رواية ظلمها عشقا الفصل 6-7-8-9-10بقلم ايمى نور (جميع الفصول كامله)
رواية ظلمها عشقا الفصل 6-7-8-9-10بقلم ايمى نور (جميع الفصول كامله)
ظلمها_عشقاً
الفصل_السادس
جلست سماح تضغط شفتيها معا فى محاولة منها لمنع نفسها عن الانفجار بالضحك وهى ترى شقيقتها تقف امام الخزانة الخاصة بملابسها تعبث بمحتوياتها تتفحص هذا وترمى ذاك وهى تتحدث بعصبية وتوتر
:لااا بس برضه انا مكنش ينفع اوافق على كلامه كده على طول..علشان ميقولش يعنى انى هتجنن عليه وماصدقت انه خلاص هيتجوزنى
وافقتها سماح بصوت مختنق بالضحك
:عندك حق كان لازم برضه
رفعت فرح احدى الفساتين امام نظريها تتطلع له بتركيز واهتمام قائلة
: ااه طبعا اومال ايه ..هو انا فعلا هموت عليه وهتجنن من الفرحة بس مش لازم يعرف ده يعنى وكمان ....
هنا لم تستطع سماح المقاومة طويلا لتنفجر ضحكاتها بصوت عالى صاخب حتى اصبحت تستلقى بظهرها فوق الفراش تمسك بمعدتها وجسدها كله يهتز وبشدة بسببها لتلتفت اليها فرح تضيق عينيها وهى تضغط فوق اسنانها غيظاً هاتفة
:تصدقى انك عيلة رخمة ..بقى بتاخدينى على دا عقلى يا سماح
جاهدت سماح حتى تتمالك نفسها تنهض بصعوبة وتقف على قدميها متجهة اليها وصوتها اجش من اثر ضحكاتها تهتف بمرح ساخر
:هو انا بس اللى باخدك على اد عقلك ياقلب اختك ..ده كله بقى عارف انه ده الحل الوحيد معاكى
اتسعت بسمتها تكمل بخبث
: ده حتى صالح بقى عارف علاجك ايه .. عينى عليه ده هيشوف ايام سودا معاكى
صرخت بها فرح مستنكرة وهى ترميها بقطعة الملابس التى بيدها لتصيبها فى وجهها بقوة هاتفة
:ليه ياختى بقى..والله مافى حد فى عقلى ..ولا عمره هيلاقى واحدة تحبه زى مانا بحبه
تغيرت ملامح سماح فورا تشع بالحنان تبتسم لها برقة وهى تمد اناملها ترجع خصلات شعرها الى خلف اذنيها قائلة بجد
:طبعا يابت ..ده صالح ده امه دعياله علشان كده رزقه بواحدة زيك تعوضه خير عن جوازته الاولنية وتحطه جوا عينيها
خيم فورا على اجواء الغرفة التوتر بعد كلماتها تلك يفسح لنفسه المجال بها بعد الجو المرح ومزاحهم يعكر صفحة وجهه فرح الحزن عند لحظة ذكر شقيقتها لزواجه السابق ترفع عينيها وقد غشاها القلق والخشية الى شقيقتها هامسة بكل مخاوف قلبها اليها بصوت مرتعش خائف
:بس انا خايفة ياسماح خايفة يكون لسه بيحبها..خايفة اكون جوازة اضطر ليها علشان الظروف و اللى حصل
اسرعت سماح تمسك بكفيها بين يديها مؤكدة بصوت حازم قوى
:بطلى عبط..تفتكرى صالح من اللى ممكن يعملوا حاجة مش عوزنها ..ولا ظروف تتحكم فيه..بعدين ماهو بقاله شهر وزيادة سايب مراته مرجعش ليها ليه؟! ..ده لو كان عاوز يرجع
حدقت فرح فى عينى شقيقتها تنشد الطمأنية منها لتهز لها سماح رأسها قائلة بهدوء
:ارمى كل حاجة ورا ضهرك.. وافرحى بحلمك اللى كلها كام ساعة ويتحقق ..متخليش حاجة تعكر عليكى فرحتك بيه ..وكفاية انك هتبقى مراته وانتى وشطارتك بقى تخليه يحبك زى ما بتحبيه واكتر كمان
ابتسمت بحنان تكمل بتأكيد والحب يشع من نظراتها
:وانا متأكدة انه مش هيحبك بس ..لا ده هيعشق التراب اللى هتمشى عليه لما يفهمك ويعرفك كويس
شع الحب والامتنان لها على وجه فرح تسرع وترتمى فى احضانها تهتف بحب وسعادة
:ربنا يخليكى ليا .. مش عارفة من غيرك انا كنت هعمل ايه
احتضنتها سماح هى الاخرى هاتفة نبرات مختنقة بالبكاء والعاطفة
: ويخليكى ليا ..هتوحشينى يابت و هيوحشنى الخناق معاك.
ظلا بين احضان بعضهما بصمت كان ابلغ من اى حديث وكلمات.. تستمد كلا منهما الامان والحب من الاخرى حتى ابتعدت سماح تمسح عبراتها قائلة متصنعة الحزم والجدية
:كفاية كلام بقى ويلا تعالى نشوف هتلبسى ايه ..الناس زمانها على وصول
ابتسمت فرح تمسح عبراتها هى الاخرى تهز رأسها لها بالموافقة ليمضى الوقت بهما بعدها فى البحث عن ثوب لائق حتى تنهدت فرح باحباط وهى تلقى بقطعة ملابس ارض قائلة
:مفيش حاجة نافعة ..كل باهت و قديم ومينفعش
تنهدت سماح هى الاخرى تعقد حاجبيها بتفكير للحظات لتهتف بعدها قائلة بحماس وهى تنهض واقفة سريعا
:بس لقيتها انا هكلم البت نجلاء ونقولها على فستان شبكتها وهى بت جدعة مش هتقول لا
قطمت فرح شفتيها غير واثقة للحظة قائلة بعدها بقلق
:بس مش هياخدوا بالهم انى لابسة فستان شحاتة
سماح وهى تمسك بغطاء شعرها الملقى فوق الفراش تضعه سريعا عليها تتجه ناحية الباب قائلة بحزم
:وهما هيعرفوا منين ..بصى انا هخطف رجلى ليها احسن واروحلها.. هى زمانها خلصت شغل وروحت وساعة زمن واكون عندك
فتحت الباب تهم بالخروج لكنها توقفت بغتة تلتفت الى فرح محذرة اياها بشدة
:بت اوعى تخرجى من الاوضة لحد ما ارجع وابعدى عن طريق خالك خالص الساعة دى ..انتى شايفة اهو العفاريت بتتنطط ادامه من ساعة ماعرف الخبر ..خلى يومك يعدى على خير
ثم القت لها بقبلة فى هواء خرجت بعدها مسرعة لتنفذ فرح تحذيرها فتظل جالسة فى امان غرفتها للحظات لم تدم طويلا فقد تعال فجأة صوت صراخ زوجة خالها يصاحبه اصوات تحطم للأوانى بضجيج شديد جعلها تهب فزعاً من مكانها تسرع للخروج من غرفتها تتسمر على بابها حين وجدت زوجة خالها ساقطة ارضا وهى تبكى بحرقة وقد تبعثر من حولها بقايا الطعام وخالها يقف مشرفاً فوقها يهم بصفعها ووجهه محتقن شديد الغضب لكن توقفت يده فى الهواء يلتفت الى فرح فور ان شعر بوجودها وقد اصبح غضبه كلها وجهاً اليها صائحا بصوت ثقيل غير مترابط
:اهلاا بالعروسة..اهلا ببنت ال**** الفقر اللى ضيعت عليها وعليا لقمة طرية كانت هتشبرقنا طول العمر
لم تعير فرح لغضبه اهتماما تسرع الى كريمة الملقاة ارضا وهى تبكى متألمة تنحنى عليها بحماية صارخة فيه بغضب وحرقة
:حرام عليك عملتلك ايه علشان كل يوم والتانى تبهدل فيها كده
ترنح مليجى للخلف وقد اخذ يشيح بيده بحدة قائلا بكلمات متعثرة تحمل اثر سكره
:صوتك مايعلاش عليا يابنت ال****ولا تكونى فاكرة عريس الغفلة هيقدر يحميكى منى دانا ...دانا
اخذ يكرر كلمته الاخير وهو يتمايل فى وقفته بعدم ثبات حتى كاد ان يسقط ارضا فأنتهزت فرح الفرصة لتنهض كريمة على قدميها سريعا هامسة لها
:اجرى استخبى فى اوضة العيال بسرعة
امسكت كريمة بيدها تجذبها معها هامسة برعب وصوت مرتجف
:تعالى معايا لحد ما يغور ولا ينام بدل ما يعمل فيكى حاجة ..ده مش حاسس بنفسه
وافقتها فرح تتحرك معها بسرعة باتجاه الغرفة لكن ما ان دخلتها كريمة حتى جذبت يد فرح منها و تعالى معها صرختها المتألمة بعد ان جذبها مليجى من خصلات شعرها للخلف يلفها اليه بعنف ثم يهوى على وجنتها بلطمة قاسية صارخا بشراسة
:رايحة فين يا بنت ال**** دانا هعمل على امك حفلة ضرب النهاردة ..وهو نفرح العريس بكام ضلع مكسور
لطمها لطمة اخرى اشد قسوة وعنف جعلتها تصرخ عاليا وقد اطاحت بها الضربة للجانب لتصطدم رأسها بحافة الطاولة بقوة سقطت بعدها ارضا مغشيا عليها لتصرخ كريمة جزعة تهرع الى فرح الملقاة ارضا لا حول لها ولا قوة تلتقطها بذراعيها صارخة بهستريا بأسمها وحين لم تجد منها استجابة رفعت وجهها الى مليجى تصرخ به بحرقة
:قتلتها ياظالم ...قتلتها يا مفترى .. روح ربنا ينتقم منك
جفت الدماء من وجهه وقد اتسعت حدقتيه رعبا ترتعش اوصاله هو يرى وجه فرح وقد غطته الدماء وجسدها الهامد بين ذراعى زوجته ثم اخذ ينظر حوله بفزع واضطراب بحثا عن مهرب قبل ان يهرول مسرعا و يقوم بفتح الباب الخارجى مغادرا فورا دون لحظة تردد واحدة لتشق صرخة كريمة الملتاعة عنان السماء مستنجدة
*********************
:معقولة يابا هتوافقه على جنانه ده
رفع منصور الرفاعى رأسه ببطء يتطلع الى ولده الاكبر حسن بصرامة وقد جلسوا جميعا داخل المكتب الخاص به فى الطابق الثانى فى محل عملهم قائلا
:جنان ايه اللى بتكلم عنه ياحسن ..هو شرع ربنا يبقى جنان؟!
نهض حسن على قدميه هاتفا بحدة قاسية
:اه..لما يبقى من بنت اخت العايق يبقى جنان ..حد فيكم فكر مليجى هيذل فينا ازى لما يعرف هو ولا بنت اخته ان صالح مش...
فز الحاج منصور من مقعده هو الاخر صارخا بغضب بأسمه ليوقفه عن الباقى من حديثه يتوتر وجه حسن بعدها لكنه لم يستسلم يكمل بعدها وقد اخذ يتلعثم بكلماته قائلا بأرتباك
:يابا انا خايف على صالح ..اذا كان بنت الحسب والنسب باعت واشترت فيه وفينا لما عرفت.. مابالك بقى بتربية مليجى العايق هتعمل فيه ايه لما تعرف
كان صالح اثناء حديثهم يتكئ على مقعده يتطلع نحو اخيه وهو يدخن سيجارته ببطء يوحى مظهره الخارجى بالراحة وعدم مبالاته بما يدور من حديث لكن بداخله كان كالعاصفة الهوجاء وكلمات شقيقه القاسية تثير به الفوضى العارمة وهى تبعثر اشلاء قلبه ينتزع مع كل كلمة يتفوه بها قطعة منه يشعر كأنه بالجحيم وهو يقود معركة شرسة مع نفسه حتى لا ينهض من مقعده ويخرسه بأكثر طريقة قد تريحه فى تلك اللحظة وهى بتسديد لكمة الى فمه عنيفة بعنف غضبه ليصمته بها فورا عن الحديث لكنه جلس كما هو يحدق به ببرود شديد اصاب حسن بالارتباك اكثر بعد ان التفت اليه يحدثه بصوت مستعطف مترجى
:اسمع كلامى ياصالح ..بلاش منه الموضوع ده ..وبعدين انت مش قلت مش هتتجوزها ايه حصل بقى وغير رأيك ؟!
نظر صالح الى طرف سيجارته المشتعل يجيبه بهدوء وصوت غير مبالى
:ده حاجة متخصكش ..ليه وعلشان ايه دى بتاعتى انا
جف حلق حسن توترا من لهجة اخيه التى يعلم جيدا انه حين يستخدمها فقد وصل الى حافة صبره لكنه لم يتراجع يزدرد لعابه بصعوبة وهو يسأله ببطء وفضول
:طب هتعرفها قبل كتب الكتاب ولا ...
عند هذا الحد ولم يعد بأمكانه الصبر او السيطرة على غضبه بعد الان يهب من مقعده مواجها لشقيقه بهدير قوى جعله يتراجع للخلف وهو يرتعش فزعا قائلا
:: حسن لحد هنا وخلص الكلام..قلتلك دى حاجة ماتخصكش ..
ثم اقترب منه وعينيه تثبته بنظراتها الحادة القاسية جعلت وجه حسن يتصبب عرقا حين نكزه صالح فى صدره بسبابته قائلا بنبرة تحذرية صارمة
:: ويكون فى علمك فرح لو عرفت من حد قبل ما تعرف منى انا مش هعديها واعرف ان دى بالذات هيكون ليها حساب تانى خالص ممكن انسى فيه اننا اخوات من الاساس
شحب وجه حسن بشدة يزدرد لعابه مرة اخرى ولكنه هذه المرة وجده جاف كأنه يقف فى صحراء قاحلة وعينيه تتطلع له بأرتعاب وهو يرى اخيه ولاول مرة فى حياتهم معا يتحدث اليه بكل هذا العنف والصرامة ليهمس بتوتر واضطراب
::بقى كده ياصالح من اولها كده ..طيب ياسيدى براحتك وكلامك وصلنى كويس اوى ياعم..ومبروك عليك جوازة الهنا
ثم التفت الى والده قائلا بحدة فى محاولة لحفظ ماء وجهه امامهم
:بس لامؤاخدة بقى يابا ..انا مش هحضر اى حاجة تخص الجوازة دى لأنا ولا مراتى
ثم تحرك فورا مغادرا دون ان ينتظر لحظة اخرى برغم نداء والده له والذى التفت الى صالح بعدها قائلا بأسف ورجاء
::حقك عليا انا ياصالح..متزعلش، منه كل الحكاية انه قلقان وخايف عليك
التوت شفتيى صالح بسخرية بتهكم قائلا
::لاا كان واضح اووى خوفه فى كلامه يابا بس للأسف قلقه وخوفه مش عليا وانت عارف ده كويس
نكس الحاج منصور رأسه ارضا وقد ادرك ما يقصده صالح جيدا فلم يستطع الانكار يشعر بالخزى من ضعف ولده البكر امام زوجته وتسلطها وقد اصبح امرا لا يخفى عن احد متنهدا بعمق قبل ان يتحدث قائلا فى محاولة لتغير مجرى الحديث والذى اصبح يصيبه بالهم والعجز
: انا هطلع اشوف امك حضرت اللى قلتلها عليه ولا لسه..وبالمرة اكلم المأذون ..وانت شوية وحصلنى
اومأ صالح رأسه له موافقا ليقترب منه منصور مبتسما بحنان يربت فوق وجنته بحب وعينيه تشع بالفرحة قائلا
:مبروك ياصالح ..صدقنى يابنى انا الدنيا مش سيعانى من الفرحة النهاردة
احنى صالح رأسه يرفع كفه الى شفتيه مقبلا اياه بحب واجلال قائلا
:ربنا يخليك ليا ياحاج ..وانا كفاية عندى اشوف الفرحة دى فى عنيك
قاطعهم صوت يحاكى الزغرودة ارتفع فى المكان لكنها بصوت رجالى يعقبها صوت عادل الساخر قائلا
::ده يوم المنى ياعم صالح اننا نخلص منك ونفرح فيك..ولا ايه ياعم الحاج
ضحك الحاج منصور وعينيه تلتمع بالسعادة قائلا
::طبعا ده يوم المنى عندى افرح بيه ..وخصوصا انه هتجوز بفرحة قلبه ولا ايه
غمز منصور لصالح بخبث ليهتف عادل بصدمة وذهول قائلا
::حلاوتك ..وهو انت عرفت ابوك انك واقع لبوزك فيها من بدرى ولا ايه
اتسعت عينى صالح له محذرا ليكمل عادل دون ان يبالى بنظراته قائلا لمنصور يسأله بمرح وخبث
::طب وقالك بقى انه من عبطه راح اتجوز غيرها علشان كان فاكر نفسه كبير عليها وانها عيلة صغيرة مينفعش يفكر فيها..بس اهى لفت لفت ووقع ليها برضه على بوزه
التفت منصور الى صالح مذهولا وقد رأه يحنى رأسه خجلا وتوتر كطفل صغير مذنب لتتسع ابتسامة منصور السعيدة قائلا بحنان ورفق
:لا ماقالش الحتة دى ..بس اهو ادينى عرفت منك وزى ماقلت عبيط بقى هنعمله ايه
هلل عادل فرحا يلكم الهواء بسعادة جعلت صالح يرفع له نظراته متوعدا ليحرك عادل حاجبيه له مغيظا يهم بالحديث قبل ان تدوى صرخة سيد العامل ينادى من اسفل بلهفة وجزع
::ياحاج منصور ..ياسى صالح ..الحقوا بيقولوا مليجى العايق قتل فرح بنته اخته وهرب
*********************
لا يعلم كيف قادته قدميه الى منزلها وقد كان مغيب الفكر ومتجمد الشعور كأن روحه غادرت جسده منذ ان وصل اليه الخبر لا يستطيع التصديق مصدوما بأن يقسو عليه قدره الى تلك الدرجة ويختطفها منه بعد كل معاناته تلك فقد كانت ساعات وستصبح ملكاً لقلبه اخيرا وتنير حياته ببهجة وجودها بها
تجتاح جسده البرودة فتجمد اطرافه يرتعد قلبه بين جنبات صدره وهو يصعد درجات الدرج سريعا حتى توقفت خطواته امام بابها وقد امتلئ المكان بجمع غفير من الناس اخذت يديه تفرقهم بعنف حتى يستطيع الوصول لها ليتخشب جسده فورا حين وجده خالى من وجودها فاخذت عينيه تدور فى الارجاء بلهع ورعب بحثا عنها يلتفت الى احدى النساء يسألها بأرتجاف رغم خشونة صوته وحدته
:: حصل ايه.. فين فرح ؟!..
لوت السيدة شفتيها بشفقة تشير ناحية احدى الغرفة قائلة
::هناك ياخويا مع الدكتطور ..المخفى خالها ضربها فى دماغها فتحه وهرب اللى يتشك فى قلبه بدرى
لم يقف ليستمع للباقى من حديثها يهرع ناحية الغرفة يفتح بابها فورا دون استأذان تهفو روحه للمحة منها حتى يطمئن قلبه الملتاع عليها
يرتجف بقوة حين وجدتها عينيه اخيرا يراها تستلقى فوق الفراش برأس مضمد ووجه شاحب وبجوارها زوجة خالها الباكية وعدد من نسوة الحارة المتابعات لحديث الطبيب بأهتمام لكنه توقف عن الحديث لحظة دخوله يتطلعون اليه بذهول وفضول لكنه تجاهلهم جميعا نظراته تتعلق بها وهو يناديها بصوت خرج منه اجش ملهوف لتتملل فى رقدتها تحاول الجلوس بأعتدال فى الفراش باضطراب بينما اسرعت كريمة ناحيته هاتفة بلهفة وصوت باكى
::شوفت ياسى صالح المفترى عمل ايه ...كان هيموت البت ويضيعها فى شربة مية
ابتسم الطيب ببشاشة متجها اليه هو الاخر قائلا بصوت مطمئن
:: مش لدرجة دى يا ست ام امير دى خبطة بسيطة وعدت على خير
مد الطبيب بيده الى صالح هو يلقى بالسلام يسأله عن حاله لكن الاخير تشبث بها ضاغطا فوقها بقوة كأنه ينشده الاطمئنان وهو يسأله بخوف
::يعنى فرح كويسة ..مفيش فيها حاجة
هز الطبيب رأسه بالايجاب يهتف بحزم وقد ادرك خوفه وتفهمه جيدا
::طبعا بخير وزى الفل..دول يدوب غرزتين مش هياخدوا كام يوم ويتفكوا..
ابتسم الطبيب ابتسامة مطمئنة بشوش يكمل يربت فوق كتف صالح الواقف وعينيه معلقة عليها لاترى احد غيرها هى فقط بأهتمام ولهفة جعلت الهمهمات تتعالى بين النسوة المتابعةلما يحدث بحقد وغيرة
::انا سمعت كمان ان كتب كتابكم كان النهاردة ..فمفيش داعى خالص انكم تأجلوه لو تحبوا ..هما يومين راحة وهتبقى زى الفل
هتفت كريمة تأكد بحزم ولهفة
::يومين.. تلاتة ..عشرة براحتها خالص ..دى انا اخدمها بعنيا..وان كان على كتب الكتاب لما تقوم بالسلامة خالص..
كانت هى جالسة مكانها كالمسحورة مشدوهة بنظراته لها لا تستطيع التركيز او الاهتمام بشيئ مما يحدث حتى لو كان الحديث عن حالتها الصحية كل حواسها معلقة عليه فقط لذا اتسعت عينيها ذهولا وصدمة وصوته يهز جميع حواسها انتباها له حين قال بحزم وشدة وبصوت لا يقبل بالمجادلة او النقاش
::زى ما الدكتور قال مفيش حاجة هتتأجل ..وان كان على يومين الراحة هيحصل...بس وفرح مراتى وفى بيتى
*********************
بعد ان القى قنبلته المدوية تلك تم كل شيئ فى لمح البصر من استعدادات صارت على قدم وساق من تعليق الزينة لتشع بانوارها المبهجة فى اجواء الحارة حتى فستان الزفاف تم احضاره مع مستلزماته بصحبة احدى الفتيات للقيام باى تعدلات قد يحتاج اليها اما عن زينة وجهها فقد قررت وضعها بنفسها بمساعدة من سماح بعد حضورها وتجاوزها صدمة ماحدث مؤيدة لقرار صالح هى الاخرى بحسم تسألها فرح بعدها فى عزلة غرفتهم لما فعلت هذا لتجيبها سماح وهى تمسك بكفيها بشدة لتشعر بارتجافة جسدها من خلالهم وهى تتحدث قائلة والخوف يعلو نبراتها
:كده احسن ..خالك عمره ما هيرتاح الا لو عمل مصيبة فشكل بيها الجوازة وطول ماأنت مش فى بيت صالح وفى حمايته مش هيرتاح ولا هيريحنا وقليل لو ماعمل مصيبة تانية من مصايبه وياعالم هتعدى ولا لا
اغروقت عينيها بالدموع يتجشرج صوتها تكمل
:والحمد لله انها جت على اد كده ..والنهاردة جوازتك مش جنازتك
احتضنتها سماح بعدها بقوة كانت ابلغ لها من اى حديث اخر بينهم تسرعان فى اتمام كل شيىء بعدها ليتم انتقالها من منزل خالها لمنزله بعد عقد القران فورا تصاحبها اليه نسوة الحارة ومعهم والدته الحاجة انصاف والتى اخذت تصفق وتهلل بالغناء معهم تمسك بيدها برفق حتى الجمع المنتظر من رجال الحارة امام باب منزله لكنها لم ترى احداً منهم وقد خطف قلبها قبل عينيها شخصا واحدا فقط يقف معهم بكل وسامته وهيبته مبتسماً لها وهو يمرر نظرات عينيه الولهه عليها مقتربا منها ببطء تعال معه نبضات قلبها بصخب ويتورد خديها خجلاً حين انحنى عليها مقبلا لجبينها ببطء ونعومة تنحدر شفتيه برقة نحو اذنيها يهمس بصوت اجش وانفاسه تدفىء بشرة عنقها
:: مبروك ..يافرحة قلبى وكل مناه
ارتجفت تشعر بالضعف فى قدميها حين شعرت بلهيب انفاسه على بشرتها كالنيران تشعلها تتسابق انفاسها وهى تجاهد حتى تتماسك بعد كلماته الهامسة تلك تراه يتراجع عنها ببطء تاركا قلبها بحالة مبعثرة وانفاس مقطوعة لا تصدق اذنيها ماسمعته تنسبه فورا وخوفا على سلامة عقلها لاشتياق قلبها لكلمة منه فاختلق لها اكاذيب مستحيلة
لكن غاب عن عقلها فورا اى تفكير شاهقة بذهول حين رفعها بين ذراعيه يحملها بينهم يتجه بها الى داخل المنزل ثم يصعد الدرج بسرعة هامسا لها وابتسامة سعيدة تزين ثغره غامزا بخبث
:فاكرة زى زمان ..ولو تحبى كمان اخليكى ترنى الجرس انا معنديش مانع.. بس المرة دى جرس شقتنا انا وانتى مش جرس حد تانى انتى مابقتيش عيلة صغيرة ..انت بقيتى مراتى وعروستى
اشتعل وجهها خجلا تلف بذراعيها عنقه تختبىء بوجهها عن عينيه بنظراتها المشتعلة فى حناياه لترتفع عالية ضحكته الاجش الرائعة لكنها لم تغضبها هذه المرة بل تركتها مرتجفة سعيدة يهلل قلبها فرحا بها تشعر بين ذراعيه كأنها تحلق عاليا فى سماء السعادة والفرحة تدعو الله ان تظل دائما داخل غيمة سعادتها الى الابد ولا يعكر صفوها شيئا ابدا
******************
ظلمها_عشقاً
الفصل_السابع
وقفت تحمل بين يديها طيات فستانها تتطلع نحوه بتوتر واضطراب وهو يقوم بأغلاق الباب خلف المهنئين من عائلتهما يرتجف جسدها بترقب حين التفت اليها ببطء على وجهه ابتسامة كسول جعلتها تتلفت حولها باضطراب هربا من نظراته المحدقة بها تشعر بقلبها تتقاذف نبضاته داخل صدرها وهى تراه يقترب منها وعينيه تنبض بالحياة والشغف مما جعل ساقيها كالهلام لاتقوى على حملها لكنها حاولت تمالك نفسها تتحدث بخفوت وبكلمات متلعثمة
:هو ..فين .. هو ...انا
انحنى عليها هامسا بنعومة اصابتها برجفة لذيذة
:انتى ايه ؟!..قولى
اخفضت عيونها عنه تضغط شفتيها خجلة تفر من عقلها جميع الاجابات لرد على سؤاله لكنها عادت ورفعتها نحوه ببطء حين ناداها هامساً بأسمها بصوته الرجولى الاجش وقد اصبحت تعشق حروفه الصادرة من بين شفتيه وهو يحدثها برقة شديدة اذابتها
: فرح.. كنت عاوز اطلب من حاجة
اسرعت تهتف بلهفة تجيبه بعيون عاشقة ولهة
:اطلب اى حاجة ..ومن عيونى
التمعت عينيه بشدة تنشق شفتيه عن ابتسامة صغيرة من اجابتها المتهلفة عليه وهو يحدثها بصوت منخفض حار ومنفعل
:عاوز نبتدى حياتنا بالصلاة انا وانتى سوا
انفرجت ملامحها بالسعادة تهز رأسها بالايجاب فورا هامسة بصوت يكاد يسمع من شدة خجلها
:انا كنت هطلب ده منك ..علشان كده انا اتوضيت قبل ما البس الفستان
امسك بكفيها بين يديه يسألها بحنو
:طيب لو عاوزة تغيرى فستانك الاول ...
اسرعت تجيبه بلهفة وصوتها يتردد بالامل
:لا كنت عاوزة لو ممكن يعنى اننا..
هز رأسه لها بالموافقة لها وابتسامة متفهمة تزين ثغره وقد ادرك طلبها دون الحاجة لنطقها به ليمضى بهم الوقت فى تأدية صلاتهم ثم تجلس خلفه بفستان زفافها تحنى رأسها بخجل وهو يضع كفه فوقه تستمع الى صوته الرخيم الهادئ وهو يقوم بالدعاء تحبس انفاسها بعد انتهائه وقد اقترب منها مقبلاً لجبينها برقة قائلا
:مبروك يافرح ..نورتى بيتك وحياتى
لم يسع قلبها لفرحتها وهو يلقى على مسمعيها كلماته تلك كأنها ملكت الدنيا ومافيها تهز رأسها له هامسة بخجل شديد وارتباك
:مبرو..وك يا...صاالح
نهض من مكانه واقفا واوقفها معه قائلا بصوت اجش مرتجف وابهامه يتلمس بنعومة خدها ثم يتخذ طريقه حتى شفتيها المرتجفة تحت لمسته
:تعرفى .. دى اول مرة اعرف ان اسمى حلو اوى كده لما سمعته من شفايفك
شهقت بخفوت وعدم تصديق تتعال انفاسها كاللهاث وهى تغمض عينيها هامسة بصوت مترجى ضعيف
:لا وحياتك مش كده..وواحدة واحدة عليا ..انا كده ممكن اروح فيها
تعالت ضحكة صالح المرحة عالية تفتح عينيها فورا اليه وقد ارادت ان لا تفوت مرأى ضحته تلك تتأملها بوله وعشق ليسألها ومازالت بقايا ضحكته فوق شفتيه بخفوت خبيث
:بقى كده؟! اومال هتعملى ايه لو انا عملت كده
ظللت عينيها نظرة تسأول سرعان ما اختفت شاهقة حين لف خصرها بذراعه يجذبها اليه وفى طرفة عين كان ينحنى على شفتيها يقبلها بشوق سنوات قضاها فى تمنى تلك اللحظة ناسيا كل شيئ وهو يضمها اليه يشعر كأنه ملك العالم بين يديه حين لامسه دفء جسدها يقبلها بالحاح وتلهف لم تجد هى امامه سوى بالاستجابة له .
وكالمغيب فى دوامة المشاعر التى اجتذبته اخذت اصابعه تبحث باصرار عن سحاب فستانها وقد اصبح عائقا امام سيل مشاعره الجارف هادرا بقوة حين استطاع اخيرا سحبه لاسفل شاعرا نعومة بشرتها تحت لمساته يزيحه بنفاذ صبر حتى مقدمة صدرها كاشفا عن بشرتها الناعمة امام نظراته الشغوف وجسده المتلهف شوقا لها يدمغها بعاطفته الشديدة
حتى اتت ارتجافة جسدها الشديدة بين ذراعيه ومعها شهقتها العالية كشمس ساطعة بددت غيمة المشاعر التى احاطت به واعادت اليه تحكمه يجبر نفسه على التراجع بعيدا عنها برغم صعوبة فعله لذلك يمرر عينيه بتوتر وقلق عليها فيرى حالتها المبعثرة ويدها المرتجفة التى تتمسك بمقدمها ثوبها بصعوبة خشية سقوطه عنها هو قد كسى الاحمرار وجهها تتوسع حدقتيها وهى تتطلع اليه بصدمة ممزوجة بالخوف استطاع رؤيته ليكون كصفعة حادة له تعيده اليه توازنه فأخذ يتنفس بعمق يحاول التهدئة من فورة المشاعر التى تجتاحه ثم ودون مقدمات انحنى عليها سريعا يحملها بين ذراعيه متجاهلا ارتجافة خوفها الشديدة وهو يتجه بها ناحية غرفة النوم يدلف معها الى الداخل يضعها ارضا بحرص لتبتعد عنه فور ان لامست قدميها الارض عدة خطوات متعثرة للخلف وجهها شاحب تتطلع اليه بنظرات قلقة هزته بعمق لكنه اسرع بالامساك بيدها يقربها منه هامسا بنعومة ورقة يعتذر منها لعله يمحى تلك النظرة عن عينيها
:انا اسف.. حقك عليا انا عارف انى خوفتك .. انا مش عاوزك تخافى منى ابدا ..انا .. كنت...
زفر بقوة لا يجد ما يستطيع به وصف تلك الحالة التى اصابته فلأول مرة يفقد السيطرة على نفسه ومشاعره ولا عذر له فيما فعله لذا رفع انامله يمررها فوق وجنتيها بحنان حاول به تدارك ماحدث بينهم منذ قليل سائلا اياها
:تحبى اساعدك تفكى حجابك وتغيرى هدومك؟!
علم بخطأ ما تفوه به يلعن نفسه عندما رأى ارتجافة جسدها مرة اخرى تتراجع عنه خطوة اخرى للخلف وهى تهز رأسها على الفور بالرفض ليزفر مرة اخرى يشعر بقلة حيلته معها كأنه غر صغير لم يختبر الحياة الزوجية من قبلها فلهفته وشوقه لها جعلوه عديم الصبر معها شديد التوتر والاضطراب مما افزعها منه لذا اسرع قائلا بهدوء وابتسامة طمأنية فوق شفتيه
:طيب انا هسيبك تغيرى براحتك ..وهروح انا اجهز لينا العشا
هتفت فرح باعتراض تحاول التحرك رغم تمسكها بصدر فستانها وتعثر خطواتها
:لااا خليك .. وانا ثوانى وهغير وهجهز كل حاجة
ابتسم لها برقة يخرج هاتفه ومتعلقاته من داخل جيب بنطاله يضعهم فوق طاولة الزينة اتبعهم بالجاكت الخاص ببذلته يلقى به فوق الفراش مشمرا عن ساعديه قائلا
:لاا خليكى براحتك ..انا هجهز كل حاجة وانتى خلصى وحصلينى
هزت رأسها بالموافقة ببطء ليتحرك ناحية الباب لكنه توقف قبل مغادرته يلتفت لها يناديها لتتوسع عينيها منتبهة ليكمل بصوت اجش مرتجف
:فرح..متتأخريش عليا..علشان انا موت من الجوع
خرج بعدها فورا من الغرفة يغلق خلفه الباب بهدوء بعد ان بعثت نظرته التى ارسلها لها قبل مغادرته داخل قلبها الفوضى وقد ادركت من وميض عينيه انه لم يكن يقصد بكلماته الاخيرة الطعام ابدا
****************
جلست سماح مع كريمة فى انتظار حضور الحاج منصور فقد ابلغهم بحاجته لتحدث معهم فى احدى المواضيع تنظران الى بعضهم باضطراب وقد سادت الاجواء التوتر والارتباك بعد عدة محاولات من الحاجة انصاف لكسر الحدة والتعالى فى تعامل ابنتها معهم ببعض المزحات الا انها استسلمت اخيرا للصمت تنظر من بين حين والاخر اليها باستنكار خفى تجاهلته ياسمين تتطلع نحوهم برود محتقر يمر الوقت بهم بطيىء حتى اعتدلت ياسمين فورا فى جلستها باحترام حين دلف والدها بصحبة عادل يختفى عن ملامحها الضجر فورا يحل محله الاهتمام والحماس لكن سرعان ما احتقن وجهها بالحنق والعضب وهى تستمع الى حوار والدها وسماح الاتى حين سألها بهدوء بعد جلوسه هو عادل قائلا
:سماح يابنتى ..انتى لسه شغالة فى محل ابو نور مش كده؟
هز سماح رأسها له بالايجاب قائلة
:ااه ياعم الحاج ..لسه شغالة هناك..خير فى حاجة؟
تبادل الحاج منصور وعادل نظرة متفهمة قال بعدها
:طيب قولك ايه انى جيبلك شغلانة احسن منها ميت مرة وقريبة من هنا ومش هتحتاجى فيها مواصلات ولا حاجة واد مرتب ابو نور مرتين
تهلل وجه سماح تنظر الى كريمة بفرحة قبل ان تهتف بلهفة
:اقول موافقة طبعا ياعم الحاج
ابتسم منصور يسألها بمرح
:طب مش تعرفى الشغلانة فين الاول
هتفت انصاف مؤكدة بحزم
:ماهى عارفة ياحاج انك بتعتبرها زى ياسمين واستحالة هتقولها حاجة مش فى مصلحتها
هزت سماح رأسها بحماس مؤكدة كلمات انصاف ليتحدث عادل هذه المرة قائلا لها بهدوء
:الشغلانة اللى بيتكلم عليها الحاج دى ياسماح هتبقى معايا فى المكتب بتاعى
اتسعت عينى سماح دهشة وقد أيد منصور حديث عادل قائلا
:عادل ناوى ان شاء الله من الشهر الجاى يفتح مكتب ليه للمحاماة فى بيت اهله يعنى خطوتين وهتكونى هناك
هبت ياسمين وافقة تقاطع حديثهم تسأل عادل بحدة وصوت مستنكر
:طب والمكتب التانى هتعمل فيه ايه؟!
هز عادل كتفه قائلا بهدوء رغم غضبه من طريقتها فى سؤاله
:هقفله ..الايجار فى المنطقة دى عالى اووى .. وانا ليا شقتين فى بيت اهلى مقفولين على الفاضى قلت استغلهم افيد
ضربت ياسمين قدميها بالارض صارخة بأستياء
:لا طبعا مش ممكن تعمل كده .. علشان الشقتين دول هيتباعوا وهنشترى بتمنهم شقة لينا بره الحارة خالص
نهض عادل على قدميه يكسو وجهه الوجوم والحدة
: من امتى الكلام ده يا ياسمين .. انا مش فاكر انى لما خطبتك قلت انى هعمل كده
صرخت ياسمين رغم محاولات والدتها تهدئتها
:مش مهم انت تقول ..انا عاوزة كده وده اللى هيحصل
صرخ الحاج منصور يوقفها عن الحديث بغضب ناهرا لها بحدة وعنف
:اخرسى يا قليلة الرباية ...كلامك ايه اللى عاوزة تمشيه ..ايه ملكيش حاكم ولا كبير
تغضن وجه ياسمين تحاول منع نفسها عن البكاء كطفلة صغيرة لم تنال مرادها تنفجر بالبكاء رغم محاولاتها التماسك حين هتف والدها بها يكمل بغضب شديد
:امشى اخفى ادخلى جوه ..مش عاوز اشوف خلقتك..وحسابى معاكى بعدين
تركت ياسمين المكان فورا وصوت بكائها يتعالى اكثر ليزفر الحاج منصور بقوة يلتفت الى عادل بأحراج قائلا
:حقك عليا يابنى ..بس انت عارف دلع البنات وعمايلهم
هز عادل رأسه له دون معنى لكن ملامحه كانت تنطق بالكثير والكثير لتشعر سماح بالأسف والاحراج لما حدث امامهم لذا اسرعت بلمز زوجة خالها خفية تنهض بعدها فورا قائلة بتلعثم لانصاف المحتقنة الوجه حرجا
:نقوم احنا علشان الوقت اتاخر ..
لكن هتف الحاج منصور يوقفها بحزم وتأكيد
:تقوموا تروحوا فين احنا هنتعشى سوا الاول ونكمل كلامنا ..ولا ايه يا حاجة
هتفت انصاف مؤيدة له لكن اسرعت سماح وكريمة بالرفض فى ان واحد تعتذران بكلمات سريعة غير مترابطة تكمل سماح بعدها وهى تلقى بنظرة حرجة ناحية عادل الصامت بوجوم قبل ان تلتفت الى منصور قائلة بحزم
: وبخصوص الشغل انا موافقة ياعم الحاج ..شوف حضرتكم تحبوا من امتى وانا اظبط امورى
هز الحاج منصور رأسه استحسانا يتمتم بعدة كلمات عن قيامهم بترتيب عدة امور ومن ثم سيبلغها عن موعد البدء بالعمل لتستعد سماح وكريمة بعدها للمغادرة رغم محاولات منصور وانصاف عدولهم عن ذلك.. يخبرهم منصور بعد امتثاله لهم بذهابه معهم ليقوم بتوصليهم لكن اتى رفض عادل الحازم قائلا
:لا خليك انت يا حاج ..انا كده كده مروح و هوصلهم فى سكتى
انصاف بجزع وذهول
:هتمشى ليه يابنى دلوقت مش قلت هتتعشى معانا
اسرع عادل يعتذر بخفوت لكنه صوته كان يهتز بغضب مكبوت شعروا به بين نبراته رغم محاولاته اخفائه
:معلش ياحاجة سامحينى بس انا عندى محكمة بدرى ولازم امشى ..يلا ياجماعة علشان اوصلكم
اشار الى سماح وكريمة لتنهض كل منهم تحمل صبى نائم بين ذراعيها ليسرع ناحية سماح وقد كانت تحمل الابن الاكبر فحمله عنها ثم غادر فورا بعد القائه بسلام سريع تتبعه سماح وكريمة بعد قيامهم بتوديع منصور وانصاف
ليهتف منصور بعد مغادرتهم بحدة وغضب
:عجبك عمايل بنتك يا انصاف ..عجبك كلامها مع خطيبها بالشكل ده ادام الناس الغرب
مطت انصاف شفتيها اسفة تلتزم الصمت فليس لديها ما تدافع به عن ما فعلته وحيدتها منذ قليل تعلم جيدا ان امر كهذا لن يمر مرور الكرام فمن بمثل شخصية عادل لن يقبل بماحدث او يقوم بتمريره لذا اخذت تدعو الله ان يأتى بعواقبه سليمة
**********************
انتهت من اعداد نفسها تتطلع الى نفسها فى المرآة تبستم بسعادة وهى تلتف جسدها قائلة
:الفستان طلع يجنن.. ربنا يخليكى ليا يا سماح ..اه هو مش غالى بس اهو احسن من الهلاهيل اللى عندى
توقفت مكانها تضغط شفتيها باسنانها تكمل بعدم يقين وقلق
:بس ياترى هيعجبه ..هو مش قميص نوم زى كل العرايس ما بتلبس ..بس والله حلو برضه
اخذت نفس عميق تهدىء من قلقها وتوترها به ثم تحركت للخروج من الغرفة لكن ما ان فتحت بابها حتى تسمرت مكانها تجد نفسها وجها لوجه معه يقف امامها يهم بطرق الباب تتسارع انفاسها من النظرة التى رأتها بعينيه يلتمع وميض الرغبة بها ونظراته محدقة تمر فوقها ببطء حتى استقرت على وجهها يتقدم ببطء للداخل خطوة فتراجعت هى امامها خطوة اخرى للخلف حتى اصبحا فى منتصف الغرفة مرة اخرى وببطء شديد كأنه يختبر ردة فعلها مد يده نحوها يتلمس مكانه جرحها خلف خصلات شعرها المنسدلة يسألها برقة
:جرحك اخباره ايه؟ لسه بيوجعك
هزت له رأسها بالنفى تشعر بلمسات انامله تعبث بخصلات شعرها اخذا بخصلة منهم بين اصبعين ينحدر بهم يتلمسها حتى وصل الى طرفها فيتركها يتلمس بدلا عنها طرف صدر ثوبها هامسا بصوت متحشرج
:جميل اووى الفستان ده عليكى
هتفت بحماس تشع عينيها بالسعادة والفرح
:بجد عجبك ..ده ذوق سماح على فكرة هى اللى اخترته وكمان...
حبست انفاسها صامتة بغتة فور رؤيتها لاقترابه البطيىء منه وبتمهل شديد همس فوق شفتيها بعد توقفتها عن الحديث يسألها بحنان شغوف
:وايه كمان كملى ..عاوز اعرف ذوق سماح كان فى ايه تانى
تجمد جسدها بتوتر تجفل مضطربة من شدة قربها منها لتكتمل الصورة بجذبه لجسدها المتخشب برقة شديدة اليه يلف خصرها بذراعه يهمس فى اذنيها بنعومة ولين
:لااا...انا كده هبدء اشك انهم ضحكوا عليا وجوزنى فرح العيلة اللى بتخاف منى مش الكبيرة اللى قلتلى عليها ..يرضيكى اطلع عبيط وبيضحك عليا
انطلقت رغما عنها منها ضحكة مرحة حين وصلها المعنى من مزحته تزيح التوتر من الاجواء بينهم لكنها سرعان خفضت عينيها بعدها باستحياء وخجل تضغط طرف شفتيها باسنانها حين قبل وجنتها برقة شديدة ثم تنحدر ببطء مثير جعلها تغمض عينيها متنهدة بضعف وقد اصحبت انفاسه حادة ثقيلة تلهب بشرة عنقها وشفتيه تلثمها ببطء وتروى تشعر معه باختفاء توترها وخوفها السابق واسترخاء جسدها بين ذراعيه وقد شدد من احتضانها اليه بينما يهبط على شفتيها يحتضنها بقبلاته البطيئة والمستكشفة تسلم له قيادة مشاعرها سامحة بان يأخدها بعيدا الى جنة عشقه التى طلما حلمت بها معه لتسقط رويدا رويدا كالمغيبة فى غيمة وردية صنعها لها بلمساته الشغوفة المتلهفة
لكن اتى صوت رنين هاتفه المزعج ليمزق تلك الغيمة ومعها لحظاتهم سوا وبرغم تجاهل صالح له لكن الحاح المتصل جعلها تتوجس خشية هامسة له بضعف ورجاء تحاول ابعاده عنها
: صالح رد على التليفون ....ليكون حصل عندنا حاجة او خالى رجع تانى
ابتعد عنها ببطء وصدره يتعالى بانفاس خشنة حادة يظهر على وجهه الضيق لكن منطقها جعله لايستطيع الرفض لذا اسرع ناحية الهاتف يختطفه من مكانه بنفاذ صبر يتطلع به وهو يتمتم بحنق لاعنا لكنه صمت فجأة يتجمد جسده بشدة وهو ينظر الى هاوية المتصل كالمصعوق لتهتف به بخوف وقلق تسأله
:مين يا صالح؟
لم يجيبها بل ظل واقفا كما هو كأنه لم يسمعها تتسمر عينيه فوق شاشة هاتفه لتهتف به هذه المرة بصوت يغلبه البكاء تتوسله
:رد عليا ياصالح .. مين بتصل علشان خاطرى
رفع لها رأسه ببطء لتشهق بهلع تتراجع عنه للخلف حين حدق بها وقد طغى الغضب والشراسة على وجهه تظلم عينيه بشدة تختفى عنها رقته السابقة يتطلع لها بجمود للحظات مرت كالدهر عليها لم يقل شيئ خلالها بل غادرا الغرفة على الفور بعدها بخطوات سريعة وخطوط جسده متوتر صافقا الباب خلفه بعنف ارتجف جسدها له تعتصر قلبها بقسوة قبضة الخوف والهلع
لكنها اسرعت بتمالك نفسها تسرع بالتسلل خلفه خارجة من الغرفة بهدوء وهى تحاول عدم اصدار صوت بخطواتها مرتعشة تتلفت حولها بتخبط حتى علمت من اين طريقها خائفة من يدرك بانها تقوم بالتصنت على محادثته ولكنها لم تستطيع المقاومة فيجب ان تعلم من هو محدثه وما السبب فى حالته تلك تخشى ان يكون قد اصاب شقيقتها مكروه هى او زوجة خالها ويقوم هو بأخفاء هذا عنها
لذا تقدمت بقلب حاولت بث الشجاعة به وبخطوات متسللة حتى توقفت خلف احدى الجدران حين وصلتها همهمة صوته غير المفهومة لها تتطلع من ورائه بعين واحدة نحو مكان وقوفه تراقبه تدرك من توتر عضلات ظهره واصابعه التى اخذ يمررها فى شعره بعنف يشعثها انه فى اقصى درجات محاولاته للسيطرة والتحكم فى غضبه فاخذت تحاول التقاط اى شيئا من الحديث الدائر حتى ارتفعت فجأة الحرارة بجسدها بشدة ثم تفر منه دفعة واحدة تتركها متجمدة فى مكانها شاحبة كورقة بيضاء يتصاعد الغثيان لحلقها وهى تسمعه يتحدث بلين ولطف بعد ان زفر زفرة عميقة من اعماق صدره قائلا
:خلاص يا امانى اهدى ملهوش لازمة عياطك ده..اللى حصل حصل ..والظروف حكمت بده ..يبقى تهدى وبلاش تعملى فى نفسك كده
حانت منه التفاتة ناحية مكان وقوفها لتسرع بالتوارى خلف الجدار تستند عليه لشعورها بارتجاف قدميها لكنها اسرعت بتمالك نفسها تفر من المكان حين شعرت بتقدم خطواته ببطء من مكان وقوفها وهو يستمع بأنتباه لمحدثته تغلق الباب خلفها ببطء وهدوء ثم تسمح اخيرا لجسدها واحلامها بالتحطم بالانهيار
*********************
: الله يخربيتك ياعايق ..على بيت بنت اختك ..بقى انا انور ظاظا يكون ده حالى
جلس مليجى ارضا فى احدى الشقق المملوكة لانور ظاظا يتطلع نحوه باضطراب وخشية وقد اخذ الاخير يجوب ارض الغرفة وهو يحمل بين يديه كأس من الخمر قد اذهبت بعقله تماما فاخذ يهذى والمرارة فى صوته
:بقى حتة العيلة دى ..تفضل صالح عليا ..لييه فيه ايه احسن منى ..دانا كنت هعيشها ملكة ..
اغمض عينيه يطلق اهه طويلة متحسرة ثم التفت بعدها الى مليجى يهتف به بغضب ووحشية
:كله منك انت لو مكنتش ضربتها ..كان هيبقى فى امل تبقى ليا ..مش تنام فى بيته حضنه الليلة ..دانا هطلع روحك فى ايدى النهاردة
حاول الانقضاض عليه يحاول الفكاك فيه لكنه تعثر بطرف السجادة ساقطا ارضا ليهب مليجى من مكانه هاتفا بفزع
:انا مالى انا يابرنس ..البت كده اوكده مش عوزاك وكانت رافضة..وانا لما ضربتها كان علشان توافق بك
تسطح انور على ظهره ارضا يغمض عينيه بأرهاق للحظات يفكر بكلماته قبل ان ينهض بتعثر وعينيه حاقدة مغلوله يهمس
:عندك حق يا مليجى ..كده او كده كانت رافضة.. بنت ال*** رفضانى انا... علشان كده ورحمة امى لندمها واحرق قلبها على عريس الغفلة ومبقاش ظاظا اما حصل
اتسعت عينى مليجى ذعرا يهتف بأرتعاب شديد
:لاا يا برنس مفيناش من الدم ..انا مليش فى السكة ده
رمقه انور باحتقار وتقزز
:عارف يا*** انك ملكش غير فى ضرب النسوان
ضيق مابين حاحبيه بتركيز يكمل ببطء وخبث
:علشان كده العملية ده عاوزة فوقة ودماغ مصحصة علشان نمخمخ لها تمام ومظبوط
صرخ مليجى فزعا بداخله دون ان يجرؤ على اصدار صوت حتى ولو ضعيف يتقاذف صدره رعبا يعلم ان الايام القادمة لن تمر على خير لاعنا بحرقة ابنة اخته وصالح ومعهم انور والظروف التى اوقعته فى تلك المصيبة
*****************
فصل لذوذ وخفيف عسولة اهو 😍😍
ظلمها_عشقاً
الفصل_الثامن
بجسده كجمرة النار وعيونه المظلمة وقف يحدق فى حروف اسمها الظاهرة فوق شاشة هاتفه فبرغم تجاهله لرسائلها طيلة اليوم وهى تتوسله فيها تارة وتهدده تارة اخرى لكنه لم يتوقع ان تكون بتلك الجرأة والجنون وتقوم بالاتصال به بمثل هذا الالحاح فى هذا التوقيت لاعنا نفسه لعدم قيامه باغلاق الهاتف لكن خشى عودة مليجى وقيامه بشيئ يستدعى تدخله وقتها لذا لم يجد امامه حلا وقد طفح به الكيل سوى بالرد عليها ووضع الامور فى نصابها الصحيح معها يتحرك مغادرا الغرفة متجاهلا نداء فرح الملهوف له لمعرفة هاوية المتصل ..
يقف بعدها بجسد مشدود واصابعه تضغط فوق الهاتف بعد ان ضغط زر الاجابة يهتف بها بحدة وغضب
:اتجننتى خلاص يا امانى وكمان بتتصلى بيا فى وقت زى ده
ساد الصمت من طرفها لحظة قبل ان تجيبه بصوت مرتعش خائف كأنها صدمت لهجومه العنيف عليها
:غصب عنى ..مقدرتش استحمل وكان لازم
اكلمك
ضغط صالح على اسنانه يفح من بينهم وصوته يحمل الوحشية والقسوة رغم محاولاته للسيطرة
:انا ماسك نفسى عنك طول اليوم وانتى عمالة تبعتى فى رسايلك ال.. واقول معلش هتعقل وتفوق للى بتعمله واخرها بتهددينى يا امانى تيجى هنا وتفضحينى
هتفت امانى به بحرقة والم يتحشرج صوتها بالبكاء
:كنت عاوزنى اعمل ايه وانا شيفاك بتضيع منى وبتبقى لواحدة غيرى ..انا بموت ياصالح بموت ..خايفة انام مصحاش من كتر الوجع اللى فى قلبى
زفر بقوة يضغط فوق جسر انفه بقوة قائلا لها بصوت هادئ لين لعله يبث به بعض من التعقل داخل عقلها
:خلاص يا امانى اهدى ملهوش لازمة عياطك ده..اللى حصل حصل ..والظروف حكمت بده ..يبقى تهدى وبلاش تعملى فى نفسك كده
لكن زادت حالة الهياج لديها بعد رده الهادئ هذا عليها صارخة به بجنون وغضب
:ده كل اللى عندك تقوله ليا ..اهدى وبلاش اعمل فى نفسى كده
التف حول نفسه يشعر بحاجته للحركة قبل ان يقوم بركل وتحطيم شيئ ما هامسا بحدة وعيون مظلمة من شدة غضبه
:صوتك مايعلاش عليا فاهمة ولا لا.. واقفلى يلا ...انا اللى غلطان انى رديت عليكى من الاساس
توحش صوتها تهتف بغل تعميها نار غيرتها
:انت رديت مش علشان سواد عيونى ولا خوفك عليا.. لااا انت خفت منى انفذ تهديدى واجى لعروستك اعرفها احنا اطلقنا ليه ..علشان كده لازم تسمع كل اللى عندى
تجمد جسده يقبض باصابعه بقوة فوق ظهر احدى الكراسى حتى ابيضت مفاصله يسمعها تتحدث اليه بخبث ساخر
:طبعا مصدوم انى عارفة و متأكدة انك خبيت عليها.. علشان تعرف بس ان محدش قادر يفهمك ادى ..بس عندك حق تخبى عليها وجعتك ماهى مش ملاك ونازل من السما علشان ترضى بوضع زى ده
سرعان ما ان انخفض صوتها بمرارة يغلبه بالبكاء وهى تكمل
:بس عارفة هى برضه مسكينة وصعبانة عليا..
وهى بتضيع عمرها معاك على امل كداب يا عالم هيحصل ولا لا... وفى الاخر المطلوب منها لاما ترضى وتعيش عمرها كله من غير ماتسمع كلمة ماما.. لاما تحن عليها وتطلقها فى الحالتين هى الخسرانة وهو كله فى الاخر لحكم الظروف
صالح بصوت بارد برودة الجليد لا يظهر تأثره بكلماتها وقد كانت كل كلمة منها كفيلة بان تهدم جبلا
:خلصتى كلامك خلاص ؟
امانى بصوت مهزوم خافت لكنه يحمل السم بين طياته
:ايوه ياصالح خلصت..ومبروك عليك الجوازة الجديدة ..بس يارب تخلف ظنى وظنك تطلع اجدع من غيرها مع انى ماظنش ده هيحصل
اغلق الهاتف ببطء ملقيا به فوق المقعد عينيه تلتمعان ببريق مظلم مخيف شفتيه مضمومتان بقوة وجسده متصلب يقاوم السقوط فى حجيم اضرمت نيرانه فيه من جديد يتشبث كالغريق حتى لا تجذبه السنة لهبه للسقوط بداخله..لكن وبرغم جميع محاولاته لم يستطيع المقاومة طويلا وقد عاودت لطمه حقيقة تجاهلها عن عمدا وقد القى بها خلف ظهره متجاهلا عواقبها تلبية لنداء قلبه العاشق المتيم بها وتوسل روحه ولهفتها لقربها
لكنها عادت الان لضربه بسوطها اللاهب تنهشه دون رحمة او رأفة به
*******************
مر عليها الوقت وهى ومازالت حبيسة تلك الغرفة تخشى الخروج منها مرة اخرى تحارب احباطها والالمها بعد رؤيتها لأسوء مخاوفها فى هذا الزواج تتحقق امام عينيها برؤيتها ضعفه وحنينه لزوجته الاولى وهرعه دون لحظة تردد واحدة للحديث معها فى ليلة زفافهم ومحاولة تهدئتها بصوته الحنون المراعى نبذاً خلفه عروسه المصدومة وقد ملأتها خيبة الامل والانكسار
لتظل مكانها تشعر بالاختناق يحكم قبضته فوق صدرها فلأول مرة ومنذ دخولها تلك الغرفة اخذ يلح عقلها عليها بسؤال قاسى طعنها بوحشية وهى تتطلع فيما حولها ..هل كانت هذه غرفته مع زوجته الاولى ..هل ستقضى ليلتها فوق فراش شاركته غيرها فيه يوماً...
تغلغل الالم صدرها وقد ارتفعت غصة البكاء فى حلقها تخنقها لكنها لم تستطيع التمتع برفاهية البكاء الان تلعن نفسها لقبولها بهذا الوضع وقد اغشى عشقها له عيونها وجعلها تتنازل عن ابسط حق لها فى هذه الزيجة
تنهدت بألم وعينيها تدور فوق اثاث الغرفة كأنها تحاول انكار ما ادركته الان هامسة بصوت موجوع
:ده مهنش عليه يغير الاوضه علشانى حتى .. معقولة لدرجة انا قليلة عنده ..
جلست فوق احدى المقاعد بجسد هامد مهزوم تتطلع امامها بعيون مصدومة تملأها الدموع للحظات كانت كالدهر عليها ثم فجأة تبدل حالا فورا تجذب نفس عميق داخل صدرها وهى تنهض واقفة تهتف بعزم وكبرياء برغم دموع الاهانة التى تلتمع بها عيونها
:لاا وحياة غلاوته عندى مايحصل ولا هيمس منى شعرة لو اللى فى دماغى ده صحيح .. انا مش قليلة ولا عمرى هكون ولازم يفهم ده كويس
توجهت نحو الباب يحركها شعورها بالغضب والاهانة وتجاهله لوجودها تفتحه ثم تتجه خارجه بخطوات صامتة سريعة تبحث عنه بعينيها فى ارجاء المكان وهى تحارب دموعها الخائنة المطالبة بالتحرر تتوقف بعتة مكانها بتجمد حين وجدته يجلس فوق احدى المقاعد يستند بمرفقيه فوق ساقيه محنى الرأس وكتفيه متهدلين بشدة كانه تحت وطأة ثقل هم شديد لا تعلم لما زادت رؤيته بهذا الشكل من وهج غضبها وطعم الخسارة بحلقها كالعلقم تعميها غيرتها بعد ان ادركت من المسئول عن حالته تلك ولماذا....
لذا هتفت به دون مقدمات بحدة وعنف
:شوف بقى انا استحالة هنام فى الاوضة دى .. واعرف كمان انك مش هتمس منى شعرة طول ما الاوضة دى موجودة
مرت لحظة صمت قاتلة بعد حديثها المندفع هذا له وقفت خلالها تتململ فى وقفتها وهى تهيئ نفسها لاستقبال ردة فعله مهما كانت على ما قالته تطول بهم لحظات الصمت حتى اتسعت عينيها برهبة واضطراب بعدما رفع اخيرا عينيه ببطء اليها دون ان تتحرك فى جسده عضلة اخرى يحدق بها بنظرات ثابتة جعلت البرودة تسرى فى عروقها تجمد الدماء بها وهى تتابع مرتجفة نهوضه البطىء من مكانه متقدما نحوها بثبات لتزدرد لعابها بصعوبة وهو ينحنى عليها تتقابل نظراته بعينيها دون ادنى تعبير بهما ووجهه ثابت كأنه مصنوع من حجر هامسا بصوت جليدى
:الشقة عندك واسعة ..والمكان اللى يريحك نامى فيه ..تصبحى على خير
ثم غادر فورا تاركاً لها خلفه شاحبة مترنحة تشعر بالدوار يلفها وقد تلقت للتو اعنف ضربة لكبريائها الانوثى فرده البارد اللامبالى هذا كان اشد ايلام وقسوة عليها من اجابته لاتصال طلقيته منذ قليل
**********************
لم يغمض لها جفن منذ ان تركها تجلس فوق احدى المقاعد بجسد مرهق وعيون تتساقط دموعها بغزارة تغرق وجنتيها حتى غلبها الارهاق والنعاس اخيرا تسقط نائمة مكانها دون حراك حتى الصباح وبعدما اخترقت تحركات واصوات قربها غيمة نومها تبددها لتنهض تتأوه بألم وهى تحاول ان تمسد باناملها عضلات عنقها المتيبسة بشدة تتأوة بألم لكن أتى صوته الحازم مناديا لها من خلفها فتوقفت حركاتها تلتفت اليه سريعا ليكمل وقد وقف بكامل ملابسه امامها يمسك بعلاقة مفاتيحه قائلا
:انا نازل .. و عندك الفطار جاهز فى المطبخ ..
ثم تحرك متوجها ناحية الباب يكمل بصوته البارد غير المبالى
:وبعد كده ابقى نامى فى اوضة...الاطفال
تحشرج صوته وتابطأ فى كلمته الاخيرة لكنها لم تنبه وهى تسرع ناهضة تجرى خلفه تسأله بلهفة وارتباك
:انت رايح فين الصبح كده؟!
التفت لها بوجه خالى من التعبير
:نازل الشغل ..فى طلبية هتوصل المخازن ولازم اكون موجود هناك حالا
انتهت قدرتها على التحمل والتظاهر بالقوة واللامبالاة تسأله بصوت مرتجف حزين
:صالح احنا اتجوزنا امبارح بس..مفكرتش شكلى هيبقى ايه لما الناس تشوفك نازل كده الصبح بدرى يوم الصباحية؟!
زفر بحدة هاتفا بنزق وخشونة
:يقولوا اللى يقولوه محدش ليه حاجة عندى..
بعدين مش المفروض اقعد جنبك فى البيت علشان كلام الناس وانا ورايا شغل
اومأت له بوجه شاحب حاكى وجوه الموتى تضم جسدها بذراعيها تتراجع للخلف خطوة هامسة
:عندك حق شغلك برضه اهم ..مع السلامة
تركته فورا تهرع من امامه بعد ان تتعالى شهقات بكائها بصوت كان غمد سكين بصدره تلحقها قدميه فورا ودون لحظة تردد منه بخطوات سريعة متجاهلا نداء عقله له الا يفعل فقربه منها كالخطر جسيم يلغى كل ما اتخذه من قرارات ليلة امس تمسكها يده من خصرها يلفها له بقوة ثم يجذبها الى صدره لتدفن وجهها به تبكى بشدة وانهيار يرتج جسدها من عنف شهقاتها فتوتر جسده بشدة يلعن نفسه من بين انفاسه يهمس لها بعدها بكلمات مهدئة معتذرة وانامله تربت فوق خصلات شعرها بحنان حتى هدئت شهقاتها اخيرا ليسألها بخفوت وبصوت اجش وهو يزيد من ضمها اليه
:احسن دلوقت ؟
هزت رأسها بالايجاب ووجهها مازال مدفون فى صدره واناملها تتشبث بقميصه من الخلف ليحدثها بصوت رقيق هادىء شعرت معه كأنها طفلة مشاغبة يحاول تهدئتها
:طيب تعالى اغسلى وشك ..وافطرى
تجمد جسدها مبتعدة عنه بأنف محمر وعيون منتفخة يتلطخ وجهها بأثار دموعها تهتف به بغضب وتذمر
:مش هغسل حاجة ..ومش هفطر ..وبطل تعاملنى على انى عيلة صغيرة ادامك
التوت شفتى صالح قائلا بسخرية متهكما من نفسه
:ماهو لو كنت شايفك غير كده كانت امور كتير اتحلت ما بينا ..اولهم جوازتنا دى
اتسعت عينيها متألمة تتطلع اليه مشدوهة هامسة
:عندك حق ..ماهو مفيش واحدة كبيرة وعاقلة ترضى بجوازة عارفة من اولها انها كانت غلط ..حتى ابسط حقوقها فيها محصتلش..
ضغطت شفتيها معا تمنع ارتعاشتهم تكمل
:بس وايه يعنى.. ماهى برضه عيلة غلبانة وهتفرح بجوازة وشقة مكنتش تحلم بيهم حتى لو مش ليها من الاساس
اتسعت عينيه ذهولا من اساءتها لفهم كلماته واشارتها مرة اخرى وتوبيخها الخفى له عن اهماله تغير غرفة نومهم قبل زواجه بها كأنه تعمد فعل هذا يهم لشرح حقيقة الامر لها لكن اتى صوت جرس الباب قاطعا اى حديث بينهم ليزفر صالح بنفاذ صبر وحدة يلتفت ناحية الباب قائلا
:مين اللى هيجيلنا بدرى على الصبح كده..
ثم التفت اليها عينيه تدور فوق ملامحها الحزينة للحظات قبل ان يتحدث اليها بهدوء
:ادخلى اغسلى وشك وغيرى هدومك عما اشوف مين..بلاش حد يشوفك كده
التمعت عيونها بالتحدى ترميه بنفس كلماته منذ قليل
: اللى يشوف يشوف محدش ليه حاجة عندى..
جز صالح فوق اسنانه ينحنى عليها قائلا من بينهم ببطء وتحذير جعلها تتراجع للخلف عنه تتسع عينيها بخشية وخوف
:لو مش عوزانى اعاملك زى العيلة الصغيرة زى ما بتقولى ..يبقى تنجرى تسمعى الكلام وتدخلى الاوضة ومتخرجيش منها الا لما اندهلك ..فاهمة
اسرعت بهز رأسها بالايجاب تفر من امامه تختفى داخل غرفة النوم فى لمح البصر ليقف هو يتابعها يهز رأسه بأبتسامة صغيرة مرحة حتى اختفت عن انظاره ثم ذهب فى اتجاه الباب لفتحه تتسع عينيه بذهول لمرأى اخيه وزوجته يقفان امامه قبل ان تدوى من سمر زغرودة طويلة قائلة بفرحة لم تصل لعينيها
:مبروووك ياصالح مبروك ياخويا..
افسح لهم صالح الطريق للدخول بوجه متجهم مرحبا بهم بجمود لتسرع سمر قائلة بعد دخولهم وعينيها تدور بحثا فى المكان
:اومال العروسة فين علشان نبارك لها..
اجابها صالح وهو يوجهم لغرفة الاستقبال قائلا
: اتفضلوا ..ثوانى وجاية حالا .. ازيك ياحسن وحشنى يا راجل
قالها صالح بتهكم موجها الحديث شقيقه الصامت منذ لحظة دخوله ليجيبه حسن بضيق قائلا
: الحمد لله بخير ...مبروك يا صالح
اسرعت سمر تعتدل فى جلستها قائلا بحزم
: انا عارفة انك زعلان منى انا وحسن ..بس وحياتك عندى ياخويا..احنا والله فرحانين لك من قلوبنا.. وربنا يجعلها جوازة الهنا عليك ..ومتطلعش زى اللى قبلها ابدا يارب
نكزها حسن بمرفقه بقوة لتشهق ضاغطة فوق شفتيها باحراج تنظر ناحية صالح متظاهرة بالاسف والخجل لكن تطلع نحوها صالح بهدوء لكن ظلمة ووحشية عينيه جعلتها تشحب بشدة تسرع قائلة بمرح مصطنع فى محاولة لتدارك الامر
:جرى ايه ياخويا انت مش هتنده العروسة نسلم عليها ولا ايه
نهض صالح من مقعده قائلا
:هقوم اندها تسلموا عليها علشان عاوز انزل ورايا شغل
شهقت سمر مستنكرة بحدة قائلة
:شغل ؟! شغل ايه اللى عاوز تنزله يوم صباحيتك ده..انت عاوز الناس تتكلم ولا ايه
توقف صالح يلتفت ببطء تتطلع عينيه نحو شقيقه بخيبة امل واسف للحظات فأحنى حسن رأسه حتى كادت تلامس ذقنه صدره من شدة خجله وارتباكه قبل ان يغادر صالح المكان مسرعا دون الرد عليها لتهتف سمر بحسن بعدها قائلة وابتسامة شامتة فوق شفتيها
:جدع انك قلتله انك تعبان ومش هتنزل الشغل الفترة الجاية ..
حسن ونظراته تتبع شقيقه بحزن وتذمر
:تعبان فين بقى ..وانا طابب عليه زى القضا المستعجل الصبح كده ..يعنى خلاص لازم نطلع ليهم فى وقت زى ده
سمر وهى تنكزه بحدة
:اسكت انت مش فاهم حاجة..مانا كان لازم اطلع واشوف بعنيا عروسة الهنا عملت ايه بعد مكالمة امانى امبارح لاخوك
حسن بنزق وهو يعتدل جالسا
:وده هتعرفيه ازى بقى..
ابتسمت سمر بخبث هامسة
:لاا مانا هعرف يعنى هعرف ..ويارب تكون امانى عرفت تطينها صح على دماغهم ليلة امبارح
*******************
:انت مش بترد على تلفوناتى ليه ياعادل من امبارح
زفر عادل بقوة يرجع للخلف الى ظهر مقعده قائلا
:علشان لو كنت رديت عليكى كنت هقولك كلام مش هيعجبك منى ياياسمين
جلست ياسمين فى فراشها تصرخ به بعصبية عاقدة حاجبيها بعبوس
:ليه ..علشان ايه كل ده ..علشان قلتلك مش عاوزة اسكن فى شقة فى الحارة
صرخ عادل بها هو الاخر عينيه تطلق شرار الغضب
:لاا مش علشان كده يا ياسمين ..وانت عارفة كويس انتى عملتى ايه
تنهدت ياسمين تقلب عينيها بملل قائلة
:طب خلاص يا سيدى متزعلش ..بس انت عارف انا مبحبش حد يقولى لا على حاجة عوزاها
عقد عادل حاحبيه يسألها ببطء وهدوء ما قبل العاصفة
:يعنى ايه بقى كلامك ده مش فاهم؟!
ياسمين وهى تتطلع الى اظافرها تهز كتفها بلا مبالاة قائلة
:يعنى انا متعودتش حد يرفض ليا طلب ..واظن انا من حقى احدد هعيش فين ومع مين يا عادل
عادل بصوت بارد
: طيب ولو قلت لا يا ياسمين مش هعمل اللى طلبتيه ..ولا هسيب بيت اهلى ابدا ؟
احتقن وجهها من رده البارد عليها لكنها اجابته بغرور وثقة من يملك الورقة الرابحة
:يبقى ساعتها اقولك كل شيئ قسمة ونصيب ..وتعال علشان تقعد مع باباه وتنهى كل حاجة معاه
ساد الصمت من طرفه فترة طويلة ليدب الخوف فى قلبها تختفى ثقتها وهى تناديه بعدم يقين ليأتى صوته بعدها قائلا
:خلاص يا ياسمين اللى تشوفيه..وماشى كلامك
ارتفعت نظرة غرور فى عينيها تنشق شفتيها ببسمة انتصار و لكن سرعان ما اختفت فور ان سمعته يكمل ببرودة شديدة وحسم
: بلغى عم منصور انى جاى بعد المغرب ..وزى ما قلتى كل شيئ قسمة ونصيب
اغلقت المكالمة من طرفه بعد حديثه فورا فاخذت تتطلع الى الهاتف بعيون مصدومة وفم مفتوح ذهولا
فلم تكن تتخيل ان يكون رده عليها حاسم وبهذه السرعة فما قالته لم يكن سوى تهديد فارغ منها فى الهواء لم تريد به سوى الضغط عليه حتى يرضخ لتنفيذ طلبها ترتجف رعبا مما هو اتى وهى تفكر كيف ستبلغ ابيها وصالح بما حدث الان فلو قتلوها بعد علمهم بما فعلته وقالته سيكون قليلا عليها من وجهة نظرهم
**********************
دلف الى داخل الغرفة تتسمر قدميه حين وجدها تقف امام المرآة تحاول وضع القليل من الزينة على وجهها ليهتف بها بحدة
:انتى بتعملى ايه ...متحطيش اى هباب من ده على وشك
رمت القلم من يدها بحدة فوق طاولة الزينة تلتفت له هاتفة بغضب ومازال الارهاق والاحمرار ظاهر فى عينيها
: يعنى عاوزنى اطلع لضيوفك بوشى عامل كده
اقترب منها ببطء وفوق شفتيه ابتسامة اذابتها رغما عنها ونظراته المحدقة بها والتى تنبض بالحياة اذابت قلبها تتقاذف نبضاته بشدة فى صدرها حين انحنى عليها يهمس برقة ونعومة اذابت الباقى منها
:ومالك كده..مانت زى القمر اهو ..
اغمضت عينيها ترتجف بقوة وهى تشعر بشفتيه تلامس وجنتيها برقة ثم يعتدل ببطء عينيه تتطلع فى عينيها بشغف لم يستطع السيطرة عليه هامسا
:ده يمكن حتى انتى احلى منه كمان..
شعرت كأنها تمسك النجوم وتطفو فوق غيمة وردية صنعتها كلماته لها لكن سرعان ما اختفت بعد ان نهرت نفسها لسقوطها تحت تأثير سحره عليها يحل بدلا عنها اخرى عاصفة محملة بالصواعق فقد سئمت تلاعبه بها وتقلبه الدائم معها من البارد الى الساخن والعكس لذا دفعت بكفيها فى صدره تدفعه بقسوة تبعده عنها هاتفة بغضب وعصبية
:طب ابعد كده علشان انا خلاص قربت اجيب اخرى
تحركت ناحية الباب بخطوات غاضبة لكن اوقفها صوت المتسائل بجدية رغم الابتسامة على شفتيه
:وايه هو اخرك بالظبط يا فرح ؟!
اجابته بهدوء دون ان تلتفت له ويدها فوق مقبض الباب تمسكه بقوة
: صدقنى انا نفسى مش عرفاه ..بس متأكدة انه لو حصل ساعتها مش هيعجبك ولا هيعجبنى
*****************
جلس انور ومعه ثلاثة من الرجال مفتولى العضلات فى احدى المقاهى يهتف بهم بتحذير وحدة
:عاوز ضرب موت مش عاوز فى جسمه حتة سليمة ولو ممكن كمان خبطة مطوة تجيب اجله يبقى حلو اووى
هز احدى الرجال رأسه برفض قائلا بصوت اجش غليظ
:لاا يا معلم ضرب المطاوى ده ملناش فيه ...عاوزة علقة موت مااشى لكن نزفر ادينا لااا
انور بغلظة هو الاخر ووجه مستنكر
:لاا راجل ياض..ده على اساس دمه اللى هيسيح من الضرب ميبقاش تنزفير ..
نفخ من انفه بغيظ واحباط يكمل بعدها موافقا على مضض
:ضرب ضرب ..المهم يتعجن فيها وعلى القليل يقعد فيها سنة فى الفرشة مدغدغ ..مين عارف مش يمكن يخلص فى اديكم وهتبقى جت من عند ربنا
همهم الرجالة له بالموافقة ليدخل انور يده داخل جيب بنطاله يخرج منه رزمة من الاوراق المالية يدفعها ناحيتهم اختطفوها منه بعيون جشعة وايدى متلهفة فيهتف لهم بحزم
:مش هواصيكم عاوزة علقة موت ..مش عاوز امه نفسها تعرفه من كتر الضرب اللى هياخده
التمعت عينيه بالغل يكمل هامسا بحقد وغيرة يتأكلاه
:وتبقى تفرح بنت ال**** بجوازة الهنا وعريس الغفلة وهو راجع لها مفيش فى جسمه حتة سليمة
**********************
ظلمها_عشقاً
الفصل_التاسع
خرجت يتبعها هو الاخر فى اتجاه غرفة الاستقبال لتنهض سمر فور رؤيتها تهتف بترحاب وابتسامة سعيدة مبالغ فيها فوق شفتيها
:اهلا بالعروسة القمر ...مبروك يافرح الف مبروك ياحبيبتى
همست لها فرح بالشكر تتقبل منها قبلاتها على وجنتيها قبل ان تمد يدها الى حسن بالمصافحة وهى تتلقى منه تهنئة مرتبكة يعاودا الجلوس مرة اخرى فتسألهم فرح بحرج وتلعثم
:تحبوا تشربوا ايه؟
اسرعت سمر تهتف بلهفة تقاطع رد حسن الرافض قائلة
:اى حاجة من ايدك ياحبيبتى تبقى حلوة
هزت فرح رأسها مغادرة الى المطبخ لتهتف سمر من ورائها تنهض عن مقعدها للحاق بها
:استنى اجى معاكى علشان اساعد......
اوقفها صالح بحزم يشير لها بالجلوس مرة اخرى قائلا بأقتضاب
:خليكى انتى يا سمر متتعبيش نفسك ...انا هروح اساعدها
جلست سمر مكانها بأحباط تتطلع له تلوى شفتيها بغل بعد مغادرته وهى تتحدث الى حسن الجالس على جمر من شدة احراجه
:اخوك عاوز يروح يساعدها ...شوفت العز والهنا اللى فيه بنت لبيبة
اقترب منها حسن هامسا بأرتباك واحراج
:قومى ياسمر بينا نمشى شكلنا بقى زفت متزودهاش اكتر من كده
نكزته بقوة تهتف به بحدة من بين اسنانها
:اقعد مكانك متتحركش..استنى نشوف عرسان الهنا عاملين ايه مع بعض يمكن نارى تهدى شوية
فى اثناء ذلك كانت فرح تقف فى المطبخ تنظر حولها بأرتباك وتخبط ليقترب منها صالح مشيرا ناحية الخزانة قائلا بهدوء
:الكاسات موجودة عندك فى الضلفة دى..والعصاير فى التلاجة ..ولو عاوزة تعملى شاى...
اخذ يشير لها على اماكن الاشياء تتبع هى اشاراته بأرتباك وتوتر قبل ان تتحرك ناحية احدى الخزائن تفتحها تتطلع بداخلها بتركيز ثم وقفت على اطراف اصابعها حتى تستطيع ان تطال الاشياء بداخلها لكنها فشلت لتزفر بأحباط اتبعها شهقة فزع حين شعرت به خلفها ملتصقا بها هامساً فى اذنها بنعومة شديدة
:تحبى اشيلك ارفعلك علشان تعرفى تطولى الرف؟
اغمضت عينيها تهز رأسها بقوة رافضة فيتنهد اسفا قائلا
خسارة ..من زمان معملتهاش وقلت يمكن يعنى....
قطع كلماته حين التفتت اليه بحدة تدفعه بقوة قائلة برفض ووجه ممتعض
:شكرا ..قلت مش عاوزة
تراجع للخلف يرفع بكفيه امامه بحماية وقلق مصطنع قائلا بصوت ممازح
:خلاص اسف... وهسكت واقف اتفرج وانا مؤدب خالص اهو
اقتربت منه تفح من بين اسنانها غيظا خشية ان يسمعها ضيوفهم بالخارج
:هتقف تتفرج على ايه؟! ايه مش هعرف اعمل عصير لضيوفك...اتفضل اخرج اقعد معاهم ..مش عاوز حد معايا هنا
اتسعت بسمته وعينيه تلتمع بشدة وهو يمرر نظراته فوقها ببطء شديد استقبلته هى ببرود مصطنع قبل ان يهز رأسه موافقا يتحرك من مكانه مغادرا لتزفر براحة تلتقط انفاسها بعد خروجه تتطلع الى الخزينة مرة اخرى باهتمام وتركيز
خرجت بعد حين تحمل صنية التقديم وفوقها الكؤوس ليسرع واقفا يحملها من بين يديها قائلا بتلقائية وبصوت حنون
:تسلم ايدك ياحبيبتى
رقص قلبها بسعادة من تأثير كلمته والتى شعرت بها نابعة من قلبه وهى تخرج منه بين شفتيه بتلك العفوية
تمر الزيارة بعد ذلك سريعا بعد عدة محاولات من زوجة اخيه لفتح عدة مواضيع لحديث اغلقها صالح بحزم لتنهض بعصبية يتبعها حسن زوجها بعد مرور عدة دقائق مرت على فرح عصيبة وهى تحاول رسم ابتسامة سعيدة فرحة فوق شفتيها تنهض معهم لتودعهم حتى باب الخروج بعد ان اعلن صالح عن خروجه معهم هو الاخر يلتفت لها تحت مراقبة وعيون سمر الحاقدة يضع كفه خلف رأسها يجذبها اليه تحدق به بذهول وهو ينحنى على جبهتها يقبلها برقة يودعها ويتطلع الى عينيها بحنان بعدها قائلا
:سلام يافرح..خلى بالك من نفسك ولو احتاجتى حاجة كلمينى..وانا ان شاء الله هرجع على ميعاد الغدا علشان نتغدى سوا
هزت رأسها موافقة وهى ماتزال متسعة العيون لكن هذه المرة بفرحة وسعادة رغما عنها فيبتسم لها برقة وحنان قبل ان يغادر تغلق خلفه الباب تستند عليه بانفاس متلاحقة سريعة هامسة
:هتجننى معاك يابن انصاف ..وهاجى فى مرة وقلبى هيوقف من لعبك بيا وعمايلك دى معايا
*********************
انهت محادثتها تلقى بالهاتف ثم اخذت سمر تجوب ارض المكان وهى تفرك كفيها بغل وغضب صارخة فى زوجها الممسك بهاتفه يتطلع اليه غير مبالى بثورة غضبها وهى تهتف
:عجبك اخوك وقلة ذوقه ..ايه خايف على ست الحسن مننا احسن هناكلها
دمدم حسن بصوت هامس متذمر
:اهى هتيجى على دماغى زى كل مرة ..وهتطلع غلها عليا
لم تنبه له سمر تكمل والغيرة تتأكلها
:ولا شوفت وهو بيبوسها ادمنا ولا كأننا واقفين ...الا عمرى ما شوفته عملها مع امانى ..هى البت هبلته ولا ايه ..قال وانا اللى طالعة اشوف مكالمة امانى نيلت ايه معاهم ليلة امبارح
التوت شفتى حسن بسخرية يتراجع للخلف فى مقعده قائلا
:واضح انها ولا كان ليها اى تأثير ..انتى مش شوفتى كانوا عاملين ازى ادمنا
التفتت اليه تتسع عينيها محدقة به كما المجنونة تضغط شفتيها غيظا ليسرع لاصلاح كلماته قائلا بأضطراب وقلق
:بس لو انتى شايفة حاجة تانية غير كده ..انا معنديش مانع
تجاهلته تجلس فوق المقعد عاقدة بين حاجبيها بتفكير للحظات قائلة بعدها
:لاا بس سيبك من اللى كان ادمنا واللى قلته دلوقت لامانى ..البت فرح شكلها مش مظبوط كانها معيطة وقلبى بيقولى ان مكالمة امانى قامت معاهم بالواجب امبارح
توترت ملامح حسن هامسا بارتباك خشية منها ومن رد فعلها على ما سيقوله
:بقولك ايه يا سمر ..ما تخلينا فى حالنا ..وهما فى حالهم ونسيب الدنيا وزى ما تيجى تيجى
تطلعت ناحيته بشراسة وقد تملكت منها الغيرة يعميها حقدها وهى تصرخ به
:اه عوزنى اقعد واحط ايدى على خدى زى جنابك ما بتقول واسيب اخوك يتجوز ويتهنى وكل حاجة تضيع مننا ياسى حسن..تصدق انا غلطانة اصلا انى بفكر فيك وفى مصلحتك
هتف بها هو الاخر بعصبية وقد تملك منه الغضب لاصرارها الغريب هذا على تخريب حياة شقيقه
:مصلحة ايه اللى بتتكلمى عنها بس..فى الاول والاخر صالح ليه حق زيه زيى فى ورث ابويا سوا خلف ولا مخلفش
حدقت سمر به ذهولا فلاول مرة ترى منه هذا الجانب واندفاعه الغاضب دافعا عن شقيقه لذا اسرعت لتدير الدفعة للجانب الاخر والذى نادرا ما يخطىء معه تبتسم له بحب وهى تخاطبه بهوادة ولطف كما لو كان طفلا صغيرا
:ياحسن ياحبيبى افهمنى .. انا بعمل كل ده علشانك انت وعلشان بحبك وعوزاك احسن راجل فى الدنيا...اخوك لو عدت السنة دى عليه من غير علاج زى ما الدكتور فهمنا انسى انه يخلف ولا يبقى ليه وريث يعنى كل حاجة عنده بعد عمرين طوال هتبقى ليك ولولادنا
تنهد حسن يظهر على وجهه الرفض وعدم اقتناعه بحديثها لتسرع بالنهوض من مكانها تجلس بجواره مقتربة منه ببطء بحركات مثيرة لعوب تعلم تأثيرها جيدا عليه قائلة بصوت مغرِ
:يعنى ياقلب سمر وعيونها من جوا تهدى كده ونفكر مع بعض هنعمل ايه فى اللى جاى سوا
ازدرد حسن لعابه بصعوبة وعينيه معلقة فوق شفتيها وقد مررت طرف لسانها فوقها ببطء قائلا بصوت متحشرج
: بس صالح...
وضعت سبابتها فوق شفتيه تنهى الباقى من كلماته هامسة ببطء واقناع
:هو احنا هنعمل فيه حاجة لقدر الله..داحنا هنشيله فى عنينا وولادنا هيبقوا ولاده... ولا ايه ياحبيبى
هز حسن رأسه لها موافقا كالمغيب وهو لايدرى عن اى شيىء اتت موافقته تلك لبتسم سمر بأنتصار هامسة له بهدوء مؤكدة عليه
:يبقى تسيب مراتك حبيبتك تلعبها صح ..وهو شهر واحد بس وهتلاقى فرح خارجة هى كمان من هنا بتعيط جنب اختها امانى
*********************
وقف يتابع سير العمل بعيون شاردة وعقل مغيب لا يشغل تفكيره سوى ضحكتها ولمعة عيونها الذائب عشقاً بهما ترتفع زاوية شفتيه بابتسامة صغيرة عندما تذكر عيونها المتسعة ذهولا حين انحنى عليها يقبل جبينها برقة يحدثها بعدها غير عابئ بنظرات شقيقه ولا زوجته المراقبة له لا يهتم بشيىء سواها هى فقط وقد صدرت عنه حركته تلك كبادرة اعتذار منه لها فليس من ذنبها ما يحدث معه من تذبذب فى مشاعره تقلبه من الساخن الى البارد فى تعامله معها تؤلمه رؤيته تعاسة ودموع عينيها كما يؤلمه اكثر ان يكون هو المسئول عن تلك الدموع
لكن مابيده حيلة فهو لا يستطيع اطلاق العنان لمشاعره سامحاً لها بالتحرر من قيدها فتكون كسيف مسلط الى عنقه حين تعلم ما يخفيه عنها يخاف بل يرتعب من ردة فعلها عند معرفتها بحقيقة تجاهلها قلبه عمداً حين خشى خسارتها مرة اخرى اوان تصبح لغيره يوما...يعلم بأنانية فعلته ولكن اليس كل عاشق بأنانى وهو عاشق لها حتى النخاع وسيظل دائما وابدا يهواها بكل جوارحه
تنهد بحرارة يرفع سيجارته الى شفتيه ينفث بها عن نيران صدره لكن توقفت حركته فى منتصف طريقها عاقدا حاجبيه بشدة مراقبا وقد توقفت سيارة امام المحل مباشراً يخرج منها خمسة اشخاص مفتولى العضلات ويرتسم على وجوهم الشر والاجرام يقترب احداهم من احدى العمال لديه يسأله شيئا اشار بعدها العامل ناحيته ليعتدل فى وقفته منتبهاً وهو يرى اقترابهم منه يسأله احدهم بصوت جهورى خشن
:انت صالح الرفاعى ؟!
هز صالح رأسه له بالايجاب يجيبه بصوت هادىء ليقترب منه هذا الشخص يهتف بغلظة
:عندى ليك رسالة من حد عزيز وبيحبك..بيقولك مبروك عليك جوازة الهنا يا عريس ..وده بقى نقوطه ليك
وفجأ اندفع هذا الشخص بجسده الهائل رافعا قبضته مزمجرا ناحية صالح والذى ادرك نيته فورا ليسرع بتخطى ضربته مائلا الى الجانب الاخر مبتعدا عن قبضة هذا الضخم والذى اسرع وهو وشخص اخر بتطويقه من الجانبين ثم يأتى ثالثهم من امامه ويقوم بلكمه فى معدته بقوة وعنف تأوه لها صالح بشدة لكن لم يمهله الرجل الوقت وهو يعاجله بضربة تلو الاخرى يسود المكان حالة من الهرج والمرج وقد حاول العاملون لدى صالح التدخل لكن قام الباقى من الرجال بأشهار اسلحة بيضاء فى وجوهم لمنعهم من ذلك وفى تلك الاثناء كان صالح حاول الفكاك من قبضة المعتدين عليه ليرتكز بمرفقيه على الرجلين المطوقين له من الجانب رافعا قدميه معا ويدفعهم بعنف فى صدر من يقوم بضربه من الامام فيسقط مرتطما بالارض بعنف ثم يلتفت الى الشخص على يمينه ناطحا له براسه بضربة عنيفة تراجع لها هذا الشخص الى خلف هو الاخر تنحل قبضته من حول ذراع صالح الممسك به ثم يلتفت الى الاخر يعاجله بلكمة قوية تدور بينهم معركة طاحنة تدخل بها الجميع تتطاير معها الواح الخشب والكراسى وقد تجمع العديد من اهل الحارة فى محاولة لمساندة صالح وقد صارت الامور لصالحه حتى عاجله احدى البلطجية بضربة من سيف عملاق ممسك به حاول صالح اقافها قبل ان تصل لرأسه معترضا طريقها بساعده ليشق نصل السيف طريقه فى لحمه بضربة قاسية صرخ لها صالح متألما تنبثق الدم منه بغزارة ثم عاجله بضربة اخرى فى اسفل ساقه سقط لها صالح ارضا فيهرع اهل الحارة ناحيته فى محاولة لانقاذه استغلها الاخرون وهرعوا من المكان فورا هاربين
*****************
:انتى اتجننتى ولا ايه حكايتك بالظبط يابت انتى
صرخت بها سماح بحدة وعنف فى شقيقتها الباكية وقد انهمرت دموعها فوق وجنتيها وملامحها الحزينة لكن لم يوقف هذا سماح بل اكملت بغضب
:بقى فى واحدة عاقلة تقول لجوزها كده ليلة دخلتهم
رفعت فرح وجهها البائس بعيونها الحمراء وانفها التورم من اثر بكائها تهتف هى الاخرى بصوت مرير محطم
:كنتى عوزانى اعمل ايه بعد ما اسمعه بودنى وهو بيكلمها بحنينة ويقولها معلش متزعليش.. ولما اعرف انه حتى مهنش عليه يغير اوضة النوم .. ..هاا كنتى عوزانى اعمل ايه ردى عليا
صرخت بكلماتها الاخيرة بأنهيار وألم جعل قلب سماح يرق لها لتجذبها الى صدرها تحتضنها بحنان قائلة برفق
:لو انا مكانك ..كنت هكلمه وسأله واعرف منه كل حاجة..مش اروح ارمى دبشة اطربق بيها الليلة على دماغى ودماغه
فرح بصوت مختنق تقاطعه شهقات بكائها
:مقدرتش يا سماح ..نار وقادت فى قلبى لما سمعته بيكلمها ..انا بموت يا سماح ..ياريته كان فضل حلم بعيد ولانى اعيش معاه وهو قلبه مع غيرى
انهارت تبكى شاهقة بحرقة يهتز جسدها كله بين احضان شقيقتها لتتنهد سماح قائلة بصوت متعقل هادئ حاولت به تهدئتها
:يابت بطلى عبط ...وهو لو قلبه معاها كان طلقها من الاول ليه ..ولو عاوز يرجعها ماكان ادامه بدل الفرصة عشرة..وبعدين ليه متقوليش انه اضطر يرد عليها
رفعت فرح رأسها ببطء تمسح دموعها بكفيها تتطلع الى شقيقتها تنصت للباقى من حديثها بأهتمام تتطلع اليها بأمل يهفو له قلبها لتهز سماح رأسها بتأكيد تكمل
:ايوه صدقينى.. وهو لما لقى واحدة رخمة بترن عليه فى وقت زى ده اكيد قلق ورد عليها علشان يعرف عوزة ايه.. وطبعا زمانها عملت الشويتين بتوعها خلوها تصعب عليه وكده ..عادى يعنى فرح
التمعت عينى فرح بأشراقة املها تتوقف دموعها فورا لكن سرعان ما غيمت سحابة من الحزن عليهم مرة اخرى تسألها بخفوت
:طب واوضة النوم .. صعبت عليه يغيرها هى كمان؟!
مدت سماح طرف اصبعها تزيح الباقى من دموعها قائلة بحزم تغلفه الرقة
:فرح ..افتكرى جوزكم تم ازى وفى وقت أد ايه .. ده حتى احنا نفسنا ملحقناش نجبلك كام هدمة تدخلى بيهم ..عوزاه هو يغير اوضة نوم فى يوم و ليلة
ابتسمت فى وجهها تربت فوق كفها تكمل بحنان
:استهدى بالله يافرح ..ومتخربيش على نفسك وفكرى قبل ما تتكلمى وبلاش شغل الدبش بتاعك اللى هيوديكى فى داهية ده
التمعت عينى فرح تنطق بعشقه الذائب قلبها به قبل لسانها هامسة
:بحبه يا سماح بحبه ..وهو مش راسى معايا على حال شوية يرفعنى لسابع سما وشوية يرمينى لسابع ارض لما هيجننى معاه
تنهدت سماح تهز رأسها صامتة للحظات قبل ان تسألها بهدوء
: طيب كمليلى بقى عملتى ايه بعد ما سابك بعدها
تنهدت فرح بحزن تقص عليها ماحدث بعدها تستمع اليها سماح بعيون متسعة متحمسة وبأبتسامة بلهاء تزين ثعرها حتى اتت على ذكر خروجها لاستقبال شقيقه وزوجته لتلتوى شفتى سماح بامتعاض
:انا عمرى ما حبيت اللى اسمها سمر دى ولا برتاح لها
اومأت لها فرح هى الاخرى برأسها مؤكدة على كلماتها قائلة بنفور
:ولا انا كمان بحبها ولا برتاح لها فاكرة كانت بتعمل ايه معانا لما كنا بنيجى هنا مع امك
هزت سماح رأسها بالايجاب تهتف بعدها بحدة ووجسد متحفز
:اوعى تكون كلمتك وحش ولا عملت معاكى حاجة ضايقتك بنت ال**** دى
فرح بأبتسامة ونظرة عاشقة فخورة
:وهى تقدر وصالح واقف ..ده مخلهاش عارفة تفتح بوقها بكلمة طول القاعدة لحد ما قامت هى وجوزها وهو كمان نزل معاهم على طول بعدها
احنت رأسها هامسة بخجل وارتباك
:بس باس راسى ادمهم قبل ما يمشى وقالى انه هيرجع على الغدا علشان نتغدى سوا
ضحكت سماح بفرحة وسعادة تنكزها ممازحة
:طيب عاوزة ايه ابقى ..ما الراجل بيصالحك اهو
ابتسمت فرح بسعادة خجلة شاردة لوهلة قبل ان تهتف بنبرة مستنكرة
:ده بيعمل كده ياختى علشان كانوا واقفين ..هو فى عريس ينزل يوم صباحيته
صرخت سماح بنفاذ صبر تنهض من مكانها صارخة بأستياء
:لاااا دانتى ملكيش حل .انا هقوم قبل ما يجرلى حاجة بسببك..الله يكون فى عونه صالح
امسكتها فرح بلهفة توقفها قائلة برجاء
:خليكى معايا شوية متسبنيش لوحدى ..لحد ما صالح يرجع ونتغدى سوا
هزت سماح رأسها رافضة تنهض وتنهضها معها قائلة
:لاا كفاية عليكى كده ..انا هنزل علشان الحق الشغل وهبقى اجيب مرات خالك والعيال ونجيلك تانى
تحركوا معا ناحية الباب الخارجى قبل ان تتوقف سماح غامزة بمرح خبيث
:وابقى جربى تلبسى القميص اللى جيباه معايا النهاردة يمكن عقدتكم تتفك ..واعقلى يام مخ صغير وافرحى وفرحى جوزك
حضنتها فرح بقوة وحب بادلتها اياه سماح هى الاخرى قبل ان تمد يدها تفتح الباب تهم بالخروج لكن سمرتهم مكانهم صرخات الحاجة انصاف تأتى من ناحية الدرج وهى تصرخ بلوعة وخوف
:ابنى ...ياحسن... الحق اخوك ياحسن هيموتوه ولاد الكلب
قفز قلب فرح ذعرا داخل صدرها حين ادركت من المعنى بصراخها تندفع فورا من الباب تتخبط بخطواتها على الدرج وهى تهرول فوقه الى اسفل تتبعها سماح وانصاف وفى لمح البصر كانت بالخارج تتجه قدميها كالمغيبة ناحية محل عمله لتتوقف مصدومة ترتعش رعبا حين طالعها المشهد من حولها
فقد جلس صالح ارضا مغمض عينيه بقوة من الشدة الالم يشعر كما لو قد شقت ساقه و ساعده لنصفين يتفصد جبينه عرقا حين ساعدوه الاهالى على النهوض حتى يتوجهوا به الى المشفى لا يفهم من الحديث الدائر بينهم شيئاً فقد كان مغيبا عنه من شدة الالم حتى شقت صرختها الملتاعة الهاتفة بأسمه وصرخات والدته اجواء الحارة فتعيد له الانتباه يتوقف مكانه ملتفتا خلفه ببطء فيراها تهرع اليه بملابس المنزل ولا يغطى شعرها شيئا وخلفها والدته وسماح ليهتف بها بحدة رغم الضعف والالم بصوته مشيرا لها بيده
:ارجعى على البيت ...امشى اطلعى على فوق حالا
تسمرت مكانها من الحدة فى امره وعيونها تتطلع اليه برجاء ان يدعها تطمن عليه بينما تهتف والدته بجزع وهى تهرع له باكية بحرقة وعيونها فوق جروحه بصدمة تحتضنه بشدة ليطمئنها بصوت حنون هادىء ثم يلتفت اليها يبتسم بضعف لها يطمئنها هى الاخرى بصوت ثقيل مرتجف وقد وقفت تبكى بأنهيار امامه قبل ان يطلب منها العودة الى المنزل مرة اخرى بحزم وعينيه تدور فوقها ولكن حين وجدها مازالت تتطلع اليه وهى على حالتها من الصدمة والانهيار التفت الى سماح الواقفة خلفها مصدومة هى الاخرى يهتف بها
:خديهم يا سماح واطلعوا .. انا كويس مفيش فيا حاجة..اطلعوا بلاش واقفة الشارع دى
هزت سماح رأسها تمسك بفرح المنهارة من البكاء وعنييها معلقة عليه تحاول اعادتها معها الى المنزل لكن شهقت فرح بالبكاء بحرقة وهى تناديه مرة اخرى بتضرع وخوف فحاول رسم ابتسامة اخرى ضعيفة هامسا لها بطمأنينة وعينيه ترق فى نظراتها لها
:اطلعى يافرح معاها انا كويس متقلقيش ..وكلها دقايق وهكون هنا ..اطلعى يلا واسمعى الكلام
انهى حديثه يرفض رافضا قاطعا توسل والدته بالذهاب معه ثم يدخل بعدها بصعوبة الى السيارة التى احضرها احدى الاهالى لنقله للمشفى تتابعه هى تنهمر من عينيها الدموع بغزارة وقد سحق قلبها الهلع عليه تيسطر عليها حالة من اللاوعى والصدمة فلم تقاوم سماح وهى توجهها ناحية المنزل تسير معها بجسد غادرته الروح بعد ان هرعت خلفه ولن ترد لها الا بعودته اليها سليما
************************
مر عليهم الوقت كأنه دهرا كاملا حتى حانت اخيرا لحظة عودته من المشفى فى وقت متأخر من الليلة يصحبه والده وعادل وشقيقه حسن بعد ان هرعوا خلفه فور علمهم بما حدث
وها هى تجلس بجواره فوق الفراش بعد ذهاب الجميع وتركه حتى يخلد للراحة بعد سقوطه فورا فى النوم رغماً عنه من تأثير الادوية المسكنة لجراحه قبل مغادرتهم حتى
اما هى لم تستطع النوم تظل فى مكانها مراقبة له بقلق خوفا ان يحدث له شيئ اثناء نومها برغم طمأنة الجميع لها بان اصابته لم تكن بتلك الخطورة الظاهرة عليها لكنها لم تستمع سوى لحديث قلبها تظل جواره حتى تطمئن من سلامته بنفسها.....
تمرر اناملها بنعومة فى خصلات شعره تنحنى ببطء عليه تقبل جبهته بنعومة هامسة بأرتجاف تخنقها عبراتها
:بقى كده يا صالح تعمل فيا كده وترعبنى عليك ..ان شالله كنت انا ولا انى اشوفك كده ادامى.. ويارب مايتوجع قلبى عليك ابدا
نزلت بشفتيها تلثم وجنته برقة تهطل دموعها فوقها رغماً عنها فتمد يدها ببطء حتى تزيحها برفق ورقة لكن شهقت بذهول حين قبضت اصابع يده السليمة فوقها يجذبها الى شفتيه يضغطها فوقهم بقوة يقبلها ثم يفتح عينيه ببطء هامسا بتحشرج والرقة فى ملامحه
: بعد الشر عليكى.. وعلى قلبك
ارتجفت بتوتر تحاول الابتعاد عنه بأرتباك وقد اشتعلت وجنتيها خجلا وحرجا لكنه اسرع يوقفها بدس كفه خلف رأسها يتمسك بخصلات شعرها يجذبها اليه دون ان يمهلها الفرصة لاعتراض يقبلها بلهفة ونفاذ صبر فلم تستطيع مقاومته تسلم له بجميع حواسها للحظات مرت كالنعيم عليهم حتى ابتعدا اخيرا ببطء عن بعضهم بأنفاس ثقيلة حادة يحدق بها بعيون مظلمة من شدة عصف المشاعر به زافرا بعمق وهو يلف ذراعه السليمة حولها يجذبها لصدره يضمها اليه هامسا برجاء مرتجف
: خليكى جنبى يافرح...خليكى فى حضنى علشان خاطرى الليلة ومتسبنيش
هزها طلبه بشدة وصوته يتسلل الى كيانها يزيح اى اعتراض لديها لتضم جسدها اليه ترفع وجهها نحوه مبتسمة بخجل تهز رأسها له ببطء موافقة ليزيد من ضمها اليه يغمض عينيه براحة واسترخاء كمن وجد سكينته فى قربه منها يستسلم مرة اخرى للنوم استسلمت له هى الاخرى بعد لحظات قضتها فى تأمله والتشبع من احساسها بوجودها بين ذراعيه
***************
فى المحل الخاص بأنور ظاظا امسك هاتفه متحدثا بصوت حاول السيطرة عليه هامسا بقلق وتوجس
:يعنى ايه مش انتم ..اومال مين اللى عمل كده
صرخ هذه المرة بشدة غير عابىء ان يصل صوت للأهالى بالخارج
:انت مش قلت هتنفذ النهاردة ... بقى مين دول لو مش تبعكم
اغمض عينيه بنفاذ صبر قائلا بعصبية
:متعرفش مين .. طيب متقدرش تعرف لى مين اللى عملها
هتف بنفاذ صبر واستهجان
لا برضه..طب اقفل ..اقفل بدل ما اطلع قرفى عليك
اغلق الهاتف عاقدا حاجبيه بتفكير وتوتر
: لما مش هما اللى عملوها ..اومال مين ..مليجى مثلا
اصدر من فمه صوت يدل على النفى يكمل بتأكيد
:لاا مليجى ملوش غير فى ضرب النسوان ..مهما كان اللى عملها فى ده قلبه ميت ومغلول اووى من صالح وانا بقى مش هرتاح الا لما اعرف هو مين
********************
ظلمها_عشقا
الفصل_العاشر
مد يده يتلمس المكان بجواره مفتقداً دفء جسدها والذى ظل يحيط بجسده طيلة ليلتين قضاهم كأنه فى النعيم لم تدخر هى خلالهم جهداً او طاقة لاهتمام والعناية به استغلها هو احسن استغلال مستمتعا بوجودها وقربها منه يدمن كافة تفاصيلها حتى نوبات غضبها اصبح لها عاشقاً يتحين الفرصة لاثارتها وهو يتدلل عليها كطفل صغير مزعج وعلى وجهه أبتسامة تزين ثغره يتلذذ برؤيتها وهى تستشيط منه غضبا تكاد تضرب الارض بقدميها حنقا لكنها تسرع بالسيطرة على نفسها ببسمة مغتصبة على شفتيها ثم تقوم بعدها على الفور بتنفيذ طلبه
ابتسم بنعومة ينهض ببطء عن الفراش يسير ناحية الباب بخطوات ثقيلة تعيقها اصابته لكنه اصبح افضل كثيرا عن ذى قبل وقد تحسنت حالته شيئا فشيئا
يتحرك فى ارجاء الشقة باحثاً عنها بعينه المتلهفة والمشتاقة لها حتى وجدها اخيرا تمسك بقطعة من القماش بيدها تمررها فوق قطع الخشب بهمة ونشاط وهى تدندن لحن غنائى غافلة عن وقوفه مراقبا لها مستغلاً انشغالها عنه لمراقبتها والتأمل فى حركة جسدها اثناء تحركاتها المحمومة فى العمل عينيه تشتعل فوقها وهو يراها تحاول الوقوف فوق اطراف اصابع قدميها حتى تطال المرآة لتنظيفها فينحصر عنها ثوبها كاشفا عن ساقيها حتى فوق ركبتيها فسقط على الفور اسيرا لها تقوده قدميه دون ارادة منه يتحرك نحوها بخطواته البطيئة حتى اصبح خلفها تماما فينحنى عليها هامسا فى اذنيها وانفاسه تداعب بشرتها بنعومة فى حركة اصبح يعشقها
:بقى كده تقومى وتسبينى نايم لوحدى ..احنا متفقناش على كده
شهقت بفزع تلتفت له وهى تمسك بصدر ثوبها تدفعه للامام والتفل بداخله عدة مرات فى حركة تدل على شدة اجفالها قائلة بلهاث
:اخص عليك يا صالح...فى حد يخض حد كده
غمز لها وعينيه تلتهمها بنظراتها قائلا بخفوت عابث
:سلامتك من الخضة يابطة ..بس برضه انا زعلان منك علشان سيبانى لوحدى
اخفضت عينيها بعيدا عن نظراته تتورد وجنتيها قائلة بتلعثم والارتباك
:انا قلت اقوم اوضب الشقة واجهزلك الغدا علشان تتغدى على طول اول ما تصحى
هز رأسه لها موافقا يسألها ببطء وبنبرة عادية امنة
:طيب ياترى خلصتى ولا لسه ادامك كتير؟
رفعت وجهها اليه بسرعة وتلهف تشير بيديها ناحية المرآة خلفها قائلة
:اه خلصت..لسه بس دامى المراية دى ..وحالا اجهزلك الغدا
ابتعد عنها خطوة للخلف يلقى بنظرة اخرى متأملة لساقيها قائلا ببطء وصوت مغوى
:خلاص يبقى ارفعك واشيلك علشان تعرفى تطوليها وتخلصى منها بسرعة
تسارعت انفاسها تشتعل وجنتيها من شدة خجلها وتأثير نظراته عليها تجيبه بسرعة تناديه معاتبة بصوت لاهث
:صااالح.. علشان خاطرى. بطل كل ما تكلمنى تقولى اشيلك دى انا مش عيلة..وبعدين انا اصلا ثوانى وهخلص
ضغط شفتيه معا يهز رأسه بخيبة امل وأسف مصطنعين قبل ان يقترب منها بغتة لتشهق مرة اخرى وهو يلف خصرها بذراعه يجذبها له ثم ينحنى عليها يعض وجنتها برفق هامسا بصوت اجش مثير
:لااا ماانا مش هقدر استنى كتير على الغدا وفبقول اكلك انتى بقى ونخلص
ودون ان يمهلها فرصة واحدة للاعتراض رفعها فورا بين ذراعيه يضمها الى صدره يسير بها ناحية غرفة نومهم بصعوبة جعلتها تفيق من دوامة المشاعر التى اجتذبتها تصرخ به باعتراض
: لااا ..لااا صالح نزلنى مش هينفع ..رجلك ودراعك كده ها.....
توقف بها عينيه فوق شفتيها هامسا لها بحزم رغم الارتعاشة بصوته
:حاجة واحدة بس دلوقت اللى ممكن تخلينى اسيبك وانزلك .
سألته بعينيها عما تكون ليقترب بشفتيه من شفتيها يهمس فوقهم
:انى اقع ميت حالا ..غير كده استحالة حاجة تبعدنى عنك
شهقت بفزع تدفن وجهها فى عنقه وهى تضم نفسها بقوة اليه تهتف بجزع
:بعد الشر عليك ..متقولش كده تانى على نفسك
ابتسم بحنان هامسا بجدية رغم تسارع دقات قلبه وارتجافه شوقا لها
:خلاص لو مش عوزانى اموت منك حالا ..متقوليش ليا لا
رفعت رأسها بعيد عن عنقه تنظر اليه من خلف جفونها نصف المغمضة وهى تمرر اصبعها فوق قماش قميصه تومأ له ببطء ليلقى برأسه للخلف يصيح بأبتهاج وسعادة كأنه ملك العالم بين يديه لتعاود دس وجهها فى عنقه مرة اخرى بخجل وهو يسير بها ناحية غرفة النوم يغلق بابها خلفهم ليبدء معها رحلتهم الى النجوم يقودها هو بكل ما يملكه من صبر وتمهل يستمتعان بكل لحظة بها معا
*******************
: ماتلفيش ودورى عليا ..انتى اللى عملتيها يا امانى..
صرخت سمر فى الطرف الاخر بتلك الكلمات وقد احتقن وجهها بشدة عروق عنقها اصبحت نافرة غضبا حين اجابتها امانى ببرود وملل
:انتى مزهقتيش من النغمة دى بقالك يومين شغالة عليها
ثم تغيرت لهتجتها فورا للحدة تكمل
: وبعدين مالك متأكدة كده ليه ياست سمر ان انا اللى عملتها ..وحتى لو انا ليكى عندى ايه؟!
ضغطت سمر فوق اسنانها تفح من بينهم بحنق
:بقى كده يا امانى .. بتقوليلى انا الكلام ده وانا اللى كنت بساعدك علشان ترجعيله ؟!
اهتز صوت امانى بالبكاء رغم القسوة به حين صرخت قائلة
: ااه يا سمر انا اللى عملتها ارتاحى بقى .. كنتى عاوزاتى اعمل ايه وانت كل يوم والتانى بتحرقى دمى ان البيه عايش حياته ومتهنى مع العروسة الجديدة
زفرت ببطء تكمل بمرارة
:وبعدين متخفيش عليه اوى كده ..واديكى بتقولى انه قاعد فوق من ساعتها مع عروسة الهنا منزلش من شقته..
سمر بابتسامة صفراء تقوم بوضع الملح فوق جرح امانى تلهبه لعلها تخرج منها بالمزيد من تلك الافعال المتهورة قائلة بلهجة مدروسة لا توقعها فى الخطأ
:هو من ناحية كويس فهو كويس وبخير وزى الفل..الظاهر ياامانى الرجالة بتوعكم كانو من ورق ومنفوخين على الفاضى
اتسعت ابتسامتها تلمتع عينيها بشامتة وهى تكمل و تزيد من وضع الوقود فوق النيران
:لاا وايه كمان كده المحروس اخوكى ضاع.. لو صالح ولا الحاج عرفوا بلى هببتوا ده.. اى شغل تانى ليه مع صالح هيبقى ابعد من شنبه
اجابتها امانى بغموض
:متخفيش استحالة هيجى فى دماغهم ان حد من طرفنا اللى عملها ..وخصوصا بعد اللى هيحصل وهتشوفى ده بنفسك
عقد سمر حاجبيها بعدم فهم متسائلة بحيرة
:وده هشوفه فين ان شاء الله بقى؟!
:
لم تجيبها امانى بل اطلقت ضحكة ساخرة مجلجلة ثم تلقى بعدها بسلام مائع عليها قائلة
:يلا سلام ياسمر دلوقت..اشوفك قريب يا حبيبتى
اغلقت الهاتف فى وجهها دون ان تمهل لسمر فرصة للرد وقد توجست ملامحها وهى تلقى بهاتفها بشرود ثم اخذت تفرك كفيها بتوتر وقلق تحاول فهم ماتقصده تلك الحية بحديثها الاخير فقد اصبحت تصرفاتها غامضة خارجة عن المألوف لكنها لن تعترض فهى فى كل الاحوال تخدم لصالحها لذا لن تحاول ايقاف اى كان ما تنتويه...
اخرجها عن افكارها صوت رنين جرس الباب لتتحرك لفتحه هاتفة بحنق
:هيبقى يومك هباب لو طلع انت ياحسن ومكسل تفتح بمفتاحك
فتحت الباب تهم بالصراخ على الطارق لكنها توقفت ذاهلة تتطلع باستغراب الى ياسمين ووجها الشاحب وهالات عينيها السوداء التى تدل على عدم النوم قبل ان تنفجر بالبكاء ترتمى فى احضان سمر مستنجدة بها قائلة
:الحقينى يا سمر ..عادل عاوز يفسخ الخطوبة ..وبابا وصالح لو عرفوا هيموتونى
قلبت سمر عينيها تكاد تصرخ حنقا فهى ليست فى مزاج لتحمل نوبات هسترية ياسمين ولا تدللها الان فيكفيها حديثها منذ قليل من تلك الغبية الاخرى
لكنها جذبتها معها الى الداخل وهى تتمتم بكلمات مهدئة مللة تجلسها فوق الاريكة ثم تجلس بجوارها تسألها بهدوء
:اهدى كده يا ياسمين وفهمينى واحدة واحدة ايه حصل بينكم خلى عادل عاوز يعمل كده
استنشقت ياسمين الهواء بقوة تحاول الكف عن البكاء قبل ان تقص عليها ماحدث حتى وصلت الى الجزء الخاص بحادث صالح فتعاود البكاء بقوة مرة اخرى قائلة
:بعد ما وصل صالح لما خرج من المستشفى حاولت اكلمه واعتذر له بس هو صدنى وقالى ان ملهوش لازمة الكلام بينا.. وان اول ما صالح يقف على رجله ويطمن عليه هيكلمه هو وبابا وينهى كل حاجة
نظرت الى سمر شاهقة بالبكاء تتضرع اليها قائلة
:اعمل ايه يا سمر ..بابا وصالح لو عرفوا بلى قلته وعملته معاه هيموتونى فيها
هزت سمر كتفها بعد اكتراث قائلة بتأكيد تتخلله الشماتة
:بصراحة ليهم حق هو فى واحدة تقول الى قلتيه ده
هتفت بها ياسمين بحنق وغضب رغم بكائها
:يا سلام ياختى ..مانت بتقولى لحسن اللى اصعب من كده ..اشمعنا انا بقى
تراجعت سمر فى جلستها للخلف تلوى شفتيها بامتعاض وخيبة امل قائلة
:لااا ..ماهو حسن اخوكى ده ملهوش زى ..منزلش منه نسخ كتير فى السوق
عقدت ياسمين حاجبيها بعدم فهم لاتدرى اهى تمدح ام تذم زوجها لكنها اسرعت بنفض رأسها بعدم اكتراث تتجاهل حديثها تسألها برجاء
: طيب هاا قوليلى اعمل ايه ..صالح وكلها كام يوم وهيقوم ويرجع لشغله مش هيستنى لما جرحه يخف انا عرفاه.. وخايفة عادل يقوله كل حاجة بعدها..يعنى مفيش ادامى كتير
صمتت سمر تنظر امامها بشرود وتفكير لبرهة صمتت خلالها ياسمين على امل ان تجد لها الخلاص اثنائها قبل ان تلتمع عينى سمر بظفر وانتصار تلتفت لها قائلة
:لقيت لك الحل ..بس لو حصل هيبقى ليا عندك حلاوتى..اتفقنا
فقزت ياسمين فى جلستها هاتفة بلهفة
:وانا موافقة على اى حاجة تعوزيها ...بس متخليش عادل يسيبنى ولا يفسخ الخطوبة
اومأت سمر لها ترسم على ملامحها براءة مزيفة وطيبة مصطنعة قائلة
:حيث كده اتفقنا ...وهو انا عندى اغلى منك يا بنت خالتى يا حبيبتى علشان اخاف عليه ولا على مصلحته
اقتربت منها ياسمين والتى جلست تعطيها انتباهها كله بينما سمر تبخ السم فى اذنيها من خلال كلماتها ترتسم امارات الذهول فوق ملامحها حتى انتهت اخيرا لتهتف بها كالمصعوقة
يخربيت عقلك دانتى شيطان ..جات فى دماغك الفكرة دى ازى
ابتسمت سمر ساخرة قائلة
:لاا ياختى موجودة من زمان وعمرها ماخيبت ..انتى بس اللى عبيطة
ياسمين وهى تلوك شفتيها متوترة تسألها بقلق
:وتفتكرى هتدخل على عادل لعبتنا دى..ولا هيكشفنا وتبقى مصيبة تانية على دماغى
وضعت سمر قدمها فوق اخرى تهزها بملل قائلة بلا مبالاة
:لا متخفيش عمرها ما خيبت معايا..ومتجربة كذا مرة وعن ثقة
نهضت ياسمين من مقعدها فورا تومأ لها رأسها بالموافقة قائلة بتعجل
: يبقى خلاص اتفقنا ..شوفى هنفذ امتى وانا جاهزة ..وربنا يستر والدنيا متتقلبش على دماغى اكتر ماهى
جلست سمر تتطلع اليها مبتسمة بثقة وتأكيد قائلة
:متخفيش طول مانتى ماشية ورا سمر عمرك ماتخسرى ابدا
***********************
تململت فى غفوتها حين شعرت به يتحرك فى الفراش جالسا به ثم يقوم بأشعال احدى سجائره تفتح عينيها تتطلع اليه خفية لتجده يستند بظهره الى لوح الفراش رافعا ذراعه خلف راسه ينظر امامه وهو يتأمل فى سحابة الدخان المتصاعد من سيجارته بشرود وتفكير عاقدا حاجبيه بشدة وقد ساد الصمت والوجوم الغرفة بعد لقائهم العاصف واشتعال اجوائها بعواطفهم
ليسقط قلبها هى تراه بحالته تلك وقد تبدل حاله تماما عما كانت منذ قليل حين اخذها الى عالم لم يكن به احدا سواهم عالم لم تتمنى الذهاب اليه سوى معه هو
عالم كان فيه معها المراعى الحنون شغوفا بكل تفاصيلها لم يترك لها فيه الفرصة لفعل شيئ سوى بجعلها تلهث من شدة عصف المشاعر بها مستجيبة له بكل جوارحها حتى سقطت اخيرا غافية فوق صدره من شدة الارهاق
لكنها تتسائل الان.. ما الذى حدث له خلال هذه الدقائق التى قضتها غافية ..هل ندم على ماحدث بينهم ...هل هاجمته ذكرى مشابهة لما حدث بينهم ولكن مع اخرى سبقتها الى حبه وعشقه على هذا الفراش ايضا
تجمد جسدها حين هاجمتها فكرة اخرى كانت كطعنة سكين فى قلبها ... تتسأل داخلها مرتعشة بأرتعاب
ان كان يقوم الان بعقد مقارنة بينهم داخل عقله فكانت فيها الخسارة امام من سبقتها
لم تحتمل طويلا سوداوية افكارها تلك وقد اخذت تستنزفها كالعلقة كلما سلمت لها لذا اسرعت تعتدل هى الاخرى فى الفراش تسحب الشرشف لتغطى به جسدها قبل ان تنسحب منه سريعا وبحركات متعثرة لكن استوقفها صوته المتفاجئ وهو يمسك بذراعها حتى يوقفها متسائلا
:رايحة فين يافرح.؟!.
لم تلتفت له تجيبه هامسة بتلعثم
:هقوم علشان ...علشان...
صمتت لبرهة وقد توقف عقلها عن العمل لا تجد سبب لنهوضها تخبره به استغلها هو ليطفأ سجارته ثم يسحبها اليه ببطء ورقة فلم تقاومه تعاود الاستلقاء مرة بوجه متجمد وجسد متخشب مرر وهو نظراته فوقها بأدراك يلاحظ تجمدها هذا لينحنى عليها ببطء يحتضن شفتيها بشفتيه برقة ونعومة سرعان ما اصبحت قبلات شغوف متلهفة محى بهم اى افكار سوداء قد راودتها عنه منذ قليل وسحبت انفاسها منها قبل ان يبتعد عنها ببطء شديد وعينيه مظلمة من شدة عصف مشاعره تتعلق بعينيها الملتمعة هامسا لها بنعومة اذابتها
:مش عاوز اسمع كلمة علشان دى تانى .. انتى مش هتقومى من هنا وتسبينى خالص ..وبعدين انا عندى ليكى حاجة عاوز ادهالك ..اتفقنا
بانفاس لاهثة وقد اشتعلت وجنتيها خجلا اومأت له ليفرك انفه بأنفها مداعبا لها قبل ان يبتعد عنها ينحنى للطرف الاخر يفتح الخزانة الصغيرة بجانب الفراش يخرج منها علبة من القطيفة السوداء ثم يعود اليها مرة اخرى وقد اعتدلت جالسة تتطلع نحوه بفضول وهو يقوم بفتحها امام عنييها والتى اتسعت بانبهار واعجاب امام تلك القلادة ذات العقد الذهبية المتراصة بجوار بعضها بشكل هندسى رائع سرق قلبها فورا لتهتف بسعادة وفرحة
:دى علشانى انا ياصالح؟!
ابتسم لها بحنان يقترب منها يلثم وجنتيها ثم يقوم بعقد القلادة حول عنقها وهو يهمس بتحشرج وعينيه تشع بالسعادة لرؤيته فرحتها بهذه الطريقة من اجل هديته لها قائلا
:طبعا ليكى انتى ومن اول يوم فى جوازنا وهى فى الدرج هنا مستنياكى...
يكمل بتحشرج ونظراته تحوم فوق ملامحها بشوق
:اخترتها علشانك انتى وبس ...يا فرح
حبست الانفاسها يتراقص قلبها بدقاته المتسارعة داخل صدرها بغبطة وسعادة طاغية ولكن ليس بسبب هديته تلك ولكن تأثيرا بكلماته ونطقه لاسمها كانه ترنيم عشق تذوب شفتيه لها
لذا لم تفكر طويلا ترفع يدها تحيط وجنته تتلمسها بحنان وعينيها معلقة بعينيه كالمسحورة وهى تقترب منه ببطء ثم تنحنى على شفتيه تقبله برقة تغمض عينيها بنشوة وهى تتنفس انفاسه داخل صدرها التى اخذت بالتسارع هى الاخرى فى استجابة سريعة لها يقود بعدها قبلتهم مستلما زمام الامور بينهم بعد ذلك للحظات اذابتهم تختطف منهم الانفاس للحظات طوال ممتعة بينهم قبل ان يقوم ودون ان ينهى قبلتهم بلف خصرها بذراعه يرفعها الى جسده يحتضنها فوقه متأوهاً بقوة لايمهلها الفرصة لاى اعتراض وهو يخطفها مرة اخرى داخل عالمهم وغيمتهم الوردية
**********************
:هنعمل ايه يا حاج ..ابنك لو عرف انهم جايين مش هيسكت وقليل لو ماساب البيت ومشى
زفر الحاج منصور وملامحه وجهه مهمومة قائلا بحزن
:مش عارف يا حاجة ..بس اديكى شوفتى اهو ..مش نافع معاهم حاجة ومصممين يجوا يطمنوا عليه
صمتت انصاف تضغط شفتيها وهى تهز رأسها للجانبين بقلة حيلة تخبط فوق وركيها بكفيها لعدة مرات وهى تفكر بحل للخروج به من تلك المعضلة قبل ان تلتفت اليه هاتفة بلهفة
:خلاص ياحاج احنا ولا كاننا نعرف حاجة ولا نجبله سيرة.. ولما يجوا اهى كلها كام دقيقة يقعدوهم ويمشوا ..وممكن كمان نخليهم هنا ميطلعوش فوق عنده خالص
هتف منصور استحسانا لكلامها
:صح كده يا حاجة ..ولو سألوا عن صالح نبقى نفكر فى اى حاجة نقولها و الست وابنها ياخدوا واجبهم ويمشوا
هزت انصاف راسها موافقة لا ينعكس على وجهها قلقها الكبير بداخلها تشعر ان تلك الزيارة لن تمر مرور الكرام ليزيد زوجها توترها حين قال بعبوس ورفض
:والله ياحاجة مانا مرتاح للزيارة دى ولا كان وقتها خالص..بس هنقول ايه
انصاف بوجه شاحب وصوت قلق
:ادعى بس ياحاج انها تعدى على خير..حكم انا عينى الشمال بترف ودى عمرها ما خيبت معايا ابدا..وقلبى بيقولى الزيارة وراها كتير
*************
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا