رواية الملعونة الفصل السابع و الثامن 7-8بقلم هنا عادل
رواية الملعونة الفصل السابع و الثامن 7-8بقلم هنا عادل
الفصل السابع
قفل الخط معاها وابتسم ولا كأن حاجة حصلت منه مع مراته، اتغاظت جدا الحقيقة، لقيت نفسي بتكلم معاه بأنفعال:
- انت بتكلمها كده ليه؟ هو انت اشتريتها؟ هو انت فاهم اللى بتتعامل معاها بيه ده ممكن يوصلها لأيه؟
خالد:
- مالك ياهيام متعصبة ليه؟ هي يا حبيبتي متعودة على كده، انا وهي حفظنا طريقة بعض وبنعرف نتراضى، انا مش زي جوزك.
اتعصبت اكتر لما جت سيرة كريم:
- واضح ان مفيش فرق.
خالد قرب مني وهو بيقولي:
- لاء فيه فرق وكبير جدا كمان، انا مش هصورك وانتي فى حضني، ولا صورت مراتي وهي فى حضني...فيه فرق كبير جدا يا هيام.
قدر يخليني اسكت بكلامه، انا عارفة ان اللى حطيت نفسي فيه مش هو الصح، يمكن لو كنت اجبرت اهلي انهم يسمعوني ويساعدوني كان وضعي بقى مختلف، لكن انا استسلمت لفكرة انهم مش هيقفوا جنبي، مش عارفة سبب خوفي من انه مصورني معاه، ماهو انا اصلا مراته ولو ده حصل فهيبقى بيفضح مراته وبيفرج الناس عليها، لكن تقدروا تقولوا حسيت انه لو عمل كده هبقى ماشية عريانة قصاد الناس وفرجة للى رايح واللي جاي، هبقى فرجة لأهلي اللى كنت حتى بتكسف اقعد بشورت ولا حاجة عريانة قدامهم، برغم اني بعدين عرفت ان كان قدامي حلول كتير جدا تخليه هو اللى فى موقف الضعف مش انا، لكن لحد ما وصلت للحلول دي كنت ورطت نفسي فى مصايب اكبر بكتير من اللى كنت فاكراها مصيبة، فعلا سيبته وقومت دخلت اوضة وقفلتها عليا، هو طبعا كان فاكر انه بياته معايا فى شقة واحدة ده هيخلينا نقضي ليلة من الليالي اللى ياما حلم بأنه يقضيها معايا، بس انا خيبت امله بقى، فضلت صاحية وقت طويل، خبط على باب اوضتي عملت نايمة ومرديتش، انا كان كفايا عليا بس احس اني مش لواحدي، تليفوني فاصل شحن وهو الشاحن بتاعه مختلف عن شاحن تليفوني، وده طبعا خلاني قاعدة من غير تليفون ومش قادرة اعمل اي محاولة حتى فى اني استعطف كريم او اطمن اذا كان اخد قرار تاني ولا لاء، فضلت على الحال ده لحد ما عيني راحت فى النوم وفتحت على صوصت خبط على الباب كان النهار طلع:
- هيام حبيبتي، انا نازل، هروح بس الشغل واحاول اعمل اذن وارجعلك تاني، متقلقيش ومتفتحيش الباب لحد، مش هتأخر عليكي.
بصراحة لأني كنت متضايقة منه مرديتش عليه، وهو توقع اني نايمة، بعد ما سمعت صوت الباب اتقفل فضلت شوية في السرير وبعدين قومت، مش لاقيه فكرة خالص للي ممكن اعمله، كنت عايزة اشوف شاحن لكن خوفت من البواب الحقيقة، هو اصلا فكرته عني انا وخالد مش مظبوطة بالمرة، قلقت يستغل فكرته دي لو طلبت منه حاجة ومقدرش اخد معاه موقف بسبب خوفي من وضعي ووجودي مع خالد فى شقة لواحدنا، علشان كده كان لازم استنى لحد ما خالد يرجعلي واطلب منه، قضيت اليوم بطيء جدا وساعاته مش بتمشي، وبرغم ان خالد متأخرش لكن فعلا حسيت بالملل والخوف وانا لواحدي، وصل خالد وجايب معاه حاجات كتير وكأنه بيخزن بيته مثلا، ضحك لما شافني وقاللي:
- جيبتلك كل حاجة ممكن تحتاجيها، علشان لو انا مش موجود متطلبيش حاجة من البواب.
رديت بسرعة:
- عايزة شاحن ضروري، تليفوني فاصل ومحتاجة اطمن على ولادي بأي طريقة.
خالد:
- طيب تاخدي تليفوني تكلميهم منه؟
رفضت طبعا:
- لاء مستحيل، افرض كريم اخد الرقم منهم لما يعرف اني كلمت الولاد؟
خالد:
- كأني حد من الشارع اتصلتي من سنترال مثلا.
قولتله:
- لاء، هاتلي شاحن بس انا عايزة اشوف تليفوني.
خالد:
- حاضر، قبل ما امشي بليل هجيبلك الشاحن، تحبي احضرلك الاكل النهاردة كمان؟ ولا تحبي تدوقيني عمايل ايديكي؟
بيأس قولتله:
- هحضر انا الاكل.
خالد:
- تمام، وانا هعملك الحلو بقى، انا فى الحلويات استاذ..يا حلويات انتي.
دخلت عملت الاكل فعلا وقعدنا سوا اتغدينا ورن تليفونه ورد من اول مرة:
- ايوة ياحبيبتي، لاء مش هتأخر، يومي عايزة حاجة اجيبها وانا جاي؟
- .......
رد وهو بيضحك:
- يا قلب بابا، عيوني الاتنين لهيومة، روح قلبي دي.
- ......
رد تاني بحنان وقال:
- لاء انتي حاجة وهي حاجة، انتي الاصل، يلا بقى يا حبيبي عايز اكمل اللى بعمله، هكلمك قبل ما اطلع علشان لو محتاجين حاجة، باي باي يا قلبي.
كنت ببتسم فى المكالمة دي وحسيت للحظة بالغيرة من مراته، كان زماني انا اللى مكانها، اه هو اتكلم امبارح بطريقة مش لطييفة، لكن طبيعي ان الحال يبقى ما بين الحلو والوحش، مش يبقى علطول وحش، ولا تبقى علطول طريقة الكلام جافة، لاحظ هو ابتسامتي فقاللي برقة:
- الحياة لازم تمشي، هي محترمة وكويسة، العشرة هي اللى بتخلي الجواز يستمر، حتى لو مفيش حب.
رديت وقولتله:
- هو انت بتتكلم كده ومش بتحبها؟
ضحك وهو بيقولي:
- انا محبيتش غيرك، انتي ليه مش بتفهمي؟ ليه مش عايزة تصدقي اني ولا حبيت ولا هحب حد غيرك، انا مريض بيكي يا هيام، انا لو مش مستوعب ان اللى فى البيت دي بنتي.. كنت اتعاملت معاها على انها انتي، هيام اللى كنت بتمناها وبتمنى اليوم اللى ابقى انا وهي فى بيت واحد...زي دلوقتي كده.
قالها وقرب مني لكن انا خوفت، بعدت عنه وبلعت ريقي وانا بقوله:
- طيب انا هدخل اغسل الاطباق.
رد هو بسرعة وقاللي:
- لاء، خليكي، انا هدخل اعمل حاجة نشربها وبعدين اغسليهم وانا بعمل الحلو.
وافقت علشان يتلهي فى اي حاجة بعيد عني، انا خايفة منه بس مش قدامي غيره لحد دلوقتي، انا حتى مش معايا فلوس اركب مواصلات، وقف فى المطبخ وسمعته مشغل اغاني على تليفونه وكلها اغاني قديمة كنا بنسمعها سوا انا وهو، بصوا انا كمان طبعي غبي، مقدرتش حبه ليا لأني مش بحب الراجل يبقى مدلوق اوي عليا، بحبه يكون تقيل، اه مش غبي عليا لكن فى نفس الوقت له شخصيته اللى تشدني، وخالد من حبه فيا كنت حاسة اني اقدر اتحكم واقرر وامشي العلاقة زى ما انا عايزة اصلا، لكن يمكن وجوده المفاجئ فى حياتي الايام دي كان علشان الاقي حد يساعدني فى الموقف ده، خلص اللى بيعمله وطلع وانا قاعدة سرحانة، حط صنية الشاي وقاللي:
- عايزين بقى نشوف هنعمل ايه فى اللى جاي؟ لازم نلاقي حل، مش هتهربي يا هيام وتسيبيه هو يكسبك.
اخدت كوباية الشاي وانا بفكر فى كلامه وبعد ما شربت منها قولتله:
- عايزة اكلم امي الاول يا خالد احكيلها اللى حصل، رد فعلها ومدى استيعابها للكلام هو اللى هيخليني اخد خطوة الرجوع...او هو اللى هيخليني بعيدة وهربانة من حاجة انا معملتهاش اصلا، ياخد كل حاجة ومش عايزة منه حاجة بس يخليني مع ولادي ويعيش براحته، حتى لو هيخليني خدامة.
خالد بأنفعال:
- انتي ليه كده؟ ليه حابة تفضلي تحت رحمة واحد مالهوش لازمه؟ انا كنت تحت رجليكي ورفضتيني، ليه بتسمحي لأشباه راجل ثتحكم فيكي؟
رديت وانا مخنوقة وتايهة:
- مكانش كده، ومبقاش كده بسرعة ولا بدري، بقى كده لما فرصة خلاصى منه راحت، امي رافضة فكرة الطلاق بكل الاشكال، وولادي بيحبوه ومش عايزة اعقدهم واعيشهم مع امي اللى انا عارفة انها هتعقدني انا من تاني، هتسود حياتي اكتر ما هي لو انا سيبته يا خالد، انا سلبية.
خالد:
- طول عمرك سلبية، بتحبي اللى يسوقك، بتحبي اللى يوجعك... علشان كده اتوجعتي بما فيه الكفايا، مع ان ذنبي اللى عندك مفيش حاجة تخليني اسامح فيه.
حسيت من كلامه نوعا ما انه بيأنبني، او انه فرحان فى اللي بيحصل فيا، او انه....ايه ده؟؟ هو انا مالي بسخن كده ليه؟ جسمي فجأة سخن جدا وحسيت بتنميل فى دماغي:
- خالد، انا دماغي مش حاسة بيها، جسمي كله بيسخن.
قرب مني بخوف وقاللي:
- طيب تعالي حطي رأسك تحت المياه يمكن تفوقي.
اتحركت معاه بمنتهى الهدوء وحاسة بأعصابي سايبة، مكنتش اعرف ان اللى عمله كريم مش هيختلف عن اللى هيعمله خالد، ايووووة خالد اللى استغل وجودي معاه، استغل اني مش لاقية غيره، خالد اللى حط ليا نوع برشام مخدر فى الشاي خلاني مش حاسة بنفسي ولا باللي بيحصل، خالد اللى صورني زى ما جوزي صورني بالظبط...خالد اللى صحيت من النوم ملقيتهوش ولقيته سايبلي ورقة جنبي وهو بيقولي:
- الفيديو بتاعك مع جوزك مش هو اللى هيبقى فضيحة، لكن الفيديو بتاعك اللى معايا هو اللى هيعملك الفضيحة بجد، خلي بالك دي كده قضية زنا، غير طبعا المواقع اللى هيبقى عليها فيديوهاتك ببلاش، حقي ده يا هيام اللى استحلتيه لنفسك، خدتك غصب عنك لأن برضاكي مش انتي اللى تستاهليها، يلا دوري على حد تاني يصورك بقى...سلام يا حلاويات.
يتبع
الملعونة
الفصل الثامن
عيني طلعت من مكانها ومن منظري اللى يدل على حقيقة كلام خالد خلاني مش بعمل حاجة غير اني اصرخ بأعلى صوتي، مشغلتش بالي بحد ولا بأى حاجة، جوايا نار قايدة مش متحملاها فى صدري صوتي اللى طالع بالقهر والكسرة والعار هو اللى حسسني اني لسه عايشة واني مش فى كابوس، صوت جرس الباب عمال يرن وخبط جامد وانا بصرخ وبس، لا قادرة اتحرك من مكاني ولا عايزة اعمل حاجة غير اني بلطم على وشي وبصرخ وبعيط، انا محدش اذاني...انا اللى اذيت نفسي، انا اللى ضعيفة ومعنديش ثقة فى نفسي، انا اللى معنديش شخصية تخليني اقف قدام اهلي واقولهم:
- جوزي صورني وبيهددني وانا هعمل فيه بلاغ.
ده اللى كان لازم اعمله، مش اني اروح انام فى بيت مع خالد واقول هو اللى هيساعدني ويقف جنبي، ازاي مجاش فى بالي انه ممكن يكون شايل جواه رفضي له من سنين طويلة، مجاش فى بالي ان حبه ليا يتحول للكره والانتقام ده، هو انا غبية لدرجة اني مبفهمش اي حد كده؟ وانا بعيط وبضرب وشي علشان افوق للي حصلي وللي عملته فى نفسي سمعت صوت البواب على الباب برة وهو بيقول:
- هكسر الباب، افتحوا الباب بدل ما اكسره.
اللى ساعدني اني متفضحش والناس تتلم عليا اننا فى الشتا، والمنطقة فاضية وبتتأجر للمصيفين بس، لبست هدومي بسرعة وطلعت فتحت الباب وانا وشي كله مورم ومليان دموع، وقفت قدامه وانا حالتي متتوصفش بص ليا من فوق لتحت وقاللي:
- من اولها مش مرتاحلكم، اتكلوا على الله من هنا انتم هتجيبولي مصيبة.
بصيتله وانا مش عارفة لو نزلت هروح فين:
- هو انت حد عملك حاجة؟
البواب:
- ياست الله لا يسيئك امشي من هنا، صاحب الشقة لو عارف اني سكنتها لأى حد والسلام هيقطع عيشي، وانتي شكلك غاوية فضايح وشوشرة، لمي حاجتك وانا هجيبلك باقي فلوسك اللى عندي انتي والاستاذ.
سابني ونزل وانا فعلا كان لازم امشي، ماهو انا هعمل ايه بعد ما فلوس الايجار تخلص؟ وحتى لو هكمل...هفضل على الحال ده لأمتى؟ وعملت ايه من البداية علشان انا اللى اهرب واخاف؟ غبية، دخلت اخدت حاجتي وعدلت نفسي ومعايا الورقة اللى سايبهالي خالد ونزلت للبواب، كان لازم اقف علشان اخد منه الفلوس لاني مش معايا جنيه واحد حتى، طبعا بمنتهى الاستحقار وقلة الذوق اتعامل معايا وهو بيديني الفلوس قاللي:
- شوفيلك شغلانة تانية بدل القرف اللى بتعمليه ده، كفاياكم رخص بقى.
بصيتله ولسه هرد عليه واقوله انه فاهم غلط لكن هو قاللي:
- ربنا يتوب على الواحد من الشغلانة اللى بتوريه العجب دي، ربنا يستر على ولايانا، يلا ياست اتسهلي من هنا بقى.
لقيت نفسي هقل من نفسي اكتر لما اقف ارد عليه واجادله، هو عنده حق الصراحة، ماهو معناها ايه اني اطلع انا وراجل مالهوش علاقة بيا شقة مفروشة ونبات مع بعض من غير اي مبرر؟ طبيعي جدا دى النظرة اللى اتشاف بيها، خدت الفلوس من سُكات ومشيت تايهة ودماغي كلها افكار سلبية، بس حسيت اني هبقى ضيعت دنيا واخرة لو عملت اللى جه فى بالي، ماهو مش هروح انتحر يعني وانا مظلومة من البداية، روحت على اقرب محل موبايلات واشتريت شاحن لتليفوني وروحت قعدت فى كافيه علشان بس اشحن تليفوني، شربت قهوة علشان اركز واعرف افكر لحد ما التليفون شحن وفتحته....كم رسايل ومكالمات كتير جدا ومفيش ولا رسالة منهم ولا رنة حتى من كريم، كنت مش عارفة ايه اللى المفروض اعمله ولا اقوله لما اكلمهم بالظبط، ولا عارفة اقولهم انا كنت فين، وخايفة كريم يبقى له رد فعل عكسي لما اتصل، بس خلال تفكيري كانت وصلت رسالة لكل اللى اتصلوا بيا بأن تليفوني اتفتح، ولقيت حبيبة بتتصل، وريهام بتتصل، بعد ما حبيبة فصلت، وماما كمان بتتصل ورا بعض، مرديتش لأني محتاجة ارتب الكلام اللى هيتقال لقيت رسالة من ماما بعتالي فيها:
- ردي حرام عليكي قلبي اتخلع، اي حد معاه التليفون يرد عليا ده تليفون بنتي.
عرفت ان ماما فكرت ان فيه حاجة حصلتلي، قلقها اللى وصلني من الرسالة طمني شوية، وبرغم ان اخواتي اتصلوا تاني ورسايل ورا بعض الا اني قررت اكلم ماما الاول، وفعلا اتصلت بيها واول ما ردت عليا وقولتلها:
- ايوة يا ماما.
لقيتها بتعيط بأنهيار وهي عمالة تردد:
- لاحول ولا قوة الا بالله، حرام عليكي، يابنتي حرام عليكي.
وعياطها بيزيد وانا بعيط معاها ومش قادرة حتى اساعدها تهدا، لقيت نفسي بحاول اتكلم:
- يا ماما متقلقيش، انا....
قاطعتني:
- انتي تيجي دلوقتي حالا، قوليلي انتي فين وانا اجي اجيبك، حرام عليكي يابنتي ده احنا قلبنا الدنيا عليكي.
رديت بتوتر:
- طيب اسمعيني الاول، مش يمكن تطلبي مني مرجعش؟
لقيتها بتعيط لسه وبتقولي وهي بتتشحتف من العياط:
- تعالي ونقول اللى انتي عايزاه، هعملك اللى انتي عايزاه يا هيام بس ارجعي ياما.
مكانش فيه رد يتقال تاني غير:
- حاضر يا ماما.
ماهو بيتي اولى بيا فعلا، انا اصلا لا بتاعت شوارع ولا بتاعت مرمطة، كان لازم ارجع وهما اللى يقرروا ايه اللى يتم بعد كده، وجودي لواحدي هيعقد الدنيا اكتر ما هيحلها، حاسبت ومشيت ركبت اول مواصلة قدامي وصلتني عند بيت امي، وقفت على الباب بتاع شقتنا شوية بحاول ادور على كلام اقوله لكن مش عارفة الكلام هيطلع مني ازاي، سمعت صوت ولادي وهما جوة بيلعبوا قلبي اتنفض، وحشوووني وهموت واشم ريحتهم بس، صوتهم نساني كل اللى كنت بفكر فيه ورنيت الجرس، اول ما فتحت امي وشافتني قدامها وقعت من طولها اغم عليها، قعدت جنبها وولادي جروا عليا حضنوني وبقيت حضناهم وبعيط ومش عارفة حتى اساعد امي تفوق، دقايق فاتت وطلعتهم من حضني وانا بقولهم:
- استنوا نفوق تيتة وبعدين احضنكم تاني.
وقفوا يتفرجوا عليا وانا حاولت افوقها لحد ما الحمد لله قدرت اعمل ده، دموعي مش بتقف وهي كمان فاقت ودموعها بتنزل ومعملتش حاجة غير انها حضنتني، ياااااااااااااربي انا بقالي سنين واحشني الحضن ده اصلا، الراحة والامان والامل فى ان اللى جاي ممكن يبقى سهل هما اللى حسيت بيها اول ما اترميت فى حضنها، لقيتها بتقولي:
- الحمد لله، الحمد لله انك بخير...
قاطعتها وانا بقول:
- مش بخير يا ماما....
قاطعتني:
- مدام شايفاكي قدامي تبقي بخير، مدام انتي فيكي نفس داخل ونفس خارج تبقى بالنسبة ليا بخير، الله يسامحك يا هيام كنت هموت عليكي.
لقيت نفسي بسندها علشان نقوم من على الارض:
- طيب تعالي نقوم يا ماما علشان مش هنتكلم واحنا على باب البيت كده، الموضوع كبير.
لقيتها بتقولي:
- قدر الله وما شاء فعل يابنتي.
قامت معايا ودخلنا الصالة بتاعتنا قعدنا جنب بعض على الكنبة، لقيتها بتقولي:
- كنتي فين يا هيام؟ قلبنا عليكي الدنيا يا حبيبتي...حتى جوزك كان بيدور عليكي زى المجنون.
عيطت واترميت فى حضنها وانا بقولها:
- هو يا ماما، هو السبب.
قبل ما اكمل كلامي كان جرس الباب بيرن ورا بعض بطريقة غريبة، خوفت خاصة لما ابني فتح الباب وسمعت صوت كريم بيقول:
- هي ماما جت يا سمسم؟
قالها ودخل يجري على جوة، وقفت من مكاني واستخبيت منه ورا ماما، لكن هو عمل حاجة غريبة جدا، جرى عليا وسحبني من ورا ماما وحضني وهو بيقولي:
- كنتي فين يا هيام؟ حرام عليكي وجعتي قلوبنا.
طبعا كنت فاهمة انه بيعمل كده قدام ماما علشان يوصلني معلومة اني منطقش بكلمه، لكن لقيت ماما بتقولي:
- ياريتكم لا روحتوا ولا جيتوا فى حتة، انا مش هخليكم تروحوا فى مكان تاني لواحدكم بعد كده.
وقف قدامي وحاضن وشي بأيديه وعنيه كلها خوف وقاللي:
- انتي روحتي فين؟ كنتي فين يا هيام؟ انا فكرت حد عملك حاجة، ولما سألت عليكي فى بيانكي محدش قاللي انه شافك اصلا، ازاي اطلع شوية وارجع الاقيكي مش موجودة؟
بصاله انا ومذهولة من صدق تمثيله، لقيت ماما بتقول:
- ما تردي يابنتي روحتي فين؟ انتم اخدتوا عين والله، ماهو اللى حصل ده ما بيحصلش لحد ابدا ورا بعض كده.
بصالهم هما الاتنين وعايزة افهم هو قال لأمي ايه بالظبط، لكن هو سبقني وقال وهو باصصلي:
- والله يا طنط احنا فينا حاجة غلط فعلا، احنا حتى هزارنا بقى يقلب خناق، بس برضو انا عايز اعرف انتي كنتي فين؟
بصيتله وانا بستهزأ بكلامه:
- هو انت مش عارف انا كنت فين؟ مش انت اللى بعتلي رسالة وقولتلي.....
قاطعني وهو بيقولي:
- رسالة؟! رسالة ايه؟! انا تليفوني اتسرق.
لطمت على وشي وصرخت:
- اتسرق؟! ازاي؟؟ واللى عليه؟؟ ازاااي؟ انت كداب.
لقيته مستغرب رد فعلي وهو بيقولي:
- ايه اللى عليه يا هيام؟ والله اتسرق، انا جالي تليفون من الشغل اني لازم اروح علشان فيه جرد مفاجئ، مرضيتش اصحيكي وقولت هروح بسرعة اخلص وارجع، وانا طالع بالعربية وقفوا قدامي اتنين معاهم اسلحة بيضا وثبتوني، اخدوا مني الفلوس والتليفون ومشوا.....
كنت زي المجنونة وانا بقوله:
- ازاي؟! انت بعتلي رسالة من تليفونك، الرسالة اهي يا كريم.
فتحت الرسالة وشافها واتجنن لما شاف الفيديوهات وبرق وهو مصدوم وبيقولي:
- ايه ده؟ انا مش فاهم ايه ده؟ ايه الفيديوهات دي؟ واصلا انا تليفوني ضاع والله العظيم، انا اقسم بالله ما اعرف حاجة عن اللى اتبعتلك ده اصلا، انا حتى لما روحت الشغل ولقيت مفيش جرد ولا اي حاجة استغربت من المكالمة اللى جاتلي، والتليفون اصلا لأنه اتسرق مخدتش بالي من الرقم اللى اتصل بيا لاني كنت نايم، رجعت عليكي علطول لقيتك مش موجودة، ولا جيتي البيت ولا جيتي عند طنط ولا كلمتي حد، وكلهم يتصلوا بيكي وتليفونك مقفول.
وبعد اللى قاله كريم عرفت ان اللى حصل ده كله كان بترتيب من خالد، بس ازاي؟ عرف منين الشاليه اللى هنكون فيه علشان يركب فيه كاميرات؟ وازاي عرف يضحك عليا بالطريقة دي وانا مشكش فيه للحظة، كنت انا وكريم واقفين مصدومين وبنبص لبعض، وامي واقفة مش فاهمة فى ايه على التليفون صادمنا احنا الاتنين اصلا، لحد ما قولت لكريم:
- عايزة اتكلم معاك لواحدنا.
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا