رواية الزيارة البارت العاشر 10الأخير بقلم هنا عادل جديده وحصريه في مدونة قصر الروايات الزيارة
رواية الزيارة البارت العاشر 10الأخير بقلم هنا عادل جديده وحصريه في مدونة قصر الروايات الزيارة
الزيارة
الفصل العاشر (الاخير)
فى اللحظة دي كلنا بصينا لبعض، لكن خواّن صوته طلع بأنفعال وغضب خلانا حاسين بأن الرعد بيرن فى ودننا، قال:
- طيعيني وسلميني نفسك وروحك، هسيبه يعيش.
دموع ماسة كانت بتزيد فى الارض، لمعة دمعتها اللى بتنزل على الارض كانت بتعمل ضوء وكأنها كشاف من كشافات موبايلاتنا، الاضاءة بسبب دموعها زادت فى المدفن، لكن هنا اتكلم الشيخ جمعة وقال بتحدي لخواّن:
- انا اقدر اخلي ماسة تسلمك نفسها وروحها.
خواّن بتركيز:
- بتتلاعب بيا يا ضعيف؟ بتتلاعب بأقوى مردة الجن اليهودى؟!
الشيخ جمعة بهدوء وثقة:
- انا مش ضعيف، انا اقدر انفذ اللي بقولك عليه، لكن على شرط...نعرف ايه حكاية تيسير، وليه سبب الاذى؟ ومش بس كده، لاء...انت كمان هتنهي لعنتك وتسمح لماسة انها ترجع تساعده من تاني.
هنا ضحك خواّن بغرور وصوت عالي مزعج، دموع ماسة زادت وهي مش متقبلة اللى الشيخ جمعة بيقوله، ردت وقالت:
- انا مسلمة، مستحيل اقبل اسلم نفسي ليهودي.
رد الشيخ جمعة بهدوء:
- لو خواّن قبل التفاوض، انا قادر اخليكي توافقي...وبأرادتك يا ماسة، مستحيل اقبل انس او جن يسلم روحه ونفسه ليهودي كافر، حتى لو ماليش عليه سلطان هحاول امنع ده بأى طريقة.
خواّن ابتدى فضوله ياخده:
- ازاي هتخليها ترضخ وتطيع اوامري؟
رد الشيخ جمعة:
- ساعدني فى اننا ننقذ الانسان اللى انت اذيته، ومن بعدها هنقدر نوصل لمعاهدة.
خواّن:
- انت بتساومني؟!
جمعة:
- انت تقدر تأيد النار فيا وكل اللى معايا لو كنت مش بقولك اللى اقدر عليه، ساعدني وانا هخليك توصل للي انت عايزه.
خواّن:
- لكن انا مش هقدر اساعده، إبراهيم هيستدعيني ويطلب ده مني تاني، وانا وهو فيه بينا عهد، نقض العهد بموت واحد فينا.
جمعة:
- إبراهيم مش هيلحق يستدعيك، قبل ما يوصله الخبر...هتكون انت بعدت عنه، مش هيعرف يطلبك مرة تانية.
كان خواّن على قد ذكائه الا انه حاسس بضعف بسبب رغبته لماسة، كانت خايفة هي ومش قادرة تفهم كلام جمعة ولا ايه اللى ناوي عليه، اتكلم خواّن وقال:
- تيسير ده شاب عاش من العُمر ربع قرن، الكمال هو اللى بيتميز بتيسير مش العكس، مرات اخوه عشقاه لكن هو مش فاهم ولا حاسس ولا مهتم بيها.... احساسها بأنها مش قادرة تلفت انتباهه ليها خلاها تغضب، قدرت تسلط على جوزها جن الطاعة عن طريق إبراهيم، وبطاعة جوزها لها قدرت تقنعه بأنهم يعملوا السحر لتيسير، عملتله السحر بالجنان، بالمرض، بالخسارة، وراقد فى فراشه من وقت ما شرب السحر.
جمعة:
- وليه معملتش سحر لتيسير بالطاعة زي جوزها؟
خواّن:
- لأن تيسير عاشق لصورة ماسة الانسية، ماسة مش مجرد جنية فى حياته، ماسة فيه منها انسية فى حياة تيسير، عاشقها ومش عايز ولا شايف بنت غيرها، فقلبه مش ملك له، علشان كده منفعش تجلبه لها حتى بالسحر، وده زود حقدها وعلشان كده طلبت جن قوي يتسلط عليه...وتسليطي عليه خلاني اشوف ماسة...عشقتها وغويتها لكن هي رفضاني، وانا محدش يرفضني.
قالها بغضب وانفعال يرعب، كانت ماسة واقفة ساكتة ومستنية النهاية، اتكلم الشيخ جمعة فى الوقت اللى الشيخ حسن من البداية بيقرأ كتير جدااااااا لكن بصوت مش مسموع، مجرد اننا لاحظنا حركة شفايفه، اتكلم الشيخ جمعة وقال:
- يعني هو اتأذى من غير ما يقدم اذى ولا شر؟ واخوه وافق مراته وطاعها بسبب انها سحرتله؟
خواّن:
- حصل.
الشيخ جمعة:
- والجن اللى اذى جوزها...يهودي هو كمان؟
خواّن:
- لاء، ومش قوي، لأن جوزها ضعيف، ولواحده، اللى كان مقوي تيسير انه قوي بألتزامه وبماسة، علشان كده كان لازم يسلطوا عليه مارد قوي مالهوش حصون يتمنع يتخطاها.
الشيخ جمعة:
- هنساعده ازاي؟
خواّن:
- السحر المدفون يطلع...ويتفك.
الشيخ جمعة:
- يبقى يخرج.
خواّن:
- مش قبل ما نتعاهد ان ماسة تكون ليا برغبتها.
الشيخ جمعة:
- هتغير عقيدتك.
برق خواّن وعنيه كان كلها غضب، لكن الشيخ جمعة كمّل:
- الدين لله، انت هتساعد، هتتوب، وهتاخد الحاجة اللى انت عايزها، وهتبعد عن ارضنا...
خواّن:
- وليه هي متبقاش على عقيدتي؟ ليه انا اللى اضحي؟ انا مارد ومارد قوي.
الشيخ جمعة:
- لما تغير عقيدتك هتكون اقوى، لما تسعى للخير وتفك الاذى هتكون اقوى، لما تبعد عن الدجالين اللى بيسعوا للسفلي والاذى والشر هتكون اقوى، لما تاخد الجنية اللى انت عشقتها..هتقدر تكون اقوى واقوى، حتى لو انت على عقيدة غير عقيدتك....
خواّن:
- إبراهيم مش هيسيبني، هتحرق...او لازم هو يموت.
الشيخ جمعة:
- مش هيحصل، انت هتغير عقيدتك وتسافر لأرض الحجاز، وده هيمنع إبراهيم يوصل ليك، مش هيقدر يستدعيك تاني ومش هيقدر يعرف يطالب بحقوق الميثاق بينكم.
خواّن:
- عايزني افارق كمان؟!
الشيخ جمعة بص لماسة واتكلم وكأنه بيطلب منها توافق:
- ايه رأيك انتي يا ماسة؟ لو أسلم وساعد تيسير وبعد اذاه عنه...توافقي تكوني له؟؟ توافقي تكملي معاه؟ موافقة تفارقي ارضك علشان تعيشي معاه بعيد عن عالم البشر؟
ماسة بصيت لخواّن بخوف، وقالت:
- بخاف منه، ده من النار، ده عاش قرون طويلة بيأذي البشر، مالهوش عهود، مالهوش حصون...
الشيخ جمعة:
- لكن هيتوب...
فى اللحظة دى كان خواّن مترقب رد ماسة اللى كانت مرعوبة، لكن قالت فجأة اللى غير مجرى الاحداث كلها:
- لو نفذ المطلوب...انا هوافق، لكن تجسيده فى الهيئة المرعبة وصورة الابالسة...مش هوافق.
هنا اتكلم خواّن وقال:
- حذاري تلعبوا بخواّن، انا هخسر علشان عهدكم...لعبكم بيا هيدمركم ويدمر كل اللى حواليكم.
ماسة:
- اقسم...اقسم بأني هكون ملكك يا خواّن فى حالة قبولك عهود الأسلام.
فى اللحظة دي فيه نور من السما ظهر فى المدفن مع كلام خواّن وهو بيقل حجمه وطوله بيقصر وبيوصل لمستوى اقل بكتير من اللى كان واصله وقال:
- انا هساعد تيسير، وهوثق عهدي معاكم.
ابتسم الشيخ جمعة والشيخ حسن اللى منطقش بكلمة مسموعة من وقت ما ابتدا يتكلم الشيخ جمعة مع خواّن، حسيت فى اللحظة دي انا وخالد اننا هنخلص من الكابوس ده، مد ايديه خوان وهو واقف قصادنا بين التراب فى الارض وطلع منها بكيس جلد متغطي بالتراب، ريحته وحشة جدا، وقربت منه ماسة وحطيت ايديها على وش الارض فوق التراب ظهر قصادنا تيسير فى سريره، باصص للسقف شبه ميت، شاب بعيد عن ملامح الموت اللى كاسية وشه الا انه جميل وعنيه بريئة وبلون السما، قاعدة جنبه ست سواد قلبها ظاهر بوضوح على وشها، دموع التماسيح بتسيل على خدودها وجواها نار بتغلي وصوت من جواها سامعينه وهى بتقول:
- كان هيحصل ايه لو حسيت بيا؟ كان زمانك معايا ومش بتضيع من ايدي زى ما بيحصل دلوقتي.
واقف فى الجنب التاني من السرير بيضرب كف على كف وبتمثيل:
- مش فاهم ايه اللى جرالك بس يا خويا؟! كنت زى الوردة المفتحة.
وجنب تيسير قاعدة بنت شبه النجمة فى لمعتها دموعها نازلة من سُكات، اتكلمت ماسة وقالت:
- دي كانت هتكون مراته، دي البنت اللى معاها قلبه، دي البنت اللى استكترته عليها انسية ضعيفة نفسها وقلبها مرضى، دي البنت اللى هتموت لو تيسير مات من الحُزن.
بصيت ماسة ناحية خواّن وقالت بأستعطاف:
- ازاي تقدر تأذي بالطريقة دي؟ عملوا ايه علشان يتسلط عليهم مارد يدمر حياتهم؟ حتى لو فيه جن مؤذي...جن بيأذي الانس...ميأذيش بسهولة، ميأذيش غير اللى اذاه، حتى لو انت مالكش عقيدة يا خواّن... اذى حد مش شايفك ولا عارف بوجودك ولا قدر يحصن نفسه منك ومن شرك ولا من قوتك...ده سبب يخليك ضعيف.
خواّن مردش على كلام ماسة، بهدوء فتح الكيس الجلد ده وابتدا يطلع اللى جواه، كان جواه كيسين تانيين، فتح الكيس الاول وطلّع منه صورة...ركزنا فى الصورة وشوفناه، اتكلمت بسرعة:
- مش ده اخوا تيسير؟
اتكلم الشيخ جمعة:
- كمّل يا خواّن.
كمل فعلا خواّن ومسك الصورة وحط ايديه فوقها وقال:
- (مسسسطسسم..مسسسق قب بق فقف لق...بساهقفل..خخخنوووععععععطاااااع)
ابتديت الحروف الحمرا اللى فوق الصورة تختفي بالتدريج وكأن حد بيمسحها، فى الوقت ده ردد خواّن وقال:
- لتطع دينك وعشيرتك وعهودكم يا قوس يا ابن زوغان، ومن اجل ابنة عقيدتكم اردت مساعدة ذلك الانسي، فألتمس لي تعدي خطوطك وتجاوز عملك، فمنذ تلك اللحظة تامر ابن مجيدة ابنة فتحية حُلّت عقدته.
ماسة اتكلمت وقالت:
- اقسمت عليك بربك يا قوس الا تتعدى حدود البشر، دعهم فى امان الله وحفظه، دع الأذى لأهل الاذى، دعهم، ولمن اراد لهم السوء ادر دائرة السوء عليه يا رب العالمين.
فجأة الحروف اختفيت تماما من على الصورة والعُقد اللى معقودة فى ايد الكيس ده بخصلة الشعر الطويلة ابتديت تتفك قصاد عنينا، طبعا ميتصدقش ولا يدخل العقل اللى بيتقال ده، لكن الجن والسحر موجودين مش تخاريف، ومع تركيزنا في اللى بيحصل ده سمعنا صوت فجأة، ركزنا مع الصوت لقيناه جاي من الارض اللى كأنها شاشة شايفين فيها بيت تيسير، كان صوت شحتفة وعياط وكان صاحبهم تامر اللى اتحدف على الارض راكع على ركبه جنب اخوه وابتدا يقول:
- تيسير..اخويا، انا عملت فيك ايه؟
صوت مراته جه بغضب:
- ايه اللى عملت فى ايه ايه ده؟ هو انت اللى مرضته يا راجل؟
تامر مردش عليها وكمّل:
- اعمل ايه علشان تقف على رجليك؟ مش عارف ازاي حسيت بغيرة منك؟ مش عارف ازاي نسيت انك نور البيت والبركة بتاعته؟ مش عارف ازاي....
قاطعته مراته بأنفعال:
- اسكت يا راجل انت، موت اخوك هيجنك ولا ايه؟
فى اللحظة دي وقف تامر على رجليه وماسك ايد اخوه اللى فاتح عنيه وباصص للسقف من غير كلمة ولا حركة وكأنه فيه سكرات الموات:
- انتي طالق، انتي طالق بالتلاتة، ابعدي عني وعن حياتي وعن اهلي.
كانت صدمة وقفت قدامه مراته مذهولة، وحبيبة تيسير بتبص لتيسير وساكتة ودموعها بس نازلة، ومع الخناقة اللى حصل بين تامر ومراته رجع خواّن شد انتباهنا وهو بيقول:
- عليك سلام ربك يا تيسير، لقد احللت عنك شري وغضبي، لقد عفيتك من اذاي، لقد امنت بالله وفى هذه اللحظة سأقدم تنازلي عن عقيدتي وابتعد عن يهوديتي وحقدي لأعتنق عقيدة الاسلام، ومن تلك اللحظة انت خارج قبضة يدي وبطشها، انت فى رعاية الله وحفظه انت ومن حولك دون حواجز منا.
سمعنا صوت شهقة غريبة وعنينا راحت معاها لقينا تيسير بيتنفس وعنيه بترمش، ابتسمنا، اتكلمت ماسة بسرعة:
- اكمل يا خواّن، اكمل فك السحر.
ابتدا خواّن يمسح اللى على الصورة بطلاسم بيقولها مش مفهومة:
- ( فككككككعععقد..شششرييعدين..مسسسفسسسد)
اختفيت الحروف، لكن معاها انقطع الكيس الجلد ووقع منه جنزير حديد اتفرطت حلقاته قصاد عنينا بطريقة غريبة، ريحة وحشة مليت المكان للحظات بعد اللى فى الكيس ما وقع على الارض ولقينا ازازة فيها دم..وهدوم داخليه كمان فيها دم، وفجأة اختفيت الريحة، اختفى الدم...نور المدفن، بنور السما اللى ملاها النهار، ابتسمت ماسة لأول مرة من اول ما شوفناها، لكن اللى اغرب كان تحول خواّن من بعد ما قال:
- اللهم أني أعلن توبتي، اللهم تقبلني من الجن الطايع، اللهم لا تعُدني مع الابالسة والشياطين من تلك اللحظة.
ابتسمت ماسة اكتر، ومش عارفة ليه حسيت بهوا دخل قلبي، حسيت وسمعت ابتسامة خالد اللى مرسومة على وشه، لكن ضحكة الشيخ جمعة والشيخ حسن كانت مسموعة اول ما اتحول شكل خواّن من الشيطان اللى كنا شايفينه لشاب جميل عنيه تسحر...ده...ده هو هو نفس الشاب اللى كان على السرير، الشاب اللى ابتدا يرجع للدنيا تاني، ده بقى شبه تيسير، جريت عليه ماسة وهي بتقوله:
- ليه اختارته هو؟
رد خواّن وقال:
- لأنك لازمتيه وعيشتي معاه من يوم ما جه للعالم، فراقك له هيكون صعب عليكي، هو هيكون معاه بديلة عنك..وانتي هيكون معاكي شكله لكن بوجودي انا...انا اللى وافقت اتنازل واخسر كل اللى فات علشان بس اكسبك.
فيلم بنتفرج عليه، احداث غريبة، تبديل للأحداث مش طبيعي، فرحة ودموع من تامر ومن حبيبة تيسير وصدمة فى عيون مرات تامر، نطق تيسير وقال بصوت واضح:
- لا اله الا الله.
هنا اتكلمت البنت بفرحة ودموع:
- تيسير، حبيبي، انا جنبك، انا هالة..انت سامعني.
ابتسم تيسير وهو بيبص لهالة وقالها:
- سامعك، وشايفك، رحلة طويلة يا هالة جدا.
جري عليه تامر وحضنه:
- اخويا، ابني وسندي فى الدنيا، حقك عليا، سامحني يا حبيبي، الشيطان....
قاطعه تيسير:
- ابتلاء وربنا اراد انه ينزاح، انسى اى حاجة، المهم ربنا يزيح عنك انت كمان الشر.
قعد تيسير على السرير وعدل نفسه وكأنه مكانش لسه حالا فى عداد الاموات، بص تامر لمراته اللى واقفة متسمرة ومصدومة:
- اطلعي برة، حاجتك كلها هتيجي لحد بيت اهلك، مشوفش وشك ولو صدفة.
كانت متلجمة مش قادرة تنطق، هنا اتكلم خواّن وقال:
- كان نفسي مأذيش حد، لكن اذاها هيتقلب عليها، من قوس..ومن فكي لعقدة سحر تيسير.
اتكلم خالد وقال:
- طيب وسعيد اللى بيدفن الاعمال؟
ردت ماسة وقالت:
- اللي نقدر عليه هو اننا نحاول نحمي تيسير وعيلته لو حد فكر يأذيهم، لكن جحود البشر ورغباتهم الشريرة...دى جاية من جوة نفوسهم، ملناش عليها سُلطان.
خالد:
- طيب وإبراهيم؟!
خواّن:
- مش هيبطّل اذى ولا شر.
ماسة:
- رب الانس والجن قادر على هدايته، وقادر على صده، وقادر على تغيير ما في قلبه.
الشيخ حسن:
- ربنا يُمهل ولا يُهمل، وزي ما الجن رجع لربه..مِسير الانس كمان للهداية، الا لو اراد الموت على شِركُه بالله، ساعتها حسابه مع ربه في يوم يُنظرون.
خالد:
- يعني المدفن ده خلاص لعنته اتحلت؟
خواّن:
- واي مكان مدفون فى بطنه سحر انا رصد عليه هتكون لعنته اتحلت.
الشيخ جمعة:
- هتفارق ارضنا يا خواّن؟
خواّن بيمسك ايد ماسة:
- هفارق ارضكم يا انسان.
ابتسمت ماسة، وابتسمنا احنا، اختفوا من قصادنا وكل حاجة رجعت طبيعيه، النور مالي المدفن لكن مفيش اثر لأى حاجة، فى لحظة لقينا نفسنا برة باب المدفن والباب مقفول، علي كان واقف على باب اوضته جري علينا اول ما شاف المدفن ماليه النهار:
- حصل ايه؟ قولوا ان اللى حصل جه بفايدة.
رد خالد بفرحة:
- انت شايف النور مالي المدفن ازاي؟ خلاص يا علي، خلاص اتحلت، كل حاجة انتهت.
علي بفرحة:
- وابويا؟! ابويا خلاص كده يعتبر مأذاش حد؟
الشيخ حسن:
- ادعيله بالهداية يا علي، وولدُ صالح يدعوا له، عين ابوك على انك يرجع لعقله، ساعده على ان بصيرته تتفتح ويعرف ويفهم قبل فوات الاوان، فهمه وساعده لأنه محتاج المساعدة، الجن بيرضخ فما بالك بالانسان؟!
علي بسعادة:
- يعني خلاص؟! محدش هيتأذى بسبب المكان ده تاني؟
الشيخ جمعة بيضحك:
- ان شاء الله، المكان ده ولا عُمره بعد اللحظة دي هيكون مصدر شر واذى لأي مخلوق، حاول انت بس تخلي بالك، ولو شوفت الغلط صلحه يا علي، يمكن انت هنا علشان انت اللى تنفع تكون حارس فعلا على حُرمة الاموات اللى محدش يعرف خبايا سكنهم الاخير الا الله سبحانه وتعالى.
الحقيقة فرحة علي كانت بتقول انه هيحاول بكل طاقته يراجع ابوه فى عمايله، وهيكون قادر يحافظ على ان ده ميتكررش تاني، طبعا مستحيل يقدر يمنع كل المؤذيين من انهم يأذوا، لكن ربنا هيساعده اكيد، وعلى قد ما ربنا هيساعده هيحاول يقدر الخير ويمنع الشر، طبعا الشُكر مكانش يكفي الشيخ حسن والشيخ جمعة اللى بيلفوا معانا من اول العيد لحد ما خلص، لكن هما فرحتهم بدخول خواّن فى عقيدة الاسلام كانت بالنسبالهم هي الشُكر المناسب، حالة تيسير اللى اتعالجت من غير ما نعرفه ولا نقابله ولا نشوفه كانت فرحة غريبة انا وخالد اول مرة نحس بيها فى حياتنا، محسيناش بيها حتى يوم ما ولدت اول مرة ولا يوم فرحنا، سلمنا على الشيوخ ووصلناهم واتمنوا اننا دايما نحصن نفسنا، ورجعنا لشقتنا بعد ما العيد خلص...لأول مرة احس اني مش عايزة اعمل حاجة فى حياتي غير اني انام وبس...، اتكلم خالد معايا و انا رامية نفسي على السرير:
- مش هنروح نجيب الولاد؟
رديت عليه بأرهاق ونووووووووووووم:
- مش قاااااااااااااااادرة، خليهم عند ماما، انا هناااام يا خالد.
خالد بيضحك:
- الولاد يا اسلام.
ضحكت بنوم وقولتله:
- لو قولتلي يا ابو سريع حتى، هناااااااااااااااام، بقالي 3 ايام مش عايشة.
خالد بيهزر وهو بيغير هدومه:
- مش عايزة تروحي تزوري تاني ولا ايه؟
رديت عليه بأستخفاف:
- بقولك ايه، امشي من قدامي بدل ما اناديلك خواّن.
خالد:
- لاء، على ايه؟ الطيب احسن، بس العيال يا ابو سريع؟!
ضحكت بنوم قاتل وقولتله:
- روح انت بقى هاتهم ولا قضي اليوم معاهم، اوعى تصحيني الا لما اصحى لواحدي، والا ه....
ضحك خالد وقاطعني ولقيته بيرمي نفسه جنبي على السرير:
- لاء، اروح فين بقى؟ ماله النوم؟ ده جمييييييييييييييل، تعالى يا توتا فى حضني بقى خلينا ننام، العيال عند ستهم مش هيضيعوا يعني.
ضحكت انا وهو وفي اقل من لحظة كنا فى سابع نووووووووووووومة، ودي كانت احلى نومة نمتها فى حياتي، من بعد اليوم ده وانا بحاول انسى كل اللى حصل فيه، العيد مش خلصان بقاله كتير، وانا لسه منسيتش، بس لقيت نفسي محتاجة اكتب ان الحب اوقات بيكون سبب فى تغيير اكبر بكتير من اننا نتخيله، مش بس الانسان، ده الجن كمان ممكن يعمل اللى ميتعملش لو حس بالحب، الشر والاذى لهم نهاية مهما طالت او قصرت، ودايما كل ما بركع بدعي لتيسير ابن مجيدة وتامر ابن مجيدة ان ربنا يبعد عنهم الشر والفتنة والاذى...وكل الناس يارب العالمين.
تمت
يارب تكون عجبتكم، ويارب تكون خفيفة عليكم.
اكتب في بحث جوحل( مدونة قصر الروايات) تظهر القصص كامله
تابعونا علي قناة التليحرام من هنااااااااااا
ليصلكم اشعار بالنشر
الرواية كامله من البدايه هناااااااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا