رواية قصر الجان البارت الرابع عشر 14بقلم هناء عادل قصر الجان
رواية قصر الجان البارت الرابع عشر 14بقلم هناء عادل قصر الجان
قصر الجان
الفصل الرابع عشر
فعلا فتحت المخطوط اللى معايا لإيسام اللى رجع حط نضارته تاني على وشه وركز فى الكلام المكتوب، كان واضح عليه الاهتمام جدا وبعد ما خلص لقيته قاللي بجدية:
- الموضوع مش بسيط خالص، مُعقد للدرجة اللى تخليك مش بتتعامل بالاريحية اللى انت فيها دي، المطلوب ده انا مشتغلتش فيه قبل كده، ده تحضير مش بسيط ولا سهل خاصة لمملكة الجن الاسود، لكن من الواضح ان مملكة الجُهران مستعدة ومتعاونة معانا لأقصى درجة، ويمكن ده اللى يسهل الامور علينا شوية.
طبعا كلامه مكنتش فاهمه بالظبط لأني مركزتش فى اللى مكتوب كله ولا قرأته كله مرة واحدة، كنت كل ما بتحط فى موقف صعب افتكره واقرأ جملة منه ولا حاجة توصلني للخطوة الجاية وخلاص على كده، لكن إيسام كان له رأى ووجهة نظر تانية بعد ما شاف الرموز والطلاسم والحروف المرسومة فى المخطوط، فيها حاجات بالنسبالي كانت مش مهمة، لكن اتضح ان دي اساس المهمة بتاعته فى تحضير الجن.
- على العموم علشان نقدر نبدأ صح، يبقى لازم تكون مرتاح ومش بتفكر فى اي حاجة توترك، علشان كده عايزك تعتبر البيت بيتك.
قالها إيسام بلهجة فيها ود وترحيب وكمل وقال:
- انا هخرج اجيب شوية طلبات، ياريت ترتاح شوية وتهيأ نفسك للي جاي لحد ما ارجع.
فعلا سابني وخرج وانا روحت على كرسي هزاز فى ركن من اركان الاوضة اللى انا دخلتها ومخرجتش منها، محسيتش بحاجة من بعد ما رميت جسمي عليه، نمت نوم ريح جسمي واعصابي ونفسيتي، مش عارف حتى الوقت اللى عدى عليا وانا نايم كان قد ايه؟! فتحت عيني بكسل لقيت إيسام قاعد على المكتب بتاعه ومركز جدا، حاولت افوق نفسي وبصيت للى هو مركز فيه، لقيت كتب كتير قدامه وباين عليها انها قديمة، كانت شبه المراجع وكتب السحر اللى ورقها بقى اصفر من كُتر ما هو قديم، واضح ان الرسالة بتاعت شنعام كان فيها حاجة محتاجة ان إيسام يدورلها على طريقة او شرح، لقيته بص ناحيتي وكأنه عرف اني صحيت من غير ما يبص ناحيتي او اعمل صوت وقال:
- من المخطوط المُرسل من شنعام وصلت لأن هُجيرة دلوقتي سجينة فى مملكة الجان الاسود تحت حراسة اتنين من جن المملكة، وبما ان قدرات هُجيرة تساعدها فى انها تقدر تفُك قيودها واسرها فى حالة عدم وجود الحراس، الا انها مش قادرة تاخد الخطوة لأنه مش عارفة طريق رجوعها من مملكة الجن الاسود لمملكة الجُهران، وده سبب تدخلنا فى المهمة دي...علشان نقدر نستدعيها لعالم البشر ومن خلال الممرات الجُهرانية فى عالمنا...تقدر ترجع لمملكتها.
كان إيسام بيتكلم بعقلانية وجدية تقول انه قدر يجمع كل تفاصيل الحكاية، شد انتباهي جدا اهتمامه لكن اللى لفت انتباهي اكتر هي ان هُجيرة محبوسة تحت مراقبة حُراس من عالم الجن الاسود...ونقطة الحُراس دي بقى كانت هي..... بداية الطريق.
إيسام:
- موضوع الحُراس ده انا هقدر اخلصه بطريقتي، اه انا مطبقتش اللى هنفذه ده بشكل عملي قبل كده، لكن نظريا انا واثق جدا اني هقدر اوصل للنتيجة المطلوبة.
طبعا كلامه بالنسبالي كان واضح، لكن التوتر والقلق خلاني عندي فضول اكتر، وسألته بشوية تردد:
- طيب يعني ممكن تفهمني اكتر.
اتكلم إيسام بالجدية اللى اتميز بيها من وقت ما قابلني وهو بيشرحلي:
- بعيد عن عالم البشر...عالم الجن فيه طوائف وعشائر وممالك كتير جدا محدش من البشر يعرف عنها حاجة او يعرف عنها الكتير، لكن بين كل مملكة والاخرى، او طائفة وغيرها فيه وسطاء، وكل مملكة وسيطها مختلف عن غيرها، ودول بقى بيكونوا هما الوسيلة، مينفعش وسيط ناري يتهزم من وسيط ناري زيه، لكن ده بيحصل من وسيط مُعاكس، يعني مائي مثلا او هوائي، الوسيط ده هيقدر يساعدنا ننهي على الحُراس فورا.
كنت باصص له بتركيز هو احترمه ومحاولش يشتت تركيزي، كمل كلامه وقال:
- كل اللى هعمله هو اني هنصُب كمين للحُراس دول، ومجرد ما اقدر استحضرهم لعالمنا، هقدر احاوطهم واسجنهم بين الوسطاء المعاكسين لطبيعتهم، وبكده نبقى قدرنا ننهي عليهم ببساطة.
لقيت نفسي بسأل ببلاهة:
- طيب هو احنا ازاي هنقدر نوصل للحُراس دول اصلا؟
رد إيسام بثقة وقال:
- واضح انك مش مقدر قيمة المخطوط اللى معانا، بعيدا عن الجُمل اللى كانت بتساعدك فى الوصول لعالم البشر ووصولك ليا، وبعيد عن المطلوب مني ومكتوب فيه، الا ان الرموز والطلاسم المرسومة دي هي الرموز الخاصة بأستحضارهم لعالمنا..استحضار حُراس مملكة الجن الاسود، ومسؤلية استحضارهم دي بعد توجيهات شنعام هتكون مهمتنا احنا.
رديت بتوتر شوية:
- احنا!! قصدك...
رد إيسام وقال:
- ايوة انا وانت و...الوسيطة اللى هتكون معانا افنان.
وقبل ما اسأل كان جرس الباب بيرن، وده اللى قطع كلامنا، وكانت هي اللى وصلت فى الوقت ده، الست افنان، باين عليها مش صغيرة فى السن، قصيرة شوية ونظراتها شاردة، مش تخينة لكن برضو مش رفيعة، شعرها القصير وهيئتها فى العموم تخليني اصدق ان دي فعلا تنفع وسيطة لعالم الجن، اتكلم إيسام وقال:
- الجلسة هتبدأ فى تمام الساعة 12 بليل.
كنا احنا لسه الساعة 10 بليل، لكن الساعتين دول كان فيهم حاجات لازم تحصل استعداد للجلسة اللى هتتم دي، مكنتش متخيل مدى التجهيزات اللى شوفتها، اوراق كتير بمقاسات مختلفة، اقلام كمان بألوان مختلفة، كل حاجة فى الاوضة بيكون لها شكل معين والوان محددة ولو مخالفة للمطلوب بتتشال فورا، ازايز مياه كتير حط عليهم إيسام مياه ورد، حتى لقيته داخل علينا بشاليات زرع لكن مفيش فيها غير الطين بس، ولأن الجلسة دي لأول مرة هينفذها قرر انه يسجل كل حاجة بتحصل فيها، وعلشان كده قرر يزرع مايكات و كاميرات تصوير دقيقة جدا فى كل ركن من اركان الاوضة، مش بس كده، لاء ده حط مُسجّل عليه تسجيلات بأوامر لأستحضار الجن وتسخيرهم، مش بس كده برضو، لاء ده كمان فيه طلاسم هتتقال لأستحضار هُجيرة من عالم الجن الاسود لعالمنا، كل حاجة لها نبرة معينة، حدة صوت معينة، توقيت ودقة وطريقة معينة، مكنتش متخيل التناغم والبساطة اللى بيتعاون بيها إيسام مع الست افنان اللى بسبب تعودهم على الشغل مع بعض بقوا فاهمين الطقوس وحافظينها وبينفذوها من غير تعليقات او ارشادات، اخدت التجهيزات دي كلها ساعة بالظبط من الوقت المتبقي، خلصت الست افنان وإيسام كل المطلوب ووقف بعدها إيسام بيبص للأوضة بفخر وكأنه نفذ اول الخطوات بأمتياز، وقف اتكلم معايا وقاللي:
- اثناء الجلسة فيه محظورات،محظورات يعني مفيش اي احتمالية او فرصة انها تحصل والا العواقب هتكون جسيمة، مفيش خوف، مفيش كلام، مفيش ارتباك، مفيش لغة حوار بينك وبينا ولا بينك وبين اي طيف دخيل على الجلسة...وقبل ما نبدأ مش مطلوب منكم غير التنفيذ وبس، فى وقتها المحدد لا قبل ولا بعد بلحظة.
قبل الجلسة بدقايق بس كان قاعد إيسام على مكتبه بيظبط اصوات المُسجل، صورة الكاميرا الفيديو اللى موصلها، بيراجع كل حاجة بدقة متناهية، اما افنان كانت فى منتصف الاوضة بالظبط قاعدة مغمضة عنيها ومركزة جدا فى عالم انا مش عارف عنه حاجة، هي بس اللى حاسة باللي بتعمله، اما انا كنت قاعد فى ركن تاني وقدامي ازازي المياه الكتير اللى اتخلطت بمياه الورد، وقدامي شاليات الطين...كنا بالظبط فى المكان اللى حدده ايسام وبننفذ اللى طلبه بالحرف وعلى اتم استعداد، وبرغم اني شوفت كتير فى عالم مملكة الجُهران، الا ان الحماس والدقة اللى شايفهم فى جلسة تحضير للجن من عالم البشر دي كانت اكتر حماس بالنسبالي، وكان فيه نسبة تشويق لا يُستهان بيها ابدا.
الساعة دقت 12 افنان حركت رأسها ببطء لإيسام وابتديت تقرب منها المبخرة اللى قدامها فى نص الاوضة، ولعت البخور اللى فيها وقبل ما تفوت دقيقة كنت مش قادر اشوف حد من الموجودين بسبب السحابة والدخان اللى كانوا ماليين الاوضة، فى اللحظة دي ابتديت اسمع اصوات...لاء مش اصوات الجن اللى حضر، دى اصوات التسجيلات اللى سجلها إيسام لأستحضارهم، وفجأة كان الصوت يعلى..ولحظات يوطى، كنت مرتبك ومتوتر خاصة لما بسمع صدى صوت لرموز الاستحضار والطلاسم، الاوضة كانت فى الوقت ده اختلافها محسسني اني عايش لسه فى الجُهران بسبب الحاجات الغريبة اللى شوفتها هناك، زاد توتري لما زادت درجة الحرارة فى الاوضة بعد اخر جملة سمعتها فى المُسجل:
- مسسطممسم..تحضررر.طسيوحجيم
حاولت اقنع نفسي ان السخونية اللى انا حاسس بيها دي بسبب البخار اللى مالي الاوضة من البخور، لكن لاء... ده كان بيزيد كأن فيه بركان تحت الارض هينفجر، كنت حاسس بالنار كل ما بتتقال حاجات مُعقدة ومش مفهومة اكتر من الجملة اللى قولتهالكم، ومع الاصوات العاليا والواطية والصدى بتاعها والسكوت المفاجيء...لحظات من الهدوء المريب، فجأة صوت قوي جدا وكأن بوابة حديد متفتحتش من عقود ابتديت تتفتح لأول مرة وصوتها اصعب من ان الودن تتحمله...توتر وارتباك حاولت اداريهم، وفجأة وصوت من بعيد انا فاكره كويس، الصوت ده انا سمعته قبل كده، عرفت انهم فى طريقهم، افتكرت جملة هُجيرة وهي بتقول:
- جايين، دول وصلوا، وصلوا قبل الميعاد.
افتكرت هُجيرة مع وضوح صوتهم وقُربه اكتر، اه صوت همهمات وصيحات عالية مع حركة اجنحة ضخمة جدا وده نفس الصوت اللى سمعته بعد طلوعي من اجتماع الاجشيرية، مفاتش لحظة على سماع صوتهم ده الا ولقيت افنان اللى ظهرت قدامي بعد هدوء السحابة الناتجة عن البخور بتتحرك بطريقة غريبة وكأن حد بيرجها من جوة جسمها، رأسها بتتحرك يمين وشمال وفى كل الاتجاهات وهي ماسكة فى ايديها قلم عمالة ترسم بيه على الورق اللى قدامها حروف واشكال وحاجات غريبة، كانت بتتألم او بتصرخ مش عارف الاصوات اللى خارجة منها دي كانت دليل على ايه، لكن مع كل صرخة وصوت بيخرج منها بسمع صوتهم بيقرب، كل حرف ورمز بترسمه بيقرب صوتهم اكتر، كان إيسام بيعلي الصوت بتاع المُسجل وهي انفعالاتها وحركاتها بتزيد لحد ما حسيت انهم هيهجموا علينا حالا وهينهوا على حياتنا، قطع توتري صوت إيسام وهو بيكلفني بدوري فى المهمة دلوقتي وقاللي:
- المياه...الحيطان يا حسين.
قبل ما ينهي كلامه كنت غرقت الحيط اللى بيقرب جواه الصوت بالمياه اللى معايا، معلقش إيسام وده طمني لكن قال بسرعة:
- الطين..الطين بسرعة.
مش عارف كنت مخبي الغضب اللى جوايا ده فين؟ حسيت ب غل وكُره رهيب وانا بمسك شاليات الطين وبحدفها على الحيط، مش عارف كنت شايف ايه قدامي او حاسس بأيه؟! لكن كل اللى حصل اني سمعت...لاء، سمعنا اصوات زي صوت الانفجار بالظبط وكأن مجموعة قنابل هيروشيما انفجرت فى نفس المكان فى نفس اللحظة، وفي الوقت ده لقيت ابتسامة هدوء وانتصار على وش إيسام اول مرة من وقت ما شوفته المحه بيبتسمها، عرفت انه وصل للنتيجة اللى كان مستنيها...وابتسامته اللى بتوسع اكتر اكدتلي انه وصل لنجاح اكبر من اللى كان متوقعه كمان.
سعادة إيسام خلتني احس بفرحة غريبة، اني كنت جزء من المساعدة فى التخلص من حُراس ممكلة الجن الاسود اللى واقفين على قيود هُجيرة، لكن دلوقتي السؤال الاهم بقى...
- هي فين هُجيرة؟ معقول تكون قدرت توصل لعالمها بعد ما خلصناها من الحُراس؟ يكون اللى اتقال فى الجلسة استحضرها لعالم البشر ومن خلاله عرفت طريق رجوعها لمملكة الجُهران؟!
يتبع
اكتب في بحث جوحل( مدونة قصر الروايات) تظهر القصص كامله
تابعونا علي قناة التليجرام من هنااااااااااا
ليصلكم اشعار بالنشر
الرواية كامله من البدايه هناااااااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا