رواية حضور الجن الجزء الثاني البارت الرابع 4بقلم هنا عادل
رواية حضور الجن الجزء الثاني البارت الرابع 4بقلم هنا عادل
حضور الجن 2
الفصل الرابع
هنا دق قلب البنت بسرعة وابتديت تعرق وهي بتقول بحماس:
- ايوة..ايوة هو، انا مش مصدقة، طيب ده عموما رقم تليفوني، لو حصل وجه عندكم هنا مرة تانية او حتى شوفته صدفة كلمني.
مسك الولد تليفونه وكتب الرقم وسألها:
- اسجل رقمك بأسم مين؟
ردت وقالت:
- رانيا، سجلني بأسم رانيا.
خرجت رانيا من المحل وهي فى حالة ذهول وشرود، مش قادرة تصدق ولا عقلها يستوعب اللى حصل فى المحل، التفكير كان هيفجر دماغها وهي حاسة ب التعب والاجهاد كلمت نفسها:
- مش قادرة اصدق، فات دلوقتي اربع شهور من وقت المكالمة اللى اتصل بيا فيها وانا عند الشيخ عبد الصمد، اربع شهور بتصل بالرقم اللى كلمني منه كل يوم والاقيه مقفول، اربع شهور بدور عليه وكأنه ابني وتايه مني، اربع شهور فى كل مكان من محلات لمستشفيات لأقسام وفى الاخير الاقيك يا ضياء!! اخيرا اتأكدت اني مش مجنونة، اتأكدت انك عايش وعلى وش الدنيا، مش عارفة ازاي؟! ازاي ده حصل؟ انا شوفت بعيني الجن وهو بيقتلك، وشوفت ابوك وهو مصدوم وفاقد الاحساس باللي حواليه قصاد قبرك، لكن...لكن انا متأكده انك قدرت تنقذ نفسك بطريقة هعرفها لما اشوفك، مش كتير على اني الاقيك يا ضياء، انا حاسة انك قريب مني...وقريب اوي.
فات على اليوم ده 3 شهور غير الاربعة الاولانيين، 3 شهور عايشة فيهم رانيا فى حالة مالهاش وصف، بتدور بس، بتتصل على الرقم لكن مقفول، فى انتظار مكالمة من المحل اياه لكن مش بتيجي، كل ما تمشي فى طريق تدور فيه على ضياء وتتخيل انها شافته مجرد ما تقرب منه تلاقيه سراب، يأس واحباط ابتدوا يتملكوا منها، والتعب اخد حقه منها وزيادة كمان، عقلها ابتدا يتوه واتشتت كتير جدا، اللى يشوفها يحس من ملامحها ونظراتها انها مش طبيعية، تعبت ومبقيتش قادرة تكمل وعلشان كده قررت انه كفايا كده، مبقاش عندها امل غير لما بس بتفتكر كلام الولد اللى قابلته فى المحل، يدق قلبها وتحس بأنه قريب، لكن ترجع تاني التعب يغلبها وتاخد قرارها بأنها تروح تزور قبر ضياء، راحت ووقفت قصد قبره وعنيها على الارض مش قادرة ترفعها لفوق حتى، اتكلمت بحسرة وصوت حزين ويائس:
- ضياء، انا مش عارفة انت سامعني ولا لاء، ومش عارفة هل انت فعلا ميت ولا لسه عايش؟ لكن كل اللى عارفاه اني غلطانة، بس والله انا ماكنتش فاهمة حاجة ولا اي حاجة من اللى حصلت ده كنت عارفاها، متخيلتش للحظة اني ممكن اكون سبب فى موتك، انا حتى ياضياء والله ما عارفة انا بحبك فعلا ولا كنت حابب طريقتك فى التعامل معايا، حنانك وعطفك كانوا مصدر احساسي ناحيتك، كل اللى انا متأكدة منه ان رانيا التافهة بتاعت زمان خلاص راحت، رانيا يمكن تكون هي اللى ماتت مش انت يا ضياء، رانيا اللى كانت بتخاف حتى من الافلام الرعب تلاقي نفسها فى كل ده! حياتي اتقلبت لرعب وتعاويذ وعفاريت، حاجات انا اصلا مكنتش بفكر اتكلم عنها من خوفي، حتى لما عملت العزيمة وقرأت الطلسم كان كل هدفي اني افتح الصندوق مش اكتر، كنت متخيل ان اللى جواه ممكن يخليني ابقى قريبة ليك ولمستواك واناسبك كزوجة، مكنتش عارفة بعمل ايه....بس اقسم لك يا ضياء، انا هرجع حقك، والشيطان اللى كنت تايهة عنه ده انا هوصله، خلاص يا ضياء، مش هدور عليك تاني، انت اكيد مرتاح اكتر مني فى مكانك ده، انا عارفة اني لما بدور عليك وبقول انك عايش بعاند القدر، لكن..لكن خلاص، كل اللى هقدر اقوله وانفذه واوعدك بيه اني من النهاردة هدور على حسين بس ومش هبطل ادعيلك...موتك مستحيل يعدي من غير انتقام يا انضف انسان قابلته فى حياتي.
فى اللحظة دي ابتديت رانيا تمسح دموعها اللى كانت مالية وشها وهي بتقرأ الفاتحة وودعت ضياء وهي واخدة قرارها بأنها تقفل صفحة البحث عنه دى تاني تماما.
فى المسجد اياه كان الشيخ عبد االصمد بيصلي بالمصليين العشا، مابين الفرض والسنة سلم هو وكالعادة راسم على وشه ملامح تمنع اي حد من انه يقرب منه، اتكلم واحد من المصليين مع اللى قاعد جنبه وهو بيقول:
- نفسي افهم الشيخ ده ماله؟ راسم وش كده مخلي الكل قلقان ييجي جنبه ولا يتكلم معاه فى حاجة.
رد على صاحبه وقال:
- ياعم تلاقي الحكومة مشددة عليه، انت فاهم الجامع ده الشيوخ اللى بتيجي فيه بيقعدوا يطلعولها خواذيق علشان يخوفوهم يتكلموا مع الناس، الكلام بالدين ساعات بيخوف ناس...انت فاهمني طبعا.
رد عليه صاحبه:
- لا ياعم، ما هو الشيخ اللى مشي قبله كان بيسمع للكل وبيرد على الكل، ده علطول لابس وش خشب كده وتحسه مش مريح، مع اني فى البداية كنت حابب صوته ومرتاحله، بس تكشيرته دي قلقاني، وخوفه من انه يتعامل مع الناس كمان مش...
رد صاحبه وقال:
- ياعم تلاقي مراته منكده عليه ولا حاجة، سيبك منه بقى، الشيوخ مخلصتش علشان ده اللى يفيدنا، خلينا نصلي السنة بقى يمكن نكفر عن الكام سيئة اللى خدناهم دلوقتي.
ابتدوا يصلوا السنة وكل المصليين خلصوا الصلاة وخرجوا من المسجد وكان اخر حد خرج منه هو الشيخ عبد الصمد، فى منتهى الاستعجال اخد طريقه لبيته كالمعتاد، وصل بعد وقت مش كبير للبيت ودخل وقفل وراه الباب وهو واقف فى نفس المكان اللى كانت نايمة فيه رانيا وبعد ما قامت منه اغم عليها، غير عبد الصمد هدومه وقال:
- لحد دلوقتي مش قادر تعرف ايه اللى حصل، هنفضل على كده كتير؟
يخرج صوت مش معروف مصدره ولا فيه حد موجود علشان يبقى هو اللى بيرد لكن بمنتهى الوضوح يتقال:
- لاء مش هيدوم اكتر من كده، اكيد احنا قربنا من حل اللغز.
يرد االشيخ عبد الصمد وبيقول:
- هي دي الحكاية القديمة ورجعت تلف ورانا من تاني ولا ايه؟
يرد اللي مختفى فى الفراغ ده ويقول:
- ايوة هي، لكن المرة دي مختلفة عن زمان، حتى فى العالم بتاعنا كتير من عشائرنا قادرين يلاحظوا ان فيه حاجات غريبة بتحصل وبتتعاد بعد ما اتنسيت من عقود بعيدة.
سكت الشيخ لحظات لكن رجع اتكلم تاني بصوت كله حماس:
- اعتقد ان بعد السنين دي كلها جه الوقت اللى لازم اسيب فيه بقى التمثيلية دي، لازم اخلص من القفطان والسبحة والعمة ويبقى مفيش ورايا غير قتل البنت دي.
رد عليه الكيان الخفي ده وقال:
- لالا، اللى بتفكر فيه ده مش وقته، لازم تفضل على نفس الهيئة علشان تكسب ثقة البشر من حواليك، احنا لسة متأكدناش، مجرد ما نتأكد هنقتلها ونخلص منها، هنلاقى الفرصة للخلاص منها، احنا مش بنفشل فى ايجاد الطرق.
رد عبد الصمد وقال:
- قتلها مش هيكون سهل، احنا لسه حتى مش عارفين ايه هي طبيعتها، علشان كده لازم نقدر نخترق دماغها، لازم نضعفها ونضعف قوتها وقدرتها على السيطرة، وقتها بس هيكون قتلها سهل، واعتقد اني عندي الخطة المناسبة للى بقوله ده، بس هتحتاج وقت طويل شوية.
رد الكيان الخفي:
- ايه هي الخطة؟ وازاي هننفذ كلامك ده؟
رد عبد الصمد:
- مش مهم، انصرف دلوقتي، محتاج ارتاح شوية، وكده كده هييجي الوقت اللى احنا مستنيينه متقلقش انت؟
ابتدا يستعد الكيان للأنصراف لكن قبل ما يسيب عبد الصمد اتكلم وقاله:
- صح وانا فى المسجد كان فيه اتنين جايبين سيرتي وبيستهزأوا بيا.
رد الكيان وقال بصوت غليظ:
- كنت موجود وسمعتهم؟
قال عبد الصمد:
- كويس، عايزك تبعت ليهم فى منامهم اتنين من الازليين يقلقوا منامهم ويأدبوهم على كلامهم عليا.
رد وقال بصوته الغليظ:
- امرك.
انصرف الجن وساب الشيخ عبد الصمد يرتاح زي ماطلب، رمي نفسه على سريره وباصص للحيط وهو بيفتكر اللى حصل مع رانيا وبيفكر فى ازاي يقدر يخلص منها بمنتهى السرعة؟
(في زمن من الازمنة، سيأتي مقصود لهذا العالم يستطيع تدمير كل شيء، لم يستطيع النجاة من قبضته انس او جان او حتى طير، لن يبقى احد بعد وصوله)
فى الاوضة الضلمة بتاعته قاعد يوسف كعادته فى الفترة الاخيرة، مُحبط، يائس، فاقد الشغف تجاه كل حاجة حواليه على عكس طبيعته، دخل فى مرحلة اكتئاب بقى عايش بس مع الاحلام الغريبة اللى بيشوفها اللى ابتديت تكون هي كمان بتزود احباطه، فى وسط كل ده كانت امه حزينة عليه وقلبها واجعها، بتراقبه من بعيد بعد ما اعترض على محاولاتها فى انهم يروحوا لشيوخ...او دجالين تانيين، حاولت هي تسأل ناس تانية وتالتة من غير ما يكون هو عنده خبر لكن للأسف برضو مفيش حلول بتقدر توصلها، حتى ابوه كان صعب يعرفر حاجة خاصة بعد ما وعدته امه انها مستحيل تقوله، واقفة متكتفة وهي شايفة ابنها اللى كانت ع نده طاقة وحيوية واحلام يهزم بيها الدنيا بحالها حاله اتبدل واتحول لشبح فى البيت مش اكتر، وزي كل ليلة يستسلم يوسف للنوم، حركات عشوائية فى السرير تدل على التوتر والقلق، رغم نومه الا انه مش مرتاح، واضح انه بيحلم من جديد..لكن، لكن المرة دي مش زى احلام الفترة الاخيرة، المرة دي رجع يحلم تاني بالبنت اللى كان بقاله كتير مش بيحلم بيها، البنت اللى فضلت تطارده فى احلامه لحد ما اختفيت فجأة من الواقع والاحلام مع بعض، بيحلم برانيا وهما ماشيين سوا فى طريق طويل ماسكين ايد بعض وهو حاسس براحة وامان مفتقدهم بقاله فترة طويلة، يفتح عنيه يوسف ولسه حاسس بنفس احساسه فى الحلم وفجأة يسمع صوت اذان الفجر...ومن فترة طويلة دي اول مرة يبتسم فيها وهو حاسس بهدوء وراحة افتقدهم للأسف، خلص الاذان ويوسف بيفكر فى الحلم بتاعه، بيكلم نفسه اللى حاسس انه مبقاش له غيرها:
- ايه الحلم الغريب ده؟ ايه اللى يخلي رانيا ترجعلي تاني فى احلامي؟ ليه فى الوقت ده بالذات؟ انا كنت بدأت انساها واطلعها من دماغي، معقول فشلت فى اني اعاند قدري؟! معقول تكون رانيا كمان...لالا، انت بتفكر فى ايه يا يوسف؟ كفايا لحد كده.
قام بسرعة من على سريره اتوضا وصلى الفجر ورجع يكمل نومه من تاني، ويطلع النهار ويفتح يوسف عنيه على صوت تليفونه اللى قررد ينبهه ان فيه رسالة وصلتله على تطبيق من تطبيقات تليفونه، مسك يوسف تليفونه بكسل اللى كان بيعلن عن انتهاء الشحن منه وفتح عنيه بذهول لما شاف على الشاشة اسم رانيا برسالة على الواتس اب...وفصل التليفون، قام يوسف يجري من سريره جاب الشاحن وحط تليفونه اللى بقى ينسى يشحنه بسبب انعزاله عن مكالمات الناس او حتى تواصه على مواقع التواصل الاجتماعي، فتح تليفونه وابتدا يتكلم مع فتاة احلامه، بعتت رانيا:
- يوسف، عامل ايه؟ ازيك؟
يوسف وقلبه بيدق:
- رانيا!! يااااه! الحمد لله والله انتي عاملة ايه؟
ردت رانيا:
- انا كويسة الحمد لله، كنت حابة اتكلم معاك فى حوار كده لو مش مشغول.
يوسف بحماس:
- موضوع؟! خير؟ انا فاضي موراييش حاجة.
رانيا من غير كلام كتير وبأختصار:
- انا حلمت بيك يا يوسف.
مجرد ما قالت رانيا الجملة دي حس يوسف ان قلبه هيخرج من مكانه، بقى بيتنطط وساب تليفونه على السرير وهو بيقول لنفسه بصوت مسموع:
- معقول؟ لالالا مستحيل، مش ممكن رانيا تحلم بيا انا؟ ازاي؟ اشمعنى النهاردة؟ هو فيه سحر معمول بيني وبينها طيب؟ حصل ازاي ده؟
كلامه مع نفسه وسعادته بالجملة الواحدة اللى رانيا قالتها شغلوه شوية وقت مش كتير عن الرد على رانيا اللى لاحظت تأخيره فى الرد فبعتت قالتله:
- انا اسفة يا يوسف لو ضايقتك، انا اصلا مش عارفة ايه اللى خلاني اقولك، عموما اعتبر اني مقولتش حاجة.
يوسف مسك تليفونه ورد بسرعة عليها بعد ما لاحظ انه اتأخر شوية:
- لالا ايه اللى هيضايقني؟ انا بس تليفوني فصل وحطيته على الشاحن، حلمتي بأيه طيب؟
رانيا:
- مش مهم، حلم غريب كده، المهم اني حبيت اطمن عليك، انت كويس؟
يوسف بفضول:
- اه كويس، بس انا عايز اعرف ايه هو الحلم.
رانيا بخدود حمرا:
- هقول، بس انت اللى صممت تعرف.
بعت يوسف علامات استفهام كتير لرانيا اللى ابتديت تكتب الحلم بتاعها واللى كان سبب فى ان يوسف عنيها تخرج من مكانها وصوت ضربات قلبه كان شبه ضربات الطبل:
يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزءالاول من هناااااااااا
الرواية الجزءالثانى من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا