القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بين طيات الماضي البارت 36-37-38-39-40بقلم منة الله مجدي

 


رواية بين طيات الماضي البارت 36-37-38-39-40بقلم منة الله مجدي





رواية بين طيات الماضي البارت 36-37-38-39-40بقلم منة الله مجدي


لايك قبل القراءة وكومنت بعدها فرولاتي ❤😍


الفصل السادس والثلاثون


لاحظ أمجد سهادتها ودموعها فإلتفت لها يسأل في قلق 

أمجد: في إيه يا نورهان.... مالك لقيتي حاجة 

إرتفعت شهقاتها وهي تدير له ذلك الملف الذي تطالعه كي يلقي بعيناه علي الاسم الموجود أسفل اسمها.......حقيقة لم تكن حالته بأفضل من حالتها فعيناه قد جحظتا للخارج صدمة مما رأي .....نعم بالتأكيد هي طفلته ولكنه لم يعرف ماذا يفعل أيذهب ويأخذها عنوة ......أم يتاكد أولاً .....لا يعرف حقاً لا يعرف 

هبط سؤال الضابط علي مسامعه ليستفيق من شروده 

الضابط: هاه لقيتوا حاجة يا أمجد بيه 

أومأ أمجد برأسه في هدوء ثم هب واقفاً فتبعته نورهان 

أمجد: إحنا متشكرين جدا ًيا حضرة الظابط 


*****************************


في قصر سليم الغرباوي 


مر الأن ثلاث ليالٍ منذ عودتهم ......ثلاث ليال وهي تتجاهله.... ثلاث ليال تصعد للنوم قبل حتي أن يأتي..... ثلاث ليال بأكملهم لا تسمح له بلمسها أو حتي الحديث معه وكأنها تتهرب منه 

طفح كيله....نعم طفح كيله وعقد العزم أنه سيحصل 

عليها اليوم........هو يحبها ولمس حبها له أيضاً

لا يهمه أي شئ الأن ...... لا ماضي ولا مستقبل هو فقط يريدها..... يريدها في حاضره.......فقط يريدها بجواره.......يريد أن ينجب منها الكثير والكثير من الأطفال..... هي فقط ولن يرضي بغيرها امراءة

وكيف يرضي وهو دائماً ما يشاهد صورتها حينما يكون مع أي امرأة أخري..... نعم خطفت قلبه ومنذ اللحظة الأولي الذي شاهدها فيها 

اليوم ستكون إمرأته قلباً وقالباً ولن يمنعه أحد 

وصل لمنزله مبكراً علي غير عادتها فشاهدها جالسة في الحديقة ......برقت عيناها حينما شاهدته وهمت بالصعود لغرفتها فهتف بها صائحاً 

سليم: مليكة إستني 

إلتفت ناحيته وجسدها يرتعد هلعاً ورجيفها يرتفع هلعاً وخوفاً ومن ثم أردفت مضطربة 

مليكة: نننعم 

ضاقت عيناه حزماً وإشتد فمه صلابة ثم قال ببطء وهدوء

سليم: مليكة إطلعي إستنيني في الأوضة 

شحب وجهها حينما فهمت مُراده و نظراته جيداً فهتفت به متوسلة 

مليكة: لا يا سليم مش هينفع 

أظلمت عيناه حرداً وتابع بحزم 

سليم: هتعملي اللي قولته بالحرف يا مليكة النهاردة يعني النهاردة و بدون نقاش إتفضلي إطلعي حالاً و أنا 10 دقائق وجاي وراكي 

نظرت إليه نظرة توسل أخيرة....ثم إستدارت لتصعد الى غرفتها......تكاد تفقد وعيها خوفاً فهي تعلم أن ذلك الإصرار الذي شاهدته في عيناه لن تؤثر عليه العواطف......لقد عقد العزم على ذلك ولن يردعه شيء.....لهذا يجب عليها أن تهرب قررت أن تهرب وتأخذ معها مراد .....نعم ستهرب 

ولكنه فجاءة صاح بها

سليم: مليكة......أوعي خيالك يصورلك إنك ممكن تهربي .....لأنك لو روحتي فين هروح وراكي وهجيبك هنا تاني بس ساعتها هتشوفي واحد تاني خالص..... 10 دقائق يا مليكة 


***************************


في أمريكا 

تحسنت حالة نورسين بشكل ملحوظ وأخبرهم الطبيب بنجاح عملية زراعة القلب وهذا ما جعل عاصم يفرح بشدة...... كيف لا ومحبوبته الأن بخير 

كيف لا وقد ردت إليه روحه 


************************


في قصر الغرباوي 

جلست فاطمة بجوار قمر لتخبرها بكل ما حدث معها مع هذا المدعو حسام وكيف تراه الأن يومياً وهي ذاهبة أو عائدة من جامعتها 

ضحكت قمر ولكزتها 

قمر: شكل الراچل واجع لشوشته 

إبتسمت فاطمة بخجل وهي تتمتم 

فاطمة: أني خايفة.....خايفة جوي يا جمر....خايفة لحسن يكون من الشباب إياها وأعلج جلبي بيه وبعديها أجع علي چدور رجابتي 

إنكمشت ملامحها قلقاً علي فاطمة فهي تعلم أن آلم أخر من ناحية الحب سيكون كفيلاً لتحطيمها تماماً ......فأردفت بهدوء 

قمر: بصي يا بت الناس إنتِ اليومين دول تجفلي معاه اي حديت وتنشفيها عليه جوي ونشوف هيعمل ايه 

أردفت فاطمة بصدق 

فاطمة: بس احنا اصلاً مبنتحدتوش كتير جوي يعني دول هما كلمتين إكده صباح الخير صباح النور وخلاص بس دايماً بشوفه عند الچامعة ويفضل ماشي ورايا كأنه بيتطمن عليا يعني..... وبعدين ما إنتِ عارفة أني مفيش مني رچا في المرجعة العرج الصعيدي متبت جوي و چدوره مادة زين فمتجلجيش واصل 

إبتسمت قمر لتذكرها ياسر .......اااه كم يشبهه ذلك الشاب .....هي لن تكذب فقد سمعت كثير من الكلام الجيد بحق ذلك الشاب كم هو شهم وعطوف مع الجميع ولكن تكمل المشكلة في نسبه فهو ابن قدري الراوي ....و إن وافق شاهين لن توافق عبير بتاتاً.......سترفض تلك الزيجة بشدة حتي و لو علي حساب قلب ابنتها 


**************************


في قصر سليم الغرباوي 

جلست علي فراشها الوثير والعبرات تهز جسدها الجميل...... هي من أخطأت..... هي من سمحت لمشاعرها بالتحكم بها...... فهو لم يتصرف هكذا من تلقاء نفسه إلا حينما شعر بحبها ناحيته 

والأن عقد العزم علي إمتلاكها بدون أي تفكير بمشاعرها......بدون الإهتمام فيما إذا كانت مستعدة أم لا....... هي لم تكن تعتقد أن ليلتها الأولي مع زوجها ستكون بتلك القساوة والحدة..... لم تعتقد ذلك أبداً .......تري هل تكمن المشكلة في أن ما يحدث قد خالف توقعاتها أم المشكلة في أنها مرتها الأولي !!

نهضت واقفة بعدما جففت دموعها بحزم 

حسناً هو لن يجدها مستلقية موهنة العزيمة في الفراش تنتظره ليأتي إليها.....إذا كانت الليلة ستكون ليلة زفافها فستبدو تماماً في هذا الدور كمان كانت تتخيل.....نهضت ناحية دولابها فوجدت لنفسها غلالة نوم بيضاء صافية وضعتها على الفراش ثم دخلت لتحمم وبالطبع تخلل ذلك الكثير والكثير من إجراءات العناية ببشرتها وما الي ذلك ثم عادت الى غرفة نومها، فإرتدت غلالة نومها بأصابع مرتجفة ومشطت شعرها وجففته بعناية 

أطفأت نور الغرفة ولم تُبقِ سوى على المصباح الصغير قرب الفراش ...... عندها أحست أنها جاهزة لإستقبال زوجها...... لا حقيقة هي كاذبة فإرتعادة جسدها تؤكد عكس ذلك تماماً......كانت تبدو مثل حوريات النهر في ليلة عاصفة يرتجف أجسادهن برداً ......ولكن للحقيقة لم تكن تلك الرجفة بسبب البرد كانت خوفاً......ذعراً وهلعاً 

حتي أنها كادت أن تفقد وعيها......لم تنتظر طويلاً دقائق ودخل بدون إستئذان الى الغرفة.....ضاقت عيناه وهو يدخل الغرفة المعتمة قليلاً ويلاحظ جسدها الملفوف بغلالة النوم الشفافة.......إهتز جسدها بقوة أكبر إثر نظراته المعجبة .....ولكنه سرعان ما رفع حاجبة دهشة وهو يراها تجلس في إستسلام كالقطة الوديعة ثم سأل بدهشة 

سليم : هدوئك دا معناه إنك مش هتقاومي مثلاً او هترفضي 

أخفضت بصرها وهي تحاول كبح دموعها.......وكل ما يجري بداخلها هو سؤال واحد......ماذا تراه سيفعل حينما يعلم أنها لا تزال عذراء 

بالتأكيد سيبغضها ويهجرها وينتزع منها مراد ولن تراه للابد 

فأردفت بنبرات مهزوزة من بكائها 

مليكة : مقداميش حاجة تانية أعملها 

تألم لنبرتها فهو لا يريدها أن تشعر بكل ذلك الخوف....... أين هي المراءة المُجَرِبة بداخلها 

لما تجلس أمامه كفتاة خجولة في أول ليلة لها.... لما تجلس بكل تلك الوداعة 

فأردف بحرد 

سليم: فعلا معندكيش أي إختيار تاني

تقدم ناحيتها بضع خطوات فأسرعت تختفي تحت الغطاء وقد أشاحت بوجهها عن جسده القوي 

ثم قالت بصوت متهدج باكٍ وكأنها تتوسله 

مليكة : سليم 

جذبها إليه بقوة ليضمها بين ذراعيه بحنو بالغ بحيث أصبح جسداهما معاً 

خلال دقائق أحست بدوار وكأنها في حلم.....كانت كمن تسبح فوق غيمة عالية .....لم تشعر بأي شئ حتي شعرت به يتراجع عنها شاحب الوجه

يهتف بضياع 

سليم: لا.......مينفعش .....مش ممكن 

تحرك مبتعداً عنها....وجهه بلون بياض الموات.. وتمتم مشوش التفكير متلعثماً 

سليم: إنتِ.....أنا......محدش لمسك غيري بس.... إزاي..... ومراد 

سألته بصوت خفيض

مليكة: يهمك ؟؟!

وكرد عليها إنتزع نفسه من ذراعيها ووقف مترنحاً قليلاً من ذهوله.....وقد إتضحت أمامه كل الصورة ولكن لا تزال أمامها بعض الأمور لتفسيرها 

مرر أصابعه في شعره الشعث ينظر إليها بعيني معذبتين وقد ستر جسدها بملاءة السرير وقلبه يتمزق آلماً هو لم يكن ليفعل معها هذا لو فقط أخبرته......كان سيكون كل شئ مختلفاً لو أخبرته أن هذه هي مرتها الاولي..... هو لم يجبر أحداً في حياته علي شئ وبالأخص لو كانت الفتاة التي أحبها.... زوجته.... الفتاة الوحيدة التي إختارها قلبه الأرعن..... ينتهك أبسط حقوقها بتلك الخسة والوضاعة 

سليم: أنا.... أنا مكنتش..... أعرف

أحست بالرغبة في الضحك على تعبير وجهه المتجهم ........فقالت له بخفة 

محصلش حاجة يا زوجي العزيز......بكرة الصبح نتكلم في الموضوع دا 

أظلمت عيناه وتمتم بعنف مكبوت 

سليم: أكيد هنتكلم.... وأكيد هتحبي ترجعي بيتك

أنا فاهم كل دا 

لم تعلم لما ولكن كلماته ونظراته طعنت قلبها مرات ومرات فإبتسمت بسخرية وتابعت بقهر 

مليكة : فعلاً؟!

زاغ بصره وتمتم بتيه 

سليم: طبعاً.....أنا.........أنا ..آه يالله أنا آسف والله أسف جداً 

ثم هتف بتوسل 

ليه مقولتيش الحقيقة 

سألته بدهشة 

مليكة : هي الحقيقة كانت هتغير حاجة ؟ دا غير إنك مكنتش هتصدقني 

هتف بضياع

سليم: لا أكيد كان الوضع هيتغير 

أظلمت عيناه حرداً وظلاماً وأردف بضياع 

سليم :بس للأسف مفيش حاجة هتصلح اللي عملته فيكي أبداً.....مفيش أي حاجة ....بس... 

كان قلبها يشعر بآلمه.......بضيقه حتي بصدمته ولكنها إنتظرت منه أن يجيبها برومانسية......لو يخبرها مثلا أنه سيظل يحبها حتي آبد الآبدين.... بأنه سيعتني بها طوال حياته ولكنه صدمها برده حينما سألته في هدوء 

مليكة: بس إيه 

أردف هو بلهفة 

سليم: هديكي كل اللي إنتِ عاوزاه..... هجيبلك بيت في أي حته إنتِ عاوزاها.... هخصص ليكي مصروف شهري 

شعرت بقلبها يتمزق أشلاء حينما سمعت إجابته

جاهدت كي تبقي دموعها حبيسة كيلا تشعر بالشفقة تجاه نفسها أكثر من ذلك فقد بدا أن محبوبها مستعداً أن يعطيها كل شيء عدا الشيء الذي تريده حقاً........وهو أن تبقي معه..... أن تعيش حياتها بجواره........ أن يهرما سوياً

طالعت عيناه وهي تسأله بتوسل

مليكة: إنت عاوزني أمشي 

أردف هو بجمود 

سليم: لازم تعرفي إنه بقي مستحيل علينا نعيش سوا ......مبقاش ينفع 

لكنها لم تكن تدرك شيئاً من هذا .........ماعدا أنه لا يريدها بعد في حياته......ولا يمكن أن يكون قد أحس بما أحست به لتوها معه.......وليس تلك التجربة الجميلة التي تعتبرها هي بين زوج و زوجته

سألته للمرة الاخيرة..... كما يقولون هي فقط حلاوة روح منها أن تحارب في علاقتهما بهذا الشكل 

تمنت من الله أن تسمع منه رداً يرضيها فأردفت في هدوء 

مليكة: ليه 

قالها بحزم قضي علي أخر ذرة أمل تبقت فيها

قتل أخر ما تبقي من روحها.........مزق الجزء الاخير من قلبها

سليم: لازم تبعدي 

لم يكن ينظر إليها وقد بدت الهزيمة على وجهها

ليست الهزيمة فقط .....فقد كانت تجاهد أن تبقي تلك المعالم ثابتة علي وجهها كيلا تنهار أمامه وتكره نفسها أكثر علي حبها لشخص مثل هذا 

متحجر القلب عديم الاحساس 

فأردفت بلامبالاة وكأنها لا تهتم وقلبها يتمزق من الداخل وروحها تصرخ بأخر ما تبقي لها من رمق 

مليكة: تمام....متقلقش أوعدك إني هخرج من حياتك في أسرع وقت ممكن

تمتم هو بثبات 

سليم:مفيش داعي للإستعجال .....لازم نتكلم الصبح الأول.....لا أنا ولا إنتِ هنعرف نفكر كويس دلوقتي 

أخفض بصره عنها خزياً وهتف بألم 

حاولي ترتاحي......يمكن النوم يقدر يمسح اللي عملته معاكي من شوية 

هتفت به بضياع 

مليكة: سليم....... أنا......

عمد بيده للمقبض و فتح الباب متمتاً بألم 

سليم: أرجوكِ....متقوليش أي حاجة تانية....لازم ننام ونفكر في اللي حصل ونشوف إيه اللي هيحصل الصبح 

إبتسم ابتسامة تجهم وهو يطالعها فأمتلأت عيناها بالدموع وهي تتمتم باسمه في رجاء 

مليكة: لا.........يا سليم

إستدار إليها بعينان معذبتان 

سليم: مليكة.........أنا آسف

هزت رأسها وهي تكاد تضربه علي كلماته.....لما يعتذر...... لما يعتذر هذا الأحمق وهو لم يسئ إليها علي الرغم من غضبه.......فقد أخذها بحنو بالغ... نعم هي لم تسمع منه عبارات الغزل ولكنها تعرف أنه يحبها..... رأت ذلك في عيناه .......لما يعتذر ذلك الأرعن 

وجدت قلبها يتحدث تلقائياً بلهفة 

مليكة: متعتذرش 

طأطأ راسه بألم 

سليم : معاكي حق......اللي أنا عملته حتي الإعتذار مش هيمسحه 

أقفل الباب بهدوء.....فيما دفنت رأسها في الوسادة......إنها لا تريد محو الذكرى.......بل تريد الإستمرار في التذكر.....لماذا لم يشعر ذلك الأحمق بنفس السعادة التي أحست بها.......ولكن إنتهي الأمر هو لا يريد قربها ولهذا لن تبقي لدقيقة واحدة قي ذلك القصر بعد الأن 


***************************


في صباح اليوم التالي 

الساعة الآن لم تتجاوز السادسة ...... الوقت مبكر جداً وإتصال سريع الى المطار أكد لها وجود مقعد لها على طائرة الساعة العاشرة المتجهة الى كندا هكذا أفضل...... يجب عليها الإبتعاد......عليها أن تبعد نفسها عنه.......تبعد نفسها عن الإغراء في أن ترتمي بين ذراعيه .........هاتفت إحدي سيارات الأجرة كي توصلها للمطار......إستغرب السائق عيناها المنتفختان وأنفها المحمرة وذلك الطفل الذي تحمله بين ذراعيها ولكنه لم يتفوه بحرف فحمل حقيبة ملابسها ووضعها بصمت في الصندوق.....وأدار محرك السيارة وإنطلق بها وهو يسأل في أدب 

السائق: علي فين يا مدام 

أردفت مليكة بألم

مليكة : المطار

أغمضت عيناها بألم وهي تطالع مراد النائم علي قدميها.....هي تشعر كمن يعذب في الجحيم....قلبها يحترق ألماً لفراق محبوبه.....فقط تتمني لو تغلق عيناها وتنتهي حياتها .....لما لم تأخذها شقيقتها معها ......لما تركتها ......خبطت علي قلبها بحنو كأنها تربت عليه عساها تُهدأ من حدة تلك النيران المستعرة فيه قبل أن تحرقه وتحوله لرماد........إنسابت عبراتها بغزارة وخرجت منها اااه وجع تألم علي إثرها ذلك السائق العجوز 

فتوقف بالسيارة علي جانب الطريق وهو يسأل في قلق 

السائق: إنتِ كويسة يا بنتي 

عمدت بيدها تجفف عبراتها التي إنهمرت كأمطار يوم شتوي عاصف وهمهمت في هدوء

مليكة: أيوة الحمد لله 

أردف السائق يسأل في قلق 

السائق: طيب تحبي تنزلي شوية تشمي هواء 

هزت مليكة رأسها يميناً ويساراً بألم 

مليكة: لا شكراً 

تحرك بالسيارة في هدوء بعدما أدار إذاعة القراءن الكريم عساها تخفف من وطأه حزنها قليلاً 

وبالفعل أغمضت عيناها واضعة رأسها علي النافذة تضم مراد بين ذراعيها 

شاهد السائق سيارة ما تتبعهم منذ مدة وهو الأن يحاول تخطيه نظر في المراءه الأمامية ثم تابع

السائق: إنتِ في حد بيدور عليكي يا بنتي 

أوقف السائق العربة فهتفت هي بهلع 

مليكة: أنا..... 

إستدارت بدورها وهي تري سليم يفتح باب سيارته ويهبط متوجها ًناحيتها 

لم تكد تطلب من السائق التحرك حتي إنفتح بابها لترفرف بأهدابها هلعاً وهي تحدق الى وجه زوجها الغاضب وكل ما تفكر فيه أنه سيأخذ منها مراد وللأبد ........وجدت نفسها تهتف به في هلع 

مليكة: سليم !!!!أنا......أنا هفهمك 

أجاب بإختصار 

لما نوصل البيت إبقي قولي اللي إنتِ عاوزاه....لو سمحتي إنزلِ أركبِ العربية 

همست في توسل 

مليكة: سليم لو سمحت خليني أفهمك 

جرها لتخرج من السيارة وتابع بحزم ناهياً أي فرصة للحديث 

سليم: إتفضلِ يا مليكة علي العربية وأنا هحاسب الراجل وهاخد شنطتك وجاي وراكي 


**************************


في الصباح 

في قصر أمجد الراوي 

لم يعرف النوم طريقاً الي جفنيه ....فقد ظل طوال 

الليل يفكر ماذا يفعل......أيذهب ويأخذها عنوة أم يتريث....ولكنه وأخيراً عقد العزم علي الذهاب لقصر الغرباوي وأخذ طفلته من براثن تلك الوضيعة عبير


*************************


بعد لحظات إنضم إليها سليم ليضع حقائبها في صندوق سيارته......كانت تعابير وجهه أقل تجهماً

فرفعت رأسها وهي تتمتم بأسي 

مليكة: أنا كنت همشي يا سليم ورجوعي دلوقتي ملوش أي فايدة...... يعني عادي لو مكنش النهاردة هيبقي بكرة 

أظلمت عيناه بإصرار 

سليم : مش هتهربي مني لا النهاردة ولا بكرة ولا أي يوم 

رمقت مراد النائم بين ذراعيها وهتفت بأسي 

مليكة: مش من الأحسن إنك تسيبني أمشي؟ 

همهمت بألم 

ليه عاوز تزود عذابنا 

هتف بسخرية إمتزجت بالقهر 

سليم: عذاب..... أه فعلا ......بس العذاب دا أنا اللي حسيت بيه وخصوصاً لما روحت أوضتك لقيتها فاضية ولقيت دولابك فاضي 

أوقف السيارة خارج الفيلا ونزل منها ليستدير و يفتح لها الباب.......وقفت ليصبح جسدها قريب من جسده......فأحست كم هي ضئيلة أمامه......ولكنها أعرضت عنه......ودخلت الفيلا

إستدارت لتواجهه بعد أن دخلا غرفة الجلوس......تشعر بهزيمتها أمامه..... يا إلهي كم تحبه..... ولكن بلا فائدة...... ففي كلتا الأحوال هو لا يريدها ......هو من طلب منها الرحيل

إنتظرت حينما أخذت الخادمة مراد 

هتفت به بوهن 

مليكة: ممكن أعرف جبتني هنا تاني ليه

تنهدت بعمق وهي تهمس بأسي 

كدة هيبقي لازم أمشي تاني 

هتف بها بدهشة 

سليم: من غير ما تقوليلي....تودعيني حتي 

أردفت بحزم 

مليكة: مكانش ليها لزوم .....إنت كدة كدة مش عاوزني في حياتك 

هتف بها سليم بضيق 

سليم: مش بالطريقة دي......إنك تهربي في الضلمة قبل ما أشوفك ومن غير ما تقوليلي إنك هتمشي أو حتي تقوليلي لفين 

أردفت هي بيأس بعدما تنهدت بألم مطأطأة رأسها

مليكة: أكيد كنت هقولك مراد يبقي ابن اخوك وليك حق تشوفه 

هز رأسه يطالعها بألم 

سليم: إنتِ فكراني إيه بالظبط.....أنا أكيد مكنتش هبعد ابنك عنك 

همهمت بألم بعدما عمدت تمسح عبراتها التي تساقطت بألم 

مليكة: بس....بس مراد مش ابني 

لمعت خضراوتاه في وجهه الداكن وهتف بصدق 

سليم:مراد ابنك يا مليكة .....أنا عارف إني في الأول كنت هاخده منك من غير أي تردد حتي....بس مش دلوقتي 

مش بعد ما شوفت أد إيه إنتِ بتحبيه.....إنتِ مش مضطرة حتي إنك تثبتي أحقيتك فيه 

طأطأ رأسه خزياً وأردف 

أنا اللي محتاج دا .......لحد دلوقتي لا كنت اب كويس ولا حتي زوج عدل 

هزت رأسها رافضة وأردفت بشفقة 

مليكة: لا مش صح.....إنت عارف إن مراد بيحبك جداً

ضحك بخشونة وهو يسأل بينما أظلمت عيناه قهراً 

سليم: وإنتِ..... إيه شعورك ناحيتين 

هز رأسه يميناً ويساراً وأردف قهراً

سؤال غبي مش كدا.......أنا عارف كويس أوي إيه شعورك ناحيتي 

سألت مليكة بألم وهي تتسائل لما يستمر بتعذيبهما..... لما يفعل هذا..... لما يستمر ذلك الجزء الشهم منه بإيلامهما سوياً 

مليكة: ييقي ليه رجعتني........ليه متسبنيش أخرج من حياتك بهدوء 

شحب وجهه وتجهمت أساريره

سليم: لو خرجتي من حياتي يا مليكة مش هيبقي بهدوء أبداً

أردفت به ساخطة 

مليكة: بس إنت اللي قولت.....إنت اللي عاوزني أمشي......إنت اللي عاوزني أعيش بعيد عنك 

هتف بها صائحاً مستنكراً حديثها 

سليم: مش كدة أبداً.......مش دايماً.....أنا بس عاوزك

تبعدي عني لفترة علشان تعرفي الحقيقة.....تعرفي سليم الحقيقي ....مش الي بيوريه للناس 

لم تفهمه فأردفت بهدوء 

مليكة: بس أنا أعرف أحكم كويس أوي وأنا هنا 

أردف هو بحرد من نفسه 

سليم: لا مش هتعرفي .....لأنك لما بتبقي قريبة مني أنا مش ببقي عارف حتي أسيطر علي نفسي.......أنا كنت حيوان معاكي إمبارح.......عملت الي أنا عاوزه من غير ما أفكر فيكي

بللت شفتيها وتابعت بخجل 

مليكة: بس أنا متضايقتش

أردف سليم بألم 

سليم: ودا سبب تاني يخلينا نعيش بعاد عن بعض 

أنا مش هعرف أسيطر علي نفسي وأخرج زي إمبارح 

تقدم ليقف أمامها.... وذهلت لنظرة الألم على وجهه وتابع بألم 

أنا إمبارح عرفت أسيطر علي نفسي وأخرج 

صرخ قلبها بسعاة إذن.......هذا هو سبب مغادرته الغرفة فجأة.....أنه يحبها ...يريدها .....النظرة في عينيه الآن أخذت تقول لها أشياء وجدت صعوبة في تصديقها وأرادت أن تصدقها..... ولكنها لا تستطع التفكير بوضوح......أصبحت مشوشة لا تعرف إن كان يحبها..... أو هو فقط يرغب بذلك الجسد..... تأوه قلبها حيرة 

أردف بأسي 

سليم : أنا حبيتك من أول لحظة شوفتك فيها... من لما فتحتيلي الباب أول يوم شوفتك فيه .....أنا مش عاوزك تحبيني علشان خايفة إني أخد مراد.......أو حتي إنك تحبيني علشان مضطرة تتعايشي معايا علشان مراد 

طالعها بثبات وهو يتمتم بتوسل 

أنا عاوزك تحبي سليم ....علشان سليم نفسه 

مش علشان أي حاحة تانية......عاوزك تحبيني وإنتِ مش خايفة 

لم تستطع تصديق ماتسمع......سليم...... البارد .... القاسي.....الذي ظنته بلا شعور........ها هو يحبها

بدأ وجهها يحترق و أحست برغبة في البكاء من السعادة وهتفت به بصدق 

مليكة : سليم.....أنا بحبك علشانك إنت مش علشان أي حاجة 

لكن وجهه تجهم أكثر..... وقال بلطف

سليم: إنتِ حاسة إنك بتحبيني علشان الفترة اللي قضيناها سوا 

هتفت به رافضة 

مليكة:لا......لا 


*************************


في أمريكا 

جلست نورسين تتناول طعامها وعاصم الي جوارها يطعمها في حنو بالغ 

وبينما هو منهمكاً في إطعامها حتي لاحظ سقوط قطرة من الشوربة أسفل شفتيها 

أشار لها لتمسحها 

فضحكت وهي تعمد بيدها لتسمحها ولكنها مسحت جهة مختلفة 

إبتسم بمكر وهو يقترب منها كي يمسح ثغرها 

فباغتها بوضع يده أسفل رأسها وجذبها ناحيته مقبلاً شفتاها في نهم 

تركها بعد لحظات قليلة كيلا يثقل كثيراً علي قلبها

إبتسمت بخجل ....فإبتسم هو 

عاصم: ياااااه دا الواحد كان ميت يا جدع 


*************************


في قصر سليم الغرباوي 

تقدمت مسرعة لتقف أمامه......وأخذت تمسح التقطيبة من بين عينيه بعدما وضعت ذراعيها حول خصره وأراحت وجهها على صدره الذي يرتفع و ينخفض من الإثارة وقالت هامسة 

مليكة: أنا حبيتك يوم لما مسحت دموعي وقولتلي إني أحلي من إني أعيط .......فاكر يوم ما جبت سلمي البيت...... غضبي وصريخي وعياطي اليوم دا كان من غيرتي عليك يا سليم .....يومها إتأكدت إني غيرانه وإني بحبك 

وقفت على أطراف أصابع قدميها لتطبع قبلة رقيقة علي شفتيه ثم إرتمت بين ذراعيه وهي تحس بالراحة وإلتفت ذراعاه حولها وكأنهما القيد الفولاذي وتأوه بقوة

سليم: يارب تكوني قاصدة كل حرف قلتيه يا مليكة ومتندميش عليها.......أنا مش هينفع أسيبك يا مليكة........مش هقدر 

أحست به يرتجف........وبكت من فرط سعادتها

متمتة بصوت متهدج باكٍ فرط سعادتها 

مليكة: أنا مش هسمحلك إنك تبعدني تاني ومش همشي تاني لو حتي إنت اللي طلبت 

أضاءت علامات الحب وجهه و أحنى رأسه ليقبل جبينها ثم تحولت القبلة الى سلسلة من القبلات إنتشرت في كل مكان .......أحس كل منهما بشوق مرير الى الآخر.....وقد أدركا حبهما العظيم وتصاعدت مشاعرهما لدرجة الغليان 

تراجع سليم وأنفاسه ممزقة بالعاطفة

سليم : مش هتتخيلي النار اللي كنت حاسس بيها لما ملقتكيش في الأوضة.....كنت حاسس إني هموت 

أراح جبهته على جبهتها يداه متشابكتان عند أسفل ظهرها....... إتحد جسداهما معاً وتابع بسعادة 

مش هتتخيلي إحساسي وأنا بتخيل الرجالة اللي كنتي تعرفيهم ولا حتي أخويا أنا.......وهو بيلمسك......كنت ببقي هموت ......كنت بحس إني بغلي من جوايا وعاوز أجيبهم أقتلهم كلهم 

إبتسمت مليكة بخجل وأردفت 

مليكة: ويا تري إيه شعورك دلوقتي 

أردف سليم بسعادة 

سليم: أنا دلوقتي أسعد راجل في الدنيا كلها 

هتف في هدوء

وأنا كمان عندي إعتراف..... إنتِ أول ست في حياتي حتي خطيبتي الأولانيه عمري ما حسيت معاها باللي بحسه معاكي 

إحتضنته مليكة بسعادة 

مليكة: خلاص إحنا ننسي بقي كل الي فات 

غمزها سليم بسعادة 

سليم: إيه رأيك نطلع نكمل اللي بوظناه إمبارح 

شهقت بخجل وغزا الاحمرار وجهها وهي تدفن رأسها في صدره 

فضمها بين ذراعيه......وإنحنى ليقبلها وإندفع يصعد بها السلم فشهقت بخجل 

مليكة:سليم....... حد يشوفنا.......دادة ناهد لو شافتنا هتقول إيه دلوقتي

أردف هو باسما ًبمكر 

سليم: وإيه يعني.....ما يفتكروا اللي يفتكروه 

واحد بيحب مراته وواخدها وطالعين أوضتهم سوا 

لمعت عيناها بخجل وسعادة في أن واحد ودفنت وجهها في عنقه....... متشوقة لأن تعطيه ما تبقى من حياتها


***************************


في قصر الغرباوي 

دلف أمجد لقصر الغرباوي كالإعصار تماماً ولم يكن لديه أي نية بالتراجع 

قابل قمر أولاً فإبتسمت مرحبة به 

قمر: أهلاً أهلاً يا دي النور إتفضل يا عمي

أجبر نفسه علي الإبتسام 

أمجد: أهلا يابتي .....أمال فين عمك مهران 

إبتسمت هي في حبور 

هبعت عم مسعد ينادم عليه 

هتف أمجد يسأل بلهفة 

أمجد: هو مش في الدار 

أردفت قمر باسمة 

قمر: لع دا في الدوار مع ياسر

إبتسم وهو يتمتم في هدوء

امجد: تمام يا بتي أنا رايحلهم وأبجي سلميلي علي الحاچة وجوليلها إني هاچيلها تاني 

إبتسمت وهي تومئ برأسها فرحل هو هدوء 


اتمني الفصل يعجبكوا فرولاتي ❤😍

#منة_مجدي

#بين_طيات_الماضي


لايك قبل القراءة وكومنت بعدها مانجاتي 😍❤


الفصل السابع والثلاثون 


دلف أمجد للدوار فوجد ياسر ومعه مهران وبعض الرجال....... رحب به الجميع فجلس هو بجوار مهران وياسر وإستأذنهما في كلمة علي إنفراد 

ما هي إلا ثواني حتي بقي الرجال وحدهم 

أردف مهران بقلق 

مهران: أدينا بجينا لحالنا إتفضل يا أمچد جول في إيه 

حمحم أمجد بإضطراب وأردف بتلعثم 

أمجد: أني مش عارف أبدأ إزاي 

إبتسم ياسر بحبور 

ياسر: كيف ما تحب يا عمي 

قص عليهما أمجد ما حدث معه منذ الوهلة الأولي وحتي بحثهم في كشوف المستشفي 

هتف ياسر بهلع 

ياسر: إيه الحديت الماسخ ديه .......إيه التخريف ديه يا عمي عاد 

هتف مهران بجمود 

مهران : ما يمكن تكون البنتة دي بتجول أي كلام.......يمكن يكون حد زاججها علينا علشان نجعوا في بعض تاني 

أردف أمجد بهدوء بنبرة صادقة 

أمجد: علشان إكده أني چيتلكوا النهاردة.....چيت علشان نخلص الموضوع ديه 

سأل ياسر بدهشة 

ياسر: يعني إيه .....يعني إنت عاوزنا إحنا اللي نچيبولك فاطمة 

أردف أمجد نافياً 

أمجد: لا مش إكده يا ولدي .......أني عارف إنكوا مش مصدجيني.......دا أنا حتي نفسي مش مصدق الممرضة ديه فمفيش غير حل واحد 

أردف مهران بقلق 

مهران: وإيه هو 

هتف أمجد 

أمجد: تحليل DNA بس أني مش عاوز فاطمة تعرف حاچة لحد ما نتوكد علشان منأثرش الي نفسيتها 

سأل ياسر 

ياسر: كيف هناخدها تعمل تحاليل من غير ما تعرف حاچة 

أردف أمجد بهدوء 

أمجد: الدكتور جالي إنه ممكن أي حاچة تنفع للتحليل من غير ما فاطمة تعرف.........شعراية مثلاً 

سأل مهران بعدم فهم 

مهران: ودي هنچيبها كيف 

تطلع ياسر ومهران لبعضهما في تلك اللحظة 

أمجد : جمر هي الي هتجوم بالمهمة دي..... عاوزينها تچيب شعراية من شعر فاطمة وتديهالي 

أردف ياسر بهدوء 

ياسر: الموضع ديه مش سهل 

هتف به أمجد بتوسل 

أمجد:أني عارف إنها واعرة بس عارف برضوا إنك جدها وجدود 


***************************


في الصعيد 

كلية الطب البيطري 

ودعت فاطمة صديقاتها ووقفت تنتظر السائق الخاص بها ولكن فجاءة بينما هي تعبث بهاتفها شاهدت ظلاً ما حاجباً ضوء الشمس عنها 

رفعت بصرها تطالع هذا الواقف أمامها وهي تستشيط غضباً فشاهدت أحمد ابن أحد أعمامها من العائلة 

قلبت عيناها بملل وأردفت حانقة 

فاطمة: إيه چابك إهينه يا ولد الناس 

أردف هو باسماً بنزق 

أحمد: چاي علشان أشوفك يا بت عمي 

طالعته شذراً وأردفت حاردة

فاطمة: وأني فاكرة كويس جوي إني قولتلك جبل سابج ملكش دعوة بيا واصل وإني مش عاوزة أشوف خلجتك في أي مكان 

أمسك عضدها بقوة وهو يجذبها ناحيته متابعاً في غضب خفي يحاول ردعه عن طريق ضغطه علي أسنانه بقوة 

أحمد: وأني جولتلك جبل سابج إني مش هسيبك غير وإنتي مرتي 

طالعته بتحدي وأردفت بعزة 

فاطمة:علي چثتي......لما توبجي تشوف حلمة ودنك 

كاد أن يمد يده ليضربها فأغمضت عيناها وإنكمش جسدها بقوة ولكنها فجاءة سمعت صوت تأوه لشخص ما ......حتي أنها شعرت بنفسها تختفي بالكاد خلف أحد ما 

صاح حسام بغضب هادر 

حسام: علشان توبجي تفكر مليون مرة جبل ما تمد اللي تنجطع دي علي مرت حسام الراوي 

إنخفض لجسده المنسدح أرضاً وأمسك بتلابيه غاضباً بشدة رافعاً إياه بحنق.....بغضب عارم حتي كاد أن يخنقه بكلتا يداه علي لمس صغيرته بينما طالعه أحمد بوهن جاهداً أن يفتح عيناه فقد أصابت لكمة حسام الصميم 

حسام : اقسم بالله خلجني وخلجك لو لمحتك...لمحتك بس علي بعد 100متر منيها اقسم بالله هجبض روحك وهعلجك في البلد علشان توبجي عبرة لمن لا يعتبر ومتلومش إلا نفسك يا أحمد

هزه بعنف وهو يصرخ به 

حسام : فاهم 

إعتدل واقفاً بعدما دفعه أرضاً كما كان وأخذ فاطمة وتوجها ناحية سيارته 

سألها غاضباً 

حسام: ممكن أفهم إيه اللي كان موجفك برة كليتك 

رفعت فاطمة أصبعها تشير ناحيته غاضبة وعيناها ممتلئة بالعبرات 

فاطمة: إياك تتحدت معايا إكده تاني.....أني أجف مطرح يا يعچبي .....وإذا كان علي مساعدتك أني مكنتش محتاچاها من أساسه أني أعرف أدافع عن نفسي زين 

إلتفت اليها بسرعة البرق عيناه تكاد تخرج النيران علي حماقتها 

ولكنه أردف بهدوء قاتل 

حسام: أني أتحددت كيف ما بدي مع مرتي 

صرخت به فاطمة بهلع 

فاطمة: مرت مين يا مخبل إنت 

إعتدل ممسكاً بعجلة القيادة وهو يبتسم في هدوء

رافعاً حاجبه في مشاكسة 

حسام: لهو إنتِ متعرفيش...... أصل ابويا بيكلم عمي أمچد دلوجت علشان يروحوا يطلبوكي من ابوكي وعمك مهران 

برقت عيناها بدهشة 

فاطمة: إيه 

إبتسم هو بينما أخذ يدندن مع كلمات أغنية للسيدة ام كلثوم صدح صوتها في المذياع 

إزاي إزاي إزاي أوصفلك يا حبيبي إزاي.......قبل ما أحبك كنت إزاي.......كنت ولا إمبارح فاكراه.....ولا عندي بكره أستناه......ولا حتى يومي عايشاه 

محدثاً طرقات علي عجلة القيادة وهي تطالعه في دهشة 

هي لن تكذب........ حقيقة هي تكاد تطير فرحاً 

تسمع قلبها يرقص فرحاً بينما تحلق روحها بهيام 

أفاقت من سهادتها علي صوته وهو يخبرها بأن تهاتف سائقها لتعلمه برحيلها 


************************** 


في أمريكا

إستقلا نورسين وعاصم طائرتهما العائدة الي أرض الوطن بعد كل ذلك العناء وأخيراً سيعود وصغيرته معافية بخير ......سيعود ليبدأ معها صفحة جديدة

صفحة سيخطها بالإهتمام...... صفحة ستكتب عباراتها بالحب والود والحنان والإهتمام... الإهتمام قبل كل ذلك فحينما تقدم الإهتمام قبل الحب تكسب الحب ومن تحب


*************************


في قصر الراوي

هتف أمجد بريبة 

أمجد: فاطمة مين 

تابع قدري باسماً

قدري: فاطمة بت شاهين الغرباوي 

أكمل باسماً بحبور 

لجيت الواد حسام أولة امبارح چاي بيجولي أكلمك علشان نروح نطلبهاله 

نهض واقفاً يطالع شقيقه بتوجس 

قدري: مالك يا أمچد حاسس إنك متضايج علشان موضوع حسام..... هو فيه حاچة 

تهالك أمجد لأقرب مقعد وقص علي شقيقه كل شئ.... كل شئ 

فهتف به قدري دهشة.....صدمة ويمكننا القول أسي ايضاً 

قدري: يعني مريم الله يرحمها مكنتش بتك إنت كانت بت شاهين وعبير 

أومأ هو برأسه في الم 

فسأل قدري بوجوم 

قدري: طيب وبعدين يا خوي

أردف أمجد باسماً بيأس 

أمجد: متجلجش يا جدري فاطمة بتي لحسام ولدك هو أنا هلاجي زيه فين يخاف عليها ويحبها بس هي توافج وتوبجي مليحة ووجتها زي ما إتفجت وياك 

نهض قدري مربتاً علي ذراع شقيقة داعياً له بأن يلهمه الله الصبر ويرزقه بلقاء ابنته 


**************************


في قصر سليم الغرباوي 

فتحت مليكة عيناها شاعرة بفراغ بجوارها علي الفراش فنهضت جالسة بعدما أزاحت شعرها للخلف ........جابت ببصرها ربوع الغرفة في دهشة تتذكر ماذا حدث ........الساعة الأن لا تزال العاشرة صباحاً ولكن... أين سليم 

دلفت للمرحاض كي تأخذ حمام سريع ثم هبطت للأسفل مرتديه قميصه والذي كان عليها يشبه الفستان القصير 

هبطت للأسفل فوجدت خادمات القصر أجمعم خارج المطبخ يتلامذون ويتغامزون 

توجهت ناحيتهم بخفة باسمة علي تلك العلامات

الغريبة التي تكلل اساريرهم 

شاهدتها ناهد فإحتضنتها بسعادة باسمة 

سألتها مليكة بدهشة 

مليكة: هو في إيه يا دادة 

إحتضنتها ناهد بسعادة ثم كوبت وجهها بيدها في حنو بالغ 

ناهد: أنا مش عارفة أقولك إيه غير شكراً لأنك رجعتيله حياته

تمتمت بتلك الكلمات الأخيرة وهي تُشير ناحية سليم الذي يقف في للمطبخ 

برقت عيناها بدهشة وهي تطالع ذلك الواقف يعد طعام الإفطار في إنسجام تام يدندن كلمات أغنية إسبانية ما..... يرقصان هو ومراد في سعادة بينما يصفقان أيهم وجوري بسعادة بالغة 

فتحت عيناها وأغلقتهما عدة مرات حتي تتأكد مما تري.... أ حقا ذاك هو سليم.....أين ذلك الشيطان الأرستقراطي..... أين ذلك المفرور البارد 

إبتسمت بخجل وهي تتقدم منهم بعدما صرفت الخدم 

أنارت عيناه بسعادة وهو يراها تتقدم منهما مرتدية قميصه الذي يشبه الفستان عليها 

تقدم منها باسماً ممسكاً بيدها يراقصها وهو يغني بسعادة فأخذت هي تردد معه 


calienta tanto que asusta


Y sabes lo que te gusta,


te gusta, te gusta


Prendiendo fuego en el suelo


Pintando estrellas en el cielo


Y te diré lo que quiero


طبع قلبه حانية علي جبهتها وهو يهمس ببعض الكلمات في أذنيها

سليم: القميص هياكل منك حتة 

ضحكت بخجل فأشار لها بالجلوس علي أحد المقاعد الموجودة بجوار الإطفال بينما إهتم هو بوضع الطعام 


***************************

في قصر الغرباوي 

عادت فاطمة من جامعتها تسير بسعادة وهي تبحث عن قمر بعيناها حتي وجدتها تضع أكمل في فراشه........إحتضنتها بسعادة وهي ترقص 

حدقت بها قمر بدهشة ثم أردفت تسأل بريبة باسمة 

قمر: وااه وااه إيه مروج بال الچميل إكده عاد 

أردفت فاطمة بسعادة 

فاطمة: أني فرحانة جوي جوي جوي 

ضيقت قمر عيناها بتوجس باسمة تسألها 

قمر: خير اللهم إچعله خير سمعيني 

جلست فاطمة وقصت عليها كل ما حدث معها منذ الوهلة الاولي 

هتفت بها قمر بسعادة 

قمر: والله لو أجدر أزرغت كنت زرغت 

ثم تمتمت حاردة 

أهم حاچة إنك تدعي أن امك توافج 

رفعت فاطمة يدها للسماء وهي تدعوا الله بإلحاح 

فاطمة: يارب 


*************************


في مساء اليوم 

عاد ياسر من الخارج لا يدري ماذا يفعل .....تعصف به الأفكار والهموم.....تري ماذا سيحدث إذا أُثبت أن فاطمة ليست ابنه عمته عبير ......ماذا سيحدث 

كيف ستتأثر هي...... كيف ستتقبل الحقيقية أو حتي كيف سيتقبل الناس 

لاحظت قمر سهادته وعبوس ملامحه 

فإقتربت منه تأخذ عبائته وعمامته ثم إلتفت لتقف أمامه مكوبه وجهه بيدها لتسأله في حنو إمتزج بنبرة غنج 

قمر: يا تري حبيبي ماله..... إيه شاغل تفكيره لدرچة إنه ميشوفش حبة جلبه جمر 

إبتسم بإرهاق 

ياسر: ياسر عمره ما يغفل عن حبة جلبه واصل 

بس الموضوع واعر جوي يا جمر 

إنكمشت ملامحها قلقاً بعدما أردفت تسأله بجدية 

قمر: موضوع إيه الي واعر للدرچة دي كفي الله الشر 

أخذها من يدها وتوجها ناحية فراشهما 

ثم جلسا سويا بعدما أغلق الباب جيداً وقص عليها كل ما حدث 

فرت دمعة هاربة من عيناها حينما وضعت نفسها مكان فاطمة.... كيف ستكون حالتها....كيف ستشعر 

أردفت بأسي 

قمر: طيب وإحنا هنتأكدوا كيف 

أخبرها ياسر بأمر التحليل وطلب منها خصله الشعر في أقرب وقت ممكن 


اتمني الفصل يعجبكوا فرولاتي 😍😍❤


#بين_طيات_الماضي

#منة_مجدي



لايك قبل القراءة وكومنت بعدها مانجاتي ❤😍


الفصل الثامن والثلاثون 


في قصر سليم الغرباوي

جلس عاصم محتضناً شقيقته فرحاً بإستعادتها ذاكرتها......أما هي فكانت تحتضن نورسين بسعادة إثر شفائها 

وأيهم وجوري يجلسان علي أقدام والديهما 

مليكة: إنتِ مش هتتخيلي أنا فرحانة إزاي حمد لله علي سلامتك يا حبيبتي 

ثم أردفت بأسي 

كان نفسي أجي معاكي والله بس أديكي شوفتي بقي

ضربتها نورسين بخفة علي حماقتها و أردفت بحبور 

نورسين: كفاية هطل بقي أهم حاجة إنك خفيتي 

وبقيتي زي الفل 

إبتسمت مليكة بإرتباك وأردفت 

مليكة: الحمد لله 


***************************


في قصر سليم الغرباوي 

جلس سليم علي الأرجوحة المعلقة في الشرفة وهي علي قدميه متكورة بين ذراعيه واضعة رأسها علي صدره في هدوء كالطفلة الصغيرة التي تحتمي بوالدها بينما هو دافناً رأسه في خصلاتها الثائرة يستنشق رائحتهم التي تسلبه لُبه 

فتح عيناه في هدوء بعدما رفع رأسه لتَحِل محلها أصابعه تمسد شعرها في حنو وكأنها طفلته 

هامساً بها بصوته الأجش ......تلك البحة التي تذيبها.....ترشدها وكأنه ملاذها الوحيد 

سليم : مليكة..... أنا عاوز أسألك علي حاجة 

همهمت بتيه مما تفعله أصابعه بها فإبتسم متابعاً 

سليم: إنتِ في حاجات كتير مفهمتيهانيش 

إنكمشت ملامحها قلقاً ولكنها قررت البوح بكل شئ كي تريحه وتطوي تلك الصفحة من حياتها للأبد حتي يستطيعا البدء...... البدء من جديد والمُضي قدماً في حياتهما سوياً 

رفعت عيناها ناحيته تراقب ملامحه وتمتمت في هدوء 

مليكة: بص يا سليم بابي وعاصم سابونا وأنا صغيرة كان عمري حوالي 8 سنين كانت مامي وقتها حامل في تاليا بس مكنش لسة لا هو ولا هي يعرفوا.......هي عرفت بعد ما مشي بشهر المهم عدي الوقت ومامي خلفت تاليا وللأسف ماتت وتاليا مش كبيرة أوي يعني الإتنين ملحقوش يشبعوا ببعض بعد كدة روحنا قعدنا مع جدتنا في إسبانيا فضلنا قاعدين معاها لحد ما هي كمان ماتت وقتها كنت في الكلية فضلت أدرس وأشتغل لحد ما تاليا خلصت دراستها وكانت بتشغتل في مجال عرض الأزياء جمب الدراسة زيي يعني هي عجبها المجال دا وقررت تفضل فيه لحد ما في شركة مصرية مُعينة جابتهالها سلمي كانت عاورة تاليا تبقي العارضة الأساسية بتاعتهم وهتلف كذا بلد وبعدين يستقروا في مصر تاليا كانت صغيرة وعجبها الموضوع وبعد خناقات كتير إتفقنا أنا وهي إنها مش هتستقر في مصر و إنها هترجع إسبانيا أول ما تخلص الجولة بتاعتها وفعلاً فضلنا كدا وكنت كل ما أخد إجازة أروحلها 

لحد ما في فترة كلمتني وقالتلي عندي ليكي مفاجأة لما تنزلي مصر طبعاً مكنتش أعرف أن المفاجاة هي جوازها بحازم اخوك ......وعدت أيام كتير والراجل اللي كنت شغاله عنده تعب وكان في أيامه الأخيرة فطبعاً مكنتش عارفة أنزل خالص لحد ما بعدها بحوالي عشر شهور كلمتني وأصرت إني أنزل وقالتلي إنها محضرالي مفاجاة تانية وإني لازم أنزل في أقرب وقت وفعلاً عرفت بالعافية بعد تلات أسابيع بس نزلت علي المستشفي كلموني في المطار وقالولي إن أختي في المستشفي......

تكونت العبرات في عيناها فأغلقتهما مُحَاولة بإستماتة ألا تُذرف أي دمعة من عيناها 

بس لما روحت ملحقتهاش .....ملحقتهاش كانت ماتت قبل ما أوصل 

وهنا لم تستطع الصمود أكثر فإنهمرت العبرات من عيناها في هدوء في محاولة من تلك العينان تَخفيف ذلك الألم الذريع الذي يشعر به ذاك القلب 

الجريح .....لفقدان رفيقة عمرها.... طفلتها...... شقيقتها الصغري.....بهجة حياتها.....تذكرت حينها عندما أخبروها ذاك الخبر الذي قسم ظهرها فسَقَطت علي إثرهُ أرضاً جاثية علي ركبتيها تصرخ في وجع حتي إنجرحت حنجرتها.......حتي إنقطع صوتها.....كيف يخبروها بكل ذلك الهدوء أن شقيقتها قد رحلت ......تذكرت وقتها كم كان الألم مريع .......تذكرت كم صرخت....كم بكت حتي جفت دمعاتها......حتي أصبحت بلا قدرة علي ذرف المزيد ولكن بلا فائدة.....فكل ذلك الألم وكل تلك العَبرات لم تُعيد لها شقيقتها 

شعر بعبراتها تُبلل صدره ويداها تنكمش ألماً علي خصره فضمها إليه بقوة أكبر كأنه يريد إحتوائها بداخله أكثر مربتا بحنو أكبر علي شعرها..... كيف لا وهو أكثر من يستطع الشعور بذلك الألم المريع الذي يُميت القلب.....يظلم الدنيا ويقضي علي ما تبقي من الحياة 

همس بإشفاق 

سليم: خلاص يا حبيبتي خلاص إهدي متكمليش 

هزت رأسها رفضاً هامسة بألم 

مليكة: وبعد ما فوقت أدوني مراد 

إبتسمت بحبور وأردفت 

كان هو النور اللي دخل حياتي علشان ينورها 

كان زي الدوا اللي نزل علي قلبي علشان يداوي جرح موت تاليا وقتها كنت إتعرفت علي عائشة ومحمد لأنهم كانوا صحاب تاليا أصلاً وهما اللي إتصرفوا في الورق 

عملوا شهادتين ميلاد واحدة إتقال فيها إني أنا الأم والتانية إتقال فيها الحقيقة إن تاليا هي الأم 

وفضلت ماشية ببتاعتي بس التانية شلتها 

وعيشنا علي كدة وكنت بقول لكل الناس إن أبو مراد مسافر وساعدني علي كدة شبه مراد بيا أكتر من تاليا نفسها......بس كدة دي كل حاجة ......كل حاجة متعرفهاش عرفتها.......عَليٰ رجيف قلبها وهي تسمعه يخبرها بأن هذا ليس كل شئ ولكن للأن هذا كل شئ .......هذا ما طمئنت به نفسها 


****************************** 


في قصر عاصم الراوي

خلدا أيهم وجوري للنوم وجلس هو يشاهد التلفاز بعدما إطمأن عليهما 

خرجت هي من المرحاض تسبقها رائحتها التي سلبت أنفاسه منذ الوهلة الأولي التي شاهدها فيها.......رائحة التوت البري 

أغمض عيناه مستنشقاً رائحتها بِتَلذذ حتي فتح عيناه عليها وهي واقفة تمشط شعرها أمام المراءة ترتدي منامة باللون الأحمر القاني الذي يتنافي وبشدة مع لون بشرتها بكتف واحد تصل لأعلي فخذيها بقليل .....تنساب علي إنحناءات جسدها لتتفنن في إظهارها ببراعة 

زفر بعمق وهو يحاول إلهاء نفسه وتلك الأفكار السوداء التي تجول بخاطره الأن 

أسدلت شعرها علي جانب واحد وتوجهت ناحية الفراش لتجلس بجواره........ أزاحت ذراعه لتتوسد رأسها صدره 

زفر بعمق وهو يحاول ألا يتنفس رائحتها وتلك الحمقاء تزيد النيران التي تستعر بقلبه أكثر وأكثر وهي تتمسح به كالقطة كي تخلد للنوم 

إعتدل جالساً بضيق فسألت هي ببراءة 

نورسين: مالك يا حبيبي إنتَ كويس 

تمتم هو حارداً 

عاصم: هبقي زفت إزاي وحضرتك جمبي كدا 

برقت عيناها بدهشة وهي تسأله 

نورسين: أنا مش فاهمة حاجة 

ألقي وسادته بعنف وهي يتمتم بتذمر 

عاصم: أعملي فيها بريئة ياختي.......إعملي فيها بريئة 

كادت أن تبكي وهي لا تفهم شئ حتي سمعته يتمتم في حرد 

عاصم: بصي أنا بصبر نفسي بالعافية عنك علشان كلام الزفت الدكتور 

تعالي وجيفها سعادة ......وكيف لا وتلك الكلمات التي تخرج من فم زوجها الأن تُطربها حتي تكاد أن تجعل قلبها يرقص فرحاً....... ترضي غرور الأنثي بداخلها.....تطمئنها أن ذلك المحب لا يزال يراها محبوبته كما في السابق 

شاهدها تحاول أن تَكتُم إبتسامتها التي سرعان ما إتسعت وتحولت لضحكة صاخبة فعلت بقلبه الأفاعيل فأردف مُحذراً 

عاصم: نوري يا بنت الناس أبوس رجلك

حاولت كتم ضَحكاتها وهي تتصنع الجدية وتبتعد عنه في أدب 

نورسين : خلاص أهو هقعد ساكتة 

برقت عيناه حرداً وهو يضمها بين ذراعيه ويغلق التلفاز 

عاصم: لا دا مش معناه إنك متناميش في حضني 

إبتسمت بينما أطفأ هو الأنوار وتوسدت هي صدره كالعادة...... كيف لا وهي طفلته وصَغيرته المُدللة 

داعياً المولي أن يُلهمه الصبر ويَمُر الإسبوع المتبقي علي خير 


******************************

في مساء أحد الأيام 

إستيقظت مليكة تشعر بعطش شديد 

إمتدت يدها للكوب المجاور لها فوجدته فارغاً تأففت بإنزعاج فهي ستضطر لترك الفراش الدافئ وهبطت للأسفل 

فتحت البراد تبحث بعيناها عن زجاجة المياه حتي وقعت عيناها علي شئ أخر......شيئاً أكثر جمالاً من الماء في نظرها 

خفق قلبها بسعادة وهي تحمل علبة النوتيلا في يدها كأنها تحمل كنزاً ثميناً 

طالعتها بسعادة وهي تتمتم بإشفاق 

مليكة : إزاي يا حبيبتي سايبينك كدة لوحدك في التلاجة.......إزاي يجيلهم قلب يعملوا كدة.....أكيد سليم المتوحش هو اللي عمل كدة 

إحتضنتها بسعادة وهي تتمتم بمكر 

مليكة: أنا عندي ليكي مكان أحسن بمراحل 

إلتقطت ملعقة وحملت العلبة وجلست بهما متربعة أعلي المنضدة بسعادة أزاحت شعرها للخلف وطربت أذناها بذلك الصوت المحبب الذي أحدثه فتح العلبة وبدأت بالأكل في نهم شديد


*********************** 

في الأعلي 

تقلب سليم في فراشه أثناء نومه فلم يجدها بجواره ......نهض جالساً علي الفراش بقلق 

أين هي .....أين ذهبت مليكة 

أنزل قدماه للأسفل باحثاً عن خُفيه ثم نهض متوجهاً لغرفة مراد 

فتح الباب الداخلي في هدوء فلم يجدها 

دثر مراد جيداً بالغطاء والقلق يأكله أكثر 

أين هي إذ لم تكن بغرفة مراد .......هبط للأسفل يبحث عنها بقلق ماراً بالحديقة ولكن حتي الحديقة فارغة عاد للداخل مرة أخري والقلق قد بلغ منه مبلغه حتي سمع همهمات تأتي من المطبخ 

أ يعقل أن تكون هي..... لا فهي ممن يحبون المحافظة علي صحتهن وتعرف جيداً خطورة تناول الطعام ليلاً في ذلك الوقت ......دلف وهو متوجس خيفة حتي شاهد كتلة لا يستطيع تحديد معالمها يغطيها الشعر وفيما يبدو أنها تعطيه ظهرها 

أغلق عيناه وفتحهما بريبة وهو يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويهمس في خفوت بصوت مسموع نسبياً 

سلام قولاً من رب رحيم..... سلام قولاً من رب رحيم 

لم تسمعه تلك المسكينة المنهمكة في علبة الشيكولاته بشدة 

حتي دلف هو بخطوات بطيئة متمهلة......ولا ضرار من بعض التوجس والتحفز حتي إصطدم بأحد المقاعد الموجودة حول الطاولة فإلتفت مليكة فزعة 

فسارع هو الي زر الاضاءة 

شهقت مليكة بهلع حينما رأته 

مليكة : سليم خضتني......كنت بتعمل إيه هنا يا حبيبي 

تنفس الصعداء وهو يطالعها باسماً علي مظهرها الطفولي للغاية تجلس فوق الطاولة وخصلاتها النارية تتناثر حولها في عشوائية محببة تشعل بداخله الرغبة في أن يدفن رأسه بخصلاتها ويشبع رئتاه من رائحة المسك التي تنبعث منه حتي يثمل جاب ببصره علي ملامحها فشاهد وجنتيها المحمرتان من البرد وطرف أنفها وتلك الشيكولاه التي لطخت بها كرزتيها في طفولية أشعلت بداخله رغبة إلتقاط شفتيها في قبلة تفقد علي إثرها الوعي 

سحب أحد المقاعد وجلس عليها أمامها يسألها في مشاكسة

سليم: ممكن أفهم حضرتك بتعملي إية هنا دلوقتي 

مطت شفتاها بحنق علي بلاهته وتمتمت بتلقائية 

مليكة: زي ما إنت شايف......شوفتها في التلاجة وحيدة فناديتني ومقدرتش أسيبها لوحدها بصراحة 

تابعت تسأله بحماس وهي تمد ناحيته الملعقة 

مليكة : تاكل شيكولاته 

ضحك سليم بخفة وهو يرفعها من علي المنضدة فشهقت هي بهلع

سليم: أه بس أنا هاكل شيكولاتي أنا 

هتفت به متوسلة 

مليكة: سليم بتعمل إيه نزلني حد يشوفنا 

أجابها باسماً بهدوء بعدما إلتقط شفتاها في تلذذ 

سليم: ما يشوفونا 

دفنت وجهها بصدره خجلاً بعدما إستسلمت لحبه وغزله 

لم يكد يصعد بها بضع درجات حثيثة حتي شاهد مراد يهبط للأسفل يفرك في عينيه باحثاً عنهما في فزع إرتسمت معالمه جلية تماماً علي قسمات وجهه الصغير 

أنزل مليكة من بين ذراعيه بحذر وتقدما سوياً ناحية مراد الذي دفن نفسه بين ذراعي والده يبكي بخوف 

إحتضنه سليم بعدما حمله بقلق وهو ينقل نظره بين ذلك الباكي بذراعيه وبين مليكة القلقة بدهشة حتي سمعها تسأله في قلق وهي تربت علي ظهره بحنو بالغ 

مليكة: إيه يا روح ماما بتعيط ليه 

إلتفت مراد برأسه وهو يفرك بعينيه 

مراد: كان في عفليت تحت السليل يا مامي أنا خايف

ثم إلتفت لوالده 

مراد: بابي أنا هنام النهالدة جمبك أنا خايف أوي 

إحتضنه سليم وهو يتمتم بحرد لتلك الأمسية التي تدمرت قبل حتي أن تبدأ 

سليم: طبعاً يا حبيب بابي 

ضحكت مليكة بإستمتاع علي مظهره الحانق 

حتي تمتم سليم حانقاً من بين ضروسه 

سليم: إضحكي ياختي إضحكي 


************************

في صباح أحد الأيام 

إستيقظت مليكة متأخرة بعض الشئ فلم تجد لا سليم ولا حتي مراد

بدلت ثيابها وهمت بالخروج من الغرفة حتي شاهدت ورقة معلقة علي مرآة غرفتها 

إلتقطتها في دهشة وهي تقرأ ما بداخلها 


عاوزك تكوني جاهزة علي الساعة 6 ومتخافيش علي مراد هو راح لجده وولاد خاله 

سليم 


إبتسمت في قلق تري ماذا يريد.....لما يريد منها أن تتجهز ....

هبطت للأسفل للتتناول طعام إفطارها وكل ما يشغل بالها هو موعد السادسة

إنتهت منه بسرعة وعادت لغرفتها مرة أخري كي تتحضر جيداً لذلك الموعد 

وبعد بعض ساعات من جلسات العناية بالبشرة والشعر سمعت طرقاً علي باب غرفتها قبل أن تأذن بالدخول 

دلفت أميرة باسمة وهي تحمل في يدها أكياساً وصناديق 

جابت مليكة ببصرها علي ما تحمله أميرة وهي تسأل في دهشة 

مليكة: إيه دا يا أميرة 

أجابت أميرة باسمة 

أميرة: دا سليم بيه هو اللي جاب لحضرتك الحاجات دي وقالي أوصلها فوق وبيقول لحضرتك هتلاقي فيهم ورقة أقريها 

إلتقطتهم مليكة من يداها باسمة وتوجهت هي لفراشها بعدما خرجت أميرة 

أفرغت محتويات الحقيبة الأولي والتي كانت تحوي فستاناً باللون الأبيض قصير يصل الي ركبتيها نصفه العلوي من الدانتيل يبطنه من الأسفل قماشاً يكشف عن عظمة ترقوتها وذراعيها بينما جزئه السفلي إتخذ قماشاً من الشيفون الأبيض بقصة الأميرات تصل الي ركبتيها 

شهقت بسعادة وهي تشاهد الفستان مقطوعة الأنفاس....... هذا هو فستان أحلامها..... الفستان الذي لا طالما حلمت به لعرسها .....ولكن كيف علم عنه سليم 

أفرغت محتويات الحقيبة الثانية والتي كانت تحوي بداخلها حذاء من الكعب إتخذ اللون الأبيض زُين بوردات من الدانيل تشابه كثيراً قماش الفستان وبعض اللؤلؤ الذي أعطاه مظهراً رائعاً 

وبالصندوق الأخر وجدت طقماً من الذهب الأبيض والألماس و ورقة كُتب بها 


إلبسيهم وكوني جاهزة علي 6 هستناكي تحت 


سليم


وضعتهم جانباً وهي تحاول السيطرة علي إبتسامتها التي سرعان ما إتسعت علي ثغرها 

تحاول أن تهدأ من روع ذلك القلب الذي جُنت خفقاته حتي خيل إليها أنه يرقص فرحاً 

إتجهت ببصرها ناحية الساعة المعلقة علي حائط غرفتها والتي أخبرتها بتمام الرابعة..... إنتفضت كمن لدغها عقرب وأخذت تركض في الغرفة وهي تحاول لملمة أشيائها كي تبدأ بإرتداء ثيابها وتصفيف شعرها وما الي ذلك 

وبالفعل بعد مرور عدة ساعات وقفت تطالع نفسها في المرآة وهي تفرك بيديها توتراً 

نعم هي عارضة..... نعم تعرف تأثيرها جيداً ولكن معه.... معه هو فقط تعود فتاة مراهقة..... تعود تلك الطفلة التي تنتظر كلمات الغزل من محبوبها حتي تَمُدها بالسعادة .......تجعلها تحلق حتي الغيوم 

سمعت صوت طرقات علي باب غرفتها تبعها دخول دادة ناهد 

هتفت مليكة تسأل بقلق 

مليكة: دادة كويس إنك جيتي 

تقدمت منها وهي تسير علي إستحياء 

مليكة: إيه رأيك 

جالت دادة ناهد ببصرها علي تلك الفاتنة التي تقف أمامها وهي تعوذها من أعين الشر 

ناهد: ماشاء الله اللهم بارك يا حبيبتي زي القمر 

سألت مليكة بسعادة 

مليكة: بجد والله يا دادة 

تمتمت ناهد بسعادة 

ناهد: أه والله يا عيون دادة ربنا يحميكوا يا بنتي ويحفظكوا 

همت بالخروج ولكنها عادت مرة أخري تتمتم ضاحكة 

ناهد: شوفتي نسيتيني .....جيت أقولك يلا علشان سليم واقف تحت 

إبتسمت مليكة وهي ترش نفسها بعطرها المفضل وهبطت هي وناهد سوياً للأسفل 

كان هو يتحدث بهاتفه حينما تسللت رائحة عطرها الذي يعشقها لحواسه بينما سايرت خفقاته صوت حذائها...... إلتف بجسده في آلية وهو يشاهدها تطل بذلك الفستان الذي أثر حواسه منذ الوهلة الأولي .......حينما رآه في أحد المحلات التجارية عرف لحظتها أنه صُنع من أجلها .......هي فقط 

هبطت للأسفل تسير الهويني برشاقه إرتفع وجيفه علي قرع خطواتها في الأرض 

لاحظت نظراته المعجبة ......وتلك النظرة التي خفق لها قلبها راقصاً بفرح طرباً .....تلك النظرة التي يخصها بها .....هي فقط وكأنها الأنثي الوحيدة في الكون...... وكأن الأرض بكل نسائها ما عليها إلا هي 

تقدم منها يسير في إنبهار وصل لعندها فإلتقط يدها في عشق جارف 

سليم: إيه الحلاوة دي كلها 

إتسعت كرزتاها باسمة برقة بينما همست بدلال 

مليكة: عجبتك 

أردف هو بصدق إقشعر له بدنها 

سليم: إنتِ خطفتيني من أول نظرة 

إبتسمت وهي تحتضنه بحب وبعد عدة ثواني إبتعدت ويداها تطوق خصره تسأل في دهشة 

مليكة: إحنا هنروح فين بقي وأنا لابسة كدة 

إبتسم وهو يطالعها بحب بينما يخبر ناهد بأنهما سيخرجان 

إلتقط يدها وسارا للخارج .....في الطريق المؤدي لأول شئ أسرها في هذا القصر ......تلك البرجولة الخشبية التي تمنت كثيراً وكثيراً أن يجلسا سوياً بداخلها يوماً ما 

سليم: مفاجأة

إبتسمت مليكة بسعادة حتي وقعت عيناها علي تلك الأضواء الذي زينت المكان بشكل ساحر لا يصدق 

تمتمت بإنبهار 

مليكة: الله ....كل دا علشاني 

أوما سليم برأسه وهو يطبع قبلة حانية علي شفتيها أذابتها 

سليم: دي أقل حاجة ممكن أعملها 

دلفا للداخل وجلسا بعدما أمسك لها سليم بالمقعد 

أخذا يتناولان الطعام في هدوء بينما سليم يغدقها بكلمات الغزل التي شاهدت تماماً مدي صدقها في عيناه 

وبعد تناول ذلك العشاء الفاخر علي ضوء الشموع 

جلسا سوياً علي إحدي الأرجوحات المعلقة في الحديقة بجوار تلك البرجوله 

تمتم هو بصدق 

سليم: عارفة يا مليكة 

تمتمت باسمة وهي تجلس بين ذراعيه 

مليكة: إيه يا عيون مليكة 

سليم: أنا نفسي نجيب أطفال كتير أوي....يبقوا عزوة كدة لبعض عايز بتاع دسته كدة 

شهقت بخجل وهي تدفن رأسها بصدره 

مليكة : يا سلام ما أنت مش تعبان في حاجة 

مط شفتيه دليلاً علي تفكيره وأردف مشاكساً 

سليم: خلاص خليهم نص دستة 6 يعني ويلا نبدأ من دلوقتي شهقت بهلع وهي تشعر به يحملها وينهض متوجها ًللأعلي 

مليكة: سليم عيب الخدم.... 

طبع قبلة حانية علي شفتيها حطمت مقاومتها الواهية 

سليم: وإيه يعني خليهم يعرفوا علشان يدعولنا 

شهقت بخجل وهي تحاول أن تمنع عقلها من التفكير فيما قد يظنه الخدم بهما 

أما هو فجلجلت صوت ضحكاته الرجولية في أرجاء المكان بقوة علي خجلها 


****************************


بعد مرور عشرون يوماً 

في المستشفي 

سأل أمجد بمشاعر مختلطة 

لم يعرف إن كانت فرحة أم خوف أم هي دهشة 

أمجد: إنت متأكد يا دكتور

أردف الطبيب بحبور 

الطبيب: أيوة يا أمجد بيه زي ما قولت لحضرتك النتيجة إيجابية متطابقة مع حضرتك تماماً.....يعني حضرتك الوالد 

أومأ أمجد برأسه يشكره في هدوء 

ثم أخذ التحاليل وتوجه لمنزل سليم 


****************************


في قصر سليم الراوي 

وقفت مليكة تطالعه بقلة حيلة ثم أردفت بتذمر بعدما قوست شفتاها لأسفل نافخة أوداجها بغضب طفولي 

مليكة: حد قالك تبقي طويل كدة أديني مش عارفة أعملك الكرافت 

وبعد العديد والعديد من المحاولات في الوقوف علي أطراف أصابعها وهو يبتسم بهيام علي طفوليتها........شعرت بيده تطوق خصرها حامله إياها علي مقربة من عنقه يمكننا القول إحتضانها علي مقربة من عنقة 

إبتسمت بحماس وهي تعقد رابطة عنقه في دقة شديدة......إعتلي ثغرها بسمة رضي ثم مسحت علي العقدة وهي تطالعه بسعادة 

مليكة: تم يا سليم بيه 

إبتسم هو بعدما أضائت عيناه ببريق ماكر وأردف يسأل بمشاكسة 

سليم : طيب والأجر بتاع الشيلة دي فين 

حدقت به بعدم فهم وهي تسأل ببلاهة 

مليكة: يعني إي........

لم تكد حتي أن تكمل كلماتها حتي باغتها بقبلة 

نقلت إليها مشاعره المتأججة .......حبه.... هيامه 

عشقه لها وحتي شغفه بها.........بدأت هادئة كقصتهما ثم تحولت عميقه عاصفة تماماً كحكايتهما سوياً......كحبهما الذي أحيا قلوب موات مَلت طول الإنتظار

شاهد عيناها المغمضتين برقة وحمرة الخجل التي سرعان ما نشرت بظلالها علي وجنتيها فزاذتها جمالاً وبراءة حتي علي برائتها 

سمعا طرقاً علي الباب 

فإنتفض جسدها مبتعدة عنه في خجل بينما ظل هو متمكساً بها في قوة وتملك فهمست به في خجل 

مليكة: سليم ......الباب 

أحاط خصرها بقوة أكبر مقربًا إياها له أكثر 

متمتماً بهدوء 

سليم: وإيه يعني 

برقت عيناها بخجل وهي تتوسله مرتبكة 

مليكة: سليم عيب 

ضحك من قلبه علي خجلها ثم أطلق لها العنان 

فركضت هي لتفتح الباب 

إبتسمت ناهد إثر رؤيتها وتمتمت بحبور 

ناهد: أمجد بيه تحت يا حبيبتي 

هتفت بسعادة 

مليكة: بابا 

ركضت للأسفل كي ترحب به 

إحتضنها بسعادة هاتفاً بصدق 

أمجد: حمد لله علي سلامتك يا حبيبة بابا 

إبتسمت في حبور 

مليكة: الله يسلمك يا حبيبي 

سأل أمجد متوجساً

أمجد: سليم هنا 

أردفت هي بهدوء باسمة بينما أنارت عيناها ببريق

لم تستطع تحديد سببه....فرح....فخر....سعادة وحب

أم جميعها لا تعرف حقاً ولكنها شعرت بأنها ممتلئة بالحب والسعادة..... شعور لم تعرفه قبلاً 

هبط سليم باسماً يُرحب بوالدها في أدب 

وبعد الترحيب وأدب الضيافة هتف أمجد مُتمتماً بإضطراب...... خرج صوته مرهقاً..... مثقل بالكثير من الألم..... كيف وهو أب قد وجد طفلته الضائعة ولا يستطع إنتزاعها من براثن القدر وضمها بين ذراعيه 

أمجد: سليم يا بني..... أنا عاوزك ضروري 

إعتدل سليم بعدما تغيرت ملامحه للجدية مضيقاً عيناه.... يسأل في توجس 

سليم: إتفضل يا عمي 

حمحمت مليكة بخجل وهمت بالإنصراف فأمسك أمجد رسغها بلطف 

أمجد: لا إنتِ لازم تسمعي اللي هقوله دا 

إزداد سليم قلقاً علي قلقه وجلست مليكة متوجسة خيفة وهي تطالع والدها بقلق

أمجد: أنا بعد ما سبت أيسل الله يرحمها روحت البلد وفضلت قاعد هنا كام سنة رفضت فيهم الجواز وكنت مقرر إني مش هلمس واحدة تانية بعد أيسل

إغروقت عينا مليكة بالعبرات فإحتضن سليم يداها مربتاً عليه في حنو بالغ..... رفرفت بأهدابها تحاول جاهدة منع هبوط عبراتها 

أكمل أمجد بثبات 

أمجد: بعد فترة قررت إني أتجوز علشان ست تربي عاصم وتبقي جمبه وفعلاً إتجوزت نورهان 

وهنا لم تستطع الصمود أكثر ففرت دمعة لعينة من عيناها تعلن الألم القاتل الذي نشب أظفاره في قلبها بعدما زف إليها والدها ذلك النبأ الذي قضي نحبها فشعرت بيد سليم الحانية تحتضن يداها أكثر وكأنه بفعلته تلك يربت علي قلبها 

أمجد: وفعلاً إتجوزنا وكان جوازنا علي ورق بس وهي معترضتش بالعكس كانت مبسوطة بكدة لحد ما في يوم حصل غير كدة وعرفنا بعدها إنها حامل في بنوتة 

علي الرغم من آلمي بخيانة أيسل علي أد ما كنت فرحان إني هجيب بنوتة أحس فيها بيكي يا بنتي...أعوض إحساسي كأب إتحرم من بنته 

وفعلاً الحمل كان سليم والدكتورة وقتها مقالتناش أي حاجة عن إن البنوتة فيها حاجة بالعكس كانت دايماً بتطمنا لحد الولادة وكانت عادية جداً لحد ما عرفنا بعد الولادة بربع ساعة إنها متأخرة 

عقلياً ..... إتولدت كدة 

إبتسم بقهر متمتماً بألم 

كانت عسولة....... سمينيها مريم وكنا فرحانين بيها جداً علي الرغم من إننا كنا عارفين إنها مش هتعيش كتير بس مكناش مهتمين كنا بنحاول نعيش الوقت الحاضر وبس.....بس للأسف ماتت بعد فترة قصيرة 

وكل حاجة كانت خلصت لحد ما نورسين سافرت أمريكا تعمل العملية ......نورهان راحت معاهم وهي نازلة من السلم رجليها إتلوت فراحو علشان يربوطها في مستشفي هناك .....وهناك قابلتهم ممرضة مصرية كانت شغالة في المستشفي بتاعة الصعيد وأول ما شافت نورهان عرفتها.........وقالتلها إن مريم مكنتش بنتنا كانت بنت ست تانية وإتبدلت لأن الست دي رفضت تاخد البنت المعاقة بس مكنتش تعرف مين ولما روحنا المستشفي عرفنا 

سأل سليم في دهشة مُستنكراً فعلة تلك السيدة

سليم: في حد يقدر يسيب بنته 

أومأ امجد برأسه في أسي 

أمجد: للأسف أه.....

سألت مليكة في لهفة 

مليكة: وعرفتوا مين اللي عمل كدة 

أردف أمجد متوجساً 

أمجد: مدخلش المستشفي يومها غير نورهان و......ومرات شاهين الراوي 

برقت عينا سليم بينما أردفت مليكة بهلع 

مليكة: عمتو.....عمتو عبير 

أومأ هو برأسه في أسي فَهَب سليم ناهضاً يُتمتم في صدمة 

سليم: إيه يا عمي الكلام الفارغ دا ما أكيد البنت الممرضة دي حد زاققها علشان يوقعوا بينا تاني 

أردف أمجد بصدق 

أمجد: كان نفسي يا بني والله ....أنا أول ما عرفت روحت لعمك مهران وياسر وطلبت منهم يجيبولي خصلة شعر لفاطمة وأخدتها فعلاً وعملت التحاليل والنتيجة طلعت النهاردة 

سألت مليكة بقلق 

مليكة: إيه يا بابا 

أردف أمجد بثبات 

أمجد: إيجابية ......فاطمة تبقي بنتي......بنتي أنا 

جحظت عينا سليم وهو يطالع أمجد الجالس أمامه في حيرة....ضيق .....قلق وتوجس ولكنه حسم أمره.....فهو الرجل الذي نشأ علي الحق و رد الحقوق لأصحابها مهما كانت العواقب 


أتمني الفصل يعجبكوا فرولاتي 💜🌸

#بين_طيات_الماضي


لايك قبل القراءة وكومنت بعدها حلوياتي❤😍


الفصل التاسع والثلاثون 


في قصر الغرباوي 

وصلا سليم وأمجد بعد بضع ساعات بالطائرة 

بعدما أقنع مليكة وأخيراً أن تأتي هي في صحبة عاصم وزوجته وطفليه .....هو لم يخبرها السبب ولكنه يخاف...... يخاف عليها كثيراً من عمته هو لم يغفل عن محاولاتها في أذيتها التي لا يعرف سببها لهذا قرر أن يتركها بضع أيام 

دلفا سوياً لغرفة خيرية وسليم يرجوا الله أن تتحمل جدته ذلك الخبر.....هو يعلم مدي قوتها وصمودها ولكن خبر مثل ذلك يمكنه أن يؤدي بحياتها في غمضة عين 

تهللت أسارير خيرية بسعادة 

خيرية: أهلاً بالغالي .....كيفك يا أمچد 

جاهد أمجد لرسم إبتسامة علي شفتيه وأردف متمتماً في آلم

أمجد: أني منيح يا ست الكل .... إنتِ كيف صحتك

أومأت برأسها باسمة 

خيرية : زينة الحمد لله يا ولدي 

طالعت حفيدها الذي يرمقها بنظرات لم تفهمها مشاكسة 

خيرية: إيه يا سليم عاد شكلك چاي غضبان 

جاهد سليم ليرسم إبتسامة هادئة ما إن تذكر مليكة 

سليم: مليكة دي نسمة والله يا خوخا.....لا يا ستي متقلقيش مش جاي غضبان ولا حاجة 

جلسا سوياً وساد صمت خانق في الغرفة بينما خيرية تطالعهما في توجس تنتظر أن يبدأ إحدهما الحديث فبالتأكيد قدومهما سوياً ينبأ عن أمر ما 

وهي ليست بالحمقاء فمنذ دخولها تشعر بتوتر مشحون يسود الجو حتي قاطعه سليم بصوته القوي

سليم : تيتا أنا عاوز أقولك حاجة 

لم تعلم لما نشب القلق أظفاره في قلبها بتلك القوة ولكنها أردفت باسمة 

خيرية : مبتجوليش يا تيتا إلا لو فيه مصيبة جول يا ولدي 

قص عليها سليم ما أخبره به أمجد بالحرف دون زيادة أو نقصان 

برقت عينا خيرية بصدمة....وكيف لا وهي تسمع أن طفلتها.....ابنتها الوحيدة قد تعدت ما يفعله المجرومون .......قد تركت ابنتها دون أي ذرة رحمة 

تركتها لمجرد أنها لم تعجبها .....ضحكت بسخرية إمتزجت بالقهر........نعم هي أم تركت طفلتها لأنها لم تعجبها......وكأنها دمية..... قطعة ملابس تستطيع تبديلها إن أرادت....... تستطيع التخلي عنها متي شائت...... العار وكل العار علي تلك أم 

كيف تمكنت بعدمها حملتها في بطنها تسعة أشهر..... زُرعت فيها جوار قلبها إستمعت لدقات قلبها...... لعبت معها..... تحملت بسببها الكثير والكثير..... كيف لها بعد كل ذلك أن تتركها هكذا 

دلف ياسر ومهران في تلك اللحظة بعدما علما وجود أمجد وسليم 

طالعته خيرية بنظرات تقطر آلماً.....خذلاناً وإنكساراً

فسأل هو مطأطأً رأسه 

مهران: عرفتي ؟!

أردفت هي بعدما ضحكت بسخرية 

خيرية: عرفت.........أه عرفت 

أزاحت أغطية فراشها ونهضت غاضبة فأمسكها سليم بيده يتوسلها في هدوء 

سليم: لا يا تيتا علشان فاطمة علي الأقل مش دلوقتي ......مذنبهاش حاجة 

تمتم ياسر بخفوت 

ياسر: بكرة فاطمة عنديها چامعة بدري نوبجي نتحدت وهي في چامعتها ونشوف هنعمل إيه 

خرج الجميع بينما بقي سليم وياسر مع جدتهما 

ربت سليم علي يدها في حنو بالغ 

سليم : أني خابر إن الموضوع واعر عليكي

ومش عليكي إنتِ بس ديه علينا كلاتنا.... بس إحنا لازم نوبجي چامدين علشان فاطمة ....ملهاش أيتها ذنب 

أومأت براسها في وجوم ثم تمتمت في هدوء 

خيرية: هملوني لحالي يا ولاد 

هم ياسر بالحديث مهدئاً إياها فربت سليم علي كتفه وأخذه وخرجا سوياً 

تمتم ياسر بقلق 

ياسر: أني جلجان علي ستك جوي يا سليم

هي أه جوية وياما شالت بس المرة دية واعرة جوي جوي.....

أومأ سليم برأسه بعدما تنهد بعمق متمتماً بأسي 

سليم : أني عارف بس المرة دي لازم ستك هي اللي تجرر..... المرة دي المصيبة شينة جوي 

تمتم ياسر في وجوم 

ياسر: ربك يسترها 

صعد ياسر لغرفته بينما توجه سليم للخارج محدثاً مليكة كي يطمأن عليها هي ومراد .....إطمئن عليهما وطمئنها وحدث مراد وظل يتحدث لبضع دقائق مع مليكة بعدها أغلق هاتفه مُتنهداً بعمق.....نعم لم تمر إلا بضع ساعات وها هو يفتقدها.... نعم إشتاق لكرزتيها وجنتيها تلك البحة المميزة بصوتها.....فيروزتيها......رائحتها.....إشتاق لرؤيتها 

لم يكذب القلب حينما قال أنه يمكننا إمتلاك كافة وسائل الأتصال في العالم إلا أن لا شيء يا صغيري .....لا شيء أبداً يعادل نظرة الإنسان 


*************************


في صباح اليوم التالي... قصر الغرباوي 

خرجت خيرية لصحن القصر خلفها مهران بجوارها سليم وياسر 

أجلساها الشابان علي المقعد الكبير .....بينما ذهب مهران لإستدعاء شقيقته وزوجها وحضرا وداد وقمر

جائت عبير تسأل مضطربة تحاول جاهدة أن تبدو طبيعية 

عبير: في إيه يا أماي عاد.... خير مجماعنا كلاتنا إكده ليه 

رمقتها خيرية بشذر إمتزج بالقهر ولم تعقب 

حضر أمجد بعد قليل 

أردفت خيرية بوجوم 

خيرية: إكده الكل هنيه ....أسمعوني زين ....أمچد ولدي ليه أمانة عندينا ولازم نردها

تمتم شاهين بنزق 

شاهين: أمانة إيه اللي ليه عندينا يا حاچة 

تمتمت خيرية بثبات

خيرية: بِتُه 

تنفست عبير الصعداء فهي قد ظنت أن المقصودة هي مليكة 

شاهين: وابننا اللي عنديهم......أكيد مش هنسيبلهم مراد يربوه 

هم ياسر بالإعتراض فأشار له سليم 

سليم: لا يا عمي الحجيجة ستي مش جصدها مليكة 

هنا وقع قلب عبير في أخمص قدميها..... إربد وجهها وتعالي رجيفها هلعاً......تري إنكشف سرها نهضت خيرية بثبات تتلائم خطواتها مع طرقات عصاها علي الأرض في وقار وشموخ علي الرغم مما تشعر به من ألم تلك الأم ولكن الحق حق هذا ما نشأت عليه 

توجهت ناحية ابنتها ووقفت أمامها تطالعها بقهر 

متمتمة بحرد 

خيرية: تفتكري يا عبير لو كنت سبتك في الشارع بعد ما ولدتك علشان إنتِ معچبتينيش كان إيه حوصل 

إزدردت عبير ريقها بينما شحب وجهها وإنهمرت قطرات العرق علي جبينها هلعاً وجابت ببصرها في وجهه أمها تحاول جاهدة أن تستشف ماذا تعني 

ضربت خيرية علي بطنها في قهر وحسر 

واااااه يا جلبي علي البطن اللي شالتك وچابتك..... وااااه 

ثم أردفت بثبات بعدما أظلمت عيناها بقهر وإرتسم الألم جلي تماماً علي محياها 

فاطمة توبجي بت أمچد الراوي 

صرخ شاهين بحرد وهو يطالع خيرية بذهول 

شاهين : إيه الحديت الماسخ اللي بتجولوه ديه 

تمتم مهران بألم بعدما أخفض رأسه أرضاً 

مهران : الحاچة كلامها صح يا شاهين ....

فاطمة .....فاطمة مش بتك 

صرخ بعدم إقتناع 

شاهين : وأني عويل عاد علشان أصدج الحديت الماسخ اللي بتجولوه ديه...... فاطمة بتي.... بتي أنا من صلبي أنا ومش بت حد تاني واصل 

جاب ببصره ناحية الجميع فوجدهم يطأطون رأسهم بأسي ......أخبره قلبه بالبحث عن إجابته في وجه زوجته..... محبوبته عبير التي سرعان ما زاغت ببصرها بعيداً عنه 

تهالك شاهين علي المقعد بألم......فعلي الرغم من كل طباعه السيئة إلا أن فاطمة طفلته المدللة

يعشقها أكثر من روحه حتي ......كيف له أن يصدق أنها ليست طفلته .....كيف له أن ينسي تلك الايام التي سهر بجوارها من أجل الحمي.......تلك الأيام التي أطعمها بيده..... كيف له أن ينسي تعليمها ركوب الخيل..... كيف له أن يصدق تلك التراهات..... بأن تلك الفتاة التي ترعرعرت علي يداه وبين أحضانه ليست طفلته .....نهض من مقعده مترنحاً يصرخ غاضباً كالخيل الجريح يسير في كبرياء

شاهين: وأنا إيه اللي يخليني أصدج اللي بتجولوه ديه..... ما يمكن أي كلام 

أردف سليم متألماً لحالته 

سليم:عملنا تحليل dna يا عمي 

صرخ شاهين بألم 

شاهين: لع فاطمة بتي أنا وهتفضل طول عمرها بتي......محدش هياخدها مني أبداً..... لتكونوا فاكرين عاد إني هسيبهالكوا 

خبط بيده أعلي الطولة التي يجلس أمامها هاتفاً بحرد 

يوبجي بتحلموا .....أني يستحيل أهمل بنيتي لأي حد تاني 

نهض أمجد بهدوء هو يعلم شعوره..... يعلم كيف يشعر اب تُنتزع منه طفلته 

أمجد: أني خابر زين إنك لو بتكره حاچة في الدنيا كلاتها هتوبجي أني......وأني مجدرش أنكر إن فاطمة توبجي بتك جبل ما تكون بتي يا شاهين ومش هاچي أني أخدها منيك.....أني خابر زين إنت حاسس بإيه دلوجت ولو جولتلك إني أكتر واحد ممكن يحس بيك مش هبجي بكدب عليك 

بس برضوا أني رايدك تحس بيا أني اب إتاخدت بته وفهموه إنها ماتت من زمن ويچي دلوجت يعرف إنها عايشة وإنه إتحرم منيها كل الزمن ديه 

صرخ به شاهين الذي أوشك علي البكاء حقيقة 

شاهين: دي بتي يا عالم كيف عاوزيني أسيبها 

دي بتي أني.......أني اللي ربيت وكبرت وسهرت أني اللي حبيت .......أني اللي جالتلي بابا أول مرة..... أنا اللي كنت چمبها لما وجعت أول مرة من علي الفرس..... أنا اللي وصلتها أول يوم علي المدرسة كيف رايديني أنسي كل دية وأمسحه بأستيكة .......لع أبجوا موتوني الأول وبعدها خذو مني بتي 

كل ذلك وعبير جاثية علي ركبتيها تبكي بصمت

تركه شاهين وإتجه لعبير كأنه لاحظها الأن فقط.. كأنه نسي وجودها 

رفعها من الأرض ممسكاً بعضدها هاتفاً بها بحرد 

شاهين: أني عملت فيكي إيه علشان تعملي فيا إكده .......عملت فيكي إيه علشان تدي بتي لحد تاني يربيها......إنطوجي عملت فيكي إيه...... كيف فكرتي بكل چبروت وإجتدار إنك تعملي إكده

أني طول عمري بحبك وبعملك كل الي إنتِ عاوزاه يشهد ربنا إني عمري ما بيتك مجهورة ولا حزينة 

عملتلك إيه ردي عليا 

لم يشعر بيده إلا وهي تمتد لتصفع وجنتها لأول مرة في حياته....لأول مرة منذ زواجهما 

صرخت به عبير بعدما أظلمت عيناها غضباً وتابعت بهستيرية 

عبير: إيوة أني أخدت بته......بدلتها علشان البت اللي جبتها كانت متخلفة.....إيوة..... أجولك علي حاچة كمان...... أني اللي بعت لبته التانية مليكة واحد يجلتلها في مصر

تقهقر شاهين للوراء يطالعها بذهول بينما برقت عينا أمجد بهلع مما تتفوه به تلك المراة بينما إرتسمت ملامح القهر والغضب والألم علي الباقين

فتابعت ضاحكة بإنتصار 

عبير: وأني اللي چبتلها حد يجتلها إهنية كمان بس نفدت 

تابعت بقهر بعدما أظلمت عيناها غلاً وهي تتطلع ناحية أمجد 

عبير: أني عملت كل حاچة علشان أحرج جلبك علي بتك يا أمچد يا راوي زي ما حرقت جلبي 

ولو في إيدي أي حاچة أعملها هعملها..... بس أني معرفتش إن فاطمة كانت بتك إنت غير لما چيت البلد 

ضحكت بوجوم

عبير: مكنتش المجصود يا أمچد يا را.... 

لم تكد تنهي كلماتها حتي شعرت بيد والدتها تصفع وجنتيها صفعة هادرة سمعت علي إثرها طنين في أذنيها بعدما سقطت أرضاً جاثية علي ركبتيها ..... أمسكت وجنتها بألم بينما هتفت خيرية بحسرة 

خيرية : واااه يا حسرة جلبي..... يا حسرة جلبي علي بتي وتربيتي..... يا حسرة قلب ابوكي عليكي.....واااااه الضربة چات واعرة جوي 

يا خسارة تربية إخواتك يا حسرة جلب ابوكي وزين 

عارفة يا عبير إنتِ بعملتك دي جتلتيني مية مرة 

إنتِ عملتي فيا اللي معملهوش موت حبيب الجلب ........إنتي جتلتيني يا عبير........ ذنبها إيه حتت اللحمة الحمراء دي إنك ترميها علشان معچبتكيش ........مخفتيش تجع في يد ناس مبيرحموش...... مخوفتيش من رب العباد لما يسألك يوم الحساب عنيها...... وهي لما تجف يوم الجيامة وتجولك عملتي فيا إكده ليه يا أمة هُنت عليكي ليه يا أمة........هتجوليلها إيه..... لما تجول لربنا اللي مبيرضاش بالظلم واصل أمي رمتني علشان معجبتهاش بدال ما تجف وتدافع عني وتاخدني في حضنها هتجوليله إية يا عبير 

أخفضت عبير بصرها أرضاً ودموعها تنهمر بشدة علي ما إقترفت يداها ولكن اليوم يوم الحساب...يوم لا ينفع ندم أو بكاء 

تنهدت خيرية بألم ومن ثم خبطت علي الأرض بحزم بعصاتها ناظرة أمامها متمتمة بحدة أخفت بها ذلك الألم الفتاك الذي يعتصر قلبها.....نعم وكيف لا وهي علي أعتاب إعلان وفاة ابنتها الوحيدة وهي لا تزال بجوارها..... أااه وألف أااه علي قلب أم يتمزق وعقل سَوي يرفض الإنصياع 

خيرية: اليوم بيت الغرباوية يتعمل فيه عزاء عبير 

اليوم النچع كلاته يعرف إن بتي ماتت......وإنتِ تمشي من البيت خلاص ملكيش جعاد إهنيه تاني وجبل ما فاطمة ترچع من چامعتها 

خرت أرضاً مرة أخري شاهقة بألم جاثية عند قدمي والدتها ترجوها ....تستعطف فيها قلب الأم 

عبير: واااه يا أماي واااااه ....لع أبوس علي جدمك متعمليش فيا إكده .....أني مليش غيرك.....أهون عليكي تهمليني إكده 

أردفت خيرية بجمود أكبر إمتزج بقهر أم علي فساد ابنتها 

خيرية : أبه لساتك بتسألي .....إيوة هتهوني زي ما بتك هانت عليكي في يوم 

تركتها عبير ونهضت واقفة علي قدميها راكضة ناحية شقيقها 

عبير: مهران.... يا خوي متهملنيش ..... دا أني خيتك.... لحمك ودمك هتسيبني لمين 

نفض مهران يده التي تمسكها........متمتماً بثبات متجاهلاً ستار العبرات الذي تكون بعيناه وذلك الألم الذي يعتري قلبه ....يكاد يفتك به آلماً علي الحالة التي وصلت إليها شقيقته .....هي لم تكن شقيقته فقط....بل ابنته.....طفلته....مدللته التي سهر علي تربيتها بعد وفاة والدهم كأنها قطعة منه 

مهران : والله ما عارف أجولك إيه...... أجول يا خسارة عمري ولا تربيتي....... ولا خسارة الجيم والمبادئ اللي إتربينا عليها...... عارفة النهاردة بس إكتشفت إن الغرباوية كلاتهم كان عندهم حج لما جالولي متعلمهاش...... عيارها هيفلت 

يا خسارة الوجغة اللي وجفتها جدام الكل..... يا خسارة ثجتي فيكي اللي راحت يا عبير 

خلاص........خيتي ماتت 

إلتفتت خيرية ناحية سليم وياسر وتمتمت بوجوم 

خيرية: هموا دخلوني لأوضتي 

إنتفضا ياسر وسليم يدخلا جدتهما الغرفة 

وضعها سليم في الفراش بينما دثرها ياسر بالغطاء

طابعاً قبلة حانية علي جبهتها 

ياسر: نامي دلوجت يا حبيبتي وشوية وهبعتلك أمة تچيبلك الوكل

أومأت برأسها في وهن فإنصرفا ياسر وسليم 


*****************************


في الصعيد 

أمام كلية الطب البيطري 

وقف حسام ينتظرها أمام الكلية كعادته في الأيام الماضية 

خرجت من جامعتها فشاهدته .....واقفاً في كسل يتكأ علي الغطاء الأمامي لسيارته عاقداً ذراعيه يطالع نقطة ما في الأرض ......إرتفع وجيفها بهيام

ولكنها سرعان ما رسمت ذلك الوجه الغاضب علي أساريرها وإتجهت إليه غاضبة العاصفة 

تسأله في حرد 

فاطمة: إنت إيه اللي چايبك إهنية دلوجت 

أرخي كتفاه بهدوء باسماً

حسام: أولاً مينفعش أسيبك تجفي لوحدك مادام سواجك بيتأخر ....

إنتفخت أوداجه غضباً وتابع بحرد 

علشان مفيش حيوان تاني زي اللي اسمه زفت ديه يجرب منيكي 

تسللت إبتسامة هادئة لثغرها حاولت جاهدة أن تخفيها وبالفعل نجحت وبجدارة وهي تصيح فيه غاضبة 

فاطمة: اللي إنت بتعمله دية مينفعش عاد أفرض لو حد شافنا هيجول عني إيه 

أردف حسام بهدوء وحرك كتفيه بلا مبالاة 

حسام: أني ميهمنيش حد .....هيجولوا راچل وخطيبته 

ثم إقترب منها علي حين غرة...... وتمتم ببحته التي تسلب أنفاسها ولبها 

أني مبحبش حب العاچزين ديه يا فاطمة ، أني بحب حب الخطف والسرجة والعنف......رايدك......هتوبجي ليا غصباً عن كل الناس......طالما إنتِ كمان رايداني 


****************************


في قصر عاصم الراوي 

تأكدت نورسين من ظنونها تماماً إعتري قلبها الصغير فرحة عارمة........نعم هي الأن تحمل ثمرة حبهما في بطنها 

مسدت علي بطنها بسعادة كم كانت تتمني ذلك الصغير ......ولكن أ تخبر عاصم الأن...... أم تنتظر حتي تحل مشكلة شقيقته .........مسدت علي بطنها بحنان وهي تدعوا الله أن يكون مجئ طفلها بداية الخيرات علي تلك العائلة 


****************************


في قصر الغرباوية 

وقف أمجد يحدث مهران ويطلب منه أن يؤمن لشقيقته منزلاً أخراً فليس من الصواب تركها دون مأوي..... يعرف أنها أخطأت ولكن تلك نيران الحقد والكره.......وبالفعل سانده سليم مؤيداً حديثه فهي في الأول والأخير سليلة عائلة الغرباوي .....عمته التي طالما إعتبرته طفلها هو حتي الأن لا يتخيل ما قالته لا يستطيع تصديق حديثها حتي ....تذكر كم راعته حينما كان صغيراً......... كم إهتمت لشأنه..... كم مرة أطعمته ودللته .......حتي الأن لا يستطع تخيل فكرة أن تكن هذه المرأة الحنونة هي تلك الحاقدة التي كانت تتحدث بالداخل 


***************************


عادت فاطمة الي المنزل تكاد تطير فرحاً بسبب ذلك الحسام تدعوا الله من كل قلبها أن يجمعهما سوياً ويجعله نصيبها 

شاهدت أمجد يجلس مع والدها ومعهما عمها مهران و سليم وياسر 

شعرت بقلبها يحلق فرحاً فقد ظنت أن عمها أمجد قد أتي ليطلبها لابن اخيه 

دلفت تمشي علي إستحياء ووجيفها يتعالي بسعادة 

رفع شاهين رأسه ما إن سمع همس تركض ناحيتها 

بحماس تسألها عن الحلوي التي تحضرها لها كل يوم ولكنه سرعان ما أخفض رأسه مرة أخري بأسي 

جائها صوت عمها مهران يدعوها بألم 

مهران : فاطمة.....حمد لله علي سلامتك يا بتي 

تعالي أني عاوزك 

أومأت برأسها باسمة وهي تتقدم نحوهم في هدوء يسبقها قلبها فالأن ستري كما شاهدت في الأفلام سيسألها والدها إن كانت موافقة أم لا وهي ستهز رأسها بخجل متمتمة تلك العبارة التي تضم بين طياتها الموافقة "اللي تشوفه يا بابا"

أشار مهران علي المقعد بجواره باسماً لها في حبور .....فجلست هي في هدوء 

تمتم مهران بعبارات مثقلة تقطر قهراً وألماً 

مهران : فاطمة يا بتي إنتِ طول عمرك بتنا الوحيدة ودلوعة عيلتنا اللي ملناش غيرها واصل

إنكمشت ملامحها بينما شعرت بألم غريب في معدتها إثر كلمات عنها ونظرات والدها الغريبة التي إخترقت قلبها..... لما نظراته حزينه لتلك الدرجة 

أ وليس هو دائماً من يقول لها متي سأراكي عروس لما هو يتألم الأن 

إشتدت ذراعاها تضم كتبها أكثر وكأنها تحتمي بهم

حتي سمعت مهران يتمتم في ألم بينما لمحت بعض الدموع تنفطر من عيني والدها 

مهران : فاطمة يا بتي في حاچة لازماً تعرفيها 

أومأت برأسها في خفوت ورجيفها يزداد إرتفاعاً مع كل نفس وبصرها الزائغ متعلق بملامح الجميع 

هتف مهران بألم وهو يحاول جاهداً أن يغض الطرف عن أعين أمجد القلقة وأعين شاهين التي ينبعث منها ألما ًإذا وزع علي أهل الأرض بأكملها لفاض مهران: إنتي بت أمجد يا فاطمة 

جحظت عيناها بينما شعرت بأن كل شئ قد توقف 

الوقت.......الصوت .....وحتي الحياة شعرت بإختفاء الجميع عداها هي ووالدها 

كيف عسي عمها أن يخبرها بكل هذا الهدوء أنها ليست طفلة شاهين........كيف يمكنهم محو تلك السنوات من أعمارها.....كيف وهو والدها وصديقها وشقيقها وكل شئ..... كيف يمكنهم التفوه بتلك التراهات 

سقطت الكتب من يداها فإنتفض جسد شاهين الذي تمني في ذلك الوقت أن يضم طفلته لذراعيه ويخطفها بعيداً عن أولئك البشر ......بعيداً عن تراهاتهم التي لا تعنيه مطلقاً يمكنهم أن يفعلوا ما يفعلوا أو يقولوا ما يقولوا ولكن فاطمة ستظل طفلته لأبد الآبدين 

شعرت بستار من العبرات يحجب عنها رؤيتها ولكنها أبت ألا تظهره 

فهتفت تصرخ به بوجيعة..... وجيعة طفلة فقدت والدها 

فاطمة: يعني إيه..... وإيه الحديت اللي بتجوله دا 

طالعها مهران بألم بينما أردف وهو يتمني أن تقبض روحه قبل أن يردف بتلك الكلمات 

شاهين : هي دي الحجيجة يا بتي 

تابع ياسر بتمهل 

ياسر: فاطمة عمي أمچد يوبجي هو ابوكي مش عمي شاهين 

صرخت فاطمة بهم بضياع 

فاطمة: إيه الحديت الماسخ دية 

نهضت تجلس جوار والدها المطأطأ رأسه في ألم تصرخ به بوجيعة 

فاطمة: بابا ما تتحدت إنت ساكت ليه.......رد عليهم وجولهم إن الحديت دا مش صوح..... إني بتك إنت وبس..... إني أبجي فاطمة شاهين الغرباوي ومش بت حد تاني 

شهقت باكية وهنا ألقي شاهين بوقاره لأول مرة وهو يضم طفلته الي صدره بينما إختلطت دموعهما سوياً ......يحتوي إنتفاضة جسدها بيداه يود لو يأخذها ويهرب بعيداً عن أؤلئك الناس 

إزدادت شقهات فاطمة وإنتحابها بقوة حينما شعرت بوالدها لجوارها 

إمتلأت أعين الجميع بالدموع وهم يطالعوهما بأسي حتي سمعوا صوت شاهين يصرخ بهم بوجيعة وهو يضم طفلته بين ذراعيه يحتويها بعبائته 

شاهين: هملونا لحالنا بجي..... متحرمونيش منيها 

إلتفت ناحية أمجد وهو يرجوه 

شاهين: خد كل حاچة يا أمجد.......خد كل حاچة وسيبلي بتي ......إنت ربنا كرمك ولجيت بتك بعد ما كنت فاكر إنها مش موچودة وربنا يباركلك في ولدك عاصم وأحفادك إنما أني معنديش في الدنيا كلاتها غير فاطمة بتي......هملهالي يا أمجد دي هي الهواء اللي بتنفسه 

إنكمشت فاطمة أكثر بين ذراعي والدها وهي تبكي بألم علي ما آلت إليه حياتها 

ولكنها فجاءة إعتدلت برأسها وهي تسأل 

فاطمة : حد يفهمني 

وهنا تمتم أمجد بثبات محاولاً توضيح الرؤية أمامها 

أمجد: بصي يا بتي حصل تبديل في المستشفي لأن والدتك ونورهان مرتي ولدوا في نفس اليوم 

و اللي چالتلي إكدة الممرضة وروحنا عملنا تحليل DNA وإتأكدنا رايده تشوفيه أو حتي نعمل واحد جديد اللي إنتِ رايداه أنا تحت أمرك .... المهم إنك تعرفي يا حبيبتي إن محدش فينا كان له ذنب في أي حاچة.......الغلط كان في المستشفي وأني لسة عارف لما كانت مرات ابني بتعمل عملية الممرضة لما شافتها حكتلها علي كل حاچة ووجتها بس إحنا عرفنا وچينا نتأكد الأول جبل ما نجولك أي حاچة 

صرخت بهم فاطمة بغير إدراك 

فاطمة: يعني إيه .....يعني أنا مش بنت شاهين الغرباوي.......أمي........فين ماما........أني عاوزة ماما

أردف سليم بهدوء 

سليم : عمتي مجدرتش تستحمل الخبر يا فاطمة 

كان واعر جوي فسفرناها من شوية 

سألت فاطمة بقهر 

فاطمة: منغير ما تشوفني 

صمت الرجال بينما أخفضوا رؤسهم في ألم علي حالة تلك المسكينة 

ربت سليم علي يدها بحنو 

سليم : أعذريها يا فاطمة أني لو كنت سبتها هنية هبابة كمان كان چرالها حاچة من كتر الصدمة 

تركتهم وركضت لجدتها نعم..... هي ملاذها 

ما إن فتحت الباب حتي وجدتها جالسة تفتح لها ذراعيها كالأيام الخوالي تماماً

إرتمت بين ذراعيها تبكي وتنتحب وهي لا تكاد تعي ما يحدث........ كيف يمكنها أن تتقبل تلك التراهات التي يتفوه بها والدها.... كيف يمكنها تصديق أنها ليست غرباوية أن الدم الذي يسير بعروقها ليس دماء الغرباوية..... أن ذلك الرجل الذي ربناها وأحبها.....الذي تعتبره حياتها بأكملها ليس هو والدها ومليكة.....مليكة تلك الفتاة التي طالما خططت للتخلص منها شقيقتها..... وحتي حسام....

شعرت بقبضة الشك تعتصر قلبها حتي أدمته 

أ لهذا وقع في غرامها.......أ لهذا خرق ذلك العرف الذي إِتُفِقَ عليه دون مواثيق بألا يقع أحداً من الغرباوية في حب أحداً من عائلة الراوي 

ألهذا كان يخدعها ......أم لهذا السبب وقع في حبها...... 


اتمني الفصل يعجبكوا فرولاتي 💜🌸

#بين_طيات_الماضي 

#منة_مجدي



لايك قبل القراءة وكومنت بعدها❤😍


الفصل الاربعون 


وصل عاصم وزوجته ومعها شقيقته والأطفال 

فتوجه هو وشقيقته ومراد لمنزل الغرباوية بعدما أوصلوا نورسين وطفليها لمنزل الراوية 

قابلهم ياسر مُرحباً بهم بعدما أخبرهم بأن سليم ذهب لأمر ما 

سألت مليكة بإشفاق 

مليكة: فاطمة....فاطمة عرفت 

أومأ ياسر برأسه في أسي

دلفوا سوياً للداخل فوجدوا الرجال جالسون في صحن القصر 

إحتضن أمجد طفلته بينما رحب مهران بعاصم 

طالعت مليكة ذاك الرجل المطأطأ رأسه منزوياً في ركن بعيد عن الجميع بإشفاق وتمتمت تسأل في أسي 

مليكة: فين فاطمة 

جائت قمر تتمتم في ألم دامعة 

قمر: فاطمة فوج يا مليكة 

تركت هي مراد مع والده وجده وصعدت مع قمر 

طرقت الباب في خفوت حتي سمعت فاطمة تتمتم بنبرة مختنقة إثر بكائها 

فاطمة: هملوني لحالي 

فتحت مليكة الباب في خفوت ودلفت في هدوء 

جلست بجوارها علي الفراش بينما هي دارت برأسها كي تري من القادم .....لم تشعر مليكة لما شعرت بكل ذلك الآلم يعتصر قلبها لرؤيتها علي تلك الحالة......أين هي فاطمة تلك الفتاة المرحة المشاكسة.......هي لم تعتد منها علي ذلك الصمت.....الألم والخزي 

وضعت يدها علي كتف فاطمة متمتمة بحبور 

مليكة: أنا مش هقولك أنا حاسة بيكي بس هقولك أنا فاهمة إنتِ حاسة بإيه 

عارفة إنك تايهة وتعبانة ومتلخبطة........حاسة إنك ضايعة وملكيش هوية.........عارفة يا فاطمة لما تاليا ماتت حسيت إن حياتي كلها وقفت.......هي أصلها مكانتش أختي بس لا دي كانت كل 

حاجة..... صاحبتي وبنتي وأختي وكل حاجة ساعتها قولت أنا أكيد عملت حاجة وحشة أوي علشان كدة ربنا بيعاقبني.......بس مكنتش أعرف إنه بيحبني أوي لدرجة إنه بعتلي أخت تانية ......أخت تعوضني عن تاليا......أنا عاوزاكي تعرفي إنك هتفضلي طول عمرك بنت شاهين الغرباوي.....محدش يقدر ينكر دا..... محدش يقدر يمسح سنين عمرك معاه...... لكن برضوا أمجد الراوي محتاجك 

إنخرطت فاطمة في البكاء فإحتضنتها مليكة بقوة 

حتي شعرت بفاطمة أيضاً تتشبث بها وهي تنتحب بألم 

ظلت مليكة تضمها مربتة علي رأسها بحنان وتركت لها العنان حتي أخرجت ما بداخلها بالكامل 

وبعد ما يقرب ما ساعتين بكاء وفاطمة تشعر بالضياع.....وما زاد شعورها هو رحيل 

والدتها .....هي تحتاجها الأن أكثر من أي وقت مضي 

أردفت مليكة مشاكسة 

مليكة: أنا لو منك أفرح حد يطول يبقي ابوه شاهين الغرباوي وأمجد الراوي أنا لو منك أستغلهم بقي أسوء إستغلال 

إبتسمت فاطمة بوهن بين دموعها فأردفت مليكة بحبور 

مليكة: كله هيعدي وإحنا سوا خليكي دايماً عارفة كدة 

كانت تلك الكلمات كفيلة لجعلها تزداد في بكائها بقوة أكبر ......فإحتضنتها مليكة مرة أخري سامحة لها بإغراق ثيابها دموعا عساها تخفف تلك النيران المستعرة في قلبها 

حتي شعرت مليكة بسكونها قليلاً فأبعدتها برفق وهي تتمتم باسمة بحبور 

مليكة : بصي يا حبيبتي قومي دلوقتي إتوضي وصلي ركعتين لله بأي نية تحبيها وإشكيله كل حاجة وأطلبي مساعدته...... أقولك حتي متتكلميش عيطي بس وهو كفيل والله إنه يحللك كل حاجة 

عمدت بأصابعها تجفف دموع شقيقتها وهي تستحثها علي الإبتسام حتي سمعا طرقاً علي الباب أعقبه فتحه بخفة ومن ثم أدخلت قمر رأسها متمتمة في حرد 

قمر: أه أحضان وكلام زين للست مليكة إنما جمر للبكاء بس 

ضحكت مليكة وهي تخرج لسانها لقمر 

مليكة : اه وملكيش إنت صالح واصل 

برقت عينا الأثنتان وقمر تتقدم في تمهل حتي جلست بجوارهما علي الفراش......تنقل الفتاتان بصرهما بين مليكة وبين بعضهما في دهشة 

حتي سمعا مليكة تضحك علي مظهرهما وهي ترفع رأسها في إباء 

مليكة: واااه وااه لهو إنتوا متعرفوش ولا إية أنا أصلي صعيدي أباً عن چد 

ضحكت قمر بينما إحتضنت هي فاطمة بحبور حينما شعرت بأنها علي وشك البكاء مرة أخري 

همت قمر بالحديث فتمتمت مليكة بحزم وهي تربت علي رأس شقيقتها 

مليكة: إحنا هننزل دلوقتي يا طمطم وإنت روحي صلي يا حبيتبي ونامي شوية وأنا شوية وهاجي أصحيكي 

خرجت الفتاتان بعدما أومأت فاطمة برأسها وطبعت مليكة قبلها علي جبهتها في حنو 

تمتمت قمر بتوجس 

قمر: عمي أمچد كان عاوز فاطمة شوية 

أجابت مليكة بحبور 

مليكة: مش دلوقتي سيبيها دلوقتي تصلي الأول وتهدي علشان تكونت فكرت علي مهلها ومتبوظش الدنيا لأنها لسة تايهة 

إنكمشت ملامح قمر بأسي بعدما مطت شفتيها للأمام بإشفاق

قمر: مش سهل واصل 

أومأت مليكة برأسها وهي تدعوا الله بداخلها 

أن يمر كل شئ علي خير 


****************************


توجهت قمر لطفليها بينما توجهت مليكة لغرفتها كي تطمأن علي مراد 


طرق الباب بسرعة وهو يستعد لملأ عيناه منها 

سمع صوتها تتمتم في هدوء بينما هي منكبة علي إفراغ حقيبتها 

مليكة: ادخلي يا قمر 

إبتسم وهو يدرك إعتقادها بأنه قمر فإنتهز الفرصة وزحف خلفها ببطء يتحرك برشاقة حتي أصبح خلفها تماماً..... إنحني بجذعه حتي ضربت أنفاسه عنقها لتستدير هي بسرعة تطالعه في صدمة 

وقبل أن تفتح فمها للإعتراض كانت شفتاه أسرع في الإطباق علي شفتاها..... ناهلاً من نبعها حاولت دفعه ببطء ولكنه أحكم الإمساك بها وبدأ في الغوص لأعماق روحها دافعاً إياها للخزانة 

إبتعد عنها بعدما شعر بحاجتها للهواء مستنداً بجبينه علي رأسها وهو يلهث بسرعة....... أنفاسه الحارقة تلتهم صفيحة وجهها هامساً بها برقة أذابتها 

سليم : وحشتيني 

دفعته عنها برقة وهي تؤنبه 

مليكة : إزاي تعمل كدة هما إفرض حد شافنا دلوقتي هيبقي إيه شكلي 

ضحك بخفوت 

سليم: وإيه يعني ما يشوفونا يا روحي 

تجعدت أنفها بإزعاج وهتفت به حانقة 

مليكة: دا وقته يعني

مط شفتاه مفكراً وهو يطالعها بنظرات ماكرة كأنه يفكر 

سليم: إنتِ عندك حق دا حتي عيب عليا 

تنفست الصعداء وهي تتمتم بهدوء 

مليكة: شوفت بقي 

ضحكات شريرة مجلجلة خرجت من شفتاه وهي تطالعه بذهول ليقتنص بعدها شفتاها في حبور 

حاولت دفعه عنها بأخر ما تبقي لها من مقاومة 

قبل أن يخفق قلبها المحموم ويعلن شوقه لمحبوبها

قبل أن تندثر أخر إعتراضاتها في جنح الحب 


*************************


في الصباح 

خرجت مليكة من غرفتها فوجدت والدها وسليم يقفان عند بداية الدرج

تقدمت ناحيتهما تلقي علي والدها تحية الصباح 

فردها باسماً 

أمجد: فاطمة عاملة إيه يا حبيبتي..... أنا عاوز أدخلها 

تمتمت مليكة بإشفاق 

مليكة: الموضوع صعب عليها أوي يا بابا علشان كدة أدوها وقتها ......وعمتاً متقلقش أنا هدخلها دلوقتي وإن شاء الله خير إنتوا بس خليكوا جمب تيتا خيرية وجمب عمو شاهين متسيبوهمش 

أومأ الإثنان برأسيهما في هدوء بينما برقت عينا سليم ببريق إمتُزج بين الفخر والحب ....كم أن طفلته مراعية ......كم هي صافية و ودودة فبعد كل تلك الإهانات والنزاعات التي حدثت بينها وبين شاهين تشفق عليه لهذه الدرجة 

تركتهم و توجهت لغرفة فاطمة في إشفاق

طرقت الباب في هدوء حتي جائها صوت فاطمة الباكي من الداخل 

فاطمة: إدخل 

دلفت مليكة باسمة بحبور تطالع شقيقتها بإشفاق 

مليكة: صباح الخير يا حبيبتي 

تمتمت فاطمة بخفوت 

فاطمة: صباح الخير يا مليكة 

تقدمت مليكة لتجلس بجوارها علي الفراش 

مليكة : هاه عملتي زي ما قولتلك 

أومأت برأسها

فاطمة: أه 

حمحمت مليكة بقلق 

مليكة: بابا عاوز يدخل.....عاوز يتطمن عليكي ويكلمك

تجعدت انفها بقلق بينما نقلت بصرها لمليكة التي طمئنتها باسمة 

مليكة: متخافيش يا حبيبتي أنا قولتلك بابا أول واحد مش هيجبرك علي حاجة هو بس هيتطمن عليكي ويكلمك وبس 

تمتمت فاطمة بتوجس فأردفت مليكة مؤكدة 

مليكة: لازم يا فاطمة ...لازم المواجهة دلوقتي أنا أجلتها شوية علشان تكوني هديتي وعرغتي تفكري ومتخافيش محدش هيجبرك علي أي حاجة وزي ما تختاري إنتِ إحنا هننفذ 

تركتها وهبت ناهضة تستدعي والدها الذي سرعان ما دلف للداخل يقدم خطوة ويؤخر الآخري 

أمجد : ممكن أدخل 

ابتسمت مليكة بحبور 

مليكة: إتفضل يا بابا وأنا هنزل أجيبلكوا شاي 

دلف أمجد للداخل يسير في هدوء مثقلاً بالخوف من فقدان طفلته...... بالخوف من رفضه 

جلس بجوارها علي الفراش بينما شعرت بقلبها يكاد يخرج من مكانه إثر التوتر 

هتف بها متمتماً في هدوء 

أمجد: فاطمة أنا عارف يا بنتي إنتِ أد إيه متلخبطة وتايهة وضايعة...... والله يا بنتي أنا مش ناوي أخدك من شاهين ولا أحرمك منه 

غمزها باسماً وتمتم 

علي الرغم من إننا وهو مبنطقش بعض 

بس إنتِ بنته قبل ما تكوني بنتي هو اللي ربي وكبر وعلم وراعي...عارفة يا بنتي دايماً كنت بسأل نفسي ليه ربنا أخد مني تاليا قبل ما أشوفها وكنت فاكر إن دا عقاب علشان اللي عملته مع أيسل ومليكة ودلوقتي بس إكتشفت إنه مش عقاب لا دا علشان أبقي حاسس بإحساس شاهين دلوقتي 

أنا عارف النار اللي في قلبه دلوقتي عاملة إزاي عارف يعني إيه اب بنته تضيع منه فجأة ....عارف يعني إيه ضناه اللي رباها وكبرها تتحرم منه تخيلي أنا حسيت بالنار دي وأنا مشوفتش تاليا تخيلي بقي هو شافك وشالك ورباكي وكبرك وسهر وعلم وحب 

عادت نبرته للجدية وتمتم بألم

أمجد: أنا مش طالب منك غير إنك تشوفي مامتك الغلبانة نورهان خليها تملي عينها منك تحضنك وتتكلم معاكي بس وبعدها شوفي إنتِ عاوزة إيه 

إنت أصلك مشوفتيهاش عاملة إزاي دي لما شافتك قبل ما تعرف أي حاجة مبطلتش كلام عنك من يوم العشاء اللي كان عندكوا هنا في الدوار تخيلي بقي رد فعلها لما عرفت إنك بنتها 

أومأت هي برأسها في إضطراب بعدها تمتمت في ألم 

فاطمة: أني..... أني عاوزة أشوفها ممكن 

إبتسم أمجد بحماس وأردف باسماً

أمجد: بالليل هاخدك إنتِ ومليكة تزوروها بس تتكلمي الأول يا بنتي مع شاهين 

إبتسمت فاطمة وتمتمت بتلقائية 

فاطمة: شكراً يا بابا 

إتسعت إبتسامته وعلي وجيفه بسعادة متمتا ًبغير تصديق 

أمجد: قوليها تاني 

تقدمت فاطمة بإضطراب وإحتضنته في خجل 

فاطمة: حاضر يا بابا 


**************************

في الأسفل 

دلفت مليكة للمطبخ لتعد بعض الشاي للجميع 

إنهمكت هي في وضع الإناء علي النيران 

فإنتهز سليم الفرصة ليدلف خلفها في هدوء 

حاول وحاول عدم فعل هذا.......حاول أن يبتعد ولكن قواه خارت وإنهار تماسكه........إشتاق إليها حد الموت....نعم هي كانت بين ذراعيه منذ ساعات ولكن اللعنة وكل اللعنة علي رائحتها التي تشبه المسك تلك التي سرعان ما هاجمت رئتاه فكانت كالخمر أسلبته عقله بأريحية شديدة ....ااااه كم إشتاق إليها.....إقترب منها مُحتضناً إياها بقوة دافناً رأسه في عنقها شهقت بهلع وهي تتمتم بخجل 

مليكة: سليم!!! إنت بتعمل إيه حد يشوفنا 

تمتم بتيه غير مبالياً 

سليم: واحد مراته وحشاه فيها إيه دي 

برقت عيناها بخجل وهي تتمتم بحرد 

مليكة: وحشاك!!!!دا أنا كنت لسة معاك من كام ساعة 

تمتم بتيه

سليم: أه بتوحشيني وإنتِ معايا 

شعرت بشفتاه الرطبتان علي عنقها البض فشهقت بهلع تتوسله وهي تكاد تبكي خجلاً فكيف سيكون الوضع الآن إن دخل أحداً عليهما الآن......كيف ستستطع النظر في وجوهم إذا باغتهم أحداً ما ودلف للمطبخ الآن أكمل هو غير مبالياً بأي شئ غير إستنشاق رائحتها التي أدمنها بينما تجولت يده الكبيرة علي بطنها 

وخصرها ......مسببة لها رجفة عنيفه في كل جسدها..... أخذ قلبها ينبض بجنون وأصبحت غير قادرة علي المقاومة .......أدارها ناحيته رافعاً وجهها إليه لاثماً شفتيها في قبلة عاصفة بث فيها شوقة المضني إليها ......سقط علي إثرها الكوب من يداها لينكسر لأشلاء لتدلف علي إثرها إحدي الخادمات التي سرعان ما شهقت خجلاً إثر رؤيتها للوضع الحميمي للزوجان المتحابان 

دفعته مليكة بعيداً بينما إستترت خلفه خجلاً 

تمتمت الخادمة بكلمات الإعتذار ومن ثم تركتهم وذهبت للخارج 

تمتمت مليكة توبخه وهي تكاد تبكي إثر ذلك الموقف الحرج 

مليكة: عاجبك كدة.....شكلنا إيه دلوقتي 

طبع قبلة خاطفة علي وجنتها متمتماً

سليم: وحشتيني 

ثم خرج مسرعاً ليلبي نداء مهران 


**************************


في منزل الراوي 

هتف حسام بدهشة غير مصدقاً ما يخبره به والده 

حسام: يعني ايه؟؟ 

تمتم قدري بهدوء 

قدري: هي دي الحَجيجة يا ولدي 

خبط حسام بكفيه غير مصدقاً 

حسام: يعني فاطمة .....فاطمة توبجي بت عمي أمچد 

أومأ قدري متابعاً 

قدري: أيوة يا بني وهيچوا بالليل هي ومليكة وعمك

سأل حسام بإستهجان 

حسام: وكنتوا ناويين تخبروني ميتي 

تمتم قدري بهدوء 

قدري: مكناش لسة متوكدين يا ولدي ....عمك أول ما إتوكد وچاب نتيچة التحليل طَلع علي سليم طوالي ومنها چم علي إهنيه علشان يخبروا الباجي أومأ حسام برأسه في إضطراب وتوجه ناحية الإسطبل كي يخلوا بنفسه قليلاً 

ضرب الباب بقبضته غاضباً 

وااااه.......كيف يعني مكونش چمبك 

دلوجت ......واااااه يا جلبي 


***************************

في قصر الغرباوي 


خرجت فاطمة من غرفتها متوجهة ناحية غرفة محبوبها الأول....بطلها الأول ......فارسها 

المغوار ....والدها شاهين الغرباوي

طرقت الباب بخفوت وهي تجاهد بكل قوتها أن تتماسك و ألا تذرف الدموع 

سمعت صوت شاهين يتمتم بإنكسار خلع قلبها 

هي تعرف أن والدها يحبها ولكن لم تكن تدرك أنها غالية لديه لتلك الدرجة 

دلفت تبحث عنه بعيناها بإصرار 

إلتف ناحيتها وهو يكاد يختنق ألماً ....قهراً وحزناً 

علي حالتهما 

إندفعت ترتمي بأحضانه باكية...... وكأن كل تلك العيرات التي ذرفتها من قبل لم تكن .....فالبكاء بين ذراعي والدها شيئاً آخر 

إحتضنها بكل قوته وهو يشاركها البكاء مرة أخري للمرة التي لا يعلم عددها في اليومين الماضيين 

إبتعدت عنه برفق وعمدت بيدها تجفف عبراته 

متمتكة بكلماتها التي هبطت علي قلبه مثل البلسم تطمئنه وتهدئه 

فاطمة : شاهين الغرباوي ميبكيش واصل طول ما بته لساتها عايشة .....مش كدة ولا أنت خلاص ما صدجت حد تاني جالك إني مش بتك علشان تخلص من ذني وطلباتي..... له عاد إنس الحديت ديه واصل 

سارع بجذبها بين ذراعيه وهو يبكي باسماً يتمتم في صدق 

شاهين : كل اللي تطلبه فاطمة أوامر علي رجبة ابوها عاد 

ضحكت فاطمة الباكية تحتضنه بقوة وهي تتمتم 

فاطمة: إنتَ أبوي ..... إنت اللي ربيت وكبرت وعلمت..... أني طول عمري فاطمة شاهين الغرباوي وهفضل إكده لحد ما أموت ......إنت أبوي وهتفضل أبوي لحد أخر نفس في 

عمري .....ومحدش في الدنيا دي كلاتها يجدر يجول غير إكدة ولا حتي بابا أمجد 

ربت شاهين علي رأسها متمتماً بصدق 

شاهين: بعد الشر عنيك يا حبة جلب ابوكي من جوة 

أخبرته فاطمة بخطة المساء فوافق ممتعضاً ولكنه أشفق علي تلك السيدة التي تتحرق شوقاً لرؤية طفلتها 


**************************


في المساء


أصرت مليكة علي سليم ألا يأتي معهما ويظل بجوار مراد بعدما وعدته ألا تتأخر 

دلفت وبجوارها فاطمة التي تتلمس منها الأمان 

هي حقيقة لا تدري من منهما تحتاج للإطمئنان أكثر

الآن هي أم فاطمة ....فها هي الآن علي أعتاب رؤية السيدة التي سلبت منها حياتها وسلبت مكانة والدتها......لاتدري حقاً ماذا تشعر ناحيتها كره فقط أم كره وحقد معاً ........ملأ الحقد جسدها علي تلك السيدة التي عاشت حياتها محاطة بكل تلك الرفاهية والدلال وهي و والدتها وشقيقتها أمضين ا

أياماً لا يعلمن فيها كيف سيتناولن طعامهن 

إزداد حسدها لتلك المرأة التي حظت بالدلال والحب من والدها بينما قضت هي وشقيقتها أياماً 

تمنين فيها أن يضمان والدهما.... يشاهداه 

أن يلعب معهما ويدللهما..... اااه كم تتذكر رغبة تاليا الملحة في رؤية والدها.....كان والدها يقف بجوارها يراقبها في هدوء ملاحظاً تغيرات ملامحها من الحقد الي الكره ثم تلك المرارة التي إستقرت في عيناها مُمتَزِجة بغشاء رقيق من العبرات يأبي الهبوط بكبرياء.....هل كان أنانياً لتلك الدرجة بإحضارها لهنا .....هل زاد من عذابها بإشتياقها لوالدتها وشقيقتيها...... هل كان حقيراً لتلك الدرجة

حقاً إنه نادم جداً الآن ومازاده ألماً هو تقدمها من نورهان بثبات راسمة إبتسامة عظيمة علي شفتيها 

مليكة: أهلاً بحضرتك أنا مليكة 

إحتضنتها نورهان بحب باسمة بحبور 

نورهان: أهلاً بيكي يا بنتي ابوكي مبيبطلش كلام عنك .....إنتِ حتي أجمل من وصفه 

إبتسمت مليكة بأدب بينما خرج صوتها مختنقاً 

مليكة: شكراً حضرتك أجمل 

طالعت فاطمة باسمة وهي تتراجع للخلف مشيرة لفاطمة التي تقدمت في توجس 

مليكة : فاطمة 

بينما أومأت برأسها لوالدها باسمة متمتة في إعتذار 

مليكة: توما أنا هسبقك علشان مراد ميغلبش سليم 

تمتمت نورهان باسمة 

نورهان: هاتيه معاكي تاني يا مليكة أنا نفسي أشوفه 

إبتسمت مليكة بأدب بعدما أومأت برأسها موافقة 

مليكة: إن شاء الله 

خرج الجميع تاركين المجال لنورهان قليلاً مع طفلتها التي فقدتها والذي بدأ لقائهما بعناق طويل أشبعت فيه نورهان رئتيها برائحة طفلتها 

أما مليكة فودعت عاصم ونورسين وتوجهت للخارج 

بعدما رفضت رغبة عاصم المُلحة في إيصالها وأعربت عن رغبتها في الذهاب بمفردها 


**************************


خارج القصر 

خرجت مليكة مسرعة خطواتها تشبه الركض الهادئ تجفف دموعها في آلم رافضة أن يراها أحداً

بتلك الهيئة.......بذلك الضعف....الذل والإنكسار 

حتي شاهدت سليم واقفاً يتكئ علي سيارته بالخارج.......تسمرت مكانها لعدة دقائق بعدما جففت دموعها تطالعه بعينان تقطران ألماً وقهراً 

وفجاءة عادت للبكاء وإرتفع نحيبها وهي تركض ناحيته دافنة نفسها بين ذراعيه تبكي بحُرية

أحاطها بذراعيه مربتاً علي رأسها بحنو 

وبعد ما يقرب من النصف ساعة سألته باكية

مليكة: إنت إيه اللي جابك 

تمتم هو باسماً بحبور يناولها منديلاً 

سليم: كنت حاسس إنك هتحتاجيني 

إبتسمت هي بعدما عادت لذراعيه من جديد 

طبع قبلة حانية علي رأسها بينما تمتمت هي 

مليكة: أنا عاوزة أتمشي مش عاوزة أرجع بالعربية ممكن

أردف باسماً بينما يغلق سيارته 

سليم: بس كدة يلا بينا يا ستي 


***************************


في قصر الراوية 

حملها عاصم بسعادة وهي يكاد لا يصدق ما يسمعه عاصم: إنتِ بتتكلمي بجد.....إنتِ حامل 

أومأت برأسها باسمة في حبور 

بينما حملها هو مرة أخري يقبل رأسها في سعادة 


************************


في الأسفل 

أنهت نورهان حديثها مع فاطمة بعد بكاء دام لساعات وساعات 

وبعدها خرجت فاطمة تتمشي قليلاً ًفي الحديقة وناحية الزريبة......تفكر في كل ذلك الحديث الذي سار بالداخل.....كل تلك الحقائق......نعم شعرت بالحنين تجاه تلك السيدة هي لن تنكر ولكنها أيضاً تشعر بالغرابة....بالآلم والخوف 

دلفت للداخل هائمة علي وجهها في خضم صراع أفكارها حتي سمعت صوت حسام هاتفاً بها بلهفة

حسام : فاطمة!!

طالعته بشذر متمتة بتهكم 

فاطمة: أهلاً يا ولد عمي 

رفع حاجبة بدهشة يسأل في توجس 

حسام: ولد عمي !!!

هتفت به فاطمة بشذر 

فاطمة: يا تري يا حسام بيه وجعت في حب بنت الغرباوية ميتي

برقت عيناه دهشة وهي يسأل في خفوت 

حسام : إيه الحديت الماسخ ديه 

تمتمت هي حانقة 

فاطمة : دلوجت حديتي بجي ماسخ 

أردف هو بصرامة غاضباً

حسام: وحياتك إنتِ عندي أني لسة عارف جبل ما تيچي بكام ساعة 

حدقت به غاضبة علي إستخفافه بعقلها 

فاطمة: هبلة أني إياك.... شايفني عبيطة وهصدج اللي إنت بتجوله ديه 

إقترب منها بثبات يطالعها بشغف 

حسام: اقسم باللي خجلني وخلجك يا فاطمة يا بت عمي أني لساتني عارف الخبر ديه جبل ما تيچي بساعات وإني حبيتك إنتِ لذاتك علشان إنتِ فاطمة حبيبه حسام وبس من غير ما أعرف إنتِ مين أصلاً ......أني حبيتك من ساعة بجف 

إرتفع وجيفها بسعادة بينما شعرت بعبراتها تهبط من عيناها بقوة ....تتدافع منهمرة بشدة علي حالتها إقترب منها وهو يكاد يحترق آلماً ......هو يعرف ألمها الآن.......يعرف خوفها و تيهها .....يتمني لو يضمها بين ذراعيه..... لو ينتزع عنها كل ذلك الآلم

ولكن لا يجوز..... يعرف جيداً أن هذا لا يحق له وفي خضم صراع أفكاره شعر بها ترتمي ببن ذراعيه وهي تبكي بقوة إرتفعت خفقات قلبه وبرقت عيناه بعدما وقف متسمراً للحظات لا يعرف ما الذي يجب عليه فعله الآن......كيف يجب أن يتصرف 

ولكنه رمي بكل تلك التراهات جانباً حينما شعر بيداها تطوقه في خوف وهي تبكي بقوة 

إحتضنها بكل قوته مربتا ًعلي رأسها في حنو بالغ 

بينما يسمع صوت شهقاتها التي تمزق قلبه فجعاً عليها......فهمس مهدئاً

حسام: أشششش....إهدي يا حبيبتي .....إهدي كل حاچة هتوبجي زينة والله.....كلاتنا چمبك ومعاكي 

تمتمت بين شهقاتها 

فاطمة: أني خايفة جوي يا حسام....خايفة من كل حاچة ......حاسة إني تايهة جوي ومتلخبطة ومش عارفة أعمل إيه 

تمزق قلبه لكلماتها ولكنه ربت علي رأسها في هدوء 

حسام: سيبي كل حاچة علينا ومتخافيش......إنتِ بس إهدي ......أني چمبك أهه ومش ههملك واصل .....كل حاچة هتوبجي زينة و الله 


اتمني ان الفصل يعجبكوا فرولاتي ❤😍


تكملة الرواية الاخير هنااااااااااااا



تعليقات

التنقل السريع