القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

روايةخارج قانون الحب الجزء الثانى2 الفصل 6-7-8-9-10بقلم روزان مصطفى كامله (جميع الفصول كامله)رواية اصحاب الظلال السوداء

 

روايةخارج قانون الحب الجزء الثانى2 الفصل 6-7-8-9-10بقلم روزان مصطفى كامله (جميع الفصول كامله)رواية اصحاب الظلال السوداء 




روايةخارج قانون الحب الجزء الثانى2 الفصل 6-7-8-9-10بقلم روزان مصطفى كامله (جميع الفصول كامله)رواية اصحاب الظلال السوداء 


|6|

 


" الحُب المُقدس لا يلوثه الخطايا  ، إحفظ تلك العبارة جيداً " 

#بقلمي

ساق بدر العربية بسرعة لحد ما وصلوا البيت ، فتح الباب لقى واحد واقف مصوب سلاحه ناحية سيا وسونيا وهما قاعدين على الأرض حاطين إيديهم ورا ضهرهم ، بدر اول ما دخل الراجل حس بيه راح متحرك على طول ورا سيا وسونيا وحط السلاح وراهم وهو بيقول : i will kill them if you try to kill me ! * هقتلهم لو حاولت تقتلني * 

بدر قاله بغضب : what do you want ! * عاوز إيه ؟ * 

الراجل بتهور : all the money in this house * كل المال الموجود في المنزل * 

عرف بدر إنه مش تبع مافيا وإنه حرامي أهبل جاي يسرق وماشي ، خرج بدر من جيبه كذا ١٠٠ دولار ورماهم ع الأرض وقال : all i have now , take it and leave i don't want to call the police * دا كل اللي معايا حالياً ، خدهم وإمشي عشان مبلغش البوليس * 

الراجل بص ع الفلوس لقاها تكفي ، بص عليهم ف بدر رجع بظهره ع الحيطة ببرود وهو باصص ل سيا بس 

أخد الفلوس وهو مصوب السلاح ناحيتهم لحد ماطلع يجري 

بدر راح مقوم سيا من على الارض وهو بينفضلها هدومها وبيعدل شعرها ، كينان ساند ع الحيطة بيبص ببرود ل سونيا بعدين قال : ما تقومي توقفي على رجليكي ولا إتشليتي ؟ 

سونيا قامت وقفت وهي بتبصله بحقد راحت طلعت فوق 

كينان من غير إهتمام : في داهية 

بدر وهو حاضن سيا قال لكينان : إهدى طيب 

كينان بتساؤل : مقتلناش الواد دا ليه يا زعيم ؟ 

بدر ببرود : عشان هو مش غرضه أذى رغم إني محبش حد يدخل على مراتي بس شكله كان عاوز فلوس وبس .. مديون لناس تقريباً هيقتلوه أو مش دافع آيجار أو أي سيناريو تاني ف خليتها تعدي المرة دي ، بعدين مرضيتش أقتله عشان لسه خارج من حوار ..

سكت ف بصتله سيا وهي بتبعد عن حُضنه وبتقول : عوزاك يابدر في أوضتنا 

طلعت وطلع وراها ، كتفت إيديها وهي مدياله ظهرها وواقفة في نص الأوضة بتهز جسمها بعصبية 

دخل بدر وقفل باب الأوضة وقعد على السرير ببرود 

سيا بعصبية : إنت عملت إيه يا بدر مخبيه عليا ؟؟ 

بدر بهدوء : معملتش حاجة 

سيا بشك : متأكد ؟؟ 

بدر وهو بياكل من طبق الفراولة اللي كان جمب السرير : أها ، تحقيق ولا إيه ؟ 

سيا بعصبية : أنا مراتك من حقي أسأل ! 

بدر بنفس نبرة البرود : وطي صوتك بس متعليهوش عليا 

سيا بإستفزاز : مهاجمتهوش ليه وقتلته ؟؟ ما إنت بقيت عامل زي الحيوان القتل بيجري في دمك وفلوسك كلها حرام !!

قام بدر وقف قدامها، رفع كفه ونزل على وشها ، حطت إيديهت على خدها وهي بتبصله بصدمة ، بدر من بين سنانه وهو بيهمس عند ودنها : إنتي حبتيني وأنا كدا ، وأنا كبرت وإتربيت على دا ومش هشرح ظروفي تاني ، فلوسي الحرام دي هي اللي عيشتني وعيشتك بعد ما كنا في الشارع مع إختلاف الزمان .. 

سيا بعدت عينها عنه وإدته ظهرها وقالت : أنا عاوزة ارجع مصر ، عاوزة أتطلق 

بدر بصوت عالي : هنرجع مصر ، بس أنا مش بتاع طلاق ، يا تكوني ليا ، يا متكونيش خالص .. 

سيا بعصبية : هو عافية يا أخي !!

بدر وهو بيمسك كتفها : عافية ليييه ؟؟ مش إنتي اللي حبتيني الأول ؟؟ حد قالك إني مدرس جغرافيا ما تبطلي بقى عشان أنا قرفت !! أنا إبني مات زيك ومفتحتش بوقي وإستحملتك لكن هتيجي تقوليلي حيوان وبتاع فلوس حرام ف بلاش التمثيل دا ما إنتي عرفاني من الأول !!!

سيا وهي بتحاول تبعد عنه : أنا غلطانة ، أنا بحبك بس إنت مش مقدر دا ، وطالما مش عاوز تطلق مش هخليك تلمسني تاني يابدر يا كابر 

ماسكها بإيد واحدة وهي عمالة تفرفر زي الحمامة ف قالها ببرود : لو عاوز أخد حقي الشرعي منك في أي وقت هاخده 

سيا بعصبية : لو مش بمزاجي يبقى إغتصابب !! لو راجل تعملها

زقها بدر ع السرير وهو بيقلع قميصه وبيقول بغيظ بعد ما داست على جرحه : هطلعلك الراجل اللي جوايا ، هوريكي بقى الحيوان بيتعامل مع رجالة المافيا إزاي ، هوريكي بدر الكابر اللي دفنته جوايا عشان حبيتك 

سيا بترجع بظهرها لورا على السرير وهي بتبصله برعب 


* في أوضة كينان 

سونيا بإستغراب : سيا بتصوت تاني ليه ؟ 

كينان قاعد على الفون مبيردش عليها 

سونيا بإعادة سؤال : ما ترد هو الكلام بقى بفلوس ! 

كينان نفخ وقال : ما تخليكي في حالك ؟ عماله تفركي ليه وشاغله بالك هو حر هو ومراته !! 

سونيا وهي بتحدف اللحاف : أنا هقوم أحضر الشنطة أنا معرفش إيه المعاملة الحقيرة اللي أنت بتعاملهالي دي 

كينان بعصبية وهي قايمة : مش المعاملة اللي حقيرة ، بلاش أقولك الحقيرة دي تبقى مين 


* قبل ميعاد الطيارة بساعتين 


سيا في حمام الاوضة قاعده على الأرض وهي مشغله مياه البانيو عشان تاخد شاور ، وبتعيط

بدر قاعد على السرير مضايق من كلامها اللي خرجه عن شعوره ومضايق من نفسه 

كينان خبط الباب

بدر بعصبية : إييه !

كينان بتساؤل : الطيارة كمان ساعتين يا زعيم ، حضرتوا الشنط ؟ 

بدر خد نفس وقال : هنحضرها ، إجهزوا إنتوا بس ..

بدر قام من على السرير وخبط على سيا اللي مردتش ، راح قايل بهدوء : أحضرلك 

شنطتك أنا يعني ولا أعمل إيه ؟ 

مردتش برضو 

راح جايب الشنط وحطها على السرير وبدأ يحط فيها الهدوم بعشوائية 


* في الطيارة 

عرفوا مقاعدهم ف دخلت سيا قعدت جمب سونيا وهي بتقول لكينان ببرود : أقعد إنت جمب صاحبك 

كينان واقف وسونيا واقفة معاه ، راح باصصلها بقرف وقال : ما تترزعي ! 

قعدت سونيا وهي بتنفخ راح قعد كينان جمب بدر وهو بيقول : هو حصل حاجة يا زعيم ؟ 

بدر بيبص للشباك وبيقول : محصلش ، يارب نرجع مصر عشان دي سفرية زي الزفت .. 

بدأت الطيارة تطلع ، بدر كان كل شوية يتلفت وراه ويبصلها وهي مش مركزة وسرحانة في شباك الطيارة  

وصلوا مطار القاهرة أخيراً ، ورجعوا لبيتهم بعد سفرية كلها مُعاناة ..

ولكن سيا رفضت تماماً تنام جمب بدر ، وقالت هتنام جمب سونيا 

بدر وكينان خافوا عليها من سونيا لإنها شخص مش موثوق فيه ف بدر قال : مفيش نوم غير معايا 

سيا ببرود : وأنا مش عاوزة أنا حرة ولا دي كمان فيها إجبار 

بدر بص لكينان بخوف على سيا ف راح مقرب لسونيا بقرف وهو بيحضنها وقال : لازم تنامي جمب جوزك يا سيا ، عشان انا محتاج أنام جمب مراتي 

سيا بخنقة : طب أنا هنام في الصالة بقى 

بدر بعصبية : هو إزاي يعني تنامي في الصالة وفي راجل في البيت ؟ ما تطلعي قدامي وإنتي ساكته ؟ * بيقربلها * 

سيا برعب : لا متقربليش ! هطلع لوحدي 

بدر رجع لورا وهو بيبصلها بكسرة من خوفها منه وسكت ، طلعت وطلع وراها بهدوء 

سونيا بصدمة : من إمتى إنت راضي عني ؟ 

كينان بإبتسامة باردة : أعصابي كانت تعبانة في أمريكا مش أكتر ، تحبي نطلع ننام ونرتاح عشان بكرة بالليل قدامنا يوم طويل ؟ 

سونيا بتبصله بشك : يوم طويل ليه ؟ 

كينان وهو بيبوس إيديها : عاوز أعوضك عن شكي فيكي ، وكل لحظة كلمتك فيها بإسلوب مش كويس رغم إننا المفروض في شهر العسل 

سونيا بإستغراب : إنت كويس ؟ 

كينان بإبتسامة غريبة : فوق ما تتخيلي  ..

طلع معاها لاوضتهم فوق .. 


* تاني يوم بالليل 

لبس كينان هو وسونيا وخرجوا سوا ، سيا نزلت المطبخ وهي بتفتح الثلاجة وبتدور على حاجة ، كانت موطية بتبص 

إتعدلت لقت بدر في وشها راحت إتخضت 

بدر سند على باب الثلاجة وقال : عاوز أتكلم معاكي .. 

سيا ببرود : مش عاوزة أتكلم مع حد 

بدر وهو بيمسك إيديها : أنا مش حد ، أنا حبيبك 

سحبت إيديها وهي بتقول بتعب : كُنت 

بدر بيقفل باب الثلاجة اللي واقفة بينه وبينها وبيقول : كذابة ، نفسك بيطلع منك بالعافية لما بكون قريب ليكي 

بتبعد عنه وبتقول ببرود : لما بيكون بدر اللي أعرفه هو اللي قريب ، إنت شخص تاني غير اللي عرفته .. 

بدر بتكشيرة : هو هو .. زعيم المافيا بس طلع غضبه عليكي بسبب كلامك 

سيا بدموع : خدتني غصب عني ، بكل القسوة اللي في العالم وكل غضبك خرجته فيا عشان كلام قولتهولك تراجع نفسك بسببه ، تقدر تقولي أنا قولت إيه غلط ؟ أنا ماليش ذنب إني حبيتك عشان ماليش غيرك والشخص الوحيد اللي نمت بأمان في بيته وانت إحترمت دا وإتجوزتني ، تقوم تعمل دا فيا ، تخوفني من حضنك اللي كنت بسيب الدنيا وبتحامى فيه ؟ 

بدر وطى راسه وقال : مش عاوزك تخافي مني ، أنا سيء بالقدر اللي تعرفيه ، معرفتش يعني إيه حب ف حياتي أنا الشعور دا للمرة الأولى بجربه معاكي ، بس أوعدك وعد ، لو حتى حاولتي تقتليني عُمر إيدي ما هتتمد عليكي تاني ، هخليكي ست الناس ! أنا مش عاوز غيرك حتى لو في كتير حواليا  

مسك إيديها اللي فيها خربشة بسببه وباسها 

بصتله بحُب وهي بتقول : راجع نفسك وإتغير عشاني ، يمكن إتحرمنا من إبننا عشان أشارة من ربنا إن لازم نكون أهل كويسين لطفل 

إتعدل بدر وكلامها دخل عقله ، صراع ما بين الخير والشر اللي جواه ، مقدرش يوقف قدامها أكتر راح قايل بصوت خافت : أسف 

وسابها وطلع فوق 

سندت سيا ظهرها على الرخامة وهي بتعيط من كُتر حُبها فيه .. لكن لازم تغيره وتحاول عشانها وعشانه ..


* في عربية كينان 

سونيا بسعادة : يا ترى هتاخدني فين ؟ 

كينان بإبتسامة : الجنة 

سونيا بتبصله : ياااه مرة واحدة ؟ 

كينان بنبرة غريبة : أنا عُمري حرمتك من حاجة ؟ 

سونيا : لا ، بس إنت غريب أوي أنهاردة 

كينان بنبرة أغرب : مش واثقة فيا ؟ 

سونيا بثقة : واثقة فيك ، وفي نفسي 

كينان بضحكة : جدعة 


وقف عربيته عند جبل ، وركنها وكفى النور 

سونيا نزلت من العربية وهي بتبص حواليها ، بعدين إلتفتت لكينان وهي بتقول : فين المفاجأة في كدا ؟ 

كينان وهو بيتحرك قدامها : خونتينا ليه ؟ .. 


يتبع ...


#خارج_قانون_الحب٢

#روزان_مصطفى

#بقلمييييي

|7|   

عنوان البارت / Dejavu


" كانت كلمة الوداع ك الرصاصة ،  والرصاص لا يسترد إن خرج يا سيدي .. يقتل .. يشوه  ويُدمر ! " 


كينان بتساؤل غريب : خونتينا ليه ؟ 

شعرها كان بيطير وهي بتلف تبصله وبتضحك وهي بتتنفس وبتقول : خونتكم ؟ بتقول إيه إنت !

كينان ببرود : ما الحوار أتعرف ، أنا جايبك عشان أعرف ليه !

سونيا بضحكة صفرا : إيه الهبل اللي بتقوله دا 

كينان بزعيق جامد في وشها : حطيتي إيدك في إيد الزعيم وإتفقتي علينا لييييه !! وافقتي تتجوزيني لييييه !

إرتعدت ، أعصاب إيديها سابت ورجليها وبالتالي مهارتها القتالية عجزت .. 

بكل قوته ضربها بالقلم ، وهو بيشد شعرها وبيقول : بتلعبي بيا أنا ؟ بتلعبي بمشاعري وتخليني أدخلك بيتنا وأعتبرك واحدة مننا ؟؟ 

شدها من شعرها وهو بيفتح العربية وبيخرج الرباط اللي حاطة من الصبح في التابلوة ، ربطها كويس وخلاها تقعد على ركبها قدامه ، وسند هو على العربية وهو بيقول : عاوز أعرف السبب ؟ 

سونيا بدموع : قولتلك إني كُنت مخطوبة .. وإتقتل قبل فرحي بسبب شغله .. إنت متعرفنيش يمكن بس أكيد تعرفه 

كينان بتفكير : أعرف مين ؟ 

سونيا بغل وحقد : اللي صاحبك إختاره يطلع عملية الهيروين مكانه ولما طلعت الشحنة مغشوشة إتغدر بيه ، أحمد النجار ، فاكره ؟ إنتوا كنتوا عارفين إن الشحنة مغشوشة عشان كدا طلعتوه مكانكم ؟ لحد ما إتصفى بالرصاص 

بعدين قالت من بين سنانها : أنا لو أطول كل يوم أشوفكم بتتوجعوا زي ما حرقتوا قلبي عليه هعمل كدا ، وصاحبك إتجوز وعاش حياته وملعون أبونا إحنا مش كدا !

كينان بزعيق : دا قدره !!!

سونيا بصوت أعلى : دا مش قدره ، قدره كان في حضني ، نفضل سوا نتجوز ونخلف ويبعد عن القرف دا ، طفيتوا حياته وأنا متأكدة إنكم عارفين إن دا هيحصل بس أهم حاجة إنتوا بخير طالما في ناس بتفديكم 

كينان بصدمة : بتنتقمي مننا عشان كدا  ؟ كان هدفك إيه ؟ وبعدين دا كان راجل من رجالتنا ف طبيعي إن ..

سونيا بألم : طبيعي يتقتل ؟؟ طبيعي يموت ؟ أنا .. دا بني أدم ولا أهم حاجة إنتوا تبقوا كويسين وتتجوزوا وتخلفوا وتعيشوا كويس وإحنا لا !

كينان بقرف : إنتي مريضة نفسياً وبدل ما تتعظي من اللي حصله فاكرة نفسك أذكى مننا وعملتي حوارات غبية شبهك عشان قال إيه تنتقمي ، طبيعي أي جماعة مافيا بتجيب رجالة تفديهم بروحهم ، خطيبك بقى كان كلب فلوس والفلوس أهم من روحه دا مش موضوعنا ومش ذنبنا 

سونيا بغيظ : مفيش كلاب غيركم يولاد الكلبب 

مسمها كينان من دراعها ووقفها قدامه وهو موقفها على حافة الجبل وبيقول : مش مبرر اللي عملتيه إنك تخونيني .. الغلط كان منه عشان هو شغله خطر ودي عواقبه ، إنتي مريضة نفسياً زي ما قولتلك 

ولع سيجار وحطها في طرف بوقه وهو بيقول : وأنا مريض أكتر منك ، الخيانة عندي تمنها الموت .. إنتي موتي أخر ذرة تقل وتعاطف جوايا ، لما أستغليتي مشاعري عشان إنتقامك 

وكمان مش هقدر أعيش مع واحدة بتفكر في غيري * بيفك رباط إيديها اللي ورا ظهرها *


بمنتهى القسوة زقها كينان بإيده من فوق الجبل وهو بيقول بألم وغيظ : روحيله 

وقعت سونيا من فوق الجبل  ، لحد ما سمع كينان صوت إرتطام قوي في الأرض .. 

بص عليها من فوق وهو دموعه بتنزل من عيونه وملامحه الباردة ، وهي واقعة وشعرها الأشقر بدا يبقى لونه أحمر من الدم والجسم مبيتحركش ، صوت صفير الهواء بس اللي محاوطه ..


* في بيت بدر وكينان 


دخل كينان البيت وهو بيترعش وقفله وراه ، اول ما دخل راح للحمام وهو بيقلع لبسه كله وبيحطه جنب الغسالة على الأرض وهو بيستحمى 

المياه السخنة بتنزل على شعره وجسمه وهو بيفتكر اللي عمله 

تك تك تك 

إتفزع كينان تحت الدش ف قال : أيوة ؟ 

سيا بتعب : قدامك كتير يا كينان ؟ 

مسح وشه بإيده وهو بيتنفس بسرعة : لا .. طالع بس هاتيلي حاجة ألبسها من أوضتي 

راحت سيا تجبله هدوم ورجعت خبطت على باب الحمام ، فتح كينان وأخد منها الفوطة والهدوم ولبس وخرج 

بينشف شعره بالفوطة ، سيا بإستغراب : أمال فين سونيا أنتوا مش خرجتوا سوا ؟ 

كينان : شششش وطي صوتك ومتقوليش كدا تاني ! 

سيا بعيون واسعة : مقولش إيه يا إبني ؟ 

كينان بعصبية : إسكتي بقى إسكتي !

بدر من ورا سيا جه : إنت بتكلمها كدا ليه يالا ؟ 

كينان خبط راسه في الحيطة كذا مرة ف سيا حطت إيديها على بوقها بصدمة 

بدر عرف إن فيه حاجة ف قال ل سيا : طب إطلعي فوق شوية وسيبينا لوحدنا 

سيا برعب : هو بيعمل كدا ليه وفين سو ..

قاطعها بدر : سيا ! لو سمحتي إطلعي وسيبينا لوحدنا !

مشيت سيا وطلعت على السلم بس إستخبت ورا سور السلم عشان تتصنت عليهم 


بدر بيبص لكينان بنظرة شك وهو بيقول : البت فين يا كينان ؟ عملت حاجة من ورايا لما خرجتوا مش كدا ؟ 

كينان حاطط إيديه على ودانه وهو بيتحرك يمين وشمال بعدين وقف قدام بدر وقال بصوت واضح : زقيتها بإيديا من فوق الجبل !! أنا قتلتها بإيدي!!


سيا من ورا سور السلم زحفت لورا برعب وهي حاطة إيديها الإتنين على بوقها بتكتم الشهقة ومبرقة على الأخر وقلبها بيدق بهستيرية 

بدر قرب لكينان وغطى بوق كينان بإيده وهو بيقول : شششش وطي صوتك  ، عربيتك فين ؟ 

كينان وهو بيبعد إيد بدر عن بوقه : س  سيبتها هناك ، مجيتش بيها مكنتش قادر أسوق ..

بدر بإستفسار : وجيت إزاي ومع مين ؟؟ 

كينان بنفس متقطع : مشيت مسافة طويل لحد أخر الشارع لقيت عربية نقل طلعتني ع الشارع الرئيسي ركبت تاكسي وجيت !

بدر بهمس : جدع ، هنعمل بلاغ عن إن مراتك مرجعتش البيت بقالها ٢٤ ساعة وغالباً واخدة عربيتك لإن العربية مش موجودة كمان ، حد شافك وإنت سايق ؟ 

كينان برعب : معتقدش ، أنا كنت لابس جوانتي ! أنا كنت عارف إني هقتلها بس .. بس ليه خاايف ، ليه خاايف وتعبان لما قتلتها 

بدر ببرود : دي خاينة ميتزعلش عليها ، إجمد وأنا في ضهرك 

كينان بحزن : خطيبة أحمد النجار ؟ 

بدر بتضييق عين بيبص لكينان بمعنى * مين دا ؟ * 

كينان بيبلع ريقه : اللي كان من رجالتنا وإتقتل مكاننا في شحنة الهيروين المضروبة 

بدر بسخرية : متقولش إنها بتنتقم له وجو الأفلام العربي دا ؟ دي إتسببت في موت إبني بنت الناقصة ! دا إنت تروح تولع في جثة أهلها ومتزعلش عليها 


* صوت حاجة حديد وقعت برا البيت * 

بدر بيطلع سلاحه من جمبه وهو بيبص من الشباك لقى سيا متعورة في رجليها من الحديدة اللي وقعت وبتجري وهي بتعرج 

بدر بزعيق لكينان  : ألحق سيااا هربت ! اكيد نطت من الشباك اللي فوق ووقعت ع الحديدة إتعورت 

فتح بدر الباب وسيا بتجري وبتبص وراها وهي بتاخد نفسها 

بدر بصوت عالي : سيااا 

طلقة جت في الشجرة عدت من جمب بدر 

بدر بيبص وراه بصدمه لقى كينان ماسك مسدسه وإيديه بتترعش 

بدر بعصبية : بتضرب نار ليه يامتخلف عاوز تموتنا !! 

رمى كينان المسدس وهو عقله مش فيه وطلع يجري ورا سيا 


فضلت تجري في نص الشارع بتبص حواليها مفسش حد في الشارع 

بدر نط فوقيها فجأة نيمها على الأرض وهو فوقيها ومثبت إيديها في الارض وبيتنفس في وشها 

بدر بنفس متقطع : ب بتجري مني ليه ؟ بتهربي ليييه أنا وعدتك أتغير 

سيا بعيون مدمعة ومرعوبة : ع عاوز تقتلني زي ما قتلت ريناد وصاحبك قتل سونياا ، إنتوا ملكووش غالي أأمن على نفسي إزاي معاك وأنام جمبك على سرير واحد وإنت كدا ، إنتوا ملكووش عزيز ولا غالي 

بدر قام من عليها ورفعها فوق ظهره وكينان ساند إيده على ركبه وباصص عليهم وهو بياخد نفسه بالعافية 


* في البيت 


سيا قاعدة على الكنبة وهما واقفين قدامها 

بدر بيقولها بنبرة غريبة : بتخافي مني يا سيا ؟ عملتلك إيه يخوفك ؟ 

سيا قامت وقفت قدامه وقالت : قول عملت إيه مخوفكيش ، يلعن أبو قلبي يا أخي اللي حبك 

بدر بعصبية : اللي زعلانة إنها إتنيلت ماتت دي حطت إيديها في إيد الزعيم وقتلوا إبننا ! وأنا قتلته وكينان قتلها عشان خانتنا متضايقة ليه !!! 

سيا قربت منه وقالت : تقدر تقولي إنت بتعاقب الخاينين على إيه ؟ بتعاقب مامتك لحد إنهاردة بإنك حتى مش بتدعيلها ولا بتجيب سيرتها عشان ماتت وهي زانية مختلفناش بس هي بين إيدين ربناا هيحاسبها هو ! المفروض اللي يجيب سيرة أمك بكلمة تقطع لسانه مش تعاقبها لحد إنهاردة بكرهك ليها وإنك مستخسر تترحم عليها قال إيه عشان عملت ذنب وخطيئة ، إنت كلك من اولك لاخرك خطايا وذنوب يا بدر يا كابر إنت مش ملاك ! إيه يجبرني أسامحك وأفضل معاك وإنت مبتديش فرصة تانية لأي حد غلط وأذاك مثلاً ف بتقتله ، بتنهي حياته من غير ما تفكر إنه بني أدم بيغلط وبيخطأ زيه زيك ، إشمعنا عمال تقتل في دي ودا ومش عاوز حد يحاسبك ويوقف في وشك يقولك غلط .. تعرف أنا لو كملت معاك وإنت كدا أبقى مبحبكش وموافقة بالقرف دا وبتجر ليه والدليل جماعة الظلال السوداء اللي بقيت مع الوقت واحدة منهم بس لإني مراتك ، كان في مليون حل غير إنك تقتل 

ريناد خانتك كان ممكن تطلقها وتنسحب من الشغل اللي كله وساخة والمستنقع اللي مش هتقابل فيه غير ناس زبالة وخاينة ، وإطلع للنور وللناس النضيفة يا أخي ! أمك ماتت وخلاص ربنا هيحاسبها بس برضو مصمم إنها كذا وكذا وكذا .  

طلقني ، طلقني وسيبني أعيش أنا مش حاسة بأمان 

حب من غير أمان يبقى ملوش لازمة ، أنا معرضة في أي وقت إن حياتي تنتهي بس لإني مرات بدر الكابر المغرور اللي كرامته خط أحمر 

وفعلاً كنت هتقتلني وقت حوار الصور لو ناسي 

طلقني وسيبني أعيش عيشة كويسة بعيد عنك حتى لو همسح حمامات ، وأوعدك كل اللي شوفته هيتدفن معايا مش هتكلم عنه 


بدر عينيه إحمرت ، مش غضب .. لكن دموع 

إحساس إنه مرفوض من الإنسانة الوحيدة اللي وثق فيها وحبها إحساس بشع ، عمره ما عيط وخرج إنفعالاته قدام حد  طول عمره بارد لكن سيا الوحيدة اللي بتقدر تعيطه وبتقدر تفرحه !

معادلة صعبة سعادتك وتعاستك يبقوا متعلقين بوجود شخص معين في حياتك 

سيا كانت واقفة قدامه بتبصله نفسها تاخده في حضنها ، لكنها جمدت قلبها وقالت : طلقني 

بدر الكابر .. : إنتي  ....


يتبع ....


#خارج_قانون_الحب٢

#روزان_مصطفى

#بقلميييي


( في موقفين في البارت عبارة عن ديجافوو ، الجدع يقول إيه هما ) 

♧ ملحوظة : ديجافو تعني حدث تكرر من قبل


|8| 


" كانوا جميعهم يبكون على ما حُرق في النيران ، بينما كنت أنا أجمع بيدي ما تبقى من الرماد " 

#بقلمي


بدر الكابر بغرور : إنتي شكلك نسيتي ، قولتلك لما بحط بصمتي على شيء بيكون ملكي ، وإنتي مش ملكي بس .. كل جزء فيكي من شعرك لحد صوابع رجليكي يخصني ، اللي هيلمس بس طرفك هيبقى حكم على نفسه بالموت ، مش قولتي إن عقابي سريع ومش بدي فرص ؟ كويس إنك عارفة 

مفيش خروج من باب البيت دا حتى لو هتقعدي على العتبة من غير إذني ، مفيش نوم غير في حضني .. مفيش حاجة هتتلبس غير لما تاخدي إذني .. حتى لما تتنفسي هكون جمبك

سيا بعصبية : مفيش حياة بمعنى أصح ؟ 

بدر بيحاول دموعه متنزلش : معرفش ، بس بالنسبة ليا إنتي الحياة .. لو مشيتي كل مشاعري هتنهار معاكي وهبقى أسوأ ، إنتي مش هتخليني أحسن غير بوجودك ..ف كلمة طلاق دي متقوليهاش تاني عشان مزعلش ، وأنا زعلي وحش ومش عاوز أعمل كدا فيكي .. مبحبش أكون وحش معاكي .  

مسكها من درااعها جامد وهو بيهزها وبيقول من بين سنانه : بحبكك إنتي ليييه بتتعمدي تخليني موجوع ! 

سيا بوجع : سيبني إيدي بتوجعني سيبني يابدر سيبنيي

ساب دراعها وحاوط ظهرها وهو بيحضنها وبيعيط من غير صوت 

حست هي برعشته في حضنها ف هديت ولقت نفسها بتحضنه هي كمان  

حس هو إنه بيضعف ، ضعف الطفل تجاه أمه ، حس إنه بيضعف من غير سبب قدامها 

ف بعد عن حضنها وهو مخبي وشه وطلع لفوق 

سيا ضمت جسمها بإيديها وريحة برفانه لزقت فيها ، قلبها كان بيدق جامد وحست فعلاً إنه محتاجها وكلامه لزق في راسها إنه مينفعش تسيبه عشان هيبقى أسوأ .. وعشان بتحبه 


* في أوضة كينان 


ماسك شنطة وبيجمع فيها حاجة سونيا كُلها 

بدر كان معدي رايخ لأوضته شاف باب أوضة كينان مفتوح وعمال يجمع في هدومها وحاجتها  

فتح بدر الباب وراح مسك كينان ضربه بالبوكس وقعه على السرير 

كينان بزعيق : بتضربني ليه ياعم إنت !! 

بدر بصوت أعلى : إنت حمااار يالااا !! البت مقتولة ومرمية في صحراا وإنت بتلم هدومها وحاجتها في شنطة بتثبت التُهمة عليك يا متخلف ! 

كينان بياخد نفسه بالعافية 

بدر بحزم : ترجع حاجتها تاني مكانها وتبطل خوف وجُبن لا إلا أقسم بالله يا كينان هوريك وش محدش هيشوفه غيرك ، مش هسمحلك تودي نفسك في داهية بغبائك 

 جت سيا وهي بتجري وقفت ع الباب بتقول بخضة وهي بتبصلهم : في إيه ؟؟ 

بدر مبصلهاش وطى عيونه للأرض وعدا من جمبها من غير ما يلمسها وهو بيقول : مفيش ..

سيا بتبصله بعدين بصت لكينان اللي قام ورجع كل حاجة مكانها 

سيا بحزن : كل شيء هيكون كويس ، عتابي ليك هأجله عشان نفسيتك مش تمام ف مش هضغط عليك 

مردش كينان عليها ف راحت لأوضتها 

دخلت وقفلت الباب لقت بدر بيقلع قميصه وبيدور في الدولاب 

سيا بتساؤل : خارج ؟ 

بدر بخشونة : في مانع ولا إيه ؟ 

كتفت سيا إيديها وهي بتقول : مش بتبصلي ليه وإنت بتكلمني ؟ بتضعف !

بدر بضحكة سخرية : ربع ثقتك في نفسك لو عندي كان زماني حاكم العالم ..

طلع قميص إسود ولبسه وهو بيقول : متخليش المتخلف دا يطلع من البيت يروح ف حتة ، إحبسيه .  ولو حد كلمكم عشان الجثة كلميني 

مسكته سيا من دراعه وهي بتقول : رايح فين ؟ أنا قلبي بيوجعني 

وطى بدر عشان يوصل لشفايفها ، إداها بوسة ف غمضت عينيها راح همس قدام وشها : سلامته 

فتحت عينيها ببطيء راح مودي وشه الناخية التانية عشان ميضعفش وقال : مش هتأخر 


نزل بدر السلم وخرج 


* في الجبل ..


عربيات الشرطة والإسعاف موجودين ، حطوا الجثة فوق الترولي وقفلوا الكيس الإسود عليها 

الشرطي : إحكيلي إكتشفت الجُثة إزاي ؟ 

الراجل : حضرتك أنا كنت بفسح خطيبتي ومعديين عادي لقيت عربية راكنة ومنورة ومفتوح بابها .. نزلنا نبص يمكن حد تعبان ولا في حاجة ملقيناش حد في العربية بس خطيبتي صوتت لما لقت واحدة لامؤاخذة واقعة على الارض والدم محاوطها ف بلغنا 

الظابط بوقاحة : وإنت كنت جايب خطيبتك الصحرا ليه يا ابو علي ؟ 

الراجل بإنفعال : يا باشا يعني لو إحنا ناس شمال هنبلغ ليه عن واحدة منتحرة ما كنا هنعمل نفسنا ماشوفناش عشان منلبس مصيبة ، إحنا كنا معديين بعربيتنا عادي 

الشرطي : وريني بطاقتك كدا ؟  

طلع الراجل بطاقته ، جه العسكري وهو ماسك كيس شفاف فيه محفظة وبيقول : دي لقيناها مع القتيلة يافندم في جيبها اللي ورا .. 

الشرطي : هات جوانتي عشان نفتحها ونطلع اي حاجة عن القتيلة توصلنا بأهلها 

الشاب اللي بلغ : هي إتقتلت يا باشا ؟ 

الشرطي : لسه يابني هنعرف تقرير الطب الشرعي إيه وهنتواصل مع اهلها ، المهم سيب رقمك وعنوانك عشان لو إحتجناك في كلمتين 

الشاب : تحت أمرك يا سعادة الباشا . 


* في بيت بدر وكينان * بعد ساعتين من أخد الشرطة والإسعاف الجثة * 


سيا وكينان كانوا قاعدين في الصالة وبيتفرجوا على فيلم بس كل واحد عقله في مكان ..

رن تليفون كينان برقم غريب 

رد وهو بيقول : أيوة ؟ 

الظابط : السيد كينان رائف معايا ؟ 

كينان بتوتر : أيوة مين ؟ 

الظابط : إسم زوجتك سونيا ؟ 

كينان بدأ يخاف : أ أيوة في حاجة ؟ 

الظابط : أستأذنكتيجي تنورنا في قسم النزهة ؟

كينان بتوتر : طب في إيه بس يافندم ! 

الظابط : متخافش هو شيء يخصك لو في حاجة ضدك كنا جينا خدناك لكن أنا عاوزك تيجي ومتقلقش وربنا يعوضك ..

كينان : مسافة السكة يا باشا 

قفل معاه ف إتعدلت سيا وهي بتقول : مين دا ؟ حصل حاجة ؟ 

كينان قام وقف وقال : لقوا الجثة تقريباً وعاوزني 

سيا بتبريقة : أستنى أكلم بدر أقوله 

كينان بضيق : هكون خلصت أنا لبس ..

طلع كينان وإتصلت سيا على بدر 


* عند بدر 


ناسي تليفونه في العربية وواقف قدام قبر أمه بيكلمها : عوضتني هي عن حجات كتير ، عنك وعن المواقف السودا وعن أنانيتك اللامتناهية .. إنتي كنتي أم سيئة وحظي طلع فيكي ، تعرفي لما وقفت واجهتني إنهاردة وقالتلي سامحها ! كان نفسي أقولها حاولت ومش عارف ، فضلتي شهواتك عني ومهانش عليكي اللي عملتيه .. أنا شوفت نظرة خوفك في أخر لحظة روحك طلعت فيها مع ذلك مش قادر أتعاطف معاكي ، إيه يخلي الست تخون الراجل أو العكس غير إنه محبش أو محبتش بجد ؟ وطالما مبتحبوش بجد بتتجوزوهم ليه ، مش لاقيلك مبرر ولا تفسير ومعرفش بجيلك ليه من وقت للتاني ..

* تليفون بدر عمال يرن وهو ناسيه في العربية * 


* في بدر وكينان 

سيا عمالة تتصل مفيش رد 

سيا بعصبية : رد بقى يابدر ! 

نزل كينان وهو لابس راحت قالتله سيا : إستنى هاجي معاك 

كينان بتعب : هو بدر مبيردش ؟ 

سيا : تلاقيه ناسب تليفونه أو بيعمل حاجة ، إستنى متتحركش

كينان بإبتسامة خفيفة : متقلقيش هعرف أتصرف 

سيا بصوت عالي : هاجي معاك بقولك إستنى 

خرج كينان وتجاهلها ف رجعت تتصل على بدر تاني وهي بتاكل ظوافرها 


* عند بدر 


سمع صوت ناس من وراه وهو واقف قدام قبر أمه 

واحد مصوب مطواه على رقبة بدر من ورا وهو بيقول : موبايلك وفلوسك وياريت مفاتيح عربيتك بهدوء كدا من غير شوشرة ..

زميله : قلب نفسك يعني بكل اللي معاك عشان منقلبكش إحنا بطريقتنا وترجع تزعل 

رفع بدر إيده من غير ما يبصلهم 

راح دايس على رجل الواد اللي وراه راح الواد موقع المطوة  ، لف بدر وهو بيقول : إنتوا جايين لأصيع خلق الله تقلبوه ؟ أنا باخد نايب الأسد يالااا


شمر كم قميصة وهنا بيتوجعوا في الارض بعدين بص لأمه وقال : أنا أسف يا أمي .. الناس دول مش عاملينلك أي إحترام 

وقربلهم ..


* في قسم الشرطة 


الظابط : عربيتك كانت موجودة في مكان الحادثة ودا شيء غريب  ، صح ولا إيه ؟ 

كينان بثبات إنفعالي مُريب : إيه الغريب يافندم أنا معرفش إن زوجتي خدت عربيتي 

الظابط : لما فتحنا تليفونها إنت متصلتش بيها ولا مرة ، معقولة يعني مخدتش بالك من تأخيرها أو من عربيتك اللي مش موجودة ومتاخدة ؟ 

كينان بنفس الهدوء : أنا وهي كنا لسه راجعين من أميريكا وهي بتحب تستعمل عربيتي وعارف إنها هترجع مصر هتعمل كذا حاجة ، مراتي الله يرحمها كانت مبتحبش تتعامل زي العيلة وكل شوية اتصل عليها أسألها هي فين 

حط إيده على عينه وبدأ يعيط من الندم مش من الحزن وقال : لو كنت أعرف إن هيحصلها كدا أكيد كنت هخنقها حتى لو مش حابة 

الظابط بتعاطف : أستاذ كينان أكيد عارف إن دي أسئلة روتينية عشان الحادثة وبس ومُشتبه إنها إتقتلت مش إنتحرت ..

كينان مردش 

الظابط : على كل حال اليومين دول مش هينفع تسافر لحد ما نقفل التحقيق في قضية مراتك ولو إحتجناك هنكلمك وهنستدعيك تاني ، انا مش هضغط عليك إنهاردة عشان صعوبة الخبر والموقف

كينان بتعب : تحت أمرك يافندم

الظابط : إمضيلي هنا معلش 

كينان وهو بيمضي : طب هقدر أستلم عربيتي إمتى ؟ 

الظابط : لما التحقيق يتقفل ونتأكد من اللي حصل ..


* في بيت بدر 


دخل بدر وهو ماسك المطواة اللي كان هيتثبت بيها في قبر أمه ، قفل الباب وراه لقى سيا قاعدة متوترة 

قامت سيا أول ما شافته راحت قايلة بصوت عالي : تليفونك فين ! 

حسس بدر على جيوبه بعدين قال ببرود : في العربية تقريباً ، في إيه ؟؟ 

سيا بعصبية : في إنك قولت لو حد إتصل عشان الجثة نكلمك ، كينان راح القسم بعد ما الظابط تقريباً لقى رقمه في تليفون سونيا 

وقعت المطواة من إيد بدر وهو بيقول بصدمة : بتقولي إيه ؟ 

لسه مكملش صدمة لقى كينان داخل البيت وبيقفل الباب وبيسند عليه وهو بياخد نفسه 

بدر بتوتر  : عملت إيه هناك ؟؟ عملت إيه يابني ماتنطق !

كينان بتعب : عملت مصدوم ومش قادر أصدق 

أخد بدر نفسه وقال : والحوار رسي على إيه ؟ 

كينان : هيتحفظوا على عربيتي لحد ما التحقيق يخلص ، وهيفحصوا الجثة عشان يعرفوا سبب الوفاة هل في طعنات في جسمها يعني او حاجة تدل على القتل ..

بدر بقلق : مديت إيدك عليها قبل ما تقتلها ؟ 

كينان بتعب : لا ، بس كنت رابط إيديها ورا ظهرها بس فكيت الرباط قبل ما أرميها 

بدر من بين سنانه : الله يخربيتك .. 

باب البيت خبط

صمت رهيب في البيت وهما الثلاثة بيبصوا لبعض .. 

قرب بدر للباب و ..


يتبع ...


#خارج_قانون_الحب٢

#روزان_مصطفى

#بقلميييييي


|9| 


" وماذا عن قلبك ؟! .. بكى حتى تبلد "


بصلهم بدر وهو بيقول بهمس : أنا اللي هفتح ، مش عاوز أسمع صوت حد 

مسك بدر المطواة اللي وقعت منه على الأرض وقرب للباب وهو بيبص للعين السحرية .. بعد عنه بصدمة وهو بياخد نفسه بالعافية 

فتح الباب مرة واحدة وهو بيبص للراجل اللي واقف قدامه بإبتسامة وعمال يتنفس 

الراجل بضحكة واسعة : تعالى في حضني يابن الكابر!

جري عليه بدر وحضنه بقوة وهو بيقول : حمدالله على سلامتك يا محمد 

بصت سيا لكينان بتساؤل ف إبتسم كينان وهو بيقول : دا أبو جوزك ، حماكي يعني 

سيا بتبصله بصدمة وهو بيحضن بدر جامد 


* بعد نص ساعة 

قاعد محمد والد بدر وهو بيقول : لقيتهم خرجوني ، رغم إن الحكم بتاعي كان ظالم .. مؤبد لقضية شرف ، روحت أول شيء لبيت المرحومة أمي بعيد عن الدوشة وعن كل شيء ، إكتشفت إن المفتاح اللب معايا مفتاح الشقة إياها ، حسيت بحالة وحشة وأنا كان نفسي أرميه في الشارع .. بس قولت الشقة دي بدر اللي يتصرف فيها حتى لو هيولع فيها ، أنا مش جاي أبات عندك يابني وأضايقك إنت ومراتك .. إنت مقولتليش أصلاً إنك إتجوزت تاني ، أنا جاي أخد مفتاح شقة جدتك اللي هي أمي ، هقعد فيها الأيام اللي فاضلة ليا في حياتي 

بدر بضحكة : هناك بيت أمك وهنا بيت إبنك يا محمد ، أجبلك واحدة تقعد معاك تخدمك ؟ 

أبو بدر : لا أنا نفسي مسدودة من صنف الحريم كله

بص ل سيا وقال : لامؤاخذة طبعاً يابنتي 

إبتسمتله سيا وقالت : صدقني يا عمو وجودك هنا مش هيضايقني ، بالعكس هكون موجودة أنا عشان أساعدك أو أعملك أكل

أبو بدر : هكون مرتاح هناك أكتر في بيت أمي ، وإبقوا زوروني من وقت للتاني  

بدر وهو بيقوم : تعالى طيب هوصلك هناك ، أنا بخلي واحدة تنضف البيت دا كل اسبوع وبدفعلها الراتب ف هتروح تلاقيه نضيف وهتعرف تنام 

وقف بدر وكمل وهو بيقول : تعرف يا محمد إن البيت دا أأمن مكان هنا ؟ عشان كدا مطمن وإنت رايحه .. لما كنت بعوز أهرب من حاجة كنت بستخبى فيه 

أبوه بسعادة : عشان بركة جدتك الله يرحمها لسه فيه 

بدر لف ويص ل سيا وهو بيقول : مش هتأخى وهوصله وهرجعلك تاني عشان عاوزك ، متخليش كينان يخرج يا سيا 

كتفت هي إيديها وقالت : المهم تخلي الفون بتاعك في جيبك عشان لما أتصل تسمعه 

بدر بيتفحصها ف أحرجت ف إبتسم هو وقال : حاضر !


خرج مع والده من البيت عشان يوصله 

قعدت سيا على الكنبة وقالت لكينان بهدوء : مريت إنت بتجربة صعبة ، مقدرة دا ، وشخصياً خوفت منك ولكن 

ملامح الندم اللي على وشك بتحكي كتير يا كينان 

بتحكي عن واحد حب واحدة وإكتشف إنها إستخدمته كوبري عشان تنتقم ، بتحكي عن واحد داس على قلبه عشان ياخد حق حبه وحق طفل مالوش ذنب راح بسببها رغم إنها ست زيي يمكن مكانتش تعرف كسرة إنها تفقد إبنها وكان فاضل كام يوم وتشوفه لكن ع الأقل أدرى بكسرة نفس الست ف مكانش ينفع تدخلني أنا وإبني في إنتقامكم من غير ذنب 

قربت لكينان وقالت : متسلمش قلبك لشكل واحدة حلو ، سلمه لبنت كويسة تستاهل حبك دا فعلاً ، إنت طيب يا كينان أنا أبصم بالعشرة على دا ، ساعدني نخرج بدر من الشغل دا ، مش كفاية اللي حصلنا ، ساعدني يا كينان عشان متخرجوش منه ميتين وأفضل بقية حياتي أتحسر عليكم دا لو فضلت عايشة ومروحتش معاكم 

كينان فضل ساكت وباصص قدامه ، فجأة بص ل سيا وقال بعيون مدمعة : محدش هيقدر يخرج بدر من شغله دا غيرك ، الزعيم عمره ما كان ضعيف قصاد حد زي ما هو ضعيف قصادك 

وعيونه مدمعتش غير عليكي  ، إنتي أساس نهاية القصة دي يا سيا مش أنا 

بصتله سيا وهي حاسة بتقل المهمة دي ، بدر عنيد .  عصبي . لكنها هتحاول .. عشان بتحبه 


* عند بدر


وصل والده لبيت جدته وركن العربية 

بدر بيبص من الشباك لفوق بحنين ، والده : ما تيجي تنزل تقعد معايا إنهاردة

بدر بتنهيدة : معلش يا حج تتعوض ، ورايا مشوار 

ابوه بضحكة : ماشي ياسيدي هسيبك براحتك ، خلي بالك من نفسك يابدر لحد ما أشوفك 

بدر بتوتر : ممكن المفتاح بقى؟ 

أبوه : كنت عارف إنك هتسأل عليه ، خد يابدر بس الأحسن تبيعها ، الذكريات اللي فيها مش هتجبلك غير وجع القلب يابني 

بدر بتنهيدة : سيبها على الله 

إداله أبوه المفتاح وطلع للشقة فوق ، فضل بدر ماسك المفتاح يبص عليه بتردد ، بعدين حطه ف جيبه وساق العربية بسرعة ..


* في بيت بدر وكينان 


سيا كانت بتنضف البيت وهي بتقول : والله اليومين اللي فاتوا دول كنت نفسياً وجسدياً تعبانة ف مكنتش بنضف ليكم ، لما حمايا جه إتكسفت  منه والله يقول عليا إيه 

كينان ببرود : بتتكلمي عن إيه يا سيا ؟ الراجل طالع من السجن مش جاي من جاردن سيتي ، وإحنا حالتنا منيلة ومفتوح تحقيق ، سيبي الرسميات دي للناس الطبيعية يا سيا مش لينا 

سيا سابت التنظيف وبصت لكينان وقالتله : وهو دا اللي بقوله ، إحنا التلاتة مرينا بظروف صعبة في حياتنا ف ليه نكمل بقية عمرنا في ضغوط نفسية ومخاطر لما ممكن نعيش في أمان زي الناس الطبيعيين 

كينان بتعب ودموع من غير صوت : إنتي فاكرة إني مبسوط ؟؟ فاكرة إن بدر مرتاح ومبسوط ! 


آحنا إتعذبنا وبدر بالذات حياته دي محدش يقدر يتحملها أو يحكم عليها ، الناس بتحكم من برا طالما عايشين في حضن أبوهم وأمهم شايفين كل حاجة لازم تمشي بالمنطق مع إن اللي حصلنا دا كان فوق المنطق ، مستنيين بدر يكون طبيعي ويتعامل بطبيعية وهو غير سوي نفسياً .. زيي دلوقتي يا سيا ، أنا مخنوق وتعبان وبدر زيي  

سيا بمواساة : كفاية إن بيتكم إتفتح ليا في وقت أهلي اللي من دمي رموني في الشارع ، حتى لو كانت البداية غلط ف كفاية إني ست بيت دلوقتي وليا ضهر وسند ، مش هسمح حد منكم يحصله حاجة .. هغيرك وهغيره لحد ما نلاقيلك بنت الحلال بقى تكمل معاك 

كينان بنفسية سيئة : وتلعب بمشاعري تاني وتستغلني ؟ شكراً أنا كويس كدا 

بصتله سيا بشفقة وكملت تنضيف وهي ساكتة ، مفيش كلام يتقال بعد اللي كينان قاله 


* في شقة أم بدر القديمة 

إيد بدر كانت بتترعش وهو بيحط المفتاح في الباب وبيفتحه بالراحة 

الباب إتفتح وكان بلاستر الجرايم الأصفر واقع على الأرض 

قبل ما بدر يدخل لقى طفلة صغيرة نازلة من فوق وبتقوله: عمو عمو متدخلش في جوا عفريته 

حس بدر بنغزة في قلبه وهو ماسك دموعه وقال بهزار معاها : عفريته ! إزاي الكلام دا !

البنت كانت ماسكة شوكولاته في إيديها وبتحاول تفتح الكيس ببوقها 

وطى بدر لحد ما وصل لمستواها وهو بيقول : أفتحهالك ؟ 

البنوته : أه 

اخد منها الكيس وهو بيقول : دا إنتي بهدلتيها مياه من بوقك 

عماله تهز في نفسها وتلعب قدامه لحد ما فتحلها الشوكولاته وإدهالها بدأت تاكل ، بدر بتساؤل : شوفتي العفريته ؟ 

البنت : لا بس ماما شافتها ، شعرها إسود والبوليس خدها زمان وهي موجودة جوا بت .. بتظهر للناس وتقولهم عو ف يجروا 

دمع بدر لتخيل إن أمه جوا ف مسح عيونه وهو بيضحك من طريقة البنت وقال : وإيه كمان ؟ 

البنت : وبس أنا بحب العب ع السلم  ف شوفتك قولت اقولك لاحسن تاكلك ومامتك تعيط عليك 

بدر بيترجرج من العياط كن غير صوت ف مسح دموعه وقال : معنديش ماما عشان تعيط عليا 

البنوتة بتطبطب عليه : خلاص متعيطس هطبطب عليك أنا 

مسح بدر وشه ورجع لوعيه وهو بيقول : إنتي بنت مين هنا ؟ ها ! 

البنونة : ماما ، أمل 

بص بدر لفوق وإفتكر إن أمل دي كان بيلعب معاها وهو صغير وقال بصدمة : هي أمل إتجوزت وخلفت ؟ 

نزلت مامتها من فوق وهي بتلبس الطرحة وبتقول : ليان ، إنتي يابنت ! انا مش قولت مفيش شوكولاته تاني وقولت مفيش لعب ع السلم 

البنت رمت الشوكولاتة وبدأت تعيط ووقفت ورا بدر وهي بتقول : لا يا ماما مش تضربيني لا 

أمل بعصبية : وكمان بتتكلمي مع حد غريب 

مسح بدر وشه وإتنهد وقال : أنا بدر الكابر يا أمل ..

رفعت امل راسها وهي بتبصله بحنين 

بدر بتعب : متضربيهاش بنتك جميله ماشاء الله ، متستحقش الضرب 

أمل بإبتسامة : عاش من شافك يابدر ، إتغيرت عن ما أعرفك ! مع العلم إستنيتك ترجع مرجعتش من يوم ما جدتك خدتك 

بصت على إيده لقت دبلة في إيديه ف قالت : أتجوزت ! 

ركز هو على الخاتم وقال : أه الحمدلله ، وإنتي كمان وخلفتي 

هي بإبتسامة : أه لولي ، وكنت حامل وسقطت ، يلا الحمدلله 

بدر بعتاب : إنتي قولتي لبنتك إن في عفريتة جوا بشعر إسود ؟ 

بلعت أمل ريقها بإحراج وقالت : دا عشان هي بتحب تلعب قدام الشقة ف كنت بخوفها ، مقصدش يابدر والله 

بدر بتعب وضيق : ولا تقصدي ، عموماً كل اللي هطلبه منك متمديش إيدك عليها 

مسك بدر خدود لولي ف إبتسمتله 

بدر : هدخل اشوف حاجة وأمشي تاني ، عن إذنكم 

دخل بدر الشقة وقفل الباب وراه  

بص على الشقة غرقانة تراب ، مفيش مساحة للتنفس فيها ، فضل يكُح بقوة وهو بيبص حوالية ، فتح الشبابيك عشان يقدر يتنفس لإن مكانش في كهربا جوا كان ماشي على كشاف الموبايل بتاعه 

الوضع كان صعب ف قال يروح يشوف بواب العمارة 

خرج وهو بيدور عليه ف خرجله الراجل وهو بيلبس جلابيته وبيقول : أيوة يا بيه 

بدر بضيق : هي الشقة دي صاحب العمارة متواصلش مع حد من أهلها ليه عشان يشتريها منهم ويأجرها لناس بدل ماهي مقفولة كدا * بيستفسر منه بذكاء * 

البواب : لا يا بيه الشقة دي حصل فيها جريمة قتل الراجل لامؤاخذة قتل مرته وعشيقها بعد ما قفشهم سوا ، وصاحب العمارة خاف يروح ياخد ميعاد زيارة كمان الشقة الناس إعتبروها شوؤم ف محدش قربلها 

غمض بدر عينه من قساوة الكلام ف قال : طب تعرف تفتح كابل الكهربا بتاع الشقة ؟ 

البواب بضحكة صفرا : مينفعش والله يا بيه أصل لازم صحابها يعملوا مشوار للكهربا ويشوفوا حل هناك 

خرج بدر من جيبه ٢٠٠ جنيه وقال : شغل الكابل يوم واحد بس من غير ماحد ياخد باله ، هو إنهاردة بس عشان هاخد كام حاجة 

البواب : هو حضرتك تقرب لصحاب الشقة ؟ 

بدر بنبرة قاسية : إنت هتحقق معايا ! هتفتح الكابل ولا أخد الفلوس وأمشي ؟ 

البواب بسرعة : يا بيه عينيا ليك بس هتضطر تشتري لمض جديدة للشقة ، عشان أكيد اللي جوا بايظة 

بدر بخنقة : ظبطلي الحوار دا وأنا هظبطك ..

البواب : عينيا يا باشاا 

بدر وقف يبص على المنطقة وهو بيفتكر 

من سنين كتير فاتت ..


يتبع ..


#خارج_قانون_الحب٢

#روزان_مصطفى

#بقلميييي| 10|


" كانت حزينة تبكي بحرقة ، تلك العيون لمن كانت ؟ " 


من سنين كتير فاتت 


كانت قاعدة بتسرح خصلات شعرها السودا قدام المرايا ، مسكت قلم الكحل وحطت منه تحت جفونها 

بدر بطفولية : اللون دا بيخليكي مرعبة 

بصتله هي وقالت : قليل الأدب ، المفروض تقول ماما حلوة ، ماما جميلة مش تقول بتخوفي ! يلا روح خلص طبقك عشان تنام 

بدر : طب ينفع أنزل ألعب مع العيال تحت ؟ 

سابت والدته قلم الكحل وهي بتعدل جلابيتها الضيقة وبتقول : لا في نوم مفيش لعب ، أبوك هيتاخر في الشغل إنهاردة ف لازم أتأكد إنك نمت ، يلا روح إغسل سنانك قبل ما تنام وبقية طبقك هتكمله بكرة 

أخدته للحمام وهو معدي شاف واحد واقف برا من الشباك 

امه لاحظت دا ف إتوترت وقفلت الشباك وهي بتقول : يلا يا حبيبي عشان ننام 

بدر بغضب : بخاف مش عاوز أنام لوحدي 

خبطت على صدرها وهي بتقول : يالهوي في راجل يقول بخاف ؟ لازم تتعود 

بدر بحزن : بقولك خايف هو إنتي مش بتحبيني !

بصتله أمه بحنان وقالت وهي بتحضنه : أكيد بحبك ليه بتقول كدا ، أنا مقصرة أنا عارفة 

بصت للشباك وبصت لإبنها وقالت : طب تعالى هنيمك أنا 

خدته للأوضة وهي بتحطه في السرير وقعدته جمبه ، لمت شعرها على جمب وهي بتقوله : أحكيلك حكاية الشاطر حسن ؟ ولا أغنيلك 

بدر بنعاس : لا غنيلي 

أمه بإبتسامة : ماما زمانها جاية ، جاية بعد شوية جايبة لعب وحجات .. جايبة ..


* الوقت الحالي 

بدر واقف يفتكر وبيغني بهمس وهو مدمع وباصص قدامه وبيقول : جايبة معاها شن  شنطة ..

دموعه نزلت ف مسحهم وهو بيبص حواليه ، خد نفس عميق لحد ما جاله البواب وهو متبهدل تراب وبيقول : على ما فتحت الكابل بتاع الكهربا عشان ننور الشقة وقعت على وشي بس جبت اللمض يا سعادة البيه 

بدر بخشونة : فلوسك أهي وزيادة كمان ، هات انا هركبهم 

اخد الكيس من البواب ودخل الشقة ، سند موبايله وهو منور الكشاف على طرف الترابيزة القديمة ، بص ع الكراسي لقى لو وقف عليهم ممكن يتكسروا ، راح جايب كنبة قديمة ماسكة نفسها نوعاً ما ومن كتر التراب اللي عليها فضل يكُح لحد ما وقف عليهم ، مسك اللمبه وركبها وفضل يحرك فيها لحد ما نورت الشقة 

نزل من على الكنبة وهو بيبص حواليه ، مفيش حاجة إتغيرت غير إن التراب غطى الصور المتعلقة .. قرب لصورة متعلقة ع الحيطة ومليانة تراب 

خرج من جيبه منديل وفضل يمسح إزازها ، بدأت ملامح الناس في الصورة تظهر 

والده واقف ووالدته قاعدة على كرسي ولابسه فستان إسود لامع وشايلة بدر على رجليها وبتضحك 

إبتسم تلقائي وهو بيبص للصورة .. شالها من على الحيطة وحطها جمب الباب عشان ياخدها معاه 

دخل أوضة أمه لقى جزمتها مرمية وقدييمة ومليانة تراب 

مسك الجزمة وقعد يبص عليها 

فقد أخر ذرة تماسك جواه وصرخ وهو بيقول : يا مامااااااا ، يا أميييي

* بيعيط زي الأطفال * 


* في بيت بدر وكينان ، نص الليل 


دخل بدر وهو ماسك كيس في ايده في برواز الصورة 

كينان كان ممدد على الكنبة وباصص للتليفزيون بملل وسيا كانت بتلعب في شعرها وقاعدة جمبه 

بدر بتعب : إنتوا لسه صاحيين ؟ 

سيا بفرحة إنه رجع : إتأخرت ليه يا بدر قلقتني 

قفل الباب وراه وقال بتعب : كنت في مشوار بس 

سيا : وإيه التراب اللي على هدومك دا إنت روحت فين ؟ 

بصلها بدر من غير ما يتكلم ، مد إيده ليها ف مسكت إيده 

بدر : كينان قوم نام عشان الصبح خارجين 

مسك كينان الريموت وطفى التليفزيون وهو بيقول : تمام يا زعيم 

طلع بدر ومعاه سيا الأوضة 

دخل وقال ببرود : هاخد شاور إستنيني متناميش

سيا بتدقيق : إنت كويس يا بدر ؟ في حاجة مضيقاك 

قلع قميصه وهو بيتنفس بصعوبه وقال : متعمليش كدا 

سيا بنظرة إستغراب : أعمل إيه أنا بس ..

سحبها من ظهرها بإيده جامد ليه ، وباسها بكل قوته كإنه بيطلع غضب اليوم وكل الذكريات السيئة دي فيها 

بعد عنها فجأة وهو بياخد نفسه وقال : مخنوق ، مخنوق ومش عاوز اقربلك وأنا كدا ، ومش بعرف أتحكم في نفسي معاكي .. ببقى أضعف مخلوق لما بتكوني قدامي ، كل اللي عاوزة أنام في حضنك إنهاردة .. من غير حواجز .. من غير أي حاجة ممكن تبعدني عنك 

حطت إيديها على شفايفها بألم وهي بتبصله بحُب 

بصلها هو بنظرة حزينة فيها شوق وقال : عورتك ؟ أذيتك ؟ أنا أسف 

غمض عينه وكمل : متستاهليش غير إنك .. تتشالي فوق الراس 

جريت عليه وإتعلقت في رقبته وحضنته وهي بتعيط وبتقول : مش عارفة مالك صوتك مكسور ونبرتك حزينة ، إنت سندي متعودتش عليك تعبان كدا 

شالها هو بدراع واحد وهو بيشم رقبتها ومغمض عينه وقال : هاخد شاور وأجيلك ، أنا غرقان تراب 


نزل بدر تحت المياه وهو بيفتكر ملامح أمه بشكل باهت ، فجأة بتظهر ملامح سيا في مخيلته ف بيفتح عينه وبيتنهد 

أول حرف من إسمها مرسوم على ظهره ، بيحب يبصلها .. الأمان اللي مفتقده من سنين ومخليه شخص سيء فجأة بقى بين إيديه ، متخيل ملامح شخص قادرة تخليك مطمن إزاي ؟ 

خلص شاور وخرج لقى سيا قاعدة على السرير 

قربلها وفتح إيديها ودفن راسه في حضنها وهو بيقول : أول ست شوفتها في حياتي كانت أمي ، فاكر

ملامحها بس مش أوي ، بتظهرلي صورتها مشوشة ، خصلات شعر سودا وطويلة وناعمة .. وبشرة بيضا وصوت عالي

بتختفي صورتها وتظهر صورتك إنتي 

إتعدل وهو بيقرب لوشها وبيبص لعينيها وبيقول : نفسي بيتقطع أول ما ملامحك دي بتيجي في مخي 

بتلمس هي وشه بحنان ف بيكمل وبيقول : لو أنا في إجتماع وسط أكبر مجموعة مافيا وبعيد عنك بمسافة طويلة وجيتي في بالي في وسط القعدة تركيزي بيروح وبفقده تماماً ، لو أعرف إن الحب بيضعف مكنتش حبيتك بس مفيش أي حل قدامي غير إني أحبك 

قربلها وباس رقبتها وقال : ببقى مع العالم اللي برا دا كله زفت ، وأقسى شخص ممكن تشوفيه وباجي هنا بتوه في تفاصيلك 

نزل التيشيرت بتاعها من ناحية كتفها وباس كتفها وقال : إسم بدر الكابر اللي بيهز رجالة طول بعرض لما بيطلع من شفايفك بيجبلي رعشة 

بيقربلها ف سيا بتقول : إنت شارب حاجة ؟ 

بدر وبينه وبينها مسافة قليلة جداً : شاربك ♡ 


* صباح تاني يوم  

نزل كينان وهو لابس تيشيرت إسود نص كُم وبنطلون إسود لقى بدر بيشرب قهوة ولابس زيه بالظبط 

بدر بسخرية : سعيكم مشكور يا كينان بيه 

ضحك كينان ضحكة قصيرة وقال : رأيي بلاش نخرج عشان التحقيق مفتوح وهيقولوا مش زعلان على مراته 

بدر ببرود : كبر دماغك إحنا رايحين نتغدى ، أنا فاصل من الشغل ومش ناقص وجع دماغ من حد 

نزلت سيا وهي لابسة فستان إسود تحت الركبة وكوتشي أبيض اول ما شافتهم قالت : يا ساتر على مناظرنا ، طالعين من عزا بجد 

بدر وهو بيشرب قهوته : معرفش إنه هيلبس زيي أصلاً أنا لقيته لابس كدا ، إيه اللي أنتي لبساه دا !

سيا بتبص لجسمها : ماله ! فستان !

بدر من غير ما يبصلها عشان ميضعفش : يتقلع ، فخادك باينة 

سيا بتريقة : إسمها رجليكي على فكرة 

هو بيقلد محمد سعد : أيووة نسيب المصيبة الكبيرة ونمسك في رجليكي ولا في فخادك ، إطلعي غيريه !

سيا ببرطمة : مش فاهمة ألبسهم فين يعني 

بدر بصوت عالي وهي طالعة : ما الحجات دي تتلبس ليا مش للناس كلها ، أخدهم أفرجهم على جمالك ولا إيه !


غيرت هدومها ولبست فستان طويل ونظارة شمس 

قعد كينان في الكنبة اللي ورا وسيا قعدت جمب بدر وهي بتلبس الدبلة في إيديها كويس عشان متوقعش 

كينان بتعب : إنت فوت اليوتيرن يا زعيم ، كان المفروض تدخل أول يمين 

بدر بيبصله في المرايا : مخدتش بالي ، هلف تاني عادي 

سيا بتساؤل : هو إحنا رايحين فين ؟ 

بدر بغموض : قولتلك هناكل برا 

سيا : أيوة يعني فين ؟ 

بدر بيبص لكينان في المرايا وهو بيبتسم وبيقول مفاجأة 

سيا فهمت إن المفاجأة لكينان بس معرفتش إيه هي 

كينان بيبص من الشباك وبيقول : دا مش طريق المطعم 

بدر بهدوء : عارف 

وصلوا للمنطقة ف كينان نزل وهو بيقفل الباب وبيبص للبيت اللي قدامه ، ملامحه إتغيرت .. بص للبيت بحزن ونفور .. وغضب !

قال لبدر بعتاب : جبتنا هنا ليه يا زعيم ؟ 

بدر ببرود : أنا اللي كلمتها وحكيتلها إنك محتاج تشوفها وهي ممانعتش 

كينان بعصبية : مش عاوز أشوفها ! مش عاوزها تشوفني ، دول رموني ومهمش حد فيهم أنا عايش إزاي !!! دي ست أنانية ومينفعش تكون أم !

سيا فهمت إن دا بيت مامة كينان ف قالت بهدوء : هي أكيد ندمانة ، أكيد نفسها تشوفك إديها فرصة 

إداهم كينان ظهره وقال بغضب : مش عاوز ، أنا ماشي 


   كينااان 


صوت مامته خلاه يوقف ، إتنفس بسرعة وهو بيلف وبيبص ليها 

فتحت إيديها ليه زي ما كانت بتعمل معاه وهو طفل ، تفتح إيديها ف يجري يحضنها 

كانت هي هي أمه متغيرتش ، شوية خطوط في الوش والإيد بدأت تظهر وكام خصلة بيضا 

لف كينان وبصلها وبص لإيديها المفتوحة ، مزهقتش هي ونزلتهم كانت على يقين إن غريزة طفولته هتغلبه ، وقد كان 

جري كينان وهو بيفتح إيده وبيحضن مامته 

لفت إيديها عليه وهي بتطبطب  عليه بإبتسامة 

وبدر كان واقف جمب سيا بيبصلهم بحرمان فظيع ، لاحظت سيا دا ، ف مسكت إيديه ورفعتها لشفايفها وباستها ، وبصتله بصة فيما معناه " أنا كل حاجة ليك ، حبيبتك .  مراتك .. أمك لو إحتاجت " 

شد على إيديها جامد وشبك صوابع إيده في إيديها 


( يظل المرء بحاجة لامه حتى لو تخطى عمره الخمسون عام ، الطفل بداخله يحتاجها حتى ولو كانت مخلوق بشع ولكنها في النهاية .. أمه ) 


عربية بتراقبهم من بعيد وقاعد واحد فيها زي بودي جارد بيتكلم في الفون وبيقول : هو حالياً تقريباً كدا عند أمه يا باشا ، بدر ومراته معاه اه 

توفيق بحقد : النفس اللي بيتنفسوه عاوز أعرفه ، متتحركش في حتة غير وراهم وإياك ياخدوا بالهم 

* برواز في صورة سونيا جمب توفيق بيبص عليه وهو بيتكلم *  :))


يتبع ...


تكملة الرواية من هناااااااااااا 



تعليقات

التنقل السريع