القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية فاعرضت نفسي الفصل 11-12-13-14-15بقلم آيه شاكر جديده وحصريه (جميع الفصول كامله)

 

رواية فاعرضت نفسي الفصل 11-12-13-14-15بقلم آيه شاكر جديده وحصريه (جميع الفصول كامله)



رواية فاعرضت نفسي الفصل 11-12-13-14-15بقلم آيه شاكر جديده وحصريه (جميع الفصول كامله)



مبقتش عارفه دا واقع ولا أنا بهلوس ولا فيه إيه! اصطدم جسمي بالأرض بقـ.وة، وناديت بقلة حيلة وبصوت أقرب للهمس:

"روعه... عبيده"


(١١)

#فأعرضتْ_نفسي

بقلم آيه شاكر 


"مالك يا شهد... هما عملوا فيكِ إيه؟!"

قالتها روعه بنبرة قلقة وبلهفة وهي بتهز شهد وبتخبط على وجهها بخفه لكن شهد كانت استسلمت وقفلت عنيها..


"في ايه!!! انتوا بتعملوا ايه هنا؟!"

التفتت «روعه» لمصدر الصوت، كان عبيده بيبص ناحيتهم بذهول وجنبه «شادي»..


مردتش «روعه» عليه هي أصلًا مش عارفه هما بيعملوا إيه هنا!!


انحنى عبيده وتفحص شكل «شهد» والمكياج الصارخ اللي على وشها ولبسها اللي هي مخرجتش بيه الصبح..


شعر بانقباضة في قلبه وحط إيده على صدره برعب وقال موجهًا كلامه لـ روعه:

"إيه اللي هي لبساه ده وإيه اللي عامل فيها كده!!"


روعه بتلعثم:

"مـ.. معرفش والله ما أعرف!"


حاول عبيده يفوق شهد وهو بيقول بحده:

"يعني ايه متعرفيش انتوا مش كنتوا مع بعض؟" 


تدخل شادي وقال بحسم:

"هو ده وقته يا عبيده شيل أختك خلينا نروح بيها على أقرب مستشفى"


 شالها عبيده وخرج بيها فشاورت «روعه» على التاكسي اللي كان لسه واقف مستنيها وقالت:

"تعالى فيه تاكسي أهوه"


يصلها عبيده بشك وركب في المقعد الخلفي...


كانت شهد في المنتصف وعبيده على يمينها وروعه على شمالها وشادي ركب في المقعد الأمامي جوار السواق...


وانطلقوا بيها على المستشفى... 

بقلم: آيه شاكر 

استغفروا♥️

              ★★★★

"متقلقيش يا ماما أنا مع شهد أصل تعبت شويه"


كانت روعه بتتكلم في الموبايل مع والدتها اللي قالت:

"عمك ومراته وابنه هنا وفرجوا أبوكي على المحادثات المتفبركه معرفش وصلتلهم إزاي وأبوكي حالف ما يرجعوا البلد إلا وهو كاتب كتابك على ابن عمك"


"إيه الجنان ده! بالله عليكِ حاولي تفهميه يا ماما إني معملتش حاجه! وبعدين أنا دكتوره هتجوز واحد كان بيعدي في الدبلوم بالعافيه ازاي!!" 


"المهم دلوقتي باتي عند خالتك ولا روحي عند حد من أصحابك على ما أشوف إيه اللي هيحصل دا أبوكي متعصب جامد!"


"ماشي يا ماما نص ساعه وهكلمك أقولك هعمل ايه"


أنهت «روعه» المكالمه والتفتت لصوت الدكتور اللي بيقول لعبيده وشادي: 

"واضح إنها تحت تأثير مخدر!"


عبيده بصدمه:

"مخدر!"


الدكتور برتابه:

"متقلقوش هي هتفوق لما مفعوله يخلص"


عبيده وشادي بصوا ناحية «روعه» اللي رجعت لورا وكأن سهام نظراتهم بتدفعها للخلف وكانت بتبص حوليها بنظرات حائرة ومرتبكه....


قرب «عبيده» منها وقال:

"اشرحيلي بقا إيه اللي حصل بالظبط"


بلعت ريقها وقالت بتلعثم:

"بـ... بص يا بشمهندس أنا معرفش حاجه لما شهد تفوق ابقى اسألها"


عبيده بحدة:

"وأنا هجيب صبر منين عشان أستناها لما تفوق!!"


شادي برجاء:

"يا أنسه لو سمحتي قولي لنا إيه اللي حصل!"


هزيت راسي بالنفي وأنا بقول بارتباك:

"أأا.. أنا معرفش حاجه عشان أقولها"


رن موبايل «روعه» تاني برقم والدتها فردت بسرعه عشان تهرب منهم لفت ظهرها وقالت:

"أيوه يا ماما"


ردت والدتها بهمس:

"أيوه يا قلب أمك اسمعيني..."


سحب «عبيده» الموبايل من روعه فشهقت وكانت لسه هتزعق فحط صوباعه على بوقه كإشاره ليها إنها تسكت وبدأ يكلم والدتها:

"ازيك يا طنط... أنا عبيده اخو شهد"


والدة روعه بخفوت أقرب للهمس:

"ازيك يا بشمهندس... عامل ايه؟"


"تمام الحمد لله... رحيم عامل ايه مش نازل أجازه قريب؟"


"بخير الحمد لله هينزل كمان يومين كده"


"يجي بالسلامه ان شاء الله"


سمع عبيده صوت زعيق والد روعه:

"قولي لبنتك تيجي حالًا بلاش شغل العيال ده"


"برن عليها أهوه بس موبايلها مغلق يا حج"


عقد عبيده بين حاجبيه وقال مستفهمًا بهمس وكأنه خايف والد روعه يسمع صوته:

"هو فيه حاجه ولا إيه؟!"


بعدت والدة روعه عن زوجها وقالت بهمس:

"معلش يا عبيده قول لروعه تروح لخالتها ولا تبات عند شهد أصل أبوها عرف بموضوع الرسائل ومتعصب على الأخر"


وقبل ما يسأل عبيده عن حاجه تاني قالت والدة روعه:

"معلش مضطره أقفل أمانه عليك تخلي بالك من روعه وخليها تقفل موبايلها"


"ماشي يا طنط متقلقيش"


بص عبيده لـ روعه وغض بصره بسرعه وبعدين مد ايده بموبايلها وقال:

"اتفضلي" 


روعه بحده:

"إنت إزاي تاخد الموبايل مني كده!!"


تجاهل عبيده كلامها وعقب:

"والدتك بتقولك خليكِ مع شهد الليله واقفلي موبايلك" 


بص عبيده على شادي وقال:

"يلا يا شادي روح وقف تاكسي خلينا نمشي من المستشفى دي"


"ماشي يا صاحبي"

دخل عبيده يجيب «شهد»...


وشعرت روعه بوغزات الدموع في عينها، دمعت وهي بتردد بقلق:

"وأنا كنت ناقصه عمي هو كمان!! استغفر الله العظيم يارب ربنا يهديك يا بابا"


والد روعه مش شخصيه سيئة هو بيحبها وبيخاف عليها لكنه حازم وصارم في بعض الأمور واللي في دماغه بينفذه..


مش عايز يعكر صفو علاقته بأخوه الكبير وشايف إن بنته هتكون بخير مع ابن عمها..


 وأصلًا مش حابب إنها تتعلم ودايمًا يقولها البنت مسيرها لبيتها وجوزها، وإن الست اتخلقت عشان تخدم الراجل وتملى الجزء الفارغ في حياته وعشان كده كانت دائما تقول لنفسها طلما الجواز زي ما والدها بيقول هي مش هتتجوز أبدًا هي مش خدامه ومش هتقبل تكون أمْه لـ حد...


 زمن العبيد انتهى والست إنسان زي الراجل ومن حقها تعيش وتتعلم وتحلم...


 ضغط عبيده على «روعه» لحد ما حكتله هو ووالدته اللي شافته، واستنتجوا إنها كانت مكيده لـ «شهد» لكن قرروا الانتظار لحد ما شهد تفوق...

بقلم آيه شاكر

صلوا على خير الأنام ♥️

                    ★★★★

في وقت السحر كان عبيده على سجادة الصلاة وفي كل سجدة يدعو لأخته لحد ما وصل لأخر سجدة في صلاة الوتر..


 دعا لأخته ثم صمت ولم يقم من سجدته بل انطلق لسانه مرددًا:

"يارب أنت الأعلم بحال قلبي... يارب قلبي مش بإيدي لو مليش نصيب فيها شيلها من قلبي يارب... أو إجعلها من نصيبي واجعلي فيها الخير اللهم عاجلًا غير آجل... واهدي أختي يارب العالمين وارزق قلبها السكينة والأمان"


وعندما انتهى من صلاته طلع للبلكونه ولقى «روعه» واقفه لوحدها بتبص للسما..


"الجو برد عليكِ واقفه كده ليه؟"


دق قلبها بعنـ.ف وارتبكت لما سمعت صوته لأنها كانت لسه بتفكر فيه...


 كانت قاعده في أوضته وهو ساب الشقه كلها وراح في الشقه اللي قصادها اللي كانوا مأجرينها وصاحبها سابها من كام يوم...


 بصت روعه للبلكونه اللي جنبها، وقالت بنبرة مرتعشة:

"دا.. داخله أهوه"


وقبل ما تدخل سألها:

"متعرفيش شهد صحيت ولا لسه!"


"مش عارفه بس باين لسه نايمه"


قال بدون ما يبص ناحيتها:

"طيب ادخلي من البرد..."


لفت ظهرها ولسه هتدخل فقال عبيده:

"بقولك يا... فيه كيس سحلب في المطبخ هتلاقيه في الرف التاني ممكن تناوليهولي" 


"حـ.. حاضر"


ابتسم عبيده وهو بيبص على مكانها الفارغ، مسح على ذقنه بارتباك وقال بهمس:

"يارب"


مجرد ما فتحت «روعه» باب أوضتها لقت الأوضه التانيه مفتوحه وسمعت صوت والدة شهد اللي حاضنه بنتها وبتحاول تهديها...


رجعت روعه بسرعه للبلكونه وقالت لـ عبيده بنبرة قلقة:

"شهد صحيت وشكلها منهـ.ار وبتعيط"


"طيب معلش هتعبك معايا افتحيلي باب الشقه"


                   ★★★★

"إيه يا فراشه!! إيه بس يا حبيبتي؟!


الأم "حوريه":

"تعالى يا عبيده شوفها مش مبطله عياط"


دا كان رد أمي على أخويا اللي دخل الأوضه بخطوات واسعة وبقلق، بصيت لـ روعه اللي لابسه عبايتي وطرحتي وواقفه عند الباب وواضح على ملامحها الخوف والارتباك..


 في الوقت ده حسيت إن ده كابوس! 

أو إني أُصيبت بإحدى الأمراض النفسيه ودي هلاوس، أصل إيه اللي هيجيب «روعه» عندنا وكمان في الوقت ده!


حضني عبيده وأنا مسكت فيه وبكيت قلت بصوت متقطع ومرتعش:

"أنا تعبانه يا عبيده... تعبانه قوي"


عبيدة طبطب عليا وقال:

"سلامتك يا حبيبتي اهدي أنا جنبك"


بدأ يرتل آيات من القرآن لحد ما هديت وبدأت أفتكر اللي حصلي واحده واحده خرجت من حضنه وقاطعت قراءته وقلت:

"كانوا حاطينلي حاجه في العصير يا عبيده"


عبيده مستفهمًا:

"مين دول يا شهد؟"


انتبهت للبسي اللي أنا لسه بيه، وزعلت من نفسي جدًا إن عبيده شافني كده؟ نهرت نفسي وقولت أد إيه أنا أسوء بنت في الكون..


قلت بنبرة خجلة:

"شموع وشاب معرفهوش وكان معاهم منه"


تدخلت روعه وقالت بدهشه:

"منه!!! بس أنا مشوفتش منه!"


قلت بنحيب:

"ولا أنا بس سمعت صوتها... هو أنا مش متاكده لأني مكنتش في وعيي بس تقريبًا سمعت صوتها"


بصيت ناحية روعه وقلت بقلق وبدموع:

"هو أنا حصلي حاجه؟!"


 روعه موضحة:

"لا يا شهد محصلش حاجه هما سابوكِ وهربوا"


تنفست بارتياح وقلت:

"الحمد لله دا أنا كنت هضيع" 


عبيده:

"الصبح هاخدك ونروح لأهل البنت اللي اسمها شموع دي"


روعه:

"لـ.. لأ متاخدش شهد... اللي أعرفه إن شموع أهلها مسافرين بيشتغلوا بره وهي عايشه مع أخواتها... والشاب اللي كان مع شموع أخوها أصلًا"


مسح عبيده على وجهه عشان يداري غضبه وقال:

"لا حول ولا قوة إلا بالله... على الأقل هواجههم وأحذرهم يقربوا من أختي تاني"


روعه بقلق:

"بس متروحش لوحدك وخلي بالك لأني سمعت إنهم شباب مش تمام! يعني سمعت إنهم صايعين"


هز عبيده رأسه بتفهم من غير ما يبص ناحية روعه ورجع بصلي وقال بنبرة حادة:

"وإنتِ إيه اللي عرفك على الأشكال دي يا شهد!!"


"غلطه والله... غلطه أنا آسفه... مكنتش أعرف إنها بنت وحشه كده والله كنت هبعد عنها"


كل ده وأمي كانت بتسمع الحوار اللي بيدور، قربت مني كنت فاكراها هتحضني لكن لقيتها ضـ.ربتني بالقلم، حطيت إيدي على خدي وأنا ببكي فقالت أمي بحدة:

"القلم ده يمكن تفوقي لنفسك... إيه اللي إنتِ لبساه ده؟ وإيه اللي على وشك ده؟ أنا ربيتك على كده يا شهد؟"


قالت جملتها الأخيره وهي بتشاور على نفسها خجلت من نفسي أنا عمري ما عملت حاجه من ورا أهلي! عمري ما كنت بستخبى منهم زي الأيام دي!


رن في أذني كلام سما اللي معناه صحيح:

"طلما بتعملي كل حاجه في النور وقدام الناس يبقا مش حرام"


وأنا كنت ببحث عن الضلمه وبخبي عن أهلي، أنا فعلًا متربتش على كده!!


أنا اتربيت إن الحلال هو الصح والحرام هو الغلط، عقلي وتربيتي والبيئة بتاعتي غير «سما» و«شموع» تمامًا..


سما ظهرت في وقت كنت تايهه فيه وبدور على أي حد يمسك إيدي عشان أمشي وراه زي ما كنت ماشيه ورا «منه»


صفعة أمي فوقتني أكتر، وعرفت إني ضعيفه من كل الجوانب! شخصيتي ضعيفة لأبعد حد وإيماني بالله متزعزع لكني أخيرًا بدأت أفوق!!

بقلم آيه شاكر 

استغفروا❤️🌹


              ★★★★

تاني يوم كان الجمعه، كنت عايزه أسمع الخطبة يمكن أروي بذرة الإيمان اللي جوايا وترجع تنبت من جديد..


روحت مع روعه للمسجد اللي كانت سرحانه وواضح على معالم وجهها الإرهاق من كثرة التفكير..


وقعدنا نسمع خطبة الجمعة:

‹‹ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خيرٌ اطمئن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والأخره ذلك هو الخسران المبين››


"كثير من الناس ضعيف الإيمان كثير الشك في عبادته، شبه بالحالِّ على حرف جبل في عدم ثباته «فإن أصابه خير» صحة وسلامة في نفسه وماله «اطمأن به وإن أصابته فتنة» محنة وسقم في نفسه وماله «انقلب على وجهه» أي رجع عن طريق الله وأخذ يتخبط في الضلال «خسر الدنيا» بفوات ما أمله منها «والآخرة» بضلاله عن سيبل الله «ذلك هو الخسران المبين».


كل حرف في الخطبه كان ليا وكأن الإمام يقصدني...


السيدات اللي في المسجد كانوا مستغربين من بكائي...


كنت بتسائل هل إيماني ضعيف للدرجة دي!!


أعرضت نفسي عن طريق الله وضللت الطريق وانتكست لما «منه» خذلتني بعدت عن ربنا بدل ما أقرب منه وأشكيله...


أضابتني فتنة فانقلبت على وجهي وكأني كنت بقرب من ربنا وبعبده عشان خاطر «منه» والأخوة والأخوات والعياذ بالله!


              ★★★★

لما خرجت من المسجد حسيت وكأن كان فيه جبل كان على قلبي وانزاح كنت الصراع اللي جوايا بدأ يخمد ويهدى لما قررت أتفقه في ديني وأقرب من ربنا أنا حيرانه عشان بعيده...


مريت على صيدلية عصام الليل لقيته واقف قدامها، ابتسملي وقال:

"ازيك يا شهد.. اتفضلي"


رديت باقتضاب وأنا باصه للأرض:

"الحمد لله... شكرًا"


انتبهت لروعه اللي ماشيه جنبي والمفروض انها بايته عندي من امبارح قولتلها بامتنان:

"شكرًا يا روعه إنك مسيبتنيش ولا لحظه من امبارح"


"إنتِ متعرفيش أنا بحبك إزاي يا شهد... بس للأسف أنا مش قاعده معاكِ بإراتي"


"مش فاهمه مين اللي غصـ.بك إوعى يكون عبيده!"


روعه بابتسامة:

"لا يا بنتي مش كده... فاكره لما قولتلك إن بابا عايز يجوزني ابن عمي..."


تنهدت بحزن وكملت:

"للأسف المحادثات حد بعتها لابن عمي أكيد هي «منه» يعني اللي عملت كده ودلوقتي عمي جاي من البلد وبابا حالف ما يرجع إلا وهو كاتب كتابي على ابنه"


رجع لي مرحي اللي فقدته لفتره طويله، قلت بضحك يمكن تخفف عن روعه:

"إوعي تكوني هربانه يا بت"


 روعه بابتسامة مهزومة:

"حاجه زي كده"


قلت بجدية زائفة:

"لا لا أنا لازم أسلمك وإلا هكون كده متستره على هاربه"


روعه بمرح:

"لا ابوس إيدك ساعديني يا بنتي يساعدك ربنا"


ضحكنا ورجعنا للبيت...

قضيت وقت حلو مع روعه بنحكي ونتحاكي في كل حاجه ونهزر ونضحك على أي موقف اتمنيت وقتها إنها تقعد معايا للأبد وقلت يا سلام لو ينفع كنت اتبنيتها كأختي ...

بقلم: آيه شاكر 

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 🌹

                ★★★


وقبيل المغرب رن جرس الباب ودخل عبيده ومعاه شادي وكان باين عليهم متخانقين والظاهر إنهم مضـ.روبين..


اتخبينا في الأوضه وكنا بنسمع حوارهم..


عبيده بضحك:

"بس شوفتني وأنا بديله بالبونيه في وشه"


"وياريتني ما شوفتك... دا مسك إيدك ولواها وقعدت تصرخ"


ضحكوا وحط شادي إيده على خده وهو بيقول:

"العيال دول إيديهم تقيله أوي"


عبيده:

"معلش يا صاحبي حقك عليا"


شادي:

"أنا اتفاجئت... أصل أنا مش أد كده في الضـ.رب إنما أنا بصد كويس"


كمل وقال:

"أخدت بالك لما جه يضـ.ربني روحت مميل راسي وضـ.رب الهوا"


عبيده بضحك:

"اه وأخدت بالي برده لما جه واحد مسكك ووقفت بلا حول ولا قوة تاخد نصيبك" 


 شادي بضحك:

"بس شوفتني بقا وأنا بجري فوريره"


انفـ.جروا بالضحك وأنا وروعه بنكتم ضحكنا، لحد ما شافتهم أمي ضـ.ربت صدرها وقالت:

"يالهوي مين اللي عمل فيكوا كده يا ولاد!"


حاوط عبيده كتف أمي وقال بهمس:

"هوووش استري علينا يا أما؟"


سحبتُ «روعه» من إيديها ووقفنا قدامهم، فوقف عبيده يعدل هدومه وهو بيتنحنح بحرج،

قلت:

"إنت روحت لاهل شموع أكيد أومال لو مكنتش روعه محذراك إنهم صايعين"


عبيده بحمـ.اس:

"صايعين على نفسهم إحنا اتخانقنا معاهم وفرمناهم"


أمي بسخريه:

"أيوه يا حبيبي ما هو باين على خلقتكم"

 

ضحكنا كلنا وبصيت ناحية شادي إللي بصلي وبعدين بص للأرض بارتباك، قلت بحسرة:

"أنا آسفه والله.. أنا السبب"


وقبل ما يردوا رن جرس الباب فبرق عبيده عينه وبدل نظره بيننا وهو بيقول بخوف مصطنع ومرح:

"إيه ده إنتوا مستنين حد!"


بص عبيده لشادي وكمل:

"تفتكر يكونوا هما؟!"


شادي بثقة زائفة:

"دول يبقوا جاين لقضاهم أنا جاهز لصد اي ضـ.ربات جزاء"


ضحكنا وفتح عبيده الباب فظهر «والد روعه» اللي بص من فوق أكتاف عبيده للداخل ووجه كلامه لـ روعه:

"إنتِ فاكره لما تقفلي موبايلك وتستخبي عند صاحبتك مش هعرف أجيبك مثلًا!"


مسكت «روعه» في إيد أمي بخوف وكأنها بتستمد الأمان منها، فقالت أمي:

"متخافيش يا حبيبتي"


تنحى عبيده عن الباب وقال:

"اتفضل يا عمي"


والد روعه بجدية:

"معلش أنا مش جاي أتفضل أنا جاي أخد بنتي وأمشي"


روعه بخوف:

"والله يا بابا المحادثات والصور متفبركه أأ... أنا.."


قاطعها والدها:

"ولا كلمه لينا بيت نتفاهم فيه... يلا عشان عمك مستنينا"


سحبها والدها من إيديها فاضطرت تمشي معاه عشان متعملش جلبه...


كانت بتبص لـ عبيده وهي مستنياه يعمل حاجه لكنه مكنش في إيده حاجه...


وبعد ما مشيوا قلت بتوتر:

"اعمل حاجه يا عبيده إلحقها دا أبوها عاوز يجوزها لإبن عمها عشان حد بعتلهم صورها والمحادثات المتفبركه..."


نفخت بقـ.وة وكملت بضيق:

"ابن عمها ده أصلًا معاه شهادة دبلوم بالعافيه... إزاي دكتوره تتجوز واحد صنايعي ومعاه دبلوم!"


رنت جملتيي في أذن عبيده ففتح الباب عشان يلحقها ووراه شادي...

بقلم آيه شاكر

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ❤️🌹

           ★★★★ 

"لأ مش عايزه أتجوزه... مش عايزه أتجوز أصلًا اعملي حاجه يا ماما!"


بصت والدتها في الأرض وسكتت بقلة حيلة، قالت أم العريس:

"وإنت هتلاقي زي ابني فين! مش كفايه موافق بيكِ بعد اللي اتبعتله عنك"


"كدب والله كدب كل المحادثات متفبركه أنا معملتش حاجه" 


والدة العريس:

"عملتي بقا ولا معملتش ابن عمك أولى بيك وبكره تحبيه"


وقفت روعه قدام والدتها وقالت بدموع ورجاء:

"لأ.. مش هتجوزه اعملي حاجه يا ماما عشان خاطري"

                 ★★★

وقبل ما يبدأ المأذون في الإجراءات رن جرس الباب ودخل عبيده..


ولما شافته والدة روعة ابتسمت بفرحة...


عبيده كان واقف محتار ومش عارف يقول إيه حتى السلام منطقش بيه، بص لـ روعه اللي طلعت من أوضتها وابتسمت لما شافته، ورجع بص لوالدها وقال باندفاع: 

"الصراحه يعني العريس ده مش لايق على روعه"


وقف العريس وقال بحده:

"وإنت مالك أصلًا بتتدخل ليه!!"


بص عبيده لـ شادي وقاله بهمس:

"بتدخل ليه؟ ارد أقول ايه؟!"


رفع شادي أكتافه لفوق كناية عن جهله، فبدل عبيده نظره بين الجميع اللي بيبصوله بنظرات حادة وكأنهم هيفترسوه، بلع ريقه وقال بدون تفكير:

"أأا.. أنا اللي روعه كانت بتكلمه يعني أنا وروعه كنا بنكلم بعض و... وبنحب بعض و.. وأنا جاي أتقدملها دلوقتي وإن موافقتوش هنمـ.وت نفسنا احنا الاتنين" 


خبطه شادي في ذراعه ومال ناحيته وقال بهمس:

"إيه اللي انت بتقوله ده إنت شكلك أخدت على الضـ.رب ولا ايه!!"


عبيده بنفس الهمس:

"أنا بعك صح؟!"


شادي بهمس:

"إنت نيلت الدنيا"


وهنا لمعت فكره في ذهن روعه...

كسـ.رت الفاظه الزجاجيه وحطت قطعة حادة من الزجاج على إيديها وقالت:

"صح... هـ... همـ.وت نفسي وأرتاح كفايه ظلم"


بدل الد روعه نظراته بين عبيده وروعه، وبعدين اتنفس بعمق وبص للمأذون وقال:

"ابدأ الإجراءات يا مولانا..."


بص ناحية روعه وقال:

"سيبي البتاعه اللي في إيدك دي... هجوزهولك"


وقف عم روعه وقال:

"طيب وابني؟"


والد روعه:

"معلش ياخويا ياريت عندي بت تانيه كنت جوزتهاله... بس كل شيء قسمه ونصيب"


بلعت «روعه» ريقها بارتباك، مكنتش عارفه إيه اللي بيحصل! ما هي لو متجوزتش عبيده باباها مش هيسكت إلا لما يجوزها ابن عمها، وقف عقلها عن التفكير ووقفت تتابع باقي المشهد، قال المأذون:

"عايزين ٦ صور للعريس"


بحث عبيده في محفظته لقى أربعه وطلع شادي من محفظته صوره كمان لعبيده وأعطاهم للمأذون مع البطاقه...


المأذون بص لـ عبيده وقال:

"ناقص صوره يا عريس"


بحث «عبيده» في محفظته، وبعدين بص للمأذون وقال:

"طيب نخلص باقي الإجراءت وهجيبهالك بكره"


تدخلت أم روعه وقالت:

"إإ..استنى روعه كانت معاها صوره.. فين الصوره يا روعه"


روعه بدون تفكير:

"في الشنطة الرصاصي"


قال عبيده:

"لأ يا طنط... أنا عايز صوره ليا أنا مش لـ روعه!"


الأم بتأكيد وهي بتدور في شنطة روعه:

"أيوه ما هي معاها صوره ليك"


بص عبيده لـ روعه وشاور على نفسه وهو بيقول بدهشه:

"معاكِ صوره ليا أنا!!!!!!!"


"أنا عايز صوره ليا أنا مش لـ روعه!"

الأم:

"أيوه ما هي معاها صوره ليك"


بص عبيده لـ روعه وشاور على نفسه وهو بيقول بدهشه:

"معاكِ صوره ليا أنا!!!!!!!"

(١٢)

#فأعرضتْ_نفسي

بقلم آيه شاكر


وقفت «روعه» محتاره وتايهه، طأطأت رأسها لأسفل بإحراج، والدتها سودت الدنيا بتلقائيتها الزيادة..


أخرجت والدة روعه الصورة من حقيبتها وأعطتها للمأذون وسط نظرات الذهول من الجميع، اتمنت روعه إنها تختفى، واتردظ في رأسها جملة "يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيًا" 


كانت كل النظرات بتتهمها ونظرات والدها كلها خيبة أمل وصدمة...


قال ابن عمها «رجب» بسخرية: 

"الله! دي كمان معاها صوره ليه! لأ ونعم التربية يا عمي"


زوجة عمها:

"الحمد لله إن ربنا نجدنا من النسب ده"


نظر عمها إلى زوجته وقال بحدة وصرامة:

"اسكتي يا أم رجب"


تم كتب الكتاب وكان «شادى» الشاهد الأول و«عم روعة» الشاهد الثاني..

 

كانت الوجوه عابسة وكأن هناك ميت سيتم تشيعه بعد قليل ما عدا والدة روعه اللي كان وجهها بيشع فرحًا...


تنحنح عبيده بحرج ومال ناحية أذن شادي وقال:

"هو إيه اللي حصل!!"


هز شادي رأسه بعدم إدراك ورفع كتفه لأعلى بجهل ثم قال بشدوه:

"إنت اتجوزت يا عبيده"


رنت الجمله في أذن عبيده ونظر ناحية «روعه» اللي بدأت تعيط وكأنها أدركت المتاهه اللي دخلت ليها بكامل إرادتها...


استأذن «عم روعه» وغادر مع زوجته وابنه كان كلامه جامد لكنه سائب الباب موارب بينه وبين أخوه..

 قام عبيده عشان يمشي وهو مصدوم مش مدرك فيه إيه؟! وإن هي كده بقت زوجته رسمي!!!


وقبل ما يخرج من باب الشقه وقفه صوت «والد روعة»:

"رايح فين يا بشمهندس... مش اتجوزتها! اتفضل خدها معاك"


هز عبيده رأسه وهو بيقول:

"نعم؟!"


هزت روعه رأسها بفزع وهي بتقول:

"لا يا بابا"


في الوقت ده «روعه» كانت عايزه تقول لباباها إنها كانت مغيبه ومش عارفه بتعمل إيه! وإنها غلطانه مكنتش متوقعه يحصل كده!! تروح معاه فين وهي أصلًا متعرفهوش..


 أدركت إنها خلاص اتكتبت على اسمه والموضوع مفهوش هزار ولا رجعه...


خرجت من أفكارها على صوت والدها وملامحه الجامدة:

"امشي مع جوزك"


روعه بصوت مبحوح ودموع: 

"مش هروح معاه أنا عايزه أفضل هنا على ما أخلص كليه"


والدها بحدة ونبرة مرتفعة:

"قولت امشي مع جوزك مش عايز أشوفك هنا"


بصت روعه لوالدتها وقالت ببكاء واستعطاف: 

"ماما!!"


دخل والدها لأوضتها وبدأ ينزل هدومها من الدولاب ويرميها بره الأوضه ويرمي البعض في وشها وهو بيقول بحده:

"خدي هدومك وامشي مش عايز أشوفك ولا أشوف أي حاجه تخصك هنا"


أنهـ.ارت «روعه» بالبكاء، وكان عبيده وشادي بيبصوا لبعض بتوتر وارتباك وإن واضح كده عبيده دبس نفسه....


«والدة روعه» كانت بتحاول تهدي جوزها بس من غير فائده ولما فرغ كل محتويات الدولاب دخل لأوضته وصك الباب وراه بعنـ.ف وبغضب...


جمعت «والدة روعه» هدوم بنتها وكتبها والحاجات الخاصه بيها وحطتها في شنطه سفر كبيرة وقالت لـ عبيده برجاء:

"خدها معاك يا عبيده على ما أبوها يهدي"


طبطبت على كتف بنتها اللي مازالت بتبكي وقالت:

"قومي روحي معاه يا روعه.."


تذكر عبيده والدته اللي مش عارف هيقولها إزاي إنه اتجوز!!


بص عبيده لـ شادي وكأنه بيسأله بنظراته يعمل إيه!!

 

حمل «شادي» الحقيبه وقال:

"أنا هنزل أوقف تاكسي على ما تجيب زوجتك وتيجي"


ولما شاف «روعه» منهـ.اره أشفق عليها قعد جنبها وحاول يمد إيده يطبطب عليها بس معرفش وكأن إيده الإتنين التصقت بجسمه ومش عارف يحركها...


 بص ناحية والدتها وبعدين وقف تاني ووجه كلامه لـ «روعه» وقال بتلعثم: 

"متقلقيش أأأ.. أنـــا... بصي... أأأ... يومين كده وهكلم والدك وان شاء الله الموضوع هيتحل... يلا دلوقتي قومي معايا"


بصيتله «روعه» ورجعت بصت لوالدتها اللي قالتلها بصرامه:

"قومـــــــي يا روعه مع جوزك"


روعه بنبرة عالية وببكاء:

"يا ماما متقوليش جوزك يا ماما!"


تنهد عبيده بعمق وقال: 

"أنا هنزل أستناكِ تحت"


طبطبت والدة روعه على ظهرها وقالت:

"يلا يا روعه ورا جوزك"


"برده بتقولي جوزك!!"


هرولت روعه وخبطت على باب غرفة والدها وهي بتردد بصوتٍ باكي:

"افتح يا بابا والله أنا مظلومه... وكمان غبيه وغلطانه والله افتحلي أشرحلك"


قالت أخر جملة وهي تستند بظهرها للباب وتهوى أرضًا بانهيـ.ار، فرد والدها من وراء الباب:

"مش عايز أسمع منك حاجه... مش كنتِ هتمـ.وتي نفسك عشان تتجوزيه! وأديكِ اتجوزتيه"


روعه بدموع:

"والله لأ... أنا مش عايزه أتجوزه افتحلي أشرحلك"


صمت والدها للحظة وبعدين قال بنبرة مرتفعة:

"امشي يا روعه امشــــــي وإلا لو مسكتك في إيدي هخلص عليكِ"


مسكتها والدتها من ذراعها وهي بتقول:

"قومي يا بنتي عبيده مستنيكِ تحت... سيبي أبوكي يهدى ويستوعب اللي حصل... وعبيده راجل محترم مش هخاف عليكِ معاه"

بقلم آيه شاكر

استغفروا ❤️


                ★★★

من ناحية تانيه لما شاف شادي عبيده نازل لوحده سأله بابتسامة:

"ايه يا عريس أومال فين عروستك؟"


"شادي هو ده حلم!!"


غنى شادي:

"لا دا علم"


مسح عبيده على ذقنه وقال بارتباك:

"ازاي؟!"


طبطب شادي على كتفه وغنى:

"مش مهم"


"إنت فايق وبتهزر يا شادي أنا مش عارف فيه ايه!!"


كمل عبيده بعبوس:

"هقول لـ ماما إيه يا شادي؟!"


تنفس شادي بعمق وقال:

"أنا رأيي متقولش حاجه الليله وبكره ولا بعده تمهدلها وربنا يسترها"


كمل شادي:

"المهم خد الشنطه دي وأنا هطلع أشوف تاكسي على أول الشارع على ما تيجوا ورايا"

بقلم آيه شاكر 

             ********

على جانب أخر مسحت روعه دموعها وهي تنزل أخر درجة من سلم بيتها ووالدتها وراها، بصت ناحية عبيده إللي مستنيها ووقفت جنبه، قالت والدتها بدموع:

"مش هوصيك عليها يا عبيده"  


"متقلقيش يا أمي وصدقيني العقده اللي اتعقدت دي هتتحل في أقرب وقت... أوعدك"


"ربنا يطمنك يا حبيبي... هو عمك عصبي لكن طيب والله وبيحب روعه فوق ما تتصور هو بس مصدوم وإن شاء الله هيهدى"


سارت روعه جواره يبدو العبوس على معالم وجهها تكبح دموعها وبتتمنى يكون ده كابوس وتفوق منه..


 وكل اللي بيدور في دماغها إنها مش هتقبل تكون جاريه عنده وفتره وهتتحرر من سجنه وترجع لبيتها لما والدها يهدى لأنه بيحبها ولا يمكن يسيبها...

بقلم آيه شاكر

صلوا على خير الأنام ❤️

           ★★★★

"أخوكي مكلمكيش يا شهد" 


"لسه يا ماما وحتى مبيردش عليا!"


كنت مستنيه عبيده بفارغ الصبر مش عشان أطمن على روعه أد ما أنا بتمنى من جوايا إن شادي يجي معاه وأشوفه ويشوفني، مراهقه بقا! حب! إعجاب! مش مهم بس هي مشاعر حخلوه ومسيطرة على قلبي...


كنت لابسه عباية استقبال أنيقه وكل شويه أبص في المرايه وأطمن على مظهري...


وقفت في البلكونه لحد ما لقيت تاكسي وقف قدام البيت ونزل منه عبيده وروعه وشادي اللي حضن عبيده وهمس في أذنه بحاجه فابتسموا هما الإثنين..


رفع شادي بصره لبلكونتي ولما لمحني أخفض بصره تاني وركب التاكسي ومشي...


شعرت بخيبة الأمل وذهبت آمالي أدراج الرياح لما لقيته مشي...


ولما تمعنت النظر لـ عبيده وروعه والشنطه اللي شايلها عبيده ولقيتهم دخلوا للبيت أهلـ.كني الفضول وجريت على بره...


"اتفضلي تعالي"

قالها عبيده لـ روعه بعد ما فتح باب الشقه وحط شنطتها على الأرض..


دخلت روعه مطأطأة الرأس وخجله وكأنها عروس حقيقية...


أمي قربت منهم بلهفة وقالت:

"إيه يا ولاد اللي حصل!!"


جريت «روعه» واترمت في حضن أمي وانفـ.جرت بالبكاء، طبطبت أمي عليها بحنان وهي بتردد:

"إيه بس يا بنتي اللي حصل!!" 


ازداد بكاء روعه وهي مخبيه وشها في حضن أمي..


سألتُ عبيده بقلق:

"إيه اللي حصل يا عبيده!!"


حسيت بارتباك عبيده وتوتره لما مسح على شعره وهو بيلتفت حوليه، وبعدين حك رقبته، فسألته أمي:

"انطق يبني حصل ايه!!"


تنحنح عبيده وقال:

"خير يا جماعه... حصل كل خير"


أمي مستفهمة:

"أيوه يعني حصل إيه برده؟"


شهقتُ بقـ.وة وأنا بتخيل مشهد للي حصل أصل أنا خيالي واسع قوي قلت:

"إنت أكيد هربتها من أهلها... نزلت على حبل من البلكونه زي الحراميه وانت شوفتها وساعدتها؟"


بلل عبيده شفتيه بارتباك وابتسم قائلًا:

"لأ طبعًا إيه شغل الأفلام الأبيض والإسود ده يا فراشه"


بعدت «روعه» عن حضن أمي ووقفت مديانا ظهرها وبتمسح دموعها..


قالت أمي بنفاذ صبر:

"حصل ايه يا عبيده طمننا!!"


وقف عبيده بيمسح على ذقنه بارتباك وبيتنحنح كأنه بيفكر يقول إيه!


قلت وأنا بتخيل مشهد تاني:

"يبقا لما رفضت تتجوز ابن عمها باباها طردها وإنت لقيتها ماشيه في الشارع لوحدها قومت جبتها هنا"


ولما قولت كده ابتسم عبيده وأيد اللي قلته، قال بنبرة مرتعشة:

"أيوه تصدقي صح بالظبط حصل كده بالظبط يا فراشه" 


قبل عبيده خدودي بالتبادل وقاللي بهمس:

"ربنا ميحرمنيش منك ولا من أفكارك أبدًا"


بلغ ريقه وقال لـ أمي:

"روعه هتقعد معانا يومين تلاته كده على ما أتفاهم مع والدها"


بص عبيده ناحية الباب واتجه ناحيته كان عايز يهرب قبل أي أسئله تانيه، فتح باب الشقة وقال:

"أأا... أنا هقعد في الشقه التانيه  يلا تصبحوا على خير"


وقبل ما يخرج قالت أمي:

"واد يا عبيده إنت بتلفني في الكلام ليه... فهمني إيه اللي حصل بالتفصيل!"


تثائب عبيده وقال:

"تفصيل إيه أنا هموت وأنام بكره يا ماما هحكيلك التفاصيل تفصيله تفصيله"


وكأن عبيدة تذكر حاجه رجع تاني وخد شنطة روعه دخلها أوضته وقالها:

"إدخلي يا روعه نامي إنتِ مرهقه ومتتكلميش مع حد خالص..."


 كمل وهو بيحرك سبابته في وشها كأنه بينبهها تخفي سر:

"متتكلميش مع حد خالص يا روعه"


وقفت روعه مكانها متنحه فقال عبيده موجهًا كلامة لبها:

"يلا يا ماما بكلمك ادخلي أوضتك نامي وارتاحي"


دخلت «روعه» أوضتها وقفل عليها الباب، بصيلنا وقال: 

"سيبوها تريح متضغطوش عليها بالكلام"


خرج من الشقه بسرعة ووقفت أنا وماما نبص لبعض بحيرة....


وطبعًا أنا دخلت لـ روعه ومسيبتهاش إلا لما حكتلي كل حاجه وعرفت إنها اتجوزت عبيده، يا بختها هتعيش قصة شبه الروايات عقبالي بقا أنا قلبي عايز حد يملأه...


               ★★★★

في اليوم التالي بعد صلاة العصر


نزلت أنا وروعه نجيب طلبات لـ أمي شوفنا «منه» اللي واقفه تخبط على البوابه قدام بيت خالي، لقيت «روعه» راحت ناحيتها وقالت بتقزز وهي بتبصلها من فوق لتحت:

"دا إيه الصدفه المقرفه دي"


بصت لها «منه» باستهزاء وبنفس نظرتها قالت:

"أهلًا إزيك يا روعه... ازيك يا شهد"


أنا مردتش عليها أما روعه فقالت بحزن:

"مش كويسه بسببك... دمرتيلي حياتي.. إنتِ مش ممكن تكوني طبيعيه إنتِ مريضه نفسيه ومحتاجه مصحه تعالجك"


منه بنبرة عاليه وحادة:

"بقولك ايه متغلطتيش أنا مسمحلكيش!!"


ردت روعه بنفس النبرة:

"أنا بس عايزه أقولك كلمتين أنا بصلي القيام كل ليله عشان أشتكيكِ لربنا... حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ ربنا يرد أذاكي عليكِ ويجعل كيدك في نحرك"


دفعتها «منه» للخلف وهي بتقول بهسترية:

"أنا معملتش حاجه ارحموني بقا أكيد انتوا اللي عملتوا كل حاجه وعايزين تلبسوها فيا"


مسكت روعه ملابس «منه» بعـ.نف وهي بتقول:

"كفــايــــه كـــذب إحنا معانا أدله عليكي"


اشتدت الخناقه ودخلت أسلك بينهم والناس إتجمعت وبعدوهم عن بعض فبصت ليا «منه» وقالت بانهـ.يار وبنبرة عالية:

"بكرهك يا شهد إنتِ السبب في كل اللي بيحصل"


قلت بنفس النبرة:

"يا بنتي هو إنتِ بتكذبي الكذبه وتصدقيها!!"


منه بتلعثم:

"أأأ.. أنا هقتص منكم يوم القيامه عشان بتفتروا عليا..."


«أم منه» خرجت وأخذت «منه» للبيت وهي بتقولها:

"إيه اللي جابك ادخلي قدامي..."


بصيتلنا وقالت:

"أنا آسفه يا بنات بعتذرلكم على كل اللي حصل"


قالت «منه» بنبرة مرتفعة وكأن معها الحق:

"هقتص منكوا كلكوا عشان ظلمتوني!!"


ابتسمت روعه وقالت بسخرية:

"بتقولك هتقتص مننا! يعني كذابه وبجحه"


سمعنا صوت والدتها اللي بتقولها:

"اخرسي بقا"


في الوقت لقينا عبيده وشادي جاين ناحيتنا بص عبيده للناس اللي بدأت تمشي وهما بيضـ.ربوا كف بكف وسأل بقلق:

"فيه ايه؟"


بصيتله روعه من فوق لتحت ودخلت للبيت...


ووقفت أنا حكيتلهم اللي حصل، ورجعنا للبيت، عشان أقعد مع شادي...


              ★★★★★

كانت روعه قاعده في غرفتها متضايقه من اللي حصل، دخل عبيده للأوضه وقفل الباب وراه، قال بحدة:

"إنتِ بتتكلمي مع البنت دي ليه أصلًا!!"


روعه بنفس الحدة:

"وإنت مالك أصلًا!!"


حك عبيده ذقنه وقال بصرامه:

"اسمعي يا بنتي أنا دلوقتي جوزك شئتِ أم أبيتِ.... يعني تتكلمي معايا كويس والمفروض تطيعيني"


"لا متفكرش إني هقبل أمون جاريه عندك"


يصلها عبيده لثانيه ومردش عليها وخرج من الأوضه، شعرت روعه بوغزات الدموع في عينها وبكت...


من ناحية تانيه شافته والدته وهو خارج من غرفة روعه، وشهد قاعده مع شادي...


أصابها الشك من ابنها وظنت به السوء وقررت تتابعه لأنها لسه متعرفش إنه متجوزها!!

بقلم آيه شاكر 

                 ★★★


"أنا جاي النهارده مخصوص عشان أتكلم معاكِ يمكن أساعدك تاخدي قرار بشأن موضوعنا"


قالها «شادي» اللي كان مرتبك ووشه كان أحمر، لقيته فتح الجاكت بتاعه ولما رفعت راسي شوفت التيشيرت اللي لابسه كان مرسوم عليه اسبونج بوب..


سكتت وبصيت لشرابه الأصفر اللي عليه سبونج بوب برده، ضغطت شفايفي وأنا بمنع ضحكتي، أخد باله من محل نظري فقال بمرح:

"لأ متفهميش غلط دا شراب أخويا الصغير... بس زي ما إنتِ عارفه الجو برد والشراب ده بيدفي أوي يا شهد... إن شاء الله لو حصل بينا نصيب هبقى أشتريلنا دسته"


ابتسمت بحياء وأنا بحاول أمنع ضحكتي، فحك شادي أرنبة أنفه وقال بجدية:

"المهم... تحبي تسأليني عن حاجه؟"


وقبل ما أتكلم رن موبايله بأغنية:

"أنا سبونج بوب بوب... أنا سبونج بوب بوب.."


طلع الموبايل من جيبه اللي كان الجراب بتاعه على شكل اسبونج بوب برده!


معرفتش أمنع ضحتي وهو كمان ضحك لما أخد باله من التيشرت بتاعه كمان، وقال من خلف ضحكاته اللي مش عارف يوفقها: 

"والله العظيم صدفه... أصل أنا عندي أخويا بيحب إسبونج بوب جدًا وأنا بتاخد في الرجلين "


قاطعنا دخول «عبيده» بالشاي ولما لقانا بنضحك سألنا:

"إيه اللي بيضحككوا كده!!"


بصيت لـ شادي إللي حط صوباعه على بوقه وقال بنظرات محذرة وبمرح:

"إوعي تقولي"


رن جرس الباب ودخل «عصام»، قومت عشان أدخل أوضتي فوقفني صوت عصام لما قال:

"استني يا شهد لو سمحتِ"


تنحنح بحرج وقال:

"أنا عرفت إن عندك مشاعر ناحيتي وواضح إن إنتِ كنتِ قايله لـ«منه» وبعترف إن انا كمان عندي مشاعر ناحيتك عشان كده أنا جاي أتقدملك.."


برقت أمي عينها بصدمه وتلقائي بصيت ناحية شادي....



"استني يا شهد لو سمحتِ"


تنحنح بحرج وقال:

"أنا عرفت إن عندك مشاعر ناحيتي وواضح إن إنتِ كنتِ قايله لـ«منه» وبعترف إن انا كمان عندي مشاعر ناحيتك عشان كده أنا جاي أتقدملك.."


برقت أمي عينها بصدمه وتلقائي بصيت ناحية شادي....


(١٣)

#فأعرضتْ_نفسي 

بقلم آيه شاكر


«شادي» كان بيبصلي بتركيز وكأنه بيدور على الإجابه في ملامحي، موقف محرج جدًا مكنتش عارفه أرد بإيه، وشي إتلون بالأحمر وكأن الموقف أثر على عضلة قلبي فضخ الد**م دفعه واحده لوجهي...


ابتسم عبيده وقال بسخرية:

"وهي منه حد بيصدقها يا عصام!"


بصله عصام وهو مضيق جفونه وبيفكر... فقال عبيده:

"للأسف يا دكتور إنت اتأخرت لأن شادي أتقدم لـ شهد واحتمال قراية فتحتهم تكون الاسبوع ده"


بدل «عصام» نظره بين الجميع وبلع ريقه بارتباك مكنش عارف يقول إيه! فنطق باللي حضر في ذهنه قال متلعثمًا:

"مـ.. من غير ما تاخدوا رأي بابا!!"


ردت أمي:

"الرأي رأي «شهد» لا رأي أبوك ولا رأينا!"


وقف «عصام» وقال بابتسامة مهزومة ونبرة مخنوقه:

"تمام... ألف مبروك.. أنا آسف على الموقف ده"


قال كده ومشي بخطوات سريعة، قامت أمي وراه وهي بتقول:

"أقعد يا عصام اشرب حاجه"


"شكرًا يا عمتو أنا مش غريب"


متكلمتش خالص وحطيت وشي في الأرض، استأذنتهم وقومت دخلت أوضتي  كنت مشفقة جدًا على «عصام» لدرجة إني كنت هقول أنا موافقه عليه بس لساني مرداش ينطقها...


سألت نفسي مش ده حب حياتي وحلم عمري اللي كنت بتمناه كل ليله! طيب ليه ممسكتش فيه لما جه لحد عندي وطلبني ياريته كان أتقدم خطوه وأنا كنت هوافق عليه...


فكرت إني أرفض «شادي» وساعتها هكون لعصام! بس برده شادي شاب حلو وعريس لقطه، كنت محتاره جدًا وحكيت كل مخاوفي لـ «روعه» اللي نصحتني أصلي استخاره...


"اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن زواجي من شادي خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به."


قولت الدعاء وبعد ما صليت ركعتين وسلمت...


كانت المره التانيه اللي بصلي فيها استخاره في نفس الليلة..

لما قلقت بالليل كانت الساعه ٢ قولت أصلي ركعتين كمان...


أنا عارفه إني مش لازم أشوف رؤيه أو حلم بس أنا لسه محتاره ومرتبكه وفوق كل ده خايفه ومخنوقه أوي مش عارفه أخد قرار....


استلقيت على سجادة الصلاه وقعدت أبص للسقف وكأنه شاشه بتعرض كل اللي حصل من «منه»..


 سألت نفسي إفرض شادي طلع زي الإخوه اللي كانوا في الشات محترم ظاهريًا وما خُفيّ بداخله أعظم!

على الأقل أنا واثقه في «عصام» واللي أعرفه أحسن من اللي معرفهوش! لكن هو أنا كنت أعرف إيه اللي جوه عصام! مش كفايه صدق «منه» بدون حتى ما يواجهني أو يحاول يقومني ويعالج اللي أنا بعمله...


«عصام» عمل زي اللي واقف على الشط شايفني وأنا بغرق في البحر ووقف يقول تستاهل ما هي اللي نزلت المايه! لو كان مهتم بيا كان واجهني مش يدير ظهره ويمشي!


التشبيه ده فضل يتردد في دماغي كتير لحد ما عيني غفلت....

بقلم آيه شاكر

استغفروا ♥️

         ★★★★

"إيه اللي مصحيكِ لحد دلوقتي يا روعه وواقفه في البرد ليه؟"


"دا... داخله أهوه"


"لأ استني متدخليش عايز أتكلم معاكِ"


وقفت روعه للحظه بدون ما تنطق بكلمه فقال عبيده:

"ممكن بقا تفتحيلي قلبك وتحكيلي اللي مضايقك"


ابتسمت «روعه» بسخرية وقالت:

"وده بمناسبة إيه!!"


"بمناسبة إن أنا زوجك وإنتِ زوجتي"


«روعه» مردتش على كلامه وتنفست بعمق وهي باصه قدامها وبتلف الشال حولين جسمها من البرد، وقف يبصلها بعمق ولما التفتت ليه وتلاقت أعينهم اتوترت وبعدت خطوتين وهي بتقول:

"أنا مش عايزه أتكلم وعايزه أكون لوحدي"


قال بابتسامة ماكرة:

"ما هو إحنا الاتنين واحد يعني اعتبري نفسك لوحدك وفضفضي معايا"


نفخت روعه الهواء من فمها ودخلت للأوضه فقال:

 "إستني يا بنتي رايحه فين مخلصناش كلامنا؟


تجاهلته روعه ومردتش عليه ودخلت للأوضه،  تنحنح بإحراج ووقف يكلم نفسه:

"إيه الإحراج ده... طيب يا روعه والله لأوريكِ"


قفز من بلكونته للبلكونه بتاعتها ودخل لأوضتها، فشهقت وكانت هتصرخ فحط إيده على بوقها وقال بهمس:

"هوووش أنا عبيده جوزك"


كان بيضغط على كل حرف في كلمة جوزك..


 بعد عنها وقعد على الكرسي وهي واقفه تبصله بذهول وبأعين متسعة، وفجأه قالت بهمس به نبرة حادة وهي بتشاور للباب:

"إنت اتجننت!! اتفضل أخرج بره"


أشار للمقعد المجاور له وقال ببرود:

"اقعدي يا روعه وتاني مره لما أكون بتكلم معاكِ متمشيش وتسيبيني"


قالت بضيق:

"بجد بقا إنت شخص مش طبيعي!!"


قال بابتسامة وباعتزاز وكأنها بتمدحه:

"مُتشكر مش اول واحده تقوليلي كده والله"


"هتطلع بره ولا أسيبلك الأوضه وأطلع أنا"


قام «عبيده» واتجه ناحية الباب فظنت «روعه» إنه هيخرج لكنه قفل الباب بالمفتاح وحط المفتاح في جيبه ورجع قعد تاني وهو بيتنفس بارتياح فقالت روعه بنبرة مرتفعة قليلًا:

"إيـــــــه ده!... إنت عملت إيه؟


قال بهدوء وثبات وكأنه معلش حاجه:

"ولا أنا طالع ولا إنتِ طالعه... باقي نص ساعه على الفجر هنقعد نتكلم مع بعض... يلا يا عسليه افتحيلي قلبك"


بصت روعه حوليها وأخذت المزهريه من على المكتب وقالت بتهديد وبابتسامة صفراء:

"لأ أنا مبعرفش أفتح قلبي إيه رأيك أفتحلك دماغك أسهل! وهيبقى دفاع عن النفس"


ابتسم عبيده ابتسامة واسعة وهو بيتأمل ملامح «روعه" وبعدين شال عينه من عليها وبص للأرض...


هزمتها ابتسامته وهزت قلبها، فابتسمت هي كمان وتركت  المزهرية مكانها وبعدين قعدت على طرف السرير بهدوء وكأنها أدركت إن مفيش داعي للمقاومة...


كان كل تفكيرها إنها مش هتقبل بالوضع ده مهمها حصل ومش هتكون جاريه! هتطلق منه وهتفضل حره طول عمرها!!


كان الصمت هو سيد المكان لبعض الوقت، قطعه سُعال روعه، فبص لها عبيده وقال بنبرة معاتبه:

"شوفتِ أديكِ أخدتِ  برد أنا مش عارف والله بتوقفي في البلكونه في البرد ده إزاي وليه أصلًا"


مردتش عليه وبصت للأرض وهو كان بيبصلها بعمق وتركيز، حاول يفتح كلام معاها فقال بابتسامة ونبرة هاديه:

"شكلك بتحبي السهر!! ولا ده عـ.ذاب الحب"


ضحك بخفوت وقال:

"أم كلثوم كانت بتقول..."


كمل وهو بيغني بنبرة خافتة:

" نسيت النوم وأيامه نسيت لياليه وأحلامه... بعيد عنك حياتي عذاب متبعدنيش بعيد عنك"


ابتسمت روعه لكن حاولت تخفي ابتسامتها اللي لمحها عبيده وتنفس بارتياح لأنها بدأت تلين...


ساد الصمت بينهم تاني و«روعه» بتفرك إيديها بارتباك، فكرها بـ «رحيم» أخوها اللي وحشها واللي مستنياه ينزل من الجيش بفارغ الصبر، رفعت رأسها وبصت عليه للحظه فابتسملها وابتسمت، أخفضت بصرها وقالت بتلعثم:

"صوتك طلع حلو"


وقبل ما يرد عطست بنعومه فضحك وقال بمرح وهو بيقلدها:

"أتشي!!!... العطسه دي بجد ولا بتهزري"


ابتسمت روعه وبلعت ريقها بارتباك، وسكتوا للمره الثالثه وطال الصمت المره دي لحد ما سأل عبيده بتلعثم:

"مـ.. مقولتليش بردو سهرانه ليه"


تنهدت روعه بعمق وقالت ببعض الحدة:

"بفكر... حاسه إني في كابوس ونفسي أفوق"


"كابوس! طيب بزمتك يا شيخه أبقى أنا منور حياتك وتقولي كابوس!"


"هو... هو إنت عايز مني إيه!!"


"هعوز منك إيه عايز أساعدك طبعًا.." 


ارتفع صوت أذان الفجر فقام عبيده وهو بيقول:

"لينا كلام طويل مع بعض بس دلوقتي هسيبك عشان ألحق الفجر في المسجد"


اتجه ناحية الباب وقبل ما يفتح التفت ليها وقال:

"هدعيلك يا روعه تفوقي من الكابوس ده ويتحول لـ حلم جميل" 


فتح بالمفتاح وقبل ما يفتح الباب عشان يخرج التفت لها تاني وقال بابتسامه عذبه:

"والحلم الجميل ده إن شاء الله نعيشه سوا"


خرج وسابها حاطه إيديها على قلبها وبتنتفس بقـ.وة وكأنها كانت حابسه أنفاسها...


على جانب أخر أم عبيده «حوريه» خرجت من الحمام وكانت بتنشف بالفوطه ورا الستاره في إضاءة خافته فمشفهاش عبيده وهو خارج من الأوضه بيبتسم وهو بيمسح على شعره...


اختبئت عشان ميشوفهاش ووضعت إيديها على بوقها بصدمه في ابنها وهي بتردد بهمس:

"ليه كده يا عبيده متوقعتش منك كده.. والله كنت ناويه أجوزهالك مستعجل ليه!!"

              ★★★★★

"هاتي إيدك يا شهد متسيبيش إيدي" 


"لأ أنا مش عايزاك يا شادي... عصام خد إيدي"


عصام بلامبالاه:

"معلش يا شهد أنا مبعرفش أعوم"


كنت بغرق والمايه بتسحبني لتحت ورافعه إيدي بره المايه وشادي ماسك إيد وبيشدني وأنا مش راضيه وبسيب إيده وأنا بنادي على عصام اللي مديني ظهره ومتجاهلني...


شادي كان هيعيط وماسك إيدي بقـ.وة وبيشدني وهو بيقول:

"يا شهد متسيبيش إيدي"


الموج كان عالي والدنيا ظلام ولما حسيت إني هتخنق مسكت في إيد شادي جامد لحد ما طلعني بره الدوامه دي...


وبعد ما طلعت من البحر النهار طلع والدنيا نورت، كنت هسيب إيده فشدد شادي على إيدي جامد وبصلي وهو بيقول:

"مش بعد ما خرجتِ للنور هتسيبيني لوحدي... متسيبيش إيدي يا شهد..."


ابتسمت له وفجأة سمعنا صوت أذان  

"الله أكبر الله أكبر...."

 قالي:

"يلا نصلي مع بعض"


فتحت عيني على صوت أذان الفجر، لقيتني نايمه على سجادة الصلاة، قعدت أفتكر تفاصيل الحلم وقلت:

"معقول تكون رؤية..."


قومت أتوضى وأصلي الفجر وأنا واخده قرار ومرتاحه جدًا ليه...

بقلم آيه شاكر

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 🌷

                       ★★★★

في عصر اليوم وقفت مع روعه في البلكونه أحكيلها الرؤيه اللي شوفتها، لحد ما ظهرت منه في البلكونه اللي قصادنا ومعرفناش نمنع لساننا إنه يستفزها بالكلام...


"بيقولك بقا يا بت يا شهد مره واحده كانت موقعه الدنيا في بعضها ورايحه جايه تقول هقتص منكم قدام ربنا... طيب بزمتك دي تعرف ربنا!"


ضحكت وسندت على سور البلكونه وأنا ببص ناحية «منه» وقلت:

"لأ وكمان بتقولك بتفتروا عليا يخروبيت الزولم!"


ضحكنا فقالت روعه بدراما مصطنعه:

"أصل الزولم وحش أوي يا شهد"


قلت بضحك وسخرية:

"أنا بريئه أنا بزلومه.."


ضحكنا وقالت روعه بنبرة رفيعة: 

"أنا شراب وعملوه كوره ولعبوا بيا"


بصيتلنا «منه» بنظرات حادة وقالت بنبرة مرتفعة:

"بكره تتحاسبوا على الكلام ده"


روعه بسخرية:

"متقلقيش يا حبيبتي معانا فكه" 


منه باستهزاء:

"إيه يا ست روعه عامله فيها محترمه وقاعده في بيت فيه راجل مش من محارمك"


ضحكت روعه وقالت:

" ما هو البركه فيكِ... وبقا من محارمي كتر ألف خيرك"


عقدت «منه» حاجبيها وسألت بفضول:

"قصدك إيه!؟"


روعه مردتش عليها بصيتلي وقالت:

"سيبك منها يلا ندخل"

بقلم آيه شاكر


لا حول ولا قوة الا بالله 🌹


                  ★★★★

بعد تناول الغداء عملت الشاي وكنت داخله أقعد مع شادي فقالي عبيده:

"شادي هيقعد معاكِ يا فراشه وبعدها تبلغيني قرارك النهائي مينفعش أعلق الواد كده!"


"مـ... ماشي يا عبيده"


ودخلت عشان أقعد مع شادي للمره التانيه بس المره دي واخده قراري....

                   ★★★★

وقف عبيده جوار روعه في البلكونه بيشرب الشاي، قال:

"روعه"


التفتت له روعه وقالت:

"نعم"


قال بمكر:

"لأ أنا قصدي على كوباية الشاي طعمها روعه"


ضحكوا الإثنين وشافتهم «حوريه» والشك في قلبها بلغ ذروته شربت حورية رشفه من الشاي ونادت عليهم قعدوا قصادها وبصت لعبيده وقالت بلوم:

"هو فيه إيه يا عبيده..."


"إيه يا ماما!!"


حورية:

" إحنا اتعودنا نتكلم بصراحه يا عبيده ومن غير لف ودوران!"


عبيده:

"طـ.. طبعًا يا أم عبيده..."


بصت حوريه لـ روعه وبعدين لـ عبيده وقالت:

"إنتوا بينكوا إيه!! وكنت بتعمل إيه في أوضتها قبل الفجر!"


عبيده بأعين متسعة وهو بيحرك سبابته بتحذير:

"إوعي يا حوريه الفار يلعب في عبك وإوعي دماغك تروح كده ولا كده روعه بنت محترمه وابنك راجل محترم..."


"ما هو ده اللي مجنني... فهمني بقا يا روح أمك إيه الحكايه"


عبيده بص لـ روعه وقال:

"روح أمك دي معزه يا روعه مش سخريه ولا شتيمه عشان نبقا على نور"


 ابتسمت روعه اللي كانت مرتبكه وبتفرك في إيديها، ورجع عبيده بص لوالدته وبلع ريقه وقالها:

"أنا كنت هقولك بس مش عارف أبدأ إزاي أنا اتفاجئت والله يا ماما باللي حصل...."


حوريه: إيه اللي حصل؟؟


عبيده:

"خدي نفس عميق كده وحاولي تستوعبي اللي هقوله"


تخيلت والدته إنه هيقولها إنه بيحب روعه أو معجب بيها وعايز يتقدملها


ضغط عبيده شفتيه معًا وبص ناحية شهد وشاظي اللي قاعدين قصادهم وقال:

"زغردي يا أم العريس إبنك كتبت كتابه على روعه"


"إيــــــــــه!!!!!!"


وبدأ عبيده يحكيلها التفاصيل وهي بتسمع وبتهز رأسها بابتسامة وكأنها راضيه...


                    ★★★★

"ازيك يا شهد"


"الحمد لله"

لما دخلت لـ شادي كنت متوتره جدًا سكتنا لفتره وتلقائيًا بدأت أقرض ظرافري، لحد ما بدا كلام...


سكتنا تاني فقال بمرح:

"ها يا بنتي أبدأ أجهز دسته شربات سبونج بوب ولا إيه؟"


ابتسمت بحياء ومردتش، فقال:

"مش عايزه تسأليني عن حاجه؟!"


"لـ... لأ.. كلمني عن نفسك"


"بصي يا ستي أنا..."


قاطعنا صوت رنة موبايله:

"أنا البندورة الحمره مزروعه بين الخضره...."


غمض عينه وهو بيحاول يطلع الموبايل من جيبه وبيقول بتبرير:

"والله حمزه ابن أختي هو اللي حاططها..."


وهو بيطلع الموبايل من جيب الجاكت خرج قبله طماطمايه صغيره، عقد حاجبيه وهو بيتأملها وبعدين بصلي بنظره جانبية وأنا بحاول أمنع ضحكتي، حرك حبة الطماطم في إيده وقال:

"أتمنى البندوره الحمره دي متأثرش على رأيك فيا"


حاولت أمنع ضحكتي..

حط شادي الطماطم في جيبه مره تانيه وتنحنح وهو بيقول بمرح:

"بصي يا شهد أنا محتاج فرصه واحده أثبتلك إني شخص عاقل وإن فيه حد بيحاول يشـ.وه سمعتي"


انفجـ.ر بالضحك وشاركته وقال من خلف ضحكاته:

"وأنا خارج من البيت الواد حمزه وقف في البلكونه وقالي يا خالو ابقى كل البندوره الحمره عشان تصير خدودك حمره والعروسه توافق وفرج عليا الشارع..."


قال جملته الأخيره وهو يقلد صوت طفل صغير، ضحك بقـ.وة وضحكت فكمل:

"أما بقا ست الكل أمي فكانت واقفه تزغرد وتقول منصور يابني أن شاء الله حاولت أقنعها إن أنا شادي مش منصور مقتنعتش"


سعل من كثرة الضحك وقال:

"المشكله إن أنا من امبارح بحاول أقنعهم كيف نستعين على قضاء حوائجنا بالكتمان"


وقبل ما نكمل كلامنا قاطعنا دخول عبيده إللي بيجري قدام أمي وهي ماسكه منفضة السجاد وبيقول:

"يا ماما راعي مشاعري ولاحظي إن مراتي واقفه يعني لما تشوفك بتجري ورايا كده هتقول إيـــه!!"


أمي:

"هتقول ناقص ربايه وأمه بتكمل تربيته"


قفز عبيده فوق الكرسي وهو بيقول:

"روعـــــه"


ردت روعه:

"نعـم!!"


"لأ أنا أقصد الجمله اللي ماما قالتها روعه مش بنادي عليكِ"


"يا ماما راعي مشاعري ولاحظي إن مراتي واقفه يعني لما تشوفك بتجري ورايا كده هتقول إيـــه!!"


أمي:

"هتقول ناقص ربايه وأمه بتكمل تربيته"


قفز عبيده فوق الكرسي وهو بيقول:

"روعـــــه"


ردت روعه:

"نعـم!!"


"لأ أنا أقصد الجمله اللي ماما قالتها روعه مش بنادي عليكِ"

قالها عبيده وهو بيبص على روعه اللي واقفه بعيد نسيبًا وواضح عليها الذهول والدهشه والإرتباك..


(١٤)

#فأعرضتْ_نفسي 

بقلم آيه شاكر


شادي:

"اهدي بس يا طنط هاتي المنفضه دي وخلينا نتكلم بعقل..."


شاور عبيده على المقعد اللي هو واقف عليه وقال:

"وأنا من موقعي ده بقولك أنا آسف ومش هعمل كده تاني والله"


شادي بضحك:

"هو إنت ليه محسسني إنك كسـ.رت حاجه وبتعتذر... قال بيقول مش هعمل كده تاني!!"


نفخت أمي بضيق وقالت بزعيق:

"كتبت كتابك من يومين ولسه فاكر تقولي يا عبيده!!"


"ما أنا شرحتلك اللي حصل يا نبع الحنان والله غصب عني"


قعدت أمي على الكرسي وألقت المنفضه بعيد وقالت بهدوء:

"طيب أنزل يا عبيده تعالى خلاص هنتكلم بعقل"


نزل عبيده عن المقعد وقرب من أمي بحذر وهو بيقول:

"نتفاهم بهدوء يا عزيزتي ميصحش كده نفرج اللي يسوى"

قال أخر كلمتين وهو بيشاور على «روعه» وبعدين شاور على شادي وكمل:

"ونفرج اللي ميسواش عليا"


تنحنح شادي وقال بضيق مصطنع:

"لاحظ إنك بتثقل حسابك يا شيخ عبيده!!"


ضحك عبيده وقال:

"لا مؤاخذه يا معلم سامحني عشان أنا مزنوق"


حط شادي على بوقه بيمنع ضحكاته..


قرب عبيده من أمي وهو بيبلع ريقه بقلق وقعد جنبها فبصتله أمي بنظرة جانبية وقالت بهدوء:

"إللي إنت قولته من شويه ده بجد ولا هزار"


"هو ده فيه هزار بجد طبعًا"


"يعني إنت اتجوزت!!!"


"لأ.. أأ.. أنا كتبت كتابي وبس"


مسكته أمي من ودانه وهي بتبص في عينه اللي رغرغت وهو بيقول بحزن حقيقي:

"آسف يا ماما والله ما كان قصدي أخبي عليكِ"


حضنته أمي وطبطبت على ظهره وهي بتبص على روعه وبتقول:

"هسامحك عشان عروستك زي القمر وشبهك وعشان هي روعه يعني اسم على مسمى"


ابتسمنا كلنا وقامت أمي واتجهت نحو روعه اللي كان في عنيها نظرة حزن وانكسـ.ار..


رجعت روعه خطوتين للخلف وهي بتبلع ريقها تقريبًا تخيلت إن أمي هتضـ.ربها زي ما عملت مع عبيده..


مدت أمي إيديها ناحية روعه فرجعت روعه بجسمها للخلف فابتسمت أمي وحضنتها وهي بتقول:

"تعالي في حضني يا بت"


وقف شادي جنب عبيده وطبطب على كتفه وهو بيقول:

"هنيئًا لك"


تنفس عبيده بارتياح وقال له:

"وها قد انتهى الجزء الاول مما يؤرقني"


شادي بمرح:

"طمني باقيلك كده كم جزء؟"


قرب عبيده من شادي وقال بهمس وصل لأذني:

"باقيلي موضوع أبوها.. والأهم منه قلبها"


طبطب شادي على كتف عبيده وقال بابتسامة:

"ماشي يا عم الرومانسي..."


ابتسم عبيده ومر الوقت وهو بيداعب أمي عشان يسترضيها...


وغادر شادي بعد ما اتكلمنا شويه..


 وفي نفس الليلة بلغت عبيده بموافقتي على شادي لكن كان فيه حاجه شغلاني وهي ليه هو مسألنيش عن عصام لأني كنت متوقعه ومجهزه الإجابه اللي هي لأ عمري ما فكرت فيه! يعني كنت ناويه أكذب وهو وفر عليا!

                 ★★★★

كانت ليلة شديدة البرودة قعدت جنب روعه على السرير تحت البطانيه وقعدنا نتكلم للساعه ١٢، سألتها:

"تفتكري الجواز ده حلو!"


" أنا فكرتي عن الجواز  مش هتعجبك!!" 


تنفست روعه الصعداء وكملت:

"الجواز ده هو ما قبل النهايه... الراجل بيشتري خدامه عشان تكمل الجزء الفارغ في حياته ويعمل أسره..  وهي بقا تجيب كام عيل وتتحول لجاريه للراجل ده وعياله أو نقول بقرة بتدور في ساقيه حولين نفسها لحد ما يجي الوقت وتمـ.وت وترتاح" 


قلت:

"طيب والحب فين من كل ده!!"


"حب إيه!! إنتِ بتصدقي في كلام الروايات الفاضي ده!"


تنفست روعه الصعداء وسندت رأسها لظهر السرير وهي بتقول بحسرة:

"العالم سودوي أوي للمرأه حتى اسم المرأه نفسه أوله مر وأخره ااااااه... الست جايه الدنيا تتـ.عذب، تفتكري ليه الست متتساواش بالراجل! وإيه الفرق أصلًا بينهم"


خوفت من كلامها وحسيت إنها صح! ولكن دي نقطة ضعفي اللي اكتشفتها مؤخرًا إن أنا مليش شخصية وبصدق كل حاجه تتقالي عشان كده كان لازم أشغل دماغي وأعترض ودا كان بداية علاجي لنفسي بصيت لـ روعه وقلت:

"مكنتش أعرف إن جواكِ التفاؤل ده كله! لكن يا حبيبة قلبي الدنيا مش ضلمه أوي كده أكيد فيه جانب مشرق" 


تنهدت بعمق وكملت لدرجة إني اتفاجئت بالكلام اللي جرى على لساني:

"مينفعش نسأل إيه الفرق بين الست والراجل لأننا بنكون زي اللي بيسأل نفسه السما أبعد ولا البحر أوسع!" 


ضحكت «روعه» وقالت:

"القطر أسرع"


ضحكت وقلت:

"وده الفكر الغربي اللي دايمًا بيحاولوا يقنعونا بيه وبيكرروه كل شويه لحد ما خلاص معظمنا اقتنع... وكتر التكرار بيقنع الحمار"


ضحكنا إحنا الإتنين وقالت روعه:

"المشكله إن أنا عارفه يا شهد... ادعيلي ربنا يهديني دا أنا لو استسلمت للأفكار اللي بتدور في دماغي هرمي نفسي من البلكونه"


ضحكت وقومت وقفت وأنا ماسكه ظهري اللي واخده فيه برد ودهناه ڤولتارين! سن الشباب ده غريب جدًا!!! 

 

قلت بابتسامة:

"أنا رايحه أنام في أوضتي عشان مبعرفش أغير سريري"


سحبت روعه البطانيه على وشها واستلقت على السرير وقالت بتثائب:

"سكة السلامه وطفي النور واقفلي الباب وراكِ "


وقبل ما أخرج رجعت وقفت قدامها وقلت بضحك:

"استني عندك كده يعني إنتِ كده فاكره نفسك بقيتِ جاريه عند عبيده أخويا"


أزاحت روعه البطانيه من على وشها وهي بتقول:

"امشي يا شهد وسيبيني أنام في أم الليله دي يا تتلقحي تنامي جنبي وإنتِ قافله بوقك"


 فتحت مكتب عبيده وطلعت ألبوم صور ليه وحطيته جنب روعه على السرير، وقلت بمرح:

"خدي يا جاريه اتفرجي على سيدك من وهو صغير لحد ما كبر واد زي القمر خساره فيكِ"


بصت روعه للألبوم اللي جنبها على السرير وسحبت البطانيه على وشها تاني وهي بتقول:

"امشي يا بت أنا عايزه أنام عشان أعرف أقوم أصلي الفجر!"


قلت بجدية:

"همشي بس عايزه أقولك حاجه مهمه... عبيده أخويا هيعامل زوجته كـ ملكه مش جاريه وده أنا متأكده منه زي ما أنا شيفاكِ"


طفيت النور عليها وخرجت بعد ما قفلت الباب ورايا وسيبتها تفكر في أخر جمله اللي هزت قلبها ....


دخلت أوضتي واتنفست بعمق وبارتياح. 

 مفيش أجمل من إنك تعرف نقطة ضعفك وتعالجها وتعرف إزاي تداريها، لازم أتعلم أقول لأ ومسمعش الكلام من غير تفكير! 


ولأول مره كنت أفتح المفكره بتاعتي وأكتب:

"أنت الأحق بأن تعرف نقاط ضعفك لتمسكها وتضعها في صندوق بعيد عن متناول الآخرين قبل أن يعرفها غيرك ويضغط عليها فيقبض روحك رويدًا رويدًا"


 طلعت على سريري وأنا بقول:

"أنا واثقه في ربنا وواثقه إن اللي جاي أحسن" 

وقبل ما أغمض عيني دعيت ربنا يجعل لي نصيب من السعادة في الدنيا ونصيب من السعادة في الأخرة وقلت: 

"ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنه وقنا عذاب النار"


وقبل ما أنام بصيت في موبايلي أشوف الساعه فلقيت رساله على الواتساب من رقم مش متسجل فتحتها لقيت:

"من فرحتي نزلت في عز البرد اشتريت دستة شربات اسبونج بوب" 


ابتسمت وسجلت رقمه ومكنتش عارفه أرد بإيه فبعتله إيموشن مكسوف...


من ناحيه تانيه لما شادي شاف أنها قرأت الرساله ابتسم وهو بيفتح صوتها اللي ظهرت على الواتساب، وبيتنفس بارتياح...


بقلم آيه شاكر

استغفروا ♥️

                        ★★★★

﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾


"يارب"


في اليوم التالي كان صوت عبيده النديّ بيرن في أرجاء الشارع أثناء صلاة العشاء، حسيت بالفخر إنه أخويا ودعيت ربنا ميحرمنيش منه أبدًا.


بصيت جنبي على «روعه» اللي بتسمع بتأثر وتركيز وقلت بمكر:

"حاسه إن صوت الشيخ ده عاجبك من يوم ما جيتِ وإنت بتسمعيه في صلاة المغرب والعشاء الأول وبعدين تصلي"


"والفجر كمان مش بصلي إلا لما أسمع صوته ما شاء الله عليه"


"روعه هو إنتِ بجد مش عارفه مين ده؟!"


"مين حد مشهور ولا إيه؟!"


"مش مشهور بس حد نعرفه"


"إوعي يكون اللي في بالي!!"


"مين اللي في بالك؟!"


"الدكتور عصام!!؟"


"عصام مين يا هبـ.له دا عبيده"


سكتت وبصت قدامها من البلكونه معرفش اتصدمت ولا بتقلب الكلام في دماغها!


 لحد ما خرج عبيده من المسجد الصغير اللي قدام البيت، المسجد ده زي زاويه صغيره بيصلوا فيه الفروض لكن مش بيصلوا فيه الجمعه وعبيده هو اللي بيكون الإمام المغرب والعشاء والفجر...


رفع عبيده رأسه وبصيلنا وابتسم وقال:

"عايزين حاجه من هنا قبل ما أطلع؟"


"اه يا عبيده هات لب وتسالي"


بص عبيده حوليه ولما لقى مفيش حد شايفه أشار لعينيه بالتبادل فابتسمت وبصيت لـ روعه وبعدين بصيتله وقلت بمكر:

"وهات لـ روعه شيبسي  عشان مكسوفه تطلب"


بصتلي روعه بحده فقلت بضحك:

"خلاص هبقا أكله أنا متبصيش كده!"


ابتسم عبيده وهو لسه رافع رأسه وبيبص لـ روعه، باين من نظرته إنه بيحبها لكن البعيده مبتفهمش!


دخل عبيده المحل بس كنا شايفينه واقف يتكلم مع راجل..


روعه كانت بتبص عليه بتركيز ولما عبيده ضحك ابتسمت فواضح إن مشاعرها البطيئة بدأت تتحرك...


ولما مديت بصري شويه شوفت «منه» واقفه تبص علينا بنظرات كلها حقد! وقتها قلت بصوت مسموع وصل لـ «منه»:

"صدق الإمام الشافعي كل العداوات تُرجى مودتها، إلا عداوة من عاداك عن حسد"


انتبهت روعه وبصت ناحيتها فردت «منه» باستخفاف:

"أول مره أشوف حد بيوصف نفسه!"


ديرت روعه ظهرها وسحبتني من إيدي وهي بتقول:

"سيبك منها... سيبك منها يلا ندخل"

بقلم آيه شاكر

استغفر الله وأتوب إليه ♥️


                      ★★★★★

وبعد مرور إسبوع في خلاله اتحددت ميعاد خطوبتي على شادي..

زار «رحيم» «روعه» وأعطاها فلوس وقالها إن باباها حالف على والدتها بالطلاق إنها متتواصلش معاها، ووعدها هيحاول مع والده اللي أول مره يكون صارم بالطريقة دي! يمكن معاه حق لأنه اتصدم في بنته ومش قادر يصدق ولما يتجاوز الصدمه هيسامحها وترجع كل حاجه زي الأول!

                     ********

 وبعد الظهر بساعه وقفت روعه تبص من البلكونه كان مرور الأيام بطيئ وثقيل على قلبها، نادرًا ما كانت تبتسم وإن فعلت فابتسامتها مهزومة ونظراتها منكـ.سرة..


شهد وحورية كانوا نزلوا يشتروا طلبات للبيت وسابوها تجهز الغداء..


دخلت روعه أوضتها وبدأت ترتبها بعد ما خلصت ترتيب البيت...

 ولما وقعت عينيها على ألبوم الصور الخاص بـ عبيده اللي كل يوم تقعد تفر فيه لحد ما حفظت ترتيب الصور، فتحته وقعدت على السرير  تتأمله بابتسامه، قالت:

"إنت إيه حكايتك بقا!"


فتحت مكتبه لقت إزازة برفن، شمتها وابتسمت وهي بتفكر ريحته وبتقول:

"دي بقا البرفن المفضل بتاعك يا سي عبيده"


رشت على ملابسها وهي بتقول:

"بس ريحته حلوه أوي بجد!"

 

رن جرس الباب جريت عشان تفتحه وقبل ما تفتح كان دخل عبيده وقفل الباب وراه بعد ما ألقى عليها السلام..


ارتبكت واتوترت وظهر في نبرة صوتها وهي بترد، فقال عبيده:

"ماما وشهد لسه مرجعوش ولا إيه!!"


"لـ... لأ لسه"


قعد على كرسي السفره وقال بابتسامة ماكرة:

"متقلقيش أنا جعان ومبعرفش أكل الحلو إلا بعد الأكل فمتخافيش مش هاكلك دلوقتي"


قام واتجه ناحيتها فرجعت لورا وبلعت ريقها بارتباك لكنه ابتسم وهو بيتجاوزها ودخل لأوضته، فتح دولابه وأخرج قميصين وسألها:

"إيه رأيك ألبس ده ولا ده؟!"


"اللي يعجبك"


"طيب إختاريلي واحد عشان محتار"


"إلبس الكحلي"


ولما بصت روعه على السرير اتسعت عيناها بصدمة وهي بتبص على ألبوم الصور والبرفن بتاعه اللي حطاهم على السرير، وهي بتتمنى مياخدش باله! لكنه خد باله وابتسم.


بللت شفتيها بارتباك وفضلت واقفه مكانها لحد ما خرج من الأوضه وهو ماسك في ايده القميص الكحلي وقف قصادعا وقال بمرح:

"بتلعبي في حاجاتي بس مش مهم أنا مسامح ومن كل قلبي يا قلبي"


تركها وخرج من الشقه وكأنه مقالش كلمة صفعت مشاعرها النائمه فاستيقظت...

بقلم آيه شاكر 

              


                  ★★★★  

وفي المساء كانت أمي قاعده تسمع المسلسل الهندي اللي متبعاه بتأثر شديد وإحنا قاعدين مع بعض قصاد أمي، بص عبيده على التلفزيون وقال بسخرية:

"بصوا ماما متابعه المسلسل ده من زمان وأنا كنت ناوي أتابعه معاها بس من الحلقه الأولى ل ١٨ وكل ما أشوفهم الاقيهم واقفين نفس الوقفه ودائما يفتحوا بوقهم معرفش ليه"


ضحكنا وبص عبيده ناحية روعه وهو بيتأمل ضحكتها، فقالت أمي:

"اسكت عشان أركز وإلا هقوم أنفضك"


عبيده بمرح:

"أهم حاجه عندنا في العيله يا روعه الاحترام ثم الاحترام ثم الاحترام"


أمي بحدة:

"ما بس بقا يا واد إنت ولا هقوم أشدلك ودانك"


بص عبيده ناحية روعه وقال بمرح:

"ثم الاحترام يا روعه"


ضحكنا جامد فقالت أمي:

"اخرسوا بقا!!"


ضغطنا على شفايفنا واحنا بنكتم الضحك وبنبص لبعض، وفجاه روعه انفـ.جرت بالضحك فضحكنا تاني وبصتلنا أمي بحده فسكتنا...


رن جرس الباب فقالت أمي:

"يادي النيله مين السمج اللي جاي في وقت غلط ده!!"


ضحكنا وقام عبيده فتح الباب فظهرت ست تجاوزت الستين من عمرها ومعها بنت في ثالثه ثانوي، قالت:

"معلش يا شيخ عبيده كنت عاوزاك ترقي البت دي أصلها مش عارفه تزاكر!"


"العنوان غلط أنا مش الشيخ عبيده" 


"يا بني مشي إيدك عليها كده ربنا يكرمك"


ضحك عبيده وقال:

"عيب يا حجه أمشي إيدي عليها ازاي يعني!!"


"أنا سمعت إن رقيتك فيها الخلاصه والشارع كله بيحكي ويتحاكي بيك"


"اوشاعات دي اوشاعات يا حجه"


مدت السيدة إيديها وهي بتسحب إيد عبيده وبتحاول تحطها على جسم البنت وعبيده بيسحب إيده ويرجع لورا والست مصممه وبتشده وهي بتقول:

"يا بني مشي إيدك عليها زي ما بتعمل مع الناس"


عبيده وهو بيهرب منها وبيسحب إيده:

"الحقني يا أُمي"



مدت السيدة إيديها وهي بتسحب إيد عبيده وبتحاول تحطها على جسم البنت وعبيده بيسحب إيده ويرجع لورا والست مصممه وبتشده وهي بتقول:

"يا بني مشي إيدك عليها زي ما بتعمل مع الناس"


عبيده وهو بيهرب منها وبيسحب إيده:

"الحقني يا أُمي"


(١٥)

#فأعرضت_نفسي

بقلم آيه شاكر 


قامت أمي ووقفت قدام عبيده إللي استخبى وراها زي الطفل الصغير اللي بيتحامى في أمه...


كنت بضحك بخفوت أنا وروعه على شكل عبيدة المضحك جدًا 


قالت أمي:

"إأ.. إزيك يا حجه زينات... اتفضلي تعالي"


الست بزعل:

"إزيك يا أم الشيخ... يرضيكِ اللي الشيخ بيعمله ده يختي!!"


تنحنح عبيده وقال وهو بيرفع رأسه وبيبص من فوق كتف أمي:

"أنا مهندس مش شيخ وقولت لحضرتك إنك غلطانه في العنوان مصدقتنيش"


بصت أمي لعبيده وقالت:

"إيه يا عبيده مزعل الحجه ليه؟!"


 عبيده بابتسامة صفراء:

"قولي لها يا حجه إنت زعلانه ليه؟"


الست بضيق:

"بنت ابني مش عارفه تزاكر وكنت عايزاه يمشي إيده عليها وهو مش راضي!!"


أمي بعدم فهم:

"يمشي إيده عليها!!!!"


الست:

"يرقيها يا ست الكل زي ما بيعمل مع كل الناس"


هزت أمي رأسها بتفهم وقالت لعبيده بهدوء:

"طيب ارقيها يبني إيه المشكله"


الست برجاا:

"يلا يا بني مشي إيدك عليها ربنا يجعل الشفا على إيدك"


مالت أمي على أذن عبيده وقالت بهمس:

"خلص يا عبيده مشي إيدك عليها عشان الإعلان هيخلص وعايزه أكمل الحلقه"


بص عبيده لولدته بذهول وهو بيقول بدراما مصطنعه:

"بتبعي ابنك يا حوريه عشان حلقه في مسلسل هندي"


مسكت أمي إيد عبيده وقالت:

"هات بس إيدك خلينا نخلص"


بعد عبيده عن أمي ورفع إيده وهو بيهزها وبيقول:

"لأ الإيد دي طـــاهره وهتفضل طول عمرها طـــاهره..."


ضحكنا، فتنحنح عبيده وبدل نظره بينا وبعدين قال بجدية:

"ثواني يا حجه هقرأ الرقيه على مايه وأجيبهالك.."


شاور على البنت اللي واقفه باصه للأرض بخجل وقال من دون ما يبصلها:

"عشان زي ما إنت شايفه بنت ابنك ما شاء الله تبارك الله عروسه يعني عيب تقوليلي أمشي إيدي عليها عيب والله"


قال جملته وهو بيضحك وبيتوجه للمطبخ يجيب إزازة ماية يقرأ عليها قرآن...

              ★★★★

وبعد يومين مروا بروتينية كانت الثانية عشر منتصف الليل..


"برده واقفه في البرد!!"


قالها عبيده وهو بيبص على روعه اللي واقفه في البلكونه.. 


 تجاهلته روعه ومبصتلهوش، فسألها بابتسامه:

"يا ترى بقا بتحبي الصيف ولا الشتا؟!"


فضلت باصه قدامها ومردتش عليه، فقال بنفس الابتسامه:

"أنا عايز أتكلم معاكِ شويه..."


نفخت «روعه» بضيق لأنه قطع أفكارها كانت بتفتكر اللي حصل وإزاي اتكتب كتابهم ووصفته في دماغها بالغبي أكتر من مره وحاليًا حاسه إنها مش طيقاه ومضايقه منه ومن حياتها كلها..


 لما طال صمتها وهو واقف بيكلم نفسه وبيضحك مع نفسه وهي مش بترد ناداها:

"روعــــه... يا روعــه"


مردتش عليه فقال عبيده بنبرة حاده وبنفاذ صبر:

"روعــــه!! لما ابقى بكلمك ياريت تردي عليا"


خافت روعه من نبرته اللي اتغيرت في لحظه، وبصيتله بنظرة خائفة، فتنفس الصعداء بيحاول يهدى وقال:

"أنا هخلص شغل بكره واجي أخدك ونخرج نتغدى بره ونتكلم شويه وبالمره نروح لباباكي إيه رأيك؟!"


حاولت روعه تتكلم باحترام وقالت:

"أظن مفيش داعي لكلامنا... ياريت بس تعمل فيا معروف وتصلح علاقتي بـ بابا..."


"والله هصلحها متقلقيش أنا مش ساكت"


عبيده على مدار الإسبوع اللي فات كان بيروح لوالد روعه كل يوم في شغله وبيطلعله في كل مكان عشان يحاول يفهمه طبيعة الموضوع...


سكتوا شويه فقطعت روعه الصمت لما قالت:

"بص يا بشمهندس الجوازه دي كلها غلط من البداية أنا لسه صغيره ومش جاهزه نهائي أتحمل مسؤولية بيت وعيال و... وزوج... معنديش طاقه مقدرش لكده"


"لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها وطلما ربنا حطك في المكان ده يبقى إنتِ هتقدري تكملي وبعدين أنا معاكِ وجنبك... يعني اللي متقدريش عليه هعمله أنا"


روعه باستهزاء:

"هتقدر تحمل وتولد يعني!!"


قال بابتسامة:

"أكيد لأ بس هقدر أشيل عنك الأولاد وأساعدك في شغل البيت... صدقيني كل حاجه هتعدي ولو حبيتِ اللي بتعمليه واحتسبتي أجره عند ربنا هتحسي بلذته وهتستمتعي وإنتِ في عز تعبك"


"بالله عليك بلاش كلام إنشا... ومن الأخر أنا عايزه أتطلق خلينا نصلح الغلطه دي"


يصلها عبيده من فوق لتحت وقال بنبرة استخفاف:

"غلطه!!! طيب تصبحي على خير يا مدام روعه ادخلي يا ماما من البرد"


ودخل وسابها، نفخت روعه بضيق وقالت: 

"والله بارد!"


وبعدين ابتسمت وهي بتفتكر كلامه وقالت بهمس:

"بس باين كده إن أنا بحب البرود... والدليل إني واقفه في التلج ده!!"


دخلت لأوضتها وهي مازلت مبتسمه فحتى لو كانت مش متقبله طبيعة حياتها اللي فجأة لقت نفسها فيها فهي مستمتعه بحركات عبيده ونظراته ومحاولاته الدائمة لجذب انتباهها وجلب رضاها..

بقلم آيه السيد شاكر

استغفروا ❤️


              ★★★★

في عصر اليوم التالي 


"منك لله  يا شهد على الضغطه اللي إحنا فيها الخطوبه كمان أربع أيام وبقالي أسبوع اتحايل عليكِ نشتري الفستان كل يوم تقوليلي بكره! ابقي البسي عباية بقا الجو هيفضل كده تلت أيام يا بومه"


كان صوت أمي المضايقه مني، بصيتلها بابتسامه كنت قاعده على مكتبي وهي بتلف فئ أرجاء الشقة..


 ورجعت بصيت لدفتري وكتبت:

الجو النهارده بيدفع للنوم والخمول والكسل السماء وهي بتمطر بتثير جوه قلبي مشاعر البكاء...


زي ما المطر خير فالبكاء كمان خير والحمد لله على نعمة الدموع تحس وإنت بتدمع بتغسل قلبك من الحزن واحده واحده ويا سلام لو بكيت من خشية الله لذة ميحسش بنشوتها إلا اللي جربها....


"منك لله يا شهــــد"

 سيبت القلم من إيدي وبصيت لوالدتي اللي واقفه شايطه من تصرفاتي وقلت ببرود:

"بسيطه بسيطه هتتحل ان شاء الله قولي يارب يا ماما وربنا هيفرجها"


ضغطت أمي على أسنانها وهي بتقول:

"أنا مش عارفه إيه البرود ده!! ربنا يصبره عليكِ"


ابتسمت وكأنها بتمدحني وفتحت دفتري وكتبت:

أعمل إيه دي طبيعتي أنا طول عمري كده بحب الزنقه يعني مثلًا أجيب لبس العيد ليلة العيد، وأزاكر ليلة الإمتحان، وألبس قبل الميعاد بدقيقه وأنا بجري زي الهبـ.له يمكن لأني بحب الأكشن وبعمل روح حلوه وتحدي لحياتي...


 مقولة ‹لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد› ممحيه من قاموسي...


"يا بنتي إلبسي حرام عليكِ اتأخرنا"


قفلت المفكره وقلت بنفس البرود:

"هو مش شادي قال هيجي ياخدنا الساعه ٤"


قالت أمي بصراخ:

"يا بت الساعه ٤ إلا ربع ارحميني هنوقف الراجل تحت!"


مضغت اللبانه اللي في بوقي وعملت بلونه وقلت ببرود:

"لسه باقي عشر دقائق هلبس لما تيجي ٤ إلا خمسه"


خبطت أمي الجدار جنبها عشان تفرغ شحنتة غضبها بدل ما تيجي تضـ.ربني وقالت:

"إلهمني الصبر يارب.."


"يارب يا ست الكل"


ابتسمت لما الموبايل رن برقم شادي ورديت بنعومة:

"السلام عليكم"


"عليكم السلام ورحمه الله وبركاته... أنا قدام البيت أهوه خلصتوا ولا لسه!!"


وقفت بسرعه وقلت:

"بص الموضوع ده لازم يفضل سر بينا لحد ما ألبس دا لو عايز الخطوبه تتم من غير ما العروسه يكون فيها إصابات"


ضحك وقال: 

"طيب يلا البسي أنا معايا عربية واحد صاحبي وهقعد فيها شويه لما تخلصي رني عليا"


"تمام"


قعدت أجري في البيت وأنا بكوي هدومي وبلبس وبقول لأمي:

"يلا يا ماما شادي قدامه دقيقتين ويبقا تحت"


بصت أمي من البلكونه وقالت بسخرية:

"قصدك شادي تحت يا روح أمك"


        ★★★★


يا بابا والله حضرتك فاهم الموضوع غلط أنا كنت في الموضوع من البدايه وشوفت بعنيا المحادثات المتفبركه وأنا اللي حذفتهم"


قالها رحيم وهو بيشرح لوالده اللي حصل للمره اللي مش عارف عددها لكن والده قافل أذنه، بص الأب لـ روعه اللي قاعده جنب عبيده إللي تعب من التبرير والتوضيح فقال الأب:

"طيب أنا هصدقكوا والمحادثات مفبركه... الصوره اللي كانت معاها جابتها منين!"


بص رحيم لولدته وهو بيقول:

"صورة إيه؟!"


بص عبيده لـ روعه وقال:

"أنا برده مش عارف لحد دلوقتي روعه جابت الصوره دي منين؟!"


روعه باقتضاب:

"والله لقيتها في الشارع"


الأم بتبرير:

"فعلًا يا حاج الصوره دي روعه لقيتها في الشارع وحطتها في شنطتها و..."


قاطعها ضحكات الأب الساخرة وهو بيقول:

"الكلام اللي بتقنعوني بيه ده ميدخلش دماغ عيل صغير"


رفع عبيده ايديه الاتنين لفوق وقال:

"والله عندك حق يا عمي"


كمل عبيده بجدية:

"والله يا عمي عارف إني غلطت بس والله العظيم أنا لحد دلوقتي مش مستوعب أنا عملت كده إزاي بس هو ده اللي جه على لساني وقتها"


بص رحيم لوالده وقال برجاء:

"خلاص بقا يا بابا بالله عليك سامحهم"


الأب بزهق:

"يعني انتوا عاوزين مني ايه دلوقتي ما هي اتجوزت واللي حصل حصل!!"


قامت روعه ومسكت إيد باباها وقالت:

"عاوزاك تسامحني يا بابا أنا بجد مقدرش على زعلك ومستعده أعمل أي حاجه تقولها لو عايزني أتطلق هتطلق"


شهق عبيده وقال:

"تتطلقي مين يا عنيا هو دخول الحمام زي خروجه!!"


ظهرت على ملامح الأب بعض المرح إللي بيحاول اخفاؤه وقال:

"لأ يا جوز بنتي دخول الحمام مش زي خروجه طبعًا"


ابتسمت الأم لما لاحظت لين الأب واتسعت ابتسامتها لما قال الأب:

"خلاص يا روعه هصدقك حتى لو مش مقتنع مش عشان خاطرك بس عشان الواد ده زهقني وبينطلي في كل حته"


قالها الأب وهو بيشاور على عبيده إللي حمحم وعدل لياقته بغرور وهو بيبص لـ روعه 


كمل الأب بابتسامه وهو بيبدل نظره بينهم وقال:

"وكمان أنا سألت على الشيخ عبيده وكل الشارع شهد بأخلاقه عشان كده أنا هتغاضى عن كل حاجه حصلت"


قام عبيده وحضن والد روعه وهو بيقول:

"طب والله لأبوسك"


ضحكوا وابتسمت روعه بضياع وهي في رعشه جواها لأن خلاص مفيش مجال إنها تبعد عن عبيده! 


روعه كان قلبها مقبوض وقلقانه ومرتبكه ومرعوبه عمرها ما تخيلت إنها تتجوز بالسرعه دي وخلاص كلها أربع أيام ويتقفل عليها بيت مع عبيده إللي مصمم يتجوز يوم خطوبة شهد...


حضنت روعه والدها وهي بتبتسم بهدوء لكن جواها دوشه كتير...

 لما شافت الفرحه في وجوههم كلهم سكتت ورضيت بالأمر الواقع مكنتش عارفه ليه عبيده مستعجل أوي كده وكأنه بيعاندها ولا يكون خايف تطير مثلًا وميلحقهاش...


خرجت مع عبيده عشان تشتري فستان ومامتها وباباها ورحيم بيجهزوا دعوات زفافها بفرحه وهي لسه مش مدركه إيه اللي بيحصل!!!...

           ★★★★

"معلش لو معطلاكوا كنت عايزه أقولكوا حاجه... أأ... منه بنتي كانت بتعيط كتير وبتصرخ لوحدها بالليل فأخدتها لـ شيخ وقالي إنها مسحوره.."


ابتسمت بسخرية وقلت:

"حضرتك« منه » مش محتاجه شيخ دي محتاجه دكتور نفسي يعالجها"


لكزتني أمي في ذراعي وقالت بتلعثم:

"لا... أأ... ألف سلامه عليها يا أم منه ربنا يشفيهالك"


بصتلي أم منه وقالت بتبرير:

"أنا بس عايزه أوضحلك يا شهد إنها مبتبقاش في وعيها وهي بتعمل كده دي بتحبكوا أوي ونفسها ترجعوا أصحاب بس مرات أبوها منها لله عاملالها سحر عشان الناس تكرهها"


قلت بسخرية:

"أنا أعرف إن اللي معموله سحر ده بيتأذي مش بيأذي"


وعشان أمي تنهي الحوار شاورت على عربية شادي وقالت:

"معلش يا أم منه مستعجلين... أصل شادي مستنينا من بدري ونتكلم بعدين أن شاء الله"


سحبتني أمي من إيدي وركبنا مع شادي اللي سمع كل الحوار وكان بيبتسم، سلم على ماما وقال من دون ما يبصلي:

"إزيك يا عروسه"


قلت بابتسامه:

"الحمد لله"


شغل العربيه وقال بمرح:

"انطلقوا الشهاده بقا عشان أنا مبعرفش أسوق"


شرقت فجاه وسعلت، فقال بضحك:

"متخافيش يا شهد روقي كده والله بعرف أسوق"

بقلم آيه شاكر

لا حول ولا قوة الا بالله ❤️

                    ★★★★

وبعد لفت كتير اشترينا فستان ليا وفستان لـ «روعه» ودخلنا كافيه نريح من اللف، لفت نظري «منه» اللي قاعده على طاولة مجاورة قصاد «آدم» خطيب «سما» لكن تجاهلت الموضوع حتى محاولتش أقول لـ «روعه»...

استأذنت والدتي وقامت تروح الحمام فقعد شادي على الكرسي اللي جنبي عشان يسألني لو محتاجه حاجه تانيه ومكسوفه أطلب!

                 ★★★★

"شايفك متضايقه؟!"


بصت «منه» على روعه اللي قاعد جنب عبيده وشهد اللي قاعده جنب شادي وبيضحكوا...


 شاورت عليهم وقالت بحزن:

" أصل إنت متعرفش الاتنين دول آذوني إزاي دول كانوا أقرب اصحاب ليا ولكن طعـ.نوني في ظهري وكانوا السبب في فسخ خطوبتي"


آدم بحسرة:

"الناس بقت نفوسها مريضه مع إنهم باين عليهم محترمين!"


"لا خالص مش شايف قاعدين مع شباب! دول كل يوم مع إتنين شكل... بس بقا أنت مش بحب أتكلم عن حد يلا نغير المكان ده!"


قالت جملتها الأخيره ووقفت وخرجوا من الكافيه...


«منه» كانت ماشيه جواه وبتغلي من شدة الحقد، لكنها عايشه دور الضحيه ومصدقه نفسها، فقال آدم:

"خلاص سيبك منهم متزعليش نفسك بقا؟"


" خلينا ندخل في الموضوع اللي اتقابلنا عشانه... عايزه أقولك إن سما مظلومه"


"لو سمحتِ يا منه أنا مش قابل أتكلم في الموضوع ده! دا المحادثات كلها معايا أنا اتصدمت فيها" 


"بس إنت لازم تسمعها وتخليها تدافع عن نفسها... عشان خاطري أنا وعدتها إني هصلح بينكم"


"انا مقدر إن إنتِ عايزه تساعدي صاحبتك بس إنتِ متخيله إنها بتكلم شاب غيري وبعتاله صورها كمان يعني بتخوني قبل ما نتجوز أومال لما نتجوز بقا"


"كلنا بنغلط ولازم تديها فرصه تانيه دا انتوا قصة حبكم مشهوره جدًا مينفعش تنتهي كده"


سكت آدم فقالت منه باستعطاف:

"عشان خاطري يا أستاذ آدم إديها فرصه واحده"


"إنتِ طيبه أوي يا منه وعشان خاطرك هديها فرصه بس بشرط"


"إيه هو؟"


"تقبلي نبقى أصحاب"


ابتسم منه بخبث وانتصار وقالت:

"أكيد أقبل..."

                      ★★★★★

ولما رجعنا البيت الدنيا كانت بتمطر أمي جريت ودخلت البيت وأنا كمان وشادي مشي، وإحنا طالعين على السلم همس عبيده لـ روعه:

"روعه مش بتحبي المطر"


"بحبه"


"طيب تعالي ورايا" 


قلت:

"انتوا رايحين فين"


عبيده:

"ادخلي إنتِ يا فراشه"


طلعوا الاتنين فوق السطح، ودخلت أنا الشقه وأنا بتخيل هيعملوا إيه!!...

                      ******

"الله بجد... حلو أوي"


قالتها روعه وهي رافعه رأسها ومبتسمة والمطر بينزل على وجهها قال عبيده:

"أنا بحب كده أوي لازم على الأقل أعملها مره كل سنه"

بصيتله روعه بابتسامة فبص عبيده للسما وقال:

"اللهم بارك لي في زوجتي واحميها واجعلني قرة عينها وتجعلها قرة عيني"


بصيتله روعه بإعجاب وقالت بهمس:

"اللهم آمين "


          ********

وبعد فتره دخلوا الشقه وهدومهم مبلوله وأنا كنت متخيله إنه حضنها أو مسك إيديها أو مش عارفه لكن لما حكيتلي روعه استغربت جدًا عبيده أخويا محترم أوي!!

 

روعه كان أخر ليلة ليها وهترجع بكره بيت أهلها لحد الفرح وكنت زعلانه جدًا

بقلم آيه شاكر 

                      ★★★★

في اليوم التالي

"يا بنتي خدي إلبسي ده والله بيدفي البسيه لحد ما تيجي ماشيه"


أخذت روعه الروب الشتوي مني ولبسته ولبست القبعة الخاصه به على رأسها، وهي بتقول:

"أمري لله بصراحه الجو تلج"


بصيت للشنطه بتاعتها اللي مجمعه فيها حاجاتها وقلت بحزن:

"أنا زعلانه أوي إن إنتِ هتمشي النهارده أنا اتعودت على وجودك"


روعه بضيق:

"كلها كام يوم وجيالك يختي... أنا بجد مضايقه من أخوكي ده معرفش مستعجل ليه كده!! أنا مش مستعده خالص"


"ولا هتستعدي أصلًا بالأفكار اللي في دماغك دي"


عطست روعه ووقفت وهي بتقول بصوت مكتوم من البرد:

"أنا قايمه أعمل قهوه باللبن تروق عليا أعملك معايا؟!"


قلت بضحكات مستفزة:

"موتشكره يا جارية عبيدة"


"والله العظيم بارده زي أخوكي بالظبط"


قالت كده ودخلت المطبخ، فقومت وراها وأنا بقول:

"اللي يسمعك بتقولي كده ميشوفكيش امبارح وإنتِ ضحكتك من الودن دي للودن وإنتِ داخله الشقه مبلوله من المطره"


عطست روعه فقلت بضحك:

"يرحمكم الله يا حبيبتي... اعطسي يختي اعطسي عشان تبطلي مُحن"


سيبتها من غير ما أشوف تعبير وجهها ودخلت الحمام وأنا ببتسم لأنهم لايقين على بعض جدًا...

              ***** 

وقفت روعه تبتسم لما افتكرت ليلة البارحه ولما عطست مسحت أنفها بالمنديل الورقي وهي بتقول بصوت مكتوم من البرد:

"منه له اللي كان السبب في اللي أنا فيه"


بدأت تحضر القهوة باللبن 


على جانب تاني دخل عبيده للبيت وهو بيمشي على طراكيف صوابعه ولما شاف «روعه» في المطبخ كانت واقفه مدياله ظهرها ولابسه ثياب شهد فافتكرها أخته قرب منها براحه وسند ذقنه على كتفها من الخلف وهو حاضنها وبيقول بخفوت:

"بتعملي إيه يا فراشه؟!"


قبلها من رأسها من الخلف وبدأ يتلمس خصرها وهو بيقول:

"إنتِ خسيتِ يا بت وهتفضحينا كُلي شويه الواد شادي هيقول مجوعينك!"


« روعه» غمضت عينها وهو فضل حاضنها شويه وبيبص على اللي بتعمله، قال:

"اعمليلي معاكِ من اللي إنتِ بتعمليه عشان ريحته حلوه بس مش أحلى من ريحتك طبعًا"


ضغطت روعه شفايفها عشان متصرخش، وبلعت ريقها بارتباك وكانت لسه هتبصله أو هتبعد عنه لكنه سابها وهو مبتسم وبيقول:

"إنتِ حاطه من البرڤن بتاعي يا بت خلي بالك هدفعك حساب الرشه دي!!"


اختفت إبتسامته وعلا وجهه الصدمة لما بص ناحية باب المطبخ وشاف والدته واقفه جنب شهد وبيبصوله....


#يتبع

تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 


متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا


الرواية كامله من هناااااااااا



تعليقات

التنقل السريع