رواية الزيارة البارت الخامس5 بقلم هنا عادل جديده وحصريه في مدونة قصر الروايات
رواية الزيارة البارت الخامس5 بقلم هنا عادل جديده وحصريه في مدونة قصر الروايات
الفصل الخامس
زعقت مرة واحدة وانا بقول لخالد:
- الصوت، الصوت يا خالد بيقولي مش هتسيبكم!
خالد بتوتر وخوف:
- ارجعي العربية.
روحنا ركبنا العربية والصوت اللى فى ودني بيكرر نفس اللى اتقال بس مش بوضوح زى اول مرة، مجرد صدى صوت جاي من بعيد، كان خالد قاعد متوتر جدا لكن قعدتنا دي مش هتغير حاجة، علشان كده قولتله:
- خلينا نرجع البيت يا خالد، النهاردة من بكرة مش بعيد، مفيش فى ايدينا حاجة نعملها واحنا واقفين هنا.
حرك خالد العربية ومشينا وهو باين على وشه التوتر، بعد وقت تقيل جدا رجعنا البيت وشكلنا باين عليه كل اللى احنا شوفناه وحصل معانا، لكن لأن رباب اتأخرت على بيتها مناقشتش حد مننا فى حاجة، رجعت بيتها وولادي كانوا نايمين، برغم الارهاق وقلة النوم اللى كنا فيها الا اننا برضو مش قادرين ننام، حتى الكلام مش عارفين ايه اللى المفروض يتقال فى وقت زي ده، هنا اتكلم معايا خالد بتعب وهو بيقولي:
- هو اللى حاصل معانا حقيقي يا اسلام؟
رديت عليه بجدية:
- انا لو كنت لواحدي وانت مش معايا كان عقلي اتشتت ومصدقتش انه حقيقي.
خالد:
- طيب مين اللى ممكن يكون ورا كل اللى بيحصل فى القبر ده؟ وازاي الاسم المكتوب مالهوش علاقة بأصحاب المدفن اصلا؟ وبعدين يعني ايه قبر يتحبس فيه عفريت ميعرفش يطلع منه؟ دماغي هتنفجر يا توتا مش قادر اجاوب على كل الاسئلة اللى فى دماغي.
كنت حاسة بتوهان من اللى بيحصل، لكن فى نفس الوقت انا سبب فى الحالة اللى خالد فيها دي، علشان كده كان لازم اهون عليه شوية:
- انا اسفة، اسفة اني حطيتك فى اللى بيحصل ده، بس انت عارف ان من بعد ربنا وبابا الله يرحمه انا معنديش غيرك اتسند عليه، ماما والبنات مش هيتحملوا يعيشوا معايا ده.
خالد رد بحنية متناسبش اللى احنا فيه:
- حبيبتي احنا مع بعض على الحلوة والوحشة يا توتا، مكانش ينفع تتحطي فى اللى انتي فيه ده وتكوني لواحدك، انا معاكي في اي حاجة واللي حصل ده هيخلص اكيد، مجرد ما نفهم تفسيره هنقدر نلاقي حلول له.
رديت عليه بهدوء:
- انا تعبانة اوي، عيني مغمضتش والله يا خالد.
رد عليا:
- طيب تعالي ننام شوية علشان اكيد الجماعة لما يصحوا هييجوا، وكمان شوية وتلاقي العيال صحوا مش هنعرف نغمض عنينا.
فعلا غيرنا هدومنا ودخلنا ننام شوية، بصراحة كنت حاسة بتعب الدنيا كلها واللى حصل خلاني لا حاسة بالعيد ولا بأي حاجة فى الدنيا غير الوش والدوشة اللى سمعاهم فى وداني، روحت فى النوم ومش سامعه حاجة ولا حاسة بحاجة، لكن صحيت على خالد وهو بيصحيني، فتحت عيني اتخضيت... كان شعره منكوش وعنيه مفتوحة على اخرها ومبرق بشكل غريب ووشه اصفر والرعب باين على كل تفصيلة فى ملامحه، اترعبت وعدلت نفسي برغم انه كان تقريبا فوقي، اخدت نفسي وبحاول استوعب شكله وانا بقوله:
- خالد...فى ايه؟ مالك؟
رد عليا بصوت مبحوح وبعيد برغم انه فى وشي بالظبط لكن الصوت كان مش من خالد كان جاي من جواه مش من على لسانه:
- هقتلكم...ابعدوا...متحاولوش.
صوت خالد لكن مش هو اللى بيتكلم، منظره غريب وصعبان عليا، وخوفي هيوقف قلبي، مديت ايدي لمست وشه وانا بقوله:
- خالد...فوق يا حبيبي، فوق شكلك فى كابوس.
فجأة حسيت بنار فى ايديا خارجة من وشه، وفجأة حسيته بيتألم وهو بيقول بنفس الصوت:
- متحاولوش تحرروه، هقتلكم.
انا فى الوقت ده مش شاغلني اللى بيتقال قد ما شاغلني جوزي وحالته، كل همي كان انه يفوق وبس، فضلت انادي عليه واحاول افوقه برغم الرعب اللى جوايا، دموعي نازلة على وشي وانا شايفاه مبرق ليا برعب وشكل غريب، وقت طويل الصوت بيقول نفس الكلام وخالد على نفس الحالة لحد ما خبط باب الاوضة وصوت كوكي من وراه بيقول:
- ماما...ماما انا جعان انتم لسه نايمين؟!
فى اللحظة دي حصلت حاجة غريبة جدا.... لقيت خالد جنبي وماسك ايدي وبيقولي:
- انتي ايه اللى جرالك تاني؟ فوقي يا اسلام ده كابوس.
بصيتله بتركيز استغراب وذهول، كان طبيعي جدا ومفيش اي حاجة من اللى كنت شايفاها، لكن صوت كوكي وخبطه على الباب كان مش عاطيني فرصة اسأل عن حاجة، قومت من مكاني وخالد كمان ورايا، فتحت الباب وطلعت لكوكي اللى مالهوش ذنب هو واخوه فى اللى احنا شايفينه، تقريبا كان الوقت بعد العشا...نمنا ومحسيناش بالوقت، قعد خالد مع الولاد بعد ما يزن كمان صحى وانا دخلت احضرلهم اكل ودماغي مش طالع منها منظر خالد ولا الصوت ولا النظرة المرعبة اللى كان باصصلي بيها، عقبال ما جهزت الاكل كان الباب بيخبط وكانت ماما واخواتي وحماتي كمان معاهم وصلوا، متعودين على ده كل عيد اننا نسهر سوا بقى لحد الصبح، طبعا الواحد مكانش متحمل اي حاجة لكن محدش منهم عارف ولا ينفع يعرف حاجة، طبعا حماتي كانت عرفت من ماما اللى حصل معايا فى المدافن ودخلت اول حاجة تطمن عليا وسألت اسئلة كتير مفادها اني ممكن اكون حامل...طبعا محاولات رهيبة لأقناعها اني مش حامل لكن هي مش عايزة تقتنع لحد ما خالد رد مكاني وقالها:
- والله يا ماما لو حامل هنعرف بطنها مش هتستخبى عنكم يعني، بس انتي عارفة توتا بتهبط بسرعة ودي ملكة الاغماء.
ضحكت حماتي وهي بتقول:
- يلا ان شالله يكون حمل علشان عيالكم يكبروا مع بعض.
طبعا الموضوع ده اخد وقت طويل جدا فى المناهدة والمناقشة لحد ما خبط الباب تاني وكانت رباب وجوزها وبنتها، بصراحة قعدتهم معانا طلعتنا شوية من كل اللى حصل، السهرة كانت حلوة، مواضيع كتير وكلام وحكايات وذكريات بقى لحد ما النهار طلع، وابتدوا يتحركوا بقى كل حد منهم على بيته لكن خالد اتكلم مع مامته وقالها:
- خليكي بقى معانا يا ماما نتغدى سوا.
حماتي:
- رباب اختك عايزاني اتغدا معاها.
خالد:
- لاء خليكي، ونتغدا كلنا سوا هنا، انا هجيب اكل من برة...عازمكم.
رديت ماما:
- ليه يابني بس تكلف نفسك، لاء تعالوا عندي نتغدا هناك.
خالد:
- احنا نعتبر منمناش لسه يا طنط والله، والولاد مش عارف هيعرفوا يناموا بعد النوم اللى ناموه ولا هيفضلوا صاحيين؟ لو مناموش هنفضل قاعدين، فخلينا هنا احسن وقت ما اظبط الدنيا هكلمكم تيجوا.
قالت ماما الرد اللى كنا مستنيينه انا وخالد:
- لاء، هاخد العيال انا معايا وانتم لما تصحوا تعالوا، شوفوا عايزين تتغدوا ايه؟
خالد:
- لاء والله، انا اللى عازم، خلاص يا ماما يبقى الغدا عند طنط بقى، شوفوا عايزين تاكلوا ايه وقولولي.
طبعا ما بين اه ولاء وهنا وهناك ومين يعمل ومين يجيب رسينا على ان ماما هتعمل هي الحلويات وخالد هيجيب الاكل، وحماتي ورباب وجوزها وبنتها هيتغدوا معانا كمان، احنا اصلا اسرة صغيرة وعلاقتنا ببعض كويسة الحمد لله، ولادى لبسوا هدومهم ونزلوا كلهم على بيت ماما بعد ما رباب روحت على بيتها هي وجوزها، وحماتي روحت مع ماما واخواتي، دخلت انا وخالد قعدنا فى الانتريه دماغنا هتنفجر من الصداع لكن قال خالد:
- قاعدتهم معانا طلعتنا شوية من اللى حصل.
كنت مش قادرة انسى شكله لما صحيت، قولتله:
- هو انت كنت فى كابوس يا خالد ولا شوفت حاجة ساعة ما صحتني؟
رد خالد:
- انا اللى كنت فى كابوس؟ يابنتي انا لقيتك نايمة فوقي وعمالة تحذريني اننا نعمل اي حاجة تخص الحوار ده، صوتك كان غريب وعنيكي كانت تخوف اصلا...
قاطعته:
- ايه ده؟ انت اللى كنت كده، انت اللى عملت اللى بتحكيه ده يا خالد...انا كنت مرعوبة منك وخايفة عليك.
بصينا لبعض بتركيز وفجأة حسينا البيت كله بقى ضلمة برغم ان النهار طالع، وصدى اصوات بتتكلم كلام عكس بعض:
- حرروهم...مسجووونين...
- ابعدواااا، مس هسمحلكم تقربوااااا... جحيم....
مش عارفة فى اقل من لحظة كنت انا لازقة فى خالد ازاي؟! لكن رعب انا وهو بنعيشه مالهوش وصف، ابتدا خالد يتكلم بصوت مليان خوف:
- انتم مين؟ عايزين ايه مننا؟ انتم مالكم بينا؟
جالنا صدى صوت لأكتر من حد وكل حد منهم رد برد مختلف عن التاني:
- خرجوا المسجون.
وصوت تاني بيقول:
- مالهوش خروج، هو اللى حكم بكده على نفسه.
عقلنا كان هيشت لكن من غير ما نتكلم ابتدينا نسمع اصوات صراخ وحركة وكأن فيه خناقة حاصلة بس مش شايفين مين بيتخانق ولا ايه اللى بيحصل، البيت ضلمة والاصوات غريبة وتخوف، انا وخالد ماسكين فى بعض وحاسين اننا مش هنشوف النهار تاني، وقت فات على اللى بيحصل ده وصرخات مخيفة ومرعبة سامعينها ومش شايفين حاجة بعنينا لحد ما فجأة كل حاجة رجعت لطبيعتها والنهار رجع للبيت تاني، والاصوات اختفت، وكل حاجة هادية...ولأن احنا فيه بينا ميعاد مع الشيخ حسن والشيخ جمعة حاولنا منتكلمش ولا نستغرب من حاجة غير بعد ما ننزل من البيت، واضح ان فيه رفض لمحاولات فهم اللى بيحصل، ولازم نفهم علشان منفضلش عايشين فى حاجة احنا مش فاهمينها ورفضينها كمان، بمنتهى السرعة جهزنا لدرجة اني لبست عباية انزل بيها، مكانش فيه وقت اقف ادور على هدوم او ادور على شكلي هيكون ايه، خالد فى اقل من خمس دقايق كان جاهز نزلنا جري من البيت وكأننا بنهرب من حد بيجري ورانا، وصلنا بسرعة البرق للمدافن لأن الطريق كان فاضي احنا لسه بدري، كانوا الشيوخ فى انتظارنا فعلا، سلم عليهم خالد وانا رميت سلام ربنا عليهم ودخلنا للمدفن....وقفنا قصاده بالظبط ولأن احنا تاني يوم العيد وكل الناس بتزور تقريبا اول يوم فكانت المدافن فاضيه تقريبا، حتى اوضة علي وابوه مقفولة، وقفنا قصاد المدفن والشيوخ ابتدوا يقروا ايات معينة كده مع بعض فى نفس الوقت واحنا واقفين وراهم، مع قرأتهم دي شوفت فجأة خيال جوة المدفن لأكتر من كيان مش قادرة احدد تفاصيلهم لأنهم كانوا مجرد خيالات بس اللى متأكدة من اني شوفته ان خيال منهم بيحاول يخرج من بين السياخ...وخيال تاني بيحاول يمنعه، ومع تركيزي معاهم سكت صوت الشيوخ واتكلم واحد فيهم وقال:
- عهد مع جن يهودي....
رد التاني فى نفس الوقت:
- روحانية مسجونة.
يتبع
اكتب في بحث جوحل( مدونة قصر الروايات) تظهر القصص كامله
تابعونا علي قناة التليحرام من هنااااااااااا
ليصلكم اشعار بالنشر
الرواية كامله من البدايه هناااااااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا