القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بين طيات الماضي البارت 6-7-8-9-10بقلم منة الله مجدي

 


رواية بين طيات الماضي البارت 6-7-8-9-10بقلم منة الله مجدي







رواية بين طيات الماضي البارت 6-7-8-9-10بقلم منة الله مجدي



الفصل السادس 


رحل بعدما ودع مراد علي أن يأتي لأخذهما بعد غد 

وبعد ذهابه جلست تفكر .....أ تأخذ مراد معها وترحل؟؟؟!....أ تهرب الي إسبانيا وتختبئ عند أياً من أهل والدتها ؟؟!! 

قطع عليها مراد كل ذلك وهي تشعر به يجلس علي أقدامها مشيراً بيده ويتلمس وجنتيها ليلفت إنتباهها فمن الواضح أنه يناديها منذ فترة ولم تنتبه له 

نفضت رأسها في هدوء وأردفت باسمة 

مليكة: عيون مامي 

أخذ مراد يتسائل في حيرة بدت واضحة تماماً علي قسمات وجهه 

مراد: مامي هو الراجل الثرير اللي إتأثف وبقي حلو دا بابي بكد زي ما بيقول 

أومأت مليكة برأسها في هدوء 

فهب مراد واقفاً يتراقص في سعادة 

مراد: يعني أنا هيبقي عندي بابي زي كل أثحابي اللي في الحضانة .....وهيجي معايا يوم الأب ويحضر المثرحية بتاعتي 

شعرت بغصه تجتاح قلبها...... وكأنها تري نفسها مرة أخري..... طفلة لم تتجاوز عقدها الأول بعد يرحل والدها عنها ويُكتب عليها أن تبقي يَتيمة وهو علي قيد الحياة..... نعم ذلك ما شاهدته 

وجدت نفسها تجذبه الي أحضانها وتربت علي رأسه في حنو بالغ وهي تلعن كل تفكير أحمق راودها عن الهرب......فلتذهب هي وحياتها الي الجحيم

لو أنها ستشاهد تلك السعادة التي ارتسمت علي قسمات طفلها واللمعة التي تلألأت في عيناه لتضيئهما سعادةً 

وبعد وقت قصير هاتفت عائشة التي أجابت بلهفة 


عائشة : ميمي كنت لسة هتصل بيكي إتصلت بيكي في المكتب وابراهيم قعد يقول كلام كتير مفهمتش أي اللي حصل

نهرتها مليكة بغضب بعدما سرت رعدة في جسدها إضطراباً إثر تذكرها ما حدث اليوم 

مليكة: متجيبيليش سيرته لو سمحتي 

أردفت عائشة بتوجس 

عائشة : في إيه 

قصت عليها مليكة كل ماحدث بالتفصيل 

فأخذت عائشة تسبه في ضيق وإشمئزاز 

أما هي فأطرقت تفكر ماذا إذا لم يأتيها سليم في الوقت المناسب فسرت رعدة هزت أوصالها في خوف 

أخرجتها عائشة من تخيلاتها وهي تحمد الله علي سلامه رفيقتها وعلي وصول سليم في اللحظة المناسبة وإنصرف فكرها مباشرة الي كلماته اللاذعة التي رماها أثناء جلوسهما سوياً في السيارة 

صرخ قلبها بكلمات ود لو تخرج من شفتاها عساها تخفف حدة الألم الذي يجتاحه 

حينها كان شعوري أشبه بسطح الماء أثناء هطول المطر........لم يسكن للحظة كي أفهم ما الذي يحدث...فقط إستمر بوخزي بإيلام في كل أنحاء قلبي 

همهمت مليكة بأنكسار بعدما ظهر علي نبرتها إختناق البكاء 

مليكة: عارفة يا عائشة إيه اكتر حاجة وجعتني إنه كان فاكر إننا كنت موافقة علي اللي عمله معايا وإنها مش أول مرة 

تألمت عائشة كثيراً لنبرة الانكسار تلك التي تخللت صوت صديقتها.... الفتاة التي عاهدتها دائما قوية متفائلة حتي في أسوأ أحوالها 

فتابعت محاولة التخفيف علي رفيقتها 

عائشة : عادي يا مليكة يا حبيبتي دا بس بسبب كلامك اللي قولتيه 

ثم قصت عليها مليكة ما حدث معهما في المنزل 

مليكة: كل اللي عملته دا علشان أخليه يغير رأيه وبرضوا مفيش فايدة وبغبائي بدال ما كان هيبقي هو في حته وأنا في حته لا هيبقي قاعد معانا.....وكمان أربع خمس أيام كدة وهنسافر الصعيد 

ضحكت عائشة باسي ثم تابعت متسائلة في دهشة 

عائشة : ليه 

أردفت مليكة في هدوء 

مليكة: علشان نتعرف علي أهله 

تابعت عائشة بتوجس من رفيقتها 

عائشة : أقولك الصراحة يا مليكة ومتزعليش 

أنا شايفة من كلامك إنه شكله كويس أقصد يعني راجل 

إمتعض وجهها وتابعت بتقزز 

مليكة: دا أكتر بني آدم بكرهه في حياتي 

تابعت عائشة لائمة إياها بلطف.... فهي تعرف أنه ليس الوقت المناسب ولكن يجب أن تجعلها تفوق 

عائشة : إنتِ اللي عملتي كدة يا مليكة قولتلك قوليله الحقيقة

تنهدت مليكة بعمق وتابعت بأسي 

مليكة : مينفعش هو قالي إنه يقدر ياخد مراد مني 

بسهولة ......وإنتِ عارفة مراد دا النفس اللي بتنفسه لو خذه مني هموت 

حاولت عائشة أن تلفت نظرها الي النصف الممتلئ من كوبها كي تستطيع أن تتهني بحياتها القادمة 

عائشة : المهم دلوقتي إنك خلاص هتبدأي حياة جديدة ربنا يسعدك فيها يا ميمي يارب ويعوضك عن كل حاجة 

أردفت مليكة بتمني بعدما استمعت بوضوح لصوت ضحكة عقلها الساخرة بصخب 

مليكة: أمين يا شوشو يارب بس طمنيني الأول إنتِ هتولدي أمتي يا حبيبتي 

أخبرتها عائشة بأن الطبيب أخبرها أنه لازال لديها شهر أو أكثر بقليل 

أخذت مليكة تدعوا لها بصدق ثم طلبت منها أن تحضر هي وندي غداً كي تودعهما 


*************************** 


في شركة سليم 

دلف الي مكتبه بعدما أنهي أحد إجتماعاته وقام بمهاتفة جدته 

جري صوته الأجش عبر الهاتف بنبرة حنونة وقورة 

سليم: إزيك يا حبيبتي 

أجابت خيرية فرحة حتي خُيل إليه أن صوتها يضحك 

خيرية: سليم يا وليدي كيفك يا نور عيني 

إبتسم بحبور بعدما إعتدل في جلسته متابعاً يسألها عن أحوالها 

خيرية: زينة طول مانت زين يا وليدي.....إتوحشناك يا سليم هتيچي ميتي يا حبيبي 

أردف باسماً 

سليم: يومين يا خوخا وهجيلك وعاملك مفاجأة 

يارب تعجبك 

تخلل التوجس نبرتها بقلق 

خيرية: مفاچأة إيه عاد 

إبتسم مشاكساً وهو يطرق بأصابعه علي مكتبه في إستمتاع 

سليم: أما أجيلك يا حبيبتي قوليلي عمتو عندك 

تابعت ضاحكة 

خيرية: أيوة يا ولدي هنيه هتكون فين عاد.... أهي جاعدة چاري هي خد أهي معاك 

إلتقطت عبير الهاتف من يد والدتها 

وتابعت باسمة بفرح 

عبير : سليم كيفك يا ولد الغالي إتوحشتنا يا ولد 

تابع باسماً بإحترام 

سليم: وإنتِ كمان والله يا عمتو إنتِ إيه أخبارك 

أردفت هي بإمتنان 

عبير : نحمد الله يا ولدي چاي ميتي 

أخبرها بموعد قدومه وطلب منها تجهيز الغرفة الكبيرة أو كما يطلق عليها المندرة ثم أغلق الهاتف بعدما ودعهم علي أمل اللقاء القريب 


***************************** 


وضعت عبير الهاتف بجوار والدتها كما كان يرتسم علي وجهها تعابير الحيرة.... تري من سيحضر مع سليم....... فأردفت والدتها تسأل في أمل معرفة أي شئ منها 

خيرية: جالك إيه سليم يا عبير 

زمت عبير شفتيها كتعبيراً عن حيرتها بعدما رفعت حاجبيها وأردفت في هدوء 

عبير : مجالش حاچة يا أماي جالي چهزي المندرة الكبيرة عاملكوا مفاچأة 

خيرية: نفس اللي جالهولي 

أطبقت شفتيها بحيرة وأردفت متسائلة 

عبير : ومجالش هيا إيه عاد 

حركت خيرية رأسها بلطف يمنة ويسرة في تعبير عن الرفض 

خيرية: لع يا بنيتي 

ثم تابعت آمرة في حزم 

المهم دلوجيتي توضبوا المندرة ووجت ما يتحدتت تاني علشان يخبرنا إنه چاي تحضروا وكل زين يا عبير......شكله هيچيب معاه صحابه من البندر...وإنتِ عارفة سليم عاد كل صحابه من الكبرات يعني لازم يتشرف إكدة وسطيهم 

تمتمت عبير برأسها في ثقة 

عبير : وااه متجلجيش يا أماي هي أول مرة عاد 

ثم إنصرفت تاركة والدتها متوجهة الي صحن القصر الكبير 

ووقفت تستدعي خادمتهم زهرة...... حقيقة هي ليست بخادمة فهم لا يعتبروا أي ممن يعمل في منزلهم كخادم بل يعتبروهم أبنائهم فزهرة قد ولدت وترعرعت في هذا البيت 

عبير : زهرة يا زهرة إنتِ يابت 

جائت زهرة راكضة كي تلبي نداء عبير 

زهرة: أيوة يا ستي چاية أهه 

أردفت عبير موبخة إياها 

عبير : ايه يا مشندلة بجالي ساعة بنادم عليكي وينك........عاد 

تمتمت زهرة معتذرة 

زهرة: معلش ياستي أصلي كنت في الزريبة حِدي البهايم لمؤخذة 

أردفت عبير بحزم تأمرها 

عبير : سليم بيه چاي كمان يومين عاوزاكوا تنضفوا المندرة زين 

حركت زهرة رأسها لأسفل وأعلي عدة مرات في طاعة 

زهرة: يا مرحب بيه..... من عيني التنتين يا ستي 

أشارت عبير بأصبعها في وجه زهرة محذرة 

عبير : عارفة يا مخربطة إنتِ لو لجيت هبابة غبرة هشندلك شنديل 

وضعت زهرة يدها علي رأسها تعبيراً عن الفزع وهتفت في حرص 

زهرة: وااه وااه وعلي إيه عاد الطيب أحسن 

إبتسمت عبير في رضي وتابعت 

عبير :يلا روحي عاد 

توجهت هي لغرفة ابنتها فاطمة التي عندما دلفت وجدتها لا تزال نائمة..... زمت شفتاها كتعبيراً عن عدم رضاها بعدما همهمت ببعض العبارات الدالة عن سخطها 

(كعادة أي أم مصرية أصيلة 😂😂😂😂💪) 

ثم توجهت الي الستائر ففتحتها لتتيح فرصة لنور الشمس أن يضئ الغرفة فلقد قارب الوقت علي الظهيرة ولازالت ابنتها نائمة ثم توجهت لفراش ابنتها ساحبة الأغطية عنها 

هاتفة في ضيق ناهرة إياها بغضب 

عبير : وااه يا فاطمة لساتك نايمة يا بنيتي جومي دا إحنا داخلين علي الظهر 

زمجرت فاطمة بغضب وهي تسحب الأغطية مرة أخري لتتدثر بها وتعاود النوم مرة أخري 

فاطمة: إيه يا أماي إجفلي الشبابيك عاد وهمليني أنام 

أردفت عبير باسمة بمكر 

عبير : جومي دا سليم ود عمك چاي كَمان يومين إكده 

هبت فاطمة ناهضة ما إن سمعت اسم سليم 

ضحكت عبير بمشاكسة 

عبير : شوف البنية قامت وقمبزت وصحصحت كَمان 

إنتشرت الدماء في وجنتيها بسرعة معبرة عن خجلها 

فاطمة: واه يا أماي متكسفنيش 

تنهدت بعمق ثم أردفت بيأس بعدما زمت شفتيها بضيق 

وبعدين ما إنتِ خابرة إنه حتي لما ياچي مش هيعمل حاچة واصل 

جلست عبير مقابل طفلتها مربتتة علي يداها في حنو ثم أردفت بمكر 

عبير : شطارتك يا بنيتي تخليه ميعاودش البندر إلا وهو مكلم ابوكي في موضوع چوازكوا 

تابعت فاطمة بفخر بعدما تلألأت عيناها سعادة بمحبوب قلبها 

فاطمة: ما إنتِ خابرة يا أمة سَليم رأيه من دماغه محدش يجدر يجوله يعمل إيه وميعملش إيه 

أردفت عبير بخبث بعدما رفعت حاجبها بدهاء 

عبير : إتحركي إنتِ عاد وخليه يمشي علي كيفك 

أومأت فاطمة برأسها في سعادة 

فاطمة: حاضر يا أماي حاضر



لايك قبل القراءة وكومنت بعدها مانجاتي ❤😍


الفصل السابع


بينما كانت مليكة تضع طعام الإفطار علي المائدة سمعا جرس الباب ........فصاح بها مراد بين لعبه 

مراد : مامي الباب 

فأردفت هي بهدوء 

مليكة: إفتح الباب يا مراد دا بابي 

صفق مراد بيديه في حماس وأردف باسماً

مراد:بابي 

دلف سليم حاملاً مراد وهو يداعبه قليلا 

فاومأت هي برأسها باسمة في أدب مشيرة للداخل 

مليكة: إتفضل 

دلف للداخل يحمل مراد بعدما أغلق الباب......بينما إنهمكت مليكة في وضع الطعام علي المائدة

توجهت إليه تحمل مراد كي تطعمه وجلست علي المائدة تحمله علي ركبتيها.......رفعت بصرها إليه وكأنها تذكرت وجوده معهم 

فأردفت بهدوء 

مليكة: تعالي إفطر معانا 

إعتذر منها في هدوء 

سليم: لا شكراً

رمقته بإزدراء باسمة بسخرية 

مليكة : متخافش مفيهوش سم فطار عادي وهناكل منه أنا ومراد أهو 

إبتسم بنزق علي مزحتها السخيفة-من وجهة نظره- وتوجه الي أحد مقاعد الصالون 

لم تعلق مليكة بل إنهمكت في اللعب والضحك مع مراد حتي تجعله يتناول طعامه ولم تلحظ نظرات سليم المتفحصة.......وبعد أن أنهي مراد طعامه نهض سليم وحمله في هدوء 

سألت في دهشة 

مليكة: في إيه 

أردف هو بحزم 

سليم: مراد خلاص خلص أكل أنا هلاعبه وإنتِ كلي بقي 

تابعت في ملل 

مليكة: أنا أكلت 

أردف هو يطالعها بحزم 

سليم: إنتِ مأكلتيش لقمتين علي بعض يلا أقعدي كلي 

إزدردت ريقها في إضطراب ومن ثم أخفضت رأسها لموضع طبقها بعدما تأكدت من ظنونها فقد شعرت بنظراته تخترقها ولكنها لم تجرؤ حتي أن ترفع رأسها لتتأكد فأذعنت لكلماته وبدأت في تناول طعامها وهي تشاهدهما يلعبان سوياً 

وبعد إنتهاء الطعام نهضت حاملة الأطباق وهي تسأل في هدوء 

مليكة: هعملك قهوة علي ما نجهز

قهوتك إيه 

أردف هو بعدم إهتمام 

سليم : مظبوطة 

جلس هو يتناول قهوته في هدوء بينما كانا مليكة ومراد يرتديان ثيابهما 

وبعد وقت قليل سمعا طرقاً علي الباب 

أخرجت مليكة رأسها من الباب لتطلب من سليم أن يفتح الباب

مليكة : بعد إذنك يا سليم إفتح الباب دي عائشة 

وبالفعل صدق حدسها فما إن فتح الباب حتي شاهد فتاة تبدو في أواخر العشرينات من عمرها بطنها منتفخ إثر حملها في الشهور الاخيرة بجانبها فتاة صغيرة تشبهها كثيراً 

رحب بها سليم في أدب وطلب منها التفضل بالدخول .....لم تكد تتقدم للداخل حتي سمعا ندي تتسائل في براءة 

ندي : وأنا كمان ممكن أتفضل 

إبتسم سليم في حبور وجثي علي ركبتيه حتي يحادثها 

سليم: وإنتي كمان طبعاً ممكن تتفضلي 

دلفوا للداخل 

فجلست ندي مع سليم أما عائشة فدلفت لمليكة 

بعد تبادل السلامات والأحضان والقبلات 

تمتمت عائشة مازحة بمشاكسة 

عائشة : مش زي ما أنا تخيلته خالص 

فغرت مليكة فاها بعدم فهم وأردفت متسائلة 

مليكة: يعني إيه مش فاهمة 

لكزتها عائشة غامزة بعيناها بمكر 

عائشة : أحلي بكتير 

زمت مليكة شفتاها بإستهجان.... بعدما أردفت بتبرم واضح وهي تضحك بسخرية 

مليكة : ميغركيش الشكل.....دا الفخ اللي بيوقع فيه 

الناس .......دا عنده أنياب ومخالب بس هو مخبيها 

إنفجرت عائشة ضاحكة إثر كلمات رفيقتها 

عائشة : الله يسامحك يا مليكة موتيني ضحك 

قلبت مليكة عيناها بنزق وأردفت بسخرية 

مليكة: أضحكي أضحكي ما إنتِ متعرفيش حاجة 

وبعد أن إنتهت مليكة من إرتداء حجابها 

خرجا سوياً فوجدا سليم وندي ومراد الذي خرج فور إنتهائه من إرتداء ملابسة يلعبوا سوياً في تناغم 

نقلت عائشة بصرها بينهم وبين مليكة رافعة حاجبها في إعجاب ودهشة فحركت مليكة كتفيها بعدم إهتمام 

نظفت حلقها في هدوء وأردفت 

مليكة: إحنا جاهزين يا سليم

هب واقفاً في شموخ متابعاً بحزم 

سليم : تمام يلا بينا 

ركضت ندي ناحية مليكة وأردفت بتبرم طفولي محبب 

ندي : إنتِ هتمشي يا مليكة خلاص 

جثت مليكة علي ركبتها وتابعت باسمة 

مليكة: أه يا دودو 

نفخت ندي أوداجها بتذمر وتابعت بحزن بعدما زمت شفتاها 

ندي: بس أنا مش عاوزاكي تمشي 

قرصت مليكة وجنتاها بلطف 

مليكة : أنا مش همشي علي طول متخافيش يعني لما أوحشك قولي جزر هتلاقيني عندك 

ضحكت ندي بفرح ثم أردفت باسمة 

ندي : لا لما توحشيني هكلمك تيجي ماشي 

إبتسمت مليكة وهي تحتضنها 

مليكة : حاضر يا حبيبتي 

توجهت ناحية سليم واضعة يدها في خصرها ووقفت تسأل في قلق 

ندي: إنت هتخليها توافق تيجي صح 

أطرقت مفكرة ثم تابعت مشيرة لوالدتها بقلة حيلة 

يعني أصلنا مش هنعرف نروحلها إحنا علشان مامي شايلة نونو صغير ومش بتقدر تتحرك كتير 

جثي سليم علي ركبتيه باسماً بحبور 

سليم: وقت ما توحشك هجيبك إنتِ لعندها لحد ما مامي والبيبي يبقوا كويسن وتيجوا كلكوا إيه رأيك 

أومأت برأسها موافقة في سعادة 

ودعوا عائشة وندي ثم توجهوا الي المأذون الذي عقد قرانهما سريعاً ثم إنطلوا الي المنزل 

ساد الصمت طوال الطريق إلا حينما قطعه مراد 

-بحديثه مع والده ووالدته -الذي قد خلد للنوم منذ وقت قليل علي اقدام والدته حتي قاطعه سليم مرة أخري بصوته الأجش

سليم: إحنا دلوقتي في الطريق للبيت وبعد يومين إن شاء الله هنسافر الصعيد 

أومأت مليكة برأسها في هدوء 

وبالفعل بعد وقت قصير كانا أمام بوابة حديدية كبيرة 

فتح البوابة أحد الحراس .....وكأنما فُتِحت تلك البوابة علي قطعة من الجنة 

كانت مليكة تري منزل كبير من الرخام الأبيض يحيطه الحدائق والزرع من كافة الإتجاهات 

سارا سويا في الممر المخصص للسيارات فكان ممر طويل علي جانبيه تقف العديد والعديد من الأشجار وشجيرات النخيل وأنواع مختلفة من الزهور التي تخطف

الأنفاس .....إستطاعت مليكة رؤية ممر أخر موازي لهذا الممر ولكنه مخصص للسير فقط مشابهاً كثيراً لهذا الممر 

وعندما انتهي الممر شاهدت إحدي حمامات السباحة وعلي جانبه بار للمشروبات يقع أمام القصر مباشرة .......و حديقة مائية رائعة يصل بين جزئيها جسر خشبي رائع الجمال 

وإستطاعت مشاهدة بعض الأسماك الصغيرة تتقافز في مرح 

ضحك مراد الذي إستيقظ منذ وقت قصير بصخب وهو يشير في حماس 

مراد: ثمك 

إبتسم سليم بحبور 

سليم: هنزلك تلعب معاهم يا مراد 

أما مليكة فعلي الرغم من كل تلك المشاهد الخلابة ما لفت إنتباهها هو برجولة خشبية رائعة يزينها الورود وتحيط بها من كل جانب وعلي جانبيها تقع شجرتان متقاطعتان فوقها وكأنهما يحرسانها 

الطريق إليها كان عبارة عن ممشي من الورود 

وشاهدت بداخلها طاولة تتسع لشخصين 

كانت تلك البرجولة هي أكثر الأشياء التي أسرت قلب مليكة في كل القصر 

عندما وصلوا الي الباب شاهدت طاقم من الخدم في إنتظارها

عرفها سليم علي الجميع ثم توجهوا للداخل بعدما أمر بعض الخدم بإحضار حقائبها من السيارة 

كان القصر من الداخل لا يقل روعة وجمال وفخامة عن خارجه......جلسوا قليلاً كي يستريحوا من الطريق 

لاحظ سليم أن مراد بدأ في النوم علي ذراعي مليكة

فإستدعي أحد الخدم أمراً بحزم 

سليم: خليهم يطلعوا الشنط لأوضة مليكة هانم 

إلتفت إليها متابعاً بهدوء 

سليم: تعالي يا مليكة علشان أوريكي أوضتك وأوضة مراد 

حمل منها مراد وصعدا في المصعد وليس الدرج 

سارا في ممر طويل نسبياً وتوقفوا أمام الغرفة الثانية جهة السلم مشيراً إليها في هدوء 

سليم: دي أوضتك يا مليكة 

أشار الي باب أخر جوار تلك الغرفة 

سليم: ودي أوضة مراد 

أردفت هي بإضطراب 

مليكة: بس مراد بينام معايا 

هم سليم بالإعتراض فأردفت هي بتوسل 

مليكة: أنا عارفة إنه كبر والمفروض يروح أوضة تانية بس سيبه دلوقتي علي الأقل علي ما نتعود أنا وهو علي البيت الجديد وبعد كدة هسيبه ينام في أوضة لوحده بس علشان أبقي جمبه لو صحي وميبقاش خايف

أومأ برأسه في هدوء 

سليم: خلاص براحتك دقائق وأخليهم ينقلوا سريره لأوضتك 

أردفت هي بآضطراب 

مليكة: مفيش داعي هو هينام جمبي متشغلش بالك بيه

حرك كتفيه بإستسلام ورحل بعدما أخبرها بأنه سيعود متأخراً....فبدات مليكة في إفراغ حقائبها وترتيب أشيائها هي ومراد 

أعجبت مليكة كثيرا بغرفتها وخاصة تلك الشرفة التي تطل علي الحديقة المائية.....المملوءة بالورود......كانت غرفتها كبيرة نوعاً ما.......لونت جدرانها باللونين الأرجواني والتركواز..... مفعمة بالحياة مليئة بالألوان وهذا ما أعجبها كثيراً.....يتوسطها فراش كبير الحجم يوجد بها أرجوحة صغيرة ومراءة كبيرة وخزانة كبيرة وتسريحة عصرية التصميم......ملحق بها مرحاض كبير 

لاحظت وجود بابين من الخشب متقابلين في غرفتها فعلمت أن أحدهما يفتح علي غرفة مراد ليجعل الوصول له سهل أما الأخر فلا تعرف علاما يفتح وحتي عندما حاولت لم يُفتح فظنت أنه مجرد ديكور 

وبعد الإنتهاء هبطت للأسفل مع مراد فإستقبلتها ناهد باسمة بلباقة 

ناهد: أهلا بيكي يا مليكة هانم 

أردفت مليكة باسمة بحبور 

مليكة: أهلا بيكي يا طنط بس ممكن بعد إذن حضرتك بلاش هانم دي مبحبهاش قوليلي يا مليكة وأنا هقولك يا طنط تمام 

حدقت بها ناهد بفزع وهي تهز رأسها يمنة ويسرة دليلاً علي رفضها 

ناهد: مينفعش يا هانم 

أردفت هي باسمة بحبور 

مليكة: قولنا مفيش هانم دي أنا مليكة.....مليكة وبس

أومأت ناهد باسمة في حنو ثم تابعت تسألها 

ناهد: أحضر الغدا دلوقتي ولا هتستنوا سليم بيه 

أطرقت مليكة مفكرة لثواني 

مليكة: لا أنا هستني سليم بس هحضر أكل لمراد 

حدقت بها ناهد بدهشة وهي تتابع برفض 

ناهد: لا يا بنتي مينفعش قوليلي بس إنتِ عاوزة إيه وأنا أعمله 

أخذتها مليكة وساروا سوياً وأردفت باسمة 

مليكة: لالا متقلقيش أنا بحب أعمله حاجته بإيدي تابعت ناهد بإضطراب 

ناهد: سليم بيه لو عرف مش هيبقي رد فعله لطيف خالص 

أردفت مليكة باسمة بعدم إهتمام 

مليكة: وإيه يعني مبدئياً محدش هيقوله ثانياً لو حتي حصل فأنا يا دادة هبقي أكلمه متقلقيش تعالي بس معايا وريني المطبخ 

وبالفعل ذهبا سوياً للمطبخ وتعرفا علي بعضهما البعض فأحبتها مليكة كثيراً وكذلك إستراحت لها ناهد للغاية وبعد الكثير من الثرثرة علمت منها مليكة أن سليم هو من صمم كل قطعة في ذلك القصر 

أخذت مليكة مراد وخرجا للحديقة كي تطعمه

وبعد ذلك أخذا يلعبان مع الأسماك ويركضان سوياً 

مرت الساعات سريعاً حتي موعد قدوم سليم 

كانت مليكة جالسة في الحديقة بعدما وضعت مراد في الفراش عندما سمعت صوت سيارته 

كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة.....لاحظ سليم أنها جالسة تقرأ كتاباً ما فتوجه ناحيتها 

وقف يسأل في دهشة 

سليم: إيه اللي مصحيكي لحد دلوقتي 

وضعت مليكة الكتاب من يدها وفوقه نظارتها وهي تحرك كتفيها في عدم اهتمام

مليكة : عادي مش جايلي نوم فقولت أقرأ كتاب

حضرت ناهد بعد وقت قصير فرحبت به ووقفت تسأله عن العشاء 

هز رأسه في هدوء بعدما أردف بحزم 

سليم : لا يا دادة شكراً أنا أكلت إعملولي بس قهوة ودخلوهالي المكتب 

همت ناهد بالتحدث فأشارت إليها مليكة لتصمت 

توجه سليم الي مكتبه وصعدت هي لغرفتها 

وما إن أبدلت ثيابها وجلست علي الفراش حتي داعبها النوم وإستسلمت إليه سريعاً

كعادتها لم يخلوا نومها من الكوابيس التي إعتادت عليها ذلك وخصوصاً الكابوس الذي تري فيه والدها وشقيقها يرحلان بعيداً عنها

في صباح اليوم التالي 

إستيقظت مليكة مبكراً 

وكالعادة كان مراد قد إستيقظ وأخذ في اللعب 

نهضت عن الفراش وهي تلاعبه وتؤرجحه وأخذا يضحكان كثيراً

حممته مليكة وتحممت هي الأخري وإرتديا ملابسهما وهبطا للأسفل 

قابلتها ناهد الباسمة بحبور 

ناهد : صباح الفل يا بنتي 

أردفت مليكة بإبتسامة مماثلة 

مليكة : صباح النور يا دادة 

أشارت ناهد لغرفة الطعام بينما همت بالرحيل 

ناهد: سليم بيه في أوضة السفرة إدخلوا و دقيقتين وهجيبلكوا الفطار 

سألت مليكة مُندهشة 

مليكة : هو سليم تحت من بدري 

هزت ناهد رأسها يمنة ويسرة وأردفت بحبور 

ناهد: لا دا لسة داخل من حبة 

أومأت مليكة رأسها في هدوء وتوجهت لغرفة الطعام ومعها مراد الذي سرعان ما ركض لأعطاء والده قبله الصباح 

كان سليم جالساً علي رأس المائدة يقرأ جريدته في إنهماك واضح 

نظفت مليكة حلقها وحمحمت في خفة 

مليكة : صباح الخير 

أزاح سليم الجريدة وتمتم بجمود 

سليم: صباح النور صاحيين بدري يعني 

مليكة: عادي 

أحضرت إحدي الخادمات الطعام فشكرتها باسمة 

وكعادتها إنهمكت في إطعام مراد وهي تضاحكه وتمازحه وسليم ينظر إليها صامتاً مبتسماً

وبعد أن أنهي مراد طعامه حمله سليم متمتماً بحزم

سليم: كملي أكلك وأنا هاخده ونروح نلعب في الجنينة شوية 

إبتسم سليم بسعادة وهو يمسك بيد والده متمتماً بحماس طفولي مجبب 

مراد : بابي ييا ثباق 

أردف سليم بحنو بالغ 

سليم: يلا يا بطل 

أخذا يركضان ويلعبان ويضحكان ومليكة تراقبهما من الداخل يزين ثغرها إبتسامة حزينة فكانت العديد من الأفكار تعصف بذهنها .......تذكرت والدها وهو يلاعبها هي 

وشقيقها ......تمنت بداخلها لو أن زواجها هي وسليم حقيقي.....لو إستطاعت أن تخبره الحقيقة .......لو أن سليم يحبها ولا يحتقرها لكانت حياتها الأن إختلفت

تنهدت بعمق وهي تفكر بأسي

لما حياتها دائماً هكذا........لما هي دائماً مشتتة وحزينة........ولكن ماذا ستفعل هذا قدرها وما كتبه الله لها وهي واثقة تمام الثقة أن هذا الأفضل لها فالله لم يخلق عباده ليشقيهم..... ولكن أكثر ما يضايقها أن الناس لا يستطيعون غض الطرف عن حياتها.... دائماً ما تسمع إنتقاداتهم وظنونهم اللاذعة..... تلك التي تزيد حياتها مرارةً.....فلا أحد يعلم ما أصابها.....لا أحد يعلم كيف هي معركتها مع الحياة ....ما الذي زَعزَع أمانها وقتـل عفويتها........كم كافحت وكم خسرت.........لا أحد يعلم حقًا من هي..... فقط يكتفون بإصدار الأحكام دون أن يتكبدوا عناء فهمها حتي 

تنهدت بعمق وأخفضت بصرها لطعامها مرة أخري

لم تتناول إلا بضع اللقيمات حينما كانت تشعر بسليم يلتفت ناحيتها......أنهت طعامها وإستدعت أحد الموجودين لتنظيف المائدة وطلبت منهم إحضار الشاي بالخارج ......وخرجت لسليم ومراد 

سأل سليم بدهشة 

سليم : مين اللي علمه يقول دادي 

إزدردت ريقها في توتر وأردفت مضطربة 

ملكية : أ....أنا 

أردف شاكراً بإمتنان جلي تماماً علي قسماته 

سليم: شكراً

ففرت فاها بدهشة..... أ ما سمعته صحيح.... هل هذا سليم الذي إعتذر لتوه.......هل من إعتذر لها الأن هو سليم الغرباوي .....هو الشيطان الأرستقراطي كما قرأت بالأمس في أحد الجرائد 

نظفت حلقها بإحراج بعدما لاحظت تحديقه بها مندهشاً من تحديقها به بتلك الطريقة ثم أردفت بخجل 

مليكة: علي إيه دا واجبي اصلاً

رحل بعدما طبع قبلة علي جبين مراد وودعه 

قضيا مراد ومليكة يومهما في إستكشاف المكان الساحر 

وفي تمام السادسة سمعا صوت سيارة سليم 

بالخارج .....إلتفت مراد برأسه الي مصدر الصوت وأخذ يضحك في سعادة عندما شاهد سيارة والده

نهض عن الأرض وركض ناحيته باسماً هاتفاً بسعادة 

مراد: بابي 

أما مليكة فإلتفتت برأسها لرؤية مصدر تلك الضحكات النسائية التي تسمعها........فوجدت نفسها تحدق الي زوجها الذي ركض ليحمل مراد ولكنه لم يكن وحيداً فوجدت إمراءة شقراء طويلة كانت تتعلق بذراعيه وتضحك بإغراء في وجهه 

ضحك مراد ودادي المحبوب يرفعه عن الأرض ليستدير به في الهواء ليثير الفرحة في وجهه الصغير المستدير......راقبتهما مليكة مذهولة فمع مراد يكون سليم شخصاً أخر .....يكون حنوناً ومحباً واباً رائعاً 

زفرت بعمق تعبيراً عما يعتريها من صراعات خواطرها........تري من تلك المرأة يا زوجي العزيز؟؟!! "


****************************


تفتكروا هتطلع مين وإيه علاقتها بسليم ؟؟!!


الفصل دا برعاية دا بينه هيبوبجي مرار طافح يا مليكة 

شوية فاطمة وشوية الست دي ياتري فين مين تاني 😂😂💔✋


أتمني الفصل يعجبكوا يا فرولاتي 😍😍❤


لايك قبل القراءة وكومنت بعدها مانجاتي ❤😍

الفصل الثامن

تقدم سليم ناحيتها وهو يحمل مراد وبجانبه تلك 

المراءة .......كبتبت مليكة شهقة بعدما تعرفت الي وجه تلك الشقراء الجميلة سلمي التي إتسعت عيناها بدهشة حينما رأت مليكة التي أخذت تدعو الله داخلها أن يمرر تلك الزيارة علي خير وألا ينكشف سرها

برقت عيناها بينما تتمتم بدهشة 

سلمي : مليكة!!!!...إزيك يا حبيبتي وبتعملي إيه هنا

أطرقت مفكرة لوهلة ثم تابعت متسائلة بعدما رفعت حاجبها بمكر 

إنتِ أكيد مش مربية أمير سليم الصغنن

إحمر وجه مليكة بقوة فهي وسلمي لم يكونا أصدقاء بل كانت صديقة تاليا في مجال عرض الأزياء .....ودائماً ما كانت مليكة تحذر تاليا منها فهي فتاة لاذعة متقلبة إلا حينما تكون في صحبة رجل وسيم 

ردت مليكة بهدوء وهي تنظر بحدة الي زوجها 

مليكة : لا يا سلمي أنا مش المربية ولا حاجة 

توقف سليم عن ملاعبة مراد وأخذ ينظر اليهما 

متابعاً بنبرة خُيل لمليكة أنها نبرة فخر ولكن سرعان ما غيرت رأيها 

سليم: لا يا سلمي مليكة تبقي مراتي وأم مراد 

تسائلت سلمي بدهشة 

سلمي : مراتك؟؟؟ مليكة تبقي مراتك 

إنت قولت إنك فعلاً إتجوزت بس مش مليكة ومن الواضح يعني من عمر مراد إنكوا تعرفوا بعض من مدة ........علشان كدة إختفيتي يا مليكة 

حدق بها سليم مستغرباً وأردف متسائلاً في دهشة 

سليم: إنتو تعرفوا بعض منين 

إستراحت سلمي في جلستها وكأنها تستخف بمنافستها مليكة وبشدة وتابعت باسمة بمكر 

سلمي : حكاية طويلة أوي يا سليم 

وضع مراد علي قدمية وتابع باسماً بأهتمام 

سليم: أحب أسمعها جداً 

إبتسمت مليكة بتوتر لإحدي الخادمات التي جائت حاملة صينية عليها ثلاث أكواب من العصير 

فأعطاها سليم مراد 

سليم: خدي مراد معاكي يا أميرة وشوية وهنحصلك

جلس هو بعدما أعطي الأكواب للسيدتين 

سليم: هاه قوليلي يا سلمي تعرفوا بعض منين 

إرتشفت قليلاً من كوبها ثم تابعت باسمة 

سلمي : إزاي متعرفش وأنا ومراتك كنا شغالين في مجال واحد علي الأقل من وقت طويل.....إنت متعرفش إنك إتجوزت واحدة من أشهر العارضات ولا إيه 

ضحكت بصخب ثم أضافت بمكر 

سلمي : أنا طبعاً مش عارفة أشكرك إزاي المنافسة كدة قلت كتير 

رد سليم من دواعي اللبقاقة 

سليم: لالا إنتِ مينفعش تخافي من المنافسة إنتِ جميلة طبعاً

كادت مليكة أن تنفجر غضباً من كلام زوجها 

وزمت بشفتيها في إستهجان متبرمة بغضب 

مليكة: لا حنين أوي مع كل الستات وعندي أنا بتقلب 

أردف سليم باسماً بأدب 

سليم: طبعا يا سلمي إنتِ هتتعشي معانا 

أردفت هي باسمة بإنتصار خفي شعرت به في عيناها 

سلمي : شكراً يا سليم بس مش عاوزة أكون متطفلة وتقيلة عليكوا 

ثم أردفت باسمة بمكر 

لو بس مليكة معندهاش مانع فأنا هاخد منك جوزك الحلو دا شوية 

إستافقت مليكة من خيالها التي تخنق فيه سلمي بيديها الإثنتين علي لهجتها الوقحة 

هي صحيح قد تكون موجودة في هذا المنزل رغما عنها ولكنها لن تبدوا أبدا كالغبية 

ثم أردفت متسائلة في ضيق بعدما نفخت أوداجها بطفولية 

مليكة: ياتري سلمي بالنسبالك إيه ياسليم ولو فعلاً زي منا حاسة فمش من حقك أبدا تجيبها البيت 

زيارة حبيباتك البيت مكنش جزء من إتفاقنا ولا عمره هيكون 

قررت مليكة الرد ......فإبتسمت بأدب 

مليكة: اكيد لا يا سلمي إنتِ منورانا 

أومأت برأسها في مجاملة بينما ترتشف من مشروبها الذي سرعان ما وضعته جانبتً وأردفت في تعاطف مبتذل 

سلمي : صحيح يا مليكة البقاء لله مجتش فرصة أعزيكي في تاليا إتضايقت أوي لما عرفت 

شعرت مليكة بغصة في قلبها إثر تذكرها شقيقتها الراحلة حتي تكون ستار من الدموع أمام زرقاوتيها 

أاااه يا شقيقتي وجعي بك........مثل وجعي على ضفاف النيل.......مثل نزف الشام على الثري......مثل دمع بيروت على أهلها........مثل وجع يتيمٍ لا يعرف إلا الأنين بيوم العيد ولكن ما يمني قلبها ويصبر نفسها هو أن الوداع لا يقع إلا من يعشق بعينيه أما ذلك الذي يحب بروحه وقلبه فلا ثمة إنفصال أبدا.......

تابعت هي لتزيد ألمها بأسي 

سلمي : تاليا كانت واحدة من أجمل البنات الي عرفتهم 

أجفلت مليكة حينما تذكرت سليم ونظرت ناحيته بتوتر فسلمي لا تعرف مطلقاً خطورة الموقف الذي تخوض فيه ثم أردفت في إضطراب جلي تماماً

مليكة: الله يرحمها 

وحاولت تغيير الموضوع بسرعة 

مليكة: أنا شوفت صورك اللي نزلت وإنتِ في باريس كانت حلوة جداً بجد.......المصور كان آدم مش كدا 

تجاوبت سلمي مع الآعجاب بشدة 

سلمي : أيوة هو كان المفروض تاليا هي اللي تصور السيشن دي بس إعتذرت في الحظة الأخيرة أعتقد لأنها تعبت 

كان سليم يراقبهما بعدم فهم وتقلبت مليكة في مقعدها قلقاً وأومأت براسها في هدوء وهي تتمتم بتوتر 

مليكة : صح 

إعتدلت مليكة في مقعدها فتابعت سلمي متسائلة 

سلمي : أنا عرفت إنها تعبانة بس مكنتش أعرف من إيه 

علمت مليكة أن وجهها شحب ولكنها لم تستطع أن تخفي حزنها فلقد مر وقتاً طويلاً حقاً ولكن الذكري لازالت تؤلمها ولم يتجرأ أي أحد أن يسالها كيف ماتت تاليا 

أخذت تشرح مقطوعة الانفاس 

مليكة: كانت.... كانت تعبانة قبل ما تموت بكام شهر 

سلمي : أيوة منا عرفت بس إيه سبب تعبها يعني 

حاولت مليكة التفتيش عن عذر مناسب كيلا تنكشف 

وهنا تدخل سليم لإنقاذها دون أن يدري فإعتذر بأدب 

سليم: معلش يا بيسان أعذرينا دقايق هنروح نطمن علي مراد وننيمه ونرجعلك تاني 

إبتسمت هي في أدب بعدما أومأت برأسها 

سلمي : أكيد إتفضلوا طبعاً

سحب سليم مليكة من يدها بقوة وهو يقودها الي الداخل ولكنه أدخلها غرفة نومه بدلاً من غرفتها 

قال وعيناه تبرقان 

سليم: من تاليا دي 

مليكة: دي... دي... دي كانت واحدة صاحبتي 

وهنا سأل سليم في إضطراب 

سليم: وكنتوا قريبين زي مانا فهمت 

أومأت مليكة براسها وتابعت بتبرم واضح 

مليكة: أيوة بالظبط .......كويس كدة 

سليم: لا مش كويس حازم كان يعرف بنت اسمها تاليا وكانت عارضة أزياء برضوا 

حدقت به مليكة بفزع إذن لقد ذكر حازم اسم شقيقتها........لذلك عليها أن تكون أكثر حذراً أو ستوقع بنفسها عما قريب 

صمت هنية ثم نظر إليها بإشمئزاز 

سليم: إيه كنتوا بتبدلوا الرجالة مع بعض 

ثارت زرقاوتيها شجناً كمتوسط عروس البحر في ليالي الشتاء الحزينة ثم تابعت بحزن تخلله غصة ألم إعترت قلبها ولكنها لم تستطع تحديد السبب تحديداً أ من كلماته أم إثر ذكري شقيقتها الراحلة 

مليكة : أكيد لا طبعاً 

فعلاً حازم وتاليا كانوا مرتبطين لفترة بس سابها وأنا معرفتش غير لما إتجوزت حازم 

حاولت تغير الموضوع فتذكرت سلمي وغلي الدم في عروقها فصاحت به غاضبة 

مليكة: ياريت بقي حضرتك تقولي إيه اللي جاب البتاعة دي أقصد سلمي هنا......ولا إنت عادة بتستقبل عشيقاتك هنا 

صمتت هنية وهي تراقب نفور العرق النابض الموجود بجبهته ثم تابعت صائحة بغضب 

لو دي من عاداتك فإنت لازم تغيرها وتبقي تقابلهم في أي حتة......علشان إذا كنت إنت مبتهتمش لرأي الخدم فأنا بهتم وجداً كمان 

الصمت الذي ساد كاد يحطم الأعصاب ظنت مليكة أن سليم لم يسمعها في بادئ الأمر ولكن إزدياد النبض فوق أوداجه دليل علي سماعه التام لها 

إزداد توترها بإزدياد الصمت 

وأخيرا قرر سليم قطعه 

فهتف سائلاً بعدما إرتفع حاجبه بدهشة 

سليم: إنتِ فاكرة إنها عشيقتي 

صاحت بغضب حاولت السيطرة عليه 

مليكة : مش محتاجة يعني يا سليم بيه علاقتكوا واضحة وجداً كمان هي مكنتش تعرف إني مراتك فأكيد مكنتش جاية تشوفني

أردفت بسخرية خرجت منها إردياً 

نحمد ربنا إنها عارفة أصلا إنك متجوز 

إزداد غضبها فإحمر وجهها وإرتفع صوتها وهي تحدثه

لا وكانت فاكرة إننا المربية كمان 

إبتسم سليم إبتسامة إرتفع لها وجيفها بعنف.....إبتسامة كادت تنسيها كل شئ وأردف في هدوء 

سليم : مش غريب علي فكرة دا شئ متوقع.....إنتِ فعلاً شكلك زي المربية العذراء 

صاحت به بغضب 

مليكة : نعم 

أردف هو ببراءة كادت تدق عنقه لأجلها 

سليم: دي كانت رواية لكاتب اسكوتلاندي 

كادت مليكة أن تنفجر غضبا لهدوئه وإسلوبه الغير مبالي 

فأردف هو باسماً 

سليم: ستات كتير يعتبروا اللي قالته دا مجاملة حلوة يا مليكة

صاحت بغضب وهي تضغط علي كل حرف تخرجه 

مليكة : أنا مش زي كل الستات وكلامها دا مكانش مجاملة بالمرة دي كانت قاصدة وقاصدة جداً كمان ضحكتها البريئة مدخلتش عليا أنا اعرفها من زمان بالقدر الكافي اللي يخليني أقول إن كل كلامها دا كانت عاوزة بيه تطلعني واحدة قليلة ونجحت الحقيقة 

إبتسم سليم ابتسامة خفية ولكنه سرعان ما سيطر عليها وتابع بجدية 

سليم : مفيش داعي إنك تحسي إنك كدة ومتقلقيش أنا عارف بيسان كويس بس دا ميسمحلكيش تقولي إنها عشيقتي هي كانت صاحبة حازم 

إتسعت حدقتاها وصاحت بدهشة 

مليكة : واحد تانية 

أومأ سليم بأسي 

سليم: للأسف 

أردفت غاضبة 

مليكة: ودلوقتي صاحبتك إنت مش كدا 

صاح بها سليم بغضب ونفاذ صبر 

سليم: وقت موت حازم هي كانت في ألمانيا ولسة راجعة....فجتلي الشركة تعزيني وملقتش غير إني أعزمها علي العشا ولما جت طلعتوا تعرفوا بعض 

تمتمت مليكة متصلبة 

مليكة: أنا مش محتاجة شرح كل اللي بقولهولك عشقيقاتك ميجوش هنا علي الأقل علشان شكلي قدام الناس اللي هنا 

تقدم منها سليم في خطوة مهددة وهتف بغضب

سليم : قولتلك سلمي مش عشيقتي وياريت تكوني مؤدبة أكتر من كدا مع ضيفة في بيتك 

صرخت به في عنف 

مليكة: دا مش بيتي يا سليم أنا بس مسموحلي أقعد فيه 

هدأت نبرتها حينما رأت نظراته المخيفة وتابعت في هدوء

عمتا أمرك يا سليم بيه أنا هتحمل فكرة وجودها هنا علشان دا مش بيتي وهعاملها في حدود الضيافة لكن متطلبش مني إني أحبها لأني أسفة مش هقدر.......لأني مبحبش بيسان ومش هحبها أبداً

زم شقتاه بنفتذ صبر وأردف بحنق 

سليم: بلاش شغل عيال يا مليكة 

إتسعت حدقتاها بعدما إرتفع إحدي حاجبيها وتمتمت بغضب 

مليكة: أنا عيلة بقي 

شعرت وكأن ضغط كل الفترة المنصرمة وكلماته لها وغضبها من تلك ال سلمي وحزنها لفراق تاليا وحزنها لفقد والدها وشقيقها أو حتي غضبها لا تعرف قد تجمع وإنفجر الأن كل ذلك 

فصاحت بحنق 

مليكة: متفتكرش إني هبلة ومش عارفة إنك مش طايقني في بيتك ومستحملني بس علشان مراد 

أنا عارفة إنك شايف اني واحدة مش تمام يعني ست زيي وعندها ولد ومش عارفة مين باباه 

متفتكرش يا أستاذ سليم إني حابة الحياة هنا لا أنا بكرهها وبكرهها جداً كمان 

إختنق صوتها بالبكاء وتماسك زوجها بكبرياء 

أخذ ينظر الي رأسها المنحني ثم قال بهدوء 

سليم: إنتِ كنتي عارفة إن دا هيبقي الوضع من الأول 

أردفت بإختناق 

مليكة: أه دلوقتي أنا اللي غلطانة كمان 

مش كفاية كدا بقي ولا إيه.....كفاية أنا تعبت بجد

كادت أن تكمل ما بدأته .....كادت أن تعترف بكل شئ ولكن تلاشي صوتها عندما تهاوت يده لتصفعها فإرتفعت يدها الي وجهها تلقائياً وحدقت فيه مذعورة ودموع الألم تندفع من عينيها

سمعته يتمتم بضع الكلمات بالإسبانية ولكنها لم تكن تسمعه

*****************************

تفتكروا سلمي دي هتجيبها لبر ولا ايه؟؟!!

وتفتكروا مليكة هتسكتلها ......



لايك قبل القراءة وكومنت بعدها مانجاتي ❤😍


الفصل التاسع


شعرت بذراعيه وهي تقاومه لتفلت منه ويهتف بها في إعتذار وندم بالغ 

سليم: أنا أسف أسف 

هزت رأسها وخدها يؤلمها 

ضحكت بسخرية مُزجت بالقهر 

مليكة : لا إنت مش أسف يا سليم 

حاول أن يلمس كتفها ليهدأها فنفضت كتفيها و إبتعدت عنه خطوة وتابعت في حنق 

سيبني لو سمحت 

تحدث بصوت عميق تخنقه المشاعر 

سليم: لا يا مليكة إنتِ كنتي بتقولي حاجات كتيير جداً مش مظبوطة ومكنش قدامي غير الطريقة دي علشان أسكتك بيها 

إبتسم إبتسامة جانبية غلي لها الدم في عروقها حتي سمعته يتحدث 

هي مكنتش الطريقة الوحيدة أه بس أعتقد إنك كنتي هتكرهي التانية أكتر بكتير جداً 

أردفت تسأل بعدم فهم 

مليكة : طريقة........ طريقة إيه 

إتسعت إبتسامته بتمهل خطف قلبها 

سليم: أكيد إنتِ تعرفي إني لو كنت.... لو بوستك دلوقتي كنتي هتسكتي برضوا بس أعتقد إن في حالتنا دي كانت هتنيل الدنيا اكتر 

إزاد إحمرار وجنتيها علي إحمرارهما من الصفعة 

وإبتعدت بعينيها عنه خجلاً فأردف هو محاولاً تخفيف حدة الجو بينهما 

سليم: إبتسمي يا مليكة إبتسامة واحدة ليا 

بلاش ليا علي الأقل علشانك أنتي......إنتي أجمل من إنك تضايقي 

مسحت مليكة دموعها التي كانت دموع صدمة أكثر منها ألم 

مليكة: أنا أسفة أنا مش في الطبيعي هستيرية كدا 

إبتسم سليم في مكر 

سليم: وأنا في الطبيعي بختار الطريقة التانية 

إبتسمت في خجل فتابع هو بجدية 

سليم: اللي مريتي بيه في الفترة اللي فاتت مكنش سهل علشان كدا مش من المفروض إنك تكتمي جواكي كدة 

أعطاها إحدي إبتسامته الرائعة وهو يتحدث 

ودلوقتي بقي يلا علشان نروح نبوس مراد ونقوله تصبح علي خير 

أومات برأسها موافقه وعدلت حجابها وقالت بصوت مختنق 

مليكة : شكلي بشع أكيد 

عمد بيديه القويتين الي وجهها ليمسح لها دموعها وبشكل غريب وجدت لمسته لذيذة فأردف باسماً 

سليم: إنتِ حلوة في كل أحوالك يا مليكة 

إبتسم بمرارة وهو يتحدث 

مستغربة من كلامي صح 

حدقت به في دهشة 

مليكة: أنا ليه 

أردف هو بسهادة 

سليم : إنتِ عاملة زي الالغاز المعقدة بالظبط في لحظة بفتكر نفسي عرفت حلك وعرفت إنتِ إيه بالظبط......وفي لحظة تانية بلاقي نفسي مضطر أراجع كل الي كونته عنك.....إنتِ إيه يا مليكة 

إنتِ بريئة وساذجة ولا ست ليكي خبرات وتجارب 

لم تتفوه مليكة بحرف بل تطلعت إليه بعينين صادقتين ومعذبتين أيضا .........شاهدت وجهه يتصلب من جديد وعادت البرودة الي عينيه حتي أنها كرهتمها .......كيف يمكنه أن يتحول الي قاسي وبارد ومؤلم لهذه الدرجة 

وتسائلت في دهشة مُزِجَت بالمرارة 

كيف تتحول نظراته بتلك السرعة 

أردف هو بصوت أجش 

سليم: لو كنتي جاهزة يلا علشان نروح نشوف مراد ونطلع لسلمي لأنه مينفعش نسيبها كل دا 

مليكة: حاضر يلا بينا 

وتوجها سوياً الي غرفة مراد الذي كان في غاية السعادة وخصوصاً عندما شاهد دادي المحبوب 

فترك أميرة المربية وركض نحوة 

شاهدت مليكة كيف تتبدل ملامح سليم بجواره 

كيف يصبح ذلك الاب الرائع الحنون 

جثي علي ركبتيه ليحمله وأخذا يلعبان سويا 

كانت رؤية مراد بهذه السعادة كفيلة بأن تجعل مليكة تتحمل ألم وقهر وظلم العالم أجمع 

يالالسخرية فمن يراهم هكذا يظن أنهم عائلة رائعة سعيدة.......وكم سيكون مخطئاً 

وقفت تتذكر نفسها حينما كانت صغيرة كيف كانت تركض ناحية والدها حين عودته من العمل....وكيف كان يحبها والدها ويدللها وحتي شقيقها الذي لم يكن يختلف عن اباها كثيراً 

تنهدت في ألم وشوق وعادت الي أرض الواقع 

فأردفت بهدوء 

مليكة: سليم معلش أنا هسيبكوا دلوقتي وأروح البس علشان ننزل علي العشا 

أومأ برأسه في هدوء 

سليم: تمام بس متتاخريش 

أومأت مليكة برأسها ثم قبلت مراد و توجهت الي غرفتها قررت مليكة أن تظهر بأبهي حلة فهي لن تترك الفرصة لتلك السلمي أن تتفوق عليها 

إختارت واحد من اجمل الفساتين التي كانت ترتديها أثناء عملها كعارضة وكان من بين القليل الذي لم تبيعه 

كان فستان باللون البنفسجي القاتم يصل حتي ركبتيها بأكمام طويلة ولكنه عاري الأكتاف.... يضم إنحنائات خصرها النحيل ويبرز معالم جسدها 

عقصت شعرها في كعكة غير مهندمة فأخرجت منها بعض الخصلات العشوائية علي وجهها 

وإرتدت حذاء خفيف للمنزل مزركش بالورود بدرجات البنفسجي ووضعت أحمر شفاه قاتم بلون الفستان مما أبرز معالمها ورشت بضع رشات من عطرها المفضل 

لقد كان حقاً هذا الفستان يناسبها فهو يظهر لون بشرتها البيضاء وعيناها التي إتخذت من البحر لونه وأيضا شعرها الناري الذي ورثتهم عن والدتها رحمها الله 

هبطت الي الأسفل في هدوء 

كانا سلمي وسليم مستغرقين في الحديث حينما دلفت الي حجرة الإستقبال.......تسللت رائحة عطرها القوية الرائعة الي أنف سليم 

فإلتف برأسه ووقف في حركة سريعة وعيناه تتجولان بذهول فوق جسدها كانت المرة الاولي التي يعترف بها بطريقة ما بأنها تجذبه 

نعم لقد أخبرها من قبل ولكنه قالها بطريقة باردة 

أما تلك النظرة في عينيه الأن هي نظرة رجل لأمراة يجدها مرغوبة...... هو لا يستطع أن ينكر أبداً انها فتاة صور الله لحظها ليهتك أستار القلوب به عمداً 

تسللت لثغرها إبتسامة ثقة بعدما إستقام جزعها في غرور وأردفت باسمة بأدب 

مليكة: أسفة جداً لو كنت إتاخرت عليكوا 

تقدم منها سليم وهو يجذبها بين ذراعيه ليطبع قبلة هادئه علي وجنتها 

سليم: إعذريني يا سلمي بس لازم أقول لمراتي إنها حلوة جداً 

إبتسمت سلمي بسخرية 

سلمي : أكيد طبعاً ليك حق 

تابع هو في هدوء 

سليم: مليكة خليكي مع سلمي لحد ما أروح أعمل مكالمة مهمة مش هتأخر 

نظرت مليكة الي سلمي بعدما خرج سليم وسألت في هدوء محاولة تكوين أي حديث كصاحبة المنزل 

مليكة: هاه إيه أخبار شغلك 

سلمي : كويس حتي لو مكانش ماشي حاله أوي بس أهو أحسن من القاعده في البيت....أصل قعدة البيت بتخنقني 

رمقتها بإزدراء واضح وأردفت بإستهزاء وهي تضع قدم علي أخري في غرور 

عارفة أنا مش متخيلاكي في دور الأم وربة الاسرة والكلام دا مش عارفة أفكر فيكي كدا خالص 

رفعت مليكة حاجبها بتحدي وتابعت بنزق 

مليكة: بجد مكنتش أعرف إنك بتفكري فيا أصلاً 

تابعت سلمي بوقاحة جفلت لها مليكة 

سلمي : الحقيقة لا بس إندهشت لما شوفتك هنا وأكيد سليم مش هيخلي مراته تشتغل 

أكيد كنتي تعرفي حازم كان وسيم أوي وبتاع ستات جداً......بس مش زي سليم........سليم غيره خالص يعني سليم دا مثال كدا للرجولة ميكس فظيع من الراجل الشرقي الصعيدي والراجل الإسباني ولو إن الإتنين ميختلفوش عن بعض كتير 

أردفت مليكة بثبات حاولت جاهدة ألا يسيطر عليه غضبها 

مليكة : اللي إنتِ بتتكلمي عنه دا يا سلمي 

يبقي جوزي 

تابعت سلمي بتحدي 

سلمي : أه أكيد عارفة بس دا ميمنعوش إنه يشوف ستات جميلة 

إبتسمت مليكة ساخرة 

مليكة : لسة زي ما إنتِ متواضعة جداً ياسلمي عارفة إنتِ بالتواضع الي عندك دا هتنجحي في مهن تانية كتير أكتر من الأزياء 

إبتسمت سلمي بخبث 

سلمي : أكيد مش ناوية أفضل عارضة كدة علي طول يا مليكة.....أنا هبقي ذكية زيك وأدور لنفسي علي راجل غني أتجوزه .....بالمناسبة صحيح إتقابلتوا إمتي وفين .....يعني إنتِ لا بتحضري حفلات من بتاعتنا ولا بتخرجي خروجاتنا لقيتيه إزاي 

إعتدلت مليكة في جلستها وأردفت باسمة بثقة 

مليكة : مش أنا الي دورت هو اللي لقاني 

رفعت سلمي حاجبها متسائلة في هدوء 

سلمي : بجد وبقالكوا قد إيه متجوزين 

رد عليها سليم وهو يدخل الي الغرفة 

سليم : من فترة مش طويلة أوي مش كدا يا حبيبتي 

وإبتسم لها فاحمرت خجلاً إثر نظراته المتفحصة 

وحاولت أن تبادله الإبتسامة 

مليكة : صح يا سليم 

تعلم مليكة تماماً أن تمثيل الحب أمام الناس هو من شروطهما ولكنها أحست بالتوتر لتمثيلها هذا الدور وخصوصاً أمام سلمي نافذة البصر 

سألت كي تخفف توترها 

مليكة: مراد كان نايم لما نزلت هنا ؟! 

بدت علي وجهه إبتسامته الرائعة تلك الإبتسامة التي لا تظهر إلا حينما يفكر بمراد 

سليم : أيوة يا حبيبتي وكان جميل زي مامته بالظبط 

مليكة بخجل : شكراً 

سليم: أنا مبقولش غير الحقيقة يا حبيتبي 

تقدم لإصطحاب زوجته 

سليم: مش يلا علشان العشا بقي ولا إيه 

الفتيات: يلا 

تشبثت مليكة بذراع سليم وسارت سلمي الحانقة أمامهما 

بعد تناول العشاء دلفا سليم وسلمي الي غرفة المكتب ليناقشا بعض أمور العمل علي حد قول سليم .....أما هي فإعتذرت وصعدت لغرفتها 

بدلت ملابسها وأخذت تتقلب علي فراشها كأنها تتقلب علي الجمر محاولة في النوم عندما سمعت محرك سيارة سليم 

إنها الواحدة الأن لقد مضت ساعتان منذ خرج ليوصل سلمي الي منزلها......لا يلزمها الكثير من الوقت لمعرفة ماذا حدث في هذا الوقت 

نهضت غاضبة من نومتها 

فجلست علي الفراش وأنزلت قدميها الي الارض تتلمس بهما السجادة السميكة الموضوعه أسفل فراشها 

ثم هتفت غاضبة لنفسها 

مليكة : لا أنا لا يمكن أسمح باللي بيحصل دا أنا لا يمكن أسمح لاي حد إنه يقول متجوز وسايب مراته علشان يروح لواحدة تانية 

نهضت غاضبة عندما سمعت خطواته الخافتة الثابته في الغرفة المجاورة 

من شدة غضبها لم تطرق الباب لم تتذكر ثياب نومها الرقيقة للغاية فكان غضبها قد وصل مبلغه 


*****************************


تفتكروا سليم هيعديهالها؟؟! وهيكون إيه رد فعله 




لايك قبل القراءة وكومنت بعدها مانجاتي ❤😍


الفصل العاشر 


في صباح اليوم التالي 


إستيقظت وهي تشعر بدوار شديد وهبوط حاد وصداع يكاد يفتك برأسها 

تنهدت بائسة وزفرت بسخرية 

يالالسخرية فهذه الأعراض لم تشعر بها ولو لمرة واحدة أثناء أيام شقائها وها هي الأن بين أحضان النعيم إن صح تعبيرها تعاودها هذه الأعراض القديمة

سحبت نفسها بضعف لترتدي ثيابها فالساعة قد تجاوزت العاشرة بقليل ومن المدهش أن مراد لم يبدأ بالصراخ الذي يملأ المنزل

لكنها تهاوت من جديد فجسدها أضعف من أن يتحرك......راودها شعور بالسخف وراحت تتسائل أ يضعفها مجرد صداع ودوار وسرعان ما غلبها النوم ثانياً لتفتح عينيها فجاءة علي طرقات خفيفة علي بابها 

فهمهمت بوهن 

مليكة : إتفضل 

دلف سليم الي الغرفة ومعه مراد فحاولت تغطية جسدها فلم يلحظ سليم ما بها 

وقف جوار فراشها وحياها بأدب 

سليم : صباح الخير يا مليكة ابنك صحي وبيسأل عن مامته وللأسف مش عارف أحل محلك 

قفز مراد لفراشها ثم قبلها باسماً

مراد: ثباح الخير يا مامي 

إبتسمت بضعف بعدما إحتضنته 

مليكة: صباح الفل ياعيون مامي

ثم سألت سليم 

صحي إمتي ...

وتابعت بإعتذار 

أنا اسفة والله مش بتاخر في النوم لدلوقتي

تابع باسماً بتفهم 

سليم : إيه المشكلة عادي يعني

هو صحي الساعة 7 وحاولت إني أعمل كل اللي أقدر عليه علشان أسليه بس فشلت فشل ذريع وإكتشفت إني مش هعرف أخد مكانك حتي لكام ساعة 

إبتسمت مليكة وهي تحتضن مراد 

مليكة: متقولش كدة إنت عارف إن مراد بيحبك جداً 

لاحظ سليم شحوبها فسأل في قلق 

سليم: إنتِ كويسة 

أردفت بوهن 

مليكة : أه الحمد لله

ثم تابعت مغيرة الموضوع 

مليكة: إنت مش رايح الشغل النهاردة 

هز رأسه رافضاً 

سليم: لا النهاردة الجمعة وفكرت إني أقضي اليوم النهاردة معاكوا يعني بما إننا هنسافر بالليل 

أعاد سليم إليها النظر بدقة 

سليم: مليكة إنتِ مش كويسة خالص الموضوع واضح زي الشمس متحاوليش تنكري 

همهمت بوهن 

مليكة : لا مفيش حاجة 

ولكن تلاشي صوتها ضعفا مما يؤكد كذبها 

مليكة: أنا بس مرهقة 

تابعت باسمة بوهن وهي تطالع مراد في حنان 

ومراد أعتقد إنه هيفرح كتير لو خرج مع دادي بتاعه

سأل سليم بدهشة 

سليم: مش هتيجي معانا 

هزت رأسها نافية وتمنت لو لم تفعل فقد تحول دوار رأسها الي آلم حاد وتمنت لو تعود الي النوم مرة آخري

مليكة: لا أنا محتاجة أنام شوية فلو هتاخد مراد معاك هنام كمان ساعة واحدة بس لو معندكش مشكلة 

أردف قلقاً 

سليم: لا طبعاً لو دا اللي إنتِ عاوزاه 

حمل مراد من الفراش وأردف بقلق 

سليم : إحنا هنمشي نامي كويس 

سار قليلاً ناحية الباب ثم إلتفت إليها 

شاعراً وقتها بالقلق وتأنيب الضمير ناحيتها فهو يعرف جيداً أن الإعتناء بطفل مرهق للغاية وخصوصاً لشابة مثل مليكة 

سليم: مليكة أنا عارف إن موضوع تربية مراد لوحدك دا مرهق جداً وإنتِ عارفة إني من الأول حبيت أريحك بس إنتِ الي رفضتي 

تغيرت قسمات وجهها وإحمرت عيناها ونهضت جالسه علي فراشها غير عابئة بجسدها النصف عاري بسبب غلالة نومها السماوية التي تناسب لون عينها بشدة 

مليكة: أكيد طبعاً مش هوافق مراد ابني يعني دا واجبي كأمه إني أديه إهتمامي وطاقتي ووقتي.......مراد كل حياتي ومش هستخسر فيه شوية طاقة ومجهود 

قطب سليم بشدة من هجومها الشديد 

سليم: إنتِ أكيد يا مليكة عندك حاجات تانية يعني غير مراد 

هزت مليكة رأسها 

مليكة: متخافش يا سليم أنا منستش.... ومنستش برضوا إن جوازنا دا ملوش أهمية وإنك مستني مراد يكبر وننفصل متقلقش أنا مش ناسية 

تقدم منها سليم غاضباً لتلك الكلمات السخيفة التي تتفوه بها صائحاً بها بحنق 

سليم: أنا مش فاهم إيه الكلام الغريب اللي بتقوليه دا يا مليكة 

أزاحت مليكة أغطية فراشها بتعب ونهضت عن الفراش تقف شامخة شاعرة بدوار يكاد يقتلها........ضحكت بداخلها بسخرية فحقاً بينما هي تقف شامخة بكل عز...... داخلها يتهاوي 

آلماً.......شجناً وارهاقاً

مليكة: خلاص يا سليم أرجوك إنت عاوز إيه دلوقتي 

عاوزني أصحي مش كدا أنا خلاص صحيت 

إتسعت حدقتاه دهشة ومن ثم أردف بذهول 

سليم : مش دا قصدي خالص أنا.....اأ

قاطعته بضعف متوسلة 

مليكة: سليم بالله عليك متبدأش محاضرات دلوقتي

أنا فعلا مرهقة ومش قادرة أناهد بص أنا خلاص صحيت أهو سيب مراد هنا وأنا ربع ساعة وهكون تحت 

شعر سليم بالقلق عليها فهي تبدو في حالة مذرية شاحبة للغاية شفتاها شاحبتان تبدو واهنة كثيراً

سليم بحنو: مليكة أنا........ا

زاغت عيناها فجاءة شاعرة بتشوش في رؤيتها بالأرض تميد تحت قدميها فصرخت فجاءة 

مليكة : سليم 


****************************


تفتكروا مليكة حصلها ايه ؟؟!

وسليم هيكون رد فعله إيه


أتمني الفصل يعجبكوا يا فرولاتي ❤❤😍

تكملة الروايةهناااااااااا


تعليقات

التنقل السريع