القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بين طيات الماضي البارت 31-32-33-34-35بقلم منة الله مجدي

 


رواية بين طيات الماضي البارت 31-32-33-34-35بقلم منة الله مجدي






رواية بين طيات الماضي البارت 31-32-33-34-35بقلم منة الله مجدي



الفصل الحادي والثلاثون 


في قصر الغرباوية

ألقت عبير زجاجة عطرها في المرآة وهي تصرخ غاضبة 

عبير: والله ما هسيبك يا أمچد لا إنتَ ولا بتك 

أنتَ إيه ياخي..... امها تاخدك مني.... وهي تاخد سليم من بتي حسابك تجل وبجي واعر جوي جوي 

والله ما ههنيك بيها..........وزي ما حرمتك من بتك والله لأحرمك مالتانية


************************


دلف الطبيب ومعه الجميع لغرفة مليكة التي أخذت تحدق في الجميع ببلاهة عدا والدها 

عاينها الطبيب بتلك الإجراءات الروتينية 

ثم سألها 

الطبيب : مدام مليكة إنتِ عارفة مين دول 

هزت رأسها يمنة ويسرة دليلاً علي عدم معرفتهم 

ثم أردفت تهتف بوالدها في قلق 

مليكة: بابي مين دول.........وأنا فين

برقت عينا سليم بهلع كيف لها ألا تعرفهم وتعرف والدها 

قرر الطبيب سؤالها سؤلاً أخر بعدما إتضحت لديه الرؤية قليلاً

الطبيب: مدام مليكة إنتِ عندك كام سنة 

أردفت هي في هدوء 

مليكة : 8 

ثم تابعت باسمة بحماس طفولي بالغ 

وهتم ال9 الشهر الجاي 

كاد أمچد أن ينهار أما سليم فهو الأن وبالتاكيد قد فقد عقله 

أخبرها الطبيب أنهم سيتركوها ترتاح قليلاً وإن إحتاجت أي شئ فما عليها إلا الضغط علي الزر الموجودة بجوارها 

ثم توجه ناحية غرفته ودلف معه سليم وأمجد وعاصم 

هتف سليم يسأل بقلق 

سليم: مراتي فيها إيه يا دكتور 

أردف الطبيب بأسي 

واضح جداً يا جماعة إن مدام مليكة جالها فقدان في الذاكرة..... وللأسف مش بس كدة لا هي فاكرة كل حاجة لحد عمر 8 سنين أما بعد كدة فهي مش فاكرة أي حاجة

تمتم أمجد بضياع 

أمجد: يعني ايه 

أردف الطبيب مفسراً

الطبيب: يعني مدام مليكة رجعت طفلة تاني عمرها 8 سنين وأي ذكريات بعدها مش موجودة عندها أصلاً 

سأل عاصم في جزع 

عاصم: طيب وهي ممكن تفتكر إمتي 

الطبيب : للأسف يا جماعة الموضوع دا زي الغيبوبة يالظبط محدش يعرف إمتي المريض ممكن يرجع لحالته الطبيعية 

ممكن يوم وممكن شهر ممكن أسبوع وممكن سنه 


************************


في قصر الغرباوي 

سمعت فاطمة صوتاً مرتفعاً يأتي من غرفة والدتها 

فتسلل إليها القلق بشدة ثم إتجهت لتطمئن عليها 

همت بالدخول حتي سمعتها تهتف في حقد 

عبير: عاوزاك تخلصني منيها سامع 

صمتت هنية تستمع لحديث ذاك الشخص ثم أردفت بإنتصار 

عبير: ميتي بالظبط هبجي أجولك جبلها متجلجش

حبست شهقة هلع خرجت من فمها بيدها وإنطلقت مسرعة لغرفتها لا تدري ماذا تفعل 

فهي تعلم جيداً أن والدتها تقصد مليكة ولكن الأن اصبح سليم لا يشكل لديها فرق بالمرة 

قد نسيته وما عاد يشغل بالها للحظة .....والفضل في ذلك كله يرجع لكلمات قمر التي مست شغاف قلبها فعلمت حينها أن سليم ليس لها ولم ولن يكن لها في أي يوم من الايام 

فعقدت العزم علي الحديث معها وردعها عما تحاول فعله 


**********************


في المستشفي 

في غرفة مليكة 

رفضت مليكة بقاء أي شخص بجوارها غير والدها 

فهو من ظل جالساً الي جوارها طوال اليوم يطعمها يلهوا معها وحتي هو من جعلها تخلد للنوم وقلبه يتمزق آلماً علي حالتها فمن تبقت له من فتياته الثلاث قد عادت طفلة مرة أخري...... ولكنه حاول النظر للناحية الإيجابية فإعتبرها فرصة من المولي كي يعوض ما فاته 

ولكن زوجها......طفلها وحتي عاصم هي لن تتعرف عليهم 

زفر بعمق وهو يدعوا الله 

رحماك بالله


***************************


أما سليم فلم يبارح مكانه طوال اليوم .....علي الرغم من عدم قدرته علي الدخول لرؤيتها ولكنه ظل يراقبها طوال النهار من خلف الزجاج 

شعر بقلبه يتمزق كلما رآها .....هي حقاً طفلة 

حقاً عادت طفلة عمرها 8أعوام...... هو يعلم جيداً لما إختارت هذا العمر تحديداً......فهو أخر عمر شعرت فيه بالسعادة والهناء ورغد العيش ولكن ماذا سيفعل والدها حينما تسأل عن والدتها الراحلة أو شقيقتها ماذا سيفعل هو وهي لا تتذكره .....كيف سيمضي قدماً تلك الأيام القادمة فقد بات لا يعرف حتي أن يرتشف قدحاً من قهوته المفضلة من دونها

فهي موطنه وملاذه.......والأن أصبح يعيش في غُربةٍ مُستمرة......فلا هو وجِد بدلاً مِنها موطن يحتويه ولا وجد ملاذ يهرب إليه من نفسه


*************************


ركض مراد بشوق ناحية والده الذي عاد وحيداً كما يري من دون والدته فإحتضنه بقوة وأردف يسأله 

مراد: بابي هي فين مامي 

تنهد بعمق بعدما اغمض عيناه آلماً وهو يفكر بما سيجيب ذلك الطفل الذي تتلألأ عيناه في إنتظار إجابة شافية تطمئنه عن والدته التي هو متعلقٌ بها حد الملازمة ......بماذا سيجيبه الأن 

زم مراد شفتيه وأردف يسأل مرة اخري 

مراد: بابي إنتَ نمت 

إبتسم سليم في حبور 

سليم: مامي مسافرة علشان حاجة ضرورية جداً يا روحي وهترجع قريب 

زم مراد شفتيه دليلاً علي عدم رضاه بذلك الخبر الذي يزفه إليه والده..... وشاهد سليم بوضوح ستار من الدموع الذي يغلف عيناه 

مراد: بث هي عمرها ما ثابتني 

إحتضنه سليم وأردف بحبور 

سليم: مامي سافرت علشان حاجة ضروري خالص مش بأيدها وهي قالتلي خلي بالك يا سليم من مراد وأوعي تزعله لحد ما أجيله وبعتتلك بوسه وحضن كباااار أوي أوي

إبتسم مراد في حماس وأردف يسأل في براءة 

مراد: بجد يا بابي 

أومأ سليم برأسه باسماً 

سليم: بجد يا عيون بابي 

ثم حمله وصعد به لغرفة مليكة كي يناما سوياً هناك 

فعلي الأقل يمكنه الإكتفاء برائحتها الأن عساها تحيي ذلك القلب الذي فارقته الروح......عساها تعيد السكينة لتلك الروح .......عساها تروي عطش ذلك القلب وتُحيي ذلك الجسد مرة....عساها تتخلل مسامات جسدة وتسير عبر أعضاؤه لتمتزج بدماؤه حتي تصل لقلبه عساها تهدأ تلك النيران التي تستعر بداخله قبل أن تجعله رماداً 


***************************


في صباح اليوم التالي 

خرجت مليكة من المستشفي الي منزل سليم بعدما رفض رفضاً قاطعاً أن تذهب لمنزل والدها 

فطلب من أمجد أن يأتي هو للجلوس معها في منزلها وأقنعه أن ذلك كله لأجل مراد 

جلست مليكة طوال الطريق منكمشة علي نفسها 

خائفة من ذلك السليم ذو الجثة الضخمة والملامح الحادة القاسية 

وصلوا أمام باب القصر بعد وقت قصير 

فسألت مليكة الممسكة بيد والدها 

مليكة: بابي هو إحنا هنقعد هنا.......أمال فين بيتنا 

ربت أمجد علي وجنتيها في لطف وتابع في هدوء 

أمجد: بيتنا بيتصلح يا ميكو فإحنا هنقعد هنا شوية لحد ما يخلصوا تصليحه 

إقتربت من والدها في خفوت وهي تتمتم في همس مشيرة الي سليم 

مليكة: بابي هو the green man دا هيقعد معانا كمان 

ضحك أمجد بخفة وهو يري ملامح سليم الذي يطالعهما في شذر 

أمجد: أيوة يا عيون بابي..... دا بيته أصلاً وإحنا هتقعد عنده 

فأومات برأسها في ضيق ودلفوا للداخل وسط ضيق مليكة 


*************************


في غرفة مراد 

جلس سليم يعقد إتفاقاً مع مراد كيلا يقلقه أو حتي يؤلمه لأجل والدته وما حدث معها......فكيف سيستطيع تقبل حقيقة أن والدته التي يعشقها لا تتذكره 

سليم: مراد يا حبيبي

تمتم مراد ببراءة 

مراد: نعم يا بابي 

حمله سليم وجلس به علي الفراش يداعبه في حبور 

سليم: مراد يا حبيبي مامي جت 

قفز مراد سعادة وهو يصفق بيده في فرحة 

مراد: طيب يلا نروحلها

أردف سليم في هدوء 

سليم: بص يا مراد إحنا هنلعب لعبة حلوة كلنا مع بعض واللي هيكسب هياخد جايزة حلوة أوي 

برق مراد بحماس يراقب كلمات والده 

سليم: مامي هتلعب معاك وكأنها بنوتة صغيرة عندها8 سنين ولازم نفضل نلعب لحد ما المسئولين عن اللعبة يقولولنا خلاص ......المهم إننا كلنا لازم نتعامل مع مامي علي أساس إنها مليكة الصغيرة اللي عندها 8سنين تمام يا مراد 

خرج سليم ومعه مراد بعدما إتفقا سوياً علي كل التفاصيل 


*************************


تناولا الغداء سوياً ومراد قد حاز علي إعجاب سليم تماماً فقو أتقن تمثيل دوره بنجاح منقطع النظير 

تعرفت عليه مليكة وإندمجا سوياً فلاحظ الجميع أن مليكة أحبته وبشدة ......حتي حينما لا يتذكر العقل يبقي قلب الام محتفظاً بكل شئ فهو لا ينسي لا يغفل 

بعد الغداء توجه أمجد لغرفته لينعم بقيلولته أما مراد ومليكة فذهبا للعب سوياً في الحديقة 


**************************


جلس سليم يرتشف قهوته في هدوء فوجد مليكة تدلف غرفته بهدوء 

تعلق بصره بمظهرها الطفولي وذلك الفستان الذي يسلبه عقله بالمرة......إهتاجت عيناه بمشاعر عنيفة........ فهو الأن بين نارين إما أن يخنقها وإما أن يشبع كرزتيها تقبيلاً حتي تفقد وعيها بين ذراعيه

دلفت تمشي في براءة تامة وسألت في هدوء 

مليكة : هو دا الكهف بتاعك 

حدق بها في بلاهة 

سليم : كهف...... 

أردفت مليكة مفسرة 

مليكة: أيوة يعني إنت ال green man فأكيد دا كهفك 

ضحك سليم ملئ شدقتيه حتي ترددت صدي ضحاته الرجولية في أرجاء الغرفة 

فتوجهت ناحيته باسمة بحماس تسأل في دهشة 

مليكة: إيه دا إنت بتضحك زينا 

حدق بها ببلاهة فهي ولأول مرة تقترب منه لتلك الدرجة بإرادتها دون أي ظروف أو ضغوط 

ثم لمست بأصابعها شفتاه في هدوء وهي تتابع باسمة 

مليكة: خليك بتضحك كدة علي طول كدة شكلك أحلي 

ثم إنسابت تحرك أصابعها علي قسمات وجهه وعيناها تتلألأ بطفوليه بالغة فهي بالتأكيد لم تكن تعرف تأثير أصابعها علي جلده فكلما تحركت أصابعها علي وجهه عَلي وجيفه وإحترق جلده 

ااااه هي تجلس بكل سعادة أمامه وهي تحرك يدها وأصابعها اللعينة تلك علي قسماته وهو يحترق 

يحترق آلماً وفراقاً ......يحترق رغبة 

حاول أن يغمض عيناه ويعض علي لسانه حتي ينفض تلك الأفكار السوداء التي تحيط بعقله 

ولكن هيهات فكلما إستطع أن يبعد تفكيره عنها تزيده لمسات أصابعها تفكيراً أكثر وأكثر 

أردفت مليكة باسمة بحبور 

مليكة : أضحك علطول علشان وشك ميلزقش ويكرمش وتبقي شبه الساحرة الشمطاء 

ثم ضحكت بخفة وتركته وهي تركض للخارج تنتدن بكلمات أغنية ما 



لايك قبل القراءة وكومنت بعدها يا فرولاتي ❤😍


الفصل الثاني والثلاثون 


في قصر سليم 

جاء عاصم ليطمئن علي شقيقته في الصباح بعدما تقبلت حقيقة تغير شكله وظنت أنها تعويذة ما لعباها فحتي هي قد تغير شكلها كثيراً وأصبحت تشبه والدتها التي علمت منهما أنها قد سافرت هي وتاليا لعدة أيام ......بينما عاصم لم يتغير شكله كثيراً لهذا تقبلته سريعاً 


*************************


في قصر عاصم 

أخذ عاصم يحزم حقائبه ليستعد للذهاب مع نورسين التي هتفت به بهدوء 

نورسين: عاصم يا حبيبي إحنا مينفعش نسافر دلوقتي علي الأقل نتطمن علي مليكة وبعدين.... 

كلماتها المعلقة كانت تضيع بين شفتيه التي أطبقت علي شفتيها النديتين يقبلها في شغف يبثها في شوق وحب وحتي خوف 

حب أعوام........خوف فقدانها .......شوقة الدائم إليها وحتي وهي بين ذراعيه 

إحتضنها بقوة وأردف باسماً بحبور 

عاصم: مليكة جمبها جوزها وبابا وكلنا وهي لو تعرف أكيد كانت هتقولك سافري وبعدين أطمني هي كويسة الحمد لله 

همست نورسين بخفوت 

نورسين: أنا خايفة يا عاصم........خايفة أوي 

إحتضنها عاصم ثم إبتعد ممسكاً برأسها في حنو بالغ مطالعاً عيناها بإصرار 

عاصم: متخافيش .......مش عاوزك تخافي أنا جمبك أهو وهنروح إن شاء الله ونعمل العملية وترجعي زي الفل ليا و لأيهم وجوري ونجيبلهم توئم تاني أيه رأيك

ضحكت هي وسط عبراتها وإنكمشت داخل ذراعيه أكثر تلتمس الآمان...... نعم فهي أيضاً خائفة 

تخاف من فقدان العائلة التي وجدتها.......تخاف من فقدان حبيب العمر......من فقدان طفليها 

تنهدت بعمق وهي تحتضنه بقوة وقلبها يخبره 

لا أحبك فقط بل أستند عليك وكأنك أكثر الاشياء ثباتاً في هذا العالم 


**************************


في قصر الغرباوي 

دلفت فاطمة لغرفة والدتها بعدما طلبت منهما الجلوس سوياً للتحدث قليلاً 

ضيقت فاطمة عيناها وهي تتمتم في هدوء 

فاطمة: أمة أني سمعتك أولت امبارح بتتحدتي في التلافون وكتي بتجولي خلصني منيها 

إنتِ جصدك مليكة مش إكده 

برقت عينا عبير هلعاً وتمتمت متلعثمة 

عبير: إيه الحديت الماسخ دية عاد..... أني... أني 

ربتت فاطمة باسمة علي يد والدتها 

فاطمة: أني عارفة إنك بتعملي إكده علشاني... يعني إكمنك فاكرة إني بحب سَليم بس لع متجلجيش يا أماي أني خلاص شيلته من دماغي وبجالي كتير كمان خلاص يا أماي أني مبجيتش عاوزة منيه حاچة همليهم لحالهم عاد 

برقت عيناها غضباً وتمتمت في حرد 

عبير: ودية من ميتي إن شاء الله يا بت بطني 

من ميتي الحنية دي كلاتها 

تمتمت فاطمة بأسي

فاطمة: من دلوجت يا أماي أني بجولك أهه إني مش عاوزة حاچة منيهم .....إنسيهم وهمليهم لحالهم عاد 

صاحت بها عبير بحرد 

عبير: ملكيش فيه عاد وريحي حالك أني مبعملش حاچة ليكي كل ديه علشاني أني وخولص الكلام يا بت بطني 


***************************


في قصر سليم الغرباوي 

وصل سليم من عمله متأخراً فوجد أمجد يجلس مع مراد في الحديقة 

توجه ناحيتهما فركض مراد لعنده فحمله سليم باسماً وهو يسأله عن والدته 

مراد: ما...... قصدي مليكة نايمة 

إبتسم سليم ماسحاً علي رأسه في حنو 

ثم جلسا سوياً فأخذ هو يتحدث مع أمجد قليلاً يسأله عن حاله ويطمئن علي مليكة الذي أخبره أنها كما هي لم تتذكر حتي شيئاً ولو صغيراً 

تنهد سليم بعمق وأستاذنهما في الصعود لغرفته 

فتح باب غرفتها فوجدها نائمة مثل الملاك تماماً في غلالتها السماوية التي تشبه لون عيناها.... اااه كم إشتاق لها تنهد بعمق ثم خرج من غرفتها في ضيق..... طلب من ناهد أن تعد له بعض القهوة 

وجلس هو في شرفته يشربها في هدوء 

يجيش عقله بها ......تعصف بأفكاره وكأنها عاصفة ربيعية لذيذة ..... إبتسم بقهر وهو يمرر أصابعة في شعره بقوة عساها تلهيه عن ذلك الآلم العارم الذي يعتصر قلبه.......إنها حقا سيدة الربيع......ااه كم تشتبهه........كم تشبه طلتها نسمات الربيع التي تصيب القلوب لتحيها بعدما أماتها شتاءً طويلاً دام طول الدهر........وكم يشبه شعرها الناري ورود الربيع وشمسه.......كم تشبه لمساتها ذلك الدفئ اللذيذ الذي تبعثه نسمات الربيع الرائعة 

تنهد بعدما أخذ يطالع قدح قهوته وهو يتسائل 

تري من الذي إخترع القهوة؟؟؟؟ومن الذي إكتشف تسللها داخل كياناتنا بهذه الطريقة.......هل كان يعلم بأننا سنتمنى فنجان قهوة مع شخص غاب منذ دهر....هل كان يعلم بأن رائحتها ستنتزع منا إعترافات بالعشق....هل كان يعلم بأننا في وجهها نرى كل الوجوه التي أوجعنا غيابها.....

دفع قدحه غاضباً ثم نهض واقفاً بجوار السور حتي يبعد تفكيره عنها.....ضحك بسخرية كيف يبعد تفكيره وهي تستحوذ علي قلبه وعقله وحتي روحه..... وفجاءة شاهد ما كاد أن يوقف قلبه 

كانت مليكة تسير علي سور شرفتها في إضطراب وهي تتحدث مع نفسها كما يبدو له 

وجد نفسه يصرخ بهلع وكان حياته تعتمد علي سلامتها وركض مسرعاً ناحية غرفتها والله وحده يعلم كيف وصل حتي.......فقد كان يشعر وكان قلبه قد توقف بالفعل دلف لغرفتها يصرخ بإسمها صائحاً في هلع 

فطالعته هي ببراءة بعدما وقفت في ثبات ضاحكة

مليكة:ال gereen man إزيك 

أشار سليم بيداه كي تقف مكانها ولا تتحرك 

سليم: مليكة .....بالراحة .....إنزلي 

ضحكت مليكة وهي تتحرك بخفة بينما يتعالي رجيفه خوفاً.....فماذا إذا سقطت مثلاً .....اااه كاد أن يفقد وعيه لمجرد التفكير في هذا 

لوت شفتاها متذمرة وأردفت بإستمتاع 

مليكة: ليه بس دي الوقفة هنا حلوة أوي تعالي جرب 

صرخ بها سليم بهلع بعدما كادت أن تتهاوي 

سليم: ملكية إنزلي 

زمت هي شفتاها بحنق وأردفت بضيق 

مليكة: لا مش عاوزة أنزل دي حلوة أوي 

إقترب منها عدة خطوات في ثبات حتي بات قريباً للغاية وفجاءة زلت قدماها وكادت تسقط فهرول هو ممسكاً بيدها في هلع صارخاً بها مليكة متسبيش أيدي سامعه 

أومأت برأسها عدة مرات في هلع بينما يحملها هو للأعلي وكأنها روحه.........ولما كأنها فهي بالفعل روحه...... هي حتي النفس الذي يأخذه .......هي كالأكسجين...... بدونها يختنق...... تنشقها فدخلت لقلبه محملة بالحب والنور ......في جرحة كانت كالوردة التي أنقذت حياة جندي من الموت

أصبحت روحه التي تسكن داخله ......ظل متمسكاً بها كالغريق الذي تعلق بقشة نجاته ......سقطا سوياً علي أرض شرفتها الباردة يلتمس دفئه منها

تغلغلت أصابعه في خصلات شعرها..... هاجمت رائحتها رئتاه مستنشقاً عبيرها الأخاذ ....سامحاً لنفسه بالتنفس واخيراً.....اااه كم اشتاق 

لها ......إرتفعت يده تلقائياً لتمسك وجهها الناعم...... حاول وحاول عدم فعل هذا........حاول الإبتعاد ولم يستطع قواه خارت وإنهار تماسكه.... إنه يشتاقها بشدة ولا بأس من إستغلالها الآن ......رفع ذقنها بيده دافناً رأسها بين عنقها وصدرها وإستنشق عبيرها كغريق إستطاع أن يتنفس الهواء أخيراً 

إمتدت يده خلف ظهرها تدفعها إليه........تلصقها بصدره الواسع .......أخذ يلعن وهو يشم شعرها وعنقها..... شهقت بهلع حينما شعرت بشئ رطب يمتص جلد عنقها صانعاً لها علامات زرقاء هنا وهناك..... دفعته عنها بصعوبة وهي تنهض غاضبة 

بعدما دفعته بيدها الصغيرتين علي صدره الواسع 

مليكة: إنتَ إزاي تعضني كدة....... إنتَ شرير وأنا بكرهك 

أمسكت رقبتها بألم لاهثة بغضب 

مليكة: أنا مش عاوزة ألعب معاك تاني .....وهروح ألعب مع مراد

سارت خطوتان للأمام بغضب ثم وقفت وهي تزم شفتيها بحرد 

مليكة: متكلمنيش تاني 

وإنطلقت هي لغرفة مراد بينما وقف هو يتنفس شذاها متعلقاً بصره بطيفها بينما تعالي وجيفه بنشوة لذيذة رسمت إبتسامة علي ثغره وروحه تقفز عشقاً صارخة أحُبك......وسأحبك كما يَشاء قَلبي لايُهمنِي عقلي.........سأعشقُك مِثلما يوحي لي نَبضي.........فيا عزيزي سبحان الذي يُغير فيك ما لم تتوقع.......ويُحدث بداخلك ما لم تنتظر.......ويُولد بقلبك نوراً كاد أن يموت !


**************************


في قصر الغرباوي 

وقفت فاطمة في شرفتها تحدث القمر الذي ينير تلك السماء طالبة من الله أن تجد من ينير عتمة قلبها أيضاً ......كم تتمني ولكن من الواضح أن هذا سيكون عقابها........ألا تجد من يؤنس وحشتها.... من يرافقها الطريق...... من ينير عتمة ليلها ويروي عطش ذلك القلب ويداوي جروح تلك الروح المنكسرة ولكن ألا تعرفين طفلتي بأنه حين نظن أن كل شيء كاد أن ينتهي.........يخلق الله لنا مخرجاً لنبدأ من جديد


****************************


في صباح اليوم التالي 

ذهب سليم ومعه نورسين وطفليهما لقصر سليم 

كي يودعا أمجد ومليكة وسليم ومراد ويتركا بحوزتهما الطفلين 

إحتضنه سليم بقوة..... يدعمه و يؤازرة فهو يعلم جيداً كيف هو من الصعب أن يري حبيبته تتألم 

شعر بألم يعتري قلبه حينما تخيل مليكة في مكانها

فأخذ يدعوا الله لذلك المسكين عاصم بالصبر 

وأن ينجي زوجته 

إحتضنت نورسين مليكة بقوة 

نورسين: أنا عارفة إنك مش فكراني بس عاوزاكي تخلي بالك من أيهم وجوري دول أمانتك لو حصلي حاجة 

إحتضنتها مليكة بقوة باسمة 

مليكة: أنا فعلاً مش فكراكي خالص وأسفة جداً والله بس أنا مش فاكرة حاجات كتير أوي بابي أصله بيقول إني وقعت جامد علشان كدة مش فاكرة أي حاجة .....بس متخافيش عليهم أنا ومراد وبابي هنخليلك بالنا منهم وهبقي أقول للgreen man يحميهملك متخافيش 

إبتسمت نورسين بينما عمدت مليكة بيدها تجفف دموع نورسين باسمة 

مليكة: متعيطيش بقي 

فأومأت نورسين برأسها باسمة ثم تركتها ورحلا هي وعاصم بعدما إحتضن شقيقته بقوة يطلب دعمها كما في طفولتهم 


بعد رحيلهما بعدة ساعات هاتف ياسر سليم يطمئن علي أحوال زوجته ويطلب منه المجئ هو ومليكة حتي يتمكنا من حضور ولادة قمر التي تريد الإطمئنان علي حالة مليكة 

تمتم سليم بقلق 

سليم: بس إنت عارف الوضع يا ياسر دي مش فاكرة حاجة خالص 

أردف ياسر بحماس 

ياسر: يمكن لما تيچي هنية تفتكر متنساش إنها جعدت هنية فترة زينه عل وعسي تجدر الزيارة ترچعلها أيتها حاچة 

تحمس سليم لتلك الفكرة بشدة وهتف بسعادة 

سليم: خلاص هكلم الدكتور بتاعها وأسأله وأشوف ولو كدة علي بالليل إن شاء الله هتلاقينا عندك 

وبالفعل لم يكد حتي إن يغلق الخط مع ياسر حتي هاتف طبيبها الخاص ليستشيرة في مسألة سفرها الذي وافق بدوره ورحب بتلك الفكرة كثيراً 

إنطلق سليم يخبر أمجد الذي لم يختلف رأيه كثيرا عن رأي طبيبها وتحمس الأولاد بشدة 


*****************************


ماهي بضع ساعات حتي وصلا الي البلد 

وقف الجميع يرحب بهم في سعادة بينما أخذت قمر تبكي وهي تحتضن مليكة 

سألتها مليكة بدهشة 

مليكة: إنتِ مين 

إرتفع بكائها وتمتمت

قمر: أني عارفة إنك مش فكراني بس إحنا كنا أصحاب أكتر من الاخوات 

أومأت مليكة برأسها بعدما زمت شفتاها بحيرة 

مليكة: أيوة أنا فعلاً مش فكراكي بس خلاص بقي متعيطيش وأنا إن شاء الله هفتكرك

إبتسمت قمر بألم وإرتفع نحيبها مرة أخري وهي ترتمي بذراع زوجها 

وهكذا إنقضت الليلة بين بكاء السيدات وترحيب الرجال بأمجد ولا ضرار أيضاً من بعض الحديث

لتوضيح سلامة نية الطرفين ولكن من لم تظهر في تلك الليلة هي عبير علي الرغم من وجود فاطمة وترحيبها بمليكة وحينما سأل عنها سليم تعللت خيرية بأنها تشعر بالإرهاق قليلاً لذلك خلدت للنوم مبكراً 

بعد وقت قصير طلبت منهم خيرية الصعود لغرفهم

لينالو قسطاً من الراحة بعدما أصرت علي امجد البقاء في القصر الليلة 

صعد الجميع للغرف فطلب الأطفال البقاء مع جدهم أما مليكة فأعطوها المندرة.......ولكنها لم تكن تعلم أنها ستشاركها مع الgreen man 

دلفت مليكة للمرحاض وبدلت ثيابها بإحدي فساتينها التي ترتديها في المنزل وما إن خرجت 

حتي وجدت سليم مطضجعاً علي الفراش الوثير يتابع هاتفه في هدوء

فشهقت هي بعلع من المفاجاءة ثم وقفت واضعة يدها في خصرها متمتمة في غضب 

مليكة: ممكن أفهم إنتَ إيه جابك هنا أصلاً 

طالعها سليم بنظرات أرعبتها ولكنها لم تعرف لما شعرت بنظراته تخترقها تتفحص كل إنش في جسدها....... حب وليس رغبة 

ثم أردف باسماً بمكر بعدما إعتدل جالساً 

سليم:عمو أمجد اللي باعتني علشان هنا بيبقي في عفاريت بالليل

هب واقفاً محركاً كتفه بعدم إهتمام بعدما أردف بهدوء 

بس أنا غلطان خلاص هطلع برة وأسيبك تنامي لوحدك 

جحظت عيناها وهي تتمتم في تلعثم 

مليكة: هاه..... عفاريت أيه وتخاريف أيه 

وضعت يدها في خصرها وإستقام جزعها متمتمة في تحدي 

مليكة: أنا مش طفلة يا أستاذ إنت أنا عندي تمن سنين بحالهم وكبيرة ومش بصدق أي حاجة 

إبتسم داخله وأردف بمكر 

سليم: خلاص إنتِ حرة بس لما يجي بالليل متقوليش إني مقولتلكيش 

ثم إتجه واضعاً يده علي مقبض الباب يتصنع الرحيل 

فهتفت به هي في ثبات مصطنع لدرجة أن إرتجافة قدماها كانت ظاهرة للعيان 

مليكة: لا خلاص إستني يعني حرام هتنام فين كل الأوض مليانه خلاص نام هنا بس أنا هنام علي السرير وإنتَ بقي نام علي الكنبة 

إشتدت قبضته علي مقبض الباب وهو يطالع حجم الأريكة التي تكاد تكفي بصعوبة لنصفه العلوي 

ولكنه إبتسم في رضي وهو يتنهد بعمق إن كانت تلك ضريبة حبها فهو لها ولن يهتم لقضاء بعض الساعات علي الأريكة 

أومأ برأسه في هدوء وتوجه ناحية الأريكة بعدما حمل غطاءه ووسادته 


*************************


في غرفة ياسر 

أنهي ياسر تقطيع الفاكهة وغسلها بيده ووضعها علي طبق ما ووضعه بجوار قمره علي الفراش حتي إذا نهضت جائعة في الليل تتناول من هذا الطبق 

جلس بجوارها باسماً يمسد علي بطنها في حماس بالغ 

ياسر: أني مش مصدج بجي ميتي يچوا العيال دي 

إبتسمت قمر في حبور 

قمر: جريب جوي يا بو همس 

إحتضنها بحب وخلدا سوياً للنوم 


************************


في أمريكا 

وصلا عاصم ونورسين بعد وقت قصير الي المستشفي فإستقبلهما الاطباء وأخضعا نورسين لعدة فحوصات ثم أدخلاها لغرفة ما وهي المقرر إقامتها بداخلها حتي موعد العملية 


**************************


في غرفة مليكة 

تقلبت علي فراشها للمرة التي لا تعرف عددها في هذه الساعات فبعد كلمات سليم وهي تلتفت فزعاً كلما شعرت بأي شئ حولها حتي وإن كانت نسمة هواء......وفجاءة زفرت بعمق ونهضت واقفة بعدما حملت غطائها وتوجهت ناحية الأريكة 

وقفت تطالع سليم لعدة دقائق فوجدته يرقد بهدوء 

وجسده يحتل الأريكة بأكملها.....زمت شفتيها بتبرم 

وهي تزفر بضيق.......يشبه الوحش تماماً حتي إنه لم يترك مسافة صغيرة حتي كي تجلس فيها 

وبعد عدة دقائق تقلب هو علي جانبه الأيمن فإتسع بجواره مكان بالكاد يتسع لها 

تنفست الصعداء وهي تبتسم بسعادة ودفست نفسها بجواره ترقد في هدوء وما إن غفت هي وشعر هو بإنتظام أنفاسها حتي فتح عيناه باسماً 

وضمها إليه يحتضن جسدها في سعادة ومن ثم حملها ورقدا علي الفراش في هدوء وهي ترقد بين ذراعيه في وداعة تامة وهو يمسد علي رأسها في حنو وقلبه يخبرها 

أنا لم أقع في حبك ولم أسقط فيه يوماً........أنا مشيت إليك واثق النبض..... شامخ القلب

أنا لم أحيا بك يوماً ولم أفرح بك يوماً......أنا حييت بك كل الايام وفرحت بك إلى الابد.....أنتِ ما إقتربتِ من قلبي ولا عرفت الدنو منه......أنتِ إقتحمتِ قلبي إقتحاماً لتقبضِ على نبضي متلبسا ًبعشقكِ......أنا لم أمتلك الكون معك ولم أقبض على الدنيا بيدي.......أنا امتلكت فقط الاشياء الجميلة بالكون.......حين إمتلكتك


اتمني الفصل يعجبكوا ❤😍

واسفة جدا جداً علي التاخير والله❤

واستنوا فصل تاني بعد دا بشوية 😍❤💃💃💃💃


#بين_طيات_الماضي

#منة_مجدي


لايك قبل القراءة وكومنت بعدها يا فرولاتي ❤😍❤❤🌸 


الفصل الثالث والثلاثون 


في صباح اليوم التالي 

خرجت مليكة مع قمر وفاطمة للسير قليلاً -إتباعاً لأوامر الطبيب لأجل تيسير وضع طفليها- يثرثرن ويمزحن في هدوء حتي فجاءة شاهدن أحد الفلاحين مهرولاً بإتجاههم 

هتفت قمر متفاجأة 

قمر: عم خضر .....مالك يا راچل يا طيب بتچري إكدة ليه 

صرخ بهم الرجل متوسلاً 

خضر: ست فاطنة الحجينا 

أردفت فاطمة متسائلة بعدما ضيقت عيناها في قلق

فاطمة: في إيه يا عم خضر ......جلجتنا عاد 

هتف في قلق

خضر: الحجيني يا ست فاطنة الچاموسة...... الچاموسة 

هداته فاطمة وهتفت به صائحة 

فاطمة: يلا بينا يا عم خضر 

ثم التفتت لمليكة وقمر وأردفت حازمة 

فاطمة: خدي مليكة يا جمر وإرچعوا علي الجصر طوالي 

أومأت قمر برأسها وإنطلقا فاطمة وخضر مسرعين 

ناحية منزل ذلك الرجل الذي يعمل في أرض قدري الراوي......وما هي عدة دقائق حتي وصلا الي الزريبة الموضوع بها تلك الجاموسة

ركضت فاطمة ناحيتها بهدوء تعاينها بدقة......نعم إنها حالة ولادة متعثرة يجب عليها ألا تتاخر أكتر حتي لا يفقدا الجنين والأم أيضاً 

نظفت يداها جيداً وشمرت عن ساعديها ودلفت لمساعدة تلك المسكينة علي وضع جنينها........ إنهمكت في عملها بشدة حتي سمعت شخصاً ما يصرخ بجوارها و تحديداً عند باب الزريبة 

حسام: إنت فين يا عم خضر......عم خضر 

دلف حينما لمح أحد الفتيات جالسة بجوار إحدي المواشي الموجودة فوقف يطالعها في دهشة 

بينما إلتفت ناحيته وهتفت به بحزم 

فاطمة: مالك واجف تبحلج ليه اكده هم ساعدني..... روح غسل يدك زين وتعالي

إتسعت حدقتاه بدهشة أكبر ووقف مشدوهاً كالأبلة وكأنه لم يسمعها حتي هتفت به بصوت أعلي و حِدة أكبر كانت كفيلة لإخراجة من سهادته 

فاطمة: لساتك واجف مكانك كيف البجف إتحرك يا بني آدم عاد .......هم إخلص 

وكانت تلك هي الإشارة ليركض مُسرعاً يغسل يده حتي يساعدها في جذب الجنين برفق دون إلحاق الضرر به أو بوالدته 

وبعد بضع دقائق زفرت بعمق باسمة بعدما وضعت الوليد بجانب أمه كي تتعرف عليه وتنظفه 

أما هو فوقف يراقب إبتسامتها الحماسية.... كم تُشبه الأطفال تلك الفتاة ولكن ما يميزها هو عيناها الكحيليتن .....الحالكتين كظلام الليل ينيرهما شعلة تحدي تتراقص بداخل بؤبؤتيها لتقضي علي أخر ذرة تعقل بداخله وتخطف أخر جزء تبقي من قلبه 

زفر بعمق وهو يهز رأسه حينما سمع صوت العم خضر إختلط مع صوت ضحكاتها وعكر تلك الرنة الموسيقية الطفولية لضحكتها فإنكمشت ملامحه ضيقاً وتمتم في حنق

حسام: كنت فين يا عم خضر 

أردف خضر بسعادة 

خضر: كت بچيب ماية سخنة علشان الچاموسة 

ثم التفت لفاطمة 

خضر: الله يكرمك يا ست فاطنة والله ما عارف أجولك ايه 

إبتسمت فاطمة بحبور وتابعت في هدوء

فاطمة: مفيش حاچة يا عم خضر أني معملتش حاچة

ثم إنصرفت للمنزل بعدما إطمئنت الي العجل الصغير.......رامقة حسام بنظرات متبرمة في شذر لتحديقه بها بتلك القوة 

أما هو فوقف مشدوهاً يراقب طيفها الذي سرعان ما تبخر وهو يتذكر ضحكتها وملامحها وعيناها.... اااه من عيناها...... جميلة.......جميلة هي كنوته غناها عاشق لمعشوقته.......نقيه .......نقية كـ الورده البيضاء التي لم تطلخ بعد بـ ايدي البشر العابثه


*************************


في أحد مستشفيات أمريكا 

دلفت نورهان للداخل بجوارها عاصم ممسكاً بيدها فقد إلتوي كاحلها فجر اليوم وهاهم في المستشفي لمعاينته 

أشار لها عاصم بالجلوس حتي يتوجه للطبيب 

وبالفعل حضرت بعض الممرضات وساعدوها علي 

الدخول لحجرة الطبيب 

وبعد أن عاينها قرر ربط قدماها طالباً منها الراحة وعدم الحركة ولكن فجاءة تم إستدعاؤه لحالة طوارئ 

فإعتذر منها مستدعياً لها رئيسة الممرضات لمساعدتها 

دلفت في هدوء تطالع تقريرها الذي كتبه الطبيب 

فإبتسمت وأردفت في هدوء وهي تلتفت لها 

الممرضة: الف سلا.....

وفجاءة جحظت عيناها من هول المفاجأة وسقط ما بيدها وإنسابت دموعها في هدوء 

حركت شفتيها في محاولة بائسة منها للتحدث ولكن بلا فائدة فلم يخرج صوتها 

وبعد فترة همست نورهان بقلق 

نورهان: إنتِ كويسة 

هزت تلك السيدة برأسها يمنة ويسرة رافضة وهي تتهالك علي أقرب مقعد 

نورهان: طيب إهدي وقوليلي مالك يا بنتي 

همهمت السيدة اخيراً

نجلاء: أنا عايشة طول عمري بهرب منك علشان

مش عاوزة أفتكر الحقارة اللي عملتها زمان وسيبت مصر كلها........أشوفك هنا 

ضيقت نورهان عيناها وتابعت بدهشة 

نورهان: أنا 

أومات نجلاء برأسها موافقة 

نجلاء: أنا أسمي نجلاء رئيسة ممرضات......أنتي جيتي من حوالي 21 سنة كنتي بتولدي في مستشفي******في الصعيد مش كدة 

أومأت نورهان رأسها بدهشة بعدما غشي ستار من الدموع عيناها أثر ذلك الألم المضني الذي يكاد يمزق قلبها لأشلاء آلماً وقهراً علي طفلتها الراحلة وأومات برأسها مؤكدة 

فأردفت نجلاء بخزي 

نجلاء: وساعتها خلفتي بنت 

أردفت نورهان بألم يقطر من صوتها 

نورهان: نور بس للأسف إتولدت متاخرة عقلياً وماتت بعدها بكام سنة 

هزت نجلاء رأسها يمنة ويسري وهي تتابع بخزي بعدما أخفضت رأسها 

نجلاء: بنتك كانت سليمة ومفيهاش أي حاجة.... 

حدقت بها نورهان بدهشة وهي تتسائل 

نورهان: إزاي ......وهي كانت مُتأخرة والدكتور قال كدة و.....وماتت 

هزت نجلاء رأسها بقوة أكبر وهي تهتف بها في أسف 

نجلاء: اللي ماتت دي مش بنتك .....اللي إنتِ خدتيها دي مش بنتك 

صرخت بها نورهان بهلع حتي جاء علي إثر صوتها عاصم 

عاصم: في إيه يا ماما 

لم تجيبه حتي ولكنها صاحت غاضبة في تلك المرأة التي تقف أمامها 

نورهان: إيه الهبل اللي إنتِ بتقوليه دا 

أردفت نجلاء بندم 

نجلاء: زي ما بقولك بالظبط 

ساعة لما جيتي المستشفي جت بعدك بخمس دقايق واحدة ست وشكلها كان من عيلة كبيرة علشان الإهتمام اللي كانت فيه 

وولدت بس جابت بنت مُتاخرة عقلياً ولما الدكتور بلفها زعقت وغضبت جامد جداً وقالت إن بطنها متشيلش عيال متخلفين وإنها مش بنتها وإن المستشفي هي اللي بدلت بنتها..... طبعاً محدش إتكلم ولا حتي بلغوا أهلها بس بعد كدة لما دخلتلها علشان أطمن عليها وأديها أدويتها 

قالتلي هتديني فلوس كتير أوي لو بدلت بنتها ببنت تانية سليمة تكون نفس العمر و قالتلي إني كدة بنقذ بيتها من الخراب علشان جوزها لو عرف هيطلقها وإنها خلفت البنوتة دي بطلوع الروح 

أخفضت بصرها وتابعت بخزي 

وفعلاً دا اللي حصل الفلوس عمتني أنا والدكتور وأنتِ مكنتيش فوقتي وقتها من العمليات فبدلت البنت وأديتك بنتها 

لم تعلق نورهان الجاحظة عيناها......منهمرة عَبراتها ولا حتي عاصم الذي لا يكاد يصدق ما يسمعه بأذنيه....... لم تستفق إلا علي صياح عاصم بحدة 

عاصم: هي مين الست دي 

أردفت نجلاء بصدق 

نجلاء : والله ما أعرف أي حاجة عنها

وهنا نطقت تلك الصامتة..... نطقت تلك المرأة الهادئة...... لم تنطق هي ولكن صرخت الأم بداخلها...... صرخت آلماً وقهراً .....صرخت لفقدان طفلتها وما زادها آلماً هو وجود ابنتها ولكنها لا تعلم أين 

نورهان: يعني إيه...... يعني تبقي بنتي الوحيدة عايشة ومعرفش أوصلها

تألمت نجلاء لنبرتها التي تقطر قهراً 

نجلاء: والله كل الي أعرفه قولتهولك بس إنتِ ممكن تدوري في سجلات المستشفي مفيش غيركوا إنتو الأتنين اللي ولد في نفس الليلة دي 


*************************


في الصعيد

في المساء جلست مليكة تلعب مع الأطفال داخل المنزل وحولها خيرية ووداد وعبير المتبرمة حنقاً وحرداً وقمر بعدما خرج الرجال للجلوس في الدوار الكبير 

حتي فجاءة شعرت قمر بألم قاتل......فعلمت أنه الموعد 

خرجت منها صرخة هلع فإنتفضت السيدات من حولها ووقفن في هلع لا يقدرن علي التصرف وإنفض الأطفال عن لعبهم يراقبون المشهد في ترقب وقلق بينما ركضت همس الي والدتها 

همس: ماما ...... مالك فيه إيه...... بتتوچعي منين 

صرخت قمر بألم 

قمر: هاتولي ياسر ......كلمهولي أني بولد 

وكأنها كانت الإشارة لتوقظهم من هلعهم وتحثهم علي التصرف فذهبت خيرية لمهاتفة ياسر 

بينما صعدت وداد لتجلب لقمر ملابسها 

وبعد عدة دقائق وصل ياسر المذعور ومعه سليم ومهران وشاهين 

ركبت السيدات سيارة مهران بينما ركب شاهين مع سليم مع ياسر وتركا مليكة والأطفال في المنزل 

حاولت مليكة أن تُلهي الأطفال فقد أوضحت لها قمر كل شئ حين سألتها قبل يوم لما بطنها منتفخ هكذا.......ففرح الأطفال وجلسا في هدوء ينتظروا الطفلين 

وصل الجميع الي المستشفي بعد وقت ليس بالقصير خلف ياسر الذي حمل زوجته و هرول بها للداخل يصرخ بالممرضات خوفاً وهلعاً وحتي فرحة أخذنها منه الي غرفة العمليات بينما جلس الرجال والسيدات بالخارج يدعون لها كي يعطها الله وضعاً سهلاً وأن تخرج معافاة هي وطفليها 

لاحظت خيرية إبتعاد عبير لتجيب علي هاتفها ولكنها لم تعقب ......فحال إبنتها لا يعجبها ويبدو أن الحديث بينهما سيطول بهذا الصدد ولكن ليس الأن فليس وقته.......أما سليم فكان كمن يسير علي جمراً مشتعلاً فمن ناحية هو قلقٌ علي طفلته التي تركها في المنزل بمفردها ومن ناحية أخري هو لا يريد ترك ياسر من هو بمثابة شقيقه حتي يطمئن هو الأخر علي زوجته .......فأخذ يدعو الله أن تنتهي تلك الولادة أسرع ما يكون......وبالفعل ما هو إلا وقت قصير حتي سمعا صراخ الطفل الأول يتبعه الطفل الثاني فتهللت أسارير ياسر الذي إرتفع وجيفه فرحاً بسماع صوت طفليه 

خرجت الطبيبة من الداخل فركض هو ناحيتها يسأل بوله 

ياسر: طمنيني يا داكتورة مرتي.....جمر كيفها

إبتسمت في حبور وهي تتابع في هدوء 

الطبيبة: متجلجش خالص هي زينة وشوية صغيرين وهتفوج 

تنفس الصعداء وهو يحمد الله بشدة علي سلامة الجميع.....ورحل سليم بعدما اطمأن علي قمر وطفليها وعلي ابن عمه ايضاً


***************************


في قصر الغرباوي 

تأخر الوقت فخلد الأطفال جميعاً للنوم بينما هبطت مليكة للجلوس أمام التلفاز في صحن القصر 

وبعد عدة دقائق أتتها زهرة راكضة تستأذنها 

زهرة: ست مليكة أني باخذ الإذن إني أروح بس أطل علي أمي علشان تعبانة حبتين يعني إنتِ عارفة بكرة مش هعرف أروح في أيتها مكان علشان الست جمر 

أومأت مليكة رأسها في هدوء وأردفت باسمة

مليكة: أكيد طبعاً روحي وأبقي طمنينا 

صمتت هنية ثم تابعت 

مليكة: إنتِ محتاجة أي حاجة يا زهرة 

تهللت أسارير زهرة 

زهرة: خيرك مغرجنا يا ست الستات ولو عوزتي أيتها حاچة عم مسعد برة نادمي عليه بس وهيچي هوا 

أومأت مليكة برأسها في حبور فذهبت زهرة للخارج وجلست هي تقلب في التلفاز بملل حتي سمعت صوت باب القصر يفتح فنهضت واقفة تتسائل في قلق 

مليكة: نسيتي إيه يا زهرة تاني 

ولكنها سمعت صوت رجولي يتمتم بنبرة مرعبة أفزعتها 

الرجل: لع أني مش زهرة 

علي رجيفها وتلعثمت في هلع 

مليكة: اااا.... اان...... إنتَ مين ودخلت إزاي 


**************************


في أميركا 

فتحت نورسين عيناها علي ضوء الشمس فوجدت عاصم يرقد بجوارها واضعاً رأسه علي الفراش ويده أسفلها...... يرقد في هدوء يشبه الأطفال

تسللت إبتسامة صغيرة لثغرها وهي تمسح علي شعره في حنو...... حب.... عشق وحتي خوف 

نعم فهذا هو اليوم الذي سيحدد فيه مصيرها هي ستعيش أم........ ترحل وتفارق تلك الحياة..... تفارق محبوبها وأطفالها 

فتح عيناه بهدوء ثم سحب يدها طابعاً عليها قبلة طويلة إنتفض علي أثرها جسدها 

إبتسم عاصم محاولاً إخفاء قلقه 

عاصم: صباح الفل يا نوري أنا 

إبتسمت نورسين فهي تري خوفه داخل عيناه تشعر به في نبرة صوته .....لمساته حتي 

نورسين: صباح النور يا حبيبي

إبتسم عاصم محاولاً تخفيف حدة خوفه وتابع مازحاً

عاصم: إستني هروح أجيبلك الفطار..... إنتِ عارفة بيعملوا هنا فطار أحلي من أكل الفنادق عندنا في مصر 

هم بالخروج فأمسكت نورسين بيده بعدما غلفت عسليتاها ستاراً من العبرات أعاق رؤيتها وهي تهمهم بنبرة إختنقت إثر بكائها 

نورسين: عاصم .........

كانت تلك الكلمة هي الكفيلة لإسقاط كل محاولاته وشجاعته فأنتفض جسده إثر نبرتها بعدما فرت دمعه هاربة من عيناه وهرول إليها يضمها الي صدره 

أحاطت هي بخصره تدفن نفسها داخل صدره بقوة 

وهي تحاول منع شهقاتها حتي طوقها هو بذراعيه وضمها إليه أكثر هاتفاً بها في حنو 

عاصم: عيطي يا نوري .....عيطي 

وكأنها كانت القشطة التي قصمت ظهر البعير فأنفجرت باكية بقوة تعالت شهقاتها وإرتفع نحيبها وهي تحاول الدخول بين أحضانه أكثر وكأنها طفلة صغيرة تختبئ بين ذراعي والدها..... وكأنها تحتمي به من كل ما يخيفها 

ربت عاصم علي رأسها وهو يهدئها محاولاً منع نفسه من البكاء حتي همست هي في خوف 

نورسين: أنا خايفة أوي يا عاصم...... خايفة..... نور خايفة...... خايفة لتدخل ومتخرجش تاني 

خايفة دي تكون أخر مرة أحضنك فيها...... أخر مرة أشوفك...... أخر مرة أشم ريحتك .......أنا خايفة أوي يا عاصم 

لم يقدر ذلك الجبل الصلب علي التحمل أكثر 

فتدافعت عبراته وكأنها تتسابق من سيصل لمحبوبته أولاً .......شعر بيده ترتجف وهو يضمها إليه أكثر هاتفاً بحزم وإصرار 

عاصم: إنتِ هتدخلي وهتخرجي يا نور.... سامعاني هتخرجي علشان عاصم من غير نوره يموت فاهمة...... عاصم مش موجود من غير نورسين 

هتخرجي علشاني وعلشان أيهم وجوري 

هتخرجي علشان لازم تخرجي سامعه 

أبعدها عن ذراعيه وهزها بقوة وهو يطالع عيناها بإصرار 

عاصم: سامعاني 

هزت رأسها باكية تشهق في ألم وخوف 

فإنقض يلثم شفتاها بخوف.........حب ورقة متناهية 

فصل قبلته حينما شعر بحاجتها للهواء وضمها بين ذراعيه أكثر وكأنه يتمني أن تنصهر بين ذراعيه وتمتزج به 


*************************


في المستشفي 

وقف ياسر يشاهد طفليه وهما يرقدان في هدوء 

فطبع قلبه هادئة علي يده ومسح بها علي أيدي طفليه ثم إتجه ناحية زوجته يمسح علي رأسها في حنو فحسب كلمات الطبيبة ستستيقظ في أي وقت من الأن 

وبالفعل ما هي إلا بضع دقائق حتي بدأت قمر تفتح عيناها في وهن 

أول ما وقع بصرها عليه هو زوجها الباسم في حبور 

فتسللت تلقائياً إبتسامة واهنة الي شفتيها 

قمر: ياسر 

حمل يدها في حنان طابعاً قبلة حانية عليها 

ياسر: حمد لله علي سلامتك يا حبة جلب ياسر من چوة 

إبتسمت قمر بخجل وأردفت 

قمر: الله يسلمك......ولادي ...هما فين عاوزة أشوفهم 

إبتسم ياسر في حنو بعدما أشار بجوارها علي الفراش الصغير الموضوع بالغرفة 

ياسر: أهم يا حبة جلبي نايمين .......زي الجمر طالعين لأمهم تمام 

إبتسمت قمر وهي تحتضن يده بيداها 

قمر: لع أني عاوزاهم رچالة كيف ابوهم تمام 


اتمني الفصل يعجبكوا يا فرولاتي ❤😍

#بين_طيات_الماضي

#منة_مجدي

لايك قبل القراءة وكومنت بعدها 😍❤


الفصل الرابع والثلاثون 


في قصر للغرباوي 

صرخت مليكة بهلع 

مليكة: إنتَ بتعمل إيه هنا 

ضحك الرجل ذو الصوت الغليظ المخيف وأردف في هدوء

الرجل: أني چاي أجبض روحك وأسلمها لعزرائيل طوالي 

علي رجيفها فكل ما تفكر فيه الأن هو ألا يهبط أحداً من الأطفال للأسفل ......لا هي كاذبة ليس ذلك كل ما تتمناه فقد كانت تتمني رؤية سليم........نعم معذبها ومحبوبها..... فقط لو تودعه..... فقط لو تعترف بحبها .......فقط لو تخبره أنه رجلها الأول والأخير 

أشهر الرجل سلاحه بوجهها هاتفاً بها بهدوء 

الرجل: إتشاهدي علي روحك الأول 

سمعت صوت الباب يفتح فأنتفض جسدها وهي تطالع القادم...... نعم هي تعلم من........إستطاعت شم رائحته عطره التي طالما عشقتها...... شعر قلبها بطيفه........طربت أذناها لوقع خطاه

رفرفت بأهدابها في ثقل.... يبدو أنها النهاية 

يبدو أنه من المكتوب لها ألا تعش حياة عادية وتموت في سلام كباقي البشر .......يبدو أن الموت كتب عليها مبكراً 

شعرت بثقل نبضها خوفاً من القادم فهي من الممكن أن تضحي بحياتها بشرط ألا يتاذي محبوبها

دلف سليم في هدوء يدعوها في قلق 

سليم: مليكة إنتِ ف...... 

إبتلع كلماته حينما شاهدها تقف بتلك الهيئة أمام ذلك الرجل ولكن ما أوقف نبضه حقاً هو رؤيته شاهراً سلاحه بوجهها .....بوجه محبوبته 

صرخ به في هلع 

سليم: إنت مين وعاوز إيه من مراتي 

ضحك الرجل ضحكة قوية إنتفض علي أثرها جسد مليكة بعدما أغمضت عيناها وتمتم هو في هدوء 

الرجل : عاوز أجبض روحها ياولد و واضح إني هقبض روحك وياها 

وجدت نفسها تصرخ في هلع 

مليكة: سليم !!!


***************************


في المستشفي 

دلف الجميع لغرفة قمر للإطمئنان عليها 

أردفت خيرية بحبور 

خيرية: حمدلله علي سلامتك يا بتي 

همهمت قمر باسمة 

قمر: الله يسلمك يا حاچة 

سألت فاطمة في حماس بينما كانت تحمل أحدهما

فاطمة: هتسموهم إيه

أردف ياسر باسماً 

ياسر: عمار و أكمل 

تمتمت وداد في حبور 

وداد: عاشت الاسامي يتربوا في عزكوا يا ولدي 

أما عبير فقد كانت منشغلة تماماً في هاتفها تنتظر إشارة التأكيد بان العملية قد تمت.......عملية قتل مليكة والتخلص منها للأبد لتحرق قلب أمجد عليها تمتم مهران في هدوء 

مهران: الداكتور جال إن مرتك هتخرچ بكرة يا ياسر 

فاومأ ياسر برأسه 

ياسر: إيوة يا بوي أني هجعد معاها الليلة دي وبكرة الصبح إن شاء الله هچيبهم وأچي وإنتوا روحوا دلوجت قبل ما الوجت يتأخر عاد 

إخترقت كلمة العودة أذناها بشدة فاقت من سهادتها فأردفت بنبرة مضطربة وإبتسامة لم تصل حتي لعيناها 

عبير: أدينا جاعدين معاكوا شوية.....نتطمنوا علي جمر والعيال 

مط شاهين شفتاه دليلاً علي عدم رضاه 

شاهين: أدينا إتطمنا يا وليه يلا علشان نسيبوا البنيه تستريح 

وبالفعل أخذ الجميع وخرجا للعودة للقصر مرة أخري


****************************


في قصر الغرباوي 

إتسعت حدقتاه وشعر بقلبه يرقص فرحاً......هي دعته بإسمه..... تذكرته..... وأخيراً تذكرته 

أصبح حتي لا يعرف أ يجب عليه أن يسامحه أم يقبض روحه لأنه سبب الذعر لصغيرته 

نظرت إليه بعينين دامعتين هزت كيانه ليردف غاضباً 

سليم: إنتَ شكلك كدة أهبل إنتَ عارف إنتَ دخلت قصر مين...... دا قصر الغرباوي 

إرتفعت ضحكات الرجل أكثر فوضعت مليكة يدها علي أذنيها تسدهما خوفاً من صوته.... فقد كان صوته حقاً مرعباً بعدما أردف بإستهزاء 

الرجل: خلاص أني هعمل فيك چميلة 

حول يده ناحية سليم وتابع 

الرجل: أني هجتلك إنت الأول 

صرخت به مليكة بهلع تتوسله 

مليكة: سيبه..... سيبه هو معملش حاجة مش إنتَ جايلي أنا خلاص موتني أنا وسيبه.......أنا هعملك الي إنت عاوزة والله بس سيبه

كان قلبه يتمزق ألماً علي نبرتها المرتعدة....خوفها وتوسلها فأردف بحزم 

سليم: إطلعي يا مليكة فوق 

إلتفت الرجل ناحيتها يحذرها من الصعود فباغته سليم وخطف منه المسدس لينقلب الوضع ويقف هو أعزل فركضت مليكة تختبئ خلف سليم تتمسك به مرتجفة الأيدي 

أظلمت عينا سليم غضباً وحرداً وأردف حانقاً 

سليم: مين اللي باعتك.......إنطق 

هز الرجل رأسه يمنة ويسري دلالة علي رفضه للإفصاح 

فأطلق سليم الرصاص علي قدمة شهقت مليكة بفزع بعدما إختبأت خلف سليم أكثر وإشتدت قبضتها علي قميصه أكثر وهي تجاهد بقوة ألا تقع عيناها علي دمائه التي سرعان ما تدفقت منه كيلا تنهار الأن فتشتت تركيز سليم وإنتباهه 

فأردف هو بحنق 

سليم: المرة الجاية هتبقي في رأسك 

فهز الرجل رأسه رفضاً مرة أخري 

كاد سليم أن يصوب علي رأسه هذه المرة حتي سمعا صوت الباب يفتح 


***************************

في أمريكا

روحه..... قلبه..... نفسه بالداخل وهو جالساً هنا يقرأ القران ويدعو الله ولكن ليس لها بل له 

فهو من يحتاج الدعاء أكثر منها يدعوا الله ألا يؤلمه فيها......يدعوا الله ألا يذيقه مرارة الفقد وألم الفراق يدعوا الله فهو يعرف أنه سيموت بدونها..... هي ليست فقط زوجته..... هي طفلته ....ابنته... محبتوته الأولي والأخيرة.... ذلك القمر المضئ الذي ينير حياته بأكملها.... صديقته وكل شئ 

كل شئ في حياته هي.....مر علي وجودها بالداخل أكثر من إثنتي عشرة ساعة...... أثنتي عشرة ساعة من العذاب..... من القلق والألم.... من الخوف وحتي الفزع .....علي الرغم من محاولات نورهان المستميته في طمئنته ولكن بلا فائدة 

فهو لن يهدأ حتي يراها تخرج أمامه معافاه سليمة بخير.....لن يهدأ حتي تخرج إليه ويري وجهها ويلمس يداها .....لن يهدأ هذا القلب وليس باليد حيلة.......لم يستطع أن يجلس أكثر فنهض يسير في الردهة المقابلة للغرفة ذهاباً واياباً عساه يخفف من توتره قليلاً 

بعد الخطوة العاشرة سمع باب غرفة العمليات يفتح ويغلق ذلك الضوء 

فهرول مسرعاً ناحية الطبيب يسأله عن حالتها 

فأجابه الطبيب باسماً بعدما ربت علي كتفه

الطبيب: كل حاجة تمام ونورسين بخير إتطمن يا عاصم...... مراتك بقت زي الفل 

تساقطت عبراته رغماً عنه حينما خر ساجداً علي فوره يحمد الله علي نعمته..... علي حفظه لها وعدم فجعه فيها 

شكرته نورهان باسمة وربتت علي كتف عاصم 

نورهان: الحمد لله..... حمد لله علي سلامتها يا حبيبي 

هتف عاصم فرحا

عاصم: الله يسلمك يا ماما نورهان.... الله يسلمك


**************************


في قصر الغرباوي 

فتح شاهين باب القصر ودلف الجميع للداخل 

شهقت وداد بهلع حينما شاهدت مليكة تختبئ خلف سليم الممسك بمسدس يصوبه تجاه رجل مصاب في الارض ......أما عبير فبرقت عيناها بذعر وإرتفع رجيفها وهي تدعوا الله ألا تنكشف وينفضح أمرها بينما ركضا مهران وشاهين ناحيته 

مهران: مين ديه يا سليم 

جز سليم علي أسنانه وهو يطالعه بإزدراء 

سليم: دا كلب كان عاوز يموت مليكة 

برقت عينا خيرية بهلع ثم أردفت بتساؤل 

خيرية: كيف يعني عاوز يجتلها

ثم لكزته بطرف عصاها وهي تتسائل في حنق 

خيرية: إنطُج يا ولد مين اللي باعتك علشان تعمل إكده 

أخفض الرجل بصره أرضاً ولم يتفوه بحرف.....فهو معد لأداء تلك المهمات جيداً ويعرف أنه في تلك المواقف يجب عليه أن يفضل الموت علي النطق بحرف 

هم سليم بقتله فصرخت فاطمة حينما شعرت بمليكة تتهاوي وتفقد وعيها فالتفت ممسكاً إياها بسرعة البرق 

فأمرته خيرية 

خيرية: طلعها فوج يا ولدي وإنت يا مهران أربط الكلب ديه إنت وشاهين وأطلبله الحَكومة وهما يجرروه بمعرفتهم 

صعد بها سليم وقلبه يكاد يتمزق ألماً عليها فما شاهدته اليوم كثير ....كثير علي قدرتها علي التحمل حتي 

وضعها علي الفراش بهدوء ودثرها جيداً 

جلس جوارها في ألم يمسح علي شعرها في حنو بالغ يتحدث معها بسخرية مزجت بالقهر 

سليم: حقاً لا أعلم صغيرتي لما لا يريدون تركك وشأنك.........لا أعلم لما لا يرتاحون دون أن يؤذوكي 

زفر بعمق وهو يدثرها جيداً ويهبط هو لرؤية ذلك الخسيس حتي يعلم منه من وراء هذا الأمر 

وجد بعض الغفر يقفون بالخارج ومعهم ذلك الخسيس توجه سليم ناحيته وتمتم بضيق 

سليم : برضوا مش هتقول مين اللي باعتك 

لم يتحرك ذلك الرجل أو يتأثر حتي فتمتم سليم بتشفي

سليم: أهو البوليس هيجي دلوقتي وهيتقبض عليك بتهمة شروع في قتل ودي فيها أقله إعدام 

وبالفعل لم يكد سليم ينهي كلماته حتي سمعا صوت عربة الشرطة بالخارج وشاهد المأمور يتوجه ناحيتهم 


****************************


في غرفة عبير 

هتفت بها فاطمة بهلع 

فاطمة: بجي توصل بيكي يا أمة إنك تعملي إكده

عاوزة تموتيها ليه إذ كان أني خلاص صفيت من ناحيتها.....هاه عاوزة تموتيها ليه عاد 

برقت عينا عبير وأردفت بفحيح يشبه فحيح الأفعي 

عبير: إخرسي عاد يا بت ومسمعش حسك مش عاوزين حد يدري ولا يحس باللي حوصل واصل 

وهمليني لحالي مش كفاية العَويل اللي چيبته معرفش يعمل حاچة ولساتني مخلوصتش منيها كَمان 

وقفت فاطمة تتمتم في تحدي وإصرار إمتزج بالتحذير 

فاطمة: أني هسكت المرة دي يا أمة ومش هچيب سيرة لحد واصل علشان عدت علي خير بس لو حوصل حاچة زي إكده تاني أني اللي هكون مبلغة الحكومة .....متشيليش نفسك ذنب زي ديه إنتِ مش هتجدري تشيليه يوم الحساب يا أمة 

ثم تركتها وخرجت من الغرفة غاضبة بينما لعنت عبير كثيراً ذلك الفاشل الذي لم يخلصها من مليكة 

ولم يتحقق مرادها بأن تحرق قلب أمجد علي ابنته الأخري 


اتمني الفصل يعجبكوا يا فرولاتي ❤😍🌸


#بين_طيات_الماضي

#منة_مجدي

لايك قبل القراءة وكومنت بعدها ❤😍


الفصل الخامس والثلاثون


في صحن القصر 

رحل رجال الشرطة ومعهم ذلك الرجل أما هو فصعد مرة أخري لغرفة مليكة 

وجدها تقف بجوار الفراش في سهادة 

لم تعرف ماذا حدث..... أو حتي كيف ومتي حدث 

لم تستفيق من سهادتها إلا حينما وجدت نفسها تنغرس بين ذراعيه..... تشتم رائحته وكأنها غريق قد أُنقذ لتوه .......لم تعلم أي شئ حتي 

إبتسمت بألم فهي تعلم الأن أنه يحبها.... سمعته

نعم سمعته حينما كانت غائبة عن الوعي في المستشفي.....سمعته وهو يعترف بحبه لها وكم تمنت وقتها لو تخبره بكل شئ......بباقي الحقيقة بأنها لم تكن لشقيقه يوماً هي حتي لم تره من الأساس ......تمنت لو تخبره بأنها أيضاً أحبته وبشدة ولكن بلا جدوي .......لم يخرج منها الكلام وقتها..... أه إنها تعلم وبشدة في الفترة الماضية 

تعلم أنه إشتاق لإحتضانها كما إشتاقت هي إليه 

توسعت إبتسامتها الباكية وهي تحاول النطق وإخباره بكل الحقيقة ولكنها لم تستطع حبها 

له ......خوفها منه كان يضيعها فبكت أكثر دافنة نفسها فيه أكثر محاولة قدر إستطاعتها لو تحتضن جزءاً منه أن تخبره بعدم مقدرتها علي 

الحديث.... أنها تريده.... تحتاجه.... تعتذر منه عما سلف منها ...أنها سامحته ......فقط ليتوقف عن الصمت ويتحدث 

ولكن لا فائدة كان هو فقط يبادلها الاحتضان بقوة أكبر....... فقط تسمع منه ذلك الصوت الوحشي الذي جعل أوصالها ترتعد خوفا ًيضمها الي صدره بقوة أكبر..... دافناً رأسه بين عنقها وصدرها متنفساً إياهاً منتشياً بها كالإدمان ......بكت بتلك اللحظة أكثر غارقة بحضنه محاولة إخباره إنها تريد الحديث ولكنها لم تستطع ......بقيا يتنفسان بعض هكذا بشراهة كل واحد منهم يتعاطي جرعته من الحياة لفترة أطول...... إختفي جسدها الصغير داخل جسده.....كانت عضلاته الضخمة تحتويها داخله أكثر

همست بينما سمعت صوت هاتفه 

مليكة: سليم 

سمعت لهاثه وهو يغرز أصابعه بلحم ظهرها يقربها منه أكثر دافناً وجهه بخصلات شعرها أكثر أتبعه همهمات متوسله خرجت من فمه 

سليم: ششش خليني كدة شوية.......شوية كمان بس 


***************************


في أمريكا

وضعوا نورسين في غرفة ذات عناية مرتفعة كي يطمئن الطبيب علي إستقرار حالتها بالكامل بينما قررت نورهان أن تعود لمصر لتبدأ رحلة البحث عن طفلتها.....نعم فهي قد عقدت العزم علي عدم تركها بالمرة 

أوصلها عاصم للمطار بعدما هاتفت هي أمجد وأخبرته بأن ينتظرها لمناقشة أمر ضروري 


*****************************


في قصر الغرباوي 

طلبت خيرية من فاطمة ووداد أن يصعدا معها للأطمئنان علي مليكة 

طرقت فاطمة الباب في هدوء 

فأنتفض جسد مليكة بين ذراعي سليم هامسة بخجل

مليكة: الباب بيخبط 

مط شفتيه دليلاً علي حرده وعدم رضاه بالمرة زافراً بعمق متمتماً بغضب

سليم: إتنيلت سمعته 

إبتسمت بخجل وهي تحاول أن تهندم هيئتها 

فابتسم هو بإنتصار وذهب ليفتح الباب 

تمتمت فاطمة بقلق 

فاطمة: إحنا چايين نتطمنوا علي مليكة هي زينه 

إبتسمت وداد وخيرية بمكر علي شعره المشعث وملابسه المبعثرة ولكنهما تصنعا الجدية ولم يعلقن

فأردف هو باسماً بادب 

سليم: أه طبعاً إدخلوا 

ثم أردف بسعادة 

سليم : مليكة رجعتلها الذاكرة 

تهللت أسارير خيرية بعدما أضافت فاطمة مازحة 

فاطمة: دا إحنا إكدة ننزلوا نكافئوه بدال ما نسچنوه 

إبتسمت وداد وهي تحتضن مليكة 

وداد: دي لما جمر تعرف هتفرج جوي جوي 

سألت مليكة بقلق وكأنها تذكرت قمر 

مليكة: هي عملت إيه

أردفت فاطمة باسمة

فاطمة: چابت ولدين زي الجمر ماشاء الله 

إبتسمت مليكة بسعادة 

مليكة: ربنا يبارك فيهم يارب 

إستأذن سليم وذهب كي يحادث ياسر بعدما علم أنه كان المتصل حينما سمعا صوت هاتفه


**************************


في صباح اليوم التالي

في أمريكا 

جلس عاصم بجوار نورسين التي لم تستيقظ بعد 

وألقي عليها السلام في صمت وقلبه يسأل كيف حالك يا كل حالي 

إلتقط يداها يقبلهما في حنو بالغ فلقد إشتاق إليها وبشدة ........إشتاق لبندقيتاها..... إشتاق لإبتسامتها.... همسها وكلامها

ولكن ما باليد حيلة 


*****************************


في قصر الراوي

صرخ أمجد الراوي بهلع وقلبه يكاد ينفطر 

أمجد : إيه اللي بتقوليه دا يا نورهان .....يعني إيه

يعني بنتنا إحنا لسة عايشة .....يعني بنتي مماتتش 

أومأت برأسها حابسة دموع القهر التي تشعر بها الأم بداخلها وسأل أمجد 

أمجد: طيب وهنجيبها إزاي 

أخبرته نورهان بما أخبرته به نجلاء ذلك الجزء المتعلق بسجلات المستشفي 

فهب أمجد واقفاً

إحنا لازم نسافر مصر حالاً 

برقت بعيناها تتسائل في دهشة 

نورهان: طيب والمستشفي 

أردف هو بحزم 

أمجد: مهو علشان كدة لازم نسافر مصر 


***************************


في قصر الغرباوي 

وصلت قمر للمنزل ومعها ياسر يحملان طفليهما 

فوجدا الجميع بإستقبالهما 

أخذت خيرية تعوذ قمر وطفليها من الأعين 

بينما إنشغلت قمر في البكاء سعادة لعودة الذاكرة لمليكة التي هتفت بها مازحة 

مليكة: هو إنتِ زعلانة بتعيطي فرحانة بتعيطي 

إحتضنها قمر باسمة وهي تردف بسعادة 

قمر: أني النهاردة فرحانة جوي جوي والله 

صمتا حينما سمعا سليم يخبر مليكة 

سليم: أنا هروح لعمو أمجد علشان أقوله إنك بقيتي كويسة يا مليكة 

تمتمت فاطمة بعدم إهتمام 

فاطمة: خليك يا سَليم أني كدة كدة طالعة علشان أوزع الحاچة بتاعة عمار وأكمل علي بيوت شوية ناس كدة وأبلغهم بالعشا الي هيتعمل النهاردة هبجي أعدي عليه في طريجي وبالمرة أتطمن علي چاموسة عم خضر 

إبتسم سليم بإمتنان وأردف في هدوء 

سليم: طيب مش محتاجة مساعدة 

حمحت مليكة في خفوت......نعم هي لا تزال تغار من فاطمة ....حتي أنها متاكدة تماماً من تغيرها ولكن هذا لا يمنع غيرتها 

سمعها سليم فإبتسم بإتساع وشكر لياسر تدخله

الذي إبتسم غامزاً بعدما أردف 

ياسر: أني رايح معاها يا سليم خليك إنتَ هنينه علشان لو حد چة ولا حاچة 

وبالفعل ذهبا ياسر وفاطمة سوياً للمرور علي بعض المنازل لإعطائهم الأموال فرحة لسلامة قمر وطفليها ثم توجها لمنزل أمجد 

دلف ياسر للداخل بينما توجهت فاطمة ناحية الزريبة

شاهدت ذلك العجل الرضيع يقف بجوار أمه ومن الواضح أنهما يلعبان سوياً فوقفت تراقبه في هدوء يزين ثغرها إبتسامة مرحة 

وصل حسام من الأرض ومر علي الزريبة في طريقه للداخل للإطمئنان علي مهرته 

فشاهد فاطمة واقفة بالداخل.... طالعها بدهشة فهو لم يعرف من هي......سمع قلبه يرفرف داخل ضلوعه بسعادة فالأن قد واتته الفرصة علي طبق من ذهب...... الأن سيدخل ليتعرف عليها.....ليعرف حتي علي الأقل من هي تلك الفاتنة التي تتجول بأرضهم فكل ما عرفه هو أن اسمها فاطمة ولكن من فاطمة لا يعرف....دلف يسير الهويني واثق الخطي.......وقف بجوارها بعدما رفع نظارته لأعلي وتابع باسماً 

حسام: شكلهم حلو مش إكده 

إبتسمت فاطمة وهي تومئ برأسها

إنكمشت إبتسامتها بعدما التفت إليه في هدوء وكأنها لاحظت وجوده وهي تتمتم في دهشة 

فاطمة: إنتَ!!!! 

إبتسم حسام بأدب وتابع في هدوء 

حسام : أيوة يا ستي أني .....حسام جدري الراوي 

البجف 

إبتسمت بحرج وتابعت في خجل 

فاطمة : أني فاطمة شاهين الغرباوي 

إبتسم حسام بسعادة 

حسام: إنتِ توبجي بنت عم چوز بت عمي 

ضحكت فاطمة بهدوء 

فاطمة: أيوة أني 

أردف حسام باسماً 

حسام: أني مش عارف أشكرك إزاي علشان لحجتيها إنتِ متعرفيش الچاموسة دي إزاي غالية عند عم خضر 

إبتسمت فاطمة بلباقة 

فاطمة: أني معملتش حاچة ديه واچبي 

سمعت صوت ياسر يدعوها بالخارج 

إلتفت برأسها ناحية الخارج قبل أن تتمتم باسمة 

فاطمة: أني همشي بجي سلام 

زفر بعمق وهو يراقب طيفها باسماً 

ملامح عيناها تتهادى على ذاكرتي وتتمايل على قلبي الضعيف..... أوقعتني تلك الفاتنة وليس باليد حيلة 


**************************


في قصر الغرباوي 


إنتهت مليكة من حزم حقائبها ومراد يققز جوارها 

سعادة بإنتهاء تلك الرحلة طالباً من والده أن يسافروا سوياً فقررا أولاً العودة للقاهرة حتي يباشر سليم عمله ثم يقررا أين يذهبا 


****************************


بعد مرور ثلاثة أيام 

في أمريكا 

إستيقظت نورسين شاعرة بألم طفيف في صدرها وصوت طنين ذلك الجهاز الذي يدل علي نبضات قلبها...... نظرت حولها فوجدت نفسها ترقد الي فراش وثير في غرفة بيضاء الكامل ......أسبلت جفناها في هدوء وهي تستنشق الهواء حولها بعدما رفعت ذلك الجهاز الموضوع علي أنفها وفمها يساعدها علي التنفس فأحست برائحته التي تغلغلت في رئتيها كدواء لها..... نظرت له كان يدفن وجهه بعنقها يحتضنها كالجنين وكأنه خائف من فقدان أمه...... كان يحتضنها بقوة.... نست المها بحضنه الدافئ وبدون شعور منها تغلغلت يداها في خصلاته البنيه تبتسم بوهن تلقائياً .....كم يشبه الأطفال محبوبها........إبتسمت بحب كان حالهم كحال عاشقين علي فراش الحب وليس علي فراش الموت 

إبتسمت بمرارة وهي تلتفت بوجهها فوجدت وجهه الوسيم الحاد يطالعها بهيام كادت أن تشيح بوجهها في خجل فأمسك ذقنها بلطف مجبراً إياها علي النظر له .......كانت عيناه تشرحان لها معاناته بغيابها..... لم يري عيناها .....تباً كم إشتاق لها 

خمس لياليٍ ينتظر إستيقاظها بفارغ 

الصبر.......خمس لياليٍ يحتضن جسدها وينام 

إبتسم وهو يري خجلها ......كيف حقيقة لا يفهم كيف حتي وهي بأسوأ حالاتها تَضُخ أنوثة مفرطة بهذا الشكل 

إبتسم مقرباً وجهه من وجهها لامس أنفه أنفها من دون حراك عيناهم تشرحان كل شئ 

عشقهم.... حاجتهم......هوائهم إستنشق هواها كما الغريق .......وأي غريق...... فهو غريف الحب والشوق.... وأي شوق فهو شوق محب أضناه الفراق 


**************************


في الصعيد 

صرخ أمجد بحنق في المستشفي 

أمجد: يعني إيه......مهو أنا هشوف السجلات يعني هشوفها 

هنا تدخل الضابط الموجودة 

الضابط : إهدا بس يا أمجد بيه 

ثم وقف يتحدث مع مدير المستشفي في هدوء 

وما إن إنتهي حتي طلب منهم المدير بالجلوس 

وأحضر لهم بعض السجلات ليبحثوا فيها 

وفجاءة برقت عينا نورهان هلعاً وإنسابت العبرات من عيناها....نعم كانت قريبة منها....طفلتها كانت بجوارها ولم تستطع أن تشعر بها لم تستطع أن تعرفها..... 


تكملة الرواية هناااااااااا


تعليقات

التنقل السريع