رواية وليدة قلبى الفصل 16-17-18-19-20بقلم دعاء أحمد جميع الفصول كامله
رواية وليدة قلبى الفصل 16-17-18-19-20بقلم دعاء أحمد جميع الفصول كامله
16*17
16
دار بعينية يبحث عنها في المحاضرة لم يستطع التركيز جيدا لقد سيطرت علي عقلة تماما لم يراها منذ ان رأها بالحفل مر اسبوع كامل لم تأتي به الجامعة ،لقد غزت قلبه بشكل استغربة وبشدة فمن غير المعقول ان يحب فتاة لم يراها الا لمرتين وكأنها سحرته ،قام بالاستأذن عن اكمال المحاضرة وخرج وقد بلغ منه الشوق والقلق حدة، اين هي ؟ هل هي بخير هل جري لها مكروه سيجن ،لم يفكر لثانية اخري وهو يقود السيارة بأتجاه الشركة الأم لعائلة الحداد بعدما علم بتواجد اخيها هناك معظم الوقت لم يقدر علي الصبر اكثر من ذلك سيطلب يدها للزواج ويرتاح ..
************
جلس يُريح ظهرة براحة علي مكتبة حتي في العمل لا يستطيع ان يكمل يومة دون سماع صوتها وكانه لم يتركها منذ سويعات قليلة علي الافطار
كان يتحدث معها علي الهاتف ويحاول ان يغلف صوته بالحزم والصرامة لكنه يفشل لا يستطيع مهما حاول ان يقسوا عليها ولو كذبا
-هتفضلي تاعبة قلبي كده
ريم بصوت ناعس : بعد الشر عليك يا حبيبي
سليم بتنهيدة :هو ده وعدك ليا يا ريم انك هتاخدي السنة جد من اولها حضرتك بقالك اسبوع في البيت ماروحتيش الجامعة ومش بتزاكري
-اوف بقى انا حاولت بس مش حابة يا سليم ماتضغطش عليا
سليم بصرامة :مش حابة يا سليم ايه هو انا بعزم عليكي بورك فرخة وبعدين انتي مش كنتي صاحية وانا في البيت وفطرتي معايا كمان نمتي تاني ليه
ريم بتأفأف :مش عارفة انا عايزة انام في كل لحظة
سليم بصوت يشوبه القلق :حبيبي انتي تعبانة ومش راضية تقولي
-لا مش تعبانة يا حبيبي متخافش بس مش عارفة ليه عندي خمول كده
-خلاص يا روحي براحتك لو عايزة اجبلك الدكاترة في البيت بدل ماتروحي الجامعة طالما انتي مش حابة
ريم بصوت عاشق :بحبك
سليم بضحك :ده كله عشان مش هخليكي تروحي الجامعة
-لا انت عارف اني بحبك من غير حاجة يا سولي ماتظلمنيش
-بكاشة يابت من يوم ماتولدتي وهتفضلي كده
ريم بدلال وعبث :لو مش عايزني اقولك كلام حلو ماقولش
افتر فم سليم عن ابتسامة رائعة : لا والله
- امم طالما بتضايق يا سليم
سليم بنفس العبث : ده انا حافظك يا روح سليم بلاش الحركات دي
ضحكت ريم ضحكة اثرت قلبه :طب ماتنساش الشوكلت بتاعتي بقى
-ده انا جايب امبارح علبتين يا مفجوعة
-ولسه موجودين بس عايزة تاني
سليم بعشق :حاضر حاجة تاني
-تؤ تؤ
-طيب يا روحي سلام بقى عشان عندي شغل وحاولي تزاكري ماشي
- حاضر سلام
اغلق سليم الهاتف مع ريم وهو يضحك علي نفسه فهو يتعامل كالمراهقين تماما فلم تكتفي بمحادثاتها الشقية في العمل فقط ،احيانا تجعله مستيقظ لساعات طويل يتحدث معها علي الهاتف وكأنة مسافر من يراهم لن يظن انها بالغرفة الملاصقة لغرفته لقد افقدته ريم عقله بالكامل..
ترك الهاتف من يده وسرعان ما انشغل بالعمل
*************
في فيلا جميلة وراقية
كانت امال تحتسي القهوة مع زوجها في الحديقة
- مش عارف فارس ماله يا امال حاسس انه سرحان طول الوقت ومش مركز ده انا دخلت عليه امبارح لقيته سرحان في الحيطة وبيضحك لوحده ده حتي ماحسش بيا تفتكري الولد اتجنن
امال بضحك :انا بقى عارفة ابنك وقع يا باشمهندس
شكري بابتسامة :معقول يكون فارس بيحب ؟؟
- اه فارس اللي كانوا مسميينه الدنجوان وقع وماحدش سمي عليه
- تصدقي مابيقعش علي جدور رقبته كده الا اللي مقديها فعلا ،ها بقى بيحب مين سي فارس تعرفيها
- بنوتة زي العسل من عيلة الحداد اخت سليم بيه الحداد
شكري بأستغراب :هو سليم بيه عنده اخت انا اسمع انه الأبن الوحيد لمحمود بيه الله يرحمه
- دي عنده اخت زي القمر بدر منور من اول ماشوفتها اتمنيت تبقي مرات فارس
- يمكن تكون عنده اخت فعلا معرفش انتي عارفة عيلة الحداد دي ابسط الأمور في حياتهم الخاصة محدش يعرف عنها حاجة
*************
نهي سكرتيرة سليم :سليم بيه فيه واحد برا اسمه دكتور فارس شكري عايز حضرتك
سليم بأستغراب وهو يعقد حاجبية :ده مين ده ماقلش عايزني في ايه
-لا يا فندم بيقول موضوع خاص
سليم بلامبالاه وهو يرتشف من فنجان قهوته :دخليه
دلف فارس مكتب سليم وهو مرتبك رغم انه معروف بجرائته وعبثه الا انه لم يفكر بطلب يد احدهم بطريقة رسمية من قبل
فارس بارتباك : احم ازي حضرتك يا سليم بيه
سليم ببرود وقد تزكره : اهلا.. اتفضل
صمت فارس ولم يعرف كيف يبدأ حديثه
- تشرب ايه
-لا ولا حاجة حضرتك
-طب ممكن تتكلم وتقول جاي ليه عشان انا مش فاضي انت اكيد مش جاي تتأملني
صمت فارس مرغما علي وقاحة سليم من اجل ان يتم موضوعه
- احم انا جاي انهارده وكنت عايز احدد معاد عشان اجيب الوالد والوالدة ونيجي نطلب ايد الأنسة اختك
سليم بأستغراب : اختي ؟..اختي مين
- اخت حضرتك يا سليم بيه
- انا ماعدنديش اخوات تقصد نورا بنت عمتي
- علي ماعتقد ان اسمها ريم
هب سليم واقفا وقد تحولت نظرات التعجب الي نظرات شرسة
سليم بصوت مرعب وهو يتجه له :انت بتقول ايه ياروح امك ؟؟!
فارس :سليم بيه انا ماسمحلكش انا دخلت بطريقة رسميه وجيت اكلم حضرتك بتحضر ،انا من اول ماشوفت ريم في الجامعة وانا معجب بي ....لم يكمل حديثة ولن يكملة لقد اقسم ذلك الوحش علي تحطيمة لقد لقي فارس حدفه لا محالة..
سليم بشراسة وقد اندلعت النيران في قلبه : وكمان وبتنطق اسمها يابن****
اوقعة سليم ارضا وهو فوقه وظل يُبرحة ضربا ويقبض علي تلابيب ملابسه ويقوم بضربة بوحشية شديدة ظل يسدد له اللكمات والاخر كادت ان تظهق روحه في يده
سليم بزمجرة وعينية الساحرة تحولت للون اسود قاتم وتخرج منها نيران تكاد تودي بحياة هذا المسكين :عايز تخطب مين يروح امك
اجتمع الموضفون علي صراخ نهي السكرتيرة وقد استدعت ادم الذي قد تفاجأ بحالة سليم ذو الشخصية المتحكمة الذي لا يغضب بسهوله وهو يكاد يقتل احدهم
حاول ادم هو واحد رجال الأمن ان يجعلوه يهدأ وينزعوه بصعوبه من علي ذلك المسكين وسليم يحاول الافلات منهم بوحشية شديده تحت زهول تام وجلبة من الموظفون الذين لا يصدقون انهم شاهدوا سليم ذو الهيبة والوقار بهذة الوحشية ..
نجح صديقة وافراد الأمن اخيرا في نزع سليم من علي فارس وادم يصرخ علي الأمن بأن يخرجو ذاك المسجي علي الارض فلو بقي لثانية اخري لمات علي الفور ..
***********
دخل القصر بعصبيه شديده بملابسه المشعثه وشعره المبعثر وهو يبحث عنها بعينيه وهو يكاد يموت مختنقا صعد الي غرفتها علي الفور وفتحها بدون ان يكلف نفسه عناء ان يدق الباب علي الاقل
فزعت ريم من نومتها :في ايه
ثم نظرت لسليم بشكله المبعثر بخوف سرعان ما تحول لهيام وهي تفكر كم هو وسيم بمظهره المشعث هذا ، افيقي ريم ف سليم ليس بحالتة الطبيعية !!.
نظر لها سليم بوحشيه وهو يتجه لها ببطئ وهدؤ مخيف
ريم برعب : في ايه يا سليم ماتخوفنيش بتبصلي كده ليه والله ماعملت حاجه ثم صرخت فجأة وهي تراه امامها فاختبأت تحت الغطاء من منظرة المرعب
سليم بصوت حاد زادها رعبا : شيلي الزفت ده وبصيلي هنا
لم تناقشه ريم وهي تنزع الغطا من علي رأسها وهي تكاد تبكي :طب انا عملت ايه
.....
يتبع ❤
17
ريم وهي تكاد تبكي :طب انا عملت ايه
حاول سليم ان يهداء عندما رأي خوفها منه :
تعرفي واحد اسمه فارس شكري ؟؟!!!
- مين ده
-دكتور عندك في الزززفت الجامعة
تزكرته علي الفور واجابت بصوت مهزوز وهي تنظر لعصبيته بخوف :
اه اه الدكتور الجديد ابو دم ملزق ده شوفته م مرتين بس مره في الكلية ومرة في الحفلة
سليم وهو يمرر يده علي وجهه وهو يحاول ان يهداء :
يعني ماتعملتيش معاه
- لا انا اصلا مش بروح الجامعة وماردتش عليه لما حاول يكلمني في الحفلة حتي اسأل ماما كوثر
هو متأكد من ان حبيبته لا تكذب ابدا وعلي ثقة تامة انها من المستحيل ان تخون ثقته لكنه ايضا يعلم انها عفوية واجتماعية بشكل يضايقه فظن ان ربما جمع بينها وبين ذاك السمج حديث بشكل او بأخر
فسألها فقط لكي يُريح رأسه من التفكير ، إِن قلبة يكاد يتوقف من فرط العصبيه مجرد الفكرة ان احد غيره فكر بها كزوجة تقتله ود لو ان يأتي بذاك الحقير ويمزق ارباً
قاطع استرسال افكاره صوتها الرقيق الذي يشوبة الخوف :
في ايه يا سليم انت كويس
نظر لها بتأمل كم هي جميلة بل جميلة جدا بشكل مستفز لقلبه ولمشاعره فبالطبع الجميع سينظر اليها وبالتأكيد لها معجبون كثر.. تشنجت عضلات وجهه عند هذة النقطة وازداد غيظه اضعاف وهو ينظر لها بملامح اجرامية وكأنه سيقتلها
ارتعبت اكثر وهي تتمسك بالغطاء بقوة وكأنه درع حامي لها
لاحظ رعبها ذاك فقال بصوت حاول قدر امستطاع ان يكون هادئ:
انا كنت مستني لما تخلصي التيرم ده عشان افاتحك في موضوع جوازنا بس غيرت رأيي انا هنزل اكلم ماما ونحدد معاد للفرح
ريم بدهشة :
نعم!!.. فرح انت قولت فرح ؟!
رد عليها بصوت هادر :
ايه مابتسمعيش
انكمشت ريم بخوف منه وردت بصوت خافت:
ااا ان .. انا مش عايزة اتجوز دلوقتي يا سليم
سليم وهو يعقد حاجبية بعصبية:
نعم ياروح امك مش عايزة ايه ، انا مش باخد رأيك اصلا انا بقولك من باب العلم بالشيء
تناست ريم غضبها بسبب كلماته تلك :
نعم هوحضرتك شايفني كنبة ولا رجل كرسي ومعنديش رأي بقي عشان تقرر بالنيابة عني قرار زي ده
نظر لها نظرة مشتعلة من نبرتها ورفضها :وهو حضرتك مش موافقة ليه يا هانم هنفضل طول عمرنا نحب في بعض من غير ماناخد خطوة رسمي ؟!
- انا ماقصدش كده بس انا عايزة ناخد فترة خطوبة الاول وبعدين فترة كتب كتاب وبعدين بقي بعد ماخلص دراستي نحدد معاد للفرح.
سليم بصوت حاد :
ناااعم فترة خطوبة ليه هتعرفيني فيها ولا هتستكشفي شخصيتي ،وجواز ايه اللي عيزاة بعد سنتين ياريم هانم انتي اتجننتي انا كويس اني ماتجوزتكيش لما تميتي ١٨ سنة اساسا وقولت سيبها لما تكبر شوية
توسعت عينيها رهبة وهي تحاول تهدأته : يا حبيبي اهدي انا مش قصدي انا قصدي يعني اني نفسي اجرب احساس اننا مخطوبين وعايزة ناخد الموضوع علي مراحل مش علي طول كده فرح
ظل يمرر يده علي وجهه ليهدأ : ماشي ياريم ماشي بس لعلمك مرواحك للجامعة هيبقي في الامتحانات بس المحاضرات هتجيلك هنا وهاجبلك دكاترة يدوكي في البيت
نظرت ريم له بفرحة لم تنجح في اخفائها :
بجااااد بتهااازر طب احلف كده... سرعان مانتبهت لنفسها عندما لاحظت نظراته ،فتصنع الحزن في ثوان وهي وتنظر له من بجانب عينيها :
ليه كده يا سليم زعلتني بجد يعني ايه مفيش جامعة طب ومستقبلي اخص عليك
نظر لها سليم بقلة حيلة ونفاذ صبر وهو يخرج نهائيا من الغرفة
***********
في المساء
كان سليم يجلس بتعب علي احدي المقاعد الموجودة في الحديقة وهو يمسك برأسة ويعقد حاجبية من الألم الذي يُداهم رأسة مُنذ الصباح.. كاد ان يهم بالوقوف عندما احس بيدين رقيقتين تمسد رأسة فعلم انها صغيرتة من رقة لمساتها
ريم بقلق شديد :مالك يا سليم فيك ايه انت كويس
نظر لها بهدؤ وصمت
ريم وهي تجلس بجانبة بخوف :
انت تعبان طيب اطلبلك الدكتور ؟!
حاول ان لا يقلقها وهو يُجيبها بنبرة طبيعية بعض الشيء
:ماتقلقيش انا كويس
ريم بدموع وهي تاخذ رأسه في حضنها وتمسد علي خصلاته الحريرية بحنان :
ارجوك يا سليم انت شكلك تعبان انا حاسة بيك
رفع سليم راسة في مواجهتها وهو ينظر لها بتعجب : هو انتي ازاي بتعرفي اني تعبان كده من غير ماقول حتي لما كنتي صغيرة كنتي بتيجي تسأليني لو كنت كويس او لا من غير ماتعرفي بتعبي
نظرت له بدموع :
صدقني مش عارفة دايما قلبي بيوجعني لو فيك حاجة بحس بشعور وحش وألم وببقي مخنوقة عشان بحس انك مش كويس
تشبث بأحضانها اكثر :
عارفة ليه عشان روحنا متعلقة ببعض كل يوم بتأكد ان حُبنا ده مش زي اي حد حُبنا مختلف مش عارف ازاي بحبك كده بكل كياني بقلبي وبروحي وبعقلي، عنيا بتحب تشوفك قدامها دايما وعمري مابزهق من تأملي ليكي او لصورك حتي صوتي مش بيطلع بالنبرة الهادية دي ولا بيطلع بكلام حلو الا ليكي انتي بس وكأنك ملكتيني .
نظرت له بعينين دامعتين وهي تقسم ان لو كان والدها علي قيد الحياة لم تكن لتحبه كما تحب سليم ،هو والدها وحبيبها هو من رباها لقد وعت علي وجودة اول اسم نطقته كان اسمة انها تُحبه حب غريب لا تتذكر الا ذكرياتهما معا وكأنها خُلقت تعشقة..
مررت كف يدها علي ملامح وجهه برقة :
ممكن يا حبيبي تقولي فيك ايه بقي
قبل سليم باطن يدها :
انا كويس يا روحي ماتقلقيش انا بس كان عندي صداع من ارهاق الشغل
قبلت جبينة بحنان وكأنه طفلها :
طب تعالي ندخل جوا تاكل اي حاجة واجبلك مُسكن
امسكت يده وجزبته فقام معها الي داخل القصر بدون جدال
*************
جلست ريم علي سريرة وهي تقوم بعمل مساج لرأسة بعدما اكل وجبة خفيفة واخذ المُسكن ،نظرت له بحنان وهو ينام بعمق، كم يُرهق نفسه في العمل وكم يؤلمها ذلك فهو لا يرتااح، تتذكر وهي طفلة بسن العاشرة كيف تبدل سليم مُنذ وفاة والده استلم اعماله وهو في العشرون ربيعاً وتحمل اعبائهم و مسؤليتهم جميعا بعدما كادت شركات والدة ان تنهار وكادوا ان يصابوا بالافلاس لولا حبيبها الذي لم يجلس مكتوف الأيدي بل كان يعمل ليل نهار ولم يشعرهم ولو لمرة بأن مستواهم قد تأزم وكل متطلباتهم كانت مجابة
ورغم صغر سنة حينها الا انه انقذ الموقف ببطولة وحمل علي عاتقه مسؤلية الشركات وقام يأيقافها مره اخري وجد واجتهد لتُصبح الان من اكبر الشركات في مصر والشرق الاوسط، لم تسمعه يوما يشكوا، كان ومازال رجلهم وحاميهم بعد الله ،لطالما كانت تنظر له وكأنه بطلها لم تتمني رجل غيره لقد احبته في طفولتها ومراهقتها وهي مستمرة في حبه الي ان يشيخوا معا .
اراحت رأسة علي الوسادة وهي تقبل جبينه بحب وذهبت لغرفتها لتنام بسلام بعدما اطمأنت عليه .
*********
وقف بحزن وهو يغلق حقيبة سفرة لقد اخبرة اليوم عميد الكلية بخبر نقله لجامعة الاسكندرية وبدون ان يفصح عن اسباب ، هو متأكد من ان سليم الحداد بنفوذة هو من قام بذلك ،ولو لم يفعل سليم هذا لكان هو من طلب النقل لجامعة اخري بعدما علم ان الفتاة الوحيدة التي جزبته وجعلته يُفكر بها ليل نهار مخطوبة لمن ظن انه اخاها، كيف احبها بتلك السرعة ليكون جرحة بهذه القوة، وكيف لها ان تخطفه بتلك السهولة وهو فارس الدنجوان الذي لم يري فتاة الا وتلاعب بمشاعرها لقد احس الان بخطأة الفادح فالمشاعر ليست لُعبه انه شعور مؤلم علي قلبة ولكنه يشعر ان هذا هو القصاص العادل، علم الان لما احبها بتلك السرعة ولما تعلق قلبه بها هكذا ..
دلفت والدته بوجه متجهم قاطعة حبل افكارة وهي تقول له بلوم :
يعني انت ماتعرفش تشتغل مع ابوك في الشركة عشان تفضل جمبنا ولا انت مصر تتعب قلبي معاك كده من يومين جايلنا متشلفط وانهاردة هتبعد عني وعن ابوك
-يماما يا حبيبتي انا مش بتاع شركات ولا ليا في الجو ده انا بحب شغلي ومتمسك بيه
تنهدت بحزن وهي تحتضنه وتتمني له التوفيق :
ربنا يوفقك يا حبيبي خلي بالك من نفسك يا فارس وابقي كل كويس يا حبيبي وماتهملش صحتك
اجابها وهو يقبل كلتا يديها :
حاضر يا حبيبتي ربنا يديمك ليا .
*********
في اليوم التالي جلست ريم في غرفتها بصحبة اميرة بعدما قصت عليها موضوع الجامعة
-اللهم واحد سليم يقولي وانتي تروحي الجامعة ليه لما ممكن اجبلك الدكاترة هنا يا روحي
ريم بضحك :
اعوذ بالله من قرك ده
-قري دلوقتي بقي قري يختي انتي نسيتي نفسك زمان ياست كنتي بتلفي حوالين نفسك عشان تعرفي ان كان بيحبك ولا لا ياه علي الانسان لما يوصل
ريم بحالمية :
انا لسه مش مصدقه ان سليم طلع بيحبني الحب ده مكنتش اتصور ان ممكن سليم يخدني في حضنه كحبيبة مش كأخت او كبنته اللي مربيها
اميرة بعينين متسعتين :
استني استني فرملي هنا ازاي سليم يحضنك انتي اتجننتي ياريم
ريم بتعجب :
في ايه يا اميرة ده سليم
-سليم ايه ياريم يا حبيبتي سليم ابن عمك مش جوزك كده حرام ماينفعش يقرب منك كده انا عارفة ان مجتمعكوا منفتح شويه بس ده مايمنعش انك كبرتي وتعرفي ان ده غلط
ريم بزهول :
انا مش بفكر كده خالص انا بحس سليم ده كل حاجة ليا ماحسبتهاش من المنظور ده
-لا ياريم يا حبيبتي كده غلط جدا وماينفعش مش كفاية انك كبيرة ومش محجبة صحيح اننا مش متدينين بس دي تعاليم دينا
ريم بخجل من نفسها :
سليم كلمني كتير في موضوع الحجاب ده وكذا مرة زعل مني بس انا خايفة حاسة انه هايخنقني
قاطعتها اميرة :
بالعكس تماما الحجاب مش خنقة الحجاب بيخفي جمالك عن العيون المتطفله عليكي بتحسي انك حاجة غالية عشان انتي لحد واحد بس وهو بس اللي يشوف جمالك اللي هو جوزك
-طب ما عمتوا نفسها مش محجبة ونورا اكبر مني بردوا ومش بتلبس حجاب ده حتي ماما كوثر اتحجبت لسه من قريب
اميرة بعقلانية:
انتي نفسك مش بتحبي تصرفات عمتك او بنتها وتحررهم الزايد يبقي ليه تقلديها وطنط كوثر جات متأخر ايوه بس اتحجبت انتوا مجتمعكوا مختلف عشان كده الخطوة دي بتبقي صعبه شوية علي الوسط بتاع المشاهير والاغنياء ده بس شرع ربنا مفهوش غني او فقير يا حبيبتي وبعدين انتي بتلبسي لبس محتشم دايما ومش ضيق او قصير جات علي الحجاب
ريم بتفكير :
صح يا اميرة انتي صح بجد انا لازما اخد الخطوة دي ان شاء الله ،ثم اكملت بحماس ده سليم هيفرح اوي لو عرف
اميرة بمزاح :
بس ياريت بلاش احضان من الفرحة
نظرت لها ريم بخجل ثم قالت :
هو سليم بصراحة عمال يزن علي موضوع كتب كتابنا ده رغم انه موافق اننا نعمل فرح بعد مخلص دراسة ،مكنتش فاهمه يقصد ايه وانا كده كده قدام عينه
-سليم بيحبك وخايف عليكي عايز يحافظ عليكي حتي من نفسة
ريم بحب :
انا اصلا فكرت في الموضوع وموافقة هو ده حلم حياتي اني افضل معاه دايما
اميرة بضحك وهي تدغدغها :
ايوه يا عم
**********
كان يتابع عمله في تركيز تام عندما طلبت نهي السكرتيرة اذن بالدخول
نهي :
سليم بية فيه واحد برا عايز حضرتك
سليم بانهماك وتركيزة منصب علي الاوراق التي بين يديه:
فيه معاد سابق
-لازما معاد سابج عشان اشوفك يا ولدي
وقف سليم باندهاش :
يتبع ♥️
18*19
18
- حرام عليك يابا يعني هتنقزني من اخواتك وترميني في الهلاك
-هلاك ايه يا نوارة قولتلك جواز علي ورق عشان تحمي نفسك وعشان تاخدي حقك احنا مش ضامنين اعمامك هيعملوا ايه ولا ناويين علي ايه
-اخد حقي بالجواز من راجل فلاح اكيد مش هيلتزم بالاتفاق اللي بينا ولا هيهمه جواز علي ورج ولا مش علي ورج
-واه انتي بتستعري من اهلك وانتي ايه يا نوارة جاية من البندر يعني مانتي فلاحة ابا عن جد ،وبعدين اطمني هو مش من البلد اصلا ومش فلاح زي ما جولتي
ردت عليه بدهشه :
مش من البلد اُمال منين ؟
-ده سليم ابن صاحب عمري محمود الله يرحمة اكيد عرفاه
توسعت عينيها من الزهول :
سليم الحداد!!!؟؟
-ايوه روحتلك وحكيتله ظروفي واني مش هثق في اي حد غير فيه واترجيته يوافج لانه جالي انه هيتجوز بنت عمه فهمته وجولتله انه جواز سوري علي ورج عشان يجف جانبيكي لو جرالي حاجة وهو وافج
تجاهلت نوارة كل حديثة عن سبب موافقته وعن زواجة باخري وانحصر تفكيرها علي نقطة واحده ان "سليم الحداد" ذاك الوسيم الثري ذو الرجولة الطاغية سيكون زوجها لم تتخيل هذا في اقصي احلامها
لمعت عينيها بسعادة واجابت بحماس زائد :انا موافجة يابا
-واه واه ايه الفرحة اللي في عنيكي دي يا نوراة اياكي تحطي امال عالجوازة دي يا بتي سليم وافج غصب عنيه انه يجف جنب مني ردا للجميل مش اكتر ،وجالي انه عيحب بنت عمه وعيتجوزها وكأنه بيجولي بالمحسوس اجده انك هتكوني مش اكتر من واجب يجضية
نوارة لأنهاء الحديث وهي تهم بالرحيل :اكيد اكيد يابا
راقب خروج ابنته وهو يتنهد بحزن عندما تذكر كيف كان مستغلا و استغل وعد سليم له منذ زمن بأن يرد المعروف
#فلاش باك
سليم بدهشه: عم عبد الرحمن !
عبد الرحمن بحب :ازيك يا ولدي
توجه اليه سليم بحب وهو يحتضنه :واحشني جدا
رد عليه وهو يحتضنه بشوق : اتوحشتك جوي يبن الغالي
-ايه الغيبة الطويلة دي يا عمي
عبد الرحمن بحزن : مامنعنيش عنك الفترة دي كلاتها الا الشديد الجوي يا ولدي
-في حاجة ولا ايه يا عمي مالك مهموم كده ليه ؟
-تعالى يبني اجعد وانا احكيلك
-اتفضل يا عمي قلقتني
-عارف انت طبعا المشاكل اللي بيني وبين اخواتي
-اكيد ربنا يهديهم
-فجروا يا ولدي الشيطان اتمكن منيهم جوي لدرجة انهم حاولوا يجتلوني لولا ستر ربنا كان زماني ميت دلوك
سليم بزهول :يقتلوك !
وصل بيهم الطمع للقتل ؟!!
-الطمع والجشع التنين لما بيتمكنوا من البني ادم بيدمر اي زرة خير جواته يا سليم
-وحضرتك سكت ازاي مابلغتش عنهم ليه وماجتش قولتلي وانا اتصرف؟
-غير اني وجتها مكنش معايا ايتها دليل علي كلامي بس ماينفعش يا ولدي انا عمري ما ابقي بنفس شرهم
وافكر في أذيتهم دول بردك اخواتي الصغيرين ابوي وصاني عليهم جبل ما يموت كيف عايزني اضرهم
-عشان هما ضروك يا عمي وانت كده بتاخد حقك مش بتأذيهم من غير سبب او بتظلمهم
تنهد عبد الرحمن بحزن -سيبك يا ولدي انا جايلك عشان حاجة تانيه
-اتفضل يا عمي اؤمر
-بتي نوارة يا سليم هي دي اللي انا خايف عليها اخواتي ممكن يجتلوها ولا يعملوا فيها حاجة عفشة انا مش هعيشلها العمر كله، جلجان وجلبي ما هيهداش عشان متوكد انهم ماهيسبوهاش افحالها انا كده كده ماريدش حاجة في الدنيا ومسلم بلي مكتوبلي
- بعد الشر عليك يا عمي ماتقولش كده البيت مفتوحلكوا انت ونوارة ويبقي خلي حد يهوب نحيتكوا وانا انهيه
-تسلم يا ولد الغالي، بس انا مش هسيب بلدي ولا ارضي انا جاي اطلب منك طلب وعندي رجاء انك هتساعدني ومش هتسيبني واصل ولا هتتخلي عني
-طبعا يا عمي اتفضل
-انا عايزك تكتب علي نوارة
هب سايم واقفا بزهول :
نعم حضرتك بتقول ايه انت ازاي تطلب مني حاجة زي كده اصلا ؟؟!!
-اجعد يا سليم انا مستحيل اعرض بتي كسلعة او ارخصها ابدا لاي حد حتي لو كان الحد ده انت، انا بطلب منك انك تكتب عليها عشان تحميها العمر مابجاش فيه كتير ورايد اطمن عليها، انا مش بطلب منك جواز بحج وحجيجي انا بطلب منك حماية لبتي في انك تتجوزها وتاخدها عندك لحد ماترد حجها وتسلمها لعريسها زي اي اخ كبير
جلس سليم وهو غير قابل ابدا لفكرة انه سيكون زوجا لغير ريم حتي ولو بالزيف
-عمي نوارة في عنيا وممكن اساعدها باي حاجة غير كده هي ممكن تيجي تقعد عندنا البيت فيه ماما وريم وعمتي وبنتها مش لازما موضوع الجواز ده
-انا عايز يبجا ليها ضهر جدام اخواتي مش عايز اخبيها منيهم هما لو عرفوا انك عتتجوزها مش هيجدروا يجربولها واصل ،انت ليه بتحسسني ان الموضوع صعب عليك اجده
-عشان الموضوع صعب فعلا يا عمي انا بحب ريم بنت عمي وهنتجوز ماينفعش اعمل كده ماينفعش و مش مستوعب اللي انت بتطلبه اصلا!!
-شكلي لجأت للشخص الغلط يا سليم شكرا يا ولد الغالي بس اوعاك تنسي ان الشركة دي وبجيت شركاتك ماكنش هيبجي ليهم وجود الا بسببي فاكر لما وجفت جمبيك من بعد ما ابوك مات وكنت لساك اصغير جولتلك كل فلوسي واملاكي تحت امرك وكنت مستعد اتخلي عن اي حاجة عشانك وجتها ،وانت مش عايز تعملي الخدمة البسيطة دي
نظر له سليم بصمت
-انا يا ولدي مش عايز اكتر من انك تكتب عليها بس لو ليا خاطر عندك وبعدين لما تضمن حجها واعمامها يعرفوا ان بجا ليها ضهر تتحامة فيه مستحيل يجربوا حداها خصوصا لو الضهر ده انت وماتجلجش الوضع هيبجي موجتا ولو علي بنت عمك مش هتعرف حاجة لحد ما الموضوع ينتهي
سليم وعقلة سينفجر من التفكير :
حاضر يا عمي هكتب عليها وهتيجي تعيش مع امي في البيت ومحدش هيقدر يهوب نحيتها بس مفيش حد عندي في البيت هيعرف بالجوازة دي .
-ماتجلجش يا ولدي
#باك
غامت عيناه بحزن وهو يخرج صورة من جيب جلبابة تجمعة بصديق عمرة ،ظل ينظر للصورة ويحدثها وكأن صديقه امامه
-سامحني يا محمود يا اخويا انا مجصدش ابدا اني اساومة بموضوع مساعدتي ليه بس مفيش حد هيجدر يجف للعجارب دول غيره
*************
في غرفة نوارة
تقف امام المرآة تنظر لأنعكاس صورتها بتأمل وهي تمسك بخصلة من شعرها بأطراف اصابعها
لا تصدق ان سليم سيكون زوجها ورجلها لطالما كانت تتمني نظره منه فقط عندما كان يأتي لزيارة والدها ،لطالما تطلعت اليه خفية وهي لا تصدق انه يوجد رجال بهذة الوسامة والرجولة الطاغية ،تنهدت بسعادة وهي تُمني نفسها بأنها ستجعله يعشقها ..
-هخليك تعشجني يا سليم وهنسيك اي واحده مهما كانت جمالها وفتنتها وده وعد من نوارة يا ولد الحداد
************
جلس في غرفته مهموم وهو لا يصدق ماذا طلب منه صديق والده وكيف ذكرة بوقفته الي جانبة واستغل امتنانه له ووعده برد جميله ذاك ،مرر يده علي وجهه بتعب وهو يحاول ان يتقبل الموضوع علي انه مجرد رد للجميل ولن يضر بشيء
سليم لنفسه- ده مجرد جواز علي ورق و الراجل ده وقف جمبك كتير في وقت ما كانت كل حاجة هتضيع ودي مجرد مساعدة عشان احميها من اهل والدها ،انت عمرك ماكنت ناكر للجميل عشان تتخلي عنه و تنكر فضله ،وبعدين مين هيقول لريم انت خايف من ايه كل حاجة هتحصل في الصعيد وهتفق مع البنت دي علي كل حاجة وهفهمها ان وجودها هنا عشان حمايتها مش اكتر والموضوع كله هاينتهي ، واكيد والدها فهمها كده ومش منتظرة مني حاجة يعني .
شعر براحة جزئية عندما ايقن ان كل شيء سيسر علي ما يرام
قطع استرسال افكارة ريم وهي تقوم بفتح باب غرفته بحنق: انت ازاي تعمل كده
شعر سليم لأول مرة بالرعب فماذا فعل هو غير موافقته علي الزواج من غيرها ، اخفي توتره وهو يقول بهدوء مفتعل:
في ايه ؟!
-حضرتك لسه مرهق وتعبان ايه اللي يوديك الشركة
تنهد سليم براحة :
ماتقلقيش يا حبيبتي انا كويس والله
-يعني ماتعرفش تاخد اجازة يوم واحد يعني ولا لازم تتعب نفسك
سليم وهو يتجه لها ليحتضنها :
ياروحي كل حاجة تمام انا مش تعبان والله
ريم وهي تبتعد عنه بخجل :
بردوا ترتاح يوم ولا حاجة
سليم بتعجب :
انتي بعدتي عن حضني ليه ؟!
-احم سليم انا موافقة علي كتب الكتاب
سليم بعدم استيعاب :
ايه؟؟!!
-موافقة علي كتب الكتاب
شعر سليم بسعادة لا توصف وقد نسي كل ما كان يفكر به مُنذ دقائق وهو يحملها ويدور بها في الغرفة
:مش مصدق بجد اخيرا يا عمري اخيرا
ريم وهي متخبطه بين شعور انها تريد ان تحتضنه وتشاركه سعادته وبين كلمات اميرة عن ان هذا لا يجوز :
سليم نزلني
-في ايه يا حبيبتي انتي مش عايزة تحضنيني ليه
-مش كده بس ..
-بس ايه ؟
ريم وهي تنظر لكل شيء ماعداه :
اميرة صاحبتي قالتلي ان ان كده حرام واني ماينفعش احضنك عشان انت لسه مش جوزي ،سليم بالله عليك ماتزعل
نظر لها بسعادة شديدة وفخر وهو يرفع وجهها في مواجهته :
عمري ماكون زعلان منك ابدا بالعكس اميرة معاها حق وعلي فكرة انا فرحان بانك مختارة صاحبة زيها متربية ومحترمة وبتنصحك كده
نظرت له بحب وهي تقول بمرح :
ربنا يديمك ليا يا سولي يا روحي انت
-لا بقولك ايه وحياة امك انتي تسكتي خالص بصوتك الناعم ده عشان انا هموت واخدك في حضني اساسا
-وحياة امي ؟!
تصدق بقيت بيئة اوي
رفع سليم حاجبية بزهول :
نعم ؟!
نظرت له بتوجس وهي تهم بالركض :
بهزر والله بهزر
ضحك سليم بقوة وهو يركض خلفها وقد نسي او تناسي كلام عبد الرحمن ..
***********
في المساء
كانت نورا جالسة في غرفتها تبتسم بحزن فقد اخبرهم سليم علي الغداء بموعد كتب كتابه هو وريم ،هي لم تحزن كثيرا فقط ايقنت الان ان سليم ليس لها ولن يحبها ولو قليلا شعرت بالغيرة الحارقة من ريم حينها ولكنها عندما فكرت بالأمر وجدت انها ليست مُزنبة المُزنب الوحيد هي والدتها التي لطالما اشعرتها ان سليم لها وحدها كانت كلما فقدت الأمل تُمنيها بأنه في اخر المطاف سيكون زوجها هي، لم تفكر بسليم ابدا كرجل ثري بل فكرت به كسليم فقط لم تعجب به لامواله عكس ماتتوقعه والدتها لقد احبت رجولته ان له جازبيه غريبة ليست موجودة بأحد غيرة ، لطالما احست انه سندها هي ووالدتها لم يجعلهم يحتاجون لشيء ولم يشعرهم يوما انهم ضيوف في منزله او انه يتفضل عليهم بأمواله، لم تري بنبله ورجولته احيانا تشعر انها تُحبه حب مختلف ليس كحب حبيب او زوج بل تحبه كأب حُرمت منه كسند وظهر ، لم تفكر يوما في ماهية مشاعرها كل ما كان يُهمها ان يكون سليم لها رجلها هي فقط ولا يهم المُسمي، تنهدت بحزن وقلة حيله وقد قررت ان تُغلق صفحته نهائيا من حياتها..
يتبع ❤
19
مرت الايام سريعا وجاء يوم كتب الكتاب الذي انتظره سليم طويلا كان قلبه يهفو كلما تذكر ان ريم ستُكتب علي اسمه، أُمنية سنوات طويلة تتحقك أُمنية ولدت يوم كبرت حبيبتة ،من اول يوم رأها به وهو يشعر بالمسؤليه تجاهها ظل يعاملها وكأنها ابنته الي ان اكتشف ان حبه لها بعيد كل البعد عن الأبوة بدأ يراها تكبر امامه ويحاول اقناع نفسه بأنها ريمه صغيرته لا يمكن ان يفكر بها غير انها ابنته واخته الصغيرة حاول وحاول ولكنه في كل مرة يفشل وقلبه الملتاع في حبها يثور عليه ويحاربه بقوة انهكته، ظل عقله يخبره بأنها طفلة وقلبه يرفض الانصياع لذلك مؤكدا انها حبيبته مُنذ ان رأها ومنذ ان ولدت وهي وليدة حبه وعشقه ،تذكر ذلك اليوم والذي كان نهاية حيرته وهو يعترف لنفسه واخيرا انه يحبها
#فلاش باك
نظر اليها بسعادة وهي تقف امام قالب حلوي كبير و يحتفلون بعيد ميلادها السادس عشر في جو عائلي رائع
اطفأت الشمع ثم نظرت اليه بحماس و سعادة :
فين الهدية بقى انت قولت بعد مانطفي الشمع
نظر اليها بتسلية وهو يضحك بقوة :
مش يمكن نسيت اجيب مثلا
نظرت له بعبوس رقيق وهي تحتضنه وهي ترفع عينيها لتواجه عينيه بسبب طوله الفارع :
بابا سليم مستحيل ينسي هدية عيد ميلاد ريمة صح
نظر اليها بحنان وعشق يرفض الاعتراف به وهو يخرج شيء من من وراء ظهرة :
ده بابا سليم ينسي اسمه ولا ينسي عيد ميلاد ريمة
نظرت ريم له بسعادة وهي تقفز عندما وجدت في يده مفتاح سيارة :
جبتلي عربية بجد ،هي فين تعالي ورهاني يا سولي يلا بليييز يلا
ضحك لسعادتها وهو يجزبها من يدها ويُريها هديتها والتي كانت عبارة عن سيارة حمراء باهظة الثمن ذو موديل حديث وجميلة
نظرت له بسعادة وهي تحتضنه بحب ومشاعر طفولية بريئة نمت داخل قلبها منذ الطفولة :
شكلها جميل خالص يا سولي ربنا يخليك ليا ،عايزة اجريها وحياتي يا سليم يلا
-انسي انك تسوقيها ،انا جايبلك سواق هيبدأ شغل من بكرة
نظرت له بتزمر ولم تعترض فلو انقلبت رأسا علي عقب امامه لن تجعله يغير رأيه ..
رفع وجهها اليه وهو يتأملها بحنان وباليد الأخري يخرج من جيب جاكيته علبة مُخملية زرقاء
شهقت ريم بسعادة وقد ذهب تزمرها ادراج الرياح ،وهي تضع يدها الصغيرة علي فمها:
انت جبتلي هدية تانية؟
سليم وهو يفتح الهدية ويخرج منها سوار ماسي خطف انفاس ريم من جماله:
وريم هانم يجلها هدية واحدة بردوا
ضحكت بسعادة وهي تتأمل الأسوارة
:جميلة اوي
رفع يدها اليه وهم بألباسها اياه عندما وجد سوار فضي اللون في معصمها لا يتزكر انه اهداها اياه :
ماما اللي جابتلك الأسورة دي يا ريم ؟!
اجابته بسهولة:
-لا ده عاصم زميلي في الكلاس جبهالي عشان عيد ميلادي
نظر اليها بعدم تصديق وغيرة وقد تشنج فكه من العصبية وهو يقول لها بصوت هادر :
انتي اتجننتي زميلك ايه يا هانم يجبلك هدية بتاع ايه انتي اتعبطي
نظرت له بخوف وزهول ودموعها ملأت عينيها
امسك يدها بقوة المتها وهو ينزع السوار بعصبية ويُلقية ارضا ثم دعسه بقدمه وهو مازال يعتصر معصمها وهي تبكي
-سليم ايدي لو سمحت
نظر لها وهو يستوعب مسكة ليدها بتلك الطريقة فتركها علي الفور وقد تركت يده علامه وانتشر اللون الأحمر في معصمها
تركها وصعد لغرفته بسرعة وعصبية وهي تنظر في اثره بزهول
......
شعر بأنه يريد قتل ذلك الصبي الصغير الذي تجرأ واهدي لريمة هدية ولم يرتاح الا عندما نقله لمدرسة اخري بعيدة عن حبيبتة نعم حبيبتة فقد استوعب سليم ماهية مشاعره تجاه ريم اخيرا ،وغيرته عليها التي تعدت غيرة اب او اخ ولم تكن سوي غيرة عاشق مُتيم بطفلة واعترف لنفسه ان تلك الصغيرة استولت علي قلبة وتوقف عن محاربة مشاعره تجاهها ، وبدأ يري ريم زوجة له ويتمني ذلك اليوم الذي ستُكتب علي اسمه بفارغ الصبر ..
#باك
افاق من زكرياته وهو ينظر لنفسه في المرآة وهو يشعر بأن وجهه يضوي من السعادة ولما لا فحبيبته ستُكتب علي اسمه اليوم
دلفت كوثر وهي تنظر اليه بعيون دامعة وسعادة لا توصف:
اخيرا شوفتك عريس يا حبيبي ياه يا سليم كنت بتمني اللحظة دي من ساعة ماتولدت
اقترب منها سليم واحتضنها بحنان وحب:
فرحان اوي يا ماما اوي اخيرا ريم هتبقي بتاعتي وعلي اسمي
نظرت له بدموع وهي تقول بمرح :
مين يصدق ان المفعوصة دي كبرت وبقت عروسة
سليم بضحك :
بس يماما لو سمعتك دلوقتي هتقولك انا مفعوصة يماما كوثر تمام شكرا وتقوم مقموصة وسيبالنا الحفلة واقعد اصالح فيها يومين
رفعت كوثر حاجبيها بمرح :
عشت وشوفتك بتخاف علي زعل حد يابن محمود
-وهي ريم حد بردوا
-ماشي يا حبيبي تتهنوا ببعض بس انا هبدأ اغير من ريم خلي بالك
قبل سليم يدها بحنان :يا روحي ده انتي الكل في الكل
-رينا يرضي عنك يا ابني ،يلا ننزل المأذون جه
دق قلبة من السعادة وهم بالنزول معها .
*********
تدور حول نفسها بذاك الفستان الرائع الذي يشبه فساتين الأميرات وقد ناسب بشدة قوامها المثالي بلونه السكري الذي لائم لون بشرتها ويعلوه حجاب صغير بنفس اللون وكم بدت جميلة بشكل مُزهل..
نظرت اليها اميرة بأنبهار :
ماشاء الله يا ريم ده انتي بقيتي فتنة اكتر بالحجاب
نظرت لها ريم بعينيها الجميلة وهي تقول بسعادة:
نفسي اشوف رد فعل سليم لما يشوفني بالحجاب اكيد هيفرح جدا
-يلا يا ستي ننزل وانتي تشوفي ردة فعلة
نظرت لها ريم بصمت سرعان ما تحول لتوتر :
خايفة
-خايفة !
خايفة من ايه يبنتي انتي عبيطة ؟!
نظرت لها بجدية وهي تقول :
-مش عارفة حاسة اني لو نزلت وانا متوترة كده هتقلب علي وشي ،هيبقي شكلي وحش لو وقعت قدام ناس كتيرة كده صح؟
وسليم هيضحك عليا وانا مش هتجوز واحد بيضحك عليا انا هفركش كتب الكتاب ده
نظرت لها اميرة بصمت لعدة ثواني ثم انفجرت ضاحكة عليها :
بت انتي مش معقولة بجد انا سعات بشك في ان سليم مزور بطاقتك مستحيل تبقي ٢٠ سنة عقلك وتفكيري مايديش اكتر من ٤ سنين حقيقي
نظرت لها ريم بغضب :
علي فكرة انتي سخيفة عشان انا بقولك علي اللي مخوفني وانتي بتضحكي عليا ماتكلمنيش تاني
فغرت اميرة فمها :
انتي هتعيطي ولا ايه اهدي كده الناس مستنية تحت وهتبوظي الايلاينر وهيبقي شكلك عرة بجد
رمقتها ريم بحنق وادارت وجهها للجهة الاخري
اقتربت منها عندما احست ان الموضوع لا يقتصر علي كونها متوترة :
-فيه ايه يا ريم حاسة ان فيكي حاجة مش مجرد توتر
التفتت ريم لها واحتضنتها وهي تحاول ان لا تزرف عينيها الدموع :
خالو قالي انه مش جاي وعنده شغل وانا كنت بتمني انه يبقي وكيلي حتي معاذ ابن خالتي علاقته مع سليم وحشة جدا ومارضيش ييجي وكلمني بأسلوب وحش في الموبايل مش عارفة ليه وخالتو قالتلي انها هتيجي الحفلة بس لسه ماجتش ممكن معاذ يكون اقنعها ماتجيش حاسة ان مليش حد
احتضنتها اميرة بحنان وهي تحاول ان تُخرجها من هذة الحالة :
يا حبيبتي يا ريمو ازاي مالكيش حد مش انا اختك وماما كوثر اللي كل شوية تدخل تعيطلنا من الفرحة وتطلع تاني دي مش زي مامتك وسولي اللي تحت ده مش كان كل حاجة في حياتك علي قولك يبقي ازاي مالكيش حد يا جزمة
نظرت لها بتفكير:
تصدقي فعلا تقريبا انا اللي عايزة اعيط وبنكد علي نفسي
اميرة بضحك:
-انتي اول مرة تعرفي انك نكد يا روحي
شاركتها ريم الضحك قبل ان يقاطع مزاحهم دقات الباب وصوت مألوف اليها يتحدث بمرح من خلف الباب:
عايزة تتجوزي من غير خالو يا مجرمة
ريم بفرحة وزهول رقضت اليه وتعلقت بعنقه:
ناادر حبيبي انت جيت امال كنت بتضحك عليا وقولت انك مش جاي ليه
احتضنها بحنان وحب:
يا روحي انا اقدر ماجيش كتب كتاب بنتي
-واحشني خالص كنت خايفة ماتجيش يا خالو كنت حاسة اني لوحدي
-يا قلبي لوحدك ايه بس ده انا لو هجيلك مشي
ضحكت ريم بسعادة له ثم التفتت لأميرة التي تتطلع علي نادر بهيام من وسامته :
خالو اعرفك البيست فريند حجي
انتبه نادر لتلك الفتاة الخمرية الجميلة التي تحدق به :
هو القمر مش في السما ولا انا بيتهيقلي
احمرت وجنتي اميرة بخجل :
ازي حضرتك
اقترب منها نادر وهو يمد يده لها :انا نادر اخو ريم اكبر منها بسنتين ونص
ضحكت اميرة علي مزاحة وهي تمد يدها بأستحياء له وتشاركه المرح :
وانا أميرة صاحبة ريم في الحضانة
قاطعتهم ريم بمرح :
وانا ريم وكتب كتابي انهاردة
امسك نادر يدها بحنان وهو يقول بمرح :
طب يلا يا ست ريم علي تحت بدل ما هولاكوا يطلع ياكلنا
**********
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
جلس يستمع الي كلمات المأذون بمشاعر كثيرة وهو ينظر اليها بزهول وانبهار فلم يتخيل ان تكون بهذا الجمال المُبهر ،هي زوجته وملكه عقله لا يستوعب كل هذا..
ظل يتلقي المباركات من هذا وذاك ومازالت عينيه معلقه بها بأندهاش وعدم تصديق قابلته هي بابتسامة عاشقة ،ظل يتأملها بعشق و هيام بها وبجمالها ،حبيبته وابنته ترتدي الحجاب وفي اسعد ايام حياته ان قلبة سيتوقف من فرط دقاته ،لم يرتاح الا عندما ترك الجميع واتجه نحوها يجزبها من وسط اصدقائها ويحتضنها بقوة وعشق كبيرين مع نظرات الزهول وعدم التصديق التي وجهت لسليم من رجال الأعمال والموظفون الذين يعملون لدية وهم يرون الجانب العاشق من رب عملهم الجاد
همس في اذنها وهو يستنشق عبيرها بعشق :
بقيتي علي اسمي وفي حضني وانتي مراتي انا حاسس ان قلبي هيقف من الفرحة ومش قادر اصدق
تمسكت ريم به وهي تحتضنه بدورها :
خلاص بقيت جوزي انا وانا مراتك انا حاسة اني بحلم يا سليم
نظر لها بعشق :
احنا مش بنحلم انتي بتاعتي ومكتوبة علي اسمي من يوم ماتولدتي وانتي بقيتي ليا
صدعت موسيقة رومانسية هادئة في الحفل وسليم يحتضنها ويرقص معها ومازالت عينيه معلقة بعينيها بعشق وكأنهما في كوكب اخر وحدهما
-بحبك يا ريم بحبك وهفضل احبك لأخر نفس في عمري
-وانا بحبك يا روح ريم وانهاردة اسعد يوم في حياتي كلها عشان اتكتبت بأسمك
ظل يراقصها بسعادة وعشق
ونظرات الهيام والسعادة واخري تملؤها الحسد والغيرة تنهال عليهم من كل اتجاه ،وكاميرات المصورين تلتقت تلك اللقتاط النادرة لأشهر رجل اعمال في الشرق الأوسط الذي لطالما عُرف بجديته وحزمة
***********
كان يقف ناظرا لريم بعيون دامعة وسعيدة وهو يتمني لو ان اخته الحبيبة حية لتشاهد ابنتها وقد كبرت واصبحت عروس.. عندما قاطع افكارة تلك اليد التي وضعت علي كتفه
التفت ليجدها اخته هناء تنظر له بدموع ورجاء :
ازيك يا نادر
نظر لها بجمود :
اهلا
-لسه مجاش الوقت اللي تسامحني فيه وتكلمني ده انا اختك يا نادر
نظر لها بقسوة وزكريات الماضي تنهال علي عقله:
وانا ماكنتش اخوكي لما كنتي بتعامليني اسوأ معاملة ممكن يتعامل بيها طفل وتكرهيني بسبب زنب مش بأيدي
نظرت له بحزن وألم:
انا اسفة يا نادر اسفة انا عمري ماكرهتك ومن جوايا دايما كنت بحبك وكأنك ابني حط نفسك مكاني كان صعبان عليا امي اللي طول عمرها شيلانا وفي الأخر اكتشف ان ابويا متجوز عليها وكمان مخلف عيل صغير ماقدرتش اعاملك كويس ماقدرتش ،حاجة جوايا دايما كانت بتمنعني
-ماتبرريش لنفسك انتي عارفة كويس ان ده عمرة ماكان زنبي ،شوفي رغم ان مني الله يرحمها كانت كارهه امي بس عمرها ماعملتني وحش دايما كنت بحس انها بتحبني وبتعوضني الحنان اللي كنت فاقدة من امي وابويا وانتي ،صبيتي كرهك علي طفل كل زنبة انه ابن راجل اناني اتجوز علي مراته وقهرها وست مستهترة كل همها الفلوس وبدل ماتعوضيني جفاهم كنتي بتزودي الجفا ،اياكي يا هناء هانم تدي لنفسك حق انك تندمي دلوقتي وفكراني هسامحك ..
رمقها بحزن وكرة ورحل حتي لا يفتعل مشكلة معها في حفل ابنة اخته ريم التي يري يها اخته الحبيبة والحنونة .
***********
امسكت هاتفها بغل وحقد وهي تري ذلك الخبر الذي تصدر عناوين الأخبار بالخط العريض "كتب كتاب رجل الأعمال الأشهر سليم الحداد ومشاهد من الحب يتبادلها العروسين "
-فاكرة نفسها هتاخده مني العجربة ماتعرفش مين نوارة بس انا هكون زي كابوسها الأسود ،نوارة ماتعودتش تسيب حاجة بتاعتها لحد هوريكي يا ملزجة ان ماسابك وجري ورايا مابجاش انا نوارة..
يتبع ♥️
20
20
وقف يُهندم ملابسة امام المرآة والأبتسامة لا تغادر شفتيه وهو يتذكر رقصتهم معا وعينيها التي اخبرته كم هي هائمه به لقد افقدته هيبته تماما وجعلته يُظهر جانبه العاشق علي الملاء ..
وضع عطره الثمين وغادر غرفته متوجها لغرفة تلك الكسولة التي لا تشبع من النوم، وكما توقع وجدها تغط في نوم عميق وهو الذي جلس طوال الليل يبتسم ببلاها ولم يستطع النوم وهو يفكر بها وبأبتسامتها ورقتها ، وهي تنام وكأن يوم امس كان يوم كسأر الأيام
نظر لها بقلة حيلة وهو يبتسم بحب ثم توجه لها وجلس يتأمل ملامحها الفاتنة ،واخذ يُمرر يده علي خصلاتها برقة يُقظها ويهمس لها يحنان:
ريم يا روحي يلا اصحي
تململت في نومتها بأنزعاج :
اممم
-ايه اللي امم اصحي ياريمة وحشتيني
فتحت عينيها وهي تنظر له بابتسامة نعسة :
سليم
مال وهو ينظر في عينيها بعشق:
يا عيون سليم
ابتسمت برقة وهي شبه مستيقظة تتأمل مظهرة المُهندم بهيام :
هو انت حلو كده ليه
ضحك بقوة علي كلماتها وهو ويُبعثر خصلاتها :
يابنتي اصحي بقى ارحميني
تمتمت بنبرة نائمة وهي تحاول فتح عينيها :
خلاص صحيت اهوه
مال عليها يحملها وهو يتوجه بها الي الحمام :
انتي مش هاتفوقي الا لما تترمي في البانيو وهو مليان ماية ساقعة
تعلقت في رقبته بقوة :
مش هاتعرف تفك ايدي
نزع يديها بسهوله وهو يفتح الدوش فنظرت له بزعر وهي تحاول التمسك به :
خلاص خلاص والله صحيت اهوه صحيت
نظر اليها وهو يرفع احدي حاجبية :
لا لا مش حاسس انك فوقتي لسه
-لا فوقت والله اهوه حتي شوف عنيا مش مغمضه خالص اهيه
نظر لعينيها بتيه وكأنه غريق وقع في امواجها ولم يستطع النجاة، لم يشعر بنفسه الا وهو يُقبلها بكل العشق الذي يستوطن قلبة مُتمسكا بها وكأنها سبيله للحياة .
نزلوا بعد فترة لتناول الأفطار وهو يُمازحها ويطعمها تحت نظرات والدته السعيده لسعادته ونورا الحزينة وثرية الغير مُكترثة بهم
انهي الفطور بعد فترة وقبل جبينها بحنان ورحل لعمله مضطرا
********
مر الوقت عليه ببطئ في العمل فاليوم كان ممل جدا بالنسبة له، يُريد ان يذهب للمنزل ويُمضي الوقت معها وهو يعانقها ويستنشق عبيرها ابتسم للفكرة وهم بأن يلملم اغراضة ويذهب للمنزل عندما دق باب مكتبه ودلفت نهي السكرتيرة
نهي برسمية:
فيه واحد عايزك برا يا باشمهندس
سليم بعدم اكتراث :
مين ده يا نهي
-الراجل العمدة ده اللي جه قبل كده ده
نظر لها نظرة خاوية عندما علم هويته :
دخليه واطلعي انتي
-حاضر يا فندم
مرر يده علي وجهه بحنق فقد نسي امرة تماما
دلف عبد الرحمن بوقار :
ازيك يا ولدي
-اهلا يا عمي اتفضل
-انا اسف يا ولدي اني جيت من غير ميعاد بس الظروف
-عيب يا عمي ماتقولش كده ده مكانك
-تشكر يا ولدي ،انا جايلك انهاردة عشان اجولك ان ماهينفعش نأجل الجوازة اكتر من اكده اخويا طلبها لولده وبكل بجاحة حاول يهددني انه هيأذيها لو ماوفجتش ،وانت عارف نيتهم زين ، معلش يا ولدي بتجل عليك بس لازما تسافر معايا الصعيد في اسرع وجت نكتبوا الكتاب
نظر له نظرة خاوية :
حاضر يا عمي بس ماينفعش انهاردة سبني اوضب حاجتي واظبط اموري
نظر له عبد الرحمن بأسف واحراج :
اني اسف يا ولدي اناي عارف اني بضغط عليك بس ماليش غيرك اطلب منيه حاجة زي اكدة ،حتي ولو هجع من نظرك
-ماتقولش كده يا عمي انت الوحيد اللي بشوف فيك صورة ابويا الله يرحمة وعارف انك ماعملتش كده الا مضطر
ربت عبد الرحمن علي كتفه بحب وامتنان:
وهو ده العشم يا حبيبي
**************
نظرت له بدموع وهو يُجهز حقيبة السفر :
يعني ايه مسافر للشغل انت دايما بتقولنا قبلها بأيام جاي تقولنا وانت مسافر
ترك مافي يده والتفت لها يحتضنها بقوة :
اسف يا روحي هما يومين بس وهاتلقيني عندك وهبقي معاكي علي الواتس دايما
بادلته العناق وهي تتشبث به بقوة وتستنشق رائحة عطره بحب :
مانت هتوحشني مش عيزاك تسافر ياسليم طب خلي حد يسافر بدالك وخليك انت
نظر امامة بحزن وهو يقول لها بقلة حيلة:
ياريت ياريم ياريت كان ينفع حد يسافر بدالي ماكنتش هسافر انا ابدا
رفع رأسها له وهو يمسح دموعها :
خلاص بقي يا حبيبي مش هتأخر هما يومين وتلاقيني قدامك
تمسحت في صدرة بتزمر :
ماشي هما يومين بس
نظر في عينيها بعشق وأسف وهو يقول بلهفة :
اوعديني انك ماتزعليش مني ،اوعي في يوم تزعلي مني ياريم
نظرت له بعدم فهم ولكنها تمسكت به بعشق وهي تقول:
اوعدك يا حبيبي انا عمري اصلا ماقدر ازعل منك
*************
جلست تنتظر قدوم والدها وسليم بلهفة وقد حرصت علي ارتداء افخم ثيابها ووضع الزينة بشكل رائع لتنال اعجابه مازالت لا تُصدق انها علي بُعد لحظات من لقائه ..فاقت من شرودها علي استقبال الخادمة لوالدها وضيفة فدق قلبها بشدة وهي تنظر للباب بتلهف لتري سليم يدلف مع والدها بهيبة ووقار شديدين وكأنه رئيس لدولة ما ،هل هذا سيكون زوجها عن قريب!! سيُغشي عليها ..
-اتفضل يا ولد الغالي بيتك ومطرحك الدار نور
رد عليه سليم بصوته الرجولي :
منور بأهله يا حاج
تفاجيء عبد الرحمن بوجود ابنته في باحة الفيلا فنظر لها بتعجب:
ايه ده نوارة انتي لساتك مانمتيش لحد دلوك
نظرت له بخجل:
جلجت عليكي يا ابوي جولت انام لما توصل بالسلامة
-ماتجلجيش يا بتي ، تعالي سلمي علي سليم
تقدمت منهم بلهفة وعينيها معلقة به :
ازيك يا سليم بيه
نظر لها سليم بود :
ازيك يا نوارة ،بلاش بيه دي انتي زي اختي
رمقته بحنق مخفي وهي تقول بلطف مُزيف:
طبعا اكيد
-يلا يا ولدي اورك اوضتك اللي هتنام فيها
صعد سليم مع عبد الرحمن لُيرية الغرفة التي سينام بها
-ارتاح منيح بكرة اليوم هيكون مُتعب عشان هنبدأ تجهيزات الفرح
نظر له سليم بتعجب :
فرح مين يا عمي؟
احنا ماتفناش علي كده
-واه عايز تتجوزها من غير فرح
-لو سمحت يا عمي انا بعزك وعامل خاطر ان انت كنت صديق والدي وعمري ماكنت ناكر للجميل بس انا مش هعمل فرح الا في جوازي من حبيبتي ومراتي
نظر له عبد الرحمن بأستياء :
امال عايزني اكسر بخاطر بتي الوحيدة دي أول فرحة ليا
استاء سليم من نبرته وحاول قدر المستطاع ان لا يتواقح معه:
دي مش فرحة اصلا لا ليها ولا ليا الجوازة كلها عشان اساعدها مش عشان احب فيها لاحظ يا عمي ان بمساعدتي ليك بغامر بعلاقتي ببنت عمي عايزني كمان اعمل فرح لغيرها قبل ماعملها هي فرح
نظر له نظرة بها عتاب ولوم :
- وانا مرضاش اضغط عليك كفاية جوي اني رميت بتي عليك
-تنهد سليم بقلة صبر :
عمي انت مش عارف اللي بعمله ده صعب قد ايه بالنسبالي ومستحيل هحط نفسي في الوضع ده لو كان حد غيرك ،انا ماعملتش كده الا لغلاوتك عندي فارجوك ماتخدش الموضوع علي اني بقلل منك او من نوارة
صمط عبد الرحمن لعلمة بأن سليم مُحق تماما فهل بعدما وافق علي مساعدته سيُنكر معروفة ويضغط عليه للقيام بما يفوق مقدرته
**************
مر اليومين التاليين ببطيء عليه لأفتقادة لحبيبتة ،تم التجهيز لعقد القران وجلس سليم نفس الجلسة التي جلسها مُنذ ايام ليعقد قرانه مرة اخري ولكن بأختلاف المشاعر فهناك كان سيطير فرحا وقلبة سعيد مُتلهف اما الأن يجلس برسمية شديدة وكأنه يوقع عقد عقاري لأحد البيوت ..
تلقي التهاني والمباركات ببرود وهو يتمني ان ينتهي كل هذا سريعا
**********
في اليوم التالي جلس يقود السيارة وهو ينظر للطريق برتابة شديدة غافلا عن تلك العيون الهائمة به لا تصدق ان شخص واحد يتمتع بكل هذه الوسامة ، هل احتكر الجمال والرجولة لصالحة ظلت تراقبة وتراقب عينية الحادة ونظراته علي الطريق وملامحة الجزابة ويديه وعضلات كتفه، انه فتنه متحركة لن تتركة لغيرها ولو كلفها هذا ان تُحارب العالم..
************
وقفت في شرفتها وهي تنظر لبوابة القصر تنتظرة بعدم صبر وقد اضناها الشوق بعدما غاب لثلاث ليالي سافر بهم لمتابعة فرع شركته في الامارات ،وقفت متلهفة لدلوفة في اي لحظة عندما استمعت لبوق سيارته فقفزت بسعادة وهي ترقض لتستقبله
لم تجعله يستوعب الأمر فقد قفزت تتمسك به وتتوق جسدة بيديها وقدميها :
حبيبي وحشتني اوي اوي
عانقها بقوه وبشوق :
يا مجنونة كنت هقع
رفعت رأسها وهي تقبله علي وجنته بشده :
مانت واحشني جد....لم تكمل حديثها عندما لاحظت تلك الفتاة التي تقف خلفه وترمقها بنظرات مُريبة :
مين دي ؟
نظر لها سليم نظرة غريبة وهو يقول :
دي نوارة تبقي بنت عم عبد الرحمن صاحب بابا الله يرحمه ماظنش تعرفيه
عقدت حاجبيها بتعجب :
وانت شوفتها فين مش انت كنت مسافر
تنهد بضيق لأنة مُضطر للكذب عليها :
مانا عديت علي الشركة الأول عشان عم عبد الرحمن قالي انها جايه تعمل انترفيو شغل وهي مالهاش حد في القاهرة عشان كده جبتها تقعد معاكم هي بنت واكيد ماينفعش تسكن وحدها
تركت ريم سليم واتجهت لها بود وهي ترحب بها :
اهلا بيكي يا نوارة البيت نور
صافحتها نوارة بود مصطنع وهي تحترق غيره منها :
اهلا يا حبيبتي الدار امنور اباهله
التفت ريم لسليم بحماس طفولي :
الله يا سليم دي بتتكلم صعيدي
ضحك سليم عليها :
اه يا روحي هي من الصعيد اصلها
ابتسمت ريم بحب وهي تتأمل ضحكة سليم غافلة كليا عن تلك التي ترمقها بكرة وتخطط لمحو تلك السعادة والحب بينهما
..يتبع ♥️
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا