القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية فاعرضت نفسي الفصل 6-7-8-9-10بقلم آيه شاكر جديده وحصريه (جميع الفصول كامله)

رواية فاعرضت نفسي الفصل 6-7-8-9-10بقلم آيه شاكر جديده وحصريه (جميع الفصول كامله)





رواية فاعرضت نفسي الفصل 6-7-8-9-10بقلم آيه شاكر جديده وحصريه (جميع الفصول كامله)


منه!! منه إزاي... هو إنت هتخطب منه صاحبتي!!"


عصام بجفاف ممزوج بالسخرية:

"هو إنتِ متعرفيش ولا إيه!! معقوله صاحبتك معزمتكيش؟"


الحلقه(٦)

#فأعرضتْ_نفسي

بقلم: آيه شاكر 


في الوقت ده حسيت بـ طنين في أذني وضباب قدام عيني ومبقتش شايفه ولا سامعه حاجه حوليا وكل الأحداث إلي حصلت في حياتي من لما اتعرفت على «منه» بتدور في راسي...


بفكر إزاي كنت بثق فيها وبقلدها من غير تفكير وكام شخص حذرني منها وأنا مصدقتوش، حسيت روحي بتتسحب مني حطيت إيدي على قلبي وبكيت قدامهم وسندت على الباب لما دماغي لفت...


قرب مني عصام وهو بيقول بلهفة:

"شهد إنتِ كويسه!" 


رفعت إيدي في وشه بحزم عشان ميقربش مني، لكنه تجاهلني وقرب أكتر كان بيحاول يسندني، فصرخت بهستريه وببكاء:

"ابعــــــد عنـــــــــي"


تناسى عبيده تعبه وحاول يقوم وهو بيقول بحده وبنبرة عالية: 

"اطلع بره يا عصام"


جريت «روعه» ووراها «حنين» ناحيتي بقلق وسندوني وفضل «عصام» واقف مكانه  بقلق...


كنت سامعه أصواتهم من بعيد، صوت «شادي» وهو بيطلب من عبيده يهدى، وعبيده إلي بيدفع «عصام» وبيقول بحدة:

"إنت غـ.بي يا عصام اطلع بره... اطلع بـــــــره"


حاول شادي تهدئة عبيده وقال:

"طول بالك واهدى يا عبيده... امشي يا عصام دلوقتي"


بص عصام للأرض لثانية وترك البيت من دون كلمه.

 مسك «شادي» ذراع عبيده وهو بيقول:

"تعالى أقعد يا عبيده إنت تعبان»


بص عبيده ناحيتي كانت «روعه» على يميني و«حنين» على شمالي بيسندوني لكني وقعت من بين إيديهم وقبل ما أقفل عيني سمعت صوت ارتطام جسم عبيده بالأرض وصرخة أمي:

"ولادي!"


وأخر حاجه سمعتها قبل ما أقفل عيني واستسلم كان هتاف حنين و روعه بلهفة وصدمة:

"شـــــهـــد !"

                    ★★★★★

دخل عصام الصيدليه متكلمش مع منه ولا بص ناحيتها، صورة شهد وصدمتها مفارقتهوش...


شهد إللي كبرت قدامه من وهي طفله واللي كان حاطط عينه عليها من وهي عندها ١٠ سنين ومقرر إن هي دي زوجته في المستقبل، عمره ما تخيل إنها تكون على علاقه ب شباب غيره..


كان هيتجنن من التفكير! مش باين عليها إنها بالسوء ده! 


خرج من شروده على صوت «منه»:

"مالك يا حبيبي؟"


رد بصوت مبحوح:

"مفيش يا منه... هو إنتِ مقولتيش لـ شهد إننا هنتخطب؟!"


منه بارتباك وخبث:

"لـ.. لأ... أأأ... أنا وشهد قطعنا مع بعض بصراحه خوفت منها لأن الصاحب ساحب زي ما إنت عارف وأنا حاولت أقومها بكل الطرق معرفتش"


بص عصام لـ «منه» للحظه وبعدين بص قدامه لنقطه وهميه في الفراغ وسكت فقالت منه:

"إنت كويس يا حبيبي؟!"


ضيق «عصام» جفونه، وقال بتدقيق:

"مش شايفه إن لسه بدري شويه على كلمة حبيبي دي!!"


بلعت منه ريقها بتوتر وبعدت عنه خطوتين واستدارت للإتجاه التاني وهي بتفرك إيديها وبعدين قالت:

"أأأ... أنا... يعني خايفه تقول إني مش بحبك"


وقف عصام فجأه وبص عليها للحظه وبعدين قال بحزم:

"محبش أسمع الكلمه دي تاني إلا بعد كتب الكتاب"


خرج من الصيدليه وتركها واقفه تنظر لأثره لمعت عينيها بالدموع وقالت: 

"كلكوا بتحبوا شهد لكن أنا محدش بيحبني!"

استغفروا ❤️

                  ★★★★★

"شهد حبيبتي إنتِ كويسه؟!"


لما فتحت عيني اول صوت سمعته ووش شوفته كان أمي إلي قاعده جنبي وبعدين «حنين» إلي واقفه جنب ماما  و «روعه»  إللي قاعده جنبي الناحية التانيه على السرير، هويت راسي إني كويسه


قالت روعه بقلق:

"أنا واثقه إن حالة شهد دي بسبب إللي اسمها منه" 


أمي:

"البنت دي أصلًا من أول ما شوفتها مرتاحتلهاش بت ملاوعه كده"


افتكرت كل الي حصل قبل ما أغيب عن وعيي، كنت لسه هسال عن عبيده بس سمعت صوته المرهق:

"إنتِ كويسه يا شهد" 


اعتدلت ومديت بصري لقيته قاعد جنب «شادي» على الأريكة قصادنا وقفت وبدلت نظري بينهم كلهم والدموع بتفر من عيني مش عارفه أوقفها..

منه هتتخطب لـ عصام إللي عارفه أنا أد إيه بحبه! لكن هو أنا أصلًا بحبه هو ده حب؟! 


محستش بىجلي إلي بتسحبني ناحية باب الشقه خرجت عايزه أواجهها مش قادره أكتم جوا روحي...

عبيده:

"استني يا شهد رايحه فين؟!"

أمي:

"يا بنتي متوجعيش قلبي رايحه فين!!"


وقفت روعه لحظه وقالتلهم:

"هي أكيد رايحه لـ منه"


عبيده حاول يقوم فشاورتله روعه وقالت بأدب:

"خليك مرتاح يا أستاذ حضرتك تعبان أنا هروح وراها أنا وحنين"


بصت حنين لـ أمي وقالت:

"خليكِ يا طنط إحنا معاها"


وخرجوا ورايا وهما بينادوا عليا...


تجاهلت ندائهم مش عارفه كنت ماشيه عادي ولا بجري وكل خطوه بقربها من الصيدليه كنت بفتكر كلام «منه» وهي بتنصحني اقرب من ربنا وألبس واسع وأصلي النوافل وأغض بصري...


كنا متفقين كل يوم قبل ما ننام نستغفر ١٠٠ مره ونسبح ١٠٠ مره ونصلي على النبي ١٠٠ مره...

دي كانت جيبالي خاتم تسبيح بينور هدية عشان أعرف عدد الذكر ولو في الظلام..


يا الله! «منه» كانت الصاحبه الصالحه إلي بحمد ربنا عليها في كل وقت! الوجع ده صعب قوي...


أخر جمله اترددت في دماغي قبل ما ادخل الصيدليه لما قولتلها إني بحب عصام، وقالت «منه»:

"ادعي ربنا يرزقك بيه في كل سجده غضي بصرك عنه واتركيه لله وهو لو من نصيبك مش هيروح لغيرك"


مسحت دموعي قبل ما اقتـ.حم الصيدليه بعنـ.ف، لقيت «منه» قاعده لوحدها وبتقرأ قرآن وقفت قدامها وابتسمت بسخرية وقلت:

"ياه على التقوى ربنا يقوي إيمانك يا بنتي"


وقفت «منه» مصدومه فميلت ناحيتها وقلت بهدوء يناقض داخلي:

"ازيك يا منه يا صاحبتي"


بصت منه لـ «روعه» و «حنين» إلي دخلوا ورايا ووقفت قالت بتلعثم وارتباك:

"اإإ... إزيك يا شهد"


ابتسمت ابتسامة صفراء وقلت بنفس الهدوء:

"أنا جايه أشكرك... شكرًا يا منه... دلوقتي طعم الغدر والخيانه إلي كنت بسمع عنه"


ابتلعت «منه» ريقها بارتباك ورفعت ايديها الاتنين وحاولت التبرير، قالت:

"أأ... شهد إهدي.. إهدي وأنا هفهمك والله دا هو اللي..."


صرخت فيها بنبرة حادة:

"هتفهميني إيه!!! يا بنتي بطلي كذب وتحوير بقا"


منه بنفس النبرة:

"أنا مش كذابه يا شهد"


تجاهلت كلامها وابتسمت بسخرية وأنا بقول:

"بس الغلط مش عليكِ الغلط عليا أنا عشان ساذجه وغبيه"


كملت وأنا بشاور عليها:

"إنتِ واحده منافقه وخاينه"


منه بحدة:

"احترمي نفسك يا شهد بطلي بقا غيره وحقد مش كفايه كرهتي روعه وحنين فيا الله اعلم بتحكيلهم إيه عني..."


روعه بتوضيح:

"شهد عمرها ما قالت عنك كلمه وحشه يا منه بالعكس لما كان حد يتكلم عنك كلمه كانت بترد غيبتك وتزعل وكأن الكلام ليها"


قلت باستخفاف:

"أصل الو**سخ بيكون فاكر كل الناس زيه!"


منه بنبرة مرتفعة:

"متغلطيش يا شهد! واتفضلي بقا اطلعي بره صيدليه خطيبي"


ضحكت وقلت بسخرية:

"تتهني بيه يا حبيبتي"


خرجت من عندها ووقفت روعه تبصلها من فوق لتحت وقالت:

"حسبي الله ونعم الوكيل!"

منه بغيظ:

"يلا ياختي إنتِ وهي وراها!"


سحبت «حنين» «روعه» إلي بتضغط على أسنانها بعصبيه وخرجوا ورايا... 


لما رجعت البيت دخلت أوضتي وقفلت على نفسي.

ووقفوا روعه وحنين يحكوا لأمي وعبيده إلي حصل بالتفصيل وطبعًا محدش فهم أنا مالي!

استغفر الله وأتوب إليه 🌹


              ******

عبيده:

"خبطي عليها يا ماما وشوفيها"


الأم:

"خبطت ومش راضيه تفتح"


روعه:

"هجرب أخبط عليها أنا يمكن تفتحلي"


عبيده كان مستغرب إزاي روعه بتتعامل عادي ولا كأنها كانت بتكلمه! سأل نفسه يا ترى معرفتهوش ولا بتستعبط! ولا إيه حكايتها البت دي هي كمان!

 

ولما روعه خبطت على شهد وهي بتقول:

"افتحي يا شهد أنا روعه"


ردت شهد بحدة وبنبرة عالية:

"كلكوا منافقين وكلكوا كذابين امشي يا روعه مش عايزه أشوف حد فيكوا تاني"


«روعه» عينيها دمعت وشافها عبيده وهي بتخفي دموعها بسرعه...


شادي كان متابع إلي بيحصل بصمت ولما سمع كلام شهد قال:

"أنا رأيي تسيبوها مع نفسها شويه" 


روعه بصوت شبه باكي:

"أنا صعبان عليا حالتها دي حذرتها كتير من منه بس مكنتش بتسمعني وكانت بتزعل لما أقولها إن مش مرتاحلها"


الأم:

"وأنا قولتلها تبعد عن البت دي من زمان مسمعتش كلامي"


حنين: 

"يلا يا روعه نمشي احنا إتأخرنا"


روعه بصت لوالدة شهد وقالت:

"بعد إذنك يا طنط إحنا هنبقا نجيلها وقت تاني"


سبحان الله وبحمده ❤️

            ★★★★

 جففت دموعي ومازلت تحت تأثير الصدمه، مكنتش زعلانه على عصام بقدر ما أنا مصدومه في «منه» والأخوه والأخوات وعبيده وروعه...


"كلهم لابسين أقنعه وكلهم بيدعوا التدين مفيش حاجه اسمها ملتزمين كلهم منافقين"

كنت بردد الجمله دي بهستريه، فتحت دولابي وبصيت لملابسي اللي كنت بلبسها قبل ما اتعرف على «منه» 


كنت بلبس فساتين ألوان وأحيانًا بناطيل جينز على تيشرتات طويله وواسعه وطرح قصيرة....


طبعًا متخيلين إني هرجع زي الأول! لأ الضـ.ربة كانت قوية شويه على قلبي فمرجعتش زي ما كنت زمان أنا روحت لنقطه أبعد من كده بكتير....


لا حول ولا قوة الا بالله ❤️

             ★★★★★

أول ما خرجت من أوضتي أمي حضنتني وطبطبت على ظهري واطمنت عليا وهي بتقول: 

"الحمد لله ربنا كشفلك البنت دي على حقيقتها متزعليش"


قلت بهدوء ظاهري:

"الحمد لله على كل حال"


 ولما أمي انتبهت للي أنا لابساه سألتني: 

"إنتِ خارجه من اوضتك كده ليه دا صاحب أخوكي لسه جوه"


كنت لابسه بنطلون جينز وتيشيرت واسع لحد الركبه وسايبه شعري...


قلت بنفس الهدوء:

"أنا مش داخله عن أخويا"


تأملتني أمي وابتسمت وكأنها افتكرت إني رجعت لعقلي وفوقت من سيطرة «منه» عليا! وقالت بفرحه:

"مشوفتكيش لابسه كده من زمان بس حلو أوي عليكِ... أيوه كده ارجعي زي زمان بدل الإسود إلي كنتِ بتمشي بيه"


تجاهلت كلام أمي وقلت:

"أنا نازله أشتري حاجه من تحت"


روحت ناحية باب الشقه فنادتني أمي:

"استني يا شهد إنتِ نسيتِ تلبسي الحجاب ولا إيه"


"لأ منستش... أنا خلاص معدتش هلبسه... أنا قررت أخلع الحجاب"


أمي بصدمة:

"نعم يا روح أمك!"


وقبل ما أفتح باب الشقه جريت أمي ووقفت قدامي وقالت:

"امشي يا بت ادخلي على جوه"


حاولت أفتح الباب وأنا بقول:

"مش هدخل يا ماما ولو سمحتِ وسعي من طريقي"


أمي بحدة:

"ادخلي أوضتك يا شهد وإلا قسمًا عظمًا أديكِ علقه تفوقك" 


قلت بنرفزة:

"بس أنا فوقت وقررت أعيش حياتي بعيد عن النفاق"


ضـ.ربتني أمي كف على وشي فصرخت وقلت:

"مـــــامـــــا... إنتِ بتضـ.ربيني!!"


أمي بنبرة مرتفعة:

"وأديكِ بالجزمه فوق دماغك كمان عشان تفوقي لنفسك وتفكري بعقل"


بكيت وأنا حاطه إيدي على خدي..


 فتح شادي الباب على صوت خناقنا، ولما شافني بشعري حط عينه في الأرض فاتجهت نحوه ووقفت قدامه موجهه كلامي الحاد ليه:

"باصص في الأرض ليه!! هتعمل فيه ملتزم ومتدين إنت كمان! كلكوا لابسين أقنعه وكلكوا منافقين"


ولما سمع عبيده كلامي قال بحده وبنظرات محذره:

"شـــــهـــد"


ضحكت بسخرية وبصيت لـ عبيده وقلت:

"إيه يا شيخ عبيده ما إنت كمان زيهم"


ضـ.ربتني أمي على كتفي وجرتني من شعري قدامهم وشادي بيحاول يخلصني من إيديها وأنا بصرخ وعبيده بيستند على الجدار عشان يلحقني، وهو بيقول:

"براحه يا ماما براحه عليها عشان خاطري"


"يا طنط بهدوء لو سمحتي مش كده!"


 تجاهلت أمي كل كلامهم ودفعتني جوه أوضتي وقفلت عليا، فقعدت أخبط على الباب وأنا بقولها:

"افتحي يا ماما أنا مش صغيره عشان تحبسيني!!"


أمي بنبرة عالية: 

"هحبسك يا شهد لحد ما تفوقي وتبطلي جنان بطلي سذاجه بقا حرام عليكِ"


صرخت وأنا بقول:

"أنا بكرهكوا وبكره الحياه دي كلها يارب اموت بقا وارتاح" 


سمعت صوت عبيده الي قال بترجي:

"افتحيلها يا ماما خليني أدخل أتكلم معاها"


أمي:

"والله ما أنا فتحالها عشان قلة أدبها دي خليها تعيط"


شادي بقلق:

"افتحي لها يا طنط لتعمل حاجه في نفسها!"


أمي بنبرة مرتفعة:

"خليها تنتـ.حر وتمـ.وت كافره وتبقى خسرت الدنيا والأخره"

           

أمي كانت حفظاني ومتأكده أني مش هعمل في نفسي حاجه!


قعدت ورا الباب أبكي بصوت عالي لفتره لحد ما صوتي هدأ...


اتجهت لمكتبي أخذت خاتم التسبيح والخمار ورواية دينيه وكتيب صغير فيه قصص دينيه «منه» كانت جيباهم لي هديه ورميتهم من البلكونه..


في الوقت ده شادي كان خارج من البيت عندنا وشافني وأنا برميهم بص ناحية بلكونتي وبعدين انحنى ياخدهم من على الأرض قلت بحدة: 

"لو سمحت سيبهم مكانهم" 


مردش عليا ولا بص ناحيتي ودخل المحل إلي جنبنا أخد منه شنطه وحط الحاجات فيها ووأخدهم ومشي...


استغفروا♥️

     ★★★★


"ماشي يا شهد أنا هوريكِ"


قالتها «منه» بحقد وهي بتفكر في خطة شيطـ.انية لما شافت شهد رميت الحاجات من البلكونه وشادي أخدهم...


فتحت الأكونت الخاص ب «شهد» على الفيسبوك لأن شهد بسذاجتها كانت مديالها كلمة السر والإيميل...


 وبحكم معرفة «منه»  بـ «شهد» كانت متأكده إنها مش هتمسك الموبايل في إيديها من الصدمه بتاعت النهارده..


غيرت الباسورد بسرعه وسحبت الصفحه من شهد وبعدين دخلت على البحث وجدت أخر صفحة بحثت عنها شهد بإسم «شادي» 

ضحكت وقالت بسخرية:

"سهلتي عليا البحث يا فراشه"


استنت نص ساعه على ما يكون شادي  وصل بيته وبدأت تبعتله رسائل:


"ازيك عامل إيه... أنا شهد أخت عبيده"


رد بسرعه:

"أنا عارف إنك عايزه الحاجات"


ضغطت منه على أسنانها بغيظ، وكتبت بغل:

"لا أنا مكلماك عشان حاجه تانيه خالص" 


أرسلت له صور كثيره لـ «شهد» بحجاب وبدونه وكتبت: 

" إيه رأيك مش أنا برده أتحب!!"


أرسل بسرعة:

"إيه يا بنتي الصور دا إنتِ اتهـ.بلتي ولا ايه!!"


أرسلت له:

"بحبك من اول مره دخلت فيها بيتنا"


"لا يا شيخه!!"


ضحكت منه وكتبت:

"والله وبالله وتالله"


شادي:

"تمام يا شهد وأنا مبعملش حاجه في الضلمه"


أرسلت له:

"أنا بحبك يا شادي والي حصل النهارده خلاني أعترفلك بحبي"


كتب شادي بصدمه:

"أنا مش مصدق إن إنتِ إلي بتكتبيلي كده!!"


"والله أنا شهد أخت عبيده"


أرسلت له صوره أخرى وكتبت: 

"وصورتي أهيه"


"يا بنتي كفايه صور... لا إنتِ أكيد مش في وعيك!"


"لا في وعيي وبحبك"


غاب شادي دقيقتين ميردش وبعدين بعت رساله خلت منه برقت عينيها وشهقت بصدمة كان محتواها:

"طيب يا شهد وأنا هاجي اتقدملك... سلام"


قالت منه لنفسها بصدمه: 

"تتقدم لمين يخربيتك بوظت الخطه إنت طلعت محترم زي صاحبك ولا ايه!!"



"طيب يا شهد وأنا هاجي اتقدملك... سلام"


قالت منه لنفسها بصدمه: 

"تتقدم لمين يخربيتك بوظت الخطه إنت طلعت محترم زي صاحبك ولا ايه!!"


(٧)

#فأعرضتْ_نفسي

بقلم:آيه شاكر 


نفخت منه بضيق وفتحت باقي رسائل شهد وبدأت تقلبت فيها لقت «غاده» مكلماها و«يزن» كمان! واتصدمت من محتواى الرسائل، قلبت أكتر وفتحت رسايل «مرام» واكتشفت إن كلهم حذروها منها..


اتشنج فم «منه» ودمعت عينيها وبدأت تردد بهستريه: 

"يعني أنا إلي وحشه وغلطانه وكلكو ملايكه!! طيب ليه شايفين شهد أحسن مني!!"


مسحت دموعها وهي بتقول بحقد: 

"ماشي... أنا هعرفكم مين شهد.. هوريكم المحترمه اللي بتحبوها أوي بتعمل ايه"


كتبت «منه» رساله واحده وأرسلتها لكل الشباب إللي كانوا في جروب الأخوه والأخوات وكان محتواها:

"وحشتني إنت أكتر واحد مفتقداه وأكتر إنسان بحبه وأتمنى تكون بتحبني"


وأرفقت صورة لـ شهد مع الرسالة...


أخذت اسكرينات وأرسلتها لـ «مرام» من الأكونت الأصلي إللي بإسم «منه» عشان تشوه سمعة شهد عندها وكتبت:

"شوفي يا مرام شهد بتكلم الشباب وبتبعتلهم صورها ازاي! أنا اتصدمت فيها جدًا"


ردت «مرام» بدهاء:

"وإنتِ بعتالي الرسايل دي ليه ومن امته أصلًا وانا وإنتِ بينا كلام!! ولا عاوزه توقعيني في شهد وتطلعيها وحشه قدامي إلعبي غيرها يا منه أنا فهماكِ"


اتفاجئت «منه» برد «مرام» جزت على أسنانها وضـ.ربت المكتب قدامها بغضب، وبعصبيه شديدة عملت لـ مرام حظر بدون ما ترد عليها..


وازدادت عصبيتها لما رد يزن على أكونت شهد:

"أنا آسف يا شهد لأني مرتبط... أنا خطبت سحر وإنتِ بنت محترمه إن شاء الله ربنا يرزقك بخير مني وعلى فكره أنا مسحت صورتك "


وغليت الد*"ماء داخل أوردتها لما شافت رد محمد:

"زي القمر يا شهد بس أنا مرتبط بـ غاده... ومسحت صورتك يا قمر ونصيحه من أخ متبعتيش صورتك لحد إنتِ بنت محترمه وتستاهلي كل خير"


أما الشابان الأخران فمحدش منهم رد ولا شاف الرسايل...


صرخت منه بغضب وقالت بنرفزه:

"هو ليه كلهم بيقولوا عليها محترمه!!"


فكرت للحظه وبعدين ابتسمت زي المجنـ.ونه وقالت بخبث:

"لأ مش كفايه الرسايل دي لسه بقا التقيل جاي"


منه كانت بتتصرف بتهور واندفاع، عملت أكونت تاني على الفيسبوك بنفس اسم شادي ووضعت عليه نفس صورة الأكونت الخاصه بيه..


 بعتت رسايل حب من شهد لـ شادي وبقت ترد على نفسها وهي بتتنقل بين الصفحتين وبكلام و**قح..


 وأخذت اسكرينات وأرسلتها لـ عبيده من أكونت من غير اسم ولا صورة وكتبت:

"شوف أختك صاحبة العفاف وصاحبك الي عامل فيها محترم بيحبوا في بعض من وراك"


ابتسمت بانتصار، تنفست الصعداء بارتياح وقالت:

"ربنا معاكِ بقا يا فراشه"


قامت «منه» بكل بجاحه واستلقت على سريرها بأريحه عشان تنام من دون ما تشعر بأي تأنيب ضمير.. 

                  ★★★★

على جانب أخر «شادي» كان قاعد على مكتبه كان محتار ومرتبك ومتفاجئ عمره ما تخيل شهد تقوله كلام زي ده قال لنفسه:

"اعمل ايه.. يارب أرشدني يارب... مش عايز أغلط في حاجه تخليني أخسر صاحبي الوحيد"


قرر إنه يتكلم معاها لأن واضح انها تحت تأثير صدمة قـ.وية..


مسح لحيته وهو بيفكر هيتكلم معاها ازاي!! ويتقدملها ولا يستنى!! 


قام عشان يبدل ملابسه ولما وضع إيده في جيب بنطاله لقى هاتف «عبيده» وكان فاصل شحن قال:

"إيه ده أكيد زمانهم بيدوروا عليه!!" 


حاول يشحنه لكن شاحن موبايل عبيده طلع مختلف عن الخاص بـ شادي.

ترك شادي الموبايل جانبًا واتصل على والدة عبيده من موبايله عشان يطمنهم إن الموبايل معاه.

 وبعدين دخل يتوضئ ويصلي استخاره قبل ما يقرر أي حاجه بخصوص شهد..

 وأخيرًا استلقى على سريره وحاول ينام..

                ★★★★  

لم تجف دموعي تقلبت في سريري طوال الليل وأصابني من الأرق ما أصابي!

أعرضتْ نفسي عن الطريق إللي كانت ماشيه فيه وقررت أسلك طريق غيره كنت عايزه أعيش حياه عاديه مش عايزه أبقى ملتزمه ولا مثالية..


طول الليل أفكر وأقول إني عايزه أكون زي عامة الناس ولا شيخه ولا أُخت ولا ملتزمه بلاش نفاق! ومش عايزه أسمع كلمة حرام وحلال تاني! أنا همشي بدماغي مش بدماغ حد...


حسيت بـ أمي إلي دخلت مرتين تتطمن عليا بالليل.

 وعبيده أخويا إلي قعد جنبي شويه وحط إيده على راسي يقرألي قرآن وبعدين باسني من مقدمة رأسي وخرج...


رجعت تاني للصراع اللي جوايا هل عبيده أخويا منافق زيهم؟


قلت لنفسي إيه يعني لما يكلم «روعه» ويحبها هي بنت محترمه وتستاهل تتحب... لكن دي بعتتله صورها تبقى كده محترمه!

في الوقت ده مكنتش فاهمه حاجه خالص دوخت من كتر التفكير...


افتكرت الكلام إلي قلته لـ شادي وضميري أنبني كنت عايزه أعتذرله أنا مشوفتش منه حاجه وحشه عشان أكلمه بالطريقه دي! ذنبه ايه الراجل يتاخد في الرجلين كده!


قضيت الليله كلها بفكر لحد ما أخدت قرار..

بقلم آيه شاكر

استغفروا ♥️

                 ★★★★

في اليوم التالي

وقفت قدام المرايا أعدل ثيابي عشان أروح الكليه..


كنت لابسه بنطلون جينز وتيشرت أزرق  واصل لركبتي، تحسست شعري إللي كنت ناويه أطلق ليه العنان وأخليه يشوف الشمس بس طبعًا مش هينفع!


قلت في نفسي لو مضايقهم إني أخلع الحجاب مش هخلعه بس هقصره شويه وأمشي مع الموضه ولازم أعيش حياتي...


أخرجت المكياج إللي ركناه بقالي سنه وحطيت على وجهي لمسات خفيفه.. 


فتحت باب أوضتي وخرجت شهد جديده غير إلي دخلت أوضتها إمبارح...


سمعت صوت أمي في المطبخ جريت حضنتها من الخلف وأنا بحاول أستجلب رضاها قلت بابتسامة: 

"صباح الخير يا ماما"


دفعتني بخفه وقالت بزعل مصطنع:

"إوعي يا بت أنا زعلانه منك"


قلت بمرح:

"أسفه يا أم عبيده والله كنت متعصبه... منها لله اللي اسمها منه دي... سامحيني المره دي دا أنا لبست الحجاب أهوه"


بصتلي من فوق لتحت وهي بتحاول تخفي ابتسامتها وقالت:

"إنتِ رايحه فين"


شربت شوية مايه وبعدين قلت:

"فيه محاضرات مهمه النهارده ولازم أحضرها"


ابتسمت أمي وقالت:

"ماشي بس ادخلي لأخوكِ الأول صالحيه"


حمحمت بخفوت وسألتها:

"هو في أوضته؟"


"أيوه بيلبس هو كمان هيروح شغله" 


قلت:

"طيب متعرفيش فين موبايلي!!"


"هناك على ترابيزة السفره"


روحت أجيب الموبايل وسمعت صوت أمي إللي بتدعي:

"ربنا يهديكِ يا بنتي ويبعد عنكوا يا ولادي ولاد الحرام"


ابتسمت على حنية أمي وتلاشت ابتسامتي لما سمعت صوت «عبيده» من خلفي:

"عامله إيه النهارده يا فراشة؟"


التفت ليه وبصيت في الأرض بخجل وقلت:

"الحمد لله.. إأأ.. إنت عامل إيه؟"


حط إيده أسفل ذقني ورفع وشي ليه وقال:

"بصيلي في عيني يا شهد أنا مش زعلان منك أنا بس متفاجئ باللي عملتيه امبارح"


اتنهد وبص في عيني بعمق وكمل:

"محتاجين نتكلم كتير عشان واضح إن فيه حاجات أختي مخبياها عليا"


بصيتله وقلت بخبث:

"زي ما فيه حاجات إنت مخبيها عليا!"


حسيت إنه فهم قصدي بص في ساعة إيده وقال:

"الموضوع ده يطول شرحه وأنا اتأخرت على الشغل أوعدك نتكلم واوضحلك كل حاجه"


"أنا كمان قررت أحكيلك كل حاجه" 


مد إيده وشد الطرحه من قدام عشان تغطي صدري وبعدين بصلي من فوق لتحت وقال: 

"بصراحة الهدوم دي مش عجباني روحي البسي حاجه تانيه"


قلت بضيق:

"عبيده لو سمحت بقا سيبني.. مالها الهدوم طويله وواسعه"


بصلي عبيده من فوق لتحت وقال: 

"هي واسعه لكن مش طويله!... طيب غيري البنطلون ده والبسي الإسود الواسع"


كنت عايزه أعارضه لكن مكنش عني طاقه فلبست الي قال عليه وأنا ساكته، والحمد لله إنه مأخدش باله من المكياج إلي أنا حطاه لأني كنت مخففاه خالص...


بقلم آيه شاكر 

سبحان الله وبحمده ❤️

               ★★★★★

وقبل انتهاء ساعات العمل دخل شادي لمكتب عبيده، قعد قصاده مرتبك مش عارف يبدأ منين، بصله عبيده باستفهام وقال:

"مالك يبني عمال تفرك زي الفرخه إللي عليها بيضه كده ليه"


انفـ.جر شادي بالضحك وقال:

"أما إنت عليك تشبيهات يا عبيده"


عبيده بضحك:

"انجز عايز ايه اطلب علطول"


مال شادي ناحية عبيده وقال بهمس حرامي بيسرق:

"بص احنا عايزين نقصر المسافات بيننا" 


قرب عبيده رأسه منه وقال بنفس الهمس: 

"مش فاهم عايز تيجي تقعد على رجلي يعني ولا إيه!!"


وقف شادي وقال دفعة واحده وبنبره عاليه:

"بص يا عم من الأخر كده أنا عايز أتجوز أختك يا عبيده"


ابتسم عبيده وقال:

"هو أنا أطول يا نهار أبيض"


ابتسم شادي ورجع يقعد وحط أيده على قلبه وقال:

"ياه يا جدع هم وانزاح من على قلبي"


قاطعهما صوت أحد الموظفين:

"روح شوف البيه المدير يا عم عبيده طالبك"


وقف عبيده وقال لـ شادي:

"طيب شيل موبايلي من الشحن على ما ارجعلك يا أبو نسب"


خرج عبيده وقال شادي بمرح:

"طيب ماشي ربنا يرجعك بالسلامه يا غالي ويجعل كلام المدير خفيف على قلبك"


أزاح شادي موبايل عبيده عن الشحن وبدأ يعبث فيه كعادته..


اتفاجئ لما لقى رساله غريبه على الماسنجر فتحها واتسعت عينيه بصدمه وهو بيعيد قرائتها مره واتنين _كانت الرساله إلي بعتاها منه_ قال:

"يا نهار أزرق إيه ده!! دا أنا شكلي عكيت عك طيب واتسرعت"


هز رأسه يمين وشمال وهو بيقول بشرود:

" الموضوع ده فيه حاجه غلط ومش مفهومه"


وعلى الفور أرسل لنفسه الإسكرينات ومسحهم من عند عبيده..


بص لنقطه وهميه في الفراغ بتركيز وهو بيكلم نفسه وبيقول:

"شهد محترمه زي أخوها وأكيد فيه حاجه غلط أكيــــد"


استنى «شادي» «عبيده» لما رجع واستأذنه يقابل شهد قبل ما يفاتحها هو في الموضوع وراحلها على الكليه... 

بقلم آيه شاكر

صلوا على خير الأنام ❤️

               ★★★★

"أنا عزماكِ يا شهد إيه رأيك نتغدي سوا النهارده"

قالتها روعه بحمـ.اس قتـ.لته أنا لما قُلت:

"شكرًا مليش مزاج مش عايزه"


حنين بمرح:

"يا بنتي بتقول عزومه حد يطول بالله عليكِ تعالي نروح وزرغردي يالي منتش غرمانه"


ابتسمت فرغم تعاملي معاهم بجمود لكنهم تفهموا حالتي ومهما كنت أقول كانوا بيبتسموا ويطبطبوا عليا بحنان واحتواء حبيت احتوائهم ليا وقررت مخسرهمش..


وبعد إلحاح من «حنين» وإصرار من «روعه» اضطريت أروح معاهم..


مكنتش واخده بالي من شادي إللي متابعني ومستني أكون لوحدي عشان يتكلم معايا..


دخلنا المطعم وطلبولي شاورما أكلنا وهزرنا وضحكنا وقضيت معاهم وقت حلو نسيت خلاله كل مشاكلي، لحد ما عكر صفو اللحظات دي «روعه» إللي حطت صورة أخويا قدامي وقالت باستفهام:

"إنتِ مقولتيش ليه يا شهد إن دي صورة أخوكي!!"


تنحنحت وقلت:

"محبتش أحرجك يا روعه"


ابتسمت وقالت بوداعه:

"تحرجيني إيه يا بنتي أإنتِ فاهمه إيه؟! دا أنا لقيت الصوره دي في الشارع"


قلت بنفاذ صبر:

"روعه بالله عليكِ أنا زهقت من الكذب والتحوير لو عايزه تقولي الحقيقه قولي مش عايزه خلاص بس متكذبيش"


روعه بزعل:

"الله يسامحك يا شهد... والله العظيم ما بكذب أنا فعلًا لقيت الصوره دي على الأرض وناديت على أخوكي أديهاله بس ملحقتهوش وكنت هرميها بس..."


قاطعتها لما قلت بنبرة حادة:

"روعه أنا حرفيًا تعبت من الكذب بطلي تحوير أنا عارفه كل حاجه ومعايا صور للمحادثات"


روعه بجهل:

"محادثات إيه!!"


طلعت الموبايل من شنطتي وفتحت معرض الصور عشان أوريها الأسكرينات إلي معايا.


قرأت «روعه» المحادثه وبعدين حطت إيديها على بوقها بصدمه ومع كل رمشة من عينيها كان بيسقط معاها دمعه، قالت بصوت مرتعش ومصدوم:

"هو إيه ده يا شهد مين بعتلك ده!"


قلت:

"مش مهم مين بعتهم المهم إني عارفه بعلاقتكوا"


شهقت روعه بالبكاء وقرات المحادثات للمره الثانيه وهي بتقول بصدمه:

"علاقه إيه!! أنا معرفش حاجه عن المحادثات دي! والله ما كتبت الكلام ده... ياربي دا صوري كمان!!"


أخذت حنين الموبايل من روعه وهي بتقول:

"وريني كده!! هو فيه ايه!"


مسكتني «روعه» من ذراعي وقالت بحدة من خلف دموعها:

"مين إللي بعتلك الحاجات دي يا شهد انطقي"


قلت باندفاع:

"منه إلي بعتهالي"


في الوقت ده سمعنا صوت «منه» وضحكتها..

بصينا كلنا ناحية الطاوله إللي ورانا لقينا «منه»قاعده مع «عصام» وبتضحك..


أخدت الموبايل من روعه واتجهت ناحية «منه» وعاد إليَّ انهـ.ياري السابق وقفت قدامها وشاورت ناحية «روعه» وقلت:

"قولي لها يا منه... قوليلها إن كلكوا منافقين وكلكوا لابسين قناع الإلتزام لكن من جواكوا.."


ضحكت بسخرية وحركت إيدي كأني ماسكه صاجات وقلت بنبرة عالية:

"من جواكوا رقاصات"


تدخل «عصام» بصلي وقال بحده:

"فيه إيه يا شهد اتأدبي كده فرجتي الناس علينا"


كنت هرد عليه لكن سكتت لما مسكت روعه ملابس منه بعـ.نف وقالت بغضب:

"كل الصور اللي شوفتها دي كنا متصوراها على موبايلك إنتِ إللي عملتِ كده إنتِ إلي كلمتي أخوها بإسمي اعترفي حالًا !"


دفعتها «منه» بعنـ.ف وبدأت تبكي وهي بتقول بمسكنه:

"ارحموني بقا أنا تعبت منكوا ومن قرفكوا هو كل ما واحده تعمل مصيبه تيجي تلبسها فيا"


تركت «منه» المطعم وجريت على بره وهي بتبكي وكأنها البريئة المظلومة والمجني عليها وإحنا الظالمين والجُناه..


بدل عصام نظره بيننا وبعدين جري وراها وهو بينادي عليها بلهفة..


وقفت مصدومه بتفرج على بكاء «روعه» وببص لأثر «منه» وجوايا حـ.رب دايره وأنا بفكر مين فيهم الصادق يا ترى الاتنين كذابين!! أنا حاسه إني بقيت مريضه نفسيًا أنا تعبت!!


لفت نظري الناس إلي بتتفرج علينا وعلى ما لبست شنطتي عشان أمشي كانت روعه جريت للخارج وهي حاطه إيديها على فمها بتكتم شهقاتها ووراها «حنين»... 


لقيت نفسي لوحدي مشيت أجر رجلي بثقل لخارج المطعم...


في ظل صدمتي دق صوت «شادي» على طبلة أذني:

"دكتوره شهد"


حسيت إنه هُيئ ليا ومتلفتش ليه، كملت طريقي فلقيته وقف قدامي فجأه وقال وهو بينهج كأنه بيجري:

"شهد... استني"


اتفزعت لما تخيلت «عبيده» حصله حاجه قلت بخضه:

"فيه ايه عبيده حصله حاجه؟؟!


حك رقبته بتوتر وقال:

"متقلقيش عبيده بخير"


بلغ ريقه بارتباك وكمل:

"تسمحيلي أمشي معاكِ لحد البيت ونتكلم شويه"


قلت بسخرية:

"نتكلم في ايه إنت كمان؟!"


بلل شفتيه بتوتر وقال:

" أنا مستأذن من عبيده عشان أتكلم معاكِ"


افتكرت الكلام إلي قولتهوله امبارح، هو ملهوش ذنب في كل إلي بيحصل حوليا وبيدور جوايا، قررت أتعامل باحترام بصيت في الأرض وقلت بتلعثم:

"اأ.. اتفضل"


مشينا جنب بعض ساكتين وكان واضح عليه الإرتباك، كل شويه يبصلي ويرجع يبص قدامه، قلنا في نفس واحد:

"أنا..."


سكتت عشان يكمل وهو سكت عشان أكمل، قال: 

"اتفضلي اتكلمي"


"لأ اتكلم حضرتك" 


قال بنبرة مرحة:

"السيدات أولًا اتفضلي"


"بس أنا عايزه أسمعك الأول"


سكتنا احنا الاتنين لفتره، قال شادي:

"أنا شوفت كل اللي حصل من شويه"


بصيتله ورجعت بصيت قدامي فكمل بتلعثم:

"أأأ... أنا.. شايف إن فيه حاجه غلط بتحصل"


مردتش برده فقال شادي:

"هو إنتِ... إنتِ بعتيلي رسايل امبارح!!"


رديت بتعجب:

"رسايل إيه!! لأ... مبعتش حاجه"


"مش بقولك فيه حاجه غلط"


وقفت مكاني وقلت باستفهام:

"أنا مش فاهمه حاجه ممكن تفهمني لو سمحت؟!"


شاور على كافيه قصادنا وقال:

"ممكن نقعد مع بعض شويه عشان أشرحلك اللي حصل"


وافقت وقعدت قصاده كان مرتبك جدًا مسح على لحيته أكتر مره وهو باصص لأسفل فقلت بنفاذ صبر: 

"إنت بقالك ساعه ساكت ممكن تفهمني بقا"


ضحك وقال:

"ساعه!! دا احنا مبقالناش دقيقتين قاعدين"


ضحكت بإحراج وسكتت فقال: 

"بصراحه يا شهد... لو تسمحيلي يعني أقولك يا شهد من غير ألقاب"


بصيتله وقلت بتلعثم:

"عـ... عادي"


تنفس الصعداء ومسح على لحيته مره تانيه وهو بيقول بحسرة:

"أنا طلعت غبي أوي يا شهد"


سألني باندفاع:

"شهد هو إنتِ بتحبيني ولا..."


عقدت حاجبي بتعجب فشاور بإيده وهو بيقول:

"إيه الغباء اللي مسيطر عليا ده أنا لسه بقولك فيه حاجه غلط وبسالك بتحبيني ولا لأ"

 

كنت متابعه ارتباكه وكلامه إللي مش عارفه أفهم من خلاله هو عاوز يوصل لـ إيه!! بصيت لرجليه إلي بيدبدبها في الأرض بتوتر وهو بيقول:

"شهد أنا...."


سكت للحظه وبعدين سند مرفقيه على الطاولة ومال للأمام ناحيتي، ضيق جفونه بتركيز وهو بيبصلي ويتأمل معالم وجهي ورد فعلى على جملته التالية:

"أنا طلبت إيدك من عبيده"


"أنا طلبت إيدك من عبيده" 


في الوقت ده وضع الجرسون قدامنا اتنين ليمون كان شادي طالبهم..


 قولت في نفسي ناقص شجرة كنت هبتسم بس حاولت أخفي ابتسامتي لكنها ظهرت في عيني..


شادي لمح ابتسامتي فابتسم أكيد حس إن فيه قبول من ناحيتي ليه...


(٨)

#فأعرضتْ_نفسي

بقلم: آيه شاكر


"شكرًا"

قالها شادي للجرسون، وبعدين تنحنح وشاور على الكوبايه قدامي وقال:

"اشربي يا شهد اشربي بلعي الصدمه دي عشان اللي جايه"


نفذت كلامه ورفعت الكوبايه أشرب يمكن أروق على قلبي الصغير اللي مش عارف إزاي يتحمل الكم الهائل من المفاجأت دي، تخيلوا في يومين تنقلب حياتي رأسًا على عقب...


تذكرت جمله قرأتها من فترة "لا تقلق إذا انقلبت حياتك رأسًا على عقب وما يدريك علها تكون أفضل" قلت في نفسي يمكن إللي جاي أفضل! شردت وأنا بفتكر اللي حصل من شويه من «روعه» ورد فعل «منه» وسألت نفسي هو احنا ممكن نكون ظالمين «منه» فعلًا!!!


خرجت من شرودي لما جيت أخد رشفه كمان من العصير فلقيت الكوبايه فاضيه تنحنحت وقلت في نفسي يادي الكسوف!


حسيت بإحراج أكتر لما انتبهت لـ «شادي» إللي متابعني بابتسامة صغيره،لقيته شاور للجرسون وقال: 

"اتنين ليمون كمان لو سمحت"


وقفت بسرعه وبارتباك وقلت بتلعثم:

"لـ.. لا لا أأأ... أنا عايزه أمشي"


وقف شادي وقال: 

"اقعدي احنا لسه مخلصناش كلام"


"مـ.. ممكن نكمل في الطريق"


"اقعدي يا شهد الكلام ده مينفعش يتقال في الطريق"


لما لقيته قعد قعدت أنا كمان وبدأت أفرك في إيدي بارتباك، وأنا باصه في الأرض، بصيتله لما قال:

"أنا اتقدمتلك عشان..."


سكت ووطى رأسه وحاوط فمه براحه إيده لفتره زي ما يكون بيفكر يقول إيه...


 رجع بصلي تاني وزفر دفعة هواء من فمه وقال بحيرة:

"أنا مش عارف أقول إيه ولا أبدأ إزاي ولا عارف المفروض أقول ولا أسكت!"


قلت بفضول:

"يـ... ياريت تقول من غير مقدمات"


كنت متابعه نظره إلي بيتقلب في أرجاء المطعم بحيره وارتباك، كنت متخيله إنه عايز يقولي بحبك ويعبر عن أد إيه أنا في قلبه من زمان وبيحلم بيا وهو صاحي قبل ما يكون نايم! هو الحب يا روحي عليه...


ولما افتكرت «عصام» و«منه» حسيت بنغزه جوه قلبي! وشردت وأنا بسأل نفسي ليه فرحت لما شادي اتقدملي هو أنا مش كنت بحب عصام!!! معقوله أنا كده محبتش عصام وكنت بحب شادي وأنا مش واخده بالي! ولا يمكن مفيش حاجه اسمها حب أصلًا وأنا تاعبه قلبي على الفاضي!! واللي واجعني هو صدمتي في «منه» إللي كنت فاكراها صديقه وصاحبه صالحه!

"شهد... يا شهد"

مد إيده وطرقع صوابعه قدامي عشان يجذب انتباهي فبصتله بذهول كأني افتكرت إنه موجود وقلت بتلعثم:

"نعم فيه حاجه؟!"


"طبعًا فيه حاجات مش حاجه واحده! إنتِ مسمعتيش أي حاجه من اللي قولتها؟"


"معلش سرحت شويه... قـ... قول تاني"


"أقول إيه أنا مش قايل تاني هاتي موبايلك"


مد إيده عشان ياخد الموبايل، مش عارفه ماله ده ومتعصب كده ليه؟! إيه يعني لما أسرح ويكلم نفسي شويه!


بحثت عن موبايلي في الشنطه مكنتش فتحته من امبارح واديتهوله فتحه وهو بيقول:

"الباسورد إيه؟"


"يوم ميلاد عبيده" 


بصلي بسرعه ورجع بص في الموبايل عاد لمرحه وابتسم وهو بيكتب التاريخ وبيقول:

"تعرفي إن التاريخ ده هو نفسه تاريخ ميلادي"


بص قدامه من دون ما يبصلي ورجع أخفض بصره وكمل بابتسامة:

"أنا وعبيده مش بس أصحاب احنا أكتر من إخوات تحسي إننا شبه بعض في كل حاجه... لدرجه إنهم في الشغل بيفتكرونا توأم لولا بقا اختلاف الأسماء" 


ضحك وهو بيقول:

"مره شوفت فيلم إن كان فيه إتنين توأم في ملجأ وعائلتين اتنبوهم واتفرقوا ولما كبروا شافوا بعض..."


كمل بطريقه مرحه:

"ساعتها يا شهد الفار لعب في عبي وقلت لماما اعترفي إنك لقياني في ملجأ وأنا أخو عبيده"  


ضحك وأنا ابتسمت ومركزتش في أي حاجه إلا كلمه أنه شاف فيلم! سألته بنظره ساخرة:

"هو إنت إزاي بتتفرج على أفلام! مش المفروض حرام وتغض البصر وكده!"


بصلي بطرف عينه وقال:

"هو حرام طبعًا لو فيه مشاهد مش كويسه وبالنسبه لـ إني أغض البصر فأنا والله يُعتبر بسمع مش بشوف خصوصا لو مشهد فيه بنت"


ابتسمت بسخرية وقلت:

"للأسف كلكوا بتحاولوا تكونوا مثالين بس لسانكوا بيفضحكوا"


فتح موبايلي وقال وهو بيقلب فيه:

"الجمله العنيـ.فه اللي قولتيها دي وراها سر بس مش هسألك عنه دلوقتي لأنه مش موضوعنا"


بص لشاشة الموبايل بتركيز وقال:

"باسورد الفيس بتاعك ايه؟!"


قلت بصدمة:

"نعم!!"


دير شاشة الموبايل ليا وقال:

"موبايلك طالع من الفيس والماسنجر عارفه ده معناه إيه!!"


سحبت الموبايل منه بعنـ.ف وقلت بحدة وبنبرة عالية:

"وإنت مالك أصلًا بتفتح الفيس ليه!!"


بص حوليه على الناس إللي بصوا علينا وقال:

"اهدي ووطي صوتك" 


هديت صوتي وقلت وأنا بضغط على أسناني:

"متفكرش لما تطلب إيدي من أخويا دا يديك الحق إنك تتدخل في خصوصياتي"


"يا شهد افهمي"


قاطعته وقلت بحده وأنا ببص في موبايلي إلي لقيته موصل نت من موبايله:

"أفهم إيه!!!"


حسيت إنه مش عارف يقول إيه! ورجع ارتباكه يزيد وملامحه اتحولت من مرحه لـ عابسه...


وفجأه أخد قراره وقال بنفاذ صبر وبنبره بيها بعض الحدة: 

"بصي يا بنت الناس اللي حصل إن امبارح اتبعتلي رسايل من الأكونت بتاعك وده اللي خلاني أجي أتقدملك لأني مش عايز أخسر صاحبي الوحيد وكمان....."


قاطعته لما قلت باستخفاف:

"رسايل إيه!!! أنا أصلًا ممسكتش الموبايل في إيدي امبارح.. هيكون بعتلك لوحده مثلًا!"


فتح موبايله وحطه قدامي وقال:

"معرفش والله السؤال ده بقا أنا عايز إجابته منك... اتفضلي اقري الرسايل"


صدمتي وأنا شايفه الكلام اللي مبعوته من الأكونت بتاعي وصوري لجمت لساني...


كل اللي جه في بالي في الوقت ده إن «يزن« هكر الأكونت بتاعي لأ دا هكر موبايلي وأخد صوري وكلم شادي والله أعلم كلم مين تاني!!!


قلت بصدمة:

"أنا مبعتش الكلام ده"


"عارف وواثق"


اتفاجئت لما قال كده سألته بنبرة مرتعشه:

"وإيه اللي مخليك عارف وواثق مش يمكن أكون بكذب!"


"لا يا شهد إنتِ مبتكذبيش واللي مخليني واثق سببين يكفي إنك تعرفي سبب واحد منهم دلوقتي وهو إن أخت عبيده مستحيل تعمل كده"


ابتسمت وقلت باستهزاء:

"إذا كان عبيده نفسه عمل كده ليه بقا أخته متعملش كده"


عقد بين حاجبيه وقال:

"مش فاهم عبيده عمل إيه؟!"


 قلت بصوت مبحوح يكتم البكاء:

"مش مهم عبيده عمل إيه... المهم إن أنا واقعه في ورطه كبيره"


"أنا محتاج أفهم يا شهد عشان أساعدك..."


فكرت للحظه وقررت أقوله لأني خايفه، بلعت ريقي وقلت بارتباك:

"هحكيلك من البدايه"


حكيتله كل حاجه من بدايه ما «منه» دخلتني جروب الإخوه والأخوات لحد ما خرجت من الجروب...


شادي حاول يطمني لكن نظرته كانت قلقه وده أربكني...


الوقت سرقنا وإحنا بنتكلم والمغرب قرب يأذن فقومنا نمشي كنت ملاحظه إنه ساكت طول الطريق وسرحان...


أول وصلنا الشارع شوفت نور متعلق حول بيت خالي عشان خطوبة «منه» و«عصام» وأصوت زغاريد...

                  

بس لما قربت شويه سمعت صوت خنا.قه...


كانت والدة منه واقفه قدام البيت وجنبها خالي وعصام  بيتخانقوا مع راجل لابس بدله وشكله الظاهري محترم قالت:

"إنت عايز مننا إيه وبأي حق تيجي هنا؟"


"إيه!!! جاي أبارك لـ بنتي"


"بنتك!! من امته ده إن شاء الله كنت فين لما كانت بتتعب وأجري بيها في المستشفيات لوحدي ومش لاقيه فلوس أكشف عليها!"


الرجل باستهزاء:

"بطلي تأليف شويه... منه بنتي غصب عنك ولعلمك أنا ببعتلها فلوس كل شهر وبقابلها وبتتواصل معايا"


عصام:

"لو سمحت يا أستاذ امشي دلوقتي لأن الناس بتتفرج علينا!"


"مش همشي إلا لما أشوف بنتي وأباركلها"


والدة منه بنبرة مرتفعه:

"مش هتشوفها عل جثـ.تي إنك تشوفها"


عصام بص ناحيتي أنا وشادي وبعدين بص لـ والدة منه وقال:

"وطي صوتك يا طنط فرجتوا علينا الناس"


سيبناهم يتخانقوا ومتدخلناش شادي ألقى السلام عليهم ودخلنا البيت..


 بصيت لـ شادي وقولت لنفسي لازم أوافق أتجوزه عشان أغيظ «منه» و«عصام

استغفروا ❤️

بقلم آيه شاكر 

                       ★★★★★


أمي استقبلت «شادي» بترحاب وفرحه على غير الطبيعي طبعًا أكيد عبيده قالها إن شادي اتقدملي...


قعدت قصاد شادي إللي بيحاول يفتح الفيسبوك بتاعي لحد ما أخيرًا رجع حسابي وسط نظرات مستفهمه من عبيده إللي قاعد جنبه وأسئله كل لحظه:

"هو فيه ايه... فهموني"


قال شادي بضيق:

"اهدي يا حبيبي بالله عليك.. هفهمك لما أتنيل أفهم"


فتح شادي الماسنجر بتاعي وبحث في الرسايل ملقاش أثر للمحادثات كان واضح إنها اتحذفت! 


لكن اللي حصل إن موبايلي رن برساله على الماسنجر من «مرام» محتواها:

"أنا كنت مترددة أبعتلك الرسائل دي بس أنا محتاجه أفهم!"


أرسلت اسكرينات بكلام منه والرسائل إللي بعتتهالها...


لما شادي قرأ الرسائل قال بصدمه:

"إيه ده يا نهار أبيض"


أنا وعبيده في نفس اللحظه:

"فيه ايه؟!"


جرس الباب رن فقام «عبيده» يفتح..


شادي أعطاني الهاتف وقال:

"شوفي" 


شهقت بصدمه وزاد معدل تنفسي لدرجة إن صدري كان بيعلى ويهبط مع كل شهيق وزفير، وحسيت ببرودة أطرافي ورعشة في كل جسمي...

شادي أخد الموبايل من إيدي وقال:

"اهدي والله لاحل اللغز ده النهارده بإذن الله... وريني الأكونت بتاع يزن"

وبسرعه فتحت الأكونت واديته الموبايل... 


من ناحية أخرى  

اتفاجئت بـ «روعه» ومامتها اللي دخلوا فجأة..

أم روعه:

"إحنا آسفين إن إحنا جينا من غير ميعاد بس أنا مش قادره أشوف حالة بنتي كده وأسكت"


بصيت لـ «روعه» اللي كان باين عليها الإنطفاء وملامحها باهته..


أمي:

" اتفضلوا اقعدوا نورتونا"


في الوقت ده حسيت برجفه في قلبي وبصيت ناحية «شادي» إللي خطف نظره تجاهي ورجع يبص في الموبايل..


قعدنا كلنا في الصالون، شادي استأذن ووقف في البلكونه عشان يسيبنا على راحتنا وعشان يفكر يعرف في حل للمُعضله دي!


كنت باصه عليه وهو بيبص بتركيز لشاشة موبايلي انتبهت على صوت روعه:

"شهد هاتي المحادثات إللي معاكِ وريها لـ ماما"


استغربت جدًا وخوفت على عبيده وصورته قدام أمي، بلعت ريقي وقلت بارتباك:

"أنا معيش محادثات"


روعه بدموع وصوت باكي:

"شهد الموضوع ده مفهوش هزار وري لـ ماما المحادثات"


افتكرت إن الموبايل مع شادي فقلت:

"الموبايل مش معايا"


عبيده:

"محادثات إيه دي يا شهد هو فيه ايه؟!"


بصيت لـ عبيده وقلت:

"مـ... محادثات أأأ..."


ردت روعه:

"محادثات كلام ليا مع حضرتك وصور ليا!!"

عبيده بص للأرض وحك أرنبة أنفه وبعدين رجع بصلي وقال:

"وإيه إللي جاب المحادثات دي معاكِ"


شوفت إن مفيش داعي للإنكار فقلت:

"مـ.. منه بعتتهالي"


عبيده بدهشه ونبرة جافة:

"منه!!!! فين موبايلك؟!"


بلعت ريقي وقلت:

"مع صاحبك"


عبيده جاب الموبايل من شادي إللي وقف يتابع حوارنا بتركير بعد ما قرأ محادثات ماسنجر وكلام يزن ومحمد ومرام وغاده وتحذيرهم ليا من «منه» 


 فتحت المحادثات والإسكرينات إلي معايا وأعطيت الموبايل لعبيده....


بدل عبيده نظره بين الجميع وقال بارتباك وهو بيحاول التبرير:

"والله أنا كنت فاكر ده مقلب من أصحابي وكلمتها على الأساس ده لكن لما عرفت إنها بنت وبعتتلي صورها عملتلها بلوك"


روعه ببكاء وبنبرة مرتفعة:

"بس دي مش أنا!! أنا مكلمتكش والله ومكنتش أعرف حضرتك أصلًا.. أنا متربيه وعمري ما أغلط غلطه زي دي"


عبيده باستفهام وتعجب:

"إيه ده!! أومال مين اللي كان بيكلمني وبيبعتلي صورك!!"


روعه بانهيـ.ار: 

"معرفش والله معرف... والله معرف"


عبيده فتح موبايله وأعطاه لـ روعه عشان تقرأ باقي الرسايل إللي مكنتش في الإسكرينات وتعرف إنه مسح كل صورها...


بدأت أنا أربط أساور الموضوع ويارتني ما نطقت قلت بسذاجه:

"ممكن يكون يزن هكر الأكونت بتاعك إنتِ كمان!"


كلهم سألوني في نفس واحد:

"مين يزن!!"


تأملت الفراغ وانا بحاول أركز وبفكر بصوت مسموع:

"بس هو هيعرفك منين وإنتِ مكنتيش معانا في الجروب"


عبيده:

"جروب إيه! ومين يزن ده يا شهد؟!"


بصيت ناحية البلكونه على شادي إللي واقف بيسمع حوارنا، ورجعت بصيت قدامي وفجأه حسيت الدنيا بتلف بيا مبقتش قادره أفكر ولا عارفه أتنفس كويس، كنت مضغوطه نفسيًا ومرهقة وكأن الضغطه دي واقفه على صدري، سمعت عبيده إللي بيقولي:

"اتكلمي يا شهد جاوبيني"


 شادي اتدخل وسمعت صوته كأنه جاي من بعيد قوي: 

"البنت اللي اسمها «منه» مش سهله وممكن تكون هي اللي ورا كل ده!"


أمي هزتني وقالت بحدة:

"ردي يا شهد ساكته ليه!!"

مقدرتش أقاوم أكتر من كده وكأن عقلي بيطلب يرتاح شويه من الدوشه إلي بتدور فيه، فغمضت عيني وغبت عن الوعي...



"البنت اللي اسمها «منه» مش سهله وممكن تكون هي اللي ورا كل ده!"


أمي هزتني وقالت بحدة:

"ردي يا شهد ساكته ليه!!"

مقدرتش أقاوم أكتر من كده وكأن عقلي بيطلب يرتاح شويه من الدوشه إلي بتدور فيه، فغمضت عيني وغبت عن الوعي...


(٩)

#فأعرضت_نفسي

بقلم: آيه شاكر


بمجرد ما استعدت وعيي وفتحت عيني، تجاهلت كلام «أمي» و«عبيده» و«روعه» وسؤالهم عن حالتي وبحثت بعيني عن «شادي» اللي مكنش واقف معاهم لا هو ولا والدة روعه، لكن سمعت صوته لما قال بنبرة مرتفعة:

"اسمع يا يزن لو إنت اللي ورا الموضوع ده اعترف وإلا والله هبلغ عنك وساعتها متلومش إلا نفسك"


ولما بص عليا وشاف إني فوقت خرج من أوضة عبيده وكان فاتح السماعه فسمعت صوت يزن المتوتر لما قال:

"يا أستاذ والله ما عملت حاجه أنا حكيتلك كل اللي حصل وأخر حاجه امبارح شهد كلمتني وأنا رديت عليها باحترام"


"طيب يا يزن ماشي هصدقك بس لو ثبت عكس كده مش هسمي عليك"

 

"والله العظيم أنا معرف حاجه أصلًا في الموبيلات ولا ليا فيهم وموضوع الهكر ده مليش فيه والله دي كانت إشاعه محمد صاحبي مطلعه عليا في الشات مش أكتر"


في الوقت ده حسيت وكأن حد بيحط ثلج على ظهري في عز البرد، فشعرت بقشعريرة في جسمي..


كنت بسأل نفسي يعن لو مش يزن إللي عمل كده يبقا مين!!


"شهد ردي علينا إنتِ كويسه؟!"

بصيت لعبيده ومعرفتش أرد بدأ جسمي ينتفض من البرودة وتصلبت أطرافي حتى قالت أمي:

"إلحق يا عبيده أختك بتترعش" 


مسك عبيده إيدي الشاحبه والباردة وضمني ليه وهو بيحاول يدفيني وقال بلهفه ونبرة مرعوبة:

"شهد مالك؟ إيه بس يا فراشه فيكِ إيه! "


زادت انتفاضتي وكأن كل خلية في جسمي بتصرخ وبتثور من اللي بيحصل حوليا كنت شايفه قدامي كل الأحداث اللي حصلتلي مؤخرًا كانت بتدور في دماغي كأنها بتتعرض على شاشة، كنت بسأل نفسي معقول «منه» التقيه الملتزمة تكون هي اللي ورا كل ده! طب ليه؟ أنا عملتلها إيه عشان تعمل فيا كده!! 

أمي حاولت تدفي رجلي إللي أنا مش حاسه بيها!


 وشادي ساب الموبايل وجري على أوضة عبيده جاب البطانيه وحطها عليا..


في الوقت ده حسيت إني محتاجه أقول الشهادة لأني في سكرات المـ.وت...

حاولت أردد بنبرة خافتة:

"أأ... أشهد.. أن لأ إله إلا الله...."


قاطعني صراخ أمي:

"لأ... بنتــــــــي... لأ يا شهد" 


حضنت والدة روعه أمي عشان تهديها ورورعه طلبت رقم الإسعاف وهي بتتحرك يمين وشمال بارتباك وبتدمع من غير صوت..


حسيت بدموع «عبيده» لما سقطت على جبهتي..


«شادي» ارتكز على ركبتيه قصادي وجنب عبيده وقال:

"حط إيدك على رأسها يا عبيده وارقيها"


دقايق مرت عليا و«عبيده» بيرتل آيات من القرآن بصوت مبحوح وأنا ما بين اليقظه والحلم سمعاهم وحاسه بكل واحد فيهم لكن مش قادره أتحرك ولا أتكلم لحد ما وصلت الإسعاف..


صوت سيارة الإسعاف زلـ.زل الشارع وكله بقا يتسائل عن سبب تواجدها، عبيده كان شايلني وأمي ماشيه ورايا تصرخ بانهيـ.ار، وصوت بكاء روعه بيرن في أذني، وأخر حاجه صوت شادي إللي بيهدي أمي وبيقول:

"عشان خاطري إهدي والله هتبقى كويسه"


                 ★★★★★


"شوفتي الكُهن يا ماما عملت نفسها تعبانه عشان تبوظ عليا خطوبتي! شايفه الحقد وصل لفين؟"


قالتها منه ببكاء وهي بتبص من البلكونه على عصام وزوج أمها إللي ركبوا تاكسي ولحقوا بسيارة الإسعاف عشان يحصلوهم على المستشفى، فطبطبت والدتها على ظهرها وهي بتقول:

"معلش يا قلب أمك متعيطيش.. أنا من ساعه ما شوفت أبوكِ الكذاب الفقري ده وأنا متأكده إن اليوم مش هيعدي"


"و... والله ما عزمته دا.. دا أكيد عرف من الفيس"


"مصدقاكِ يا حبيبتي جاي يوقعنا في بعض ابن بدريه وقال ايه بيديكِ فلوس وبيسأل عنك" 


هزت منه رأسها بالنفي وهي بتقول بارتباك:

"كـ.. كذاب والله العظيم... أحلفلك على مصحف إن عمري ما أخدت منه حاجه ولا بيكلمني ولا بشوفه"


"عارفه يا حبيبتي من غير ما تحلفي... هقوم أرن على عمك ابراهيم وأشوف البت الكهينه دي عملت ايه!"


خرجت «والدة منه» من الأوضه وسابت «منه» اللي ايديها بترتعش بقلق..


هي مش بتعيط عشان حفلة خطوبتها اللي باظت هي بتعيط عشان خايفه من اللي جاي ومرعوبه وندمانه إنها بعتت المحادثات لـ «شهد»، كان تصرف غبي منها لأن احتمال كبير يبدؤا يدورا وراها وتتكشف!!


فتحت الأكونت اللي كانت عملاه باسم «روعه» وقفلت الصفحة نهائيًا..


ولما فتحت الأكونت اللي عملاه بإسم «حنين» لقت رسايل من الشاب «ممدوح» اللي كانت بتكلمه وبعتاله صور «حنين» محتواها:

"وحشتيني بقالك إسبوع مش بتفتحي.. طمنيني عليكِ يا وزه"

أرسلت له:

"إحنا علاقتنا انتهت خلاص انساني وأنا هنساك"


وعلى الفور قفلت الصفحة وهي بتدعي ربنا يعدي اللي جاي على خير!

                 ★★★★★

عادت شهد للبيت بعد ما علقت المحاليل وأخذت مهدئ لحالة الإنهـ.يار اللي أصابتها، عبيده حطها في السرير وغطاها وخرج، كان خاله وعصام وشادي واقفين بره مع والدته، خاله قال:

"طيب هنروح إحنا وبكره هاجي أطمن عليها يا حوريه"


أم شهد:

"ماشي يا ابراهيم شكرًا لاهتمامك" 


عصام: "ألف سلامه على شهد يا عمتو"


أم شهد بجمود: "الله يسلمك يا عصام"


طول الوقت «عصام» كان بيبص لـ «شادي» من فوق لتحت بسُخط وإزدراء؛ لأن منه كانت وريته الرسائل المزيفة اللي بينه وبين «شهد»...


وبعد مغادرتهما دخلت حوريه لـ شهد ووقف شادي مع عبيده يتشاوروا في الموضوع...


"المشكله إن اللي أعرفه في الموبايلات إنها بتقول ألو... بس أنا شاكك في صاحبتهم اللي اسمها منه!"


"هو أنا زيك شاكك في منه بس مش عاوزين نظلمها برده عاوزين دليل قاطع عشان لما نيجي نتكلم نتسند عليه... شوف كده صاحبك اللي كنت بتقول إنه بيعرف في الحاجات دي"


"الوقت اتأخر يا عبيده وأكيد مش هيرد عليا دلوقتي"


"خلاص يا شادي ارجع إنت بيتك ونتقابل بكره عشان نشوف هنعمل إيه"


حاول شادي تخفيف حزن صديقه فقال بنظرات مرحة:

"طيب بس متنساش طلبي"


عقد عبيده بين حاجبيه وسأله:

"طلب إيه؟!"


عبيده بضيق زائف:

"شوفت أديك نسيت... يا عم عايز أتجوز العمر بيجري"


"نسيت أسألك عملت ايه مع شهد حسيت منها بقبول ولا إيه؟!"


شادي بغرور زائف:

"أكيد هتوافق حد يطول شاب زي الورد وسيم وجذاب ومحترم ومتعلم وفوق ده كله زي القمر"


ابتسم عبيده بتصنع وقال:

"الصراحه معاك حق"


تنحنح شادي ورفع أيده يدعي بمقولة أبو بكر الصديق إذا مُدح:

"اللهم أنت أعلم مني بنفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون"


ابتسم «عبيده» وضمه بقـ وة فطبطب «شادي» على ظهره، ولما بص شادي في عينه شاف نظرات الحزن فقال:

"هتتحل والله يا عبيده أنا معاك يا صاحبي وفي ظهرك"


تنهد «عبيده» وقال:

"إن شاء الله يا صاحبي"

                     ★★★★

عادت روعه للبيت مع والدتها على وعد من عبيده وشادي بحل ذاك اللغز المحير..

وبمجرد ما فتحت والدة روعه باب الشقه سمعت صوت ضحكات والد روعه تختلط مع صوت ضحكات شاب أخر...


ظهر الفرح على ملامح روعه وقالت بلهفة:

"دا صوت رحيم... رحيم نزل أجازه من الجيش يا ماما"


"يا حبيبي والله جاي في وقته" 


روعه بتخاف من والدها عشان كده محاولتش تقوله عن موضوع الصور والفيس، لكن «رحيم» قريب منها وهي متأكده إن حل اللغز ده عنده؛ لأنه مهندس الكترونيات وخريج كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي وكان شغال في شركه خاصه بهندسة الالكترونيات من قبل ما يخلص كلية ويروح الجيش...


"رحيم.. وحشتني أوي"


وقف رحيم وضمها وهو بيقول:

"قلب رحيم" 


لما سمع صوت نحيبها خرجها من حضنه وقال بصدمة:

"إيه ده بتعيطي ليه يا روعه؟!"


روعه بدموع:

"أصلك وحشتني أوي"


مسح رحيم دموعها وقال:

"يلا هانت معدش غير عشر شهور وأرجع أزهقك وأتقاسم معاكِ الأوضه"


قالت بحب:

"الشقه وحشه أوي من غيرك يا عمري"


كان الأم والأب بيبدلوا نظرهم بين الإتنين بابتسامة...

 

رفع الأب إحدي حاجبيه وهو حاطط إيده تحت خده وقال بمرح: 

"وإيه كمان!!"


بصوا لوالدهم وضحكوا وسلم رحيم على والدته وباس إيديها وهو بيقول:

"لا مؤاخذه يا ست الحبايب يا حبيبه"


الأم بابتسامة:

"ولا يهمك يا سيدي مسمحاك... وصلت امته؟"


"لسه واصل حالًا انتوا كنتوا فين؟!" 


تنحنحت الأم وقالت:

"كنا.. كانت صاحبة أختك تعبانه وبنزورها" 


رحيم بلهفة: 

"مين اللي تعبان؟ حنين!!!"


هزت روعه رأسها نافية وقالت بنبرة مرتعشة:

"لأ شهد"


تنهد رحيم بارتياح وقال:

"ألف سلامه عليها"


رحيم غير الموضوع وقال بمرح:

"أومال فين الغلطه الصغيره بتاعكوا اللي دخلتني الجيش؟"


الأب بضحك: "بيلعب على الكومبيوتر جوه"


رحيم ساخرًا: "أيوه هو يلعب وأنا يطلع عيني" 


مسكت روعه إيد أخوها وهمست جنب ودنه: 

"تعالى عاوزاك في موضوع مهم"


قال بنفس الهمس:

"أنا حاسس إن فيه حاجه من أول ما شوفتك"


حاولت روعه تكتم دموعها وهي بتهز رأسها لأسفل عشان تأكد على كلامه


دخلت الأم المطبخ تجهز الأكل ودخلت روعه مع أخوها الأوضه وحكيتله على كل حاجه وهي بتبكي، قعد جنبها على السرير وحضنها وهو بيقول:

"متقلقيش يا حبيبتي أنا جنبك".


 والدته خبطت على الباب ودخلت قالت:

"يلا يا حبيبي الأكل جاهز"


رحيم بعبوس:

"لا مليش نفس يا ماما"


قفلت الأم الباب وراها وقالت لـ "روعه" بحدة:

"إنتِ قولتيله يا به؟!"


روعه بصوت مبحوح:

"أيوه حكيتله"


الأم بضيق:

"إنتِ معندكيش صبر!! طيب سيبيه ياكل الأول ويريح شويه!!"


بكت روعه وهي بتقول:

"مقدرتش أستنى يا ماما إنتِ مش حاسه بيا ليه!!"


طبطب رحيم على ظهرها وقال:

"متعيطيش يا روعه والله لأعرفلك اللي عمل كده"


نفخت الأم بضيق وخرجت من الأوضه..


حاول رحيم إنه يخفف حدة الموقف على أخته فقال بابتسامة مصطنعة:

"تعالي ناكل مع بعض عشان ماما متزعلش وكمان نعرف نتكتك ونخطط"


سحبها من إيديها بحنان وخرجوا يأكلوا


          ★★★★★

في اليوم التالي بعد الظهر دخل عبيده للبيت، قال بابتسامة:

"عامله إيه النهارده يا فراشه"


قلت بابتسامة ضائعة:

"الحمد لله أحسن"


"أنا عايزك تقومي تلبسي عشان هتيجي معايا لازم نعرف مين اللي عمل كده"


"هـ.. هنروح فين؟!"


"روعه صاحبتك اتصلت على موبايلك امبارح وأخوها كلمني هو مهندس الكترونيات وطلب موبايلي موبايلك فهنروح نقابلهم"

هويت راسي بتفهم وبدأت أجهز هدومي، فقال: 

"حاولي متتأخريش عشان شادي مستنينا تحت"


ابتسمت من غير ما يشوفني وفرحت إني هشوفه! 

ولما فوقت لمشاعري اختفت ابتسامتي! أصل أنا متأكده إنها مراهقه أنا لا حبيت عصام ولا بحب شادي أنا اللي قلبي فاضي وبيدور على أي حد يملاه! 


أنا نفسيتي تعبانه من كل حاجه، ومصدومه في كل اللي حوليا ونفسي أعرف مين اللي عمل فيا كده!! 


اتقابلنا كلنا في كافيه قريب من الجامعه عشان نحل اللغز ده!


أخدوا موبايلي ومكنتش مركزه معاهم، كنت ببص على الناس حوليا، شوفت بنتين لابسين خمار قاعدين قصاد شابين ملتحين، وواحده تانيه منتقبه قاعده مع شاب وبيضحكوا! فابتسمت بسخرية وأنا بقول في نفسي إن كلهم لابسين أقنعه وإن أسوء ناس على الإطلاق هما اللي مسمين نفسهم ملتزمين أو إخوه وأخوات!


فوقت من شروردي على صوت رحيم:

"طيب بصوا يا شباب أنا هبدأ بأسهل حاجه وهعرف نوع الموبايل اللي كان فاتح الأكونت بتاع الدكتوره شهد في الوقت اللي اتبعت فيه الرسائل للباشمهندس شادي"


رحيم قال كده بعد ما شادي حكالهم ووراهم الرسايل إللي اتبعتت من الأكونت بتاعي، وبدأ بموبايلي وكلنا منتظرين...


"عرفت نوع الموبايل وعنوانه كمان ... انتوا شاكين في مين؟!"


روعه:

"منه... أنا شاكه فيها"


كنت سامعه هما بيقولوا ايه وبتفرج على اللي بيعملوه وأنا ساكته ومستنيه النتيجه...

                 ★★★★


على جانب أخر خلصت «حنين» المحاضرات ومشيت لوحدها مكنتش عارفه حاجه عن اللي حصل لـ «شهد» وبترن على «روعه» كتير مش بترد عليها...


قعدت تفكر يا ترى حصل إيه!! أفاقت من شرودها على صوت شاب:

"حنين... حنين"


التفتت ليه كان شاب غريب لابس سلسله حول رقبته وحظاظه في ايده وواضح من أسنانه إنه مُدخن وكانت أول مره تشوفه، قالت بذهول:

"نعم!! حضرتك تعرفني منين؟!"


"أنا ممدوح... مش إنتِ برده حنين اللي في كلية صيدله!"


"أيوه أنا حنين بس أول مره أشوفك"


ممدوح بابتسامة ماكرة:

"بطلي استعباط أنا عايز أعرف عملتيلي بلوك ليه يا وزه!"


حنين بحدة:

"إيه!.. إيه!... إيه وزه دي؟ وبعدين بقولك معرفكش"


كانت هتمشي فوقف قدامها تاني وقال بسخريه:

"لا والله! متعرفنيش إزاي دا إحنا بقالنا سنه بنتكلم"


"بنتكلم فين!! أنا أول مره أشوفك أصلًا لو سمحت وسع من طريقي..."


"مش هوسع إلا لما نقعد في مكان ونتفاهم وأشوفك زعلانه ليه!"


بدأت تتخانق معاه وصوتها اترفع، فالتفت على صوتها «روعه» و «شهد» اللي قاعدين قصائدها في كافيه، قالت روعه:

"إيه ده!! دي حنين بتتخانق!!"


ساب رحيم اللي في أيده وجري ناحيتها وكلهم وراه وقف قدامها وبص للشاب اللي واقف قصادها وقال:

"فيه ايه يا برنس!"


ممدوح بص لـ رحيم من فوق لتحت وقال:

"وحضرتك مين بقا؟! مين ده يا حنين!"


قال كده وهو بيخطف نظره على حنين اللي رحيم واقف قدامها زي الحائط، رد رحيم بحده:

"ملكش دعوه بـ حنين كلمني أنا... إنت اللي مين!!"


شاور ممدوح على حنين وقال ساخرًا:

"هي تقولك أنا مين"


بص «رحيم» لحنين وسألها:

"تعرفيه ده يا حنين؟!" 


حنين: "والله العظيم ما أعرفه"


ممدوح: "بص يا باشا إحنا مرتبطين وإن أنكرت فأنا معايا أدله احنا بنتكلم بقالنا سنه وإلا يعني هعرف منين أن اسمها حنين وفي كليه صيدله وأخواتها ٣ أولاد وهي كبيرتهم"


بص لـ حنين فهزت رأسها بالنفي وهي بتقول برعب:

"والله العظيم ما أعرفه"


كلهم فهموا إللي فيها وإن هي كمان حصلهما زي شهد وروعه، فبصوا لبعض وقال عبيده:

"طيب تمام... ورينا الأدله"


ممدوح وهو بيخرج الموبايل من جيبه:

"لحظه واحده"


فتح الشاب موبايله وأخذه رحيم وبدأ يقلب في الرسائل اللي فيها صور «حنين» ورسايل حب...


بلعت حنين ريقها بارتباك لما افتكرت الرسائل بتاعت «روعه» وقربت من «رحيم» عشان تشوف الرسائل وهي بتدعي ربنا يخيب ظنها! ولما شافت بعض من الرسائل وصورها شهقت بصدمة وحطت إيدها على بوقها، قالت بنبرة تكتم البكاء: 

"والله العظيم مش أنا!"


روعه بضجر:

"أنا مش قادره أستوعب إللي بيحصلنا ده!!"


مد ممدوح إيده عشان ياخد موبايله فرفع رحيم الموبايل لفوق هو بيقول:

" مبدأيًا كده الرسايل اللي معاك مش حنين اللي بعتاها وده أكونت فيك وثانيًا لازم تمسحها!"


حاول ممدوح يسحب الموبايل منه فمسكه عبيده وشادي من كلتا ذراعيه، فحاول يفلت منهم وهو بيبص لـ «رحيم» وبيقول بنبرة حادة:

"سيب يا عم الموبايل"


شادي بضيق:

"اثبت بقا ياسطا متبقاش عامل زي السمكه كده"


مسح «رحيم» الصور وأعطى له الهاتف وبعدين خبط على كتفه وقال: 

"ومتحاولش تظهر قدامها تاني يا بابا"


دفعه «رحيم» بايده وهو بيقول بحدة:

"يلا بالسلامه"


خد ممدوح الموبايل والقى عليهم نظره أخيرة قبل أن يغادر المكان...

                  ★★★★

طبعًا مفيش جريـ.مة كاملة ولازم يكون ليها طرف خيط تتمسك منه والشاطر إللي يلاقيه...


روحنا كلنا لـ «منه» عشان نواجهها وعشان نشوف نوع موبايلها مطابق للنوع اللي «رحيم» قال عليه ولا لأ...


كان عصام قاعد ووالدتها وخالي ووالدتي وعبيده وشادي وروعه وحنين وأنا...


ولما طلبنا منها الموبايل للمرة اللي مش عارفه عددها وقفت وقالت بحزم:

"لأ طبعًا مش هديكوا الموبايل"


روعه:

"يبقا كده بتثبتي إن إنتِ إللي عملتِ كده!"


منه برعب:

"أنا معملتش حاجه إنتوا جاين تلبسوني مصيبه!!"


عصام كان بيبدل نظره بين الجميع وكان بيربط الأحداث في دماغه وبلغ عنده الشك ذروته...

 وقف عصام قدام «منه» وقال بجمود بأمر:

"هاتي موبايلك يا منه"


هزت راسها بالنفي بخوف وقالت:

"لا المفروض تكون بتثق فيا مش عايز تتأكد زيهم!!"


نفذ صبري عصام فقال بغضب وبنبرة مرتفعة اهتز جسد «منه» على أثرها:

"قولت هــــــــــاتــــي الموبـــايــــل"


بدأت منه بالبكاء وهي حاطه الموبايل خلف ظهرها فقامت والدتها وأخذت الموبايل من إيديها بعنـ.ف وإديته لعصام...


ازداد نحيب «منه» وارتباكها وهي شايفه عصام بيدي الموبايل لـ «رحيم»


 اللي خافت منه حصل وواضح انها اتكشفت....



قولت هــــــــــاتــــي الموبـــايــــل"


بدأت منه بالبكاء وهي حاطه الموبايل خلف ظهرها فقامت والدتها وأخذت الموبايل من إيديها بعنـ.ف وإديته لعصام...


ازداد نحيب «منه» وارتباكها وهي شايفه عصام بيدي الموبايل لـ «رحيم»


 اللي خافت منه حصل وواضح انها اتكشفت....


(١٠)

حكاية بعنوان:

#فأعرضتْ_نفسي

بقلم: آيه شاكر


حرك «رحيم» الموبايل في إيده وقال: 

"نفس نوع الموبايل اللي فتح الأكونت بتاع شهد"


حاولت «منه» التبرير قالت ببكاء:

"هو يعني أنا الوحيده اللي معايا موبايل زي ده!!"


فتح «رحيم» الموبايل وخرج من الفيسبوك بتاعها عشان يشوف لو فيه صفحات تانيه هي بتدخل عليها لقى صفحة باسم شادي هي نسيت تقفلها قال:

"دا إنتِ عامله صفحه باسم شادي أهوه!!"


هزت راسها بالنفي وهي بتقول بإنكار:

"أنا معملتش حاجه الموبايل ده كان دائمًا مع شهد أكيد هي اللي عملت كده وعايزه تلبسها فيا"


قالت منه بانهيـ.ار:

"بتحقد عليا عشان كانت بتحب عصام وهو اختارني أنا"


كملت وهي بتشاور عليا:

"حتى يوم خطوبتي عملت نفسها تعبانه عشان تبوظ اليوم عليا"


كنت سامعه اتهامها ليه وساكته مكنتش ناويه أدافع عن نفسي، وكنت عايزه أمشي بس رجلي مش راضيه تتحرك وكأنها ملصوقه بالأرض، هزيت راسي بصدمة واستنكار وقلت بهدوء ظاهري:

"بطلي كذب أنا عملتلك ايه عشان تكرهيني كده.."


وقفت «منه» تبكي وهي بتبص للأرض...


وجد «رحيم» صفحات تانيه بس منه قفلاها فتح اول صفحه اللي كانت خاصه بـ «روعه»..


ولما دخل على الصفحة وبدأ يقرأ المحادثات وشاف عدد الشباب اللي «منه» مكلماهم باسم روعه اشتعل غضبه بص لـ «منه» وانفـ.جر فيها قال:

"ليـــــه؟!! ليـــــــه تعملي في أصحابك كده! إنتِ أكيد مش طبيعيه"


رجعت «منه» لورا وهي بتقول ببكاء:

"أنا معملتش حاجه إنتوا بتفتروا عليا"


فرجهم «رحيم» على كل المحادثات... 


والدة منه ضـ.ربتهاوبعنـ.ف وهي بتقول:

"منك لله... يا شيخه منك لله"


«منه» كانت بتردد ببكاء وهستريه:

"أنا معملتش حاجه انتوا بتظلموني هما اللي عملوا كل حاجه وبيلبسوها فيا"


قالت كده وهي بتشاور علينا احنا التلاته، ردت روعه بنبرة حادة:

"كفايه كدب بقا... عملنا ايه!! أنا عمري ما كنت أتخيل إنك بالحقاره دي"


حنين بانهـ.يار:

"ليه يا منه عملنالك إيه عشان تعملي فينا كده؟!"


أصرت «منه» على الإنكار وهي بتبكي  وبتصرخ:

"أنا معملتش حاجه... معملتش حاجه أكيد شهد اللي عملت كده"


ردت روعه بعصبيه ونبرة مرتفعه:

"يــــا بنتي كفايه كــــذب"


وضع «رحيم» الموبايل في جيبه وقال ببرود:

"أنا هاخد الموبايل ده أحذف اللي عليه وأبقى أرجعه يلا يا روعه.. يلا يا حنين"


خرج رحيم ووراه روعه وحنين اللي ألقوا نظرة أخيره على «منه» اللي مامتها بتضـ.ربها وبتزعقلها بانهـ.يار...


سحبني عبيده من إيدي عشان نمشي، وأنا مازلت مصدومه ببص عليهم لكن عقلي في حته تانيه بفكر ليه كده!! معقوله فيه إنسان يقدر يشيل جوا قلبه كمية الحقد دي!! معقوله فيه حد كذاب للدرجه دي!!


مكنش ليا أي رد فعل تاني ولا قلت كلمه واحده اكتفيت بالمشاهدة، ومحدش طلب مني تبرير...


طلعت من البيت مع عبيده وشادي وقبل ما ندخل بيتنا وقفنا صوت «عصام» اللي وقف قصادي وقال بندم:

"سامحيني يا شهد أنا بعتذرلك"


رد عبيده:

"انت ملكش ذنب يا عصام"


عصام بندم:

"أنا صدقت «منه» وصدقت الصور الي وريتهالي بدون تحري أو تفكير"


بصلي تاني وقال:

"أتمنى تسامحني يا شهد"


مردتش عليه وسيبتهم ودخلت البيت مكنتش قادره أنطق وكأن عقلي اتحول لصفحة بيضاء مفهاش ولا كلمه ...

             ★★★★★

مرت الأيام وعرفت إن «منه» راحت تعيش مع باباها بعد ما عصام سابها، كنت بشوفها في الكليه لكن مفيش بينا لا سلام ولا كلام، وأي حد يكلمها كنت ببعد عنه تلقائي..


بعدت عن «روعه» و«حنين» مش مخصماهم لكن مفيش بيننا إلا السلام.


اتعرفت على بنت اسمها «سما» وعرفتني على صاحبتها «شموع» كانوا بنتين بيلبسوا على الموضه وبيخرجوا ويتفسحوا وعايشين حياتهم وفوق ده كله متفوقين دراسيًا وبقينا أصحاب في فتره قصيرة جدًا...


«سما» كانت مصاحبه شاب، أحيانًا بيجي ياخدها بعربيته من الجامعه وبينهم قصة حب مشهورة وكان كل البنات بيتمنوا يكونوا مكانها...


أخويا مكلمنيش في موضوع «شادي» تاني لدرجه إني فكرت إن «شادي» صرف نظر عن الإرتباط بيا، وقلت كويس إنها جت منه لأني كنت هرفضه!

وفي يوم كنت قاعده في أوضتي بزاكر كان باقي مادتين وأخلص امتحانات نصف العام..

"إيه يا فراشه... ممكن أتكلم معاكِ شويه"


"اتفضل يا عبيده"


دخل عبيده لأوضتي وقعد قصادي كنت حاسه إنه متردد يتكلم، بصلي شويه وقال:

"شادي كان طلب ايدك وكل شويه يزن عليا ومش عارف أرد عليه بإيه"


مكنتش عارفه أقوله إيه! بس أنا حالتي شبه اللي لسه خذلها حبيبها ومصدومه في كل اللي حوليها ومش عايزه تدخل أي علاقه جديده ولا واثقه في أي حد! 


بلعت ريقي وحمحمت بخفوت وقلت:

"قوله ربنا يرزقه باللي أحسن مني"


هزيت راسي بالنفي وكملت:

"أنا مش موافقه"


حسيت بالصدمة على معالم وجه عبيده قال بارتباك:

"ليه؟.. ليه رافضه! دا أنا لو لفيت الدنيا كلها مش هلاقي ليكي أحسن من شادي"


"معلش يا عبيده بس أنا مش مرتاحه"


عبيده بصلي بعمق وهو مضيق جفونه فأخفضت راسي لأسفل بخجل، قال:

"ماشي يا شهد"


"أسفه يا عبيده"


 قام عشان يمشي من غير تعقيب على كلامي حسيت في نظرة عينه ونبرة صوته بالحزن، خوفت أبوظ علاقته بصاحبه  فناديته:

"عبيده"


التفت ليا فكملت:

"بص إديني فرصه أفكر تاني يعني على أخلص امتحانات لأني متوتره الفتره دي ومش عارفه أخد أي قرار"


تهلل وجهه فرحًا وابتسم وقال:

"على راحتك يا فراشه" 


ابتسمت وابتسملي وخرج...


فتحت الفيس ودخلت صفحة «شادي» أتفرج على صوره ومنشوراته وكأني بحاول أقنع نفسي بيه منكرش إني منجذبه ليه ويمكن بحبه بس يعني إيه حب!!


عصام حاول يرجع يتكلم معايا زي الأول، كنت فرحانه وحاسه إني انتصرت وإنه رجعلي بس عشان كرامتي كنت بعامله بجمود...

                 ★★★★

وفي أخر يوم في الامتحانات خرجت من البيت بدري عشان أزاكر مع سما وشموع ونراجع قبل الامتحان..


              ******

من ناحيه تانيه قعدت روعه تزاكر مع حنين وكانوا بيبصوا على شهد وتغيرها..

روعه بصدمه:

"شايفه شهد قاعده مع مين!!"


حنين بذهول:

"دي سما وشموع! وإيه اللي عرف شهد عليهم؟!"


روعه باستغرب:

"مش عارفه بس... بس سما ماشي بحبها لكن شموع دي مش شبهنا خالص ولا زي تفكير شهد إزاي هيبقوا أصحاب"


حنين بتركيز:

"مش ملاحظه إن شهد متغيره! طريقة لبسها وبقت بتطلع شعرها من الطرحه دا غير المكياج إللي بتحطه"


"ربنا يهديها والله أنا بس خايفه يكون ده تأثير صدمتها في منه" 


"طيب ما أنا وإنتِ اتصدمنا معملناش كده ليه؟!"


"صدمتها هي كانت أكبر... أنا عايزه أحتويها وأقرب منها لأني حساها محتاره وصعبانه عليا قوي"


"إحنا محتاجين نركز يا روعه سيبك من شهد دلوقتي باقي نص ساعه واللجنه تبدأ"  

                ★★★★★

وبعد الامتحان استأذنت شموع ومشيت..


ومشيت أنا مع «سما» اللي قالت بحمـ.اس: 

"إنتِ لازم تحضري خطوبتي عايزاكِ تكوني معايا في اليوم ده لأني مستنياه من زمان... تخيلي بقالنا ٣سنين بنحب بعض" 


"مبروك يا قلبي... ربنا يسعدك يارب"


سألتها:

"هو إنتِ تعرفيه إزاي؟!"


"هو ابن صاحب بابا وبنتكلم من وأنا في ٣ إعدادي وبعدين حبينا بعض بقا"


"بس... مش كده حرام؟!"


"حرام إيه!! يا بنتي بطلي بقا كل ما تشوفي حاجه تقولي حرام خنقتيني! انتِ لو عيشتِ كده مش هتستمتعي بحياتك! وبعدين الدين يُسر مش عُسر"


عندها حق الدين يُسر وأنا شوفت بعيني الملتزمين المعقدين جواهم ايه، كملت «سما»:

" بصي خديها مني نصيحه مادام بتعملي كل حاجه قدام الناس وفي النور يبقا مش حرام واحنا بقا أهلي وأهله كانوا عارفين علاقتنا من أول يوم"


وقبل ما أقول حاجه وقف شاب بالعربيه بتاعته قدامنا فقالت سما بابتسامة:

"اهو آدم وصل يلا عشان نوصلك في طريقنا"


"لا شكرًا أنا هتمشى لحد البيت"


نزل شاب وسيم من عربيته وقرب مننا فقربت منه «سما» وقالت:

"ازيك يا حبيبي"


مسك الشاب إيديها وباسها وقال:

"إزيك يا روح قلبي"


ساعتها بصيت على الناس اللي ماشيه حوليهم وقلت في نفسي "ايه الجراءه دي!!" ولا ده عادي وأنا اللي معقده ولا ايه!!


شاورت سما عليا وقالت:

"تعالى أعرفك شهد صاحبتي اللي حكيتلك عنها"


مد إيده وهو بيقول بابتسامة:

"أهلًا ازيك يا شهد"


بصيت لـ إيده وأنا بفكر هو مش حرام أسلم على رجاله زي ما «منه» والأخوه والأخوات كانوا بيقولوا! 


في الوقت ده رن في عقلي جملة سما "الدين يُسر"، خرجت من شرودي على صوته المرح:

"أنا هفضل مادد إيدي كده ولا إيه!! إوعي تكوني من الجماعه اللي مبيسلموش؟!'


شبكت إيدي بإيده وأنا بقول بنبرة مرتعشة وبابتسامة متوترة:

"لـ.. لأ أبدًا... إزي حضرتك"


آدم بابتسامة:

"الحمد لله..."


 حسيت بقشعريره أصابت جسمي من لمسة إيده فسحبت إيدي بسرعه، مش عارفه ليه شوفت في عينه نظرة اعجاب ليا!!


اتجه آدم لعربيته وهو بيقول  بحمـ.اس:

"طيب يلا اركبو"


هربت منهم وقلت:

"لأ... أنا هتمشى لأني هشتري حاجه"


حاولوا معايا بكل الطرق عشان أركب لكني رفضت ومشيت لوحدي لسه جوايا صراع بين الحرام والحلال وتأنيب ضمير مستمر مع شعور بعدم الراحه، كنت عايزه أختلي بنفسي وأفكر في اللي بيحصل حوليا!!


انتشلني من أفكاري مشهد قدامي لما لقيت «منه» ماشيه مع «شموع» ومعاهم شاب، بصيت ناحيتها بتقزز وأنا بقول لنفسي إني من بكره هقطع علاقتي بـ شموع نهائي...

             ★★★★★


مرت الأيام بروتينيه وأنا قاعده في البيت مش بخرج لحد يوم خطوبة «سما» 


كان لازم أكذب على «عبيده» وأقوله إني هروح مع «روعه» و«حنين» عشان يسيبني أروح...


هي مكانتش كذبه أوي لأن روعه هتحضر بالليل 


وافق «عبيده» لأنه بيثق فيا وكمان عايزني أغير جو


خرجت من بيتنا الظهر، وقبل ما أمشي قالي عبيده:

"أنا عندي مشوار بالليل هخلصه وأرن عليكِ أجيبلك"


"تمام"


خرجت من البيت بلبسي العادي وأول ما خرجت من شارعنا بدأت أعدل من مظهري وأخرج خصلتين من شعري بره الطرحه وأحط أحمر شفاه...

            ★★★

وفي المساء كانت «سما» أصرت عليا عشان ألبس فستان سواريه خاص بيها يلائم الحفله وعشان التصوير وهي عايزاني أكون جنبها فاستجبت ليها واتنازلت ولبسته لأنه مكنش ضيق قوي...


وقفت قدام البيوتي سنتر كنت برد على «عبيده» اللي بيطمن عليا وبعد ما قفل حسيت بتأنيب الضمير لكن تجاهلت المشاعر دي وأنا مقرره إني أستمتع بباقي اليوم..


"إيه القمر ده أنا شكلي كده هغير رأيي وأغير العروسه"


التفت لـ آدم اللي قال الجمله دي وقلت بحده:

"ميصحش اللي حضرتك بتقوله ده!"


"إيه يا بنتي بهزر معاكِ إنتِ زي أختي يا شهد وبعبر عن اعجابي بيكِ"


اقتنعت بكلامه وابتسمت وأنا بقول لنفسي لازم أكون open mind "متفتحة العقل" وكفايه تعقيد بقا ، فسألني:

"هي سما خلصت ولا لسه؟!"


"أ.. أيوه خلصت"

*****

من ناحية تانيه وقفت «شموع» مع شاب وشاورت على «شهد» وقالت:

"هي دي اللي بقولك عليها"


الشاب بإعجاب:

"اوبا أنا طول عمري بسمع عن الصاروخ بس أول مره أشوفه"


"المهم هتساعدنا ولا هتخاف" 


"هساعدك طبعًا قوليلي الخطه بالظبط وأنا معاكِ"


*******


كنت طول الوقت واقفه جنب «سما» ولما  لقيت «منه» دخلت القاعه وجت تسلم على سما قعدت على أقرب ترابيزه...


بصيت على «منه» وهي واقفه تصقف وابتسمت بسخرية أهي بتحضر فرح مختلط وفيه موسيقى وبتصقف كمان!!

سألت نفسي من امته وهي على علاقه بـ «سما»!!! ولا عشان أنا صاحبتها حت تتلزق فيها؟!


كنت هقوم أمشي لكن لقيت واحد حط قدامي كوباية عصير، ولما بصيت حوليا لقيت كل الناس بتشرب، فرفعت الكوبايه وشربت وقبل ما أخلص الكوبايه حسيت بدوخه، حاولت أهز دماغي عشان أفوق لكن زادت الدوخه وأصبحت الرؤيه حولي مشوشة...


قربت مني «شموع» وبدأت تتفقدني وهي بتقول: 

"مالك يا حبيبتي؟!"


كانت بتتأكد إن مفعول العصير إشتغل...


كنت دايخه لكن مغبتش عن الوعي، سندتني «شموع» ومشيت معاها وأنا حاسه بثقل رأسي، سمعت صوت شاب: 

"انتي حطيتي كام نقطه في العصير"


"اتنين"


"يا غبيه اتنين ليه كنتِ حطي شويه حلوين أهي لسه مفتحه"


"معرفش بقا اللي حصل"


كانوا بيسحبوني وأنا ماشيه معاهم زي الماعز اللي واخدينها لمكان ذ.بـ.حها وهي عارفه بس مش عارفه تعمل حاجه إلا إنها تمشي... 


كنت شبه واعيه زي السكرانه وبيصدر مني انين وهمهمات خافته: 

"سيبوني"


دفعتني شموع لداخل العربيه وقالت:

"متخافيش يا حبيبتي هنوديكِ مستشفى"


سمعت صوت «منه» وهي بتقول بقلق:

"إيه كله تمام!!؟"


شموع حطت صوباعها على بوقها وقالت:

"هوووش اسكتي... دي لسه فايقه"


كنت مزغلله لكن سمعاهم كويس لحد ما انطلقوا بالسياره...

                ★★★★

من ناحية تانيه كانت روعه خارجه من القاعه لوحدها فشافت شموع وهي بتركب العربيه مع «شهد» وشاب تاني اللي ساق بسرعه، وجنبه بنت تانيه مشافتش ملامحها!


حاولت توقف تاكسي عشان تلحقهم وهي مرتبكه وقلقانه عليها..


وقفت تاكسي وطلبت منه يلحقهم بس كانت عربيتهم بعدت مسافة، قالت:

"لو سمحت دي مسألة حياة أو مـ.وت زود السرعه لازم نلحقهم.."

                 ★★★★

"سيبوني"

كنت كل لحظه أردد الجمله دي وهما متجاهليني تمامًا..


 وبعد فتره من دموعي ورجائي ليهم يسيبوني وقفوا قصاد عماره ونزلنا وأنا بدمع لكن سانده على شموع واحنا داخلين للعماره..


وفجأة ظهرلي طوق نجاة سمعت صوته اللي دق على طبلة أذني وملأ غرفات قلبي كان نازل على السلم وبيقول:

"تأكد يا عبيده إن الموضوع ده مش هيأثر على صحوبيتنا بأي شكل سواء أختك وافقت أو رفضت"


"والله يا شادي أنا نفسي توافق بس مش عارف هي مالها بعدت عني وواخده جنب أنا حقيقي خايف عليها اوي"


" لازم تقرب منها وتحتويها يا عبيده"


غمغمتُ بوهن: 

"عبيده... عبيده"


قالت «منه» بخوف:

"يالهوي إيه الحظ المنيل ده! دا صوت أخوها"


شموع بقلق:

"هنعمل إيه دلوقتي!!"


وفجأه لقيتني لوحدي سالوني ومشيوا أو هربوا! حسيت بجسمي بيترنح، مديت ايدي أبحث عن حاجه أستند عليها وأنا مش شايفه ملامح أي حاجه قدامي، وفجأه سمعت صوت «روعه» اللي بتنادي: 

"شــهــد"


مبقتش عارفه دا واقع ولا أنا بهلوس ولا فيه إيه! اصطدام جسمي بالأرض بقـ.وة، وناديت بقلة حيلة وبصوت أقرب للهمس:

"روعه... عبيده"

يتبع 

تكملة الرواية من هناااااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 


متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا


الرواية كامله من هناااااااااا



تعليقات

التنقل السريع