القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية العرافة العجوز الفصل 21-22-23-24-25- بقلم عادل عبدالله كامله

 

رواية العرافة العجوز الفصل 21-22-23-24-25- بقلم عادل عبدالله كامله 





رواية العرافة العجوز الفصل 21-22-23-24-25- بقلم عادل عبدالله كامله 


الحلقة الحادية و العشرون

ولكنها ظلت معلقة ذراعيها في عنقه فيحاول الأبتعاد بهدوء ولكنها أغمضت عيناها وتمسكت به بقوة وقالت له  " خليك كده شوية " .

وفي ثواني معدودة تتحرك عنده رغباته الذكورية فلا يجد مفر الا أن يلبي ندائها !!!!!!!!!

بعدما انتهيا لم يستطع فريد المكوث طويلا في المكان وأرتدي ملابسه سريعا وأنصرف الي شقته دون النطق بكلمة واحدة !!

بينما كانت هند في فراشها تنتابها مشاعر متناقضة ببن الحب والندم !!!


أسلمت هند عيونها الي النوم ومر وقت ليس بالطويل حتي شعرت بجرس الباب .

بمجرد أن فتحت هند عينيها تذكرت ما حدث وبدأت تفكر ولكن دقات الباب المستمرة جعلتها تنهض لتفتحه .

فوجدت أمامها أم فريد ، فأدخلتها وجلستا وظلت أم فريد تتكلم ولكن هند لم تستمع لكلمة واحدة منها !! فكل حواسها كانت تتذكر ما حدث !!

وظل صراع الحب والندم يستعر  داخلها !!!

بين اعجابها وحبها لفريد الذي هو زوجها بالفعل ، وبين الندم علي كسر القيد الذي وضعته علي نفسها بعد موت زوجها الأول شريف بعدم الحب او الزواج !!!

أم فريد : مالك يا هند ؟ أنتي تعبانة ؟

هند : لأ الحمد لله انا كويسة .

أم فريد : انا بكلمك من بدري ومش بتردي عليا ليه ؟

هند : لأ ابدا ، كنت بسمعك .

أم فريد : أنتي مشغولة بحاجة ؟

هند : لأ خالص .


مشهد اخر ،،،،،،،

بعدما صعد فريد الي شقته دخل ليغتسل ويشعر بتأنيب الضمير بينما يري في خياله صورة أخاه شريف !!!

فتهاجمه الأفكار ......

 " نهار اسود !! أنا ازاي أعمل كده !! "

" معقول أخون شريف أخويا !! " 

" ازاي تقول دي خيانة ؟!! شريف أخوك مات الله يرحمه وأنت أتجوزتها علي سنة الله ورسوله ، يبقي فين الخيانة دي ؟! " 

" يعني لو شريف كان عايش دلوقتي وعرف اللي حصل كان ممكن يكون سعيد ومبسوط ؟!! "

" أكيد لأ طبعا لكن شريف مش عايش وأنا لما اتجوزتها كان علشان أرضي أمي وأراعيها هي وعياله "  

" أنت هتضحك علي نفسك ولا علي مين ؟؟ أنت عارف أن أكيد كان هييجي يوم ويحصل بينكم كده !! " 

" لأ ، أنا من البداية وافقت أتجوزها ومش في دماغي ان في يوم من الأيام يحصل حاجة بينا "

" أيا ما كان ، أنت أزاي تعمل كده ؟؟!! " 

" أنا رجل و عندي رغبات زي اي انسان وعندي لحظات ضعف ، وبعدين أنا ضعفت مع مين ؟!! دي مراتي يعني حلالي ومش حاجة حرام او عيب " 

" و بعد اللي حصل ده هتقدر تواجهها وتتعامل معاها ازاااي ؟؟ " 

" أتعامل معها عادي جدا ، هي نسيت أنها مراتي ولا ايه !! "

" ايه الهمجية اللي بفكر بيها دي !! أنت ناسي انها انسانة ولها مشاعر واحاسيس وأكيد أنت صدمتها لما عملت معها كده !!! " 

" صدمتها !!! هي كان مش ظاهر عليها أبدا اي صدمة !! بالعكس انا حسيت أنها متجاوبة ويمكن كانت سعيدة كمان !! "

" يعني معقول هي نسيت شريف خلاص وحبتني أنا ؟!! "


كل تلك الأفكار راودت تفكير فريد حتي انتهي من الاغتسال وذهب الي عمله ، وطيلة اليوم كان يراقب هاتفهه أنتظارا أن يأتي منها أتصال أو رسالة ربما تكون لوم أو عتاب عن ما فعله معها !!

مر اليوم وفريد لا يشغل باله الا هند وما حدث معها ورد فعلها المتوقع !!

وقبل أنصراف فريد من عمله جاؤه اتصال هاتفي !!!

فريد " دي اكيد هند هي اللي بتتصل " .

أقترب فريد من هاتفهه ليجد المتصل والدته !!!

تعجب فريد وأمسك بهاتفهه ورد عليها : ألو ، ايوه يا ماما ، خير فيه حاجة ؟؟

الأم : عدي عليا وأنت راجع من الشغل .

فريد : ليه ؟ فيه حاجة ؟

الأم : مفيش حاجة ، بس ابقي عدي عليا ضروري قبل ما تطلع شقتك .

فريد : حاضر .


بعدها أنصرف فريد من عمله وعاد الي المنزل وعندما رأته والدته قالت له : تعالي اقعد .

جلس فريد وسألها : خير يا ماما ، فيه ايه ؟

الأم : أنت ناوي ترجع لتغريد ولا خلاص هتطلقها ؟ 

فريد : مش قررت لحد دلوقتي .

الأم : طيب خد الورقة دي .

فريد : ورقة ايه ؟

أمسك فريد بالورقة وبدأ يقرأها وفوجئ فريد بأنها أنذار من المحكمة بدعوة طلاق ودعوة خيانة الأمانة ومطالبة تغريد بقائمة منقولاتها !!!

كاد فريد أن يجن من هول الصدمة ووقف مكانه وهو يقول : مش ممكن !! تغريد رفعت عليا قضيتين قضية طلاق والتانبة بالقايمة !!!

الأم : طيب أهدا يا ابني واقعد .

فريد : اهدا أزاي ؟!! أنا عمري ما توفعت انها تعمل كده !!! أنا حتي لما فكرت انها تكون عايزة تطلق مش هتوصل الموضوع للمحكمة !!!

الأم : معلش ، كل واحد بيبان أصله مع الوقت ، وأديك شوفت بنفسك أن اصلها طلع واطي .

فريد " غاضبا " : ورحمة ابويا وأخويا لأخليها تشوف وتعرف أن مش أنا اللي يتعمل معايا كده .

ثم قام من مجلسه مسرعا ، فسألته والدته : أنت رايح فين ؟

فريد : هكلم واحد صاحبي محامي شاطر علشان نبدا نتعامل معاهم بنفس طريقتهم .

الأم : الجلستين ميعادهم امتي ؟

فريد : بعد حوالي شهرين .

الأم : طيب ما تحاول تصالحها يا بني أو تتفاوض معاها لو عايزة تطلق وتطلقها بهدوء بعيد عن المحاكم  .

فريد : هروح لصاحبي المحامي وأشوف هينصحني اعمل ايه .


أنصرف فريد ثم صعد الي شقته و أتصل علي صديقه أحمد المحامي وقال له : ازيك يا أحمد أنا واقع في مشكلة وعايزك تفف معايا .

احمد المحامي : انا معاك أطمن ، فيه ايه يا فريد أتكلم ؟

فريد : تغريد مراتي رفعت عليا قضية طلاق وقضية تانية بالقايمة .

احمد المحامي : ياااه للدرجادي الدنيا أزمت بينكم ؟ ايه اللي حصل لكل ده ؟

فريد : هقولك بأختصار ، بعد موت شريف اخويا أمي صممت أني أتجوز أرملته ولما تغريد عرفت مشيت من البيت 

المحامي : عندها حق ، أي واحدة مكانها لازم كانت تعمل كده .

فريد : أنت معايا ولا معاها ؟ 

المحامي : انا بقول الحقيقة .

فريد : أنا قولتلها ان جوازي انا وهند صوري وهي مش صدقتني .

المحامي : كنت حاول معاها مرة واتنين وتلاته قبل ما المواضيع تتطور بالشكل ده .

فريد : علفكرة يا احمد دي مش بداية المشاكل بينا ، معاملتها معايا ومع اهلي وغرورها وتكبرها واهمالها لأمي وقت تعبها كل ده كان السبب اني اقفل معها ومشاعري تتغير تجاهها .

احمد المحامي : يعني انت خلاص قررت تنهي حياتك معاها ولا لسه فيه فرصة للصلح ؟؟؟

فريد : بصراحة انا لسه عايزها لكن لو كانت دي النهاية مش هتفرق كتير .

المحامي : طيب بص من ناحية المحاكم والقضايا دي لعبتي وممكن أدوخها واخليها تقعد سنة واتنين وتلاته تجري ورا القضايا وتصرف فلوس اكتر من اللي هتاخدها منك ، أنما انت صحبي ويهمني مصلحتك وراحتك ياريت تحاول تصطلح معاها ، أو لو لا قدر الله فيه طلاق يكون بشكل ودي وده في صالحكم انتوا الاتنين ، سيبني يا فريد أنا هحاول أدخل وأصالح بينكم .

فريد : وأنا معنديش مانع ، أنا هسيبلك الموضوع ده وانت صحبي ومش هترضالي الضرر .

أحمد المحامي : ماشي يا فريد متقلقش .


أنهي فريد المكالمة وجلس وقد بدأ يهدأ قليلا بعد استيعابه للصدمة و كلام صديقه احمد المحامي .


جلس فريد يفكر في مستقبل حياته بعد كل ما يحدث فيها !!

هل سيوفق صديقه المحامي في الصلح بينه وبين تغريد ؟؟ أم ان مصير تلك العلاقة هو الفشل والطلاق ؟؟

وماذا عن علاقته بهند ؟؟ وماذا عن علاقته بها بعد ما حدث ؟؟ هل موقفها منه تغير ورضت به كزوج وسيكمل حياته معها كزوجين طبيعيين ؟؟ أم أنها سترفض أستكمال حياتها معه وينتهي زواجه منها ؟؟

الان هو متزوج من اثنتين ولكنه لا يشعر بالراحة أو الأستقرار !! تبا لهذه الظروف التي تقوده خلفها مسلوب الارادة !!!!!

وجلس هكذا يفكر حتي غلبه النوم بعد العشاء بفترة وجيزة !!!!

غاص فريد في نوم عميق ولم يشعر الا حينما أستيقظ وفوجئ بأن الساعة أقتربت من الثانية بعد منتصف الليل !!

أنتبه فريد أن هند تبيت ليلتها وحدها مع أطفالها وأنها لم تتعافي نهائيا من مرضها !!! 

كان من الواجب عليه ان ينزل لها كما اعتاد منذ مرضها !! ولكن كيف سيواجهها بعد ما حدث ؟!!

ربما يكون نومه قد انقذه من هذا الموقف !!!

الان عليه ان يستكمل نومه !!!

ولكنه يشعر بالجوع ، فقام والتقط بعض ثمار الفاكهة التي دائما ما تشبع جوعه ليلا .

ثم عاد الي فراشه ليستكمل نومه .

أغلق عينيه وبعد وقت قصير شاهد تلك العرافة العجوز تظهر أمامه عند باب حجرته وتقول له 

" مبتتصلش بأخوك أسامة ليه ؟؟ أمسك تليفونك وكلمه يمكن تكون أخر مرة تكلمه فيها " !!!!!

فريد : أنتي عايزة مني ايه يا ست أنتي ؟ حرام عليكي !!! أنتي دخلتي هنا أزاي ؟؟ اتكلمي يا ست انتي وقولي أنتي دخلتي هنا أزاي ؟؟ خليكي واقفة مكانك انا هجيبلك البوليس " .

ألتفت فريد ليمسك هاتفهه ثم أعاد النظر اليها ليجدها قد اختفت نهائيا !!!

كاد عقل فريد ان يطير !!! الست دي كانت لسه واقفة هنا حالا !!! معقول كنت بحلم ؟!!! أنا خلاص هتجنن !!! أنا مش عارف انا شوفتها بجد ولا ده حلم ؟؟؟

يتبع


الحلقة الثانية و العشرون

كاد عقل فريد ان يطير !!! الست دي كانت لسه واقفة هنا حالا !!! معقول كنت بحلم ؟!!! أنا خلاص هتجنن !!! أنا مش عارف انا شوفتها بجد ولا ده حلم ؟؟؟


قام فريد وظل يبحث داخل المنزل ربما يجد هذه المرأة !!! ولكنه لم يجدها !!!

عاد فريد الي فراشه وجلس ونظر في هاتفهه ليجد الساعة السادسة والنصف صباحا !!!

معقول كل هذا الوقت قد مر ؟!!! 

عرف فريد ان ما شاهده كان مجرد حلم أثناء نومه !!

ولكن شعور الضيق لم ينتهي بعد فهو يعلم أن هذه العرافة العجوز منذ أن ظهرت في حياتهم وتصيبهم اللعنات !!!


شعر فريد بخوف وقلق تجاه أخاه أسامة !!

معقول كلام العرافة هيصدق كمان مع أسامة ؟؟ دي تبقي مصيبة !!!

أنا لازم أكلم أسامة وأقوله أنه لازم يرجع في أقرب وقت ممكن .

لكن أزاي أقنعه يرجع في أقرب وقت وهو دايما بيحاول يتهرب ويأجل رجوعه ؟؟؟

ثم قال فريد أنا لازم ألح عليه لغاية ما يرجع حتي لو أضطريت أني أكدب عليه !! المهم أنه يرجع قبل ما يتحقق كلام العرافة وتبقي مصيبة !!


أمسك فريد بهاتفهه مرة اخري ليفاجئ 

 اثناء نظره في الهاتف أنه توجد لديه رسالة غير مقروءة !!

ثم كانت المفاجأة الأكبر أن الرسالة كانت من هند !!!!!!!

فتح فريد الرسالة سريعا ليجد الرسالة المكتوبة تقول " أنت ليه مش نزلت النهاردة زي كل يوم وسبتني تعبانة لوحدي ؟؟ "

صمت فريد وظل يعيد قراءة الرسالة عدة مرات في ذهول !!

ثم قال " مادام قالت كده يبقي اللي حصل مش ضايقها !! " 

" أكيد هند مشاعرها أتغيرت من ناحيتي وتقبلت وضع أني أكون جوزها بجد وحقيقي !! " .

" لكن المشكلة دلوقتي جوايا أنا !! عقدة الذنب اللي حسيت بها المرة اللي فاتت صعبة ووجعت قلبي أوي !! " 

" يا تري أنا فعلا ممكن أعيش مع هند حياة زوجية طبيعية ؟!! " 

بصراحة مش عارف " أنا لغاية دلوقتي مش قادر أستوعب  الوضع ده !! " 

أمسك فريد بهاتفهه ثم رد علي رسالة هند وقال لها : أنا أسف راحت عليا نومه ومش حسيت بالوقت الا لما صحيت من شوية ، أنا هنزل للشغل دلوقتي وياريت تطمنيني عاملة ايه لما تصحي من النوم .


ارتدي فريد ملابسه ونزل في موعد عمله و كل تفكيره مشغول بمشهد العرافة الذي شاهده في تلك الليلة ومازالت كلماتها يسمعها داخل رأسه !!


فريد يحاول الاتصال بأسامة ولكن أسامة لم يرد عليه !!

كرر فريد محاولة الاتصال عدة مرات الا أن أسامة لم يرد !!

بدأ القلق يتسرب الي داخل فريد ، وظل في حالة قلق !!


بعدها بدأ فريد ينشغل بعمله بينما القلق يسيطر عليه ، وبعد وقت قصير جاءته رسالة من هند !!

" خلاص ولا يهمك ، أنا بعتلك الرسالة لأني تعبت بالليل وكنت مش عارفة أعمل ايه " .

بعد قراءة الرسالة أتصل فربد سريعا بهند وقال لها : صباح الخير ، أنتي لسه تعبانة ؟؟

هند : صباح النور ، لا الحمد لله دلوقتي احسن كتير .

فريد : لو حاسة انك تعبانه استأذن من الشغل وأخدك نروح للدكتور ؟

هند : مفيش لزوم أنا دلوقتي احسن .

فريد : ليه مش اتصلتي بالليل لما تعبتي ؟؟

هند : لما لقيتك منزلتشالبارح قولت اكيد انت نمت ومحبتش أقلقك .

فريد : لما تحسي بأي حاجة وأنا مش موجود اتصلي بيا مهما كان الوقت بالليل او بالنهار .

هند : هو أنت ناوي متنزلش هنا تاني الا لما اتصل بيك ؟؟

فريد " يصمت قليلا ولا يعرف بماذا يرد عليها !!! "

هند : سكت ليه ؟؟ لو مش عايز تنزل قول علشان اقول لماما تيجي تقعد معايا ؟ "

فريد : لو مش يضايقك هنزل اقعد معاكي لحد ما تخفي خالص .

هند : طيب أنا هستناك النهاردة ومش هتغدا الا لما تيجي نتغدا مع بعض .

فريد : أوكي .


أنتهت المكالمة بينما تأكد فريد أن مشاعر هند تغيرت وتحولت تجاهه وبقوة !!!

وبدأ يتأكد أن علاقته بزوجته هند ستأخذ شكل أخر من الان !!!


بعد مرور بعض الوقت جاءه اتصال اخر من أخيه اسامة !!!!

فريد : مبتردش ليه يا اسامة قلقتني عليك !!!

أسامة : يا عم كنت نايم ، هو حرام الواحد ينام شوية ؟!! اتصلت عليا كتير كده ليه ؟ فيه حاجة حصلت ؟؟

فريد "  يحاول الكذب " : أيوه أمك تعبانة واتصلت علشان أقولك .

أسامة : أمي !!! مالها ؟؟ فيها ايه ؟؟

فريد : كانت تعبانه من كام يوم والبارح التعب زاد عندها وجيبتلها الدكتور في الببت .

أسامة : ياااه ، للدرجادي ؟؟؟ طيب اقفل دلوقتي أنا هتصل بها أطمن عليها .

فريد : طيب استني .

أسامة : لا لا هكلمك بعدين ، سلام دلوقتي .

أنتهت المحادثة ، ثم قام فريد بالاتصال بوالدته سربعا قبل أسامة .

فريد : ايوه يا ماما صباح الخير .

الأم : صباح الخير يا فريد ، فيه ايه يا ابني مالك ؟؟

فريد : انا أسف يا ماما ، أنا كنت بكلم أسامة من شوية وعلشان أخليه يرجع قولتله أن " بعد الشر عليكي " أنك تعبانة .

الأم : كويس أنك قولتله كده ، يارب يحس علي دمه بقي ويرجع .

فريد : لما قولتله كده قفل معايا وقالي انه هيتصل بيكي .

الأم : اهو فعلا بيتصل عليا اهو !!

فريد : الحمد لله اني كلمتك قبله علشان لما يسألك تقوليله انك تعبانه من كام يوم والبارح جبنا لك الدكتور وحاولي تمثلي عليه التعب وتطلبي منه انه يرجع .

الأم : طيب خلاص أنا هقوله كده .

فريد : حاولي تلحي عليه يا ماما  علشان يرجع .

الام : حاضر ، أنا صوتي أتنبح طلب منه أنه يرجع ومفيش فايدة !!

فريد : جربي أنتي الطريقة دي يمكن تجيب معاه نتيجة .

الأم :  بس قولي انت ليه مستعجل رجوعه بالشكل ده دلوقتي ؟؟

فريد : ما أنتي عارفة يا ماما ان من بعد موت شريف الله يرحمه كنت مش عايزه يسافر لكن هو اللي صمم .

الأم : وأنا كمان يابني أنت شوفت بنفسك أنا أترجيته يقعد وهو اللي صمم وضحك عليا وقالي شهرين وأرجع علشان يسافر .

فريد : جربي بس تقوليله انك تعبانه وكلمتين من عندك كده قلبه هيلين ويرجع علطول .

الأم : حاضر ، أهو بيتصل تاني ، سلام أنت بقي .

الأم " تتظاهر بالتعب وعدم القدرة علي الكلام " : أزيك يا أسامة يا ابني ؟

أسامة : عاملة ايه يا ماما ؟ ألف سلامة عليكي .

الأم : الله يسلمك ، يعني أنت يهمك أذا كنت كويسة ولا تعبانة ؟؟

أسامة : أيوه طبعا ، أنتي أهم حاجة في حياتي ، قوليلي مالك بتشتكي من ايه ؟؟

الأم : لو كنت بجد أهمك ويهمك تطمن عليا كنت رجعت ، مش أنت في بلد وأنا في بلد تانية !!

أسامة : يا أمي ما أنتي عارفة أن غصب عني علشان أعمل مستقبل ليا ولابني ومراتي .

الأم : يا ابني قولتلك رزق هنا رزق هناك بس أنت اللي دماغك ناشفة .

أسامة : هحاول بأذن الله أرجع قريب .

الأم : الله اعلم بقي هتشوفني ولا أكون موتت وروحت لأبوك وأخوك .

أسامة : ألف بعد الشر عليكي ، أوعي تقولي كده !!

الأم : يا ابني أنا تعبانة والله أعلم هخف ولا هموت .

أسامة : بعد الشر عنك يا أمي .

الأم : خلاص يا ابني العمر مبقاش فيه قد اللي راح ، وأنت مصمم تقعد في الغربة وتوجع قلبي وأنا قلبي تعبان يبقي أكيد مش هتشوفني تاني الا زي ما أنت شايفني دلوقتي في البتاع ده اللي اسمه المحمول .

أسامة : لا يا ماما أنا خلاص هرجع علشان خاطرك ، أهم حاجة تخفي وتبقي كويسة .

الأم : بجد هترجع يا أسامة ولا بتريحني بالكلام ؟؟

أسامة : أنا بتكلم جد المرادي ، هرجع علشان خاطرك يا ست الكل .

الأم : طيب هترجع أمتي ؟؟

أسامة : هرجع الشهر ده أو الشهر اللي جاي بالكتير .

الأم : لو أتأخرت عن كده يا أسامة هترجع ومش هتلاقيني ، هكون موتت .

أسامة : لأ انا بتكلم جد يا ماما  أنا فعلا هرجع في أقرب وقت الشهر ده او اللي جاي بالكتير .

الأم : ترجع بالسلامة يا حبيبي .

أسامة : ومن دلوقتي لغاية ما أرجع هكلم كل يوم فيديو كول .

الأم : أنا المهم عندي أني ألاقيك جنبي وألمسك بايديا .

أسامة : حاضر يا ست الكل .


أنتهت محادثة الأم مع ابنها أسامة وشعرت بفرح شديد فأخيرا يبدو أنه أستجاب لها وسيعود قريبا .


مشهد أخر ،،،،،،، 

فريد مازال في عمله ولا يسيطر علي تفكيره الا شيئين رؤية العرافة في الحلم وخوفه علي أخيه من تحقق نبؤتها ، ومن ناحية أخري التغير المفاجئ في علاقته بهند !!!


أنتهي يوم العمل وعاد فريد وفي الطريق ظل يفكر في كيف سيبيت تلك الليلة عند هند بعد ما حدث في اخر مرة !!!

وقبل وصوله للمنزل وجد فريد اتصال من هند !!!

هند : ايه يا فريد ، رجعت ولا لسه ؟ 

فريد : خلاص قدامي اقل من ربع ساعة وأوصل البيت .

هند : أوعي تكون أتغديت بره ، أنا لسه قاعدة مستنياك نتغدا مع بعض .

فريد ' يضحك " : لأ لسه متغدتش ، ربع ساعة أوصل وأغير هدومي وأنزل نتغدا مع بعض .

هند : لأ متطلعش ، تعالي هنا خد شاور وغير براحتك ، مش بيتك بردو ولا ايه ؟؟!!

فريد " يضحك " : طيب تمام ، هطلع اجيب هدوم من فوق وأنزل علطول .


عاد فريد الي المنزل وأخذ بعض من ملابسه المنزليه ونزل عند هند ودق جرس الباب .

قامت هند وفتحت الباب ليجدها في كامل زينتها !!!

فريد " يبتسم " : بسم الله ما شاء الله عليكي ، ايه الجمال ده كله !!

هند " تبتسم " : الحمام جاهز من بدري ، علي ما تاخد حمامك هكون جهزت السفرة .

دخل فريد واخد شاور وهو يبتسم " فعلا فيه أختلاف كبير بين معاملة هند ومعاملة تغريد !! لكن يا تري ده جمال البدايات وبعد كده هيظهر منها وش تاني زي تغريد ولا فعلا هتفضل كده علطول ؟؟!! " 


خرج فريد من الحمام فوجد السفرة جاهزة وتجلس عليها هند وبجوارها اولادها حمزة ورودينا !!!!

ضحك فريد دون أن يشعر !!!!!

فسألته هند : يارب خير ، بتضحك علي ايه ؟؟

فأقبل علي حمزة ورودينا ولاد اخوه وأحتضنهم وقبلهم ثم قال لها : أصل المفاجاة تقريبا نستني وجود الاولاد !!!

ضحكت هند وقالت : ما أنت عارف هما السبب في كل حاجة .

فريد : أكيد .

ثم بدأوا تناول الطعام وبدأ فريد يطعم  حمزة ورودينا بيديه في حنين أبوي !!

فبدأت هند هي الأخري اطعامه في فمه كنوع من التدليل !!

ابتسم فريد وشعر بسعادة بالغة وسط هذا الجو الأسري اللطيف الذي لم يعتاد عليه من قبل !!

" كم أنتي غريبة أيتها الدنيا فأكثر ما يخيفنا أو نخشاه ونرفضه يمكن أن  يقدم لنا أجمل ما نحتاجه ونريده من هذه الحياة !!! " 

ثم فجأة تغيرت ملامحه وبدت عليه ملامح الحزن !!!

تذكر فريد أنه محروم من الأنجاب وأن ما يحدث ويراه بعينيه ويعيشه الان  هو ذاته ما تنبأت به العرافة العجوز !!!

يالها من سيدة مشئومة ككلماتها التي تصيبه دائما بالخوف والقلق والتوتر .


أنتهوا جميعا من تناول الطعام ثم دخلت هند لتعد القهوة بينما جلس هو بين الاولاد يلعب معهم .

يحاول فريد تعويضهم غياب أباهم و

 كما يحاول تعويض ذاته أحساس الأبوة الذي ربما سيحرم منه طيلة حياته !!!

لاحظ فريد أن هند علي ما يرام ولا تشعر بأي تعب أو مرض !!!

عادت هند ومعها القهوة وجلست بينهم وهي سعيدة بلعب فريد مع أبنائها .

لم يشعر فريد بمرور الوقت أثناء لعبه مع الاولاد حتي أنه نسي وجود هند بجوارهم او  ان يشرب القهوة !!!

لم تشعر هند الا بسعادة بالغة وقالت في خاطرها " باين كده أن حماتي كان عندها حق لما طلبت مننا نتجوز  " .

" لكن يا تري لو تغريد رجعت البيت تاني هيفضل فريد كده معايا ومع الأولاد ؟ ولا كل حاجة هتتغير ؟؟ " 

" يا تري لما فريد يخلف ويبقي عنده أولاد هيفضل يحب حمزة ورودينا زي دلوقتي ؟ ولا ولاده هياخدوا كل حبه وحنانه ويبقي لأولادي مجرد زوج أم مجبور علي وجوده في حياتنا ؟!! " 

كل تلك التساؤلات كانت تستحوذ علي تفكيرها اثناء لعب ولهو فريد مع الاطفال !!!

مر الوقت سريعا حتي بدأ فريد يشعر بالتعب فقال لهم " مبتسما " : كفاية بقي لعب النهاردة يا حبايبي أنا تعب أوي ، بكره نكمل لعب .

هند : خلاص كفاية بقي يا حمزة ، كفاية لعب يا رودي سيبوا عموا فريد يرتاح شوية وبكره نكمل لعب .

فريد : أنتي باين عليكي النهاردة ماشاء الله كويسة ، تحبي أطلع فوق ولا استني هنا ؟؟

هند " نظرت له بحيرة " : هتطلع تعمل ايه لوحدك فوق ؟ خليك قاعد ؟؟

هند : يلا يا حمزة يلا يا رودي ، يلا  ندخل ننام زي الشطار .

حمزة : عايزين نلعب مع عمو فريد شوية .

هند : لا كفاية لعب النهاردة كده ، الساعة ٩ دلوقتي ، يلا بقي هاتوا بوسة لمامي وبوسة لعمو فريد وادخلوا ناموا في سرايركم علشان مامي تحبكم وكمان عمو فريد يحبكم ويلعب معاكم كل يوم .

حمزة ورودينا " في نفس الوقت " : حاضر يا مامي 

يتبع


الحلقة الثالثة و العشرون

هند : لا كفاية لعب النهاردة ، الساعة ٩ دلوقتي ، يلا بقي هاتوا بوسة لمامي وبوسة لعمو فريد وادخلوا ناموا في سرايركم علشان مامي تحبكم وكمان عمو فريد يحبكم ويلعب معاكم كل يوم .

حمزة ورودينا " في نفس الوقت " : حاضر يا مامي .

دخل الاولاد الي غرفتهم ودخلت هند لتطمئن عليهم حتي يناموا ، ثم عادت لتجد فريد يجلس ويلعب في هاتفهه .


وفي نهاية الليل وقبل النوم مباشرة سألته هند : قولي بصراحة أنت مبسوط معانا يا فريد ؟؟

فريد : أنتي شايفة ايه ؟

هند : أنا بسألك أنت ؟ عايزة اعرف  منك أحساسك انت ؟؟؟

فريد : أنا فعلا مبسوط جدا معاكم .

هند : خليك جنبا يا فريد طول ما تغريد مش موجودة .

فريد : ولو تغريد رجعت ؟؟؟

هند " تضحك " : خليك جنبنا بردو .

يضحك فريد وهند ثم يسألها : أنتي بتتكلمي بجد ؟؟

هند : أنا فعلا عايزاك جنبنا علطول ، أنت رجعت لحياتنا تاني الروح اللي كانت ضاعت .

أسامة يضمها ثم يقول : أنا جنبكم متخافيش مش هبعد عنكم مهما حصل .

ابتسمت هند ابتسامة هادئة لطيفة .

ثم قال لها : يلا ننام علشان بكره الصبح هنروح مشوارمهم مع بعض .

هند : هنروح فين ؟

فريد : بكره الصبح هتعرفي .

هند : أنت مش هتروح الشغل بكره ؟؟

فريد : لأ ، المشوار اللي هنروحه اهم من الشغل .


وفي صباح اليوم التالي أخذ فريد زوجته هند واولادها حمزة ورودينا وذهبا لمقابر العائلة عند قبر شريف أخيه !!!

بمجرد ذهابهم الي هناك بدأت تنساب الدموع من عيون هند بينما أقترب فريد من قبر شريف وقال " بصوت خافت " : متخافش يا شريف هند واولادك في عينيا متخافش عليهم .

ثم وقفوا جميعا يقرأون الفاتحة ويدعون لشريف بالرحمة والمغفرة .


عادوا جميعا الي المنزل بينما كانت هند شاردة الذهن .

لاحظ فريد شرود هند وصمتها طيلة طريق العودة !!!

فسألها : مالك يا هند ؟؟ ساكتة ليه طول الطريق ؟

ابتسمت هند " ابتسامة مصطنعة " : لا ابدا مفيش حاجة .

فريد : أتكلمي لو فيه حاجة مضايقاكي أو شغلاكي اتكلمي 

هند : لا مفيش حاجة .

فريد : أحساسي بيقول أنك متضايقة !!!

هند : ممكن اعرف ليه النهاردة بالذات  أخدتنا نزور قبر شريف الله يرحمه ؟؟؟؟

فريد :انا ذات نفسي معرفش ، يمكن حبيت اطمنه عليكم معايا وأعرفه أنكم في  امان معايا .

هند : انا عايزاك تفهم حاجة مهمة اوي يا فريد .

فريد : حاجة ايه ؟

هند : أني لما كنت مرات شريف عمري ما شوفتك ولا فكرت فيك الا كأخ ليا .

فريد : وده كان نفس احساسي بالنسبالك .

هند : حتي بعد موت شريف و أصرار  والدتك أننا نتجوز بردو نظرتي لك مش أتغيرت كتير ، صحيح بقيت مش بشوفك كأخ ليا لأننا المفروض متجوزين قدام الناس ، وأستمر الحال علي كده لغاية ما أنت اللي أجبرتني .

فريد : أنا !!!! أنا أجبرتك علي ايه ؟؟ 

هند : أجبرتني أني أحبك .

كانت كلمات هند كالسهام التي أخترقت ما بقي من دفاعات وحصون قلبه  المنيعة !!!


أصبحت هند ذات مكانة كبيرة في قلب فريد فهي كزوجة وأم تعد نموذج لزوجة جميلة هادئة مطيعة مريحة لزوجها وكأم تعتني بأبنائها أشد العناية وتضحي من أجلهم بكل ما تملك حتي بنفسها .

شعر فريد بأن هند هي التعويض عن تغريد التي احبها من كل قلبه ولكن كان جزاؤه منها الاهمال والمعاملة السيئة له ولعائلته .


مرت عدة أيام وأصبح فريد مقيم اقامة شبة كاملة في شقة هند معها ومع ابنائها .

يعود كل يوم من عمله ويجلس يلعب باستمتاع شديد مع الاطفال بينما كانت تبدو في تلك الأيام كعروسة جميلة في بداية حياتها !!!


حتي جاء اتصال هاتفهي لفريد من أخيه أسامة ،،،،،،،

اسامة : عامل ايه يا فريد طمني عليك ؟

فريد : الحمد لله تمام ، أنت اخبارك ايه ؟

أسامة : قولي انت الأول أتصالحت مع تغريد ولا عملت ايه ؟ 

فريد : لا لسه ، هي رفعت قضية طلاق وانا وكلت واحد صاحبي محامي يتعامل معاهم .

أسامة : ربنا يصلح الحال ويعمل اللي فيه الخير .

فريد : يارب ، المهم قولي أنت اخبارك ايه وناوي ترجع ولا لسه ؟

أسامة : أنا متصل بيك علشان كده .

فريد : قررت ترجع خلاص .

أسامة : ايوه بدأت اظبط اموري علشان أرجع بأذن الله خلال شهرين .

فريد : بتتكلم بجد ؟؟ ولا زي كل مرة ؟؟

أسامة : لأ ، المرة دي بجد ، وبالمناسبة كمان بدات ارتب شوية أمور كده وعايزك تساعدني فيها .

فريد : خير يا أوس اوس تحت امرك .

أسامة : أنا بصراحة مش عايز لما ارجع أضيع وقت كتير ، فهبعتلك فلوس تشتري بيها مكان كويس ينفع مطعم .

فريد : فهمني أكتر ناوي تعمل ايه ؟

أسامة : أنا عايز افتح مطعم أسماك ومشويات ، هبعتلك الفلوس وأعملك توكيل وتاخد سمية معاك تختاروا مكان كويس علشان أول لما انزل اجهز المكان بسرعة وأشتغل علطول .

فريد : فكرة حلوة يا اخويا ، أتوكل علي الله وأنا تحت امرك في اللي انت في اي حاجة لحد لما مشروعك يقوم و  يقف علي رجله .

أسامة : وده عشمي فيك يا اخويا ، أنا هعملك التوكيل في السفارة علشان تشتري المكان باسمي وهبعتلك رقم التوكيل واتوكل علي الله بس اهم حاجه تاخد سمية معاك لأنها بتفهم كويس في الحاجات دي .


بعد ايام ارسل أسامة رقم التوكيل لفريد .

و اتفق مع سمية انه هيبحث عن المكان المناسب عن طريق السماسرة وفي يوم معاينة المكان سيأخذها معه .

بدأ فريد يتتبع اعلانات العقارات حتي استقر علي عدة اماكن واتفق مع السماسرة عبر الهاتف للذهاب للمعاينة .


اتفق فربد مع السماسرة للذهاب للمعاينة في يوم الاجازة  .

تعجبت هند حين رأت فريد يتجهز للخروج من المنزل يوم اجازته !!!

هند : انت خارج ولا ايه ؟

فريد : أيوه .

هند : رايح فين ؟

فريد : أسامة كلمني علشان عايز يشتري مكان يفتحه مطعم لما يرجع وكلمت السماسرة والنهاردة هروح اشوف مكانين .

هند : هو عملك توكيل ولا هيشتري المكان باسمك ولا باسم مراته ؟؟

فريد : هو عملي توكيل هشتري المكان باسمه .

هند : هتروح لوحدك ؟؟

فريد : لا ، هاخد سمية معايا علشان تشوف المكان .

هند : سمية !!!! يبقي لازم اروح معاكم .

تعجب فريد من رد فعلها عندما علمت انه سيذهب مع سمية !!

فقال لها : ليه ؟

هند : كده ، عايزة اروح معاكم ، فيها حاجة دي ؟؟!

فريد : لا مفيهاش حاجة طبعا ، لكن انا عايز اعرف اشمعني لما عرفتي ان سمية هتروح معايا طلبتي تبجي معانا ؟!!

هند : عادي يا فريد ، مفيش سبب .

فريد : والاولاد هيروحوا معانا كمان ؟؟

هند : أيوه وفيها ايه ؟؟ كأنهم بيغيروا جو ويتفسحوا .

فريد : يتفسحوا !!!! لكن ده مشوار متعب عليهم !!!

هند : مش متعب ولا حاجة ، انتوا هتروحوا أمتي ؟

فريد : المفروض دلوقتي .

هند : طيب استني ربع ساعة بالظبط هنكون جاهزين .

فريد " بتعجب شديد " : حاضر .

دخلت هند تجهز نفسها وتجهز الاولاد للخروج بينما فريد يفكر باندهاش " هي هند عملت كده ليه لما عرفت أن سميه رايحة معايا المشوار ده ؟؟!! ثم ضحك ، معقول هي كمان بتغير من سمية ؟!! ايه السر اللي مخليهم كلهم يغيروا منها بالشكل ده ؟!! يمكن علشان حاسين انها اجمل واحدة فيهم ؟؟؟ "


بعد دقائق ،،،،،

هند كانت جاهزة مع الاولاد ونزلوا جميعا ومعهم سمية التي اتضح علي معالم وجهها التعجب من ذهاب هند معهم ولكنها لم تعلق علي ذلك وفضلت الصمت !!!


وبعد معاينة فريد وسمية ومعهم هند ارسلوا صور الموقعين لأسامة ثم أتفقوا جميعا علي أحدهما لشراؤه .

وبالفعل في خلال أيام قليلة أرسل اسامة المبلغ المطلوب وقاموا بشراء المكان المختار وقاموا بتسجيل جلسة الشراء بالفيديو وارسالها لاسامة .


في كل تلك الخطوات كانت هند معهم خطوة بخطوة حتي أن فريد قرر أن يواجهها اخيرا .

فريد : الحمد لله اشترينا المطعم خلاص لاسامة ، ممكن اعرف بقي سر أنك كنتي بتصممي تكوني معانا في كل خطوة ؟؟

هند : عادي ، مفيش سر ولا حاجة .

فريد : هند ، انا عارف انك عمرك ما بتكدبي ، ممكن تقوليلي بقي الحقيقة ؟

هند : حقيقة ايه ؟

فريد : حقيقة السبب اللي خلاكي تكوني معانا أنا وسمية في كل خطوة في شرا المطعم .

سكتت هند ولا تعرف ماذا تقول !!!

فريد : أنا قولتلك اني متعود منك علي الصراحة ، ياريت تتكلمي بصراحة .

هند : بصراحة بغير عليك .

فريد : أنتي اتجننتي !!! تغيري عليا من سمية ؟؟! ده سمية دي زي أختي !!!

هند : انا كمان كنت زي اختك ودلوقتي بقيت مراتك وانا بحبك ومن حقي اغير عليك .

فريد " يضحك " : صحيح انتوا كلكو مجانين !! انا عايز افهمك حاجة مهمة اوي ، أنا عمري ما ابص ل.....

تقاطعه هند قائلة : من غير ما تكمل كلامك أنا عارفة كويس اخلاقك لكن دي غريزة جوايا مقدرتش اتحكم فيها علشان زي ما قولتلك اني بحبك .

فريد : ماشي يا هند هعديها ، بس ياريت بعد كده تكبري دماغك ويكون عندك ثقة فيا أكتر من كده .

ضحكت هند وقالت : ماشي يا حبيبي .

فريد : طيب بالمناسبة بقي انا فيه سر عندي مفيش حد يعرفه الا انا وأسامة وأنتي دلوقتي مادام بقيتي مراتي بجد لازم تعرفيه .

هند : سر !!! سر ايه ؟؟

فريد : أنا عملت تحاليل وعرفت أني عندي مشكلة في الانجاب وحاليا انا بتعالج منها علشان أقدر أخلف .

هند : مشكلة في الانجاب ؟!!! 

فريد : أيوه ، والدكتور قالي أني ممكن أخلف وممكن لأ ، لكن العلاج هيحتاج وقت طويل .

هند : والسر ده مش هيغير حاجة ما بينا ، ولادي هما ولادك وأنا مراتك علي اي حال سواء خلفنا او لأ .

فريد : يعني مش نفسك في طفل مني ؟

هند : نفسي طبعا ، لكن لو ربنا مقدرش أننا نخلف مش هيغير حاجة من ناحية حبي لك وعلاقتنا مع بعض .

فريد : أنا كنت متأكد من ان رأيك هيكون كده .

هند : تغريد تعرف بالموضوع ده ؟

فريد : لأ .


وفجأة يرن هاتف فريد فيلتقط الهاتف فيجد أن المتصل صديقه أحمد المحامي !!!

يرد عليه فريد : ازيك يا حماده اخبارك ايه ؟؟

احمد المحامي : عندي لك أخبار جديدة بالنسبة لتغريد مراتك !!!!

يتبع


الحلقة الرابعة و العشرون

 وفجأة يرن هاتف فريد فيلتقط الهاتف فيجد أن المتصل صديقه أحمد المحامي !!!

يرد عليه فريد : ازيك يا حماده اخبارك ايه ؟؟

احمد المحامي : عندي لك أخبار جديدة بالنسبة لتغريد مراتك !!!!

فريد : أخبار ايه ؟

المحامي : أنا أتواصلت مع خالها توفيق وأتفقنا أننا نحل الموضوع بشكل ودي .

فريد : أتفقتوا علي ايه ؟

المحامي : أحنا اتفقنا علي مبدأ الحل الودي لكن مش هينفع اتفق علي حاجة طبعا الا في وجودك .

فريد : وهنحل بشكل ودي أزاي ؟

المحامي : أنا اخدت منه ميعاد يوم الجمعة الجاي هنروح عنده وهتكون تغريد موجودة ونقعد كلنا لغاية ما نشوف هنوصل لأيه .

فريد : ماشي يا أحمد ، نتقابل يوم الجمعة ونروح مع بعض .


أنتهت المكالمة وجلس فريد يبدو علي ملامحه التوتر !!

هند : فيه ايه ؟

فريد : أحمد المحامي صاحبي أتكلم مع خال تغريد علشان نقعد ونتفاوض بشكل ودي بدل المحاكم .

هند : أيوه أنا فهمت كده من كلامك معاه ، أنا قصدي أنت شكلك اتغير ليه بعد المكالمة ؟؟

فريد : اكيد يا هند لازم اتضايق وشكلي يتغير .

هند : ممكن اعرف أنت ناوي تصلحها وترجعها ولا لأ ؟

فريد " بعصبية " : أنا لسه معرفش هعمل ايه يا هند ، بعد أذنك سبيني دلوقتي علشان تفكيري كله متلخبط ومش قادر أتكلم .

هند : حاضر يا فريد ، أنا هسيبك دلوقتي لما تهدا لكن لنا كلام تاني مع بعض .


في صباح اليوم التالي ،،،،

هند : أظن أنت هديت دلوقتي ، ممكن اعرف بقي أنت ناوي ترجعلها ولا لأ ؟

فريد : يا هند عايزك تفهمي حاجة كويس اوي ، انتي والولاد بقيتوا جزء أساسي من حياتي ، وبالنسبة لتغريد أنا مش هرجعلها الا بشرط أنها تتغير فعلا وتتقبل وجودك يا هند انتي والولاد في حياتي .

هند : يعني بجد لو تغريد رجعتلك هتفضل معانا ومش هتسيبنا ؟؟

فريد : أيوه ، لكن اكيد مش هكون معاكم طول الوقت زي دلوقتي .

هند : ماشي يا فريد لكن أنا عايزة اقولك أنك انت اللي رجعت لحياتي انا والولاد النور والطعم الحلو من تاني بعد موت المرحوم .

 فريد " يبتسم ": ممكن بقي تطمني وتسبيني انزل اروح شغلي ؟

هند : تروح وترجع بالسلامة .


مرت عدت ايام وكانت كل يوم تحاول هند أن تثبت له أن سعادته الحقيقية لن يجدها الا معها !!

وفي يوم الجمعة التالية وصل فريد مع صديقه المحامي الي منزل خال تغريد .

جلس فريد والمحامي مع خالها توفيق الذي رحب بهم ثم بدأ المحامي الحديث ،،،،

أحمد المحامي : يا استاذ توفيق أحنا جايين النهاردة ونيتنا كلها خير .

توفيق : واحنا كمان نيتنا خير يا أستاذ احمد .

أحمد " يبتسم " : مادام كلنا نيتتا خير يبقي الصلح خير بأذن الله .

توفيق : صلح ؟؟

أحمد : أيوه ، وهو فيه خير غير في الصلح ؟!

توفيق : الصلح ده لما بتكون المشكلة بسيطة يبقي خير ، أنما لما يكسر بنت اختي ويتجوز عليها يبقي الخير الوحيد أن كل حد منهم يروح لحاله .

أحمد : يا استاذ توفيق دي ظروف عائلية هي االي أجبرته علي الجواز ده  يعني مش بارادته ولا بأختياره .

توفيق : مفيش حاجة أسمها مش بأرادته .

فريد : يعني حضرتك كنت عايزني ارمي ولاد اخويا بعد موته في الشارع ؟؟

هنا تدخل عليهم تغريد وامها وتقاطعه تغريد : يعني علشان مش عايز ترمي ولاد اخوك في الشارع تقوم تتجوز مراته ؟؟!! 

فريد " بعصبية " : أنا قولتلك أننا اتفقنا نتجوز جواز صوري بس قدام الناس ، وانتي رفضتي حتي تسمعيني أو تناقشيني !!

تغريد : ولزمته ايه الجواز لما هو جواز صوري ؟؟

فريد : علشان اقدر أشوف الولاد واطمن عليهم في اي وقت من غير ما يكون فيه شبهات و من ناحية تانية علشان احميها من طمع اي حد فيها لما الناس تعرف أنها متجوزة .

تغريد : أحميها يا حبيبي ، احميها براحتك بس بعيد عني انا .

فريد : يعني ايه ؟

تغريد : كلامي مفهوم ، يعني أحميها وكمل معاها علي راحتك لكن طلقني أنا .

فريد : لكن أنا بحبك وانتي عارفة كدة كويس ، و مش عايز اطلقك !!

تغريد : كان زمان ، خلاص كل اللي بينا أنتهي ، والحمد لله ان مفيش بينا اطفال علشان مش نخاف علي مستقبلهم من عواقب الطلاق .

فريد : ده أخر كلام عندك ؟؟؟

أحمد المحامي " مقاطعا " : استهدوا بالله يا جماعة ، نهدا ونتكلم بهدوء بدل العصبية دي .

نظرت تغريد " بتحدي " : أنا قراري النهائي هو الطلاق .

فريد : للدرجادي بعتيني ، لدرجة انك ترفعي عليا قضية في المحكمة ؟؟؟

تغريد : أنت اللي بيعت الأول وزي ما أنت أخدت قرارك واتجوزت أنا كمان اخدت قراري أني انهي حياتي معاك .

فريد : وانا كان اخر حاجة ممكن افكر فيها هو أننا ننفصل ، لكن مادام أنتي مصممة يبقي براحتك .

ألمحامي : أحنا كنا جايين وغرضنا الصلح ، لكن مادام مدام تغريد مصممة يبقي نتفاوض علي الطلاق .

خالها توفيق : مفيش حاجة محتاجة كلام ، أنت هتديها كل حقوقها .

المحامي : اللي هيه ايه ؟؟

خالها : انت سيد العارفين يا استاذ احمد ، يعني عفشها ومؤخر الصداق ونفقة المتعة .

المحامي : الحاجات دي علشان تاخدوها بالمحكمة هتاخد منكم سنين وهتصرفوا أكتر من اللي هتاخدوه ، أحنا دلوقتي عايزين نتفاوض علشان نقلل الخساير في الطرفين .

خالها : قصدك ايه ؟؟

المحامي : قصدي مادام استاذة تغريد هي اللي قررت الطلاق يبقي تتنازل عن مؤخر الصداق ونفقة المتعة .

تغريد " مقاطعة " : أنا مش هتنازل عن أي حاجة أبدا .

المحامي : لكن التفاوض مش بيبقي بالشكل ده !! لازم كل طرف يتنازل عن حاجة في سبيل اننا منوصلش للمحاكم .

خالها : يا استاذ احمد أحنا هناخد حقها بالكامل ومش هنتنازل عن حاجة .

المحامي : يبقي كلامنا دلوقتي ملوش لزوم واللي يفصل بينا المحاكم .

قام فريد وصديقه احمد المحامي وأنصرفوا وهم يتوعدونها !!!


عندما عاد فريد الي المنزل سألته هند : عملت ايه يا فريد ؟؟

فريد : مش وصلنا لحل والمحكمة هي اللي هتفصل بينا .

تظاهرت هند بالحزن بينما كان قلبها  يكاد يطير فرحا !! فقد ضمنت أستمرار وأستقرار حياتها مع فريد !!!


مرت الايام حتي اتصل اسامة بأخيه فريد وحدد له موعد عودته من السفر .

شعر فريد بالفرح بقرب عودة أخيه وبدأ يعد الايام عدا أنتظارا لهذا اليوم الذي يعود فيه أسامة " وبالتالي ستخيب نبوءة العرافة ويصبح كل ما فات ليس الا صدفة " .

وفي ظل هذا الانتظار كان يتملكه بين الحين والاخر الشعور بالقلق !!!

كان الجميع يتهيأ لعودة أسامة بفرح الأم تنظر عودة ابنها أسامة بلهفة وشغف ، وسمية تستعد لعودة زوجها بكل حب وحنين ، بينما تتصارع مشاعر القلق مع الفرح داخل وجدان فريد !!!

وفي يوم عودته ذهب الجميع لاستقباله قبل المغرب بالرغم من ان موعد الطائرة كان في الساعة ١١ مساء !!!

جلسوا جميعا ومعهم هند في انتظار وصول اسامة .

في حوالي الساعة العاشرة مساء بدأت حركة غير طبيعية تعم ارجاء صالة الأنتظار !!!

كان الجميع مستغرقون في الكلام والحديث بينما فريد الوحيد الذي يتابع بقلق وتوتر التحركات الغير طبيعية بصالة الوصول بقلق بالغ حتي قام وتسائل عما يحدث ليعرف بأن الطائرة التي تحمل أسامة فقد الاتصال بها في المطار منذ قليل !!!

كاد قلب فريد أن يقف !!!!!! وشعر بدوار شديد حتي كاد أن يقع !!!

لاحظته الام فنادته لتسأله عما يحدث وأنتبهوا اليه جميعهم ، بينما بدأت تتصاعد الصرخات في المكان والدموع تغمر وجوه العديد من الموجودين !!!

شعرت الأم بأن هناك كارثة لم تعلمها حتي الان !!!

كان فريد شبه فاقد للنطق ، ينظر لجميع من حوله في صمت !!!

وبعد أقل من دقيقة دوت صرخات الأم واختلطت بصرخات سمية والدموع التي تنهمر من عيون هند !!!!

بعد مرور بعض الوقت أصبح الجميع ينتظرون بشغف أي أخبار عن الطائرة ، بينما بدأ البعض في أداء الصلوات والدعوات .

في الوقت الذي يجب ان يقوم فريد بدوره في طمأنينة الأم وزوجة اخيه ولكن ما ينتابه من قلق وخوف كان أقوي .

بعد مرور الكثير من الوقت جاءت معلومات أولية عن سقوط وأحتراق الطائرة !!!!!!!!!!

كانت تلك المعلومات كفيلة باصابة جميع الموجودين بحالة انهيار كاملة !!

أرتمت الأم أرضا فاقدة للوعي بينما أنتابت سمية حالة هياج وصراخ شديد .

بينما كان فريد كالطير الذبيح من هول الصدمة كان يحاول افاقة امه وتهدئة زوجة اخيه !!!

يتبع



الحلقة الخامسة و العشرون

بدأ الجميع بالأنصراف من صالة الأنتظار بالمطار في أنتظار ورود أخبار مؤكدة عن ركاب الطائرة !!!

قامت سيارة أسعاف بالمطار بنقل والدة فريد الي أقرب مستشفي .

أما هند فأخذت سمية وعادوا الي المنزل وهما في حالة بكاء لا ينقطع !!!


وفي صباح اليوم التالي كانت انباء سقوط الطائرة القادمة من ايطاليا تملأ القنوات والمواقع الأخبارية في كل مكان في العالم .

وبعد عدة ايام تم العثور علي حطام الطائرة وتأكيد موت جميع ركابها وطاقم الطائرة بالكامل !!!!


ظل فريد طيلة أيام العزاء في حالة صمت كامل لا يتكلم !!!

ظل فريد في حالة حزن شديد و لعدة أيام دون النطق بأي كلمة .

وتدهورت الحالة الصحية للأم بشدة !!

مرت ايام عصيبة علي هذه العائلة المنكوبة وتأكد فريد أن كلام العرافة العجوز له ولأخوته منذ الصغر حقيقة وواقع يعيشه الان !!! 

اذن فهو لن ينجب ابدا ولد من صلبه كما أنه سيتزوج ايضا سمية وسيربي أبناء أخوته جميعا !!!

وعندما بدأ فريد ينطق ويتحدث لم يتحدث ابدا الا عن العرافة العجوز !!!

كلما بدأ أحدهم الكلام معه لا يترك فرصة الا للكلام عن العرافة العجوز وصدق نبؤتها !!!

أصبح كل ما يشغل تفكير فريد هو أنه يريد مقابلة هذه العرافة مرة أخري  مهما كلفه ذلك من مال أو وقت او جهد ، فمن الممكن أن يسافر الي أبعد مكان بالعالم حتي يقابلها ، فقد اصبح عنده يقين بأن نبؤتها كانت حقيقية وعن علم وانها تستطيع أخباره بما سيحدث له في المستقبل !!!!

عندما سمعت منه هذا الكلام والدته عنفته وقالت : ايه اللي بتقوله ده يا فريد ؟!! حرام عليك ، اللي بتقوله ده شرك بالله ، أستغفر يابني ، ميعلمش الغيب الا ربنا سبحانه وتعالي .

فريد : يعني أنتي مش شوفتي بنفسك كل اللي قالته حصل بالحرف .

الأم : صدف يا بني ، ياما الدنيا مليانه بالصدف .

فريد : صدفة أنها تقول أن شريف هيموت بعد ما يتجوز ويخلف ويموت مريض  وأهو حصل !!!  وصدفة كمان انها تقول ان أسامة هيموت لكن هيموت غريب وأهو حصل !!!!  وصدفة كمان انها تقول أني هتجوز نسوانهم وهربي عيالهم علشان عمري ما هخلف !!! 

الأم : والله يا حبيبي كل ده صدف ، أستغفر ربك من الكلام اللي بتقوله ده .

فريد : استغفر الله العظيم ، لكن أنا لسه بردو متأكد من كلام الست دي وعارف أني عمري ما هخلف وهربي عيال اخواتي ، نفسي دلوقتي أشوفها علشان أعرف منها هيحصلي ايه في مستقبلي .

الأم : احنا كلنا حالتنا النفسية صعبة لكن واضح أن انت حالتك النفسية أثرت علي تفكيرك ، استهدا يابني بالله وأعقل وأهدا خالص ، أنا خلاص مش بقي حيلتي غيرك !!! 

فريد : أنتي فاكراني اتجننت ولا ايه ؟

الأم : لأ ، لكن حاسة أن دماغك  متلخبطة وأفكارك بقيت مش طبيعبة .

فريد : بالعكس أنا كل كلمة بقولها قدامها دليل ، لازم نعترف ان كلام العرافة طلع حقيقي ومش موضوع صدفة ، والا هنكون بنضحك علي نفسنا .

الأم : طيب ممكن تشيل من دماغك موضوع العرافة ده دلوقتي لأن عندنا اللي أهم منه .

فريد : فيه ايه يا أمي ؟

الأم : أحنا مفيش عندنا شهادة وفاة لأخوك لحد دلوقتي .

فريد : وشهادة الوفاة دي هطلعها أزاي اذا كان مفيش جثة أساسا .

الأم : معرفش ، لكن اللي اعرفه أن لازم يكون معانا شهادة وفاة ضروري جدا .

فريد : ليه ؟ فيه ايه ؟ 

الأم : علشان فلوس اخوك الله يرحمه والمطعم اللي اشتراه ابن أخوك ومراته مش هياخدوا منه جنيه واحد طول ما مفيش شهادة وفاة .

فريد : انا الصراحة مش فاهم في المواضبع دي كويس ، لكن اعتقد اكتر واحد ممكن يفيدنا هو احمد المحامي .

الأم : طيب بالله عليك يا ابني شوفو هيقولك ايه وأسعي في الموضوع ده في اقرب وقت .


ذهب فريد لصديقه المحامي وسأله : دلوقتي يا أحمد أنا عايز أطلع شهادة وفاة لإخويا ومش عارف اعمل ايه ؟

أحمد المحامي : قصدك اخوك أسامة ؟؟

فريد : أيوه .

المحامي : أخوك اسامة في نظر القانون الي الان لسه عايش .

فريد : بتقول ايه ؟ لسه عايش ؟؟؟

المحامي : أنا بقول في نظر القانون ، مادام مفيش جثة لغاية دلوقتي يبقي لسه عايش قانونا .

فريد : وبعدين يا أحمد ، فلوسه وحاجاته هتفضل كده ؟! مراته وابنه مش هيستفيدوا منها و تضيع عليهم ؟؟؟

المحامي : لأ مش للدرجادي ، أحنا لازم  نرفع قضية علشان نستصدر حكم محكمة يفيد بموته ، بعدها تصدر شهادة وفاة وبعدها كل الأمور بتمشي طبيعية .

فريد : وحكم المحكمة ده ممكن ناخده أمتي ؟

المحامي : في حالة الغياب بدون سبب واضح بيصدر الحكم بعد مرور فترة غياب ٤ سنين بدون أي أخبار عنه .

فريد : ٤ سنين !!!!! كتير اوي !!

المحامي : ده في الأحوال الطبيعية أما في الحالات اللي زي حالة أخوك لما  يكون في طيارة وقعت او علي سفينة غرقت في الحالات دي بيصدر حكم المحكمة بعد الحادث ب ٣٠ يوم بس .

فريد : طيب ده كويس جدا .

المحامي : لكن اللي له الحق في رفع الدعوي دي  هم الورثة الشرعيين له في حالة وفاته .

فريد : اه فهمت ، يعني لازم مراته قصدي أرملته هي اللي ترفع الدعوي دي باسمها وباسم ابنها مصطفي لأنه قاصر وهي الوصيه عليه .

المحامي : بالظبط كده ومعاهم والدتك كمان .

فريد : طيب امي وارملته طبعا الايام دي تعبانين جدا فأنا ممكن أمشي في الأجراءات دي معاك بالنيابة عنهم .

المحامي : ممكن لكن لما نحتاج ناخد منهم توقيع لازم يحضروا بنفسهم ويوقعوا ، واول حاجة لازم يروحوا  معايا مكتب التوثيق علشان يوكلوني  بتوكيل قضايا علشان أمشي في الأجراءات  .

فريد : طيب انا هقولهم ونتفق علي ميعاد نعملك فيه التوكيل .

المحامي : بالمناسبة عايز أقولك خبر معرفش اذا كنت تعرفه ولا لأ .

فريد : قول .

المحامي : فيه خبر نزل انهم لقوا جثث ل ٦٣ شخص من أصل ١٤٠ شخص من  ضحايا الطيارة .

فريد : بجد ؟؟ والباقيين ؟؟

المحامي : دي الاجزاء اللي لقوها لحد دلوقتي وكل ما هيجد جديد هتعرفوا  ، والمفروض انكم هترسلوا عينة من تحليل DNA  لأي حد من قرايب اخوك للطب الشرعي يعني مثلا عينة منك انت أو من ابنه علشان يضاهوها مع الجثث اللي لقوها .

فريد : مفيش مشكلة ، ارسلهم عينة مني انا ، لكن انا عايز اعرف ليه ؟

المحامي : أنا اسف يا فريد علي اللي هقوله ، الجثث مش بتكون زي ما انت متخيل ، دي بتكون عبارة عن اجزاء مفيهاش اي معالم ممكن التعرف من خلالها علي صاحبها الا بالطريقة دي .

فريد " بحزن " : اه فهمت .


عاد فريد الي المنزل فوجد أمه فأخبرها بما قاله المحامي .

الام : أنا هعملك توكيل يا ابني تمضي انت علي اي حاجة بالنيابة عني ، وتبقي تروح مع سمية علشان طبعا مش هينفع نسيبها لوحدها مع راجل غريب .

فريد : طيب قوليلها تجهز نفسها علشان نروح بكره الصبح نعمل التوكيلات ، وتبقوا ترجعوا انتوا الاتنين وانا هروح اعمل تحليل DNA علشان ارسله يمكن نلاقي جسمانه الله يرحمه .


بعد عدة ابام عرف فريد أن عينته لم تتطابق مع اي عينات !!!

فسأل صديقه المحامي : العينة بتاعي مش اتطابقت مع اي جثة من اللي لقوها ، معني كده أن اسامة ممكن يكون لسه عايش ؟؟

المحامي : يا فريد يا صحبي الجثث اللي اكتشفوها لحد دلوقتي لأقل من نص عدد الضحايا !! يعني لسه جثث كتير مش اكتشفوا مكان وجودها أو ممكن تكون اتحللت بالكامل أو أكلها سمك البحر .

فريد : أنا كنت فاكر أن فيه امل !! 

المحامي : الامل في الله يا صديقي ، لكن ده شئ مستحيل يحصل الطيارة وقعت في منطقة في عمق البحر أقرب ساحل منها علي بعد ٤٠٠ ميل ومفيش فيها جزر علشان يكون فيه اي امل !! يعني مفيش أمل لأي حد من اللي كانوا علي الطيارة للنجاة ولو حتي بنسبة واحد في المليون .

جلس فريد حزين فقد قطعت كلمات المحامي اخر امل ربما يكون قد تجدد لديه !!!!


عاد فريد الي المنزل الذي يكسو الحزن كافة أرجاؤه فوجد هند جالسة حزينة ومهمومة فقال لها : يا ريت يا هند كفاية حزن خصوصا قدام الاطفال الصغيرين ، هما ملهومش ذنب في حالة الكأبة دي .

هند : هحاول .

وبعد فترة طويلة من الصمت قالت له هند : فريد انا عايزة اسألك سؤال وعايزاك تجاوبني بصراحة .

فريد : ما انتي عارفة اني عمري ما بكدب أبدا .

هند : لو مامتك طلبت منك تتجوز سمية هتتجوزها ؟؟

يتبع


تكملة الرواية من هناااااااااا

تعليقات

التنقل السريع