رواية لتسكن قلبى الفصل 11-12-13-14-15بقلم دعاء احمد ( كامله جميع الفصول)
رواية لتسكن قلبى الفصل 11-12-13-14-15بقلم دعاء احمد ( كامله جميع الفصول)
الفصل الحادي عشر...
اليوم كان طويل لكنه عدي بسرعة و يمكن أحلى حاجة فيه هي سعاد عمة صدفة و مريم اللي كانت طايرة من الفرحة بجد و مبسوطة أنها شايفه مريم و صدفة الاتنين ادامها زي زمان و هم أطفال...
رغم ان فايزة كانت بتحاول تبين أنها بتحب صدفة و أنها كانت بتهتم بيها زي سعاد لكن كان واضح جداً من اسلوبها انها عايزاه تبان افضل من اختها و خلاص رغم ان صدفة محستش اتجاهها باي حاجة و بالعكس محبتش اسلوبها في التعامل.
كان واضح انها متملقة و معتز و سمر تقريباً كانوا نفس طباعها و بالذات معتز اللي كان بيحاول يفتح كلام مع صدفة
والدها كان مبسوط علشان سعاد اللي و كأن روحها متعلقة مع صدفة، كانت طول السنين اللي فاتت بتسأل عنها و بتطلب منه يحاول يوصل لها لكنه مكنش بيحاول حتى لانه كان متأكد ان سهير مستحيل تخليه يشوف صدفة مهما عمل رغم انه لو كان حاول كان هيقدر يشوفها و كان ممكن يرجعها مصر بس هو محاولش.
الساعة تسعة بليل.
صدفة كعادتها كانت قاعدة في البلكونة و ادامها كوباية عصير، المنظر بليل من البلكونة كان جميل.. الاضواء و منظر البحر من بعيد، مريم كانت قاعدة على السرير بتتكلم في الموبيل.
مريم قفلت الموبيل و حطيته جانبها بصت ناحية صدفة لقيتها سرحانة، قامت دخلت البلكونة
:الجميل سرحان في ايه؟
صدفة كانت حاطة الهاند فري في ودنها بتسمع اغنية، قلعتها
:مفيش كنت بسمع اغنية بحبها.
مريم:اغنية ايه؟
صدفة:اغنية انجليزيه اسمها ******
مريم: انا بصراحة مش بحب الاغاني الانجليزي اوي يعني علاقتي ب الانجليزي مش احسن حاجة.
صدفة :انا اتعودت اني اتكلمت بيه و حتى العامية الانجليزي ساهلة بالنسبة ليا بس برضو بعرف امتى اتكلم عربي و امتى انجليزي
مريم:اكيد ما انتي عشتي حياتك كلها في إنجلترا.
صدفة:فعلا...
مريم :احكي لي عنك يا صدفة...
صدفة سندت رأسها على الكرسي و اتكلمت بلامبالة
:مش عايزاه يا مريم، يعني أنا حياتي مفيهاش حاجات حلوة تتحكي، حتى لما اتخطبت مكنش فيه اي حاجة مميزة فيها.
مريم بدهشة:هو انتي اتخطبتي قبل كدا.
صدفة:ايوة... بس مكملناش كتير لاني اصلا لما اتخطبت له مكنتش موافقة و كان جواز مصالح... يعني هو كان رجل اعمال
مريم:لا لا استنى انا هقوم اجيب فشار انا عامله جوا... و انتي بقا تحكي لي كل حاجة.
صدفة ابتسمت و هي شايفه حماس مريم اللي قامت بسرعة و رجعت بعد لحظات و هي ماسكة طبق فشار كبير و طبق فاكهة
قعدت جنب صدفة و اتكلمت بحماس
:اتسلى معايا، و احكي لي كل حاجة بالتفصيل.
صدفة بدأت تاكل معها
:بصي يا ستي هو كان مصري أصلا، وسيم، غني و ذكي في شغله جداً و خصوصاً ان ماما اشتغلت معه و قالت لي انه ذكي
مريم:كان اسمه ايه؟
صدفة:أحمد.... يعني الصراحة انا محبتوش و لا كنت متقبلة الخطوبة... عارفة لما تحسي ان فيه حد بيضغط بقوة على صدرك لدرجة ان ضلوعك بتتكسر و قلبك بيفقد القدرة على أنه يتنفس... كل ما كنت بتكلم معه كنت بحس اني مخنوقة و ان انا و هو بُعاد اوي عن بعض اوي..لحد ما قررت اني مش هكمل و علشان كدا
كلمته و قابلته اديته دبلته طبعاً ماما عملت خناقة لرب السماء اني ازاي اعمل كدا من غير ما ارجع لها
لكن خالو شوقي وقف معايا ادامها و قال لها انه مش عايز يشوف بنت اخته حياتها بتبوظ علشان علاقات و مصالح.... بس وقتها انا تعبت و دخلت المستشفى و يمكن دا اللي خلاها متكلمنيش تاني في موضوع الخطوبة دا
لأن احمد بنفسه تقبل رفضي
تعرفي يا مريم أنا كنت في المستشفى و هي كان عندها اجتماع مهم مقدرتش تسيبه و تفضل معايا يومها خالو شوقي فضل قاعد جنبي لحد ما خرجت، كان الضغط عندي مش متظبط...
مريم قامت قعدت جانبها و حضنتها :
خلاص بقا بلاش تتكلمي كدا، خلاص مش عايزين نفكر في اللي فات و بعدين هو انا مش كفاية عليكي و لا ايه.
صدفة ابتسمت بسعادة :لا طبعا ازاي بصراحة انتي هونتي عليا حاجات كتير، و بعدين عمتو سعاد دي شكلها سكر اوي
مريم و هي بتاكل صدفة
:بصراحة هي عسل و مفيش زيها، بصي هي طيبة اوي و بتحبنا أكتر من الدنيا و ما فيها
و خصوصا أن هي مخلفتش و جوزها توفي بعد جوازهم ب ٦ سنين و مرضتش تتجوز بعده..
صدفة :طب و عمتو فايزة دي ايه حكايتها، أنا حسيتها غريبة اوي، كل ما عمتو سعاد تعمل حاجة هي تقلدها و خلاص و كمان سمر.
مريم :بصي يا ستي عمتي فايزة دي عاملة زي البومة في العيلة دي، واحدة بتحب الفشخرة اوي و بتحب تبين ان ولادها احسن من اي حد حتى لو فيهم عبر الدنيا
يعني مثالا لما سمر اتخطبت روحت انا و بابا الخطوبه و لما جيت ابارك لها قالت لي عقبالك يا مريم دا اللي زيك متجوزين و مخلفين و انتي مش عارفه حظك عامل كدا ليه لازم تروحي لشيخ يرقيكي و كلام يسم البدن
انا وقتها قلت لبابا علشان يبقى عارف كل حاجة
صدفة بدهشة :معقول هي بالبجاحة دي
مريم:هتقولي ايه بقا، و مع ذلك معتز إبنها قعد سنتين كل ما يشوف بابا يقوله مش توافق على جوازي انا و مريم بقا يا عمي.
صدفة :يلهوي يعني امه كانت بتقولك كدا من ناحية و هو عايز يتجوزك من ناحية.
مريم :لا و الانقح بقا ان هي نفسها جيت في مرة و جابوا جاتوه و جيهم قعدوا و طلبوا ايدي بشكل رسمي و قالوا أن مفيش احسن من معتز ليا و ان البنت لابن عمتها.
صدفة غصب عنها ضحكت :
غريبة دي...
مريم :لا و لا غريبة و لا حاجة معليش يعني يا صدفة لما عمتي عرفت ان بابا ناوي يأجر المحل و يشتغل فيه راحت لصاحب المحل و عملت كل البدع علشان صاحب المحل ميديهوش لبابا و حتى عرضت عليه انها تاجره هي بس هو علشان على علاقة طيبة ب بابا مرضاش يوافقها و فعلا أجره لبابا و لما المحل كبر و بقا له زباين، معتز جيه علشان يتقدم لي...
صدفة :باين عليهم انهم مش سالكين ...
مريم:علشان كدا عايزك تاخدي بالك من معتز لان من كلامه كدا شكلن عنيه عليكي و انتي الخطة البديلة بالنسبة ليهم.
صدفة : أنتي عمرك حبيتي يا مريم؟
مريم :حبيت! تصدقيني يا صدفة لو قلتلك اني معرفش شكل الحب دا ايه...
بس مكدبش عليكي انا نفسي اتحب يا صدفة، نفسي حد يبقى هيتجنن عليا، حد يفضل يلف علشان ابقى من نصيبه يهمه سعادتي و ميهونش عليه زعلي.. انا برضو عايزاه اتجوز.. و عايزاه يكون عندي بيت و شخص اعتمد عليه و يكون لي كل دنيتي.. و يبقى عندي ولد و بنوته
عايزاه يكون راجل كدا و الناس بتحبه شهم و جدع حتى لو هو فقير يا صدفة أنا بس نفسي احس بالأمان و مش فارق معايا يكون معه فلوس بس حد و انا معاه احس اني أميرة..
صدفة :صدقيني قريب اوي هتلاقي اللي يحبك و يقدرك و هتبقى ملكة مش أميرة و هيتعملك فرح متعملش لواحدة في بلدك.
مريم:تخيلي انا و انتي نتجوز في يوم واحد.
صدفة :ياريت و الله
مريم :و انتي حبيتي قبل كدا؟
صدفة سكتت و جيه في بالها ابراهيم متعرفش ليه
بس هي بتفكر فيه يمكن بسبب المواقف اللي جمعتهم مع بعض
و جايز لأنها حست أنه كان غيران عليها و خصوصا لما اتخانق معها و اتسبب في بكاها، اتنهدت بهدوء
:مش عارفه بس اكيد اني لما أحب حد مش هخبي عليك.
مريم :ماشي يا ستي، طب ايه رايك انا هجيب فيلم نقعد نتفرج عليه سوا بس جوا لان الجو هنا برد شوية...
صدفة :ماشي...
الاتنين قاموا دخلوا جوا
مريم:بقولك خلينا نضم السريرين جنب بعض و ننام سوا
صدفة بحماس:معنديش مشكلة خالص...ياله بينا.
مريم ابتسمت و الاتنين زقوا السرير جنب التاني و مريم جابت التابلت بتاعها شغلت فيلم و نزلت بطانية من الدولاب
صدفة جابت طبق الفشار و الاتنين قعدوا جنب بعض اختاروا الفيلم سوا و اتغطوا و بدوا يتفرجوا
بعد ساعة الا ربع كانت مريم نامت بعمق على كتف صدفة
صدفة ابتسمت بهدوء و اخدت التابلت حطيته جانبها، عدلت دماغ مريم و غطتها كويس و رجعت تكمل الفيلم، لكن دقايق و كانت حاسة أنها مش عايزاه تتفرج لوحدها والدهم كالعادة بينام بدري و مفيش حد تقعد معه و خصوصا انها نامت بالنهار مكنتش عارفة تنام.
قامت خرجت من الاوضة قعدت في الصالون شوية و دماغها مسابتهاش في حالها و رجعت من تاني تفكر فيه
لكن الغريب أنها سمعت صوته في البداية كانت فاكرة انها بتتخيل لكن الصوت كان قريب قامت بسرعة و خفة راحت وقفت عند الباب
كان طالع السلم و هو بيتكلم مع عزيز في الموبيل و صوته عالي و باين من صوته انه متعصب
حست بالضيق من نفسها و فكرت أنها ممكن تكون سبب غضبه بسبب كلامها معه لحظات و خطواته و صوته بعد
و كأن طلع لشقته...
متعرفش ازاي رجليها اخدتها لحد الاوضة في لحظات، فتحت البلكونة براحة جداً و دخلت
رفعت رأسها لفوق لأنها عرفت من مريم ان اوضته فوق اوضتهم
دقيقتين و نور الاوضة كان اشتغل و سمعت صوته و هو بيتكلم مع والدته
ابراهيم كان متضايق و ماكلش حاجة و كلام صدفة كله بيرن في ودانه
:ماليش نفس يا ماما و الله ما ليا.
شمس بضيق:يا حبيبي مينفعش كدا انت ماكلتش حاجة و ابوك قالي انك دخنت النهاردة كتير انت بتعمل في نفسك كدا ليه و لا انت عايز توجع قلبي عليك.
ابراهيم :لهدي بس يا ست الكل، أنا بجد ماليش نفس و هموت و أنام... ف بالله عليكي أنا مش قادر اصلا احط حاجة في بوقي أنام دلوقتي و بكرا نشوف الموضوع دا.
شمس بحدة :ماشي يا ابراهيم انت حر...
خرجت من الاوضة و سابته، إبراهيم دخل غير هدومه و لابس تيشيرت مريح و بنطلون قطني و رجع ينام
كان متضايق و بيفكر في كلامها
"بس انا طباعى غير طباعك وعاداتى غيرك ،صعب نتفق و الظاهر ان كل ما نشوف بعض هنتخانق ف ياريت حضرتك تتعامل معايا على اساس اني غريبة."
ميعرفش ليه كان متضايق بسبب كلامها دا رغم انه العادي انها تحط حدود بينها و بينه لكن كلامها عصبه و حسسه انه عايز يتفق معها و يتعامل معها علي اساس انها قريبة مش غريبة... يمكن لانه مش قادر يحس انها غريبة
رغم ان كلامها صحيح ميه في المية
طباعها غير طباعه، و صعب يتفقوا، هي متدلعه و متعرفش حاجة عن الأصول و العادات بس حاسس انه مسحول في التفكير فيها غصب عنه
حاول يبطل يفكر فيها و ينام، طفي النور و شغل القرآن على موبيل، سابه جنبه و حاول ينام.
صدفة كانت واقفه في البلكونة و سمعت كلامه مع والدته عن الأكل، كانت متضايقه منه أنه بيدخن كتير و مش بياكل لما نور اوضته انطفى رجعت اوضتها و قفلت باب البلكونة.....
دخلت تنام لكن لأول مرة متعرفش تنام و تفضل سهرانه بتفكر في شخص و لأول مرة لما تفكر في كل المواقف اللي بينهم تبتسم بخجل و بالذات لما افتكرت لما شافها عند عائشة و هي لابسه العباية الدهبي...
و فرحت لما افتكرت موقفه لما دافع عنها من الشاب المتحر'ش
صدفة لنفسها:ايه اللي انا بفكر فيه دا بس...و بعدين مالك فرحانة كدا ليه، نامي بقا، ايه الانحراف اللي انتي فيه دا .
**********************
#لتسكن_قلبي
دعاء احمد
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
صدفة معرفتش تنام طول الليل حتى بعد ما صلوا الفجر و ابوها رجع البيت مريم دخلت تكمل نوم لكن هي فضلت نايمة علي السرير بتبص للسقف
قامت علي الساعة ستة و ربع فتحت دخلت البلكونة، فضلت واقفه شوية و هي حاسة بتائنيب الضمير من اللي عملته مع ابراهيم و كلامها معه و خصوصاً لما سمعت والدته امبارح بليل انه ماكلش.
بصت لفوق متعرفش ليه بس زي اللي كانت مستنيه تعرف هو صحي من النوم و لا لأ.
دخلت اوضتها كانت بتفكر في حاجة و هي مترددة لحد ما اخدت قرارها و قامت دخلت المطبخ.
رغم أنها مكنتش عارفة مكان اي حاجة و لا عارفة هتعمل ايه وقفت شوية و هي بتفكر بعد دقايق
كانت بدأت تجهز فطار بسيط في حافظة طعام صغيرة، حطتها في كيس و سابتها على الرخام
رجعت الصالون و هي حاسة بالغباء من اللي بتفكر فيه
صدفة لنفسها
:معليش هو انا عملت ايه على اعتذر له و بعدين أنا أصلا معملتش حاجة و كان عندي حق في كلامي
بس اكيد يعني مش هيحصل حاجة لو نهيت الخلاف اللي بينا مش كل ما نشوف بعض نتخانق يعني
و الله شكلك بتلفي و تدوري يا صدفة علشان تتكلمي معه.
سكتت و بصت في الساعة، كان البيت هادي و لسه الجو هادي، اخدت موبايلها و فضلت تقلب فيه حوالي نص ساعة لحد ما سمعت صوت على السلم.
قامت بدون تفكير راحت المطبخ اخدت كيس الفطار و خرجت فتحت الباب بسرعة.
ابراهيم كان نازل و لسه مطلع سيجاره ماسكها في ايده اول ما شافها استغرب لكن افتكر كلامها عن الحدود اللي المفروض تكون بينها، مهتمش و كان نازل.
صدفة :ابراهيم....
ابراهيم و هو مديها ضهره: نعم.
صدفة بهدوء رغم ارتباكها:ممكن نتكلم دقيقتين لو سمحت.
ابراهيم طلع الولاعة و اتكلم بحدة :مظنش ان فيه حاجة بينا تخليني اديكي من وقتي دقيقتين..
صدفة اتغاظت منه و اتكلمت بعصبية :
اولاً لما حد يعوز يتكلم معاك لازم متدلوش ضهرك دا من باب الذوق، ثانيا برضو من باب الذوق أنك تخليني اقول اللي عندي و بعدها ليك حرية انك تتفهم كلامي دا... على العموم مش عايزاه اقول حاجة...
كانت هتدخل لكنه اتكلم بهدوء و هو بيبصلها
:كنتي عايزاه تقولي ايه؟
صدفة :كنت عايزاه اقولك إني مش بحب الخناق، و مش بحب يكون في حد زعلان مني، يعني مفيش داعي يكون في بينا خلاف أكتر من كدا، أنا ممكن اسافر في اي لحظة و مش عايزاه أمشي و انا مضايقة حد مني، علشان كدا بقول ممكن نبدأ صفحة جديدة
انت متكنش متضايق مني و انا كمان
ابراهيم مكنش فارق معه كل كلامها لكن موضوع السفر!
:أنتي تسافري تاني؟
صدفة رغم ان السفر كان مجرد حجة علشان تتكلم معه لكنها فرحت أنه اهتم يسالها
:الله أعلم بس أكيد إن مكنش النهاردة هيبقى بكراً أكيد مش هسيب ماما لوحدها
ابراهيم بضيق :طب و مريم و والدك؟
صدفة بابتسامة:اكيد هنزل مصر تاني و بعدين انا بقول جايز يعني لسه مش دلوقتي، ايا يكن خلينا ننسى اللي فات و نفتح صفحه جديدة ماشي يا ابراهيم
ابراهيم ابتسم لان اسلوبها مختلف و غريب و كفاية اسمه منها أجمل بكتير
:ماشي يا صدفة و متزعليش مني اني كنت يضايقك بس دا من خوفي عليكي يعني محبش ان حد يضايقك او يشوفك مش كويسة..
صدفة :متقلقش عليا، بس بما اننا اتفقنا أخيراً ياريت تاخد دي.
ابراهيم مد ايده اخد منها كيس الفطار و اتكلم بهدوء :اي دي؟
صدفة:فطار يعني اعتبره... بتسموها ايه! ايوة افتكرت... عربون محبة.
ابراهيم لأول مرة يحس بالهدوء و هو بيبصلها، شايفها جميلة اوي رغم أنها نفس ملامح مريم اللي كان بيشوفها عادية بس روح صدفة محلياها في عيونه... او يمكن دا النصيب
ابراهيم :ماشي يا صدفة مقبولة منك.
صدفة:طب ممكن اطلب منك طلب.
ابراهيم :ايه؟
صدفة بصت للسيجارة اللي في ايده و اتكلمت بقلة حيلة
:ممكن متدخنش على الاقل مش قبل ما تفطر... علشان خاطري يا ابراهيم.
كانت بتتكلم بمنتهى العفوية مش زي امبارح، اسلوبها كان ناعم و رقيق و كأنها مش البنت اللي كل يوم تتخانق معه على حاجة شكل.
ابراهيم :ماشي يا صدفة و على العموم شكراً على الفطار من يد منعدمهاش يا ست الحسن ...
صدفة ابتسمت بخجل و هو نزل، لما خرج من العمارة بص للسيجارة اللي في ايده رمها و كمل طريقه للوكالة .
صدفة دخلت الشقة و هي مبسوطة متعرفش ليه و مش فارق معها تعرف بس المهم انها كانت فرحانة بجد من قلبها.
رددت غزله بابتسامة رقيقة :
ست الحسن....
الوقت عدي بسرعة
مريم خرجت من اوضتها بنوم لقت صدفة نايمة على الكرسي في الصالون
مريم:صدفة... يا صدفة.
صدفة بنوم:ايوة
مريم:قومي نامي جوا و لا قومي بقا الساعة بقيت تسعة، تعالي نحضر الفطار علشان هننزل نشتري طلبات البيت سوا النهاردة السويقة.
صدفة:السويقة !
مريم:السوق.. يعني هنشتري الخضار و الحاجة اللي عايزنها و اهو تيجي معايا.
صدفة:ماشي.
في نفس الوقت
عبد الرحيم خرج من اوضته و ابتسم لما شافهم واقفين سوا
عبد الرحيم بود:صباح الخير يا بنات.
صدفة و مريم بابتسامة :صباح النور يا بابا..
مريم:عامل ايه دلوقتي بقيت احسن؟
عبد الرحيم :اه الحمد لله و بعدين انا نمت من بعد صلاة الفجر محستش بحاجة.
مريم:نوم العوافي يا احلى حجيج.
عبد الرحيم :اه يا بكاشة...
كمل كلامه و هو بيبص لصدفة
:نمتي كويس يا صدفة؟
صدفة :انا! اه
عبد الرحيم كان حاسس انه مقصر اوي في حقها و عايز يقرب منها لكن حاسس انه ميعرفهاش و مش عارف ازاي يقرب
:طب بقولكم ايه يا بنات... ايه رايكم نفطر برا
دوقتي الكشري قبل كدا يا صدفة؟
صدفة ابتسمت :الكشري؟ لا
عبد الرحيم :يبقى لسه مزورتيش مصر، طب بقولكم انا ايه رايكم ننزل احنا التلاته اخذكم لمكان بيعمل كشري إنما ايه على أصوله و بعدها نتفسح شوية و لو عايزين تشتروا حاجة و نقضي اليوم برا..
صدفة بحماس:انا موافقة جداً
مريم :و انا كمان.
عبد الرحيم :طب مستنين ايه ادخلوا غيروا و هننزل دلوقتي.
صدفة لأول مرة تحس ان فيه يوم بدأ كويس بسرعة دخلت هي و مريم يغيروا و عبد الرحيم نزل ركب عربيته و استناهم لحد ما نزلوا الاتنين سوا.
بعد ساعة
صدفة كانت قاعدة جنب مريم في مطعم على البحر لكن ديكوراته مختلفه اشبة بالخيمة العربي، مريم و صدفة كانوا بيتصوروا سوا مع ديكورات المكان المختلفة
عبد الرحيم كان بيبص لهم بحسرة و قهر أنه فرق بينهم كل السنين دي و محاولش يجمعهم و لو مرة واحدة
و بسببه هو و سهير بناتهم كل واحدة عندها مشاكل نفسيه
صدفة حاسة بالوحدة و الضياع و أنها مفتقرة للحب و مريم معندهاش ثقة كفاية في نفسها و نفسها تلاقي الاحتواء
لكن الحلو انهم الاتنين مختلفين عنه هو و سهير
مش سلبين زيه و لا متحكمين زي سهير هم بس عايزين ينبسطوا و يعيشوا حياتهم.
اتنهد بحزن و هو بيبص للبحر و سرح فيه كأنه بيتمني الوقت يرجع بيه للحظة اللي اتخلى فيها عن صدفة.
فاق على صوت مريم و هي بتتكلم بحماس:
خلينا نتصور سوا يا بابا...
عبد الرحيم :ياله بينا.
مريم قعدت جنبه و بدأت تتصور
عبد الرحيم لصدفة:تعالي يا صدفة... تعالي نتصور كلنا سوا
صدفة ابتسمت وراحت قعدت جنبه لقيته بيحط ايده على كتفها و بيضمها له هي و مريم اللي كانت بتصورهم
بعد دقايق كل واحد نزل له طبق الكشري بتاعه، صدفة كان مبسوطة جداً فوق ما تتخيل
كانت بتاكل و هي حاسة بلذة الاكل و أنه طعمه لذيذ أكتر من اي مرة داقت فيها حاجة ، زودت الشطة و اكلت و عبد الرحيم مركز معها هي و مريم
و الغريب انه لاحظ انهم بياكلو بنفس الطريقة لكنه كان فرحان جداً معاهم فضلوا يتكلموا و مريم كانت بتبدأ الكلام علشان تدي والدها فرصة يتكلم مع صدفة و خصوصا انها حست انه عايز يعمل كدا لكن مكنش عارف و بفضلها صدفة كانت بتضحك بسعادة و هم بيحكوا ليها عن حاجات كتير و هي كمان بدأت تحكي ليهم عن شقاوتها و هي صغيرة و المقالب اللي كانت بتعملها في خالها شوقي
كان يوم لذيذ و مشرق يمكن أفضل يوم قضيته في اسكندرية و خصوصا انهم خرجوا و فضلوا بيتمشوا و اشتروا حاجات كتير جداً.
بليل الساعة عشرة
ابراهيم كان قاعد في اوضته لسه راجع من الشغل، كان عادي جداً و على وشه ابتسامة كل ما يفكر في كلامهم الصبح و شكل الفطار اللي هي جهزته له رغم انه كان فطار عادي بس كان فرحان و لأول مرة يعدي يوم كامل من غير ما يدخن يمكن بسبب ست الحسن.
شمس دخلت الاوضة و اتكلمت بجدية :
إبراهيم انت صاحي.
ابراهيم بجدية :اه يا ست الكل اتفضلي.
شمس دخلت و قعدت جانبه على السرير
:كنت عايزاه افتحك في موضوع كدا.
ابراهيم؛ موضوع ايه
شمس:بص بقا أنا عايزاه أفرح بيك و طالما انت مش عايز تخطب مريم، انا شايفه اننا ندور على غيرها و انا بقا في كم واحدة ادامي ما شاء الله عليهم ادب و أخلاق و جمال و شطار يعني مفيش بعد كدا و لو انت موافق بكرا ان شاء الله نروح نقعد مع أهلها و اللي تعجبك نخطبهالك
حكم انا تعبت يا ابراهيم و عايزاه اشوف عيالك.
ابراهيم افتكر صدفة و ابتسم:
طب بقولك ايه يا ست الكل انا استنتي كتير مش هيحصل حاجة لو صبرتي كمان شويه اخلص بس كم حاجة في الشغل و بعدها اوعدك هفرح قلبك.
شمس:بجد يا ابراهيم... ايه هي الصنارة غمزت، أنا قلتلك مريم مفيش زيها.
ابراهيم :يا ماما مش كفاية بقا نحكي في موضوع مريم دا، مريم دي بالنسبة ليا جارتي و اختي الصغيره لكن جواز ليها من دماغك.
شمس :طب قولي في واحدة في دماغك
ابراهيم :كله بوقته يا ماما
شمس :ربنا يهديك يا ابراهيم يا ابني.... و يزرقك بنت الحلال اللي تفرح قلبك..
****************
عند فايزة
دخلت اوضة إبنها اللي كان بيقلب في الموبيل
فايزة:عايزاه اتكلم معاك يا معتز.
معتز :نعم يا ماما في ايه
فايزه:ناوي على ايه في موضوع بنت خالك..
معتز : هكون ناوي على ايه يعني و لا اي حاجه انتي مشوفتيش قابلتنا ازاي لما روحنا
فايزة:و ايه يعني يا ولا... و بعدين ما هي لازم تشوف نفسها علينا البت امها عندها شي و شويات برا مصر و ابوها عنده محل بيدخل اد كدا في اليوم دا انا كل ما اعدي عليه اللقي الزباين واقفين اد كدا... و بعدين انت أولى واحد بيها مين يعني هيخاف عليها و على فلوسها ادك.
معتز:انا معاكي يا ماما و مكدبش عليكي هي لامعه في عنيا بس ازاي.
فايزة:هو انا اللي هقولك... يعني مثالا خد زيارة و روح لخالك و حاول تفتح معها كلام و خد رقمها و ابقى كلمها و بعدين انت شاب و عارف البنات بتقع ازاي
معتز بابتسامة :من الناحية دي انتي جيتي في ملعبي
فايزة؛ وريني شاطرتك... انا هسيبك دلوقتي و اطلع اشوف المعدوله اختك عامله ايه مع خطيبها....
**********************
#لتسكن_قلبي
دعاء احمد
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر...
صدفة خرجت من اوضتها على أذان الفجر كانت رايحة تتوضي كانت فاكرة ان والدها نزل يصلي لكن لقيته قاعد في الصالون و هو ساكت
صدفة باستغراب :صباح الخير يا بابا....
عبد الرحيم :صباح الخير يا صدفة..
صدفة :هو أنت مش هتنزل تصلي الفجر؟
عبد الرحيم :تعالي يا صدفة...
صدفة قعدت على إلانترية جنبه
عبد الرحيم بخوف :صدفة هو أنتي ناوية ترجعي إنجلترا تاني.
صدفة :مش عارفه و الله يا بابا.... أنا معرفش ايه اللي هيحصل بعد كدا بس.... بس ماما أكيد مش هتسكت الا لما ارجع... هي كانت عايزانى اتدرب تحت ايدها يعني عايزانى امسك الشغل و ابقى خليفتها زي ما بيقولوا
عبد الرحيم مسك ايدها و اتكلم بحنان :
بس أنا عايز اعرف أنتي عايزاه ايه يا صدفة...
صدفة سكتت لحظات :
بابا... ماما عندها حق اكيد لازم أنا اللي همسك شركتها.... يعني مهما كان حصل و مهما كان العلاقة بينا بس مفيش حد يخاف على شغلها ادي... و هي عارفة اني ذكية و بحب الشغل و هي اهتمت بيا كتير اوي اهتمت اني ادرس كل حاجة تخص إدارة الأعمال و اهتمت اني اتعلم اللغات
كانت طول السنين اللي فاتت بتهتم اني اكون مؤهلة لدا
حتى خالي شوقي لما كان بيدربني كان دا بأمر من ماما.... للأسف انا معنديش اختيار، أنا متفهمة دا بس لحد ما دا يحصل عايزاه اكون مبسوطه و عايزاه افضل معاكم.
عبد الرحيم :معنى كلامك انك مش هتكوني مبسوطة لما ترجعي و تبدأي تشتغلي.
صدفة :مش هيبقى عندي وقت افكر اذا كنت مبسوطه و لا لاء، ماما طول الوقت في اجتماعات و سفر و صفقات و دماغها طول الوقت بتفكر في الف حاجة....
عبد الرحيم :طب بعيد بقا عن دا كله و بعيد عن والدتك و الشغل أنتي عايزاه ايه يا صدفة.... أنتي
صدفة ابتسمت بهدوء :
نفسي محسش بالضغط و لا احس اني شايله هم حاجة لا الشركة و لا الشغل...
عارف يا بابا انا عايزاه احس بالاستقرار.. انا أكتر حاجة بكرهها هي شنط السفر... اي حد ممكن يكون نفسه يسافر و يشوف أماكن مختلفة
لكن أنا بقيت اتعب لما اعرف اني هسافر لأي مكان.... يعني علشان اسافر من نيويورك لأي مكان تاني لازم اجهز شنطة سفر و بعدها لما اوصل المكان دا لازم افضيها و طبعا انا هرجع تاني لنيويورك يبقى لازم ارجع اجهز شنطتي من تاني...
نفسي يبقى عندي بيت و أهل اكون من اولويتهم... و لو قررت اشتغل هشتغل في شيء احس اني مرتاحة فيه... مش مضطرة اعمله...
نفسي اشوف مريم فرحانة و تتجوز شخص بيحبها و هي كمان بتحبه .
عبد الرحيم :يعني مش حابه فكرة انك تسافري تاني؟
صدفة:على الاقل دلوقتي.
عبد الرحيم :و انا مش هسمح لك تبعدي تاني
صدفة ابتسمت و هو حضنها :حقك عليا إني سبتك كل السنين دي.... انا يمكن معرفش حاجات كتير عنك بس صدقيني ندمي اني سيبتك و كملت حياتي من غيرك بيقتلني كل ما اشوف ضحكتك و اعرف ان بغبائي ضيعت من ايدي ضحكة جميلة زي دي...
صدفة غمضت عنيها براحة و هي مش فارق معها اعتذاره بس فارق معها اوي انه قرب منها...
مريم خرجت من الاوضة و هي بتحرك ايدها في شعرها بعشوائية و نوم، استغربت ان صدفة مصحتهاش علشان يصلوا سوا لكن لما شافتها مع بابهم ابتسمت و اتكلمت بغيرة
:ايوة بقا انتي صاحية بدري علشان تاخدي الحب كله و سيباني نايمة...
صدفة بخبث مرح :ما انتي اللي نومك تقيل
مريم :طب ابعدي عن ابويا بقا يا لمضه..
صدفة طلعت لسانها بخبث :لا مش هبعد..
مريم حطت ايدها على خصرها بغيظ: شوفت بتكلمني ازاي يا بابا... فكرها هتاخدك ليها لوحدها... دا بعينك.
قالتها و قربت قعدت جنبهم و حضنت ابوها هي كمان، عبد الرحيم بأس رأسهم بحنان
:ربنا ميحرمنيش منكم يا بنات .... ياله بقا علشان نصلي سوا
*******************
الساعة اتنين الضهر
جرس الباب رن، مريم كانت واقفه في المطبخ هي و صدفة
و بتعلمها ازاي تعمل طاشة الملوخية...
مريم :مين اللي جاي دلوقتي
صدفة :ممكن يكون بابا.
مريم و هي خارجة:ايه الغباء دا، بابا معه مفتاح أصلا ...
فتحت الباب لكن بأن عليها الانزعاج و هي شايفه معتز ابن عمتها
معتز :ازايك يا... سكت بحيرة و هو مش عارف يفرق بينهم
مريم :مريم... في ايه يا معتز؟ بابا مش هنا نزل المحل من ساعتين و مش هيجي دلوقتي تقدر تروح له..
معتز بابتسامة:اه ما انا عارف ان خالي في المحل... انا اصلا كنت جاي علشان اطمن عليكم و على صدفة هي كويسة...
مريم كانت فاهمة تفكيره لأنها عارفه عمتها كويس
:اختي كويسة يا معتز...
معتز:طب ايه هنتكلم من على الباب كدا، مش هتقوليلي اتفضل!
ابراهيم كان طالع السلم شاف معتز و مريم واقفين يتكلموا، بمنتهى السهولة كان عارف انها مريم و واثق من دا
شاف معتز داخل البيت، مريم وربت الباب و سابته مفتوح،
هو عارف ان معتز يبقى قريبهم بس كان متضايق لأنه عارف ان الحاج عبد الرحيم في المحل و ان اكيد مفيش غير مريم و صدفة
رغم ان مريم مقفلتش الباب و سابته موارب لكن كان متضايق من وجود معتز لانه سامع عنه كلام كتير مش كويس...
******************
صدفة خرجت من المطبخ شافت معتز قاعد في الصالون و مريم واقفه باين عليها الضيق من وجوده لأنها هي و اختها بس اللي في البيت.
مريم:ها يا معتز عايز تقول إيه، معليش اصل بابا مش موجود و انا مش هينفع اقعد اتساير معاك و نحكي يعني افرض حد من الجيران شافك هيقولوا ايه اظن انت تخاف على سمعتنا برضو.
معتز :طبعا يا مريم انتي أختي و بعدين دا اللي يجيب سيرتك انتي او صدفة بكلمه يبقى جيه لقضاه، بس على فكرة انك رنيت على خالي و قلت له اني هاجي اطمن عليكي انتي و صدفة.
مريم:لا فيك الخير...
معتز:اومال صدفة فين؟
صدفة برقة :انا هنا يا معتز..
معتز اول ما شافها قام و مد ايده يسلم عليها
:منوره دايما
صدفة سلمت عليه و قعدت
معتز:متعرفيش أنا من ساعة ما شوفتك و انا بفكر فيكي اد ايه.
مريم بسخرية:لا ما هو واضح علشان كدا مش عارف تفرق بيني و بينها.
معتز كان متضايق من مريم لانه عارف انها فاهماه
معتز:قهوتي زيادة يا مريم... انا كنت حابب اتكلم مع صدفة شوية...
مريم :حاضر حاجة تاني مع القهوة.
معتز:كتر خيرك...
مريم سابتهم و قامت
صدفه:نعم يا معتز كنت عايزني في ايه...
معتز: بصراحة انا عرفت انك عمرك ما جيتي مصر قبل كدا علشان كدا فكرت انك اكيد حابه تتفرجي على مصر... و أنا بقا ياستي فاضي ممكن اكون مرشدك السياحي
صدفة بابتسامة:شكراً يا معتز مش عايزاه اتعبك معايا و بعدين انا خرجت انا و مريم و بابا و روحنا أماكن كتير حلوة اوي و بعدين انت معندكش شغل....
معتز :لا طبعا عندي بس ممكن اخد اجازة مخصوص علشانك لو هتكوني مبسوطة.
صدفة :دا لطف منك يا معتز بس خلاص انا مش هروح اي مكان دلوقتي....
معتز:طب ممكن اخد رقمك يعني لو جيه في بالك تنزلي في اي وقت انا هكون مبسوط جدا لو كلمتيني .
صدفة:مش حابه ازعجك.
معتز:ازعاج ايه بس انتي بنت خالي ياله هاتي رقمك..
صدفة اخدت منه موبايله و سجلت رقمها عنده
معتز انا هرن عليكي ابقى سجلي رقمي
ماشي يا صدف و في اي وقت احتاجتي مني اي حاجة رني عليا بس و هكون عنك.
صدفة:ماشي بس يارب متزهقش مني.
معتز:ازهق منك ايه بس انتي لو تعرفي عملتي فيا ايه من ساعة ما شوفتك.
مريم من وراه :القهوة السادة...
معتز :بشربها زيادة يا مريم.
مريم:ايه دا بجد معليش بقا...
معتز:طب انا همشي بقا و زي ما اتفقنا يا صدفة.
صدفة:أن شاء الله....
معتز:سلام يا مريم.
مريم:سلام.
مريم راحت وراه و قفلت الباب وراه
مريم:ابو تقل د"مك يا شيخ...
صدفة :يا بنتي انتي كان ناقص تقولي له قوم امشي.
مريم :و ياريته هيقوم دا بارد عامل زي امه.
صدفة:للدرجة دي مش طليقه عمتو فايزة.
مريم :بصي يا صدفة عمتك فايزة سبب اي مشكلة حصلت في البيت دا
مفيش مرة كانت تيجي الا لما تشيل بابا الهم و كانت بتقف لي على غلطه علشان تيجي تعيط لبابا و تقوله بنتك بتعمل و بتعمل و بابا مش بيحب يزعلها و بيقول في الاخر انها اخته و بيعدي ليها كتير اوي... و ابنها زيها نسخة واحدة...
صدفة :طب ياله نكمل الغداء علشان بابا زمانه جاي.
مريم دخلت المطبخ و صدفة معها......
**********************
بعد العشاء
صدفة و مريم و والدهم كانوا بيتفرجوا على التلفزيون.
صدفة:بابا.....
عبد الرحيم :ايوة يا صدفة...
صدفة :كنت عايزاه اتكلم معاك في موضوع..
عبد الرحيم :اتكلمي انا سامعك...
صدفة بصت لمريم اللي بأن عليها القلق و كانت عايزاه تسكتها لكن صدفة اتكلمت
صدفة بسرعة:بص انا بصراحة كنت عايزاه انزل شغل، و بالتحديد يعني في محل العطارة بتاع حضرتك، يعني انت مش بتنزل كتير و انا حابه اخرج لاني مش متعودة على قعدت البيت و بدل ما يقف واحد غريب.
عبد الرحيم بجدية:لا يا صدفة و بعدين انا اه مش بنزل كتير بس عيسى واقف في المحل و هو آمين و محترم انا مش عايز اعرضك لمواقف مش كويسه في السوق.
صدفة بسرعة:و الله متقلقش يا بابا محدش يقدر يتعرض لي.
عبد الرحيم :زي ما الشباب ضايقوكم لولا ابراهيم... صدفة انا مش عايز اتعبك و بعدين الستات اللي بيجوا يشتروا في منهم رخمين و تعاملهم مش احسن حاجة.
صدفة:يا بابا.
عبد الرحيم :خلاص بقا يا صدفة... و بعدين بكل الشهادات اللي معاكي تقدري تشتغل في أحسن مكان في مصر...
صدفة سكتت و هي متضايقه و في نفس الوقت لسه احساسها بالشك في عيسى مخليها مش عارفه تهدأ.
حاولت تنسى كل دا و تتفرج على الفيلم، بعد نص ساعة قامت دخلت اوضتها و دخلت البلكونة
كانت واقفه بتقلب في الموبيل لحد ما سمعت صوت من فوقها.
رفعت رأسها و ابتسمت اول ما شافت ابراهيم واقف و في ايده كوبايه شاي و بيتكلم في الموبيل
رجعت بصت ادامها لحد ما سمعت صوته و هو بيتكلم
:صدفة...
صدفة بسرعة :نعم
ابراهيم بابتسامة:عاملة ايه؟
صدفة :كويسة و أنت
ابراهيم :أنا كويس الحمد لله، صحيح شكرا على الفطار.
صدفة:ماشي يا عم العفو.
إبراهيم كان عايز يتكلم معها
:طب تحبي اردلهالك ازاي؟
صدفة ابتسمت :مفيش داعي دي حاجة بسيطة...
ابراهيم :لا انا محبش حد يشيلني جميلة... قولي لي اردلهالك ازاي...
صدفة :يعني مُصر.
ابراهيم :بالظبط...
صدفة سكتت شوية و بعدها رفعت رأسها بحماس
:ماشي هو فيه حاجة بس مش هينفع نتكلم كدا، بص الصبح بدري قبل ما تنزل الشغل انا هقولك تردهالي ازاي بس الكلام دا يفضل بينا.
ابراهيم استغرب اسلوب لكن هز رأسه بالموافقة
:ماشي يا ست الحسن.
صدفة ابتسمت لما سمعت الكلمة دي و بصت له
:أنا هدخل تصبح على خير يا ابراهيم.
ابراهيم ابتسم و استناها لما دخلت و دخل هو كمان لاوضته و هو فرحان.....
*********************
#لتسكن_قلبي
دعاء احمد
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر...
تاني يوم الصبح
صدفة كانت قاعدة الصالون بعد ما حضرت الفطار لإبراهيم مستنياه ينزل زي ما اتفقوا.
شوية و سمعت صوت خبطة بسيطة على الباب قامت بسرعة تفتح له قبل ما ابوها يصحى من النوم.
ابراهيم بصلها و ابتسم :صباح الخير يا ست الحسن...
صدفة بابتسامة رقيقة:صباح النور يا ابراهيم..صحيح اتفضل.
ابراهيم :فطار تاني؟
صدفة :ايوة...
ابراهيم :لا انا مش عايز اكل و ماليش نفس تسلمي، و بعدين انا جاي علشان اعرف كنتي عايزاه ايه مش علشان اخد فطاري منك .
صدفة : ما انا هقولك انا عايزاه ايه بس لما تاخد الفطار الاول مش هقول حاجة الا لما تاخده و لا عايز تكسف ايدي.
ابراهيم و هو بياخد منها كيس الفطار
:لا يا ست الحسن مقدرش اكسف ايدك ها كنتي عايزاه ايه بقا.
صدفة خرجت من الشقة و هي بتشد الباب وراها، ابراهيم بص لها باستغراب
صدفة طلعت فلوس من جيب البنطلون و اتكلمت بجدية
:بص يا ابراهيم دول 100 دولار.... انا عايزاك تاخدهم و لو تعرف حد يصرفهم لفلوس مصري، أنا مش معايا فلوس مصري و كل اللي معايا دولارت.
ابراهيم :لو كدا ساهله انا ممكن اصرفهملك.
صدفة بتوتر؛ ما هو مش دا اللي انا عايزاك تعمله.
ابراهيم :قصدك ايه، اتكلمي دوغري يا صدفة.
صدفة:بص أنا عايزاك تخلي حد من طرفك يروح المحل بتاع بابا و يشتري منه حاجات بحوالي 600 او 700 جنية... يتريق الحاجات اللي سعرها غالي بكميات مش كبيرة يعني مثالا الكريمة او البابريكا المدخنة.
ابراهيم بصلها و هو بيفكر في كلامها :
قصدك ايه يعني مش فاهم ليه عايزانى اشتري من محل ابوكي و بعدين ما شاء الله المحل له زباين كتير.
صدفة :اوعدني ان محدش يعرف الكلام اللي هقوله دا و لا كأنه حصل.
ابراهيم :على رقبتي بس انا مش فاهم انتي عايزاه تعملي ايه.
صدفة:بص يا ابراهيم أنا حاسة ان المحل ما شاء الله دخله كويس لان لما روحت هناك ما شاء الله كان في زباين و انت و عمتي بتقولوا ان حاله ماشي
بس اللي بيحصل غير كدا يعني مريم بتقولي أن الايراد مش بيكمل حاجة و المحل مفيهوش كاميرات و بابا واثق في عيسى انا مش شاكة فيه بس عايزاه اتأكد انه آمين.
فانا عايزاك تخلي حد انت تعرفه يشتري الحاجة دي و انا و بابا هنروح المحل اخر النهار و ساعتها لو روحنا و لقينا الفلوس دي موجوده معناها انه بيراعي ربنا و لو الفلوس متكملش انا هرن عليك تخلي الشخص اللي تبعك دا يجي يرجع الحاجة اللي اخدها و ساعتها بابا هيساله.
ابراهيم :فهمت قصدك ماشي يا صدفة .
صدفة:طب خد الفلوس بقا.
ابراهيم : خالي فلوسك معاكي و لو عايزانى اغيرهم لك مصري انا هبقي اغيرهم...
صدفة: طب خدهم بس...
ابراهيم :مش عايز أكرر كلامي... يلا ادخلي .
صدفة:طب ممكن رقمك علشان ابقى ارن عليك.
ابراهيم :هاتي تليفونك اسجله لك.
صدفة طلعت موبايلها و هو سجل رقمه ليها
صدفة كانت بتبص له و على ملامحها ابتسامة دافيه:
هو انت ازاي واثق اني صدفة مش مريم، ازاي بتعرف تفرق بينا
ابراهيم رفع رأسه باستغراب لكنه ابتسم و هو بيديها الموبيل :
لما يجي وقتها هبقي اقولك يا ست الحسن، صحيح تسلم ايدك.
صدفة ابتسمتَ و دخلت الشقة بسرعة، ابراهيم مرر ايده في شعره بحيرة لانه لأول مرة يتصرف بغرابة، عمره ما كان يتوقع أنه يتعامل مع واحدة بالشكل العفوية دا يمكن بسبب عفويتها هي مخلياه مش عارف يتحكم في تصرفاته.
ابتسم ونزل راح الوكالة.........
*******************
بعد صلاة العصر...
صدفة كانت واقفه أدام المراية و على وشها ابتسامة رقيقة و هي بتبص لنفسها
كانت لابسه جيبة سوداء و تيشيرت ازرق من هدوم مريم، كانت رقيقة جداً عليها، كانت قاصدة تلبس حاجة مختلفة عن لبسها المعتاد، خرجت من الاوضة و راحت لمريم
:مريم أنا اخدت الطقم بتاعك...
مريم لما شافتها ابتسمت و حست ان صدفة بقيت نسخة منها بجد حتى في طريقة لابسها
:تصدقي انا لو حد غريب و الله ما هعرف الفرق بيني و بينك...
صدفة: فعلا....طب انتي كدا جهزتي و لا لسه.
مريم وقفت ادامها بثقة و إعجاب و هي لابسه من هدوم صدفة :
ايه رأيك؟
صدفة صفرت باعجاب :زي القمر بس عارفه أنا عندي مرطب شفاه جميل و لونه هادي بحبه اوي و حرفياً منتهي الجمال، استنى هجيبه لك.
مريم :يا بنتي بابا مستنينا تحت هنتاخر
صدفة ابتسمت و دخلت بسرعة اوضتهم و رجعت و هي معها المرطب، وقفت أدام مريم و حطت لها
مريم :ريحته حلوة اوي.... و ناعم.
صدفة:عيب عليك دا انا دوخت لحد ما لقيته.
مريم:شكله غالي.
صدفة: لا بس مش متوفر كتير لان الشركة بتاعته منزله انه مش بيظبط على كل الشفايف علشان كدا صعب اني القيه هو بصراحه جميل عليا
مريم:طب يلا بقا ننزل علشان بابا هيطلع يولع فينا احنا الاتنين.
صدفة لابست الكوتش بسرعة و خرجوا سوا.
راحت مع والدها للمحل كانت مصرة انها تخرج معه و مريم استأذنت من باباها انها تروح لواحدة من صاحبها و هو وافق و اخدها وصلها معه في طريقه.
اول ما دخلوا المحل عيسى رحب بيهم، و راح القهوة يجيب قهوة الحاج عبد الرحيم، صدفة فضلت تلف في المحل و ابوها طلع قعد على باب المحل.
صدفة استغلت ان ابوها بعيد و راحت ناحية درج الفلوس كان فيه حوالي 400 جنية و شوية فكة....بعدت عن الدرج و فضلت تفكر.
كانت من البداية حاسة ان عيسى قلقان من وجودها و كانت بتحس بالذنب أنها شاكة فيه و مازالت حاسة بالذنب و خايفه تكون ظلمته بس اللي بيحصل ادامها دلوقتي مالوش بالنسبه ليها غير معنين
الاول أنه يكون اشتري بضاعة او اي حاجة للمحل
و الثاني أنه يكون مد ايده و اخد من درج الفلوس و هو مطمن لان مفيش كاميرات جوا المحل.
عدي حوالي نص ساعة
كان عيسى قاعد بيتكم مع والدها أدام المحل و بيحكي له ان الشغل مش اد كدا، صدفة كانت ساكتة و هي بتبص له و من جواها برضو خايفة تكون ظالمه لكن عقلها بيقولها انها تكلم ابراهيم
اخدت الموبيل من على الرف و فتح الواتساب و هي متردد
لكن بعتت له و طلبت منه يبعت الشخص اللي اشتري من عيسى و يجي يرجع الحاجة اللي اخدها.
ربع ساعة و فتحت الموبيل كان بعت لها لسه بتقرا الرد، سمعت صوت شاب بيتكلم مع عيسى و والدها
عيسى بتوتر:يا عم قلت لك مش بنرجع حاجة
الشاب:بس أنا مش عايز الحاجة دي خلاص و تقدر توزن كل حاجة تتأكد أن دي اللي انا اخدتها.
عيسى بقلق و ارتباك :طب عدي عليا بليل و انا هبقي اشوف حسابك
الشاب:بس انا مستعجل و عايز حسابي و بعدين انا مش من هنا و يعني مبقاليش كم ساعة واخدهم.
عبد الرحيم :خلاص يا ابني، شوف حسابه يا عيسى و رجع له فلوس، انت حسابك كام
الشاب:780 جنية يا حاج و واخد الحاجة دي منه الصبح.
عبد الرحيم بص لعيسى باستغراب لانه قاله ان حال المحل النهاردة واقف لكنه اتكلم بجدية
:هاتي 780 جنية من عندك يا صدفة و انت يا عيسى اتأكد من الحاجة.
صدفة راحت ناحية الدرج بمنتهى الهدوء و عملت كأنها بتعد الفلوس :
اللي هنا 400 جنية يا بابا و فكة حوالي 80 جنية.
عبد الرحيم بنبرة مختلفة:
اومال فين باقي الفلوس يا عيسى.
عيسى سكت للحظات و هو متوتر و قلقان
:انا... انا اشتريت بضاعة للمحل امبارح بليل و كان فيه باقي حساب 500 جنية شيلتهم معايا اهم علشان ابقى اروح أحاسب.
طلع من جيبه 500 جنية و راح ناحية الدرج اخد باقي الفلوس و ادي للشاب حقه و اخد منه الأكياس
عبد الرحيم قام دخل المحل و بص له بحدة
:من امتى يا عيسى و انت اللي بتشتري البضاعة... و بعدين لو انت اشتريت ليه مقولتليش... فين الفواتير اللي اشتريت بيها البضاعة و فين البضاعة دي...
عيسى اتوتر و كان باين عليه انه بيكدب و مش عارف يقول ايه
عبد الرحيم بصدمة:
انت مديت ايدك يا عيسى... اخدت من الفلوس... ليه... دا انا اعتبرتك ابني... طب المرتب اللي كنت بديهولك مكنش كفاية كنت قول لي... دا انا اكلت معاك عيش و ملح كنت يعتبرك ابني بجد و كنت مسلمك كل حاجة في المحل...
عيسى :انا...
عبد الرحيم بتعب :أنت ايه، هل فيه مبرر انك تخون الأمانة اللي سلمتهالك... انا مبخلتش عليك بحاجة و رغم اني كنت بسمع ان المحل حاله ماشي بس كنت بصدقك و بقول هيستفاد ايه.
عيس بسرعة :غلطة غلطة و مش هتتكرر يا حاج حقك عليا انا غلطان و استاهل ضرب الجزمة...
عبد الرحيم :أمشي يا عيسى... امشي من هنا، ربنا يسامحك امشي من هنا، ياله فرقنا و ياريت يبقى عندك د"م و متخلنيش اشوف وشك...
عيسى طلع المفتاح اللي كان معاه حطه على المكتب، بص لصدفة بضعف و خرج من المحل.
عبد الرحيم قعد على الكرسي و لسه مصدوم و كأنه مش مصدق، صدفة قربت منه و قعدت جانبه
:بابا انت كويس؟
عبد الرحيم :اه يا حبيبتي بس... عايز أمشي من هنا.
صدفة :طب صلي على النبي و اهدي.
عبد الرحيم فضل قاعد شوية ساكت بعد نص ساعة، صدفة اخدت المفتاح و خرجت معه، ابراهيم كان واقف عند الوكالة و هو بيبصلها و استنتج اللي حصل، راح ناحيتهم بسرعة و ساعدها تدخل البضاعة اللي موجودة عند الباب و بعدها قفل لها الباب
عبد الرحيم بتعب:شكراً يا ابراهيم تعبتك معايا.
ابراهيم :و لا تعب و لا حاجة...انت شكلك تعبان تحب اخدك للمستشفي.
عبد الرحيم :لا انا كويس انا بس عايز اروح... و حاسس اني مش هقدر اسوق...
صدفة بسرعة:انا بعرف اسوق...
ابراهيم بجدية:طب انا ممكن اسوق و اوصلكم..
عبد الرحيم ادا له مفاتيح العربية و راحوا كلهم ناحية العربية المركونة، ابراهيم فاتحها و ساعده يدخل، صدفة ركبت جنب باباها و ابراهيم ساق العربية و وصلهم لحد البيت، صدفة شكرته و دخلت مع باباها، مريم اول ما شافت ابوها تعبان حست بالخوف و بسرعة سندته مع صدفة و دخلوه اوضته....
**********************
لتسكن قلبي
دعاء احمد
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر....
صدفة كانت قاعدة في المطبخ على الكرسي و ضلمة رجليها، كانت حاسة بالحزن و تئانيب الضمير انها السبب في تعب والدها، لأول مرة تحس أنها غبية
لأن بسبب اللي عملته و أنها كشفت عيسى لباباها هو تعب.
مريم كانت بتحضر له الاكل و هي بتكلم صدفة
مريم :انا مش مصدقة، طب ليه عيسى يعمل كدا دا بابا كان بيثق فيه اكتر من اي حد و كان بيعمله على أنه ابنه
و لولا أن الشاب دا كان رجع الحاجة اللي اشتراها مكناش عرفنا حقيقته...ربنا رايد يكشفه.... بس المشكله دلوقتي أن بابا قاعد في اوضته زعلان....صدفة... صدفة...
صدفة:ايوة...
مريم :سرحانه في ايه؟
صدفة بضيق:لا أبداً بس مصدعة شوية، انا هدخل أنام و أنتي خليكي وراء بابا لحد ما ياكل و هوني عليه متسبيهوش لدماغه.
مريم:متقلقيش انا هعرف اتعامل معه.
صدفة سابتها و دخلت اوضتها......
مريم كانت بتعمل شوربة لسان عصفور لما سمعت صوت موبيل بيرن، بصت وراها لقت صدفة سايبه موبايلها على السفرة... كانت هتاخد لها الموبيل لكن لما شافت اسم المتصل "ماما" فضلت واقفه مترددة و هي ماسكة الموبيل
بهدوء ردت و حطت الموبيل على ودانها و سكتت
سهير بسرعة
:أخيراً رديتي يا صدفة، و بعدين كل ما اكلمك تكنسلي عليا، انا عايزاه اعرف ايه اللي عجبك في القاعدة عندك
و لا باباكي قوي قلبك عليا، حكي لك ايه عني، اكيد كرهك فيا و أنتي اصلا مش محتاجة حد يكرهك فيا... متردي و لا لسانك اللي طوله مترين مش قادر يتكلم...
مريم :أنا مريم مش صدفة...
سهير كأن الصدمة لجمت لسانها و مش عارفه ترد تقول إيه
صدفة دخلت المطبخ علشان تاخد موبايلها لكن لقت مريم ماسكة و بتتكلم، بصت لها و هي شايفه دموعها.
فهمت أنها ردت علي والدتهم لأنها رنت أكتر من مرة بدون ما تتردد قربت من مريم و اخدت الموبيل قفلته و حضنتها
مريم بحدة و غضب :
هي عملت فينا كدا ليه....ليه اختارتك و سابتني و لا انتي فاكرة اني معنديش قلب علشان مش بتكلم عنها، أنا كنت محتاجها هي كمان في حياتي، ازاي قدرت تتخلى عني، هم ازاي كانوا بالانانية دي، ليه عملوا فينا كدا.
صدفة :مريم اهدي.... للأسف احنا مش مُخيرين... دا قدرنا و بعدين هم فكروا في نفسهم يبقى فكري انتي كمان في نفسك و متزعليش.. و بعدين ما أنا معاكي و بابا كمان، ياله بقا فُكي و صلي على النبي.
مريم مسحت دموعها و اديرت تكمل الاكل، صدفة حست بالحزن عليها، قربت منها تاني و حضنتها من ضهرها بحنان
:لو حاسة انك بكيتي هتكوني أحسن أبكي بس بلاش تتجاهلي حزنك...
مريم:أنا متضايقة يا صدفة... متضايقة اوي.
صدفة:عادي يا مريم، اتعاملي مع حزنك بهدوء و بعدين كل حاجة بتعدي متزعليش، أنا جانبك و بحبك و الله...
مريم ابتسمت و بصت لها :
هو أنتي ازاي كدا؟
صدفة :ازاي؟
مريم :متساهلة مع الدنيا و مش معقدة.
صدفة:علشان عايزاه اعيش و انا فرحانة و بعدين انا مش متساهله اوي يعني و مش في كل المواقف...
مريم:طب ياله ادخلي نامي و أنا هدخل ادي لبابا الاكل...
صدفة:ماشي...
صدفة سابتها و دخلت اوضتها و هي حاسة بالتعب و الضغط لكن مش عايزاه تبقى ضعيفة او تنهار علشان حد...
بصت للموبايل و كانت متأكدة أن والدتها مش هتكلمها تاني و خصوصا بعد رد مريم عليها.
قامت دخلت البلكونة اخدت نفس عميق عدي حوالي تلت ساعة و هي بتبص للشارع لحد ما سمعت صوت من فوق و فيه حاجة بتنزل ادامها، رفعت رأسها بدهشة لما شافت إبراهيم بينزل لها سبت
ابراهيم :خدي اللي فيه.
صدفة بصت جوا السبت، ابتسمت و هي بتاخد منها علبة شكولاته، رفعت رأسها و ابتسمت
:بمناسبة ايه دي بقا؟
ابراهيم بحرج : عادي اقولك بمناسبة ذكائك مثالا في إنك تكشفي عيسى لوالدك...
صدفة بحزن: يارتني ما عملت كدا.
ابراهيم :ليه هو انتي تكرهي ان ابوكي يعرف اللي بيخاف عليه بجد من اللي بينصب عليه.
صدفة:بابا من ساعة ما جينا و هو قاعد في اوضته و زعلان... مريم بتجهز له الاكل بس مظنش انه هياكل حاجة.
ابراهيم : بص يا صدفة أكيد في البداية مش يتقبل الموضوع لأنه وثق فيه لسنتين و بعدها يعرف انه مكنش امين يعني صعب شوية بس اكيد هيبقى كويس، متشيليش نفسك فوق طاقتها.
صدفة:ابراهيم انت لسه مش عايز تقولي ازاي بتفرق بيني و بين مريم..
ابراهيم : أنتي و هي مختلفين يا صدفة حتى لو نفس الشبه بس في حاجات كتير بتميزكم عن بعض.
صدفة :صحيح شكراً على اللي عملته.
ابراهيم :لا شكر على واجب... و بعدين فكي كدا و ان شاء الله خير و خدي العلبة ياله...
صدفة ابتسمت و اخدتها :ماشي شكراً...انا هدخل.
ابراهيم هز رأسه بالموافقة و هي دخلت اوضتها.
***********************
تاني يوم الصبح
صدفة صحيت بدري على صوت الموبيل بيرن، فتحت عنيها بغيظ ان في حد بيرن عليها بدري بصت للموبايل و شافت اسم "معتز"
صدفة:هو دا وقت حد يتصل فيه، دا انت بني آدم رخم.
فتحت الموبيل و ردت بضيق
معتز:الوا صباح الخير يا صدفة.
صدفة :صباح الخير... ايوة يا معتز في ايه؟
معتز :انا صحيتك من النوم و لا ايه؟
صدفة :عادي بس هو فيه حاجة حصلت و لا ايه
معتز :انا سمعت ان خالي تعبان شويه خير ماله
صدفة :مفيش يا معتز هو كويس الحمد لله
معتز:طب هيكون فيه مشكلة لو جيت اطمن عليه.
صدفة:لا طبعا تنور...
معتز:طب انا نص ساعة و اكون عندكم
صدفة بضيق :ماشي يا معتز...
قفلت معه و بصت لمريم اللي نايمة
صدفة :مريم ... يا مريم
مريم بنوم:ايوة يا صدفة في ايه
صدفة :معتز كلمني و بيقول هيجي بعد نص ساعة يطمن على بابا.
مريم:دلوقتي هي الساعه كم.
صدفة :سته و ربع...
مريم :حد يتصل دلوقتي... مكنتش تردي عليه...
صدفة :طب انا هقوم و انتي كمان ياله نحضر الفطار اكيد بابا مش هيسيبه يمشي من غير ما يفطر.
مريم :حسبي الله...
قاموا الاتنين و هو متغاظين و حضروا الفطار و مريم صحت والدها
بعد ساعة
كانوا قاعدين على السفرة بيفطروا و معتز قاعد معاهم
معتز:انا سمعت انك مشيت عيسى يا خالي الكلام دا صحيح
عبد الرحيم :ايوة يا معتز صح...
معتز :ليه كدا دا معاك بقاله سنتين
عبد الرحيم ؛ اهو بقا اللي حصل ربنا يقويني انا و انزل المحل..
صدفة:لا طبعا انت محتاج ترتاح و بعدين انا روحت فين... انا ممكن انزل مكانك و بعدين انا قلت لك قبل كدا يا بابا اني محتاجة انزل شغل.
معتز:لا طبعا انتي تقعدي معززة مكرمة و انا هقف مكانك يا خالي.
عبد الرحيم بص لصدفة و اتكلم بجدية :لا يا معتز... انا هشوف حد يشتغل في المحل بس لحد ما دا يحصل صدفة هي اللي هتقف مكاني.
معتز:بس...
عبد الرحيم :مبسش يا معتز....
صدفة :كدا كويس اوي و كمان انا ناوية اكلم شركة كاميرات و نجيب حد يركب كاميرا في المحل...
عبد الرحيم :و ماله
********************
بعد شهر تقريباً
صدفة كانت اتعودت على الشغل في المحل و فهمت فيه كل حاجة، معتز كان بيحاول يقرب لها و بيعدي عليها في المحل لكنها مش بتحب وجوده بتحس انه متضايقة.
ابراهيم بقا كل يوم يفتح لها المحل و يساعدها تطلع البضاعة و كذلك اخر النهار بيقفل معها، صدفة بقت مهمة جداً بالنسبة له و شايفها بنت جدعة و جميلة
صدفة نفسها بقت تحس بالسعادة لما بتشوفه يمكن لسه كلامهم محدود لكن له سحره الخاص
و اللي مخوفها انها تكون حبيته.
علاقة مريم و صدفة بقت أقوى و الاتنين بيستشيروا بعض في كل حاجة.
والدتهم كانت مشغولة في شغلها الخاص و خالهم شوقي بقا قريب من مريم هي كمان و دايما بيكلمها.
فايزة كل شوية تزن على معتز انه يتقدم لصدفة لكنه عايز يصبر شويه علشان لما يتقدم لها يبقى عنده امل انها توافق.
مريم و صدفة بقوا قريبين من الجيران و بالذات شمس والدة ابراهيم اللي حبت صدفة و استجدعتها انها نزلت مكان والدها
**********************
يوم الجمعة "يوم الاجازة"
ابراهيم خرج من اوضته الساعة تمانية، كان لسه صاحي من النوم، راح ناحية المطبخ و هو سامع والدته بتتكلم
دخل لقاها بتتكلم في الموبايل مع اختها
ابراهيم :صباح الخير يا ماما.
شمس بابتسامة :صباح الخير يا حبيبي..
ابراهيم اخد الموبايل و كلم خالته
:صباح الخير يا خالتي... ايه هو الحوار بدا بدري النهاردة.
صفاء:صباح الخير يا موكوس...
ابراهيم ضحك و هو بيشد الكرسي و بيقعد:طب ليه كدا بس...
صفاء:ما هو طول ما انت مش عايز تتجوز انت و الواد ابني كدا هتفضلوا جوز مواكيس...الا ما فيكم حد عايز يفرحنا...
ابراهيم :طب ما تشوفي له عروسه حلوة بس الاول يا خالتي.
صفاء بضيق:و الله يا ابني غُلبت معه بس انت عارف أحمد طول الوقت مسافر في شغله انا من الاول كنت عايزاه يبعد عن البحرية بس هو دماغه ناشفه اوي... قال ايه حلمه يكون ظابط في البحرية... بس انا الغلطان اني سيبته يدخلها...
ابراهيم : لو كان دخل حاجة تانية عمره ما كان هيكمل فيها و لا انتي مش عارفه احمد يعني، ياله ربنا يوفقه...
صفاء:و يهديه و يهديك يا ابراهيم بدل ما أنا هيجرا لي حاجة انا و أمك... هو انتم معمول لكم عمل يا ولا... ما هو مفيش تفسير غير كدا
اصل انتم داخلين في التلاتين سنة اهوه مش طبيعي... احنا لازم نروح لشيخ يا شمس.
شمس :شوفي يا اختي حد كويس و انا ايدي على كتفك.
ابراهيم :لا يا خالتي شوفي لابنك لوحده انا خلاص نويت بإذن الله.
صفاء بسعادة :اخاف اصدقك تطلع بكاش...
ابراهيم :لا صدقي يا خالتي بس ادعي لي انهم يوافقوا.
شمس :انت بتتكلم جد يا ابراهيم.
ابراهيم بابتسامه :اه و الله...
صفاء:لا و كمان بيقولك... ادعي لي يوافقوا شكله واقع و محدش سم عليه..
شمس:طب اقفلي يا صفاء و هبقي اكلمك احكيلك كل حاجة.
صفاء :ماشي ربنا يهديك يا احمد انت كمان و تيجي اللي توقعك...
شمس قفلت الموبيل و سحبت كرسي قعدت ادامه
:احكي لي بقا ايه الحكاية و مين هي؟
ابراهيم :صدفة بنت الحاج عبد الرحيم.
شمس:صدفة! طب و مريم...
ابراهيم :يا ماما... قلتلك اقفلي موضوع مريم دا و بعدين هو انا روحت للراجل و قلت له عايز اتجوز بنتك مريم و لا انتي حتى فتحتي الموضوع... و بعدين أنا عايز صدفة
شمس ابتسمت :و اشمعني صدفة طب ما هي و مريم نسخة من بعض.
ابراهيم بحرج: لا طبعاً مش زي بعض و بعدين انا مش عايز اتجوزها علشان شكلها ما انا لو فارق معايا الشكل كنت خطبت مريم من الاول...
شمس:انت حبيتها و لايه
ابراهيم :فيكي من يكتم السر
شمس:عيب عليك.
ابراهيم بشك:يا خوفي بس هقولك... سبحان من حطها في طريقي
من اول ما شوفتها و شوفت لمعت عيونها و اتكلمت معها و خناقتنا... معرفش ازاي بس لقيت نفسي بخاف عليها و بغير عليها
رغم ان كلمنا كان قليل بس لقيت نفسي بعمل تصرفات عمري ما كنت اتخيل اني اعملها...
يمكن المشكلة انها اتربت برا مصر و في حاجات كتير متعرفهاش بس انا مستعد اعلمها كل حاجة و مستعد اني استحمل اي حاجة علشان تكون من نصيبي.
شمس بابتسامة:يبقى حبيتها يا ابراهيم.. بس يا ابني أنت متعرفش لو كانت هي هتفضل هنا و لا هتسافر تاني لأنها قالت لي ان والدتها عايشة برا مصر...
ابراهيم :ما هو علشان كدا عايزك تعزميهم النهاردة على الغدا و طبعا بابا يكلم الحاج عبد الرحيم و انتي كلمي البنات و قولي لهم على الاقل علشان نرد عزومتهم لينا... بس متفتحيش معاهم موضوع الجواز دلوقتي و اللي فيه الخير يقدمه ربنا.
شمس :ربنا يسعدك يا ابني، قوم بقا علشان اكلم خالتك..
ابراهيم :استغفر الله العظيم.... متنسيش تقولي لبابا...
شمس :ماشي، انت نازل و لا ايه؟
ابراهيم :اه هنزل الوكالة كدا هشوف كم حاجة.
شمس :ربنا يعينك يا حبيبي
**********************
تكملة الرواية من هنااااااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا