القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وليدة قلبى الفصل 21-22-23-24-25بقلم دعاء أحمد جميع الفصول كامله

 رواية وليدة قلبى الفصل 21-22-23-24-25بقلم دعاء أحمد جميع الفصول كامله 




رواية وليدة قلبى الفصل 21-22-23-24-25بقلم دعاء أحمد جميع الفصول كامله 


21

في الصباح علي مائدة الأفطار

تعرفت الأسرة علي نوارة ورحبت كوثر بها بحرارة عندما علمت بأنها ابنة صديق زوجها رحمة الله عليه

كوثر بحنان :

كلي يا نوارة يا حبيبتي مش بتاكلي ليه

نوارة بخجل مصطنع:

باكل اهه ياماما الحاجة تسلمي

- انتي شبه مامتك الله يرحمها اوي يا حبيبتي ماشاء الله عليكي

- انتي كنتي تعرفي امي

-اه طبعا الحاجة سماح كنا بنتقابل دايما بحكم ان بباكي كان صاحب محمود جوزي الله يرحمه

نظرت لها نوارة بخبث وهي تفكر انها وجدت الشخص الذي من خلاله ستصل لقلب سليم ..فأصطنعت التأثر وهي تقول :

انا حبيتك جوي يا ماما الحاجة معاملتك معايا فكرتني بامي

كوثر بتأثر:

يا روحي وانا كمان حبيتك جدا

وجهت كوثر انظارها لسليم الذي ينظر لساعته كل دقيقة

وتحدثت بحنان :

يا حبيبي انت كده هتتأخر كل وريم هتبقي تنزل براحتها

رد عليها بحنق :

انا مش عارف هي دايما متأخرة علي الفطار كده ليه

-مانت عارف انها بتتأخر علي الفطار دايما كل انت وانا كده كده مش بسيبها الا لما اتأكد انها فطرت

قال سليم بنبرة متضايقة :

-يعني انتي بتقدري عليها يا ماما دي لو صحت بعد ما انا مشيت مش هتعرفي تسيطري عليها ومش هتفطر انتي عايزاها تتعب ويغمي عليها زي قبل كده ..

نظرت له نوارة بغيظ مستتر وهي تلعن ريم بداخلها بسبب اهتمام سليم المُبالغ بها

في هذة اللحظة دخلت ريم برقتها وهي تقول بمرح :

اتأخرت عليكم

نظر لها بضيق :

اخر مرة تتأخري علي فطارك ياريم مش هقولهالك تاني

اقتربت منه ريم وهي تقبل وجنته بأعتزار :

انا اسفة يا روحي معلش نمت متأخر

ضيق عينيه مستفسرا وهو يجزبها من وجنتها :

وانتي تنامي متأخر ليه يا بت انتي انا مش قايل مية مرة ننام بدري

توترت نبرتها :

انا ماسهرتش عشان اتفرج علي فيلم يعني انا كنت بزاكر عشان كده نمت متأخر

نظر لها مستهزئا :

اه بتزاكري انا كده صدقت

رمقته بحنق :

اف بقي

رفع احدي حاجبية وهو يقول بصرامة:

متأفأفيش

-انت عمال تهزق فيا ومش عايزني اعترض واقول اف كمان


ابتسم خفية علي اعتراضها الطفولي:

مانتي سيرة المزاكرة بالنسبالك تهزيق فعلا

جلست بغيظ وضيق سرعان ما اختفي وهي تنظر الي نوارة بود :

نور ازيك

نوارة بنبرة حب زائفة

:اهلا يا حبيبتي عاملة ايه

-الحمد لله يا نور تسلمي

-ان شاء الله يسلمك

اعد لها سليم شطيرة واطعمها اياها بحب وكأنه والدها ليس زوجها

راقبت نوارة حنانه علي ريم وحرصه بان تتغزي بنظرات حقد وكرة وهي تقارن بين سليم الجاد الذي كان معهم لثلاث ليالي في الصعيد وسليم الذي يتعامل مع ريم الأن كيف لشخص ان يكون ذو شخصيتين مختلفتين تماما هكذا وكأنه مصاب بالفصام

**********

جلست ريم فترة الظهيرة تتابع احدي الأفلام بملل عندما جائت احدي اللقطات الرومانسية فأبتسمت بأشتياق وهي تتذكرت سليم فقررت تمضية الوقت في غرفته حتي موعد الغداء فقد اشتاقت له ولوجودة حولها

فتحت باب غرفته للتفاجيء بتلك الواقفة تُمسك قميصة وتستنشق رائحته

ريم بزهول وغضب :

ايه ده انتي بتعملي ايه هنا

التفتت لها نوارة وقد تفاجات بها ولم تستطع الرد

لم تتمكن ريم من التحكم في غيرتها وهي تقترب منها وتنزع القميص من يدها بعنف :

ازاي تدخلي اوضة سليم وماسكة قميصة كد ليه انتي اتجننتي

نظرت لها نوارة بجرأة وهي تقول لها بثبات :

ايه فيها يعني واحدة وداخلة اوضة اخوها الكبير لو زعلتي مني فانا اسفة يا ريم كنت افتكر نفسي منيكم وطلبت اساعد الست عطيات وهي جالتلي اجيب هدوم سليم اللي مش نضيفة تغسلهم ولو مش مصدجاني اسأليها

ثم نظرت لها بعتاب اجادت تمثيله وهي تقول:

شكلي نسيت اني ضيفة اهنيه وتعديت حدودي

نظرت لها ريم ببعض الشك ولكنها خجلت من الطريقة الفظة التي حادثتها بها :

انا اسفة يا نور علي اسلوب كلامي معاكي بس لو دادة عايزة حاجة من اوضة سليم الناس اللي شغالة في القصر مفيش اكتر منهم فماتتعبيش نفسك

نظرت لها نوارة بغيظ حاولت ان تدارية وخرجت من الغرفة بدون كلام

نظرت لها ريم بأستغراب وشك:

مالها البت دي

قاطع افكارها رنين هاتفها فنظرت لأسم المتصل واجابت بلهفة عندما وجدت ان المتصل معاذ ابن خالتها :

حرام عليك يا معاذ ده كله ارن عليك وماتردش

رد عليها بنبرة مهمومة غفلت هي عنها :

ازيك يا ريم عاملة ايه

ردت عليه بغضب :

انا اصلا مش بكلمك ازاي تكلمني بالطريقة دي يا معاذ يوم كتب كتابي وتتجاهلني كده وكمان ماتجيش الحفلة

-انا اسف يا ريم سامحيني ماقدرتش اضغط علي نفسي واجي

ردت عليه بغيظ وهي تظنه يتحدث عن خلافه مع سليم :

ماتبررش هو انت جاي لسليم ولا جاي لبنت خالتك يعني

ابنتسم ابتسامة مريرة وهو يقول بصوت حزين :

عايز اشوفك يا ريم تعالي نتقابل ارجوكي ماتعترضيش

ردت عليه بتردد :

انا اسفة يا معاذ بس سليم هيزعل لو عرف اني قابلتك


رد عليها بصوت غاضب :

سليم سليم سليم هو انتي ماعندكيش قرايب غيرة في ايه يا ريم

قالت له بعصبية :

-انت بتزعقلي كده ليه

تنهد بنفاز صبر :انا اسف ياريم بجد اسف بس انا عايز اشوفك يمكن تكون دي اخر مرة اشوفك فيها

ارتابت من نبرته واحست ببعض تأنيب الضمير :

حاضر يا معاذ هقابلك فين

- تعالي بكره الضهر في كافية **** عرفاه؟

اه اه كافية **** عرفاه طبعا تمام مع السلامة

انهت المكالمة معه غافلة عن تلك التي استمعت للمكالمة كلها وهي تبتسم بخبث وتنوي استغلال تلك المقابلة اسؤ استغلال

***********

في المساء

جلس سليم في غرفته وكل انتباهه مُنصب علي الكمبيوتر المحمول الذي يحمله وبجانبة ريم التي تشاهد التلفاز بأندماج

اصدرت ريم صوت صراخ عالي متحمس:

شوف شوف شوف قلبت عنيها ازاي يا مامي ايه الرعب ده

نظر لها بنفاز صبر:

-يابنتي بطلي دوشة بقي عندي ميتنج مهم بكرة روحي اوضتك اتفرجي انتي بتتفرجي في اوضتي ليه

نظرت له ريم بأمتعاض وهي تبرز شفتيها بتذمر :

يعني هو انا بتفرج في الجنة يا خي

فغر سليم فاهه :

ايه اللي انتي قولتيه ده

-علي فكرة عشان تحط في دماغك انا بقيت اقول ردح

نظر لها بسخرية وعدم تصديق:

ومالك بتقوليها بفخر كده ليه !!

اشارت له بأصبعها وهي ترفع حاجبيها وكأنها تحذرة:

عشان بس تبقى عارف

زفر بنفاذ صبر وهو يضغط علي شفتيه :

انتي عارفة انا لو لقيتك بتقولي الكلام ده تاني هعلمك الأدب مش اي كلمة تسمعيها تقوليها ،انتي فاهمة

نظرت له برفض وهي تقول بنبرة رقيقة فطرية لا تليق ابدا مع كلامها:

امال عايزني ابقي هفية

برق سليم عينيه بصدمة :

هفية!!!! هي وصلت لهفية انا اللي غلطان اني سمعت كلامك ووديتك كلية حكومي

نظرت له بضيق وهي تتمتم بصوت :

انت لو لقتني بكح هاتقولي ماهو بسبب الجامعة الحكومي اللي انتي فيها ايه يعني جامعة حكومي ولا هو فشخرة وخلاص محسسني انه ملك بريطانية

وضع سليم يده علي رأسه وهو ينظر لها بقلة حيلة:

ريم اسكتي مش عايز اسمع صوتك خالص

رمقته بتأفأف ووجهت انظارها للمسلسل الذي تتابعة

ولم تمر اكثر من دقيقتين وهي تنظر له مرة اخري وتقول بحماس وكأنها اكتشفت الذرة:

سليم بص


سليم وعينية علي مازالت علي عمله :

امم

-حورية فرغلي في مسلسل ساحرة الجنوب دي شبه نور اوي

نظر لها سليم لثواني وضحك بقوة :

انتي مش معقوله يا ريم بجد يخربيتك جبتيها ازاي دي

اشارت علي التلفاز بأصرار:

طب بص بس نفس عنيها ورسمة الكحل والايلاينر بظبط حتي بصتها ،عارف يا سليم نور دي بتصعب عليا اوي

مسد علي خصلاتها بحنان :

ليه يا بتصعب عليكي

نظرت له وهي تقول بأسف :

بتصعب عليا عشان بعيدة عن اهلها وبباها وجاية هنا لوحدها عشان تشتغل وتثبت نفسها اكيد بباها وحشها وعيلتها كمان

ابتسم علي برائتها وقال بسخرية وهو يقبل وجنتها بعشق :

انتي لو شوفتي فرخة بتدبح هتصعب عليكي

نظرت له بطرف عينيها :

عشان انا كائن حساس مش زي ناس

ترك العمل من يده وهو يجتزبها لصدرة ويحتضنها بعشق :

انا عايزك تحسي بيا انا بس

ابتسمت بحب :

هو انا بحس غير بيك اصلا

شدد من احتضانها بحب :

شطورة يا قلبي

نظرت له بتردد :

سليم بقولك اصحابي كلموني وعايزيني اخرج معاهم بكرة وانا بقالي فترة مش بخرج وبصراحة زهقت

-طب ماتستني لاخر الاسبوع واخرجك انا

قالت بحنق :

سليم انا مش بخرج خالص هو فيه ايه انت هتحبسني

رمقها بتحزير :ريم نبرة صوتك تتعدل وماتعليش صوتك مفهوم

نظرت له بحزن:

حاضر يا سليم خليك حابسني كده لما اتخنق واموت عشان ترتاح

سليم بصوت مُحذر حاد:

ريم ماتقوليش كده تاني والا هتتعاقبي

رمقته بزهول :

انت خايف عليا ولا بتهزقني !؟

تنهد بتعب :

انا بخاف عليكي ياريم وماقصدش ابدا اني احبسك وحاضر ياستي هخليكي تخرجي مع اصحابك بس مفيش اي تصرف متهور ولا هزار وضحك بصوت عالي برا البيت .

اومأت له بطاعة :

حاضر يا حبيبي

-عيون حبيبك

تنهدت بخوف وهي تحتضنه قلقة من مقابلتها مع معاذ فلو علم سيقتلها لا محاله ..

يتبع ♥️ 



22+23

22

كان جالسا يُتابع اعماله بأنهماك عندما استمع لطرقات علي باب مكتبه فأذن للطارق بالدلوف

دلفت مكتبه تنظر لهيئته العملية بأنبهار لقد تخطي كل احلامها ،يُشبه الفارس روماني بوسامته وعضلات جسدة استمرت بالنظر له بتيه عندما رفع هو رأسه عن اوراقه وهو يطالعها بحاجبين منعقدين :

فيه حاجة يا نوارة ؟

خرجت من شرودها علي صوته الذي اخترق قلبها بقوة:

ها عايزة ..جصدي يعني كن كنت عايزة احكي وياك في حاجة اكدة

طالعها باستغراب :

والحاجة دي ماكنش ينفع تتكلمي فيها في البيت ؟

شعرت ببعض الحرج من لهجته ولكنها اخفته سريعا :

لاه كان ينفع بس انا ماحبيتش اعمل مشاكل وجولت احكيلك اهنه وانت تتصرف بهدؤ

تحدث بنفاذ صبر:

نوارة لو سمحتي انا عندي شغل اتكلمي بدون مقدمات

للمرة الثانية علي التوالي يتحدث معها بفظاظة ويحرجها ،لما يحدثها هكذا بينما يتعامل بهذه الرقة مع ريم وكأنها قطعة زجاج يخاف ان تُخدش

نظرت له بطيبة مصطنعة قائله :

بص يا سليم اني ماكنتش هتدخل وربنا يعلم اني اتدخلت عشان حبيت ريم كيف خيتي تمام وواجب علي لما اشوف خيتي بتغلط اني اساعدها واني مابلومش عليها هي اصغيرة وطايشة وماعندهاش ام ولا اب يحكموا تصرفاتها عشان اجده اني عندي تعليج علي تصرفاتها و....قطع كلامها صوت سليم الحاد وقد استفزته بكلامها بشدة :

انتي اتجننتي تعلقي علي تصرفات ريم بتاع ايه وازاي اصلا تدي لنفسك الحق انك تتكلمي عنها بالطريقة دي ريم دي تربيتي انا ابوها وامها مش مستني حد ييجي يقولي ان فيها غلطة لأني واثق انها متربية ومحترمة وبتراقب تصرفاها احسن من اي حد ومش مستنياكي تيجي تعلقي علي تربيتها

نظرت له بخوف وزهول وقد اعتقدت انها من الممكن ان تؤثر به ولكنها لن تصمت وتتركها تفوز ،نظرت اليه بثبات وترقرقت في عينيها دموع زائفة :

اني اسفة يا سليم بيه اني اتدخلت بس اني اعتبرت نفسي اختها الكبيرة لما سمعتها امبارح بالصدفة وهي بتحكي علي التلافون مع واحد اسمه معاذ وبيتفج معاها انه يجابلها برا وهي جالتله انها هاتيجي من وراك ،اني خوفت عليها للي اسمه معاذ ده يعمل فيها حاجة عفشة

نظر لها سليم بملامح جليدية لا تعكس تلك النيران التي تتأججت في قلبه تتأكله بشراسة ،تكلم وقد جاهد ان تخرج نبرته بهذا الثبات :

انا لولا عامل حساب لوالدك كنت هتصرف معاكي تصرف مش هاتحبيه ابدا وللعلم بالشيء بس معاذ ابن خالة ريم وريم قالتلي انها هتقابله النهاردة تقدري تتفضلي علي شغلك وياريت شغل التجسس ده مايتعملش تاني

خرجت من مكتبه وهي في مُحرجة بشدة وقد زهلت من ثباته وهي التي ظنت انها ستحدث مشاكل بينهما او سيثور عليها ويتهور او علي اقل تقدير يُعاقبها

اما في الداخل فقد فقد سليم كل ذرة ثبات تظاهر بها وهو يتنفس بعنف وقلبه يشتعل ،امسك هاتفه يحادث سائق ريم الخاص ليسأل عن مكان تواجدها

***********

دلفت الكافيتريا التي اتفقت مع معاذ علي لقائه بها دارت بعينيها باحثة عنه فوجدته جالس علي احد الطاولات القريبة فتوجهت اليه

-معاذ

انتفض من مكانه ينظر اليها بفرح لقدومها رغم حُزنه :

فرحتيني بجدانا قولت انك مش جاية

ابتسمت له بحب اخوي :

ماجليش قلب ماجيلكش

نظر لها بحب وانبهار وهو يتأمل حجابها :

اتحجبتي !!


ابتسمت له بفرح :

اه شوفت اختك بقي ،شكلي قمر في الحجاب صح

تحولت ابتسامته لحزن عندما قالت تلك الكلمة "اختك"

امسك كف يدها علي حين غرة وهو يقول بصوت مكسور يحرك رأسة بنفي ينفي تلك الكلمة :

انا بحبك انا عمري ماعتبرتك غير حبيبة وعارف اني مش من حقي اقول كده دلوقتي بس مش قادر اكتم في قلبي اكتر من كده انا بموت انتي ليه مش حاسة بيا

ليه مش بتحبيني سليم احسن مني في ايه عشان تختاريه وانا لا

تجمدت من هول الصدمة وكل ماتشعر به هو الذهول التام لا تصدق ما ينطق به ابن خالتها ، رفعت عينيها في مواجهته بعصبية سرعان ما ارتعبت اوصالها و تحولت عصبيتها لزُعر وهي تنظر لذلك الشخص الواقف خلف معاذ :

س سليم

نظرلها سليم بجمود وعينيه تشتعل بغيرة حارقة وتحدث بهدؤ مُعاكس تماما للمظاهر الدموية التي يتخيلها في عقله :

اطلعي برا استنيني في العربية

كادت ان ترد عليه لتبرر موقفها ولكنه قاطعها بحسم قائلا بنبرة اظهرت كم يُحارب للتحكم في نفسة كي لا يقتلها :

قولت اطلعي استنيني في العربية دلوقتي .

خرجت بدون جدال وهي تجاهد للتحكم في قدميها كي لا تفقد توازنها من التوتر والرعب

بينما نظر معاذ الي سليم وهو خائف عليها :

ريم مالهاش زمب انا الاي اصريت عليها هي جا..

قاطعة سليم بفحيح مُرعب :

مش واحد زيك اللي هيعلمني اثق في مراتي لأني متأكد ان مرات سليم الحداد ماتعملش حاجة غلط ،انت مين اصلا عشان تخاف علي واحدة من جوزها

قال كلماته مؤكدا علي ملكيته لها ثم رمقه بشر وهو يقول بتحزير :

خليك في اللي هيحصلك وخاف علي نفسك افضل

قال ذلك بتهديد صريح قبل ان يخرج بجمود ويأمر السائق بأن يوصلها للقصر

وقد تجاهلها تماما متوجها لسيارته يقودها بسرعة فائقة ويخرج هاتفة ليحادث احد رجاله

***********

جلست ريم في حضن كوثر مُنهارة من البكاء والخوف

كوثر وهي تُربت علي كتفيها وتقول بنواح وخوف عليها :

ليه كده يا ريم ليه كده يا بنتي حرام عليكي ليه تقابليه سليم هيعمل فيكي حاجة مش هيسكت ربنا يستر

بكت ريم بخوف اكبر بسبب كلمات كوثر :

والله ماكنتش اعرف يا ماما انه هايقول كده انا كنت بعتبره اخويا الكبير وقولت هيسلم عليا بس ، انا خايفة يا ماما ماتسبنيش سليم هايقتلني

احتضنتها اقوي وقلبها يتمزق علي ابنتها التي لم تُنجبها :

اهدي ان شاء الله خير يا حبيبتي

جلست نوارة تنظر لهم بسعادة وهي ترمقها بتشفي وتُثني علي زكاء سليم فقد اقنعها تماما ان الأمر ليس مُهما وانها لم تُخطيء ولكن ما يُشعرها بالغيظ هو دفاعه عنها بتلك القوة حتي وهو في اوج غضبه وغيرته، زفرت بحقد وقد اشعل ذلك الموقف الغيرة اكثر في قلبها وهي تتسأل اهي مُهمة بالنسبة له لهذة الدرجة ليظهر بذلك البرود امامها وكأن الأمر طبيعي من اجل ان لا يشوه صورة "السنيورة" امام احد..

***********

في مخزن شبه مهجور في احد المصانع البعيدة دخل سليم وهو يرمق معاذ بأبتسامة جمعت من الشر ما يدفع ذاك الأبله للموت رُعباً


سحب سليم كرسيا وهو يجلس امامه ببرود :

نفسي اعرف عملت ايه في حياتك عشان حد يدعي عليك لدرجة انك تقع تحت ايدي

تحدث معاذ بعصبيه :

انت واحد همجي والصورة اللي انت راسمها لنفسك في الصحافة والتليفزيون دي صورة وهمية بتداري بيها بلطجتك وعدم تحضرك

ضحك سليم بدون مرح :

تصدق لايق عليك تبقي مدرس لغة عربية عربية اكتر من ظابط

ثم نظر له بتقييم من اعلاه الي اسفله :

اصلي بصراحه مش مُقتنع ازاي يقبلوا واحد زيك في كلية الشرطة

-وهو عشان ظابط لازم اكون همجي زيك

رمقه بشراسة وهو يتحدث بصوت حاد:

-لا لازم تكون مش راجل وتروح تقول لمراتي في الدري انك بتحبها وانا لازما اكون مُتحضر بقي واسيب واحد مايسواش تعريفة زيك وكأنه ماعملش حاجة

ثم وقف فاجأة وسدد له لكمة قوية اوقعته ارضا هو والمقعد المُقيد عليه:

معلش اني هخيب املك ومش هبقي متحضر يا روح امك

حدق به معاذ بثبات وهو يقول بهجوم :

طب ماتخليها تختار هي ولا خايف تسيبك

ضحك سليم سخرية وهو ينظر له وقد جلس واضعا قدم علي الأخري متحدثا بثقة وهدؤ يُنافي ما يا ينويه لهذا المسكين :

انت مصدق نفسك، بجد مصدق اللي انت بتقوله مصدق ان فيه وجه مقارنة بيني وبينك اساسا عشان اخليها تختار !!؟

نظر له معاذ نظرة شخص مكسور مُتألم ،هو مُحق تماما فلو خيروا ريم بين سليم والعالم لاختارت سليم، ما يؤلم قلبه المُتيم بها انها غارقة في عشق ذلك الهمجي وتحبه بجنون

حدق سليم به بشراسة وهو يقول بفحيح وقد اقترب منه مُربتا علي وجنته بعنف :

تؤ تؤ سكت ليه يكونش بلعت لسانك

ثم وقف وهو يقول لأحدي رجاله بشراسة :

فكه واطلعوا برا كلكوا

قام الرجل بفك قيد معاذ وهو ينظر له بشفقة مع خروجه هو والبقيه تلبيتاً لأمر سليم

وقف معاذ بعدما قام الرجل بحل قيدة ينظر لسليم بكره

لم يُمهله الأخر فُرصة ليستوعب الأمر وهو ينقد عليه يُكيل له ضربات شرسة قاتله لم يستطع معاذ تفاديها من قوتها :

مش سليم الحداد يروح امك اللي يتقارن بحد

ظل يُسدد له الضريات في كل انحاء جسدة وهو يحرص علي عدم تعافية لمُدة زمنية طويلة

وقع الأخر يسعُل الدماء بغزارة من انفة وفكة من هول اللكمات التي وجهها له سليم لقد جعل من وجهه خريطة يصعب التعرف علي معالمها

رمقه سليم بسُخرية وقسوة :

ايه يا وحش مش كنت بتقارن نفسك بيا من شوية ما تقف يا ننوس عين امك وريني نفسك

وقف مُترنحا يحاول ان يُسدد له لكمة ولكن سليم تفاداها بسهول وهو يضحك بتهكم سُرعان ما تحول الي نظرة مُرعبة وهو يذئر بعنف ويكيل له لكمات دموية:

انا هوريك يا كلب اللي يفكر يقرب من حاجة تخص سليم الحداد بيحصل فيه ايه يا ابن امك ان ماوديتك ليها جثة

ركلة بعُنف في معدته جاعلا معاذ يُجاهد التقاط انفاسه وكأن روحه ستُظهق، ظل يضربه بدون شفقة لحالته وكأنه تحول الي وحش شرس من المستحيل ترويضه لم ينفك عنه سليم وقد توحشت ضرباته كُلما تذكر كلماته الذي قالها لريم وامساكه ليدها وعند هذة النقطة ازدادت وتيرة ضرباته اكثر ..

دخل رجال سليم وهم يحاولون ابعاده عن هذا المسكين الفاقد للأهليه الذي سولت له نفسه ليقف في وجه هذا الوحش وأوصله لهذه الدرجة من العصبية

حاول سليم الفكاك منهم بعُنف وكاد ان ينجح رغم القوى الجُسمانية المهوله لهؤلأ الرجال ولكن الشعور بالغيرة جعله يبدوا كثور شرس ،تدخل رجل اخر ليحاول ان يُكبل سليم ونجحوا اخيرا بأبعاده مع مقاومة سليم الذي يتفوه بكلمات بذيئة لذلك المنحوس الراقد ارضا ..

*************

بعد وقت لا بأس به

دخل سليم القصر بقميصة المليأ بدماء معاذ ومظهرة المشعث بقوة يوحي علي خروجة من معركة دموية للتو

انتفضت كوثر وريم عند دخوله وقد انتبهت كوثر علي الدماء التي تُغطي ملابسة وهي تتفقدة بهلع :

سليم حبيبي انت كويس ايه الدم ده


لم يُجبها وهو ينظر بشراسة لتلك التي تقف خلفها مُنكمشه علي نفسها برُعب وتنظر له بهلع تُريد ان تحتضنه وتطمأن عليه وتعرف ماسبب تلك الدماء فمنظره قد ارعبها عليه

وجه نظره لوالدته بجمود :

ده مش دمي يا ماما انا كويس

نظرت له ريم بقلق وهي تشهق بخوف علي ابن خالتها وشقيقها الكبير :

يبقى دم معاذ عملت فيه ايه يا سليم حرام عليه

لقد اخطأت اخطأت بشدة عندما سألته عنه وقد علمت بذلك عندما التفت اليها بشراسة وهو ينظر لها بعُنف جعلها تنكمش علي نفسها وهي تلعن لسانها الأبله علي ما تفوه به

اقترب منها يُمسك يدها بعُنف وهو يهدر بها بشراسة وقد اعمته غيرته :

خايفة عليه اوي تحبي تروحي تطمني عليه في العناية ولا اقولك قوليلي انك رايحة تزوري صاحبتك في المستشفي وروحيله ماخلاص حضرتك شيفاني راجل مُغفل وبيضحك عليه بسهولة

انتفض قلبها بزُعر وقد حركت رأسها بعُنف نافيه لما يقولة :

لا يا سليم ان انا معرفش ان هيقول كده وحياتك عندي معرف هو كان عايزني في ايه ، انا خوفت اقولك عشان انت بتكرهه وخوفت تزعل مني ماتقولش بغفلك انا ماقصدش كده خالص انا اول مرة اقابله برا صدقني

رمقها بتهكم وهو يبتسم بشر :

انا لو كنت شاكك واحد في المية انك كنتي عارفة هو هيقول ايه او انك كنتي بتقابليه من ورايا كنت دبحتك في ساعتها

توسع بؤبؤ عينيها برُعب

لم يُمهلها الفرصة لتخاف وهو يسحبها من معصمها بعُنف كالضحية ويصعد بها لغرفته

نظرت ريم بهلع لكوثر وهي تستنجد بها :

لا لا ...ماما كوثر بالله عليكي هيموتني يماما الحقيني ماتسبنيش معاه

هزها سليم بعُنف وهو مازال يُمسك يدها التي تكاد ان تتهشم من ضغطه عليها :

اخرسي خالص مش عايز اسمع صوتك

صعدت كوثر ورائه وهي تصرخ به بقوة وخوف عليها منه :

لا يا سليم يا ابني سيبها حرام عليك ماتعملش فيها حاجة سيبها

لم يستمع سليم لها وهو يُلقي بها داخل الغرفة بعُنف ويصرخ بها بنبرة بثت الرعب في اطرافها :

انا هعرفك ازاي تستغلي ثقتي فيكي وتكدبي عليا عشان تقابلي الزباله ده

اقترب منها وهو يرفع يده عاليا ليصفعها فاقتربت هي منه بخوف وقامت بأحتضانه تحت زهوله تحدثه برُعب وهي تشدد علي احتضانه :

لا يا سليم بالله عليك لا انت قولت انك اماني وحمايتي مش هتمد ايدك عليا انا متأكده

نظر لها بخيبة امل وهو يُبعدها عنه قبل ان تُضعفه نبرتها :

مامدتش ايدي عليكي قبل كده ولا عمري هعملها بس لسانك ده مايخطبش لساني ولا ليكي اي علاقة بيا من النهاردة

كان صدي كلماته علي قلبها قاسيا بحق فهو يعلم يقينا ان هذا العقاب اكبر مئة مرة من ان يضربها

هزت رأسها برفض وهي تقول بصوت مبحوح من اثر البكاء:

لا لا بلاش كده ماتقولش الكلام ده انا اسفة ارجوك يا سليم الا كده انا مش هستحمل ..

نظر لها بقلب مُحطم ولكنه تغلب علي عاطفته ورمقها بقسوة وجمود وهو يخرج من الغرفة مُندفعا دون ان يلتفت لوالدته التي رقضت تتفحص ريم بقلق

احتضنتها ريم بأنهيار وهي تقول ببكاء:

سليم هايسبني يا ماما قالي لسانك مايخطبش لساني تاني كلميه يا ماما ارجوكي ماتخليهوش يسيني انا ممكن اموت

ربتت كوثر علي كتفيفها بشفقة وزهول معا فلقد ظنت مع مظهر ابنها ذاك انهُ سيقتلها لا محالة كل يوم يؤكد لها ابنها ان ريم لها تأثير قوي عليه نظرت لتلك المنهارة وهي تحاول طمئنتها :

ايه العبط ده بس سليم مستحيل يسيبك ماتعيطيش يا حبيبتي ماتقلقيش انا هتكلم معاه اهدي

يتبع ♥️

ايه رأيكوا في رد فعل سليم 🤔😂

انا معاذ صعب عليا جدا يا جماعة 😂

23

جلست في حديقة القصر تتأمل المساحة الخضراء امامها بتيه تشعر بخواء داخلها وحزن شديد بدونه ،تشعر بالضعف ، تتذكر في احد الأيام مقولة قرأتها

" الشخص الذي يُحب بصدق يكون ضعيفا ومنهزما"

لم تصدق تلك المقوله حينها ،دائما ما كانت تشعر بالقوة بجانب سليم لم تشعر يوما بالضعف في حبه دائما ما كان قوتها وسندها والدها ، عالمها الصغير يتمحور حوله كيف له ان يتجاهلها بتلك الطريقة، لقد اختار عقاباً قاسياً عليها بشده كيف يبتعد عنها الا يعلم انها تتنفس بوجوده ولا تستطيع ان تحيا بدونه، مر اسبوع كامل ولم تراه ،اسبوع كامل لم تستمع لصوته ،حاولت وحاولت ان تحادثه علي هاتفه ولا يُجيبها الا يشتاق لها ؟!

هل سأم منها ويُريد تركها !!

وعند هذه النقطة احست بألم في قلبها لا يُطاق ايُعقل ان يكون سليم قد نساها بهذه السهولة ولا يُريد رؤيتها لدرجة تركه للمنزل لأسبوع كامل !

هبتط الدموع علي وجنتيها للمرة التي لا تعلم عددها وضعت يديها علي وجهها تحاول منع دموعها من الهطول عندما احست بيد تُربت علي كتفيها رفعت عينيها لتجد تلك اليد لنادر الذي ينظر لها بحنان نظرت له بفرحة ناقصة :

خالو

احتضنها بحب وهو يقول بمرح :

ينفع كده قلقي عليكي يجبني علي ملا وشي واسيب الشغل يضرب يقلب

تشبثت به بحزن :

شوفت يا خالو سليم هان عليه يسبني اسبوع بحاله من غير مايكلمني

نظر لها بتعاطف وهو يلعن سليم بداخله ف ريم رقيقة وتتأثر من اقل الأشياء فكيف يفعل ذلك معها

قبل وجنتها بمرح قائلا :

سليم ده مابيفهمش حد يسيب القمر ده زعلان بردوا الواد ده فقري

رفعت رأسها في مواجهته في حنق :

انت بتهزر وانا بعاني هنا انت ماعندكش احساس يا خالو

رفع حاجبيه وهو ينظر لها بزهول :

مش لايقة خالو مع الجمله خالص

ثم رفع رأسها له وهو يُكمل :

وبعدين يابت ماهو اكيد هايشتري ويبيع فيكي وانتِ مدلوقة عليه بالشكل ده ماتتقلي شوية وبطلي مُحن

ذمت شفتيها وهي مازالت تبكي:

شكراً

امسكها من وجنتيها بمرح وكأنه يُداعب طفلة صغيرة :

حتي وانتي قموصة حلوة وعايزة تتاكي

-خالو انا عايزة سليم حاول تكلمة يرجع البيت او تعرف قاعد فين ناخد ماما كوثر ونروح نصالحه

رمقها بحنق وهو يقول من تحت ضرسه:

ايوه وماله وتاخديله علبة شكولاته بالمرة وتروحي تعيطيلوا وتقوليلوا ابوس ايدك ارجعلي بت انتي اتعدلي كده واتقلي شويه

نظرت له لبُرهه وكأنها تُفكر في حديثه ثم قالت بعزم واصرار شديدين وعينيها لا تتوقف عن زرف الدموع :

معاك حق يا خالو انا مش هجري وراه تاني ابدا هو لو بيحبني كان اتصل بيا حتي

ربت نادر علي كتفها بفخر :

جدعة هي دي بنت اخت نادر محفوظ بحق

ازاحت دموعها بعنف وهي تنظر له بأصرار :

من النهاردة فيه ريم جديدة ريم قويه ر..

قطع كلماتها صوت سليم الجاد وهو يقول مستهزئا :

ايه ده نادر جيت امتا

رقضت ريم لتُعانقة بلهفة فور سماع صوته وهي تقول ببُكاء:

سليم ارجوك ارجع البيت حرام عليك انا بموت من غيرك

كذ نادر علي اسنانه وهو ينظُر لها بغيظ:

دي مش فيه ريم قوية ده فيه ريم بالبتنجان

احس سليم بقلبه يكاد يخرج من قفصه الصدري من فرط دقاته كلمة شوق قليلة بل قليلة جدا لما كان يشعر به في غيابها تلك الايام القليله، يعشقها يهيم بها لا يتنفس بدونها ولكنه لم يكن يستطيع مُسامحتها بسهوله علي فعلتها يكادُ يغار عليها من الهواء الذي يُحيط بها بل احيانا يشعر بالغيرة عندما تحتضن والدته لقد تعدت مشاعره لريم حد المنطق والمعقول

نظر اليها ببرود مصطنع وهو يُبعدها عنه بجمود دون حديث

رمقته بسخط وهي تزم شفتيها تحاول كتم شهقاتها وقد احمر وجهها بعُنف وهي تقول بقهر :

اعمل ايه يعني عشان تسامحني يارب اموت عشان ترتاح مني خالص انت مش بتحبني اصلا لو بتحبني ماكنتش بعدت عني انت ليه بتعاملني كده حرام عليك بقى

قالت كلماتها بحزن شديد ورقضت من امامه قبل ان تنهار باكية تستعطفه ليُسامحها


نظر سليم في اثرها بحزن علي تلك الحالة التي اوصلها اياها وهو اكثر الناس علما بأنها هشة ورقيقة لا تتحمل مُعاملته تلك

وقف نادر قبالته يُحدق فيه بأمتعاض قبل ان يرحل من امامه مُستاءٍ هو الأخر .

**************

فتح باب غرفتها وجدها تتصطح علي الفراش وهي مازالت تبكي ،كيف له ان يجعل صغيرته تبكي كل هذه المُدة بدون ان يحتضنها ويُطمئنها

اقترب منها يجزبها اليه معانقا اياها بحنان يدفن وجهه في خُصلاتها يستنشقها بتخدر وهو يقول بلهفة:

وحشتيني ،وحشتيني اوي الأسبوع ده عدي عليا سنين من غيرك

رفعت رأسها له وهي تنظر في عينيه تقول بحزن وقهر :

سليم ارجوك ماتبعدش عني حرام عليك بجد انا كنت بموت

قبل عينيها بهيام وهو يقول لها بلهفة :

بعد الشر عليكي يا اغلي مافي حياة سليم ،انا اسف اسف يا حبيبتي ماتقوليش كده تاني

دفنت وجهها في عُنقه تستنشق رائحته بهيام وكأنها تتأكد من وجوده معها ومن انها لا تحلُم

شدد علي احتضانها وكأنه سيُدخلها في ضلوعه وهو لا يتحمل دموعها التي تهبط علي عُنقه وكأنها جمرات تؤلم قلبه:

دموعك بتوجعني ياريم ارجوكي بطلي عياط

تحدثت ضد عُنقه وهي مازالت مُتمسكه به وكأنها خائفة من ابتعاده مرة اخري:

هونت عليك يا سليم هونت عليك اسبوع بحاله ماتسمعنيش صوتك انت قاصد تعمل كده عشان توجعني صح

رفع رأسها في مواجهته وهو يقول لها بعتاب حزين :

انا يا ريم انا قاصد اوجعك؟!

هو فيه حد بيوجع نفسه ده انتِ لما بتتوجعي بتوجع عليكي اضعاف ده انا بخاف عليكي من نفسي، الغيرة كانت عامله زي نار بتاكل فيا كنت بحس ان قلبي هيقف كل مافتكر مسكته لأيدك وكلامه ليكي انتي مش مُتخيله انا اتوجعت قد ايه، صدقيني لو ماكنتش بعدت الاسبوع ده كنت هأذيكي بسبب غيرتي، وانا اموت ولا يحصلك حاجة

-اسفة اسفة اني حطيتك في الموقف ده بس صدقني انا حسيت اني مقصرة من ناحيتهم اوي وقولت ده هيسلم عليا بس عمري ماكنت اتخيل انه يقولي كده انا كنت شيفاه اخويا الكبير

تجهم وجهه من حديثها عنه وهو يقول لها بتحزير :

ماتجبيش سيرته قدامي ولا تعيدي الموضوع ده تاني اقفليه علي كده

اومأت برأسها عدة مرات وكأنها تؤكد علي كلامه :

مش هجيب سيرته قدامك خالص بس ماتزعلش

اقترب منها يُقبل عينيها ووجنتيها بأعتذار :

ينفع كده طيب العياط ده كله ليه منا معاكي وانتي في حضني ليه العياط بس

اغمضت عينيها بدون رد وهي تتوسد صدرة مُحتضنه اياه تستمع لدقات قلبه بشغف وكأنها موسيقاها المُفضله ،وبدون ان تشعر غطت في نومٍ عميق هادئ اخيرا بعد اسبوع من العزاب..

راقبها بشغف وهو يُمرر يده علي خُصلاتها شديدة النعومة بعشق وقد احس بالراحة تتسرب في اوردته اخيرا

***********

في صباح اليوم التالي

استيقظ سليم والأبتسامة تُزين وجهه لوجودها في حضنه قبل جبينها بحنان جارف وهو يبتعد عنها بهدواء خشية ان يُقظها

اتجه ليأخذ حماما ويتجهز لعمله

استيقظت ريم بنعاس وسرعان ما تحول لسعادة وحماس عند تذكرها لسليم ،دارت بعينيها في ارجاء الغرفة تبحث عنه فوجدته يخرج من غرفة الملابس بمظهرة الرائع الذي خطف لُبها، ظلت تتأمله بهيام غافلة عن تلك الأبتسامة التي زينت ثغره عندما لاحظ تطلعها به بتلك الطريقة فنظر لها بعبث وهو يقف امام المرآة يُمشط شعره الحريري :

للدرجة دي انا حلو


نهضت ريم بكسل وهي تتجه له وتحتضنه وتستند برأسها علي ظهره :

انت فعلا حلو حلو اوي

ترك فرشاة الشعر من يده والتفت في مواجهتها يحتضنها بحنان:

لما انا ابقي حلو بسكوتي تبقي ايه

رفهت رأسها في مواجهته وهي تقول بلهفة وسعادة :

بسكوتك؟

حدق في عينيها بعشق وهو يميل عليها يُقبلها بحب جارف :

اه بسكوتي وعمري كله

*************

في وقت الأفطار جلس افراد العائلة في جو رتيب مُمل بخلاف تلك النظرات المُمتقعة التي تتلقاها نوارة من ثرية ونورا ببرودة اعصاب وهي تأكل بأستمتاع سُرعات ما امتقع وجهها عندما وجدت سليم يهبط الدرج برفقة ريم وهو يحاوط كتفيها بتملك وكأنها ستفر منه

سليم وهو يُجلس ريم بجانبه ويقول بصوته الجدي:

ازيكم يا جماعة

طالعته كلا من ثرية وكوثر بفرحة قبل ان يهموا بأحتضانه بحب

كوثر بدموع :

تقعد اسبوع برا البيت من غير ما اشوفك يا سليم هونت عليك

ثرية بعتاب :

كده يا سايم هو احنا لينا غيرك ده انت سندنا بعد ربنا يبني

احتضنهم سليم بحنان وهو يقول بمزاح :

وبعدين بقي هي الستات كلها دمعتها قريبة كده ليه مش كفاية العيوطة الصغيرة

شهقت ربم بحنق :

انا عيوطة يا سليم ؟

ضحك علي مظهرها وهو يقول بحب :

-لا يا روحي انا اللي عيوطة

قامت نوارة من مقعدها متوجها اليه تُطالعة بحب :

سليم ليك وحشه الدنيا كلها كانت امضلمة في غيابك يا غالي

قال سليم وهو يُحرك لها رأسه بمجاملة :

تسلمي يا نوارة

ثم حول نظرة الي العاملة التي تقوم بوضع اطباق الأفطار :

لو سمحتي اعمليلي القهوة بتاعتي

لم تدع نوارة للخادمة فرصة الرد وهي تقول بأندفاع ولهفة :

اعملك اني الجهوة علي حبابي عنيا اني بعملها زين جوي

سأمت منها ريم وهي تري اهتمامها وكلامها لسليم فحدقت بها بنفاذ صبر وحنق طفولي :

لا حضرتك تقدري ترتاحي وماتتعبيش نفسك وانا اللي هعملها

نظر لها سليم وهو يرفع كلتا حاجبية ويبتسم بعدم تصديق:

ريم هتدخلي المطبخ وتعمليلي القهوة بجد

رمقته بنظرة نارية :

تقصد تقول اني فاشله في المطبخ ومش بعرف اعمل قهوة عايزها هي تعملك


اتجه لها وهو يقبل جبينها وهو يبتسم بحنان :

يا روحي ماقصدش ،انا اقصد انك هاتعمليلي بنفسك

تحولت تعابير وجهها في لحظة وقد ابتسمت بخجل :

طبعا يا حبيبي مش هعمل ليك هعمل لمين

رمقها نادر شزرا :

يابت بياكل بعقلك حلاوة وبيستغل هبلك

سليم بغلظة :

وانت مالك انت يا تنح

شهقت وهي تنظر له بتذمر

:انا هبله يا سليم

-لا يا روحي هو اللي اهبل وستين اهبل

رمقه نادر بأستنكار :

يا حنين

.........

بعد نصف ساعة من الأنتظار اعدت ريم قهوة سليم اخيرا وهي تُقدمها له بترقب وتوتر وكأننا تنتظر نتيجة الثانوية العامة

اخذ القهوة من يدها :

لسه بدري يا قلبي ماكنتي خدتيلك شوية وقت كمان

تحدثت ريم ببرائة وقد صدقت كلامه:

مانا قولت انك مستعجل يا حبيبي

نظر لها مبتسما علي برائتها قبل ان يرتشف من القهوة وتمتعض ملامح وجهه

-ها يا سليم حلوة !

اصطنع الأبتسامة وهو يقبل يدها :

اوي اوي يا روحي تسلم ايدك

نظرت له بحماس وسعادة :

بجد خلاص هعملك قهوتك كل يوم

نظر لها وقد برقت عينيه بزعر :

لا لا يا حبيبي انا مش عايزك تتعبي خالص

احاطت عنقه من الخلف وهي تقبل وجنته :

ولا تعب ولا حاجة هو انا عندي كام سولي

اجابها بحسرة تحت نظرات نادر الشامته:

هو سولي واحد بس

لم يكد يُنهي حديثة عندما دلف احد الحراس وهو يقول بتوتر:

سليم بيه فيه عربية بوليس برا وبيقولوا انهم جايين لحضرتك

التفت سليم لريم التي مازالت تتوق عنقه وتنظر للحارس بصدمة:

شوفتي يا روحي لما بتقرري تدخلي المطبخ بيحصل ايه

يتبع ❤ 


24*25

24

سليم بيه النقيب معاذ السيف قدم فيك بلاغ ان حضرتك ضريته ضرب مُبرح وبيتهمك بمحاولة قتله

جلس بعنجهيه يضع احدي قدميه علي الأخر بهيبة ورُقي وكأنه في احدي اجتماعاته وليس مُتهما يرمق مُعاذ الجالس امامه بنصر وهو يري حالته المُزرية فقد كان مُلتفا بالشاش من رأسه لأغمص قدميه وكأن قطارا قد دهسه

رمق الشرطي الذي يحقق معه ببرود وهو يقول بثقه :

ايه دليله ؟

حملق به معاذ بعدم تصديق وهو يقول بصوت عصبي رغم حالته :

نعم دليلي علي ايه تنكر انك عملت فيا كده

ابتسم مُستهزئا ولم يُكلف نفسه عناء النظر له ومازالت عينيه ترمق الشرطي بأستفسار وكأنه بريء حقاً من تلك التُهمة

قال الشرطي بارتباك واضح :

هو قدم بلاغ ومن حق حضرتك تنكر التهمة المنسوبة ليك

-وحضرتك جايبني من بيتي وكنتوا عايزين تاخدوني في بوكس عشان حضرته مقدم فيا بلاغ وماعندوش حتي دليل ؟!

ازدرد الشرطي ريقه وهو يحاول مُداراة توتره عن عيني سليم :

احنا بنعتذر لحضرتك يا سليم بيه بس ده تحقيق روتيني

ابتسم مستهزئا :

اه تحقيق روتيني

تحدث المُحامي الخاص بسليم قائلا بعمليه :

موكلي نفي التُهمة المنسوبة اليه يا حضرة الظابط واظن معاذ بيه ماعندهوش اي دليل علي كلامه ، وانا بتهمه بمحاولة تشويه اسم وصورة سليم بيه اللي كلنا عارفين انه شخصية عامه وعارفين قد ايه مكانته في المُجتمع كبيرة

تحدث معاذ بعصبية :

كاميرات الكافية بتثبت ان كان فيه مُشادة كلامية حصلت بينا في نفس يوم الحادثة ده غير اننا اتخانقنا قبل كده والكل عارف علاقتنا المُضطربة

نظر له سليم اخيرا وهو يبتسم بأستفزاز :

عندك فيديو وانا بضربك حد شافك وانت زي الفرخة المبلولة تحت ايدي او وانا بخرشمك مثلا

كذ معاذ علي اسنانه بعنف وهو يرمق سليم بكره

تحدث الشرطي :

انا شايف ان افضل حل ان حضراتكوا تتصافوا بدال القضاية ووجع الدماغ

تحدث ادم صديق سليم وهو يضع يده علي كتفه :

سليم بيه ممكن يتكرم ويتنازل شفقة بحالة الاستاذ المتدمرة

لم يجد معاذ حلا اخر امامه وقد خرج سليم من تلك التُهمة بسهولة شديدة فصمت بقلة حيلة والحقد يتزايد بداخله

***************

جلست في قسم الشرطة تلطُم فخذيها بنواح وهي ترمق ريم المنهارة من البكاء بأتهام وكرة :

كان مستخبيلك كل ده فين يا سي سليم منه لله اللي كان السبب

توقفت ريم عن زرف الدوع وهي تنظر لها بعدم اسيعاب وزهول

في هذا الوقت خرج ادم من غرفة التحقيقات هو والمحامي فأزاحت ريم انظارها من علي نوارة وهي تنظر له بدموع ولهفة :

ادم سليم عامل ايه هو كويس

طمئنها ادم وهو يُحادثها برفق:

ماتخفيش يا ريم دي حاجة بسيطة ومفيش اي ادله ضده ماتعيطيش بقي هو هيخرج دلوقتي بس هيعمل شوية حاجات روتينيه كده وهيخرج اتصلي انتِ بطنط وطمنيها عليه عشان قلقانة

كفكفت دموعها بأرتياح قبل ان تلتقت اذنها كلام نوارة وهي تقول بلهفة :

اني عايزة اشوفة يا استاذ ادم ارجوك لازما اتطمن عليه اني هموت من خوفي

فقدت ريم اعصابها ونظرت لها بشراسة :

وحضرتك تقلقي عليه بتاع ايه وعايزة تدخليله ليه انتي مالك اصلا

ردت لها نظرتها بأخري مُتشفية وهي تقول بثقة :

مالي انه جوزي زي ما هو جوزك


حدقت بها ريم بعدم تصديق وهي لا تستوعب ما تقوله تلك الحرباء :

انتي بتقولي ايه ؟!

مين ده اللي جوزك!!!

شملتها بنظرة انتصار وهي تبتسم بخبث :

اطرشيتي اياك بجولك اني ابجي مرات سليم الحداد ايه في كلامي اللي ماهتفهموشي

تحدثت بصوت مهزوز :

انتي كذابة ايه اللي انتي بتقوليه ده انتي اتجننتي

-لاه يا جمر ماعجدبش مش مصدجاني ابجي اسألي جوزي سليم بيه

توقف العالم من حولها فاجأة وتجمدت اطرافها تشعر بالتيه عقلها قد توقف عن التفكير كيف تتحدث بتلك الثقة المُفرطة وكأنها موقنة من كل كلمة تنطق بها هل يُمكن لسليم ان يفعل بها هذا من المؤكد لا !

هل تمزح تلك !!

شعر ادم بالقلق الشديد من ردة فعل ريم وهو يُلقي النظرات الحانقة والممتعضة لتلك الفتاة "نوارة" :

ريم خدي نفس واهدي ماتفهميش الموضوع غلط لازما تتكلمي مع سليم الأول قبل ماتحكمي عليه

التفتت له بضياع وقد تصنم جسدها من الصدمة اي موضوع واي كلام ؟!!!

رمشت بأهدابها عدة مرات وهي مازالت جامدة في مكانها وكأنها قد حُنطت ،سليم حبيبها زوجها متزوج من اخري!!!!

نظرت لأدم بأستفهام وقد تجمعت الدموع بعينيها وهي تشعر بالخذلان وجسدها يتراخي ،قلبها ينبُض ببُطيء وكأنها في مارسون، التفت الدُنيا بها قبل ان يُغشي عليها وكأن عقلها يرفض تلك الفكرة

وفي هذة اللحظة كان سليم يخرج من غرفة التحقيقات بثبات قبل ان تتوسع عينيه بزُعر من منظر ريم وهي تقع ارضا رقض اليها بهلع وقد تلقفها بين زراعيه وهو يحتضنها بعدم تصديق وخوف :

ريم ريم فيكي ايه يا حبيبتي ريييم... وجه انظاره لأدم القلق وهو يقول له بصراخ:

ريم مالها يا ادم ايه حصلها ماتتتنطق

صرخ بالأخيرة وهو يكاد يموت رعبا

نظر ادم لنوارة بعصبيه التي انكمشت علي نفسها بخوف من ردة فعل سليم عندما يعلم :

مش وقته يا سليم لازما نونديها المستشفي الاول فوق كده و قوم يلا

حملها سليم بقلب مُرتجف وهو يتجه بها الي سيارته متوجها للمقعد الخلفي محتضنا اياها بأعصاب رخوية وهو يصرخ في ادم بأن يُسرع

**********

بعد فترة بسيطة وصلوا للمشفي وتم فحصها تحت نظرات سليم القلق وبشدة

سأل الطبيبة بتعب اعصاب وتوتر :

هي مالها يا دكتورة حصلها ايه

ردت الطبيبة بعملية :

حضرتك هو مفيش اي سبب عضوي وعلي الأرجح انها ممكن اتوترت او سمعت خبر صادم ادي للأغماء

-هي هتفوق امتا؟

-مش هتطول نص ساعة وهتلافيها فاقت ان شاء الله ، عن اذنك

احتضنها سليم بعد خروج الطبيبة بخوف لقد شعر بالزُعر عندما رأها تسقط امام عينيه وسقط قلبه معها ما الذي ادي الي حالتها تلك لقد قال لأدم ان يخرج لطمئنتها فهو يكاد يُجزم انها كانت بالخارج تبكي ،لما اصرت ان تأتي لهذا المكان من المؤاكد انها رأت شيئاً ارعبها شدد علي احتضانها وهو يزفر بحزن فحبيبته رقيقه لا تحتمل كيف وافق نادر وادم علي اصطحابها معهم من المؤكد ان ادم يعرف مابها سيسأله ليطمئن قبل جبينها بحنان وهو يُدسرها بحزر ويخرج من الغرفة

كان نادر يهرول باتجاه الغرفة عندما خرج سليم فسأله بقلق:

ريم مالها يا سليم هي كويسة

تحدث بتعب :

الحمد لله كويسة ،انت كنت فين

-روحت لمكتب ظابط معرفة في القسم عشان يحل المشكلة طلعت مالقتلكومش اثر واتصلت بأدم قالي ان ريم اُغمي عليها

-تقريبا من التوتر والخوف مش عارف عقلكوا كان فين وانتوا بتجيبوها معكم مكان زي ده

-صدقني حاولت معاها كتير معرفتش اخليها تستني في البيت ،هي فاقت ولا ايه انا هدخلها


-لأ الدكتورة قالت هتفوق بعد شوية ادخلها

دلف نادر غرفة ريم لكي يطمئن عليها بينما اتجه سليم للجلوس بجانب ادم الصامت وهو يسأله:

هو ايه اللي حصل لريم بظبط وانا بيحققوا معايا لدرجة انه يُغمي عليها

نظر له ادم بخوف من ردة فعله :

احم اا نوارة السبب قالت كلام لريم خلاها توصل للحالة دي

نظر له سليم بشراسة :

قالتلها ايه البت دي لدرجة انها يُغمي عليها!!

قال ادم بتلعثم :

قا قالت انها مراتك

تقلصت عضلات فكة وهو يبتلع لعابه بصعوبة يحاول تكذيب ما وصل لأُذنه حاول التحكم في تجمد اطرافه وهو يلتفت لأدم برُعب بنية التأكد بأن ما سمعه صحيح وهو يقول بصوت جاهد ليخرج :

انت قولت ان ان .....ريم ريم سمعت الك..

لم يستطع ان يُكمل وقد غص حلقه بسماع اصوات مُتداخله وصوت صريخ ريم الصادر من داخل غرفتها بالمشفي يخترق اذنه بعُنف

حاول تمالك دقاته المُلتاعه وهو يركض لغرفتها بخوف خوف لم يشعر به من قبل في سنين حياته بأكملها

فتح الباب بعنف ليراها بهيئة حطمت قلبه

مُنهارة تبكي بطريقة تُثير الريبة تحاول الفكاك من نادر بعُنف ،تحامل علي قدميه ووصل اليها وقد ترقرقت الدموع في عينيه من يراه من المستحيل ان يُصدق ان هذا هو وحش الاقتصاد الذي يهتز لذكره اعتي الرجال ،تقدم منها باعصاب تالفة محاولا امساك يدها التفتت هي له بأعين زائغة حمراء وهي تحاول النطق وكأنها تترجاه بأن ينفي كُل هذا

همست له بصوت مبحوح مُنهار وكلمات غير مُنمقة :

سليم انت انت ...صح مستحيل هي هي بتكدب صح هي

حاول جزبها لأحضانه بألم وقد سمح لتلك الدمعة اليتيمة بأن تفر من اسر جفنيه :

ريم حبيبتي ارجوكِ اسمعيني الموضوع مش زي مانتِ فاهمة والله مش زي مانتِ فاهمة سبيني احكيلك الاول بلاش الحالة دي انا قلبي مش هيتحمل لو جرالك حاجة انا ممكن اموت ارجوكِ ياريم

توقفت عن البكاء وقد تجمد سائر جسدها وقلبها اصبحت دقاته مُضطربة بشده وهي تقول بصوت خافت بلا روح :

يعني صح انت انت متجوز

نظر في عينيها برجاء وضعف نظرة كان من المستحيل ان تراها في سليم الحداد يوما :

مش زي مانتِ فاهمة والله العظيم الموضوع غير كده ان مستحيل ابص لغيرك

حدقت فيه بضياع وقلبها تحول لأشلأ تشعر بقهر وخزلان، ان يخونك من كُنت تراه قدوة وامان وسند كأن يخونك احد اعضاء جسدك شعور بشع ومُدمر

زاغت عينيها وضاكت انفاسها اصبحت تُجاهد كي تتنفس، تلهس وكأنها كانت ترقض لأميال طويلة، الأمر لا يقتصر علي شعور الخيانة بل تجاوزة بملايين الأميال تشعر وكأن معتقداتها اُمنياتها عالمها قد تحولوا لرماد ،سليم ليس حبيباً فقط ليس زوجاً فقط بل أَب وعائلة هوائها وحياتها بأكملها ،الأن تشعر انها فقدت كل معاني الحياة

رأي سليم ذلك الضياع ونظرة الخزي بعينيها فشعر بحُرقه في قلبه حاول الحديث مراراً لكي يُخرجها من هذه الدوامة ولم يستطع وكأنه فقد القدرة علي التحكم في عضلات لسانة وجسده ظل يراقبها بترقب وتوتر قاتل وكأنه ينتظر حُكما بالأعدام ..

كان ردة فعلها غريبة لم تفعل اي شيء

فقط تسطحت علي الفراش بجمود ليس وكأنها كانت مُصابه بالأنهيار مُنذ قليل

كل هذا ونادر لا يتحرك ولم ينبث ببنت شفه وهو ينظر لهم ببلاها وعدم تصديق من خان من ومن تزوج علي من لا يُصدق ما تسمعهُ اذناه لو اقسم له شخص بأغلظ الأيمان لن يُصدقه ،من المستحيل، عقله لا يُدرك من الأساس ان ذلك العاشق يُمكن ان يخون لطالما احس ان حبه لها افلاطوني مُعجزة من المُعجزات الزمان ولا تتكرر

لم يفق الا علي صوت تلك الفراشة المكسورة وهي تقول بخفوت ونشيج باكي مُتجنبه النظر تماما لسليم الذي ينظر لها برجاء:

خليه يخرج برا ارجوك

احس سليم بالبرودة تخترق عظامة بلا رحمة وهو ينظر لها بقهر

لا تُريد رؤيته كرهته تنفر من مجرد النظر اليه :

لا يا ريم بالله عليكي ارجوكي بصيلي ماتبعديش عينك عني سبيني افهمك

استوعب نادر اخيرا ما يحدث فاتجه الي سليم يُحدثه بحدة وعتاب :

عمري ماكنت اتخيل ان انت تعمل كده ،اطلع برا لو سمحت انت عايزها تنهار ويجرالها حاجة بقولك اطلع

التفت له سليم بحدة وهو يدفع في صدرة بعنف :

انت بتقول ايه بتطلع مين برا انت اللي تطلع برا انا حبيبها جوزها انا الأحق اقعد معاها

- حبيبها وجوزها وهو اللي بيحب حد بيخونه وبيوصله للحاله دي

-انت مش فاهم حاجة ان..

قطع جدالهم صوت ريم المُنهار وهي تقول بصراخ :

اطلع برا بقي ارجوك حرام عليك مش طايقة اشوفك اطلع

حول بصره لها بصدمة وكثيرا من المشاعر عصفت به في تلك اللحظة :

ريم !!!


قاطعته مره اخري بصراخ وقد تحول وجهها للون الأحمر من شدة الأنفعال :

-بقولك اطلللللع براااا

حدق بها بزهول قبل ان يشملها بنظرة حزينة ومكسورة وهو يخرج من الغرفة مهموم ومصدوم

كان ادم ينتظره في الخارج بقلق خاصة مع اصوات صراخ ريم المُتزايدة

خرج سليم يُمسك خصلات شعره بعُنف وهو يحاول كبح دموعة كي لا يُظهر ضعفه لأحد

نظر له ادم بزهول هل تلك دموع وفي عيني سليم!!!!

هل يتوهم تكلم بصدمة :

سليم انت كويس

اجابه سليم بضياع قبل ان يهم بالخروج من المشفي بأكملها :

معرفش

*************

في قصر الحداد

كانت نوارة تجلس مع كوثر وهي تُمسك يدها وتُمسدها:

والله يا ماما الحاجة هو كويس واستاذ ادم قال انه مفيش دليل عليه بس حوصل حاجة طارجة خليته مايجيش عالبيت

وضعت كوثر يدها علي صدرها بقلق :

انا قلبي مش مطمن يا بنتي فيه حاجة غلط سليم مش كويس انا متأكدة

-واه الشر برا وبعيد سي سليم كويس ومفيش حاجة هتضره انا متوكده

-يارب يا بنتي يارب

كانت نوارة تهُم بالحديث عندما رأت سليم يدلف من باب القصر فاندفعت اليه هي وكوثر بقلق

كوثر بقلق :

انت كويس يا حبيبي فيك ايه

-سليم جلبي كان هينخلع عليك ااااه

صرخت بصدمة وألم من تلك الصفعة التي جعلت رأسها يلتف للجانب الأخر بعُنف من قوتها

شهقت كوثر وهي تضع يدها علي ثغرها بعدم تصديق :

ايه اللي انت عملته ده يا سليم

لم يُعطي لهم الفرصة ليستوعبوا الأمر عندما جزب نوارة من خصلاتها بعُنف اوقعها ارضا وهو يسدد لها الصفعات بحقد:

يبنت الكلب يا بنت الكلب انتِ السبب يارتني ماشوفتك

صرخت به كوثر بزهول واستنكار :

ايه اللي انت بتعمله دي ياسليم انت اتجننت انت بتمد ايدك علي بنت هي عملتلك ايييه

التفت لها بأعين حمراء دموية وهو يصرخ وكأنه أسد مذبوح :

عملتلي ايه ؟

قولي ماعملتش ايه

البت دي خربت حياتي خلت ريم لأول مره في حياتها تقولي انها مش طايقة تشوفني شوفت ريم مُنهارة بسببها بصتلي وكأني واحد ندل وكسرتها بسببهااا

وبتسألي عملت اييه ماعملتش حاجة غير انها قسمت ضهر ابنك نصين يا ماماا

كان ينطق بكلماته تحت صراخ نوارة المُتألم من تعنيفه لخصلاتها وزهول والدته

جائت كلا من ثرية ونورا بفزع من صراخهم وهم يرون سليم بهذه الحاله الغريبة

نطقت نوارة بحقد رغم الدماء اللتي تخرج من انفها ومسكة لخصلات شعرها بهذه الشده :

جولتلها ايه يعني جولتلها اني مرتك ماني مرتك واني جولت حاجة مش حاصله

هبتط تلك الكلمة "مراتك" علي الجميع كالصاعقة

وتحولت كل الأنظار له بصدمة وعدم استيعاب ..

يتبع ♥️

25

-ده واحد همجي انتي مستنيه ايه ماتطلقي منه

نطق معاذ بهذا الكلام لريم التي لا يصدر منها اي رد فعل

-ماتسمعيش كلامة يا ريم الواد ده غلاوي زي امه

رمقه معاذ بحنق وهو يشعل الأجواء اكثر:

ماتسمعش كلامي امال حضرتك عايزها تقبل انه يتجوز عليها ماتمرشلوا رجله مرتين في الأسبوع بالمرة هو فاكر نفسه هارون الرشيد

كذ نادر علي اسنانة بغيظ:

بقولك ايه ياض انت ،انت شكل امك بعتاك تحرق دمي

-انا مش جاي عندك انا جاي اطمن علي ريمة

-جاي تطمن علي ريمة ولا جاي تصطاد في الماية العكرة اللي شبه وش امك

التفت له معاذ بوجهه المليء بالكدمات :

جري ايه يا نادر مالك قارش ملحة امي كده ليه

اشاح نادر وجهه عنه وهو يتجه لريم الصامته بحنو :

ريمة حبيبتي ماتخديش اي قرار الا لما تتكلمي معاه اكيد فيه سبب دفعة للجوازة دي انتي تصدقي ان سليم ممكن يبص لغيرك

صاح به معاذ بغيظ :

ماهو اتجوز خلاص مش بس بص يخوياا يعني اكيد بيحب البنت التانية دي وكان بياكل بعقلها حلاوة قال بنت عمي وحلوة ومدورة اسيبها تروح برا ليه

وقف في مواجهته وهو يرفع أصبعةفي وجهه بتحزير :

بقولك ايه ياض انت يا تقعد بأحترامك يا تغور في داهية

اصدر معاذ صوت يدل علي سخريته :

طبعاً هتدافع عنه ماهو حبيبك بس مش علي حساب الغلبانة دي

-ولا اطلع برا

اتجه معاذ للجلوس علي الأريكة بجانب ريم وهو يضع قدم علي الأخري بغرور لا يتناسب ابدا مع الكدمات التي تملأ وجهه :

مش طالع واعلي ما في خيلك اركبه يا نادر

-انا مراعي حالتك ماتخلنيش اتغابي عليك

-هأ تتغابي عليا طب بس بدل مابيتك في التخشيبة

اجابه نادر بسخرية:

-اه نفس التخشيبة اللي بيت فيها سليم


كاد معاذ ان يرد عندما قطع جدالهم صوت ريم المبحوح وهي تقول بصوت باكي :

ماتسكتوا بقي انتوا الاتنين حرام عليكوا

تكلم معاذ بحزن علي حالتها:

انا اسف يا ريم يا حبيبتي انا بس مضايق عليكي وعايز اساعدك تطلقي منه

رفعت رأسها له وهي تناظره بتيه هل انتهي الأمر هل سليم لم يعد لها لن تراه ولن تحتضنه لم يعد لها اصبح لأمرأة اخري وعند هذه الفكرة انفجرت باكية بقهر وهي تشعر بأنها فقدت كل شيء، تشعر وكأن العالم بأكمله اصبح بلا معني

قلق ناد من حالتها تلك فعانقها بقوة وحزن وهو يشعر بالقهر علي فراشته الرقيقة :

خلاص يا روحي مش هنتكلم في الموضوع ده تاني اهدي ماتعيطيش

*************

جلس عبد الرحمن امام سليم وهو مُطأطأ الرأس بخجل :

اني مش عارف اجولك ايه يا ولدي اني السبب معرفتش اربي بتي وكمان خربتلك حياتك

نظر له بلا روح والهالات السوداء تُحيط عينيه :

لأ مش انت اللي غلطان يا عمي انت كنت خايف علي بنتك بس صدقني بنتك دي مايتخفش عليها

زفر انفاسه بحزن :

معاك حج يا سليم شكل النسل بتاع العيلة دي كلاته عفش بس دي بتي وماجدرش امنع نفسي من الخوف عليها ،واكيد يا ولدي مرتك مش هتفضل زعلانه منيك طول عمرها يعني

نظرت كوثر لولدها الصامت بحزن وشفقة :

ماتزعلش مني يا حاج عبد الرحمن بس انا لولا عارفة ابني بيحب ريم قد ايه انا كنت مستحيل اسمعه او اسامحه يبال هي بقي

-اني عارف ان اني السبب في كل اللي حوصل ومهما جولت مش هوصلك اسفي

تحدثت بحزن :

خلاص يا حاج حصل خير

-لاه اني ضميري بيوجعني يا ست كوثر جولولي عنوان خال ريم ده واني هكلمها وعحكيلها ان سليم مالوش زمب في حاجة

قالت كوثر بقلة حيلة :

اناحاولت كتير ابررلها واحكيلها الحقيقة وهي مارضتش تسمع كلام في الموضوع ده فاستنيت لما تهدي وهكلمها تاني بنتي وانا عرفاها عندية ربنا يعدي الفترة دي علي خير ان شاء الله

-ان شاء الله ياست كوثر هترجع لما تسمع الحجيجة

كان سليم يستمع لحديثهم وهو في عالم اخر

حبيبته بعيده عنه لأول مرة تنام وهي ليست تحت سقف بيته وتحت عينيه ان قلبه يؤلمه بشده كان سيُجبرها علي المكوث معه قصراً ولكنه رأها مكسورة وحزينة خاف ان يتعامل معها بهذه الطريقة فتكرهه وتنفرُ منه اكثر ،مرر يده علي وجهه بحزن وهو يحاول ان يُفكر بطريقة لأخبارها الحقيقة يجب ان تستمع له حتي ولو بالأجبار

قطع استرسال افكارة صوت هاتفة فنظر بلا اهتمام لهوية المُتصل سُرعان ما انتبه بكُل حواسه عندما وجد ان المُتصل الحارس الذي يوقفه تحت البناية التي تقطن بها ريم بصحبة نادر

فضغط ذر الأجابة سريعا وهو يقول بقلق :

الو يا منصور فيه حاجة كله تمام


اجابه المدعو منصور :

كله تمام يباشا انا بس حبيت اقول لحضرتك ان ابن خالة الهانم دخل العمارة من قيمة ساعة كده ولسه مانزلش

اظلمت عينيه بغيرة ولم يُمهل منصور فرصة للكلام وهو يُغلق الهاتف في وجهه قبل ان يأخذ مفاتيح السيارة ويخرج بعصبية ناوياً قتل معاذ هذه المرة

متغاضيا عن كلمات كوثر وعبد الرحمن القلقة و المستفسرة ..

***************

في شقة نادر

كانت ريم تحتضن اميرة التي جائت مُنذ قليل وهي تبكي :

شوفتي يا اميرة عمل فيا ايه راح اتجوز عليا واحنا لسه كاتبين الكتاب لا وجايبها البيت يقولي دي بنت صاحب بابا شوفتي البجاحة

احتضنتها وهي تُربت علي ظهرها بمؤازرة وهي حزينة من أجلها:

انا مش قادرة اصدق بقي سليم يعمل كده بعد الحب ده كله اكيد في حاجة فلط

-بقولك مأنكرش كلامها مأنكرش يا اميرة تقوليلي فيه حاجة غلط

شددت اميرة علي احضانها وهي تُمرر يدها علي خصلاتها بحنان :

يا حبيبتي اقصد انه بيحبك جدا بشهادة الكُل عشان كده مش قادرة اصدق

تعالت شهقاتها الباكية وهي تقول بحزن :

انا مش مصدقة ازاي طلع مُمثل اوي كده

حاولت اميرة مواساتها وهي تحاول التبرير لسليم فعلته تلك ولكنها لا تجد مُبرر واضح لما فعله فأكتفت بأحتضانها بصمت

*****************

وقف نادر يُحضر الغداء لريم وصديقتها عندما استمع لدقات الباب القوية فاتجه بقلق وهم بفتح الباب ليجد ذلك الوحش الثأر

سليم بصوت جوهري وهو يقوم بأزاحته جانبا ويدلف دون أستأذان :

هو فين اللي امه داعيه عليه وشرفي ماهيطلع من تحت ايدي الا وهو جُثة المرادي

لحق به وهو يقول بحنق :

انت بتتكلم عن مين يا مجنون انت خد هنا ده انا ربنا بلاني بماعتيه انهاردة

سليم بعصبية وهو يبحث في كل الغُرف :

هو فين هو فين الزبالة ابن اختك

نادر وهو يُلاحقة في أرجاء الشقة :

-يعم ماختلفناش هو فعلا زبالة هو وامه بس مش هنا نزل من عشر دقايق


توقف سليم وهو يجذ علي اسنانه بغيظ :

وهو ازاي يتجرأ ويجلها وهي لوحدها

-ماتحترم نفسك يخي وحدها ازاي يعني

-مانت لو عندك دم ماتدخلهوش من باب الشقه الواد اب..

-سليم انت بتعمل ايه هنا

توقف عن الكلام عندما استمع لصوت ريم العصبي الذي اسكر قلبه حتي وهي تتحدث بعصبيه صوتها رقيق مثل الريشة استدار لها وهو يتشرب ملامحها بشغف لقد مرت خمسة ايام علي اخر مرة رأها بها ،شعر برؤيتها ان روحه قد رُدت لجسده مرة اخري

اشار نادر لأميرة خفية لكي يدعوا لهما فرصة للكلام فخرجت معه وهي تتمني ان يكون سليم مظلوماً لتتحسن حالة صديقتها ..

بعد صمت دام لدقائق من الجهتين حاول تمالك نفسة وهو يقول بتوتر وكلام غير مُرتب مُستغلا فرصة وجودها امامه :

ريم انتي فاهمة غلط الموضوع مش زي مانتي فاهمة خالص انا ماتجوزتش عليكي فعلا دي مجرد خدمة

نظرت له بقلب جريح وهي تتحدث بصوت مستهزء بلا روح :

خدمة ايه !!!

خدمة ايه دي اللي لازملها جواز خوفت عليها من الفتنة مثلا !!

اقترب منها محاولا امساك كتفيها لتنفر منه وهي تبتعد عنه بزعر:

ابعد عني اياك تلمسني

حدق بها بحزن وهو يحرك رأسه بأنكسار ظاهر لقد نفرت منه للمرة الثانية

تحدث بصوت مكسور حزين :

-ريم ريم انتي مش فاهمة حاجة صدقيني الموضوع مش زي مانتي فهمتيه

اشارت بيدها في وجهه بعصبية :

انت بتكلم طفلة هتضحك عليها يعني متجوز وبتقول ماتفهميش غلط انت جنس ملتك ايه يخي!!!!!

-ايوه طفلة طفلة ومش فاهمة حاجة اهدي وسبيني ابررلك ارجوكي

نظرت له بعنف وهي تصرخ في وجهه بقوة ودموعها تسيل علي وجنتيها كالشلال :

تبرر ايه انت اتجوزت اتجوزت يا سليم، طالما انت شايفني طفله ومش مالية عينك سيبك مني سيبني احب حد املي عينة ..

هوت يده بصفعه قوية علي وجنتها صفعه مدويه صدمتها وصدمته قبلها ولكنه لم يحتمل لم يحتمل مجرد التخيل ان تكون لاحد غيره، كيف تقف امامه صغيرته بكل ذلك التبجح لتخبره ان يتركها لتعشق غيره !!؟

لا والله سيكون ذلك كالحكم بالموت عليها وعلي قلبه قبلها...

نظرت له بصدمة وهي تهدر به بعدم تصديق :

انت ازاي بجح كده يا اخي يعني تخوني وتجرحني بالطريقة دي وكمان بتمد ايدك عليا انا بندم علي كل لحظة حبيتك فيها انا بكرهك بكرهك

صرخت بكلماتها الاخيرة وانهارت ارضا تبكي بهستيريا :

ابعد عن حياتي بقى حرام عليك

نظر لها بألم ودموع وهو لا يصدق ما وصلت اليه صغيرته الرقيقة هبط لمستواها وهو يحتضنها ودموعة تغرق وجهه بدون شعور منه علي ابنته وحبيبته التي اذاها بيده بتصرفه الذي لم يحسب له حساب :

ارجوكي ماتعمليش فيا كده حرام عليكي والله بموت من جوايا بلاش كده انا ماقدرش اخونك والله ماقدر اخونك او ابص لغيرك ارجوكي افهميني سبيني افهمك ماتعمليش في نفسك كده قلبي بيتكسر لما بشوف حالتك دي، انتي نقطة ضعفي والوحيدة اللي ممكن ضهري يتكسر بسببها بلاش تحكمي عليا من غير ماتسمعيني يا ريم ماتجلدنيش بكلامك كلامك بيقتلني انتي تصدقي اني اقدر اتجوز عليكي بأرادتي ده انا مابشوفش غيرك حرام عليكي حاولي تسمعني والله كانت مجرد خدمة عشان اساعد عم عبد الرحمن وماتجوزتهاش بأرادتي مجرد جواز علي ورق عشان احميها قدام اهل ابوها حتي اسألي ماما ،او اجبلك عم عبد الرحمن وهيحكيلك بس بلاش تصدري حكمك عليا من غير ما تسمعيني يا حبيبتي ..

يتبع ♥️ 

تكملة الرواية من هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع