

نورسين : لو سمحت إقفل علي الموضوع علشان أيهم والحمد لله المهم إنه بخير 

ساد بينهم صمت خانق لعدة ثواني 

وكالعادة لم يكسر هذا الصمت إلا صوت رنين هاتفه بإحدي مكالمات العمل خرج هو مجيبا عليه.......فوقفت تطالع مكان رحيله بألم.....كم كرهت عمله...........كم إشتاقت لعاصمها القديم..... إشتاقت لمحبوبها القديم....أميرها الساحر كما كانت تدعوه 


************************* 

في المساء 

إستيقظت مليكة من نومها علي صوت صراخ ما بالأسفل لا تدري مصدره.......تملل مراد في نومته فدثرته جيداً بالغطاء وحاولت النهوض كي تري ماذا يحدث بالأسفل 

أما في الأسفل 

صاح شاهين بغضب هادر 

شاهين : يعني هي مرتك ملجتش غير ولد الرواي اللي تلحجة.......رد عليا.....بعد كل الزمن ده أمچد الراوي يدخل بيتنا بكل بچاحة إ كده عادي وأكنه محصولش حاچة منه جبل سابج.......وأكنه صاحب بيت.......وكان كل المشاكل الجديمة دي إختفت 

وقفت وداد تتألم لما يفعله شاهين فما ذنبها تلك الفتاة كي يفعلوا معها كل هذا.........من أين لها أن تعرف كل تلك المشاكل ففي الصباح زوجته والأن هو......أما فاطمة و عبير فوقفتا يتشفيان في مليكة التي اصبحت لا تفعل شئ سوي جلب المشاكل

هم سليم أن يجيبه حتي أجابته خيرية التي صرخت بغضب في شاهين 

خيرية : شاهين .....واضح إنك نسيت عاد 

أمچد الرواي كان إيه وهيوبجي إيه...... وإذا كنت إنت مش راضي بدخوله فهو لساته عندي زي زين الله 

يرحمه..... وأوعاك تنسي..... أوعاك يا شاهين تنسي إن البيت دا هيفضل مفتوح لكل خلج الله طول ما أنا لساتني عايشة وفيا النفس سامعني 

جز علي أسنانه بغضب ورمقها بإستياء شديد ثم صعد الي غرفته كالإعصار الهادر 

قابل مليكة في طريقه للأعلي فرمقها بكره بالغ وتمتم بإزدراء

أهلاً ببنت البندر..... بالحية اللي عماله تنشر سمها من ساعة ماچت..... نجول إيه مهو العيب مش عليكي العيب علي اللي رباكي 

أظلمت عيناها غضباً والماً 

لما..... لما يستمرون دائماً في إيلامهاً بتلك الطريقة..... لما يستمرون بإهانتها هكذا ......لما لا يصمتون فقط....هي حتي لا تمتلك من يدافع عنها....نعم لم تمتلك اب أو اخ .....لم تحصل عليهم .....حتي والدتها رحلت هي الأخري وتركتها 

لما يستمرون بقتلها هكذا......ولكنها تمتمت بأنفه وغضب 

مليكة: قول اللي حضرتك عاوزه عليا أنا.........إنما مسمحلكش بأي شكل من الأشكال إنك تهين عيلتي 

رفع شاهين يده كي يصفعها علي جرأتها هذه 

فصرخ به سليم ما إن شاهده وتوجه ليقف أمام زوجته موقفاً يده ..... شعرت مليكة وقتها بالأمان 

نعم فلأول مرة منذ وقت طويل تشعر بأن لها سنداً 

تشعر بإنها تحت حماية شخصاً ما.......... بأن لا أحد يستطع أن يؤذيها طالما هو موجود 

سليم: عمي....... إلزم حدودك....أنا ساكت علشان إنت عمي بس أقسم بالله اللي يمد إيده علي مرتي مش هجطعهاله بس لا دا أنا أمحيه من علي وش الدنيا 

رمقه شاهين بغضب ورحل كالإعصار تماماً.....أما سليم فترك مليكة وخرج من المنزل بأكمله 

صعدت لغرفتها بألم وهي تكاد تختنق وجعاً والماً 

هي حقاً لم تسبب شئ سوي المشاكل منذ أن قدمت لهذا المنزل..... ولكنه لا يحق لأي أحد مهما كان أن يهين والديها.......هم لا يعرفون أي شئ عنها أو عنهم 

إنهمرت دموعها بصمت متألمة حتي إستيقظ مراد 

عندما شعر أن والدته ليست الي جانبه 

جلس علي الفراش وأخذ يفرك بعينيه كي يزيح أثر النوم.........جاب ببصره في الغرفة باحثاً عنها 

حتي وجدها تجلس في الشرفة 

توجه إليها فوجدها تبكي فسألها في قلق 

مراد: مامي بتعيطي ليه مين زعلك 

جففت مليكة دموعها وتمتمت باسمة في ألم 

أه يا طفلي العزيز وحدك أنت من تفهمني وتشعر بي في هذه الدنيا 

ثم تابعت باسمة 

مليكة: مفيش حاجة يا حبيبي متخفش أنا كويسة 

مراد: لا يا مامي إنتِ بتعيطي.......أنا ثفت دموعك 

إحتضنته مليكة وتابعت بألم 

مليكة: لا يا حبيبي مش بعيط أنا بس بابايا ومامتي وحشوني 

إحتضنها مراد وتابع ببراءة 

مراد: بثي يا ماما علثان هما لاحوا عند لبنا ومث هينفع نلجعهم تاني فإعتبليني أنا باباكي إيه لأيك 

دمعت عينا مليكة علي برائته وإحتضنته بقوة وهي تتمتم 

موافقة......صعدا لها وداد وقمر وخيرية ليجلسا معها قليلاً 

وإعتذرت منها خيرية كثيراً علي ما فعله زوج ابنتها متعلله بغضبة الهادر من أمجد الراوي 


*************************** 


في صباح اليوم التالي 

وبعد تناول الطعام 

ذهب الرجال لأعمالهم وجلست السيدات سوياً 

يثرثرن حتي ولجت زهرة إليهم تخبرهم بقدوم نورسين لتطمئن علي مليكة.......إبتسمت مليكة وطلبت منها أن تُدخلهم......دلفت نورسين باسمة ومعها أيهم وجوري طفلتها ذات الثلاث أعوام 

نورسين: صباح الخير 

أردفت هي باسمة 

خيرية: صباح النور يا بنيتي إتفضلي 

دلفت تمشي علي إستحياء وجلست بجوار مليكة وقمر وسألت مليكة عن حالها فاجابت باسمة بحبور 

مليكة : الحمد لله يا حبيبتي بقيت أحسن كتير 

إبتسمت خيرية لتلك الطفلة التي تحملها 

خيرية: بتك يا بنيتي 

إبتسمت نورسين وأومأت برأسها في هدوء 

نورسين: أيوة يا طنط جوري 

ثم ناولتها لخيرية التي أخذت تعوذها من أعين الحاسدين 

خيرية : اسم علي مسمي 

إبتسمت نورسين في هدوء 

أردفت قمر باسمة 

قمر : طبعاً أكيد هتطلع لأمها 

تمتمت نورسين بخجل 

نورسين : الله يخليكي يا قمر أنا حلوة كدة 

أومأت مليكة باسمة 

مليكة : طبعاً يا حبيبتي 

تمتمت وداد بدهشة 

وداد: تعرفي يا مليكة حاسة أنها شبهك جوي 

ضحكت مليكة بأدب وأردفت بلباقة 

مليكة: بقي أنا بالحلاوة دي 

إبتسمت نورسين بهدوء 

نورسين : بابا بيقول إنها تشبه جدتها وعمتها الله يرحمها 

أجفلت خيرية وتمتمت بأسي 

خيرية: الله يرحمها 

طلب مراد من والدته أن يأخذ جوري كي يلعب معها فوافقت نورسين مرحبة بعدما طلبت منه أن يعتني بها أما أيهم فأخذ همس من يدها وخرجا ليلعبا سوياً 

بعد وقت قصير وصلا سليم وياسر المنزل 

فشاهدا سيارة غريبة عن منزلهم زم ياسر شفتيه بحيرة وهو يتمتم بدهشة 

ياسر : عربية مين دي يا عم عباس 

جفل عباس ورفرف بأهدابه مرتبكاً فهو لا يدري ماذا يخبره 

عباس : دي....دي......دي عربية من بيت الراوي 

سأل ياسر بدهشة 

ياسر : مين من بيت الراوي إهنه يا عم عباس 

أردف مضطرباً 

عباس : دي الست الدكتورة مرت عاصم بيه بتطمن علي الست مرت سليم بيه 

أسبل ياسر جفنه وتنهد بأريحية وتمتم بهدوء 

ياسر: ماشي يا عم عباس 

أنهي سليم هاتفه فالتفت يسأل ياسر 

سليم: عربية مين دي 

ياسر: دي عربية مرت عاصم چاية تطمن علي مرتك 

أومأ سليم بهدوء ودلفا سوياً للداخل 

حمحم الرجلان قبل الدخول فعدلت السيدات من حجابهن 

إستطرد سليم مرحباً 

سليم: أهلاً بيكي يا دكتورة 

نورسين : أهلا يا أستاذ سليم 

تمتم ياسر يسأل بدهشة بعدما رحب بنورسين 

ياسر: أمال فين همس عاد أني مش شايفها 

أجابته وداد بتلقائية 

وداد : هتلاجيها برة مع أيهم ومراد بيلعبوا 

حدق بهم ياسر بصدمة..... مع من... أيهم ومراد 

رفر بغضب وتمتم بداخله 

ياسواد السواد يا ياسر 

إبتسمت قمر ما إن رأت معالم زوجها فهي تعرف جيداً أنه يغار عي طفلته ولا يحبها أن تلعب مع أياً من الذكور وإتسعت إبتسامتها حين رأته يُهرول للخارج كي يأخذها 

وجدها ياسر تقف أمام أيهم الذي أخذ يؤنبها غاضباً 

أيهم: مش أنا قولتلك إمبارح لما نلعب بلاش فساتين وتلبسي بنطلون 

أردفت همس بضيق 

همس : أيوة أني عارفة بس أني مكنتش أعرف إنكوا چايين وبعدين أني قاعدة في بيتنا يعني عادي ومفيش حد غريب يعني 

إلتفت أيهم ناحية مراد مشيراً في حرد 

أيهم: يا سلام ومراد 

ضحكت همس بطفولية علي حماقته 

همس: مراد دا عيل صغير 

أردف أيهم بحزم 

أيهم: برضوا يا همس متلبسيش فستان تاني و إنتِ بتلعبي 

عقد ياسر ذراعيه باسماً يبدوا أن هذا الولد سيصبح رجلاً حازماً في يوم ما ولكن وإذا فهو لن يترك طفلته هكذا 

تمتمت همس بضيق وهي تلتفت للناحية الأخري 

همس: يوووه 

شاهدت والدها فركضت نحوه باسمة محتضنته إياه 

حملها ياسر وتابع بضيق 

ياسر: إحنا قولنا إيه عاد يا همس 

أردفت هي ببراءة 

همس : إيه يا بابا 

تابع هو متبرماً 

ياسر: مش جولنا مفيش لعب مع الولاد 

همت بالإعتراض فأوقفها قائلاً بحزم 

ياسر: من غير يا بابا إنتِ تلعبي إنتِ والصغننة والولاد يلعبوا سوا 

أردف أيهم بثقة 

أيهم : سيبها يا عمو تلعب معانا ومتخفش هخلي بالي منها 

تطلع له ياسر بضيق وتمتم بغضب يا خرابي علي المرار الطافح اللي أنا فيه 

وتابع باسماً بنزق 

ياسر: لا يا حبايبي الولاد مع الولاد والبنات مع البنات 

يلا يا همس زي ما جولتلك 

زفرت همس بضيق وأخفضت رأسها بأسي وتمتم 

همس: حاضر 

ثم حملت جوري ودلفا سويا للداخل 


************************ 


بعد الغداء كان سليم لا يزال علي حالته منذ الأمس يتجاهل مليكة تماماً فقط يلهوا مع مراد وهمس 

قررت أن تنتظر حتي يصعد لغرفتهم ومن ثم تشكره لمدافعته عنها وتعتذر منه إن كانت سببت إية مشاكل......وبالفعل ما هي إلا دقائق حتي شاهدته يصعد للأعلي فصعدت خلفه في هدوء 

شاهدها سليم تقف عند الباب وهي تفرك في يدها وكأنها تريد أن تقول شيئاً...... لم يعرف لما أحب مظهرها هكذا فهي ولأول مرة تظهر جانبها الهادئ الضعيف أمامه لذلك قرر ألا يعيرها إهتمام حتي يري ماذا ستفعل 

شاهدته مليكة وهو يرمقها بعدم إهتمام فجفلت لتلك البرودة التي سرت في أوصالها حقاً إنه قادر وببراعة علي أن يجعل من أمامه يشعر بمدي صغره وحقارته 

هتفت به في خفوت وبحة 

مليكة : سليم 

إرتفع وجيفه بنبض غريب عنه و رفرف بأهدابه ما إن سمعها تنطق اسمه بتلك البحة وكأنه يسمعه لأول مرة......... محدثاً نفسه بتيه 

لم أكن اعرف أن لاسمي بين شفتيكي إيقاع خاص يخلق بقلبي نبضاً لم يكن 

ولكنه قرر ألا يعيرها إنتباه 

زفرت بحنق حينما رأته يبتعد وكأنه لم يسمعها 

فتوجهت إليه ووقفت أمامه تتمتم بحزم 

مليكة : سليم 

أجابها بعدم اهتمام 

سليم : نعم 

فركت يدها بتوتر ونظفت حلقها بخوف 

مليكة : أنا عاوزة أشكرك لأنك دافعت عني إمبارح 

وعاوزة أعتذر عن أي حاجة سببتها 

ولكن كيف يصمت بسهولة...... 

(لازم يعملنا سبع رجالة في بعض ويسم بدن البنيه 😑😓😒) 

صاح بها بكلمات تقطر إستحقاراً من بين شفتيه 

سليم : أنا معملتش كدا علشانك عملت كدة علشاني..... يعني علشان متفتكريش إني خايف عليكي ولا حتي مهتم.......وعلي فكرة عمي شاهين كان عنده حق إنتِ أكيد لو اهلك كانوا ربوكي مكنتيش هتبقي كدة بس واضح إن العيب فعلاً عليهم 

لم تدري متي وكيف رفعت يدها إلا حينما شعرت بها تستقر علي وجنته التي إشتعلت كما إشتعلت عيناه تماما بالغضب 

فوضعت يدها علي وجنتاها وثارت زرقاوتيها تماماً كموج البحر في يوم شتوي عاصف وهتفت به في غضب عارم 

مليكة: أنا عمري في حياتي ما غلطت في أي حد 

ومش هسمحلك يا سليم إنت ولا أي حد إنكوا تغلطوا في أهلي...... محدش فيكوا إتعامل معاهم ولا يعرفهم علشان تغلطوا فيهم 

رمقته بنظرة نارية وهتفت به بإشمئزاز 

ومعتقدتش من الرجولة أبداً إنك تغلط في ناس ميتين 

لم تعرف حتي من أين واتتها كل تلك الجرءة التي تتحدث بها ولكنها علمت أنها أقترفت خطأً فادحاً حينما رأت عيناه اللتان تقدحان شرراً......فأمسك ذراعيها بقوة وأخذ يهزها بعنف صارخاً بها بغضب ناري تماماً كخصلات شعرها التي تحررت من حجابها وكأنها تستعطفه أن يتركها 

سليم: أعتقد إني حذرتك قبل كدة من إنك تمدي إيدك 

خرجت منه صرخة هادرة وائمت هزة قوية منه جعلتها تنتفض كمن صعقتها الكهرباء 

لم تعلم لما لم تبتلع لسانها الأرعن الذي سيؤدي بحياتها الأن وتصمت...... ألا تعرفين طفلتي أنه ليس من الحكمة تماماً إستفزاز الأسد الغاضب في عرينه 

رفعت عيناها بعينيه وتمتمت بتحدي 

مليكة: وأعتقد إنك سمعتني إمبارح وأنا بقول مش هسمحلك ولا همسح لأي حد في الدنيا يغلط في عيلتي 

صعق من شرارة التحدي المضيئة في عيناها والتي تتنافي تماماً مع إرتعادة جسدها الهزيل 

ولكنها أعجبته...... نعم أعجبته........ لن يكذب هو يعشق مدافعتها عن الحق حتي ولو كان علي حساب سلامتها 

وفجاءة وجدت يده ترتخي من الإمساك بكتفيها وترك الغرفة بأكملها كالإعصار 


******************************


لايك قبل القراء وكومنت بعدها ❤😍


الفصل الثامن عشر


إستيقظت مليكة من نومها علي صوت طرقات علي الباب 

أدخلت قمر رأسها من الباب باسمة 

قمر: ممكن ادخل 

أردفت مليكة باسمة 

مليكة : إتفضلي يا قمر 

شاهدت قمر عيناها المنتفختان إثر البكاء 

قمر: صباح الورد علي عيونك يا مليكة 

فتمتمت باسمة 

مليكة : صباح الخير يا حبيبتي 

قمر: هاه نمتي زين 

أومأت مليكة برأسها باسمة 

قمر: أنا جيت علشان أحطلك الدوا وبعدين أخدك وننزل تحت علشان الحاجة عاوزة تشوفك

وبالفعل وضعت لها قمر الدهان ثم جلست الي جوارها وهي تربت علي يدها بحنو 

قمر: أنا عرفت اللي حوصل إمبارح من عمتي عبير 

زفرت مليكة بأسي ولم تعلق فأردفت هي 

قمر: بصي يا مليكة غير كل المشاكل اللي بين العيلتين.....عمتي عبير كانت المفروض توبجي هي مرت عمي أمچد

إتسعت حدقتا مليكة بصدمة فأومات قمر رأسها مؤكدة 

قمر: اللي كان سبب المشاكل بين العيلتين هو إن عمتي عبير وعمي أمچد كانوا لبعض من صغرهم.........بس يعني عمي أمچد حب واحدة تانية وإتچوزها......وطبعاً لما العيلتين عرفوا حوصلت مشاكل عويصة لأن دي إهانة لعيلة البنتة بس الوحيد اللي كان بيتصرف بعجل هو عمي زين الله يرحمه لأن عمي أمچد كان صاحبة وهو جاله حتي جبل ما يتچوز طبعاً عمتي عبير جعدت فترة حزينة وبعدها قررت إنها هتتچوز علشان تنتجم من عمي أمچد وكأنها بتجوله إنه مش فارج معاها واصل علشان أكده هي أكتر واحدة شايلة من عيلة الرواي 

أما مليكة فلم تكن تسمتع لنصف ما قالته قمر لكن هذا لا يؤلمها فكل ما يؤلمها هو كلمات سليم التي تفوه بها بالأمس 

فأردفت باسمة بخفوت 

مليكة : مفيش حاجة يا حبيبتي 

قررت قمر أن تخفف عنها وتمازحها قليلا ً

فلكزتها بخفة وهي تغمز بإحدي عينيها الكحيلتين

قمر: مكنتش أعرف إن بركاتك واصلة إكده 

فغرت مليكة فاها بعدم فهم وهي تسأل 

مليكة: يعني إيه مش فاهمة 

قمر: جصدي علي سليم....أنا عمري ما شوفته إكده واصل 

إمبارح كان شايلك وبيصرخ في الكل زي المچنون.....ولما سمعك وإنتِ بتبكي حضنك چامد وفضل يزعج 

إتسعت حدقاتها فعلي الرغم من وجودها ورؤيتها لكل ما حدث إلا أنها شعرت بالصدمة إثر كلمات قمر 

فسألت ضاحكة 

قمر : مالك تنحتي إكدة ليه 

أردفت مليكة المضطربة بتوتر 

مليكة : هاه لا مفيش حاجة 

قمر بهدوء : بصي يا مليكة.......أني عارفة ومتوكدة كمان إن حكايتك إنتِ وسليم غريبة واصل معرفش كيف ولا ليه عاد بس أني متوكدة من إكده واللي متوكدة منه كمان إن عشجه ليكي باين في عينه يا مليكة 

ضحكت مليكة بسخرية شديدة داخلها 

ااااه لو تعرفين عزيزتي عمن تتحدثين... فلو بيده هذا العاشق المتيم لقتلني منذ أزل..... لو تعرفي كيف يشعر 

تجاهي ........ولكنها قررت الصمت 

(وااه إنتِ اللي هبلة ومتعرفيش حاچة واصل😂💔✋)

بعد وقت قصير سمعا طرقاً علي الباب 

عدلت قمر من وضعية حجابها فدلف سليم للداخل يخبر مليكة بالإستعداد كي يعودا للقاهرة 

زمت شفتاها بضيق وتابعت 

قمر: ليه عاد يا سَليم إنتو ملحجتوش تجعدوا معانا 

أردف هو باسماً بأدب 

سليم: معلش بقي يا قمر إن شاء الله نجيلكوا تاني

أردفت هي بأسي 

قمر : هنتوحشكوا

إحتضنتها مليكة التي كادت تبكي فقد أحبت قمر وبشدة 

مليكة: وإنتِ كمان والله يا قمر هتوحشيني أوي 

هبط سليم لأسفل وأعدت مليكة حقائبها بمساعدة قمر ثم تبعته مليكة.........عادوا الي القاهرة بعد وداع حار ودموع ووعود علي العودة مرة أخري 


***************************


مرت أيامهم بروتينيها الطبيعي حتي جائتهم مكالمة هاتفية في مساء أحد الأيام من زوج عائشة المذعور تفيد بإبلاغهم بأن عائشة تضع طفلها الأن 

هبطت مليكة المرتبكة من غرفتها تبحث عن سليم ومراد الذي ما إن شاهدها حتي ركض نحوهاهاتفاً بفرحة 

مراد : مامي إنتِ ثحيتي 

حملته باسمة بعدما لاحظ سليم إرتباكها الشديد فهمس بقلق

سليم: مالك يا مليكة في إيه 

تلعثمت الكلمات علي شفتيها فرحة.... توتراً وإرتباكاً

مليكة: عائشة.... عائشة بتولد .....وأنا.... 

تمتم سليم بهدوء بالغ 

سليم: طيب واقفة مستنية إيه يلا البسي علي مالبس ونروحلها 

صدمت مليكة فوقفت تحدق به وكأنه يملك سبع رؤوس.......هي حقاً لن تنكر أن زوجها وكما عاهدته هي في الأيام الماضية هو رجل شهم للغاية......وكيف لا 

يكون...... هل نسيت تلك الحمقاء كم هو صعيدي.....نعم رجل صعيدي بحق يعرف الواجب والأصول حق المعرفة ولكنها لم تتخيل أن يكون هو البادئ 

حملت مراد وصعدا سويا للأعلي 

مط مراد شفتيه مفكراً وهو يطالع والدته بحيرة 

مراد: مامي هي خالتو شوشو هتجيب النونو 

تسللت إبتسامة عذبة الي ثغرها ما إن رأت كتلة البراءة المتحركة هذه وتمتمت بداخلها 

أه كم اتمني أكلك صغيري

ضحكت بخفة وتمتمت باسمة 

مليكة : أيوة يا روح قلب مامي وعيون مامي من جوة خالتو شوشو هتجيب نونو

إدعيلها يا مراد قول يارب خالتو تبقي كويسة هي والبيبي 

هتف داعياً بسعادة 

مراد : ياربي يا مامي ياربي 

إحتضنته مليكة بقوة وهي تقبله ......لا وللحقيقة تلتهمة 

ثم تابعت بجدية 

مليكة: مراد يا روحي هتقعد مع دادة أميرة وأوعي تغلبها 

تفخ مراد وجنتيه بغضب طفولي بالغ وتمتم بضيق 

مراد: عيب أثلاً يا مامي تقولي كدة لملاد علثان هو بقي راكل كبير خلاث ....بابي قالي كدة

سألته بدهشة 

مليكة : قالك ايه يا عيون مامي 

مراد: بابي قالي إن ملاد راكل كبير وثاطر وبيثمع الكلام لوحده 

إحتضنته مليكة بقوة وقبلته بحنان 

مليكة: أيوة يا روح مامي دادي عنده حق 

بعد وقت قليل وصلا مليكة وسليم للمستشفي 

فصعدا لغرفة عائشة بعدما سأل سليم موظف الإستقبال عن مكان غرفتها 

ركض محمد ومعه ندي ناحيتهما التي إحتضنت مليكة ما إن رأتها 

تمتمت مليكة تسأل بتوجس 

مليكة: خير فين عائشة 

همس بقلق 

محمد: لسة جوة 

تمتمت مليكة بهدوء محاولة في أن تجعله يطمئن 

مليكة : إن شاء الله خير 

أخذتها مليكة بين أحضانها وجلست في هدوء ظاهري بينما القلق يكاد يفتك بها فهي تخاف جدا ًمن هذه المرحلة.........مرحلة الولادة

نعم تخاف كثيراً بعدما فقدت صغيرتها تلك التي لم تستطع حتي رؤية طفلها.......وافتها المنية بالداخل نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية 

تجمعت الدموع في عينيها بعدما نفضت من عقلها كل تلك المشاهد والأفكار السوداء.....لازالت تتذكر جيداً كيف ماتت شقيقتها فجاءة.......لازالت تتذكر كيف أخبروها الأطباء أن صغيرتها قد وافتها المنية بكل هدوء وكأنه شئ عادي.........تذكرت أنها ماتت حتي قبل أن تودعها 

مسحت دمعة هاربة هبطت من محيطها وضمت ندي الي أحضانها جالسة تدعوا الله في صمت 

جلس محمد علي كرسي الي جوارها وهمس بهدوء 

محمد: الله يرحمها إدعيلها يا مليكة وإدعِ لعائشة ربنا يطلعها بالسلامة 

إبتسمت مليكة بآلم وتابعت بصدق 

الله يرحمها 

بعد وقت قصير سمعا صوت صراخ الطفل 

فهبت واقفة بعدما تهللت أساريرها 

خرجت الممرضة من غرفة عائشة تحمل الرضيع بين يديها 

هتفت ندي في سعادة وحماس 

ندي: النونو 

توجه الجميع لرؤية الطفل الذي حملته مليكة بين يديها 

مليكة: ماشاء الله ولا قوة إلا بالله 

إقترب محمد من صغيره وصديقنا يكاد ينفجر غضباً وغيرة لرؤيته لهذا الرجل يقترب من مليكة بهذا القدر وزين له الشيطان الكثير والكثير من التخيلات أ كانت معه هو الأخر........ أ هو من ضمن رجالها الكثر 

إعتصر قبضة يداه حتي إبيضت مفاصله

سألت مليكة في حماس 

مليكة : هتسموه إيه 

أردف محمد باسماً 

محمد: أنا وعائشة كنا متفقين لو ولد هنسميه عبد الرحمن 

أردفت هي باسمة بحبور 

مليكة : حلو أوي 

ناولته طفله فحمله منها محمد وبدأ في تلاوة الآذان في أذن الصغير والتكبير فيهما 

بعد وقت قصير إستفاقت عائشة فذهبوا إليها جميعاً 

ربتت مليكة علي يدها بحنو

مليكة : حمد لله علي السلامة يا شوشو 

إبتسمت بوهن وتابعت بخفوت 

عائشة: الله يسلمك..... فين عبد الرحمن عاوزه أشوفه 

دلف محمد حاملا طفله......طابعاً قبله حانية علي جبهة زوجته فرحاً بسلامتها وسلامة طفلها

محمد: حمد لله علي سلامتك يا حبيبتي 

همهمت هي بوهن 

عائشة :الله يسلمك يا حبيبي 

ثم ناولها طفلها 

طرق سليم الباب في خفوت ودلف غاضاً بصره متمتماً بصوته الأجش في هدوء 

سليم: حمد الله علي سلامتك يا مدام عائشة 

عائشة بأسف : الله يسلمك يا أستاذ سليم معلش بقي تعبنا حضرتك 

أردف هو باسماً بأدب 

سليم : لا أبداً مفيش حاجة وحمد لله علي السلامة مرة تانية 

جلس بالخارج برفقة ندي يجلس علي جمراً مستعراً يأكل قلبه وعقله حتي استحاله رماداً 

وبعد وقت قصير خرجا محمد ومليكة من الغرفة يمزحان بهدوء.......وكأنها كانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير.......فهب سليم واقفاً متمتما ببعض الكلمات يعتذر فيها من محمد ويستأذنه بالرحيل ثم سحب مليكة من يدها عنوة وتوجها ناحية السيارة

كانت تتألم بشدة من قبضته الممسكة بيدها وطلبت منه كثيراً أن يترك يدها ولكن لا حياة لمن تنادي فقد كان مغيباً تماماً عنها ......لم يكن يسمعها حتي .......وما إن وصلا حتي دفعها للداخل بعنوة

فلتت منها صرخة ألم إثر إرتطام رأسها بالزجاج

أما هو فركب جوارها وعيناه تكاد تنفجر حنقاً منها 

وغضباً لفعلتها.......أما قبضته فإبيضت إثر ضغطه عليها بشده وإنطلق مسرعاً 

أغمضت عيناها بذعر وهي تتمسك بالمقعد تحاول نفض كل تلك الذكريات المؤلمة التي تجمعت بذاكرتها 

فتمتمت بتوسل باكية 

مليكة : سليم لو سمحت هدي السرعة .....سليم .....

لم يعتد بها حتي أنه زاد من سرعته 

أمسكت بمقعدها بقوة اكبر وإزادت توسلاتها بشدة وهي تحاول منع عقلها من تذكيرها بتلك الليلة المشئومة 

فهمست باكية وهي تحاول بأخر رمق لديها محاربة تلك الذكريات 

مليكة: سليم هدي السرعة ........يا سليم أنا بخاف

صرخت بجزع حينما كادت السيارة أن تنقلب بهما 

ولكن فجاءة إرتخت فبضتها الممسكة بالمقعد 

وعادت تلك الطفلة ذات ال 15عاماً.....تلك الطفلة التي لم تحصل علي سعادتها منذ الثامنة 

شاهدت والدتها تجلس علي كرسي القيادة تمسك المقود بأيدي مرتجفة تنهمر دموعها في صمت 

تذكرت جيداً تلك الطفلة وهي تحاول تهدئة والدتها المنهارة.......تحاول تقويتها 

مليكة : مامي إحنا جمبك وحتي لو بابي حب ياخدنا إحنا مش هنوافق 

تابعت تاليا ببراءة 

تاليا : مامي أنا أه مشوفتش بابي أصلاً بس مبحبهوش هو وحش لأنه سابنا 

إحضنت ايسل الباكية مليكة الجالسة بجوارها وضمت يد تاليا مقبلة إياها وأردفت باكية 

أيسل : متخافوش يا حبايبي مامتكوا قوية أوي ومش 

خايفة ......بس بابي مش وحش يا تاليا الظروف هي اللي وحشة 

نفخت تاليا أوداجها في غضب طفولي وتمتمت ببراءة بعدما شبكت يداها أمام صدرها 

تاليا: أنا بكره الظروف 

زمت شفتيها بعدما أطرقت مفكرة 

تاليا : مامي هو إحنا مينفعش نكلم طنط الظروف ونخليها تسيب بابي أنا نفسي أشوفه أوي وأشوف عاصم كمان 

إبتسما مليكة وأيسل بألم علي سذاجة تاليا 

وتابعت أيسل باسمة وسط دموعها 

أيسل: للأسف لا يا تيتي 

همست مليكة بخوف لوالدتها التي كانت تقود السيارة في سرعة 

مليكة: مامي لو سمحتي هدي السرعة شوية أنا مبحبهاش 

ربتت ايسل الباسمة علي يد طفلتها وهي تخفض من سرعتها قليلاً 

أيسل: أنا أسفة يا حبيبتي 

وفجاءة صدمتهم إحدي شاحنات النقل الكبيرة بقوة حلقت علي إثرها سيارتهما في الهواء ثم دارت عدة مرات في الهواء ومن ثم إرتطمت أرضاً بقوة 

وضعت مليكة يدها علي أذنها وأخذت تصرخ بهلع باكية 

مليكة : مامي حاسبي..... لا......... لا متسيبينيش 

حدق بها سليم الجالس جوارها بدهشة وفزع 

وكيف لا يفزع وهو لا يعرف لما تصرخ بكل تلك القوة

كانت تصرخ وكأن كل حياتها تعتمد علي تلك الصيحات.......فأوقف السيارة واضعاً يده علي كتفها يهزها برفق 

سليم بقلق : مليكة في إيه 

شعر بجسدها ينتفض رعباً تحت يده وهي لا تزال تصرخ وهي تهز رأسها بقوة 

مليكة: ماميييييييي 

وفجاءة فقدت وعيها وبدون أي مقدمات 

شعر وقتها بالهلع فأدار سيارته وإتجه ناحية أقرب مشفي مسرعاً 

جلس بجوارها لبضع ساعات بعدما أخبروه الأطباء بأنها تعاني من إنهيار عصبي ما......لا يعلم حتي ماذا فعل ليحدث كل هذا........ ولما أخذت تدعوا والدتها بهذا الشكل........ يجب أن يعرف الحقيقة..... نعم عاجلاً غير آجلاً يجب عليه معرفة الحقيقة 


******************************





لايك قبل القراءة وكومنت بعدها ❤😍


الفصل التاسع عشر 


بعد وقت قصير شعر بها تتملل في الفراش 

رمشت بزرقاوتيها المغمضتين عدة مرات في خفوت و رَوية قبل فتحهما 

إتنفض جسدها علي الفراش ثم هبت جالسة وفتحت عيناها تحدق في ربوع الغرفة في ذعر 

ولكن كل ذلك هدأ...... إستكان جسدها.... وهدأت رعشاتها سامحة للهواء المنحبس داخل رئتيها بالتحرر في أريحية حين شاهدته جالساً بجوارها

حقيقة لا تعرف لما إطمأنت تحديداً 

هل لرؤيتها له بخير...... أم لرؤيتها له في الأساس لا تعرف 

فسألت في خفوت 

مليكة: أنا هنا ليه 

أردف هو بآلية 

سليم: تعبتي وإحنا جايين في الطريق وأغم عليكي 

إعتدلت في جلستها بهدوء وهمست بخفة 

مليكة : ممكن نروح صح 

حرك سليم كتفيه في هدوء وتمتم بآلية 

سليم: أه عادي الدكتور قال وقت ما تفوقي 

أخفضت مليكة بصرها وعضت علي شفتيها متمتمة في هدوء 

مليكة: طيب معلش أنا عاوزة أروح 

أومأ برأسه ثم خرج من الغرفة طالباً من إحدي الطبيبات معاينتها كي يتسني لها الرحيل 

وبالفعل لم يمضي وقتاً طويلاً حتي كانا يسيران سوياً في السيارة 

كان الصمت هو المخيم علي الطريق بأكمله 

فكان هو يقود السيارة شارداًًً ......يود لو يسألها عما حدث معها ولما صرخت وكيف توفت والدتها بالأساس ولكن كبرياؤه الأرعن وقف حائلاً بين سؤاله فكيف يجهل سليم الغرباوي شئ ما 

أما هي فإستندت برأسها علي زجاج النافذة 

سارحة.... شاردة تتذكر والدتها تنهدت بعمق وهي تتمني لو ينتهي كل شئ 

فأحياناً ما تمر علينا أوقاتاً نشعر فيها بالتعب من كل شيء ومن اللاشيء......نود لو أنه بإمكاننا أن نغمض عينينا فقط وينتهي كل هذا..

بعد وقت قصير وصلا الي القصر 

فهبطت مليكة من السيارة متوجهة للداخل في هدوء حتي سمعت صوت مراد ولكن معه ندي التي علمت منها أن سليم هو من أرسل إليها سيارة كي تأخذها للمنزل كيلا تبقي في المستشفي 


************************


في منزل عاصم

جلس الجميع علي المائدة يتناولون الطعام 

أخذا أيهم وجوري يحدثان والدهم ويقصان عليه كل ما فعلوه في النادي والحضانة لليوم 

وهو جالساً يعمل علي هاتفه وفقط يومئ برأسه إليهم........أما نورسين فأخذت تطالعه بالم.....الي أي مدي سيظل هكذا...... الي أي مدي 

وبعد قليل سأل ايهم 

أيهم: بابي إيه رأيك 

أخذ عاصم يومئ برأسه في هدوء كما كان يفعل 

فلكزته نورسين 

نورسين: بابا أيهم بيسالك 

إبتسم عاصم بهدوء وتابع ناهياً أي مجال للنقاش 

عاصم: اللي مامي تقول عليه تعمله يا أيهم 

ثم نهض حاملاً أشياءه مودعاً إياهم ورحل 

زفرت نورسين بألم بعدما شاهدت طفلها يخفض رأسه في أسي 

فضحكت بهدوء وتابعت بحماس 

مين فيكوا بقي يا قطاقطي اللي خلص كل أكله 

نسي أيهم ما حدث وتابع بفخر 

أيهم: أنا يا مامي إنما جوري لا 

نهضت نورسين مقبلة طفلها وتابعت بفخر 

نورسين : أيهم هيكبر وهيبقي راجل أد الدنيا أما جوري هتفضل صغيرة 

وقف أيهم بكبرياء متابعاً بفخر وحماس 

أيهم: أيوة هبقي راجل أد الدنيا زي بابي بالظبط 

إبتسمت نورسين في سعادة وتمنت من الله أن يستفيق عاصم قبل فوات الآوان


***************************


في منزل العائلة بالصعيد 

جاء رجل ما لخطبة فاطمة ولكنه يكبرها كثيراً في العمر وإنقسم المنزل بين مؤيد ومعارض ولكن القرار الأخير بيد فاطمة كما أخبراها والدها وعمها مهران وجدتها خيرية 

قررت قمر التحدث معها ونصيحتها في هدوء فهي تعتبرها شقيقتها الصغرى فأخذتها وخرجا للجلوس سوياً في حديقة القصر 

قمر: بصي يا حبيبتي...... ربنا اللي يعلم إنتِ إيه عندي وأني بعتبرك أكتر من شجيجتي 

إبتسمت فاطمة في هدوء وتمتمت 

فاطمة: وأنا كمان يا جمر والله 

قمر: بصي يا حبيبتي أنا بس چاية أنصحك نصيحة لوچه الله بلاها العريس اللي چاي ديه متدفنيش شبابك بالحيا لأي سبب

همت معترضة فتابعت قمر بإشفاق 

قمر: أني عارفة إنك كنتي بتحبي سليم ود عمك بس يا حبيبتي مش معني إنه مچاش يوبجي خلاص بالعكس لسة بدري والبنية الزينة يا حبيبتي هي اللي تكتم جواها أي أحاسيس لحد البني آدم اللي من توبها.........اللي يشتريها بأغلى ما عنده 

الراجل الي يحسسها بأنها الكون كله..... ويرفع رأسها وميحوچهاش واصل...... والحوچة يا حبيبتي مش للفلوس لع.........الحوجة الشينة توبجي للكلمة الزينة.....للإهتمام والحب.....الحوچة للحاچات اللي البنتة سابتها في بيت ابوها 

فهمتيني يا حبيبتي 

أومأت فاطمة رأسها في هدوء حتي دخلت عبير التي إستمعت الي كل الحديث.......تصرخ بها بفضب هادر 

عبير : ملكيش صالح ببتي يا جمر.....أني بجولك أهو 

عاد .......متسمعيش كلامها يا فاطنة يا بتي هي بتعمل إكده علشان مش عاوزاكي تتچوزي وتخلفي وتچيبي الواد اللي هي مش عارفة تچيبه 

آلمت تلك الكلمات قمر وبشدة فكيف تقول لها مثل هذا الكلام ألا يقابل الإحسان إلا بالإحسان 

كيف لها تظن بها هكذا وهي التي تنصحها بدافع اخوي 

برقت عيناها بآلم واردفت بدهشة 

قمر: إيه الي إنتِ بتجوليه ديه يا خالة 

أردفت عبير بنزق 

عبير : زي ما سمعتي يا جمر كفاية حديتك الماسخ دا عاد 

تابعت قمر بإستهجان 

قمر: حديتي مش ماسخ يا خالتي أنا بس كنت بنصح خيتي نصيحة رب العباد هيحاسبني عليها وزي ما تحب تسمعها أو لع 

ثم تركتهم قمر وصعدت الي غرفتها باكية مما تفوهت به خالتها

نعم تتألم...... وكيف لا تفعل وهم يحاسبونها علي شئ لم تقترفه يداها أو حتي يكن لها به ذنب من قريب أو من بعيد كيف لهم أن يفكروا هكذا 

بعد وقت قصير وصل ياسر الي المنزل فوجد خيرية توبخ ابنتها كثيرا 

ضيق عيناه توجساً وسأل مُرتاباً 

ياسر: في إيه يا ستي......صوتكم واصل لحد البوابة

تطلعت ناحيته في آلم وهي تتابع بلوم 

خيرية: في إن تربيتي وتربية چدك وعمامك مهران وزين راحت بلاش يا ولدي وإستعوضت ربنا فيها خلاص إطلع يا ولدي شوف مرتك وراضيها الظاهر إننا خلاص نسينا حكمة ربنا وجدره 

ضيق ياسر عيناه بتوجس وتابع بقلق يغلفة بعض الدهشة 

ياسر : مرتي!!!!!مالها جمر

خيرية: هي مليحة يا ولدي إطلع بس 

لم يسمع ياسر ما تبقي من حديثهما وصعد لأعلي ملهوفاً ولعاً علي محبوبته 

فوجد صغيرته تجلس باكية ووالدته الي جوارها تحاول تهدئتها

هتف يسأل في دهشة

ياسر: في إيه يا أمة جمر بتبكي ليه 

فركت وداد يدها مضطربة وتابعت في توتر 

وداد: مفيش حاچة يا ولدي جمر زينة 

خبأت عليه......نعم خبأت هي تعلم كيف يعشق ولدها زوجته......كيف حتي أنه لا يطيق أن يضايقها النسيم فما بال كلمات عمته اللاذعة التي توافق السوط في حدته وتتفوق علي سم الافعي في آلمها 

فهتف بها بإستهجان واضح 

ياسر: لا مش زينة عاد ياما هو أني مبشوفش 

ثم سأل زوجته بإستياء 

مين ضايجك يا جمر خبريني

أردفت هي بهدوء فهي تعلم زوجها 

قمر: مفيش حاچة يا ياسر 

ياسر:لو مجوليش يا أمة جمر مالها هنزل أعرف من ستي تحت 

تمتت وداد في خفوت 

وداد: عمتك ضايجتها كالعادة 

هبط ياسر لأسفل تحاوطه أعاصيره القمعية 

وصرخ بأهل البيت في حنق وحرد 

ياسر: بصي بجي يا عمتي علشان توبجي كلمة وإنفضينا منيها وأجسم باللي رفع السبع سموات ما هكررها تاني واصل والمرة الچاية هيوبجي فعل 

جمر مرتي وأي كلمة تزعلها تزعلني أما بجي بالنسبة للحديت الماسخ بتاع الخلفة وأبصر إيه 

لو متعرفيش فأنا اللي هعرفك ودلوجت كل حاچة بإيد ربنا أولاً وثانياً جمر ملهاش أي دخل في الموضوع دا واصل يا عمتي وإياك.....إياك اسمع حد تاني بيتكلم ولا حتي بيلمح للموضوع دا من جريب ولا من بعيد حتي علشان المرة الچاية هاخد مرتي وبتي وهمشي من هنية والكلام دا مش لعمتي بس دا للبيت كلاته 

ثم لملم أشلاء عبائته وصعد للاعلي غاضباً 

خرجت وداد بعد دخوله مباشرة تاركة فرصة للزوجين في الحديث بعدما أمطرت ولدها بوابل من الدعاء علي نصرته لزوجته وعدم خجله من عدم إنجاب الأولاد 

وقف ياسر يرمق زوجته في حب بالغ ممزوج بإشفاق عليها من كلمات عمته التي يعرف جيداً أنها أكثر الماً من لسعات الصوت 

ثم توجه ناحيتها في حب وجلس أمامها مجففا دموعها في حنان بالغ 

ياسر: مكفاكيش بكا عاد 

إرتفعت شهقاتها وإرتفع نحيبها ملقية بنفسها بين ذراعيه في آلم......وكأنها طفلة صغيرة تحتمي بوالدها.....تبث له آلامها وأوجاعها.....ولما لا فهو قد وعدها بهذا من لحظتهما الأولي سوياً 

قمر: أني معرفش بيحاسبوني علي إيه عاد يا ياسر 

كيف يعني يحاسبوني علي إرادة ربنا 

إحتضنها ياسر بقوة 

ياسر: خلاص يا قمر عاد متجطعيش جلبي وكفاياكي بكا 

ثم تابع ضاحكاً 

إنتِ مشوفتيش چوزك وهو بيديهم الطريحة التمام 

كله علشان عيونك الكحيلة دي يا چميل 

تسللت إبتسامة صغيرة خجولة الي شفتيها علي إستحياء 

فإنقض ياسر يزرع قبلاته علي جانب فمها 

تلك القبلة التي تسلبها عقلها وتسحب أنفاسها 

همس ياسر ببحته الرجولية التي تسلبها لبها وكأنه يريد القضاء علي أخر ما تبقي لها من وعيها 

ياسر: بجولك إيه هي همس فين عاد 

همست قمر بخفوت إثر سهادها 

قمر: عند فاطمة 

تهللت أساريره وأردف غامزاً 

ياسر: طيب ما تيچي أجولك كلمة سر 


**********************


طرق مهران باب غرفتها في هدوء ودلف يسير الهويني سائلاً بقلق 

مهران : خير يا أمة جالولي إنك نادمتي علي 

إبتسمت خيرية في حبور وأشارت علي المقعد جوار فراشها 

خيرية: خير يا ولدي خير متجلجش 

أني كنت عاوزاك في موضوع إكده 

جلس مهران في أريحية وتمتم بتوجس 

مهران : موضوع إيه عاد 

تابعت هي بثبات 

خيرية: أمچد الراوي 

تغصن وجه مهران بقليل من الحنق وتمتم في هدوء

مهران: ماله يا أمة ولد الراوي 

هتفت خيرية بأمل 

خيرية: مش كفاينا معادية عاد 

تابع مهران بحدة 

مهران : وعلي أخر الرمن نوطوا راسنا في الارض لولاد الراوي 

خيرية: إنت أعجل من إكده يا ولدي وعارف إن الموضوع مش هيمشي إكده أمچد مغولوطتش والراچل عداه العيب لما راح إستاذن اخوك زين الله يرحمه و زين وافج وإداله الإذن والكلام دا زين اخوك الله يرحمه هو اللي جايله بلسانه 

أردف مهران بهدوء لأجل والدته 

مهران: خليني أمشي وياكي يا أمة وأجولك إننا عاوزين نتصالحوا طيب وبجيت الغرباوية الي شايفينها عيبة في حجنا ومش هيسمحوا بحاچة زي دي واصل 

أردفت خيرية بعتاب 

خيرية: واحنا من ميتي يا ولدي بنأخر حج علشان كلام حد 

إنت وسليم وياسر تجعدوا معاهم وتخلصوا الموضوع كفايانا عداوة .......كفايانا بجي يا ولدي عاوزة أجابل زين اخوك وأني متطمنة 

تمتم بإستنكار 

مهران: بعيد الشر عنك يا أماي 

إستطردت خيرية بأسي 

حيرية: أمچد طول عمره ولدي زيه زيك وزي زين الله يرحمه

تنهد بعمق وتمتم بهدوء 

مهران: اللي فيه الخير يجدموا ربنا يا أمة 

أردفت هي بأمل 

خيرية: هاخد منك وعد يا ولدي 

هتف بدهشة مازحاً 

مهران: واااه يا حاچة .......بس حاضر كلامك اوامر 

ربتت علي كتف ولدها في فخر وتابعت باسمة 

خيرية: تسلم يا ولدي 


************************


في غرفة فاطمة وعبير 

فاطمة : هسألك سؤال وتچاوبيني عليه وبصراحة يا بنيتي 

أردفت فاطمة تسأل في توجس 

فاطمة: جولي يا أمة

أردفت عبير 

عبير : لساتك بتحبيه ورايداه 

أردفت هي بقهر إمتزج بأسي 

فاطمة: وااااه يا امة..... بحبه بس!!! دا أني عشجاه دا حتي العشج جليل علي عليه 

أردفت عبير بثبات 

عبير : يوبجي تسمعي حديتي زين ومتعارضينيش واصل في اللي هجوله 

أردفت هي بتوجس 

فاطمة: جولي يا أمة أني سمعاكي


*****************************


بعد مرور عدة أيام 

كانت مليكة جالسة في حديقة القصر تتناول شايها في هدوء بينما تراقب عيناها طفلها وهو يلهو مع والده في سعاده....... تطرب أذناها وقلبها بسماع صوت ضحكاتهم التي تملأ الارجاء......... حتي سمعت صوت هاتفها الذي أخرجها من سهادتها 

إلتقطته في عدم إهتمام وإبتسمت بعدما رأت أن المتصل عائشة ولا أحد غيرها 

تركتهم وإبتعدت قليلاً لتجيب علي هاتفها حتي يتسني لها فرصة الحديث مع رفيقتها بهدوء 

أخذا يثرثرا سوياً لبضع ساعات حتي إستمعت عائشة لصوت طفلها يبكي فإستاذنت مليكة التي أردفت بحبور 

مليكة : بوسيهولي لحد ما أجيلكوا 

أردفت عائشة باسمة 

عائشة : من عيني يا روحي وخلي بالك من نفسك 

أغلقت مليكة الهاتف ووقفت تطالع سليم ومراد يلهوان بصخب والضحكة لا تفارق محياهما 

زفرت بعمق وتنهدت في آلم راجية من الله يفتح سليم عينياه بقوة ولكن كيف........كيف تطلب منه أن يشاهد أي شئ هي لا تظهر إلا عكسه 

وفجاءة إستمعت الي أصوات قادمة من الأشجار خلفها فتسلل قلق عارم الي قلبها و إتجهت نحوه في توتر وتوجس هاتفة في خوف تسأل 

مليكة : مين اللي هنا 

زادت الأصوات والحركات ولكن لم يأتها إجابه 

شعرت بالتوجس وكادت أن تعود ناحية الفيلا مرة أخري ولكن فضولها وقلقها تغلب عليها فإقتربت من مصدر الصوت أكثر و أزاحت بعض الشجيرات بيدها.......كانت ترتجف بداخلها وترتعد أوصالها.......ولكن اللعنة وكل العنة علي فضول الأنثي

فسألت مرة أخري بذعر 

مليكة : مين اللي هنا 

وفجاء لم تدرِ ماذا حدث...... فقد إنقض عليها شخصاً ما ووضع يده علي فمها وأخذها وتواريا خلف بعض 

الشجيرات ..........إتسعت حدقتا مليكة زعراً وأخذت تصرخ ولكن بفم مغلق فلم يسمعها أحد 

أخذت تحاول ركله وتحرير نفسها من بين براثن ذلك الغريب الملثم ولكن دون فائدة فقد كان يمسكها بقوة 

هَمس بالقرب من أذنها بتهديد بصوت يشبه فحيح الأفعي جعل الخوف يشل جسدها..... ورعدة خفيفة طغت علي جسدها 

أنا هشيل إيدي بس لو سمعتلك صوت إنتِ حرة 

أومأت برأسها عدة مرات في حركة وائمت حركة جفناها صعوداً وهبوطاً بقوة في هلع 


فأزاح يده بروية من علي فمها وإقترب من أذنها ضاحكاً بسخرية علي ضربات قلبها التي يسمعها من مكانه ثم تابع بسخرية أشد يسالها إن كانت زوجة سليم الغرباوي أم لا

هتفت مليكة بصوت مرتعد وذعر تسأله

مليكة : إنت مين وعاوز مني إيه 

ضحك بسخرية شديدة 

الملثم : إنتِ متعرفينيش بس أنا أعرفك ومش لازم تعرفي أنا عاوز منك إيه لأنك هتشوفي بعينك دلوقتي

أومأت برأسها في هلع طالبة منه أن يتركها ويخبرها ماذا يريد منها ولكنها لم تلحظ السكين الذي أخرجها 


******************************


المرار الطافح اللي إنتِ فيه يا مليكة 😂😂😂💔

ياتري إيه اللي هيحصل تفتكروا مليكة هتموت ورد فعل سليم هيكون إيه ؟؟!!!





لايك قبل القراءة وكومنت بعدها فرولاتي❤😍


الفصل العشرون


وفجاءة طعنها بالسكين الذي يحمله في يده 

وإختفي مثلما جاء 

خرجت منها صرخة آلم بعدما وضعت يدها علي موضع الطعنة فوجدت الدماء تسيل منه بغزارة

جحظت عيناها هلعاً وهي تكاد تصاب بنوبة ذعر لخوفها من الدماء ولكنها قررت الصمود وهي تتوسل عقلها بالتركيز فقط علي ما يحدث لها الآن حتي بدأت في إبعاد كل تلك الأفكار وغض بصرها عن كل تلك الدماء المتناثرة حولها في ثبات وأخذت تدعو سليم في وهن وآلم 

سمع سليم صرختها وشعر بحركة غريبة خلف الشجيرات........إتجه ببصره إلي مكان جلوسها فلم يجدها.......إعتراه القلق فركض ناحيتها لكي يطمئن

وفجاءة وجدها تسقط أرضاً في آلم ....إنتفض قلبه قبل جسده إثر رؤيته لدمائها الغزيرة تسيل من جسدها وثيابها التي تخضبت بالدماء فركض ناحيتها محتضناً إياها قبل سقوطها واضعاً رأسها علي قدمه وهو يضرب وجنتيها بلطف 

هاتفاً بها في وله عاشق معذب عساها تستجيب 

يصرخ قلبه هاتفاً بوله لن أسمح لكِ أن تنفصلِ عني حتي لو أردتِ..... أنتِ ملكي.....كنتِ ضائعة مني وقد وجدتكِ....اريدكِ أن تبقى ملكي طويلاً ..... ملكي إلى الأبد

ولكن كل ما تسرب الي لسانه من ذلك الحديث الطويل هو صراخه بهلع

سليم: مليكة مليكة ردي عليا 

حاولت أخذ أنفاسها بقوة وهي تحاول تحريك شفتيها التي تخضبت بدمائها بصعوبة لتتحدث ثم فقدت وعيها 

ضمها سليم الي جسده صارخاً بالأمن وطلب من أميرة أن تأخذ مراد الي الأعلي كيلا يري مليكة 

حمل هو مليكة وركض بها الي سيارته بفزع 

واضعاً جسدها الهزيل الملطخ بدمائها علي المقعد الي جانبه ممسكاً بيدها في قوة وحنان في أن واحد......هاتفاً بها في قلق 

سليم: مليكة عاوزك تفتحي عيونك متغمضيش يا مليكة 

كان يسمع فقط همهمات تأوهاتها فصرخ بها مرة آخري بقلق قد بلغ منه مبلغه 

كانت هي تجاهد حتي تبقي زرقاوتيها مفتوحتين ولكنها تشعر بأنهما ثقيلتان وكأن بهما رمل 

فقدت الوعي تماما وهدأت تأوهاتها فصرخ بها سليم بخوف كيلا تغلقهما 

وصلا الي المستشفي بعد دقائق فحملها ودلف للداخل راكضاً وهو يصرخ بالجميع 

سليم: دكتور بسرعة 

حملتها منه الممرضات ودلفن الي غرفة العمليات 


*************************


خارج الغرفة 

جلس سليم علي أحد المقاعد الموجودة واضعاً رأسه بين يديه مفكراً تراها ستفيق أم لا 

هبط قلبه الي قدميه حينما راودته فكرة أن تكون إصابتها شديدة الخطورة الي الحد الذي لا تستفيق فيه .......شعر بآلم غريب يجتاح قلبه.......هز رأسه بعنف فهو لا يحبها.....لا يحبها........لا يجب عليه ذلك 

بعد عدة ساعات

سمع أصوات حركة كثيرة وهرولة الممرضات وبعض الهرج والمرج 

فهب واقفاً بهلع محاولاً أن يوقف إحداهن 

صرخ بهلع 

سليم: في إيه.......مراتي إيه اللي بيحصلها جوة 

فأخبرته الممرضة أن مليكة قد فقدت الكثير من الدماء ولا يجدوا نفس فصيلتها 

هتف برجاء 

سليم: أنا o negative خدو كل اللي تحتاجوه بس المهم تفوق 

تهللت أسارير الممرضة كثيراً وطلبت منه أن يأتي معها......وبالفعل دلف سليم الي غرفة العمليات 

وضعوه علي سرير يقابل سريرها ووصلوا بذراعه بعض الانابيب لينقلوا لها الدم سريعا 

أخذ يتطلع إليها وهي مُنسدحة علي الفراش في وداعة شديدة......لاحول لها ولا قوة......تشبه الملائكة كثيراً علي الرغم من شحوب وجهها الشديد 

وشفتيها أيضاً ولكن كل ذلك لم يخفي جمالها 


وبعد وقت قصير إنتهت العملية 

فطمئنه الطبيب كثيراً مُخبراً إياه أنها ستظل في العناية المركزة حتي تمر أول 48ساعة لخطورة مكان الإصابة ثم تنقل بعد ذلك الي غرفة عادية

زفر سليم بأريحية فطلب منه الطبيب أن يستريح ويتناول بعض السوائل حتي يعوض ما تم أخذه

أومأ سليم براسه ولم يعلق وجلس بجوارها حتي يكون الي جوارها حين تستيقظ............سمعها تنادي باسمه تارة وتارة باسم مراد وتارة آخري بوالدها ووالدتها و تارة بذلك العاصم الذي لا يعرف حتي من هو 


*************************


في قصر الغرباوية 

وتحديداً في صحن القصر كان ياسر يقف مودعاً والداته وجدتة وزوجته لرحيله للقاهرة كي يطمئن علي زوجة ابن عمه 

تمتمت قمر في لهفة 

قمر: خلي بالك من حالك بس وطمنا علي مليكة الله يخليك أول ما توصل 

أومأ ياسر براسه متمتما في هدوء 

ياسر: إن شاء الله 

هم ياسر بالرحيل فشعرت قمر بأن الدنيا تميد تحت قدميها وبتشوش في رؤيتها 

فهتفت في صوت مضطرب متقطع 

قمر: إلحجني يا ياسر 

إنتفض قلبه قبل جسده حينما سمع صيحة إستنجادها وإحتضنها قبل سقوطها أرضاً 

ليصرخ منادياً بإسمها ولكن......لا منادي 

إندفع الخفير عوض مستدعياً الطبيب ما إن صرخ فيه ياسر آمراً بذلك وهو يحمل قمر صاعداً الدرج في عجالة......إندفعتا خلفه الحاجة خيرية ووداد في وجل....... وضعها ياسر علي الفراش لاهثاً في وله حقيقي عليها......ينادي بإسمها في فزع محاولاً إفاقتها لعلها تستجيب لندائه.......وعندما لم يجد منها أي إستجابة..... إندفع محضراً عطره ثم وضع بعضاً منه علي كف يديه وقربه من أنفاس قمر التي بدأت في الإستجابة لتهمهم في وهن محركة رأسها يمنة ويسرة في هدوء 

زفر بأريحية .........في نفس اللحظة التي وصل فيها الطبيب علي باب الحجرة 

دخل ليفحص قمر فإنسل هو من جوارها تاركاً والدته وجدته مع الطبيب........لم يستطع مداراة قلقه فوقف يدعوا الله وهو يتحرك أمام الباب ذهاباً واياباً

حتي إنفتح باب الغرفة أخيراً علي خروج الطبيب مصحوباً بإندفاع مفاجئ لزغاريد أمه وإبتسامة جدته 

وقف تائهاً لا يعلم ماذا يحدث..... كيف يبتسم ذلك الأحمق وحبة قلبه تعاني 

إبتسم الطبيب وتمتم في حبور 

مبروك يا ياسر بيه....... المدام حامل 

تسمر ياسر للحظات مشدوهاً يحملق في الطبيب الذي إتسعت إبتسامته ونقل نظراته لوالدته التي أومات برأسها في إبتسامة يتبعها تاكيداً من جدته 

ليهتف ياسر اخيراً

ياسر: إنت متاكد يا داكتور من حديتك ديه

ضحك الطبيب بخفة وتابع مشاكساً بمرح

علي حسب معلوماتي الطبية المتواضعة جداً جداً فأقدر أكدلك كلامي ده 

إبتسم ياسر بحرج وتابع معتذراً

العفو يا داكتور مقصدييش إكده..... 

إبتسم الطبيب بحبور وتابع مربتاً علي كتف ياسر 

الطبيب: أهم حاجة دلوقتي هي الراحة التامة للمدام وطبعا مش هوصي الحاجة علي التغذية الكويسة علشان الحمل وكدة 

هز ياسر رأسه مؤكداً وهو يطلب من عوض إصطحاب الطبيب للخارج دالفاً هو لغرفته مغلقاً الباب خلفه في سعادة......إقترب من قمر المنسدحة علي الفراش في هدوء وإنحني مقبلاً جبهتها في محبة عارمة

فتحت قمر عيناها وهمست بحب 

مبروك يا ابو عمار 

ضمها إليه في سرور بالغ وكأنه يضعها بداخل قلبه 

فأغمضت هي عيناها تستنشق رائحته علها ترزق بطفل يشبهه في كل شئ كما تمنت دوماً 


************************


بعد عدة ساعات كان قد وصل القاهرة بعدما ترك زوجته علي مضد لأجل سليم فهو يعلم مدي قلقه الأن فهو قد رأي حب مليكة يطل من بين عينيه ولكنه يعلم ابن عمه ورفيقه جيداً فهو يعافر بقوة كيلا يظهر هذا الحب وهو حقاً لا يعرف لماذا 

زفر بعمق وهو يتمتم بحنق 

ياخرابي علي المرار الطافح اللي إنت فيه يا ياسر

هما يتنيلوا يحبوا وإنت تتجندل علي دماغ اللي خلفوك 

***********************


وصل للمستشفي ليجد سليم قابعاً علي أحد المقاعد عيناه خير دليل علي عدم رؤيتها للنوم ولو لعدة دقائق حتي 

ياسر: طمني يا واد عمي 

هتف سليم بصوته العميق في وله وجزع 

سليم: الدكتور بيقول إنها بقت كويسة بس هي لسة لحد دلوقتي مفاقتش 

ربت ياسر علي كتفه في إشفاق 

ياسر: إن شاء الله خير يا خيي متجلجش 

بس كيف دا حوصل...... وكيف حد يدخل الجصر عنديك من غير ماحد لا يحس ولا يدرا بيه 

هتف سليم بحنق ودهشة 

سليم: مش عارف يا ياسر ودا اللي هيجنني دخل إزاي وكان عاوز إيه مادام هو مش جاي للسرقة أصلاً

ربت علي كتفيه في حنو وتابع بهدوء 

ياسر: أصبر ياواد عمي لما مرتك تفوج ونوبجي نسألوها يمكن اللي عمل إكده جالها أيتها حاچة نعرف منيها هو مين أو حتي كان چاي ليه 

تمتم سليم بصبر 

سليم: أديني مستني 

تمتم ياسر بتوجس 

ياسر: في خبر إكده أني عارف إنه مش وجته بس لازم تعرفه مش عارف أخبيه عنيك عاد 

زم سليم شفتيه وتابع بسخرية 

سليم: خير في إيه تاني 

إبتسم ياسر ملئ شدقتيه وتابع بفرحة 

ياسر : لا دا خير وكل خير..... جمر مرتي حامل 

إبتسم سليم في حبور 

سليم: مبروك يا ياسر الف مبروك والله الواحد كان محتاج يسمع أخبار حلوة 

تمتم ياسر بهدوء 

ياسر: لساتني عارف جبل ما أچيك طوالي 

ضيق سليم عيناه وتابع موبخاً 

سليم : وإيه اللي جابك يا ابني إنت كنت خليك جنب مراتك علشان تاخد بالك منها وتراعيها 

إستطرد موبخاً 

ياسر: والله عيب اللي بتجوله دا 

جمر وياتها أمي والحاچة خيرية والبلد كلاتها لو حبت بس إنتو هنية لحالكوا يوبجي تسكت خالص 

ولم يكد سليم أن يتحدث حتي سمعا صوت انثوي 

يهتف في دهشة ممزوجة بالقلق 

نورسين: أستاذ سليم 

إلتفتا سوياً علي وقع الصوت في هدوء بينما إقتربت منهم نورسين التي دب القلق لأوصالها 

تسأل عن سبب وجودهم 

رحب بها سليم بأدب 

سليم: د.نورسين أهلاً وسهلاً مليكة تعبانة شوية 

تابعت نورسين بقلق 

نورسين : خير فيها إيه 

قص عليها ما حدث بإقتضاب يخبئ ورائه الكثير والكثير من الغضب 

شهقت نورسين بفزع ثم حاولت الإستفسار عن سبب الحدوث فأخبرها سليم بعدم معرفته لأي شئ حتي الآن...........فتركتهم هي بعد الإستئذان لتطمئن علي حالتها وتطمئنه قليلا ً

وبالفعل بعد وقت قصير خرجت لتخبره بإفاقتها 

فهب سليم واقفاً هاتفاً بوله عاشق أضناه القلق وإحترق بنيران الخوف من الفقد والفراق 

سليم: أنا عاوز أتطمن عليها 

تمتمت نورسين في هدوء تطمئنه وتخبره بألا يحدثها كثيراً كيلا تؤذي جرحها 

أومأ سليم برأسه عدة مرات وإتجه مندفعاً لغرفتها يسبقه قلقه وشوقه 

وجدها منسدحة علي الفراش في وداعة تبدو بوادر الآلم علي وجهها الذي أضحي شحوبه يماثل شحوب الموتي جلس الي جوارها ممسكاً بيدها في حنو بالغ يتنافي مع قسوته في الأيام السابقة 

كيف لا والحب النقي بنيتي هو من يسكن الوحش الذي بداخل الانسان.......همس برقة بالغة يعتريها قلق شديد سمح له بأن يطل من خضراوتيه 

سليم: حمد لله علي سلامتك 

همست في وهن شديد يتخلله آلم تحاول جاهدة إخفاؤه 

مليكة: الله يسلمك

مراد.... مراد فين 

أردف يطمئنها في حبور 

سليم: متقلقيش مراد كويس 

رفرفت بأهدابها بتلك الحركة الطفولية وكأنها تقول له حسناً ثم غابت عن الوعي مرة أخري 

هب سليم واقفاً في هلع وخرج مسرعاً ليحضر الطبيب 

سليم: د. نورسين مليكة... مليكة 

هتفت نورسين بهلع 

نورسين: مالها 

هتف سليم بجزع 

سليم: مش عارف أنا كنت بكلمها وفجاءة لقيتها غمضت عيونها 

إبتسمت نورسين في حبور 

نورسين: متقلقش يا باشمهندس هي كويسة دا بس من البنج والعملية متخافش 

زفر سليم بأريحية وأومأ برأسه بمعني حسناً 

إستأذنت نورسين ورحلت بعدما طلبت منهم إعلامها إذا إحتاجوا لأي شئ 

إبتسم ياسر مشاكساً بعدما خبط علي كتف سليم

ياسر: واه واه علي زينة الرچال .....إيه مشندل حالك إكده يا واد عمي 


أتمني يعجبكوا يا فرولاتي ❤

تكملة الرواية هناااااااااا 

تعليقات

التنقل السريع