القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وردتي الشائكة الفصل 16-17-18-19-20بقلم ميار خالد (جميع الفصول كامله)

 

رواية وردتي الشائكة الفصل 16-17-18-19-20بقلم ميار خالد (جميع الفصول كامله)



رواية وردتي الشائكة الفصل 16-17-18-19-20بقلم ميار خالد (جميع الفصول كامله)

#رواية_وردتي_الشائكة

الكاتبة ميار خالد ♥️

الفصل السادس عشر


ورد : كريم !! 

ركضت ورد نحوه سريعا و جثت علي ركبتيها 

ورد : كريم .. مالك في ايه رد عليا ! 

و لكنه كان غائبا عن الوعي تماما لتنهض سريعا من مكانها ثم نزلت من الغرفة و ركضت بفزع حتي اصطدمت بشخصا ما امامها و كانت فتحية 

فتحية : مالك يا ورد في ايه ؟ 

ورد بقلق : كريم واقع في الاوضة بتاعته مغمي عليه 

فتحية ضربت بيدها علي صدرها بقلق : ايه ! يبقى تعب تاني .. متقلقيش انا هتصل بالدكتور دلوقتي 

ورد : ماشي بسرعة بس 

و بالفعل اتصلت فتحية بالطبيب و بعد لحظات وصل ليصعد مع ورد سريعا الي غرفته و ظلت بجانبه حتي طلب منها أن تخرج قليلا حتي يفحصه بتركيز ، و بعد فترة خرج الطبيب من الغرفة لتتجه له ورد سريعا 

ورد : ماله يا دكتور طمني عليه 

الطبيب : متقلقيش .. كان عنده غيبوبة سكر ياريت تهتمي بعلاجه اكتر و أنه ياخده في الأوقات المحددة ليه .. انا اديته حقنه دلوقتي و كمان شوية هيفوق بأذن الله 

ورد : سكر ؟ هو كريم عنده السكر 

الطبيب : هو حضرتك مراته ؟ 

ورد تردد للحظات ثم قالت : أيوة 

الطبيب : طيب المفروض تكوني عارفة الموضوع ده .. بالشفاء أن شاء الله عن اذنك 

شردت ورد قليلا و قبل أن يرحل الطبيب أوقفته سريعا 

ورد : لو سمحت يا دكتور لو مش هتعبك ممكن اوريك دوا و تقولي ده بتاع ايه بالظبط ؟ 

الطبيب : اكيد 

ثم اتجهت ورد الي غرفة صابر و أخذت شريط البرشام الذي بدلته مروة صباحا ثم رجعت الي الطبيب مرة اخري و أعطته له و ما أن وقع بصره عليه حتي نظر لها بتعجب شديد 

الطبيب : مين بياخد البرشام ده بالظبط ؟؟ 

ورد : ابو كريم  .. هو مشلول و العلاج ده الدكتور بتاعه كتبهوله 

الطبيب : مين الدكتور اللي مش بيفهم ده .. ده انا ارفع عليه قضية ! 

ورد : ليه ؟ 

الطبيب : حضرتك البرشام ده عامل زي السم .. بيهد الجسم مش بيبني فيه بيلغي أي تأثير إيجابي في جسم المريض ! 

ورد نظرت له بصدمة و فهمت تأخر حالة صابر فقالت : طيب و حضرتك تنصحني بأيه ؟ 

الطبيب : اول حاجة لازم البرشام ده يتوقف تماما .. تاني حاجة لازم اكشف علي المريض بنفسي 

ورد : اكيد طبعا اتفضل 

ثم اخذته الي غرفة صابر لتجده قد استيقظ من نومه اتجه إليه الطبيب لينظر لها صابر بتساؤل فقالت هي 

ورد : متقلقش ياعم صابر ده الدكتور هيكشف عليك بس 

و بعد لحظات انتهى الطبيب من فحصه و نهض من مكانه ثم اتجه لورد 

الطبيب : زي ما توقعت مفيش اي تقدم في حالته بسبب العلاج ده .. حضرتك انا هكتبلك علاج تاني و بعض مقويات و فيتامينات و بأذن الله يتحسن عليهم و ياريت تهتموا بيه اكتر و بمجرد ما يحصل تحسن يتابع مع دكتور علاج طبيعي 

ورد : بأذن الله يا دكتور .. بس هو حالته مش ميؤوس منها صح ؟

الكاتبة ميار خالد 

الطبيب : لا بعد الشر .. اهم حاجه الاهتمام و بأذن الله يرجع يقف علي رجله تاني 

ورد : بأذن الله شكرا اوي يا دكتور تعبتك معايا 

الطبيب : ده واجبي .. بالشفاء أن شاء الله 

ثم جاءت فتحية و اوصلت الطبيب الي الباب الخارجي و ذهبت ورد الي غرفة كريم كي تطمئن عليه 

________________________________ 

مر الوقت و انهت ريم عملها و خرجت من مكتبها و استعدت حتي ترجع إلي بيتها الجديد وقفت أمام الجامعة و انتظرت السائق حتي يصل لها و لكنه تأخر كثيرا لتقف هي بتوتر فهي حتي لا تعرف طريق العودة حتي وقفت سيارة عمر امامها و طل هو منها 

عمر : اركبي 

ريم : الراجل اللي هيوصلني فين ؟ 

عمر : مش هيجي 

ريم : ليه ؟ 

عمر : اتشغل في حاجه .. يلا اركبي 

ريم نظرت له بتردد للحظات ثم استقلت السيارة بجانبه تحت انظار الجميع الذي شاهدوا هذا المشهد بتعجب شديد و جاء ليتحرك من مكانه و لكنه تفاجئ بالواقفة امام سيارته و كانت مى ! فترجل هو لها 

عمر : في ايه .. واقفة قدام العربية كده ليه ؟ 

مى : انت ناسي انك كنت المفروض توصلني النهاردة يا روحي ولا ايه ؟ 

عمر : ده علي اساس اني السواق بتاعك 

مى : اخلص يا عمر متبقاش رخم ما انت عارف ان عربيتي بتتصلح 

عمر : خلي ايهاب يوصلك 

مى : ايهاب مشى خلاص .. يلا بقى 

ثم اتجهت الي السيارة دون أن يرد عليها و وقف هو مكانه بتردد لتفتح مى باب السيارة الأمامي 

مى : سوري يا دكتور .. بس ده مكاني 

ريم نظرت لها بإحراج للحظات ثم استعدت حتي تنهض من مكانها و لكن عمر أوقفها 

عمر : خليكي مكانك .. مى اركبي في الكرسي الخلفي و بطلي كدب .. ده عمره ما كان ولا هيكون مكانك 

مى بغيظ : اومال مكان مين 

ثم حولت نظرها هي الي ريم ليفهم هو تلك النظرة فاستقل سيارته و قال 

عمر : ده اللي موجود لو مش عاجبك .. و اتفضلي قرري بسرعة اوصلك أو لا لأنك اخرتينا 

مى : ماشي يا عمر 

ثم استقلت السيارة معهم لينطلق هو سريعا و أثناء الطريق قالت 

مى : بس غريبة يعني يا دكتور .. ان عمر بيوصلك يعني دي الجامعة كلها عارفه انك مش بتقبليه 

ريم : ده كان سوء تفاهم و اتحل خلاص .. ناس كتير بنكون فاهمينهم غلط في الاول .. بعدين الصورة دي بتوضح 

مى بغيظ : اه و انتي يعني فهمتي عمر صح 

ريم : ده شئ يرجعلي مش لازم اجاوبك 

مي : بس برضو يعني .. المفروض انك المعيدة بتاعتنا ازاي تسمحي أن طالب يوصلك 

عمر : ممكن تفضلي ساكته يا مى ! 

مى : و فيها ايه يعني لما اسأل .. عايزة أفهم 

ريم : حقك برضو .. عمر بيوصلني لأني انتقلت من بيتي و بقيت ساكنه قريب منه جدا عشان كده يعتبر طريقنا واحد .. غير أننا بقينا قر.. 

عمر : خلاص يا ريم .. احنا وصلنا لبيتك يا مى 

مى : بالسرعة دي ! 

عمر : شوفتي بقى .. يلا مع السلامة 

نظرت مى الى ريم و ابتسمت ابتسامة صفراء ثم قالت 

مى : مع السلامة 

ثم ترجلت من السيارة بغيظ شديد و دخلت الي بيتها و انطلق عمر بسيارته 

ريم : انت ليه مخلتنيش اكمل كلامي 

عمر : عشان مش من حقها تعرف الباقي .. كفايه كده .. و انتي ليه جاوبتيها من الاول اصلا 

ريم : طب و فيها ايه ؟ 

عمر : عشان انتي مش عرفاها .. مى مش بالطيبة اللي قدامك دي 

ريم : طب ما انا عارفه 

عمر : طيب مادام ما انتي عارفه ليه جاوبتيها بتلقائية 

ريم : عشان شخصية بالحقد ده قادرة أنها تألف اي حاجه من دماغها و تقوله 

عمر : و انتي ايه اللي يضمنلك انها تقول الحقيقة 

ريم : مش عارفه .. بس انا ريحت ضميري .. غير كده لما هي شخصية مش طيبة زي ما بتقول ليه بتتعامل معاها عن قرب اوي كده ؟ 

عمر : عادي .. احنا صحاب مش اكتر 

ريم : بنسبالك .. معتقدش انها ممكن تكون بتعتبرك مجرد صديق 

عمر : مش فاهم ؟ 

الكاتبة ميار خالد 

ريم : يعني واضحة اوي أنها معجبه بيك .. بتحاول تلفت نظرك 

عمر : و انتي عرفتي منين ؟ 

ريم : احنا كبنات بنفهم بعض اكيد .. و انا فهمت من نظراتها و كلامها أنها معجبه بيك 

عمر : دي حاجه ترجعلها بقى 

صمتت ريم بأحراج و كذلك هو و بعد لحظات قال عمر بتوتر 

عمر : ايه رأيك نتغدى بره النهاردة 

ريم : بمناسبة ايه ؟ 

عمر بمزاح : هو لازم مناسبة عازمك و خلاص 

ريم نظرت له للحظات ثم طلبت منه أن يوقف السيارة و بالفعل نفذ طلبها 

ريم : عمر انا عايزة اوضحلك حاجه .. انت من كام يوم بس كنت مش طايقني ولا طايق كلامك معايا اصلا .. ممكن اعرف ايه اللي اتغير لكل ده .. طريقتك اتغيرت و بقيت تعاملني كويس انا مش مرتحالك 

عمر بمزاح : كل ده عشان طلبت اتغدي معاكي 

ريم : مش بهزر .. كل اللي يجمعني بيك هي علاقة طالب بمدرسته مش اكتر 

عمر : طب متقوليش مدرسته بس عشان انا اكبر منك اساسا 

ريم : طيب مش مكسوف من نفسك و انت بتقول كده 

نظر لها عمر بإنكسار نوعا ما و صمت للحظات ثم قال : خلاص اللي يريحك 

ثم انطلق بسيارته و اتجه الي البيت بصمت ، احست ريم أنها قد جرحته بكلامها و ندمت كثيرا علي ما قالته 

ريم : انا آسفة لو ضايقتك بكلامي 

عمر : لا خالص .. عندك حق فعلا المفروض واحد زيي يكون مكسوف من نفسه 

ريم : طب ليه متاخدش كلامي ده كدافع ليك انها تكون اخر سنه 

عمر : معتقدش اني هنجح 

ريم : ثق في نفسك لمرة واحدة و اتكل علي الله و هتنجح 

عمر نظر لها : و لو منجحتش 

ريم : احسن الظن بالله 

عمر : و نعمى بالله 

ريم : و انا موجودة .. لو احتاجت اي مساعدة يعني 

عمر : معقول هتديني من وقتك الغالي 

ريم : اه يا سيدي .. ده مش كفاية ولا ايه ؟ 

عمر : لا كفاية 

ثم صمت للحظات ثم مد يده لها و أردف : ممكن ننسى اللي فات و نبدأ صفحة جديدة .. أصحاب .. و ده خارج الكلية و كل التعقيد اللي كان بينا في الاول .. و متنسيش اني اكبر منك بلاش تعامليني علي اساس اني عيل صغير 

ريم : بس في الاول و الآخر انت طالب عندي 

عمر بغيظ : برضو هترجعي تقوليلي طالب .. طب ولله معامل الهوم ورك بتاع بكرة بقى 

ريم ضحكت بشدة بسبب طريقة كلامه و انفعلت لتضربه بخفة علي كتفه و سرح هو للحظات في ملامحها و هي تضحك .. أنها جميلة حقا ! 

ريم : خلاص .. أصحاب 

و مدت يدها هي أيضا لتصافحه و ظلا هكذا للحظات حتي ابتسمت ريم بتوتر 

ريم : احم عمر .. ايدي 

عمر بشرود : مالها ؟ 

ريم : عايزاها انت ماسك ايدي 

عمر فاق ليترك يدها و قال : اوه .. انا اسف سرحت شوية ريم : ولا يهمك 

ابتسم عمر و صمتوا الاثنين حتي يصلوا الي البيت 

_________________________________

الكاتبة ميار خالد 

خرجت مروة من عند امير بهدوء نوعا ما و استقلت سيارتها و جاءت لتتحرك بها و لكنها لا تعمل .. نزلت لترى ما هى المشكلة و لكنها لم تستطيع معرفة السبب لتعود الي امير مرة اخرى ولكن تلك المرة كانت معه إحدى الفتيات و كان يغازلها 

مروة : احم .. انا رجعت 

امير : ايه رجعتي ليه 

مروة : عربيتي اتعطلت تعالى وصلني 

امير : لازم دلوقتي يعني 

مروة : اه لازم .. يلا 

ترك امير تلك الفتاة و نزلت مع مروة و استقلت سيارته لينطلق بها و في تلك الأثناء اتصلت بفتحية 

مروة : ايه اخبار البيت ؟ 

فتحية بتردد : سحر هانم كانت هنا من شوية و زعقت مع كريم بيه بعدها اا 

مروة : بعدها ايه ؟ 

فتحية : بعدها كريم بيه تعب و لسه الدكتور نازل من عنده 

مروة : ايه !! طيب انا جاية حالا 

امير : في ايه ؟ 

مروة : كريم تعبان وصلني بسرعه 

امير ضحك باستهزاء : ايه القلق ده كله .. اللي يشوفك و انتي كده ميشوفكيش و انتي بتخططي ازاي تدمري حياته 

مروة : كلمة كمان و هنزل يا أمير 

امير : خلاص هسكت 

في فيلا الرفاعي .. 

دلفت ورد الي غرفة كريم بهدوء لتجده مستلقي علي السرير فاتجهت نحوه و جلست أمامه لتطمئن عليه و كانت فرصة جيدة لها حتي تتأمل ملامحه بهدوء ، سرحت في ملامحه للحظات ثم ابتسمت لتعبس فجأة و نهضت من مكانها سريعا لكنه امسك يدها فوقفت مكانها و التفتت له لتجده ينظر لها بتعب 

كريم : رايحة فين ؟ 

ورد : ولا مكان .. انا هنا 

كريم ابتسم بتعب و جلست هي مكانه مرة أخرى و قالت : ليه مقولتليش أن عندك السكر 

كريم : مجتش مناسبة .. غير كده انا متعود علي التعب ده مش جديد عليا 

ورد : للدرجادي انت مهمل في نفسك 

كريم : مش اهمال بس بنسى 

ورد : بتنسى علاجك ! 

كريم : أيوة .. بفتكر علاجي بس لما احس اني تعبان 

ورد : بس كده مينفعش .. صحتك اهم من اي حاجه 

كريم : لما تكوني مقفولة من كل حاجه في حياتك مش بتفرق كتير معاكي النتيجة ايه .. في الحالتين انا مش مرتاح و يا عالم هرتاح ولا لا 

ورد : ممكن سؤال ؟ 

كريم : قولي 

الكاتبة ميار خالد 

ورد : هو انت ليه محاولتش تحب مروة .. اقصد أن ممكن هي فعلا بتحبك جدا و ده اللي خلاها بالانانية دي 

كريم تنهد بضيق : مش حب .. تملك .. مروة من صغرها كانت مدلعة جدا مفيش حاجة شاورت عليها بس غير و كانت عندها .. كنت بنتقد طريقة حياتها جدا و لما كبرنا و وصلنا لسن الشباب هي لاحظت أن كل العيون عليا بذات من أصحابها .. و طبعا عشان هي صاحبة الرأي في الحياة قررت انها تتجوزني و ابقى ليها عشان ترضي غرورها .. غرورها اللي حول حياتي لكابوس 

ورد استمعت الي كلامه و حزنت قليلا عندما لمست القهرة في كلماته لتقول بتلقائية : ده كان زمان انا دلوقتي هنا و هساعدك أن حياتك تتحسن و هعمل كل اللي اقدر عليه عشان كل ده يتغير .. متقلقش يا كريم كل حاجة هتتحل 

نظر لها كريم فجأة لتتوتر هي قليلا 

ورد : في ايه ؟ 

كريم : لا اصلي اول مرة اسمع اسمي منك من غير كلمة بيه اللي بتبوظه دي 

ورد : متفرحش اوي كده .. هرجع اقولك كريم بيه برضو دي فلتت مني كده 

كريم : يا بنتي هو اسمي فيه حاجه غلط عشان متقوليهوش لوحده .. ايه لازمة بيه دي يعني اقصد احنا المفروض متجوزين دلوقتي 

ورد : ايه متجوزين دي .. كل دي لعبة ياريت متنساش لحد ما نطفش اللي ما تتسمى دي .. و ساعتها انت تروح في دنيتك و تديني اللي وعدتني بيه و انا هرجع لدنيتي برضو 

كريم : مش لازم تفكريني كل شوية علي فكرة 

ورد بتمرد : لا لازم افكرك 

كريم بخبث : انا حاسس انك انتي اللي بتفكري نفسك كل شوية معرفش ليه ؟ 

ورد بتوتر : ليه يعني و انا هفكر نفسي ليه انا مش بنسى 

كريم رفع إحدى حاجبيه و قال : ولله ؟ 

ورد بتردد : اه ولله .. بقولك ايه انت اتكلمت كتير و لازم ترتاح بقى .. اسيبك انا 

امسك كريم بها بعفوية و قال : استني بس لسه مخلصناش كلامنا 

فزعت ورد من مسكته تلك و للحظة اختل توازنها فوقعت فوقه و اصطدمت رأسها برأسه لتتأوه ورد بألم و تمسك برأسها و كذلك كريم .. نظرت ورد له و جاءت لتوبخه و لكنها صمتت فجأة حين لاحظت قربهم الشديد .. مرت لحظات طويلة و هم علي تلك الحالة و شرد كريم في عيونها لدرجة أنه لم ينتبه للواقفة عند باب الغرفة و كانت مروة !!


يا ترا ايه هيكون رد فعل مروة ؟ 

توقعاتكم ؟؟ ارائكم ؟؟♥️

#رواية_وردتي_الشائكة

الفصل السابع عشر

الكاتبة ميار خالد ♥️


شرد كريم في عيونها لدرجة أنه لم ينتبه للواقفة عند باب الغرفة و كانت مروة !! 

نظرت لهم مروة بغيظ شديد و ليده الملتفه حول خصرها بجنون و عصبية لتمسك إحدى الانتيكات في الغرفة و تلقيها علي الارض بعصبية لتحدث ضجة عالية فاق علي أثرها الاثنان .. جاءت ورد لتبتعد عن كريم و لكنه احكم يده عليها لتنظر له بتعجب فحاول هو النهوض و قد ساعدته ورد في ذلك و لكنه لم يترك يدها بعد و وقف أمام مروة 

كريم ببرود : انتي ازاي تدخلي علينا كده .. انتي ناسية أننا عرايس جداد ولا ايه ؟ 

مروة بغيظ : انا عرفت من فتحية أنك تعبت و جيت اطمن عليك .. لكن مكنتش اعرف اني هلاقيك عايش في رومانسيه كده 

كريم : انا كويس .. شكرا لخدماتك 

مروة نظرت له بعصبية شديدة و حاولت كتم غيظها بداخلها حتي قالت : انا عايزة اتكلم معاك علي انفراد 

كريم : و انا مش عايز اتكلم .. اتفضلي دلوقتي عشان ارتاح شوية 

مروة اقتربت منه ببرود : و انا مش خارجه .. لو هي مراتك ف انا كمان لسه مراتك و علي ذمتك و من حقي اهتم بيك .. و كذلك انت تهتم بيا 

ثم اقتربت منه اكثر ليبتعد هو عنها بضيق سريعا و كانت ورد تقف بإحراج نوعا ما و لأنها احست بمدي تعب كريم فحاولت أن تنقذه من هذا الموقف فتصرفت سريعا 

ورد : الدكتور قال إنه محتاج يرتاح شوية .. ابقي تعاليله بعدين 

مروة نظرت لها باشمئزاز و قالت : مش انتي اللي تقوليلي اعمل ايه و معلمش ايه 

ورد : طيب اتفضلي من هنا من غير مطرود 

مروة : انتي اتجننتي .. انتي نسيتي نفسك ولا ايه .. كلها كام يوم و اللعبة دي تخلص و انا اللي هطردك من هنا زي اي زبالة عندي 

ورد صاحت بها : مش ذنبي اني بتعامل مع واحدة مشافتش رباية زيك .. لكن لو فكرتي تقلي مني تاني بجد هتزعلي مني اوي .. انا مشوفتش في غرورك ولا كبريائك ده في ايه ما كلنا بشر !! 

مروة : متقوليش كلنا بس .. لأني عمري ما هكون زيك .. بني ادمة حقيرة 

كريم امسك مروة من ذراعها بعنف لتتأوه هي بألم و قال بنظرة مخيفه : لأخر مرة بحذرك .. الزمي حدودك كويس ! 

مروة و قد ظهرت بعض الدموع في عيونها : بقى تكلمني انا بالطريقة دي عشان واحدة زي دي 

كريم : الواحدة دي مراتي ! ياريت تركزي في الجملة و تعرفي انتي بتتكلمي مع مين و تحاسبي على كلامك ! 

مروة : ماشي يا كريم افتكر أن حسابك معايا تقل اوي 

ثم خرجت من الغرفة بعصبية كبيرة لتصفع الباب خلفها .. نظر كريم إلي ورد ليجد معالم وجهها لا تفسر و دمعة خفيه ظهرت علي جانب عينيها 

كريم : انا اسف .. بسببي اتعرضتي لموقف زي ده 

ورد : عادي يا بيه .. مبقتش فارقة 

كريم حاول تغيير الموضوع : طب يلا جهزي نفسك عشان خارجين 

ورد : رايحين فين ؟ 

كريم : هنروح نشتري شوية حاجات ليكي و لريم وبسملة 

ورد : متشكرين ربنا يخليك 

كريم : ورد انا مش باخد رأيك .. يلا جهزي نفسك 

ورد : ملهوش لزوم .. غير كده تجيبلنا ليه يعني 

كريم : عشان انا جوزك مثلا ؟ 

ورد نظرت له للحظات ثم قالت : و انا مش محتاجه افكرك جوازنا ده ايه 

كريم : و انا مش ناسي .. بس من هنا لحد ما اللي عايزُه يحصل انتي مراتي و علي اسمي 

ورد : بس.. 

كريم وضع يده علي فمها ليمنعها من الكلام : نفسي مرة اقول حاجه و تسكتي .. انتي التمرد بيجري في دمك ولا ايه 

ورد : اممممم 

حاولت ورد التكلم و لكنها لم تستطيع بسبب يده .. ابتسم هو برفق و أزاح يده و قال 

كريم : متتأخريش هستناكي تحت 

ورد : استنى بس انت تعبان و لازم ترتاح 

كريم : صدقيني انا كويس .. مش هقولك تاني تجهزي يلا 

ثم خرج من الغرفة سريعا و ذهبت ورد لتجهز نفسها وارتدت ملابس ثقيلة نوعا ما نظرا لبرودة الجو و أعجبها ذوق كريم جدا .. و قد تفاجئت أنه قد احضر لها بعض الملابس الجديدة .. و بعد أن انتهت وقفت أمام مرآتها و أثناء تعديلها لمظهرها انتبهت لرائحة عطر كريم المنبعثة من يدها لتصفن بها للحظات ثم ابتسمت  

الكاتبة ميار خالد 

قالت ورد بصوت مسموع : و بعدين في قلبي اللي مش عايز يسكت ده .. خايفة .. خايفة الدنيا تطلعني لسابع سما بعدين توقعني علي جدور رقبتي 

ثم تنهدت بحرارة و خرجت من الغرفة و اتجهت الي الأسفل لتجد كريم في الخارج يتحدث مع شخصا ما ، اتجهت ورد اليه ليبتعد كريم قليلا عن هذا الشخص ليظهر امامها محروس ! و في عيونه دموع و ما أن رآها حتي ركض نحوها سريعا 

محروس : ورد يا بنتي .. اخر مكان كنت اتوقع الاقيكي فيه هنا .. كده يا ورد تمشي من غير ما تطمنيني عليكي 

ظهرت بعض الدموع في عيون ورد و لم تعرف ماذا تقول فاتجه كريم نحوهم 

كريم : معلش يا عم محروس .. اللي ورد كانت فيه مكنش شوية .. دي هي اللي طلبت تشوفك حتي عشان كده خليتك تيجي 

محروس : لما كريم بيه قالي انكم اتجوزوا مصدقكتش .. مكنتش قادر اتخيل اد ايه ربنا عادل و لطيف بيكي يا ورد .. انا اللي مربي كريم بيه و مشوفتش احسن منه انا كده مطمن عليكي يا بنتي .. شوفي ربنا سبحان الله الدنيا مشت كده و كل ده حصل عشان تتقابلوا و تحبوا بعض و يجمعكم في الخير 

ابتسمت ورد و نظرت إلي كريم ليغمز لها بعينيه ففهمت أنه من فعل كل هذا و فرحت بداخلها كثيرا لأنها كانت قلقه جدا من مقابلة عم محروس و لم تعرف ماذا تقول له إذا رآها في بيت كريم و لكن كريم قد أزاح هذا الحمل من علي قلبها 

محروس : مش عايز اعطلكم بقى .. انا هروح اشوف شغلي و اطمن علي البت بليه احسن وحشتني اوي 

ثم ذهب في طريقه و قال كريم 

كريم : انا عارف انك كنتي شايلة هم المقابلة دي .. عشان كده حاولت علي قد ما اقدر اهونها عليكي 

ورد نظرت له للحظات و خفق قلبها بشدة ثم تنهدت بحرارة  و قالت 

ورد : انا فعلا كنت شايلة هم المقابلة دي جدا .. شكرا اوي يا كريم بيه 

كريم : بتشكريني ليه .. انا اللي حطيتك في الموقف ده عشان كده كان لازم اساعدك فيه 

ورد : برضو شكرا .. يلا نمشي بقى عشان منتأخرش 

كريم : يلا 

ثم استقلوا السيارة معا و انطلق بها كريم نحو احد المولات و كانت عيون مروة تراقبهم ثم اتصلت بشخص ما و حدثته للحظات ثم انهت المكالمه و ظهرت ابتسامة شريرة علي وجهها و تحركت من مكانها لترجع الي البيت مرة اخري و لكنها لاحظت وصول سيارة عمر وقفت مكانها تشاهدهم و هم يترجلون من السيارة لتتجه إليهم و نظرت إلي ريم بتعالي 

مروة : عمر .. مكنتش اعرف انك بقيت تشتغل سواق 

عمر تجاهلها و قال لريم 

عمر : ريم ارجعي بيتك يلا 

مروة ضحكت باستهزاء و قالت : بيتك ؟! انتوا صدقتوا التمثيلية دي ولا ايه ؟ 

ريم بتساؤل : تمثيلية ؟؟ هي قصدها ايه 

عمر : متركزيش في كلامها .. روحي يلا 

مروة : شكلك مغفله زي اختك .. شكلها ضحكت عليكي بكلمتين عشان تفضلي هنا 

ريم اتجهت اليها و قالت : احترمي نفسك بعد اذنك .. غير كده انا مش فاهمه حاجه قصدك ايه 

عمر صرخ بها : انتي مبتفهميش !! قولتلك روحي 

نظرت له ريم بفزع و قالت : انت ازاي تكلمني كده 

ليسحبها من يدها بعنف وسط صراخها بها أن يتركها حتي وصل بها الي البيت و قال بنبرة ناهيه 

عمر : لأخر مرة هقولك .. متركزيش في كلام مروة و ياريت متخرجيش من البيت .. تمام 

ريم : بس.. 

عمر : قولت اتفضلي ! 

نظرت له ريم بعصبية و حزن معا ثم تحركت من امامها بضيق لتدخل الي بيتها ، التفت عمر ليرحل و لكنه وجد بسمله أمامه تضع كلتا يديها في خصرها و تنظر له بحده 

بسملة : انت بتزعق لأختي ليه ! انت عارف انا ممكن اعمل ايه فيك

الكاتبة ميار خالد 

عمر نزل الي قامتها و قال : ما انتي اختك اللي بتعصبني يا بسملة يرضيكي 

بسملة بعناد : ولله انا اختي تعمل اللي هي عايزاه .. بلاش تزعقلها عشان هي بتخاف 

عمر انتبه لها : بتخاف ؟ ازاي 

بسملة : ريم مش بتحب حد يزعقلها و لما حد بيزعقلها بتفضل تعيط عشان بتفتكر عمايل خالي فيها ورد اللي قالتلي كده .. عشان كده انا بقولك اهو اوعى تزعقلها تاني و الا هتزعل مني اوي 

عمر مزح معها : لا مقدرش علي زعلك انا خلاص .. اوعدك اني مش هزعق لها تاني 

بسملة : أيوة كده .. ناس متجيش الا بالعين الحمرا 

عمر ضحك عليها بشده لتتركه بسملة و تدخل الي البيت و لكنها نست ان تغلق الباب ، وقف عمر أمام البيت و شرد قليلا في كلام بسملة و شعر و كأن هناك لعز كبير بداخل ريم لا يعرفه .. منذ معرفته بخوفها الشديد من الظلام و الان ! و افاق علي مروة التي كانت تقف أمامه و تطالعه بحقد 

مروة : انت ايه علاقتك بالبت دي ؟ 

عمر : دي حاجه متخصكيش .. غير كده ريم تبقى المعيده بتاعتي 

مروة رفعت حاجبيها بدهشة مصطنعة : والله .. ده ايه الصدف دي 

عمر باستخفاف : شوفي بقى 

مروة : طيب عموما ياريت تبعد عن البنت دي .. بلاش قربك الزيادة منها 

عمر : و انتي يخصك في ايه ؟! 

مروة : يخصني اني اختك ! 

عمر : هترجعي تقوليلي اختك !! مروة انا حياتي خط احمر .. ياريت تخرجي منها 

مروة : لا والله .. يعني في حاجه بينك و بين اخت ورد بجد ! 

عمر ببرود : دي حاجه متخصكيش 

مروة بعصبية : هو انا قادرة استحمل ورد عشان تجيبلي اختها !! غير كده يعني انت سيبت كل البنات اللي في الدنيا و جاي لدي ! 

عمر تنهد بضيق : اه يا مروة .. خليكي في حالك احسن بقى و متحاوليش تزعليها ولا تيجي في طريقها .. و الا هنسي انك اختي زي ما بتقولي 

مروة : طيب انا بعرفك بس .. اني عمري ما هقبل بالعلاقة دي ده رأيي 

عمر : و انا ميهمنيش رأيك ! 

نظرت له مروة بعصبية ثم ذهبت من أمامه سريعا ، تنهد هو بضيق و جاء ليتحرك و لكنه تفاجئ ببسملة التي امسكت يده و هي تبكي ! فزع عمر بسبب شكلها هذا 

بسملة بدموع : الحق ريم بسرعه 

تحرك عمر معها سريعا و اتجه الي البيت ليرى ماذا حدث ! 

_________________________________ 

في المول 

وصل كريم و معه ورد الي أحد المولات الراقية و كانت ورد تنظر حولها بأعجاب شديد فقال كريم 

كريم : مالك ؟ 

ورد : اصلي اول مرة اشوف الأماكن دي علي الحقيقة .. علطول بشوفهم في التليفزيون 

كريم ضحك قليلا عليها ثم دخل بها الي أحد المحلات و اشتري لها كل ما هو حديث و راقي جدا و بعد ساعات من المشي تعبوا قليلا ليأخذها كريم الي أحد الكافيهات ليرتاحوا قليلا 

ورد : انت اشتريت لينا حاجات كتير كفاية كده 

كريم : بالعكس دول ولا حاجه .. و اعملي حسابك كل فترة هنبقي ننزل نتسوق كده 

ورد نظرت له للحظات ثم اشاحت بنظرها ليقول : قولي بتفكري في ايه ؟ 

ورد : مش عارفه .. احساس الخوف من المجهول .. خايفة و بس 

كريم : بس ورد اللي انا عارفها مبتخافش من حاجه 

ورد تنهدت بضيق : ابقى كدابة لو قولت كده .. احنا بشر يا بيه 

كريم امسك يدها بحركة تلقائية و قال : طول ما انا موجود مش عايزك تخافي من حاجه 

ورد : و لما متبقاش موجود ؟ 

كريم صمت للحظات ثم قال : و ايه اللي هيخليني امشي ؟ 

ورد : إن اللي انت عايزه يتم مثلا 

الكاتبة ميار خالد 

كريم : و انتي فاكره أن بمجرد ما اللي في دماغي يحصل و اتخلص من مروة .. هتخلص منك معاها ؟ 

ورد : اكيد 

كريم : لا مش اكيد .. انا وعدتك أن بمجرد ما اللي عايزُه يحصل هديكي حريتك .. و انتي حرة تتصرفي زي ما انتي عايزة بس ده مش معناه اني هختفي من حياتك .. انا هفضل موجود 

ورد : انا مش فاهماك ! 

كريم ابتسم و قال مغيرا الموضوع : صحيح قبل ما انسى .. انا اتفقت لبسملة مع مدرسة عشان تبدأ تذاكرلها و تعوض لها كل اللي فات منها و حاجه تانية .. 

ورد بتساؤل : حاجه ايه ؟ 

كريم : مش عايزك تفهميني غلط .. انا اتفقت لبسملة مع مدرسة سلوكيات أنها تيجي برضو .. بسملة لذيذة جدا و كل حاجه بس هي بتكبر .. لازم نعلمها الفرق بين الرد الصح و الرد الغلط عشان محدش غريب يجي يعدل عليها .. انتي فهماني 

ورد : أيوة فهماك .. فعلا بسملة ساعات بتحرجني بردها على الناس 

كريم : يبقى اتفقنا .. من اول بكرة هيبدأوا معاها 

ورد ابتسمت و قالت : شكرا يا كريم بيه انك بتفكر في اخواتي .. ده عندي بالدنيا 

كريم ابتسم و جاء ليرد عليها و لكن صدع هاتفه رنينا فاعتذر منها و ابتعد عنها قليلا ليرد ، جلست ورد مكانها بملل و نظرت حولها تطالع الناس و المجتمع الغريب الذي أصبحت به و لكن بعد لحظات اختفي كريم من امامها لتفزع قليلا ، حملت حقيبتها و نهضت من مكانها و أخذت تبحث عنه حتي اصطدمت بشخص ما بقوة لتصيح به 

ورد : مش تاخد بالك يا أعمى انت !! 

: معلش ماخدتش بالي .. انا اسف 

ورد نظرت له بضيق لتبتعد عنه و لكن هذا الشخص امسك بيدها 

: انا اعتذرت .. مش شايفة انك لازم تعتذري برضو 

ورد دفعته عنها بقوة و قالت : انت اتجننت ! ازاي تمسك ايدي كده 

: انا اسف مرة تانية 

ثم مد يده إليها و قال بنبرة شيطانية 

: انا امير .. و انتي ؟ 

ورد نظرت له بحده دون أن ترد و جاءت لتتحرك و لكنه وقف امامها 

امير : لا ما هو انتي مش هتمشي غير لما اعرف اسمك ايه 

ورد رفعت اصبعها في وجهه و قالت بحده : لو عايز تحفظ شكلك الجميل ده قدام الناس أبعد عن طريقي و الا مش هيعجبك اللي هيحصل خالص .. و انا اخر حاجه افكر فيها نظرة الناس .. لكن انت هيفرق معاك اوي يا امور 

امير نظر لها بجراءة : ده ايه الشجاعه دي .. مش متعود علي كده انا 

ورد نظرت له بدون اهتمام و جاءت لتتحرك مرة اخري و لكنه وقف امامها 

ورد : هو انت مبتفهمش ولا ايه .. ده ايه البلاوي اللي بتتحدف علينا دي .. وسع من قدامي و ابعد عني في ايه !! 

امير : و لو مبعدتش .. هتعملي ايه !! 

لتنظر له ورد بتوعد شديد !! 


يا ترا ريم مالها ؟

و ورد هتعمل ايه ؟!

توقعاتكم ؟؟ ارائكم ؟؟ ♥️

#رواية_وردتي_الشائكة

الكاتبة ميار خالد ♥️

الفصل الثامن عشر


امير : و لو مبعدتش .. هتعملي ايه ؟! 

ورد : هتعرف دلوقتي هعمل ايه !  

نظرت له ورد بتوعد شديد ثم دفعته عنها بقوة ليسقط علي الارض ثم قالت بصوت عالي 

ورد : انت بني ادم قليل الادب .. ولا بني ادم ايه بقى ده انت محصلتش الحيوانات حتي 

و هنا جاء أحد من الأمن و قال : في حاجه يا آنسة ؟ 

ورد : البني ادم ده بيرخم عليا .. هو مش المفروض ده مكان محترم ولا ايه .. ارجع لشغلك انا جبت حقي خلاص .. ناس معندهاش دم 

ثم نظرت لأمير بسخط و تخطته و ذهبت في طريقها ، نظر الناس الي امير بتساؤل و نهض هو من مكانه و اخذ يعدل من هيئته و نظر إلي ورد بأعجاب شديد و عيونه تتفحصها بجراءه ليبتسم باستفزاز ، رجعت ورد مكانها لتجد كريم امامها و من الواضح أنه أيضا يبحث عنها و عندما رأته ذهبت نحوه سريعا و قالت بحده 

ورد : انت كنت فين ! 

كريم : انتي اللي كنتي فين .. انا جاتلي مكالمه مهمه من الشغل رجعت ملقتكيش 

ورد : انت فجأة اختفيت من قدامي و انا قلقت قومت ادور عليك ملقيتكش 

كريم : قومتي ليه طيب كنتي خليكي في مكانك 

ورد : اهو اللي حصل بقى انا قلقت 

كريم : يلا نروح طيب ؟ 

ورد : ياريت 

امسك كريم يدها و سار معها ليخرجوا من المكان و في طريقهم للخروج أحدهم قال 

: يا ورد ! 

التفت كريم و معه ورد بتعجب لتجد امير امامها ! 

ورد : انت تاني !! عايز تتهزأ تاني ولا ايه 

كريم نظر له بتساؤل و حده نوعا ما و قال : خير في حاجه ؟ 

امير مد يده بحقيبة ورد : انتي نسيتي شنطتك لما كنتي معايا .. ابقي خلي بالك بقى 

كريم : نعم ؟! 

ثم نظر لورد و قال : انتي تعرفيه ؟!

الكاتبة ميار خالد 

_________________________________ 

فزع عمر وتحرك مع بسملة الي البيت سريعا ليرى ماذا حدث ! و ما أن دخل إليه حتي رأى ريم جالسة على الارض و تمسك يدها بألم و تتساقط منها بعض قطرات من الدماء !! 

عمر : في ايه ؟! 

بسملة ببكاء : انا دخلت لقيت ريم كده  

ريم : متقلقيش يا بسملة انا كويسة .. دي تعويره صغيرة بس 

عمر : كل ده تعويره صغيرة !! انتي اتجرحتي كده ازاي اصلا 

صمتت للحظات ثم شاورت علي إحدى المزهريات المحطمة علي الارض 

ريم : و انا داخله كنت متعصبة مشوفتش قدامي فخبطت فيها و وقعت اتكسرت و لما جيت اشيلها اتعورت 

عمر صاح بها : مش تاخدي بالك يا ريم ! 

ريم نظرت له بحده لتشيح بنظرها عنه 

بسملة : قولتلك متزعقش لريم عشان هي بتضايق 

ريم نظرت لها بحده و قالت : بليه !! 

عمر تنهد بضيق و قال : مش وقت خناق .. قومي عشان اعالج جرحك 

ريم : شكرا انا هعرف اعالج نفسي مش عايزة حا.. 

نهضت من مكانها و هي تقول تلك الجملة و لم تكمل ريم كلامها حتي حملها عمر بين يديه سريعا لتخجل هي بشدة و بليه تطالعها بقلق ثم صعد بها عمر الي غرفتها و عندما وصلوا تململت بين يديه حتي يتركها و لكنه لم يتركها حتي وصل بها الي سريرها فانزلها عليه برفق شديد ثم نهض من امامها و اختفي للحظات ثم عاد و معه علبة الاسعافات الاولية 

عمر : بسملة .. انا عارف انك شطورة ممكن تجيبي لريم اي عصير او حاجه تشربها عشان هي تعبانه 

بسملة نظرت له بتوعد طفولي : ماشي انا رايحه اهو .. بس اوعى تزعقلها انت فاهم 

عمر : طبعا أوامرك 

بسملة : أيوة كده 

ثم خرجت من الغرفة ليبتسم هو ثم بدأ في تضميد جرحها ، امسك يدها برفق ما أن وضع عليها المرهم حتي صرخت ريم بألم و غرست اظافر يدها الاخر في كتفه ليتحمل هو 

ريم : خلاص سيبني انا اكمل 

عمر : قربت اخلص 

ريم : طيب شكرا هات انا اكمل بقى 

لم يرد عليها عمر و استمر في علاجها حتي قالت بحده 

ريم : انا بتكلم انت مش سامعني ! 

عمر تنهد بضيق و قال : انا خلصت .. عن اذنك 

نظرت له ريم بتعجب شديد و قالت : انت رايح فين ؟ 

عمر : خارج .. مش انتي متعصبة مني و مش عايزه تشوفي وشي انا هحقق رغبتك دي 

ثم استدار ليمشي و لكنه وقف فجأة و التف ليقول لها 

عمر : و انا لو كنت شايف نفسي غلطان كنت اعتذرت ليكي .. لكن انا مش غلطان انا كنت بحاول امنعك من كلام مروة لأني عارفها كويس و عارف كلامها اللي ملهوش لازمة .. و عموما ابقي خدي بالك من نفسك .. عن اذنك 

ثم خرج من الغرفة و من البيت بأكمله سريعا ، تنهدت ريم بضيق و ندمت كثيرا علي رد فعلها هذا و فكرت في طريقة حتى يسامحها عمر ..

الكاتبة ميار خالد 

_________________________________ 

كريم : انتي تعرفيه ؟! 

ورد : ولا عمري شوفته .. انا اول مرة أشوفه من شوية و اتخانقت معاه و كنت هفرج عليه المكان 

امير نظر لها بإعجاب واضح و قال : دمك خفيف اوي انتي يا ورد .. عموما خدي شنطتك اهي و فرصة سعيدة يا كريم 

ثم ذهب من أمامهم سريعا و ما أن رحل حتي تغيرت ملامح كريم و احتقن وجهه بشدة ليتحرك من مكانه سريعا ممسكا يد ورد بقسوة نوعا ما و لم تفهم هي تصرفه هذا و ظلوا هكذا حتي وصلوا الي السيارة و قبل أن يستقلها كريم أوقفته ورد 

ورد : في ايه .. وشك اتقلب من بعد ما سمعت كلام الراجل ده ليه انا قولتلك اللي حصل ده بني ادم كداب انا معرفهوش ! 

كريم : متعرفيهوش ؟؟ ورد انا مش بحب الكدب مكنش هيحصل حاجه لو قولتي الحقيقة و انك تعرفيه 

ورد انفعلت : انا قولت الحقيقة و مكدبتش عليك !! انا فعلا معرفهوش و ممكن اكون نسيت شنطتي هناك بعد ما زقيته .. انا هحكيلك كل حاجه من البداية ! 

كريم : مش عايز اسمع حاجه 

ورد : ازاي يعني مش عايز تسمع حاجه .. انت بجد مصدق الراجل ده وانا لا ! 

كريم : ورد ده عارف اسمك 

ورد : ممكن يكون فتح شنطتي و شاف اسمي في البطاقة .. و انا مش كدابة يا كريم بيه و لو انت مش واثق فيا للدرجادي يبقي ننهي اللعبه دي احسن ! 

كريم : لعبه ؟؟ انتي شايفة أن حياتي لعبه ! 

و هنا كان امير يقف علي مسافة قريبة منهم دون أن يلاحظوا و استمع لشجارهم هذا و ابتسم بِشر ثم اتصل بمروة لترد عليه سريعا 

مروة : ايه الاخبار ؟ 

امير : كله تم .. ثقة كريم في ورد بدأت تتهز و شوية شوية هيعرف أنه اختار غلط و يطلقها و يفاضلك الجو 

ثم أكمل بخبث : و اكسب انا جايزتي ! 

مروة بسعادة : بجد ! ليه انت عملت ايه 

امير : الشك لما بيدخل اي علاقة بيدمرها .. و ده اللي هيحصل .. انا هدخل الشك في قلب كريم اتجاه ورد لحد ما هو بنفسه يخرجها من حياته ! 

مروة ضحكت بسعادة : أيوة كده هي دي الاخبار اللي تفرح .. عموما خليك ماشي زي ما انت  

امير : تمام 

الكاتبة ميار خالد 

عند كريم .. 

ورد : ممكن نروح دلوقتي ! 

كريم تنهد بضيق : ماشي يا ورد .. اتفضلي 

ثم استقل سيارته و انطلق بها في صمت تام و بعد فترة وصلوا الي البيت و جاءت ورد لتترجل من السيارة و لكنه امسك يدها ليوقفها فنظرت له بعبوس 

كريم : انا اسف 

ورد نظرت له بعتاب : اسف علي ايه ؟ 

كريم : اني شكيت فيكي 

ورد : حقك يا بيه انت لسه متعرفنيش و انا مش زعلانه عشان شكيت .. انا بس زعلانه عشان متدنيش فرصة اشرحلك و صدقت اللي اتقال 

كريم : حطي نفسك مكاني .. كنتي هتعملي ايه 

ورد قالت سريعا من دون أن تفكر : انا مش هحط نفسي مكان حد لأني بثق فيك و لولا أني بثق فيك مكنتش قبلت اتجوزك حتي لو عشان الخطة بتاعتك تكمل 

ثم صمتت للحظات و قالت : غير كده حتي لو اعرفه انت اضايقت ليه ؟ 

كريم : ورد .. حاجه لازم تعرفيها فيا اني بكره الكدب .. صدقيني اي حد عايز يخسرني يفكر بس يكدب عليا .. و انا اسف اني شكيت فيكي و مدتكيش فرصة تشرحيلي اللي حصل 

و بدون اي مقدمات شرحت له ورد ما حدث ليسمعها كريم بهدوء و بعد أن انتهت قالت 

ورد : ده اللي حصل .. انا فعلا معرفش الراجل ده و مش عارفه ليه عمل كده و انت صدقت و ظلمتني 

كريم ابتسم لها و قال : خلاص يا ستي انا اسف 

ورد : متتأسفش .. انا كمان غلطانه 

كريم : غلطانه في ايه ؟ 

ورد : اني مكسرتش دماغ الحيوان الكداب ده .. اقسم بالله لو شوفته تاني لندمه علي الساعه اللي فكر فيها بس يجي في طريقي 

ضحك كريم عليها قليلا و قال : تكسري دماغه 

ورد : أيوة ده نفد مني .. كان نفسي اخده مقص حراميه و انزل فيه ضرب .. بني ادم مستفز 

كريم : خلاص انسي اللي حصل 

ثم امسك يدها و نظر لها بابتسامة ساحرة : متزعليش مني 

ورد سرحت في عيونه للحظات و نست ماذا عليها أن تقول 

ورد : ها 

كريم : ها ايه بقولك متزعليش مني 

ورد : ازعل من مين ؟ 

كريم ضحك عليها لتقول ورد 

ورد : الا بقولك ايه يا بيه .. هي دي عيونك ولا عدسات ؟ 

كريم : افهم من كده انك بتعاكسيني يعني 

ورد تكلمت بتلقائية صاحبتها بعض التوتر : لا ولله مش قصدي بس أصلهم حلوين اوي ااا اقصد يعني فيهم حاجه غريبة كده يعني ووو .. انا بقول انزل احسن 

ثم ترجلت من السيارة سريعا ليضحك هو عليها ثم صاح بها 

كريم : استني طب 

ورد ركضت بخجل نحو البيت و دخلت من بابه لتركض سريعا نحو غرفتها دون النظر لاي شخص .. رأتها مروة و هي تركض هكذا فابتسمت بانتصار و ظنت أن خطتها قد نجحت و ان كريم تشاجر معها و بعد لحظات دلف كريم الي البيت و بيده العديد من الحقائب و كاد أن يصعد بها حتي أوقفته مروة بدلال 

مروة : اتأخرت كده ليه قلقتني عليك 

كريم : ولله ؟ و ده من امتي 

مروة : من النهاردة .. مالك شكلك مضايق ؟ 

كريم : طبيعي مش انتي قدامي .. لازم اكون مضايق 

مروة بعصبية : ولله ! طيب يا كريم انا غلطانه 

كريم : انتي غلطانه فعلا .. وسعي 

و لكنها وقفت أمامه مرة أخرى و قالت بدلال : طيب انت هتفضل بعيد عني كده .. انت وحشتني اوي 

الكاتبة ميار خالد 

و جاءت لتعانقه و لكن كريم تخطاها و صعد الي غرفة ورد ليعطيها ما اشتروه سويا و برغم غضب مروة من رد فعل كريم معها إلا أنها فرحت كثيرا ظنا منها أن أول خطوة في خطتها قد نجحت ، وصل كريم الي غرفة ورد و دلف إليها ليجدها تقف أمام مرآتها بشرود و تفك شعرها المعقود سرح بها للحظات و لشكلها الفاتن و لكن سرعان ما آفاق من شروده هذا ليتنحنح فانتبهت له ورد 

كريم : اتفضلي 

ثم ترك لها الشنط و جاء ليخرج و لكنها أوقفته 

ورد : كريم بيه 

كريم : نعم 

ورد اتجهت له و قالت بشرود : انا حاسه ان اللي حصل النهاردة مكنش صدفة ! 

كريم : بمعني ؟ 

ورد : لما كنا واقفين قدام العربية بنتخانق لمحت الراجل اللي احنا قابلناه في المول ده و كان مركز معانا .. غير أنه اتبلى عليا بكلام محصلش اصلا كان عايز يطلعني كدابة .. تفتكر أن كل ده كان صدفة ؟ 

كريم : عشان كده طلبتي أننا نمشي بسرعه ؟! 

ورد : بالظبط .. انا مش مرتاحه حاسة أن كل ده متدبر 

كريم : و ايه الهدف من كل ده هيستفاد ايه لما يعمل كده 

ورد : مش عارفه .. أنه يضايقك مثلا و يخلينا نتخانق .. مش عارفه بس انا قلبي مش مرتاح 

كريم اتجه إليها حتى وقف امامها ثم امسك يدها و حاول أن يجعلها تطمئن قليلا فقال 

كريم : ايا كان .. صدفة أو مقصودة المهم أن غرضه متحققش 

ورد : و عشان غرضه متحققش هيحاول تاني ! 

كريم : هيحاول يعمل ايه بالظبط ؟ اني اشك فيكي 

ورد : بالظبط 

كريم تنهد و قال : انا عارف انك لسه زعلانه من اللي حصل .. بس عايز اوضحلك حاجه .. انا عمري ما شكيت ولا هشك في اخلاقك يا ورد لاني لو مش بثق فيكي مكنتش هدخلك بيتي و اكتبك على اسمي حتي لو لفتره مؤقته .. انا وقتها اضايقت منك لاني كنت فاكرك بتكدبي عليا و انك تعرفيه فعلا بسبب العشم اللي كان بيتكلم بيه 

ورد : و ده اللي انا مستغرباه ليه الشخص ده عمل كده .. ايه هدفه و هو اصلا ميعرفنيش ولا انا اعرفه ! 

جاء كريم ليرد عليها ولكن مروة فتحت الباب و دلفت الي الغرفة ببرود و اتجهت لهم 

كريم : هو محدش علمك أن المفروض تخبطي قبل ما تدخلي ولا ايه ؟ 

مروة : اخس عليك يا كريم .. ده انا حته جايالك بأخبار حلوة 

كريم : و هو في خير هيجي من وراكي 

مروة ابتسمت ببرود ثم اتجهت الي ورد و تحولت نظراتها الي غل و حقد و هي تقترب منها و لكنها فجأة فعلت شئ جعل عيونهم تتسع من الصدمة .. 


يا ترا مروة عملت ايه ؟؟ 

توقعاتكم .. ارائكم و حقيقي بفرح جدا بكلامكم على الرواية يارب دايما افضل عند حسن ظنكم كده ♥️♥️♥️♥️

#رواية_وردتي_الشائكة

الكاتبة ميار خالد ♥️

الفصل التاسع عشر


و لكنها فجأة فعلت شئ جعل عيونهم تتسع من الصدمة و كان هذا أنها قد عانقت ورد !! نظرت لها ورد بدهشه كبيرة و طالعت كريم ليبادلها نفس النظرات و بعد لحظات ابتعدت عنها مروة و اردفت بخبث  

مروة : الخبر الحلو اني موافقة علي جوازتك دي ! 

كريم : نعم ؟! 

مروة : مالك اتفاجئت ليه .. انا كل اللي يهمني اني اشوفك مبسوط حتي لو مش معايا 

كريم : انتي جايه تهزري معايا يعني 

مروة : و مين قال اني بهزر 

كريم : اه يعني دي التمثيلية الجديده 

مروة : مش ده اللي كنت عايزُه .. اعملك ايه تاني 

كان كريم علي يقين أنها تكذب و أن كل هذا مجرد لعبة غبية منها و قرر أن يستمر فيها 

كريم : طب كويس انك فهمتي ده و اخيرا .. تحبي نبدأ في الاجراءات امتي بقى 

مروة : إجراءات ايه ؟ 

كريم : طلاقنا ! 

مروة بفزع : ايه !! بس انا مجيبتش سيرة طلاق 

كريم : مش انتي بتقولي أن كل اللي يهمك هو انك تشوفيني مبسوط .. و انا فرحتي الحقيقية هتكون بخروجك من حياتي 

مروة صاحت به : لا !! ده علي جثتي 

كريم : طيب و ليه الكدب من الاول 

مروة امسكته من ملابسه و قالت بعصبية : انت ليه بتعمل فيا كده .. ليييه .. ليه مش عايز تمشي علي دماغي و تنفذ اللي انا عايزاه 

كريم ضحك باستخفاف و وضع يده في جيبه ثم قال : يا بجاحتك .. انا مش لعبه يا مروة و خليكي فاكرة أن لو كان في امل و لو حتي واحد في الميه أن جوازنا ده ينجح بسببك كل حاجه فشلت ! 

مروة : لا مش بسببي انت اللي مش عايز تفهمني 

كريم : عارفه .. انا ساعات بحمد ربنا أنه مرزقناش بطفل لحد دلوقتي .. لأنه كان هيعيش اكبر ظلم لو جه علي الدنيا يكفي بس انك انتي اللي هتكوني أمه 

مروة صاحت به دون أن تفكر : انا اللي مش عايزة اخلف ! انا مش هقدر اركز مع عيل ياخد كل طاقتي و كمان هيلهيني عنك .. و انا مش عايزة اي حاجه تيجي تلهيني عنك ! 

كريم نظر لها بصدمة لتستوعب هي ما قالته فقال هو : انتي بني ادمة مريضة ! 

مروة : مريضة بيك ! 

كريم : و حقيقي انا مبكرهش حد قدك .. لو عندك كرامة بصحيح ابعدي عني بقى 

مروة : الموت عندي اهون من اني ابعد عنك .. و موتك عندي اهون من انك تكون لغيري .. خليك فاكر كلامي ده ! 

قالت مروة هذه الجملة ثم خرجت من الغرفة سريعا قبل أن تقع بلسانها مرة اخرى ، تنهد كريم بضيق شديد لتنظر له ورد بحزن و تأثر و بدون اي مقدمات ذهبت له سريعا و ضمته ! أنصدم هو بشدة من رد فعلها هذا و لكنها في هذه اللحظة قد أعطته أكثر ما يحتاجه لم يفكر كريم و سرعان ما ضمها إليه لأنه كان بحاجه كبيرة لأحد ما يهون علي قلبه  

_________________________________

الكاتبة ميار خالد 

ظلت ريم تدور في غرفتها بضيق بسبب ما فعلته مع عمر و بعد لحظات خرجت للشرفة لتستنشق بعض الهواء النقي .. أغلقت عينيها لتحظي ببعض الهدوء النفسي و عندما فتحت عينيها وقع بصرها علي عمر الجالس في الجنينة و يضع سماعات الاذن و غارق في عالم اخر .. فاستغلت ريم هذه الفرصة و نزلت إليه سريعا و اتجهت نحوه حتي وقفت بجانبه و تنحنحت و لكنه لم يستمع لها فتأملته للحظات و هو مغمض عينيه و أفاقت عندما وجدته يطالعها بتساؤل لتشيح بنظرها عنه سريعا 

ريم بتردد : انا اسفه 

عمر : علي ايه ؟ 

ريم : على اللي حصل الصبح .. اسفه 

عمر ابتسم و قال : حصل خير .. و انا اسف اني زعقتلك .. صحيح فين بسملة ؟ 

ريم : نامت .. انت بتسمع ايه ؟ 

عمر : اغنية لحماقي .. خدي اسمعي 

ثم أعطاها أحدى سماعاته و وقف الاثنان يستمعون الي كلمات الأغنية بهدوء و احست ريم أن هذه الأغنية تذكر عمر بكثير من الذكريات المؤلمة .. 

انا مكنتش عايز أعلق نفسي بحب نهايته جروح 🎶 

ليالي ابنى في وهم وحلم ويجي في ثانية ده كله يروح 🎶 

واديني خدت نصيبي من حبيبي جرح قاسي كبير 🎶 

ساعات لما الجرح بيجي بسرعة بيبقى اهون بكتير 🎶 

م البداية قولتلك وانتي كنتي حتى رافضة تسمعي 🎶 

وانهاردة انا بسألك اعمل ايه في قلبي اللي حبك فهميني 🎶 

صعب اسامحك بعد جرحك واللي اصعب اني اعيش 🎶 

ابعدت ريم السماعة عن أذنها و كذلك عمر و خيم الصمت للحظات حتي قالت ريم 

ريم : لسه بتفكر فيها ؟ 

عمر ابتسم بحزن : تفكير عن تفكير يفرق 

ريم : يعني ايه ؟ 

عمر : يعني انا مش بفكر فيها .. انا بفكر في خيانتها 

ريم : انت ليه حابس نفسك في الماضي .. ليه مش عايز تبص لبكره 

عمر : صدقيني لو اعرف اجابه السؤال ده كنت قولتها لنفسي قبلك 

ريم : انت شايف انها كانت تستاهل حبك ده ؟ 

عمر : للأسف لا 

ريم : يبقى بتضيع دقيقة واحدة من عمرك في الزعل عليها ليه ؟ .. هي متستاهلش زعلك ولا تستاهل انك تفكر فيها 

عمر : عارف كل ده .. هي المشكلة كلها هنا 

ثم أشار إلي قلبه بقلة حيله لتقول ريم 

ريم : في حاجات تانيه أهم منها تستاهل تكون في عقلك و قلبك .. انت محتاج تعرفها بس 

عمر بمزاح : زيك كده 

ريم : عمر مش بهزر 

عمر : اسف كملي 

ريم : متزعلش غير علي الحاجات اللي تستاهل .. هي جرحتك من غير ما تفكر فيك ولا تفكر حالتك هتكون ايه ولا فكرت حتي هتقدر تكمل بعدها ولا لا .. عمرك بيجري و انت واقف في نفس المحطة .. و لو جاتلك فرصة عشان تغير من نفسك النهاردة صدقني مش هتيجي تاني 

ركز عمر في كلامها و بعد أن انتهت قال : و تفتكري لو حاولت هنجح ؟ 

ريم ابتسمت : افتكر جدا .. مفيش مستحيل كل حاجة بتبدأ بخطوة 

عمر نظر لها للحظات و أطال النظر إليها فخجلت هي نوعا ما لتقول : في ايه ؟ بتبصلي كده ليه 

عمر : بحاول استوعب ازاي ممكن يكون في إنسان جميل كده 

نظرت له ريم بخجل و احمرت وجنتيها و جاءت لتهرب من أمامه و لكنه امسك يدها و ضحك بخفة 

عمر : خلاص استني .. صحيح هتطلعي معانا الرحله ولا ايه ؟ 

ريم تنهدت بضيق : غصب عني هطلع 

عمر : ليه كده 

ريم : هبقى معاكم مشرفة 

عمر : طب و مضايقة ليه اهو تغيري جو 

ريم : بصراحه انا مش عايزة اعمل مشاكل و انت اكيد عارف دماغ زمايلك كلهم 

عمر فهم قصدها فقال : سيبك من كل ده و حاولي تغيري جو اهم حاجه 

ريم : انت طالع ؟ 

عمر : و دي محتاجه كلام .. اكيد رايح و حتي لو مش رايح هروح عشانك ! 

ريم : و انت مالك بيا ؟ 

عمر بتردد : لا اقصد يعني عشان اخد بالي منك مبقاش قلقان 

ريم عقدت ذراعيها أمام صدرها و قالت بمكر 

ريم : و ده من امتي بقى 

عمر : من النهاردة .. عندك مانع 

ثم اقترب منها قليلا لتفزع هي و تركض من مكانها ليضحك هو عليها و يتنهد بحرارة و تحرك من مكانه ليرجع الي الداخل و لكن أوقفه رنين هاتفه فنظر له و الابتسامة علي وجهه و لكن سرعان ما اختفت عندما رأى اسم المتصل !! 

في غرفة ورد .. 

لم يعرفوا كم من الوقت مر و هم في تلك الوضعية ظلت ورد تربت علي كتفه حتي امتصت كل الطاقة السلبية المدفونة بداخله .. تسربت الي داخله راحة لم يشعر بها منذ وقت طويل .. خصوصا منذ وفاة والدته .. لو كان الأمر بيده لاختار أن يظل قريب منها حتي اخر نفس له 

و بعد لحظات ابتعد عنها قليلا ليتنهد براحة ، نظرت له ورد بحنان و قالت 

ورد : احسن دلوقتي ؟ 

كريم : بكتير .. بقالي زمن محسيتش بالراحة دي 

ورد ابتسمت و جاءت لتتحرك و لكنه أوقفها : شكرا انك كنتي جمبي في الوقت ده 

ورد : بتشكرني علي ايه بس .. ده انت زي جوزي يعني 

كريم ضحك وقال : حلوة زي جوزي دي 

و في تلك اللحظة طرقت ريم علي الباب 

الكاتبة ميار خالد 

ريم : انا ريم .. ممكن ادخل 

ورد : اكيد ادخلي 

دلفت ريم الي الغرفة بإحراج فذهبت لها ورد سريعا : بنت حلال كنت لسه هجيل.. 

و لم تكمل جملتها عندما وقع نظرها علي يد ريم لتقول بفزع 

ورد : في ايه ! ايدك متعورة من ايه 

ريم : متخافيش دي حاجة بسيطة ولله .. انا كنت عايزاكي بس 

كريم تنحنح و قال : طيب اسيبكم علي راحتكم 

و جاء ليخرج و لكن ريم أوقفته و قالت : لا خليك عادي 

ثم قالت محدثاهم : في رحلة تبع الجامعة .. انا هطلع فيها مشرفة بس كنت محتاجه موافقتكم 

ورد : فين الرحله دي ؟ 

ريم : شرم الشيخ و هيبقى فيه سفاري و كذا نشاط كده 

كريم : انا عن نفسي موافق و مطمن عشان عمر هيبقى معاكي 

ريم نظرت له بتعجب : انت عرفت منين أن عمر جاي هو قالك ؟ 

كريم ابتسم : لا مقالش .. بس مادام انتي رايحه اكيد هو هيروح 

ريم نظرت له بعدم فهم فقالت ورد بقلق : انتي لازم تروحي طب .. خايفه عليكي 

ريم : متقلقيش هاخد بالي من نفسي 

ورد : برضو .. مش مرتاحه و انتي عارفه لما اكون مش مرتاحه لحاجه ايه اللي بيحصل 

كريم : متقلقيش يا ورد غير كده عمر هيبقى معاها و هياخد باله منها 

ورد سكتت للحظات فقالت ريم : خلاص لو مش مرتاحه هعتذر 

ورد فكرت للحظات ثم قالت : خلاص يا ريم روحي .. بس ولله لو تليفونك اتقفل لحظة واحدة بس لهزعل منك بجد 

ريم عانقتها بحنان و قالت : متقلقيش على اختك بقى .. ربنا يخليكي ليا 

كريم ابتسم و قال : حيث كده بقى انتي و عمر بكرة تنزلوا تجيبوا الحاجات اللي هتحتاجوها للسفر 

ريم : انا مش عايزة اتعبك معايا ولله شكرا 

كريم : هو احنا مش اتفقنا أننا اخوات ولا ايه 

ريم ابتسمت : أيوة .. ربنا يخليك 

ثم خرجت من الغرفة لتترك ورد و كريم معا .. نظرت ورد الي كريم بأعجاب و فرحت بسبب معاملته الطيبة لأختها 

كريم : انا هروح ارتاح شوية 

و بعدها ذهب كريم لينال قسطا من الراحة و ذهبت ورد لتطمئن علي صابر 

عند عمر .. ظل ينظر الي الهاتف بصدمة كبيرة و بعد لحظات رد عليها بحذر 

عمر : الو .. 

: كنت فاكراك مش هترد عليا 

عمر : عايزة ايه ؟ 

: اشوفك 

عمر صمت للحظات ثم انهي المكالمه في وجهها لتتصل مرة أخرى ليرد عليها 

: انت قفلت في وشي ؟! 

عمر : ده اقل رد تستاهليه .. بصي يا بنت الناس انتي صفحة و اتقفلت في حياتي و احسنلك تنسيني زي ما انا نسيتك .. و ده مش صعب عليكي يا اروى لان مفيش احسن منك في التخلي 

اروى : عمر اسمعني احنا لازم نتقابل ضروري في كلام كتير محتاجه اقوله 

عمر : و انا قولت اللي عندي 

ثم انهي المكالمه في وجهها مرة اخرى و أغلق الهاتف بأكمله ثم تنهد بضيق و ندم كثيرا أنه رد عليها .. في الوقت الذي نجح فيه ليخرجها من قلبه عادت إليه مرة أخرى .. و لكن الان قد اختلف الوضع فقلبه أصبح لغيرها ! ترا ماذا يخبئ لهم القدر  

في اليوم التالي ..

الكاتبة ميار خالد 

استيقظ كريم من نومه بإرهاق و بحث بعيونه حوله و لكنه لم يجد ورد في الغرفة فنهض من مكانه و أخذ دش ثم ارتدي ملابسه و ذهب الي غرفة والده ليجده في احسن حال علي غير العادة و يبدو عليه الراحة ففرح بشدة بسبب شكله هذا و أدرك أن السبب هي ورد .. 

منذ أن جاءت هذه الفتاة الي حياته و هي تنشر رحيقها في كل شئ تلمسه .. جلس أمام والده بشرود و ظهرت ورد في رأسه فجأة ليبتسم بحب و قد لاحظ والده تلك النظرات ليرمقه بخبث نوعا ما و عندنا نظر له كريم آفاق من شروده هذا و فهم نظراته ليبتسم و حاول تغيير الموضوع 

كريم : عامل ايه النهاردة .. عارف اني بقالي كذا يوم مقصر معاك بس غصب عني .. بس واضح أن ورد واخده بالها منك صح 

صابر حاول ان يبتسم قليلا و نظر له بسعادة ليحدثه كريم و كأنه يحدث نفسه 

كريم : غريبة البنت دي .. من ساعة ما ظهرت في حياتي كل حاجه بتتغير .. قلبت حياتي كلها و لحد دلوقتي انا مش قادر افسر احساسي اتجاهها .. في ايديها سحر مش طبيعي كل ما ابصلها بحس ان كل حاجه بخير .. بحس اني مش محتاج اقلق من حاجه طول ما هي جمب.. 

: احم .. انا هنا 

قالتها ورد بإحراج بعد أن سمعت كلام كريم عليها و دق قلبها بشدة بسبب كلماته تلك .. نهض هو من مكانه بتوتر و فرك شعره بيده مع ضحكه عفوية 

كريم : انتي جيتي امتي 

ورد ابتسمت : من ساعة ما بدأت تمدح فيا 

كريم : طيب انا هروح اعمل مكالمه مهمة و راجع تاني 

ثم خرج من الغرفة سريعا و بعد أن خرج وقف أمام باب الغرفة و حدث نفسه 

كريم : ايه شغل المراهقين اللي انا فيه ده 

ثم ذهب في طريقة و ابتسامة جميلة على وجهه لتتلاشى تلك الابتسامة عندما وجد مروة أمامه تطالعه بشك ليعبس فجأة و جاء ليتخطاها و لكنها وقفت أمامه لتمنعه 

مروة : في ايه لما شوفتني كشرت ليه 

كريم : عايزة ايه ؟ 

مروة : عايزاك ترجع كريم اللي انا اعرفه .. انت ليه بتتعب قلبي معاك 

كريم : انتي اللي ليه بتتعبيني معاكي يا مروة .. صدقيني الحب مش بالعافيه و عمايلك دي هتخسرك كتير 

مروة برجاء : طيب طلق البتاعة دي و اوعدك اني هتغير ولله .. انت ليه مش حاسس بيا انا مش قادرة اشوفكم سوا ببقى هتجن .. صدقني يا كريم انا لحد دلوقتي بحاول مخرجش جناني ده ! 

كريم : قصدك ايه يعني ؟ 

مروة : انت فاهم قصدي كويس 

كريم نظر لها بلامبالاة : طيب يا مروة .. انا مش فارق معايا كل ده .. و ورد مراتي و لو مش عاجبك دي حاجه ترجعلك و عن اذنك بقى 

ثم تحرك من امامها سريعا لتضرب مروة الارض بعصبية كبيرة و في تلك اللحظة صدع هاتفها رنينا برقم امير 

مروة : الو 

امير : ورد محمد عبد السلام .. ٢٤ سنه .. اصلها من اسكندرية هربت من خالها و جت القاهرة من ٧ سنين و سكنت في منطقة شعبية علي قد فلوسها .. عندها أختين ريم و بسملة و دول اهم اتنين في حياتها .. من فترة صاحب البيت اللي كانت مأجره شقه عنده سحب الشقة بعد ما البوليس جه اخدها و من بعدها اختفت من المنطقة .. دي كل حاجه عن البنت دي 

مروة : انت عرفت كل ده ازاي ! 

امير : ليا مصادري بقى 

مروة ابتسمت بشر و قالت بنبرة غامضة : طبعا انت عارف هتعمل ايه دلوقتي ؟ 

امير ابتسم بخبث : من غير ما تقولي انا نفذت .. استني المفاجأة بكرة !! 


يا ترا كريم هيعمل ايه ؟

رجوع اروى هيأثر علي عمر ولا لا ؟

توقعاتكم ؟؟ ارائكم ؟؟ ♥️

#رواية_وردتي_الشائكة

الكاتبة ميار خالد ♥️

الفصل العشرون 


استيقظت ريم من نومها و ارتدت ملابسها و أستعدت للذهاب مع عمر حتي يشتروا الاغراض الذي سوف يحتاجوها في رحلتهم تأخرت قليلا ليزفر عمر بضيق و يتصل بها فردت عليه 

ريم : خمس دقايق و نازلة 

عمر : متنجزي يا بنتي ايه كل ده 

ريم : معلش اتشغلت شوية مع بسملة .. الميس بتاعتها جت و كانت خايفة منها شوية لحد ما اخدت عليها 

عمر : طيب يلا 

و بعد مرور خمس دقايق سمع صوتها خلفه 

ريم : يلا نتحرك 

التفت لها عمر و نظر لها بإعجاب واضح لتخجل هي قليلا 

عمر : شكلك حلو النهاردة 

ريم : شكرا 

عمر ابتسم بتوتر ثم تحرك الاثنان و اتجهوا الي أحد المولات ليشتروا كل ما سيحتاجونه و بعد فترة وقفت ريم بتعب و قالت 

ريم : كفاية كده لفينا كتير 

عمر : فاضل كام حاجه و نمشي خلاص 

و أثناء مشيهم اصطدم أحدهم بريم فنظرت له بضيق 

: اسف ماخدتش بالي 

ريم : حصل خير 

ابتسم هذا الشخص لها و نظر لها بإعجاب و عندما لاحظ عمر تلك النظرات سحب ريم الي الجانب الآخر و وقف يناظر هذا الشخص بحدة 

عمر : في حاجه ولا ايه ؟! 

: لا انا بعتذرلها بس 

عمر : طيب و اعتذرت .. اتفضل و ابقى فتّح بعد كده بلاش شغل الاستهبال ده ! 

: ما قولت مكنش قصدي 

عمر : مش عايز كلام كتير .. اتفضل امشي 

نظر له هذا الشخص بتعجب ثم ذهب في طريقه لتقول ريم 

ريم : في ايه يا عمر ما هو قالك ماخدش باله 

عمر بعصبية : هو ايه اللي ماخدش باله .. ليه شفافه انتي 

ريم : طب خلاص حصل خير .. انت متعصب ليه 

عمر : ولا متعصب ولا حاجه انا تمام 

ريم : واضح فعلا 

عمر سار بها للحظات حتي خطرت فكرة في رأسه فقال 

عمر : ريم  بصي خليكي هنا ثواني هروح اسأل على حاجه و جاي 

ريم : تمام متتأخرش بس 

عمر : متتحركيش من هنا 

ريم : حاضر 

عمر ابتسم و تحرك من مكانه و ذهب الي أحد محلات المجوهرات و اشتري عقد لريم رقيق جدا و راقي و قرر أن يهديه لها بعد الرحلة و خصوصا عندما يعترف لها بحقيقة مشاعره تلك ! 

خرج من المكان بسعادة و وضع علبة العقد في جيبه فلم ينتبه للقادمة نحوه حتي اصطدم بها 

عمر : انا اسف جدا ... 

توقف عمر عن الكلام عندما نظر إلي وجهها .. أنها أمامه بعد كل تلك الفتره ! 

_________________________________ 

ورد : يلا يا عم صابر .. جه معاد الدوا 

ثم توجهت نحوه و ساعدته في تناول دوائه و لكن فجأة و بدون قصد أوقعت عليه كوب الماء لتفزع هي 

ورد : انا آسفة ولله ماخدتش بالي 

و ساعدته سريعا لتخلع عنه ثيابه المبللة ثم اتجهت الي خزانته و أخرجت منها بعض الثياب علي عجله فلم تنتبه للصندوق الذي وقع منها ، و بعد لحظات قد انتهت من تبديل ملابسة و رتبت الغرفة و استعدت للخروج و لكن استوقفها هذا الصندوق لتنظر له بتساؤل .. كيف أتى هذا الصندوق الي هنا ؟! 

التقطته من الأرض سريعا و جاءت لتفتحه و لكنها وجدت صابر ينظر لها بتركيز و كأنه ينتظر أن تفتحه أيضا ! اقتربت منه ورد و قالت 

ورد : تسمحلي أشوف الصندوق ده ؟ 

اغمض صابر عينه و فتحها مرة أخرى كأشارة لها بموافقته ، فتحتها ورد بهدوء لتجد بداخلها شال رقيق واضح أنه مصنوع يدويا من الصوف دافئ جدا .. رغم هجره كل هذا الوقت و حبسه في هذه الخزانة الباردة ، اكملت البحث في الصندوق لتجد صورة لكريم مع والده و والدته في يوم تخرجه و كان والده يقف بصحة و سعادة و كذلك والدته .. نظرت إلي الصورة بألم نوعا ما .. نظرت إلي صابر لتجد الدموع قد تجمعت في عيونه فندمت كثيرا علي تطفلها هذا و جاءت لتبعد الصندوق و لكنه نظر لها برجاء أن تكمل البحث ففهمت هى نظراته و أكملت تفحصها للصندوق . 

لتجد سلسال رقيق مدفون في إحدى جوانب الصندوق و ورقة مطويه معه لتحملهم بين يديها ولكن السلسال قد لفت انتباهها أكثر فوضعت الورقة في جيبها و تفحصت السلسال عن قرب لتجده عبارة عن وردة رقيقة مطرزة بأحجار رقيقة صغيرة ذو ألوان خاطفة للأنظار كان كل ما يقال عنه أنه ساحر ابتسمت و جاءت لتعيده لمكانه و لكن هناك يد اوقفتها استوعبت ورد أن تلك يد صابر لتنظر له بصدمة و عيونها متسعه من الصدمة و كانت يد صابر ترتعش بشده من الواضح أنه كان من الصعب عليه تحريكها .. و لكنه نجح في ذلك !! 

ورد بصدمة : انت حركت ايدك !! 

ابتسم صابر بتعب لتفرح ورد بشدة و ظلت تردد بعدم تصديق 

ورد : انت حركت ايدك !! الحمدلله يارب 

كانت السلسلة مازالت في يد ورد و جاءت لتعيدها لمكانها و لكن صابر ضغط علي يدها فقالت 

ورد : اخدها ؟! 

صابر ابتسم بحماس لتفهم هي فقالت : بس دي مش بتاعتي .. شكلها بتاعت ماما زهرة الله يرحمها 

الكاتبة ميار خالد 

ظهرت بعض الدموع في عيون صابر و لكنه أصر أن يبقى السلسال مع ورد و بعد لحظات خضعت له و لبست هذا السلسال 

ورد : اوعدك اني هحافظ عليه 

و هنا استوعبت أكثر ما حدث لتقول : بس انت ازاي حركت ايدك ؟ 

و فكرت بصوت عالي : يبقى فعلا العلاج التاني هو السبب في تأخر حالتك .. طب و مادام هو بيأذيك كده ليه شوفت مروة بتبدل الدوا بتاعك !! انا مش مرتاحه للموضوع و لازم افهم 

ثم نظرت إلي صابر سريعا و قالت بصوت خفيض : مش عايزة اي حد يعرف انك حركت ايدك دلوقتي يا عم صابر .. حتي كريم بلاش يعرف .. لان لو مروة عرفت انك بتتحسن ممكن تعمل حاجة تانية و انا مش هضحي بيك !  

و بعد لحظات خرجت من الغرفة لتصطدم بمروة التي طالعتها بكره و خبث و لكن تغيرت نظراتها عندما وقعت عينيها علي السلسال الذي يزين رقبة ورد لتقول بفزع 

مروة : انتي جبتي السلسلة دي منين !! 

ورد : دي حاجه متخصكيش .. عديني 

ثم تخطتها سريعا لتمسكها مروة من يدها بعنف و قالت 

مروة : انتي مش هتمشي غير لما اعرف انتي جبتي السلسلة دي منين ! 

ورد : و انا قولتلك دي حاجه متخصكيش .. ابعدي عن وشي  

مروة : سرقتيها صح ! ده طبعك انا عارفه 

ورد كادت أن تتكلم و لكنها تراجعت لأنها إذا أخبرتها أن صابر هو من أهداها لها سوف تعرف أنه يتحسن فسكتت 

مروة : سكتي ليه ؟ انطقي سرقتيها منين 

ورد نظرت لها ببرود : اه يا مروة سرقتها .. ميخصكيش اي حاجه بقى خليكي في حالك ! 

ثم ذهبت من امامها سريعا لتظل مروة واقفة مكانها بصدمة و قالت 

مروة : السلسلة دي بتاعت خالتي ! وصلت لها ازاي دي اخر مرة شوفتها لما كانت في رقبتها يوم ما ماتت ! .. البنت دي بقت خطر عليا اوي .. هانت بكرة هتخلص كل حاجه ! 

رجعت ورد الي غرفتها لتجد كريم جالس في شرفة الغرفة يقرأ أحد الملفات فتذكرت أنه لم يأخذ علاجه فأحضرته و خبأت السلسال بين ثنايا ملابسها حتي لا يراه كريم و اتجهت اليه 

ورد : كريم بيه .. علاجك 

كريم : نفسي افتكره مره 

ورد : مش مشكله انا هنا عشان افكرك 

كريم ابتسم و قال : و لما متبقيش هنا 

ورد : هاجي عشان افكرك و امشي انت هتعملها مشكلة ولا ايه 

كريم ضحك ثم صمت للحظات و قال : انا عارف ان مروة بتجرحك كتير بكلامها .. و بتضايقك بأفعالها بس ارجوكي استحملي عشاني 

ورد : انا معنديش مشكلة يا بيه .. انا متعودة على قلة الذوق دي مش أول حد يعدي عليا .. بس ايه الخطوة اللي جايه مش فاهمه .. اقصد أن بقالنا فتره اهو و مفيش حاجه اتغيرت 

كريم : بتهيألك .. مروة قربت تجيب آخرها 

ورد : بس من معاشرتي ليها معتقدش انها ممكن تسيبك بسهولة 

كريم : المهم عندي أنها متبقاش مرتاحه .. يكفى بس انها عارفه انك موجودة في حياتي و انك بتشاركيها حقها فيا ! 

ورد : انا معاك للاخر يا بيه .. بس ممكن طلب ؟ 

كريم : اكيد قولي ؟! 

ورد : ممكن تفضل واثق فيا مهما حصل .. مهما سمعت أو شوفت ممكن متحكمش غير لما تسمع مني 

كريم : انتي لسه زعلانه من يومها ؟ 

ورد : لا ولله 

كريم : اومال ليه بتقولي كده ؟ 

ورد : مش عارفه بس انا مش مرتاحه .. اوعدني 

كريم : حاضر يا ورد .. اوعدك اني عمري ما هشك فيكي 

ورد : ماشي يا بيه 

كريم : للمره المليون هقولك بلاش كلمة بيه دي ! 

ورد : ليه مالها كلمة بيه يا بيه .. هي بتضايقك يا بيه ولا ايه ؟ 

كريم : طب امشي من قدامي يا ورد بدل ما أخرج عن شعوري بجد 

ضحكت ورد ثم ركضت من أمامه سريعا و ضحك هو ثم رجع الي الاوراق التي كانت بيده 

_________________________________ 

الكاتبة ميار خالد 

ظل عمر يطالعها بصدمة و دهشة حتي قالت 

اروى : لما شوفتك مصدقتش عيني .. بس مكنش ينفع اضيع الفرصة دي من ايدي 

عمر ابتسم بتهكم : لا و انتي بتقدري الفرص كويس اوي 

اروى : عامل ايه 

عمر : ميخصكيش 

اروى : لسه زعلان مني ؟ 

عمر : الزعل بيبقى علي قد الغلاوة يا اروى .. و انا مش شايفك اصلا عشان ازعل منك .. انتي بس اللي مش قادرة تستوعبي انك بقيتي ولا حاجه في حياتي .. و ده مجهودك يعني برافو 

ظلت ريم تبحث عن عمر للحظات حتي وجدته أمامها يعطيها ظهره فاتجهت له سريعا لتقول 

ريم : انت اتأخرت كده ليه ؟ 

و هنا تفاجئت من وجود تلك الفتاة فنظرت له بتساؤل فقالت اروى بتعجرف 

اروى : انتي مين .. و عايزة ايه ؟ 

ريم : انتي اللي مين ؟ 

ثم نظرت إلي عمر مرة أخرى ليمسك يدها و يضغط عليها ثم نظر إلي اروى ببرود و قال 

عمر : متشغليش بالك مش حد مهم .. يلا عشان منتأخرش 

و جاء ليتحرك و لكن اروى وقفت أمامه لتمنعه و قالت 

اروى : احنا لسه مخلصناش كلامنا ! 

عمر : كلامنا خلص من زمان اوي يا اروى 

ثم تحرك من مكانه و سحب ريم خلفه ليخرج من المكان سريعا و بدون اي كلام استقلوا السيارة لينطلق بها و بعد فترة اوقف السيارة على كورنيش النيل ليستمتعوا بنسيم الهواء 

عمر : عارفه الجو ده ناقصة ايه 

ريم : كوبايتين شاي 

عمر : الله ينور عليكي .. دقيقة هنزل اجيب اتنين شاي و راجع 

و بالفعل ترجل من السيارة و بعد لحظات عاد و بيده كوبان من الشاي ثم جلسوا بهدوء يتأملوا هذا المنظر الهادئ 

ريم : ممكن سؤال ؟ 

عمر : مين اللي شوفناها في المول 

ريم نظرت له بتوتر و قالت : أيوة 

عمر : دي اروى .. البنت اللي كنت بحبها .. مش عارف قدري عايز مني ايه .. و اخيرا لما قدرت امحيها من حياتي و اكمل و انسى الماضي .. ظهرت تاني 

ريم : بس اعتقد لو انت خرجتها من حياتك فعلا .. ظهورها تاني مش هيفرق معاك 

عمر : و هي فعلا مبقتش فارقة معايا .. كل ذرة حب كانت جوايا ليها اتحولت لكره 

ريم : انت تستاهل حد احسن منها بكتير 

عمر نظر لها للحظات و لأول مرة لا تستطيع تفسير نظراته تلك ، أطال النظر بها لتخجل بشدة و تقول بتوتر 

ريم : ممكن نروح بقى عشان منتأخرش 

ابتسم عمر و قال : خلصي كباية الشاي بتاعتك طيب 

و بعد لحظات انطلق بسيارته و اتجه الي البيت و كان يختلس النظر اليها من حين لآخر و قال بداخله 

عمر في نفسه : هانت جدا .. بعد ما الرحلة تخلص هقولك كل اللي جوايا .. هقولك على كل اللغبطة اللي انا مش فاهمها دي يمكن تلاقي لقلبي حل .. هقولك علي قلبي اللي دق و لأول مرة من فترة كبيرة اوي بس المرة دي في حاجه مختلفة .. هانت ! 

في اليوم التالي .. 

استيقظت ورد باكرا و ذهبت الي ريم حتي تساعدها في تجهيز اغراضها و كذلك عمر بدأ في تجهيز اغراضه و بعد فترة طويلة استعد الاثنان للرحيل لتقف ورد و كريم و معهم بسملة

الكاتبة ميار خالد 

كريم : عمر مش هوصيك .. خلي بالك من ريم 

عمر : من غير ما تقول يا كريم .. في عيوني 

ورد : خلي بالك من نفسك يا حبيبتي بالله عليكي انا كل شوية هتصل بيكي ابقي ردي علطول 

ريم : حاضر يا ورد 

بسملة : اوعى تزعلها انت فاهم .. هعرف على فكرة 

عمر : ولله .. ازاي بقى 

بسملة : العصفورة هتقولي .. و انا عصافيري كتير خلى بالك بقى احذر مني 

عمر ضحك عليها : حاضر يا ستي 

ثم احتضنتها بسملة و قالت : خلي بالك من نفسك يا ريم و ارجعيلي بسرعة ها 

ريم : متقلقيش عليا مش هتأخر .. ايه ده انتي بتعيطي ! 

بسملة : لا دي حاجة دخلت في عيني بس 

ضحك الاثنان عليها ثم ودعوهم و خرجوا من المنزل و استقلوا سيارة عمر ليذهبوا في طريقهم .. وقفت ورد أمام باب الفيلا ثم دخلت هي و كريم و أغلقوا الباب خلفهم و قالت بسملة 

بسملة : ورد .. ميس فاطمة زمانها جايه دلوقتي انا هرجع البيت بقى 

ورد : ماشي يا حبيبتي .. و لما تخلصي تيجي هنا تاني 

بسملة : ماشي 

ثم ذهبت بسملة من امامها و وقفت ورد أمام باب المنزل بتوتر فقال كريم 

كريم : اطمني مش هيحصل حاجه 

ورد : بأذن الله 

و في تلك اللحظة رن جرس الباب فقالت ورد سريعا 

ورد : دي شكلها ريم تلاقيها نست حاجه 

و ركضت سريعا لتفتح الباب و لكنها عندما فتحته تسمرت مكانها و نظرت للواقفين امامها بصدمة كبيرة غير قادرة علي الحراك و في لحظة توقف الزمن !! 


اكيد طبعا كلنا عارفين مين الشخص ده !

توقعاتكم ؟؟ ارائكم ؟؟



تكملة الرواية من هناااااااااااا 


تعليقات

التنقل السريع