رواية وردتي الشائكة الفصل 6-7-8-9-10بقلم ميار خالد (جميع الفصول كامله)
رواية وردتي الشائكة الفصل 6-7-8-9-10بقلم ميار خالد (جميع الفصول كامله)
الفصل السادس
وصل كريم الي بيته في المساء بتعب بعد أن انهي عمله ليجد البيت هادئ .. صعد الي غرفته و ما أن فتح بابها حتي وجد مروة جالسة علي سريرها تطالعه بغموض
كريم في نفسه : بدأنا !
مروة : اتأخرت ليه ؟
كريم : كنت في الشغل مش بلعب
مروة : اممم .. طب ليه كده يا حبيبي بلاش تتعب نفسك في الشغل هو انا مش ليا حق عليك برضو
ثم اتجهت إليه لتعانقه بتملك فضاق نفس كريم كلما اقتربت منه أكثر .. أبعدها عنه بهدوء و جاء ليتحرك و لكنها أوقفته مرة اخري
مروة : هتفضل لحد امتي تعاملني كده
كريم : لحد ما تخرجي من حياتي !
مروة ببرود : ليه عايز تخرجني من حياتك .. يا حبيبي استوعب اني حاجه أساسية في حياتك يعني مينفعش امشي
ثم صمتت قليلا و قالت : ولا اتبدل !
نظر لها كريم بعدم اهتمام ثم ابتعد عنها و اتجه الي الحمام ليبدل ملابسه و بعد لحظات خرج ليجد هاتفه في يد مروة !
كريم أخذه منها بعصبية : انتي اتجننتي !
مروة : مالك اتخضيت كده ليه .. هو عليه حاجه و انا معرفش ولا ايه ؟
تجاهلها كريم و جاء ليتحرك لتقف أمامه بعصبية
مروة : انا بكلمك !!
كريم : اه يا مروة .. مش انتي عايزة تسمعي كده .. صدقي اي حاجه في دماغك و حلي عني شوية !
مروة بعصبية : ازاي يعني ! انا مراتك علي فكره
كريم : انتي مراتي بالاسم و بس .. أساس الجواز المشاركة .. و كلمه مشاركة دي مش في قاموسك اساسا
مروة : طب ما انت طلعت عارفني اهو .. عندك حق كلمة مشاركه مش في قاموسي .. عشان كده مستحيل اقبل اني اشاركك مع حد ! و لو ده حصل انت عارف كويس انا ممكن اعمل ايه
كريم : انتي تحمدي ربنا اني مستحملك كل السنين دي ! لولا امي و اللي عملته كان زماني طلقتك من زمان
ابتسمت مروة بخبث : و انت فاكر أنك ممكن تطلقني بسهولة كده .. انا حاربت الكل و حاربتك انت شخصيا عشان اتجوزك .. اكيد مش هضيعك من ايدي بعد ما بقيت مراتك بسهولة كده !
كريم : تقدري تقوليلي احساسك ايه و انتي عايشة مع واحد غصب عنه بيكره حتي قربك منه !
مروة ببرود : عايشة احلى سنين عمري يا روحي .. كفايه حبي عليك
ثم اقتربت منه لتقبله و لكنه ابعدها عنه سريعا و خرج من الغرفة بأكملها و اتجه الي غرفة اخري ليبيت فيها .. و ما أن خرج حتي زفرت مروة بغيظ و التقطت هاتفها لتتصل بوالدتها
مروة : الو
سحر والدة مروة : حبيبة ماما .. خير متصله متأخر كده ليه
مروة : كريم !
سحر : ماله ؟
مروة : حاسة أنه يعرف واحده عليا
سحر : لقيتي دليل يعني أنه يعرف واحدة ؟
مروة : لا بس مش مرتاحه .. خصوصا أنه مش عايزني امسك تليفونه .. اكيد عليه حاجه اكيد هو مخبي عليا
سحر : اهدي .. اهدي دلوقتي
مروة : ايا كان اللي يعرفها .. فهي حكمت علي نفسها بالعذاب .. اوصلها بس
سحر : انتي هبله يا بت انتي .. ده انا مصدقت انك اتجوزتيه عايزة تخربي علي نفسك ليه .. ما تركزي مع جوزك و خليه يحبك كده
مروة : ما انا مركزة اهو
سحر : لما نشوف اخرتها
مروة : تمام
أنهت مروة المكالمة و أخذت تفكر في طريقة للإيقاع بهاتف كريم !
الكاتبة ميار خالد
في اليوم التالي ..
استيقظ كريم من نومه بتعب بعد أن استطاع أن ينام لساعات قليلة .. أخذ دش و ارتدي قميص ابيض مع بنطال اسود ثم اتجه الي غرفته بضيق فتحها و دلف الي الداخل و حمد ربه عندما وجد الغرفة فارغة .. جلس علي سريره بأرهاق لتظهر ورد في رأسه مرة اخري و زاد إصراره علي تنفيذ ما في رأسه التقط هاتفه و جاء ليتصل بها و لكنه تراجع عندما وجد مروة أمامه تطالعه بشك
مروة : رايح فين بدري كده ؟
كريم تجاهلها و نهض من مكانه لتتابع بعصبية : انا بكلمك !
كريم : هو انتي بس اللي مسموحلك تكوني مستفزة !
مروة كررت سؤالها : رايح فين !
كريم : الشركة
مروة : حلو .. طريقنا واحد
كريم نظر لها بحدة و قال : طريقنا عمره ما كان واحد
و تحرك من امامها سريعا لتضرب مروة الارض بقدمها بعصبية ثم اتجهت الي مرآتها و نظرت إلي عيونها الحمراء من شدة العصبية و الي ملامح وجهها التي تكسوها الخبث و الغموض أغمضت عيونها قليلا ثم فتحتها بشر و أخذت نفسا عميق و فكرت في طريقة للوصول إلي قلب كريم ، خرج هو من غرفته و اتجه الي غرفة والده ليطمئن عليه كعادته كل صباح و بعد لحظات خرج من الغرفة و من منزله و اتجه الي الشركة .. استيقظت ورد من نومها و ذهبت لتحضير الفطور و في تلك الأثناء استيقظت ريم و ارتدت ملابسها و كانت عبارة عن فستان وردي اللون بسيط و محتشم مع حزام جلد اسود يتناسق مع لون شعرها التي عقدته و عقد بسيط زين رقبتها ثم خرجت من غرفتها سريعا لتذهب الي عملها
ريم : ورد انا رايحة الشغل
ورد : مفيش خروج غير لما تفطري الاول
ريم : كده هتأخر يا..
ورد : قولت مفيش خروج غير لما تفطري .. يلا
ريم : امري لله
ثم جلسوا سويا ليتناولوا طعامهم
ريم : اومال فين البت بليه ؟
ورد : سيبتها نايمة مرضيتش اصحيها بدري كده
ريم : صحيح انتي ليه لسه بهدوم البيت .. انتي مش رايحه الشغل النهاردة ولا ايه ؟
ورد : لا ما هو انا مش هروح تاني
ريم تركت طعامها : ليه !
ورد : حصلت مشكله كده .. يا ستي ربنا اللي بيبعت الارزاق مش البشر .. انا شوية كده و هنزل ادور علي شغلانه تانيه و ربنا يكرم بقي
ريم : و ليه تنزلي .. خليكي و انا هصرف علي البيت
ورد : لا ولله .. انتي يدوب مرتبك علي قدك بس تشيلي البيت كمان فوق راسك ليه .. دي مهمتي هنا انا أشيل مصاريف البيت ده .. عايزة تساعدي يا ستي ماشي لكن متشيليش كل حاجه فوق دماغك
ريم : يعني انتي اللي تشيلي كل حاجه فوق دماغك
ورد : ريم .. انا بعمل واجبي انتو عيلتي و اللي باقيلي في الدنيا و احب ما علي قلبي اني أشيلكم فوق دماغي
ريم : انتي عملتي حاجات كتير اوي عشاننا .. انتي كمان من حقك تعيشي و تفرحي
ورد ابتسمت : فرحتي الحقيقة هي راحتكم
ريم نهضت من مكانها و احتضنتها بحب لتضحك ورد : يلا هتتأخري علي الجامعة بتاعتك
: الله الله
نظرت ريم الي بسمله و قالت سريعا قبل أن تتحدث : ما انتي لو بتصحي بدري يا هانم كنتي لحقتي حبة الحب الحلوين دول
بليه : لا ده مش عدل .. انتو عارفين اني مبعرفش اصحي بدري .. يا ورد !
ورد : معلش يا بليه هي ريم كده بتحب ترخم عليكي .. انتي تيجي تاخدي حبة الحب بتوعك في أي وقت
بليه : انا عارفه انك بتحبيني يا ورد اكتر من البنت دي بس مش بحب اقول عشان متزعلش و تعيط
ريم : طبعااا طبعاا
ورد ضحكت عليهم ثم ودعت اختها لتذهب الي عملها و اطعمت ورد بليه و ذهبت لتبدل ملابسها و عندما انتهوا خرجت ورد و اختها و اتجهوا الي بيت عم محروس و دقت الباب ليفتح لها بابتسامته الدائمة
محروس : اهلا اهلا بحبيبة عمو محروس
ابتسمت ورد و قالت : انا خايفة اكون بتقل عليكم ولله بس خايفة اسيب بليه لوحدها خصوصا اني هطول النهاردة يا عالم هلاقي شغل تاني ولا لا
محروس : تاني يا ورد .. عيب يا بنتي كلامك انا زي ابوكي برضو .. ده انا حتي اخدت إجازة مخصوص عشان اعرف اقعد معاها .. روحي يا بنتي ربنا يرزقك و يوقفلك ولاد الحلال
ورد : اه يا عم محروس ادعيلي ونبي محتاجه دعواتك اوي
محروس : من غير ما تقولي يا بنتي .. انا جاتلي فكرة
ورد : ايه هي ؟
الكاتبة ميار خالد
محروس : ايه رأيك اكلملك صاحب الشغل بتاعي لو يعرف يشوفلك شغلانه كده .. ده راجل طيب و محترم اوي و بيعزني مش هيرفضلي طلب
بليه قالت : عمو بتاع الشوكولاتة ؟
ورد : ده انتي عرفاه كمان !
بليه : أيوة ده جميل و ذوق كده اداني شوكولاتة مش من هنا يا ورد كنت هقولك امبارح بس ساعتها حصلت المشكلة بتاعتك
ورد نظرت إلي محروس : ممكن بجد يشوفلي حاجه .. مش عايزة احطك في موقف محرج
محروس : ولا احراج ولا حاجة .. استني كده
ثم نهض من مكانه و احضر هاتفه لتقول ورد : انت هتعمل ايه ؟
محروس : هتصلك بيه حالا .. عشان لو وافق متنزليش تتبهدلي في الشوارع يا بنتي و ربنا يقدم اللي فيه الخير
تنهدت ورد بقلق نوعا ما ثم اتصل محروس بصاحب عمله و هو كريم ! .. دلف كريم الي مكتبه و بدأ في مراجعة بعض الأوراق حتي صدع هاتفه رنينا برقم محروس فرد عليه
محروس : صباح الخير يا بيه
كريم : صباح النور يا عم محروس .. خير في حاجة ولا ايه ؟
محروس : انا بس كنت قاصد حضرتك في خدمة
كريم : اكيد اتفضل
محروس : الله يخليك يا بيه .. هو بس كان في بنت جارتنا كده يتيمه و بتشتغل و تصرف علي اخواتها و هما ملهمش حد و للأسف البنت دي سابت شغلها امبارح و مش عارفه تعمل ايه .. لو بس حضرتك تقدر تشغلها عندك اي حاجة يبقي كتر خيرك
كريم انتبه له و قال : مش لازم تنزل تشتغل مادام بتقول ملهاش حد يبقي بلاش تتبهدل و هما بنات زي ما بتقول .. انا هتكفل بيها و كل شهر هيوصلها مبلغ تمشي دنيتها بيه
محروس : ولله ده كرم كبير من حضرتك ولله .. بس هي مش هتوافق بكده لو ينفع بس تشوفلها اي شغلانه يبقي كتر خير حضرتك
كريم : خلاص اللي يريحها .. عموما خليها تجيلي النهاردة في الشركة و انا هشوف مؤهلاتها ايه و اكيد هشغلها يا عمي
محروس : الله يخليك يا بيه ولله ما عارف اقولك ايه
كريم : متقولش كده انا مش غريب عنك يعني ده انت اللي مربيني .. خليها تجيلي زي ما قولتلك و بأذن الله خير
محروس : تمام يا بيه ربنا يبارك في عمرك
و ما أن انهى المكالمه معه حتي قالت ورد سريعا : ها قالك ايه ؟
محروس : ولله انتي بنت مرزقة .. قالي خليها تجيلي الشركة النهاردة و انا هشغلها
ورد بفرحة كبيرة : بجد !! احلف كده
محروس ضحك لفرحتها فقالت سريعا : طيب انا هروح اجهز نفسي .. قولتلي العنوان فين ؟
محروس : استني
ثم ذهب و احضر ورقة و قلم ليكتب لها عنوان الشركة
محروس : و انتي داخلة الشركة هتلاقي مكتوب K.M
ورد : فهمت ياعم محروس تسلم يارب من كل شر ربنا ما يوقعك في ضيقه ابدا
محروس : ربنا يوقفلك ولاد الحلال يا بنتي
ورد : استأذنك انا بقي هروح اخلص كام حاجة و اجهز نفسي عشان اروح
ثم خرجت من بيته بحماس و فرحه كبيرة و ذهبت الي منزلها لترتدي احسن ما لديها و بدأت في تجهيز نفسها
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
وصلت ريم الي الجامعة و اتجهت الي مكتبها لترتب جدولها و لم تمر ثواني حتي اتجه إليها زميلها ايمن لتزفر بضيق
ايمن : صباح الخير
ريم : اهلا يا ايمن .. صباح النور
ايمن : بقولك
ريم : خير ؟
ايمن : انا عازمك النهاردة علي الغدا .. ممكن تقبلي !
ريم : معلش ولله مش هينفع
ايمن : مش ملاحظة انك بتتهربي مني !
ريم : اتهرب منك ؟ و انا هعمل كده ليه
ايمن : يعني .. اكيد في سبب جواكي مخبياه عني
ريم : حتي لو ! ايه يجبرني اني اقولك اللي جوايا انت مجرد زميل ليا مش اكتر
ايمن : كل ده عشان طلبت اتغدى معاكي !
ريم : ايمن انا بقول لو تشوف شغلك احسن من الكلام ده
ايمن : انتي مالك مقفلاها أوي كده ليه .. حقيقي انا مش عارف انتي ازاي اتعينتي في كلية متحضره زي دي بدماغك الغريبة دي
ريم قالت بثبات : دماغي مش غريبة ولا حاجة .. انت اللي عمال تلف و تدور
ثم نظرت له ببرود و لململت اغراضها لتتحرك من أمامه سريعا
ريم : عند اذنك !
و جاءت لتخرج من المكتب و لكنها اصطدمت بعمر ليسقط كل شئ علي الارض .. نظرت له بضيق نوعا ما ثم جثت علي ركبتيها لتلملم اغراضها التي سقطت و ساعدها هو في ذلك بينما نظر لها ايمن بتكبر ليتركها و يرحل
نهضت ريم من مكانها و قالت لعمر : شكرا !
عمر : العفو .. عامله ايه دلوقتي ؟
ريم : احسن الحمدلله .. شكرا لسؤالك
عمر : لا عادي مفيش حاجه
ابتسمت ريم ابتسامه صغيرة و جاءت لتتحرك ليقول : صحيح .. انتي ليه خوفتي امبارح لما الكهربا قطعت ؟ كنت فاكرك مبتخافيش من حاجه
ريم : مفيش حد مش بيخاف من حاجه .. كل واحد فينا عنده جانب محدش يعرف عنه حاجه
ثم تنهدت بضيق لتكمل : انا عندي فوبيا من الضلمه بسبب حادثة حصلتلي و انا صغيرة .. عشان كده بكره الضلمه و مش بقدر استحملها
عمر : غريبة .. كنت فاكرك مش هتتكلمي !
ريم : انت ساعدتني .. يبقي من حقك تعرف .. عموما شكرا و يلا عشان عندك سيكشن دلوقتي ياريت متتأخرش لأني مش بدخل حد بعدي !
عمر بصوت خفيض : بدأنا تاني
ريم : قولت حاجه ؟
عمر : اتفضلي .. بقول اتفضلي
و بعدها تركته ريم و ذهبت لتباشر عملها و ما أن رحلت حتي اتصل بإيهاب صديقه
عمر : ايهاب اسمعني كويس !
ايهاب : بتقول ايه ؟ مش سامعك الشبكة وحشه
عمر : نفذ اللي قولتلك عليه بس بلاش تقطع الكهرباء .. طلع عندها فوبيا من الظلمة و انا عايز اندمها بس مش اتسبب لها في اذي
ايهاب بصوت متقطع : كهرباء ؟ تمام تمام كله هيتم زي ما قولتلي
عمر تنهد بضيق لينهي معه المكالمه ثم اتجه الي محاضراته و ما أن أغلق ايهاب هاتفه قالت له مي الجالسة بجواره
مى : عمر ؟
ايهاب : أيوة
مى : كان بيقولك ايه ؟
ايهاب : و انتي مالك
مى : ايهاب اخلص بقي متبقاش رخم
ايهاب : مش عارف مسمعتهوش كويس .. كل اللي فهمته منه اني انفذ اللي قال عليه
مى بحقد : يبقي اشطا .. نفذ و خلينا نضحك شوية !
يا ترا ايه رد فعل ورد لما تعرف أن كريم هو نفسه صاحب الشغل بتاع عم محروس ؟
ايه اللي هيحصل مع ريم ؟؟
توقعاتكم .. ارائكم ؟♥️
#رواية_وردتي_الشائكة
الكاتبة ميار خالد ♥️
الفصل السابع
ياريت اللي يقرأ الفصل يقول توقعاته و رأيه يا جماعة
مرت ساعات .. ارتدت ورد ملابسها و استعدت للذهاب الي وجهتها .. نظرت لانعكاسها في المرآة و لشعرها المرتب نوعا ما و فستانها البسيط ابيض اللون ثم ابتسمت لتخرج من بيتها متجه الي العنوان التي أعطاه لها محروس و هي شركة K.M
ترك كريم ما بيده من ورق و رجع بكرسيه بتعب و اغمض عينيه و في تلك اللحظة دخل أحدهم الي مكتبه
: فينك يا بني مختفي فين ؟
نظر كريم ليجد صديقه عماد أمامه فقال : مفيش مضغوط في الشغل بس
عماد : لسه برضو ملقتش حل لموضوع مروة
كريم : لا لقيت .. كلها مسألة وقت و اللي في دماغي هيحصل
عماد : ناوي علي ايه ؟
كريم ابتسم بغموض : عملت بنصيحتك !
عماد صمت للحظات ثم قال : قصدك ايه ؟
كريم ابتسم بغموض : بعدين هتعرف ! و يلا من هنا بقى عشان عندي شغل انت كده معطلني
عماد : يا سلام دلوقتي انا اللي معطلك
كريم : اه .. يلا شوف شغلك
عماد : ماشي يا سيدي .. نتقابل وقت تاني
ثم ودع كريم صديقه و رجع الي عمله مرة اخري و بعد لحظات صدع هاتفه رنينا برقم مروة فلم يهتم و بعد لحظات رن هاتف المكتب فرد عليه ليجد صوتها
مروة : مش بترد علي تليفونك ليه ؟
كريم : مش عايز اتكلم .. انا حر
مروة : لا مش حر .. من يوم ما بقيت مراتك و انت مش حر ! لازم تاخد بالك من تصرفاتك دي احسن بتضايقني اوي
كريم : طيب كويس انك قولتيلي عشان مبطلهاش
مروة : انا مش جايه الشركة النهاردة .. بجهز لحفلة مع صحابي
كريم : احسن برضو
مروة : طيب .. عموما ارجع بدري النهاردة
كريم : نعم ؟!
مروة : ايه مسمعتش قولتلك ارجع بدري النهاردة
كريم : و ده ليه ؟
مروة : مش لازم تفهم دلوقتي .. نفذ اوامري و خلاص
كريم : هو انتي فكراني شغال عندك ! ولا فاكرة أن العالم ده كله في إيدك .. متفوقي بقى من الحلم الكداب اللي عايشة فيه ده
مروة ببرود : يا حبيبي لو حد محتاج يفوق فهو انت .. انت اللي فوق و افتكر اني مراتك بقى
كريم بضيق : مروة اقفلي انا مش ناقصك
مروة : طيب .. و متنساش للي قولتلك عليه
كريم : طيب مش راجع النهاردة اصلا يا مروة .. حلو كده !
مروة : ليه هتروح فين ؟
كريم : في ستين داهيه المهم مشوفش وشك
مروة : طيب يا روحي خلي بالك من نفسك .. باي
ثم انهت المكالمة ليزفر كريم بشدة و نهض من مكانه و وقف في النافذة المرفقة بمكتبه و حاول أن يهدأ نفسه قليلا و بعد ثواني دلفت له السكرتيرة الخاصة به
نانسي : مستر كريم .. الاوراق دي واقفة علي أمضت حضرتك عشان مروة هانم مش موجودة
كريم : تمام
ثم أخذ منها الاوراق ليوقعهم و في تلك الأثناء قالت : صحيح حضرتك عندك اجتماع كمان نص ساعه .. اتمني متكونش ناسيه لأنه مهم
كريم : لا مش ناسيه .. عموما و انا في الاجتماع لو جت اي بنت من طرف واحد اسمه محروس .. خليها تستناني في مكتبي هنا .. مفهوم
نانسي : تمام مفهوم
الكاتبة ميار خالد
و بعد لحظات اتجه كريم الي قاعة الاجتماعات و ما ان دلف لها حتي وصلت ورد الي شركته .. وقفت امامها برهبة لدقائق ثم أخذت نفسا عميقا و دخلت إليها و قد ضلت طريقها في البداية حتي سألت أحد الموظفين عن مكتب المدير و قد دلها بعضهم الي مكانه حتي وصلت الي مكتبه و قبل أن تدخل المكتب اوقفتها السكرتيرة
نانسي : سوري .. مين حضرتك ؟
ورد : انا ورد
نانسي : أيوة ورد مين ؟
ورد : انا جايه اقابل صاحب الشركة دي
نانسي زفرت بضيق : أيوة يعني اخده معاد قبل كده ولا لا ؟
ورد توترت للحظات ثم قالت : مش انا اللي اخدت الميعاد ده عم محروس بصي قوليله بس اني انا اللي من طرف عم محروس و هو هيدخلني علطول
نظرت لها نانسي باشمئزاز و تكبر : هو انتي
ورد : نعم ؟
نانسي ببرود : اممم .. طيب مستر كريم دلوقتي في اجتماع مهم و هو قالي ابلغك انك تستنيه في المكتب بتاعه لحد ما يخلص .. تمام
ورد : تمام
ثم دلفت معها الي المكتب لتشهق ورد من جمال ما رأته و نظرت حولها بدهشة فكان مكتب كريم ذو طراز راقي و عالي و قد اكمل هذا المشهد الرائع نوافذ مكتبه المطلة علي النيل مباشرة
نانسي باستهزاء : واضح انك مدخلتيش اماكن زي دي قبل كده
ورد : بقولك ايه .. متحلي عني شوية و تروحي تشوفي شغلك احسنلك
نانسي : نعم !
ورد : ايه مسمعتيش .. بالك انتي لو مكناش في مكان محترم زي ده .. كنت عرفتك مين هي ورد .. و البصه اللي كانت من شوية دي هعديها بمزاجي ها
نانسي عجزت عن الكلام فقط تنظر لها بصدمة لتقول ورد
ورد : هتفضلي متنحالي كده كتير ولا ايه ؟
لتتركها نانسي و تخرج من المكتب سريعا و ابتسمت ورد بسخرية ثم اتجهت الي أحدى المقاعد لتجلس عليه في انتظار مدير الشركة
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
: تمام يا شباب فهمتوا ؟ حد عنده اي سؤال
قالت ريم هذه الجملة و انتظرت اي اسأله و لكن لم يجيبها أحد فتنهدت براحة و سمحت لهم بالخروج و بعد أن خرج جميع الطلاب بما فيهم عمر الذي ظل ينظر لها للحظات قبل أن يخرج و كأنه يراجع قراره هذا و لكن قد فات الاوان فخرج هو أيضا .. اتجه لها ايهاب
ايهاب : دكتور ريم
ريم : اتفضل .. عندك اي سؤال ؟
ايهاب : بصراحة اه .. عندي شوية أسئلة كده بس مش عايزك تتأخري يعني
ريم : لا عادي دي وظيفتي .. و عموما انا خلصت شغلي النهاردة .. ايه اللي واقف معاك بالظبط ؟
ايهاب : اا الجزئية دي و دي
ريم نظرت لهم بتعجب نوعا ما : دول ؟؟ بس دول سهلين جدا ايه اللي واقف معاك فيهم
ايهاب : معلش انا فهمي تقيل شويتين
ريم : تمام مفيش مشكله
و بدأت في شرح تلك الأجزاء له و بعد لحظات صدع هاتفها رنينا
ريم : رقم مين ده ؟؟
ثم تجاهلت هاتفها ليصدع رنينا مرة اخرى و جاءت لتتجاهله و لكن قال إيهاب سريعا
ايهاب : ردي يا دكتور مفيش مشكلة انا هستني
ريم : معلش دقيقة و راجعة
ايهاب بابتسامة خبيثة : طبعا خدي راحتك
أخذت ريم الهاتف و اتجهت الي أحد الأركان لترد عليه
ريم : الو ؟
: ...
ريم : الووو ؟؟
و لكن لم يجيبها احد و هنا سمعت صوت باب المدرج يغلق عليها لتفزع بشدة .. ركضت نحوه سريعا و أخذت تضرب الباب بكل قوتها و تصرخ
ريم : افتحولي انا هنا !!
و كان ايهاب و مى واقفين خلف الباب يضحكون عليها باستفزاز حتي ابتعدوا عن الباب و هنا اتصل ايهاب بعمر
ايهاب : كل حاجه تمت زي ما انت كنت عايز .. الهانم اتحبست في المدرج .. اكيد ليلة واحدة لوحدها في المكان ده هتعلمها كويس تتعامل معاك ازاي بعد كده
عمر : تمام .. بس ملهوش لزوم تفضل هنا طول الليل .. ساعة و افتحلها الباب انا عايز اخوفها بس
ايهاب بخبث : طب ما تسيبني انا اخوفها بطريقتي !
عمر : ايهاب !! متخلنيش اندم اني طلبت منك حاجه
ايهاب : خلاص يا عم بهزر .. ساعة و تعالى انت خرجها انا كتر خيري لحد كده معاك ربنا بقى
عمر : تمام
انهي ايهاب المكالمة و اتجه الي وصلة الكهرباء و قطع أحد الاسلاك لتنقطع الكهرباء بداخل المدرج التي توجد به ريم !.. انهي عمر مكالمته مع ايهاب و لكنه شعر بغصة في قلبه و عدم ارتياح
عمر حدث نفسه بصوت مسموع : في ايه ! مش انت اللي كنت عايز تندمها .. ادي اللي انت عايزه حصل اهو خليها تتربي شوية بقى عشان متفكرش تيجي في سكتك تاني .. هي اللي عملت كده في نفسها انا حذرتها مني و هي اتحدتني .. خليها تتحمل النتيجه بقى ! انا وعدت نفسي اندمك علي اليوم اللي فكرتي فيه بس ترفعي ايدك عليا !
حاول عمر إقناع نفسه بتلك الكلمات و لكن تلك الغصة في قلبه لم تهدأ بعد .. تسارعت دقات قلبه التي ظن أنها قد ماتت من زمن طويل .. حاول أن ينسي قليلا و ثم اظهر بعض الثبات ثم اتجه الي اصدقائه لينسى نفسه معهم
في المدرج ..
و ما أن انقطع النور حتي صرخت ريم بخوف شديد و كأنها قابلت أشد كوابيسها
ريم بهلع : لا لا ارجوكم افتحولي بلاش الضلمة
و أخذت تضرب الباب بكل قوتها و لكن لا حياة لمن تنادي .. ظلت مكانها حتي توقف عقلها عن التفكير و ظلت تركض حولها بهلع و عدم تركيز و صراخها لم يتوقف حتي وقعت مكانها و استمرت في الصراخ بقلة حيلة غير قادرة علي التفكير بأي شئ !
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
انهي كريم اجتماعه بعد وقت ليس طويلا و اتجه الي مكتبه و لكن قبل أن يدخل أوقفته نانسي
نانسي : مستر كريم !
كريم : خير .. في حاجة حصلت و انا في الاجتماع ؟
نانسي : ايوة .. البنت اللي حضرتك قلت عليها جت و مستنياك دلوقتي
كريم : تمام كويس
نانسي قاطعته : هو حضرتك متأكد انها من تبعك ؟؟
كريم : ليه ؟
نانسي : أصلها شكلها غريب شوية حتي طريقة كلامها معتقدش أن حضرتك تعرف الاشكال دي
كريم : طيب انا بقول تشوفي شغلك احسن ما انتي عماله تحللي في الناس !
كانت ورد جالسة في مكتبه و مازالت تتفحصه بإعجاب حتي سمعت صوت علي باب المكتب و كان صوتا مألوفا لها و لكن كل تركيزها كان في كلمات نانسي
ورد : شكله المدير وصل .. اكيد الحربايه دي بتكلمه عليا عشان ميشغلنيش !
قال كريم تلك الجملة و فتح باب مكتبه و استدار ليغلقه لتهب ورد من مكانها و تقول سريعا
ورد : اولا كده متصدقش اي حاجه البنت دي قالتها هي اللي مكنتش طيقاني من اول ما شافتني و عماله تبصلي بتكبر و انا سكتلها بس عشان حضرتك و عش....
كريم لم ينتبه لما قالته بعد ذلك و لكنه نظر أمامه بصدمة و قال بصوت خفيض : ورد !
ورد : هو انت مبتردش عليا ليه ؟ اكيد قالتلك حا..
و هنا استدار كريم لتنظر له ورد بصدمة كبيرة و عيونها جاحظة
ورد : انت !
كريم : انتي ! .. انتي بتعملي ايه هنا
ورد : انت اللي بتعمل ايه هنا !
كريم : ده مكتبي و دي شركتي .. المفروض اكون فين ؟
ورد : مكتبك ! ثواني كده .. يعني انت صاحب الشغل بتاع عم محروس !
كريم : مظبوط
ظلت ورد تنظر له بصدمة غير قادرة علي استيعاب ما حدث ليقول لها
كريم : اقعدي
جلست ورد أمام مكتبه و جلس هو علي كرسيه
كريم : تحبي تشربي ايه الأول
ورد : ولا حاجه
كريم : عصير حلو
ورد : لا شكرا
كريم : تمام يبقى عصير
و رفع سماعة مكتبه ليطلب العصير لها و بعد لحظات وصل العامل ليضع كوب العصير امامها و قد خيم الصمت عليهم للحظات حتي قال هو
كريم : مش قولتلك لازم نتقابل تاني
ورد : هو انت بتجري ورايا ولا ايه
كريم : صدقيني انا لحد دلوقتي معملتش اي مجهود عشان نتجمع .. القدر مصمم يجمعنا
ورد : انا لو كنت اعرف انك انت مكنتش جيت
كريم : نعم ؟!
ورد : أيوة اكذب عليك يعني
كريم : اكيد لا .. بس انا قولتلك لو احتاجتي اي مساعده كلميني علطول .. ليه متصلتيش بيا ؟
ورد : و مين قالك اني محتاجه مساعدتك اساسا .. ده عم محروس هو اللي اقترح عليا ان صاحب الشغل بتاعه ممكن يلاقيلي شغلانه غير كده انا كنت نازلة ادور علي اكل عيشي
كريم : انتي لسانك ده ايه !
ورد : و ماله لساني أن شاء الله .. لا لو هتهزئني كده ارجع مطرح ما جيت اهم حاجه الكرامة
كريم ضحك عليها و قال : يا ستي مش قصدي .. و طبعا عشان صاحب الشغل ده طلع انا انتي رافضة مساعدتي دي صح
ورد : أيوة .. كتر خيرك انت ساعدتني في حاجات كتير
كريم نظر لها للحظات حتي شرد و كانت الفكرة الموجودة في رأسه تلمع أكثر ليفيق علي حركة يد ورد
ورد و هي تلوح بيدها أمام عينيه : كريم بيه ؟! روحت مني فين
كريم : انا عندي وظيفه ليكي يا ورد .. و هتضمني حياة كويسة لأخواتك و هتنتقلي من المنطقة اللي انتي فيها دي و حياتك تتغير
ورد : ايه كل ده .. شغلانة ايه دي !
كريم : تتجوزيني !
ورد شهقت : ايه !!
يا ترا ايه رد فعل ورد علي عرض كريم؟
ايه اللي هيحصل مع ريم؟
توقعاتكم ♥️ ارائكم ♥️
#رواية_وردتي_الشائكة
الكاتبة ميار خالد ♥️
الفصل الثامن
ورد شهقت : ايه !!
كريم : تتجوزيني !
ورد : انت بتهزر معايا يا جدع انت .. ليا عندك شغلانه ولا اتكل علي الله انا !
كريم : ما هي دي وظيفتك .. انك تتجوزيني
ورد : نعم ! انا مش فاهمه حاجه
كريم : بمجرد ما توافقي انا هفهمك كل حاجه
ورد : و انا اكيد مش هوافق هو انا اعرفك اساسا .. مش ناقصة جنان أصلها
ثم هبت واقفا و قالت : عن اذنك .. انا كنت فكراك كويس و بتساعد الناس لكن انا كان عندي حق .. محدش بيقدم حاجه لحد بدون مقابل
كريم : صدقيني الصفقة دي هتبقي مربحة ليكي و ليا
ورد : صفقة !! هو الجواز بنسبالك صفقة
ثم نظرت له باحتقار ثم تحركت حتي تخرج من مكتبه و لكن قبل أن تفتح الباب احست بيد تمد إليها حتي امسكت بها و منعتها من الخروج
ورد : انت بتعمل ايه ! أبعد عني
كريم : انتي ليه دماغك كده .. متعرفيش تعملي حاجه غير انك تتمردي و بس
ورد : تحب اوريك التمرد علي أصوله ! أبعد عني بقولك احسن ولله العظيم اصوت و الم عليك الشركة كلها عشان يشوفوا مديرهم المحترم
كريم نظر لها للحظات و ظل ممسك بها حتي فتحت فمها و كادت أن تصرخ و لكنه وضع يده علي فمها ليمنعها
كريم بهدوء : فكري في الموضوع .. و افتكري ان الشخص اللي ساعدك كذا مرة اكيد مش هيضرك .. و حتي لو موافقتيش انا هفضل موجود لو احتاجتي اي حاجه
كريم أبعد يده عن فم ورد لتقول : انت تحمد ربنا اني همشي من سكات و ده بس عشان انا مش ناسية انك خلصتني من مصيبة .. غير كده كان زماني مفرجه عليك الدنيا !
كريم : صدقيني وافقي و مش هتندمي
ورد بتمرد : برضو مش موافقة .. وسع
ابتعد كريم عنها و نظرت هي له للحظات و التفتت لتخرج من مكتبه و لكن هاتفها صدع رنينا برقم ريم ! فتعجبت للحظات لان ليس من عادتها أن تتصل بها في وقت عملها
عند ريم ..
ظلت راقده مكانها علي الارض بدون حراك ترتعش خوفا و تبكي بهيستيرية حتي تذكرت هاتفها فنهضت سريعا من مكانها و هي مغمضة عيناها و تحسست بيدها المكان حولها حتي وجدت هاتفها ملقي علي الارض لتمسكه سريعا و تتصل علي رقم ورد !
ورد : الو .. ريم ؟ غريبة يعني م..
ريم بهلع : ورد ! اا الحقيقي بسرعه انا اا
و لم تكمل الجملة حتي دخلت في نوبة بكاء اخري لتفزع ورد بشدة
ورد بقلق شديد : في ايه ! اهدي بس و فهميني في ايه عندك !
ريم ببكاء شديد : المكان ضلمه .. انا محبوسة في ...
لينقطع الخط فجأة نظرت ريم الي هاتفها لتجد أنها مشكلة الشبكة
ريم بنبرة خوف و بكاء : لالا ارجوك اشتغل ارجوك
أخذت تبكي بقلة حيلة و تكومت علي الارض و ألصقت ركبتيها الي صدرها و أغمضت عينيها و استسلمت لما هي عليه !
ورد : ريم !! ردي عليا
الكاتبة ميار خالد
نظرت ورد الي الهاتف بصدمه و رجعت خطوة للوراء ليلتقطها كريم
كريم : في ايه ؟
ورد بدموع و توسل : اختي ! واضح انها في مشكله مش عارفه هي كانت بتعيط و انا مفهمتش منها حاجه ارجوك ساعدها !
كريم : اهدي و فهميني الاول
ورد حاولت أن تهدأ قليلا و قالت : اختي ريم .. هي اللي كلمتني دلوقتي و كانت بتعيط و مفهمتش منها غير كلمتين أنها في مكان ضلمه و محبوسة !
ثم قالت بصدمة : معقول تكون اتخطفت !!
كريم : لا .. لو اتخطفت مكنتش هتعرف تكلمك دلوقتي
ورد ببكاء : اومال حصلها ايه دي من الجامعة للبيت و من البيت للجامعة
كريم : جامعة ؟؟
ورد : أيوة ريم اختي معيدة في جامعة
ثم أخبرته ورد عن اسم الجامعة حتي يتذكر كريم أن عمر ابن خالته في نفس الجامعة
كريم : متقلقيش انا اعرف حد هناك في الجامعة دلوقتي ممكن تكون اختك محبوسة في اوضة مثلا او حاجة
ورد نظرت له بلهفة ليلتقط هاتفه سريعا و يتصل بعمر الذي كان جالس مع أصدقائه و هم يسخرون مما فعله بتلك المسكينة .. صدع هاتفه رنينا فأخذه و ابتعد قليلا عن زملاءه ليرد علي كريم
عمر : كريم .. مش عوايدك يعني ت..
كريم : عمر ركز معايا .. في معيدة عندك اسمها ريم ؟؟
عمر أنصدم للحظات و تعجب بشدة ليكرر كريم سؤاله : رد عليا !
عمر : أيوة عندنا .. بس انت تعرفها منين ؟
كريم : مش مهم اعرفها منين .. انا عايزك تقلب عليها الجامعة دلوقتي عقبال ما اجيلك !
ورد قاطعته و سحبت الهاتف من يده سريعا و صرخت بعمر : بالله عليك دور عليها بسرعة دي بتخاف من الضلمة و ممكن يجرالها حاجه بالله عليك لاقي اختي
عمر نظر أمامه بصدمه و لم يقدر علي الرد فأخذ كريم الهاتف منها و طلب منها أن تهدأ قليلا و قال لعمر
كريم : عمر .. انا معتمد عليك و واثق فيك انت هتلاقيها متخيبش املي فيك .. انا هيجيلك حالا و لحد ما اجي لازم تلاقيها مفهوم
عمر : مفهوم
انهي كريم معه المكالمه و ظل عمر واقف مكانه و لم يستوعب ما حدث خلال تلك الدقائق حتي قال
عمر بصدمة و خوف : ضلمه ! انا مكنش قصدي كل ده يحصل !
و هنا جاء ايهاب
ايهاب : انا ماشي عايز مني حاجه ؟
عمر امسكه من ملابسه و قال بعصبية : انت ايه اللي هببته ده !! انا مش قولتلك بلاش ضلمه انا عايز اخوفها بس
ايهاب : انت اتجننت أبعد عني كده .. انا عملت اللي انت طلبته مني بلاش تعملي فيها الملاك البريء
و في تلك اللحظة جاءت مى باتجاههم
مي : في ايه صوتكم عالي ليه !
عمر نظر إلي ايهاب بنظرة حادة جدا و قال : انت فاهم و عارف كويس أن مكنش في نيتي اني اضرها .. بس انت برضو عملت اللي في دماغك .. بس اقسم بالله يا ايهاب لو ريم حصلها اي حاجه او اتأذت .. هتزعل اوي مني !
ثم تحرك من أمامهم سريعا و اتجه الي المدرج التي توجد ريم بداخله !
عند كريم ..
كريم : انا عايزك تهدي و بأذن الله هتبقي كويسة .. و عايزك تعرفي اني مش بساعدك لغرض معين ولا عايز منك حاجه !
ورد نظرت له بدموع معلقة في عينيها لتقول : ممكن نتحرك بسرعه
اومأ كريم برأسه ليخرجوا سريعا من المكتب سويا أمام جميع الموظفين ثم خرجوا من الشركة و استقلوا سيارة كريم ليتجهوا الي الجامعة سريعا ..
: مدام مروة
مروة : ايه الجديد ؟
: في بنت دلوقتي جت لمستر كريم قعدوا شوية و بعدين خرجوا من المكتب بسرعة و ركبوا عربية مستر كريم و طلع بيها
مروة : متعرفيش مين البنت دي ؟
: لا .. بس شكلها بسيط اوي يعني أو اقل من البسيط كمان
مروة و النار تشتعل بداخلها : تمام .. روحي خدي مكافئتك من الحسابات !
ثم أنهت المكالمة و قالت بصوت مسموع
مروة بجنون : كنت متأكدة أنه يعرف واحدة عليا .. ماشي يا كريم
و توعدت لكريم بداخلها ثم فكرت في طريقة لمعرفة هوية تلك الفتاة .. خرجت من الغرفة و اتجهت الي غرفة صابر بعصبية لتجده جالس في سريره و يتابع أحد البرامج التلفزيونية ففصلته و قالت له
مروة : هو ابنك ليه بيعمل كده .. ليه مش قادر يفهم جنوني بيه .. كلهم و بما فيهم انت اعترضتم علي جوازي منه بس انا كنت عارفه أن كل حاجه في ايد خالتي زهرة .. عرفت اعمل خطة كويسة و كانت النتيجة اني اتجوزته .. بس هو مصمم يبوظ كل حاجه مش قادر يسكت و يحبني ليه .. ليه مصمم يجنني اكتر
صمتت للحظات ثم تابعت بجنون : هو انت مش خايف علي ابنك ولا ايه ؟
نظر لها صابر فجأة و ظهرت نظرة معينه في عيونه و فهمتها مروة لتبتسم بشر و تقول
مروة : متخافش .. لكن صدقني لو عمل حاجه هتبقى لازم تخاف .. سلام يا .. عمي
ثم خرجت من الغرفة لتترك صابر في حالة يرثى لها من القلق علي ابنه و هو مكتف اليدين و جالس مكانه لا يستطيع الحراك حتى ولا الكلام
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
وصل عمر أمام المدرج و فتحه سريعا لينصدم حين وجد الظلام يحتل المكان لدرجة أنه لم يرى كفوف يده .. ليخرج سريعا من المدرج و اتجه الي علبة الكهرباء و اصلحها لينير المكان مرة اخري ثم دخل الي المدرج و عيونه تبحث عنها بلهفة و لكنه لم يجدها ! .. فظن أنها من الممكن أن تكون خرجت بأي طريقة و استدار ليخرج من المكان و لكنه توقف فجأة حين سمع همهمات بصوت خفيض .. التفت مرة اخري و اتجه الي مصدر الصوت حتي وجدها مخبأه تحت مكتبها و تضم ركبتيها الي صدرها و تخفي وجهها بين يديها و تتمتم بكلمات غير مفهومة .. و كان شكلها في تلك الحالة بمثابة سكين غرست في قلب عمر ليقترب منها قليلا و بدأ في تفسير كلماتها
ريم بكلمات تكاد تكون مفهومه : خرجوني من هنا .. ولله هعمل اللي انتم عايزينه .. هسمع كلامكم ولله بس خرجوني من هنا .. بلاش الضلمة ولله ما هعمل حاجه تاني
قالت اخر جملة ثم بدأت بالبكاء بصوت عالي .. نظر لها عمر بصدمه و ندم و حرك يده ليضعها علي كتفها
عمر : ريم !
صرخت ريم و ابتعدت عنه سريعا بفزع ليقول سريعا
عمر : انا عمر .. اهدي !
نظرت له ريم بخوف و استغاثة لترتمي في أحضانه و تشبثت بقميصه بقوة و تنفست بصعوبة و كأنها تغرق
عمر مسح علي رأسها : اهدي .. انا معاكي متخافيش
ظلت ريم علي تلك الحالة حتي احس بارتخائها بين يديه .. نظر إليها ليجدها قد فقدت وعيها !
عمر بفزع : ريم !! ريم ردي عليا
ظلت ريم علي تلك الحالة حتي حملها بين ذراعيه و خرج بها من هذا المدرج ليجد ايهاب و جميع أصدقائه واقفين أمامه ينظرون لهم بدهشه شديده ! نظر عمر الي ايهاب بنظرة حادة جدا ثم تركهم و ذهب بها الي مكان هادئ و حاول أن يوقظها ..
وصل كريم و معه ورد الي الجامعة سريعا و ترجلوا من السيارة ثم اتجهوا الي الداخل .. نظرت ورد حولها بعدم تركيز و شرود كانت تبحث في كل الوجوه عن ريم و عندما لاحظ كريم حالتها تلك امسك يدها لتطمئن قليلا .. نظرت له ورد بتعجب نوعا ما بسبب تلك الحركة ثم تحرك بها الي الداخل .. استمر عمر في محاولاته ليوقظ ريم و اخذ يضربها علي وجنتها بخفه
عمر بقلق واضح : ريم .. ارجوكي فوقي انا اسف ولله مكنش قصدي أن كل ده يحصل .. ريم
و في تلك اللحظة كان عقل ريم مستمر في استعادة جميع تلك الذكريات حتي صرخت بصوت عالي
ريم : لااااا
عمر : اهدي .. انا معاكي متخافيش !
نظرت له ريم بعد تركيز و عيون زائغة لترقرق الدموع في عينيها و ترتمي في أحضانه سريعا لتختبئ من هذا العالم
عمر : ششش اهدي
ظلوا الاثنين علي هذه الوضعية حتي سمع عمر صوت كريم خلفه
كريم : عمر !
ابتعد عمر عنها قليلا ليظهر وجهها أمام ورد لتركض نحوها سريعا بهلع
ورد : ريم ! في ايه مالك حصل ايه و بتعيطي كده ليه
كانت ريم تنظر لها بعدم تركيز لتقول ورد محدثا عمر
ورد : قولي مالها و كان فيها ايه !
عمر نظر لها و لم يعرف ماذا عليه أن يقول .. هل يقول انه من فعل بها هذا و أنها في تلك الحالة بسببه !
عمر : ريم كانت محبوسة في المدرج و الكهرباء كانت مقطوعه و..
و لم يكمل الجملة لأن ريم قد فقدت وعيها مرة اخري
ورد : ريم !!
كريم : اختك لازم تتحول علي المستشفي حالا
ورد : مستشفي ! ليه هي فيها ايه
كريم : لما نروح هنعرف .. يلا
نظرت لها ورد بدموع و قلق شديد ثم خرجوا جميعا من الجامعة و استقلوا سيارة كريم .. جلست ورد في الكرسي الخلفي للسيارة و أخذت ريم في أحضانها و جلس عمر بجانب كريم لينطلق سريعا بسيارته وكان عمر يختلس النظر علي ريم بندم و قلق شديد و بعد لحظات وصلوا الي المستشفي ليحملها عمر بدون مقدمات و يتجه بها سريعا الي الداخل و اخذ يصرخ في الجميع حتي جاء له أحد الأطباء و استدعى بعض الممرضات ثم أخذوا منه ريم .. ظلت ورد واقفة أمام الغرفة التي تتواجد بها ريم في انتظار خروج الطبيب و كريم لاحظ قلق عمر الشديد علي ريم و تعجب للحظات ..
كريم : انت لقيتها فين ؟
عمر بتوتر : كانت محبوسة في المدرج و..
ثم استوعب شيئا ما ليقول : ثانية بس .. انت تعرف ريم منين و ايه علاقتك بأختها انا مش فاهم حاجة
كريم : ده موضوع طويل .. بس كل اللي عايزك تعرفه أن القدر هو اللي جمعني بورد .. و ياريت متتعاملش معايا علي انك اخو مراتي
عمر بحزن : ده لما اكون بعتبر مراتك اختي الاول .. انا بثق فيك يا كريم و بثق في اي حاجة بتعملها
ابتسم له كريم و ربت علي كتفه و في تلك اللحظة خرج الطبيب من الغرفة لتتجه ورد له سريعا
الدكتور : حضرتك تقربيلها ايه ؟
ورد سريعا : اختها .. انا اختها
الدكتور : طيب ممكن اعرف ايه اللي حصلها بالظبط و ايه اللي وصلها للحالة دي !
ورد : ممكن تطمني علي اختي دلوقتي !
الدكتور : المريضة عندها صدمة حادة و في الحالات دي بيبقي في مضاعفات بس منقدرش نعرفها غير لما تفوق !
ورد : نعم !!
يا ترا ايه اللي هيحصل مع ريم و هتعرف أن عمر ورا كل ده ولا لا ؟
ورد هتغير رأيها ولا لا ؟
توقعاتكم ♥️ ارائكم ♥️
#رواية_وردتي_الشائكة
الكاتبة ميار خالد ♥️
الفصل التاسع
الدكتور : المريضة عندها صدمة حادة و في الحالات دي بيبقي في مضاعفات بس منقدرش نعرفها غير لما تفوق !
ورد : نعم !!
نظر عمر أمامه بصدمة كبيرة و فزع
ورد بدموع : طيب ممكن ادخل اطمن عليها
الدكتور : في الوقت الحالي لا ! عن اذنك
ثم تحرك من امامها لتهبط ورد مكانها بصدمة غير قادرة علي الحراك ليتجه إليها كريم سريعا
كريم : ورد .. اهدي ريم هتبقي بخير صدقيني
تحركت ورد من مكانها سريعا و اتجهت الي عمر
ورد : ممكن اعرف ايه اللي حصلها بالظبط و هي كانت فين
عمر صمت للحظات لم يقدر علي التحدث ثم استجمع قواه و قال لها
عمر بتوتر : لما كريم كلمني و قالي عليها دورت في كل الجامعة بس مكنش ليها اثر .. و بعدين ركزت أن آخر مرة شوفتها فيها كان في المدرج فرجعتله تاني و لقيته مقفول .. جبت حارس المدرج و خليته يفتحه تاني بس مكنش فيه نور و لما الكهرباء رجعت لقيت ريم مغمي عليها .. بس
ورد نظرت له بصدمه لتستوعب ما حدث : انا دلوقتي فهمت كل حاجه
عمر بقلق واضح : ممكن تطمنيني عليها .. ايه اللي وصلها لكده
ورد : مش مهم .. اهم حاجه دلوقتي أن ريم تبقي كويسة
الكاتبة ميار خالد
ثم وجهت كلامها لكريم : كريم بيه .. انا كنت جيالك عشان تشغلني .. لو لسه مستعد تساعدني و تشغلني عندك ياريت .. و لو مش مستعد قولي عشان ادور علي شغل تاني اصرف بيه علي اخواتي
كريم : متشغليش بالك بريم .. انا متكف..
ورد : مستحيل .. طول ما انا عايشة مش هسمح أن حد يصرف علي حد منهم
كريم : عمر .. روح اطمن علي ريم بعد اذنك و سيبنا لوحدنا شوية !
نظر له عمر بتعجب نوعا ما و لكنه تحرك من مكانه ليتركهم بمفردهم
كريم : انا قولتلك ايه نوع الشغل اللي ممكن اوفرهولك .. افهم من كده انك موافقة ؟
ورد : موافقة علي ايه ؟
كريم : انك تتجوزيني
ورد : انت اتجننت ! انت ازاي كده بجد .. لو كنت اعرف انك كده من الاول مكنتش قبلت ولا مساعده منك !
كريم : انا مش هأذيكي .. و اضمنلك انك هتخرجي من الجوازة دي زي ما دخلتيها
ورد : مش فاهمه قصدك ؟
كريم : ورد .. سبق و قولتلك بمجرد ما توافقي هفهمك كل حاجه
ورد : و انا مقدرش اوافق علي حاجة انا مش فاهماها !
كريم تنهد بضيق ثم قال : لو حد طلب مساعدتك .. هتوافقي ولا لا
ورد : لو حاجة اقدر اعملها مش هتأخر
كريم : طيب كل اللي اقدر اقولهولك أن الجوازة دي هتبقي بمثابة مساعدة ليا !
ورد بتمرد : مش كانت صفقة من شوية دلوقتي بقت مساعدة غير كده اعتقد اني قولتلك رأيي .. انا مستحيل اوافق علي الصفقة دي !
و جاءت لتتحرك من أمامه و لكنها توقفت فجأة حين سمعت صوت صراخ ريم لتركض سريعا نحو غرفتها !
ورد : ريم ! اهدي مفيش حاجه
استمرت ريم في البكاء و الصراخ لتأخذها ورد في أحضانها سريعا و هنا جاء الطبيب و معه عمر و كريم و حاول الاقتراب منها ليفحصها و لكنها استمرت في الصراخ .. حاولت إحدى الممرضات أن تعطيها حقنة مهدئة و لكن ورد منعتها
ورد صرخت بريم : ريم .. فووقي ! اهدي انا معاكي بصيلي
كانت ريم تنظر حولها بعدم تركيز حتي تلاقت عيونها بورد لتبعث لها بعض الطمأنينة فبدأت أن تهدأ قليلا
ورد : اهدي .. مش هسيبك متخافيش
هدأت ريم أكثر و بدأت في استعادة تركيزها مرة اخري .. اقترب منها الطبيب و فحصها ليتنهد براحة
ورد : طمني عليها
الطبيب : الحمدلله .. مفيش اي خطر عليها هي محتاجه شوية راحة بس
ورد : الحمدلله يارب .. شكرا يا دكتور
الطبيب : العفو .. حمدالله على سلامتها
تركت ورد اختها لترتاح قليلا ثم خرجت من الغرفة لتجد عمر امامها
ورد : كريم بيه فين ؟
عمر : راح يخلص موضوع بس .. ريم عاملة ايه دلوقتي ؟
ورد : الحمدلله .. شكرا اوي انك لحقتها ولله ما عارفه اقولك ايه
عمر : متشكرنيش .. ده واجبي
ورد : بس انت تعرف ريم منين ؟
عمر : ريم تبقي المعيدة بتاعتي
احست ورد بالفخر اتجاه اختها و جاءت لتتكلم و لكن هاتفها صدع رنينا برقم عم محروس لترد سريعا
ورد : خير يا عم محروس
محروس : ورد .. سيبي اي حاجة و تعالى حالا !
ورد : ليه في ايه
محروس : الزفت رجب رمى العفش بتاعك في الشارع و حالف ليخرجك من الشقة و محدش عارف يوقفه !
ورد بفزع : ايه !! ماشي انا جايه حالا
أنهت معه المكالمة و قالت بقهرة : ياربي انا هلاقيها منين ولا منين
عمر : خير في حاجة ؟
ورد : في مصيبة .. معلش بس هو انت ممكن تفضل مع ريم لحد ما ارجع انا آسفة لو بعطلك ولله
عمر سريعا : طبعا اكيد
ورد : متشكرة
ثم ركضت سريعا و خرجت من المستشفى متجها الي بيتها و بعد لحظات عاد كريم بعد أن دفع مصاريف المستشفي
كريم : فين ورد ؟
عمر : مش عارف .. جالها مكالمة من واحد اسمه محروس بعدها جرت برا المستشفى في مشكلة تقريبا .. غير كده انت برضو مش عايز تفهمني .. مين ورد دي و انت تعرفها منين اصلا .. انا بثق فيك و كل حاجه بس عايز افهم
كريم : صدقني هفهمك كل حاجه قريب اوي .. لكن انت ايه ؟
عمر : انا ايه مش فاهم
كريم : مش ملاحظ أن قلقك الزايد علي البنت دي غريب شوية
عمر توتر قليلا : أيوة انا قلقان عليها عشان هي المعيدة بتاعتي
كريم : اها قولتلي .. بس واضح انها غالية عليك اوي
عمر : انت عايز توصل لأيه ؟
كريم ابتسم و قال : ولا حاجه
عمر : طيب انا هدخل اطمن عليها
كريم : تمام .. انا مضطر ارجع الشركة اخلص كام حاجة .. لو احتاجت حاجه كلمني
ثم خرج من المستشفى استقل سيارته و اتجه الي شركته و في تلك الأثناء اتصل بورد حتي يطمئن عليها و على سبب خروجها المفاجئ من المستشفي و لكنها لم ترد عليه
الكاتبة ميار خالد
عند ورد ..
وصلت اللي المنطقة التي تسكن بها لتجد جميع اغراضها في الشارع أمام المارة .. نظرت إلي ملابسهم و اثاثهم بحسرة و قهرة لتركض بسملة سريعا نحوها و تلقي نفسها في أحضانها و هي تبكي بشدة
بسملة بدموع : بقينا في الشارع يا ورد
كانت ورد غير مستوعبه ما يحدث حولها فهي مازالت غارقة في صدمة اختها ريم
محروس : ورد يا بنتي .. متزعليش نفسك تعالي اقعدي عندي لحد ما نشوف حل للموضوع ده
ورد : في ايه لكل ده .. هو مش قال إنه مش هيتعرضلي تاني
و هنا جاء المعلم رجب ليصيح بها : ولله انا كنت فاكرك بت غلبانه مش بتاعت مشاكل لكن أنها توصل للبوليس و أنه يجي يقبض عليكي .. شوفي بقى انتي عملتي ايه و انا مقبلش بالوضع ده ابدا احنا عندنا ولايا برضو .. الله يسهلك بعيد عننا حاجتك اهي غوري من المنطقة دي و اوعي اشوف وشك تاني
ورد : طيب اديني فرصة الاقي شقة تانية طيب هروح فين انا و اخواتي في الوقت ده
رجب : ميخصنيش بقى .. اتكلي علي الله
ورد : ارجوك اديني فرصة يوم بس كده حرام ولله
دفعها رجب بقوة لتسقط علي الارض و قال : هو انتي مبتفهميش !! قولت مفيش شقق تاني يلا اتكلي على الله
نهضت ورد من مكانها و الدموع في عينيها و لكنها أبت أن تسقط ظل رجب يطالعها بخبث للحظات ثم تركها و ذهب من امامها و ابتسامة شماتة علي وجهه .. وقفت ورد مكانها بصدمة غير قادرة علي التفكير في أي شئ
محروس : تعالي يا بنتي اكيد مش هخليكي واقفة في الشارع كده
بسملة : هنعمل ايه يا ورد
ترقرقت الدموع في عيون ورد و نظرت إلي السماء لتقول بقهرة : يارب .. يارب حلها من عندك انا تعبت
محروس : انا مش هسيبكم كده .. تعالي في بيتي يا بنتي و فكري ساعتها هتعملي ايه
بسملة ظلت ممسكه بيد ورد بخوف و قالت : هو احنا كده هنعيش في الشارع يا ورد .. انا خايفة اوي
جثت ورد علي ركبتيها و نظرت إلي بسملة بابتسامة خفيفة : ده مستحيل يحصل طول ما انا عايشة .. متخافيش ورد هنا و كل حاجه هتتحل اضحكي انتي بس
بسملة : بجد يا ورد
ورد : بجد يا عيون ورد .. انا دلوقتي هسيبك مع عمو محروس و هروح ادور لينا علي مكان تاني اتفقنا
بسملة ظلت ممسكه بيدها و قالت بدموع : اوعي تسبيني و تمشي زي بابا و ماما .. انا مليش غيرك .. اوعي يا ورد
ورد ابتسمت : عمري ما اقدر اعمل ايه .. اوعدك اني مش هتأخر عليكي
بسملة : وعد !
ورد : وعد
ثم نهضت من مكانها و حدثت عم محروس
ورد : ممكن تخلي بسملة عندك يا عم محروس .. هروح اعمل مشوار بس و راجعة تاني
محروس : اكيد يا بنتي .. انتي معاكي فلوس طيب
ورد : مستورة الحمدلله
محروس : ماشي يا بنتي ربنا يوقفلك ولاد الحلال يارب
تركتهم ورد و سارت في طريقها بعدم تركيز و شريط حياتها يعاد امامها مرة اخري .. و في لحظة عادت كل الأزمات التي مرت عليها في حياتها .. كانت الدموع تتساقط من عيونها دون أن تشعر لا تعرف ماذا تفعل عقلها توقف عن التفكير حتي اصطدمت في أحدي الأشجار لتسقط مكانها و تنفجر في البكاء
ورد بدموع : يارب انا تعبت .. انا استحملت حاجات كتير بس بجد مش قادرة استحمل تاني .. كل حاجه مقفلة في وشي اعمل ايه .. هروح فين انا و اخواتي ولا اصرف عليهم منين .. معقول نترمي في الشارع كده .. ده حتي ملناش حد نروحله يارب اعمل ايه
ظلت ورد في هذه الحالة لفترة حتي هدأت قليلا و تذكرت كلمات كريم لها .. و بعد لحظات وقفت مكانها و مسحت دموعها و ذهبت في طريقها و عزمت علي تنفيذ ما في رأسها
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
دلف عمر الي غرفة ريم ليطمئن عليها و وجدها نائمة فجلس امامها و اخذ يطالعها بندم و حزن .. أنه أراد أن ينتقم منها و لكنه لم يرد أن يؤذيها بهذه الطريقة .. تنهد عمر بضيق و ظل يتأملها للحظات ثم بدأت في استعادة وعيها لتفتح عيونها ببطئ
عمر بلهفة : انتي كويسة !
ريم أجابت برأسها ليقول عمر : حمدالله علي سلامتك
ريم بتعب : الله يسلمك .. ايه اللي حصل ؟
عمر : مش مهم ايه اللي حصل .. المهم انك بخير دلوقتي
ريم : انت اللي خرجتني من المدرج ؟
عمر بتردد : أيوة
ريم امسكت يده و قالت بشكر بالغ و دموع : شكرا .. لولا وجودك مش عارفة كان ممكن يحصلي ايه
عمر ابتسم : ده واجبي
ريم : مع انك كنت بتتمني تشوفني بعاني .. بس برضو ساعدتني
عمر نظر لها بضياع ثم ابتسم بتوتر و خيم الصمت في المكان حتي قال
عمر : ممكن سؤال ؟
ريم : قول
عمر : الفوبيا دي جاتلك بسبب ايه ؟
تغيرت نظرات ريم لتنظر بعيدا عنه
عمر : لو مش عايزة تجاوبي مش هجبرك اكيد
ريم تنهدت بضيق : مش حكاية مش عايزة اجاوب .. اجابتي هتفتح عليا باب بحاول اقفله من زمان
عمر نظر لها بتمعن ثم أجابها بصمته لتقول هي
ريم : عمر
نظر لها لتكمل
ريم : ممكن محدش يعرف بموضوع الفوبيا اللي عندي .. انا عارفه أن زمايلك بيحبوا يستظرفوا شوية .. انت فاهمني
عمر ابتسم : فاهمك .. اوعدك محدش يعرف حاجه
ريم : شكرا
و هنا انتبهت أنها مازلت ممسكة بيده لتسحبها بخجل و توتر
عمر : انا هسيبك ترتاحي شوية
و جاء لينهض من مكانه و لكنها أوقفته بسؤالها
ريم : هي فين ورد ؟
عمر : اه اختك ؟ مش عارف جالها مكالمة و خرجت من المستشفي
سرى القلق في أوصال ريم لتحاول النهوض من مكانها فقال عمر
عمر : انتي بتعملي ايه ؟؟
ريم : انا كويسة ممكن أخرج دلوقتي
ركض عمر باتجاهها ليمنعها و قال بنبرة حادة
عمر : تخرجي فين ! انتي لسه تعبانة ارجعي مكانك
ريم : صدقني انا بقيت كويسة
عمر : برضو .. لازم ترتاحي شوية
نظرت له ريم بتعجب نوعا ما : و انت قلقان عليا ليه .. انت لحد امبارح بس كنت بتتمني تشوفني بعاني قدامك .. عايز تقنعني انك مش فرحان فيا !
لم يعرف عمر ماذا يقول حتي أنه لم يستطع تفسير مشاعره تلك ، اقترب منها قليلا لينظر في عيونها مباشرا ثم قال
عمر : ارجوكي .. اسمعي كلامي المرة دي بس و ترتاحي شوية
نظرت ريم إليه لتتلاقي اعينهم في نظرة طويلة مليئة بمشاعر لا يمكن تفسيرها حتي خجلت ريم و اشاحت بنظرها بعيدا عنه ثم اومأت برأسها و رجعت الي سريرها مرة اخري و القلق يسكن قلبها علي اختها
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
نهض كريم من علي كرسيه بتعب شديد و استعد ليغادر مكتبه حتي صدع هاتف المكتب رنينا فعاد إليه مرة أخرى و رد عليه
: كريم بيه .. اتمني تكون بخير
كريم : الحمدلله .. مين معايا ؟
: انا مصطفي شغال في الحسابات عند حضرتك
كريم : أيوة افتكرتك .. خير يا مصطفي
مصطفي : انا بس كنت عايز أتأكد من حضرتك هو انت اللي بتدي نانسي السكرتيرة بتاعتك مكافئات كتير الفترة دي ؟
انتبه له كريم : مش فاهم قصدك ؟
مصطفي : دي رابع مكافأة تتصرف لها الشهر ده و دي غريبة شوية فا كنت حابب أتأكد من حضرتك
كريم : لا مش انا .. و لو اتصرفت لها أي مكافأة تاني ياريت تبلغني .. شكرا يا مصطفي انك قولتلي .. انا هشوف الموضوع ده
مصطفي : على ايه يا فندم ده واجبي
ثم انهي معه المكالمه و قد فهم أن مروة هي التي تصرف لها كل تلك المكافئات بسبب مراقبتها له في الفتره الأخيرة .. هو كان يعرف أن هناك أحد ما يراقبه و ينقل كل اخباره لمروة و لكنه لم يكن يعرف هوية هذا الشخص .. نهض من مكانه و جاء ليخرج حتي سمع صوت عالي يأتي من خارج مكتبه
: يا آنسة مينفعش تخشي كدة !!
لتقتحم ورد مكتب كريم سريعا ، نظر لها كريم بتعجب نوعا ما ثم قال للسكرتيرة
كريم : اخرجي دلوقتي
خرجت السكرتيرة علي مضض لتقترب ورد من كريم قليلا
كريم : انا اسف اني مشيت من المستشفي من غير ما اقولك بس جات..
ورد : انا موافقة !
كريم : موافقة علي أيه ؟
ورد : موافقة اتجوزك !
يا ترا قرار ورد ده صح ولا غلط ؟
توقعاتكم ايه ؟؟ ارائكم ♥️
#رواية_وردتي_الشائكة
الكاتبة ميار خالد ♥️
الفصل العاشر
: موافقة اتجوزك !
نظر لها كريم بدهشة نوعا ما ثم قال : و ايه اللي خلاكي تغيري رأيك ؟
نظرت له ورد بانكسار و قهرة مزقت قلبه ثم قالت : مش ده اللي كنت عايزُه .. بتسأل ليه دلوقتي عن سبب تغيير رأيي .. طيب هقولك كده كده مش فارقه .. انا و اخواتي اترمينا في الشارع لا معانا بيت ولا أهل ولا فلوس ولا حاجة
صمتت للحظات ثم قالت : و انا مش عارفه انا لية قدامك دلوقتي و ليه بقولك الكلام ده و ليه وافقت اصلا
كريم : عشان مفيش غيري قدامك
ورد حبست دموعها و حاولت التكلم بثبات : بالظبط كده .. لو عايز تزلني انت كمان زلني هي جت عليك
تنهد كريم بضيق بسبب حالتها تلك ثم قال
كريم : اقعدي
ذهبت ورد و جلست علي أحدي المقاعد و جلس هو امامها و ظلوا الأثنان صامتين حتي قطع كريم هذا الصمت
كريم : أنا وعدتك أنك بمجرد ما توافقي هفهمك كل حاجه و هفهمك ليه أنتي بالذات !
نظرت له ورد بأنتباه ليكمل هو : أولا عايزك تعرفي إن الجوازة دي كلها هتبقي بشكل صوري هنكتب كتابنا أكيد لأننا هنعيش في بيت واحد بس مش هنبقي متجوزين بالمعني .. أعتقد أنك فهماني
أشاحت ورد بنظرها ليكمل هو : و أهم حاجة لازم تعرفيها .. إني متجوز !
ورد نظرت له بصدمة و قالت : متجوز ؟؟ و أما أنت متجوز لي..
كريم قاطعها : ممكن تسبيني أكمل !
صمتت ورد لينهض كريم من مكانه ثم أتجه الى النافذة ببطئ و قال : من ٣ سنين والدتي لاحظت أن مروة بنت خالتي بتحبني و طبعا عشان هي طيبة جدا قالت إنها لازم تجمعنا سوا .. و بالفعل اتخطبنا و أنا حاولت أشوف مروة و اللي هي مراتي حاليا بنظرة مختلفة بس مقدرتش .. و لما حاولت أكتر من مرة و فشلت واجهت امي و رفضت العلاقة دي ..
فلاش باك ..
كريم : يا امي صدقيني حاولت معرفتش .. مش عارف احبها ولا أشوفها بنظرة تانية مش عارف
زهرة : يا حبيبي دي بتموت فيك .. دي من ساعة ما عرفت أنك رفضت و هي حابسة نفسها في أوضتها لا بتاكل ولا بتشرب هانت عليك برضو
كريم : انا وافقت علي الخطوبة عشانك بس .. حاولت اديها فرصة عشانك لكني فشلت .. و أنا عارف أنك مش هتجبريني علي حاجه انا مش عايزها
زهرة بحزن : أيوة يا كريم بس ..
كريم : مفيش بس .. أتصلي بيها دلوقتي و بلغيها قراري النهائي عشان تقدر تتخطى الموضوع بدري
زهرة : ماشي يا حبيبي اللي تشوفه
قالت زهرة والدة كريم تلك الكلمات ثم خرجت من غرفته و أتجهت الي غرفتها لتجد صابر جالس علي سريره يقرأ أحد الكتب لتتجه إليه بوجهها العابس
صابر : مالك وشك مقلوب ليه
زهرة : كريم مش عايز يكمل مع مروة
صابر : طيب و زعلانه ليه ده المفروض تفرحي !
زهرة أعتدلت في جلستها لتطالعه بتعجب : افرح ! ازاي يعني ما انت عارف اني كان نفسي يتجوزوا اوي .. غير أن البنت غلبانه و بتحبه
صابر : هي مين دي اللي غلبانه .. مروة ؟ ولله ما في حد غلبان غيرك
زهرة : أنت بتتريق عليا يا صابر
صابر أبتسم لها بحنان ثم قال : يا حبيبتي مش قصدي كده .. بس أنا اللي يهمني سعادة كريم و بس .. و بصراحة أنا مكنتش حابب مروة ليه مش برتاح للبنت دي و كنت موافق بس عشانك
زهرة : هو أنت و إبنك !
صابر : اسمعي مني .. بلاش تاخدي الموضوع على اعصابك عادي .. و لو أنتي محروجة تقوليلهم أنا هبلغهم بقرار كريم
زهرة قالت سريعا : لالا .. انا هبلغهم هي في الأول وفي الآخر أختي
الكاتبة ميار خالد
و بالفعل في اليوم التالي استيقظت زهرة و ذهبت الي بيت اختها لتبلغها الخبر و لكنها تفاجئت بمرض مروة الشديد
سحر : شوفتي اللي حصل للبنت .. من كتر ما حرمت نفسها من الأكل و الشرب ده اللي حصلها
زهرة بحنان : يا حبيبتي يا بنتي .. حقك عليا
مروة و هي تتصنع التعب : هو فين كريم .. مجاش معاكي ليه ؟
زهرة ترددت للحظات : لا أصله اا هو مشغول شوية بس
سحر : مالك يا زهرة ؟ أنتي في حاجة مخبياها ولا ايه
زهرة صمتت بتوتر للحظات ثم قالت بعفوية : معلش يا سحر ياريت تستحملي اللي هقوله ده عشان أكون ريحت ضميري .. أنا حاولت أتكلم مع كريم كتير ولله بس هو لسه على قراره .. كريم مش موافق يكمل
مروة هبت من مكانها سريعا : مش موافق ليه !
زهرة : مش مرتاح .. ما انا قولتلك يا بنتي من الأول أنه مش بيشوفك غير بنت خالته و بس
مروة بجنون : انا قابلة بأي حاجة .. بس ابقى جمبه
زهرة : ليه هو انتي مش بنتي كمان .. و انا اتمنالك احلى عيشة مع واحد احسن من كريم كمان
مروة : بس انتي وعدتيني أنه يبقي ليا !
نظرت زهرة لسحر باستغاثة لتبادلها هي بنظرة كُره في عينيها
سحر : طيب يا زهرة .. مش عايزة اخليكي تتأخري .. شرفتي و انستي
نظرت لها زهرة بحزن ثم نهضت من مكانها و معها سحر لتوصلها الي باب المنزل و أثناء سيرهم سمعوا صوت تكسير قوي ليعرفوا سريعا أن هذا الصوت قادم من غرفة مروة ليرجعوا لها سريعا بخوف و قلق و تفاجئوا حين وجدوا باب الغرفة مفتوح ليدخلوا إليها و حلت عليهم الصدمة حين وجدوها غارقة في دمائها علي الارض !!
...
ورد : و بعدين ؟
كريم : اخدوها علي المستشفي بسرعة .. و بسبب ضغط امي و خالتي اتجوزتها و بعدها بكام شهر امي اتوفت .. و ابويا اتشل .. و للأسف اكتشفت بعد موت أمي أنها كتبت لها نص املاكي .. عشان تضمن اني مطلقهاش لو جرالها اي حاجة .. و من يومها و انا عايش في كابوس
ورد : طيب و ليه امك عملت كده ؟
كريم باستنكار : امك ؟!
ورد : مامتك يعني .. ليه مامتك عملت كده
كريم : مش عارف .. اكيد مروة ضغطت عليها و امي كانت طيبة .. ربنا يرحمها
ورد : يارب .. و عشان كده انت مش عارف تطلقها .. عشان مامتك كتبت لها نص املاكك و حتى لو طلقتها هتفضل تعاند فيك !
كريم : بالظبط .. الحل الوحيد أنها هي بنفسها تتنازل عن كل حاجه و توافق علي الطلاق
ورد : طيب معلش يعني في السؤال .. هو انت محاولتش تمضيها علي التنازل ده بأي طريقة ؟
كريم : مروة مش غبية .. انا حاولت بكل الطرق اللي ممكن تتخيليها عشان أخرجها من حياتي و فشلت و في الاخر وصلت لمرحلة البرود من اي حاجه بتعملها .. لحد ما انتي ما ظهرتي في حياتي !
قال تلك الجملة ثم رجع ليجلس علي كرسيه مرة اخري و خيم الصمت للحظات حتي قالت ورد
ورد : برضو مش فاهمه ايه اللي مطلوب مني ؟
كريم : المطلوب منك انك تكسري غرورها ! انتي الوحيدة اللي تقدري تخلصيني من مروة و الكابوس بتاعها .. تمردك هيجننها و شوية شوية تبدأ تتنازل عن كل حاجة لحد ما تخرج من حياتي .. مروة مش بتقدر تشوف واحدة تانية معايا ولا بتقبل تشاركني مع اي حد .. و بمجرد ما ده يحصل هتكون مهمتك خلصت و تقدري ترجعي لحياتك تاني !
ورد : طب و متجوزتش اسهل ليه .. ليه كل ده ؟
كريم : مش عايز اظلم واحدة ملهاش ذنب معايا
ورد : تقوم ظالمني انا ؟!
كريم : مين قالك اني هظلمك .. كل حاجه ليها تمنها و اكيد انتي هتستفادي من الموضوع ده
ورد : و انت فاكر أنها كده هتخرج من حياتك فعلا
كريم تنهد بضيق : انا عارف ان مروة عنيدة جدا .. بس تمردك اقوي .. و زي ما قولتلك دي هتبقي مهمتك و كل حاجه ليها تمنها
ورد : مش فاهمه ؟
كريم : يعني لو ده حصل و خطتي نجحت بيكي .. هكتبلك شيك علي بياض و تقدري تكتبي فيه اي مبلغ انتي عايزاه .. و من المبلغ ده حياتك كلها هتتغير !
ورد فكرت قليلا و ترك هو لها فرصة لتفكر جيدا
ورد في نفسها : حياتي و حياة اخواتي هتتغير .. كده هقدر اشتري شقة ليهم بدل المرمطة دي .. و ابدأ شغل لنفسي بدل البهدلة في المحلات و اجيبلهم كل اللي هما عايزينه من غير ما افكر هكمل الشهر ازاي ! بس استني .. انتي هتوافقي و هتتنازلي عن كل مبادئك .. بس معنديش حل تاني كل الدنيا مقفلة في وشي .. غير كده انتي ضامنة انك تقدري علي مروة دي .. ايا كانت هي مين .. بس انا مش هضيع الفرصة دي !
كريم : فكرتي ؟
ورد : اخواتي هيعيشوا معايا صح ؟
كريم : في بيت تبع للفيلا بتاعتي كبير و كويس و مش بعيد عنك خالص خمس دقايق و تكوني هناك .. هيعيشوا فيه
ورد : هتحميهم ؟
كريم : اوعدك مفيش اي اذي هيقربلهم
ورد : موافقة ! بس عندي سؤال
كريم : قولي
ورد : معلش تاني في السؤال يعني .. يعني انت بدماغك دي و مركزك ده مش قادر عليها فاكر اني انا اللي هقدر عليها مثلا
كريم ابتسم و قال : انتي بتقولي كدة عشان مش عارفة قيمة نفسك .. ورد انتي اقوي بنت شوفتها في حياتي لحد دلوقتي
ورد : سمي الله في قلبك مش كده في أيه
كريم ضحك عليها ثم صمت للحظات و قال : هتكوني جاهزة من امتي ؟
ورد تنهدت بحرارة و قالت : بكرة الصبح
كريم : تمام .. روحي باتي مع ريم النهاردة و بكرة الصبح هجيلك عشان نخلص كل الاوراق
ورد : ماشي يا كريم بيه
كريم : مبلاش بيه دي .. ده احنا هنبقي قرايب حتي
ورد نظرت له للحظات ثم قالت : لما نكون الاول .. سلام
_________________________________
الكاتبة ميار خالد
: فتحية .. يا فتحية !
فتحية : امرك يا هانم
مروة بعصبية : انا بقالي اد أيه قايلالك تحضريلي القهوة بتاعتي .. المفروض اتحايل عليكي يعني ولا ايه !
فتحية : ولله بعمل الاكل لصابر بيه عشان كده انشغلت شوية
مروة : انا ميخصنيش كل ده .. خمس دقايق و القهوة تكون عندي انتي فاهمه !
فتحية : حاضر يا هانم
مروة : يلا امشي
خرجت فتحية من غرفتها بحزن و نزلت الي المطبخ لتجد ابنتها امامها و التي تساعدها في امور التنظيف
هنا : زعقتلك تاني
فتحية : ربنا علي المفتري .. حسبي الله و نعمى الوكيل
هنا ربتت علي كتفها و قالت بحنان : معلش متزعليش نفسك .. اخلص بس الثانوية دي و اول لما ادخل كلية هشتغل و اخليكي تقعدي في البيت مرتاحة و انا اللي هصرف علي كل حاجة
ابتسمت فتحية بحزن : ربنا يسعد قلبك و يفرحني بيكي يا حبيبتي .. وسعي بقى اعملها القهوة احسن تزعق تاني
في غرفة مروة ..
أخذت تجول الغرفة بعصبية كبيرة حتي اتصلت والدتها بها لترد عليها سريعا
مروة : انا مش بتصل بيكي من بدري !
سحر : طيب و كنت مشغولة فيها ايه يعني .. عايزة ايه ؟
مروة : اللي في دماغي طلع صح
سحر : اللي هو ؟
مروة : كريم طلع يعرف واحدة عليا
سحر : تاني يا مروة !
مروة : المرة دي متأكدة .. في بنت جاتلة النهاردة المكتب بعدين خرج معاها بسرعة و ركبت معاه العربية .. عايزة دليل ايه اكتر من كده
سحر ببرود : طيب .. حتي لو بيخونك فيها ايه عديها
مروة : انتي عايزة تجننيني !! كريم جوزي انا و ملكي انا .. ازاي عايزاني استحمل وجود واحدة تانية في حياته !
سحر : اديكي قولتيها جوزك انتي و ملكك انتي .. يعني لو هو فعلا مع واحدة دلوقتي مصيرها يومين و يزهق منها لكن انتي الحاجة الوحيدة اللي ثابتة في حياته
مروة : برضو .. انا لازم اعرف مين البنت دي
سحر : انا بقول لو تركزي مع جوزك هيبقي احسن .. يلا انا هقفل دلوقتي و انتي شوفي هتعملي ايه في الموضوع ده و اوعي تتهوري .. انا عرفاكي .. و خليكي فاكرة حاجة واحدة و هي أن كريم جوزك انتي و محدش يقدر يسرقه منك .. او يشاركك فيه !
______________________________
الكاتبة ميار خالد
: لا كده كتير .. انا لازم امشي
عمر : تاني .. مش قولتلك ارتاحي شوية غير كدة هتروحي فين في الوقت ده
ريم : مش عارفة بقى .. انا خايفة علي ورد اوي
عمر نهض من مكانه و اتجه إليها ليمنعها ثم قال
عمر : ريم .. مش عايز ازعلك مني .. مفيش خروج غير لما تخفي تماما
ريم دفعته عنها و قالت : بأي حق تؤمرني كده .. انت نسيت نفسك ولا ايه أبعد عني
عمر أحكم قبضته علي معصم يدها و قال بهدوء : و لو مبعدتش
ريم : عايز تاخد قلم تاني علي وشك ولا ايه ؟
عمر ابتسم ابتسامة جانبية و قال : مش هتقدري المرة دي
ريم : و جايب الثقة دي منين بقى !
و في تلك اللحظة تركها عمر و لكنها لم يبتعد عنها و نظر في عيونها مباشرا ثم قال بصوت خفيض
عمر : انا قدامك اهو .. اضربيني
تاهت ريم في عيونه للحظات حتي خجلت و ابعدت نظرها عنه و لكنها لم تستسلم فا دفعته من امامها سريعا و حاولت النهوض و لكنه امسك بها أيضا تلك المرة
ريم : أبعد عني !
عمر : يعني انتي متسبليش اي حل تاني اوقفك بيه .. و ترجعي تقوليلي أبعد عني ؟
ريم : انت ليه بتعمل كل ده .. انا مش فاهماك
عمر نظر إليها للحظات ليتعجب هو أيضا من تصرفاته تلك ثم ابتعد عنها سريعا و قال بصوت خفيض
عمر : صدقيني ولا انا فاهم
ريم : قولت حاجه ؟
عمر : لا ولا حاجة
رجعت ريم مكانها بضيق ليحاول عمر تغيير الموضوع
عمر : انتي متصلتيش بأهلك ليه كل ده زمانهم قلقانين عليكي
ريم نظرت له بحزن يكسوه الانكسار : بابا و ماما ماتوا من ٨ سنين .. انا مليش غير ورد هي اختي و امي و كل حاجة
عمر ندم علي سؤاله هذا ليقول : انا اسف جدا .. مكنتش اعرف
ريم : ولا يهمك .. انت اللي اهلك هيقلقوا عليك الوقت أتأخر
عمر ابتسم بسخرية : يقلقوا ؟ لا خالص متشغليش بالك
ريم : ليه بتقول ايه .. مفيش أم مش بتقلق علي ابنها اكيد
عمر : مش في حالة امي .. مش عايزك تشغلي بالك .. انا لو جرالي حاجة محدش هياخد باله
نظرت له ريم بحزن نوعا ما و لأول مرة ترى هذا الوجه المختلف من عمر .. تلميذها المغرور
ريم : عمر
نظر لها عمر لتكمل : انا آسفة اني عاملتك بطريقة وحشة قبل كده .. كنت فكراك مغرور و شايف نفسك بس لقيتك غير كدة خالص
عمر نظر لها بتردد و تذكر أنه السبب في حالتها تلك .. هي تظن أنه من انقذها من تلك الحفرة و لكنها لا تعلم أنه هو مش دبر لها تلك المكيدة !
عمر بندم : لو المفروض حد يتأسف .. فا هو انا !
ريم بعدم فهم : ليه ؟
عمر : لأني انا اللي خططت لكل ده !!
يا ترا عمر هيقول لريم الحقيقة ولا لا ؟؟ و لو قالها ايه هيكون رد فعلها ؟
تكملة الرواية من هناااااااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا