القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية قصر الجان البارت الخامس 5بقلم هناء عادل

 

رواية قصر الجان البارت الخامس 5بقلم هناء عادل 







رواية قصر الجان البارت الخامس 5بقلم هناء عادل 




قصر الجان


الفصل الخامس


- انا هُجيرة بنت الاجهر، اميرة المملكة.

رديت بسرعة:

- مملكة ايه؟

ردت وقالتلي:

- مملكة الجهر، دي المملكة اللى انت قررت تجاذف وتوصلها.

سكتت لحظة وانا كمان ساكت، لكن هي كملت كلامها وقالت:

- والدي هو الاجهر الاكبر، كبير المملكة، اما انا بدرس فى جامعة الجهران الكبرى، دراستي فى تخصص علوم الاختلافات بين البشر والجان فى التوقيت والاختلافات وفروق التصرفات بين الجان والبشر.

كنت مستغرب جدا من اللى بيتقال، كملت هي وقالت بثقة كبيرة جدا:

- انتم مش قادرين تقتنعوا ان عالم الجان بيعيش معاكم فى عالم موازي ولهم كمان حياتهم وعائلاتهم ودنيا بكامل تفاصيلها انتم لسه مش قادرين تستوعبوا وجودها يا اولاد الانس.

فى اللحظة دي اكتشفت فعلا ان فيه بينا فروق، فروق التوقيت اللى لاحظتها بعد ما خرجت من الاوضة اياها، فرق الليل والنهار اللى اتبدل بسرعة مسافة دخولي وخروجي منها، فروق الاماكن اللى لاحظتها لما بصيت من الفاتحة اللى فى الجدار لقيت نفسي فى عالم تاني وبحور واشجار وجناين مختلفة تماما عن العالم اللى انا عايش فيه، لقيت نفسي بفضول بقولها:

- طيب ايه حكاية العفار...الاشب...

قاطعتني وهي بتضحك:

- اطياف يا حسين.

اتحرجت وقولتلها:

- ليه بيروحوا يقفوا فى نص القاعة ويولع فيهم؟

قالتلي بهدوء:

- فئة مُعاقبة، بيكونوا كرروا المحظور مرات كتير واخيرا بقوا مرفوضين فى المملكة، وعلشان كده بيتم سجنهم لحد ما يوصلوا لمرحلة الحرق بأرادتهم...وده اللى انت شوفته خلال وصولك هنا.

- هُجيرة!!

قولتها من غير تفكير وبتلقائية وكملت:

- عندي مليون سؤال فى دماغي عايز اجابات لهم.

ابتسمت ابتسامة جميلة ساحرة وغامضة مفهمتهاش:

- متستعجلش يا حسين، مملكة الجهر هتلاقي كتير جداااا...وهتعرف اكتر واكتر.

ومن اللحظة دي ابتدينا سحر جديد، وبعيد عن كل الافلام والقصص الكتير الخاصة بالرعب والخيال، كان اللى بيحصل مختلف، وبرغم ان مجاش فى بالي غير المكتوب فى القصص القليلة اللى قرأتها عن الخيال والجان لكن اللى حصل كان غير، بلمستها لأيديا ابتديت تتحرك بيا وكأني طاير بين الممر اللى مالهوش نهاية، كنت مستغرب الخفة اللى ماشي بيها، لمستها كان فيها ثقة، نظرتها وثباتها وهي بتتحرك فى الممر الغريب ده كانت بتدل على انها عارفة هي بتعمل ايه وكأنها فى مهمة موكلة بيها، مش عارف ليه لحظات كنت بحس ان النبض فى ايديها بيختفي وفجأة بحس بسرعته، حاجة غريبة جدا، جسمي بيقشعر طول طريقنا انا وهي، الاغرب من كده اني افتكرت كل حاجة حصلت معايا فى طفولتي، مش عارف ايه السبب برغم اني مفكرتش فيها حتى من قريب، كل الذكريات اللى مليت دماغي فجأة دي خلتني احس ان لمستها هي سبب تزاحم كل الافكار دي، وعلشان كده سحبت ايدي من ايديها فجأة علشان الاقي رجلي ثبتت على الارض ووقفت عن الحركة فجأة، بصيت هُجيرة ليا بأبتسامة وقالتلي:

- دي الطريقة اللى بنتواصل بيها مع البشر، بنقدر بيها نعرف كل اللى فات فى حياتهم من غير اى نسيان او سهو، هي دي طريقة الحوار بينا وبينكم....لغة التخاطر زى ما بتقولوا فى عالمكم.

طبعا اقنعتني بكلامها الحقيقة، ومن غير رد عليها مديت ايديا ليها من تاني ورجعت اتحركت بنعومة بعيد عن الارض وكنت مستمتع جدا، كل الافكار اللى رجعت لعقلي من تاني خلتني ابتسم المرة دي، مش محتاج اتكلم او احكي، حتى مش محتاج اسأل وادور على صياغة لكلامي، هي هتعرف لواحدها واكيد هترد عليا، من خفة ونعومة الحركة حسيت اننا مجرد سحابة خفيفة بتمر فى الممر الطويل ده، الغرابة والخفة اللى بنتحرك فيها قدرت تلهيني عن اني اركز فى الطريق اللى مشينا فيه، كنت مش عارف احنا راجعين للمكان اللى جيت منه اصلا ولا بنتحرك فى اتجاه جديد لسه ممشيتش انا فيه، لكن اتفاجئت وقد ايه كانت المفاجأت فى الليلة دي بالنسبالي، اتفاجئت اول ما قررت اركز بأني شايف...شايف باب الاوضة، اه باب الاوضة اياها، فى الدور التالت، بتفاصيل الدور التالت اللى كانت اختفيت، ده حتى الممر اختلف من الحجر لطبيعته الاولى، من غير كلام اتحركت بيا هُجيرة فى اتجاه الاسانسير اللى كان اختفى اصلا، ركبت معاه بعد ما سابت ايدي ورجعت تاني اقف على رجلي واتعامل بطبيعتي، مكنتش بتكلم ولا لاقى حاجة اقولها، نزلنا من الاسانسير فى الدور الاول ومسكت ايدي تاني وراحت بيا قصاد باب اوضتي، مش عارف كنت بقول لنفسي:

- هي قاصدة تطمن اني خرجت من مملكتها ولا ايه؟

بصيت ناحية الباب اتفتح لواحده بهدوء، كانت هي اوضتي بتفاصيلها، ومنها اتحركت هي وخدتني معاها بثبات علشان ادخل لأوضة تانية من جوة اوضتي، ودي كانت اول مرة اشوفها، اوضة كبيرة وقيمة وشيك جدا، وجنب السرير بتاع الاوضة اللى فى النص بالظبط واقف...واقف بهيبة وشموخ غريب، برغم انه قافل عنيه مش عارف هل هو نايم او مغمض عنيه لهدف كان واقف بثقة تدخل على القلب الرهبة، هو الوش ده انا عرفه، مش غريب عليا، انا شوفته مرتين، مرة على باب الاوضة...ومرة تانية فى الصورة اللى كانت متعلقة وهو واقف وجنبه هُجيرة، لكن المرة دي ملامحه مش مخيفة، مش حادة، برغم الهيبة والوقار والشموخ الا ان الجمود اللى كان على ملامحه مش موجود، مش عارف اسأل لكن عقلي بيسأل بلساني، وهي قررت تجاوبني:

- ده والدي، الاجهر الاكبر، بأختصار احنا سكان المكان ده...السكن المؤقت بتاعكم، ومن المفترض اننا ميبقاش فيه بين عالمنا وعالمكم اتصال، وعلشان ده انت مش هتقدر تشوف حد من العالم بتاعك، كل اللى هتقدر تشوفه اي حاجة احنا كجان بنتعامل معاها، سواء جماد...او اطياف، او...اي حاجة عموما...هتشوفها بنفس الصورة اللى انت شايفني بيها دلوقتي.

كانت فى اللحظة دي هُجيرة انسية بكل معنى الكلمة، اللى يشوفها واقفة قصاده ميقدرش يفرق بينها وبين اي انسان، يمكن اللى بيميزها ان جمالها مختلف، تفاصيل ملامحها برغم انها تبان طبيعية الا انها مميزة ومختلفة، كان مستحيل حد يشك فى طبيعتها، لكن برغم الطريق الطويل اللى اتحركت فيه انا وهي واحساسي بالارهاق بسببه الا انها بكامل رونقها وحيويتها، نشيطة وجميلة لدرجة صعب اني انا او اكبر شاعر يلاقي وصف يوصف بيه كل اللى اتكلمت عنه ده، على عكسي تماما انا مقتنع بكده، وده اللى هي لاحظته لما حسيت بمدى تعبي وارهاقي وعلشان كده حركتني وقررت اني انام، وبطبيعتي كان مستحيل انام غير فى المكان بتاعي اللى اتعودت عليه فى الوقت الاخير، وعلشان كده هي فعلا اهتمت بكده، وبرغم كل الاحداث الغريبة اللى حصلت، وكل التعب اللى حسيت بيه، وكل الغرابة والرعب اللى عيشتهم الا اني روحت فى النوم من اول لحظة...خاصة اني فعلا كنت في اوضتي وفي سريري اللى سيبتهم بنفس الحال قبل ما انزل احضر الاحتفال مع الشباب...ونمت نوم طوووووويل....فتحت عيني على نور النهار، حاسس بحاجة غريبة، احساس اني كنت فى حلم طويل وجميل وغريب كان مسيطر عليا، بحاول ارجع بتفكيري لكل الاحداث اللى اكيد متتعداش الحلم، لكن غريبة...كل الغرابة هي فى اني ناسي التفاصيل، ناسي اللى حصل امبارح، قومت من مكاني وقررت اخرج من الاوضة، لقيت الشبابيك بتقول ان الجو برة مختلف عن كل يوم، الشمس غايبة، الغيوم مالية السما، نسمة هوا بتحرك الستاير وجو يدل على خيال واصل بليلة امبارح، بقيت محبوس بين الليل والنهار، محبوس بين امبارح والنهاردة، محبوس بين حلم مش قادر افتكر تفاصيله ويوم جديد لسه تفاصيله هتبدأ.

يتبع

تكملة الرواية من هنااااااااا

اكتب في بحث جوحل( مدونة قصر الروايات) تظهر القصص كامله

تابعونا علي قناة التليجرام من هنااااااااااا

ليصلكم اشعار بالنشر

الرواية كامله من البدايه  هناااااااااااا






تعليقات

التنقل السريع