رواية قصر الجان البارت الثالث عشر 13بقلم هناء عادل قصر الجان
رواية قصر الجان البارت الثالث عشر 13بقلم هناء عادل قصر الجان
قصر الجان
الفصل الثالث عشر
طبعا وقفت شوية وقت لحد ما لقيت عربية جاية على الطريق، حسيت اني مطمن اكتر، شاورت للعربية اللى كانت نص نقل مقفلة بسقف قماش والكراسي اللى فيها خشب قصاد بعض، ركبت قصاد ناس باين من هدومهم انهم من سُكان المنطقة او الريف عموما، مكنتش عارف موقعي بالظبط علشان كده قولت للسواق:
- نزلني اخر الخط يا ريس.
مكنتش عارف اخر الخط ده هيكون فين، لكن فى كل الاحوال وجودي وسط الناس مطمني، فعلا غمضت عيني شوية فى الطريق وانا مطمن اني هنزل فى الاخر، محسيتش بنفسي من الارهاق والتعب لحد ما سمعت صوت السواق بيقول:
- وصلنا يا استاذ، هنا الاخر...يا استاذ.
كنت سامع صوته لكن بفتح عيني بصعوبة من التعب، بصيت حواليا وانا نازل من العربية اللى كان مفيش فيها حد غيري نازل الاخر عرفت اني فى موقف اسكندرية... ياااااااااه على السعادة اللى حسيت بيها، حتى لو انا من القاهرة برضو اسكندرية وريحتها ليهم طابع خاص ومميز تحس بيه بمجرد ما تشم هواها، ابتسمت وحسيت اني كنت نايم بقالي كتير، وكأن جسمي رجعت طاقته من اول وجديد، مكنتش قادر استنى ميكروباص يحمّل ويطلع مشيت شوية لحد ما قابلت تاكسي خارج من جوة الموقف، شاورتله وركبت وانا بقوله:
- عايز انزل فى شارع فؤاد ياسطى.
ابتسم السواق واتحرك وهو بيشغل الراديو على اغنية للست ام كلثوم...انت عمري، انا وهُجيرة معيشناش احداث مع بعض تخلي الاغنية تفكرني بيها، لكن الوقت اللى قضيته معاها هناك فى مملكة الجهران، والكام موقف اللى كانت معايا فيهم حسسوني ان الاغنية ليا انا وهي، حاجة مش مقنعة، بس عادي يعني هو في ايه مقنع فى حوارنا ده كله؟! بقيت ادندن مع الاغنية والسواق كمان متمزج جدا وبيغني معاها بروقان، مين ميروقش وهو بيسمح الست ام كلثوم؟! كان نفسي الطريق ميخلصش لحد ما تخلص الاغنية، لكن للأسف وصلنا اسرع من نهايتها، وسمعت صوت السواق وهو بيقولي بأبتسامة:
- احنا فى شارع فؤاد يا استاذ.
ابتسمت انا كمان وانا بقوله:
- طيب ممكن تنزلني قدام نمرة 9؟
رد السواق وقال بأستجابة ورضا:
- من عنيا، عارف انا مش عايز تسيب الاغنية انت وتنزل.
ضحكت وقولتله:
- عندك حق، بس انا فعلا رايح نمرة 9 ومعرفش مكانها فين.
فعلا اتحرك بيا مش كتير ولقيته قاللي:
- اهو نمرة 9، تحب تنزل ولا نكمل شوية لف كمان لحد ما تخلص الست كلامها؟
ضحكت وقولتله:
- لاء، مش هينفع اكملها دلوقتي، كده كده هتكمل، وهسمعها كلها انا واللى غايب.
ضحك وضحكت وحاسبته مش عارف ولا فاكر الفلوس دي كانت معايا اصلا ولا لاء؟! دى فلوس مصري اصلا يعني هتبقى جت منين؟ اصل انا مكانش معايا فلوس مصري! للدرجة دي الجن عاملين حسابهم على كل حاجة؟! المهم ان رقم 9 ده اللى كنت واقف قصاده بالظبط كان عبارة عن بيت مكون من 3 ادوار، قديم وتقريبا تجاوز عمره ال70 سنة، طلعت وانا ببص على الشقق فى الدور الاول ملقيتش اي حاجة تدل على ان ايسام ده ساكن فى اي واحدة منهم، وعلشان كده اضطريت اخبط على اول شقة من ناحية السلم..لكن كانت فاضية، محدش فتح الباب، مشيت كام خطوة ورنيت جرس الشقة اللى قصادها، فتحت ليا بنت بصيتلي بأستغراب وقالتلي:
- نعم؟!
اتحرجت بس سألتها:
- شقة الباشمهندس ايسام المرشدي؟
ردت البنت بنظرة مريبة وكأنها مستغرباني:
- فى الدور الثالث على نفس الجنب ده.
شاورتلي بأيديها على اتجاه الشقة اللى هي فيها، رديت عليها:
- شكرا، اسف على الازعاج.
قفلت الباب وهي لسة بصالى بنظرة مريبة، طلعت الدور التاني اللى برضو مفيش فيه اثر لأي سُكّان، وصلت للثالث وخبطت على باب الباشمهندس...فتحلي شخص غريب، كان جسمه ضعيف..او رفيع زيادة عن اللزوم يعني، لابس عباية سودة ونظراته كلها استغراب، سنه بيقول انه تجاوز ال50 سنة، بص ليا وقبل ما يسألني قولتله:
- الباشمهندس ايسام؟
رد عليا بأستياء وكأنه متضايق من وجودي:
- ايوة!
سألته:
- تسمحلي بخمس دقايق من وقت حضرتك؟
رد من وهو على الباب:
- بخصوص ايه؟
اتوترت شوية من سؤاله، لكن رديت عليه بسرعة:
- انا جاي لحضرتك بخصوص المخطوط اللى باعته معايا شنعام...
قاطعني وهو بيقول:
- شن...شنع..شن ايه؟؟ شعلان مين؟ وخطة ايه؟ واضح انك جيت عنوان غلط، او بتدور على حد تاني مش انا.
حسيت ان فيه مشكلة، اتوترت جدا خاصة لما قفل الباب فى وشي، قولت لنفسي:
- هو معقول يكون فيه حاجة غلط؟ طيب يكون شنعام اتلغبط فى الاسم؟
مش لاقي اجابة بس قررت اجرب اقرأ المخطوط تاني يمكن الاقي حاجة انا تخطيتها او مخدتش بالي منها، مكانش فيه حاجة قبل اخر جملة قرأتها وكان تابع لها العنوان، علشان كده قررت اجرب حظي وخبطت مرة تانية وكان واضح انه لسة قريب من الباب، رد عليا بسرعة واستياء:
- فى ايه تاني؟
رديت عليه وقولت:
- الوقت اقرب للأحباء.
اتفتح الباب بسرعة وقاللي:
- اتفضل.
دخلت الشقة اللى تبان من على الباب انها متواضعة جدا وقفل الباب واتحرك قدامي وهو بيقولي:
- اتفضل.
مشيت وراه وكانت شقته باين انها مفيش فيه اي تجديد من سنين طويلة، بسيطة فى تكوينها جدا، لكن الواضح من كم المكتبات اللى فى كل ركن من اركان الشقة الصغيرة دي انه عاشق للكتابة، فتح باب ودخل ودخلت وراه، كانت اوضة مكتب فيها على ال3 جدران ارفف خاصة بكمية كتب مالهاش عدد، وترابيزة فى النص حواليها اربع كراسي، لف وبص ليا وقاللي:
- انا اسف، مش بنام كويس بس علشان كده مش مجمّع كويس، اتفضل اقعد واحكي لي، ايه علاقتك بعالم تحضير الجن؟
بصراحة كان عندي سؤال اهم بالنسبة لفضولي من سؤاله، علشان كده قولتله:
- طيب من فضلك ممكن تجاوب على سؤال بيلح عليا جدا فى البداية؟
رد ايسام وقاللي:
- اتفضل.
قولتله:
- ايه سر جملة.. الوقت اقرب للأحباء؟
رد عليا من غير تفكير:
- الحقيقة الجملة دي اتكررت معايا فى ثلاث جلسات تحضير للجن، والاغرب من تكرارها هو ان الثلاث جلسات كانوا فى الثلاث ليالي اللى فاتوا، فأكيد معنى انك تيجي بيها دلوقتي يبقى انت ليك علاقة بيهم...وعندك تفسير، وعلشان كده ارجوك تفهمني سبب وجودك ومن ناحيتي انا مستعد لتقديم اي خدمة او مساعدة.
بصراحة كل اللى قاله المهندس ايسام سهل عليا كلام كتير كنت همهد بيه اللى عندي، طبيعي بعد اللى قاله بوضوح اني اتكلم معاه بكل وضوح انا كمان اختصارا للوقت واستغلالا له، علشان كده قررت اتكلم معاه بأختصار وبرضو من غير ما انسى حاجة من التفاصيل لكن بإنجاز، كان واضح جدا من علاقة ايسام بعالم الجن انه مقتنع بكلامي ومصدقه جدا، وتركيزه كمان اللى واضح جدا بالنسبالي بالأحداث اللى بحكيها اكد ليا انه على دراية كافية بعالم الجن، لكن ده ميمنعش ان تجربتي فى مملكة الجُهران الكُبرى مثيرة بالنسباله، استنى لما خلصت كل الاحداث والكلام اللى عندي.. سمعني بأهتمام جدا ولقيته شال النضارة اللى لابسها وشرد شوية وبعدين بص ليا وهو بيقولي:
- الجملة اللي اتكررت معايا فى الجلسات اللى بقولك عليها دي كانت دعوة ليا علشان اشترك فى الخطة دي، وكمان هي كانت كلمة السر اللى انا وانت هنتعرف بيها على بعض.
طبعا كلامه كان صح وبجدية واتقان وقاللي:
- ممكن من فضلك تخليني اشوف المخطوط اللى معاك؟
يتبع
تكملة الرواية من هناااااااااااا
اكتب في بحث جوحل( مدونة قصر الروايات) تظهر القصص كامله
تابعونا علي قناة التليجرام من هنااااااااااا
ليصلكم اشعار بالنشر
الرواية كامله من البدايه هناااااااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا