رواية عذاب و أنتقام البارت الرابع عشر14بقلم هناء عادل
رواية عذاب و أنتقام البارت الرابع عشر14بقلم هناء عادل
الفصل الرابع عشر
يوسف بصدمة:
- أنتي جيبتي الكلام ده منين يا ست راوية؟
راوية:
- دى اختي لما جت من السفر علشان تشوف اخويا كمال، عرفت، اصل البلد اللي هي فيها بيفهموا فى الاسحار والحاجات دي، وهي علشان عاشت معاهم كتير فهمت ان اللى اخويا فيه ده مش مرض، ده تسليط، بس والله يا حاج يوسف محدش كان يعرف ان فك العمل كان هيروح قصاده العيل الصغير اللى مالهوش ذنب.
يوسف كان واقف يسمع ومصدوم، لكن مش لاقي كلام يقوله، معقول فيه ناس جواها سواد وشر للدرجة دي، طيب ليه؟ والناس دي اذيتها في ايه علشان تعمل كل ده؟
مفيش اجابات تقول ان سيدة عندها سبب واضح يخليها تعمل كل اللي هي بتعمله ده.
يوسف:
- طيب ياست راوية، أنا هاخد خالد ونروح نعزي الرجالة هناك، واللي زي دي الواحد ميقولش فيها غير حسبي الله ونعم الوكيل، ولو الكلام ده حقيقي دوروا على اللى عملاه لأخوكم مجدي، اصل مفيش انسان طبيعي يقبل اللى هي بتعمله ده الا اذا كانت فعلا سحراله.
راوية:
- شكر الله سعيك يا حاج يوسف، اهو احنا سايبينها على ربنا، وسكك الاعمال والحاجات دي صعبة علينا، علشان كده مش عارفين نلاقي حد هنا يفيدنا فى موضوع مجدي ده، واختي برضو بتحاول من ناحيتها لكن لسه موصلتش لحاجة.
الحاج يوسف:
- لاحول ولا قوة الا بالله، ربنا يخلصكم منها، السلام عليكم.
كنت سامع كل اللى اتقال ومش مستوعب يعني ايه واحدة تربط حياة ابنها بفك عمل لحد تاني، معقول هي للدرجة دي عندها جحود؟ معقول ابنها رخيص اوي كده عندها، معقول الشيطان والشر اللى جواها ناحية ناس هي اللى من وقت ما دخلت عليهم وهي بتأذيهم يخلوها توصل للمرحلة دى؟
أنا كمان موصلتش لأجابات، كرهي ليها بيزيد لكن يمكن حاولت التمس لأبويا اعذار واقول هي السبب، هي اللى ربطاه، هي اللى عملاله العمل اللى يخليه مش شايفني ولا حاسس بيا ولا باللي بيحصل فيا، ابويا مغلوب على امره، مش علشان ربنا ناسيه...لاء بس علشان ابويا بعيد عن ربنا وشايله من حساباته خالص علشان كده ربنا سايبه يعاني بسبب بعده ونسيانه لرحمة ربنا، بيعمل الغلط والحرام وهو مستحليه وشايفه عادي لاء مش كده بس ده كمان بيجاهر بالمعصية وبيتكلم فى اللى بيعمله، طبيعي ربنا يسيبه غرقان لعله يتعظ.
وصلنا عند عمي كمال علشان يقدم بابا يوسف العزا، كل اللى موجودين كانوا زعلانين على ألطفل الصغير اللى قعد وقت طويل فى غيبوبة وبعد معاناة أتوفى، لكن الغريب ان ابويا كان قاعد بيتكلم مع واحد صاحبه وبيضحك ويهزر كأن مفيش اى حالة حزن حتى لو لشخص غريب مش لأبنه.
قعدنا سمعنا القرأن ورجعت مع بابا يوسف على البيت وأنا جوايا حزن ووجع غريب، لكن أول ما دخلت اوضتي لقيت النجمة اللى بتظهر، ظهرتلى ست جميلة ملامحها طيبة اوي، كنت بحس انها الدليل بتاعي لما شوفت ابتسامتها حسيت ان الوجع اللى فى قلبي هدا شوية، غيرت هدومي ومن غير ما اتعشا روحت على سريري وقعدت جنبي لحد ما انا نمت وروحت فى النوم.
كانت بتمر الايام عادية، أنا فى الشغل بتاعي وبروح عند عمي ازوره هو وماما فاطمة كل اسبوع فى يوم اجازتي وبقضي اليوم معاهم، بابا يوسف مستمر فى انه يدفع لسيدة الشهرية اللى بتاخدها تمن ليا، عرفت بعد كده برغم موت عادل اللى لسه مفاتش عليه وقت طويل انها حامل، بقيت تمر الايام وانا مش عارف عن سيدة ولا ابويا ولا اختي اي حاجة، بشتغل وبتعلم وبكبر كل يوم لكن سيبت المدرسة خلاص، اه بعرف اكتب اسمي وشوية على قدي كده فى الكتابة لكن برضو ده ميمنعش اني كدراسة مصنف جاهل، مر وقت طويل وعرفت ان مرات ابويا خلفت ولد وبنتين 3 توأم، وعرفت انها رفعت قضية على اللى خبط اخويا عادل بعربيته وبتطالب بتعويض، أه هي فعلا كانت مستنية مبلغ التعويض عن موت اخويا...ابنها.
يوسف:
- خالد، تعالى يا حبيبي عايز اتكلم معاك.
خالد:
- نعم يابابا؟
يوسف:
- شوف يا حبيبي، انت بقالك فترة طويلة شغال معايا، ودلوقتي كبرت وبقيت بتعرف تمسك شغل لواحدك، وفلوسك كلها انا شايلها فى دفتر توفير بأسمك، علشان لو حبيت تعمل اي مصلحة خاصة بيك، فأنت عندك رأس المال اللى تبدأ بيه، وانا برضو معاك بعد ربنا اللى هتحتاجه هتلاقيه.
خالد بسعادة:
- أيه ده؟ انا ليا فلوس؟
يوسف:
- طبعا يابني، اومال بتشتغل معايا ببلاش يعني؟
خالد:
- لاء ببلاش ايه بس؟ ده أنا باكل وبشرب وبلبس وبتفسح وبجيب اللى انا عايزه، فين ببلاش بقى؟
يوسف:
- لاء ده حقك عليا، زيك زى اخواتك، لكن تمن تعبك وشقاك ده حد الله بيني وبينه.
مقدرتش اعمل حاجة غير انى اقوم احضن بابا يوسف، وكنت فرحان جدا لكن مش في بالي انى ممكن اخد خطوة ان يبقى ليا شغل لواحدي، نزلت شغلي عادي زي كل يوم بس كان عندى طاقة وحماس يخلوني عندى استعداد اطلع اشطب شغل عمارة كاملة مثلا من اللى بابا يوسف بياخدهم مقاولات، وقفت فى المحل ولسة بقول يا هادي، لقيت ابويا مجدي فى وشي.
مجدي:
- ولا يا خالد، صباح الخير.
خالد:
- بابا! خير فى ايه؟
مجدي:
- حد يقول لأبوه كده على الصبح؟ ده انا بصبح عليك حتى رد الصباح.
خالد:
- اصل مش بعادة تيجي المحل علشان تشوفني يعني.
مجدي:
- أصل بصراحة كده مزنوق فى قرشين، قاعد من الشغل والولية بنت الك... مش عتقاني، ومش عايزة تتنازل عن المصروف يوم واحد.
خالد:
- يعني انت جاي علشان عايز فلوس؟ شوف الهبل بتاعي وانا اللى فكرتك جاي تشوفني.
مجدي ببجاحة:
- اخواتك طلباتهم مش بتخلص، وانا مش ملاحق، انت كبرت وبقيت سند لأبوك يعني المفروض تساعدني فى تربية اخواتك.
كلام ابويا وجعني اكتر من وجعي السنين اللى فاتت، يعني بعد كل ده والمطلوب ان انا اللى اقدم المساعدة، أنا اللى اترميت فى الشارع وعيشت فى بيوت الناس الغريبة كأني ماليش اهل مطلوب مني اني انا اللى اكون سند، اه عمتى وعمى حاولوا كتير ياخدوني من الحاج يوسف، لكن هو كان شايف اني وش الخير عليه، وعلاقته بيهم كانت طيبة جدا واقنعهم بمليون طريقة اني لازم افضل معاه، وهما لما حسوا ان دي كمان رغبتي قبلوا، لكن عمي كمال كان مضايق من الوضع ده، بس فى الاخر شافوا ان دى رغبتي، كنت مش عارف المفروض اتصرف مع ابويا ازاي، أعمل معاه زى ماهو عمل معايا؟
ولا اعمل معاه بالتربية اللى عمي كمال وابويا يوسف ربوهالي؟
لقيت نفسي بمد ايدي في جيبي ومن غير ما ابص في الفلوس اللي معايا مديت ايدي بيها لأبويا، مقدرتش اعمل غير كده، حسيت ان ده واجب عليا، وفعلا ابويا بمجرد ما اخد مني الفلوس فص ملح وداب، عادي خلاص مبقيتش ازعل أصل انا خلاص جتتي نحسّت من الزعل، مشي ابويا وفات عليا عمي كمال متعود كل يوم وهو رايح شغله وهو راجع يعدي عليا اصل انا مكاني مش بعيد اوى عنهم.
كمال:
- ايه يا خالود، عامل ايه ياحبيبي؟
خالد بحماس:
- انا زى الفل يا عمي، تعالى اقعد اطلبلك قهوة.
كمال:
- لا ياحبيبي، انا قولت بس اطمن عليك، مرات عمك مستنياني علشان يتغدوا انت عارف.
خالد:
- لالا، عايزك فى موضوع والله، اقعد معايا بس اتكلم معاك شوية.
كمال:
- هههه كبرت يا خالود وبقى عندك مواضيع، ماشي يا حبيبي، أدي قاعدة.
خالد وهو بيسحب كرسي وبيقعد جنب عمه قصاد باب المحل:
- شوف بقى ياعمي، الصبح قبل ما انزل افتح، لقيت الحاج يوسف بيتكلم معايا ويقولي انه شايل ليا فلوس كتير كانت المهية بتاعت شغلي فى المحل السنين اللى فاتت.
كمال بسعادة:
- كتر خيره الراجل ده عمل معاك الصح كله يا خالد.
خالد:
- أنا مصدقتش لما قاللي كده ياعمي، ده مش مخليني محتاج حاجة ابدا، وكمان قاللي لو الفلوس دى عايز اعمل بيها مصلحة لنفسي هو هيساعدني وممكن يكمل عليها كمان.
كمال:
- كتر الف الف خيره، طيب وانت قولت ايه؟ فى دماغك حاجة ولا ايه؟
خالد:
- أنا مش عايز اسيب الشغل معاه، بس عايز افتح محل صغير كده يكون شغلي انا، لكن افضل مع الحاج يوسف فى المقاولات.
كمال بسعادة:
- انت بجد عايز تفتح محل يا خالد؟ مش لسه صغير انت على انك تاخد خطوة زى دي؟
خالد:
- صغير ايه بس يا عمي؟ انا الهم كبّرني من وانا عندي 5 سنين ولا نسيت؟ وبعدين انا فهمت الشغل كويس اوى.
كمال:
- طيب بص هي الفكرة حلوة، لكن برضو انت محتاج تستنى شوية، السوق مش سهل ياحبيبي وانت لسه صغير، اصبر شويتين فلوسك تزيد واللى يقدرني عليه ربنا هعمله معاك، وساعتها نقعد انا وانت والحاج يوسف ونشوف اللى فيه مصلحتك، لكن المهم تحافظ على قرشك وعينك متزوغش عليه.
خالد:
- لاء...تزوغ ايه؟ انا ولا كأني عرفت اني ليا فلوس من اساسه، قولي ياعمي اخواتي عاملين ايه؟ وسيدة عاملة ايه معاهم؟
كمال:
- سيدة!! دى سيئة يابني والله، يابني دى عاملة لأبوك عمل علشان يتفج لازم الواحد يروح لدجالين اعوذ بالله، عمتك والناس اللى تعرفهم مقدروش يفكوا العمل علشان بيقولوا سُفلي وده فكه صعب ولازم يتفك بالطريقة اللى اتعمل بيها.
خالد:
- ياعمي هو الكلام ده بصحيح؟ يعني فيه كده بجد؟
كمال:
- يابني والله لحد قبل الكبوة اللى حصلت ليا كنتش مش بصدق فى الكلام ده، لكن اهو انت شوفت كنت قربت على سنة راقد محدش عارف بيا ايه، وفى الاخر تطلع هي اللى اذياني منها لله، واسترخصت روح ابنها.
خالد:
- ربنا يخلصنا منها يارب.
كمال:
- يارب، يلا هقوم انا اتوكل على الله بقى، وبكرة ابقى اجي اطمن عليك.
خالد:
- ماشي يا عمي، سلم بقى على ماما فاطمة، وعلى اخواتي.
مشي عمي كمال وانا فى دماغي اللى قاله عن سيدة، الست دي انا نفسي تكون نهايتها زى نهاية امي اللي انا ملحقتش اشوفها ولا اشبع منها حتى، ده انا معنديش صورة ليها، حتى اهل امي فاكرين اني عايش العيشة المرتاحة، محدش بيسأل ولا حد بييجي يبص عليا، وانا كمان بصراحة مدورتش كفايا عليا اللى كان بيحصل فيا زمان، وشغلي دلوقتي وحياتي اللى خلتني مش شاغل بالي بحد، إلا سيدة.
مر اليوم عادي، وخلص زي كل يوم، انا كبرت اه بس لسه مكملتش ال16 سنة، بس الشغل كان مقوي اعصابي، يعني مكنتش عيل ضعيف، طلعت البيت واتجمعنا كلنا على العشا، رن تليفون البيت واحنا قاعدين نتكلم ونضحك كلنا، انا كنت مش غريب ولا عمري حسيت اني غريب وسطهم، بالعكس كانت بحس انى اقربلهم من اخواتي اللى من دمي، قام الحاج يوسف يرد على التليفون ولقيته بيقول:
- لا حول ولا قوة الا بالله، هي ايه الست دي ابليس؟
قفل الخط، ولقيت نفسي بسأله اصل انا عارف ان مفيش حد يتقال عنه اللقب ده غير هى واحدة بس"سيدة":
- خير يا بابا؟ في ايه؟
يوسف:
- مرات ابوك يابني، مفرجة عليه الشارع وفضحاه علشان مش بيدفعلها مصروف البيت.
خالد بأحراج:
- يعني ايه مفرجة عليه الشارع؟
يوسف:
- بتتعارك معاه فى الشارع، والناس ملمومة وبتتفرج.
خالد بفوران دم:
- طيب معلش يا بابا انا هقوم اروح اطمن على ابويا.
الحاجة:
- تروح فين يا خالد؟ اقعد يا حبيبي ابوك مش هيغلب معاها، بلاش تروح علشان متعملش اى حاجة تضايقك.
خالد:
- معلش يا ماما، مش هينفع ابويا يتبهدل والناس تقف تتفرج عليه.
يوسف:
- خلاص يابني اللى يريحك، اجي معاك؟
خالد:
- لاء يا بابا، خليك انت متقلقوش عليا.
يوسف طلع فلوس من جيبه:
- طيب يابني خد دول خليهم معاك، علشان لو احتاجت تحل المشكلة وتسكتها ادفعلها انت المصروف اللى ابوك المفروض يدفعه.
أخدت الفلوس من الحاج يوسف ونزلت لأن انا الفلوس اللى كانت معايا كلها كنت عطيتها لأبويا، ولأني مش بحتاج حاجة فمش بدور على ان جيبي يكون فيه فلوس، لكن اضطريت اخدهم، ورحت على البيت عند ابويا وسيدة اللى كنت بقالي زمن مشوفتش وشها اللى عليه غضب ربنا، وصلت عند البيت واللى شوفته صدمني.
يتبع
اكتب في بحث جوحل( مدونة قصر الروايات) تظهر القصص كامله
تابعونا علي قناة التليحرام من هنااااااااااا
ليصلكم اشعار بالنشر
الرواية كامله من البدايه هناااااااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا