رواية العرافة العجوز الفصل 11-12-13-14-15بقلم عادل عبدالله كامله
رواية العرافة العجوز الفصل 11-12-13-14-15بقلم عادل عبدالله كامله
الحلقة الحادية عشر
وبعد دقائق دخلت تغريد بجواره ثم نادته بصوت منخفض : فريد ، يا فريد أنت لسه صاحي ولا نمت ؟؟؟
فريد : نعم ؟؟؟
تغريد : كنت عايزة أسألك مامتك عاملة أيه دلوقتي ؟
فريد : ملكيش دعوة ، ممكن تسبيني أنام ؟؟
تغريد : يعني أنا غلطانة أني كنت عايزة أطمن علي حماتي ؟؟
فريد : اه غلطانة ، ممكن تسبيني أنام بقي بعد أذنك ؟؟
تغريد : أنت هتنام من دلوقتي ؟؟
فريد : أيوه .
تغريد : ماشي يا فريد ، نام ، بس قولي الأول هي سمية كانت تحت ولا لأ ؟؟
فريد : سمية مين ؟؟
تغريد : أنت هتستعبط !! سمية مرات اخوك أسامة .
فريد : بتسألي ليه ؟
تغريد : قولي الأول سمية كانت تحت عند مامتك ولا لا ؟؟
فريد : ملكيش دعوة وسبيني أنام من فضلك .
تغريد : يبقي أكيد الهانم كانت تحت .
فريد : وأنتي شاغلة نفسك ليه بسمية كانت تحت ولا لأ ؟؟
تغريد : علشان مرات أخوك دي علطول لابسة ضيق ومبتتكسفش وبتتمايص علطول قدام اي حد ، حتي بعد سفر أخوك بردو لبسها خفيف وملزق !! معرفش بتعمل كده لمين ؟؟
فريد : بلاش الكلام ده علشان كده غلط .
تغربد : وهي لبسها وحركاتها دي مش غلط ؟!!
فريد : هي حرة في لبسها هي وجوزها ، عايز اعرف شاغلة نفسك بيها ليه ؟
تغريد : يعني ترضي اني ألبس زيها كده و اظهر قدامهم باللبس ده ؟؟
فريد : لا طبعا .
تغريد : اشمعني هي ؟؟
فريد : هي مش مراتي علشان احكم عليها تلبس ايه ومتلبس ايه .
تغريد : لكنها مرات اخوك اللي مسافر وغايب والمفروض تحفظ غيبته !!
فريد : وأخويا راضي و مش مزعله لبسها كده ، معرفش أنتي مزعلة نفسك ليه ؟!!
تغريد : وأنت ليه يا فريد مش زي اخوك ؟؟
فريد : زي أخويا ازاي ؟؟
تغريد : يعني مش بيغير عليها وبيسيبها تعمل كل اللي نفسها فيه .
فريد : وانا كنت منعتك تعملي اللي نفسك فيه ؟! وأقربها النهاردة مرضتيش تنزلي تغسلي طبقين لأمي وسيبتك برحتك !!
تغريد : متغيرش الموضوع يا فريد .
فريد : طيب ممكن تبطلي كلام فارغ و تسبيني أنام بقي ؟
تغريد : أنا كلامي مش فارغ وعايزاك ترد عليا سمية كانت تحت ولا لأ ؟
فريد : مكنتش تحت ، ارتحتي ؟ ممكن بقي تسبيني انام علشان تعبان وعايز انام شوية ؟!
تغريد : تعبان من أيه ؟؟
نظر اليها فريد نظرة أستنكار لسؤالها ثم أدار لها ظهره و نام .
ظلت تغريد مستيقظة يصارع النوم أفكار الغيرة التي تملأ قلبها !!
فمنذ أن رأت سمية في اول لقاء و الغيرة تسيطر علي مشاعرها تجاهها .
وتذكرت ضحكاتها وبهجتها التي تملأ وجهها وتملأ قلوب كل المحيطين بها وهي متأكدة من أنها تستطيع أن تجذب اليها الجميع بمنتهي السهولة واليسر ودون أدني مقاومة .
وتذكرت بداية حياتها في هذا المنزل وكم كانت سمية تتبادل الضحكات والقفشات مع فريد وشعرت بالغيرة منها وبدات الظنون تتغلغل الي قلبها !!
وظلت تغريد تصارع مشاعر الغيرة وأغمضت عينيها وفجأة .......
مشهد اخر
فريد عند والدته يريد ان يقوم علي خدمتها ويقضي لها طلباتها بينما سمية تجلس بجوار والدته وتعطيها الدواء ...
فريد "مخاطبا والدته " : اؤمريني يا ست الحبايب ، انا جاي علشان أعملك كل طلباتك .
أم فريد : وهي المحروسة مراتك منزلتش ليه تشوفني عايزة ايه زي مرتات اخواتك ؟؟ ولا البرنسيسة بتاعتك مش عايزة تخدمني ؟؟ يعني لو امها اللي اتكسرت مش كانت سابتك وراحت قعدت تخدمها لحد ما خفت وقامت علي رجليها !!!
فريد : معلش يا ماما اصل تغريد تعبانة ، وأنا جاي اعملك كل حاجة ، اؤمري بس أنتي وأنا أنفذ يا ست الحبايب .
سمية : لا يا فريد ميصحش تعمل حاجة وأنا موجودة ، انت أقعد جنب مامتك وأنا هعملك القهوة بتاعتك وهقوم بطلبات البيت كله .
أم فريد : ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي ، دا انتي يا سمية الوحيدة اللي بعتبرها بنتي وأغلي من بنتي كمان .
فريد : متشكر اوي يا سمية ، كفاية تعبك مع ماما وانا مش موجود ، " ثم يوجه كلامه لوالدته " معلش يا ماما هسيبك شوية و هدخل المطبخ وهغسل الأطباق والكوبايات وهعملك الأكل اللي بتحبيه .
أم فريد : لا يا حبيبي سيبهم ، سمية مرات أخوك هتقوم باللازم .
فريد : والله ما حد هيغسل الحاجة دي الا انا .
أم فريد : يعني لازم تحلف يا بني ؟!!! مادام حلفت روح اغسل الكوبابة اللي شربت فيها الشاي وبس علشان اليمين اللي حلفته وتعالي علشان عايزة اتكلم معاك شوية .
فريد : حاضر يا ماما .
أم فريد : يا ريتني كنت بقدر اقف علي رجلي ، لكن زي ما انت شايفني مبقدرش أتحرك من مكاني .
سمية : خليكي انتي يا ماما مرتاحة وأنا هقوم أساعد فريد وأعملك أحلي اكل انتي بتحبيه .
دخل فريد المطبخ وخلفه سميه التي كانت ترتدي ملابسها الخفيفة الضيقة المعتادة وضحكاتها تسبقها الي هناك !!! ثم ظهرت تغريد فجأة ودخلت ورأتهم يقفون وحدهم في المطبخ ......
أستيقظت تغريد وهي تقول " الحمد لله طلع حلم ، الحمد لله أنه حلم " .
أعتدلت تغريد ثم أيقظت زوجها لتناول السحور سويا .
تغريد : فريد ،،، قوم يا فريد ، قوم يا حبيبي باقي علي الفجر نص ساعة !!
استيقظ فريد من نومه ثم قام من فراشه ودخل الحمام ثم جلس علي السفرة في صمت تام ودون اي كلمة ، بينما تعد تغريد طعام السحور .
وتناول فريد السحور في صمت ، بينما تملأ ملامحه علامات الحزن والغضب !!
تجلس تغريد ترقبه بعينيها وتلاحظ عليه الصمت " وتعرف أن سبب صمته غضبه منها " فتبادله الصمت بصمت في عناد !!
بعد أيام اتصل أسامة بفريد .....
أسامة : عامل ايه ياض يا فريد ؟ واحشني أوي بجد .
فريد : الحمد لله تمام ، أنت نازل مصر أمتي ؟؟
أسامة : نازل بعد ٣ أيام ، قول لامك بقي علشان بتصل بيها تليفونها مقفول .
فريد : حاضر هقولها ، المهم تجيب لي حاجة حلوة وانت جاي .
أسامة " يضحك " : هو فيه أحلي من اخوك ياض !! أنا بنفسي جاي لكم .
فريد : حبيبي يا أوس أوس ، تيجي بالسلامة ان شاء الله .
عاد فريد من عمله ودخل شقة والدته وكان شريف وزوجته هند معها ...
فريد : مساء الخير يا ست الكل عاملة ايه النهاردة ؟
الأم : بخير يا ابني الحمد لله .
فريد : عندي ليكي خبر حلو .
الأم : خير ؟
فريد : أسامة كلمني وقالي أنه راجع بعد ٣ أيام .
فريد : الحمد لله ، والله واحشني الواد أسامة والحمد لله هنتلم ونفطر مع بعض كام يوم في رمضان قبل العيد .
شريف : والله وحشني أوي الواد أسامة ونفسي أشوفه النهاردة قبل بكره .
فريد : يومين يا شريف ونتجمع كلنا بأذن الله ، المهم طمني عملت الأشعة والتحاليل اللي الدكتور قالك عليها ؟؟
شريف : أيوه عملتها النهاردة الصبح .
فريد : وهتروح للدكتور أمتي ؟
شريف : بعد العيد .
فريد : وليه التأخير ؟ أحنا نروحله بعد الفطار علشان يطمنا .
شريف : اتصلت النهاردة بالعيادة و عرفت أن الدكتور في أجازة الأيام دي وهيرجع للعيادة بعد العيد .
فريد : ياااه ، لسه هنستني بعد العيد ؟ وأخبار الصداع ايه دلوقتي ؟
شريف : لسه بيجي لكن لما باخد المسكنات اللي كتبها الدكتور ببقي كويس .
هند : أنا قولتله نروح لدكتور تاني لكنه مصمم علي الدكتور ده !!
شريف : مش فارقة كتير ، كلها كام يوم ، اللي خلاني اتحملت كل الفترة اللي فاتت اتحمل الكام يوم لبعد العيد .
صعد فريد الي شقته وبمجرد دخوله قالت له تغريد : حمدلله ع السلامة يا حبيبي .
نظر لها فريد " ومازال غاضبا " : الله يسلمك .
دخل فريد غرفة النوم ليبدل ملابسه فجاءت خلفه تغريد وقالت : هتفطر معايا النهاردة ؟
فريد : لأ ، هنزل أفطر مع أمي .
تغريد : طيب علشان خاطري تفطر معايا النهاردة .
فريد : وأنا هعملك خاطر ليه اذا كنتي أنتي مش بتعمليلي خاطر ؟!!
تغريد : كل الزعل ده علشان مش نزلت عند مامتك ؟!!
فريد : أيوه طبعا ، المفروض البني ادم بيبان وقت الأزمات ، ولما حصلت عندنا أزمة وأمي رجلها اتكسرت بدل ما تقفي جنبنا قولتيلي أنا مش خدامة لأمك .
تغريد : طيب خلاص معلش أنا أسفة .
فريد : وأنا هعمل بايه بأسفك ده ، خلاص الموضوع خلص وكل واحد حر .
تغريد : طيب خلاص بقي أنا أسفة ، أنا هنزل معاك النهاردة أفطر معاكو .
فريد : بجد ؟؟
تغريد : أيوه ، وهعمل كمان مفاجأة هتعجبك أوي .
فريد : مفاجأة ايه ؟
تغريد : لأ ، خليها بعد الفطار .
فريد " يضحك " : يا خوفي من مفاجأتك .
وقبل أذان المغرب بنصف الساعة نزل فريد وتغريد عند والدته ، دخلت تغريد وسلمت علي والدته ثم سألت عن هند وسمية وعرفت أن هند في المطبخ تقوم بتجهيز طعام الافطار .
قامت تغريد علي غير عادتها ودخلت المطبخ وبدأت تساعد هند .
تعجب فريد ووالدته التي سألته " بضحك " : هيه تغريد مراتك خفت من التعب ولا ايه ؟
ضحك فريد : أيوه الحمد لله .
أم فريد : ربنا يهدي .
جاء شريف وبعد أذان المغرب جلس الجميع وتناولوا الأفطار جميعا .
وبعد الأفطار ....
تغريد : بعد أذنكم يا جماعة دقيقتين وارجعلكو .
فريد : رايحة فين ؟
تغريد : ثواني وأرجع يا حبيبي .
صعدت تغريد شقتها وبعد دقيقتين عادت ومعها حلويات " الكنافة والقطائف " !!!
تعجب الجميع بما فيهم فريد نفسه وسألها : جيبتيها منين دي ؟؟
تغريد : أنا اللي عملتها بايديا ، دوقوها وقولو رأيكو .
تعجب الجميع من طعم ومذاق الحلويات فكانت لذيذة جدا !!!
فريد " بتعجب " : أنتي فعلا اللي عملتيها ؟؟
تغريد : أيوه ، انت مستغرب ليه ؟ أنا بعرف أعمل حلويات من زمان .
ضحك فريد : وكنتي مخبية الحاجات الحلوة دي ليه !!
بعد تناول الحلويات دخلت تغريد سريعا الي المطبخ وبدأت في غسيل الصحون وتنظيف المطبخ بعد الأفطار !!
كان هذا تغير كبير في سلوك تغريد تجاه أهل زوجها لاحظه الجميع وتعجبوا من التغير الواضح الغريب !!! ولكن شعر فريد بفرحة كبيرة نتيجة أفعال تغريد الغير معتادة .
وبعد حوالي ساعة كانت تغريد بمساعدة هند وسمية قد انتهوا من اعمال المطبخ وعادوا ليجلسوا مع الأم وفريد وشريف .
أستأذن فريد منهم وقال : بعد أذنكم انا هنزل أصلي العشا والتراويح .
تغريد : أستني خدني معاك عايزة أصلي التراويح .
فريد : أول مرة تقوليلي خدني معاك !!
تغريد : أصل أنا متعودتش علي صلاة التراويح لكن نفسي أصليها .
فريد : طيب يلا تعالي معايا .
وبعد عودتهم من صلاة التراويح قال لها : اطلعي انتي يا حبيبتي وأنا ربع ساعة واطلع وراكي .
تغريد : رايح فين ؟
فريد : لما ارجع هقولك .
صعدت تغريد الي شقتها بينما ذهب فريد وأشتري لها هدية .
بمجرد صعود فريد قال لها : غمضي عينيكي يا حبيبتي .
ثم قال لها : فتحي عينيكي .
أعطاها فريد الهدية والتي فرحت بها جدا وتعلقت في رقبته في فرحة كبيرة ثم سألته : مناسبتها ايه الهدية دي يا حبيبي ؟
فريد : من غير مناسبة .
تغريد : لأ ، اكيد فيه مناسبة !!
فريد : الصراحة فرحان بيكي علشان التغير اللي عملتيه النهاردة وكان لازم زي ما فرحتيني اعمل حاجة تفرحك .
تغريد : يا دودي اللي يفرحني وجودك جنبي وأنك تكون مبسوط وسعيد .
فريد : ربنا يخليكي ليا يا توتا ويارب تفضلي كده علطول .
بعد أيام في المطار .....
يقف فريد وشريف في انتظار اخاهم أسامة .
وبمجرد رؤيته يجري عليه أخوته ويستقبلوه بالأشواق الحارة .
أسامة : وحشتوني اوي اوي ، اومال أمي مجتش معاكو ليه ؟
شريف : بصراحة أمك رجلها في الجبس .
أسامة : بتقول ايه !!! أمي !!!! من أمتي ؟
شريف : من أكتر من ١٠ ايام .
أسامة : وليه خبيت عليا يا فريد ومقولتليش ؟؟
فريد : محبتش اقلقك وقولت انك كلها كام يوم وتيجي بالسلامة وتطمن عليها بنفسك بدل ما تفضل قلقان .
اسامة : وسمية ومصطفي مجوش معاكو ليه ؟
فريد : سمية كانت عايزة تيجي معانا لكن قولنالها ان مش هتفرق كتير خصوصا أن المسافة من المطار للبيت اقل من ساعة وقولنلها تقعد تجهزلك الاكل اللي بتحبه علي الفطار احسن ما تضيع اليوم كله هنا في المطار .
أسامة : طيب يلا بينا علشان امي وهما وحشوني اوي .
عاد الجميع الي المنزل واستقبله الجميع بالأشواق الحارة .
وتجمعت العائلة جميعا علي مائدة الأفطار في بهجة وسعادة ، وبعد الأفطار انصرف الجميع الي شققهم .
وبعد يومين لاحظ فريد ملامح الحزن تكسو وجه تغريد !!!
فريد : مالك يا توتا ؟ شكلك حزينة أو متضايقة من حاجة !!!
تغريد : لأ ، مفيش حاجة .
فريد : لا لا ، أكيد فيه حاجة .
تغريد : أخوك أسامة .
فريد : ماله ؟
تغريد : شوفت الهدايا اللي جابها معاه من السفر ؟
فريد : أيوه ، مالها ؟
تغريد : جايب هدايا وحاجات كتير أوي .
فريد : وفيها ايه ؟ الراجل متغرب وراجع من الغربة وعايز يحس بالسعادة ويسعد كل اللي حواليه ، أنتي زعلانه ليه بقي ؟
تغريد : فريد قول لأخوك يشوفلك شغل معاه ، سافر سنتين أو تلاته بالكتير هترجع معاك فلوس تأمن مستقبلنا .
فريد : ومين قالك أني عايز أسافر ؟
تغريد : بعني عايز تفضل قاعد هنا جنبي ونفضل حالتنا كده عايشين بالعافية ؟!!
فريد : ايه اللي بتقوليه ده ؟!! أنتي شايفاني عاطل ومبشتغلش ؟!!
تغريد : بتشتغل لكن شوف اخوك لما سافر راجع ومعاه الخير أزاي !! ليه مش عايز تعمل زيه ؟؟
فريد : أنا مبحبش السفر وبعدين لما ينقصك حاجة أبقي اتكلمي .
تغريد : ناقصنا حاجات كتير يا حبيبي ، ناقصنا حاجات كتير أوي .
فريد : لأ ، أحنا مش ناقصنا حاجة ، ولو بتفكري تضغطي عليا علشان أسافر ريحي نفسك أنا مش هسافر .
انتهت أجازة أسامة سريعا بعدما قضي معهم الأيام الأخيرة في رمضان وأيام العيد ، وحان موعد سفره وعودته لعمله في الخارج .
وبعدما لملم أسامة حقيبة ملابسه دخل عند والدته ليودعها قبل سفره .
كانت دموع الأم تملأ وجهها بينما أسامة يقبل يدها ويقول لها : خلاص بقي يا ست الكل علشان خاطري بطلي دموع ، عايز أشوفك بتضحكي ومبسوطة قبل ما أسافر .
الأم : غصب عني يا حبيبي ، مش عايزاك تسافر وتبعد تاني عني .
أسامة : كلها كام شهر وأنزلكو أجازة تاني .
الأم : يا ابني متسافرش ، رزق هنا رزق هناك ، عايزاك تفضل مع مراتك وابنك قدام عيني .
سمية " بدموع " : ما بلاش تسافر يا أسامة وأسمع كلام ماما وأقعد معانا .
أسامة : مينفعش يا جماعة ، أنا لسه ليا فلوس هناك ولو مسافرتش ممكن ماخدهاش .
الأم : في داهية الفلوس ، المهم أنت .
أسامة : يا ماما أنا زي الفل الحمد لله ، وكلها كام شهر وأرجعلكوا ، وبأذن الله دي الأجازة الأولي والأخيرة ولما أرجع المرة الجاية مش هسافر تاني .
الأم : قلبي مش مطمن يا ابني وعايزاك تبقي قدام عيني .
أسامة : أطمني يا أمي ، متخافيش عليا ، هو أنتي شايفاني لسه صغير ولا ايه ؟!! كلها كام شهر وارجع أقعد هنا معاكو بس أكون عملت قرشين للزمن .
الأم : يعني مصمم ع السفر يا ابني ؟
أسامة : يا ماما أنا هسافر وكل يوم هتصل بيكي فيديو علشان أفضل قدام عينك علطول وأطمن عليكي وتطمني عليا .
الأم : تروح وترجع بالسلامة يا ابني .
مسح أسامة دموع والدته وقالها : طيب أضحكي بقي علشان أشوف ضحكتك قبل ما أسافر .
ذهب أسامة الي المطار وكان في وداعه زوجته سمية وأخويه فريد وشريف .
وأثناء عودتهم من المطار
فريد : أتصلت يا شريف بعيادة الدكتور علشان تعرف الدكتور هيرجع من أجازته أمتي ؟
شريف : أيوه ، اتصلت البارح وعرفت أنه هيرجع بكره .
فريد : طيب اعمل حسابك نروحله بكره بعد الشغل .
شريف : خلاص متفقين ، وأنا راجع من الشغل هتصل بيك ونتقابل .
فريد : تمام ، بس أوعي تنسي الأشعة والتحاليل .
شريف : متقلقش مش هنسي .
وفي عيادة الطبيب .....
وبمجرد أن رأي الطبيب صورة الأشعة والتحاليل حتي ظهر علي ملامحه الأنقباض ثم قال : يا أستاذ شريف أنت ليه مش أهتميت بتعبك وكشفت علي نفسك في بداية ما حسيت بالمرض؟؟
يتبع
الحلقة الثانية عشر
وفي عيادة الطبيب .....
وبمجرد أن رأي الطبيب صورة الأشعة والتحاليل حتي ظهر علي ملامحه الأنقباض ثم قال : يا أستاذ شريف أنت ليه مش أهتميت بتعبك وكشفت علي نفسك في بداية ما حسيت بالمرض !!!
فريد : خير يا دكتور ؟؟ شريف أخويا ماله ؟؟
الدكتور : الحقيقه مش هقدر اخبي عليكم الاستاذ شريف للاسف عنده ورم في المخ وواضح أنه من فترة طويلة وهوه أهمل في نفسه .
شريف : انت بتقول ايه يا دكتور ؟ انا عندي ورم في المخ ؟!!
لم يستطيع فريد تمالك اعصابه وجلس في مكانه ثم سأله : انت متأكد يا دكتور؟؟
الطبيب : أيوه ، واضح جدا في الأشعة .
شريف : الورم ده خبيث ؟ ولا ورم حميد ؟
الطبيب : لازم ناخد عينة من الورم ونحللها الأول علشان نتأكد ونحدد برنامج العلاج المناسب ، أو لو فيه أمكانية لعملية جراحية .
سمع فريد كلمات الطبيب وهو جالس وفجأة ظهرت أمامه العرافة العجوز وهي تبتسم ، ثم أختفت فجأة !!!
تذكر فريد تلك العرافة العجوز والتي أصبحت تطارده في أحلامه في الفترة الأخيرة ولكن تلك المرة كانت في اليقظة !!!!!
خرج فريد وشريف في صمت و كأن ألسنتهم قد أصيبت بالشلل .
وبعد دقائق من الصمت الرهيب قال فريد : أحنا نروح لدكتور تاني يشوف الأشعة وان شاء الله يكون مفيش حاجة .
شريف : الدكتور ده كويس جدا يا فريد ، وانا كنت حاسس من كلامه المرة اللي فاتت انه كان شاكك وعايز يتأكد .
فريد : ان شاء الله يكون ورم حميد وبعمليه استئصال بسيطة هتخف بأذن الله .
نظر شريف لأخاه ثم قال : ان شاء الله .
فريد : أنا مش عايزك تقلق يا شريف ، أطمن هتتعالج وتخف بأذن الله ، حتي لو أحتجت تسافر بره هنسفرك وتتعالج وتخف .
شريف : المرض ده علاجه غالي اوي سواء أتعالجت هنا أو لو سافرت .
فريد : متشغلش بالك بالفلوس يا شريف ، المهم تخف ، سلامتك بالدنيا ، وانشاء الله هيكون حميد .
شريف : أنا مش عارف أقول لأمي ولهند ولا أخبي عليهم ؟
فريد : بلاش تقولهم دلوقتي أحسن لما تخف ، أنت عارف أمك لوعرفت هتموت من الزعل والخوف عليك .
شريف : وهو أنا هخف يا فريد ؟
فريد : أن شاء الله هتخف بس أنت قول يارب
شريف : يارب .
فريد : أهم حاجة بكره تروح للدكتور ياخد العينة زي ما قالك علشان نبدأ العلاج او نستعد للعمليه لو الحالة أحتاجت .
في اليوم التالي ذهب فريد مع شريف صباحا عند الطبيب وتم عمل عمليه جراحية بسيطة لأخذ عينة من الورم .
خرج شريف بعد العمليه بحوالي ٨ ساعات مربط الرأس فقال له فريد : لما نروح البيت كده أكيد هيسألوك طبعا فلازم هنقولهم أنك عملت عملية .
شريف : أيوه ، لكن هنقولهم أن عندي ورم بالمخ ولا هنقولهم ايه ؟
فريد : أنا شايف أننا لازم نقولهم مفيش مفر .
شريف : طيب خليك معايا وقولهم انت ، أنت بتعرف تتكلم أحسن مني ، مش عايزها تبقي صدمة .
رجع شريف وفريد الي المنزل وبمجرد أن رأته والدته سألته " بشغف " : ايه ده ؟ مال رأسك يا شريف ؟
فريد : روحنا للدكتور وعمل عمليه بسيطة علشان موضوع الصداع اللي بيجيله بأستمرار .
الأم : عمليه في المخ وبتقول بسيطة ؟!!
فريد : دي عمليه أخذ عينة مش أكتر .
الأم : عينة من المخ !!! تبقي مش بسيطة !! أنتوا مخبيين عليا اي ؟؟
شريف : مش مخبيين حاجة يا أمي ، زي ما فريد قالك .
الأم : أنا قلبي متوغوش وحاسة أن فيه حاجة وأنتوا مخبيينها عني .
فريد : وهنخبي عليكي ايه بس يا ست الكل ، متقلقيش أول لما نطمن هنطمنك علطول .
الأم : لو خبيتوا عني حاجة أنا مش هسامحكم أبدا .
شريف : مفيش حاجة يا امي ، أنا هطلع أرتاح يا ماما عشان البنج لسه مأثر عليا .
وبعد حوالي ساعتين دق فريد باب شقة أخاه شريف .
فتحت زوجته هند والدموع تكسو وجهها ففهم فريد أنها عرفت الحالة من شريف !!
فسألها : شريف صاحي ولا نايم ؟
هند : صاحي جوه ، أتفضل .
دخل فريد لأخيه وسأله : عامل ايه دلوقتي يا شريف ؟
شريف : الحمد لله علي كل حال .
فريد : لسه دايخ من البنج ؟
شريف : لأ ، أنا من أول ما خرجت من عند الدكتور والدوخة راحت ، أنا قولت كده لأمك علشان مش عايز أغلط وأتكلم قدامها .
فريد : وقولت لمراتك ليه ؟
دخلت هند وقالت : وأنت عايزه يخبي عليا حاجة زي كده أزاي ؟؟
فريد : كنا مش عايزين نقلقكم ، وكنا هنقولكم كل حاجة لما نطمن الأول ونعرف الحالة بالظبط .
فريد دخل شقته وكان واضح عليه الحزن الشديد !!!
سألته تغريد : مالك يا فريد في ايه ؟؟
فريد : مفيش حاجة .
تغريد : لأ شكلك بيقول أن فيه حاجة كبيرة مزعلاك !!
فريد : شريف أخويا .
تغريد : ماله ؟
فريد : أنا هقولك بس أوعي تقولي لأمي حاجة .
تغريد : حاضر مش هقولها .
فريد : شريف عنده ورم في المخ .
تغريد : بتقول ايه !!!!!!
فريد : زي ما بقولك كده ، والدكتور أخد منه عينة النهاردة علشان يحللها ويعرف اذا كان الورم حميد ولا خبيث .
تغريد : و هند عرفت ؟
فريد : ايوه ، للأسف شريف مبيعرفش يخبي عنها حاجة .
تغريد : ان شاء الله هيكون الورم حميد ويخف ويرجع زي الأول وأحسن .
فريد : يارب ، أنا خايف أوي !!!
تغريد : متخافش أن شاء الله خير . فريد : فاكرة لما قولتيلي عايزاني أسافر ؟ كنت هسافر أزاي بعد ما ابويا مات واخويا مسافر والتاني مريض ؟؟!! هسيب العيلة كلها في الظروف دي أزاي ؟!!
تغريد : أحنا مش في مشكلة السفر دلوقتي ، المهم تطمن علي أخوك الأول .
مرت عدة أيام وفي ليلة بينما فريد وتغريد في نوم عميق يستيقظ فريد علي دقات عالية متسارعة علي باب الشقة !!
يقوم فريد من نومه مهرولا ليجد هند تبكي وتقوله ألحقني يا فريد أخوك شريف !!!
نزل فريد في خطوات قليلة قافذة ودخل لشريف ليفاجئ به جثة هامدة !!!
صعد فربد لشقته وأمسك بهاتفهه واتصل بصديقه الطبيب ولكنه لم يرد عليه !!
نزل فريد بملابس نومه الي الشارع و ذهب لمنزل الطبيب ( وطوال المسافة يتذكر كلمات تلك العرافة العجوز وكلماتها لأمه في طفولتهم وكلامها عن موت شريف بسبب مرض يصيبه بعد زواجه وانجابه !!! ) وصل للطبيب وأيقظه من نومه ورجع معه الي المنزل ليجد جميع الأسرة محاوطين الفراش الذي يرقد عليه شريف !!!
كشف الطبيب عليه ثم قال : البقاء لله يا جماعة .
علت صرخات الأم والزوجة بينما أمتلأت عيون الباقين بالدموع .
جلس فريد في ركن وحده يتذكر ذكرياته مع شريف منذ الطفولة ، وتذكر كلمات العرافة وتسائل في ذهنه " هل موت شريف تصديقا لنبؤتها ام مجرد صدفة ؟؟ وان كان تصديقا لنبؤتها فهل ستصدق باقي النبؤة ؟؟؟ )
وبعد حوالي ساعة قالت الأم : اتصل بأخوك أسامة يا فريد لازم ييجي ويحضر جنازة اخوه .
فريد " باكيا " : يا أمي مش هينفع نأخر الدفن ، أسامة لو عرف وجه مش هيكون قبل دخول الليل يعني هندفن بكره الصبح .
الأم " باكية ": اخوك لازم يكون موجود .
فريد : يا امي اكرام الميت دفنه ، ولو قولنا لأسامة دلوقتي هيكون غلط .
أنتهت اجراءات الدفن وعاد الجميع الي المنزل لتلقي العزاء في الفقيد .
الأم " ودموعها تتساقط " : أنت عملت اللي في دماغك ودفنت أخوك وأخوك التاني مش موجود ، علي الاقل اتصل به ييجي يقف في عزا أخوه .
فريد : حاضر هطلع دلوقتي أتصل به .
صعد فريد شقته ودخل في غرفه وحده وأمسك بهاتفهه وحاول التماسك ثم اتصل بأسامة .....
أسامة : ايه يا فريد اخبارك ايه وكل اللي عندك عاملين ايه ؟
فريد : الحمد لله ، عايز اقولك حاجة وعايزك تمسك أعصابك .
أسامة : خير يا فريد ؟ فيه ايه ؟؟ أمك حصلها حاجة ؟؟
فريد : لأ ، أمك كويسة .
أسامة : أتكلم طيب فيه ايه وقعت قلبي .
فريد : أخوك شريف .
أسامة : ماله ؟
فريد : تعيش أنت .
لم يتمالك أسامة اعصابه وسقط مغشيا عليه ببنما كرر فريد مناداة أخاه : أسامة ، أسامة ،أسامة ..
عرف فريد بأن أسامة اصيب بأغماء نتبجة الصدمة !!!
أغلق فريد المكالمة وجلس والدموع تنهمر علي وجهه .
وبعد قليل جائه اتصال مرة أخري من أسامة : فريد ، رد عليا ، أخوك شريف مات ؟!! طيب أزاي ؟؟
فريد : ايوه مات الله يرحمه النهارده الفجر .
أسامة : أزاي؟؟ أنا لسه سايبه من ايام كان كويس !!!!
فريد : لما روحنا بالأشعة والتحاليل عرفنا أنه عنده ورم في المخ والحالة كانت متاخرة اوي !!!
أسامة : طيب اقفل يا فريد أوعوا تدفنوه كلها كام ساعة وأكون عندكم .
فريد : اكرام الميت دفنه يا أخويا ومكنش ينفع نستناك و نأخر الدفن .
أسامة : يعني ايه ؟ شريف أتدفن ؟
فريد : أيوه ، كان حرام نأجل الدفن الوقت ده كله .
أسامة : طيب أنا جاي النهاردة علشان أخد عزا أخويا وأكون جنبكم ، أنا مش قادر أصدق !! شريف مات !!!!
فريد : تيجي بالسلامة يا أخويا .
أنهي فريد المكالمة ثم خرج لتغريد وقال لها : مش عايزك تسيبي أمي ولا هند الأيام دي لغاية ما يفوقوا من الصدمة .
تغريد : طبعا ، إكيد لازم أفضل جنبهم في المصيبة دي .
فريد : طيب إنا هنزل لأمي دلوقتي وأنتي أدخلي عند هند اقعدي معاها هي والأولاد .
نزل فريد لوالدته وقال لها : أنا أتصلت بأسامة وقولتله وهو جاي علطول مسافة ما يحجز الطيارة .
الأم " باكية " : أنا مش مصدقة ، أكيد أنا في كابوس !! شريف مات !!!! كنت موتت انا وهو يعيش !! ده لسه شباب ومراته وعياله محتاجين له !!!
فريد : وحدي الله يا ماما ، ده قدر ربنا ولازم نرضي به ونقول الحمد لله .
زادت دموع الأم وقالت : الحمد لله ، الحمد لله علي كل شئ ، أنا مش مصدقه أني مش هشوفه تاني !!
فريد : شريف هيفضل معانا في قلبنا وعياله هيفضلوا في حضننا ويفكرونا به .
صمتت الأم قليلا ثم قالت : لما أخوك ييجي النهاردة انا هقوله ميسافرش تاني .
" تذكر فريد كلمات العرافة " ثم قال : عندك حق يا ماما ، أسامة لازم يفضل جنبنا بعد كده .
وفي اليوم التالي عاد أسامة فجرا وما أن دخل المنزل حتي اصيب بنوبة بكاء شديدة .
مرت أيام العزاء الثلاث وفي اليوم الرابع طلبت الأم ابنها أسامة وقالت له : متسافرش تاني يا ابني ، أوعي تسافر ، أنت واخوك فريد دلوقتي ملكوش الا بعض ومش معقول كل واحد فيكم يكون في بلد بعيد عن التاني .
أسامة : لكن يا امي ،،
الأم : من غير لكن ، اللي بقوله هو اللي يتنفذ مفيش سفر تاني .
أسامة : طيب حاضر ، مش هسافر ، المهم دلوقتي اهدي بس علشان صحتك .
الأم :صحتي هتكون كويسة لما تسمعوا كلامي أنت وأخوك فريد .
أسامة : حاضر يا ماما .
مشهد اخر .....
أسامة : أنا مش عارف أعمل ايه مع أمي !!
فريد : من ناحية ايه مش فاهم ؟!!
أسامة : مش عايزاني أسافر تاني !!
فريد : معلش أستحملها ،صدمة موت شريف جامدة أوي عليها ، وكمان هي لها حق يا أسامة ، أحنا خلال سنة واحدة مات بابا وشريف ومش باقي رجالة للعيلة الا انا وانت .
أسامة : لكن أنا لازم أسافر .
فريد : ليه لازم ؟؟؟
أسامة : أنا ليا فلوس هناك ومشارك واحد مصري هناك في تجارة ، يعني مش هعرف أرجع فجأة كده قبل ما أرتب أوضاعي وأخد كل فلوسي .
فريد : يا أسامة الفلوس تتعوض انما وجودنا جنب أمك في الوقت ده ضروري ولازم وميتعوضش .
أسامة : متنساش يا فريد اني كنت مستلف فلوس السفر ولسه مش سددتها كلها ، يعني الفلوس اللي ليا هناك جزء كبير منها دين عليا .
فريد : يعني هتسافر في الظروف دي يا أسامة ؟؟
أسامة : اللي اقدر اعمله دلوقتي أني اقعد معاكم لحد لما أمك تفوق من صدمتها وبعدها أسافر أصفي شغلي وفلوسي هناك وبعدين أرجع .
فريد : وهنعمل ايه مع مرات شريف واولاده ؟
أسامة : مرات شريف هتعيش مع عيالها في ميراث جوزها عادي مفيش تغيير .
مرت الأيام وبدأ الجميع يستوعب الصدمة وبعد مرور حوالي شهر فوجئت الأم بأبنها أسامة يقول لها : عايز أقولك حاجة ومش عايزك تزعلي مني .
الأم : خير يا أسامة ؟ قول .
أسامة : بصراحة أنا لازم أسافر .
الأم : لأ ، أنا قولتلك مفيش سفر تاني .
أسامة : يا أمي أنا ليا فلوس شغل هناك ومبلغ مش صغير .
الأم : في داهية الفلوس ، المهم تفضل جنبي وجنب أخوك ومراتك وابنك .
أسامة : يا ماما أنا لسه مديون بجزء من مصاريف السفر ولازم أسدد الدين ده وباقي الفلوس شقايا وتعبي وأنا وأولادي أولي بالفلوس دي من الغريب .
الأم : ياحبيبي سيبك من الفلوس دي ، وأنا هتصرف وأسدد الدين اللي عليك .
أسامة : لأ ، حرام لما أسيب عرقي وشقايا للغريب ، ولو أنا مرجعتش مش هطول حاجة من الفلوس دي .
الأم : أنا قولتلك متسافرش يا أسامة وده أخر كلام عندي .
أسامة : يا ماما ،،،
الأم : أنا قولت خلاص مش عايزة كلام في الموضوع ده تاني .
مرت الأيام وكانت الأم دائما بصحبة هند وابنائها الصغار وأحتضنتهم وحاولت تعويض غياب شريف .
بينما بدأ فريد ينشغل بعمله ، أما أسامة فكان دائم الاتصال بعمله بالخارج ليؤجل رجوعه ، ويتعلل لهم بمرض والدته نتيجة فقدان اخيه حتي يطيل فترة بقاؤه بجوارها !!
ومر علي وفاة شريف قرابة الشهرين حتي عاود أسامة طلب السفر من والدته ......
يتبع
تفاعلو اكتر
الحلقة الثالثة عشر
ومر علي وفاة شريف قرابة الشهرين حتي عاود أسامة طلب السفر من والدته ......
أسامة : يا أمي أنا أتكلمت معاهم بره علشان يبعتولي الفلوس وفهمت أنهم مش هيبعتولي أي حاجة من الفلوس لو مش رجعتلهم !!
الأم : يعني عايز تسافر يا أسامة ؟؟
أسامة : أيوه يا أمي ، وأوعدك مش هتأخر ، كام شهر بس أظبط أحوالي وأجيب فلوسي وأرجعلك تاني ومش هبعد عنك تاني أبدا .
الأم : لا يا أسامة .
أسامة : يا أمي حرام كده !! أنا معرفش إنتي مصممة ليه كده ؟؟
الأم : علشان مش باقيلي من الدنيا غيرك وغير فريد أخوك .
أسامة : مش هغيب عليكي ، شهرين أو ثلاثة بالكتير وأرجعلك .
الأم : يا ابني أنت متعرفش وجع قلبي علي أخوك أزاي !!! وجودك انت وفريد جنبي هو اللي مهون عليا غياب أخوكم الله يرحمه .
أسامة : ما أنا بقولك شهرين او تلاتة بالكتير وهتلاقيني جنبك هنا ، علشان خاطري يا أمي وعلشان خاطر عيالي .
الأم : طيب يا أسامة سافر يا ابني بس متتأخرش عليا ، شهرين والاقيك راجع يا حبيبي .
قفز أسامة من الفرح وقال لها : ربنا يخليكي ليا يا ست الحبايب ، شهرين تلاتة بالكتير وهرجع وأقعد معاكي وأخليكي تزهقي مني .
حين علم أسامة بموافقة والدته علي سفر أخاه أسامة أنقبض قلبه ثم قال له : خليك يا أسامة وبلاش تسافر .
أسامة : أيه يا عم هو أنا هخلص من كلام أمك تطلعلي انت !!!!!
فريد : معلش يا أسامة أسمع كلامي ولو مرة واحدة .
أسامة : وأنت مش عايزني أسافر ليه ؟
فريد : علشان أحنا دلوقتي مش لنا في الدنيا غير بعض .
أسامة : يا فريد ده هما كام شهر وأرجع ، اللي يسمعك كده يقول أني هسافر ومش راجع تاني !!!
انقبض فريد ووضع يده سريعا علي فم اخيه وقال : أسكت اوعي تقول كده .
أسامة " بتعجب " : مالك يا فريد ؟ أنت مش طبيعي ليه ؟ فيه حاجة أنت مخبيها عليا ؟؟؟
فريد : لأ ، مفيش حاجة ، بس مش عايزك تسافر وخلاص .
أسامة : لأ ، كده أنت مخبي عني حاجة ، وحاجة خطيرة كمان !!! هيه سمية ....
فريد : أنت بتقول ايه ؟!! مراتك أجدع ست في الدنيا .
أسامة : أومال مالك ؟؟ اتكلم قول فيه ايه !!
فريد : هقولك وأمري لله ، فاكر يا أسامة الست العرافة العجوزة اللي شافتلنا الكف وأحنا عيال صغيرين ؟؟
فريد : ياااه !!! وايه اللي فكرك بيها دي دلوقتي ؟؟
فريد : فاكر قالتلنا ايه ؟؟
أسامة : مش فاكر بالظبط قالت ايه ، أهو أي تخريف من اللي بيخرفوه الناس دي .
فريد : لكن أنا فاكر .
أسامة : أنا مش فاهم حاجة !! ايه اللي دخل الست دي في كلامنا دلوقتي؟!!
فريد : الست دي قالت أن شريف بعد ما يتجوز ويخلف هيموت بمرض .
أسامة : ودي فيها ايه ؟؟ قصدك علشان أخوك مات بسبب مرض يبقي كلامها صح ؟؟؟
فريد : الله اعلم ، متنساش انها قالت أنك هتموت غريب في سفر وأني مش هخلف عيال ، وأنا دلوقتي قربت من سنة جواز ومفيش حمل لحد دلوقتي !!
ضحك أسامة : أنت خايف عليا لاموت وأنا مسافر يا فريد ؟؟
فريد : أيوه طبعا لازم أخاف ، لو مش هخاف عليك هخاف علي مين ؟!!
أسامة : متخافش يا خويا ، عمر الشقي بقي ، ومفيش حد بيموت ناقص عمر ، لو عمري خلص هموت وأنا نايم هنا علي السرير .
فريد : بعد الشر عليك يا أخويا ، أنا قصدي ،،،،
أسامة : أنا فهمت قصدك خلاص ، متخافش يا فريد انا هسافر وارجع بأذن الله " ويضحكت " وهفضل عايش علي قلبكم .
ثم ضحك أسامة ضحكة عالية وقال " ضاحكا " : أنا أفتكرت دلوقتي كلام الست دي ، بالأمارة قالت أنك هتتجوز تلاته من بيت واحد يعني قصدها هتتجوز مراتي ومرات شريف الله يرحمه وهتربي عيالنا .
فريد : بعد الشر عليك تعيش وتربي مصطفي وتخاويه وتفرح بعيالك .
أسامة " ضاحكا بصوت عالي " : هتتجوز يا عم نسوان البيت كلهم وتبقي أنت ديك البرابر .
فريد : يا أسامة أنا مبهزرش أنا بتكلم بجد .
أسامة : يا ابني سيبك من كلام الناس دي ، ده كله تخاريف ، ميعلمش الغيب الا ربنا عز وجل .
فريد : ونعم بالله .
أسامة " ضاحكا " : أنا مسافر يا فريد وهرجع بأذن الله ، ولو مرجعتش يا عم ابقي اتجوزها واتجوز التانية وربي عيالنا ، الله يكون في عونك ساعتها بقي هيخلوك تلف حوالين نفسك .
فريد : يا ابني بطل هزار بقي ، أنت مبتاخدش اي كلام جد ابدا ؟!!!
أسامة : عايز الجد ؟ أنا هسافر أجبب فلوسي وفلوس عيالي وأرجع بعد كام شهر ، وكلام الست دي تخاريف متفكرش فيه يا فريد ، أنا مش عارف أنت فاكر الكلام ده لحد دلوقتي أزاي !!
فريد : يعني بردو مصمم تسافر ؟؟
أسامة : أيوه .
فريد : ربنا يعمل الخير ، تروح وترجع بالسلامة يا اخويا .
بعد أيام كان أسامه في المطار يودع أهله جميعا .
وبعد سفر أسامة بأيام عاد فريد من الشغل ودخل ليطمئن علي واادته فوجدها تجلس مهمومة ويتضح عليها الحزن والهم الشديد !!!
فريد : مالك يا أمي ، فيكي ايه ؟
الأم : فيه موضوع شاغلني شوية وكنت عايزة أكلمك فيه .
فريد : موضوع ايه يا ماما ؟ خير فيه ليه ؟؟
الأم : مرات أخوك .
فريد : مين فيهم هند ولا سمية ؟
الأم : هند .
فريد : مالها ؟
الأم : لازم تتجوز .
فريد " بأستنكار " : نعم !!!!!!!
الأم : أيوه لازم تتجوز .
فريد : هي اللي قالت كده ؟؟؟
الأم : لأ ، مش لازم تقول .
فريد : مش فاهم ، اومال مين اللي قال ؟
الأم : أنا اللي بقول .
فريد : ليه ؟ انتي عايزاها تتجوز ليه يا أمي ؟؟ ده ناقص تقوليلي أتجوزها أنا كمان !!!!
الأم : أيوه ، أنت ، لازم تتجوزها علشان عيال أخوك .
فريد : ده أنتي كده عايزة تنفذي كلامها بالحرف !!!
الأم : كلام مين ؟ هي متكلمتش ولا تعرف حاجة عن الموضوع ده .
فريد : انا مش قصدي هند أنا قصدي كلام العرافة .
الأم : العرافة !!!!
فريد : أيوه ، العرافة اللي شافتلنا الكف زمان وأحنا صغيرين .
صمتت الأم " في ذهول " ثم قالت : مش معقول !! أنا أزاي كنت ناسية !!! ثم تصمت قليلا ... أنت أزاي لسه فاكر كلامها ؟!! ده أنا نسيته من زمااان .
فريد : أيوه لسه فاكر كلامها حرف حرف ، وأفتكرته أكتر لما شريف الله يرحمه مات زي ماالعرافة قالت بالظبط ، ودلوقتي أنتي جاية تقوليلي مرات شريف لازم تتجوز وبعدين تقوليلي لازم أتجوزها !!!
الأم " تصمت قليلا " : أستغفر الله العظيم ، أستغفر الله العظيم ، كذب المنجمون ولو صدفوا ، عرافة ايه يا ابني وكلام ايه اللي قالته الست دي !!! دي ست كدابة واللي حصل ده صدفة يا ابني مش أكتر .
فريد : أنا موافق انها صدفة ، لكن صدفة كمان أنك تقوليلي أتجوز مراته ؟؟؟
الأم : بص يا ابني العرافة دي واللي زيها زمان علشان كنت لسه معنديش خبرة بالدنيا كنت ممكن أصدقهم انما لما فهمت الدنيا صح وقربت من ربنا وعرفت أن حرام نصدقهم دلوقتي مستحيل أصدق كلامهم ، سيبك بقي من كلام العرافة دي وخلينا في موضوعنا .
فريد : نعم ياأمي .
الأم : هند لسه صغيرة ٢٤ سنة اللي زيها لسه مشافتش جواز ، وحرام نحكم عليها تعيش حياتها كلها من غير راجل زوج يشوف طلباتها ويبقي سندها في الدنيا .
فريد : قصدك أنها تتجوز بعد شريف أخويا ؟؟
الأم : ده حقها واللي يمنعها من حقها يبقي حرام عليه .
فريد : أحنا مش هنمنعها ، وما دام حقها أنها تتجوز يبقي أحنا كمان حقنا ناخد عيال شريف نربيهم ويعيشوا معانا .
الأم : لأ ، مفيش حد يقدر ياخد ولادها منها حتي لو أتجوزت .
فريد : أنتي أزاي تقولي الكلام ده ؟!!!
أنتي معانا ولا معاها ؟!!
الأم : أنا مع الحق ، وأنا بحكم سني الكبير وخبرتي في الحياة بقولك لازم أنت تتجوز هند .
فريد : مستحيل ، مستحيل يا أمي .
الأم : يا حبيبي افهم كلامي كويس ، هند علشان تقدر تكمل حياتها وتربي عيالها لازم تتجوز ، ولو أنت مش اتجوزتها يبقي المفروض هتتجوز راجل تاني غريب ، ترضي أن راجل غريب يربي عيال أخوك .
فريد : علشان كده أنا بقولك لو هي هتتجوز أنا مش همنعها لكن اخد العيال نربيهم أحنا .
الأم : وتحرم عيال أخوك من أمهم ؟؟ مش كفاية أنهم انحرموا من أبوهم كمان عايز تحرمهم من أمهم ؟!!!!
سكت فريد للحظات ثم قال : أحنا ليه هنقدر البلا قبل وقوعه !! لما تقول انها عايزة تتجوز نبقي نفكر ساعتها نسيبلها العيال ولا ناخدهم .
الأم : علفكرة أنا مش باخد رأيك ، أنا قولتلك لازم تتجوزها ، و كل اللي كنت بفكر فيه أني هقولك أمتي وازاي ، وكويس انك سألتني مالك علشان افاتحك في الموضوع .
فريد : وأنا بعد أذنك يا أمي هعتبر نفسي مسمعتش حاجة .
الأم : يا ابني افهم كلامي وريح قلبي ربنا يهديك .
فريد : وافرضي اني وافقت رغم أن ده مش هيحصل ، أنتي ضامنة انها هتوافق ؟؟؟
الأم : ملكش دعوة ، وافق انت وسيب الباقي عليا ، أنا وام هند قعدنا واتكلمنا في الموضوع ده و رتبنا كل حاجة ومش ناقص بس الا أننا نعرفك ونعرف هند ، والحمد لله انت دلوقتي عرفت ، ريح قلبي ووافق ربنا يهديك ، جوازك منها هيحل كل المشاكل اللي هتواجهنا في المستقبل .
فريد : أنا مستحيل أخد مكان أخويا وإنام في سريره .
الأم " تبكي " : اخوك الله يرحمه مات ولما يعرف أنك اتجوزت مراته علشان تحافظ عليها هي واولاده مستحيل يزعل بالعكس ده هيفرح اوي في قبره .
فريد : يا ماما انت فكرتي بس في هند وعيالها ومفكرتيش فيا أنا ؟!! و مفكرتيش أن موضوع زي ده هيكون صعب عليا نفسيا ، ده غير أنه هيسبب مشاكل كبيرة بيني وبين تغريد مراتي و ممكن يدمر حياتي معاها ؟؟
الأم : وافق أنت بس يا ابني وسيب مراتك عليا أنا هعرف أقنعها ازاي .
فريد : وأنا مش موافق يا أمي ، وبعد أذنك متكلمنيش في الموضوع ده تاني .
تركها فريد وهم بالأنصراف ولكنها ظلت تنادي عليه : فريد ، فريييييد ، ولا يا فريد ....
ولكنه لم يرد عليها وتركها وانصرف .
صعد فريد الي شقته في قمة عصبيته وبمجرد أن رأته تغريد سألته : فيه ايه مالك ؟؟
فريد : مفيش حاجة ، بعد أذنك سبيني دلوقتي لوحدي .
تغريد : مش هسيبك بالشكل ده الا لما أعرف فيه ايه ؟؟
فريد : يوووووه ، أنا هسيبلك البيت كله وهمشي .
تغريد : طيب أستني ، فريد ، فرييييد ....
تركها فريد وخرج من المنزل وذهب الي مقهي قريب من المنزل وجلس وحيدا .
جلس فريد وبدأ يجمع بين ما قالته تلك العرافة قديما وبين ما يحدث في حياته وحياة أخوته الان !!!
وظل يفكر " هل حقا ستصدق كلمات العرافة و لن ينجب ابدا ؟!!! هل سيموت أخاه أسامة في الغربة ؟!!!! هل سيتزوج هند وسمية ويربي ابنائهم ؟!!! "
جائته فكرة فقام سريعا واتجه لمركز تحاليل طبية وطلب عمل تحليل ليعرف ان كان من الممكن أن ينجب أم أنه عقيم ولن ينجب ابدا ؟؟!!! كما قالت العرافة !!!
في مركز التحاليل الطبية .....
فريد : كنت عايز أعمل تحليل وأعرف اذا كنت ممكن اخلف ولا لأ .
نظر له الموظف وقال له : حضرتك ادفع تمن التحليل واتفضل انتظر هنا دقايق .
بعد دقائق ....
مسئول التحاليل : اتفضل حضرتك في اوضة التحليل .
وبعد أخذ العينة المطلوبة قال له مسئول التحليل : حضرتك ممكن تيجي بكره تستلم نتيجة التحليل .
فريد : لأ ، بعد أذنك أنا كنت عايز النتيجة دلوقتي حالا .
مسئول التحاليل : مينفعش يا فندم ، مش اقل من ٣ ساعات علشان تطلع النتيجة .
فريد : طيب بعد أذنك أنا همشي دلوقتي وهرجع بعد ٣ ساعات .
أنصرف فريد وقلبه يخفق من القلق ، فما اطول تلك الدقائق حتي يعلم النتيجة .
لم يهتم فريد من قبل بعمل ذلك ولكن ما يحدث في حياته الان يجعله أكثر شغفا بمعرفة الحقيقة .
هل كانت تلك العرافة صادقة ام تكذب !!! فكل شئ يؤيد صدق كلماتها !!! ولكنه يتمني لو تأكد من كذبها ، فهو لن يتحمل معايشة باقي نبؤاتها الكارثية ان تحققت !!!
وظل يمشي هائما علي وجهه يفكر ويفكر ثم أخرج هاتفهه من جيبه واتصل بأخيه أسامة ....
أسامة : أزيك يا فريد ؟ عاملين ايه ؟
فريد : أنا تعبان أوي يا أسامة .
أسامة : مالك ؟ تعبان من ايه ؟
فريد : شوفت المصيبة ؟!
أسامة : يا ساتر يارب ايه اللي حصل ؟؟
فريد : أمك عايزاني أتجوز هند مرات شريف !!!
" أدرك أسامة ما يقصده فريد " فضحك بصوت عالي !!
فريد : أنت بتضحك علي ايه ؟؟
أسامة : بضحك علشان عرفت اللي خطر علي بالك .
فريد : شوفت يا أسامة ؟!! عندي حق أقلق ولا لأ ؟؟
أسامة " يضحك " : وتقلق من ايه با ابني ؟؟ ده حسب كلام العرافة يبقي أنت الوحيد اللي هتفضل عايش مننا ، ده المفروض أنا اللي أقلق علي نفسي بقي مش انت !!!
فريد : أنا روحت معمل تحاليل علشان اعرف هخلف ولا لأ .
أسامة : للدرجادي كلام العرافة مسيطر عليك وعلي تفكيرك ؟؟!!!!
فريد : علشان كل حاجة بتحصل بتأكد كلامها ، ده غير أني بقيت أشوفها في احلامي ، تعرف يا أسامة انها جاتني في الحلم قبل موت شريف وشوفت شريف كمان و كأنه بيودعني !!!!
أسامة : الاحلام دي من عقلك الباطن علشان مشغول بالست دي وبكلامها .
فريد : لا يا اسامة .
أسامة : طيب نتيجة التحاليل بتقول ايه ؟
فريد : لسه النتيجة هتظهر بعد شوية .
أسامة : أنا عايزك تحاول تسيطر علي نفسك وتبطل تفكر في الموضوع ده خالص .
فريد : أبطل أفكر فيه ازاي وكل اللي بيحصل حواليا ده بيأيد كلامها ؟!! وهعمل ايه مع امك في موضوع هند ؟؟
أسامة : أنت تفتكر أن هند هتوافق ؟
فريد : أنا مليش دعوة بهند توافق ولا متوافقش ، الموضوع بالنسبالي مرفوض جملة وتفصيلا .
أسامة : وأفرض أمك صممت علي رأيها و هند وافقت ؟؟؟
فريد : هسيب البيت وأمشي علشان يرتاحوا .
أسامة : ياااه ، للدرجادي ؟!!!
فريد : أيوه .
أسامة : وفيها ايه يا أخي لما تربي عيال أخوك ؟؟
فريد : أنت بتهزر يا أسامة ؟؟
أسامة : لأ ، أنا دلوقتي بتكلم جد .
فريد : أنا غلطان أني كلمتك يا اسامة ، أنا هقفل أحسن .
أسامة : ليه يا فريد ؟ مش عيب ولا حرام ، ده جواز علي سنة الله ورسوله ، علشان تراعي عيال أخوك .
فريد : طيب ما تتجوزها أنت ؟
يتبع
الحلقة الرابعة عشر
أسامة : ليه يا فريد ؟ مش عيب ولا حرام ، ده جواز علي سنة الله ورسوله ، علشان تراعي عيال أخوك .
فريد : طيب ما تتجوزها أنت ؟
أسامة : لأ ، أنا مينفعش .
فريد : ليه ؟
أسامة : أولا لأن أنا مسافر ، ثانيا سمية مراتي مش هتوافق ابدا وهتطلب الطلاق أكيد .
فريد : أنا كمان تغريد لما تعرف هتخرب الدنيا واكيد هتطلب الطلاق .
أسامة " ضاحكا " : أمك طلبت منك أنت ، أنا مليش دعوة ، خليني أنا بعيد عن الموضوع ده يا عم .
فريد : بقي كده ، بتهرب يا أسامة .
أسامة : ايوه بهرب ، المهم سلملي علي امك وعلي سمية والواد مصطفي .
فريد : حاضر ، يوصل بأذن الله .
وبعد مرور ٣ ساعات عاد فريد الي معمل التحاليل الطبية ليعرف نتيجة التحليل .
فريد : خير حضرتك ممكن أعرف نتيجة التحليل .
: لا يا فندم ، اللي يقولك نتيجة التحليل لازم دكتور متخصص .
خرج فريد في قمة القلق وذهب سريعا الي طبيب متخصص وعندما عرض عليه التحاليل ....
فريد : خير يا دكتور ؟ التحاليل دي بتقول أني ممكن أخلف ولا لأ ؟
الطبيب : أنا هكلمك بصراحة ، التحاليل اللي قدامي بتقول أن عندك مشكلة في الخصوبة وهتحتاج فترة علاج طويلة علشان تخلف .
فريد : أنت بتقول ايه يا دكتور ؟!!!! يعني ايه ؟؟ أنا مش هخلف ؟!!!
الطبيب : أنا مقولتش كده ، أنا قولت أنك محتاج علاج علشان تخلف وده ممكن ياخد وقت شوية لكن لازم تواظب علي العلاج اللي هكتبهولك .
فريد : كلمني بصراحة يا دكتور ، أنا هخلف ولا لأ ؟؟
الطبيب : يا استاذ أنا كلمتك بمنتهي الصراحة ومش داريت عنك حاجة ابدا .
فريد : والعلاج ده هياخد وقت اد ايه ؟
الطبيب : كل شئ بأمر الله ، أحنا هنعمل اللي علينا والباقي علي ربنا .
فريد : ونعم بالله .
الطبيب : انا هكتبلك دلوقتي الأدوية اللي هتمشي عليها ، وهتجيلي كل شهر نتابع تطورات الحالة وبأذن الله خير .
خرج فريد من عند الطبيب يشعر بدوار وأحباط شديد !!!
فكل ما يحدث حوله يؤكد المصير المحتوم الذي يخشاه منذ الصغر !!!
عاد فريد الي منزله يخبئ نتيجة التحاليل حتي لا تعرف تغريد بها .
تغريد : فريد ، هديت دلوقتي ولا لسه متضايق ؟؟
فريد : نعم يا تغريد ، فيه ايه ؟
تغريد : عايزة أعرف أنت مالك الأيام دي ؟ متغير اوي ومتعصب علطول !!!
فريد : قولتلك مفيش حاجة .
تغريد : وانا قولتلك لأ فيه حاجة ولازم أعرفها .
فريد " كاذبا " : شوية مشاكل في الشغل .
تغريد : بس كده ؟
فريد : أيوه .
تغريد : متأكد أن مفيش حاجة تانية ؟
فريد : مفيش حاجة تانية يا تغريد وبلاش تضغطي عليا اكتر من كده علشان أعصابي تعبانة .
تغريد : ماشي يا فريد براحتك ، مش هضغط عليك .
مرت عدة أيام وفوجئت الأم بهند تقول لها : علفكرة يا ماما بكره بأذن الله هاخد حاجاتي وارجع بيت أهلي .
الأم : ليه يا بنتي ؟ فيه حد ضايقك ؟
تغريد : لا أبدا مفيش حد ضايقني ، لكن أنا كنت عايشة بينكم لأني مرات ابنكم أنما دلوقتي بعد المرحوم هعيش وسطكم ليه ؟!
الأم : ده ييتك وبيت عيالك ، أوعي تقولي الكلام ده تاني ، أنتي مش مرات ابني أنتي بنتي .
هند : ربنا يخليكي يا ماما وأنا كمان حاسة أنك زي ماما بالظبط ، لكن أنا دلوقتي بيت أهلي أولي بيا ، ومتخافيش مش هبعد الاولاد عنكم وقت ما تحبي تشوفيهم هجيبهم لحد عندك هنا ، ولو حبيتي تزورينا هناك في أي وقت تحصلنا البركة .
الأم : أنتي بتتكلمي وكأنك أخدتي القرار خلاص .
هند : ايوه يا ماما خلاص أنا فكرت وقررت .
الأم : هيه أمك متكلمتش معاكي في حاجة ؟؟
هند : حاجة زي ايه ؟
الأم : طيب تعالي اقعدي هنا جنبي علشان هكلمك في موضوع مهم .
هند " جلست بجانبها " و سألتها : خير يا ماما ؟
الأم : أنتي يا بنتي من يوم ما دخلتي البيت ده دخلتي قلوبنا كلنا ومن يومها أعتبرتك زي بنتي بالظبط واللي مش أرضاه لبنتي عمري ما أرضاه ليكي أبدا .
هند : ربنا يخليكي يا ماما ، لكن أنا أسفة مش فاهمة تقصدي ايه ؟
الأم : أقصد يا بنتي أن لو عندي بنت في سنك وجوزها توفي مش ممكن أرضي لها تكمل حياتها من غير جواز ولازم تتجوز وتعيش حياتها زيها زي كل الناس .
هند : حضرتك بتقولي ايه يا ماما ؟! أنا أتجوز تاني بعد شريف ؟!!
الأم : أيوه يا بنتي ، انا أمه وانا اللي بقولك لازم تتجوزي .
هند : ده مستحيل أبدا .
الأم : أفهمي يا بنتي لو أنتي بتقولي كده دلوقتي لكن بعدين هتحسي أنك محتاجة تتجوزي ويكون لكي زوج ضهر وسند ويشوف كل طلباتك .
هند : لا يا ماما أنا عمري ما هفكر أتجوز تاني أبدا .
الأم : صدقيني هييجي يوم وتفكري في الجواز ، علشان كده أنا بقولك من دلوقتي أتجوزي وعيشي حياتك .
صمتت هند تفكر ثم قالت : أنتي عايزة تاخدي ولادي مني ؟؟
الأم : لا يا هند مستحيل احرم أحفادي من أمهم كفاية أنهم انحرموا من أبوهم ، أنا عايزاكي تفضلي عايشة معانا مع ولادك وفي نفس الوقت أحفادي يكونوا قدام عينيا وفي نفس الوقت تتجوزي وتعيشي حياتك .
هند : أنا كده اتلخبطت ومش فاهمة اي حاجة .
الأم : أنا قصدي أجوزك ابني فريد .
هند : اييييه !!! فريييد !!! ده فريد ده أخويا !!!!!!!
الأم : أيوه فريد ، وفريد مش أخوكي يا هند ، فريد كان أخو جوزك وهيبقي جوزك .
هند : بعد أذنك يا ماما أقفلي كلام في الموضوع ده ، أنا مش هتجوز فريد ولا غيره ، معقول !! أنا أتجوز فريد !!!!!
الأم : أنتي رافضة فريد لشخصه ؟؟
هند : لأ ، فريد ميتعيبش ابدا لكن انا زي ما قولتلك مش هتجوز فريد أو غيره .
الأم : أنا بقولك الصح وكلام العقل ، وعلفكرة أنا قولت لمامتك الموضوع ده وهي موافقة .
هند : قولتلها ؟!!
الأم : أيوه قولتلها ووافقت .
هند : لكن أنا أسفة مش موافقة .
الأم : يا حبيبتي لو مش موافقة علي فريد أجوزك أسامة ؟
هند : يا ماما أنا قولتلك فريد ميتعيبش لكن انا رافضة فكرة الجواز نفسها .
الأم : لو رفضاها دلوقتي هييجي وقت وهتندمي وأنا قولتلك انك زي بنتي وبدور علي مصلحتك .
هند : يا ماما أنا حتي لو أتجننت في عقلي وفكرت اتجوز مش ممكن ابني بيتي علي هدم بيت تاني سواء اذا كان بيت تغريد أو سمية !!!
الأم : مفيش بيت هيتهد ولا حاجة وأنا عارفة هعمل اي .
هند : أسمحيلي يا ماما أنا مش هفكر في الجواز تاني .
الأم : طيب خدي فرصة فكري برحتك وهستني تقوليلي أنك وافقتي ، وخليكي معانا يا بنتي أنا مش عايزة ولاد شريف يبعدوا عني " ثم سقطت دموعها " كفاية أني أتحرمنت من ابني مش عايزة أتحرم من ولاده كمان .
وبعد عدة أيام صعدت الأم لشقة هند التي أستقبلتها بالترحاب .....
هند : تعالي اتفضلي يا ماما .
دخلت الأم ثم جلست وأخذت أحفادها (حمزة ورودينا ) وضمتهم اليها بقوة ثم نزلت دموعها !!! فنزلت دموع هند !!!
ثم أعطت الأم لأحفادها بعض الحلوي و الألعاب .
ثم اقتربت من هند وسألتها : عملتي ايه يا حبيبتي؟؟
هند : في ايه يا ماما ؟؟
الأم : في الموضوع اللي قولتلك عليه .
هند : أنا لسه عند كلمتي أنا مش هقدر اتجوز بعد شريف أبدا .
الأم : يا بنتي هيجيلك يوم وتقولي أنك هتتجوزي وساعتها متزعليش مني مش هسيب ولاد ابني يربيهم راجل غريب .
هند : حضرتك بتخوفيني ولا بتهدديني ؟
الأم : ولا بخوفك ولا بهددك يا بنتي ، أنا عايزة مصلحتك ومصلحة الكل ، لما تتجوزي فريد أنتي هيكون لكي ضهر وسند وولادك هيكونوا مع عمهم يحبهم و يحن عليهم زي أبوهم بالظبط وأنا ولاد ابني اللي اتحرمت منه هيتربوا قدام عينيا ويعوضوني غيابه ، وافقي يا هند علشان خاطري وخاطر عيالك .
هند : يا ماما ولو أنا وافقت هو هيوافق ؟ ولو هو وافق تغريد مراته هتعمل ايه ؟؟؟ يبقي هنبني بيت ونهد بيت تاني !!!
الأم : وافقي انتي بس الأول وملكيش دعوة بالباقي أنا عارفة أزاي هتصرف مع تغريد .
هند : وهوه هيوافق ؟
الأم : أكيد ابني مش هيرفض أنه يراعي ولاد أخوه ، ها يا بنتي ؟ قولتي ايه ؟ وافقي يا هند .
هند : ولو مش وافقت ؟؟
الأم : هزعل منك وهعرف أنك مش معتبراني زي أمك وغرضي مصلحتك .
هند : لا طبعا أنا عارفة أن وجهة نظرك المصلحة لكن .....
الام : مفيش لكن ، عينيكي بتقول أنك وافقتي .
هند : لكن أنا يا ماما.....
الأم : مادام بتقولي يا ماما سيبي أمك بقي تشوف مصلحتك ، أنا قايمة أنزل وهكلم فريد علشان يجهز نفسه لكتب الكتاب أول عدتك لما تخلص .
نزلت الأم واتصلت بفريد .......
الأم : فينك يا فريد مش باين ليه ؟
فريد : انا كويس يا ماما ، خير فيه حاجة ؟
الأم : اومال مش بتعدي عليا ليه زي عادتك ؟ ولا بشوفك من كام يوم !!
فريد : بصراحة اعصابي تعبانة .
الأم : طيب انا جايبة لك خبر حلو هيريح أعصابك .
فريد : خير يا ماما ؟
الأم : مش هينفع في التليفون وانت راجع من شغلك عدي عليا .
فريد : حاضر .
حين عاد فريد دخل شقة والدته فقالت له : أنت مخاصمني ولا ايه يا فريد ؟
فريد : لا يا ماما طبعا ، هو انا اقدر !!
الأم : علفكرة أنا اتكلمت مع هند ووافقت .
فريد " بتعجب " : هيه وافقت ؟!!
الأم : أيوه وافقت ومش فاضل الا انك تقولي أنك وافقت و سيب الباقي عليا .
فريد : لكن انا مش موافق .
نزلت دموع الأم وقالت : يا ابني أنت فاكر أني مش زعلانة علي موت أخوك ؟!! لكن مادام اخوك مات يبقي لازم نراعي اولاده ويتربوا قدام عينيا .
فريد : يا ماما هما هيتربوا قدام عينيا ، وحتي لو هيه حبت تتجوز العيال هيفضلوا معانا ويتربوا قدام عينينا ومش هنقصر معاهم ابدا .
الأم : وتحرم ولاد اخوك من أمهم ؟! مش كفاية أتحرموا يا قلبي من أبوهم ؟!!!
فريد : ونعمل ايه ؟ ده قدر ومكتوب .
الأم : اسمع كلامي يا ابني وريح قلبي .
فريد : واعذب شريف في قبره ؟!
الأم : قولتلك أخوك هيكون مرتاح وهو مطمن علي ولاده ومراته مع أخوه .
فريد : يا امي قولتلك دي أنا بعتبرها أختي هتجوزها أزاي ؟!!
الأم : وأنا قولتلك أنها عمرها ما كانت أختك ، دي كانت مرات أخوك وهتبقي مراتك .
فريد : وتغريد مش هتسكت وبيتي هيتخرب !! أنتي ترضي بكده ؟؟
الأم : بيتك مش هيتخرب ولا حاجة ، أنا عارفة انا هعمل ايه .
فريد : أنا موافق لو أقنعتي تغريد .
الأم : يبقي علي بركة الله تاني يوم هند عدتها هتنتهي تكتب عليها وتتجوزها .
فريد : وهتقولي لتغريد أمتي ؟
الأم : في الأول مش هنقولها ، سيبني أنا هعرف أقولها ازاي .
فريد : ولو بعد ما عرفت زعلت وطلبت الطلاق هعمل ايه ساعتها ؟؟
الأم : يعني يهمك زعل تغريد ومش يهمك زعلي ؟؟
فريد : مش كده يا أمي لكن أنا مش هعمل حاجة قبل ما اعرفها الأول .
الأم : وأنت لو مش عملت ونفذت اللي بقولك عليه بالحرف يا فريد لا أنت ابني ولا أعرفك !!!
فريد : ياااه ، بسهولة كده يهون عليكي ابنك ؟
الأم : مادام خايف علي زعل مراتك ومش همك زعل امك يبقي تهون عليا .
فريد : حاضر يا أمي هنفذ كل اللي أنتي عايزاه ، لكن لو بيتي أتخرب هتبقي أنتي السبب و مش هسامحك ابدا .
الأم : أنا عارفة ان بيتك مش هيتخرب ولا حاجة .
فريد : أنا مش هسبق الاحداث ، بس زي ما قولتلك لو بيتي اتخرب مش هسامحك ، أنا هطلع فوق ارتاح علشان جاي من الشغل تعبان .
صعد فريد شقته ومازال يفكر " معقول فعلا هند وافقت اتجوزها ؟! معقول قدرت تنسي شريف جوزها بسرعة كده ؟!! يااه للدرجادي العشرة ممكن تهون ؟! أنا لازم أكلمها واتأكد منها اذا كانت فعلا وافقت ولا لأ " .
لاحظت تغريد أن فريد شارد الذهن ويفكر بأستغراق !!!
فقالت له : لسه مشاكل الشغل مش اتحلت لحد دلوقتي ؟؟
فريد : لسه ، مسيرها تتحل .
تغريد " بصوت منخفض " : وأنا مسيري أعرف أنت مخبي ايه .
فريد : بتقولي ايه ؟
تغريد : لا يا حبيبي بقول كل مشكلة ولها حل .
فريد : طيب انا هنام لأني راجع تعبان من الشغل .
تغريد : أنا نفسي اعرف ايه حكاية كل يوم ترجع من الشغل تعبان دي ؟؟!
فريد : هو الطبيعي الواحد يرجع من الشغل تعبان ولا مرتاح ؟!!
تغريد : طيب يا حبيبي نام ، ربنا يقويك .
في اليوم التالي خرج فريد ذاهبا الي عمله وفي الطريق اتصل بهند ......
هند " تتعجب بشدة !!!! " ثم ترد عليه : صباح الخير ، فيه ايه يا فريد ؟؟
فريد : أنا أسف أني بتصل بدري كده قلقتك من نومك .
هند : لا لا إنا صاحية لسه راجعه من حضانة حمزة بعد ما وصلته ، خير فيه ايه ؟؟
فريد : طيب عندك وقت نتكلم كلمتين ولا نأجلها بعدين ؟؟
هند : لا ، أنا سمعاك ، خير فيه ايه ؟؟
فريد : أنتي بجد وافقتي علي الموضوع اللي أمي قالتلك عليه ؟؟
هند : يا فريد ربنا اللي يعلم أنا من ساعة ما دخلت بيتكم وانا بعتبرك زي أخويا بالظبط .
فريد : وانا كمان بعتبرك زي أختي .
هند : سيبني اكمل بعد أذنك .
فريد : اتفضلي انا سامعك .
هند : انا حاولت افهم والدتك اني عمري ما هفكر في الجواز تاني لكن هيه مصممة !! حاولت معاها بكل الطرق ومفيش فايدة ، وكل ما اقولها سبب يمنع أننا نتجوز زي ما هيه عايزة تضغط عليا زيادة !! حقيقي بقيت عاجزة عن التفكير او التصرف خصوصا بعد ما شوفت دموعها لما اتكلمت عن شريف الله يرحمه وولاده .
فريد : انا. كمان نفس اللي انتي عانيتي منه معها أنا عانيت منه لدرجة أني لما قولتلها بيتي هيتخرب وتغريد هتطلب الطلاق قالتلي لو مش نفذت كلامي لا أنت ابني ولا اعرفك .
هند : طيب وبعدين هنعمل ايه معها ؟؟
فريد : انا فكرت كتير ولقيت حل واحد لو أنتي وافقتي عليه .
هند : ايه هو الحل ده ؟؟
يتبع
الحلقة الخامسة عشر
هند : طيب وبعدين هنعمل ايه معها ؟؟
فريد : انا فكرت كتير ولقيت حل واحد بس لو أنتي وافقتي عليه .
هند : ايه هو الحل ده ؟؟
فريد : احنا ممكن نتجوز جواز صوري علشان نرضيها و في السر لحد ما الأمور تهدا و امي تهدا شوية ودماغها تلين ومع الوقت نحاول نقنعها اننا فشلنا في جوازنا ونتطلق بهدوء بدون ما حد يعرف بردو ، ويبقي كأن مفيش أي حاجة حصلت .
هند : أنا مش عارفة اقولك ايه !! بصراحة الفكرة مش عجباني .
فريد : أنا عارف كويس أنك رافضة وأنا كمان و لولا أن أسامة مسافر ومفيش حد جنبكم هنا غيري وامي وأنتوا محتاجين وجودي جنبكم كنت مستحيل أوافق وكنت اسيب البيت وامشي .
هند : لأ مش للدرجادي ، وليه تسيب بيتك ، شوف أي حل تاني .
فريد : الصراحة بعد تفكير كتير انا مش شايف أي حل غير كده ، لو عندك حل قولي عليه ، لكن اهم حاجة حطي في حسابك مشاعر أمي قبل أي حاجة تانية .
هند : وهيبقي في السر ازاي ؟؟
فريد : يعني مش هنعرف حد غير امي ووالدتك واخواتك والشهود وبس ، وزي ما قولتلك ما بيني وبينك هيبقي جواز صوري و نفضل زي ما أحنا و لا كأننا اتجوزنا .
هند : يعني مفيش حل تاني ؟؟
فريد : أيوه ، للأسف بعد تفكير طويل مفيش اي حل تاني ممكن هيرضي أمي !!
هند : طيب انا موافقة بس ليا شرطين .
فريد : ايه هما ؟؟
هند : أولا أنت مش هتنام في شقتي ابدا ولا بالنهار او بالليل ، حتي لو قولتلي علشان ترضي والدتك .
فريد : ده اكيد طبعا .
هند : ثانيا وقت ما اطلب منك الطلاق تطلقني علطول .
فريد : موافق .
هند : خلاص أتفقنا ، قولها اننا موافقين وأكد عليها أنه يكون في السر .
فريد : حاضر ، وهو ده اللي هيحصل .
عاد فريد الي منزله في نهاية اليوم وهو يشعر بسعادة عارمة ، فأخيرا توصل لحل يرضي والدته ويحافظ علي بيته من الأنهيار ، بالرغم من أنه مازال يشعر بالقلق والخوف من تحقق باقي نبؤة العرافة !!!
لاحظت تغريد مظاهر الفرحة والأرتياح علي وجه زوجها !!!
فسألته : حبيبي ، شكلك النهاردة احسن كتير .
فريد : الحمد لله احسن .
تغريد : المشاكل اللي في الشغل انتهت خلاص ؟؟
فريد : ايوه انتهت بنسبة كبيرة .
تغريد : طيب الحمد لله كويس ، ممكن بقي تقولي ايه مشاكل الشغل اللي كانت مسببالك الحالة اللي كنت فيها دي ؟؟!!
فريد : مشاكل وانتهت وخلاص يا توتا ، شاغلة نفسك ليه وانتي مش بتعرفي في شغلي علشان احكيلك علي مشاكله !!
تغريد : ياااه ، بقالك اكتر من شهر مسمعتش منك اسم توتا ده !!!
فريد : معلش يا قلبي غصب عني أنا فعلا كانت نفسيتي تعبانه جدا .
تغريد : ولا يهمك يا دودي المهم أنك دلوقتي كويس ورجعت تضحك تاني .
مرت الأيام ،،،،،
وقبل أنتهاء فترة العدة لهند جمعت الأم كلا من فريد وهند في شقتها وقالت لهم : بكره يا ولاد يبقي عدا علي موت شريف الله يرحمه ٤ شهور و١٠ أيام بالظبط وتبقي أنتهت العدة لسمية والحمد لله مفيش حمل ، يبقي ان شاء الله تعملوا حسابكم تكتبوا الكتاب بعد بكره .
هند : علطول كده يا ماما ؟
الأم " تبتسم " : خير البر عاجله .
فريد : أنتي لسه مصممة يا ماما ؟
الأم " بغضب " : أنتوا غيرتوا رأيكو ولا ايه ؟؟
فريد : لا ابدا ، اهم حاجة عندنا رضاكي يا أمي .
الأم : هكون راضية لما تسمعوا كلامي ويتم الجواز علي خير .
فريد : حاضر يا ماما ، اللي تشوفيه .
الأم : أنا كلمت المأذون وأتفقت معاه وهتصل بأمك يا هند علشان أهلك يكونوا موجودين .
هند : خلاص اللي تشوفيه يا ماما .
فريد : المهم مش عايزين تغريد تحس بحاجة أو تعرف حاجة .
الأم : أنا عاملة حسابي ، هنكتب الكتاب عند المأذون بعد بكره وتقول لمراتك أنك مسافر في شغل وهتبات يومين هناك .
فريد : تمام .
وبعد يومين ذهبوا جميعا الي المأذون الشرعي وعقدوا القران .
وحين عودتهم ابتسمت الأم و قالت : دلوقتي العرسان يطلعوا شقتهم وسيبوا الولاد معايا .
هند : لا طبعا ، أنا مقدرش أبات ليلة وولادي مش معايا !!
الأم : يا حبيبتي متخافيش عليهم ، هيباتوا في حضني وهيقعدوا معايا يومين بس علشان تاخدوا راحتكم .
فريد : لا يا ماما بعد أذنك خلي الولاد معانا .
هند : بعد أذنك يا ماما خليهم معانا ، علي الأقل لو حبيت أطمن عليهم هبص عليهم وهما نايمين .
الأم : أنا كنت عايزاكوا تاخدوا راحتكم .
فريد : متقلقيش يا ماما هناخد راحتنا وهما معانا في الشقة .
الأم : طيب خلاص زي ما تحبوا .
دخلت الأم الي شقتها ثم صعد فريد مع زوجته الجديدة هند واولادها ودخلوا شقتها جميعا .
هند : مش المفروض هتطلع شقتك دلوقتي ؟!!!
فريد : أيوه هطلع ، لكن هستني شوية لما أتأكد أن أمي نامت .
هند : أنت قولت لتغريد أنك مسافر زي مامتك ما قالتلك فعلا ؟
فريد : ايوه قولتلها مسافر وأحتمال ابات بره ، ودلوقتي لما اطلع هقولها أني رجعت من السفر متأخر .
هند : أنا أسفة حاول تطلع بدري لأني عايزة أنام أنا والولاد .
فريد : حاضر ، مش عايزك تكوني قلقانه ، أنا هقعد ربع ساعة بس وهطلع .
بعدها صعد فريد الي شقته وأتفاجئت تغريد برجوعه وقالت : حمدلله ع السلامة يا حبيبي ، مش كنت بتقول انك هتسافر وتبات في الشغل ؟؟!!
فريد : أنا فعلا المفروض كنت أبات هناك لكن خلصت شغل ومحبتش أبات بره .
تغريد : حمدلله ع السلامة اتعشيت ولا احضرلك العشا ؟
فريد : لا يا حبيبتي حضرلنا نتعشي مع بعض بس تعالي الأول علشان وحشتيني اوي .
بعد نص ساعة ....
تغريد : ادخل خد شاور يا حبيبي علي ما احضر العشا .
ضحك فريد : طيب ما تيجي معايا وأجلي العشا بعد الشاور .
تغريد " تضحك " : أنت مالك النهاردة يا حبيبي ؟!
فريد " يضحك " : مفيش يا قلبي ، كل الحكاية عايزين نستعيد شهر العسل .
تغريد : ربنا يجعل ايامنا كلها عسل يارب ، بس قولي أشمعني النهاردة ؟!!
فريد : مفيش سبب غير أني عايز نعيش سعداء يا قلبي مش أكتر .
تغريد : ربنا يسعد أيامنا كلها يارب يا حبيبي .
في الصباح الباكر توقظ تغريد زوجها فريد للذهاب الي عمله كالعادة .....
تغريد : فريد ... فريد ... أصحي يا حبيبي الساعة ٧ دلوقتي ، كده هتتأخر علي الشغل .
فريد : لا يا حبيبتي ، مش هروح الشغل النهاردة .
تغريد " بتعجب " : ليه ؟
فريد : أخدت أجازة النهاردة .
تغريد : ليه يا حبيبي ؟
فريد : تعبت من السفر البارح وحبيت اريح يوم من تعب السفر .
تغريد " تضحك " : لكن انت البارح مكنش باين عليك التعب خااالص !!
فريد : يا حبيبتي نامي دلوقتي ولما نصحي نتكلم .
حوالي الساعة ١٢ ظهرا ....
تصعد الأم الي شقة هند ومعها " الصباحية " " مائدة ممتلئة بأشهي المأكولات " .
تفتح هند باب شقتها فتتفاجئ بحماتها أمامها !!!!
هند " بأرتباك " : أهلا يا ماما ، أتفضلي .
الأم " بأبتسامة " : صباحية مباركة يا عروسة .
هند : الله يبارك فيكي يا ماما .
الأم : أومال العريس فين ؟؟
هند " بأرتباك " : فريد ؟؟
الأم : أيوه فريد ، هوه فيه عريس غيره ؟!
هند : اه ، اه ، فريد نزل من شوية يشتري حاجات من تحت .
الأم : معقول !! فيه عريس ينزل الشارع يوم صباحيته !!!
هند : عادي يا ماما ، أحنا كبرنا علي الحاجات دي خلاص .
الأم : كبرتوا !! ولا كبرتوا ولا حاجة ده أنتوا في عز شبابكم ، وبعدين قوليلي فريد أزاي ينزل كده ومش خايف تغريد تشوفه وهو المفروض قايلها أنه مسافر ؟!!!
هند " يزداد أرتباكها " : معرفش بقي ، لما يطلع فريد أبقي أسأليه .
الأم : قوليلي بصراحة يا هند ، فريد كان بايت هنا البارح ؟؟
هند : أيوه يا ماما كان بايت هنا .
الأم : يعني أنتوا الاتنين ..
هند " تقاطعها " : أيوه يا ماما أحنا الاتنين كويسين الحمد لله .
الأم " تضحك " : طيب شدي حيلك بقي عايزاكي تخاوي ولادك بولد من فريد يبقي أخوهم وابن عمهم في نفس الوقت .
هند " بأرتباك " : أيوه ، أيوه بأذن الله ، ثواني أدخل أعملك حاجة تشربيها .
الأم : لا أنا هنزل وهاخد العيال معايا وابقي أنزلي خديهم بالليل قبل ما يناموا .
هند : يا ماما ....
الأم : من غير يا ماما ، أنا عايزة العيال يونسوني بدل قعدتي لوحدي ، يلا خدي راحتك أنتي وجوزك ربنا يهنيكم .
أخذت الأم احفادها ونزلت شقتها وتركت هند وحدها !!!
أرسلت هند رسالة الي فريد " علفكرة مامتك كانت هنا من شوية وسألت عليك وقولتلها أنك نزلت تشتري حاجات " .
في شقة فريد وتغريد ......
بعدما أستيقظ فريد سألته تغريد : أنت مش هتنزل يا حبيبي ؟
فريد : لا ، مش عايز انزل النهاردة ، هفضل قاعد معاكي يا قلبي .
تغريد : أيه الرضا ده كله ؟ أنا بحلم ولا ايه !!! يارب تفضل كده علطول .
بعدها أمسك فريد بهاتفه فقرأ رسالة هند !!!!
فقام وبدأ يرتدي ملابسه سريعا فنظرت اليه تغريد في دهشة وسألته : أنت رايح فين ؟؟
فريد : نازل دلوقتي حالا .
تغريد : هتروح فين ؟؟ أنت مش كنت بتقول هتقعد معايا ومش هتخرج خالص النهاردة !!!
فريد : بأرتباك " : واحد صاحبي بعتلي رسالة ان أبو واحد صاحبنا توفي ولازم أروح احضر الجنازة حالا .
تغريد : صحبك مين ده ؟
فريد : واحد صاحبي متعرفهوش ، يعني انتي لازم تعرفي كل أصحابي ؟!!
تغريد : وهترجع أمتي ؟
فريد : مش عارف يا قلبي لكن هحاول متأخرش .
تغريد : تروح وترجع بالسلامة .
أرتدي فريد ملابسه ونزل سريعا الي الشارع ثم غاب ما يقرب من ربع ساعة وعاد مرة أخري وحرص علي ألا تراه تغريد لحظة دخوله للمنزل .
صعد فريد الي شقة هند التي بمجرد أن فتحت الباب دخل فريد سريعا ثم قال لها : اقفلي الباب بسرعة قبل ما حد يلاحظ .
هند " بأستنكار " : انت محسسني أننا بنعمل حاجة غلط !!
فريد : لأ ، مفيش حاجة غلط ولا حاجة ، لكن أنتي عارفة مش عايزين تغريد تعرف ولا حتي سمية بموضوع جوازنا لأن سمية ممكن تقولها .
هند : لكن أنا خايفة تغريد ولا سمية يشوفوك داخل او خارج من هنا يتقال عليا كلام مش كويس وتبقي فضيحة .
فريد : متخافيش ، هي فترة صغيرة لغاية ما نقنع أمي أننا فشلنا ونطلق ، وخلال الفترة دي هنكون مركزين محدش يشوفنا ، مش هنفضل كده علطول يعني .
هند : طيب بعد أذنك أنت لازم تطلع دلوقتي شقتك .
فريد : ليه ؟
هند : مش هينفع تقعد أكتر من كده لأن مامتك أخدت العيال معاها ونزلت تحت وانا هنا لوحدي دلوقتي .
فريد : أنتي قولتلها ايه لما سألتك عني ؟
هند : قولتلها أنك نزلت تشتري حاجات من تحت ولما عرفت زعلت وقالتلي ميصحش انك تنزل من البيت يوم الصباحية .
فريد : أيوه علشان فاكرة أن جوازنا بجد وصباحية بجد !!
هند " تضحك" : ده مامتك كمان طلعت صينية صباحية من بتوع العرايس !!!
فريد : ألف هنا وشفا ليكي وللأولاد .
هند : طيب معلش انت لازم تطلع او تنزل دلوقتي مينفعش تقعد هنا أكتر من كده .
فريد : وافرضي أمي طلعت تاني وسألت عليا هتقوليلها ايه ؟
هند : مش عارفة ، لكن مينفعش نفضل أنا وأنت هنا لوحدنا .
فريد : وأنا كمان مش هينفع أطلع فوق دلوقتي لأني قولت لتغريد أني رايح جنازة أبو واحد صحبي .
هند : طيب أنزل عند مامتك دلوقتي .
نزل فريد عند والدته التي تفاجئت بنزوله لها !!!
الأم : أنت سيبت عروستك ونزلت ليه ؟
فريد : كنت بشتري شوية طلبات .
الأم : ونزلت دلوقتي هنا ليه يا حبيبي ؟ مش المفروض تقعد مع عروستك ؟!!
فريد : ما انا كنت معاها وقولت انزل اقعد معاكي شوية .
الأم : ومش خايف تغريد تشوفك وتعرف أنك مش مسافر ؟؟
فريد : لأ ، ما انا باخد حذري قبل ما اطلع او أنزل .
الأم : طيب اطلع يلا اقعد مع عروستك يا حبيبي .
فريد : أنتي مش عايزاني اقعد معاكي ولا ايه يا ست الكل ؟
الأم " تضحك " : ابقي اقعد معايا بعدين ، يلا يا حبيبي بدون مطرود .
فريد : طيب هاتي الولاد يطلعوا معايا .
الأم : لأ ، خلي الاولاد معايا وهبقي اطلعهم لأمهم قبل ما يناموا .
أضطر فريد أن يصعد مرة أخري لشقة هند ....
هند : طلعت تاني ليه ؟
فريد " يضحك " : أمي طردتني بالذوق وقالتلي أطلع اقعد مع عروستك .
هند : طيب وبعدين ؟؟ مش هينفع تفعد هنا دلوقتي !!!
فريد : للأسف لازم اقعد هنا شوية لأن تغريد هتسألني مش روحت جنازة أبو صاحبك ليه ؟؟
هند : يعني ايه ؟
فريد : يعني مش هينفع أطلع لتغريد قبل ما يعدي ساعتين علي الأقل !
تكملة الرواية من هناااااااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا