رواية فاعرضت نفسي الفصل 21-22-23-24-25-26الاخيربقلم آيه شاكر جديده وحصريه (جميع الفصول كامله)
رواية فاعرضت نفسي الفصل 21-22-23-24-25-26الاخيربقلم آيه شاكر جديده وحصريه (جميع الفصول كامله)
"الله الله الله!!!!! ياسطا... ياسطا أنا معرفهمش أنا جاي هنا بالغلط... أصل أنا بمشي وأنا نايم فسيبني أروح لأمي أكمل نوم"
تجاهل الشاب كلماته، فرفع «رحيم» رأسه لفوق يبص على حنين اللي واقفه مرعوبه وحاطه إيديها على فمها وقال بنبرة عالية:
"ابقي فكريني لو طلعت سليم أقولك حاجه مهمه"
(٢١)
#فأعرضتْ_نفسي
بقلم آيه شاكر
بصيت على «منه» وقولت بعصبيه وبنبرة مرتفعة:
"إنتِ عملتِ إيه تاني!!! عملتِ إيه يا منه منك لله"
وضعت «منه» يدها على فمها وبكيت بصمت وهي بتبص على «آدم» والخناقه اللي بتزيد، شعرت برغبتها المُلحه إنها لازم تعمل حاجه فركضت وفتحت باب شقتها بعـ.نف ونزلت للشارع وخلفها والدتها وصوتها الهادر:
"هتروحي فين يا بت... استني يا منه متبقيش مجـ.نونه"
نزلت أنا كمان وورايا أمي وروعه وحنين اللي مرعوبين من اللي بيحصل...
ولما وصلت لباب البيت أشار عبيده بإيده ليا وهو بيبصلي بأعين متسعة ونظرات محذرة أني أدخل للبيت ولا أتقدم خطوة أخرى...
وقفنا عند مدخل بيتنا نتابع ما يحدث وأنا على أهبة الإستعداد أن أقتحم المشـ.اجرة بأي لحظة لتخليص شادي ورحيم من بين أيديهم...
حاول رحيم إزاحة الخنـ.جر عن عنقه قليلًا وهو يقول:
"يا كابتن نزل البتاعه دي شويه عايز أخد نفسي وكله بالأدب"
"بس يا مؤدب"
نظر رحيم للجميع حوله وقال بنبرة مرتفعة:
"يا جماعه فيه سوء تفاهم في الموضوع وخلوني أشرحلكم طبيعة اللي حصل"
"قولت بس يا مؤدب"
"حـ... حاضر"
*******
وقفت منه تكتم شهقاتها بيدها وهي تنظر أمامها على آدم اللي بيتخانق ويمينها على الشابين اللي ماسكين شادي ورحيم وصوت عبيده الهادر بهما لترك صاحبيه...
دار في رأسها كل ما فعلته وكمية الكذب التي حاولت حبكتها مرة وراء مرة وكيف أنها صدقت وعاشت وهمًا أقنعت حالها به....
نظرت منه نحونا فكانت نظراتي أنا وأصدقائي وأمي حاده ورغم أن سهامها لا تُرى بالعين المجردة إلا أنني استطعت رؤيتها تخترق جسم منه وتنغرس بمنتصف قلبها الذي وصفته حينئذٍ بالأسود القاسي واللعين...
أغلقت «منه» جفونها لتعصر الدموع التي تشوش رؤيتها وهي تعترف بين نفسها بأنها أخطئت في حقنا جميعًا كما فعلت في حق نفسها...
كم تمنت لو يعود الزمان ولن ترتكب ذاك الخطأ مجددًا! وتمنت لو قابلت آدم في ظروف أخرى...
وكلما ازداد الاشتباك ازاد معه بكائها وصوت حشرجة أنفاسها المتمرده عما فعلته...
هرولت «منه» ووقفت حائلًا بين آدم وأخو شموع فترك أخو شموع آدم وهو ينظر لـ منه بنظرات حادة...
أشار «أخو شموع» على آدم من فوق لتحت بازدراء وقال:
"تسيبيني أنا عشان ده يا منه!!"
قالت له ببكاء ورجاء:
"لو سمحت كفايه بلاش مشاكل"
ابتسم آدم بسخرية وقال:
"لو قولتلي قبل الخناقه عن السبب كنت قولتلك إني طلقتها"
نظرت منه لـ آدم وقالت بفم مشدود وبدموع:
"لا يا آدم بالله عليك متقولش كده.."
أكملت بابتسامة لا تظهر بعينها لكثرة هطول الدموع وهي تومئ رأسها أكثر من مرة:
"والله أنا اتغيرت.... وهثبتلك"
تركته «منه» وهرولت بخطوات واسعه ووقفت أمام «أخو سما» وقالت بنبرة مرتفعة وهي تكتم بكائها:
"سيبوهم هما ملهومش ذنب أنا السبب في كل حاجه"
بصلها الجميع باستغراب وترك الشاب شادي وأشار بالخنـ.جر عليها من أعلى لأسفل وهو يقول بنفور:
"إنتِ إللي اسمك شهد؟!"
قالت بصوت متقطع ومتحشرج:
"لا أنا منه... وأنا اللي عملت كل حاجه... أنا بعترف إني عملت أكونتات مزيفه وكلمت أولاد باسمهم... وبعتت صورهم و..."
ارتفع نحيبها وشهقاتها وأكملت:
"بس والله توبت والله... والله ما هعمل كده تاني... وعاقبوني زي ما انتوا عايزين..."
عادت منه تنظر لآدم بدموع وكأنها بتشوف تأثير كلامها واعترافها عليه، كان بيبصلها بنظرات مبهمه وهو صامت وبعدين ركب سيارته ومشي من دون تعقيب على كلامها...
أطبقت يدها على فمها وبكيت وهي بتبص على الفراغ اللي تركته سيارة آدم بلوعة وندم وتتمنى لو عاد الزمان...
وقفت والدتها جنبها وطبطبت عليها فأزاحت «منه» يد والدتها بعنـ.ف وهي بتقول جواها إن أمها هي المتسبب الأول فيما تُعانيه! ليه تتطلق من والدها وتحرمها منه وتشردها كل فتره عند زوج أم مختلف! ليه مصبرتش على باباها زي كل الستات!!
هي السبب وهي اللي عرفتها على شهد من البدايه!! وكانها بتعلق كل أخطائها على شماعه وبتنفي التهمة عن نفسها كمان يحب أن يفعل البشر دائمًا...
دقائق أخرى مرت عليها ببطئ ثقيل على قلبها وهي في حالة من الشدوه فقط تبكي ولا تشعر بما يدور حولها...
"مش قولت لسيادتك إنه سوء تفاهم!! شهد ملهاش اي ذنب الذنب كله على صاحبتهم اللي هناك دي"
كان «رحيم» يشير نحو منه وهو يقولها...
تجاهله الشاب ووقف أمام منه رفع سبابته في وجهها وقال:
"متقربيش من أختي تاني فاهمه؟!"
أومأت رأسها وهي تردد ببكاء وشرود:
"فاهمه"
بقلم آيه شاكر
استغفروا❤️
اللهم كن عونًا لنا🌹
★★★★
كان المفروض قولنا لـ «سما» و«شموع» عن «منه» من الأول بس احنا اللي ادعينا المثالية وقولنا نستر عليها يمكن تتغير، ودا كان رأي «روعه» اللي كان غلط...
إحنا كده عملنا زي اللي واحد بيضـ.ربه ويجري فنقول هنستر عليه يمكن يتوب! وقبل ما نكمل الكلمه نلاقيه ضـ.رب اتنين اتنين ورجع شاور علينا وقال هما دول السبب دول لسه ضـ.اربيني وبرده بنقول هنستر عليه!!
وده كان نقاشي مع روعه لما طلعنا شقتنا اللي ردت وقالت باصرار:
"لو رجع بيا الزمن تاني يا شهد هطلب منكم تستروا عليها برده"
رد رحيم بضجر ونبرة ساخرة:
"بطلي مثاليه يا روعه! تستري على مين!! دي لازم تبقا عبره لكل اللي شبهها"
روعه بهدوء:
"بس أنا حاسه انها هتتوب يا رحيم... وإنت غلطان لما عملت كده وبعت لآدم الكلام ده"
ضغط رحيم بقواطعه العلويه على شفاهه السفليه بغضب وقال وهو ينظر لعبيده:
"شايف مراتك بتفكر ازاي؟! يعني واحده آذتنا جسديًا ونفسيًا حرام ناخد حقنا منها!! ونحذر الناس من شرها!! طيب دا يبقا حرام علينا لو معملناش كده"
تنهدت روعه وقالت:
"ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الأمور"
رحيم بتحدي:
"ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل"
تدخل عبيده قائلًا:
"خلاص يا جماعه اللي حصل حصل وانتهى وهي اللي اعترفت على نفسها وأخدت عقابها"
تجاهلت روعه كلامه وبصت لعبيده وقالت بضيق:
"بس رحيم كان السبب في كل اللي حصل!!"
رحيم بغيظ:
"السبب في ايه يا بنتي هو أنا اللي كنت جبت إخوات سما يتخانقوا معاكم!!"
ضـ.ربه عبيده بخفه على قفاه وهو بيقول:
"إنت بتعلي صوتك على مراتي وأنا واقف؟"
لمس رحيم مكان الصفعة وهو بيقول بزهق:
"ما هي اللي بتستفزني يا جوز أختي"
بص «رحيم» ناحية «شادي» إللي قاعد في صمت بيبصلي بين حين وأخر ويظهر في عينيه ابتسامة لم تصل لشفاهه، ويمسح على ذقنه وهو بيفكر، وأنا كمان متبعاه بابتسامة بحاول أخفيها..
قال رحيم:
"ساكت ليه ما تقول حاجه..."
شادي كان واضح عليه الشرود لأنه انتفض واعتدل في الجلسه وقال بتلعثم:
"هه... هقول إيه!!! أ... أ... أنا هقوم أمشي"
قال جملته واعتدل واقفًا وهو مازال بيبصلي بنفس النظره اللي مش قادره أفهمها، قالت أمي:
"أقعد يا شادي شويه رايح فين؟"
عطس وقال:
"أصلي حاسس إني داخل عليا دور برد ومحتاج أريح شويه"
وبعد محاولات من عبيده وأمي إنه يقعد وهو رفض وصلته للباب فمد بصره من أعلى كتفي عشان يتأكد إن محدش شايفنا وقال بابتسامة ماكرة وأعين هائمة:
"فيه حد كده عايز أقوله... لغة العيون فصيحة الأقول"
غمز بمكر وأكمل بهمس وهو ينظر لعمق عيني متغزلًا وبصوت أجش:
"في بحر عينيك هامت كل أشواقي... بحبك"
أخفضت بصري بارتباك وأنا مبتسمة ومد يده يصافحني فنظرت ليده الممدودة وافتكرت مصافحتي لـ آدم وتلاشت ابتسامتي وندمت وأنا بقول لنفسي سبحان الله بكلمة ”قبلت الزواج” أصبح حلالي وهناك كلمة أخرى تحرمه عليّ! أعلمتم مدى تأثير الكلمة!؟!!
"يا بنتي حلال مدي إيدك سلمي متخافيش الدار أمان"
انتبهت على صوته وابتسمت وأنا بعقد إيدي بإيده بابتسامة...
ولما رجعت لقيت عبيده بيتكلم مع روعه وأمي..
ورحيم واقف قصاد حنين وبيسألها:
"إنتِ بايته هنا ولا إيه!!"
خرج صوتها خافت ومرتبك:
"أ... أيوه..."
اقترب عبيده من رحيم وطبطب على كتفه وهو بيقول:
"إيه يا عم رحيم منورنا"
رحيم وهو بيبص على حنين، قال بمكر:
"لا أنا جاي لاقي النور هنا..."
فهمنا كلنا قصده بس عملنا مش واخدين بالنا، نظرت أمي من النافذة وقالت:
"دا الجو بيمطر بره"
رحيم بابتسامة:
"ستي الله يرحمها كانت دايما تقول الشتا في أدار يهد الجدار"
عبيده بسخرية:
"أدار!!!! مين أدار ده؟ هو أذار شهر ٣ أو أيار شهر ٥"
رحيم بمرح:
"الحقيقه مش عارف! بس أنا مضطر ابات هنا عشان المطر ده"
فركت حنين إيديها وهي بتبص للأرض وبدلت روعه نظرها بين الإثنين واتأكدت من شكها، فابتسمت وطبطبت على كتف أخوها وقالت بهمس:
"المطر يخلص وتمشي ياد فاهم؟!"
رحيم بنبرة درامية:
"بتطرديني يا روعه!! عجبك كده يا جوز أختي"
"أه عاجبني"
ضحكنا ودخلت حنين لأوضتي ومطلعتش مره تانيه وقعدت روعه مع رحيم تنبهه وتحذره من إنه يلعب بمشاعر حنين..
ولما يأس رحيم إنه يشوف حنين تاني قام ومشي....
بقلم آيه شاكر
لا حول ولا قوة الا بالله 🌹
لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ♥️ طين
★★★★★
"لا أنا مش بخاف من الحاجات دي خالص"
قالتها روعه بثقة فسألتها حنين:
"فعلًا؟!"
المفترض إننا كنا بنزاكر لكن قعدنا نتكلم وخصوصًا في موضوع الجن والعالم الغيبي... تقريبًا اختارنا الوقت المناسب وهو منتصف الليل..
قلت بخبث:
"طيب تعرفي إن عبيده أخويا بيعرف يتواصل مع الجـ.ن"
وقفت روعه وقالت:
"بطلي عبط يا شهد أنا قايمه أنام"
قلت بأعين متسعة:
"يا بنتي أنا بتكلم بجد يعني ساعات بيقوم بالليل ويقعد يكلمهم لو حد فيهم جه يزوره"
روعه باستغراب:
"يزوره؟!"
قلت:
"أيوه ما هما بيزوروه كتير أحيانًا في صورة قطط أو عصافير أو صراصير"
هزت روعه رأسها باستنكار ونفخت بضيق وهي بتقول بنبرة مهزوزه تدل إنها خايفه:
"تصبحوا على خير أنا غلطانه إني سهرت معاكم"
خرجت من الأوضه وبعدين من الشقه...
ضحكت وأنا بضـ.رب كفي بكف حنين وبقول بابتسامه:
"شوفتي خافت إزاي!!!!"
حنين بنفس الضحك:
"حرام عليكِ بجد"
******
فتحت روعه باب شقتها بخفوت وهي ماشيه على أطراف أصابعها فاكره عبيده نايم فسمعت صوته الرخيم:
"يا مساء الورد على أحلى نجمه منوره مجرة درب التبانه... شمس حياتي وقمر ليلي ونور دربي"
انتفضت وخفق قلبها بعنـ.ف واستدارت ببطئ تبصله وهي بتبلع ريقها بارتباك وبتفتكر كلامي، حمحمت روعه وقالت بخوف:
"هو إنت بتكلمني؟!"
اقترب منها وهو بيقول:
"أومال هكون بكلم مين هو فيه غيرنا هنا؟!... بقا كده راجعه البيت بعد نص الليل يا مدام روعه؟"
قال سؤاله رافعًا إحدى حاجبيه وعاقد ءراعيه أمام صدره بلوم مصطنع، تلعثمت روعه وهي بتقول:
"أ... أ... إفتكرتك نمت... مـ.. معلش بقا كنا بنزاكر شويه"
ابتسم على ارتباكها، وفجأه اختفت الإبتسامة اتسعت عينه وهو بيبص وراها، فبصت وراها برعب وقربت منه بقلق وهي بتسأل بنبرة مرتعشة:
"في ايه؟!! بتبص على مين؟"
أشار بيده خلفها وهو بيقول:
"على اللي واقف هناك ده"
وقفت قصاده مباشرة وهي بتبص في عينه برعب وبتقول بجدية:
"والله هصوت وألم عليك الناس"
ضحك وهو بيقول:
"إيه بس متخافيش كده دا صورصار أبيض واقف وراكِ"
أفتكرت روعه كلامي وصرخت وهي بتقفز فوق الكرسي بخوف وبتقول:
"صورصار!!! وأبيض!!! يبقا عفريـــــــت!!"
ضحك عبيده وهو بيأخد فردة حذاء وبيـ.ضرب الصورصار اللي فعلًا لونه أبيض وبعدين رجع وقف قصادها يبص عليها وهو بيقول:
"روعه... روعه"
ردت بضجر:
"عايز إيه؟!"
قال وهو يضحك بقـ.وة على خوفها:
"لأ النطه فوق الكرسي دي روعه مش بنادي عليكِ"
#يتبع
ضحك عبيده وهو بيأخد فردة حذاء وبيـ.ضرب الصورصار اللي فعلًا لونه أبيض وبعدين وقف يبص عليها وهو بينادي:
"روعه... روعه"
ردت بضجر:
"عايز إيه؟!"
"لأ النطه فوق الكرسي دي روعه مش بنادي عليكِ"
الحلقه(٢٢)
حكاية:
#فأعرضتْ_نفسي
بقلم آيه السيد شاكر
مد أيده لها وهو بيقول:
"انزلي يلا يا عزيزتي عشان ننام"
ابتلعت ريقها ومسكت بذراعه بخوف وهي بتبص ناحية الصوصار وبتقول يا ترى لو عفـ.ريت هيجوا أهله ينتقموا مننا!!!
ووصلوا للأوضه واستلقت بجواره أصل هتهرب تروح فين!!
سألته بقلق لعله يخبرها بأنه يرى العفـ.اريت قالت بنبرة مرتجفة:
"هـ... هو فيه صراصير بيضا؟ وكمان في الشتا؟!"
عبيده بنبرة مخيفه:
"لأ ما هو ده أصله مش صوصار دا عفـريـــــــت في صورة صورصار"
شعرت روعه إنها عايزه تبكي وهي بتفتكر كلامي، سحبت الغطاء على وجهها لتحمي نفسها...
ضحك عبيده وأزاح الغطاء عن وجهها وقال ضاحكًا بمزاح:
"يا روعه يا جبانه إنتِ خايفه كده ليه يا بنتي... تعالي..."
حاول وضع يده أسفل رأسها وضمها إليه فامتنعت ونهرته:
"لو سمحت متقربش مني... ولا يعني عشان بنام جنبك هتفكر إني سهله؟!"
عبيده بضجر:
"سهله!!! دا أنا مشوفتش أصعب منك يا شيخه"
حط الغطاء على وجهها مره تانيه وهو يقول بضيق:
"نامي يا روعه على الله العفريت اللي على شكل صوصار يجي يسحبك من على جنبي"
حاولت تنام لكن سمعت صوت جاي من بره زي حاجه بتقع على الأرض من مكان مرتفع فشعرت بالخوف وهي تتذكر كل أفلام الرعب وكل كلماتي أنا وحنين عن الجـ ن والشياطـ ين وكأنها طفلة تقتنع بأي سخافات تُقال لها...
كان قلبها يصارع وينتفض بداخل صدرها فبدأت تقترب منه ببطئ وسحبت ذراعه لتضعه أسفل رأسها وهي تبلل شفتيها بتوتر ثم تقول:
"عبيده سمعت اللي وقع ده؟!... هو إيه الصوت ده يا عبيده؟!"
قال بنبرة متقطعة ومخيفه:
"دا أكيد أهل العـ.فريت اللي على شكل صورصار بيدوروا عليه"
اقتنعت «روعه» وتسبثت به بخوف لأن أنا وحنين حكينالها حكايات كتير عن إزاي أهل الجن بينـ.تقموا من اللي يقـ.تل واحد منهم..
ضحك عبيده ثم قبل رأسها بحنان قائلًا بابتسامة ونبرة مرحة:
"عزيزتي الغالية بطلي هـ.بل عفـ.اريت ايه وبتاع ايه!!! وبعدين متخافيش أبدًا طول ما أنا معاكِ... يلا نامي يا حبيبتي عشان نعرف نقوم الفجر"
حمحمت لتسليك حلقها من الغصة المتكومه بداخله وقالت بنبرة مرتعشة:
"تـ.... تصبح على خير"
"وإنتِ من أهل الخير يا روحي"
تنفست بارتياح وهي تغمض جفونها وتطرد كلامي الأحمق من رأسها لتنام....
بقلم آيه شاكر
لا حول ولاقوة إلا بالله♥️
لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ♥️ طين
★★★★★
مرت الأيام
وأصبحت منه منبوذة من الجميع وترى بأم عينها نظرات النفور كما تسمع همهمات الناس عليها...
حاولت التواصل مع آدم لكنه مردتش عليها إلا برساله إن كل شيء نصيب...
أصبحت «منه» قليلة الكلام منطفئة الملامح حتى أنها فكرت في الانتحار بشكل جدى ولكنها تتراجع في اللحظة الأخيرة لأنها تخشى ما ستلقاه بعد موتها بعدما فعلت من إثم...
انتقلت لتعيش مع والدها وتركت كل شيء خلف ظهرها علها تنسى وتُنسى من كل اللي آذتهم..
لم يتبقى سوى الجامعة اللي قررت تحول منها في العام القادم وكانت قليلة الحضور وحيدة وكثيرة البكاء والندم...
كانت دائمًا تلقي اللوم على والديها وأنهما سبب كل شيء، كانت تقنع حالها بأن الله لن يحاسبها عما اقترفت وسيحاسب والديها بدلًا عنها..
"{وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} "
كان صوت شاب يجلس قبالتها في حديقة الجامعه يوليها ظهره ويقرأ القرآن بصوت مجود هادئ ووصل لمسمعها تلك الآية التي زلـ.زلت قلبها..
شعرت وكأن تلك الآية تُناشدها فسالت دموع عينها وهي تلعن نفسها عما اقترفت من ذنب عظيم ستُحاسب عليه لا محالة ولا تعلم كيف ستتوب عنه، لكنها تكره شهد وروعه وحنين وتكره سما وشموع بل وتكره حالها...
قامت من مكانها مصدومة وخائفة ومشتته حتى أنها نسيت هاتفها ودفترها _اللي فيه بعض الأموال_ على المقعد الحجري....
********
من ناحية أخرى
«حنين» بصت على «منه» وأكتافها المتهدله والهزيمه اللي في مشيتها وأشفقت عليها...
حنين كانت لوحدها اللي حضرت اليوم ده في الكليه من غيري أنا وروعه...
مشيت حنين بسرعه وراها عشان تتكلم معاها لكن سمعت صوت:
"حنين... حنين استني نفسي اتقطع من الجري وراكِ"
التفتت خلفها لترى رحيم المبتسم، فتشنج فمها مبقتش عارفه تبتسم ولا تتكلم من الارتباك فقال:
"أولًا أنا مستأذن من الحاج بباكي وكله بالأدب أنا مليش في قلة الأدب... ثانيا وهو الأهم أنا...."
سكت شويه وهو بيحك رقبته بارتباك وكمل بابتسامة:
"يعني هو بصراحه إنت صعبت عليا... أصحابك الاتنين اتجوزوا وإنتِ لسه فقررت أكسب فيكِ ثواب واتجوزك"
حمحمت وهي مش عارفه ترفع عينيها عن الأرض بحياء وعدلت من حقيبتها فقال بمرح:
"أنا مقدر طبعًا إنك محرجه بصي لو موافقه يبقا تقدمي خطوه للأمام وهيا بنا أوصلك ونكمل كلامنا في بيتكم"
مشيت للامام فتنهد بارتياح ولحق بها وهو بيقول:
"روحي يا شيخه ربنا يريح بالك وقلبك"
ابتسمت وسارت جواره وهو يتحدث بمرح ليضحكها....
********
وبعد فترة من الوقت قام الشاب ليغادر فلمح هاتف «منه» وأخذ يُقلبه في يده على وجهه ثم على ظهره وهو يقول:
"دا واقع من حد ده ولا إيه!!!"
أخذ الدفتر وقرأ الإسم المدون عليه وهو يقول:
"منة الله... دا محدش في الدنيا بيكره الإسم زيي!!"
جلس على المقعد وهو بيستغفر وينوي الانتظار قليلًا يمكن تيجي صاحبته تأخده...
وبعد فترة رآه صديقه فأقبل نحوه وقال:
"إيه يا يزن إنت ناوي تبات في الجامعه ولا ايه؟!!"
وضع يزن الهاتف نصب أعين صديقه وهو يقول:
"لا يا عم بس لقيت الموبايل ده ومستني يمكن صاحبه يجي"
جلس الشاب وهو يقول:
"خلاص هقعد معاك شويه وبالمره تحكيلي مالك!"
تنهد يزن بعمق وهو ينظر أمامه وقال:
"والله يا أُبيّ نفسيتي تعبانه من لما سحر سابتني من غير أي سبب مقنع!!"
بص يزن لصاحبه واسترسل بحزن:
"يعني ايه مش مرتاحه ومش عارفه تكمل!! سبب غير مقنع بالمره"
طبطب أُبيّ على كتف يزن وقال:
"لعله خير يا صاحبي... متزعلش نفسك وربنا يرزقك بخير منها.. وبعدين يا يزن إنت غلطان يعني أنا كنت مستغرب كلامكم اللي سابق آوانه مش معنى إنها خطيبتك إنك تتتكلم معاها بالطريقه الغراميه دي وخروجات والذي منه!!"
تنفس يزن الصعداء وقال:
"والله يا يا أُبيّ عندك حق الموضوع من البدايه غلط... يلا الحمد لله على كل حال"
انتظر «يزن» فترة طويله لحد ما المغرب قرب يأذن فأخذ الهاتف وعاد لبيته..
بقلم: آيه شاكر
استغفروا🌹
★★★★
"اه يا شهد اه... جسمي واجعني أوي... قرة عينك بيمـ.وت يا شهد"
قالها شادي بصوت مكتوم وبألم حقيقي، فقد أُصيب بالحُمى واشتد عليه التعب..
قلت بتأنيب:
"بعد الشر عليك إيه اللي بتقوله ده!!!"
شادي بمكر:
"شهد أنا محتاج أتدفى عشان أقوملك بالسلامه"
قلت بنبرة ساخرة:
" طيب اعمل ايه طيب؟! أجيبلك بطانيه وأجي؟!"
قال بصوت أجش:
"لا تعالي احضنيني محتاج حضنك أوي"
ضحكت وسكتت فقال بمكر:
"شهد قوليلي بحبك مش عايز أمـ.وت قبل ما أسمعها"
قلت بضجر:
"يووووه تاني بتقول أمـ.وت!!!"
قال بابتسامة ظهرت في صوته:
"إيه خايفه عليا؟!"
"طبعًا خايفه عليك دا أنا لو عندي فرخه هخاف عليها"
شادي بضيق:
"أم الطوب اللي بتحدفيه من بوقك ده... أبو شكلك"
ضحكت بقـ.وه فأكمل بمرح:
"اقفلي يا شهد أنا هنام أصل الطوب يزيد وأنا مش ناقص"
ضحكت وأنهيت معاه المكالمه عشان ينام لأن صوته كان واضح عليه التعب...
وبعد دقائق دخلت أمي لأوضتي وهي مُصره كامل الإصرار إننا نروح نزور شادي وكمان من غير عبيده لأنه كان عنده الصبح..
وفي محاولة مني لإقناعها قلت:
"يا ماما طيب نستنى لما شادي يصحى من النوم ونتصل عليهم نقولهم إننا رايحين!!"
أمي بحزم:
"يلا يا شهد البسي وأنا هقول لأخوكي يتصل يقولهم... يلا متضيعيش وقت"
نفخت وأنا بدبدب في الأرض أمي دي مستحيل أقنعها بحاجه وروحت ألبس بقلة حيله أصل أنا مين يعني عشان أناقش ست الحبايب...
حملنا أكياس من اليوسفي والبرتقال والموز ووقفنا نخبط على الباب وندق الجرس سمعنا صوت طفل صغير:
"مـــــن الطارق... من بالباب؟"
طفل صغير يتحدث الفصحى والله الكارتون ده حلو أوي إنه بالفصحى بيعلم الأطفال الكلام بيها...
انتظرنا فتره فتقريبًا الطفل كان بيحاول يفتح ومش عارف...
سمعنا صوت أنثوي:
"بتعمل إيه يا حمزه؟!"
قالت طفله أخرى«سدن»:
"بيفتح البيبي يا ماما"
"بيبي ايه!! أوعى شيل الكرسي ده.. إنت حاطط الكرسي ورا الباب وهتفتحه ازاي؟"
فُتح الباب وبصينا على الثلاثة الواقفين بترتيب الطول أنثى قصيرة بالكاد طولها لم يتعدى ١٥٥ سم ترتدي عباية على شكل تايجر «نمر» وحجابها يلتصق بالعبايه ومن نفس القماش...
وطفلها «حمزه» اللي بيرتفع عن سطح الأرض ببضعة سنتمترات يبدو أنه في عامه الخامس أو السادس من عمره يرتدي سلوبيت من نفس قماش عبايه والدته...
وبنت صغيره «سدن» أقل حجمًا في الثالث من عمرها ترتدي بيجامة من نفس القماش وتمسك بيدها عروسه لابسه نفس الطقم "عاملين ماتشنج"
بصلنا الطفل بأعين متسعة وبابتسامة بلهاء وكأنه شايف حاجه غريبه! وبعدين وجه نظره للكيس اللي في ايدي وبص لوالدته وقال بفرحه:
"دول ضيوف يا ماما وشكلهم جايبن حاجات تتاكل"
فرحة الطفل بالأكياس تدل على أنهم مجوعينه! أو أول مره يشوف أكل!! أشفقت عليه جدًا...
نهرته أمه بأعين متسعه ومحذره ونظرتلنا بابتسامة وقالت بتلعثم:
"أ.. إزيك يا شهد... اتفضلوا اتفضلوا..."
سلمنا عليها ودخلنا لحجرة الضيوف والطفل بيحوم حولينا وبيبصلي بابتسامة عريضه وبعدين يبص على الأكياس اللي حطيناها عند بابا الأوضه
«أخت شادي» كانت واقفه مرتبكه وبتبص وراها كل شويه كأنها خايفه نشوف حاجه...
قام الطفل «حمزه» شاور على الأكياس اللي حطينها على الأرض وسألني بابتسامة وفرحة:
"انتوا اللي جايبين كل ده"
أنا كده قربت أتأكد إن الواد ده محروم ومبيشوفش أكل ولا ايه محدش عارف!!
ابتسمت له وأنا بهز راسي بالإيجاب وبطبطب على ظهره بحنان مصطنع وبقول في نفسي ما احنا لسه حاطينه قدامك يا غتت ايه الغباء ده، حرفيًا غباء الأطفال لا يُطاق...
جرى حمزه وفتش في الأكياس بشقاوة ووالدته بتحاول تسكته، وهو بيقول بضيق وبنبرة عالية:
"جابين سفندي وبرتقان وموز مجبتوش جاتوه ليـــــــه!!"
والدته كانت بتحط ايديها على بوقه فعضها وهو بيقول:
"أنا بحب الجاتوه روحوا هاتوا جاتوه يا ضيوف"
سحبته والدته عشان تدخل وهي بتقول بابتسامة مرتبكه:
"لا مؤاخذه يا جماعه دا حمزه شقي أوي"
افتكرت لما حط الطماطم في جيب شادي وضحكت جامد وأنا بفتكر المشهد ده...
بدأت أقلب بصري في الشقه وأنا ببحث على قرة عيني اللي واحشني وأنا مبتسمة...
واختفت ابتسامتي لما وقعت عيني على المرايا اللي قصاد الأوضه وحمايا العزيز اللي خارج من الحمام ولابس بيجامه من نفس القماش العجيب ده...
كان بيقول بابتسامة وكأنه بيلقي شعر :
"يا حجه يا أم شادي الحمام بقا فاضي وخرج منه ابن القاضي"
(ملحوظه شادي اسم جده القاضي)
كتمت ضحكتي وبصيت لـ أمي إلي حالها مكنش أقل مني وهي بتكتم ضحكتها وقولت بهمس:
"مش قولتلك ناخد ميعاد قبل ما نيجي قولتيلي لأ نطب عليهم أدي النتيجه"
أمي بهمس:
"ما هو عبيده قال هكلمهم معرفش بقا كلمهم ولا ايه!!"
وفجأة خرجت حماتي لابسه روب من نفس القماش اللي لابسه منه بنتها...
اتضحلي إن بنتها المصونه انشغلت مع أولادها ومقالتلهاش إننا موجودين أصلًا، لما خرجت من الأوضه بتجري ورا حمزه إللي بيعيط وبيقول بصريخ:
"لا خليهم يروحوا يجيبوا جاتــــــوه والله لأضـ.ربهم بالعصايه وأحط القلم في عنيهم"
حماتي بنبرة حادة وبزعيق:
"جاتوه ايه اللي هنروح نجيبه!! سكتي ابنك ده يا بنتي مش ناقصين صداع "
لقيت شادي طالع من أوضته ملفوف بغطاء من نفس القماشه «تايجر» وبيقول بصوت مكتوم من التعب:
"اه اه حرام عليكم مش عارف أريح شويه في أم البيت ده... أروح عند الجيران ولا أعمل إيه!!! "
رد حمايا:
"بس ياد وإنت عامل شبه السفنديه المفعصه"
شادي بصوت مكتوم:
"متشكر يا تايجر!!! بس مكنش العشم"
"مش هسيبهم هحط القلم في عنيهم عشان مجابوش جاتوه"
كان صوت حمزه إللي أمه بتحاول تسحبه بعيد عننا، وفي نفس الوقت بتحاول تفهمهم إننا في البيت...
وسدن كانت ماسكه ملعقه وحله بتخبط عليهم جامد...
وصوتهم بقا عالي وفيه دوشه، فمالت أمي ناحيتي وهي بتقول:
"دي غابة يا بت!! بقولك ايه قومي بينا نهرب من وسط النمور دول إحنا غزلان ضعيفه... هنتاكل"
يتبع
"دي غابة يا بت!! بقولك ايه قومي بينا نهرب من وسط النمور دول إحنا غزلان ضعيفه... هنتاكل"
قالتها أمي بمزاح وضحكت بخفوت فحطيت إيدي على بوقي أكتم ضحكاتي...
قومنا من قدام الباب عشان حُرمة البيت طبعًا وده كان لازم يحصل من البدايه! وبرده كان فيه صوت دوشه لحد ما سمعنا صوت «أم حمزه» بتقول بنفاذ صبر:
"يا جماعه شهد ووالدتها جوه"
هدأ الصوت مرة واحدة ومسح شادي أنفه بالمنديل الورقي وقال بتلعثم:
"شـ... شهد!!! مين شهد!!"
أخته بضجر:
"خطيبتك"
مسح أنفه للمرة الثانية وقال بذهول:
"خطيبتك!!! احلفي بالله"
(٢٣)
#فأعرضتْ_نفسي
بقلم آيه شاكر
حسيت باحراجهم وارتباكهم مبقوش عارفين يجوا يرحبوا بينا ويسلموا علينا ولا يدخلوا أي أوضه يستخبوا فيها من شدة الإحراج...
دقائق مرت علينا واحنا بنبص لبعض أنا وأمي وكل شويه نضحك..
صوت البيت أصبح هادي تمامًا إلا من صوت حمزه الباكي:
"عايز جاتوه... عايز جاتوه..."
وبعد شويه دخلت حماتي ووراها بنتها الكبيره «أم حمزه» رحبوا بينا وقعدوا يتكلموا معانا ونهزر...
كنت مستنيه أشوف شادي إللي اتأخر شويه على ما جه وقبل ما يدخل سمعته بينادي حمزه وبيقوله:
"ابسط يا عم جبتلك أحلى جاتوه بس والله لو ما سكتت وقعدت محترم هاكله كله لوحدي"
صفق حمزه بيده وقال:
"لا هسكت والله... هيه هيه خالو جاب جاتوه"
شادي بتحذير:
"ها وبعدين يا حمزه"
هدأ صوت حمزه ودخل شادي مبتسم ألقى علينا السلام وصافحنا كان واضح على وجهه الإرهاق والتعب...
دخلت بعده أخته التانيه وهي شايله صنيعة عليها جاتوه وسلمت علينا..
كنت محرجه جدًا وهو كل شويه يبص عليا بابتسامة، ولما لاحظت حماتي ارتباكي وإحراجي، قالت:
"خد شهد فرجها على ألوان شقتكم يا شادي"
قلت بتلعثم:
"لـ... لأ يا طنط مره تانيه لأن شكله تعبان"
وقف شادي وقال:
"لأ أنا بقيت كويس تعالي أخد رأيك في كم حاجه كده... تعالي إنتِ كمان معانا يا طنط"
قال أخر جمله وهو بيبص لأمي اللي رفضت تجي معانا...
فبصيت أنا لـ أخوات شادي البنات وقلت بتلعثم:
"تعالي إنتوا معانا"
لم يعطهم شادي فرصة الرد وقال بابتسامة:
"لا هما شافوها تعالي إنتِ"
مشيت وراه وأنا بحاول أخفي ارتباكي طلعنا السلالم للدور الثاني وفتح باب الشقه اللي كانت فاضيه تمامًا، ابتسمت وأنا بقلب نظري في أنحائها وبتأمل ألوانها الدافيه...
انتفضت لما سمعت الباب بيتقفل، التفت لشادي بسرعه وقلت بارتباك:
"إنت قفلت الباب ليه؟!"
تجاهل سؤالي وسحبني من إيدي وهو بيقول:
"تعالي... تعالي أفرجك على ألوان الشقه"
وبعد ما اتفرجت، سألني:
"لو فيه حاجه عايزاني أضيفها أو أغيرها قوليلي متتكسفيش"
"لـ... لأ والله ذوقك حلو أوي"
تنهد بارتياح وهو بيقلب نظره في الشقه وقال بنبرة جدية:
"تمام"
سكت شويه وهو بيبصلي ومبتسم فكنت عايزه أفتح معاه أي كلام سألته ببلاهه:
"بس إيه حكاية التايجر اللي كنتوا لابسينه ده؟"
حرك سبابته في وجههي وهو بيقول بمرح:
"إوعي الفار يلعب في حجرك يا شهد احنا عيله عاقله والله... هفهمك يا ستي"
قال جملته الأخيرة بجدية وأكمل:
"أنا ليا خال عايش في الكويت بقاله أكتر من عشرين سنه... بينزل كل سنه... كل ما نروح نزوره يدينا قماش قطيفه على شكل تايجر أو سبونج بوب"
ضحكت وقلت:
"فقومتوا واخدينه مفصلينه ولابسينه في البيت"
"لأ إحنا مأخدناهوش هي ماما اللي فصلته... عندنا مكنه صغيره كده ماما بتخيط عليها بس لينا إحنا مش لحد غريب"
هزيت راسي بتفهم وسكتنا، كان بيبصلي بنظرة متفحصة، فارتبكت وقلت:
"طيب يلا ننزل..."
"ننزل!!! لا طبعًا مش هتطلعي من هنا قبل ما أخد اللي أنا عايزه"
الجمله دي خوفتني شويه فقلت بنبرة مرتعشة:
"مـ... مش فاهمه!!"
قال بابتسامة:
"يعني عايز حضن"
استدارت وأنا بقول:
"بطل هزار بقا ويلا ننزل"
جذبي من ذراعي وضمي على حين غرة محاوطًا ظهري بكلتا يديه وسند ذقنه على رأسي وهو يردد:
"والله العظيم وحشتيني أوي... إنتِ متخيله إن أنا مشوفتكيش بقالي إسبوع كامل... أنا تقريبًا كنت باجي عندكم كل يوم"
محاولتش أبعده عني، أغلقت عيني وأنا بستنشق رائحة عطرة وأنا بتمنى الشعور ده يستمر لدقائق أخرى، قال:
"عارفه لو أنا مش خايف من العدوى ودور البرد الصعب اللي ماسكني ده كنت عملت حاجه تانيه"
خرجني من حضنه ومسك ايدي وهو بيقول بابتسامة:
"يلا بقا ننزل"
نظرت له بابتسامة في حياء ومشيت جنبه...
شعرت وكأن قلبي كان أمامه حصن منيع فاطمئن وحين ابتعد ذلك الحصن ارتجف وانتفض...
أصبحت كمن تذوق اللحم للمرة الأولى فأعجبه مذاقه وبدأ يشتهيه...
متأخرناش كتير وروحنا وكنت كل ما أفتكر الحضن ده أتمنى أكرره....
بقلم آيه شاكر
استغفروا ❤️
لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ♥️ طين
★★★★★
جلست روعه جوار عبيده اللي كان بيلعب في موبايله واول ما انتبه ليها تركه من أيده وبصلها بابتسامة، فابتسمت وحاولت فتح كلام معاه قالت:
"عرفت إن رحيم أتقدم لـ حنين؟!"
"اه عرفت ربنا يسعدهم يارب.."
سألها عبيده:
"إيه خلصتِ مزاكره؟!"
أخذت روعه الريمود وفتحت التلفاز وهي بتقول:
"المزاكره مش بتخلص..."
وبعدما قلبت بين قنواته التفتت تنظر لـ عبيده فلقيته بيبصلها وإيده على خده ومبتسم، سألته بابتسامه:
"بتبصلي كدا ليه؟!"
أخذ الريمود من يدها ومسك يدها وقال:
"إيه بقا يا روعه هستنا لإمته؟!"
ابتسمت روعه لأنه بيحاول معاها كل يوم ولا يترك مجالًا إلا ويحدثها بكلمات الغزل حتى امتلأ قلبها وفاض، قالت بمرح:
"مستني ايه بس يا عزيزي!!"
عبيده بنفس النبرة:
"مستنيكِ يا عزيزتي... ها بقا مش هتفتحي قلبك؟"
"كان مفتوح يا عبيده بس أنا قفلته... حبستك جواه وقفلت عليك"
قالت أخر جمله وهي تحرك يدها وكانها تغلق قفلًا
اتسعت ابتسامة عبيده وهو يقول:
"أفهم من كده إنك..."
"بحبك يا عبيده"
ضمها عبيده وهو بيقول بفرحه"
"الله... سمعيهالي تاني عشان حاسس إني بحلم"
همست روعه جوار أذنه وهي تضغط على كل حرف:
"بحبك"
دخلت روعه للعالم اللي كانت خايفه منه أحبته رغمًا عنها وتناست كل أفكارها وأوهامها لتعيش برفقته...
★★★★★
مرت تلاثة أيام و«منه» كل يوم بتنطفي أكتر وبعدت عن كل اللي حوليها حتى مبقتش تروح جامعتها...
كانت حابسه نفسها في بيت والدها وبتقعد معاهم على الأكل تعمل نفسها بتاكل منعًا للجدال معاها...
زوجة والدها كانت سيدة حنونه لكن منه مكنتش بتتكلم معاها وحابسه نفسها طول الوقت...
بطلت تصلي وبعدت عن ربنا وكأنها بتعاقب نفسها...
فاكره إنها خلاص هتدخل النار بسبب اللي عملته فمفيش داعي تعمل أي عمل صالح!!
أوشكت على الدخول في حالة اكتئاب ومكنتش بتبطل عياط وفارقت الابتسامة وجهها وزاد كرهها لأصحابها السابقين...
*****
" خلاص كده ربنا هيعاقبني بذنبهم كلهم وهدخل النار"
كانت في مكان مظلم ترى باب النار على يسارها وباب الجنه على يمينها، قالت منه الجمله دي ببكاء وهي تُحدث نفسها وتسير نحو باب النار بإرادتها..
فرد عليها صوت لا تعلم مصدره:
"هو إنتِ مقرأتيش قوله تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا..."
التفتت حوليها تبحث عن مصدر الصوت فأكمل:
"لو توبتي وأخلصتي توبتك لله ربنا هيغفرلك"
التفتت حوليها وهي بتقول:
"بس أنا سمعت إن ربنا مش بيسامح في حقوق الناس وكل اللي أنا آذيتهم ليهم حق عندي ومش هيسامحوني"
"ربنا بيغفر الذنوب كلها يا منه... والناس دي ممكن تعتذريلهم"
"بس أنا بكرههم أنا مش عارفه أحبهم مش هعرف أعتذر منهم"
"خلاص سيبك منهم دلوقتي مش إنتِ توبتي خلاص استغفري وادعي دائمًا ربنا يطهر قلبك"
"طيب أنا مش عارفه أعيش وسط الناس"
رأت نفسها تقف أمام مرآة ترتدي نقاب يستر وجهها وملابس واسعة باللون الأبيض...
وفجأة فتحت عينها على آذان الفجر...
تذكرت تفاصيل الرؤيه وبكيت لم تشعر إلا وهي تطير لتتوضئ وتصلي لتدعو الله أن يغفر لها ويطهر قلبها...
بقلم: آيه شاكر
استغفروا 🌹
★★★★
وبعد يومين
"شايفين اللي لابسه نقاب وقاعده هناك دي؟"
قولت كده وأنا بشاور على بنت لابسه إسود، فردت حنين:
"أول مره أشوفها مين دي؟!"
قلت بسخرية:
"دي الشيخه منه... يا ترى بتعمل مصيبة إيه تاني!! أصل اللي فيه طبع مستحيل يغيره"
ردت روعه بحدة:
"لا يا شهد فيه ناس كتير كان فيها طباع وحشه وغيرتها عادي"
قولت بثقة:
"بكره تشوفي بنفسك المصيبه الجديده اللي هتعملها"
"سيبك من منه دلوقتي هو صحيح شادي قدم الفرح وهتتجوزي في الأجازة الجايه"
"أيوه عبيده قالي وأنا قولتله سيبني أفكر"
"أنا رأيي لأ يا شهد بلاش تتجوزي دلوقتي مش انتوا متفقيش لما تخلصي دراسه!!"
حنين باعتراض:
"لا يا شهد سيبك منها اتجوزي هو فيه أحلى من الجواز... طيب والله لو رحيم قالي نتجوز الصبح هقوله موافقه"
روعه بضحك:
"إنتِ واقعه يا بنتي دي معروفه..."
ضحكنا وبصيت لمنه اللي قاعده على المقعد الحجري وبتتكلم في الموبايل وواضح إنها مستنيه حد...
لكزتني روعه في ذراعي وقالت:
"ملناش دعوه انسيها بقا"
شهد بألم:
"مش قادره أنسى اللي عملته معايا"
بقلم آيه شاكر
سبحان الله وبحمده ❤️
★★★★
ولأن يزن طالب مغترب وكان لازم يرجع لبلده أسبوع أعطى الهاتف والدفتر لـ أُبيّ اللي اتفقت منه معاه إنها هتقابله عشان تاخد هاتفها اللي معاه بقالع إسبوع...
انتظرته «منه» على المقعد الحجري...
تنهدت بعمق وطلبت رقمه للمرة الثانيه فأجاب:
"أيوه يا دكتوره... أنا قدام كلية صيدله"
"تمام... ارفع ايدك أو أي حاجه"
"أنا لابس قميص أسود وبنطلون جينز أزرق"
"تمام شوفتك"
اقتربت منه ووقفت خلفه قالت:
"دكتور أُبيّ؟"
التفت ليها وهو بيقول:
"دكتوره منه؟!"
اومأت رأسها بالإيجاب ومدت يدها وهي بتقول:
"ممكن موبايلي بعد إذنك"
أعطاها الهاتف وهو يتلعثم:
"أ... أ... اتفضلي"
"شكرًا لتعبك"
ابتلع ريقه ثم قال:
"العفو..."
"استني يا.... أ... دفترك"
أخذته من يده وهي تقول:
"شكرًا لحضرتك"
استدارت ومشيت شويه وهو خلفها يسلك نفس الطريق للخروج من الجامعة، كان مبتسمًا بإعجاب فقد اغراه حيائها...
★★★★
لما شوفت منه واقفه مع الشاب قلت بانتصار:
"شوفتوا مش قولتكم مش هتتغير"
حنين بدهشه:
"إنتِ عارفه مين اللي كانت واقفه معاه ده أصلًا؟ دا رئيس اتحاد الطلبه على مستوى الجامعه دا محترم جدًا"
قلت:
"مبقاش يغريني حد... ممكن تكون اتعرفت عليه على النت وجايه تقابله"
روعه بنفاذ صبر:
"كفايه بقا اسكتوا قولتلكم ملناش دعوه بيها"
ولما مرت علينا ظنت إننا مش عارفينها بس سمعت صوتي لما قلت بسخرية:
"فيه حد كده عايزه أقوله حسبي الله ونعم الوكيل"
أكملت بسخرية:
"متأكده إنك مش هتتغيري"
لكزتني روعه في ذراعي وقالت:
"يا بنتي كفايه بقا!!"
طعـ..نت الكلمة قلب «منه» المذبـ.وح اللي بيحاول التعافي وبيجاهد عشان يمسك حبل الهداية...
ولما بعدت عننا مسافة جلست على إحدى المقاعد لتتنفس وتُنهي نوبة البكاء الجديدة، ضغطت على شفتيها لتمنع المزيد من الشهقات ولكن خانها حلقها وشهقت باكية فسمعها «أُبيّ» اللي ما زال متابعها، قرب منها وقال:
حضرتك كويسه؟!"
نظرت له للحظه وبكيت وازداد نحيبها ويكأنه ضغط على زر دموعها، قال بقلق:
"وحدي الله بس فيه ايه!"
ولما بعدت مسافة جلست على إحدى المقاعد لتتنفس وتُنهي نوبة البكاء الجديدة، ضغطت على شفتيها لتمنع المزيد من الشهقات ولكن خانها حلقها وشهقت باكية فسمعها «أُبيّ» اللي ما زال متابعها، قرب منها وقال:
حضرتك كويسه؟!"
نظرت له للحظه وبكيت وازداد نحيبها ويكأنه ضغط على زر دموعها، قال بقلق:
"وحدي الله بس فيه ايه!"
الحلقه (٢٤) قبل الأخيره
#فأعرضتْ_نفسي
بقلم آيه السيد شاكر
أخرج منديلًا وأعطاه لها وهو يقول:
"اتفضلي... أ... مش عارف أعمل إلا كده"
جلس جوارها على المقعد تاركًا مسافه وفيرة وصمت ليدعها تُنهي نوبة بكائها...
كان يلتفت حوله كل فتره وبيبص على الطلبه اللي بتمر حوليهم، قال:
"حاولي تهدي لأن كده هيفتكروني مزعلك ولا حاجه!!"
قام وقف لأنه خاف حد يفهمه غلط وهو قاعد جنبها...
مسحت دموعها وقامت عشان تمشي فتبعها وهو بيقول:
"دكتوره منه!إ... إنتِ كويسه؟"
لم تنظر إليه وقالت بصوت مختنق:
"الحمد لله"
مشيت وسابته لكنه تبعها لحد ما اتأكد إنها وصلت بيتها...
مرت الأيام وصار أُبيّ يتابعها ويعرفها ولو من بين آلاف المنتقبات...
أصبحت ترى أُبي دائمًا واللي عرفت إنه بيدرس في كلية طب الأسنان في أخر عام وكانت بتغض بصرها عنه وتظن إنه مش عارفها لانه مبيبصش ناحيتها أصلًا...
بقلم آيه شاكر
استغفروا ❤️
★★★★★
وبعد ثلاث أشهر
جلست روعه على سريرها تزاكر لأخر ماده في امتحانها كانت مضغوطه وباقيلها كتير، جلس عبيده قبالتها وحاول فتح كلام معها فقال وهو بيقلب بين كتبها:
"عزيزتي هو ده انجليزي؟"
رفعت إحدى حاجبيها وقالت بسخرية:
"إنت شايف ايه!!"
بص عبيده للكتاب اللي في إيده وقال:
"شكله كده انجليزي بس يا ترى أمريكي ولا بريطاني"
رديت ببرود:
"عبيده على فكره دا بيظهر في النطق مش في الكتابه"
أخذ منها الكتاب وأغلقه فقالت بنرفزه:
"إيه بتعمل ايه عندي امتحان بكره!!!"
شال كل الكتب من جنبها وقال:
"كفايه مزاكره كده... إيه مفيش وراكِ إلا المزاكره!!"
اعتدلت في جلستها عشان تستلقي وتنام وهي بتقول:
"تصدق عندك حق وسع كده بقا قوم"
اتسعت عيناه وهو بيقول:
"إيه هتعملي ايه؟!"
"هنام عايز أريح شويه عشان أقوم أزاكر"
قال بضجر:
"تنامي!!! دا مبقتش عيشه يا روعه"
قالت بنبرة مرتفعة:
"عايز إيه يا عبيده"
قال وهو بيضغط على أسنانه:
"مش عايز حاجه نامي"
خرج من الأوضه وهو زعلان فقامت بسرعه خرجت وراه وهي بتقول:
"استنى بس... عبيده... متبقاش عيل وبتزعل على كل حاجه كده هلاقيها منك ولا من المزاكىه ولا من ابنك.."
وقف مكانه والتفت ليها سألها:
"إبني! مين ابني ده؟!"
حمحمت بخفوت وقالت بابتسامة:
"ما أنا اتشغلت في المذاكره ونسيت أقولك إني..."
أشارت على بطنها وقالت بابتسامة:
"فيه نونو"
جري ناحيتها وقف قصادها وقال:
"بتهزري؟!"
"والله بجد أنا حامل"
"روعه... روعه.."
"نعم"
"لأ الخبر ده روعه مش بنادي عليكِ"
تعالت ضحكاتهم وهو يضمها بفرحه ويقول:
"لا حرمني الله منك عزيزتي... ربنا يفرح قلبك زي ما فرحتي قلبي"
بقلم آيه شاكر
لا حول ولا قوة الا بالله 🌹
★★★★★
مرت الأيام ومبقتش أشوف منه أو مبقتش ألاحظ وجودها في الحياه عمومًا لكن عمري ما سامحتها...
كنت بشوف «آدم» مستني «سما» قدام الكليه كل كام يوم عشان بتكلم معاها بس هي كانت بتكلمه بملامح جامده وبتسيبه وتمشي وهو يسند ظهره لسيارته متنهدًا بحسرة وندم....
رفضت طلب شادي إننا نقدم جوازنا وقررت إني أستنى شويه لأني مش جاهزه كفايه عليا المزاكره اللي مش بتخلص...
مبقاش في أي جديد في حياتينا إلا إن حنين اتخطبت لـ «رحيم» ومستنه يخلص الجيش عشان يكتبوا الكتاب...
كانت حياتنا روتينه ونحمد الله على استقرارها...
★★★
في ليلة باردة من ليالي شهر يناير كنا بنجري حولين روعه اللي جالها طلق الولادة وبتصرخ وهي نازله على السلم واحنا وراها..
"لا يا عبيده مش عايزه أولد طبيعي... همــــــــــوت"
"معلش يا حبيبتي استحملي شويه عشان خاطر زغلول ابننا"
روعه بصراخ:
"قولتلك مش هسمي زغلول... لاااا"
قالت أمي بضجر:
"بس يا عبيده اسكت... هنسميه محمود يا روعه بس هاتيه بالسلامه..."
صرخت روعه فطبطبت أمي على ظهرها وقالت:
"استحملي شويه يا حبيبتي"
وصلنا المستشفى واول ما دخلنا صرخت روعه ببكاء وألم:
"شوفولي دكتور بسرعه... خليه يفتح ويطلعه... لا مش هولد طبيعي... حد يلحــــقني"
ظلت روعه تتألم وتصرخ بين حين وأخر وأنا قاعده بره وجوايا مشاعر متضاربه وكل شويه أبص على عبيده إللي قاعد جنبي مرتبك وقلقان قولتله:
"هو ليه الستات اللي بيولدوا... إحنا بنتعب أوي بجد... على فكره بقا قول لصاحبك إني مش بتاعت جواز..."
ابتسم عبيده ومردش عليا واضح جدًا إنه متوتر وكان بيسأل الممرضه لو ينفع يدخل مع روعه وفي الأخر دخلها...
مر الوقت ببطئ لحد ما سمعنا صوت بكاء الصغير وهنا ابتسمت لحظة إدراكي إني بقيت عمتو الحرباية...
جه شادي لما عرف إن روعه بتولد وشوفته واقف يعطي عبيده فلوس وعبيده بيقوله:
"والله يا حبيب أخوك معايا... أنا لو عايز ما أنا هقولك مش هجيب من بره"
"طيب روح هات زغلول نعمله الفحوصات والذي منه أنا وشهد وخليك إنت مع مراتك"
"عارف لو روعه سمعتك بتقول زغلول هتنسى كل حاجه وتيجي تجري ورانا"
ضحكوا ودخل عبيده يحضر المولود ويعطيه لي...
شيلت المولود بين إيدي ومشيت جنب شادي وحسيت إني غيرانه ونفسي أكون أم حالًا...
بصيت لـ شادي إللي ماشي جنبي وأنا بتخيل لو كان ده ابننا، ابتسملي وقال:
" مش ناويه تحني عليا ونقدم الفرح عشان أشوف عيال يا شهد"
لقيتني بلمس بطانية المولود وأنا بقول بتلقائية:
"والله حاسه كده إني عايزه أكون أم دلوقتي"
شادي بمرح:
"طيب ما يلا بقا... التأخير من عندك على فكره"
ابتسمت وأنا بفكر أقدم فرحنا زي ما هو عايز!
لما انتهينا من الفحص رجعنا بالمولود تاني للغرفة دخلنا الأوضه اللي فيها روعه وشادي بص للأرض وهو بيقول:
"حمد الله على السلامه يا دكتوره"
ردت روعه بوهن:
"الله يسلمك"
وقف شادي جنبي مبتسم وجت حنين مع رحيم واتجمعت العيله كلها في المستشفى...
«حنين» شالت المولود وهي بتقول:
"اللهم بارك قمر أوي شبهك يا روعه"
روعه معترضة:
"لأ يا بنتي دا شبه عبيده"
"ما انتوا الاتنين أصلًا فيكوا شبه من بعض صح؟"
قالتها حنين وهي بتسأل رحيم فهز رأسه بالإيجاب و اقترب منها ثم غمز لها وهو بيقول بهمس:
"عقبالنا بقا"
قالت حنين بنفس الهمس:
"اتلم يا رحيم"
ضحك رحيم وهو بيقول:
"يا بنتي ما كله بالأدب"
وقفت جنب شادي وأنا شايفه العيله كلها متجمعه وفرحانين فلفت نظري بنت منتقبه بتبص علينا من شباك الغرفة حسيت إنها «منه»..
أول ما شافتني ببص عليها مشيت بسرعه كنت هخرج وراها لكن التهيت مع عائلتي الجميله وفرحتهم بالمولود الجديد ونسيت أمرها تمامًا...
بقلم آيه شاكر
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 🌹
★★★★★★★
جلست منه على المقعد الحجري كعادتها بعدما تنتهي من محاضراتها تختلي بنفسها لتفكر وتقارن بين حالها الآن وحالها في السابق...
انضمت «منه» لإحدى الجمعيات الخيرية وكانت تتصدق دومًا بإسم كل من ظلمته...
كانت تتابعهم من بعيد وتطمئن عليهم وتحن إليهم وتتمنى أن تنقلب الموازين ويعودون أصدقائها لكنها عكرت صفو صداقتهم بجهلها وحقدها...
كم تخاف من قلبها وكثرة تقلبه فكانت في كل سجدة تدعو بدعائين"اللهم ثبت قلبي على دينك... واللهم طهر قلبي اللهم اهدي قلبي"
ولكن جُل ما تخشاه هو أن تكون من الأخسرين أعملًا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعًا...
أخرجها من أفكارها صوت تألفه:
"إزيك يا دكتوره منه"
رفعت رأسها لترى أُبيّ تعجبت أنه عرفها وأنه هنا! فابتسمت أسفل نقابها وقالت:
"الحمد لله... ازي حضرتك"
جلس جوارها وقال:
"الحمد لله... كنت جاي أخلص ورق من الكليه فشوفتك..."
لم ترد عليه فصمت قليلًا وقال:
"ليه بتحبي تقعدي في المكان ده ودايمًا لوحدك؟"
شعرت أنه أتى في وقت تساؤلها ليجيبها فقالت:
"عشان أجاوب على سؤالك لازم احكيلك حاجات كتير بس قبلها تسمحلي أسألك سؤال؟"
"أسمحلك طبعًا"
قالت بدموع ونبرة متحشرجة:
"إزاي أتأكد إن أنا مش من الأخسرين أعمالًا؟"
ابتسم وقال:
"أولًا ثقي في الله وثانيًا اخلصي كل عملك لله حتى نومك خلي نيتك في كل حاجه بتعمليها إنها طاعه لله"
اومأت رأسها بتفهم وسكتت فتره وبعدين قالت:
"أنا آذيت أصحابي كلهم... ومعتذرتش ليهم..."
وكأنها ما صدقت لقيت حد تفضفض معاه شخص مش هتقابله تاني ولسه هتبدأ تحكيله قاطعها وهو يقول:
"بصي بقا مش أي حد رايح أو جاي تحكيله استري على نفسك حتى لو زي ما بتقولي الناس كلها عارفه أنا واحد من الناس معرفش... عن عائشة رضي الله عنها: يانساء المؤمنين إذا أذنبت إحداكن ذنبا فلا تخبر به الناس، ولتستغفر الله ولتتب إليه، فإن العباد يعيرون ولا يغيرون، وإن الله يغير ولا يعير... وكويس أوي إن إنتِ بتتصدقي عن أصحابك وأنا متأكد إنك لو روحتِ اعتذرتيلهم هيسامحوكِ"
قالت ببكاء:
"مش قادره أبص في وشهم بعد كل اللي عملته.."
"سيبها للزمن... الزمن قادر يداوي ويصلح بينكم"
سكتوا فتره وبعدين وقفت وقبل ما تمشي قالتله:
"شكرًا لحضرتك وشكرًا لوقتك"
وقف أُبي وقال بابتسامة:
"العفو... ممكن أخد رقمك؟"
هزت راسها بالنفي وقالت:
"أنا آسفه بس مش عايزه أغلط تاني"
تركته ومشيت وهو وقف يبص على فراغها ويبتسم وهو بيدعيلها بالهداية...
بقلم آيه شاكر
استغفروا 🌹
★★★★
وبعد يومين من إلحاح شادي بتعجيل زواجنا وارتباكي وحيرتي رغم استخارتي دخلتُ إلي جمعية خيرية لأتصدق بنية أن يرزقني الله القرار الصائب بشأن هذا الموضوع وأن يبارك بحياتي القادمة...
"ممكن اسم حضرتك"
أعطتها اسمي بالكامل فنظرت لي البنت وقالت:
"إنتِ لسه متبرعه بمبلغ إنتِ وأصحابك!!"
"لأ أنا أول مره أجي أكيد ده تشابه أسماء..."
رددت الفتاه أسماء شهد وروعه وحنين وسما وشموع بالكامل مما أثار تعجبي وتسائلت هل التشابه إلي هذا الحد!!! قلت:
"فعلًا دي أسماء أصحابي... مين اللي بيتبرع بإسمنا"
يتبع
"فعلًا دي أسماء أصحابي... مين اللي بيتبرع بإسمنا!!"
خرجت من الجمعية الخيريه وأنا مش فاهمه حاجه وبسأل نفسي مين اللي بيتبرع بأسمائنا!!!
٢٥ والأخيرة
#فأعرضتْ_نفسي
بقلم آيه شاكر
ولما وصلت البيت حكيت لـ روعه اللي قاعده على سريرها وأنا قصائدها على الكرسي، قلت:
"أنا شاكه فيكِ يا روعه إنتِ إللي بتحبي تعملي خير كتير"
"يا بنتي والله ما أنا وأنا هكذب عليكِ ليه!!"
"أومال مين!! تكون حنين اللي بتعمل كده!! ولا سما! لأ معتقدش إنها سما ومستحيل تبقى شموع... هو ممكن يكون مجرد تشابه أسماء؟! بس للدرجه دي!!"
كنت بفكر مع روعه بصوت عالي لكنها كانت سرحانه ويمكن مسمعتش كل كلامي ومردتش عليا فبصتلها وقلت:
"روعه!! روعه! يا بنتي روحتي فين؟"
قولت كده وأنا بشاور بإيدي قدام عنيا عشان تنتبه ليا فقالت:
"معقوله تكون منه!!"
ضحكت وقولت بسخرية:
"منه!!! مكنتش أعرف إن الولاده بتأثر على الدماغ!!"
ولما سمعنا عياط «محمود» _اللي عبيده بيناديه زغلول عشان يضايق روعه_خبطت روعه بإيديها على رجلي، وقالت:
"قومي... قومي اعملي رضعه لـ محمود وخديه معاكِ شويه عايزه أنام منمتش من إمبارح"
أخدت «محمود» وخرجت وبرده لسه بفكر مين ممكن يتبرع بأسمائنا!!
لكن تجاهلت الموضوع ومع انشغالي في حياتي ومزاكرتي تناسيته تمامًا...
بقلم آيه شاكر
استغفروا🌹
★★★★★★
وبعد أسبوع من محاولاتي الكثيرة إني أقنع شادي إننا نأجل جوازنا لبعد ما أخلص جامعه ووافق على مضض...
"أنا مستعد أستناكِ العمر كله يا شهد لو ده هيريحك"
"هو أنا قولتلك قبل كده إني بحبك"
"يعني مرتين تلاته كده على الماشي"
قلت بابتسامة:
"أنا بجد بحبك أوي يا شادي"
شادي كان قاعد قصادي بص على الباب المفتوح وقام قفله، فوقفت ورفعت سبابتي بتحذير وقلت:
"لو حضن ماشي إنما حاجه تانيه هلم عليك البيت والشارع"
"يا بنتي هو أنا بتاع حاجه تانيه... كفاية عليا الحضن أهو يصبرني السنتين دول"
"قصدك ٣سنين"
حضني جامد وقبل رأسي وهو بيقول:
"ربنا يطوى السنين طي وألاقيكِ بترفرفي في بيتي يا فراشة يا قمر.... بحبك"
فتح «عبيده» الباب فجأه من غير ما يخبط، وتنحنح بقـ.وة، فبعدت عن شادي بارتباك، فقال عبيده بسخرية:
"طيب ما تتلمي بقا يا فراشه وتوافقي على ميعاد الفرح بدل ما أنا بقفشك مره وأمك مره كده"
بلعت ريقي بارتباك وخرجت وأنا باصه في الأرض بحياء وبقول:
"هـ.. هروح أعملكم شاي"
خرجت وأنا سامعه صوت شادي إللي قال بضيق زائف:
"اتعلموا تخبطوا بقا"
"ياد بنضايقها عشان توافق"
قعد شادي على الكرسي وقال بابتسامة:
"إدا كان كده ماشي"
********
وبعد كام يوم
شوفت منه واقفه في البلكونه اللي قصادنا بصينا لبعض شويه وكأن نظراتنا بتعاتب وبتلوم وبتشكي، حسيت بلمعة الدموع في عنيها ومع إني مضايقه منها ومش مسمحاها وبكرهها حسيت إنها وحشتني أوي وعايزه أروح أحضنها...
تجاهلت الشعور ده لما تدفقت الذكريات السلبيه لعقلي دفعة واحدة اللي عملته منه مكنش قليل أبدًا..
تجاهلتها ودخلت وأنا جوايا مشاعر متناقضة ما بين إني إشتقت لها وإني مش قادره أسامحها...
★★★★★
"بتعيطي ليه يا منه"
قالت منه ببكاء:
"قولتلك يا ماما مش عايزه أجيلك هنا تاني... بعد كده نبقى نتقابل في أي مكان بره"
"ما خلاص يا بنتي محدش عارفك بالبتاع اللي لبستيه ده"
"بيتهيألك كلهم عارفيني وكلهم بيبصولي بنفور... للأسف هفضل طول عمري منبوذه ومحدش هيسامحني... أنا تعبانه أوي يا ماما... تعبانه أوي"
قالتها منه واترميت في حضن والدتها وإزداد بكائها، فقالت والدتها بسخرية:
"وهتفضلي تعبانه طول ما إنتِ سيباني وعايشه مع أبوكِ ومراته العقربه"
خرجت منه من حضن والدتها وتنهدت بقلة حيلة وهي بتبص لوالدتها اللي عمرها ما هتتغير!
والدتها مش بتسيب فرصه إلا وتشتم والدها ومراته، كملت والدة منه:
"أكيد الوليه مرات أبوكي دي سحرالك عشان تكرهيني"
منه بنفاذ صبر ونرفزة:
"كفايه يا ماما كفايه... على فكره مرات بابا ست محترمه وعارفه ربنا وبتعاملني أحسن ما بتعامل ولادها... إنتِ السبب في اللي أنا فيه!! دي هي اللي بتنصحني دائمًا أجيلك وأزورك وأبرك ياريت كانت هي اللي أمي مكنش ده هيبقا حالي..."
قاطعتها والدتها بكف على صفحة وجهها وقالت بنرفزة وبحدة:
"يا خسارة تربيتي ليكِ بقيت أنا اللي وحشه... قومي يختي روحيلها... وطلما مش عجباكِ أمك شوفيلك أم على مزاجك"
وضعت منه يدها على خدها وخرجت من البيت بدون كلام وهي بتعيط...
جلست والدتها على الكرسي تبكي من كلام ابنتها الوحيده اللي أول مره تشوف في عينيها نظرة كره ليها...
★★★★
دخلت منه لبيت والدها فاستقبلتها زوجة والدها «تقوى» قالت بمرح:
"تعالي يا منوش حماتك هتحبك يا بنتي جايه على الأكل بالظبط"
"شكرًا يا طنط أنا أكلت كتير النهارده"
دخلت منه غرفتها لتكمل بكاء، فتبعتها تقوى بقلق، ولما شافتها بتعيط قعدت جنبها وطبطبت عليها بلهفة:
"إيه يا حبيبتي مالك حد زعلك ولا إيه.... مؤكد قابلتِ حد من أصحابك القدام.."
تقوى كانت الطبيبة النفسيه لـ منه على مدار ٩ شهور، كانت فاتحه عيادة نفسية خاصة بيها في البيت وهي اللي فتحت كلام مع منه وسحبتها للعلاج لأنها كانت مشفقة على حالتها وبكائها الدائم وانطوائها...
في الأول منه متكلمتش معاها لكن واحده واحده بدأت تحكي لأنها كانت محتاجه تتكلم وارتاحت لـ تقوى...
وبعد ما حكيت ليها منه كل اللي حصل النهارده، قالت تقوى:
"بصي يا منه أولًا إنتِ غلطانه إنفعلتِ على والدتك وده ميصحش! هو ده بر الوالدين يا منوش!!! مهما حصل يا حبيبة قلبي دي هتفضل أمك اللي تعبت فيكِ وكبرتك وربيتك غلط بقا ولا صح هي دي فطرتها..."
تنهدت «تقوى» بعمق وأكملت:
"أما بقا شهد فعايزه أقولك أبشري القلوب بتحس ببعضها وأنا واثقه إن شهد هتسامحك لو روحتِ اعتذرتيلها"
هزت منه رأسها بالنفي وقالت:
"مش جاهزه أعتذرلها ولا أعتذر لحد اطلاقًا"
"طيب سيبك بقا من الكلام ده... بقولك إيه الأكل هيبرد قومي نتغدى مع بابا وأخواتك... دا أنا عملتلك شويه مكرونه بشاميل تستاهل بوقك المسمسم ده"
ابتسمت منه وضمت تقوى بحب وهي بتقول:
"أنا بحبك اوي مش عارفه من غيرك كنت هعمل إيه!!"
طبطبت تقوى عليها بحب وقالت:
"ربنا يريح قلبك يا منه ويرزقك سعاده الدارين الدنيا والأخرة"
بقلم آيه شاكر
سبحان الله وبحمده ❤️
★★★★
مرت الأيام أنا بشوف «منه» وتغيرها وهدوئها...
كانت بتحضر المحاضرات وتمشي علطول ملهاش أي أصحاب...
كنت بشوفها بين المحاضرات أو السكاشن قاعده على المقعد الحجري بتقرأ قرآن في الأول حسيت إنها منافقه وبعدين بقيت أقلدها...
الناس نسيت اللي حصل وأنا كمان بدأت أنسى ومش عارفه ليه بحبها وأكتر من مرة كنت بلحق نفسي على أخر لحظه وأنا رايحه أكلمها...
مرت الأيام وكان باقيلي سنه وأتخرج من الكليه وشادي أصر نقدم الفرح وعبيده وافق وأنا اضطريت أوافق...
وفي يوم فرحي
كانت روعه واقفه جنبي:
"اللهم بارك زي القمر... ربنا يحميكِ من العين يا قلبي"
كنت متوتره جدًا، تجاهلت فرحة روعه وكلامها وقلت:
"المفروض كنا نستنى لما أخلص أخر سنه!! منه لله جوزك هو السبب"
"يا بنتي حرام عليك الراجل ريقه نشف... دي حنين اتجوزت بقالها سنه وهي مخطوبه بعدك يا مفتريه"
"هي فين البت دي؟!"
"ما إنتِ عارفه الحمل تاعبها بس هتلاقيها جايه دلوقتي مع رحيم"
هزيت راسي بتفهم وسكتت لأني مرتبكه وحاسه إني اتسرعت، فقالت روعه بابتسامة:
" يا عروسه متخليش التوتر يبوظلك يومك"
ابتسمت وحضنتها...
ولما وصل شادي كنت مرتبكه وبسأل نفسي يا ترى هعجبه ولا لأ! قرب مني وسط الزغاريد وقبلني من جبهتي وهمس جوار أذنى:
"إيه القمر ده... أخيرًا هتنوري شقتنا الليله وهتنوري حياتي يا حياتي"
ابتسمت بحياء ومسك إيدي وخرجنا من البيوتي سنتر...
*******
عبيده كان شايل محمود وواقف مستني روعه وأول ما شافها جه ناحيتها وقال:
"إيه القمر ده يا أم زغلول"
ضغطت روعه على أسنانها وقالت:
"عبيده!! قولتلك متقوليش كده!! والله هزعل منك"
عبيده بضحك:
"طيب خلاص متزعليش يا عزيزتي"
ميل على أذنها وقال:
"بحبك يا أروع حاجه في حياتي"
ابتسمت روعه بحياء ووقفت تعدلي الفستان..
وقفت حنين جنب رحيم حاطه إيديها على بطنها المتكورة أمامها مالت على أذن رحيم وقالت:
"أنا خايفه أوي أولد دلوقتي"
"لأ متقلقيش الواد ده مؤدب زي أبوه ومستحيل يعمل كده"
ركلها الجنين في بطنها فتأوهت بصوت مرتفع وقالت:
"ابنك المؤدب بيضـ.ربني بالرجل شكله مش عاجبه الكلام"
ضحك رحيم ومسك يدها وهو بيقول:
"إن شاء الله هعلمه إن كل حاجه بتيجي بالأدب لأن عيلتنا ملهاش في قلة الأدب"
*******
وقبل ما أركب السيارة لفت نظري بنت منتقبه واقفه تبص علينا واللي كنت متأكده إنها «منه» بس مش عارفه نظرتها دي حقد عليا ولا هي جايه هنا صدفه!
ركبت السيارة جنب شادي اللي كان واضح في عينه الفرحة وكل شويه يبصلي بحب وأخر حاجه غمزه مع ابتسامة ومسك إيدي بحب وانطلقت السيارات اللي تناغمت أبواقها لتخبر كل من يراها أن هناك عروس تزف لعريسها الليله ....
بقلم آيه شاكر
سبحان الله وبحمده 🌹
★★★★
من ناحية أخرى «منه» كانت بتبص على شهد وعنيها بتلمع بالدموع وبتردد:
"اللهم بارك... اللهم بارك... ربنا يسعدك يارب يا شهد... ربنا يسعدكم كلكم"
مسحت «منه» دموعها وقبل ما تمشي سمعت صوته:
"دكتوره منه؟!"
التفتت منه وقالت بابتسامة:
"دكتور أُبيّ... إزي حضرتك؟"
"الحمد لله... أخبارك إيه؟!"
"الحمد لله في زحام من النعم"
لما سكت أبي، قالت منه:
"طيب عن إذنك"
رفع أُبي إيده عشان يوقفها وقال:
"استني... كنت عايز أسألك إيه سبب رفضك ليه... ليه رافضه تقعدي معايا ونتكلم؟!"
منه كانت متأكده إن تقوى هي اللي عرفته مكانها لأنه اتقدملها أكتر من مره وهي رافضه تقابله ورافضه فكرة الزواج أو التفكير فيها لأنها مشغوله في دراستها وفي حفظ القرآن ودراسة العلوم الشرعية والأهم إنها مش جاهزه نفسيًا...
قال:
"أنا عايز فرصه نتكلم مع بعض يمكن نوصل لحل"
منه:
" ليه أنا!!! لا شوفت شكلي ولا تعرف الماضي بتاعي متمسك بيا ليه؟!"
"ماضي إيه!!! أنا ليا الشخص اللي واقف قدامي دلوقتي وأخلاقه دلوقتي وتصرفاته وسلوكه في الوقت الحاضر... أنا متابعك من زمان أوي يعني من سنتين كده وطلبتك في الحلال لأن قلبي مش بإيدي ومقدرتش أخرجك منه..."
الكلام ده يسعد قلب أي بنت لكن «منه» مش أي بنت وبرده مُصره على الرفض قالت:
"يبقا إنت اللي غلطان إتعلقت بيا عشان متابعني من سنتين زي ما بتقول ياريت بقا متتابعنيش تاني.... ربنا يرزقك ببنت الحلال اللي تسعدك لكن أنا.... أنا مبفكرش في الجواز"
"ليه!!! ما هو الجواز ده برده من الدين و...."
"دكتور أُبيّ لو سمحت أنا خلصت كلامي عن إذنك..."
وقف أُبيّ يبص على مكانها الفارغ ويستغفر بقلة حيلة....
و«منه» ضميرها بيأنبها وفيه مشاعر ناحيته لكن بتصد نفسها ومقتنعه إنها عملت الصح مش أي حد يقولها كلمه هتبلعها وتقوله جميله...
لسه قدامها طريق طويل وناويه تكمله ولوحدها....
بقلم آيه شاكر
لا حول ولا قوة الا بالله ❤️
★★★★★
حياتنا قبل الجواز زي اللي راكب مركب وماشي في أمان ولما نتجوز بنلاقي نفسنا نزلنا وسط البحر ولازم نتعلم السباحه ولازم نتعلم نتعامل مع الأمواج وإلا أي موجه هتغرقنا...
مرت الأيام وتتخرجنا من الكليه، حنين ولدت بنت سميتها رحيق، وأنا كنت حامل في الشهر السابع خرجنا نشترى شوية حاجات للمولود الجديد...
روعه بسخرية:
"شكلك حلو أوي يا شهد وإنتِ بكرش كده"
بصتلي حنين بنظرة سريعه وضحكت وهي بتقول:
"فاكره يا بت يا روعه لما كانت بتتريق عليا"
روعه بضحك:
"وعليا أنا كمان يا بنتي كانت رايحه جايه تقولي يا باندا"
حنين من وراء ضحكاتها:
"ودلوقتي هي اللي بقت شبه الكمثرى"
ضحكوا فقلت بثقة وأنا رافعه راسي لفوق:
"بكره أولد وترجعلي رشاقتي ولياقتي وأناقتي"
ضحكنا ولفت نظرنا حفلة توقيع كتاب، فقلت:
" دي شكلها كده حفلة توقيع كتاب تيجوا نحضر ولو عجبنا نشتريه؟"
وافقوا على اقتراحي وأول ما دخلنا سمعت صوت أنا عارفاه كويس....
"في يوم من الأيام عملت ذنب معين ولما الناس عرفت بيه بقيت منبوذه كرهت نفسي وكنت بقول ما أنا كده كده داخله النار فأعرضت نفسي عن الصلاه وعن طاعة الله..."
سكتت «منه» وهي بتفتكر كل اللي عملته في أصحابها فأدمعت عينها للحظه، تنهدت بعمق وقالت:
"سبحان من يضل من يشاء ويهدي من يشاء"
حكيت «منه» كل حاجه بداية من الرؤيه اللي شافتها وبعدين إزاي الناس كانت بتسخر منها وإن فيه أشخاص هي ظلمتهم وبتدعيلهم وبتتصدق عنهم وناويه إنها تكمل أخر خطوه وتروح تعتذر منهم، كملت وقالت:
"عارفين أنا بحكيلكم ليه؟ عشان أقولكم بلاش تسمعوا لكلام الناس لأنكم مستحيل ترضوا جميع الناس أنا كنت بجاهد عشان أكمل ومكنتش بقابل إلا سخريه من الناس... عشان كده قررت أكون مع كل بنت بتجاهد وعايز تمشي في طريق ربنا... قررت أمد إيدي لكل واحده محتاجه حد يطبطب عليها ولو بكلمه عشان متوقعش وتكمل..."
مسحت دموعي وأنا ببص لـ روعه ولـ حنين اللي كانوا بيدمعوا برده...
عرفت ليه ربنا زرع في قلبي حب منه وليه دائمًا كان نفسي أتكلم معاها لأن القلوب بتحس ببعضها...
انتهت المحاضره وفيه بنات اتجمعت حولين منه..
لما شافتنا ارتبكت ووقفت مصدومه وكأن الزمن وقف وكلنا مبقناش حاسين بالناس حولينا، قربت منها وقلت بدموع:
"أنا آسفه"
بصت منه لبطني وبعدين لوجههي وحضنتني وهي بتقول ببكاء:
"سامحيني... سامحيني يا شهد... سامحيني"
حنين كانت بتطبطب على منه وروعه بتطبطب عليا وأنا ومنه بنعيط وحاضنين بعض والناس بتبص علينا....
قبلت منه راسي وهي بتطلب مني أسامحها...
قلت وأنا ببص في عنيها:
"وحشتيني أوي يا منه"
منه ببكاء:
"إنتوا اللي وحشتوني أوي أوي"
حضنت روعه وحنين وطلبت منهم يسامحوها....
ووقفنا نتكلم ونهزر، مسكت إيديها وقلت:
"أنا بجد فخوره بيكِ يا منه... تقبلي نرجع أصحاب تاني"
حضنتني منه وقالت بدموع:
"ياه يا شهد متعرفيش مستنيه اليوم ده بقالي كام سنه"
استنينا معاها شويه وهي بتتصور مع البنات وبتتكلم معاهم، لحد ما قاطعها صوت شاب عارفينه:
"ممكن أخد توقيعك يا دكتوره"
التفتت منه لـ أُبي اللي مازال بيطاردها واللي بتلمح طيفه في كل مكان، مكنتش عارفه ليه إصراره الزياده ده!!
قالت بابتسامه مش ظاهره تحت نقابها:
"بس أنا مش معايا قلم"
ابتسم أُبيّ وهو بيطلع قلم من جيبه ومد إيده بالكتاب اللي بعنوان فأعرضتْ نفسي وهو بيقول بابتسامة:
"اتفضلي يا ستي ملكيش حجه"
مضت «منه» الكتاب وإديتهوله فقال:
"أنا أخدت ميعاد من باباكي للمره العاشره على التوالي وفرحت لما وافقتِ تقابليني المره دي"
تجاهلت منه كلامه وبصيت علينا وقالت:
"عن إذنك عشان أصحابي مستنيني"
خطف أُبي نظره سريعة ناحيتنا ورجع بصلها وقال:
"سلام يا دكتوره لكن هنتقابل"
ابتسمت منه ورجعتلنا فسألتها بمكر:
"مين دا يا منه؟!"
"دا... دا... د... دكتور أُبيّ.."
حنين:
"أيوه ما إحنا عارفينه بس بيعمل إيه هنا؟ هو خطيبك!!"
هزت منه رأسها بالنفي وهي بتقول:
"لأ... هو متقدملي وبابا عايزني أقابله.... و..."
لما لاحظت منه نظراتنا وابتسامتنا قالت بابتسامة:
" إنتوا بتبصولي كدا ليه؟!"
روعه:
"وحشتينا وعايزين نخلعك النقاب ونبوسك دلوقتي"
منه بابتسامة:
"والله انتوا الي وحشتوني"
قلت بمكر:
"الظاهر كده هيكون عندنا فرح قريب وعايزين نجهز الفساتين يا بنات"
حنين بسخرية:
"فساتين ايه اللي هتلبسيها بجسم الكمثرى ده"
ضحكنا ونظرت «منه» لنا ولمعت عيناها بدمعتين ولما لاحظت دموعها قلت بمرح وأنا بشبك إيدي بإيديها:
"دا أنا عايزه أحكيلك عن حاجات كتير أوي"
منه بابتسامة:
"وأنا كمان عايزه أحكيلكم عن حاجات أكتر"
ووقفنا جنب بعض نتكلم ونحكي ونضحك...
الخلاصه يا جماعه إننا مش ملايكه وإن كلنا بنغلط وبنتشتت وونقع ونقوم وبنجاهد والعبرة بالنهايه فاللهم أحسن خاتمتنا♥️
وأخيرًا وليس أخرًا:
﴿يأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم ولا نساءٌ من نساء عسى أن يكن خيرًا منهن...﴾
حلقة إضافية
"إيه اللي إنتِ لبساه ده يا منه!!!"
"أ... أ... إيه! أنا أصلًا كنت عايزه ألبس النقاب كمان بس...."
صمتت «منه» ووقفت تفرك يدها بارتباك وهي تضغط بقواطعها العلويه على شفتها السفلية.
رمقتها رضوى بنظرة جانبية وهي تقول بابتسامة خبيثة:
"بس إنتِ موافقه ولو مش موافقه كنتِ لبستِ النقاب"
عادت «تقوى» لتسكب باقي العصير بأخر قدح أمامها ثم نظرت لـ «منه» بنظرة سريعة ومتفحصة تلك التي ترتدي إدناء باللون الكحلي ووتتصبغ وجنتيها بحمرة الخجل، قالت «تقوى» بابتسامة ودودة:
"المهم في اللي يلبس مش اللبس نفسه... وبرده إنتِ زي القمر"
ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتي «منه» وهي تقول:
"أنا عمري ما تخيلت أقابل حد يفهمني زي ما إنتِ بتفهميني كده أنا بحبك أوي"
ربتت «تقوى» على كتف «منه» بحنو وقالت بابتسامة ماكرة:
"أُبيّ بقا هيفهمك من نظره... صدقيني يا منه دا بيحبك أوي وإلا مكنش إستناكِ طول الفترة دي"
قالت أخر جملة وهي تُطالع ملامح منه التي تلاشت ابتسامتها وقد حاصرها خضم من الأفكار، تتسائل بين حالها هل اتخذت القرار الصائب أم ماذا!!؟ فقد أخذت قرارها سلفًا بأن توافق على أُبيّ لكنها قلقة وتراودها نفسها بأن تحيد عن هذا القرار....
انتشلها من أفكارها صوت «تقوى»:
"يلا يا بنتي شيلي العصير وادخلي"
منه بارتباك وبنبرة مرتعشة:
"انتوا بجد دبستوني... أنا مش عارفه أتلم على أعصابي"
ضحكت «تقوى» وحملت صنية العصير وهي تخرج من باب المطبخ وتقول:
"يلا هوصلك بدل ما توقعي بالصنيه وتفضحينا"
سلمتها تقوى الصنية على باب الغرفة بعد أن طرقت الباب عدة طرقات قبل أن تهرول للداخل وتتابع دخول منه من خلف الستار.
دخلت «منه» بالصنيه وأخذها والدها من بين يديها كانت تُطالع الأرض بحياء، جلست قبالة أُبيّ ولم تستطع رفع نظرها فيه...
أخذ أُبيّ يُحدث والدها ولكنها لا تستطيع ترجمة محتوى كلامه هي تسمع صوتهما ولكن عقلها مشوش وكأنه لا يفهم لغتهما ولا يجد لما يتلفظان به تفسيرًا، وعندما ضحكا ابتسمت ببلاهه وهي تنظر لوالدها دون الالتفات لـ أُبيّ...
ظلت هكذا حتى سمعت:
"طيب هسيبكم شويه وأقوم أرد على الرقم ده"
قالها والدها وخرج من الغرفة وهو يُطالع شاشة هاتفه المضيئة باسم «تقوى»...
ران الصمت بينهما حتى ظنت «منه» أنه خرج مع والدها فرفعت رأسها لتجده يقبض لحيته بإحدى يديه ويحدق بها مضيقًا جفونه، ازدردت ريقها بتوتر وقلبها ينتفض من نظرته تلك وسرعان ما أخفضت بصرها مجددًا وهي تحاول التنفس بصورة طبيعية وإخفاء توترها الطاغي عليها....
"متوقعتش التوتر ده كله يظهر عليكِ"
قالها أُبيّ بسخرية لطيفة ولم ترد عليه هي أيضًا لا تعلم لمَ كل هذا الإرتباك!! لم تتوقع من نفسها تلك الحالة السخيفة التي تغرق بها الآن..
"تحبي تسأليني عن حاجه يا منه"
تنفست الصعداء واستجمعت قوتها، رفعت رأسها لتطالعة بثقة زائفة كانت ترسمها عليه في كل مرة تقابله وكأنها تحاول كبح جماح مشاعرها وإخفاؤها لكن عندما طالعته وإلتقت أعينهما خانتها نظراتها وزاغ بصرها ليتقلب بأرجاء الغرفة متحاشيةً النظر لوجهه ونظراته المربكه، قالت بأنفاس متقطعة:
"أ... أ... أنا عايزه أقولك... إ... إنك مش واحد في حياتي!!؟"
يا لغبائها أهكذا تقال!!! فللحظة فهمها «أُبيّ» بطريقة خاطئة فقطب جبينه وسألها بنبرةٍ مغلفةٍ بالقلق:
"يعني إيه مش أول راجل في حياتك؟!"
"يـ... يعني كنت مكتوب كتابي و..."
وكأنها تدارك ما تقصد وتذكر فعقب بابتسامة:
"أيوه... أيوه... عارف بس دي كانت خطوبه يعني يومين تقريبًا؟!"
قال أخر جملة بنبرة مستفهمة فأومأت وهي تنظر له بذهول فاستطرد موضحًا:
"أنا تقريبًا عارف عنك كل حاجه يا منه... دول سنتين قصدي تلاته متابعك وسائل عنك كويس"
سألته:
"ليه أنا!!"
تجاهل سؤالها واعتدل في جلسته وهو يعدل من سترته ويُحدق بها قائلًا بابتسامة:
"تعرفي إن إنتِ شكلك زي ما توقعته بالظبط تقريبًا نفس الملامح إللي كنت متخيل أشوفها... اللهم بارك"
ازدردت لعابها بتوتر لتبلل حلقها الذي جف ولم تعقب وأخذ هو يُخبرها بالمزيد عن نفسه وعن عائلته وحياته حتى سألته مجددًا:
"ليه أنا!!"
ضيق جفونه وصمت وكأنه يفكر ثم ابتسم وقال:
"أنا ليه حاسس إنك عايزه تسمعي نفس الجمله اللي أنا قولتهالك تاني!!! مش عايز أقولها تاني يا منه بس أوعدك بعد كتب الكتاب هقولهالك وهزود عليها كتير"
تذكرت حين قال لها أن قلبه باغته وتعلق بها على حين غرة ومنذ ذاك الحين وهو يتابعها، ازدادت حمرة وجهها وشعرت بحرارة الجو حولها فحاول أن يجذبها من إحراجها ويغير مجرى الحديث فقال:
"تعرفي إن بيتكم مريح نفسيًا..."
"فـ... فعلًا مريح أوي... أ... أ... أنا مكنتش عايشه مع بابا كنت عند ماما لأنهم منفصلين وبعدين..."
قاطعها أُبيّ:
"أيوه عارف المعلومه دي باباكي... قصدي عمي قالهالي"
وكلما حاولت الإفصاح عن شيء كان يؤرقها ويرعبها بأن يرفضها أو يتركها وجدته يعلم به مسبقًا فاطمئنت وتنفست بارتياح...
مر قرابة من ساعة وهو يتحدث معها حتى حانت لحظة مغادرته ورحل على وعدٍ باللقاء مرة أخرى، لا تعلم لمَ اعتراها ذلك الشعور لكنها شعرت بالفراغ حين غادر وتمنت لو لم يمضي الوقت بتلك السرعة..
توالى مرور الأيام وتحددت خطبة «منه» على «أُبيّ»، وكانت في قمة الرضا عن قرارها وهي تطوي صفحات الماضى بل وتلقى دفتر أطلالها القديم بسلة المهملات لتبدأ بدفتر جديد لا يشوبه أي مُنغصات...
بقلم آيه شاكر
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم♥️
لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ♥️ طين
★★★★★
أخرجنا «منه» من القائمة المحظورة! ذلك للحظر الذي دام لسنوات ليس فقط على هواتفنا بل بداخل قلوبنا وعقولنا...
وفي مكالمة فيديو جماعية عبر تطبيق الماسنجر، قلت:
"بصراحه هو عريس لقطه يا منه ومتمسك بيكِ أنا من رأيي إوعي تخسريه"
منه بابتسامة:
"ما خلاص بقا الخطوبه بعد بكره إوعوا متجوش!!!"
روعة بتلعثم:
"لـ.. لأ طبعًا هنيجي"
منه بابتسامة:
"هستناكم إن شاء الله... هقفل بقا ونتكلم وقت تاني"
وحين أغلقت «منه» بدلت نظري بين روعة وحنين وقلت بنبرة خافتة:
"هنعمل إيه يا حلوين؟ هنقول لأزوجنا الأجلاء إزاي"
حنين من خلف ضحكها:
"أنا عن نفسي هروح لرحيم وأفهمه كل حاجه بالأدب"
ضحكنا وقالت روعه:
"إبه رأيكم نجمعهم كلهم في مكان واحد ونقولهم مع بعض"
قلت:
"لأ أنا هقول لشادي دلوقتي بطريقة ما يلا بقا سلام"
أغلقت معهما وخرجتُ من غرفة الجلوس لأبحث عن «شادي» الذي كان مستلقيًا على الفراش ويستعد للنوم، ويبدوا أنه ينتظرني ويشغل حاله باللعب بهاتفه المحمول...
بدأت أُغني:
"حبيبي... حبيبي... حبيبي يا نور العين... حبيبتي يا نور العين يا ساكن خيالي"
قطعت باقي المسافة من باب الغرفة للفراش وأنا أتراقص أمامه وأردد كلمات تلك الأغنية ظانة أنني رشيقةٌ أنيقةٌ، لكنني كنت أشبه بالباندا تلك التي تسير خطوتين وتصفق!
كان يرمقني بنظرة جانبية متبسمًا على مظهري وحين جلست جواره تعالت ضحكاته وهو يُطالعني وقال من خلف ضحكاته:
"أنا معنديش مشكله في كل الفقره اللي عملتيها السؤال المهم ماما اللي مفصلالك اللبس ده!!"
اومأت رأسي ونظرت لملابسي بلوزة بيضاء واسعة وتصل لمنتصف فخذى بأكمام سوداء وياقة سوداء حول عنقي وبنطال أسود، وهنا أدركت أنني وقعت في فخ حماتي وأنني حرفيًا كالباندا!! فله حق الضحك والسخرية...
حاولت صرف انتباهه عن ملابسي وأنا أُطالعه بابتسامة واسعة وقلت وأنا أمسك خدوده بمرح:
"أنا بحبك أوي أوي أوي أوي"
قال وهو يبادلني ويمسك خدودي التي امتلئت مؤخرًا ويقول:
"وأنا بعشقك أوي أوي أوي"
ابتسمت وأخذت أحدجه بنظرة جانبية من حين لأخر وهو يعبث بهاتفه، وعندما لاحظ نظراتي، قال بتفهم:
"قولي يا حبيبتي متخافيش عملتِ إيه؟"
ضغطت شفتي معًا وصمتت فسألني:
"حـ.رقتي القميص بتاعي؟!"
حركت رأسي بالنفي، فسأل بأعين متسعة:
"كـ.سرتِ الساعه بتاعتي تاني؟!"
حركت رأسي نافية فقطب جبينه وسألني:
"موبايلك حصله حاجه تاني؟!"
حركت رأسي بعنـ.ف نافية، فقال بقلق:
"الأدوات الكهربائية اللي في الشقة تمام؟!"
اومأت رأسي بالإيجاب فقال بنفاذ صبر:
"أومال إيه يا شهد انطقي عملتِ إيه المره دي؟!..."
بلعت ريقي وقلت دفعة واحدة:
"عندي خطوبة واحده صاحبتي بعد بكره وعايزه أروح"
عقد بين حاجبيه وقال:
"صاحبتك مين؟! حنين متجوزه وروعه كمان... إنتِ صاحبتي حد تاني ولا ايه؟!"
حمحمت وأنا بمسح على رقبتي عدة مرات بصمت فاعتدل في جلسته وسألني:
"ميــــــن؟!!"
تنحنحت وصرفت وجهي عنه وأنا أقول بصوت هامس لم يسمعه:
"منه"
"بتقولي ايه مش سامع؟"
لم ألتفت إليه وخرج صوتي غير مسموع للمرة الثانية:
"منه"
جذب وجهي لأنظر إليه وقال بنفاذ صبر:
"ميـــن يا شهد مش سامع بجد!؟"
قلت باندفاع وبنبرة قـ.وية:
"منه يا شادي منه... منه"
شادي بأعين متسعة وبصدمة:
"بتقولي مين يابا؟!!"
بقلم آيه شاكر
استغفروا♥️
لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ♥️ طين
★★★★★
"بودي كيف حالك؟ أرجو أن تكون صافي الذهن لتستوعب ما سأتلفظ به الآن"
قالتها روعه وهي تجلس جوار «عبيدة» على الأريكة، بعد أن وضعت أمامه كأس من الشاي الذي لم يطلبه.
كان يقضي بعض الأعمال على جهاز الابتوب خاصته، فترك الجهاز وحمل الكأس عن الطاولة وأخذ رشفة وهو يطالعها ثم قال بابتسامة:
"شاي ومقدمة يبقا الموضوع مهم ادخلي في صلبه مباشرة يا عزيزتي عشان عندي شغل مهم"
"حسنًا سيدي عبيده... أود أنا أقول...."
تلعثمت وصمتت وابتسمت وثم ضحكت وهي تتذكر ما حدث لـ عبيده وشادي ورحيم بسبب «منه» أنتشلها من أفكارها صوته:
"تودي أنا تقولي إيه خلصي يا روعه"
"فيه خطوبة واحده صاحبتي وعايزه أحضرها"
"طيب ماشي احضريها مفيش مشكله... بس مين صاحبتك دي؟!"
سعلت باصطناع ثم قالت:
"منه"
عبيدة مضيقًا جفونه:
"مين؟!"
"منه يا عبيده"
حك عبيده رأسه وهو يردد:
"منه اللي..."
"احم... أيوه هي... بس والله تابت واتغيرت يا بودي"
ضحك عبيدة بقـ.وة وهو يقول:
"روعه... روعه... روعه"
"نعم"
قال بضحك:
"لأ الجمله الأخيره اللي قولتيها دي روعه مش بنادي عليكِ"
بقلم آيه شاكر
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 🌹
★★★★★
وبعد محاولات كثيرة لإقناع شادي وعبيده ورحيم خرجنا بصحبتهم لحفلة الخطبة...
"هنستناكم في الحديقه دي نص ساعه وتكونوا هنا"
دا كان تحذير عبيده وهو بيبدل نظره بيني أنا وروعه ويمسك ابنه محمود في يده...
اقترب «رحيم» من «حنين» وقال بابتسامة:
"خدي راحتك يا قلبي طلما رحيق معاكِ إن شاء تباتي هناك عادي"
وبعد أن غادرنا ورحيم يلوح لطفلته...
نظر شادي وعبيده لـ رحيم بحدة فتلاشت ابتسامته وجهه وسألهما:
"مالكم؟"
قلد شادي نبرة رحيم الرخيمة التي كان يُحدث بها زوجته:
"خدي راحتك يا قلبي إن شاء الله تباتي هناك عادي"
وضع رحيم كلتا يديه بجيبي بنطاله وقال:
"مراتي وبدلعها براحتي محدش ليه عندي حاجه"
جذبه عبيده من ملابسه لأعلى كاللص وهو يقول:
"دلعها في بيتكم مش قدامنا يا خفيف يعني دلوقتي أختك تنكد عليا وتقولي إني مبدلعهاش... قدامي امشي"
"الله!! ما تدلع مراتك هو أنا منعتك!"
سحبه عبيدة من ملابسه فقال رحيم:
" إيه يا عم عيب كده سيب هدومي وكله بالأدب"
مسك شادي يد محمود الصغيرة وهو يقول:
"أنا هاخد محمود ونروح نركب المراجيح الواحد نفسه يتدلع كده"
نظر رحيم لظهر شادي وهو يدخل الملاهي وقال بنبرة مرتفعة:
"طيب ما أنا عايز أدلع أنا كمان..."
ترك عبيده ملابس رحيم وشبك ذراعه بذراع رحيم وقال:
"من حق الكبير يتدلع... يلا بينا نروق على نفسنا الواحد مفتقد أيام الطفوله والله"
بقلم آيه شاكر
استغفروا 🌹
★★★★★
تم كتب الكتاب وتعالت الزغاريد بعد أخر بصمة لـ منه على الورق، كنت سعيدة لسعادتها ودعوت الله أن يبارك لها في حياتها ويثبتها...
ابتسم أُبيّ وهو يُطالع أعينها التي أخفضتها عنه بحياء، وقال لها:
"مبارك"
منه بحياء:
"الله يبارك فيك"
كان أُبيّ فرحًا وكأنه ظفر بها بعد حـ.رب طويلة خاضها..
ابتسمت لفرحتهما ولكن تجهم وجهي حين رأيت «يزن» يبارك لـ «أُبيّ» ويضمه بحرارة...
أخذت أتسائل عن علاقته به!! وهل عرف منه؟ أو قص على أُبيّ ماضيها!
مر الوقت وغادرنا لنترك لـ «منه» فرصة الجلوس مع زوجها...
وعندما خرجنا من البيت أوقفني صوته:
"دكتوره شهد!!!"
التفتت له وتعجبت أنه عرفني حتى وأنا حامل وأعتقد أنني تغيرت كثيرًا عن السابق! فكرت أن أنكر شخصيتي ولكن تلعثمت وانا أقول بابتسامة:
"أ... أ... إزيك"
اخفض بصره وهو يقول:
"الحمد لله..."
تجاهلت أسئلة حنين وروعه عن هويته، حين أكمل هو دون النظر نحوي:
"السنين بتعدي بسرعه أوي وبنكبر من غير ما نحس... هي العروسه تبقى «منه» اللي كانت سبب مشاكلنا سابقًا، صح؟!"
ترددت بين أن أقول الحق أو أنكر لكن لا مفر من قول الحقيقة قلت:
"لو سمحت يا أستاذ يزن منه اتغيرت وتابت بلاش تقول لزوجها أي حاجه أنا سامحتها والدليل إني بحضر خطوبتها و..."
قاطعني حين أطلق ضحكة كالزفرة وقال:
"متقلقيش أنا مقولتش ومش هقول... أنا بس كنت عايز أسلم عليكِ وأتأكد إن منه هي البنت اللي صاحبي بيفكر فيها وبيجري وراها بقاله ٣سنين... مع إني شكيت فيها من الأول لكن كنت بخالف إحساسي لما أسمع عن الندوات اللي بتعملها وأخلاقها... ربنا يثبتها ويهدينا جميعًا... عن إذنك"
قال أخر كلمتين بابتسامة وابتعد خطوة ثم عاد والتفت إليّ وقال:
"نسيت أقولك مبروك على الجواز والحمل مع إنها متأخره شويه..."
قال أخر جملة بابتسامة ثم ولى ظهره وانصرف وأنا بردد:
"الله يبارك فيك"
نظرت ليده فوجدت كتاب «منه» (فأعرضت نفسي) الذي كان يزن من إحدى شخصياته التي تحدثت عنه منه بالكتاب، فلو قرأ الكتاب سلفًا لتيقن أنها هي «منه» دون الحاجه لسؤالي...
سرتُ جوار روعه وحنين وهما يسألاني عن هويته وماذا يقصد؟! وأنا لم أنبس بكلمة أشرتُ لهما أن يصمتا وتركتُ العنان لذكرياتي من بداية معرفتي بـ منه وحتى الآن....
ابتسمت وأنا أمد بصري لأرى عبيده وشادي ورحيم يركبون الساقيه بالملاهي ويشاورون لنا بابتسامة وهما يطلقان أصوات عالية بحمـ.اس.
ضحكت على مظهرهم ووضعتُ يدي على بطني وأنا أفكر في اسم ابني الذي لم أختاره بعد! لانتبه على صوت حنين التي وضعت يدها حول خصرها وقالت بضجر:
"والله! شوفتِ عايشين في الملاهي وسايبنا... والله ما همشي من هنا إلا لما أركب الساقيه زيهم"
لترد روعه بنفس نبرة صوتها:
"وأنا كمان"
هزيت راسي باستنكار وقلت بابتسامة ساخرة:
"إنتوا اطفال أوي بجد!!"
وقفتُ أُشاهد تصرفاتهم الطفوله وهم يتنقلون من لعبة إلى أخرى ولا أستطيع المشاركة بسبب حملي، تركهم شادي ووقفت جواري وقال:
"تحبي تأكلي أيس كريم؟!"
قلت بحمـ.اس:
"أحب جدًا"
قوس ذراعه لأضع ذراعه بينه وسرنا نحو محل المثلجات ونحن نتبادل الكلام والضحكات...
بقلم آيه شاكر
استغفروا♥️
★★★★
خلعت منه نقابها وحجابها لينسدل شعرها لمنتصف ظهرها، وتزينب ببعض المكياج الهادئ فرأتها تقوى التي ألقت لها قبلة في الهواء إعجابًا بهيئتها وأشارت نحو غرفة أُبيّ لتستعجل «منه» بالدخول...
وما أن فتحت باب الغرفة وتجلت لـ أُبيّ نهض واقفًا يُحملق بها وبكل تفاصيلها ثم ابتسم ودنا منها فارتبكت واعتقدت منه رد فعل أخر فنظرت أرضًا، لكنه تخطاها ليغلق الباب ثم عاد ووقف قبالتها، مسك كلتا يديها وهو يبتسم لفترة ثم قال بنبرة هادئة:
"لقد رُزقت حبك... فهل رُزقتِ حبي؟!"
اومأت «منه» رأسها بالإيجاب وهي تُطالعه بابتسامة، وعلى حين غرة ضمها إليه...
فحاوطت منه ظهره وأخيرًا نطقت بكلمة واحده انتظرها أُبيّ كثيرًا:
"بحبك"
همس جوار أذنها:
"كنتِ حـ.ربي وحُذفت الراء"
خرجت «منه» من بين أحضانه ونظرت له بابتسامة ثم جلسا جوار بعضهما وهي تبلتع ريقها كل لحظة لتبلل حلقها الجاف...
صمتا لفترة فنظرت «منه» للدبلة بيدها ولمعت عينها بدمعة، نظرت له وسألته بنبرة متحشرجة:
"أنا أول مره أحس إني فرحانه من قلبي... إنتِ مكافئة ربنا ليا"
قبض على يدها ثم رفعها إليه وطبع قبلة على راحتها، نظر بعمق في عينيها ومسح بأناملة تلك الدمعة التي فرت منها وقال:
"إنتِ إللي مكافئة من ربنا ليا ونعمة هشكر ربنا عليها ما حييت ربنا يديمك في حياتي ويقدرني أصونك"
تمت
#فأعرضتْ_نفسي
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا