رواية حضور الجن الفصل السادس عشر 16بقلم هنا عادل جديده وحصريه
رواية حضور الجن الفصل السادس عشر 16بقلم هنا عادل جديده وحصريه
حضور الجن
الفصل السادس عشر
رانيا بدموع اتجمعت فى عنيها قالت:
- اقتلك ازاي؟ انا اقتلك انت يا بابا؟ انا اقتل اصلا؟! حقيقتي اللى هي ايه؟ انا بتدمر، خلاص مش قادرة اتحمل بقى...
عيطت بأنهيار رانيا وحس شعراوي انها مش بتكدب، مقدرش يمنع نفسه من انه ياخدها فى حضنه ويحاول يطمنها ويخليها تهدا وهو بيقول:
- خلاص بقى متعيطيش.
اتكلمت رانيا وهي فى حضن ابوها:
- انا كل اللى بيحصل معايا مش طبيعي يا بابا، بتدمر وبضيع والله ومحدش حاسس باللي انا فيه، كل حاجة غريبة بتحصل حرفيا، وانت كمان يا بابا!! ازاي اصلا تطلع عايش بعد السنين دي كلها؟ كنت فين وليه مخبي عننا؟ وبعدين دي ماما لسه مأكدالي انك ميت فى الحريقة بتاعت المصنع بتاعك فى الخليج، دي لو عرفت انك عايش هتروح فيها.
ضحك شعراوي وهو بيقول:
- لسه زى ما انتي يا رانيا، كنتي كده برضو وانتي عيلة.
طلعت رانيا من حضن ابوها وهي بتقوله:
- اكيد زي ما انا، بس قولي بجد يا بابا، ايه اللى يخليك مخبي عننا كل السنين دي انك عايش؟ وازاي قالوا انك مت؟
رد شعراوي بهدوء وجدية:
- انا فعلا يابنتي ولع المصنع وانا فيه وكنت هروح فيها، ربنا اراد انهم يلحقوني ولما فوقت فى المستشفى كنت فاقد الذاكرة، مفتكرتش اي حاجة عن حياتي القديمة، قعدت فترة فى المستشفى لحد ما رجعتلي صحتي تاني وبعدها رجعوني الشغل، كنت كأني بتعلم كل حاجة فى حياتي من اول وجديد، قعدت على الحال ده اكتر من سنة..لحد ما بالصدفة اضطريت اطلع على سلم خشب اجيب حاجة من رف عالي وقعت من على السلم على دماغي...وفى الوقت ده وبعد ما فوقت فى المستشفى رجعت ذاكرتي من تاني وافتكرت كل حاجة.
رانيا:
- طيب ولما افتكرت..ليه مرجعتش؟
شعراوي:
- اول حاجة عملتها بعد ما فوقت كلمتكم، ضربتلكم تليفون لكن الرقم كان مرفوع من الخدمة، كلمت ناس يروحوا العنوان القديم بتاع البيت بتاعنا، لكن ردوا عليا بأن انتم نقلتوا لمكان تاني من فترة، قررت اني ارجع تاني وادور عليكم..ورجعت فعلا بس....
فى اللحظة دي سكت شعراوي وابتدا يرتجف ونظراته تزوغ، سألت رانيا ابوها:
- بس ايه يا بابا؟ حصل ايه بعد ما رجعت؟ موصلتش لينا ليه؟
شعراوي:
- اللى هقوله ليكي دلوقتي يمكن متصدقهوش ولا حد يصدقه، اسرار كلها مخبيها من سنين واهم سر منهم هو ان انتي مش انس.....
وفجأة رصاصة صوتها يرن فى ودن رانيا وتصيب شعراوي اللي يترمي فى حضن بنته سايح فى دمه بيطلع فى الروح، لا تعرف مصدر الرصاصة ولا مين اللى ضربها ولا ليه، حتى مشافتش حد لأنها دخلت من خلال الشباك والصدمة خليتها تركز فى الحالة بتاعت ابوها وهي بتعيط، اتكلم ابوها بأنفاس متقطعه ودموع متجمعة فى عنيه:
- مش هتلاقي اللى ضربني، دو..دوري على الش..الشيخة راجية.
يصرخ فجأة شعراوي من الالم ويسكت للأبد، سكووووت فى المكان ودموع نازلة بذهول وصدمة وكأن الفرحة مش مكتوبة لحياة رانيا، كل اللى شايفاه ابوها ودمه اللى على ايديها وهي حضناه، ضياع حاسة بيه ومش بس الضياع...لاء ده الخيال اللى مسابش ليها فرصة تتلفت وراها حتى علشان حاجة تضرب دماغها بقوة ويغم عليها جنب ابوها اللى سايح فى دمه.
في مكان تاني قاعدة راجية قدام المنقد بتاعها واوراقها الشيطانية سرحانة وبتفكر وهي مبرقة عنيها، يدخل عليها الصبي بتاعها يسألها:
- يا كبيرتنا، الناس برة بالكوم، كل يوم ييجوا ويسألوا هنشتغل امتى؟ كل دى فلوس ضايعة مننا...
راجية وهي تايهة وباصة بعيد عن الصبي بتاعها:
- قولهم هنرجع عن قريب.
الصبي:
- يا كبيرتنا كل يوم بتقولي كده ومش بنرجع، بقالنا فترة على الحال ده، الناس محتاجاكي ومحتاجة مساعدتك.
اتكلمت راجية بغضب وهي بتقول:
- امشي من قدامي وقولهم اللى قولته دلوقتي، هنرجع للشغل قريب، اخفي من وشي.
طلع الصبي بتاعها للناس علشان يقولهم اللى قالته، فيمشوا الناس وعلى وشوشهم الهم وكأنها هي اللى هتفك ضيقتهم وتصلح لهم حياتهم، قاعدة راجية سرحانة وتايهة وعلى الحال ده هي من ساعة موت عازور، يجيلها صوت هي عارفاه:
- هترجعي امتى لشغلك يا راجية؟
اتفاجئت وفاقت من سرحانها وهي بتقول:
- مردوخ؟! ايه اللى جابك؟ من امتى بتيجي من غير ما اكون عارفة؟
مردوخ:
- لا عجب فى ذلك يا راجية، من وقت حرق عازور ولازم يبقى فى احتياطات جديدة.
راجية:
- احتياطات؟! انا كمان هتسري عليا الاحتياطات دي؟
مردوخ:
- انتي... متنسيش ان عازور اتحرق وهو تحت امر تسخيرك، لولا وقوفي معاكي ووجودي جنبك كانت العشيرة بأكملها هتسيبك، ومش عشيرتي بس..دى اي عشيرة ليكي عليها سُلطان.
راجية:
- ميقدروش يا مردوخ، اوعى تنسى اني معايا عهد الإنار، يعني مش انا لواحدي اللى هيمشي عليها الحُكم.
مردوخ:
- وحتى إن كان معاكي العهد، المعشر بأكمله هيقبل انهم يتحرقوا على يدك افضل لهم من انهم يرجعوا تحت سيطرتك من تاني، لأن ده هيمنع عنهم مصير عازور وانهم يتحرقوا من غير ما يكون فيه سبب معلوم، غير ان قعدتك كده ووقف الشغل ده بيزود من ضعفك وعدم قناعتهم بيكي وبقدراتك.
راجية بغيظ:
- هتججن يا مردوخ، مش قادرة افهم! ايه اللى في ولد زي ده يمنع عازور من الوصول له وتنفيذ المطلوب؟ لاء وكمان يتسبب فى حرقه!! ازاي؟؟ ازاااااي؟
مردوخ:
- يمكن عليه حِجاب اقوى من سيطرتنا، ويمكن عنده مكانة عالية محدش مننا يقدر يقرب منها.
راجية:
- مش عارفة اعمل حاجة من وقت اللى حصل، نفسي اعرف مين الواد ده وايه حكايته؟ دورت وراه من ساعة اللى حصل لكن موصلتش لحاجة، عازور ده كان من اقوى خُدّامي.
مردوخ:
- لازم ترجعي للشغل من تاني، وسيبي موضوع الشاب ده ليا انا، انا هطلب من امراء العشائر التدخل، اكيد هيقدروا يعملوا حاجة.
راجية:
- بس ازاي؟ الامراء اقوى فئة فى عالمكم، صعب يوافقوا انهم يتدخلوا فى حاجة زي دي! وكمان لانها حاجة خاصة بولد صغير لا له كرامات ولا حجاب ولا مكانة.
مردوخ:
- خبر حرق عازور بالطريقة المخزية دي وصل لممالك الجن بجميع فئاتها، من العمّار للخُدّام، للملوك، وهيوصل اكيد للأمراء مش محتاجة تفكير، ووقت ما يوصلهم خبر زي ده انا هتدخل، لكن خليكي فاكرة، الامراء هتكون لهم طلبات وشروط قوية...واكيد مش هترفضي ولا تمانعي تنفيذها.
بيقول مردوخ الجملة الاخيرة بثقة وصوت واضح وحاد، ترد عليه راجية وهي بتقول:
- مستحيل امانع، انا تحت امرهم بس يساعدوني، لأني حاسة...لالا انا متأكدة ان الايام الجاية مش سهلة، ومش هتكون كويسة.
في مكان تاني ضلمة، باين عليه انه اوضة او مخزن، مكان مقفول يعني، قاعدة على كرسي مغم عليها او نايمة رانيا ومربوط على عنيها غمامة وعلى الترابيزة اللى قدامها تليفونها وعمال يرن، بتتكلم اميرة:
- وبعدين بقى يا رانيا؟ ردي قولي اي حاجة؟ روحتي فين بس؟
رجعت اميرة اتكلمت مع اللى متجمعين حواليها:
- من وقت ما كنت معاها سيبتها كام ساعة لحد ما اطمنت على ماما، ومع ان الوقت متأخر ولما اتصلت بيها مرديتش اضطريت اني ارجع تاني للمكان اللى سيبتها فيه، لكن لما روحت لقيت بوليس وزحمة عند البيت اللى هي كانت فيه، ولما سألت الناس قالوا ( لقوا الراجل اللى عايش فى البيت ده مقتول، مضروب بالنار، وواحد شاف راجل شايل بنت صغيرة وبيجري بيها على عربيته وطار بيها من هنا).
صرخت اميرة وهي بتقول:
- رانياااااا!! ازاي؟ مين اخدها؟ راحت فين؟ دي صاحبتي، انا اللى جيبتها هنا.
سابت اميرة التجمعات دي كلها وطلعت تجري فى الشارع وهي بتتصل بكل اصحابها وبتقولهم:
- رانيا اتخطفت، اعمل ايه؟
مفيش وقت فات كبير الا وكانوا كلهم متجمعين فى كافيه متعودين يتقابلوا فيه لو مش رايحين الكلية وهيقعدوا مع بعض فى مكان، مروان بأنفعال:
- هو ايه اللى انتي بتقوليه ده؟
ضياء:
- انا عايزك تفهمينا دلوقتي بالظبط ازاي رانيا اتخطفت؟
اميرة بتحاول تكون هادية:
- بالراحة عليا بس، انا هحكيلكم كل حاجة.
- انتي لسه هتحكي؟ ما تنطقي بسرعة رانيا راحت فين؟ مين اللى اخدها؟
قالت رنا الكلام ده وعلى وشها كل ملامح الغضب والقلق، علشان ييجي الرد على رنا:
- احنا لازم ن هدا علشان نعرف...
يقاطع الكلام القهوجي اللى عارفهم كويس:
- انزلكم الطلبات يا اساتذة؟ اجيب الكاكاو بتاع استاذة رانيا؟
يرد ميدو على القهوجي ويقوله:
- لاء متجيبش الكاكاو، هات مشاريبنا احنا.
سابهم القهوجي وهو مستغرب حالتهم، كملت اميرة كلامها وقالت:
- بصوا انا هفهمكم، بس اهدوا، انا وراينا روحنا نشوف باباها، من غير استفسارات كتير باباها طلع عايش وراحت للمكان اللى هو فيه علشان تقابله...
قاطعتها رنا وهي بتقول بأستغراب:
- مين ده اللى عايش؟ انا مع رانيا من وقت ما كنا عيال! ابوها ميت من وهي لسه مكملتش 5 سنين.
اميرة:
- من غير استغراب، هو ده اللى حصل، ابوها طلع عايش.
اتكلمت بوسي بانفعال:
- وانتي عرفتي منين بقى ان ابوها طلع عايش؟
اميرة:
- دكتورة مجيدة، دكتورة مجيدة قالتلي.
رنا بأندهاش:
- نعم؟! ازاي؟ دكتورة مجيدة؟ انتي بتهزري صح؟ ولا ليه مقولتيش لينا اصلا من اول ما عرفتي؟
يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا