القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الملعونة الفصل الثالث والرابع 3-4بقلم هنا عادل

رواية الملعونة الفصل الثالث والرابع 3-4بقلم هنا عادل 





رواية الملعونة الفصل الثالث والرابع 3-4بقلم هنا عادل 



الفصل الثالث 


فعلا ابتديت افتح الشنطة واطلع الجوابات القديمة اللى كانت بينا، كان عندي جوابات كتير جدا، اه احنا مش من زمان اوي لدرجة ان الجوابات هي اللى تبقى وسيلة المراسلة بينا لكن انا بحب الكتابة، وعلشان كده كنت بحب دايما لما اكون عايزة اقول حاجة لحد ويفضل فاكرها اكتبهاله، وكل اصحابي كمان كانوا عارفين كده وعلشان كده معايا جوابات كتير جدا، من اصحابي فى المدرسة لحد ناس من قرايبي، غير خالد طبعا، ابتديت اقرأ واضحك على الكلام بتاع طفولتنا وتفكير ايام المراهقة لحد ما وصلت لجوابات خالد، ابتديت افتح جواب ورا التاني واتحسر واندم على اني ضيعت حد كان متيم بيا بالشكل ده، لقيت واحد من الجوابات اللى كتبهولي يوم وفاة مامته، وبرغم اني كنت معاه على التليفون فى اليوم ده وهو معاها فى المستشفى، الا انه كل اللى حس بيه فى اليوم ده قرر يكتبهولي، ولقيته واصفلي كل حاجة بالتفصيل، حتى عياطه وصوته اللى كان يقطع القلب وكأنه طفل صغير لما كلمني وقاللي:

- هيام...امي بتموت، بتطلع فى الروح، انا مش عارف اعمل ايه؟

كنت فى شغلي الوقت ده ومكنتش عارفة المفروض اعمل ايه، فكرة انه بيعيط بقهرة واحساسه بالعجز وهو شايف لحظات احتضار اغلى شخص فى حياته كانت من اصعب المواقف اللى عيشتها معاه، لما افتكرت الموقف ده شوفت قدامي يوم وفاة حمايا لما وقف كريم بمنتهى الثبات خلص كل الاجراءات ولحد اخر اليوم حتى مشوفتش دمعة من عنيه، ساب مامته تبات فى البيت ورجع هو على بيتنا وطبعا كان لازم ياخدني معاه، دخل وفتح التليفزيون وحضرتله العشا واكل وشرب عصير وقهوة وكان فى منتهى الهدوء، وارد ان يبقى الشخص مش بيحب يكون ضعيف ولا حتى يظهر ده لحد، لكن مين اغلى من الام والاب؟ خاصة لما يكون اب زى حمايا...راجل طوب الارض بيحبه الله يرحمه، وحتى لو مش كويس بس ده اب، هبان ضعيفة امتى لو مش هيبان ضعفي فى وقت فراق امي او ابويا، مش عيب ده احساس، ده وجع، ده حزن مش بينفع يستخبى، لكن كريم كان قادر جدا، سواء يوم الوفاة او حتى بعدها، لما قررت اني اطبطب عليه واواسيه لما رجعنا بيتنا وانا بقول لنفسي من جوايا:

- هو اكيد مستكبر يبين حزنه علشان ميبانش انه ضعيف، لازم انا احاول احسسه اني حاسة بيه.

قربت منه وقعدت جنبه مسكت ايديه وبقوله:

- ده امر ربنا يا حبيبي، بلاش تكتم زعلك علشان....

قاطعني وهو مبتسم ابتسامة استهزاء:

- هيام اتوكلي على الله شوفي رايحة فين، ايه الهطل اللى انتي فيه ده؟ اكبري بقى ولا انتي كبيرة سن بس مش عقل.

اتكسفت بس حاولت اتعامل عادي مراعاة للظرف اللى هو فيه:

- يا كريم يا حبيبي انا عارفة انك مش بتحب تبان ضعيف، بس مش عيب والله ده ابوك مستحيل متحسش بالعضف فى موته، ده حزن وكسرة مينفعش تكتمهم علشان متتعبش.

لقيته سحب ايديه من ايديا وزقني فى كتفي وهو بيقولي مع نظرة اشمئزاز وكأن ريحتي وحشة مثلا:

- غوري من خلقتي، انا عارف الموت تايه عنك فين، ما تغوري بقى انتي كمان مأبدة ليه فى ام الدنيا.

سيبته وطلعت من الاوضة وكلامه بيرن فى ودني، مردتش عليه فى لحظتها وانا من جوايا شايفة انه مش وقت مناسب اني اتخانق فيه، لكن الحقيقة بعد ما قعدت مع نفسي وراجعت الكلام اللى قاله فى دماغي لقيت انه ميتساهلش اراعي ظروفه، رجعت وقفتله على الباب وانا بقوله:

- هو انت ليه عايزني اموت؟ طيب ما انت لو عايز تخلص مني طلقني، هو انا بجبرك تعيش معايا؟ سيبني لحال سبيلي وارتاح وريحني.

قلب القناة وانا بتكلم وتجاهل الرد عليا، مخنوقة ومن خنقتي دموعي نزلت وقولتله:

- انا تعبت والضغط ده فعلا هيموتني، هتستفيد ايه لما يجرالي حاجة، طلقني وخلينا نخلص بالادب.

رد عليا وهو باصص فى التليفزيون:

- عايزة تطلقي اخلعيني، انا مش بطلق، لو معاكي فلوس تصرفي روحي اصرفي يلا، ومش هتاخدي قشاية من الشقة....

قاطعته وقولتله:

- بص طلقني وانا مش عايزة اي حاجة والله ومش هطالبك بحاجة، لكن انا لا بتاعت محاكم ولا هعرف اعمل ده....

ضحك وقاللي:

- ولا اهلك هيسمحولك بده، يبقى تعيشي بقى وتحمدي ربك على العيشة اللى انتي فيها، عملتلك بيت، وغوري فى داهية بقى ولا روحي باتي عند امك ولا اي زفت.

اه دي كانت طريقته معايا، انا مش ببرر خيانة، مش بدي اسباب، انا بحتقر نفسي اني استحملت كل ده، بحتقر اهلي انهم سمحولي اكمل واعيش فى الاهانات دي كلها، سيبته ودخلت اوضة تانية وقعدت اعيط لحد ما نمت وهو ولا شغل باله بيا، رجعت تاني للجواب اللى معايا واللى كان كاتبلي فيه خالد:

- هيام مكنتش محتاج حد جنبي فى اصعب لحظات مرت عليا من يوم ما اتولدت غيرك، كان نفسي ايديك هي اللى تطبطب عليا وتمسح دموعي وعارف ان انتي الوحيدة اللى هتحسي بوجعي، برغم ان صوتك كان مش مفارقني لكن كنت تايه من غير امي وحاسس ان انتي اللى هترجعيني لعنواني من تاني.

ابتسمت ابتسامة حسرة وقفلت الجواب اللى فكرني بحاجات خلتني اعيط، فتحت واحد تاني وشوفت هو ازاي بيتكلم عن تفاصيلي...الفاكهة اللى بحبها، عنيا، ضحكتي، عصبيتي، زعلي وحتى هزاري وفرحتي...كلها حاجات مفتقداها وخلتني اقول لنفسي:

- ماهو لما تضيعي حد زي ده من ايديكي يبقى لازم تقعي فى واحد زى كريم ده.

فضلت على الحال ده شوية وقت براجع فيه ذكريات كتير، ضحكت وعيطت وحسيت بالحنين، ندمت، خلصت الجوابات اللى كانت فى الشنطة ورنيت على كريم اللى رد عليا بسرعة وهو بيقول:

- التليفون بيرقص.

ضحكت وانا بقوله:

- عرفت منين اني انا؟

كريم:

- حسيت يابنتي، انتي ناسية ولا ايه؟ 

قولتله وانا بضحك ومن جوايا بندم:

- لا مش ناسية، طول عمرك بتعرف ان انا اللى بكلمك حتى لو من رقم غريب، انت مخاوي يابني ولا ايه؟

كريم بيضحك:

- لاء يابنتي مش مخاوي، ده الاحساس يا هانم، تسمعي عنه ولا ايه؟؟؟

رديت وانا بحاول مبينش الحسرة اللى جوايا:

- طبعا، هو انا لو مش بحس كنت حسيت اني عايزة اطمن عليك؟

لقيت رد صدمني لما قاللي:

- لاء يا هيام، انتي كلمتيني بسبب اللى انتي فيه، حسيتي بأنك خسرتيني، حسيتي بأنك جيتي عليا وظلمتيني، انتي افتكرتيني لما عرفتي انك اختارتي غلط، اجبرتيني اني ادور على غيرك علشان اتخلص من وجع قلبي بسببك، دلوقتي موجوعة انتي يا هيام.

كنت ساكتة، ساكتة ومش قادرة ارد، دموعي نازلة ولو اتكلمت هنهار من العياط، بس هو قاللي:

- عادي يا هيام انا مسامحك، عيطي بلاش تكتمي زعلك جواكي، طلعي كل حزنك وانا هسمعك ومعاكي لحد الاخر، ولما تهدي احكيلي انا من  زمان بتمنى اسمعك.

بعد اخر كلمة قالها عيطت جامد وكأن بقالي سنين حابسة دموعي واخيرا افرجت عنها، بقيت بعيط بانهيار وقهرة موقفهاش غير صوت موبايلي وقبضة قلبي لما شوفت اسم كريم على التليفون، رميت سماعة التليفون من ايدي وحسيت انه شايفني وانا بتكلم، رديت بسرعة:

- ايوة ياكريم.

كريم:

- انا هتغدا برة وهاجي متأخر، قولتلك علشان متتصليش تسألي، مشوفش رنة منك على تليفوني النهاردة.

قبل ما ارد ولا اقول حرف واحد كان قفل الخط اصلا، لحظات قعدت باصة للتليفون وافتكرت خالد اللى رميته على التليفون من غير ما استأذنه حتى، مسكت سماعة التليفون وانا بقوله:

- اسفة يا خالد..

ابتسمت وحسيت بأن اللى بعمله مش غلط فى حق كريم لأنه يستاهله وقولت وانا بمسح دموعي اللى كانت مغرقة وشي:

- عايزة اشوفك.

خالد:

- كدابة يا هيام.

رديت:

- هو ايه اللى كدابة؟ بقولك عايزة اشوفك؟

خالد:

- كدابة والله، انتي مش هتشوفيني، ومش هتقدري تقابليني، انتي تخافي تعملي كده ومش طبيعتك انك تكوني مع حد وتقابلي غيره، انتي بس علشان متغاظة من جوزك بتعملي....

قاطعته وانا بقوله:

- صح، هو انت جايب اللى بتقوله ده منين؟ تعرف منين انت علاقتي بجوزي؟

خالد:

- انا عارف عنك كل حاجة، انا فضلت كذة سنة بعد ما انتي اتجوزتي مستني انك تطلقي يمكن نرجع لأني عارف انك مش مرتاحة، لكن لقيتك استقريتي واتأقلمتي...

قاطعته تاني:

- ايوة، عارف منين؟

خالد بيضحك:

- من جوزك...ههههههههههههه.

برقت وتنحت وانا بقوله:

- من جوزي!! من كريم؟ ازاي يعني مش فاهمة؟ انت تعرف كريم منين؟

خالد بيضحك ضحك متواصل لأكتر من نص دقيقة مثلا، وانا هموت من الرعب والاستغراب، سألته تاني بحدة:

- ما تتكلم يا خالد، انت تعرف كريم منين؟ وايه اللى يخليه يحكيلك اصلا عن علاقته بيا؟

خالد وهو لسه بيضحك اتكلم:

- ما هو انتي متعرفيش ان جوزك صاحبي، ده انا وهو نعرف بعض من سنين، ده حتى النهاردة هيتأخر علشان هيكون معايا.


يتبع


الملعونة 


الفصل الرابع


فى الوقت ده كنت حسيت ان كل اعصابي انهارت، معقول يكون خالد وكريم اصحاب؟ معقول كريم يعرف اني كلمت خالد من وراه؟ معقول اكون ورطت نفسي ورطة مش هتخلص غير بمصيبة، ومصيبة مش هطلع منها سليمة ابدا بالعكس مصيبة ممكن اعيش بيها عمري كله، كنت فاقدة النطق بسبب تفكيري فى كل حاجة، ده كريم من غير ما اخونه ولا اعرف حد فى الدنيا غيره مطلع عيني، اومال بقى لو عرف اني كلمت خالد ايه اللى هيحصل؟ طلعني خالد من تفكيري بضحكة غريبة وهو بيقولي:

- مالك يابنتي خوفتي ليه؟

رديت عليه وانا بحاول مبينش الرعب اللى جوايا:

- ازاي يعني هيكون معاك؟ انت تعرفه منين؟ عايزة اعرف كل حاجة.

خالد:

- بسهولة كده؟! لالا ده موضوع كبير، مش هينفع فى التليفون، لما نتقابل احكيلك.

اتوترت وبرغم اني من دقايق كنت انا اللى بطلب منه اشوفه، فى اللحظة دي رجعت فى كلامي، طبعا انا اعرف منين اني لو قررت اقابله انه ميقولش لكريم على انه هيشوفني؟ ايه بقى المصيبة اللى حطيت نفسي فيها دي؟ ما انا كنت مكتومة وعايشة، اتكلم خالد وقطع سكوتي:

- متخافيش، انا اه تليفوني بيسجل المكالمات، بس اكيد يعني مش هخلي حد يسمعنا..ههههههه.

اتفزعت وقولتله:

- بتسجل؟! انت مسجل كلامنا ده؟

رد وقاللي:

- لالا متفهميش غلط، مش كلامك بالذات، انا بسجل كل المكالمات، بس متخافيش لو فعلا خلتيني اقابلك محدش خالص هيعرف انك قابلتيني.

كنت هموت من الخوف:

- ليه يا خالد كده؟ ده انا بكلمك علشان حسيت ان انت البني ادم الوحيد اللى ممكن اطمن وانا بتكلم معاه، انت بتساومني لمجرد اني اتصلت بيك؟

خالد:

- ليه بتسميها مساومة؟ انا مقولتش حاجة، انا بقولك مش هينفع افهمك حاجة فى التليفون، نتقابل واحكيلك، وموضوع المكالمات ده مفيش خوف...

قاطعته:

- بس انا مش هينفع انزل من البيت، انا مينفعش اقابلك اصلا، انا بس قولت كده لأني حسيت اني عايزة احس بنفسي لسه بقدر اخد قرارات، لكن انا ولا بنزل من البيت ولا ينفع اقابلك حد يشوفني معاك.

قاللي:

- خلاص فكري وهستنى منك رد اكيد، انا عايز اشوفك، وعندي كلام كتير جدا هيفرق معاكي لو عرفتيه.

قفلت الخط وانا دماغي بتلف، جيبت لنفسي حوار مكنتش نقصاه ابدا، لكن فى نفس الوقت هتجنن، الفضول كمان قاتلني، ابتديت ادخل على صفحة كريم وادور فى الاصدقاء عنده، بس هو للأسف قافل الاصدقاء ومش بقدر اشوف غير المشتركين بيني وبينه وبس، حتى فى اكونت خالد الاصدقاء هو خافيهم، كل الكومنتات مفيش فيها اسم كريم خالص ولا الاكونت بتاعه، دخلت على اكونت داليا مرات خالد اللى كانت هي كمان قافلة الاصدقاء، وقافلة طلبات الصداقة، دي حتى قافلة ان حد يقدر يعمل كومنت على بوستاتها غير الناس اللى عندها، مقدرتش اوصل لأي حاجة تريحني، كان ممكن اتصل بأى حد من اخواتي ولا امي اتكلم معاهم، لكن اسلوبهم وهجومهم عليا دايما هما سبب فى اني الجأ لخالد اصلا، حتى اهتمامهم بعيالي بسبب اهتمام كريم بيهم وبكل حاجة خاصة بيهم، هو بيساعدهم بكل الطرق وفى كل المواقف وعلشان كده بيردوا ده مع عيالي بغض النظر عن انهم بيحبوهم فعلا، لقيت نفسي بطلع رقم اسماء صاحبتي اللى من سنين طويلة ماليش علاقة بيها بسبب كريم برضو، معرفش ايه اللى خلاني افكر فيها بس الحقيقة هي اكتر حد فى الدنيا امين على الاسرار، مع اني بقالي كتير اوى مقاطعاها من غير سبب بس قولت هي الحل للموقف ده، هي تعرف خالد وممكن تفهم ايه الحكاية وتعرف ايه اللى ناويلي عليه؟ بس للأسف اتصدمت لما لقيت الرقم مش موجود فى الخدمة اصلا، طبيعي انا بقالي سنين معرفش عنها حاجة، حتى الصفحة بتاعتها مش عارفة الاقيها، فى الوقت ده قولت:

- محدش هيطلعك من الورطة دي غير نفسك، وقعتي نفسك قومي بقى لواحدك يا شاطرة.

طبعا كريم معرفش عنه حاجة ولا قاللي هيكون فين ولا اقدر اتصل بيه، وقاعدة لواحدي بكلم نفسي:

- ازاي وصلت للمرحلة دي؟ ازاي حتى مش لاقية حد اتكلم معاه؟ 

مش لاقية اي رد ارده على نفسي، ابتديت ادور فى حاجات كريم كلها، قولت:

- اكيد هلاقي حاجة اعرف بيها هو ايه حياته برة.

لكن للاسف ولا الهوا، حاجته الشخصية اللى انا متعودة على وجودها، اليوم ده فات عليا من اطول الايام اللى عيشتها مع كريم، قاعدة فى البيت بفكر المفروض اتصرف ازاي؟ اقابل خالد؟ ولا احكي لكريم؟ ولا اطنش كل اللى اتقال واتعامل وكأني لا اتكلمت ولا حصل اللى حصل ده؟ على الحال ده اليوم كله، اسأل نفسي وملاقيش اجابات، لحد ما رجع كريم متأخر من برة ولقاني قاعدة فى الانتريه قدام التليفزيون:

- انتي لسه صاحية؟

كنت سرحانة شوية فكرر سؤاله تاني:

- وقعتي على ودانك ولا ايه؟ بقولك متخمدتيش ليه؟

مش عارفة ايه اللى حصل فيا فى الوقت ده، لقيت نفسي قومت من مكاني وقربت وقفت قصاده بالظبط وقولتله بثقة اول مرة من سنين احس بيها على عكس الخوف اللى جوايا:

- اصحى براحتي وانام براحتي ده اولا، وثانيا بقى انت اللى تتخمد ومتقومش تاني من خمدتك علشان ارتاح وكل اللى انت قارفهم فى عيشتهم يرتاحوا من قرفك.

كنت بقول كده وقلبي هيطلع من مكانه من التوتر، لكن هو كان واقف فاتح عنيه على اخرها وكأنه مش مستوعب اللى بقوله، واللى اكدلي ده لما قاللي بذهول:

- هيام، هو انتي بتقولي ايه؟

رديت بمنتهى الثقة الكدابة وقولتله:

- اللى سمعته، ولا انت وقعت على ودانك؟ بقولك ايه انا مش رايقالك، عايز تتخمد انت اتخمد مش عايز يبقى نقطني بسكوتك بقى علشان دماغي وجعاني.

من غير تفكير ولا رد منه لقيته بيرفع ايديا وهينزل بيها على وشي، لكن مش عارفة الجرأة دي جاتلي منين خلتني مسكت ايديه وقولتله بتحذير:

- لو ايديك اترفعت عليا تاني هولع فى البيت باللي فيه، بيا وبعيالك وانت فيه كمان، واهي خربانة خربانة بقى.

نظرة الصدمة والذهول اللى فى عنيه اول مرة اشوفهم حرفيا، انا مش عارفة هدفي من اللى بعمله فى الوقت ده لكن رد فعلي هو اللي كان مفاجئني فعلا، لقيته سابني واتحرك من قدامي بعد ما سحب ايديه من ايديا بهدوء ودخل على الاوضة غير هدومه ونام، مشوفتش وشه تاني ولا سمعت منه كلمة تانية الليلة دي لحد ما طلع النهار، كنت صاحية لاني معرفتش انام بسبب التفكير فى خالد والحوار اللى حصل، صحي كريم واستغرب اني مش نايمة فى مكاني، دخل بص عليا لقاني قاعدة على الكنبة، بصيت ناحيته ولفيت وشي، سمعته لأول مرة بيقولي من فترة طويلة اوي:

- صباح الخير يا هيومة.

برقت ومن جوايا اتخضيت، بصيتله ولفيت وشي تاني وفهمت نفسي اني اكيد بيتهيألي، لكن اللى اكدلي اللى سمعته لما لقيته دخل قعد جنبي على حرف الكنبة وقاللي:

- انا اسف لو كنت همد ايدي عليكي امبارح، ماتزعليش مني.

قلبي كان هيخرج من صدري، هو انا اتهبلت ولا ايه؟ باين عليه من اللى بيعمله فيا اتجننت، لقيته مسك ايدي وباسها وقاللي:

- هعمل قهوة علشان افوق، اعملك معايا؟

هزيت رأسي بالموافقة انا فعلا هموت وافوق، سابني ودخل يعمل القهوة بعد ما باس ايدي مرة تانية، كنت هتجنن، ايه اللى بيعمله ده؟ معقول يكون ناويلي على مصيبة؟ اصل مش معقول يكون صوتي العالي ووقوفي فى وشه امبارح يخليه يعمل معايا كده دلوقتي! كنت من العبط متخيلة انه هيحطلي سم فى القهوة مثلا، تخاريف بقى، ماهو مش ممكن يعديلي اللي عملته ده ويتعامل بالهدوء ده من غير رد فعل، فضلت افكر ونسيت حوار خالد مؤقتا وقطع تفكيري عموما دخوله وهو شايل كوبايتين القهوة وجايب معاهم بسكوت وبيقولي:

- كلي طيب باكو البسكوت ده علشان متشربيش القهوة على الريق.

فضلت ساكته، وخدت منه البسكوت، وانا متأكدة ان اكيد فيه حاجة فى القهوة هيموتني بيها، لكن اللى خيب ظني لما داق من كوبايتين القهوة علشان يعرف بتاعته من بتاعتي، بعد ما داقهم مد ايديه بكوبايتي وقاللي:

- اهي ياستي المظبوطة، مش عارف انا ازاي بنوتة حلوة كده تشرب القهوة بأى طريقة غير السادة، هي مُرة اصلا المفروض تشربيها زيادة.

بنوتة حلوة!!!!!!!!! بصيتله وانا باخد منه الكوباية واتكلمت بحدة خوفا من اني ابقى ضعيفة قدامه من تاني فيستقوى عليا، مع اني كنت متوقعة منه ده من غير ضعف او قوة:

- مبحبش السكر الكتير، مزاج.

ضحك وقاللي:

- حبيبتي مزاجها عالي، هقوم انا اغير هدومي علشان انزل، ومتعمليش غدا انا عازمك برة، وخلي الولاد عند طنط بقى النهاردة.

هزيت رأسي بالموافقة وانا من جوايا قلبي طالع نازل زى الاسانسير، غير هدومه وجه باس راسي وايدي ونزل بعد ما قاللي:

- هعملك مفاجأة حلوة جدا، استعدي بقى ونامي شوية علشان تكوني فايقالي.

قفل الباب وراه وانا ايدي بقيت بترتعش من غير مقدمات، اعصابي سايبة وانا بفكر فى مليون احتمال، اصل مستحيل فى لحظة يتحول بالشكل ده، مصيبة سودة احسن يكون خالد قاله حاجة، لكن لاء...هو اصلا كان راجع من برة زى عوايده لكن مهداش ولا اتكتم غير لما انا هبيت فيه، وصحى من النوم بالرقة والهدوء الغريب اللى يخوف ده، ياترى ناويلي على ايه؟ ومفاجأة ايه؟ وانا بفكر رن تليفوني برسالة، فتحتها لقيت كريم باعت يقولي:

- جهزي هدوم مدلعة كده فى شنطة صغننة، هخليكي تفصلي خالص لمدرة يومين....وحشتيني، بحبك.


يتبع

تعليقات

التنقل السريع