القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية حضور الجن الفصل الثلاثون 30الاخير بقلم هنا عادل جديده وحصريه

 

رواية حضور الجن الفصل الثلاثون 30الاخير بقلم هنا عادل جديده وحصريه 








رواية حضور الجن الفصل الثلاثون 30الاخير بقلم هنا عادل جديده وحصريه 


حضور الجن


الفصل الثلاثوووون 


الاخيرررررررر


كل حاجة خلصت بشكل طبيعي، خاصة ان رجالة سمير والباشا الكبير اعترفوا بكل حاجة، وكلامهم كان مقنع لأن الوضع اللى اصحاب رانيا ورانيا كانوا فيه يثبت انهم فعلا مش موجودين هنا برغبتهم، فاتت الايام وكل حاجة رجعت طبيعية من تاني، الدنيا بقيت هادية، محاضرات ومذاكرة وتجمعات، علاقة ضياء برانيا كانت قوية شوية بعد كل اللى حصل، والغريب فى الموضوع بقى ان رنا ومروان قربوا من بعض ومكانتش رنا متخيلة للحظة انها ممكن تحس بحاجة ناحية مروان المدلع اللى بيتريق على اللى رايح واللي جاي، لكن هي مقالتش حاجة ولا هو قالها حاجة، كمان ميدو واميرة علاقتهم ابتديت تهدا شوية من التوتر اللى كانت فيه وابتدوا كمان يتكلموا فى تفاصيل الجواز، فترة هادية بكل المقاييس عديت نسيت فيها رانيا الصندوق ونسيت الكوابيس ونسيت الفترة الغريبة اللى عاشتها، حتى الكلام اللى اتقال ليها جوة المقبرة طلع من دماغها...راجعة رانيا هي ورنا من الكلية بعد يوم حلو من ايامهم اللى بيعيشوها سوا بعد اللى حصل، ابتديت رانيا تتكلم:

- مش نوية تقولي لمروان على احساسك يا رنا؟

رنا بكسوف:

- لاء طبعا، انتي بتهزري؟ اقول ايه؟ اتكسف طبعا.

رانيا:

- يابنتي اصلا انتم باينين جدا، الموضوع واضح يعني، محتاج بس انك تنكشيه حتى علشان يتكلم.

رنا:

- طيب وانتي وضياء؟ ايه الحكاية معاكم؟

رانيا:

- زي ما انتي شايفة بعينك، ولا قال حاجة، اه علاقته بيا تطورت عن الاول...لكن ساكت لسه.

رنا:

- يبقى لازم بقى تحطى خط فاصل للموضوع ده، نعرف حتى الصيف م الشتا، هو عارف انك بتحبيه، وقرب منك وعلاقته بيكي اختلفت...يبقى يا يقول بيحبك..يا ترجع علاقة الصحوبية العادية بينكم من تاني.

رانيا:

- قلقانة رد فعله يكون عكس اللى انا عايزاه، بس انتي صح، لازم اعرف راسي من رجلي.

رنا:

- وانا كمان هحاول اخلي مروان يطلع اللى جواه بكرة، لازم برضو ابقى عارفة نهاية الاستهبال ده ايه؟

رغوا شوية البنات مع بعض لحد ما وصلوا كل واحدة منهم رجعت على بيتها، لكن رانيا ناوية تفتح موضوع ضياء مع مامتها، اول ما دخلت البيت حسيت ان الدنيا مكركبة، دخلت تدور على نورا ولقيتها فى اوضتها، وقفت رانيا تقولها:

- ماما تعالي عايزاكي ضروووري.

نورا:

- يادي ضروري اللى مبتريحنيش دي، استني اخلص اوضتك طيب واجيلك.

رانيا:

- ياماما بسرعة، هي الاوضة هتطير؟

نورا:

- لاء يا حلوة، مش هتطير، بس علشان تقعدى تذاكري، امتحاناتك قربت.

دخلت رانيا جوة الاوضة ولسة هتناقر امها لكن اتفاجئت ان كل حاجة برة...عنيها برقت وافتكرت:

- ايه ده؟ فين يا ماما الصندوق اللى كان هنا؟

نورا:

- صندوق ايه؟

رانيا بضيق:

- ياماما هنا تحت السرير كان فيه صندوق خشب...

قاطعتها نورا وهي بتمسح مرايات الدولاب:

- ايه الصندوق المعفن القديم ده؟ رميته...

صرخت رانيا:

- رميتيه؟! ازاي؟ فين؟

نورا بأستغراب:

- رميته برة اهو، كنت هحطه فى الزبالة وانا نازلة ارميها.

سابتها رانيا وطلعت من الاوضة لقيته محطوط جنب الكراكيب اللى طلعت من اوضتها، مسكت الصندوق واتضايقت انها نسيته للدرجة دي، قعدت فى الصالة تستنى امها تخلص ونسيت انها كانت عايزة تتكلم معاها، ابتديت تفتكر اللى حصل فى المقبرة وازاي الصندوق ده فيه كنز خااص بيها مطلوب منها تحافظ عليه، سألت نفسها:

- كنز ايه اللى فى صندوق زي ده؟

تفكير كتير وسرحان لحد ما سمعت صوت امها:

- ها ياستي؟! عايزاني في ايه؟

رانيا:

- ايه ده انتي خلصتي يا ماما؟

نورا:

- انتي لسه فاكرة، بقيت زي الفل، ها بقى فى ايه؟

رانيا:

- تسلم ايديكي يا ماما، خلاص بقى نتكلم بكرة، انا عايزة الحق اراجعلي كلمتين وانام...بس امانة يا ماما بلاش ترمي حاجة من اوضتي من غير ما تسأليني الاول.

نورا:

- حاضر يا حبيبتي، مش هتاكلي؟

رانيا:

- لاء شبعانة، اكلت فى الكلية.

دخلت رانيا اوضتها، قفلت الباب وراها وقعدت على سريرها ماسكة الصندوق، كانت حاسة بخوف شوية، لكن قررت تفتح الصندوق...بس...بس ده متفتحش، سابته على سريرها وقامت تغير هدومها وقعدت تاني تفكر:

- ليه مش عايز يتفتح؟ هو في حاجة لازم اعملها طيب؟

مفيش رد...لكن هي ردت على نفسها:

- التعويذة...صح ليه مقولش التعويذة؟ وزى ما وصلوني لمكان ماما...يبقى اكيد هعرف ازاي افتح الصندوق.

مخدتش وقت فى التفكير، على عكس موقفها المرة الاولى...كان موقفها المرة دي، قوة وثبات، ثقة وارادة غريبة، خوفها والرعب اللى كان جواها مبقاش له وجود...التجربة غيرتها للأقوى، ابتديت تجهز كل حاجة لواحدها، حتى الرسمة قدرت تنقلها على لوحة خارجية لواحدها...من غير مساعدة من حد عملت كل التفاصيل وابتديت...ولعت نور الشمعة وطفيت كل الانوار وكل حاجة حصلت المرة اللى فاتت بتتكرر دلوقتي لكن بثبات وصوت واثق اكتر، ابتديت تردد نفس الطلسم من تاني....لكن..لكن للأسف الوضع المرة دي اختلف، نور الشمعة انطفى فجأة، ركزت رانيا وهي بتقول:

- ايه ده؟ انطفيت ليه؟ المرة اللى فاتت منطفيتش.

راحت للشمعة تولعها من تاني وهي حاسة ان فيه حاجة غلط...لكن اكتشفت انها نسيت تحفر النجمة على الشمعة زى ما عملوا المرة اللى فاتت...وفى لحظة صدمتها دي سمعت الصوت بيقول:

-  


قبل الصوت ما يتكلم عند رانيا فى اوضتها كان يوسف فى نفس الوقت قاعد فى اوضته، امتحاناته قربت لكن مشتت مش قادر يركز، مش حاسس انه مرتاح ولا حتى حاسس انه قادر يشوف الكلام اللى مكتوب فى الورق اللى قدامه، قام من على مكتبه ياخد دوا للصدع يمكن يقدر يركز، راح على سريره غمض عنيه فى انتظار مفعول الدوا، لحظات بالظبط غمض عنيه فيها علشاني فتحها وهو مفزوع وبيقول:

- رانيا، رانيا فى خطر.

يجري على تليفونه يتصل بيها، لكن هي مش بترد، مرة اتنين تلاتة مفيش رد برضو، يرجع تاني على سريره يحط رأسه بين ايديه، بقى مش مرتاح، مش عارف ليه بيحلم ببنت زي رانيا دي بأستمرار؟ ليه بيشوفها مراته وليه بقيت مستحوذة على تفكيره فى نومه وصحيانه كمان؟ حس يوسف بضيق بسبب تجاهل رانيا له، وبرغم كل احاسيسه ناحيتها الا ان كرامته اختارت انه يمنع نفسه من انه يكلمها او يفكر فيها تاني، حتى لو وجودها فى احلامه ده علامة على حاجة معينة...هو حس انه بيقلل من نفسه لما بيحاول يتواصل معاها وتتجاهله بالطريقة دي.


صوت مخيف يزلزل جدران الاوضة يوجه كلامه لرانيا:

- غلطتي المرة دي، مش مسموح للريس انه يغلط غلطة بالحجم ده، لا مجال للتراجع عن الخطأ، بغلطك كتبتي قدرك، مش هيتفتح الصندوق الا عند الا....

اختفى الصوت، قلب رانيا اللى كان مطمن الخوف ملاه، مش قادرة تفهم معنى الكلام ولا معنى ان الصندوق مش هيتفتح الا...بشرط هي متعرفهوش، كانت سرحانة وخايفة، عنيها جت على اللوحة بتاعت المرة اللى فاتت..اتحرقت لما عنوان وجود نورا اتكتب..لكن المرة دي بقى الوضع اختلف، ابتدا الثعبان يزحف على اللوحة وابتدا يتوغل فى الجسم المرسوم، وبأنياب مكانتش ظهرت قبل كده شافتها رانيا فجأة غرسها الثعبان فى الجسم المرسوم على اللوحة علشان تكتشف رانيا ان الجسم ده بينزف وفيه دم بيسيل، الدم نزل على الارقام المكتوبة اتحولت لحروف، الحروف ابتديت تكون كلمات زى المرة اللى فاتت لكن الوضع مختلف كليا، المرة دي مفيش حاجة اتحرقت لكن اللى اتكتب كان سبب فى ان عين رانيا تبرز من مكانها وهي مذهولة لما لقيت المكتوب:

- رنا...بوسي...ضياء.

رانيا بذهول:

- ايه الدم ده؟ مكانش فيه دم المرة اللى فاتت؟ ايه ده؟ ليه اسامي اصحابي؟ ليه بوسي دى مكانتش معانا اصلا؟

سكتت رانيا فجأة وحسيت بكهربا فى جسمها وكأن فيه حاجة اخترقت جسمها، حسيت للحظة ان روحها بتخرج من جسمها وبتتألم وجسمها بيتنفض وموجوعة لدرجة مقدرتش تتحملها وده خلاها يغم عليها..دقايق وفتحت رانيا عنيها، لكن مكانتش فى اوضتها او مش فى ارض الواقع، كانت شايفة كل حاجة حواليها كأنها حلم او تقريبا كانها دخلت جوة تفكيرها وجوة عقلها، لكن فى اللحظة دي ظهر قدامها نفس التمثال اللى كانت بتصحى من نومها مصدومة انها مش فاكراه، وقفت رانيا مصدومة وهي بتقول:

- انت؟! هو مش انت ميت؟ انا فاكراك، هو مش انت تمثال دكتور سمير اللى كنت عايز تقتلني؟

التمثال المخيف ده يتكلم بأستهزاء:

-  سمير؟! هههههه، انتي بتساويني انا بتافه زي ده؟ انا اقوى منه بكتير، هاخدك معايا فى رحلة قصيرة، من خلالها هخليكي انتي اللى تقتلي نفسك، مش هتعب نفس فى قتلك، غلطتك اللى غلطتيها دلوقتي هتشوفي نتيجتها دلوقتي وبعينك.

وقبل ما تنطق رانيا بحرف كانت فى لمح البصر فى بيت هي عارفاه، دخلته قبل كده فى عيد ميلاد صاحبتها، اه ده بيت بوسي، بوسي اللى كانت فى اوضتها وباين عليها القلق من حاجة مش معروفة، ابتديت رانيا تنادي عليها بصوت عالي، لكن بوسي ولا سامعها ولا حاسة بوجودها، كانت رانيا مش متوقعة حتى ايه اللى جاي، لكن بتراقب بوسي برعب وبتتمنى لو تختفي دلوقتي من قدامهم، ابتديت بوسي تروح وتيجي فى اوضتها وراحت على تليفونها مسكته وطلعت رقم رانيا...وفجأة النور انطفى، وشايفة رانيا الكيان اللى ظهر ورا بوسي بالظبط وابتديت تنادي عليها بدموع وخوف:

- بووووسي، يا بووووسي الحقي، اهربي، بصي وراكي طيب.

بصيت رانيا للكيان ده تتوسله يسيبها، لكن الكيان ده يتحول لشكل هي عارفاه، هي شافته قبل كده، ده تمثال من التماثيل اللى كانت بتشوفها فى احلامها، فى الممر اياه اللى كانت بتكون فيه، فجأة وبمنتهى القسوة والرعب يغرس الكيان ده حوافره فى جسم بوسي، وقدام عيون رانيا مكان الحوافر دي يطلع نار من جوة جسمها، تصرخ بوسي بأعلى صوت ممكن يتسمع، لكن محدش سامع وتصرخ رانيا بصوت يهز الدنيا كلها، لكن محدش حاسس، ينقل الكيان ده حوافره فى كل جزء فى جسم بوسي اللى ابتديت تنتفض وهي بتفارق الدنيا ودمها بقى فى كل شبر فى الاوضة وباصص الكيان لرانيا ومبتسم ابتسامة انتصار، تصرخ رانيا وتتوسل لكن خلاص كل حاجة خلصت، بوسي جسمها استقر على الارض مفارقة الحياة، ومع انهيار رانيا ودمار اعصابها قدر الكيان ينقلها فى لمح البصر لبيت تاني...بيت عارفاه اكتر من البيت اللى قبله، بيت اتربيت فيه وعاشت فيه ايام حلوة، صرخت رانيا:

- لالالا، رنا لاء، موتني انا، اقتلني لو ده الحل، بلاش رنا، بلاش هما، اصحابي لاء معملوش حاجة.

مفيش رد، مجرد مشهد بتتفرج عليه خلال شاشة فاصلة عنها القدرة على انها تتواصل مع اللى وراها، رنا بتكلم مروان فى التليفون ومبسوطة وكلها حماس، خدودها حمرا وابتسامتها مالية شفايفها وهي بتقول:

- هو انا كمان حاسة باللي انت بتقول عليه، بس كنت مكسوفة اتكلم.

كانت رنا مستمتعة ومبسوطة جدا، فى نفس اللحظة اللى رانيا لاحظت ان الكيان ده بيتكون تاني قدامها، لكن مكانش نفس الكيان اللى فى بيت بوسي، ده واحد تاني من التماثيل اللى شافتها فى احلامها، باصة للي بيحصل ومش بتصرخ ومش بتنطق، هي عرفت مصير صاحبة عمرها وعرفت انها مش هتقدر تغير حاجة، وقفت تتفرج ودموعها بتنزل بقهر العمر اللى راح واللى جاي كله، بص لتمثال لرانيا واكتفى بس بأنه يحاوط رنا بجسمه، كان بيلف على جسمها زى الثعبان، وصوت رنا وصرختها اللى توجع القلوب من الالم كان بيرن فى قلب رانيا العاجزة عن انها تنقذ سندها فى الدنيا بعد ربنا، ابتدا جسم رنا يسيح وكأن النار مسكت فيه لحد ما قدرت تخفي ملامحه وتدوب جلده مع لحمه، رنا بقيت مجرد هيكل مرمي على الارض مفيش اثر لملامحها، رانيا بتشهق لدرجة حاسة ان روحها او بتتمنى ان روحها تفارقها فى شهقة من دول لكن...لكن هو كان اسرع منها، كان اسرع منها لما نقلها لبيت ضياء اللى كان قاعد قدام اللاب توب بتاعه فاتح صوره مع الشلة وبيكلم رانيا:

- معقول يا ضياء تكون انت كمان حبيت رانيا؟ معقول البنت اللى كنت بتقول عليها اختي ومستحيل تكون اكتر من كده متبقاش عارف تنام بسبب حبك ليها؟ لازم اقولها، بكرة اول ما اشوفها لازم اقولها اني بحبها وعايزها تبقى مراتي.


خلصت الصدمات، خلص الاحساس، اكتفيت رانيا بأنها تقول بدموع اتحجرت فى عنيها:

- هقتلك، انا هقتلك، مهما بعدت واختفيت هوصلك وهقتلك، سامعني...

قالتها رانيا بصوت عكس طبيعتها وعكس شخصيتها، صوت كله قهر وغضب وحقد، ابتسم برعب وهو بيتجسد مرة تانية فى هيئة تمثال تالت من التماثيل اللى اتعودت رانيا تشوفها، ومع صدمة را نيا من حب ضياء ليها، وتفكيرها فى انها اخيرا وصلت للي كانت بتتمناه وهو ان الشاب الوحيد اللى حسيت ناحيته بالحب فى حياتها هو كمان بيحبها ابتدا الكيان ده يتمتم بكلام مش مسموع او مش مفهوم وضياء بيترمي على الارض وبيتألم من نزيف سال من كل سنيمتر فى جسمه، كان بينزف حرفيا من كل مكان، نزيف مالهوش اسباب والم ميتوصفش، كفايا ان النزيف والمه كان سبب فى ان ضياء يموت، يموت قدام عين رانيا اللى جاتلها حالة صدمة وهيستريا وهي بتضحك:

- انا اللى قتلتك يا حبيبي، انا اللى قتلتكم كلكم، اناااااا....

وفجأة كل حاجة تختفي، ونور يظهر قدام رانيا، تكتشف انها بتفتح عنيها علشان تلاقي نفسها مرمية على الارض فى اوضتها، تبص حواليها برعب وخوف، تقوم من مكانها وهي بتدعي:

- كابوس، يارب يكون كابوس.

بتقول كده وهي بتبص حواليها علشان تلاقي كل حاجة كانت بتعملها بليل مالهاش اثر، ولا الشمع ولا اللوحة ولا الوشم ولا اي حاجة، حسيت بنوع من الراحة، طلعت من اوضتها كانت نورا قاعدة فى الصالة بتعيط...حسيت رانيا بخوف وقلبها اتقبض وهي بتسأل نورا:

- فى...في ايه يا ماما؟

نورا بعياط:

- رنا..رنا صاحبتك يا رانيا اتقتلت.

صاعقة كانت بتتمنى لو كانت تفضل نايمة عمرها كله ومتصحاش ابدا ولا انها تسمع خبر زي ده، ابتديت رانيا تصرخ وتجري يمين وشمال بعياط وهي مش عارفة هتعمل ايه، دخلت اوضتها تدور على حاجة تلبسها علشان تجري على بيت رنا، لكن يرن تليفونها وتفتح الخط وهي بتعيط، قبل ما تتكلم يجيلها الصوت:

- ضياء يا رانيا...ضياء مات يا رانيا.

قالها مروان وهو بيعيط، ومتردش رانيا اللى جاتلها اميرة على الويتينج، فتحت وهي متوقعة اللى هتسمعه واتأكدت منه لما اميرة قالت:

- رانيا الحقي، اتصلت ببوسي الصبح علشان كنت قلقانة عليها بسبب اختفائها ده، لقيت حد من عندها رد عليا وقاللي انها ماتت، لقوها فى اوضتها سايحة فى دمها وجسمها كله طعنات.

رميت رانيا تليفونها على الارض وقعدت على ركبها جنبه وهي فاتحة ايديها قصادها وشايفة دمهم سايل من بين صوابعها، ساكتة تماما، ولا عياط ولا دموع محبوسة، ولا حتى صوت نفس خارج منها.


اتجمعوا كلهم وهما فى حالة من الصدمة، تلاتة من اصحابهم ماتوا بطريقة غريبة فى نفس الوقت، محدش مستوعب صدمة زى دي، اللى مش قادر ينطق من الصدمة، واللى عنيها ورمت من العياط، واللى اكتفى بالسكوت وحتى دموعه مش قادرة تنزل، غير حالة اهالي كل حد منهم، لحد ما شافت رانيا والد ضياء اللى الصدمة اتسببت فى شلل مؤقت من حزنه على ابنه الوحيد، سابتهم رانيا من غير ما تنطق بكلمة، ايام بتمشي ببطء وحزن مالهمش حدود، قررت رانيا فيهم تعتزل عن الناس، حتى الامتحانات اللى ابتديت وانتهت كمان رانيا مراحتهاش، اصحابه محدش عارف يتواصل معاها، يوسف كمان اللى خلص الترم بتاعه مش قادر يوصلها، ولا عن طريق التليفون ولا عن طريق الفيسبوك ولا الواتس اب حتى، حاول يوسف يتناساها تماما واكتفى بأنها فتاة احلامه وبس، كل حاجة مع الوقت ابتديت ترجع طبيعية شوية، ميدو واميرة اتفقوا على ميعاد الفرح للى كان هيبقى على الضيق بسبب اللى حصل، حتى كتبوا كتابهم فى تجمع عائلي صغير، اما مروان سافر مع اهله فى اجازة وبيحاول يتناسى رنا وضياء وبيحاول يرجع يعيش حياته من تاني، لكن من يوم اللى حصل وحد واحد بس اللى حياته وقفت، رانيا اللى حبست نفسها فى اوضتها ومش بتخرج منها الا لو هتقعد مع امها واخوها على الاكل وتسيبهم وتقوم بعد ما تخلص علطول، فترة صعبة محدش قادر يعمل فيها اي حاجة لرانيا، محاولات من اصحابها للوصول ليها لكن من غير فايدة، فى اوضتها مش بتفكر فى حاجة غير الطلاسم والتعاويذ اللى كانت بتحلم بيها، مش فاكرة حاجة غير انها اقسمت توصل للي عمل فيها كل اللى اتعمل ده، حق اصحابها مقررة رانيا انها مش هتسيبه، بعد فترة تانية رن تليفونها، قربت منه شافت رقم اميرة، تجاهلت الرقم، رن تاني التليفون وقربت علشان تكنسل شافت رقم الشيخ عبد الصمد، ردت وسواد الدنيا كله فى صوتها:

- السلام عليكم.

الضيخ:

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ايه يابنتي فينك كل ده؟ انا قلقت عليكي لأنك من فترة طويلة مختفية، كنت محرج اتصل بيكي لكن قلقي اجبرني.

مقدرتش تمنع رانيا نفسها بعد ما سمعت لهفة الشيخ وحسيت بقلقه عليها، سابت دموعها تتكلم وانهارت فى العياط، حاول الشيخ يخليها تهدا واقنعها انه مش هيرتاح غير لما يطمن انها بقيت كويسة واتفقوا مع بعض انها هتروح تزوره فى البيت، قال عبد الصمد عنوانه وقبل زيارتها.


خرجت رانيا من اوضتها علشان تلاقى امها واخوها قاعدين قصاد بابها، اول ما شافوها نظرات الحزن زادت على وشوشهم، اتكلمت رانيا:

- بلاش البصات دي، متقلقيش ياماما انا كويسة.

قامت نورا من مكانها جريت على رانيا وحضنتها:

- الحمد لله يا حبيبتي، الحمد لله.

وقف رامي وهو حاضن رانيا بيكلم نورا:

-  ليه مش بتحضنيني زيها يا ماما؟

ضحكوا ورانيا قالت لأخوها:

- انت  لسة مبطلتش لماضة يا واد انت؟

ابتسموا كلهم، اتكلمت رانيا:

- ماما معلش انا هنزل شوية وارجع، حضريلنا عشا حلو من ايدك بقى.

نورا:

- ياسلام، على عيني يا حبيبة ماما، احلى عشا، يلا يا رامي ننزل نشترى احلى طلبات لأحلى عشا.

ابتسمت رانيا وسابتهم ونزلت، فى نفس الوقت كان سمير فى زنزانته بيدور على طريقة يخرج بيها من المكان اللى هو فيه، هو دلوقتي فى انتظار المحاكمة بتاعته، لكن دى فكرة مرفوضة، ازاي؟؟ ازاي بعد كل اللى اتعمل ده ينتهي بيا الحال فى السجن؟


همس بيها سمير لنفسه وهو بيفكر فى طريقة يسيب بيها السجن، لكن للأسف حس فى نفس اللحظة انه مش لواحده فى الزنزانة، برغم ان هو محبوس انفرادي الا انه اتأكد فى اللحظة دي وقالها:

- مين؟ مين اللى قدر يتخطي حصوني؟ مين اللى قادر يمارس سحره عليا وانا بين جدران السجن...وجدران حصانتي؟

مجالهوش اجابة، مجرد دبوس صغير لقاه واقع على الارض مسكه وهو مبتسم ومش قادر يمنع نفسه من اللى هيعمله دلوقتي، قدر يختار المكان اللى لو غرس فيه دبوس زي ده مش ممكن حد يقدر يلحقه، وفعلا غرس الدبوس فى رقبته بطريقة معينة وعلى عنيه خوف وعلى شفايفه ابتسامة وصوت بيقول:

- تمت.


فى طيارة جاية من بلد عربية راكب شاب وسيم وقاعد بوقار وهيبة، طلع من جيبه صورة لراجل مبتسم وعلى وشه تفاؤل غريب، بص للصورة بأحتقار وهو بيغرس خاتم فى صوباعه الصغير فى رقبة الراجل اللى فى الصورة...سمير..ومجرد ما غرس الخاتم ظهرت بقع دم على الصورة وكأن الصورة دي لها روح، ابتسم الشاب ده اول ما شاف الدم، قربت منه المضيفة اللى كانت معجبة بهيئته وهي بتقوله:

- تشرب حاجة يافندم؟

رد عليها بأبتسامة:

- انا مش افندم، انا اسمي الريس، راجع مصر بعد رحلة طوووويلة كانت المفروض تبقى بدري عن كده بكتير، بس ده الوقت بقى، اشرب قهوة.

ابتسمت البنت وراحت تجيبله القهوة واكتفى هو بأنه يبص للشباك والصورة اختفيت من قدامه..


فى البيت عند الشيخ عبد الصمد، فتح الباب كانت واقفة قدامه رانيا فى حالة مش طبيعية، دموعها نازلة وهي بتقوله:

-  انا الشيطانة يا شيخ، انا مش انسانة، انا زى ما قالوا عليا، انا اللى قتلت اصحابي...

كانت منهارة وهي عمالة تردد كلمة شيطانة، بص الشيخ للحالة اللى هي فيها، هالات سودة، وش اصفر، جسم خاسس النص، هيئة واضح عليها المرض، كانت ماسكة رانيا نفسها وواقفة قدامه بصعوبة من كتر التعب، فتح الشيخ الباب على اخره وقالها:

- اهدي يابنتي، اهدي بس وتعالي ارقيكي، مش عايزك  تقولي اي حاجة دلوقتي.

دخلت رانيا معاه وقعدت على كنبة وقعد جنبها، سايب الباب مفتوح وابتدا يردد ايات القرأن الكريم، صوته عالي ومسموع وقرأته تهدي الاعصاب، كانت رانيا بتسمع ودموعها نازلة لكن مش قادرة تقاطعه ولا قادرة تتكلم، غمضت عنيها وراحت فى النوم...كمل الشيخ عبد الصمد رقيتها وشايفها وهي نايمة دموعها نازلة، صعبانة عليه لكن مهانتش عليه يصحيها، سابها وطلع قعد على السطح قدام شقته اللى فى الدور الاخير، ميعرفش الشيخ فات وقت قد ايه، لكن عنيه هو كمان راحت فى النوم علشان يصحى على صرخة جاية من جوة شقته، قام يجري وهو مفزوع علشان يلاقي رانيا صاحيه عنيها بارزة ووشها بهتان اكتر من اول ما جاتله، شفايفها بيضا وبتصرخ وبتقول:

- انا عرفته يا عم الشيخ، شوفته ودلوقتي بس افتكرته.

الشيخ بخوف:

- هو مين ده يابنتي بس؟

رانيا:

- هو عم حسين، عم حسين هو اللى ورا كل اللى حصل، انا شوفته فى الحلم، هو اللى كان علطول بيتكلم معايا واصحي مش فاكراه، شوفته وافتكرته وعرفته، طلع بتاع الكاكاو يا شيخ عبد الصمد، هو حسين الشيطان، هقتله، اقسم اني هنتقم منه...

قامت رانيا من مكانها بسرعة وجريت ناحية الباب، اتفاجىء الشيخ بعد ما سابت رانيا الكنبة اللى كانت نايمة عليها بسيل دم ملاحق خطواتها، وعلى الكنبة بالدم مرسوم وشم غريب...اتخض الشيخ وخرج وراها خايف لكن لقاها مرمية على الارض وجنبها تليفونها والخط مفتوح، مسك الشيخ  عبد الصمد التليفون وهو مرعوب وخايف على رانيا ومش عارف هيتصرف ازاي، حط التليفون على ودنه وهو لسه بيتنفس وهيتكلم، سمع الصوت بيقول:

- الووو...يارانيا، ردي يا رانيا انا ضياء.

تمت

الجزء الاول

الجزء الثاني من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا


تعليقات

التنقل السريع