رواية قصر الجان البارت الثالث 3بقلم هناء عادل
رواية قصر الجان البارت الثالث 3بقلم هناء عادل
قصر الجان
الفصل الثالث
كان لازم اخد خطوة تفهمني ليه انا بس اللى بيحصل معاه حاجات غريبة فى القصر ده؟! طلعت على اوضتي لأني لقيت نفسي محتاج افكر لواحدي، سيبت الشباب ومشيت من غير ما اتكلم، هما احترموا خصوصيتي وسابوني فعلا، بقيت ماشي فى الاوضة رايح جاي بفكر ايه الخطوة الجاية، مفاتش وقت طويل فى التفكير لما سمعت دوشة الشباب وهما كل واحد فيهم بيقول للباقي:
- تصبحوا على خير.
واصوات ابواب الاوض بتاعتهم بتتقفل باب ورا التاني، عرفت ان سهرتهم خلصت مش عارف هل انا بوظتها عليهم؟؟ ولا هما اخدوا الموضوع عادي وكأنه محصلش؟
مشغلتش بالي بيهم كتير لأني عندي حاجة اهم، انا اخدت قراري:
- لازم اطلع اشوف في ايه فى الأدوار اللى فوق دي، حتى لو هترسى على اني افتح كل الاوض واحدة ورا التانية.
فعلا نزلت تحت ادور على اي حاجة حادة اخدها معايا، وفعلا لقيت مفك كان نضال بيستخدمة في فك مسامسير حنفية المطبخ لأنها كانت بتسرب مياه، نساه تحت من حظي، اخدته معايا وطلعت على السلم مش عارف ليه مرديتش اركب الاسانسير، وصلت الدور التالت، مشيت فى ممر الاوض اللى كان ضلمة ومفيش فيه غير ضوء كشاف خافت جدا، بصدر الكشاف على كل اوضة بمر قدامها وملاحظ ان كل حاجة طبيعية، الاوض فاضية وضلمة، هدوء وسكون...لكن:
- ايه ده؟ اشمعنى الاوضة دي اللى فيها عين سحرية؟ ايه الضوء اللى جاي من وراها ده؟ هو انا بيتهيألي ولا ايه؟
لكن لاء، فعلا الاوضة دي بالذات اللى كان فيها عين سحرية، شوفتها بسبب الضوء الخافت اللى جاي من وراها، استغربت ووقفت قدامها لحظات، كان الضوء بيقرب وشعاعه بيزيد وكأن حد بيقرب اكتر من العين السحرية وهو ماسك فى ايديه شعلة او حاجة مضيئة، وقفت مكاني اتسمرت لحد ما حصلت حاجة غريبة جدا، الضوء مبقاش مجرد لمحة جوة العين السحرية، لاء...ده ابتدا يكبر الضوء ويظهر على الباب من برة مكان العين السحرية ويتحول لحاجة غريبة، حاجة غريبة بتفاصيل ودقة، الضوء ده كون وش قدام عيني، وكأن صاحب العيب اللى بيبص من ورا الباب ظهر وشه كله بتفاصيله مكان العين السحرية، وش راجل، وش راجل ملامحه جامدة ودقنه غريبة، شوفت وشه حسيت بقشعرة فى جسمي وارتباك وتوتر، جسمي كله كان بيجيب مياه، لكن الاغرب من ان الوش واضح بكل تفاصيله كان هو ان الضوء اللى كان خارج من ورا العين السحرية بقى خارج من جسمي انا، والشعاع ده هو اللى رسم الوش، لقيت نفسي بتحرك ناحية الباب بدون تفكير وماشي على نفس خطوات الشعاع الصادر من جسمي لحد ما وقفت قصاد الباب بالظبط ونظراته جامدة مخيفة خلتني مش قادر اعمل حاجة غير اني امسك المفك وافضل اخبط فى العين السحرية بجنون وانا بقول:
- فى ايه؟ انتم مين؟ عايزين ايه؟ ما تقولوا انتم مين؟
فى الوقت ده كان الضوء بيختفى بالتدريج والملامح بتتلاشى من قدامي وبتتطاير وكأنها بتتفرق فى كل المكان، اختفيت تماما والشعاع اختفى، لكن الغريب كان الدخان اللى خارج من العين السحرية، دخان ابتدا يخرج بقوة لدرجة انه عمل سحابة دخان حواليا، لكن...:
- ايه ده؟ انا مش بكح من الدخان، ايه اللمسة دي؟ ايه الاحساس ده؟
كنت مستغرب، الاحساس اللى عمله فيا الدخان لما حاوطني ولمسني كان محسسني بسعادة غريبة كده، متخيلتش ابدا ان ده احساس ممكن ييجي من شبورة دخان انا مش عارف سببها ولا هي عبارة عن ايه؟ لكن اتضايقت لما ابتديت السحابة دي تتلاشى وتختفى بالتدريج، لا فاهم هي ايه بالظبط ولا ليه اتضايقت لما تلاشت، لكن اللى استغربت منه هو باب الاوضة اللى لقيته مفتوح...اه الباب مفتوح مع اني لما ضربت فى العين السحرية هي بس اللى اتكسرت مجيتش جنب طبلة الباب، ولا الباب ده من الابواب السهل فتحها للدرجة دي، الدخان اللى كان مالي المكان اللى اختفى فجأة برغم انه كانت كميته تقول انه مش هيختفى بالسرعة دي اتسبب فى اني حسيت بوضوح غريب فى عنيا وكأني شايف كل حاجة بميكرسكوب، قربت من الباب شوية وانا متوتر وعلى الرغم مني اني شايف كل حاجة بوضوح الا اني وبرغم فتحت الباب شوية لأنه كان موارب بس برضو الضلمة الغريبة اللى جوة الاوضة منعاني من اني المح حتى اي تفصيلة، وعلشان كده اخدت قراري اللى فات الوقت على انى اتراجع عنه، لقيت رجلي واخداني لطريق مش عارف نهايته ايه...واول خطواتي خطيتها لعالم خفي من بعد عتبات الاوضة دي، احساس الخوف اتغلبت عليه احاسيس الفضول والاثارة ومتعة التجربة الغامضة، دخلت الاوضة وكانت ضلمة بطريقة ترعب، لكن الفضول اقوى من الخوف، افتكرت الكشاف اللى كان معايا، وبرغم ان ضوئه يكاد لا يُذكر فى مساحة اوضة زي دي، الا انه قدر يوضحلي الرؤية بشكل مُرضي جدا بالنسبالي، مساحة الاوضة كانت تكفي انها تكون شقتين حرفيا، الصالة او البهو بتاعها تقريبا كانت بمساحة القصر كله، لكن مش الغريب المساحة، الغريب اني مش ماشي على الارض، انا ماشي فى مياه، ايوة سامع صوت رجلي وهو بتدفع مياه فى الارض علشان اقدر اتحرك، لكن لاء...دي مش مياه، لما ركزت فيها حسيت انها مادة لها لون وريحة طالعة منها...ريحة غريبة، ماشي خطواتي وباصص للمادة دي يمكن اقدر افهم هي عبارة عن ايه لكن وقفني منظر خطفني، تمثال...اه تمثال لواحدة ست، لكن كان مجرد وش مش تمثال كامل، المفزع فى الموضوع ان الوش ده مقسوم نصين لدرجة ان اى حد عينه تقع عليه هيحس بالخوف والرعب من منظره، والأكتر من كده هو ان الشق اللى فى الوش ده بينزف، اه بينزف دم بيسيل على الارض بينزل فى المادة اللى مالية ارضية الصالة الكبيرة دي، حاجة مرعبة مش مفهومة، رجليا بسرعة اخدتني بعيد عن التمثال المرعب ده...لكن مكنتش اعرف ان الاوضة دي جواها ممر تاني واوض تانية، واول ما اتحركت فيه وصادفتني اول اوضة...كانت صدمة، اه صدمة من الاصوات الخارجة من ورا باب الاوضة دي، فيه حد فى الاوضة، لاء...ده فيه اكتر من حد، اصوات كتير وتدل على ان اللى جوة الاوضة دي لا رجالة بس ولا ستات بس، لاء الاصوات كانت لرجالة وستات واصوات عالية وحادة وتدل على ان فيه مشكلة حاصلة كبيرة وبيتكلموا فيها بشدة، بس الكلام كان بلغة انا مش قادر افهمها ولا احددها وهنا قولت لنفسي:
- حسين انت مش بتتعامل مع بشر ولا طبيعة، انت دخلت فى عالم خفي مش عارف هوية اللى بيقابلك فيه.
فضولي خلاني امد ايدي على اوكرة الباب، لكن خوفي بيحاول يمنعني وانا بقول لنفسي:
- بلاش، انت مش عارف هتقابل ايه جوة؟ مش عارف هل هتقدر تواجهه وتفهم اللى هتشوفه وتتعامل معاه ولا لاء؟ مش عارف حتى هل هتقدر تهرب لو كان لابد من الهرب ولا لاء؟ بلاش يا حسين.
لكن فجأة من غير ارادة لقيت نفسي بفتح الباب...وعلى عكس المتوقع وعلى ضوء الكشاف اللى ابتدا يضعف بسبب ضعف البطاريات بتاعته شوفت اوضة فاضية تماما، مفيش حد، مفيش كراسي..سراير..سجاد...ستاير...مفيش اي حاجة تدل على ان الاوضة دي كان حد حتى عايش فيها قبل كده، فاضية تماما الا من...لوحة...ايوة لوحة ضخمة متعلقة قصاد الباب بالظبط، خدتني رجلي ناحية الاوضة دي اركز فى تفاصيلها، شوفتها وعرفت، وقولت لنفسي:
- هو...هو اللى ملامحه اترسمت على الباب...مين دي اللى واقفة جنبه؟
ركزت، ركزت جدا مع اني عرفتها اول ما عيني وقعت عليها، لكن استغرابي خلاني اركز اكتر وانا بقول:
- ازاي مش هعرفك؟ انتي اللى شوفتك فى الاسانسير.
فى اللحظة دي حسيت نفسي بتخنق وكأن الهوا كله خلص من المكان، بقيت بلف حوالين نفسي عايز ادور على اي مكان اشم فيه هوا والا هموت، كان فيه شباك جنب اللوحة، نفس اتجاه اوضتي، انا عارف الشباك ده هيخليني ابص على الطريق اللى فيه الجامعة بتاعتنا، قربت من الشباك احاول افتحه لكن كان مقفول جامد جدا، من طول المدة اللى الشباك مقفول فيها، اتسبب فى صدا الاوكرة بتاعته وكان صعب عليا افتحه، علشان كده بالكشاف كسرت جزء من الازاز يمكن اقدر اتنفس، ولأن كان فيه كسر فى الشباك من ورا الازاز قدرت فعلا اخد نفسي، لكن الغريب كان ريحة البحر اللى شميتها فى الهوا اللى دخل صدري، احنا مفيش حتى بحر قريب من المكان اللى احنا فيه، الذهول والاستغراب فات وقتهم، لكن الفضول مستحيل يفوت وقته، كسرت جزء اكبر من الازاز وفتحت الشباك..... برقت، برقت وانا شايف قصاد الشباك اللى فوق شباك اوضتي ساحل واسع ملهوش نهاية، ساحل مفيش فيه موجة واحدة، مش عارف جه منين وامتى؟ وازاي فجأة كده ظهر بحر او ساحل قصاد القصر؟ اتوترت وخوفت اخيرا ولقيت نفسي لازم اخرج من المكان اللى مش قادر الاقى تفسير لأى حاجة بتحصل فيه، حاسس ان رجلي بتلف حوالين بعضها وانا ماشي على ضوء الكشاف اللى قرب يختفي واخيرا وصلت لباب الاوضة اللى لازم اخرج منها ده.....بس:
- ايه ده؟ الاوض كان مفيش بينها الممر ده.
- جريت ناحية الباب الاخير اللي استغربت لما لقيته مقفول، لكن كل اللى حصل قلل من احساسي بالخوف شوية، حاولت افتح الباب بهدوء لحد ما اتفتح معايا...لكن...:
- ده مش المكان اللى دخلت منه، مش ده الممر اللى مشيت فيه، فين الاسانسير؟ ده مش القصر!!
مكان غريب، اول مرة اشوفه، ممر حيطانه عبارة عن جدران حجرية تدل على انه معمول من الصخر مش من الطوب، كشافات غريبة صادر منها ضوء خافت على طول الممر اللى اكتشفت انه مالهوش نهاية، سكوووووووون تااااااااااااااااااام.
يتبع
تكملة الرواية من هنااااااااااا
اكتب في بحث جوحل( مدونة قصر الروايات) تظهر القصص كامله
تابعونا علي قناة التليجرام من هنااااااااااا
ليصلكم اشعار بالنشر
الرواية كامله من البدايه هناااااااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا