القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الاميرة و المغترب الفصل 16-17-18-19-بقلم آلاء إسماعيل البشري جديده وحصريه

 


رواية الاميرة و المغترب الفصل 16-17-18-19-بقلم آلاء إسماعيل البشري جديده وحصريه 




رواية الاميرة و المغترب الفصل 16-17-18-19-بقلم آلاء إسماعيل البشري جديده وحصريه 



بارت 16 🔥🔥🔥

-  عندي ليك خبر بمليون دولار 

- هااا فرحيني !!

- ملف الصفقة عندي هابعثهولك على الواتس حالا 

المجهول بفرح : هااااايل ...في الوقت المناسب يا ليليان !!

ليليان بفخر: عشان تعرف ان حبيبتك مش قليلة ☺️

-الصفقة دي هتقطم ظهر ياسين بجد لو خسرها ..برافو عليكي ليلي معنى كدة احنا لازم نتقابل عشان نحتفل بالخبر الحلو ده !! هكون عندك الساعة 10 مع أحلى ازازة شامبانيا

ليليان : لا  اوعة تجي الليلة ! مرتبطة بموعد أهم 

المجهول : من امتى كان فيه حاجة أهم من سهرتنا انا و انتي  يا ليلي ؟؟

ليليان بخبث: هو انا ما قلتلكش؟؟ 

المجهول بتساؤل :لا ما قلتليش ؟؟

ليليان بفرحة: ياسين وافق يسهر معاي الليلة !

المجهول : بجد !! لا  برافووو ...ما انا قلتلك ياسين راجل و إلا ما يضعف .. كدة محتاجين نحتفل دوبل ...هأستناكي في البيت أول ما تخلصي معاه هنكمل سهرتنا عندك يا روحي 

- لا ماهو جاي عندي الليلة ..اوعة تجي انت هأبقى أتصل عليك  اوك ؟؟

المجهول : ماشي ...المهم تعرفي تضبطيه كويس عشان ما نسيبلوش اي مجال للشك زي المرة اللي فاتت 

ليليان: ما تخافش عليا يالا باي حبيبي 🥰.


اقفل الخط و هو يبتسم بمكر:  كل حاجة ماشية زي الساعة اما أتصل بالباشا ابلغه بالخبر 


في منزل ياسين 

البوليس الكندي بيدور عليكي ليه !!! 

توترت أميرة كثيرا لهذه الجملة و لم تعرف كيف تجيب 

تلعثمت قليلا و هي تقول 

- ب ..ب .. بوليس ايه اللي بيدور عليا ؟؟

ياسين بهدوء : ما انا اللي بأسألك ؟؟ 


اغمضت عينيها بضيق و فكرت قليلا : مادام عرف بحكاية البوليس معناها مش هتقدري تخبي أكثر من كدة  يا أميرة ..وغير كدة انتي في بلد غريب و ملكيش حد تروحي له يبقى ايه المانع انك تحكيله ؟! يمكن يساعدك ده حتى شكله ابن حلال .


فتحت عينيها و قد قررت أن تحكي له كل شيء 

أميرة بإحراج : استاذ ياسين انا هأحكيلك كل حاجة بس توعدني إنك تسمعني للآخر و ما تحكمش عليا لحد ما أخلص كلامي 

ياسين : أوعدك

 -  قبل ما أحكي اي حاجة عايزاك تعرف اني مش حرامية و مستحيل أمد ايدي لحاجة مش بتاعتي 

ياسين بثقة :  متأكد من ده و إلا مكنتش جبتك بيتي .


تنهدت أميرة بحزن ثم قصت عليه كل قصتها من البداية منذ ان سافرت إلى أن غادرت الفندق .

 كان يستمع بإهتمام و لم يقاطعها أبدا الى ذكرت مغادرتها للفندق  و مشيها في شوارع اوتاوا بشرود 

ياسين:ها  حصل ايه بعد كدة ؟؟

أميرة :فضلت طول اليوم ماشية بدون هدف في الاخير حسيت باليأس و قررت أخيرا  اسلم نفسي و ارجع مصر ..جيت أعدي الشارع لما شفت مركز الأمن جيت انت خبطتني وقعت و ما دريتش بنفسي غير و انا هنا عندك ...

ياسين : هااا ..كملي 

أميرة : بس يا استاذ  دي كل حكايتي ...

ياسين : امممم ..


في تلك اللحظة رن هاتفه: حسنا ضعه بالداخل يا بيتر  سآتي بعد قليل .

صمت ياسين قليلا كأنه يفكر في شيء ما ..

شعرت بالخوف و القلق ينهش داخلها : شكلك مش مصدقني ؟! 

ياسين : لا طبعا مصدقك و متأكد  انك بريئة .. 

أميرة بحزن : بس ايه الفايدة ...خالتي و عيلتها مفكرين اني حرامية و البوليس ملاحقني !! 

ياسين : مش صحيح ..خالتك كمان عارفة انك بريئة  بدليل انها سحبت البلاغ 

أميرة : بجد سحبته ؟؟ بس لحظة وحدة !! انت تعرف خالتي منين ؟؟ و عرفت كل ده ازاي ؟؟!

ياسين بثقة :  انا عندي مصادري .. ده غير ان شكلك مش شكل وحدة حرامية ... اتطمني انتي هنا في أمان ما تفكريش في حاجة أبدا ركزي على صحتك و بس عشان تقومي بالسلامة .


نظر الى ساعته و قام و هو يعدل هيئته و يهم بالمغادرة

إستوقفته أميرة قائلة : استاذ ياسين !!

التفت ياسين بلطف: ما بلاش استاذ دي احنا مش في الجامعة  خليها ياسين بس  ☺️

أميرة بخجل: طيب ....من فضلك تناديلي جاين... عشان تساعدني يعني ...

ياسين : جاين مشيت النهاردة 

أميرة بدهشة : مشيت...مشيت  ازاي ؟؟ طب و انا ...أصل ...كنت ..


فهمت مرادها حين لاحظ مدى احراجها 

ياسين : انا فاهمك ...بس جاين مش هتقدر تفضل معاكي اكثر من كدة ...عموما انا لقيت لك حل أحسن 


خرج لبعض الوقت ثم عاد و معه كرسي متحرك 

 نظرت إليه أميرة بتعجب فقال بتأكيد : اهو الكرسي ده هيساعدك تتحركي براحة  ...المكان ده اسمه جناح فيه اوضة النوم و مفتوح على اوضة تبديل الملابس و الحمام و اي حاجة ممكن  تحتاجيها هتلاقيها موجودة هنا  ولو احتاجتي لمساعدتي  معنديش مانع ☺️..عن اذنك 

غادر ياسين و بقيت تنظر الى طيفه بخجل و تهمس في نفسها : يا لهوي !! بيقول هيساعدني هو ؟؟ هيساعدني ازاي ده ؟؟


غادر ياسين الغرفة و اغلق الباب خلفه بالمفتاح و اخذه 

-  ده الحل الوحيد عشان احميكي من ليليان ...لو عرفت بوجودك هاضيف لحياتك مشكلة جديدة اسمها ليليان.


رجع الى مكتبه و اغلق الباب ثم توجه الى درج المكتب و وضع مفتاح الغرفة به ثم اخرج الملف يتفحصه و هو يتذكر لقائه مع إدوارد .


فلاش 

إدوارد : تفضل ياسين هذا الملف يحتوي على كل التفاصيل التي تخص الفتاة...بدأتُ البحث من حيث طلبتٓ مني : تفحصت كاميرات المستشفى يوم حادثة التسمم ..و توصلت منها الى سائق سيارة الأجرة الذي أقلها يومها من الفندق الذي خرجت منه بتلك الحال و من كاميرات المراقبة هناك توصلت الى  ابنة خالتها  ..هكرت هاتفها و منه عرفت كل مخططاتها....

ياسين : لا أريد الطريقة التي وصلت بها ..اريدك ان تشرح لي حكايتها  بإختصار .. و سأطلع على الملف لاحقا يا إدوارد


إدوارد :بإختصار  الفتاة تعرضت لمكيدة وضيعة ...ابنة خالتها حاولت تسليمها الى احد أفراد الما'فيا الإيطالية هنا بكندا و اسمه دانيال ستيفنز ، و حين فشلت في الفندق لفقت لها تهمة السرقة و سلموها الى الشرطة حتى يستلمها ذاك الحقي'ر  من هناك...لكنها بطريقة ما  تمكنت من الهرب منهم .

ياسين بتفكير: هذا يعني انه هو من سأل عنها في الفندق؟

إدوارد : هذا صحيح ... لولا انك كنت حريصا و طلبت محو كل لقطات الكاميرا الموجودة في المستشفى لكان  قد عرف طريقها ..

ياسين : لن يستطيع فعل شيء الآن ..هي في حماية السيد ياسين ...أخبرني ..هل أحضرتٓ الأمانة التي طلبتها منك؟؟

إدوارد : بالطبع يا صديقي ..


اخرج من حقيبة ظهره علبة متوسطة الحجم و سلمه إياها 

ياسين : شكرا لك يا صديقي أقدر مساعدتك لي 

إدوارد : العفو ياسين ... و الآن ماذا تنوي أن تفعل ؟؟

ياسين :لا شيء  إستمر في قضيتنا الاولى و ابلغني بأي جديد.

إدوارد : بأمرك يا صديقي .


عودة من الفلاش 

انتي شكلك  عانيتي كثير اوي يا أميرة ...و أكيد مش عارفة حكاية دانيال دي و الا مكنتيش خبيتيها عني...


نظر الى هاتفه ثم غادر المكتب بعد ان اقفل الدرج بقفل خاص ذو كود.

وصل الى الخارج و نادى بأعلى صوته 

ياسين : بيتر !!

بيتر : أمرك سيدي 

ياسين بأمر:  اريد حراسة مشددة حول القصر  لن يطير طير فوقه  دون علم مني .

بيتر : مفهوم سيدي 

ياسين : اطلب من شركة الأمن  خمس عناصر إضافية اريد  منك زيادة عدد الحراس على الحديقة الخلفية

- أمرك سيدي .

ركب ياسين سيارته و انطلق الى منزل ليليان 


تمكنت أميرة من الجلوس على ذلك الكرسي المتحرك و انطلقت في تلك الغرفة تتفحصها : يا ترى ده ذوقه ولا ذوق مين ؟؟ أيا كان فهو ذوق راقي و يجنن 

كانت منبهرة بكل شيء 


دخلت الى غرفة تبديل الملابس فذهلت مما رأت !

- ايه كل الهدوم دي؟؟ 

بقيت تفتش بتمعن : يا ترى لمين كل الحاجات دي ؟! 

فجأة شهقت أميرة حين فكرت في تلك الفكرة : يكونش متجوز؟؟ طب ممكن ..و الا هيجيب كل الحاجات دي لمين؟  ليكي مثلا يا عب'يطة ؟؟

بس لو كان متجوز اومال ما شفتهاش ازاي طول الأسبوع ده !! و بعدين واحد زي ده  لو كان متجوز كانت  مراته سمحتله يسيبك هنا في البيت ؟؟ دي كانت مسحت بيكي بلاط الارض يا أميرة 

 .

خرجت ثانية الى الغرفة و قادت ذلك الكرسي نحو الباب فوجدته مغلقا من الخارج !! 

- يا خبر أبيض ؟؟ هو حابسني ولا ايه الحكاية ؟


في منزل ليليان 

كانت تضع آخر لمساتها من الميكب 

ثم وقفت أمام المرآة تتأمل تلك الطلة المثيرة  التي من شأنها أن تذيب أي شخص مهما كانت مشاعره جليدية


فستانا أحمر ناري ضيق جدا و عاري الصدر و الاكتاف يصل الى فوق الركبة ..تعمدت وضع نوع مثير جدا من العطور 

-قمر  يا ليلي ...مين هيقدر يقاوم الجمال ده !


كانت تهم بإرتداء ذلك الكعب العالي الاسود حين سمعت جرس باب الشقة 

ليليان بفرحة : أخيرا...

سارعت نحو الباب و فتحته ثم اقبلت على  ياسين و عانقته بجرأة و لهفة : حبيبي اتأخرت !! 

اقتنصت شفاهه  في قبل شغوفة فإبتعد بهدوء 

و نظر الى ساعته و قال بدهشة: اتأخرت ايه الساعة سبعة و عشرة بس !! يعني هوما  يا دوب عشر دقائق !!


لفت يديها حوله تخلع عنه معطفه بهيام مصطنع : و حياتك كأنهم عشر سنين !! 

اعطاها علبة هدايا: دي عشانك ..يا رب تعجبك 🥰

ليليان بطمع : جايبلي هدية !!! مش معقول !؟؟

- مش معقول ليه ؟؟ معقولة يعني اجيلك بإيديا فاضيين ؟؟ دي حتى تبقى عيبة في حقي 

عانقته ثانية و هي تهمس بأذنه : صدقني وجودك هنا ده لوحده اغلى هدية ! مش متخيل فرحتي الليلة قد ايه !!


توجه  ياسين نحو تلك الاريكة المريحة و جلس و هو يضحك بمرح : ياااااه للدرجادي وحشتك يا ليلي !!

اسرعت بالجلوس الى جانبه و همست برغبة : بتوحشني كل وقت ...حتى  و انت معايا يا بيبي !


قالتها و هي  تلصق جسدها بجسده متعمدة اثارته

ياسين بهدوء : اممم ...طب ايه ؟؟ هنفضل في السلامات يعني و مش هتضيفيني حاجة !! 

ليليان بفرحة: لا طبعا يا روحي ...حالا !! 


نهضت من جانبه و توجهت الى المطبخ فتنهد و هو يحاول التحكم في انفاسه المتسارعة  رغما عنه

- أمسك أعصابك يا ياسين مش كدة ؟؟ 

عادت و هي تمسك بكوبين و قنينة نبيذ 

وضعت الكوب امامه و كانت تهم بفتحها

ياسين : انتي عارفة كويس اني ما باشربش و مع كدة مصرة تزعليني 

ليليان : هتشرب معاي كاس بس .. عشان خاطري يا روحي 


كانت تهم بأن تسكب لكنه قال بحدة : ليليان ..لو عايزة السهرة تعدي على خير تشيلي القر"ف ده من قدامي !!  .

ليليان بخوف : حاضر حبيبي حاضر  ما تزعلش مني .. دقيقة بس و اجيبلك عصير 

اخذت الزجاجة و عادت الى المطبخ و بقي ينظر في اثرها بإبتسامة غامضة .


- الو يا باشا...آسف اني كلمتك في وقت زي ده

- يا ريت تكون الاخبار اللي عندك تستاهل 

- أكيد يا باشا و إلا ما كنتش ازعجت حضرتك 

- هات الي عندك من غير لف و لا دوران 

- ورق الصفقة بقى تحت ايدينا يا باشا ☺️

- أخيرا فلحتو في حاجة ...هااا و ليليان اخبارها ايه معاه 

- كله تمام يا باشا ...الظاهر الفار أخيرا وقع في المصيدة

- يعني وافق يسهر مع ليليان..... أخيرا ؟؟

- تلاقيه دلوقت في احضانها يا باشا  و هي زي ما قلت...محترفة و ما يتخافش عليها .

- طب تمام ..بس خلي بالك بس من موضوع الحمل ده...مش عايزينها تحمل منه بجد اوعااااا

 -  اتطمن يا باشا ..فاهم مهمتي كويس 

- يالا ابعثلي الاوراق مفيش وقت 

- حاضر يا باشا ☺️

اقفل الخط و هو يهمس بشر : على الله  يلتزمو بالخطة و ما يبوظوش كل اللي خططتله ... آخر حاجة عايزينها ان الغب'ية اللي اسمها ليليان دي تحمل منه بجد و تجيب له وريث !!


في منزل ليليان الساعة الحادية عشر ليلا 

- ليليان ...ليلي .. اصحي !!

تململت ليليان فوجدت نفسها بين احضان ياسين ..على نفس الكنبة 

ليليان بتذكر : هو ايه اللي حصل ؟؟ 

نظرت الى نفسها و كانت ترتدي قميص نوم  اسود 

ياسين : عادي كنا مع بعض بنتفرج على فيلم  بعدين نمتي 

ليليان: طب ما تجي ندخل اوضة النوم ؟؟

ياسين : لا حبيبتي ...انا مضطر امشي عندي الصبح بدري مناقصة مهمة..و كل هدومي في البيت 

ليليان بدلع : طب و ماله ؟ الصبح تعدي على البيت و تغير

و مالت على رقبته تقبلها: لسة ما لحقناش نقعد مع بعض 

ياسين بضحك: كل ده و ما قعدناش؟؟ العشاء كان لطيف و السهرة كانت ألطف ..مرة تانية بقى 

ليليان : طيب حبيبي ..اوعدني اننا هنتقابل تاني !!

ياسين و هو يقبلها : وعد .😘


أميرة في فراشها تحاول النوم لكنها لا تستطيع..نظرت في تلك الساعة امامها فوجدتها تعدت الواحدة ليلا 

كانت تشعر بالجوع فهي لم تتناول شيئا منذ الغداء ..كما انها لم تتناول الادوية المسكنة و تشعر بآلام تمنعها من النوم

- يا ترى رحت فين ؟؟ معقولة  تقفل عليا من برة ؟؟ هأهرب يعني ؟؟ ما انا متنيلة متجبسة من رجلي ! كنت تسيب 

الباب مفتوح على أقل أشوف يمكن فيه اكل في البيت ده !


في تلك اللحظة سمعت صوتا خافتا في الخارج..يبدو انه خطوات اقدام .. شعرت بالرهبة و انكمشت على نفسها  و هي تستشعر ذلك الصوت الى أن غاب تماما

ما هي إلا لحظات حتى سمعت الخطوات تقترب ثانية و فجأة وضع المفتاح في الباب و سمعت طرقا خفيفا 

كانت ستموت من الرعب لكنها تمالكت اعصابها حين سمعت صوته من وراء الباب 

- أميرة لسة صاحية ؟؟

أميرة بخجل: ايوة صاحية 

ياسين : طب حطي طرحتك انا جايبلك اكل 

- احم...انا لابسة طرحتي اتفضل 


دخل وهو يحمل صينية بها اكل مغلف يبدو أنه اكل مطاعم 

- انا آسف اتأخرت عليكي أكيد جعتي 

أميرة بإحراج : لا مش اوي كدة 

ياسين و هو يقترب منها و يضع الصينية امامها : لا ازاي الساعة داخلة على وحدة أكيد واقعة من الجوع ده غير انك لازم تاكلي كويس عشان تاخذي ادويتك ..يالا انا هاساعدك 

أميرة بإحراج : استاذ ياسين ! انت هتعمل ايه ؟؟

ياسين بغضب مصطنع: أولا انا مش استاذ و ثانيا ..زي ما انتي شايفة ...ايدك متجبسة أكيد مش هتقدري تاكلي بيها انا هأأكلك... عادي يعني !

- بس كدة كثير 

- كلي يا أميرة بلاش كلام كثير احسن انا واقع من التعب و عايز أنام 


اكلت أميرة و هي تتفادى النظر في عينيه و بالكاد تاخذ منه لقمة بسبب الاحراج 

- يالا الدواء اهو بالشفاء 

وضع الصينية جانبا و كان يهم بالمغادرة حين قالت 

- ياسين ...

شعر بتوقف قلبه عن النبض حين سمع اسمه بصوتها الحنون

- نعم ..قالها دون ان يلتفت 

- شكرا على كل حاجة ..

- العفو ...تصبحي على خير 

اغلق الباب و توجه الى غرفة المكتب : ياسين !! جرى لك ايه ؟؟ ما تركز في شغلك مش كدة !! 

فتح اللابتوب و انهمك في عمله 


في الصباح 

رن هاتف ياسين فأفاق بصعوبة ليجد نفسه نائما بجانب الحاسوب بثيابه تلك !

- ايه ده ؟؟ انا نمت في المكتب ؟؟

امسك هاتفه بتثاقل : نعم يا منذر...

- مصيبة يا ياسين بيه ...مصييييبة !!!

ياسين بتعجب : انت بتقول ايه ..مصيبة ايه دي؟؟

منذر بخوف : شحنة القطن اللي جاية من مصر 

- مالها يا منذر ؟؟ 

- غرقت كلها في المحيط !! 

يتبع بقلمي آلاء إسماعيل البشري 🔥

الأميرة و المغترب


بارت 17 🔥🔥

رن هاتف ياسين فأفاق بصعوبة ليجد نفسه نائما بجانب الحاسوب بثيابه تلك !

- ايه ده ؟؟ انا نمت في المكتب ؟؟

امسك هاتفه بتثاقل : نعم يا منذر...

- مصيبة يا ياسين بيه ...مصييييبة !!!

ياسين بتعجب : انت بتقول ايه ..مصيبة ايه دي؟؟

-  شحنة القطن اللي جاية من مصر غرقت كلها في المحيط !! 


قام ياسين بفزع : شحنة ايه دي اللي تغرق انت اتجننت يا منذر ؟؟ 

منذر بخوف: و الله زي ما بقولك يا بيه ...الخبر لسة واصلنا حالا .. بيقولوا العبارة باللي فيها غرقت و كل حمولة القطن بتاعتنا كانت عليها ..

ياسين : طب اقفل انت انا هاتصرف 

نظر الى الساعة فوجدها تشير الى السابعة 

أتصل بالسكرتيرة : الو نانسي ...اريدك ان تذهبي حالا الى المكتب احتاجك في عمل مستعجل جدا 


اقفل و هو يهمس بغضب

- كنت متأكد من الحركة دي ...فاكر انك اذكى مني صح ؟؟ يبقى أيا إنت مين  فأنت  لسة متعرفش مين ياسين المنشاوي يا شاطر 


صعد الى غرفته و تجهز مسرعا ثم عاد الى المكتب و فتح خزنة سرية موجودة خلف رف الكتب .. اخرج منها ظرفا و غادر المكتب 


كان يهم بالخروج حين تذكرها

- اوووف انا نسيتها خالص  ؟؟؟

عاد مسرعا الى الداخل و توجه نحو  المطبخ 

اعد سندويشا و عصيرا مع سلطة فواكه و وضعها في صينية و توجه بها نحو الغرفة 

يعلم انها نائمة و مؤكد انها لا ترتدي حجابها 

- اعمل ايه طيب ؟! اسيبها من غير اكل ؟ ما انا مش عارف اصلا هأرجع امتى ..

تردد قليلا ثم وضع الصينية و عاد الى غرفة المكتب 

اخذ كتابا و ورقة و قلما ثم  كتب ملاحظة و خرج


 وضعها  فوق الصينية  ثم فتح الباب بهدوء  و توجه ببطء الى الطاولة الموجودة في الجهة الاخرى بعيدا عن سريرها

جاهد نفسه حتى لا ينظر بإتجاهها 

وضع الكتاب و بجانبه الصينية و اسرع في خطاه بخفة   حتى لا تستيقظ ليغلق الباب  و هو يتنفس براحة 

- سامحيني بأعذبك معاي بس غصب عندي انا كمان ظروفي معقدة و مش احسن من ظروفك..

اخذ حقيبته و غادر مسرعا و هو يتصل بأحدهم : و بعدين معاك انت كمان ؟؟ ما ترد بقى يا خالد ! اوووف 😤


اقفل الخط و أتصل على نانسي : هل وصلتِ المكتب نانسي ؟؟ 

- اجل سيدي 

ياسين :جيد الآن إسمعيني جيد و ركزي في ما عليك فعله 


اتصال هاتفي بين ش"يطانين

- الف مبروك يا باشا زمانه عرف بالخبر ...و هيموت من قهرته خصوصا أنه مش مأمن الشحنة في البحر

المجهول بشر : و لسة يا ياسين .. نفسي بس اشوف وشه لما يعرف بخبر المناقصة كمان .. دي الي  هتبقى الضربة القاضية ليه بجد .. إلا قل لي !؟ إتصلت ب ليليان؟؟

- لا يا باشا مش بترد على  تلفونها

- و بعدين مع الغبية دي !؟!

- تؤمرني بإيه  يا باشا ؟

- مش مطلوب غير انك تلتزم بالخطة مع ليليان و يا ريت تروح تتطمن عليها عملت ايه معاه و تكلمني بعدها 

- أمرك يا باشا 


ياسين يقود سيارته مسرعا حين رن هاتفه

خالد : الو ياسين اتصلت بيا انا آسف  لسة شايف اتصالك

قاطعه ياسين: خلاص يا خالد مش عايز شرح مفيش وقت 

خالد : أؤمرني يا صاحبي .

ياسين : شحنة القطن اللي استوردناها من مصر  غرقت قبل ما توصل لميناء مونتريال ...انت قريب من هناك عايزك تطير حالا   نص ساعة و تبعثلي عالإيميل الشخصي  تقرير مفصل ..

خالد  : غرقت !! ازاي عبارة كبيرة زي دي تغرق بالبساطة دي ؟؟

ياسين : اومال انا بعثتك ليه ؟؟ الموضوع فيه إن و انت  عارف اني مش بثق في حد غيرك ...تسافر بطيارة خاصة و اول ما توصل تبلغني بأي جديد 

خالد : طب انت هتعمل ايه دلوقت ؟؟

- هآخذ ملف الشحنة و اروح شركة التأمين..يالا نتكلم بعدين .


في منزل ليليان 

دق جرس الباب فخرجت ليليان متثاقلة و هي تمسك برأسها و فتحت الباب بتذمر 

المجهول:معقولة  لسة نايمة يا ليلي ؟ 

-فيه  ايه يا بني آدم !! انت ازاي  تصحيني في الوقت ده ؟؟ 

- شفتك ما رديتيش على تلفونك و لا طمنتيني قلت اجيلك بنفسي ؟هااا عملتي ايه مع ياسين ؟! 

ليليان : انا بس كنت تعبانة اوي عملت التلفون صامت و نمت على طول ... 

توجهت نحو الأريكة و استلقت بتعب و هي تمسك رأسها : و بعدين هكون عملت ايه يعني ؟! هو رفض ينام هنا قال مستعجل عشان المناقصة 

- معناه ايه الكلام ده ؟؟

-  يعني اتعشينا و  قعدنا مع بعض شوية و راح 

- غبية ...غبيييية !! يعني معقولة يوصل هنا برجليه و تسيبيه يطلع من غير ما يحصل حاجة ما بينكم ؟؟

ليليان بضياع : هو..بصراحة  انا مش عارفة حصل او لا ...أصل أنا شربت شوية و ما حسيتش بنفسي بعدها و لا فاكرة حصل ايه

- طيب طيب ... على الله بس تصحلك فرصة تانية و إلا كل شغلنا هيروح عالفاضي 

- ما تقلقش انا هادبرها أكيد المهم شايفاك مبسوط اوي هو حصل حاجة انا ما اعرفهاش ؟! 

- ايوة ...شحنة القطن غرقت في المحيط 😁

ليليان بدهشة: يا خبر !!! دي كارثة !!

المجهول بخبث: كارثة لياسين يا حبيبتي مش لينا ! 😁

- مش لينا ازاي ؟؟ مش هتبقى كل حاجة لينا ؟؟ انت فرحان ليه ؟ و هتستفيد ايه لما يخسر ياسين ؟؟ 

- ملكيش دعوة بالحاجات دي انتي مطلوب منك تقربي منه اكثر و بس ... هو أكيد هيقوم من الوقعة دي ..ده زي الجن بسبع ارواح 


في منزل فاتن 

- سحر !! بنت يا سحر !!

- ايوة يا ماما

- انا كلمت ابوكي قبل شوية ...

سحر بلهفة: بجد ؟؟ كويس .. ايه الاخبار  وحنان ازيها ؟؟

فاتن بضيق :  بيقول حصلت مشكلة في البلد  و مضطر يتأخر كمان اسبوع ...

سحر : خير ؟؟ مشكلة  ايه !

فاتن : الجو متلغبط هناك و نسوان بدر عاملين مشكلة خصوصا مراته التانية سنية ...شرانية و اهلها ناس مفترية .. بيقول أبوها و اخواتها جوم عملوا فض'يحة و وقفوا كتب الكتاب .

سحر : يا ساتر ؟؟ طب و الحل ؟؟

فاتن : ابوكي و عمك هيتصرفوا ...ما تنسيش ان عمك مرسي كبير العيلة و كلمته تمشي عالكل...المهم خلينا في مشكلتنا دلوقت 

سحر: مشكلة ايه ؟؟

- ابوكي اجازته العارضة  اللي واخذها هتنتهي بكرة و عايزك تروحي الشغل النهاردة تطلبي منهم يمضوله على إذن  اجازة اسبوع كمان ..

سحر : حاضر يا ماما ...اخلص اللي في ايدي بس و اطلع .


تململت أميرة بتعب فقد بقيت مستيقظة  لوقت متأخر  جدا و ما زاد رهبتها اكثر  هو ذلك السكون القا'تل الذي كان يعم المكان ..نظرت الى الساعة بجانبها فوجدتها تشير الى العاشرة و النصف صباحا 


اعتدلت قليلا و هي تنظر يمينا و يسارا و تفاجأت حين رأت صينية طعام في الطاولة الموجودة بالجانب الاخر من الغرفة

أميرة بتساؤل : الصينية دي مكانتش موجودة بالليل معقولة دخل اوضتي و انا نايمة ؟؟ يعني شافني كدة !!


جاهدت نفسها لتجلس على ذلك الكرسي المتحرك و توجهت مسرعة الى ناحية الطاولة بقلق  فوجدت ورقة بجانب الاكل

فتحتها مسرعة : 


صباح الخير 

انا طلعت في شغل مستعجل و مش عارف راجع امتى

 ما قدرتش اسيبك من غير اكل عشان كدة حطيتلك الاكل ده تسدي بيه جوعك لحد ما ارجع و ما تنسيش تاخذي ادويتك

اه على فكرة يا أميرة... انتي أمانة في بيتي عشان كدة اتطمني انا حطيت الاكل و طلعت على طول ما شفتش ناحيتك اصلا و ربنا شاهد على كلامي.

ياسين .


- ياااااه ...هو فيه ناس كدة ؟؟ 

اغلقت الورقة و هي تشعر بأمان و راحة غريبين .


توضت و صلت فرضها واكلت ..بعد مدة  ثم توجهت ناحية باب الشرفة و حاولت فتحه لكنه مغلق 

- ده كمان مقفول بمفتاح ؟!  اوووف


شعرت قليلا بالضيق و الملل  لكنها لاحظت شيئا آخر  بجانب الصينية 

عادت الى الطاولة و التقطت ذلك الكتاب الموضوع بجانبها

كانت رواية بعنوان "كم مرة سنبيع القمر " بقلم الكاتب المصري المقيم بكندا " أسامة علام" 

شعرت بالفضول و همست في نفسها : مصري مغترب بكندا؟  


 فتحت المقدمة ..فاستوقفتها  تلك العبارات المشوقة التي  ترتكز على إثارة الدهشة والمفارقات الإنسانية بلغة شديدة الدفء والحنو


تصفحت بضع صفحات و هي منبهرة من طرح الكاتب تساؤله ذاك " كم مرة سنبيع القمر " كعنوان لمجموعته القصصية و وقفت عند عبارة  " في هذه الأماكن البعيدة تماماً عن الوطن  حيث يمكن تحويل كل الكائنات والجماد إلى أصدقاء" 

 ادهشها موقف المؤلف و كأنه يبحث في الظلال والشوارع الخلفية عن حكايات تحول الوحدة و كآبة الغربة إلى ونس و أمان ،  يكتب عن هؤلاء الغرباء الذين نقابلهم صدفة فينيرون لنا ظلمة الغربة و يجعلون اي مكان نطؤه  معهم موطنا و ملاذا لنا

كما توقفت مذهولة من اختيار ياسين  لتلك الرواية بالذات !!

توجهت نحو سريرها و إنهمكت في القراءة  بإهتمام و تركيز 


في شركة التأمين 

-  سيد ياسين نتفهم قلقك لكنك تعلم أن هذا النوع من التحقيقات يستغرق وقتا طويلا جدا 

ياسين : سيدي هذا ملف التأمين الخاص بالشحنة..لا يهمني كم من الوقت سيستغرق التحقيق ... انت تعلم أن الحمولة ضخمة : مئة طن من القطن هذا يعني ملايين الدولارات ...المبلغ من شأنه ان يؤثر على اقتصاد كندا بأكملها و ليس علي فقط هل فهمت ؟؟ الكثير من مؤسسات الغزل و النسيح المتعاقدة معي صفقاتها مرتبطة بهذه الشحنة ...سافقد اعتباري قبل اموالي هل فهمت سيد ميتشل؟

- افهمك سيدي ...لا تقلق  فور وصول التقرير سنتصل بك .

- يمكنني دفع مبلغا اضافيا مقابل تسريع العملية 

- انت أهم عميل لدينا سيد ياسين لا تهتم سنعمل جاهدين على هذه القضية .

- شكرا لك سيد ميتشل عن اذنك 


خرج ياسين من الشركة و هو يتصل بنانسي

- هل فعلت ما طلبته منكِ ؟

 - اجل سيدي كل شيء جاهز 

- سيبدأ الإعلان عن نتيجة المناقصة بعد نصف ساعة من الآن  انطلقي بسرعة سنتقابل هناك .

- بأمرك 


في ميناء مونتريال

خالد : ماذا تقول يا هذا ؟؟

- على ما يبدو سيد خالد ... إختفت الشحنة  بطريقة ما  بين مصر و كندا ..

- ماذا تعني بإختفت؟؟

- اي أن الحمولة قد حملت كاملة بميناء مصر لكنها لم تغرق مع باقي حمولة العبارة ..هذا ما تظهره صور القمر الصناعي 

خالد بغضب : اي نوع من الاستهتار هذا  سيد ادامز ...

سيد ادامز : سيد خالد انا متأكد من وجود ..


رن هاتف خالد 

-  حسنا سأعود عليك لاحقا علي الإجابة على اتصال هاتفي من السيد

تركه و خرج 

- ايوة يا ياسين .  

- فهمني ايه الحكاية يا خالد ؟ لقيت ايه 

- مبدئيا  الحمولة شكلها اتسرقت بعد ما اتحملت من مصر

- تتسرق ازاي ؟؟!

- مش عارف ...المهم تؤمر ب ايه 

ياسين بغضب : تبلغ ادامز اللي هاقولهولك بالحرف الواحد و تبعثلي بعدها التقرير اللي طلبته و معاه خط سير العبارة و كل مكان وقفت فيه عشان تحمل وقود و انا هاتصرف .

خالد : حاضر ..

ياسين : اسمعني كويس ... .  


سحر بتوسل : سيدي أقول لك هو موجود في مصر و لا يستطيع السفر اليوم  ارجوك أن تقبل تمديد الإجازة فقط لأسبوع 

- آسف يا  آنسة ..الشركة أساسا في وضع استنفار و قد تم قطع جميع الاجازات و عودة جميع العمال المناوبين ليلاو نهار 

سحر برجاء: يمكن أن تعتبره وضعا خاصا فهو خارج كندا

- آنسة ليس لدي وقت اضيعه...يمكنك اخبار السيد صالح انه ان لم يستأنف عمله بدءا من الغد فيمكنه اعتبار عقد عمله لاغيا .

سحر بحزن : لكن يا سيد . ..

-  قد أضعت ما فيه الكفاية من الوقت من فضلك انصرفي 


خرجت سحر تجر أذيال الخيبة و إتصلت بوالدتها 

- الو .. ايوة با ماما 

فاتن : طمنيني عملتي ايه ؟؟

سحر بحزن: للأسف يا ماما رفضوا ..بيقولوا عندهم حالة طواريء و مفيش اجازات عارضة و لو ما رجعش من هنا لبكرة هيفسخوا عقد العمل بتاعه و يعوضوه بواحد تاني .. 

فاتن : ايه الكلام ده يا سحر ؟؟ معقولة يفسخوا العقد !! هو  قطع الرزق عندهم بالبساطة دي ؟؟ 


كان احدهم يمر بجانبها و قد أثار انتباهه انها تتكلم باللهجة المصرية مما جعله يشعر بالفضول قليلا  كما اثاره حزنها فتوقف قريبا منها يستمع الى مكالمتها و هو يهمس في داخله : قد ايه بأستمتع لما  اسمع حد بيتكلم مصري هنا في كندا ...بجد شعور دافي بيحلي مرارة الغربة و بيهون قسوتها 


اكملت  سحر : ايوة يا ماما الناس دي مش بتتعامل بالعواطف  كل اللي يهمهم اقتصاد شركتهم و بلدهم قال ايه العمالة هنا على قفا مين يشيل مستنيين بس فرصة...


تنهدت سحر بحزن و أكملت: انا حاسة إن كل اللي بيحص لنا  ده ذنب الغلبانة  أميرة اللي اتهمتوها بالباطل و شردتوها في بلد غريب ...يا عالم أراضيها فين دلوقت 😓😔 عايشة ولا مي'تة شبعانة ولا جعانة ..لابسة ولا ...لم تتمالك دمعتها و انهارت بالبكاء


فاتن : ايه لزوم الكلام ده يا سحر ؟! اهدي و تعالي انا هاكلم ابوكي و هو يتصرف 

سحر : طيب يا ماما 😓😔 .


توقف بتعجب و فرك لحيته كأنما يتذكر شيئا : هي قالت أميرة ؟؟ ولا انا سمعت غلط ؟؟

اقفلت سحر الخط و كانت تهم بالرحيل و هي تمسح دموعها بيأس حين اوقفها مسرعا 

- احم من فضلك يا آنسة ...ممكن دقيقة من وقتك لو سمحتي ؟؟ 

وقفت بذهول امامه و نظرت إليه بتمعن .


شاب اشقر طويل بعيون خضراء متموجة و لحية خفيفة زادته وسامة ...لا يبدو أنه عربي كيف يتكلم المصرية ؟

سحر بتساؤل : افندم ؟؟ حضرتك تعرفني ؟؟

- لا الحقيقة انا سمعت كلامك بالصدفة ... و واضح من كلامك ان عندك مشكلة كبيرة 

سحر بغموض: ايوة ؟! و حضرتك عايز ايه؟؟

- بصراحة  واضح إن احنا ولاد بلد و من واجبنا نساعد بعضنا بعض ولا ايه رأيك ؟ 

سحر : ما اعتقدش هتقدر تساعدني ..عن اذنك 

كانت تهم بالإنصراف حين اوقفها ثانية ؛ جربي مش هتخسري حاجة ... 

سحر: بص يا استاذ ....!!

- خالد ..اسمي خالد ...☺️

يتبع بقلمي آلاء إسماعيل البشري 🔥

الأميرة و المغترب


بارت 18 🔥

سحر : بص يا أستاذ خالد ...احنا في كندا يعني مفيش اي مساعدة من غير مقابل ..  و انا معنديش حاجة اقدمهالك مقابل مساعدتك ف يا ريت توفرها لنفسك ..عن اذنك 


كانت تهم بالإنصراف دون ان تنظر اليه 

اعجبه موقفها و عزة نفسها وقال بإعجاب واضح : مصرية و بنت بلد بصحيح ..احيي والدك على تربيته بصراحة ☺️


شعرت بالخجل بينما اكمل خالد بثقة : بس انا كمان  مصري مش كندي .. عايز اساعدك و بس مش محتاج غير دعوة خير...ها ؟؟ هتقوليلي ايه مشكلتك ؟؟


فكرت سحر قليلا ثم قالت : ابوي بيشتغل هنا في الميناء و هو حاليا نازل مصر لظروف خاصة ...الإدارة رافضة تديه اجازة اسبوع كمان و لو ما رجعش بكرة هيتفسخ عقده ..

خالد بدهشة : ليه ؟؟ هي سايبة ؟؟ 

سحر بحزن : معرفش ..بيقولوا الوضع متلخبط هنا و فيه حالة طواريء و محتاجين كل المناوبين و الحراس 

خالد : طيب ممكن تستنيني هنا شوية ؟! هاخلص شغل بسرعة و ارجع لك ...من فضلك 

فكرت سحر  قليلا ثم اجابته بقلة حيلة : طيب .


عاد خالد الى مكتب المسؤول السيد ادامز  و بقيت تنظر اليه من بعيد و هي تتسائل بخفوت : يعني من كل قلبك يا سحر  ؟؟

انت تعرفيه منين عشان وافقتي تستنيه؟؟

طب هو انا عندي حل تاني ؟؟

بس يمكن يطلع حد من اياهم  ؟؟

و  يمكن يطلع جدع بجد و عايز يساعد بس ؟؟شكله محترم

يوووه عاللخمة ..انا مش في وضع يسمحلي اتشرط ..هاستناه و امري لله 😓


في مكتب المدير 

- سيد ادامز ...إن السيد ياسين يتعامل مع شركتكم البحرية منذ وقت طويل .. صحيح ان ميناء مونتريال هو أهم ميناء و الاول في كندا من حيث الخدمات العامة و المعاملات لكن خطأ مثل هذا سيجعلنا نعيد حساباتنا بالكامل !! 


سيد ادامز بخوف : ماذا تقصد سيد خالد ؟؟

- سيد ياسين يقول ان مثل هذا الخطأ لا يمكن تجاهله لذا فإن لم يتم توضيح حقيقة مصير الحمولة و حل المشكل فإن السيد ياسين سيسحب دعمه عن الشركة ، كما انه سيعتمد من الان صاعدا على شركة ميناء كيبك البحرية ..رغم ان هذا سيكلفنا مبالغ إضافية طائلة  في الشحن و وقتا اطول بسبب بعد المسافة عن تورنتو و كذلك  تاخر في المعاملات الورقية  لكن السيد يقول أن الثقة في هذه الحالات هي الأساس و لا تقدر بثمن 

سيد ادامز بتوتر : سيد خالد لا يمكن للسيد ياسين ان يحكم علينا من خطأ واحد فقط.. نحن كما قلت نتعامل  معه منذ وقت طويل و لم يصدر منا اي خطأ سابقا و بالتأكيد يؤسفنا خسارة عميل كالسيد ياسين ..اخبره اننا سنتدارك الوضع في أقرب وقت ..

خالد : نتمنى ذلك سيد ادامز...السيد ياسين يقول لديك مهلة أربعة أيام لفعل ذلك .


خرج مسرعا من المكتب فوجدها لا تزال في الخارج 

كان البرد شديدا و هي تحتضن يديها تستشعر بعض الدفء و تنظر يمينا و يسارا بتوتر 

- تسمحيلي اعزمك على حاجة سخنة منها تتدفي و منها تحكيلي التفاصيل عشان اعرف أتصرف 


نظرت سحر الى الساعة بتوتر ففهم قلقها 

- مش هآخذ منك غير ربع ساعة اخذ فيها بيانات والد حضرتك  ...أنا عندي معارفي و تقدري تعتمدي عليا  قلتي ايه ؟؟

سحر بإستسلام : طيب...  اتفضل 


توجها الى كافيتيريا و طلب لها مخفوق حليب بالكاكاو

و كتبت له بيانات والدها 

اخذ الورقة و نهض: انتي كملي الميلك شايك على ما اجيلك ماشي ؟؟ اوعي تتحركي راجع  بعد شوية .

سحر: حاضر .


توجه الى مكتب العمالة و تحدث الى احدهم و بعد مدة وجيزة عاد إليها و معه وثيقة : اتفضلي ده إذن باجازة عارضة عشر ايام تبتدي من بكرة 

سحر : انت بتتكلم بجد ؟؟ بجد ده إذن اجازة! مستحييييل !!

خالد بإبتسامة جذابة: انتي شايفة ايه ؟؟  شكله مزور مثلا ؟

سحر بإحراج : لا ما قصدتش كدة ... يعني قصدي .. ازاي ..

خالد : ازاي قدرت اقنعه يوافق على اجازة في الوقت ده و بالسرعة دي ؟؟ 

اومأت بخجل: ايوة 

- احنا في كندا ...كل حاجة بتتحل بشويّة دولارات .

سحر بإمتنان و فرحة : انا مش عارفة اشكرك حضرتك ازاي ...بجد متشكرة على وقفتك دي يا استاذ خالد .

خالد بلطف : تقدري تشكريني بحاجتين ...أولا  بإنك تشيلي كلمة  استاذ لإنها بتحسسني اني عجزت ..و  انا عندي 28 بس 

سحر: لا و لو ..المقامات محفوظة .. 

خالد : و ثانيا انا ما عرفتش اسمك حتى !! 

سحر بتوتر : اسمي سحر صالح ..

- تشرفت بيك آنسة سحر 


وقفت سحر و هي تنظر في كل الاتجاهات : طب عن اذنك دلوقت و شكرا مرة تانية .

قام معها و هو يقول بلطف :  العفو ربنا يسهلها ☺️

اخذت سحر اذن الإجازة و قد  تهلل وجهها و غادرت و هي تنظر اليه بإمتنان .

طلب كوبا من القهوة ثم جلس مجددا و هو يتصل 

- ياسين ...كله تمام 

ياسين : تشكر يا صاحبي ...تقدر ترجع محتاجك في حاجة تانية 

خالد : ماشي اخلص قهوتي و انطلق .. على فكرة مش هتصدق انا قابلت مين هنا في المينا !!

- مين ؟؟؟

- بنت خالة أميرة 

- قصدك  أميرة بتاعتنا ؟؟؟

- أيوة هي ...مستحيل اغلط في البيانات .. نفس اسم جوز خالتها اللي قدم البلاغ 

ياسين : قابلتها امتى و ازاي ؟؟ تحكيلي كل كلمة بالتفصيل.

قص خالد  عليه بإختصار ما حدث 

ياسين : اوعة  تكون طلبت رقمها ولا أي حاجة تانية ؟؟

خالد : عيب عليك يا صاحبي ... ده انا تربيتك 

ياسين : ده صاحبي اللي اعرفه... بيحسب كل كلمة و كل حركة برافو يا خالد ..

خالد : طب تؤمر بإيه ...

ياسين :  ترجع اوتاوا و لما تظهر نتيجة المناقصة هقولك تعمل ايه


في مكان ما احدهم يبتسم بشر و هو يهمس: دلوقت يا ياسين جيه وقت القنبلة التانية ... و اتصل بشخص

- كلها دقائق و يتم الإعلان عن الفايز..تروح تجيبلي كل الاخبار عايز خبر حصري مفهوم !!

- حاضر يا باشا ... 

جاءت من خلفه امرأة تحمل صفات الخبث على وجهها و هي تقول بتذمر

-نفسي اعرف ايه هدفك من كل ده ؟؟ هنستفيد ايه لما ياسين يخسر كل الفلوس دي ؟؟  

- اصبري بس و انتي تعرفي 😁

- لا مش هاصبر بقى !! الملايين اللي بتضيع دي احنا اولى بيها...و لو ما قلتش انت بتعمل كدة ليه انا هسيبلك البيت و اروح عند بابي 🙄😤

المجهول : سما يا حبيبتي ما تبقيش متسرعة...  الفلوس إلا ما  تتعوض و بعدين  ده معندوش مليون ولا اثنين !! ياسين عنده ثروة و فلوس مالهاش آخر ...انا أكيد عندي هدف مهم من كل ده !! 

- اللي هو ؟؟؟ 

سحب نفس سيجارة و قال : الهدف من كل ده اني اربكه

- بمعنى !! 🙄

- أولا انا بالنسبة ليه عدو مجهول ...يعني مش ممكن يتوقع الضربة الجاية هتجي منين و هيفضل يترقب و يشك في كل حد مهما كان قريب منه 

- هااا و بعدين ...ما انت بتقول عنده فلوس مالهاش آخر يعني ولا يهمه الخساير التافهة دي 

- الاولانية صحيح  كانت حاجات تافهة ...بس وقعة ورا الثانية ده هيبتدي يسبب له ازعاج ...و بعدها ضيق بمعنى هيبتدي يتعصب من كثر الخسائر و ده معناه ايه يا روحي ؟؟ 

- ايه ؟؟

- معناه أنه  دماغه هيبتدي يفكر كثير .. احنا مين و عايزين منه ايه ....يعني تفكيره هينشغل بينا و بس... يعني تركيزه هيتشتت عن الشغل .. يعني هيبتدي  يغلط ..و الواحد اللي بيغلط سهل توقعيه يا روحي ...انتي عارفة ان ياسين ده شي'طان و مستحيل اقدر اتغلب عليه و اوقعه الا اذا خليته يضعف ... و ده مش هيحصل الا إذا خسر..

ابتسمت بمكر: ده انت طلعت داهية اكثر منه 😁

- يالا دلوقت  انتي روحي إرتاحي انا مستني خبر من كندا اول ما يجيلي الاتصال هألحقك


كان ياسين يسوق سيارته مسرعا حين تلقى أتصالا هاتفيا من نانسي

- نعم نانسي ما الاخبار ؟؟

نانسي بفرحة  : مبروك سيدي  فزنا بالمناقصة 🥰

تهلل وجه ياسين و قال في نفسه : يا رب لك  الحمد و الشكر  على نعمك و واسع رزقك ....الحمد لله .

ثم اكمل لنانسي : شكرا لك نانسي .... هل كل شيء جاهز كما طلبتُ منك ؟؟ 

نانسي بحماس: اجل سيدي لقد حددت الموعد بعد ساعتين و نصف في فندق فور سيزونز ☺️

ياسين : جيد ... سأذهب الى المنزل لأغير ملابسي و نلتقي هناك اتفقنا؟

نانسي : أمرك سيدي 


اقفل الخط و هو  يتذكر 

فلاش 

نانسي : سيدي انا في المكتب اوامرك

ياسين : تفتحين الايميل المرسل من بريدي الخاص و تطبعين الملف الموجود عليه 

- اي ملف سيدي 

- ملف مناقصة وزا"رة الد"فاع 

- و الموجود هنا سيدي ؟

- تفعلين ما امرتك به نانسي ...تطبعين النسخة الجديدة من جدول الاسعار و تضعينها في الملف ثم تودعينها قبل موعد غلق العروض بربع ساعة بالضبط ...ستتأكدين من كوننا آخر من وضع عرضه.

- أجل سيدي فهمت ...

- هناك شيء آخر نانسي! 

- تفضل سيدي 

- فور الإعلان عن نتيجة المناقصة و في حال فوزنا ستحددين لنا مؤتمرا صحفيا في أفخم فندق هنا في تورنتو

- فور سيزونز كالعادة سيدي .. ؟

- نعم نانسي ...انت ادرى بهذه الأمور


عودة من الفلاش 

- مستني وقوعي صح ؟ طب خذ دي ☺️ على الله تعحبك 


في منزل فاتن

- ماما ...انتي فيه يا ماماااا

خرجت فاتن من الحمام بتساؤل : خير مالك ...ملهوفة اوي كدة ليه ؟؟؟

سحر : اتصلت عليكي كثير ما ردتيش ليه 

- كنت بآخذ شاور لسه طالعة ليه ؟؟

سحر بفرحة : اهوووو ...إذن الأجازة اهو يا ماما 🥰

فاتن بدهشة : بجد ؟؟ انتي مش قلتي انهم رفضوا ؟؟!

- أيوة يا ماما ...بس حصلت حاجة اشببه بمعجزة 

فاتن : يا سلام ؟! حصل ايه خلاهم يغيروا رأيهم ؟؟ 

- قابلت شاب هناك ...

فاتن بتساؤل: شاب ؟! شاب مين ده !!

سحر بمقاطعة : لا يا ماما ما يروحش فكرك لبعيد !! ده واحد مصري لما لقاني مصرية قالي الناس لبعضها و يسعدني إني اساعد بنت بلدي 

فاتن بشك : لا و الله !! و طلب منك ايه مقابل المساعدة دي؟

سحر بإعجاب خفي : ولا حاجة يا ماما ...دخل جابلي الاذن و شكرته و مشيت 

- بس كدة ؟؟ يعني ما طلبش حاجة أبدا ؟! 

سحر بتذمر: حاجة زي ايه يا ماما ...عايزاه ياخذني لشقة مفروشة مثلا ؟؟ 

-غريبة يعني واحد يقابلك في الشارع يقدملك خدمة زي دي و يمشي كدة ببساطة !! 

سحر :  طلب دعوة خير ...أبقي ادعيله ربنا يسترها معاه .

فاتن : طيب يا بنتي .. اما أتصل بأبوكي افرحه ...على الله بس يلحق يحل مشكل اختك قبل ما الأسبوع ده كمان يخلص !!😓

- يا رب يا ماما .


وصل ياسين الى المنزل و توجه الى المطبخ و هو يحمل اكياسا كثيرة ثم توجه الى الاعلى فأخذ حماما بسرعة و غير ملابسه 

ارتدى بذلة انيقة و صفف شعره الكثيف بعناية ثم رش عطره المثير و غادر غرفته مسرعا ..

توجه الى المطبخ و افرغ الأكياس التي احضرها و رص الاصناف التي احضرها في صحون و وضعها في صينية ثم نظر الى الساعة فوجدها تشير الى السادسة مساءا 

- يا ترى مش زعلانة مني ؟؟


اخذ الصينية إليها و طرق الباب بلطف قائلا : أميرة !

كانت أميرة قد شعرت بدخوله المنزل فعدلت طرحتها و راحت تنتظره بعد ان وضعت الرواية بجانبها و قالت بصوت خافت : اتفضل 

دخل بهدوء : مساء الخير ☺️

أميرة بخجل : مساء النور 

وضع ياسين الصينية على العربة المتحركة قائلا : أنا آسف بجد ...سايبك من الصبح على سندويشين و كوباية عصير بس و الله  غصب  عندي كان عندي شغل كثير 

أميرة بإحراج: بلاش تتأسف انا اصلا مش بآكل كثير ..


اقترب منها و هو يدفع تلك العربة المتحركة

ياسين : لا ازاي ؟! انتي نسيتي انك تعبانة و محتاجة تاخذي دوا مسكن للألم ؟؟ و ده بالذات مش بيتاخذ على معدة فاضية ..يالا عشان اساعدك تاكلي

أميرة بتحفظ : احم ...معلش سيبه هناك ... هأبقى آكل بنفسي لما ابقى عايزة 

ياسين :  ده مش سندويش عشان تاكليه بعدين ...دي شوربة فراخ و معكرونة ييشاميل و خضار مسلوقة  أولا  بتتاكل سخنة و ثانيا هتحتاجي مساعدتي و الا مش هتعرفي تاكلي منهم حاجة بإيدك المتجبسة دي. 

أميرة بإحراج : احم ...مادام كدة ما كنت تجيب سندويش كمان بدل ما اتعبك معاي 😥

- لان السندويشات مافيهاش الحاجات اللي جسمك محتاجها ... و بعدين ايه حكاية لما ابقى عايزة اكل دي ؟؟ احنا داخلين عالعشاء و انتي لسة ما اتغدتيش؟؟ ولا حضرتك معندكيش احساس بالجوع زينا؟؟!

 - لا مش موضوع معنديش احساس بالجوع .. انا بس اندمجت مع الرواية لدرجة اني نسيت نفسي 

ياسين بإبتسامة : عجبتك  ؟؟

أميرة بعفوية : جداااااا !!! ما حسيتش بالوقت ولا بالجوع ولا بالملل زي  ما متعودة احس ...ده انا حتى اعدت قرايتها ثلاث مرات !! 

ياسين بتعجب: ياااه....  للدرجة دي ؟؟

أميرة بحماس: و اكثر ...تعرف  ان اكثر حاجة شدتني هي حكايات الحيوانات زي الام الفأرة و اطفالها و بريجيت و عصافير حرة 

ياسين : ازاي ؟؟

أميرة : حسيت  بأن الكاتب على قدر كبير من الطيبة والإنسانية و العفوية لإنه  بيتكلم عن الحيوانات كإنها بشر زينا بالضبط 

ياسين بهدوء  : ده لإنه بيطري مش روائي بس

أميرة بدهشة : بجد !!!!

ياسين : ايوة .. مهنته الإنسانية و براعته في التعامل مع حيوانات مش بتقدر تنطق و تقول  ايه اللي بيوجعها ولا تقدر توصف ألمها، ده اللي خلاه بقى عبقري في وصف كل المشاعر اللي  بنحسها بس ما نقدرش نبوح بيها .

لاحظ مدى حماستها و  سعادتها بهذا الحوار فأكمل بإبتسامته الرائعة : يسعدني بجد  ان اختياري عجبك ☺️

أميرة بخجل: في الواقع ...اختيارك صدمني مش بس عجبني  !!

ياسين بضحكة يا ساتر !! ليه ؟؟


أطرقت اميرة برأسها : الرواية جات في وقتها بالضبط و محتواها كإنه بيعبر عن حالتي ...خصوصا عبارة فيه أثرت فيا جدا لدرجة اني حفظتها 

ياسين : طب بصي  احنا هنلعب لعبة هتعجبك 🙂

أميرة بتساؤل  : لعبة ايه 🤔

- انا هاخمن العبارة دي  ايه و  هنقولها مع بعض و لو كان تخميني صح هتسمحيلي اساعدك في الاكل ..

أميرة : و لو كان تخمينك غلط ؟؟

ياسين بمزاح : هتفضلي تاكلي سندويشات لحد ما تفكي الجبس و مش هاطلب اساعدك  عشان تاكلي أبدا .


فكرت أميرة في نفسها و قالت : من المستحيل أنه هيخمن اللي انا قاصداه مفيش مشكلة اني اسيبه يجرب اهو على الأقل يخسر و يسيبني و يبعد  بحلاوة امه دي !! لا ولا برفانه يا خرابي عالبرفان اللي حاطط منه مش مخليني قادرة اتنفس حتى !


تنهدت براحة و قالت : موافقة 🙄

ياسين : تمام هنقول سوا عند واحد .. اثنين .. ثلاثة 

و قالا في نفس الوقت :

" طويلة هي ساعات السفر من مصر لكندا وغريبة تفاصيل الرحلة وما بها من الصخب الذي تسبب فيه ذلك الراكب الشاب المصاب بالهياج العصبي،  لكن المصري دائما يرى في بلاده السند ومصدر الأمان مهما اشتدت الخطوب فيحرص على نطق اسم مصر ربما بث فيه بعض الطمأنينة والراحة" 

عجزت عن التفكير بل و حتى عن التنفس من شدة الصدمة  

- عرف ازاي  العبارة اللي كانت قصداها : هو ساحر ولا ايه ؟؟!


ياسين بمرح : مستغربة عرفت ازاي مش كدة ؟؟ 

اومأت برأسها و لا تزال الدهشة تعقد لسانها ...فاخرجها من حيرتها 

- مش صعب اخمن ايه اللي لامس قلبك ...انتي مصرية مغتربة... أكيد اي حاجة فيها ريحة مصر هتخليكي تحسي بالأمان و الراحة. ..و دلوقت انا الكسبان  ....هتخليني اساعدك تاكلي ولا لأ؟؟ الاكل برد و احنا عمالين بنرغي. .. و انا مرتبط بموعد مهم 


أميرة بإحراج شديد : طب ما تروح لموعدك مش عايزة أعطلك 😓

ياسين بإبتسامته الساحرة الكفيلة بإسقاط كل حصونها 

-اميرة انتي بتتلككي عشان ما تنفذيش الاتفاق ولا انا بيتهيئلي ؟؟ 

- لا ...بس انت قلت عندك موعد مهم 😓

- ايوة قلت ... بس  أكيد مش هيكون أهم منك ☺️

يتبع بقلمي آلاء إسماعيل البشري 🔥

الأميرة و المغترب 


بارت 19 🔥🔥

أميرة انتي بتتلككي عشان ما تنفذيش الاتفاق ولا انا بيتهيئلي ؟؟ 

- لا ...بس انت اللي قلت عندك موعد مهم 😓

-  أكيد مش هيكون أهم منك ☺️

قالها ياسين بإبتسامة و هو يقدم إليها ملعقة من الحساء


تغيرت ملامحها إثر هذه العبارة  و ارتعشت فاسقطت الملعقة من يده و سقط الحساء على ملاءة السرير ...

تدارك الموقف حين لاحظ توترها بسرعة فأمسك منديلا و مسح الحساء المسكوب و قال و هو يثبت نظره الى مكان البقعة و يتحاشى النظر إليها حتى لا يحرجها اكثر 


-احم...  أميرة انتي تعبانة و انا السبب في رقدتك دي... لو ما ساعدتكيش ابقى قليل أصل عشان كدة انتي هتبقي من اولوياتي لحد ما تفكي الجبس و اتطمن عليكي .. يالا بقى  تاكلي عشان ألحق اطلع مشواري 


ليليان في احد البا'رات مع احدهم 

المجهول بغيظ : طبعا يا ست ليليان بتشربي و مرتاحة و لا حاسة بحاجة حواليكي ... و لا كإنك هببتي حاجة !😤

ليليان ببرود : هو انا عملت ايه يعني ؟؟ طلبت مني ورق صورته خلاص مش مشكلتي يكسب او يخسر 🙄

- بس حنا واقعين في مصيبة حقيقية يا ليلي !!! 😡


ليليان و هي ترتشف من كأسها بإستمتاع : بالعكس بقى ..خطيبي كسب أقوى و أهم صفقة و هتزيد ثروته ثلاث اضعاف من ورا ارباحها ...و كله طبعا هيبقى لينا يا بيبي  يبقى فين المصيبة هنا ؟! ☺️

المجهول بغضب : يا غ"بية افهمي ...انا عامل اتقاق مع  الشركة المنافسة ليه و اديتهم أسعاره و هوما دخلوا المناقصة على الأساس ده ...بس الأسعار اتبدلت عارفة ده معناه ايه ؟؟ معناه ان بيتي اتخر"ب ... الراجل ده ممكن يوديني ورا الشمس و محدش هيسأل فيا 😓..و كل ده بسببك..لو كنتي فلحتي في حاجة بس مكانش ده حصل

- حبيبي انا عملت المطلوب مني مش كل شوية تقعد تعاتبني و تحاسبني ...كنت تروح انت تجيب الورق  بنفسك مادام الموضوع سهل كدة 🙄

- طب اشربي اشربي ..انا اروح اعمل تلفون و راجع لك 😏

- لا انا  طالعة ...هروح أحضر نفسي للحفلة 🥰

- حفلة ايه دي  كمان ؟؟

إبتسمت ليليان بمكر : خطيبي عنده مؤتمر صحفي و بعدها منظمين حفلة بمناسبة فوزه ...أكيد لازم أكون اول وحدة تدعمه و تقف جنبه في الحالات اللي زي دي  مش كدة 😁

قامت و هي تغمز له مرسلة  قبلة في الهواء : نتقابل هناك يا بيبي 😉🥰


في غرفة أميرة

كانت تأكل  تلك اللقيمات بصعوبة بالغة و تتفادى النظر اليه قدر الامكان .. دقات قلبها كالطبول  تشعر بسعادة مفرطة ممتزجة مع خجل شديد ... قربه كان قا'تلا و جاذبيته تكاد تسلبها أنفاسها 

سرعان ما شعرت بالضيق لمجرد ان خطر على بالها أنه على  موعد مع إمرأة ..


لاحظ ترددها و كأن بعض كلمات تقف في حلقها فسألها : كإنك عايزة تسألي عن حاجة !! 

اميرة بتحفظ : لا ...مين قال !!

ياسين: مش عارف ..شكلك فيه كلام واقف في زورك؟


صمتت لمدة ثم  تجرأت أخيرا و سألته : احم ...هو الموعد المهم ده ... 

كان ينتظر منها ان تكمل جملتها لكنها ترددت و سحبت سؤالها في آخر لحظة 

- انا آسفة... باتدخل في حاجة مش بتخصني 😥


ابتسم ياسين و رفع حاجبه بمزاح:  بتسألي و بتجاوبي لوحدك !  اوعي تكون طريقتك في الحوار مع كل الناس كدة!

- لا انا بس فكرت و لقيت ان السؤال غبي و مش في محله 

فسحبته و إتاسفت


- ولا يهمك ...و لو عايزة تعرفي فأنا هقولك لإنه مش سر و هيتعرض في كل الاحوال على التيفي  ...انا عندي مؤتمر صحفي و يا دوب هألحق  للاوتيل.


من خلال تعابير وجهها شعر بإرتياحها عند سماع الإجابة فإبتسم إبتسامة خفية و  قام  و هو يعدل ثيابه : لو خلصتي انا أستأذن


اومأت له  بإرتياح : تمام شكرا ليك 

وصل الى باب الغرفة و هو يقول دون ان يلتفت : يمكن اتأخر برة هتكوني صاحية عشان نتعشى سوا ؟؟

أميرة بإحراج : ملوش لزوم ...انا هانام بدري

ياسين : تنامي من غير عشاء !؟؟ 

- ماهو ...انا بحب ..  أنام خفيفة

ياسين : خلاص .. اللي يريحك حيث كدة انا هسيبلك شوية سندويشات.


خرج من الغرفة فتنفست براحة : اوووف ...ايه ده يا أميرة ما تمسكي نفسك شوية ايه لازمتها اللخبطة دي كلها الراجل بيكلمك عادي كلميه انتي كمان عادي و حاولي تبقي طبيعية احسن ما يحس بربكتك دي !؟ 

- مش قادرة اكون طبيعية معاه ...وجوده في حد ذاته بيربكني و بيخلي الكلام يهرب مني 😓

لا اوعي يا أميرة ...انتي طول عمرك قوية و عمرك ما اتهزيتي بالشكل ده 

 ايوة صحيح انا قوية بس الراجل ده غريب...  مستحيل اي واحد يقف معاه و ما يتهزش 😌بأحسه على قد ما هو شخصية و كاريزما و قادر على قد ما هو طيب و حنية الدنيا  كلها فيه ...

شردت تفكر فيه و لم تشعر بدخوله الغرفة 


عاد و معه صينية بها بضع سندويشات وضعها فوق الطاولة و اخذ الصينية الاولى و قال بدون ان ينظر اليها : انا جبتلك شوية كبدة في حال جوعتي 

لم تجب أميرة فنظر إليها ليجدها شاردة تنظر الى اللاشيء


تنحنح بصوت عال و هو يبتسم : احم اللي واخذ عقلك🙂

افاقت من غيبوبتها الرومنسية بإرتباك : هااا...لااا ...أبدا. ..كنت بأفكر في .... ماما ...ماما وحشتني 😥

ياسين : تحبي تتصلي بيها تطم .....

اميرة بمقاطعة و بنبرة خائفة : لااااا ....


انتبهت الى نفسها فعادت لتتكلم بنبرة هادئة : لا مش عايزة اخضها عليا ...هي عارفة اني عند خالتي و اني كويسة يبقى مفيش داعي نقلقها 

ياسين : براحتك ....يالا انا ماشي مش محتاجة مني حاجة أجيبها لك و انا جاي !؟

أميرة بإحراج : لا شكرا 

ياسين :يبقى  تصبحي على خير ☺️


- كسب المناقصة ازاي بس .... ازاااااااي 😤😤😡🔥

قالها بغضب جحيمي و هو يرمي بكل شيء أمامه 

- إهدى يا حبيبي مش كدة ؟؟ أكيد في حاجة غلط !!!

انا عايز افهم ايه اللي حصل بس ؟؟؟ الأسعار مش هي !!!  - طب ازاي يا سما !!!  ازاااي ؟؟ 


رن هاتفه فأمسكه بغضب و اومأ إليها : روحي انتي دلوقت 

 فتح الهاتف : خير يا غراب البين فيه حاجة تانية لسة ما قلتهاش؟

- انا كنت مع ليليان يا باشا ...و سألتها زي ما طلبت مني لقت الورق ازاي 

- هاااا و وصلت لإيه ؟؟

- بتقول الملف السري كان في درج سري بمكتبه فتحته بسكينة و طلعت منه الملف صورته و رجعته تاني و قفلت الدرج 

- يا سلااااام !! بالبساطة دي ....انا دلوقت اتأكدت اني مشغل شوية بهاااايم مش ناس بتشغل مخها !!!

- ليه بس يا باشا؟؟؟

- لانك بنفسك قلتلي ان ياسين عنده خزنة سرية في المكتب و مش بعيد وحدة زيها في البيت ....ازاي يجي في دماغك اللي زي الصخر  ده  أنه يحط ملف مصيري زي ده في درج مكتب يتفتح بسكينة !!!  ده ياسين المنشااااوي  يا غ'بي !!! 

- و الله يا باشا ما اعرف ... 

- خلاااااااص غوووور دلوقت ...و ما تنساش تصورلي لايف المؤتمر الز'فت ده


اقفل الهاتف و هو ينفث بشر 

- طيب يا ياسين.... فاكر نفسك محدش يقدر يجاريك في الذكاء مش كدة ؟؟ خليك دلوقت ملتهي في شحنة القطن لحد ما احضرلك مفاجأة تانية جديدة...و ابقى وريني هتأمن احتياجات الصفقة اللي انت فرحان بيها ازاي من غير مواد خام يا اذكى اخواتك !


وصل ياسين الى الفندق و دخل بهييته المعتادة و طلته الانيقة 

توجه الى قاعة المؤتمرات و كل الأضواء مسلطة عليه وسط تهامس و عبارات متفرقة من مباركة و اعجاب و مديح و حسد و غيرة 

وصل الى المنصة فاقتربت منه نانسي 


- سيدي مرحبا بك كل شيء جاهز يمكنك البدء..تفضل

جلس و افتتح المؤتمر ثم اعطى المجال لأسئلة الصحفيين


صحفي 1 عرف نفسه و صحيفته و سأل : سيد ياسين أولا نبارك لك الفوز بهذه الصفقة الهامة و نريد شرحا للعروض التي قدمتها فكما يعلم الجميع  نشاط شركاتك يتعدى الخشب الى مجالات اخرى كثيرة 

ياسين : شكرا لك .. الصفقة كما تعلمون هي مع وزارة الد"فاع و  تتضمن اتفاقياتها عدة عروض و قد فزنا بثلاثة 

العرض الاول كان تموين مجموعة من  وحدات القوات العسكر'ية و عددها مئة و خمسون وحدة عسكر'ية بمختلف الاقمشة و مواد و لوازم صيانة الألبسة و أمتعة الإرقاد و التخييم  

العرض الثاني هو التموين بمواد البناء : الخشب و عجين الخشب بالإضافة إلى اشغال انجاز مبنى الإدارة و قاعة المحاضرات و مبنى ايواء الطلاب الضباط  على مستوى خمسون وحدة  عسكر'ية قيد الإنشاء  لتدريب الضباط  ب طاقة استيعاب اجمالية تعادل 10 آلاف سرير لمدة إنجاز  تقدر بسنة واحدة

العرض الثالث هو تجهيز قاعة المحاضرات و تزويد الادارات بأثاث المكاتب و المراقد بالأسِرّة  و مختلف الأثاث للخمسون وحدة المطلوب منا انجازها ...هذا بإختصار مضمون العروض التي فزنا بها ..السؤال الموالي 


صحفية 2 عرفت نفسها و صحيفتها ثم سألت 

سيد ياسين  من المجالات الاستثمارية  الواعدة في كندا مجال صناعة النفط والغاز...هل تنوي خوض هذا المجال أم انك تقتصر على مجال الاخشاب و النسيج فقط ؟

ياسين : آنستي أنا أشجع الاستثمار المشترك، لذا فإن شركتي هي واحدة من الشركات الكندية الفاعلة في قطاع إنشاء البنى التحتية والهياكل الارتكازية...و لم نقتصر أبدا على مجال واحد فقط ...بدليل اننا نفكر خوض مجال استيراد قطع السيارات و تصنيعها هنا في كندا و قد اجرينا اتفاقا بالفعل مع شركة تويوتا لفتح اكبر فرع لها هنا في كندا

لكني حاليا لم افكر في خوض مجال صناعة النفط و الغاز ربما في المستقبل البعيد لما لا...السؤال الموالي ؟


صحفي 3 لم يعرف نفسه بل عرف صحيفته فقط و سأل: سيد ياسين طيلة الخمس سنوات السابقة كانت  شركاتك  في السوق الكندي من اقوى الشركات  منافسة على أهم و اضخم المناقصات و الصفقات  الكبرى و التي فزت بمعظمها  .. ألا تعتبره تحديا عظيما أن يصل رجل أعمال مغترب في كندا الى القمة و يثبت وجوده بقوة ضمن الساحة الصناعية و التجارية معا و مع شركات كبرى كندية الأصل ؟؟


بقي ياسين ينظر الى الصحفي بنظرة واثقة و غامضة في نفس الوقت  اشعرت هذا الاخير  بالإرتباك لوهلة ثم أجاب مبتسما :

كأنك نسيت ان تذكر إسمك سيدي ؟؟ 


اجاب الصحفي بتردد: اومبيرتو انيللي 

ياسين بإبتسامة : اممم..إيطالي الأصل !!

الصحفي بإندفاع : كندي الجنسية مولود في كندا 

 ياسين بإبتسامة واثقة : سيدي انا  مواطن كندي مثلك أعيش في كندا منذ سبعة و عشرين سنة اي جل حياتي قضيتها هنا و  قبل أن أكون رجل أعمال ناجح من واجبي ان اكون مواطن كندي صالح يسعى الى رفع الاقتصاد الوطني الكندي و المضي بكندا نحو التقدم الصناعي و المكانة  الذي نطمح اليها بين الدول المتقدمة.

لنعد الآن الى سؤالك الذي اشرت فيه الى جملة:رجل أعمال مغترب يثبت وجوده وسط شركات كندية اصلية !

كما تعلم سيد اومبيرتو  فإن كندا من الدول التي يتكون نسيجها الاجتماعي من المهاجرين الذين يصلون إليها بمعدل 400,000 مهاجر سنوياً، أي أن سكانها هم في الأصل من معظم بقاع العالم و انا و انت أصدق مثال على ذلك ..

وحسب علمي البسيط فإن  السكان الأصليون لكندا يشكلون نسبة 3٫8 % فقط و هم  قبائل الهنود الاحمر و الاسكيمو و الميتا و غيرهم من القبائل المنتشرة في ألاسكا و أقاصي شمال كندا ...

صمت ثانيتين ثم اكمل بإبتسامة مستفزة :و  لا أعتقد انك تعني هؤلاء بقولك شركات كندية أصلية؟؟ 🙂

الصحفي بإحراج: لا سيدي لم أقصد...

قاطعه ياسين مازحا و هو ينظر الى الجميع كنوع من الدعابة

اعرف انك لا تقصد لكن احذر  عند انتقاء الكلمات يا صديقي فقد يفهم الآخرون من كلامك لا  سمح الله  أنك مجرد عنصري يلمح الى عرقي العربي و ديانتي و يشعر بالحقد و الإستياء لا لكوني مغتربا ! بل لكوني عربي  وصل لهذه المكانة في السوق الوطني الكندي !! اليس كذلك ؟ ☺️


تعالت الهمهمات و الضحك وسط الصحفيين و شعر السائل بالاحراج الشديد و قال مدافعا عن نفسه

- سيد ياسين انت لم تفهمني..انا قصدت

تبدلت تعابير ياسين و نظر اليه بنظرة جامدة خالية من المشاعر افحمته مكانه و قال ببرود : بالعكس قد فهمتك جيدا لاداعي للشرح ...السؤال الموالي...

قالها و هو يثبت نظره على الصحفي الذي انكمش من شدة الاحراج بسبب عبارات الهمس المتفرقة التي انهالت عليه من كل الاتجاهات و التي تحمل معان مختلفة من  اللوم و السخرية و الشماتة و الاستياء من سؤاله الخبي'ث .

صحفية 4 :آنسة كايسي ويليامز من قناة سي تي في نيوز

سيد ياسين كما تفضلتم بالقول سابقا فقد فزتم بصفقة تموين مخازن الجيش بمختلف الاقمشة لكننا قد علمنا من مصادرنا الموثوقة أن حمولة القطن الخام الخاصة بكم قد غرقت بأكملها ...و أن التأمين لا يشمل نقلها عبر المحيط و انما فقط شحنها من الميناء الى المصانع

 السؤال الاول هل تكبدكم لخسارة تلك الكميات الضخمة في المحيط سيؤثر على الاتفاقية المبرمة بينكم و بين شركات الغزل و النسيح التي تزودونها بالمواد الخام التي تستوردونها ام ان لديكم خطة "ب" 

و السؤال الثاني ؟ كيف ستلتزمون ببنود الاتفاقية مع وزارة الدفاع بدون هذه الاقمشة ؟ و هل من المحتمل ان تنسحبون من هذا العرض  بسبب هذه الخسائر المهولة؟؟


ياسين : آنسة كايسي هناك مثل عربي يقول : لكل جواد كبوة و نحن كأي شركة إستثمارية نتوقع دوما ان  رأس مالنا يمكن أن يحتمل الربح أو الخسارة لذا فنحن  قبل الخوض في أي إستثمار نجري كأي شركة محترمة دراسة معمقة لكل جوانب المشروع  و قراءة إقتصادية لكل المعطيات بدقة و سينتج  بالتأكيد عن هذه الدراسة وضع خطط بديلة في حال الخسائر و إلا لم أكن لأشترك في صفقة مهمة كهذه و إجابة لسؤالك الثاني فأنا لم  يعرف عني أبدا  أني انسحبت من اي صفقة مهما كانت .. لأن رجل الأعمال الناجح يهمه اعتباره و مكانته في السوق اكثر من ربح الاموال و الفوائد

ابتسم بسخرية خفية و اكمل : و بالنسبة لسؤالك الاول لا أدري  عن مصادرك الموثوقة و مؤكد ينتابني الفضول حيالها 🙂لكن دعيني اخبرك بأمر إكتسبته بحكم خبرتي المتواضعة في السوق 

رجل الأعمال الناجح كلاعب الورق لا يضع كل اوراقه فوق الطاولة ..هناك دوما ورقة خفية موجودة تحت الطاولة .  

الصحفية - هل من الممكن أن توضح اكثر ؟


ياسين : ما اريد قوله هو ان غرق الشحنة لن يؤثر على بنود الإتفاقية مع شركات الغزل و النسيج لان الشحنة مؤمنة بالكامل و تعويض الخسارة  كاملة من طرف شركة التأمين ماهو الا مسألة وقت فقط أما بخصوص تأمين الكمية المطلوبة فقد تم التعاقد فعلا مع شركة كارجيل الامريكية و في غضون يومين على الاكثر  سيكون القطن في المصانع .


في مصر 

يكاد يفقد اعصابه من هول الصدمة رمى هاتفه بغضب شديد : بيقول ايه ده ؟؟؟!  الشحنة كانت مؤمنة تأمين شامل ؟؟؟ ازاي ؟؟ اومال موظف شركة التأمين كان بيشتغلنا ؟؟؟ ده  لاهف مننا 10 الف دولار مقابل تسريب ملف بوليصة  التأمين  الخاص بالشحنة !!!

يتبع

تكملة الرواية من هناااااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 


متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا


الرواية كامله من هناااااااااا









تعليقات

التنقل السريع