القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الهجينة عروس الالفا الجزء الثاني البارت 56-57بقلم ماهي احمد

 



رواية الهجينة عروس الالفا الجزء الثاني البارت 56-57بقلم ماهي احمد 





الجزء السادس والخمسون

والجزء السابع والخمسون  


من قال أن الصمت لا صوت لهُ ولا حديث بهِ ، فللصمت حروف لا تُقرأ ، وصوت لا يُسمع ، وحنين لا يُشعر بهِ أحد كصمت "ياسين "بعد أن أنتهى من  صلاته أتجه الى مكان سيراهُ الأن بعين مختلفه عين لم يراهُ بها من قبل  ، دار "نصير" يبحث بعينيه في المكان عنهُ وكأنه تبخر ولم يعد لهُ وجود  ، اتجه ناحيه الكوخ يجلس بجوار تلك النائمه على فراشه يجلس بجوارها على طرف الفراش يمسح بيدهُ على خصلاتها ذات اللون الكستنائي قائلاً بداخله بابتسامه مؤلمه  :


_شوفتك سايحه في دمك بالمنظر ده بتعصر قلبي عصر يابنت المهدي   ، بس اللي مطمني ومطمن قلبي أني عارف أن دمك من دم المهدي وهتشفي بسرعه يابت أبوكي  ، أجمدي الصعب راح واللي جاي كله  هيبقى البراح 


تركها ورحل  جلس على المقعد الخارجي للكوخ ومضات تأتي الى عقله مما حدث لحظات اعادت لهُ ذكرياته قديماً منذ سبعه وعشرون عاماً تقريباً  يسرد المهدي لهُ مخاوفه : 


_زهره طلعت حامل يانصير مش عارف ازاي بس حملت وطلعت بخلف واللعنه كلها اللي عملتها  ، عملتها على طفلي اللي جاي ، خايف عليها من قبل ما تتولد ومصيرها محتوم ، محتوم  بالعـ ـذاب والويـ ـل ، والمـ ـوت انكتبلها من قبل ما تشوف الحياه  ، انا ممكن أجبر زهره انها تنزل اللي في بطنها 


قاطعه باستهجان بقول :


_استغفر الله العظيم أنتَ بتقول ايه يامهدي 


_أنا لو بيدي أعمل كده يانصير بس مش قادر ، مش قادر اقتـ ـل طفلي بأيدي وانا متلهف لشوفته في يوم اتمنى يطلع ولد علشان اللعنه ماتتفكش ويفضلوا بالضعف ملعونين 


_ولو طلعت بت  ، ايه اللي هيحصل ؟


كان هذا سؤال "نصير " وهو يرتعش  بخوف من الاجابه فتابع "المهدي "حديثه يقص عليهِ ما يحدث :


_ المهدي والضبع مش هيسيبوها في يوم وأنا ضعفت ومش هقدر عليهم لوحدي لو جرالي شىء انا مفهم حكيمه على كل حاجه  وعارف أن الضبع مش هيسيب بنتي ولا هيطمن الا لما تبقى معاه عشان كده هخللي حكيمه تسيبهاله يربيها  هو عمره ما هيأذيها الا لما تتم ال ١٦ سنه عشان اللعنه تتفك  والمقصود من ده كله انها تبقى تحت جناح ياسين وانا متأكد ان طول ما بتي قدامه وبيشوفها بتكبر يوم عن يوم تحت عنيه  هتخرجه من الضلمه للنور وهتحرك الجانب الطيب اللي جواه ويرجع لعقله من جديد  وهيحميها بروحه بعدين


أتت "حكيمه" تتكأ على عكازها تسير بخطوات بطيئه ناحيته لم يشعر بوجودها في باديء الأمر من كثره شروده فأشارت بيدها أمام وجهُ قائله :


_لسه بتسرح كتير زي زمان يانصير 


فاق من شروده والصدمه تعتلي ملامح وجهُ من وجودها جواره يردد اسمها بتقطع :


_حكـــيمــه 


-----------------(بقلمي مآآهي آحمد)-------------------


كل شىء أتضح أمام أعين "بدر" بعدما قصت لهُ "غدير" عنه رد "بدر " على حديثها بسؤاله :


_عشان كده  بين الزرع لما كان في رجاله عايزه تأذيكي كان بيتحرك بسرعه كبيره 


اقتربت لتصبح واقفه جواره مباشرةً وبدأت الاجابه برفق :


_ايوه ، ياسين سرعته مش عاديه ياسين اصلاً مش عادي 


استند على يد المقعد ومن كثره توتره جلس عليه بل والأحرى كاد أن يقع من هول صدمته مما علمه  شعرت "غدير " بالقلق والخوف في عينيه مما سردته لهُ فأضافت :


_ أنتَ خوفت ، ولا مش مصدقني 


تحرك نحوها بخطوات ثابته دون عجاله :


_ طريقتك وأنتِ بتحكي تجبرني أني اصدقك ، عيونك مابتحكيش الا الصدق بس أنا لو ماخفتش أبقى عبيط انا واحد عايش بين العجل اتربيت على الحياه العاديه ، حياه عاديه خالص مافيهاش لا هجينه ولا مستذئبين ولا الخاله الحكيمه  اللي تبقى أكبرهم سناً وحكمه في نفس الوقت  ، أنا واحد طول عمره عايش في الواقع واللي بتقوليه ماشفتوش بس غير في خيال الأفلام والخيال مالوش مكان بينا  ،  وبعد اللي عرفته ده كله بتسأليني خايف !!

 ابقى كداب ياغدير لو ماقولتش اني مش خايف 


أكملت بندم :


_ياريتني ما كنت حكيتلك 


تركته تتجه نحو الخارج ثم جذبها اليه من مرفقها برفق يسألها واللهفه تتضح بعينيه :


_ليه بتقولي كده ياغدير ؟


اقترب منها اصبح امامها تماماً وقبل أن تتحرك التقط مرفقها بلطف سائلاً :


_ندمانه أنك حكتيلي 


قربه منها أربكها توترت بشده ولكنها حسمت أمرها بقول :


_بصراحه ايوه  ، خايفه لا تكون مش قد الثقه اللي اديتهالك احساس جوايا بيقولي اطمنيله  وشعور تاني بيقول افرض ماطلعش قد الثقه اللي اديتهاله 


انصت لها وأعطاها كامل تركيزه تسترسل حديثها تطالع عينيه بحنان :


_أنا زي ما قولتلك يابدر انا عيشت حياه صعبه وأنتَ اول حد اطمنله بره عيلتي خايفه اتصدم فيك وانا مش حمل صدمات 


قالت كلماتها بصدق نابع من فؤادها يستطيع أن يرى أعجابها بهِ في عينيها دون ان تنطقه مما جعل حديثه اسهل :


_أنا عايز اقولك حاجه واحده بس شايفها في عينك لكن ماقولتهاش 


هنا طالعته تنظر لعينيه فتابع هو بابتسامه رقيقه :


_أنا معجب بيكي ياغدير هبقى كداب لو قولت اني وصلت معاكي لدرجه الحب بس أنا حقيقي معجب 

بيكي وبكل تفاصيلك 


تابع بضحكه اثرتها يكمل حديثه :


_بذئابك بقى  ، باخوكي اللي بيسمع دبه النمله وهو مابيشوفش بمستذئبينك وبحكاياتك الغريبه ، وعايز اعرف منك اذا أنتِ كمان معجبه بيا زي ما أنا معجب بيكي ولا لاء 


ارتبكت من سؤاله  صوت دقات فؤادها اوشك على كشف امرها جذبت كفها من كفه برفق تنظر جوارها للخارج بقول :


_المطره وقفت أنا لازم امشي بقى 


تركته ورحلت بخطوات واسعه تحت نظراته المستغربه ابتسم يناديها بأسمها بقول :


_غديـــــر ، استني طيب هوصلك ماتمشيش في الوقت ده لوحدك 


-------------------(بقلمي مآآهي آآحمد)--------------

هناك لقاءات لا يمكن ان ننساها ابداً  ، لقاءات تخبرنا أن ما علمناه طوال العشر سنوات ما هو الا سوى  خدعه  وهذا لقاء مميز لأنه لقاء مع النفس ، لقاء منتظر مع ذاته منذ سنين  وصل "ياسين " أخيراً الى وجهته  ، يرى كل شىء بوضوح ، أنه هنا داخل مقبرته يجلس على ركبتيه  أمام اللوح الرخامي يمرر أصابعه على اسم "عمار  " المطبوع أعلى اللوح يرافقه الحزن والاكتئاب يسترجع أحداث ذلك اليوم المؤلم بقول  :


_بيقولوا النسيان نعمه ، بس في حالتي انا نقمه عشان نسيتك  خلوني انسى حته مني  غصب عني وانا مكنتش عايز انساك واليوم اللي افتكرتك فيه روحت فيه ياعمار ، عمري ما هنسى نظره عنيك وأنتَ بتقولي قوم ، أنتَ بتعمل ايه مش قادر عليه لوحدي ، لو مكنتش سيبتك مع العربي  لوحدك ، كنت زمانك عايش بس اقسملك ان وقتها كان غصب عني 


تنهد بعمق يبتلع ريقه وكأنه كالأشواك قائلاً :


_ غصب عني حسيت بألم هيفرتك دماغي ، حسيت اني بمـ ـوت وكأن جسمي أنهار وقعت في الأرض مابقيتش حاسس بالدنيا واللي فيها ولاقتني بفتكرك من جديد وافتكرت أمك وهي بتقولي أنا بمـ ـوت و مش عايزه أبني يمـ ـوت معايا ياياسين  فوقت لاقيتك بين أيدين العربي ، مالحقتش ، اقسملك مالحقتش انجدك من بين أيديه  ، مش مكانك ، مش مكانك تكون هنا ده مكاني أنا 


تابع يخرج ما بداخل صدره بأنهيار :


أنا عشت غريب في الدنيا دي بدور على جزء ناقص مني رغم اني مكنتش عارف ايه هو ولما عرفت روحت مني ، والله ياعمار  كان غصب عني ، صدقني ، وحياه الأغلى عندك تصدقني 


_ كــــداب  


رفع وجهُ عالياً بجوار مقبرته  ، يستمع اليه وقد ظهر من العدم يكمل  بقيه حديثه فتابع هو : 


_ايوه كداب مستغرب ليه  ، ماتقولش غصب عنك 


قال "عمار" أخر ثلاث  كلمات ببطىء شديد فأغمض "ياسين عيونه بأحكام قائلاً :


_أنتَ مش موجود ، أنتَ ميت 


جلس أمامه القرفصاء بنفس مستوى جلسته يطالعه بتحدي ينطق كلماته ببطىء :


_لاء أنا عايش ،   بس عارف عايش فين 


اشار بأصبعه على جبهته :


_ جواك ياياسين  ، عايش جوه عقلك ومش هخرج منه أبداً ، عشان أنتَ عايزني افضل موجود ، جزء منك رافض انك تصدق اني مش موجود وميـ ـت


وقف وهو يكمل اثناء وقوفه:


وعشان كده هفضل جواك ، وكل اللي قولته ده بلح ، ولا الهوا  مش حقيقي أنتَ من جواك اتمنيت اني امـ ـوت عشان خاطرها عشان تبقى معاها 


حرب بارده تحدث الأن بينه وبين نفسه يحارب ذاته ، يحارب نفسه ما بين الماضي والحاضر فقاطعه يخبره بلهفه :


_ايوه أنتَ صح ، أنا اتمنيتلك المـ ـوت ،  بس ده قبل ، قبل ما اعرف انك أبني ، قبل ما اعرف انك الجزء الناقص مني اللي بدور عليه بقالي سنين وبالرغم من كده ما اذيتكش وانتَ عايش أنتَ اللي كنت بتأذيني أنا قررت قبل الحرب بيوم اني هحميك عشانها ياعمار عشان تفضل معاها ده كان اخر كلام بيني وبينك 


قاطعه "عمار " باستهجان وقد بان الغـ ـضب بنبرته :


_لاء أذتني ، اذتني بوجودك جنبها افتكر كويس ياياسين افتكر كويس يوم الحرب هي اختارت تقف ورا ضهر مين لما حست بالخوف من العربي كنت أنا وأنتَ قدامها 


اشار بأصبعهُ عليه :


_بس هي أختارتك ، أنتَ نفسك مكنتش مصدق وبصتلي بنظره مش هنساها أبداً نظره بتقول انك انتصرت عليا وانتصرت بحبها وهي  نسيت كل اللي عملته عشانها وراحتلك برجليها رغم انها كانت دايماً بتبقى معايا بس نظره عنيها ليك كانت بتوضح اللي في قلبها لسانها بينطق شىء وعيونها بتقول كلام تاني 


اشار برأسه بلا مبالاه بحركه دائريه وهو يكمل بسخريه :


_مش مصدقك ومش هصدقك نتيجه افعالك واضحه قدامك بص ، بص شوف 


أشار بسبابته على اللوح الرخامي بعنـ ـف :


_عارف ده اسم مين ، ده أسمي وأنتَ السبب في اللي حصلي ومش ههدى ولا يرتاحلي بال الا ما يتحط اسمك جنب اسمي ياياسين 


وضع "ياسين " يدهُ على رأسه بألم يقبض عينيه بقوه قائلاً بنبره قد أنهكها التعب :


_كفايه ، كفايه ، كفايه ياعمار كفايه أنتَ مـ ـيت ، ياريتك كنت حقيقه ياريتك كنت موجود 


ياسين أنتَ بتكلم عمار !! 


 القت " مشيره " بسؤالها من خلفه وهي تقترب منه بخطوات سريعه تضيق ما بين حاجبيها باستغراب 

رفع رأسه وقد فقد اي ذرة تعقل به يطالعها بعيونه وقد تحولت الى اللون الاحمر القاتم يقبض على مرفقها بشده يطالعها بنظرات شرسه يوجهها "ياسين" لها تقابلهُ نظرات مشيره وقد دب الرعب بقلبها من لون عيونه المشتعله شهقت من الخوف  ومراره ما رأتهُ ومشاعر كُثر فأخبرها بيقين مما يقول  : 


_عــمــــار ميــــ ـــت 


------------------( بقلمي ماهي احمد)------------------

ثم بعض الأشياء تشعر بوجودها اصبح يزهر حياتك وكأنك وجدت ما يسرك وكأن من بعد العسر يسر كوجود  "مارال " بحياته وقد اصبحت اليسر بعد العسر  ، كانوا  يسيرون سوياً  يحددون وجهتهم الى المنزل بعدما انهى اداء فريضه الفجر ومن ثم رأت "مارال" وقد تلاحمت الأشعه وحل شروق الشمس بأشعته الذهبيه فطلبت منه برفق ببسمه حانيه تجذبه من مرفقه بلين :


_بيدقوس تعالى نقعد هنا شويه  في وسط عباد الشمس بلاش نيوح على طول الشيوق هنا يجنن 


اعترض ببادىء الأمر ولكنه وافق على مطلبها وقبل ان يتحرك للجلوس القى زميل لهُ بالمسجد السلام وهو يمر بجواره وضعت "مارال " الوشاح سريعاً على رأسها بحركه عفويه منها عند رؤيته فألقى "بربروس " السلام رداً عليهٍ وضيق ما بين حاجبيه باستغراب على فعلتها حمحمت ومن ثم نزعت وشاحها بقول :


_بتبصلي كده ليه لاء ماتبصليش كده 


ابتسم ابتسامه مكتومه وهو يجلس ما بين الزرع وسط الرقعه الزراعيه قائلاً :


_شكراً لكِ ، اعلم جيداً لما فعلتي ذلك ولكن 

لا تغيري من نفسك لأحد يامارال فيعلم ربي اني احببتك حبآ خالص لوجه الله فأنتي هديه ربي لي ووصيه رسوله


_بس أنتَ مش بتغييني  يابيدقوس 


قالتها سريعاً دون تردد رمقها باستغراب فأكملت تقص عليهِ ماتريد  :


_يعني أنا غلطانه يعني لما شوفت الشيخ صاحبك ده معدي فقولت احط حاجه على شعيي عشان ماتتحيجش مني عشان بشعيي وكده 


كان سيرد ولكنها وضعت اصبعها على شفاه تمنعه من الحديث وقد تابعت :


_وقبل ما تتكلم انا عايفه ومتأكده اني مابعملش شىء غلط حتى لو بشعيي لأن دي حاجه عاديه  انا بس عملت كده عشانك أنتَ ، عشان في ناس هنا تفكييها وحش زي ما أنتَ شايف قييه وايياف هيقولوا بص اللي بيصلي وبيقيم بينا مياته ماشيه بشعيها ازاي 


ابتسم على حديثها ابتسامه امتنان وقد طالعها بكثير من الحب ، كانت نظراته كالعاده دافئه ونظراتها بها من الحنين الكثير فقاطع نظراتهم قائلاً :


_ولذلك انا ممتن لكِ على فعلتك هذه 


_عد الجمايل بقى 


ابتسم كل منهما للأخر وعادت تسأله وكأنها تذكرت شيئاً :


 الا قولي صح يابيدقوس هو ليه يعني البنت المسلمه بتتحجب 


رد عليها بطلب بعيداً عن السؤال :


_أغلقي عينيكِ 


رمقته باستغراب فأصر على طلبه :


_هيا أغلقيهما 


اغلقت عينيها ودار بعينيه بالمكان ثم قبض احد مرفقيه  بأحكام والأخر وضع بهِ زهره صغيره ومن ثم طلب منها أن تفتح عيونها وقد قام بسؤالها الأتي:


_هيا أخبريني ، ماالذي يوجد بيدي اليسرى 


أجابته بسهوله تامه :


_زهيه يابيبيوس


ومالونها ؟ 


استغربت أكثر من طرحه لأسئلته ولكنها اجابته بقول :


_حميا


_هل تستطيعين التقرب منها واخذها  


كان هذا سؤاله فأجابت هي :


_طبعاً اقدي ما أنتَ فاتح ايدك ومافيش أي حاجه تمنعني اخدها 


اشار بعينيه يحثها على أخذها ومن ثم أشار على كفه الاخر يكور يدهُ يقبض على ما بداخله بأحكام وبدأ بقول :


_هيا قولي لي ما الذي يوجد باليد الأخرى ولونه واذا استطعتي خذيه من بين كفي 


ردت وقد طفح كيلها :


_وأنا هعيف منين يابيدقوس اي اللي في ايدك ولونها هو انا عايفه هو ايه اصلاّ 


اشعار بعينيه يحثها على فتح قبضه يدهُ ثم قبضت بكف يدها على كفه تحاول فك قبضته فلم تستطع فعلها أخبرته من بين اسنانها وقد استفزها الأمر :


_مش قاديه افتح كف ايدك يابيدقوس بجد أنتَ محافظ عليها اوي 


اشار بأصبعه يخبرها بكلمات سلسله وبسيطه مع ابتسامته الساحره :


_نعم معكِ حق فالمرأه المسلمه حجابها يحافظ عليها من كل سوء لحمايتهن وصيانتهن وأظهار عفافهن ومنع كل فاسق التعرض لهن وقد اكد الله تعالى في سوره الأحزاب 

﴿ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ﴾ 


وبالدليل فقد استطعتي رؤيه الزهره الأولى وكل شىء بها دون مجهود فقد علمتي عنها كل شىء واستطعتي ايضاً اخذها دون موانع  ولكن هل علمتي ما بداخل كفي الأخر هكذا هو الحجاب فرض على المرأه المسلمه لحمايتها في المقام الأول من كل سوء فالله أعلى واعلم واذا فرض شىء فهو لمصلحه البشر 


صمتت لثواني تفكر بما قاله منذ قليل ، اقترب منها هامساً بأذنها :


_لماذا الصمت هكذا ؟


هزت كتفها تخبره ببراءه :


_هقول ايه ؟


تحدثي بأي حديث تحدثي بأي لغه تريدين فصمتك هذا يربك قلبي المسكين بعدما وقع بحبك 

وصار معذب لسنين 


تحدث بربروس ببسمه واضحه على شفاه تزيد من وسامته رأت بسمته فانفرجت تقاسيمها وهي تقول :


_ضحكتك دي هتجنني ، شوفت عيفت اعالج  البؤس اللي كان  على وشك من شويه ازاي 


هز رأسه نافياً يخبرها بعيون محب صادقه :


_لا ، اذا اردتِ أن تعالجيني من البؤس فيجب عليكِ حذف الهمزه 


ابتسمت بخجل وقد غزت الحمرا وجهها وهي تقول 


_بطل يابيدقوس


ابتسم من خجلها يسترسل حديثه بوجه ضاحك 

لماذا ؟ ليس بعيبٍ ولا حرام ، ألست بزوچك 


طالعت الجوار بخجل واقتربت من أذنه هامسه تحدثه بنفس لغته :


_حسناً  ، فوالله وبعقد الهاء عندما يغلق علينا الباب سأقـ ـتلك بقـ ـنبله لا نون لها 


--------------------(بقلمي ماهي احمد)----------------

ألقى "ياسين"  كلماته على مسامعها ولكنه لم يؤثر بها  ، كل شىء صار بلا معنى عند رؤيتها لعيونه التي قد تحولت الى اللون الأحمر القاتم كلماته موحيه ولكنها تجاهلته وسألت بارتباك:


_عيونك حمرا كده ازاي 


قبض بعينيه وقد أعاد عيونه الى لونها الطبيعي وبدأ بقول :


_ماردتيش عليا 

 ليه كذبتي عليا السنين اللي فاتت دي كلها ، ليه فهمتيني أن عمار عايش وممـ ـاتش 


لا مفر ، علمت بأن الكذب سيزيد التعقيد صمتت لثواني في محاوله منها لأيجاد مخرج جذبت مرفقها من قبضه يده فقد ألمتها قبضته تحاول التبرير :


سيب أيدي ، ايدي هتتكسر في ايدك حرام عليك 


حرر يدها من كفه يتابع نظراتها المرتبكه ، صرخ بها يحثها على القول :


_أنطقــــي 


تابعت بعينين وقد اتخذت من تمثيل الصدق وشاحاً ، وحقا لقد برع تمثيلها وهي تتحدث بحزن:


_حاولت أقولك كتير ياياسين ، حاولت أتكلم معاك واقولك انه ميـ ـت من أول يوم عرفتك فيه وأنتَ مكنتش مديني فرصه حاولت أعالجك كتير بس مجرد أن فكرة أن عمار يبعد عنك كانت مستحيله ، حاولت اشرحلك بس مانفعش عارف ليه ؟


بدا وجهها شاحب للغايه وهي تتابع بقول اسبابها :


_علشان عمرك ما قولتلي أسباب عمرك ما دخلتني في حياتك عملت معاك كل حاجه نومتك مغناطسياً ، اديتك أدويه ، حاولت اعالجك حتى من غير ما تحس بس لما كان بيبعد عنك كنت بتبقى عامل زي المجنون  ، فاكر ، فاكر لما كسرت الكوخ على اللي فيه لمجرد أني واجهتك وقولتلك بتكلم مين أنا مش شايفه حد 


نعم ماتسرده لهُ قد حدث بالفعل ، حاولت علاجه ببادىء الأمر ولكنها فشلت بمحاولتها في المره الأولى وعندما نجحت حاول تركها والعوده الى دياره فبدأت بوضع حبوب المخدر بداخل مشروبه حتى يزيد تعلقه بهِ بعدما ادركت بأنه سيتركها اذا علم بحقيقه مـ ـوت عمار ، تركها ورأته يتجه ناحيه اللوح الرخامي من جديد فلحقت بهِ بخطوات لم تكن متزنه أبداً فابتلعت ريقها بتوتر زاد بقوله لها  :


_ لما ، لما دخلت عندك الكوخ اول مره شوفتك يامشيره  وأنقذتك أنتِ حلفتيني بحياة عمار قولتي وحياة عمار ماتسبنيش ازاي ، ازاي عرفتي أني بكلم واحد اسمه عمار مع أنك كنتِ لسه أول مره تشوفيني 


التقطت انفاسها بصعوبه وبدأت بسرد ما حدث تلك الليله بقول :


_انا دكتوره نفسيه ، شوفتك وانتَ بتكلم نفسك ونطقت اسم عمار وقتها بصيت حوليا مالقيتش حد قدامي ، بس بالرغم من كده بتكلم الفراغ عرفت حالتك من لحظه ما شوفتك وانا اهل جوزي 

هيقـ ـتلوني لو كنت مشيت وسيبتني  وقتها ، قولتلك وحلفتك بحياه عمار عشان انقذ حياتي من المـ ـوت 


جحظت عيناه مما يسمعه وانكمشت تقاسيمه  فأكملت حديثها مسرعه :


_بس ، بس وحياة ربنا حاولت اعالجك حاولت ومعرفتش أو ماقدرتش بقيت احطلك الدوا في الشيري كولا ولما صوره عمار بقت تبعد عنك ومابقاش ييجي في خيالك اتجننت وكنت عايز تسيبني وترجع بلدك  ، او بالأصح ترجعلها 


_روحتي بطلتي تعالجيني لما فكرتي اني هسيبك 


ثبتت نظراتها أمام سؤاله واستدارت لهُ تجاوبه بالحقائق :


_أيوه بطلت اعالجك ، بطلت احطلك الدوا اللي يخليك ماتشوفش عمار تاني بس ما سألتش نفسك  مره واحده  ليه أنا عملت كده ؟ 


رد عليها رد قوي أسكتها :


_علشان أنتِ انانيه مابتفكريش غير في نفسك وبس 


لمع بريق في مقلتيها وهي تصحح :


_لاء علشان بحبك 


اخبرته بما أدهشه ، او أصدمه بالمعنى الحرفي ، طالعها بذهول وقد أعتلت الدهشه تقاسيمه وهو يقول :


_بتحبيني !!


أنفجرت وقد أتى انفجارها على هيئه بكاء وصراخها بهِ:


_اعمل نفسك مش فاهم ولا عارف ، مع انك ذكي كفايه وعارف انا ليه جنبك السنين اللي فاتت دي كلها وبعت الكل واشتريتك 


بانت على تقاسيمه الذهول بعدما التحمت الأعين وهي تسترسل :


_بعد وفاة جوزي اتقدملي كتير عشان بس في يوم ابصلهم مافكرتش ماكنتش بوافق ليه ؟ 


رد بثبات يحاول استدعائه :


_عشان مش عايزه تتجوزي  عايزه تفضلي حره زي ما كنتِ بتقوليلي 


بان وجعها وهي تصرخ :


_مافيش ست مش عايزه تعيش في ضل راجل يحميها ياياسين ، بس ، بس ضل راجل هي بتحبه وبتحس بالأمان معاه ، لما كنا هناك في المانيا  كنت بتخاف عليا وبتحميني كان اهتمامك بيا زايد اضعاف ما بتهتم بيا هنا 


_ده مكانش حب يامشيره انا وانتِ صحاب  ،  بس مابحبكيش انا كنت فاكر ان احنا صحاب 


_أحنا مش صحــــــاب 


قالتها على هيئه صرخه تدوي بالمكان وتحدثت دموعها بدلاً عنها تقترب منهُ قائله :


_عمرنا ما كنا صحاب ، أنا كل ده مستنيه أنك تيجي تكلمني وتعترفلي بحبك ليا لما اقف جنبك واساعدك قولت اكيد هيحس بيا وهيحس باللي عملتوا عشانه قولت البنت اللي في مصر دي اكيد كان وقت وعدا مش اكتر لأنك كنت بتتجنب تجيب سيرتها ولما جيت اتجوزتها قولت اكيد عشان يحميها ما البنت دي اللي عمار كان بيحبها واللي اكدلي أني متأكده انك مادخلتش عليها ولا قربت ناحيتها في يوم كل ده وانا متحمله ، متحمله عشان اسمع منك كلمه بحبك يامشيره عشر سنين وانا مستنياها منك ومستعده استنى عشره زيهم لو هتقولهالي في يوم 


ورد هو بما اوجعها :


_الراجل لما بيحب مش هيستنى عشر ثواني عشان يعترف للي بيحبها مش عشر سنين يامشيره كان لازم تعرفي ده لوحدك انا لو كنت حسيت من ناحيتك بأي حاجه كنت اعترفتلك من زمان ومكنتش هسيبك لوجعك ده كله بس انا طول عمري كنت صريح معاكي ، طول عمري بقولك أنك زيك زي بربروس وعلي جدعه ووفيه وبتقفي في ضهري ماكذبتش عليكي ولا اديتك امل في يوم 


اقتربت منهُ بألم ، فاستدار ينظر بجانبه حتى لا تلتقي عيناه بعينيها تحدثت دموعها قبل اي شىء أدارت وجهه بكفها ببطىء لينظر لها تسأله وهي انفاسها تتعالى تطالع عينيه السوداء كسواد الليل بقول : 


_يعني مافيش أمل أنك تحبني في يوم ؟


زاد قربها منه تنتظر الجواب تمسح بظهر يدها على وجنتيه بحب تصرح بما تعلمهُ منذ سنين مضت تقول بنبره حانيه مبطنه بالحب  : 


_أنا عارفه أنك مخبي عني كتير عشر سنين وأنتَ زي ما أنتَ  مابتكبرش ،  من اول ما شوفتك وأنتَ مابتتغيرش ، قوتك وأنتَ بتشيل الشنط ،  طريقه أكلك لما بتبقى جعان و

يتبع 

تعليقات

التنقل السريع