القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الملعونة الفصل الأول والثاني 1-2بقلم هنا عادل

 

رواية الملعونة الفصل الأول والثاني 1-2بقلم هنا عادل 






رواية الملعونة الفصل الأول والثاني 1-2بقلم هنا عادل


الفصل الاول


هيام، 36 سنة، مؤهل فوق المتوسط، زوجة وام من سبع سنين، جوزي راجل محترم وكويس....ههههه مع كل الناس الحقيقة، على فكرة انا متجوزاه عن حب واقتناع، يعني مش مجرد جوازة او عريس علشان يبقى اسمي اتجوزت، لاء خالص، انا خدت القرار بأقتناع تام وهو الحقيقة كان من الشخصيات الوهمية كده، يعني كان معايا فى كل حاجة واي حاجة، وكنت بلاقيه فى ضهري فى اي مشكلة، سند كده يعتمد عليه وانا الحقيقة طول عمري مفتقدة للسند، ابويا كان مسافر علطول فمحسيتش بوجوده، عيشت معاه اربع شهور فى اول جوازنا حلوين جدا، ومن بعدهم كل حاجة ابتديت تتغير، تحكمات بتزيد، كلام جارح كتير، تقليل بقى والحاجات اللى ممكن تبين اني ست مقهورة وعايشة وانا راسي فى الرمل، الحقيقة احيانا كنت بحس بكده، كنت بستسلم وبضطر اعيش علشان مش هينفع البيت يتخرب، علشان ملحقتش، علشان بحبه، وعلشان كلام الناس، وعلشان اهلي رافضين طبعا، وبعيد عن كل الاسباب دي فهو بعيد عن المشاكل كويس، حنين، جدع مع اهلي جدا وكويس وبيحبوه وموقف وده سبب فى انهم ضدي طول الوقت، أقلمنا نفسينا على العيشة دي واتعودنا زى ما كل البيوت بتتعود على المشاكل، اشتكيت كتير ولقيت مفيش فايدة ولا فيه حاجة بتتغير...يأست ودنيتنا بتمشي، شوية كويسين وهاديين وده طبعا طول ما انا بنفذ طلباته واللى بيشوف هو انه صح، واوقات تانية بنشد فى شعور بعض، بس كل حاجة بقى بالنسبالي مفيش فيها روح، بيعدي يومي وانا زي اللي مجبر على انه يكمل ويعيش، لكن انا الحقيقة مش ضعيفة لدرجة اني اموت من القهر او اعمل فى نفسي حاجة علشان اخلص من الضغط النفسي ده، كنت كل ما افكر اقول لنفسي:

- طيب ولما تموتي كافرة ايه اللى هيتغير؟ هتخسري دنيتك واخرتك؟ عيالك يتمرمطوا وتربيهم واحدة غيرك ويعالم تربيهم ولا ترميهم فى الشارع!! عيشي اكيد ربنا له حكمة فى اللى بيحصل معاكي ده.

كنت بصبر نفسي بكده، لكن حاسة اني مفتقدة حاجات كتير، انا حتى نسيت الناس بتتفسح ازاي وبتروح فين وازاى بيستمتعوا بوقتهم والله، كل حاجة يقولي:

- احنا مكانش عندنا كده، احنا مش متعودين على كده.

مش عارفة هو ايه اللى مش عندهم ولا ايه اللى مش متعودين عليه، مع ان اهله بيخرجوا وبيتفسحوا وبيسافروا وبيتبسطوا، بس عادي مع التكرار اتعودت وبقيت مش بحب انزل معاه اصلا لأني بنزل بتنكد اكتر من النكد اللى بيكون فى البيت، هو له طقوس معينة فى الخروج، واوقات معينة، وتصرفات معينة، فاللي هو انا لو فى تدريب الجيش مش هبقى تحت المراقبة بالشكل ده، بطلت اطلب، بس لما بشوف صور صحباتي وهما مع ازواجهم خارجين ومبسوطين بحس بنقص، والله مش حسد الحمد لله عمري ما بصيت للي مش ملكي، بس كنت محتاجة احس بالانبساط ده، بفتكر نفسي ايام ما كنت لسه متجوزتش، ازاي كنت بخرج واتفسح، ازاي كان ليا اصحاب كتير، ازاي كنت بمسك فلوس وبعرف ابسط نفسي بكل الطرق وبشتري اللى نفسي فيه، فى البداية قولت:

- محتاجة ارتاح من الشغل، محتاجة استقر وابقى زى البنات اللى فاتحين بيوت.

لكن ندمت...ندمت ندم عمري، كنت مرتاحة، بالي كان مرتاح، مفيش حاجة نفسي فيها، ولا فيه حاجة تخليني اتحسر على نفسي لما اشوفها مع حد تاني، حتى الرجالة الحقيقة مفيش حد ارتبطت بيه لدرجة اني اتقهر عليه، عادي مكانش بيحصل نصيب وكانت حياتي بتمشي، مش بس كده ده انا كمان مكنتش بخسر حد ابدا كنت مرتبطة بيه، لأني كنت ببعد بأدب واحترام، ماهو مش معنى ان مفيش نصيب يبقى نبهدل بعض ونهين بعض، يلا مش مهم بقى كل اللى فات ده، كنت قاعدة من اسبوعين ماسكة تليفوني ومفيش حاجة ورايا فى البيت، سمعت صوت المفاتيح فى الباب حسيت ان قلبي اتقبض، اول ما بيوصل ببقى عارفة ان المشاكل والنكد على الباب، دخل وقال بقرف:

- سلام عليكم.

رديت عليه وانا بضحك:

- عليكم السلام، حمد الله على السلامة.

لقيته بيبص ليا من فوق لتحت:

- هو انتي مش بتسيبي ام الزفت ده من ايديكي؟ مبتزهقيش.

لفيت التليفون ناحيته وقولتله:

- انا بلعب والله، ما صدقت اختي جت اخدت العيال معاها وخلصت اللى ورايا وقولت اسلي نفسي شوية لحد ما ترجع.

شوح بأيديه ودخل على اوضتنا وهو بيقول:

- قرف قرف، مش فاهم انا ايه التليفون اللى بقى واحد من العيلة ده.

سيبت التليفون وقومت دخلت وراه بحاول اهدي الدنيا علشان متقلبش بنكد وخناقة:

- في ايه بس يا كريم؟ انا كنت بسلي نفسي والله مش بعمل حاجة غلط يعني؟

بص ليا من فوق لتحت وقاللي:

- الله اعلم والله ايه اللي بيحصل، انا لاقاعد ولا شايف ايه اللى بتعمليه.

حرق دمي بالكلمة، ابتسمت ابتسامة صفرا وقولتله:

- هدخل احضر الغدا.

دخلت المطبخ وانا عيني حابسة فيها الدموع بالعافية، عارفة اني لو عيطت وشافني هيحرق دمي اكتر مش هيراضيني، وعلشان كده خوفت انه يشوفني بعيط، حضرت الغدا وهو كان خلص وراح قعد قدام الترابيزة وقعدنا اكلنا وهو بياكل وبيتفرج على التليفزيون، ساكت ومكشر جدا ومش بينطق بحرف واحد، رن تليفونه كنسل وبعد كده لما رن تاني رد وهو بيضحك:

- حبيبي، عامل ايه يا كبير؟

.............

رد تاني وقال:

- قاعد اهو ياعم فى القرف...اه فى البيت، هكون بنيل ايه يعني؟ هو البيت فى ايه يتعمل؟

حرق دمي بالكلام، مهما كان اللى احنا فيه مفيش داعي انك توصله بأي شكل او طريقة لحد من برة، خاصة انه صاحبك يعني لا هو اخوك ولا اختك ولا امك، سيبت الاكل وقومت دخلت المطبخ اجهزله القهوة علشان مسمعش اللى بيتقال، لكن صوت ضحكته اللى مبشوفهاش فى وشي مسمع الجيران تقريبا، على الحال ده تقريبا نص ساعه لحد ما لقيته بيقول:

- ايه ده هتتجمعوا النهاردة يعني؟ خلاص تمام ده انا جاي.

قفل معاهم وكنت واقفة بغسل المواعين، دخل الاوضة وغير هدومه كنت خلصت اللى بعمله، روحتله الاوضة وانا بقوله بأبتسامة مش من قلبي طبعا:

- هو انت نازل؟

رد بقلة ذوق:

- عنيكي اللى متعميتش دي شايفة ايه؟

حاولت امسك نفسي:

- طيب انزل اروح عند ماما، بدل ما اقعد لواحدي.

سابني وطلع من الاوضة وهو على باب الشقة قاللي:

- انتي اللى زيك ميتحركش من مكانه، اتنيلي بقى وبصي لنفسك فى المرايا، مبقيتيش صغيرة على المرواح والمجي، اتلمي شوية وانسي قرف زمان ده.

هبد الباب وراه و سابني ونزل وانا مصدومة وبقول لنفسي:

- قرف زمان ايه؟ اتلم من ايه؟ وبعدين هو انا قولتله هروح فين؟؟؟ زهقت والله زهقت بقى، ارحمني يارب وابعد عني الشيطان.

دخلت قعدت قدام التليفزيون ادور على حاجة اشوفها، ملقيتش حاجة حلوة وخوفت امسك تليفوني الحقيقة احسن يرجع فجأة ويعمل مشكلة تاني اني مسكاه، شغلت اغاني وقعدت اتفرج، وفجأة وفى وسط الاغاني اشتغلت اغنية رجعتني سنين كتيرررر جدا لورا، كانت اغنية مبعوتالي اهداء من اكتر شخص اتمنيت اني اكمل معاه، لقيت نفسي بسمعها وانا بضحك وكأن مفيش اي حاجة كانت منكدة عليا، بسمعها ومع كل كلمة فاكرة كان بيعلقلي عليها وبيقولي ايه، افتكرته وهو بيقولي:

- عنيكي وانتي مبسوطة بيكون فيها لمعة بموت فيها، ولما بتزعلي لمعة عنيكي بتوجع قلبي.

عيني دمعت لما افتكرت ازاي الشخص ده كان بيعرف امتى عيني بتكون بتلمع من الفرحة وازاي كانت بتبقى بتلمع من الزعل، هو فيه حد ممكن يفهم حد بالشكل ده؟ افتكرته لما قاللي:

- هيام انا مش عايز اكمل مع حد غيرك، بلاش تجبريني على ده.

ابتسمت بأستهزاء على الزمن اللى خلاني افرط فى شخص عايش يحبني عمره كله برغم اني مهتمتش بيه ولو 1% من اهتمامه بيا، شخص كان مستعد يجيبلي نجمة من السما، بس تقولوا ايه بقى؟؟ البطران اخرته قطران على رأي ماما، بقيت ارجع الاغنية كل شوية وانا عمالة افتكر كل حاجة حصلت فى حياتي فى الفترة اللى هو كان معايا فيها، انتم عارفين، هو مطلعش من حياتي اصلا غير لما اتجوزت، برغم انه دخل حياتي من وانا تقريبا فى ثانوي، يعني كان عندي كام سنة!!!! 17 سنة، كان عندي 17 سنة لما كان هو عنده 22 سنة، لكن لأني كنت شايفة نفسي لسه صغيرة قررت اني مقبلش فكرة ان حد يرتبط بيا ولا ارتبط بحد يقيدني ويحبسني بدري اوي كده، بس حبه ليا اللى كان بيخليه ييجي من اخر الدنيا علشان بس يشوفني وانا خارجة من المدرسة كانت فرصة انا ضيعتها من ايدي، كل الحاجات اللى كان بيخليني اشوف اهميتي فيها عنده عن نفسه خلتني الوم نفسي لأول مرة من كام سنة على اني اتجوزت حد تاني غيره، لقيت نفسي بجيب اللاب توب وبدور عليه، انا فاكرة اسمه وفاكرة اسم الاكونت بتاعه، ظهرلي شوفته وهو شايل بنته وكاتب على الصورة:

- ربنا عوضني بيها من تاني بعد ما ضاعت مني سنين.

الجملة خلتني اتخيل ان ربنا كرمه بطفلة قبل كده واتوفيت، لكن لما فتحت الكومنتات لقيت حد من اصحابه كاتبله:

- احلى هيومة دي ولا ايه، كبرت هيام ما شاء الله عليها.

بنته...اسمها هيام، على اسمي...معقول مش ناسيني للدرجة دي؟

ابتديت اقلب فى الصفحة بتاعته واشوف كل صوره مع بنته، صغننة خالص لسه مكملتش 3 سنين، لأن اخر صورة عيد ميلاد ليها كانت على صفحته كان عندها فيها سنتين، البنت كأنها بنتي حرفيا، نسخة مني، كل حاجة، حتى عنيها العسلي ورموشها الطويلة، شبهي بالظبط، بقيت ادور فى الصور وانا مستنية اشوف صورة مراته وبقول لنفسي:

- معقول مراته شبهي للدرجة دي؟

ماهي البنت مدام مش شبهه اكيد شبه مامتها، وجوايا ثقة فى انه دور على واحدة شبهي من كتر ما هو مش ناسيني، لكن اتفاجئت لما لقيت صورة من اربع سنين بتاعته هو ومراته، لقيتها مختلفة تماما عني، هي بشرتها بيضا عني، وعنيها خضرا، ومختلفة تماما عن بنتها وعني وعنه هو كمان، رجعت تاني لصورة البنت وفضلت مركزة فيها لدرجة اني جيبت صورة ليا وبقيت بقارن بينهم وبشوف درجة الشبه بيني وبينها لحد ما......


يتبع

الملعونة


الفصل الثاني


كنت بتفرج على التفاصيل لحد ما حسيت بغلطي فى اللى بعمله ده، قفلت اللاب توب بأنفعال وانا بقول لنفسي:

- ياشيخ منك لله، خلتني اعمل اللى مينفعش اعمله، ليه بس تخليني افتكر وادور على القديم؟

كنت متضايقة جدا من نفسي، فكرة ان التفاصيل كلها ترجع فجأة على بالي اول ما سمعت اغنية كانت بيني وبينه حسستني قد ايه انا بقيت ضعيفة، ده انا مكنتش بالضعف ده لما كان معايا وبيقدملى كل الحلو اللى مكنتش اتخيله فى يوم من الايام، دلوقتي وبعد كام سنة جاية احس بالحنين له، جاية دلوقتي اندم على اني ضيعته! جاية دلوقتي بس اقول ياريت اللى جرى ما كان؟ طيب ليه محسيتش بيه فى الوقت اللى كان لازم احس فيه؟ ليه بعد ما بقيت كل حاجة متنفعش؟ ليه يا كريم تخليني اوصل للحالة دي؟ كلها حاجات اتجمعت عليا فجأة وجعتني فى قلبي، قعدت اعيط على حالي واخدت قراري وانا بقول:

- لازم لما يرجع اتكلم معاه، الحال ده مش هينفع.

لقيت انه مش عيب احاول اخليه يركز معايا، اقربه انا مني بدل ما هو بعيد وبيجبرني على اني ابعد انا كمان، بس انا الطريقة اللى هبعد بيها هتخسرني نفسي واحترامي وكرامتي، لسه متكلمتش عن الحرمانية طبعا لأن ده امر مفروغ منه، غير ان اللى فكرت فيه خلاني شايفة نفسي قليلة جدا فى نظر ولادي، علشان كده مش عيب اني احاول ارجع كريم ليا من تاني، استغليت ان ولادي مع اختي وقومت اخدت شاور وحاولت على قد ما اقدر اني اكون حلوة فى عنيه، مع انه زمان كان بيقولي:

- انا مش بشوف غيرك خلاص، ومش عايز اشوف حد غيرك.

شكلي هو هو متغيرش علشان يبقى مش قابلني للدرجة دي، بس ماشي احاول، يمكن التعود خلاه مش ملهوف عليا، غيرت هدومي بحاجة من الحاجات اللى كانت بتلفت انتباهه، وظبطت نفسي علشان اول ما يدخل يفهم اني نسيت اللى حصل قبل ما ينزل، عملت عصير وحطيته فى التلاجة ورجعت مكاني تاني اقعد استناه، استنيت كتير مش هقول ساعة ولا اتنين، انا استنيت تقريبا للفجر او قبل الفجر بدقايق، كنت بنام على نفسي ومستغربة بصراحة لأنه بيصحى من نومه بدري، يعني فى العادي لو قاعد معايا فى البيت بيبقى فى اوضته من الساعة 8 او 9 مثلا ويقول:

- عايز انام، مش قادر افتح عيني، الصحيان بدري ده صعب جدا.

حاولت مضايقش نفسي واقاوم النوم علشان افضل فى المود اللى قررت اني اكون فيه، سمعت صوت المفاتيح فى الباب قلبي ارتجف وخوفت، لكن قاومت ده كمان وقومت بسرعة جريت ناحية الباب ونورت النور علشان ميتفاجئش بوجودي، فتح لقاني واقفة قدامه، بص ناحيتي من فوق لتحت بتركيز، حسيت بفرحة اني ممكن اكون عجبته لقيته قرب مني وقاللي بصوت واطي فى ودني:

- انتي مين كان عندك؟؟

اتصدمت وحاولت اعمل نفسي غبية وكأني فهمت الجملة غلط، رديت عليه وقولتله:

- محدش، رضوى بس جت اخدى الولاد....

قاطعني وهو بيضحك وبيقولي:

- لاء مش بتكلم عن اختك، انا بتكلم عن اللى جالك خلاكي تعملي فى نفسك اللى انتي عملاه ده، تخنتي انتي على الهدوم دي شكلها مش لايق عليكي.

كنت حاسة ساعتها ان دمي بيغلي، لو مخافش من رد فعله والفضايح كنت نزلت بأيدي على وشه بحجم الغضب والغيظ اللى جوايا منه، بس هو كمل الغضب اللى جوايا وهو بيقول:

- خلاص يا هيام كبرتي انتي وراحت عليكي، سيبي اللى بتعمليه ده للبنات الحلوين اللى لسه بخيرهم.

فى اللحظة دي كان جاب اخري، ولأننا جنب باب الشقة ومش هينفع اعلي صوتي، سحبت ايديه ودخلت بيه على اوضة الانتريه ووقفت قصاده وانا بقوله:

- لو قللت مني ومن كرامتي مرة تانية هيبقى ليا رد فعل هتتمنى تدفن نفسك بالحيا من بعده.

ضحك بأستهزاء:

- هتعملي ايه تاني؟ يابنتي افهمي، انتي مبقيتيش تنفعي فى حاجة، ويوم ما اعرف انك بتعملي حاجة مش هدفن نفسي، هدفنك انتي ومش هاخد فيكي ساعة زمن، انتي خاينة ومتقلقيش مش انتي اللى توديني فى داهية.

بمنتهى الحدة قولتله:

- كنت حابة اني احاول ارجع حياتنا لطبيعتها، لكن انت مصمم تخسرني وتخليني اخسر...بس عموما انا كده كده مش هخسر قد ما خسرت، سنين من عمري ضاعت معاك كلها اهانة وغلط وتقليل واتهامات بالباطل، وبما اني كده كده متهمة...يبقى انا مش هقبل على نفسي اتظلم والسلام، خليك عارف وفاهم الكلام ده كويس.

مردش عليا ولقيته ضحك برخامة وضربني على كتفي بأستهزاء وهو بيقولي:

- هههه وريني هتعرفي تعملي ايه، انا عايزك تجيبي اخرك، بصي يا هيام انتي مش هتخلصي مني غير بمزاجي، غوري بقى علشان ادخل انام، انا جاي رايق ووشك عكنن عليا.

سابني ودخل على اوضة النوم غير هدومه بمنتهى اللامبالاة وهو عمال يدندن ويغني، وانا كنت واقفة فى مكاني حاسة اني عايزة اصرخ وعمالة اجز على اسناني من الغضب والانفعال بس مش قادرة اخرج ده بالطريقة الصح، خلص وطفى النور ونام، وانا دماغي هتنفجر، حسيت فعلا ان الزعل والسكوت ده هيجيبولي جلطة، دخلت بسرعة على الحمام وفى لحظة كنت تحت الدش المياه كانت هي الحل الوحيد اللى هيهديلي النار اللى فى دماغي، ماهو انا لو جرالي حاجة هو مش هينفعني، محاولتي دي كانت الاخيرة، والله اتحملت منه كتير جدا واشتكيت كتير جدا بس هو للأسف مالهوش كبير، وانا اهلي سلبيين الحمد لله، وقفت تحت الدش وقت طويل والله مش فاكرة قد ايه، دموعي نزلت مع المياه مكانش فيه بينهم فرق، حسيت اني طلعت طاقتي بالعياط لكن حقي مرجعش، كسرة نفسي واهانتي كمان مأخدتش تمنهم، خرجت ودخلت المطبخ عملت لنفسي عصير لمون عايزة اهدا، مش هقدر انام وانا زعلانة بالشكل ده احسن يجرالي حاجة، شربت العصير ولما حسيت اني نوعا ما بقيت اهدا شوية دخلت اوضتي ونمت فى سريري وكأن مفيش حاجة حصلت، لكن من جوايا كل حاجة مرفوضة بقى ليها احتمالية كبيرة انها تبقى مقبولة، طلع النهار وهو نزل وحسيت بيه لما نزل، لكن فضلت عاملة نفسي نايمة، واول ما مشي قومت واتصلت على المكان بتاع الشغل اللى خالد كان شغال فيه، ولأنه مكان معروف وهو مستمر فيه من ايام ما كنا سوا قدرت اجيب الرقم اللى كان ضاع مني بالتأكيد من الدليل، واول ما سألت عليه بلغوه وجه رد عليا:

- الو.

رديت بهدوء وتوتر وقلبي بيدق بسرعة:

- خالد.

تقريبا كنت لسه ملحقتش اكمل حروف اسمه كاملة لما قاللي بلهفة:

- هيام!! هيااااام!! انتي هيام صح؟

كنت حاسة بسخونية رهيبة بسبب التوتر، لكن رديت عليه:

- عرفتني؟

رد باللهفة اللى انا متعودة عليها منه من زمان:

- انتي فاكراني؟ لسه فاكرة انا شغال فين؟ انتي متصلة تسألي عني؟ هيام وحشتيني، وحشتيني اوي، مش بتغيبي عني لحظة.

كذبت وانا بقوله:

- جيت على بالي فحبيت اطمن عليك، عامل ايه؟ 

خالد:

- بقيت كويس، والله يا هيام بقيت كويس بس لما سمعت صوتك، من يوم ما بعدتي وانا مش كويس.

ضحكت وانا بقوله:

- هو انتم كلكم كدابين كده؟ ده انا عارفة انك اتجوزت وخلفت كمان وعايش مبسوط.

قاللي بصوت واطي:

- انا فى الشغل دلوقتي ومفيش مجال اننا نتكلم ونأكد لبعض حاجة مينفعش نتكلم فيها، بس والله يا هيام، وحياة بنتي هيام، انا مبعرفش اتعامل مع مراتي كزوج غير وانا شايفها قدامي انتي، انا حتى ليلة دخلتي مقدرتش احسسها بفرحة الليلة غير وانا متخيلك انتي قدامي، مش هينفع اقولك اكتر من كده.

ارتجفت وايدي ارتعشت وقولتله:

- طيب انا لازم اقفل بقى علشان معطلكش، كويس اني اطمنت عليك.

خالد:

- لاء...مش بسرعة كده لسه متكلمناش...

قاطعته:

- علشان شغلك.

خالد:

- طيب هاتي رقمك اتصل بيكي لما اخلص نتكلم براحتنا.

طبعا برفض قاطع:

- لالالا، رقمي ايه؟ ده عليه مراقبة وتسجيل مكالمات وليلة طويلة.

خالد رد بأستغراب:

- اومال انتي بتتكلمي منين؟ ومين اللى بيراقبه ولا بيسجل؟

رديت بأستهزاء:

- البيه جوزي، بكلمك من التليفون الارضي، مش هييجي على باله لانه شايل التليفون وبنستخدمه للنت بس، لكن انا ركبت التليفون واتصلت بيك منه.

خالد:

- جوزك!!! انتي لسه معاه؟ مش عارف ليه للحظة تخيلت انك سبتيه.

قولتله:

- ياريت يا خالد، مش عارفة، مش عارفة خالص....

قطع كلامي صوت حد من زمايله وهو بيقوله:

- خالد يلا فيه عملا.

اتكسفت وقولتله:

- خلاص يلا روح شوف شغلك.

خالد بتوسل:

- بالله عليكي عايز اكلمك، ملحقتش اشبع من صوتك، فيه حاجات كتير اوي عايز اتكلم معاكي فيها، طيب بصي خدي انتي رقمي وكلميني وانا والله مش هتصل بيكي مهما كان السبب، مش هعملك اي مشاكل، كلمينى وقت ما يناسبك، اطمن عليكي بس.

لهفته عليا كانت سبب فى اني احس بنفسي تاني، قولتله:

- طيب مليني رقمك، وقولي اتصل بيك امتى، علشان بس متكونش فى البيت والوقت يكون مش مناسب.

خالد:

- 01000...كلميني اي وقت...اي وووووقت ومتشغليش بالك بأي حاجة، وقت ما يناسبك كلميني بس.

ضحكت وانا بقوله:

- خلاص هكلمك، يلا سلام.

قفلت قبل ما يرد وانا حاسة بكلامه معايا اني رجعت جزء من انوثتي اللى كريم دفنهالي وعدملي ثقتي فيها، معقول الاحساس اللى انا حاسة بيه ده؟ للدرجة دي انا فرحانة اني كلمته؟

- لاء، فرحتي بلهفته وشوقه ليا مش بكلامي معاه.

انا فعلا محتاجة احس باللهفة دي، مفتقداها، من عادتي بحب الاهتمام، بحب كل الحاجات اللى اي ست بتحبها، لكن هو متخيل انه لما اتجوزني ضمن اني بقيت زى محفظته ومفاتيحه وتليفونه، انا اللى بيتحكم فيا زيهم، وقت ما يحب يستعملني يبدأ فى ده، وقت ما يقرر يركني على جنب بيعمل ده بمنتهى الاريحية والرضا، لكن ميعرفش اني خدت قرار بالتمرد، وابتديت ادور فى حاجتي القديمة اللى كنت شايلاها فى شنطة صغيرة فوق الدولاب، ولأنها كانت فى شنطة هدومي فهي كانت بعيدة عن ايديه ومهتمش ابدا يعرف اللى فيها، لكن انا اشتاقت اني اشوف اللى فيها.


يتبع


تكملة الرواية من هنااااااااااااا 

تعليقات

التنقل السريع