القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الاسانسير كامله 






رواية الاسانسير كامله 





وأنا راكب الأسانسير وطالع من يومين حصل الحاجة اللي كلنا بنخاف منها؛ النور قطع، ساعتها كنت عايز أضرب نفسي مية قلم، ياعم كنت طلعت ع السلم وخلاص! هو اه أنا ساكن ف الدور السابع بس أنا عارف إن النور بيقطع في الفترة دي، أهو أتعب شوية أحسن ما أفضل ساعة ولا ساعتين بقى الله أعلم بين الأربع حيطان دول.


وكمان على حظي الفقري كان خلاص فاضل ثواني وابقى في الدور الخامس، يعني راسي تقريبًا في بداية الدور، الموضوع كان ينرفز الصراحة بس حاولت أمسك نفسي واهدى، فضلت اخبط على باب الأسانسير يمكن حد يسمعني وبدأت أنادي على " فرج " البواب، بس لا حياة لمن تنادي، كمان كالمعتاد الشبكة صفر، لا عارف أكلم حد ولا حد يكلمني، عدى دقايق وأنا مش عارف أعمل ايه غير إني أمسك الموبايل اللي فتحت كشافه عشان الضلمة و فضلت أقلب فيه لحد.. لحد ما لمحت حاجة غريبة! 


من إزاز الأسانسير لمحت زي.. رجل، رجل ماشية على أرضية الدور الخامس على مستوى راسي في الوقت ده، في البداية افتكرتها رجل شخص عادي وكنت لسه هخبط ولا أنادي بس.. بس لما ركزت لقيتها رجل سودة، رجل سودة ومش طبيعية أبدًا، مسحت عيني عشان أتأكد إن اللي أنا شايفه ده حقيقي مش بيتهيألي.


بس طلع حقيقي! رجلين سود لشخص.. بس شخص ايه اللي رجله عاملة كده، كنت حاسس كإن قلبي وقف عن النبض وأنا شايف الرجلين دول ماشيين قدامي، صمت رهيب، مش سامع غير صوت أنفاسي..


- يا چماعة، هو في حد في الأسانسير! 


الصوت ده خلي قلبي يتقبض، يمكن لإنه اخترق الصمت، أو.. مش عارف، بس ده كان صوت فرج البواب، جي من تحت،  مكنتش عارف أرد.


- يا چماعة! 


كنت خايف أرد عليه، خايف ايه.. أنا كنت مر..عوب، المشكلة بعدها إن الرجلين دول وقفوا فجأة، كإن.. في حد لفت انتباهه لحاجة، والحاجة دي إن في حد ممكن يكون في الأسانسير! ساعتها لقيت الرجل بتقرب من الباب، وفي كل حركة قلبي.. قلبي كان بينبض أسرع، وحاسس بأعصابي بدأت تسيب، بقى قدام الباب بالظبط، و.. بدأ ينزل على رجله عشان.. عشان قلبي يتقبض فجأة! 


شوفت وش، وش لا يمت للبشر بصلة، ده وش عامل زي جمجمة، جمجمة حيوان أكتر من كونه إنسان، عينه بيضة تماما وعلى راسه شعر أسود طويل، أول ما ظهر رجعت بسرعة وقعدت في الناحية التانية من الأسانسير بس ملحقتش أطفي كشاف الموبايل للأسف، بس بعدت عن مجال رؤيته خالص، هو.. شافني؟! مش عارف، بس أنا كتمت نفسي من الر..عب، وحاولت مطلعش أي صوت، لحد ما سمعت الصوت ده..


- هو في ايه يا فرج؟! 


ده كان صوت عم سمير جارنا اللي في الدور التاني.


- مفيش يا سمير بيه متهيألي إن في حد محبوس في الأسانسير بس بنادي مبيردش.


- طب ما تشوف كده لحسن يكون أغمى عليه من الخضة ولا قلة النفس ولا حاجة.


- حاضر.


مش عارف فضل الكيان الغريب ده ع الوضع ده قد ايه قبل ما ألاقيه وقف في مكانه، بكل هدوء، وبعدها بدقائق سمعت صوت فرج مرة تانية..


- الأسانسير شكله بين الرابع والخامس يا سمير بيه.


- طب شوف ه..


وأنا لسه بسمع صوت عم سمير حسيت بحاجة غريبة، كإن.. كإن..


- بسم الله الرحمن الرحيم! 


- في ايه يا فرج! 


- الأسانسير يا باشا.


- ماله! 


- كإنه بيطلع لوحده! 


أيوه.. حسيت فعلًا إن الأسانسير بيتحرك لفوق، ناحية.. ناحية الكيان الغريب! عشان يستقر قدامه بالظبط، شوفته، شوفته بكامل هيئته، واقف قدامي وكإنه بيبتسم، جسمه ضخم، لابس زي عباية طويلة سودة، أعوذ بالله من الشيطان الرچيم، أعوذ بالله من الشيطان الرچيم، فضل باصصلي ثواني بوش مصمت، مش بيبتسم لأ، أنا كان بيتهيألي، ده وش خالي من أي تعبير! 


جسمي كان بيترعش، عشان فجأة ألاقيه بيحط إيده على باب الأسانسير! ساعتها حسيت بقلبي اتقبض، مسكت في الباب، بإيدي الأتنين، بس.. كان قوي بطريقة مبالغ فيها، كان بيشده بكل بساطة وأنا بحاول أقاوم بكل قوتي! لدرجة إني صدرت رجلي في الجانبين اللي جنب الباب وفضلت أشد بقوة مش هينة لإن الأدرينالين كان مالي جسمي وقتها من الخوف، بس.. الباب اتفتح.


رجعت لورا بسرعة، لزقت في ضهر الأسانسير وقعدت، كان.. بيمد رجله اليمين علشان يخش، وأنا قاعد ع أرض الأسانسير بعيط مستني ي.. مش عارف حتى هو هيعمل ايه! دخل، لقيته بيقرب إيده اليمين اللي كلها ضوافر ك.. دي مش ضوافر، دي حوافر زي بتاعة الحيوانات! لسه بيمدها ناح..


- هاه.. أدينا وصلنا الدور الخامس الحمد لله.


أول ما سمعت صوت فرج لقيت الكيان ده اختفى! وبعدين فرج بقى قدامي..


- أستاذ سعد أنت كويس! 


قالها وهو شايفني قاعد ع الأرض وبعيط..


- مالك بس فيه ايه؟! 


مسك إيدي وقومني وطلعني بره الأسانسير..


- انت فتحت الباب ازاي ولا الأسانسير طلع ا..


لسه فرج بيتلكم لقيناه واقف قدامنا، فرج اتخرص، وفضل يقول " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، أعوذ ب.. "، الكيان أول ما سمع الكلام بص ناحية فرج و.. وحسيت كإن الكلام تعبه،  كان كإنه بيتألم، لدرجة إنه مسك فرج من رقبته، و.. ورفعه لفوق، فرج مش قادر ياخد نفسه، و.. في نفس اللحظة الأسانسير رجع يطلع لوحده فوق.


ساعتها الكيان فضل يقرب بفرج ناحية الباب، بقى قدامه بالظبط، فرج كان بيبص بطرف عينه للفراغ اللي تحت وهو بيحاول يفلت من قبضة الكيان ده قبل..  ما يرميه! عشان أسمع صوت صر..خة قوية وبعدها صوت جسم بيتهبد وصوت الصر..خة تختفي تمامًا، مستحيل! أكيد.. أكيد اللي شوفته ده مش حقيقي! 


 قبل ما ألاقيه بيقرب ناحيتي أنا كمان، مسك رقبتي، حسيت بنار مكان إيده، بس مقدرتش أطلع أي صوت، كنت بتخنق، بفقد الوعي بالتدريج..


لحد ما سمعت صوت كان المنقذ بالنسبالي، صوت الكهربا وهى بتشغل حاجة حواليا على التوازي مع صوت خروج الناس من الشقق عشان يختفي تمامًا من قدامي وأنا سامع صوت الناس بيقولوا..


- ايه الصوت ده، مين اللي صوت كده! 


ويغمى عليا.


سكان العمارة فوقوني، عشان أكتشتف إن فرج ما..ت فعلا وإن اللي حصلي ده مكنش حلم، لكن طبعا مقدرتش أجيب أي سيرة عن الموضوع عشان محدش هيصدقني، وسبب وفا..ة فرج؟! كل واحد اجتهد برأي، اللي قال إن الكهربا اشتغلت وهو داخل يجيبلي الموبايل بعد ما خرجني وأنا مغمى عليا من الأسانيسر ف الأسانسير طلع بسرعة وهو.. واللي قال إن الأسانسير اشتغل قبل الدنيا ما تنور فمخدش باله و.. كلام كتير مش منطقي بس هو اللي حصل ده كان منطقي أصلًا! 


في جميع الأحوال إنهم لقوني مغمى عليا شال عني تساؤلات كتير مكنتش هلاقيلها إجابة، الله يرحمك يا فرج. الواقعة دي كانت كفيلة مش تخليني مركبش أسانسيرات تاني، ده أنا كمان سيبت العمارة باللي فيها.


المشكلة إن العمارة الجديدة اللي روحتها كان فيها أسانسير برضو، والمرادي كمان ساكن في التاسع مش السابع! هطلع لحد التاسع على رجلي! قررت أجمد قلبي وأطلب الأسانسير، الأسانسير وصل، النور بربرش فجأة قبل ما باب الأسانسير يتفتح، لقيته.. لقيته هو اللي بيفتحلي، بعينه البيضة وجمجمة الحيوانات الغريبة دي، رجعت لورا من الخضة ووقعت..


- أنت كويس يا كابتن! 


مكنش هو ولا حاجة، ده كان راجل كبير بس.. أنا الواقعة اللي لسه مأثرة عليا، وقفت وأنا بقوله: 


- كويس.. كويس.


ابتسم وهو بيقولي: 


- طب تعالى أركب مش طالع؟! 


- لأ.. لأ شكرا يا حج أنا هطلع ع السلم، شكرا.

تمت 

#الأسانسير

تعليقات

التنقل السريع