القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية قصر الجان البارت الخامس عشر 15بقلم هناء عادل قصر الجان

 

رواية قصر الجان البارت الخامس عشر 15بقلم هناء عادل قصر الجان






رواية قصر الجان البارت الخامس عشر 15بقلم هناء عادل قصر الجان



قصر الجان


الفصل الخامس عشر


الوقت كان مش مناسب ابدا اني اسأل سؤال زي ده؟ كان إيسام لسه مخلصش الجلسة بتاعته ولا خرج من الطقوس اللى بتحصل، وده طبعا يخليني افضل ساكت ومحافظ على كل اللى اتفقنا عليه من البداية، كانت افنان رجعت لطبيعتها وهدؤها لكن كانت لسه مغمضة عنيها، وفجأة مسكت القلم مرة تانية بعد ما كانت سابته وابتديت تخبط بيه على الترابيزة ثلاث مرات، مجرد ما خلصت افنان الكتابة والرسومات اللى بتعملها وهي مغمضة عنيها، سابت القلم ومسكت الورقة ورفعتها لفوق، ولأن فيه مسافة بيني وبين افنان كنت قاعد هموت من الفضول علشان اعرف ايه اللى في الورقة بالظبط، لكن فضولي قدرت نسمة هوا ترضيه لما سابت افنان الورقة وطارت فى الهوا اللى مش عارف مصدره ايه وكأنه موكل بأنه يشيلها وينزل بيها قدامي بالظبط، كانت الورقة وقعت على الارض قدام رجليا وبمنتهى السرعة نزلت على الارض اخدتها، اول ما بصيت فى الورقة لقيت اجمل جملة عيني وقعت عليها:

- شكرا ليك، انت منقذي...هُجيرة.

دلوقتي بس حسيت ريحتها مليت المكان، هي موجودة...موجودة هنا معانا فى نفس المكان، اخيرا رجعت.


ابتدا طيف يظهر قدامي بالتدريج فى ركن من اركان الاوضة، فجأة ظهرت هُجيرة قدامي بسحرها المعهود عليها وشوفتها زى ما شوفتها اول مرة ظهرت ليا فى ممر مملكة الجُهران، كانت مبتسمة ابتسامة جميلة وساحرة، وشها مُشرق جدا وابتديت تتجسد بشكل طبيعي جدا لدرجة ان محدش يحس ابدا انها من عالم الجن، كانت انثى بكل معنى الكلمة، هادية ونظراتها بتتنقل بينا كلنا فى الاوضة، كان إيسام اكتر حد متأثر بظهورها، الموقف بالنسباله كان باين انه مهم جدا وده كان واضح حتى على صوت دقات قلبه وهو بيتكلم وبيقول:

- سيادتك..شرفتينا.

قالها المهندس إيسام بأحترام بالغ وترحيب واضح جدا، ابتسمت هُجيرة وقبلت كلامه ورديت بود وهي بتقول:

- مهندس إيسام، شكرا انك كنت عند حُسن ظننا فيك، احنا عارفين ومتابعين كل جلساتك، اتمنى انك تقبل امتناني وشُكري ليك.

وهنا اتكلمت افنان بأختصار:

- اهلا بيكي..شرفتي عالمنا.

ردت هُجيرة:

- انا اللى المفروض ارحب بيكي واشكرك.

ردت افنان بأبتسامة:

- اسمحولي امشي انا.

في الوقت ده افنان كانت مش قادرة تتمالك نفسها، توترها وارتباكها فى انها واقفة قصاد جنية متجسدة فى صورة بشرية كان واضح جدا عليها لدرجة انها مستنيتش رد من حد على اخر جملة قالتها، سابت الاوضة وخرجت بسرعة فتحت باب الشقة وجريت تقريبا وسابت حتى باب الشقة مفتوح، فى الوقت ده كانت الساعة تقريبا 4 الفجر، اتكلمت هُجيرة بهدوء وقالت:

- قدامي وقت مش كبير، تقريبا اقل من يوم كامل، ياريت تسمحوا ليا فيهم اني اتعرف اكتر على العالم بتاعكم...عالم البشر.

ابتسم إيسام وهو قدام فرصة متتعوضش فى انه يتعامل بشكل مباشر مع عالم الجان، اما انا بقى اعتقد اني مكنتش اتمنى حاجة اكتر من كده ابدا، لكن هنا اتكلمت هُجيرة وقالت:

- بس محتاجين ترتاحوا شوية بعد الليلة الصعبة دي.

حاول إيسام انه يماطل شوية، كان مش قادر يضيع الفرصة ومتخيل انه هيفوق من نومه يلاقى كل ده كان حلم ومحصلش، لكن هُجيرة قدرت محاولاته فى ان فرصة زي دي متضيعش منه وقالتله:

- لسه انا موجودة...هتصحى تلاقيني لسه فى العالم بتاعك، لازم ترتاحوا.

ولأن اللى حصل الصبح جديد على إيسام كان هو اكتر حد حاسس بالأندهاش والذهول، انا طبعا كنت اتعودت على المنظر اللى شوفته اكتر من مرة فى عالمهم، السفرة المليان بأشهى الاكلات والحلويات مليانة اطباق كلها مميزة وريحتها تفتح النفس وكأنك اول مرة تدوق اكل فى حياتك، دى كانت المرة الاولى اللى تقعد فيها هُجيرة معايا على نفس السفرة، كانت بتتعامل بمنتهى البساطة و السهولة وكأنها بالفعل بشرية، حتى الكلام والمواضيع اللى دارت بينا في الوقت ده، مستحيل ومن رابع المستحيلات ان اي حد مختص او ضليع حتى فى عالم الجن يصدق ان اللى بتتكلم دلوقتي دي وبتتعامل بالطريقة دي مجرد اميرة من اميرات عالم الجان مش انسية ولا لها علاقة بالجنس البشري من الاساس.

- تحبي تروحي فين بقى يا هُجيرة؟

سؤالي كان سخيف بالنسبة لجنية بتعيش بالفعل فى الاماكن اللى احنا عايشين فيها، مكنتش فاهم قصدها فى البداية لما قالت انها عايزة تتعرف اكتر على العالم بتاعنا، لكن فهمت دلوقتي لما قالت:

- انا عايشة معاك فى نفس الاماكن يا حسين، لكن اللى هيكون جديد عليا هو اني اتعامل مع البشر بشكل مباشر، هو ده اللى عايزة اعيشه وانا معاكم، عايزة اعرف البشر هيتعاملوا ازاي معايا وهيحسوا ناحيتي بأيه؟ هيفهموا اني مختلفة عنهم ولا لاء...

طبعا كان صعب ان حد فينا يتكلم ويقول ايه اللى ممكن يحصل، كان لازم التصرفات والتعامل ما بين هُجيرة واي حد من البشر حوالينا يبقى بظروفه من غير ترتيب...وده اللى حصل، مفاتش وقت طويل على قرارنا بأننا هنسيب الاحداث للقدر هي اللى تحدد ايه اللى يتم لحد ما خرجنا من البيت، نزلنا من شقة إيسام احنا التلاتة وطلعنا من باب العمارة، كانت نظرات هُجيرة لكم الناس اللى فى الشارع، كم المواصلات والعربيات اللى رايحة واللى جاية حوالينا فيها مليون استفسار، حسيت من نظراتها انها عايزة تتكلم مع كل الناس اللى رايحة وجاية، عايزة حد توقف العربيات وتتكلم وتسأل اسئلة مالهاش عدد علشان ترضي بيها فضولها الخاص بعالمنا اللى عايشة فيه لكن متقدرش تتعامل فيه بشكل مباشر زى اللحظة دي، جمالها واناقتها، وحتى ذوقها فى اختيار الهدوم اللى هي لابساها تحسس اي حد يشوفها انها اميرة من اميرات العوالم الخيالية، محدش كان مش قادر يتسحر بجمالها اللى يخطف، لدرجة ان مفيش حد مش بيبص عليها ولا نظرات الاعجاب بتبان فى عنيه، مش رجالة بس، بالعكس حتى البنات والستات جمال هُجيرة كان بيخطفهم ويبصولها بأنبهار...غيرة...حسد، او حتى اعجاب، مش هتفرق، هي فعلا ساحرة وجميلة... كنت ماشي انا وإيسام وراها وسايبينها تتحرك براحتها، اعجابها بكل حاجة حواليها ومحاولتها فى فهم كل اللى يخص عالم البشر كان واضح عليها جدا، كنا سايبينها تتعامل زي ما هي عايزة، لكن للأسف حصل اللى مكانش حد فينا عامل حسابه ولا يتخيله اصلا...من غير مقدمات وفى لمح البصر سمعنا صوت موتور قوي جدا وقريب، ومجرد ما التفتنا ناحية الصوت كان شاب قاعد على موتوسيكل راكب ورا شاب تاني هو اللى سايق بسرعة رهيبة قرب من هُجيرة وسحب من رقبتها سلسلة جميلة كانت حوالين رقبتها...اختفى الحرامي فى لمح البصر لكن الاغرب من الموقف كان رد فعل هُجيرة، طبعا الناس كلها اتجمعت، انا وإيسام جرينا ناحيتها بقينا جنبها، قرب واحد شغال فى قهوة على الطريق معاه كوباية مياه فى ايديه وبيقول:

- خدي اشربي، منهم لله ولاد الحرام، معلش ربنا يعوض عليكي.

الحالة اللى فيها هُجيرة كان يلزمها تدخل سريع، اصل هُجيرة لا بتأكل ولا بتشرب، وفي الوقت ده لو ممديتش ايديها للقهوجي وشربت شوية مياه زى ما بيحصل فى الطبيعي وفى اغلب الحالات اللى زي دي ممكن يبقى فيها شوية استغراب، او امكانية لعدد اسئلة مش هنكون على استعداد اننا نجاوب عليها، قربت بسرعة من القهوجي واخدتها منه وانا ببص لهُجيرة وقولتله:

- معلش، هي في حالة صدمة من الموقف.

سابني فى اللحظة دي إيسام وراح يجيب عربيته علشان نبعد عن كل اللى بيحصل ده، ابتديت الناس تتكلم وتقرب اكتر من هُجيرة واصواتهم تعلى:

- ايه اللى جرالك بس؟

- احيه...دي مصدومة بجد.

- ربنا ينتقم منهم البُعدا، هو الحلال نافع علشان الحرام ينفع؟

كلام كتير وجُمل مساندة اكتر واكتر وفى كل ده هُجيرة واقفة بتتفرج وتبص لكل اللى حواليها وساكتة، على قد ما الناس مستغربين شوية من رد فعلها الا ان ده ساعدني الحقيقة:

- اصل هي لسة راجعة من السفر، واللى حصل ده اول مرة يحصل قدامها، علشان كده هي مصدومة.

حد من الواقفين:

- انتم لازم تبلغوا الحكومة.

رديت انا بسرعة وسط نظراتها الزايغة بين الناس:

- اكيد ده هيحصل بعد ما نطمن عليها، لازم نروح على المستشفى.

حد تاني قال بحماس:

- وانا شاهد معاكم على اللى حصل، خلونا بقى نقول كلمة حق.

حد تالت اتكلم وقال:

- ايوة لازم علشان البلطجة دي تخلص بقى.

مكنتش عارف الناس بتتكلم كده كنوع من انواع الجدعنة ولا بسبب اعجابهم بهُجيرة؟! كل ده انقذني منه إيسام لما وقف قصادنا بعربيته وفتح باب العربية بمنتهى السرعة، قعدت هُجيرة على الكرسي اللى ورا، وانا ركبت جنبه بسرعة وانا بشكر الناس، مستناش هو للحظة تانية وكان بعد بينا من بين الزحمة دي كلها ونظرات اعجابهم واستغرابهم من حالة الذهول اللى هُجيرة فيها، لكن الكلام اللى دار بينا فى العربية وضح قد ايه ان الفضول هو اساس الموقف لما ابتديت هُجيرة تتكلم وقالت:

- هو مين ده اللى اخد العُقد بتاعي؟ وليه مطلبهاش مني بهدوء؟ وهيرجعها تاني امتى؟

اسئلة تبان انها سهلة، لكن للأسف اجابتها تكسف خاصة لما تحس ان الاسئلة دي خاصة بوضع همجي شرحه صعب على الغريب عن البلد...ما بالك بقى بالغريب عن العالم نفسه؟! هتستقبل هي الاجابة ازاي؟ والمفروض شكل الاجابة نفسه يكون ايه؟؟!


يتبع

تكملة الرواية من هناااااااااا

اكتب في بحث جوحل( مدونة قصر الروايات) تظهر القصص كامله

تابعونا علي قناة التليجرام من هنااااااااااا

ليصلكم اشعار بالنشر

الرواية كامله من البدايه  هناااااااااااا






تعليقات

التنقل السريع