رواية قصر الجان البارت السادس 6بقلم هناء عادل
رواية قصر الجان البارت السادس 6بقلم هناء عادل
قصر الجان
الفصل السادس
كنت بتحرك فى القصر وانا حاسس ان دماغي هتنفجر من كُتر تضارب الاحداث اللى بين الحقيقة والخيال، وقفت شوية لما سمعت صوت جاي من اوضة مقفولة، اه دي هي اوضة السفرة التانية المقفولة، اصل القصر فيه اوضتين سفرة كبار بس واحدة منهم مش مسموح لنا اننا ندخلها، لأنها خاصة بأصحاب الدور التاني والتالت، فتحت الباب بتردد شوية علشان اتأكد ان اللى حصل امبارح مكانش حلم او خيال، لاء انا عيشته فعلا ولسه احداثه هتكمل معايا دلوقتي...وارجع افتكر تاني كل اللى حصل، فتحت الباب بهدوء علشان اشوف حقيقة كأنها مرسومة بدقة، اوضة كبيرة جدا فى منتصفها بالظبط ترابيزة سفرة عريقة وقيمة جدااا بيحاوط الترابيزة دي 12 كرسي مكسيين بالقطيفة، ستاير الاوضة تقيلة لدجة ان ضوء النهار مش واصل للأوضة من وراهم، النجفة الكريستال الضخمة اللى فى منتصف ترابيزة السفرة بالظبط اضائتها كانت غريبة وكأنها الشمس، البراويز والرسومات المعلقة على الحوائط كانت بتديني انطباع اني فى عصر قديم جدا وكل احداثه بتدور فى طبقة ارستقراطية، على رأس السفرة كان واقف الاجهر الاكبر وجنبه واقفة ست فى العقد الخامس تقريبا من العمر بشعر ابيض قصير...وواقفة قصادهم بجمالها الساحر هُجيرة..السفرة فى لحظة لدرجة اني مش عارف هل هي كانت كده من اول ما فتحت الباب ولا ده حصل فى غمضة عين؟ لقيتها مليانة بأصناف واصناف من جميع انواع الاكل، وفجأة اتكلمت الست دي وقالت بحدة وصوت واضح:
- تقدر تاكل اللى انت عايزه.
وفجأة وانا ببص ناحيتهم لقيت نظرهم اتوجه للسقف، تخيلت للحظة اني هلاقي حد فى السقف بيكلموه، لكن لاء، هي تقريبا كانت موجهالي انا الكلام، واللى خدت بالي منه انهم تقريبا مش بياكلوا زينا من الاكل بتاعنا ده، وبرغم اني ميت من الجوع الا اني مكنتش حاسس بأني عايز اجرب الاكل بتاعهم، لكن الريحة بتاعته كانت بتدخل جوايا تثيرني ومن غير ما الاحظ لقيت نفسي قاعد على كرسي من كراسي السفرة الكتير جدا دي ونازل على الاكل كأني مأكلتش بقالي سنة، مش هقول ان دي اطعم والذ اكلة اكلتها من وقت ما جيت البلد دي، لاء بالعكس...ده الذ وجبة انا اكلتها فى حياتي كلها، كانوا هما على نفس ثباتهم وعنيهم متعلقة فى السقف لحد تقريبا ما خلصت اكلي تماما، وهنا اتكلم الاجهر الاكبر بوقار ولهجة تحذيرية وكلام مترتب وقال:
- انت هنا لسبب انت متعرفش عنه حاجة، لكن صدقني هيكون مستحيل، حصل من عقود بعيدة اتصال بين عالمنا وعالمكم لكن انتهى بالفشل، وانا مش هسمح لهُجيرة بكده، دراستها واهتمامها بعالمكم خلاها متصورة ان ممكن ارتباطها بأنسي من عالم الانس ينجح، مش هسمح بده ابدا.
من اول مرة ظهرت ليا هُجيرة مشوفتش ابدا فى عنيها اي حاجة تدل عن اللى الاجهر قاله فى الوقت ده، مفيش مرة شوفتها فيها حسيت منها انها شايلالي جواها مشاعر، بصيت ناحيتها لقيتها بصالي بنظرة اقدر افهمها بعد اللى اتقال ده، نظرة فيها حب وحنان...وتركيز غريب خلاني من بعد النظرة دي مش سامع ولا حرف واحد من اللى الاجهر بيقولوا، مكنتش عارف هل انا توهت معاها ومع عنيها؟ ولا هي اللى قدرت تمارس عليا سحر من علومها الغريبة عني؟ مكنتش حتى عارف اذا كان احساسي ده معناه اني كنت حاسس ناحيتها بده من اول ما شوفتها ولا لاء؟ بس ازاي؟ ده انا حتى متكلمتش معاها وكملنا موضوع على بعض، كل كلامنا مع بعض من اول مرة قابلتها لحد اللحظة دي كان مجرد جُمل تتعد على صوابع الايد الواحدة، قولت لنفسي جوايا:
- يمكن التواصل اللى حصل بيني وبينها من غير كلام كان هو ده اول خطوة للي بيتكلم عنه الاجهر فى اللحظة دي؟ وفجأة صوت عالي فصلني عن كل التفكير اللى بيدور فى دماغي، سمعت اصوات عالية وحدة فى الكلام تقول ان فيه مشاكل خاصة بالحُكم والاوضاع والمصالح بين اطراف معينة...استغربت!!
- هو عالم الجان كمان فيه مشاكل ومصالح؟
اتكلم الاجهر بصوت عالي وجدية وحسم:
- اتمنى ان رسالتي تكون وصلت..فى انتظار ردك على كلامي.
كان كلامه ده صعب جدا بالنسبالي، يمكن مكانش هيبقى بالصعوبة دي قبل النظرة الطويلة اللى استمرت بيني وبين هُجيرة، فى اللحظة دي رفض عقلي فكرة انها من عالم تاني غير عالم البشر...غير العالم بتاعي.
- مش هستعجل ردك اليوم، معاك فرصة لبكرة ترد عليا بقرارك النهائي اللى هيكون كما قررت انا...والا هضطر انفذ قراري ايا كان التمن، من دلوقتي لبكرة انت ضيفنا فى المملكة، وارجوا انك تفكر كويس فى ردك اللى هيحدد مصيرك.
اتكلم بلهجة فيها تحذير وتهديد، خرج بهيبة ووراه اخدت نفس خطواته الست اللى كانت معاه، مش عارف هل هي والدة هُجيرة؟ ولا هي واحدة ست قريبة منه؟ مش عارف الحقيقة ومش مهم اعرف دلوقتي، كل المهم هو ان هُجيرة معايا فى نفس الاوضة، فى نفس المكان اللى انا بعيش فيه، مش قادر استنى اي تواصل او تخاطر بيني وبينها علشان نتكلم، انا دلوقتي عايز اتكلم معاها هي...عايز اقرب منها واسمع كل اللى ممكن تقوله...انا مشتاق اتكلم مع بنت الجان...فرحان بوجودي مع جنية من عالم الجان...مش عارف ده حقيقة ولا خيال؟؟! وده خلاني ولاول مرة ابدأ انا فى الكلام معاها:
- هُجيرة، انا حاسس اني...اقصد يعني...
كنت بتكلم وكلامي مش عارف ارتبه، ولا عارف ايه اللى المفروض اقوله، كنت متوتر ومرتبك، طبيعي يكون ده احساسي، ازاي هيكون مختلف عن كده وانا جوايا خوف ومشاعر ورهبة، وسحر خيالي على ارض الواقع وفى عالم البشر اللى الخيال بعيد عنه تمام البعد؟
- انا عارفة كويس ايه اللى انت بتدور عليه علشان تقوله، عارفة احساسك ايه، لكن اللى انت مش قادر تعرفه..ان اللى انت بتدور عليه علشان تقوله ده مبني على طبيعة عالمكم وقوانينها.
قدرت تفهم من نظراتي وتعبيراتي الجسدية اني مفهمتش قصدها من اللى بتقوله، علشان كده كملت كلامها:
- فى عالمنا الخطوة الاولى بتبدأ عندنا من الجانب اللطيف، الناعم زي ما بتقولوا عندكم فى عالم البشر، وحسب درجة الاعجاب من الانثى فى عالمنا بيوصل للطرف التاني نفس الاحساس والشعور، وده اللى حصل معانا.
وهنا ابتسمت هي ابتسامة جميلة وخدودها اتحول لونها للأحمر دليل على كسوفها اللى اكتشفت انه مش موجود بس فى عالم البشر، ده موجود فى الجنس الناعم عموما...جان او بشر...فى الوقت ده كان ابتدا النهار يختفي والليل يحل محله، ووقت الليل بالنسبة لعالم الجان هو وقت النشاط والذروة زي الضهرية كده فى عالمنا، من غير كلام كتير لقيتها بتقولي:
- تحب تيجي معايا للجامعة؟ هنكمل كلامنا فى الطريق.
طبعا فضول قوي كده جوايا يخليني اوافق من غير تفكير، انا مش متخيل ايه اللى بيدور فى العالم بتاعهم برة عن المُعاقبين والمنبوذين، برة عن الاجهر وهُجيرة، برة عن الممرات الضيقة وحيطان القصر، وعلشان كده اخدتني هُجيرة معاها لمكان جديد... قدرت تعرف اجابتي بسهولة ومديت ايديها لمست ايدي وابتديت رجلينا تبعد عن الارض وبعيد عن خفة حركتها الا انها كانت مميزة جدا فى المرور من بين اي عوائق او موانع فى الطريق، وواضح ان وجودي فى عالمهم كان سبب فى ان الخصائص والمميزات اللى عندهم ابتديت اتمتع بجزء منها، برة حيطان القصر شوفت عالم جديد، مملكة تتمتع بسحر غامض مريب وفى نفس الوقت لها سحر يحبس الانفاس، الطرق كلها مليانة بنفس السحاب اللى خرج من العين السحرية وقدر يخليني اشوف كل حاجة بوضوح اكتر من العادي، السحابة دي كانت فى كل الطرق، القمر بنوره الواضح القريب جدا كان موجه علينا بطريقة غريبة، مفيش زحام، مفيش عربيات زي العالم بتاعنا، فى عالمهم المواصلات شبه الحنطور فى اسكندرية كده، لكن الفرق ان العربيات لها اشكال هندسية معينة، شبه العربيات الخشب اللى بتطلع فى المسلسلات التركي التاريخية كده لكن اللى بيجر العربيات دي مش حصان ولا جمل...لالالا دى كانت كائنات تانية مش عارفها، اول مرة اشوف كائنات بالتكوين الغريب ده، شكلهم مخيف ومرعب جدا اكتر من العفاريت، نظراتهم ثاقبة وكأنهم عارفين هما بيبصوا لمين وبيتواصلوا مع صاحب العربية بتاعتهم بالاشارة مش بالتوجيه، ومجرد ما يتحركوا الكائنات دي فى الاتجاه المقصود تترفع العربية من على الارض وميسبقهاش حتى سرعة الريح، الشوارع كانت بتقول ان الجان احتلوا البلد...لكن افتكرت اني مش فى العالم بتاعي فى الوقت ده، انا بتعامل فى العالم بتاعهم هما، وبشوف اللى هما بيشوفوه وبس، مش مسموح ليا اتواصل مع العالم بتاعي ما دمت انا موجود فى حضرتهم...
يتبع
اكتب في بحث جوحل( مدونة قصر الروايات) تظهر القصص كامله
تابعونا علي قناة التليجرام من هنااااااااااا
ليصلكم اشعار بالنشر
الرواية كامله من البدايه هناااااااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا