رواية قصر الجان البارت التاسع عشر 19الاخيربقلم هناء عادل قصر الجان
رواية قصر الجان البارت التاسع عشر 19الاخيربقلم هناء عادل قصر الجان
قصر الجان
الفصل التاسع عشر ( الاخيررررر)
ابتدينا نتحرك باللعبة اللى مكنتش متوقع ابدا انها هتكون هي وسيلتنا للوصول للمملكة الجُهرانية، لكن مع سرعة اللعبة اللى ابتديت بتدور بشكل تدريجي ابتديت اتوتر، كان لسه المهندس إيسام واقف على الارض، انا شايفه، هو الوحيد اللى قادر احدد مكانه، لكن السرعة بتزيد لدرجة اكبر من قدرة اللعبة نفسها ومع سرعتها كانت رؤية إيسام بالنسبالي بتبدأ تكون مش واضحة، من السرعة حسيت اني حتى هُجيرة بقيت مش قادر اشوفها بوضوح لحد ما تقريبا بقيت مش عارف اشوف اي حاجة، مش عارف ولا حاسس بالوقت، فضلت اللعبة تلف وسرعتها تزيد لحد ما تقريبا غيبت عن الوعي او غمضت عيني مش متأكد! لكن وقفت بالتدريج علشان افتح عيني بالراحة وانا شايف مجرد نجوم..او نقط بتلمع قدامي، او يمكن دي غشاوة عين مش اكتر، لكن فتحت تدريجيا لقيت نفسي لسه فى نفس المكان...الملاهي، لكن فاضية تماما، مفيش اثر لأى حد...مش بس كده، لالا ده كمان مفيش اثر لهُجيرة، قلقت...اتوترت..خوفت كمان، لكن عرفت اني وصلت للمملكة واننا خلاص عدينا الممر الجُهراني لما لقيت عربية من عربيات المملكة بالكائنات الغريبة بتاعتهم واقفة مستنياني، بصيت حواليا الاول ابص على هُجيرة لكن مش لاقيها، انا عارف مدى ذكاء حيواناتهم اللى بتجر العربية ومجربها قبل كده، علشان كده قررت اركب واكيد هما عارفين هيودوني فين، لكن لما ركبت لقيت الاغرب من طريقة وصولي...كانت هُجيرة قاعدة فى العربية مستنياني، كانت فى قمة اناقتها وشياكتها اللى معتقدش ان فيه اجمل من كده علشان تبقى فى انتظار اقامة حفلة على شرفها، مش عارف هي امتى غيرت هدومها؟! مش عارف امتى جهزت واستعدت بالشكل الروعة ده؟! لكن كل اللى عارفه انها من اجمل الكائنات اللى ممكن عينك تشوفها فى حياتك كلها، ملكة... لاء من شدة بريقها وجمالها هي ملكة النجوم، قعدت جنبها وانا مش عارف هل انا بعيش حقيقة بكل تفاصيلها؟! ولا اللى بيحصل ده خيال وحلم انا هصحى منه؟! كنت تايه فى الجمال اللى انا شايفه لما ابتديت العربية تطلع لفوق من على الارض وتتحرك، لكن المرة دي مكانتش بنفس السرعة اللى اتعودت عليها منها، كانت ماشية بهدوء لدرجة اني ابتديت اتفرج على الطريق، الطريق اللى كان على الصفين محاط بأطياف وكأنها فى موكب رئاسي او ملكي واقف فى مستوى العربية اللى احنا راكبينها، ولما قررت ابص ورايا علشان اتفرج عليهم بعد ما بعدنا عنهم بخطوات وعلى ردود فعلهم..اكتشفت اننا مش عربية واحدة، لاء احنا ورانا موكب تاني من العربيات مش مجرد اطياف على الجوانب وبس، العربيات الخاصة بالمملكة، مع الكائنات اللى بتحركها، كلهم في مستوى اعلى من الارض بيتحركوا بخطوات ثابتة ابتديت تخترق طريق البلد اللى انا واصحابي المفروض هندرس فيها لكن بالنسخة الخاصة بيها فى مملكة الجُهران، كان الطريق ضبابي وابتديت العربيات تخترق الضباب ده لمكان انا مش عارفة هو فين بالظبط، كنت شايف ضوء القمر محاوط الموكب وكأن القمر موجود معانا على الارض او ضيف لمملكتهم مطلوب منه يحضر الحفلة دي، اكيد مكان الحفلة لازم يكون على مستوى التجهيزات المميزة دي وده اللى انا مستني اشوفه ومنتظر الوصول له بفارغ الصبر، لحد ما لقيت المكان ظهر قدامي...صح كده! اصل هيكون فين المكان غير هنا يعني؟ قلعة فايفي..مش عارف اذا كنتم عارفينها ولا لاء؟ لكن هي قلعة معروفة بأنها مقر للأشباح، مش بس كده دى معروف عنها ان الاشباح بتخرج منها للعالم بأكمله، انا عارفها لأني كنت دارس كويس تفاصيل القلاع والقصور على مدار العالم كله، هنا اتكلمت هُجيرة وقالت:
- المكان ده مخُصص لتكريم الكيانات الرفيعة المستوى، ولأول مرة يتم فيه تكريم بشري، فرد من مملكة البشر.
حسيت بفخر وانا بتكرمني مملكة كاملة من ممالك الجن وفى مكان مخصص لتكريم الجن ذو الشأن العظيم، كنت حاسس بفخر وشوية غرور مش هنكر، مسكت هُجيرة ايدي ونزلنا من العربية مجرد ما فتح واحد من الاطياف البوابة الخاصة بالمبنى المريب برغم ضخامته، صفوف الاطياف على الجوانب بتستقبلنا بأنحناء بسيط وهمهمهات اتعودت عليها ولكن المرة دي مختلفة شوية وابتسامة بيعبروا بيها عن سعادتهم برجوع اميرة من اميرات الجُهران وشُكر لفرد من مملكة البشر قدر يقدر مساعدة فى رجوعها، مع كل خطوة بنمشيها كانت الاطياف اللى بنمر قدامها تنحني وتهمهم وتصدر اصوات وكأنها نغمات موسيقية كنت اول مرة اسمع منهم الاصوات دي، مكانش مجرد احتفال عادي متوقع تجهيزاته، الاطياف متشابكة وحركتها محسوبة ومع وقفتهم تحس بضوء فى رؤوسهم كأنهم شموع وفى نهاية الممر كانت منصة موجود عليها اعضاء المجلس الاعلى للمملكة الجُهرانية، كان موجود الاجهر الاكبر، الاجشيرية، وحتى شنعام كان فى استقبالنا، ووراهم بالظبط منصة اعلى شوية من منصتهم ودي كان فى انتظارنا فوقها الملك سلهاب ملك المملكة الجُهرانية، كان حضور واستقبال رفيع المستوى فعلا، شموخ وهيبة ووقار لهم طاقة مميزة مش موجودة فى العالم بتاعنا، ابتدا الاحتفال شبه بعض الاحتفالات بتاعتنا كبشر لما ابتدوا كوادر المملكة يقولوا كلمتهم، وكانت هُجيرة ماسكة ايدي مش بتسيبها ولأن لغة حوارهم هي التخاطر فكانت هُجيرة بمسكتها لأيدي بتوصلني كل حرف بيتقال من كل كيان فيهم، همهمات معناها التصفيق، همهمات معناها التهليل، همهمات معناها تقديم الشكر ليا بسبب انقاذي لملاذهم المستقبلي كلها حاجات وصلتهالي هُجيرة بأيديها اللى حاضنة ايديا، كل حاجة قدرت توضحهالي بتوارد افكارنا والتخاطر الا جملة واحدة بس قررت انها تنطق بيها وتسمعهالي ومكنتش فاهمها...وهي الملاذ المستقبلي، فسرتها وفاجئتني بيها:
- انا الملكة القادمة للمملكة، ده قانون مُحدد فى عالمنا، مع تولي الملك لمنصبه بيحدد مين هيكون الملك للمملكة بعد فترة انتهاء الحُكم بتاعه، والملك القادم بيُطلق عليه ملاذ الملاذ المُستقبلي، بعتذر...مفيش فرصة جت قبل دلوقتي علشان اقدر اقولك المعلومة دى.
ابتسمت ابتسامتها الجميلة ليا وسكتت، قال الملك سلهاب كلمته واللى فيها كان:
- منحت مملكتنا الجُهرانية وسام الجٌهران العالي، تقديرا من مملكتنا لما قدمه لنا من عِرفان.
فهمت ان الوسام ده اعلى وسام موجود فى المملكة، فكرت لدقيقة فى ايه الحاجة اللى ممكن اخدها من عالم الجن تكون موجودة معايا فى عالم البشر، قاطع تفكيري صوت الأجهر الاكبر وهو بيقول:
- اتفضل استلم وسامك.
اتحركت انا وهُجيرة بين الاطياف اللى همهماتهم كانت تشبه التسقيف بالظبط ووصلنا لمنصة الملك سلهاب، قدمت هُجيرة تحيتها للملك بأنحناءة بسيطة من رأسها وسابت ايدي علشان ابقى واقف على الارض، نظرات الملك سلهاب ليا كانت بتتفحصني، ابتسم ليا ومد ايديه على كتفي وهنا سمعت اصوات الاطياف بتعلى وتزيد بشكل غريب وكأنهم بيحتفلوا بعلو اصواتهم...وهنا عرفت حاجة غريبة جديدة فى عالم الجن...اعلى وسام عندهم مش حاجة مادية، لمسة ملك المملكة فى حد ذاتها هي اعلى وسام.... انتهى الاحتفال وومسكت ايدي هُجيرة ونزلنا من على المنصة واصوات الاطياف حوالينا فى كل مكان فى نوع من الاحتفال والتقدير للي عملته مع عالم الجن، اتحركنا بسهولة وكنت مبسوط جدا، لكن ابتديت هُجيرة تحاول تقنعني:
- خليك معانا، بقى ليك قيمة مميزة فى مملكتنا، وجودك دلوقتي اسهل من بداية وصولك، خليك معايا يا حسين، مملكة الهُجران فيها كل اللى هتتمناه واكتر.
انا متأكد من كلامها، لكن مش عارف ليه لقيت نفسي بقول:
- ليه متجيش انتي معايا لمملكة البشر؟ انتي حبيتي هناك، اتمنيتي تكوني منها، تعالي معايا هتعيشي حياة جديدة..
قبل ما نكمل كلامنا لقيت الاجهر الاكبر قدامي، ابتدا يتكلم بوقاره وهيبته اللى عرفتهم من اول مرة قابلته لكن المرة دي كان ودود اكتر من بداية تعارفنا، خاصة ظهر ده لما قال:
- بشكرك للمرة الاخيرة، وكنوع من انواع التقدير قررنا اننا نساعدك على راحة البال، كل التفاصيل الخاصة بمملكتنا هنمحيها من ذاكرتك، هتفضل معاك من مملكتنا بس رموز بسيطة وكلمات معينة علشان نبقى فى ذاكرتك مجرد حلم جميل، ودلوقتي انت هترجع تاني للعالم بتاعك، مملكة البشر، اصحابك، وليك مننا كل الشُكر والاحترام.
فجأة اتحرك اعضاء المجلس الاعلى للمملكة مع الاطياف وانا وهُجيرة قدامهم ماشيين لحد ما وصلنا للقصر اللى نازل فيه انا واصحابي، رجوعي لمملكة البشر كان مختلف تماما المرة دي، مكانش فيه دور تالت، مفيش ممرات، مفيش بحيرات او غابات او اشجار، اتحركوا معايا بهدوء للدور الاول..الدور اللى انا ساكن فيه، وقصاد باب اوضتي بالظبط، ابتدوا كبار المجلس يقربوا مني وكل واحد فيهم بيمسك ايدي وبينقلي عن طريق التخاطر كمية سعادة وتقدير للى عملته مفيش حصر لها، كلهم بلا استثناء، الاجهر، الاجشيرية، شنعام، وغيرهم كتير ملحقتش اتعرف عليهم، وقفت قصادي هُجيرة ولاول مرة من غير ما تمسك ايدي وصل لعقلي كل اللى هي عايزة تقوله، حسيت بحزن وحسيت بحبها ليا، حسيت برغبتها فى انها تفضل معايا، مديت ايدي ولقيت نفسي مش بقول غير:
- هُجيرة...مستحيل انساكي.
فتحت باب الاوضة بتاعتي، بصيت لهم مرة تانية، كان المشهد بالنسبالي مؤثر، نظراتهم ليا ووجودهم عموما هفتقده جدا، كنت زعلان وجداااا لكن مش ممكن الجن يرفض يعيش فى عالمي، واروح انا بسهولة اسلم نفسي وحياتي ليهم، وده خلاني دخلت اوضتي وقفلت الباب علشان تتغير كل حاجة وكأن مفيش حاجة حصلت، الدنيا اللى كات ضلمة نورت فجأة والليل اتحول لنهار وكأن الشمس بتشرق اللحظة دي.
مديت ايدي افتح باب اوضتي تاني لما سمعت صوت خبط على الباب، لقيته وسام صاحبي، قولتله:
- اتفضل ادخل.
لقيته وقف بص ليا ودخل وهو بيقولي:
- مالك يابني؟ وشك اصفر كده ليه؟ اللى يشوفك يقول انك مدوقتش طعم النوم...مع ان انت اول واحد امبارح سابنا ومشى من سهرة الجن بتاعت الاحتفال.
قال كلامه وضحك، لكن انا حسيت اني اتأثرت وزعلت مجرد ما سمعت كلمة الجن، كمل كلامه وقال:
- طبعا اكيد مقريتش اللى مكتوب النهاردة فى المجلات وعلى الانترنت.
بصيت له وقولتله:
- لاء مقريتش، فى ايه؟!
قاللي:
- كل الناس بتتكلم عن قلعة فايفي، بيقولوا امبارح كانت كلها فيها انوار واصوات برغم ان ده مش الطبيعي، واضح ان القلعة دي مسكونة بجد مش مجرد اساطير.
حسيت اني بحاول افتكر حاجة لكن مش قادر اجمعها، وكأن المواقف اللى بحاول افتكرها دي ابعد ما يكون عن ذاكرتي لكن موجودة بس صعب الوصول لها، سابني صاحبي وخرج لما لقاني لسه مش فايق، قفل الباب وراه ولقيت نفسي حاسس بأرهاق، اترميت على السرير ومقومتش غير على صوت نضال:
- حسين، فيه تليفون ليك، اهلك بمصر طالبينك.
استغربت ونزلت اجري ارد عليهم، لكن استغربت اكتر لما لقيت ماما بتكلمني وبتقولي:
- حسين حبيبي، عامل ايه يابني؟
قولتلها:
- كويس يا ماما الحمد لله، انتم عاملين ايه؟
لقيتها بتقولي:
- عارفة يا حبيبي ان الوقت لسه بدري عندك، لكن حصلت حاجة غريبة وقولت اكلمك احكيلك.
سكت لحظة ورجعت قولتلها:
- خير يا ماما؟!
قالتلي:
- جالك اتصال من قسم العطارين فى اسكندرية، بيطلبوا منك تروح علشان تقفل محضر السرقة الخاص ب.. هُجيرة.
رميت السماعة من ايدي وانا واقف متنّح فى حالة ذهول... وفجأة ريحتها الجميلة تفوح فى القصر كله من حواليا...هُجيرة...انتي حقيقة ولا خيال؟؟
تمت
اكتب في بحث جوحل( مدونة قصر الروايات) تظهر القصص كامله
تابعونا علي قناة التليجرام من هنااااااااااا
ليصلكم اشعار بالنشر
الرواية كامله من البدايه هناااااااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا