القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية روحي تعاني الجزء الثاني البارت 1-2-3-4-5 بقلم ايه شاكر (جميع الفصول كامله)

 



رواية روحي تعاني الجزء الثاني البارت 1-2-3-4-5 بقلم ايه شاكر (جميع الفصول كامله)








رواية روحي تعاني الجزء الثاني البارت 1-2-3-4-5 بقلم ايه شاكر (جميع الفصول كامله)




-أنا مش عايز أشوفك في الشركه تاني... اتفضلي.


-يا مستر هيثم والله أنا....


قاطعني بنبرة حادة وهو بيضغط على كلمات جملته:

-قلت اتفضلي... 


بصيت ناحية باب المكتب اللي بيشاور عليه وبلعت ريقي وأنا بسأل نفسي يعني أنا كده انطردت من الشركه تاني!! 


حاولت أمنع دموعي، اتسمرت مكاني للحظة وتسائلت هل دا عقابي لأني مصلتش من امبارح!


🌸🌸🌸🌸

#روحي_تُعاني٢

(١)

بقلم آيه شاكر

🌸🌸🌸🌸


اتجهت ناحية باب المكتب وأنا مش شايفه قدامي دا شغلي الوحيد اللي بصرف منه على نفسي وبدفع ايجار الشقه اللي ساكنه فيها حاليًا ومأجراها مع ثلاث طالبات مغتربات بيدرسوا في الجامعه. 


أنا «سمر» بدرس في كلية تجارة في أخر سنه وعمري ٢١ سنه، ليا أخت كبيرة متزوجة، وأخ من الأب عنده ١٠ سنين.


والدي كان متزوج على والدتي من أكتر من ١٥ سنه وأمي كانت راضيه وصابرة لأنها بتحبه وكان مقسم أيام الأسبوع بين مراته الثانية وبين والدتي عشان العدل طبعًا! والموضوع ده أثر عليا جدًا لأني كنت بشوف والداي بتعاني وتبكي في صمت!


-إنتِ لسه واقفه ليه يا سمر!! اتفضلي لو سمحتِ.

خرجني من شرودي صوت مستر هيثم لما قال كده وهو بيشاور على باب المكتب بعصبية، هزيت راسي بالإيجاب وأنا حابسه دموعي...


بمجرد ما فتحت باب المكتب عشان أخرج لقيت أستاذه «همسه»_زوجة مستر هيثم وسكرتيرة مكتبه متزوجين بقالهم خمس سنوات ومعاهم طفل عنده تقريبًا ٣ سنين_ بصتلي بشفقه وطبطبت على كتفي وقالت:

-معلش يا سمر أنا هتصرف...


قلت بحشرجه:

-أرجوك يا أستاذه همسه أ... أنا محتاجه فرصه تانيه وهركز والله... 


-قصدك فرصه رابعه يا سمر!

قالتها بسخرية فبصيت في الأرض بخجل كل شويه أعمل غلطة أصعب من التانيه للشركه، مستر هيثم تغاضى عن أول واحده وحذرني بعد التانيه وطردني بعد التالته وعنده حق، مش عارفه انطردت كام مره من الشركه على مدار سنه لكن أعتقد كانوا سته أو سبعه أو عشره! ورجعت الشغل تاني برده...


هزت همسه راسها بابتسامة صغيرة وطلبت مني إني أمشي وهي هتتصرف.


دخلت همسه مكتبه ووقفت أنا مكاني للحظات أسمع حوارهم...

همسه:

-مالك يا هيثم متعصب اليومين دول كده ليه؟ وبعدين هو كل شويه تطردها! على فكره بيكون شكلك وحش أوي وإنت بترجعها تاني!


قالت أخر جمله وهي بتضحك، فقال بعد صمت ثواني:

-لو جايه تتوسطي للبنت دي فبلاش يا همسه دي بنت مستهتره جدًا... وأنا على أخري... 


همسه بابتسامة:

-مستهتره!!؟ مش بتفكرك بحد الكلمه دي...


ابتسمت همسه وكملت:

-مش عارفه ليه بحس سمر دي شبهي زمان... فاكر لما كنت بتفرج عليا الشركه كل يوم...


سمعت ضحكات مستر هيثم، تنهدت بعمق وتوجهت لمكتبي وأنا بقول في نفسي الله! ما إنت بتعرف تضحك أهوه...

استغفروا🍁

                       ★★★★★

                           «همسه»

ورغم مرور خمسة أعوام على جوازي من هيثم إلا إن لازالت ضحكته قادره تخـ ـطف قلبي، قلت بابتسامة:

-البنت دي من يوم ما جت الشركه وإنت بتعاملها بطيبه وإحساس ومفرج عليها الشركه كل يومين!


-دي بنت لا تُطاق يا همسه والله لولا ياسر وياسين مكنتش استحملتها سنه كامله! وبعدين ياخدها ياسر في الشركه عنده هو سايبهالي هنا ليه!


-طيب عشان خاطري يا هيثم أنا بحبها أوي وبتفكرني بسجى الله يرحمها و...


قاطعني بابتسامة وسخرية لطيفة:

-همسه يا حبيبتي مش معنى إنك جيتِ الشركه لقيتها قاعده على مكتب سجى تعتبريها سجى!


تنهدت بعمق وقلت:

-مش كده بالظبط لكني بشوف في عينيها حيرتي زمان يا هيثم...


عقد يديه أمام صدره وقال بسخرية:

-يا شيخه! 


قرب مني وابتسم وكمل وهو بيبص في عيني:

-حد قالك قبل كده إن عينك حلوه أوي...


ضحكت وقلت:

-محدش قالي كده غيرك...


قال بنزفزة مصطنعة:

-وهو حد يقدر يبص لعينك غيري ولا إيه!


-طيب متغيرش الموضوع هترجع سمر صح؟


بعد عني وقال بجدية:

-يومين تلاته كده أفكر...


-يا هيثم دي....


قاطعني بحزم:

-خلاص بقا يا همسه.... قولتلك هفكر...


زفرت بقـ ـوة وخرجت من المكتب متعصبه لأني عارفه إني مهما أجادل معاه مش هوصل لحاجه، وقبل ما أقفل الباب وسمعته بيقول بمرح:

-براحه طيب الله...

استغفروا🌸

                ★★★★★

                     «سمر»

مشيت بخطوات ثقيله ناحية مكتبي وأنا بفكر في حياتي واللي بيحصلي واللي بعمله، إيه الدربكه دي كلها؟! ياريتني ما كبرت...


-إيه يا سمر مالك؟

كان صوت «ريهام» بنت عم همسه، تصنعت الإبتسامة وقلت بلامبالاة زائفة:

-مستر هيثم طردني!


قالت بضحك:

-تاني! هو هيثم كل ما يلاقي نفسه فاضي بيطردك! متقلقيش هترجعي تاني بس خديلك كام يوم راحه في البيت على ما يهدى ويرجعك...


ابتسمت وقلت:

-ربنا يستر.


سابتني ومشيت وكل ما يقابلني حد يسألني مالي وإيه اللي جرالي وأقوله إني انطردت يضحك ويقولي هترجعي وكأنهم اتعودوا على كده!


اتجهت ناحية مكتبي بخطوات ثقيله وسندت ظهري للحيطه ووقفت أفتكر في ذكريات مش بتفارق عقلي وقلبي...

افتكرت والدتي اللي بعد وفاتها اضطريت أروح أعيش مع والدي وزوجته وهناك اتعرفت على ابن مرات بابا «كريم» شاب محترم جدًا ووسيم وفيه كل الصفات اللي تتمناها أي بنت، لكني ما كنتش بطيقه لا هو ولا والدته خطافة الرجاله دي! 


ورغم إن معاملتهم معايا كانت كويسه جدًا إلا إني متحملتش الحياة في بيتهم وخصوصًا بعدما كريم اتقدملي وكلهم فرحوا ووافقوا ورحبوا بالفكره ولما رفضت والدي قالي:

-لو متجوزتيش كريم ملكيش قعاد معانا في البيت ولا تستني مني أصرف عليكِ.


لميت هدومي ومشيت من سُكات وروحت عند خالي قعدت عنده فتره لحد ما ابنه اتقدملي وبرده رفضته ومشيت من عند خالي بخيبة أمل...


روحت لعمتي وبرده بعد فترة ابنها عرض عليا الزواج ورفضت طبعًا، لأني مش ناويه أتجوز، فقررت ملفش بقا ولا أروح لخالتي ولا لعمي عشان كفايه كده مش كل شويه يتقدملي عريس وأخسر حد من قرايبي!


روحت عند أختي الكبيرة «نسمة» ما هو أكيد ابن أختي مش هيتقدملي مثلًا! 


أختي متزوجه «ياسر» من ٨ سنين راجل مثالي بمعنى الكلمة ربنا رزق أختي بيه عشان طيبه، وهو حنين أوي عليا أنا كمان بيعاملني زي أخته الصغيرة، وعندهم بنوته عمرها ٦ سنين وولد عمره أربع سنين...


وبعد فترة قضيتها في بيت أختي اللي كان بيتردد عليه «ياسين» أخو زوجها شاب محترم جدًا أكبر مني ب ٤سنين خريج تجاره وأنا عارفاه حق المعرفه من ٨ سنين وعارفه أخلاقه واحترامه وأدبه اللي كله بيتحاكى بيه، طول ٨ سنين اللي فاتوا مكنش بينا إلا نظرات وابتسامات وسلامات عابرة! ومش هنكر إني كنت متابعه نظراته ليا وفاهمه معناها لكني عامله نفسي نايمه! 


فرحت لما ياسين قالي إنه هيشوفلي شغل في شركة مستر هيثم وفعلًا استلمت شغلي هناك من سنه في قسم الحسابات.


وبعد فترة ونظرًا لجمالي الطاغي اللي محدش بيقدر يقاومه ياسين برده اتقدملي، فوافقت ما أنا لو رفضت مش هلاقي مكان أعيش فيه، يعني هسيب بيت أختي وأروح فين!!!


قررت أوافق على ياسين فتره كده وأطول الخطوبه بقدر الإمكان وخصوصاً إن بابا وافق عليه والخلاف اللي بيننا هيتحل لو ارتبطت به.


اتخطبتله ٣ شهور كنت بحاول قدر الإمكان أبعد عنه ومتعلقش بيه وبوجوده في حياتي، كان بيساعدني ويساندني طول الوقت وغصـ ـب عني اتعودت على وجوده جنبي، كنت بحس بانجذاب ناحيته ما أنا برده ضعيفه قدام نظراته، واحترامه الزيادة وكل الحنية اللي ليا لوحدي دي!


كنت بوبخ نفسي على كده لأني ناويه أسيبه بعد فتره، لكن ولأني خوفت على مشاعر أختي وزوجها وعلى مشاعر ياسين برده قررت أكمل الجوازه وخلاص، عشان مشاعرهم بس طبعًا مش عشاني خالص أكيد إنتوا فاهمين ده.


وقبل فرحنا بشهر عرفت بالصدفه إن «ياسر» أخوه متزوج على أختي وكمان مخبي عليها، الأرض اتزلزلت من تحتي، فجأة افتكرت أمي وبكائها كل ليلة، حسيت إن التاريخ بيعيد نفسه واللي حصل لأمي زمان هيحصلي أنا وأختي اتعقدت من الجواز ومطلعش معايا في الوقت ده إلا إني أنفصل عن ياسين...


ياسين حاول يتكلم معايا وطلب أديله فرصه واحده ونطول الخطوبه أكتر لكن لساني مكنش بينطق إلا: 

-كل شيء نصيب ربنا يرزقك ببنت الحلال اللي تسعدك يا ياسين.


-بالله عليكِ يا سمر متعمليش فيا كده!

تجاهلت جملته وفعلًا انفصلنا وبعد ما انفصلنا بكيت كتير وكأن فيه حد أجبرني أسيبه مش أنا اللي سيبته من نفسي...


مرت الأيام وسيبت بيت أختي رغم رفضهم كلهم، عيشت في شقه بالإيجار مع ثلاث طالبات كنت عايزه أبعد عن كل الناس لأني جوايا حيرة ولغبطة ودربكه أنا بس اللي سمعاها! مع إني كده مبعدتش ولا حاجه كنت بشوف ياسين كل يوم في الشغل ما احنا بنشتغل في مكتب مشترك مع اتنين كمان غيرنا بنت في نفس سني وراجل كبير...


من يوم ما عرفت بجواز ياسر زوج أختي من ٦ شهور ومن لما سيبت ياسين وأنا مش مركزه ومتوتره وباين عليا الإرهاق، وياسين كان واخد باله مني وبيعاملني باحترام وود متغيرش أبدًا بسبب انفصالي عنه!


رجعت للواقع على صوت مستر مراد:

-واقفه كدا ليه يا سمر!


اتخضيت واتعدلت في وقفتي وقلت:

-هه... لا أصل... أصل مستر هيثم طردني!


-تاني؟!! طردك تأتي!! طيب روقي أنا هتكلم معاه متقلقيش...


هزت راسي بابتسامة باهتة، مستر مراد ابن عم مستر هيثم إنسان محترم جدًا ومش عصبي زي مستر هيثم!


بصيت عليه لحد ما دخل مكتب ريهام، وسألت نفسي هل فعلًا كل الرجاله زي والدي وياسر! يعني إنا بشوف مستر هيثم باين عليه إنه بيحب همسه ومكتفي بيها عن كل الستات، ومستر مراد واضح جدًا حبه لريهام ومكتفي بيها برده! ولا قلب الراجل فعلًا زي البطيخ يسع من الأحبه ألف!


تنفست بعمق حاولت أظهر طبيعية خصوصًا قدام ياسين ودخلت المكتب وأنا ببلع ريقي بقلق...


قعدت على مكتبي أجمع أشيائي...


كان متابعني بطرف عينه وأنا بلم حاجاتي اتوترت لما رفعت عيني ولقيته جاي ناحيتي، قال بقلق:

-إنتِ كويسه؟


قلت بارتباك:

-أ... أيوه...


ضيق جفونه وقال:

-أومال مالك؟!


وقفت وقلت بجمود:

-مستر هيثم طردني... عن إذنك.


سيبته واقف قدام مكتبي ومشيت...


وقبل ما أخرج من باب الشركه سمعت صوت ياسين بيناديني...


وقفت مكاني ونفخت بضيق ولما التفت لقيته ماسك شنطتي، تصنعت الإبتسامة وأخذتها منه وشكرته، فقال:

-خلي بالك من نفسك ومن حاجتك يا سمر...


ومن غير ما أبصله قلت بابتسامة صغيرة:

-حـ... حاضر... شكرًا.


مشيت بسرعه وأنا متأكده إنه ماشي ورايا، وقفت قدام الشركه أنتظر تاكسي ولما بصيت ورايا لقيته واقف على باب الشركة، ولما لاحظ إني ببص عليه ارتبك وعمل نفسه بيتكلم في التلفون!


ركبت تاكسي وقررت أروح لأختي بما إني مطروده يمكن تهون عليا شويه...

قعدت معاها فترة ولعبت مع ابنها الصغير شوية وأنا متابعاها وهي بتنضف الشقة وتجهز الغداء، روحتلها المطبخ وقلت:

-نسمه... هو لو فيه واحده صاحبتي وبعتبرها أكتر من أختي... عرفت بالصدفة إن جوزها متجوز عليها رأيك أروح أقولها ولا أسكت؟!


-مش عارفه... بس مين صاحبتك دي؟ أنا أعرفها؟!


-لـ... لأ دي واحده... اتعرفت عليها في الشغل... إ... إنتِ متعرفيهاش...


قلتها وبلعت ريقي بارتباك لأن أختي عارفه معظم أصحابي! خوفت تعرف إني أقصدها هي! ولما بصيتلي بنظرات شك ديرت وشي للناحية التانيه بسرعه وعملت نفسي مشغوله بتعديل الحله اللي على البوتوجاز فاتلسعت، ضحكت نسمه وقالت:

-إنتِ بتمسكي الحله وهي على النار بإيدك؟!


-معلش يا بنتي والله ما عندي بربع جنيه تركيز الفترة دي!


سألتني:

-عشان صاحبتك؟!


هزيت راسي بالإيجاب وقطع كلامنا بنتها اللي كانت بتفرجها على رسمتها، سكتنا فترة ورجعت نسمه بصتلي وقالت:

-كملي يا سمر كنتِ بتقولي إيه؟


سكتت لثانيه وقلت بعد تنهيدة:

-أقول لصاحبتي إن جوزها اتجوز عليها ولا أسكت؟!


-بصي يا سمر هو معملش حاجه غلط عشان كده أنا شايفه أنك متقوليش... متخربيش بيت صاحبتك... وطلما هو كويس معاها خلاص!


يا الله! دي لو عرفت إني أقصدها مش هتقول كده أبدًا...

هزيت راسي بتفهم وسكتت شويه وأنا بفكر في كلامها وبعدين قلت بنبرة مرتعشة:

-يعني لو... لو إنت مكان صاحبتي دي مش هتزعلي مني لما تعرفي إني خبيت عليكِ.


ضحكت أختي وقالت:

-عمري ما هكون مكانها طبعًا لأن ياسر مستحيل يعمل كده.


قالتها بثقة كبيره في زوجها، حسيت بالشفقة عليها وإن هي مخدوعه في زوجها! وأنا مش قادره أشوفها كده! قررت أقولها واللي يحصل يحصل، قلت باندفاع وأنا مغمضه عيني:

-نسمه أنا عايزه أقولك حاجه مهمه... 

يتبع


-أقول لصاحبتي إن جوزها اتجوز عليها ولا أسكت؟!


-بصي يا سمر هو معملش حاجه غلط عشان كده أنا شايفه انك متقوليش... متخربيش بيت صاحبتك... وطلما هو كويس معاها خلاص!


يا الله! دي لو عرفت إني أقصدها مش هتقول كده أبدًا...

هزيت راسي بتفهم وسكتت شويه وأنا بفكر في كلامها وبعدين قلت بنبرة مرتعشة:

-يعني لو... لو إنت مكان صاحبتي دي مش هتزعلي مني لما تعرفي إني خبيت عليكِ.


ضحكت أختي وقالت:

-عمري ما هكون مكانها طبعًا لأن ياسر مستحيل يعمل كده.


قالتها بثقة كبيره في زوجها، حسيت بالشفقة عليها وإن هي مخدوعه في زوجها! وأنا مش قادره أشوفها كده! قررت أقولها واللي يحصل يحصل...

قلت وأنا مغمضه عيني:

-نسمه أنا عايزه أقولك حاجه مهمه...


🌸🌸🌸🌸

(الحلقة الثانية) 

#روحي_تعاني٢

بقلم آيه شاكر 

🌸🌸🌸🌸


قاطعنا عياط ابنها فخرجت بسرعه تشوفه وخرجت وراها ولما سكت بصتلي وقالت بابتسامة:

-الواد ده شبه باباه أوي...


ابتسمت وسكتت هي ثانية وبعدين كملت:

- متعرفيش يا سمر أنا بحب ياسر أد إيه! دا لو اتجوز عليا لا قدر الله أنا ممكن أروح فيها... بس هو أكيد مش هيعمل كده لأني متأكده إنه بيحبني.


قالتها بثقة كبيرة، سكتت وبلعت ريقي وبعدين هزيت راسي بارتباك وقلت بابتسامة مصطنعة:

-أمممم...طبعًا بيحبك و... ومش هيعمل كده!


قررت أبلع كلامي وأسكت، خوفت عليها من الصدمة وخوفت أقعد أكتر من كده فأقولها على كل حاجه مخبياها عنها بقالي شهور قلت بتوتر:

-أنا همشي بقا يا نسمه.


قالت:

-استني يا بنتي ياسر جاي في الطريق عشان تتغدي معانا...


-لـ... لأ أنا مليش نفس و... وكمان عشان ياسين أكيد هيجي النهارده التلات وهو بيتغدى عندكم يوم التلات!


قالت بحسرة:

-ماشي... طيب بقولك يا سمر...


التفتت لها فكملت برجاء:

-عشان خاطري قابلي العريس اللي متقدملك إنتِ مبقتيش صغيره يا سمر و... 


حاولت أكظم إنفعالي وقلت:

-نسمه... لو سمحتِ بلاش نتكلم في الموضوع ده ولا أقولك أنا أصلًا ماشيه.


مشيت خطوتين ووقفني صوت أختي المنفعل:

-على فكره ياسين هيتقدم لبنت عمه ومستحيل يفكر فيكِ تاني بعدما فسختِ الخطوبه بدون أي مبرر... 


وقفت مكاني للحظات وعشان أخفي صدمتي قلت بسخرية:

-ومين قالك إني مستنيه ياسين!! أنا مستحيل أتجوز ياسين ولا حتى بفكر أرجعله...


-طيب تنكري انك بتحبي ياسين؟ احلفي يا سمر ان معندكيش أي مشاعر ناحيته؟!


سكتت فوقفت نسمه قدامي وقالت بانفعال وهي بتبص في عيني:

-تنكري إنك بتحبي ياسين يا سمر؟ حتى لو أنكرتِ فباين أوي عليك.


تسارعت أنفاسي ولفيت وشي الناحية الثانية وقلت:

-مش بحبه.


بصتلي نسمه تاني وقالت بانفعال شديد وإصرار:

-والله بتحبيه... سيبتبه ليه لما بتحبيه كده؟! هاه؟


انفعلت عليها وأنكرت:

-قولتلك مش بحبه يا نسمه.


قولتها بنبرة عالية وطبعًا كلنا عارفين إن صوتك العالي دليل على ضعف موقفك!


قالت نسمه بتصميم وهي بتضغط على كلمات جملتها:

-بتحبيه يا سمر... 


اتجمعت الدموع من عيني لما افتكرت كل اللي الأحداث السيئة اللي مريت بيها في حياتي واتراكمت جوه قلبي فجأة بداية من وفاة والدتي لحد النهاردة لما انفصلت من شغلي، وكملت عليا نسمة لما قالت بسخرية:

-أنا مش فهماكِ ولا عارفه إنتِ عاوزه إيه لكني متأكده إنك بتحبيه يا سمر... 


قلت بنبرة متحشرجة وبأنفاس متسارعه وبانفعال:

-أيوه بحبه يا نسمه... أنا بحب ياسين ومش هتجوز حد تاني غيره... ارتاحتِ كده؟!


-اه ارتاحت... وهرتاح أكتر لما تعرفيني سيبتيه ليه!!


قلت بضعف ودموعي بتسيل:

-عـ... عشان... عشان خايفه يا نسمه... خايفه من الجواز وخايفه أتعلق بياسين أكتر فيتجوز عليا وأتوجع أكتر من دلوقتي... يا نسمه كل الرجاله ملهومش أمان... 


هزت نسمه رأسها باستنكار وهي بتبص للي واقفين ورا ظهري وكأنها كانت قاصده تسمعهم...


مسحت دموعي بسرعه والتفتت ورايا لقيت ياسين واقف جنب ياسر اللي كان باين عليه الارتباك...


لم أشك للحظه إن ياسين سمع أخر جمله قولتها لنسمه كان باصص في الأرض وساكت، بلعت ريقي بارتباك واتسمرت مكاني...


كنت بلعن خوفي من المستقبل وخوفي من إن ياسين ممكن يكون زي أخوه ياسر أو زي والدي...


خوفي قيدني وخلاني أنفر من الزواج وأبعد عن ياسين، بعدت عن أكتر شخص اتمنيت إنه يفضل جنبي، ياريته كان أخويا!!


صرخ صوت تاني من جوايا؛ لأ أنا مش ندمانه، أنا مش هتجوز لأن كل الرجاله خاينين وبيخدعوا الستات المساكين.


بدلت نظري بينهم وبعدين خرجت من البيت وأنا في قمة إحراجي من ياسين وعصبيتي من نسمه اللي قعدت تنادي عليا لكني تجاهلتها ومشيت بسرعه...

بقلم آيه شاكر 

استغفروا ❤️ 

★★★★★★

                 «ياسين»

حسيت إن الدنيا فتحتلي ذراعها من تاني لما سمر قالت كده، حسيت إن فيه أمل...

أنا لسه عايش على أمل إننا نرجع لبعض! مستعد اكتبلها تعهد على نفسي إني هكتفي بيها ومش عايز غيرها...


من ٨ سنين وأنا متابعها وكل ما يتقدم لها عريس أمسك قلبي بإيدي، كنت بجهز نفسي عشان أقدر أتقدملها سافرت سنتين وقدرت أشتري شقة في نفس العمارة اللي أخويا ساكن فيها ولما اتوظفت في شركة مستر هيثم قررت أتقدملها لكن والدتها اتوفت فانتظرت شويه وبعدين عرفت إن ابن مرات والدها اتقدملها وبعده ابن خالها وبعده ابن عمتها كنت خايف توافق على حد فيهم لكنها ريحت قلبي ورفضتهم كلهم...


ولما وافقت عليا كنت طاير من الفرحه قضيت معاها أجمل ٣ شهور مخطوبين، كنت بنام مرتاح إنها بقت ليا، وهي مسألة وتكون في بيتي وحلالي... 


مكنتش بتجاوز معاها في أي كلمة وكنت عارف حدودي كويس جدًا عشان ربنا يبارك لنا في حياتنا! 


هي مره واحده غلطة واحده عملتها لما ضعفت وعبرتلها عن حبي قولتلها كلام كتير صريح، ومسكت إيديها...

حسيت إنها تقبلت لأنها كانت بتبتسم بحياء وما حاولتش تسحب إيديها مني، لكن مش عارف ليه بعد يومين قررت تسيبني بدون أي أسباب! قلت في نفسي لو ده عقاب من ربنا على تسرعي وتجاوز حدودي معاها أنا موافق عليه...


مش قادر أتقبل فكرة إنها ما تكونش ليا! كنت بدعي ربنا كل ليلة يغفرلي ويغفر لها ويجعلها من نصيبي ويرجعها ليا كنت بتصدق بالنية دي، وبصلي القيام كل ليله وأدعي ربنا يفك كربي ويفرج همي ويجعلها من نصيبي أو يشيلها من قلبي...


لو تعرف أد إيه اتوجعت يوم ما سابتني! أد إيه اتخذلت في الوقت ده! كنت حاسس إني في كابوس! وقتها سألت نفسي معقول قلبي كذب عليا لما حس إنها بتبادلني نفس المشاعر! سمر دي أصعب ابتلاء في حياتي لكني راضي وصابر...


فوقت من أفكاري على صوت نسمه اللي بتكلم أخويا:

-دي نسيت شنطتها بالله عليك يا ياسر روح وراها.


قال ياسر أخويا بضيق:

-أروح ورا مين!! تبقى ترجع تاخدها.


قلت وأنا مادد إيدي:

-هاتِ الشنطه يا نسمه...

أخذت الشنطه من إيد نسمه وطلعت أجري وراها، ولما قربت منها قلت بأنفاس عالية:

-سمر... سمر... استني...

            ★★★★

                  «سمر»

وقفت مكاني لما سمعت صوته اللي بيحسسني بحنين ليه ولأجمل أيام قضيتها معاه في خطوبتنا! وبتأنيب ضمير وندم وكمان إحراج منه.


كل بنت بيكون نفسها في صديق ورفيق وزوج يشاركها كل أوقاتها، مش عارفه ليه أنا متعقده من الجواز أنا جوايا مرهق وتعبان ومتلغبط...


مد إيده بشنطتي من غير ما يبصلي وهو بيقول بابتسامة مغلفة بالسخرية:

-إيه هجري وراكِ هنا وفي الشغل بالشنطه؟ مش تركزي شويه...


قلت بامتنان وأنا باخد الشنطه:

-شكرًا يا ياسين...


رفعت عيني وبصيتله فتلاقت نظراتنا؛ نظراته اللي مليانه عتاب وزعل ونظراتي أنا اللي مليانه ندم، بص في الأرض بسرعه وقال بابتسامة:

-العفو يا سمر... خلي بالك من نفسك ومن حاجتك.


هزيت راسي بابتسامة دائمًا يوصيني بنفسي، دائمًا خايف عليا ودائمًا في ظهري رغم رفضي الدايم ليه دا أنا لو سحراله مش هيجري ورايا بالطريقة دي!


مشيت بسرعه من قدامه قبل ما أضعف وأقوله يلا نرجع لبعض، ضميت الشنطة لصدري وشميت ريحتها يمكن تكون ريحته علقت فيها.


ولما عديت الطريق ووقفت تاكسي قبل ما أركب بصيت ورايا وكنت متأكده إنه لازال واقف مكانه ومتابعيني بعينه عشان يطمن عليا كان واقف حاطط إيديه في جيوبه، ابتسملي وبص للارض فابتسمت وركبت ومشي التاكسي، أخدت نفس عميق وأنا بفكر فيه وبفكر في مخاوفي...


*******

لما دخلت الشقه حسيت بحركه غريبه، ناديت البنات اللي ساكنين معايا محدش رد عليا فبدأت أفتح أوضهم لحد ما سمعت صوت حاجه بتقع في أوضه واحده فيهم، خبطت على الباب فردت البنت عليا بتلعثم:

-أ... أيوه... مين؟!


-أنا سمر... إنتِ كويسه يا إيناس؟!


قالت بصوت خافت لكن سمعته:

-أ... أيوه... هـ.... جايه أهوه.


نبرتها المرتبكه خلتني أشك إن فيه حاجه! اتنفست بعمق وانشغلت لما موبايلي رن برقم همسه فدخلت أوضتي...


لما بشوف همسه أو أسمع صوتها بفتكر صلاتي وتقصيري فيها!


رديت عليها فسألتني عن حالتي قولتلها بنبرة حزينة:

-الحمد لله أديني عايشه...

قالت:

-معطلاكِ ولا حاجه! صليتِ ولا لسه؟


اتوترت وقلت:

-أممم لا... قصدي أه... صليت طبعًا...


-أنا قولت أتصل بيكِ أطمنك وأقولك متقلقيش أنا هزن على هيثم لحد ما يرجعك اصبري عليا يومين بس... وياسين كمان عامل الواجب وزيادة وكل شويه يرن على هيثم...


كانت بتضغط على حروف اسم ياسين لأنها عارفه قصتي معاه، ابتسمت وزفرت بعمق وبعدين قلت لها:

-أنا حاسه إني مخنوقه أوي والله يا أستاذه همسه...


اتنهدت وقالت:

-أولًا همسه وبس شيلي اللقب، ثانيًا عايزه أفكرك وأفكر نفسي إن لما الدنيا تشتد علينا نشتكي ونلجأ لربنا مش لحد... ربنا يجبرك يارب يا سمر.


قلت:

-يارب.


كلامها ما كانتش بيلمس قلبي كنت بريحها وخلاص، قفلت معاها ومكنتش صليت طول اليوم لكني كسلت وقعدت أقرأ كتاب بيوصف حالتي النفسية بالملي! 

مر عليا أكتر من ٦ساعات وأنا بقرأ محستش بأي كلل أو ملل بل كنت حاسه بالسعادة...


ولما سمعت صوت أذان العشاء حسيت بالندم وتأنيب الضمير أنا ما صلتش طول اليوم! قومت أتوضأ وأصلي بسرعه عشان أرضي ضميري! مش عشان أبحث عن الراحه والسكينه في الصلاة؟


ما كنتش عارفه أنا بقول إيه ولا صليت كام ركعه كنت كل لما أسلم أسجد سجدتين سهو! ما أنا كنت سرحانه وعايزه أرجع أكمل قراءة الكتاب اللي بيوصف حالتي النفسية ده يمكن ألاقي علاج ليا فيه! مع إني لو فكرت دقيقه هفهم إني ببحث في مكان غلط وإني بجري في دايره مفتوحه وأنا شايفه بابها لكني مش بخرج منه ومكمله جري!


اللي استفادته من الكتاب إني محتاجه أخطط وأنظم وقتي فجبت ورقه وقلم وبدأت أكتب مهامي اليوميه، شغلت أغنيه حزينه بتوصف حالتي برده وبدأت أكتب مشاعري على الورق يمكن أرتاح.


وبعد فتره قضيتها وأنا بكتب سمعت صوت صراخ وخـ ـناق البنات فجريت بسرعه أشوف إيه اللي بيحصل، لما شافوني اتوتروا وبقوا يبصوا لبعض بارتباك لاحظت إن إيناس مش موجوده فسالتهم:

-بتتخانقوا ليه؟!


قالت واحده منهم بارتباك:

-مفيش دا... دا كان فيه فار ودخل تحت السرير.


وفجأة خرج الفار من تحت السرير ونط من الشباك فصرخنا إحنا التلاته وقالت البنت التانيه بصدمة:

-ايه ده... دا طلع فيه فار بجد!!


سألتها:

-يعني ايه بجد؟


لكزتها الأولى في ذراعها وقالتلي بارتباك:

-لأ لا متشغليش بالك... الحمد لله إنه خرج خلاص... روحي إنتِ نامي.


بصيتلهم للحظه وخرجت من الأوضه، وأنا شاكه فيهم وحاسه إن فيه حاجه غلط! 

صلوا على خير الأنام ♥️ 

                  ★★★★

في بيت كبير مكون من أربع طوابق وبالتحديد في  الطابق الثاني ساكنه أم مع أطفالها الإثنين أكبرهم عنده ٧ أعوام.


رن جرس الباب فقامت الأم اللي كانت في أوائل الثلاثينات وهي بتتسند على الكراسي والجدران بتعب عشان تفتح الباب وهي بتقول:

-حـ... حاضر... يا ولاد إنتوا فين؟ حد يفتح الباب ده...


الأطفال كانوا مشغولين بيلعبوا على جهاز الكومبيوتر، فهزت رأسها باستنكار وفتحت الباب ولما لقت ياسر قدامها قالت بعتاب:

-ياسر!! إنت جاي ليه؟ وبعدين مش إنت معاك مفتاح؟


ديرت ظهرها ودخلت ودخل وراها وهو بيقول:

-معلش والله نسيته في البيت... إنتِ عامله إيه دلوقتي؟


-الحمد لله على كل حال.


لما الأطفال شافوه قاموا بسرعه وهما بيقولوا في نفس الصوت:

-بابا ياسر...


انحنى ياسر لمستواهم وضمهم بحب وهو بيقول:

-حبايب قلب بابا ياسر... تعالوا شوفوا جبتلكم ايه بقا...


طلع لعب من الأكياس فصاح الطفلان بفرحه وانشغلوا في اللعب مع ياسر، كانت مامتهم متبعاهم بابتسامة ودخلت لبست إسدال واسع ورجعت قعدت معاهم سألها ياسر:

-إنتِ أكلتِ ولا لسه؟!


قالت بتعب:

-لأ ومش عايزه فمتضغطش عليا...


-مفيش حاجه اسمها كده لازم تأكلي عشان تقدري تقاومي... وبعدين الكيماوي يا آلاء محتاج أكل كويس ولازم تجمدي كده عشان خاطر الأولاد...


بصيتله آلاء وابتسمت لأنه بيعاملها باحترام وحنان وبيهتم بيها وبأولادها من بعد وفاة جوزها، احترامه ده اللي شجعتها تطلب منه الزواج من سنه عشان يهتم بأولادها وشركتها وأمولاها وعشان هي متأكده إنها مسألة وقت وممكن تفارق الحياة في أي ساعة...

وفي أي لحظة ممكن يقولوا انتصر السـ ـرطان وهُـ ـزمت آلاء!


فاقت من أفكارها على إيده اللي ممدودة بالأكل قدام بوقها وبدأت تاكل وهي مبتسمه كانت بتتخيله زوجها المتوفى اللي اشتاقت ليه ووحشها اهتمامه بيها ما كنش بيخليها محتاجه أي حاجه حتى رباط الجزمه كان بيربطه ليها كان مساندها من لما عرفوا بموضوع تعبها، لكنه مات فجأة وسابها تكمل معاناه لوحدها، وبعد وفاته حالتها اتدهورت أكتر وانتشر المـ ـرض في جسمها كله...


فاقت من شرودها على صورة ياسر وهو بيبتسم لها وبيأكلها فانتفضت واتعدلت في قعدتها وديرت وشها الناحية التانيه وهي بتقول:

-إنت مش مضطر تعمل كده يا ياسر...


كملت بجمود:

-مش أنا قولتلك ما تجيش... ليه سيبت مراتك وأولادك دلوقتي وجيت؟


تنهد بألم وحط الأكل اللي في إيده وقال:

-جيت أطمن عليكِ وعلى الأولاد... مش معقوله أسيبك وأنا عارف إنك تعبانه...


-أنا كويسه... بعد إذنك قوم امشي.

قالتها بجمود وكررتها أكتر من مره لحد ما مشي فقعدت هي تبكي، وتردد:

-مش بعيط عشان مش راضيه يارب أنا راضيه بس تعبانه ساعدني...


استغفروا❤️

لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ❤️ ـطين.

                     ★★★★

                       «سمر»

قعدت أتصفح تطبيق الفيسبوك وأبص على صور ياسين اللي على صفحته وأبتسم، لازم كل يوم قبل ما أنام أفكر فيه مش عارفه أنا بعمل في نفسي كده ليه!

خوفت يكون فعلًا هيتقدم لبنت عمه زي ما قالت نسمه وقررت أبعتله رساله على تطبيق الواتساب كتبت:

-ياسين إنت صاحي؟ كنت عاوزه أسألك عن حاجه.. 


بلعت ريقي بارتباك لما لقيته قرأ الرسالة ورد:

-ازيك يا سمر... فيه حاجه ولا إيه؟


مكنتش عارفه أقوله إيه! أكيد مش هسأله إنت هتتجوز بنت عمك ولا لأ!! كتبت:

-الحمد لله... هو مفيش أخبار عن الشغل؟ يعني مستر هيثم هيرجعني ولا ايه؟


كتب:

-ردي عليا هرن عليكِ.


أول ما رن فتحت بسرعه فقالي:

-أنا كلمت مستر هيثم وهترجعي متقلقيش بس يومين كده...


-طيب ماشي... شكرًا.


سألني:

-إنتِ كويسه؟


-أيوه الحمد لله... صحيح كنت عاوزه أقولك مبروك سمعت إنك لقيت عروسه.


ضحك بخفوت وقال:

-لقيتها من زمان يعني من ٨ سنين كده بس هي ترضى عني...


وقبل ما أرد عليه سمعت صوت حاجه بتقع أو باب بيتقفل جامد بره فقلتله:

-إيه ده! ثواني كده يا ياسين خليك معايا...

-معاكِ.


أخذت الموبايل في إيدي وخرجت من أوضتي وأنا متوتره وزاد توتري لما لقيت الصاله ضلمه ولما ضغطت على زر النور اتصدمت...


شوفت منظر متخيلتش أشوفه إلا في أفلام الرعـ ـب، تسارعت دقات قلبي صرخت وقلت بذعر:

-إيه ده!!!! مين عمل كده؟


حطيت الموبايل على ودني وقلت بنبرة مرتعشة:

-يـ... ياسين... 


سمعت صوته وكأنه بيجري وبيقول بقلق:

-فيه إيه! إيه اللي عندك يا سمر...


مكنتش قادره أنطق من اللي شيفاه قدامي وبكيت بفزع ، فقال وهو بينزل السلم:

-إيه!!! طيب أنا في الطريق...



شوفت منظر متخيلتش أشوفه إلا في أفلام الرعـ ـب، تسارعت دقات قلبي صرخت وقلت بذعر:

-إيه ده!!!! مين عمل كده؟


حطيت الموبايل على ودني وقلت بنبرة مرتعشة:

-يـ... ياسين... 


سمعت صوته وكأنه بيجري وبيقول بقلق:

-فيه إيه! إيه اللي عندك يا سمر...


مكنتش قادره أنطق من اللي شيفاه قدامي وبكيت بفزع، فقال وهو بينزل السلم:

-إيه!!! طيب أنا في الطريق...


🌸🌸🌸🌸

الحلقة الثالثة 

#روحي_تعاني٢

بقلم آيه شاكر 

🌸🌸🌸🌸


كانت إيناس راقده على الأرض وعلى هدومها وحوليها د**م، هزيتها جامد وأنا بعيط وبقول:

-مين عمل فيكِ كده!! ردي عليا؟ إيناس!


ناديت على أمل وأحلام اللي معانا في السكن محدش رد، انهرت وأعصابي سابت كنت خلاص هيغمى عليا من الخضة لولا خروج أمل وأحلام وهما بيضحكوا وقامت إيناس وقفت وهي بتضحك جامد وبتقول:

-عليا الطلاچ بالتلاته إنت اتخضيت يا حاچ كامل...


مكنتش قادره أتلم على أعصابي! فضلت قاعده مكاني بحاول أستوعب إنه كان مجرد مقلب...


كنت هروح فيها من الخوف، بكيت جامد وحاولوا يهدوني لكني قومت وزعقت فيهم:

-إنتوا كده د**مكوا خفيف يعني!


قالت إيناس:

-إيه يا سمر بنهزر عادي...


مردتش عليهم ودخلت أوضتي أكمل عياط، فوقت على رنه موبايلي برقم ياسين! نسيت إنه كان معايا على التلفون، رديت بصوت متحشرج من العياط:

-معلش يا ياسين خضيتك وهما كانوا عاملين فيا مقلب!


قال بهدوء:

-سمعت كل حاجه... المهم إنتِ كويسه؟


قلت بعد تنهيدة:

-كويسه... 


سكت لحظة وبعدين قال:

-أنا واقف تحت أصلًا.


-تحت فين؟!

بصيت من الشباك اللي كان في الدور الثالت لقيته واقف فعلًا وبص عليا ونزل رأسه، قلت:

-معلش بقا خضيتك... 


-وإيه الجديد! ما أنا متعود منك على كده.


بص حوليه للمكان اللي فاضي من الناس والمحلات وحتى المباني! العماره كانت جديده لكن إيجارها بسيط عشان كده سكنت فيها....


لاحظت إن صوته متضايق فسكتت، قال بجمود:

-خلي بالك من نفسك... سلام.


قفل من غير ما أرد عليه وشوفته من الشباك وهو ماشي، مستغربتش من طريقته أكيد زعلان مني! ولأنه أكتر واحد رافض إني أسكن في شقة إيجار! بس أعمل إيه وأروح فين!


صلوا على خير الأنام❤️ 

                    ★★★★

تاني يوم مروحتش الشغل لكن والدي كلمني وقالي إنه عازمني على الغدا، محبتش أزعله وروحت، نفسي يرضى عني ويصرف نظر عن جوازي بقا!


لكني اتفاجئت وندمت إني روحت؛ لأنه كان كمين وقعدوني مع عريس جديد من غير إذني ظنًا منهم إني ممكن أرتاحله لما أتكلم معاه وأوافق...


وبعد كلام كتير من والدي عني وعن مواصفاتي اللي ملهاش مثيل في أي فتاة أخرى...


سألني العريس:

-وإنتِ بقا يا سمر بتدرسي في كلية إيه؟!


تنحنحت بخفوت وقلت من غير ما أبصله:

-تجارة...


سألني:

-أخر سنه؟


هزت راسي بالإيجاب من غير ما أرد، فقال بابتسامة: 

-واضح إن سمر خجوله جدًا يا عمي... 


ضحك والدي وقال:

-فعلًا.


قام والدي وقف وقال:

-طيب هسيبكم تتكلموا مع بعض شويه...


بصيت على والدي وهو بيخرح من الباب ورجعت بصيت للأرض، سكتنا فترة طويله وقطع الصمت الرهيب ده العريس لما قال:

-اسمي بسام خريج تربية إنجليزي و...


كمل بمرح:

-ولأننا في مصر والمجال اللي بتتمناه غير المجال اللي بتدرسه وغير اللي بتشتغله نهائي فأنا شغال مُدخل بيانات في شركة المدينه...


رفعت راسي وبصيتله لتاني مره من ساعة ما قعدت قدامه، وسألته:

-دي شركة مستر هيثم؟!


-أيوه فعلًا مستر هيثم المدير الإداري للشركه...


قلت:

-أصل أنا كمان شغاله هناك... قصدي كنت قبل ما اتفصل امبارح... بس هرجع تاني ان شاء الله...


ابتسم وقال:

-إن شاء الله...


كان بيبصلي بتمعن فبصيت للأرض بحياء، واضح عليه إنه جنتل مان، شاب مفهوش غلطه لكن كان نفسي أقوله مش هينفع والله يا عسل أنا مش وش جواز!


كنت أول مره أشوفه، أو يمكن مش أول مره بس حتى لو شوفته قبل كده مش هفتكره لأني مش متعودة أحفظ ملامح أي حد خاصةً لو راجل فمش هبصله بتركيز أصلًا ودا مش غض بصر مني ولا حاجه هو مجرد كسل...


خرجني من شرودي صوته:

-على فكره أنا عارفك من زمان... كنت بشوفك في الشركه... وعارف كمان إنك اتفصلتِ من الشركه قبل كده كذا مره ورجعتِ...


بصيت له بطرف عيني وقلت:

-بس أنا أول مره أشوفك...


نزلت نظري بسرعه لأن نظراته ليا بتوترني، فقال بابتسامة:

-دا لأنك هاديه أوي ومش بتكلمي حد خالص... لفت نظري هدوئك واحترامك وأخلاقك... وأتمنى يكون لينا نصيب مع بعض.


استجمعت كل قوتي وقلت باندفاع:

-بص يا أستاذ بسام حضرتك إنسان محترم ودا واضح أوي من طريقة كلامك لكن...


رفعت عيني وبصيتله كان بيبصلي بترقب فبلعت ريقي وهزيت راسي بالنفي وأنا بقول بأسف:

-أنا بعتذرلك مش هينفع... أنا مش جاهزه و... وربنا يرزقك ببنت الحلال.


-بس...

قاطعته:

-من غير بس ولو سمحت ياريت تنسحب بهدوء ومتعمليش مشاكل مع أهلي...


تنهد بعمق وقال:

-على راحتك ربنا يوفقك...


بصيتله وابتسمت وقومت عشان أخرج وبعدها دخل والدي قعد معاه.


كنت واقفه متغاظه ومضايقه وكريم كان واقف في المطبخ مع والدته ولما شافني ابتسم وجه يسلم عليا كنت برد السلام بجمود فقال بابتسامة:

-على فكره أنا مكنتش أعرف إنهم عاملين لك كمين... يعني مليش دعوه.


نفخت بضيق وقلت:

-بجد أحرجوني جدًا.


سألني:

-طيب عملتِ إيه مع العريس؟ كالعاده ولا فيه كلام تاني؟


-كالعاده طبعًا.

هز رأسه باستنكار وقال وهو بيبص لبسام اللي خارج مع والدي:

-مفيش فائده فيكِ.


خرج كريم يسلم على بسام اللي بصلي بنظره معرفتش معناها! قلت يمكن نظرًا لجمالي الطاغي وقع في غرامي...


قال بسام بابتسامة:

-فرصه سعيده يا أنسه سمر.


بلعت ريقي وقلت:

-شـ... شكرًا...


وبعد ما مشي كنت همشي أنا كمان لكن والدي قال بحدة:

-أنا تعبت منك... هو إنتِ عايزه إيه يا بنتي؟! 


لبست شنطتي وقلت:

-عايزه أمشي يا بابا عن إذنكم.


وقبل ما أفتح الباب سمعت صوت والدي اللي اتغير من الحدة للرخو وقال:

-يا بنتي عايز أطمن عليكِ قبل ما أمـ ـوت.


التفتت بصيتله وقلت:

-بابا... لو سمحت ما تجيبليش عرسان تاني... أنا مش هتجوز...


قلت أخر جمله وأنا بضغط على كل كلمه فيها فقال والدي:

-ماشي يا سمر بس افتكري إني حاولت معاكِ... يلا امشي روحي مطرح ما تروحي ما بقاش فارق معايا... وأنا أعتبر إن مليش بنت اسمها سمر...


قال كريم:

-إيه يا بابا... اهدى مش كده...


بدلت نظري بينهم وبعدين خرجت من البيت، وقفت تحته للحظات أبص على البناية وأنا بفتكر كم مره والدي حاول معايا وكل مره كنت بحرجه! يا ترى أنا بغلط؟ ولا ماشيه صح! ولا فيه ايه!


لقيت كريم خارج من البيت جري ناحيتي وحاول يواسيني:

-ما تزعليش هو بابا بيتعصب بسرعه ما إنتِ عارفه.


هزيت راسي بالإيجاب ومشيت والتساؤلات بتدور في عقلي، هل أنا صح؟ ولا غلط؟ محستش بكريم اللي ماشي ورايا إلا لما جيت أعدي الطريق وببص حوليا. 


كلهم خايفين عليا! كلهم بيحبوني وأنا متأكده من ده، وكلهم برده عاوزين يجوزوني وكأن البنت اتخلقت عشان تتجوز وبس!

هو أنا فاهمه الدنيا غلط ولا هما اللي غلط وأنا صح؟! حاسه إني تعبانه وتايهه ومرهقه نفسيًا لأقصى درجه ومش عارفه فين علاجي!

كملت طريقي من غير ما أبص على كريم تاني لحد ما وصلت الشقة مع أذان المغرب، وافتكرت صلاتي! أنا ما صلتش من الصبح!

استغفروا❤️

                    «همسه»

وبعد مرور يومين من الزن على هيثم إنه يرجع سمر الشغل لسه موافقش يرجعها!!


في الواقع مش من عادتي أتدخل في حياة حد لكن سمر بالذات بتفكرني بنفسي وكمان فيها شبه من سجى في الشكل، ونظرًا لفضولي الزيادة كنت دائمًا أسأل نفسي ليه انفصلت عن ياسين مع إنهم لايقين على بعض جدًا...


خرجني من شرودي هيثم لما حط عبد الرحمن إبننا على ذراعي وقعد جنبي وبعدين قال لطفلنا:

-شوف ماما مالها يا بودي...


مسح عبد الرحمن خدي بحنان وقال:

-مامي... مالك؟


ابتسمت وبوسته وبعدين قلت:

-أنا كويسه يا قلب مامي...


بصيت لهيثم وقلت:

-هترجعها الشغل إمته؟!


كنت اقصد سمر، ابتسم هيثم وقام من مكانه قال وهو بيدخل اوضتنا:

-الشغل في الشغل يا حبيبتي... يلا عشان ننزل نقعد مع الجماعه تحت... العيال بيلعبوا وعاوزينا...


سيبت عبد الرحمن يلعب ودخلت الاوضه وراه وقلت بسخرية:

-عيال! وبيلعبوا! خالتو وفاء ومراد وريهام وإياد وشيماء عيال! طيب وبالنسبه لعيالهم؟!


ضحك هيثم وقال وهو بيلبس:

-أهو شوية اللعب دول اللي بيخرحوا الواحد من ضغط الحياة وزهق الشغل...


بصيتله بطرف عيني وقلت:

-اللعب بس؟!


قرب مني وبص في عيني وقال:

-اكيد مش بس اللعب...


افتكرته هيقول إن أنا كمان بخفف عليه الحياه لكنه فاجئني:

-اللعب والأكل والنوم طبعًا...


قالها وخرج من الأوضه بسرعه فقولت بصوت عالي:

-طيب مش هنزل يا هيثم...


-على راحتك هاخد بودي ابني حبيبي معايا...


خرج وسابني كنت متأكده إنه هيبعتلي حد مع عيال خالتو وفاء ياخدني زي كل يوم فلبست هدومي بسرعه، مكملتش دقيقه ولقيت الباب بيخبط لقيت «هاجر» بنت خالتي وبنت عمي برده في نفس الوقت عندها ١٢ سنه، قالت بابتسامة:

-أبيه هيثم بيقولك تعالي تحت عشان تلعبوا دور أونو ولو كسبتي هينفذلك اللي إنتِ عايزاه.


كنت لبست هدومي ابتسمت وقلت وأنا بقفل باب الشقة:

-يلا لما نشوف أخرتها... المشكله إني بخسر كل مره...

قالت هاجر بفضول:

-هو إيه ده اللي هينفذهولك هو إنتِ عايزه منه إيه؟!


-وإنتِ مالك يا حشريه!


قالت هاجر بضحك وهي بتجري قدامي على السلم:

-من بعض ما عندك...


جريت وراها وأنا مصممه أضـ ـربها... فناداني هيثم من الاوضة اللي متجمعين فيها:

-تعالي يا همسه مستنينك...


قعدت جنب ريهام وميلت عليها وقلت بهمس:

-أنا لازم أكسب عشان سمر ترجع الشغل...


قالت ريهام:

-متقلقيش أنا في ظهرك...


وبالفعل كانت ريهام بتغـ ـش في اللعبة وتحاول تشوف الكروت اللي معاهم لحد ما كسبت لاول مره في حياتي، فقال هيثم بضحك:

-أرزاق...


كان هيكمل ضحك لكن تلفونه رن فانتفض لما شاف الرقم ورد بسرعه كان صوت طفل بيبكي وبيقول:

-إلحق ماما يا عمو هيثم... بابا ياسر مش بيرد علينا... وماما وقعت على الأرض ومش بتفتح عينيها...


وقف هيثم ووقفت أنا كمان، هيثم قال:

-مروان بيقول إن مامته تعبانه... يلا يا همسه...


اتصدمت وقام مراد ورانا وسأل:

-آلاء؟


هز هيثم رأسه بالإيجاب وطبعًا كنت عارفه مين الطفل ومين مامته وقصتهم كامله لأن زوج آلاء المتوفى كان صديق هيثم وياسر...


قمت بسرعه بعدما وصيت ريهام على ابني، قال مراد بقلق:

-طيب أجي معاكم؟!


رد هيثم:

-لا لا أنا هاخد همسه... يلا يا همسه...


وجرينا نركب العربية عشان نلحق «آلاء»..


صلوا على خير الأنام ♥️ 

                ★★★★

                 «سمر»

مخرجتش من الشقه اليومين اللي فاتوا لأني أُعتبر مفصوله من الشغل لحين إشعار أخر...


كنت ملاحظه خير اللهم اجعله خير يعني وكأن قعدتي في البيت ثقيله على قلب البنات اللي ساكنين معايا... 


بدأت ألاحظ أفعالهم المريبة أنا ازاي مأخدتش بالي من طريقة لبسهم الضيق وكلامهم البزيء!! لأ وكمان فديوهات التيكتوك اللي بيسجلوها ليل ونهار دي، وصوت ضحكاتهم!! يمكن لأني كنت متجنباهم! حاولت أتغاضى عن أي حاجه وأقعد جوه أوضتي وأقنعت نفسي إن أنا مليش دعوه بيهم أصلاً...


كنت بنام طول اليوم أو بقرأ كتب أو بكتب مشاعري على ورق وأقطعه أو أطبقه...


وأنا بكتب عن مشاعري لياسين، افتكرت جملة أختي يوم ما رجعتله الذهب قالتلي:

-حرام عليك دا الواد وشه ضلم أول ما قولتله... إنت مش متخيله كان فرحان بيكِ ازاي يا سمر! إنتِ كسـ ـرتي قلبه.


سألت نفسي ياترى لو اتقدملي تاني هوافق! 


بصيت لفوق وقلت:

-يارب...

لما قلت كده حسيت بالخجل لأني افتكرت صلاتي وتقصيري فيها!

لكني تغاصيت عن الإحساس بالذنب وفتحت موبايلي أتصفح فديوهات التيكتوك، أضحك على المواقف اللي في بعضها وأزعل على المشاعر اللي في البعض الأخر كان كل ما يجي قدامي أغنيه أسمع الفديو كامل وبتجاهل تمامًا فديوهات القرآن أو أي فيديوهات دينيه...


لحد ما جه قدامي فيديو صدمني! فيديو ليا!


 دي أنا لبسي وهيئتي بس مونتاج الفيديو مش موضح ملامح وشي، خرجت من الأوضه وأنا في قمة عصبيتي، كان فيديو المقلب! ناديت البنات اللي معايا في السكن ولما اتجمعوا قلت بنبرة عالية:

-إنتوا كنتوا مصورين المقلب!! ونزلتوه على التيكزفت... ومن غير استئذان مني...


قالت إيناس بلامبالاه:

-يا بنتي ما إنتِ صورتك مش واضحه خالص... وبعدين شايفه جايب كام مشاهده!


ضغطت على أسناني وقلت بعصبيه:

-مشاهدة إيه أنا مالي!!!! البتاع ده اتصرفوا وامسحوه وإلا والله...


قاطعتني أمل لما زعقت فيا:

-ما قولنا صورتك مش واضحه هتقرفينا ليه... 


قلت بصوت عالي:

-إنتِ كمان بتزعقيلي... البتاع ده لازم يتمسح.


ردت احلام بتحدي:

-مش هنمسحه واللي عندك اعمليه!


قلت بعصبيه:

-كده! طيب ماشي... 


دخلوا أوضهم وشوحت إيناس بايديها وهي بتقول باستفزاز:

-ماشي...


دخلت أوضتي وأنا هنفـ ـجر من الغيظ بس هعمل إيه! إذا كان صوتي نفسه متغير في الفيديو!! ولو قلت لأي حد من قرايبي هيرموا اللوم عليا لأني اخترت أعيش في الشقه دي ومع البنات دول بكامل إرادتي...


بصيت لفوق وقلت:

-يارب أنا تعبت...

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ❤️ 

                      ★★★★

                       «همسه»

-ألف سلامه عليكِ يا آلاء.


قولتها وأنا بطبطب على آلاء فردت بتعب:

-الله يسلمك... معلش تعبتكم معايا...


-متقوليش كده إحنا جنبك في أي وقت...


ابتسمت آلاء وغمضت عنيها بألم، آلاء صديقتي من خمس سنين اتعرفت عليها لأن زوجها كان صاحب هيثم ومن يومها بقينا أصدقاء مقربين، كانت صاحبة صالحة عوضتني عن غياب سجى بس الظاهر إن مش مكتوبلي يكون عندي أصدقاء...

 

يمكن باقيلها فتره بسيطه وتفارق الحياة وتسيبني وتسيب ولادها الإثنين اللي أكبرهم في أولى إبتدائي...


مفيش أمل ومفيش علاج هينفع! أصعب حاجه في الدنيا العجز، إنك تبقى عاجر تعمل أي حاجه عشان اللي بتحبهم عشان يفضلوا جنبك، كل يوم آلاء حالتها بتسوء عن اليوم الي قبله! فعلًا الصحة أهم حاجه في الحياة، والإنسان ضعيف جدًا أي حاجه ولو بسيطة ممكن تهده!


قالت آلاء:

-هو ياسر مردش على تلفونه؟


تنهدت وقلت:

-لأ لسه... بس أكيد لو عرف هيجي.


قالت بتعب:

-لا لا خلاص أنا بقيت كويسه محدش يقوله حاجه... وكتر ألف خيره إنسان محترم شايل الشركة وشايل مسؤولية الولاد طول النهار وأكيد لمراته وأولاده حق عليه برده...


عنيها دمعت وكملت:

-مش هوصيكِ على الولاد يا همسه... أنا عارفه إن ياسر مش هيقصر معاهم لكن إنتِ كمان اوعي تنسيهم.


دمعت عيني وقلت:

-متقوليش كده ان شاء الله ربنا هيشفيكِ وإنتِ اللي هتاخدي بالك منهم وتفرحي بيهم وبعيالهم كمان.


سكتت آلاء وبعدين ابتسمت وقالت:

-تعرفي إني مشتاقه أوي للجنه يا ترى هي كمان اشتاقتلي... ابقى ادعيلي بالله عليكِ يا همسه.


حضنتها جامد وبكيت وقلت بنبرة مرتعشة:

-إن شاء الله هتبقي كويسه وربنا هيطول عمرك... أنا بدعيلك كتير وإن شاء الله ربنا هيستجيب.


قالت:

-إن شاء الله... كله خير... الحمد لله أنا راضيه بقضاء الله الحمد لله... ومتطمنه على أولادي عشان انتوا وياسر موجودين...


ياسر وافق يتجوز آلاء وهي اللي اختارته يمكن لو كانت اختارت هيثم أنا كنت هوافق عشان أقدر أخد بالي منها! 


ياسر بيحاول قدر الإمكان يهتم بيها بأولادها وشركتهم، رغم إني زعلانه منه لأنه مخبي على زوجته «نسمه» إلا إنه كان بيبرر ده ويقول:

-بحبها وخايف أخسرها... مش عايز أوجعها... مفيش ست بتتقبل إن واحده تانيه تشاركها جوزها... حتى لو كان الهدف نبيل.


 لما بشوف حالة آلاء بقول إني كنت هقبل لو هيثم طلب يتجوزها، وأي ست عندها قلب هتقبل بس لو صارحني من البداية أما لو خبى عليا وعرفت من بره فمش عارفه هقدر أتقبل ولا لأ!


أصريت إن آلاء تيجي معانا البيت عشان أهتم بيها، في البداية هي رفضت لكن مع تصميمي وإصراري أنا وهيثم وافقت تيجي معايا يومين...


صلوا على خير الأنام ❤️ 

لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ❤️ ـطين 

                         ★★★★★★

                           «سمر»

في اليوم التالي وبعد أذان العشاء مكنتش خرجت من أوضتي...


كنت قلقانه جدًا لحد دلوقتي محدش كلمني عشان أرجع الشغل! كده بقالي أربع أيام من غير شغل والظاهر إني هنزل أدور على شغل جديد من بكره! تسائلت يا ترى ياسين فين! دا ما سألش عليا تاني؟ ولا حد سأل عليا أصلًا للدرجه دي أنا مش فارقه مع حد! أنا لو حصلي حاجه محدش هيعرف! 


فتحت شات الواتساب بيني وبين ياسين وقعدت أقرأه وفجأة...


سمعت صوت أغاني مهرجانات عالية جايه من الصالة وصوت ضحك البنات، وبعدين حد منهم خبط على أوضتي كنت خايفه أفتح! بقيت بخاف من البنات دول! بدأت أشك إنهم مش طالبات في الجامعه أصلًا وكنت مستنيه الشهر يخلص لأني دافعه إيجاره مقدم، ولما يخلص هسيب الشقه خالص أنا مش ناقصه حوارات ومشاكل...


الباب خبط تاني فوقفت وراه وقلت بلجلجة:

-أ... أيوه... نعم...


-افتحي يا سموره عشان نتصالح... أنا مسحت الفيديو. 

كان صوت أمل، بلعت ريقي بارتباك وقلت:

-أ... أنا هنام يا أمل نتكلم الصبح...


قالت:

-عشان خاطري يا سموره... مش هعرف أنام قبل ما أصالحك...


لبست حجابي وقررت أخرج وأنا بقول هيعملولي إيه يعني!


وأول ما فتحت الباب اتصدمت كانت واقفه ووراها قاعد أربعه شباب! ابتسمت أمل بخبث وقالت:

-تعالي الأول أعرفك على عيال عمي...


حاولت اقفل الباب تاني لكنها زقته وهي بتقولهم:

-جرى إيه يا شباب ما تيجوا تساعدوني...


كنت ماسكه موبايلي على الشات اللي بين وبين ياسين على الواتساب ومن ارتباكي وخوفي مطلعش معايا غير إني أسجله فويس بسرعه وأنا بصرخ وبقول:

-ياسين.... إلحقني يا ياسين... 


رميت الموبايل من إيدي وأنا مش عارفه الڤويس وصل ولا لأ، وحاولت أقفل الباب لكن أمل كانت بتزق جامد فصرخت....

يتبع



كنت ماسكه موبايلي على الشات اللي بين وبين ياسين على الواتساب ومن ارتباكي وخوفي مطلعش معايا غير إني أسجله فويس بسرعه وأنا بصرخ وبقول:

-ياسين.... إلحقني يا ياسين... 


رميت الموبايل من إيدي وأنا مش عارفه الڤويس وصل ولا لأ، وحاولت أقفل الباب لكن أمل كانت بتزق جامد فصرخت وأنا بقفل الباب وبقول بانهيار:

-عاوزه مني إيه... إنتِ عاوزه مني إيه!!


🌸🌸🌸🌸

الحلقه الرابعة

#روحي_تعاني٢

بقلم آيه شاكر 

🌸🌸🌸


لما لقيت مفيش فايده ومهما حاولت هيفتحوا الباب بدأت أبص ورايا في الأوضه يمكن ألاقي حاجه أدافع بيها عن نفسي، ولما وقع بصري على السكينه اللي كنت بقشر بيها البرتقال، جريت ومسكتها وكان فيه خشبه ورا الدولاب جبتها بسرعه وقلت:

-اللي هيقربلي هخلص عليه...


كانوا سبعه أربعه شباب وثلات بنات وقفوا يبصوا لبعض وبعدين قال شاب منهم:

-جري إيه يا قمر دا إحنا عاوزين نتعرف عليكِ... 


قلت بنرفزة وصوت عالي:

-مش عايزه أتعرف على حد... 


قرب مني شاب تاني ومد إيده وهو بيقول:

-هاتي بس اللي في إيدك ده يا عسل...


رجعت لورا وأنا ببلع ريقي بخوف وقلت بثقة زائفة:

-أنا مش بهزر لو قربت هخلص عليك.


ضحكوا السبعه واتوترت أكتر وقررت أهجـ ـم عليهم، طبعًا كان قرار غلط ولكنها إرادة ربنا، فجأة اتحولت لطرزان طبعًا عارفينه...

كنت مقررة أعمل أي حاجه لحد ما أوصل لباب الشقه، حركت السكينه وأنا بقرب من أول شاب وبقول:

-متقربش...


ضحك وقال بسخرية:

-أنا مبقربش إنتِ اللي بتقربي.


دقات قلبي زادت كنت مرعوبه، وقفت مكاني وبصيت لباب الأوضه وبعدين لباب الشقه اللي قصاده بالظبط...


قلت بنبرة مبحوحه:

-ابعدوا عن طريقي...


وطبعًا مسمعوش كلامي، قرب مني واحد فضـ ـربته في ذراعه بالسكـ ـينه وكملت عليه بالخشبه ولما قرب واحد تاني ضـ ـربته بالسكينه في رجله وبقيت أضـ ـرب بالخشبه ومش عارفه بضـ ـرب فين ولا مين!


كنت مستغربه نفسي والقـ ـوة اللي امتلكتها فجأة صحيح الواحد مبعرفش إمكانياته إلا لما يضطر يستخدمها!


بقيت أصرخ وأحرك الخشبه والسكينه ولما قربت مني إيناس ضـ ـربتها بالخشبه، ولأنهم جبناء خافوا واتشغلوا بالثلاثة اللي ضـ ـربتهم فجريت لباب الشقة ورميت اللي في إيدي وخرجت، سمعت أمل بتقول للشابين التانين:

-انتوا هتسيبوها تمشي! روحوا وراها بسرعه...


وقبل ما أخرج من العماره مسكني شاب منهم، حاولت أهرب منه معرفتش، فصرخت وأنا بقول:

-الحقـــــــــوني.


ضـ ـربني كف على وشي وقال بغضب:

-اخرسي بقا...


في الوقت ده عرفت إني ضعيفة، ضعيفة جدًا، بكيت ومكنش في دماغي غير حاجه واحدة يا ترى هيعملوا فيا إيه! ولو مُـ ـت دلوقتي أول حاجه هتحاسب عليها الصلاة وأنا ما صلتش النهارده! لا دا أنا ما أفتكرش إني صليت ولا صلاة صحيحة طول حياتي.


حاسه إن كل اللي بيحصل في حياتي واللغبطه والحيرة اللي أنا فيها دي بسبب بعدي عن طريق ربنا، يارتني كنت قريبه! عشان لما أبص لفوق دلوقتي وأقول يارب مكونش مكسوفه ومكونش خايفه أقابل ربنا!

أتردد في دماغي قوله تعالى:

﴿يقول يا ليتني قدمتُ لحياتي...﴾ 

فبكيت أكتر واتمنيت فرصه واحده وأنا هغير من نفسي...


صلوا على خير الأنام❤️

                         ★★★★★★

                           «ياسين»

من بعد صلاة العشاء وأنا قلقان وقلبي مقبوض بلف في الشوارع رغم برودة الجو! السماء كانت ملبدة بالغيوم ومكن تمطر في أي وقت إلا إني روحت قدام البيت اللي سمر ساكنه فيه بالإيجار.

كنت بالتفت حوليا متضايق من المكان شبه المقطوع ده، بصيت على شباكها ومسكت موبايلي أكتر من مره عشان أطلبها لكن مفيش سبب واحد يخليني أكلمها وفي الوقت ده! فقررت أبطل شغل مراهقين وأرجع البيت، وقبل ما أتحرك خطوة سمعت صوتها اللي عمري ما أتوه عنه وصراخها اللي زلـ ـزل قلبي...

-إلحقـــــوني...


قلت وأنا بجري ناحية الصوت:

-سمر!


تقريبًا سمعت صوتي لأنها قالت:

-يا ياسيـــن...


محستش بنفسي إلا وأنا بجري ناحيتها وبضـ ـرب في الشاب اللي بيحاول يشدها وفجأة ظهر واحد تاني وضـ ـربني بألة حادة في ذراعي عشان يسلك صاحبه من إيدي، قبل ما يجروا هما الإثنين...


صرخت أنا وهي في نفس الوقت، أنا من الألم وهي من الخضه، قالت بصوت مبحوح:

-ياسين... دراعك... إ... إحنا لازم نروح مستشفى...


حسيت بألم شديد لكني حاولت أتماسك قدامها، حطيت إيدي على الد**م اللي بينزل من ذراعي وقلت بجمود:

-أنا كويس... تعالي بس نمشي شويه ونشوف تاكسي عشان تروحي عند باباكي أو أختك...


قالت بأنفاس متسارعة:

-لـ... لا أنا مش عايزه أروح عند حد...


الألم مع الموقف وتخيلي للي كان ممكن يحصلها لو أنا مش موجود أثار غضبي، فقلت بعصبيه وبحدة:

-اومال عايزه إيه! تحبي ترجعي الشقه! إنت عنيده يا سمر... عنيده... يعني رغم رفضنا كلنا انك تأجري بره إلا إنك مشيتِ اللي في دماغك... متعبه ومصممه تتعبي كل اللي حوليكِ.


قالت بغضب:

-انا مطلبتش منك تيجي تدافع عني... إنت مالك بيا أصلًا وإيه اللي جابك هنا!


بصيتلها بغيظ وضغطت على أسناني وسكتت، مشيت ومشيت هي جنبي في صمت...


وبعدما مشينا مسافة، ألم ذراعي كان بيزيد والد**م بدأ ينزل على الأرض كنت في غاية عصبيتي منها ومتابع نظراتها وهي بتبص ناحيتي كل شويه لكن ما بصتلهاش إلا لما سمعت صوت بكائها العالي، بصيت الناحية التانيه وبعدين وقفت فوقفت هي كمان، أخذت نفس عميق وقلت من غير ما أبصلها:

-أنا آسف يا سمر إعذريني الجرح مؤلم أوي واتعصبت عليكِ...


قالت ببكاء:

-ذراعك بينزل د**م على الأرض يا ياسين... أنا أسفه...


رفعت عيني بصيتلها من غير ما أرد فكملت وهي باصه للأرض بخجل:

-إنت معاك حق أنا فعلا متعبه وعنيده ومستاهلش اللي عملته معايا كمان... أنا فعلًا مستاهلش... بدل ما أشكرك إنك أنقذتني بتعصب عليك كمان...


بصت على ذراعي ومدت إيدها تمسك إيدي لكني رجعت خطوتين لورا، مش عايزها تلمسني تاني إلا لما تبقى حلالي، حسيت بيها إنها زعلت لما بعدت لأن بكائها زاد، فقلت بنفاذ صبر:

-خلاص يا سمر لو سمحتِ كفايه عياط... كفايه اللي أنا فيه.


كملنا مشي في صمت، الجو بدأ يمطر ومفيش أي تاكسي ظهر قدامنا، بصيت حوليا على مكان نقف فيه لحد ما المطر يوقف لكن ظهر تاكسي وقبل ما نركب كانت هدومنا اتبلت من المطر...

لما فتحتلها الباب عشان تركب لفت نظري رجليها كانت حافية فأشفقت عليها لأننا مشينا مسافة...


ركبت أنا قدام جنب السواق اللي ربطلي شاش على الجرح وقالي:

-أوصلك لمستشفى الأول يا أستاذ...


بصيت عليها ورا بطرف عيني وقلت:

-لأ مش مستاهله ان شاء الله خير...


لما وصلنا رنيت جرس الباب ووقفنا شويه لحد ما فتح ياسر اللي كان باين عليه إنه تعبان وبيكح...


بص ياسر لمظهرنا للحظات ولقميصي الأبيض اللي بقا ملطخ بالأحمر ووشي المكرمش من الألم وبعدين قال بقلق:

-فيه إيه يا ياسين؟!


قلت بتعب:

-دخلنا يا ياسر بالله عليك وهحكيلك...


دخلنا وحكيت لياسر ونسمه اللي حصل وسمر كانت باصه في الأرض طول الوقت حتى دموعها ما بقتش تنزل قاعده ساكته، كنت كل شويه أبصلها ولملامحها الجامده اللي مش بتتحرك!


ياسر فحص الجرح بتاعي، وقال:

-إحنا لازم نروح المستشفى عشان الجرح شكله عميق.


وبعد تصميم من ياسر دخل يلبس هدومه عشان نروح المستشفى وأعطاني هدوم ألبسها بدل اللي اتبلت...

بصيت ناحيتها مره تانيه قبل ما أدخل الحمام لقيتها قاعده وباصه للأرض وبرده مش بتتكلم.


-عاجبك كده!! حرام عليكِ يا سمر إنتِ بتعملي في نفسك وفينا كده ليه!!

قالتها نسمه وسمر مردتش عليها كنت خارج من الحمام بعد ما غيرت هدومي، فقلت لنسمه:

-ملهوش لزمه الكلام ده يا نسمه.


قالت بنرفزة:

-لأ ليه لزمه يا ياسين... أنا مش عارفه هي عايزه إيه!


قالتها نسمه وبعدين بصت لسمر وكملت:

-إنتِ عايزه توصلي لإيه يا سمر؟ كل قراراتك غلط... وكل افكارك غلط... 


دموعها نزلت من عينيها بصمت ومردتش، فكملت نسمه:

-أنا هقول لبابا لازم يشوف حل إحنا مش هنسيبك كده!


قالت سمر بسخرية وهي بتبكي:

-هو فين بابا ده أصلًا.... هو أنا فارقه مع حد! بقالي يومين محدش سأل عليا ولو بتلفون.


ضحكت نسمه وقالت بسخرية:

-عشان إنتِ السبب... إنتِ يا حبيبتي زي اللي بيطرد الناس من بيته وزعلان عشان مشيوا! فوقي يا ماما من الوهم ده... متبقيش غلطانه وبجحه.


قالتها نسمه ودخلت أوضتها، وفضلت سمر مكانها تبكي،  ولما ياسر خرج من الأوضه، مشينا من غير ما أتكلم معاها تاني...


ياسر كان واضح عليه التعب فقلتله:

-مفيش داعي تتعب نفسك يا ياسر إنت شكلك تعبان... هات المفتاح وأنا هروح لوحدي...


قال بصوت واضح فيه الزكام:

-لأ أنا هاجي معاك لأني كنت عايزك في موضوع....


نزلنا من البيت كنت عارف هو عايز إيه، فتح العربيه وركبت جنبه وقبل ما يتكلم اتنفست بعمق وقلت وأنا ماسك ذراعي بألم:

-لو هتتكلم في موضوع بنت عمك فانساه نهائي يا ياسر إنت عارف إني بحب سمر ومش عايز غيرها...


قال بنرفزة وهو بيبدل نظره بيني وبين الطريق:

-حب إيه وكلام فاضي ايه! وبعدين ما هي رفضتك وكمان إنت مش شايف تصرفاتها الطايشه... دي متنفعش زوجه يا ياسين...


سكتت لحظه وقلت بهدوء:

-هي معملتش حاجه يا ياسر هي بس متلغبطه و...  وحتى لو عملت أنا راضي بيها.


قال بعد تنهيدة يائسة:

-إنت حر بس أنا خايف عليك...


قلت بابتسامة:

-متخافش كله بأمر الله... أهم حاجه ادعيلي يا ياسر...


سكت ياسر ثانية وبعدين قال بقلة حيلة:

-ربنا يقدملك الخير يارب ويرزقك بالزوجه الصالحه.


سمر هي حب المراهقة اللي كنت فاكره هينتهي لما أنضج لكنه استمر وتعلقي بيها زاد مع مرور الأيام! 

صحيح الحب مش كل حاجه بس أنا مش بس بحبها أنا مش شايف غيرها ومش عايز غيرها...


استغفروا❤️

                ★★★★★★

                     «سمر»

خرجت من الحمام بعد ما غيرت هدومي وقعدت على الكرسي قصاد نسمه اللي قالت: 

-ياسين كان ممكن يروح فيها بسببك... ولا إنتِ اللي كان ممكن تروحي فيها... حرام عليكِ بجد حرام عليكِ.


قلت بعصبيه:

-إنتِ عايزه مني إيه يا نسمه! تحبي أمشي وأسيبلك البيت... أنا زهقت من كتر اللوم والعتاب... إنتِ شايفه إن ده وقته؟!


اتنفست نسمه بعمق ووقفت وقالت:

-فوقي يا سمر... فوقي قبل فوات الأوان...


مردتش عليها فبصتلي للحظة وقالت: 

-أنا عايزه اوريكِ حاجه مهمه....


-حاجة إيه؟!


-هتعرفي دلوقتي...

دخلت أوضتها، وقعدت أفكر في ياسين وإزاي رجع لورا لما جيت أمسك إيده، خوفت يكون كرهني أو نزلت من نظره أو حتى يكون زعلان مني...


رجعت نسمه وحطت قدامي شنطه سوداء كبيرة وقالت:

-افتحيها وابقي اقري اللي فيها... 


فتحتها بسرعه فلقيت علبة الدهب اللي كان ياسين جايبهالي وفيها ذهبي كامل قلت بصدمه:

-ايه ده!!!


-ياسين رفض ياخد الذهب وقالي أخليه معايا لحد ما تعقلي وترجعيله... ياسين بيحبك يا سمر ومستعد يضحي بنفسه عشانك... ياسر عرض عليه يتجوز بنت عمه بس هو رفض وياسر اللي بيزن عليه... بالله عليك بلاش تخسريه... خدي ذهبك والبسي دبلتك هو أصلًا مخلعش خاتم خطوبتكم.


سكتت فقالت برجاء:

-ارجعي لياسين يا سمر... ياسين بيحبك.


قلت بلغبطه:

-بس أنا... أنا مش عايزه أتجوز... مش عايزه حاجه... إنت فين يا ماما أنا محتاجالك أوي...


قولتها وانفـ ـجرت بالبكاء فزفرت نسمه بألم ووقفت تبص عليا شويه وبعدين طلعت دفتر وورق من الشنطة وقالت لي:

-خدي ده اقريه وبعدين قرري... ربنا يهديكِ يا سمر.


بصيت للدفتر للحظات ورجعته جوه الشنطه تاني وأنا ببكي ونسمه سابتني ودخلت أوضتها مقربتش مني تاني وقعدت أنا مكاني أبكي شويه والأفكار والذكريات تدور في راسي شويه وارجع أبكي تاني معرفش مر عليا وقت أد إيه لحد ما سمعت صوت ياسر بيفتح باب الشقة وياسين بيقوله:

-ابقى بلغ سمر بقا انها تقدر ترجع الشغل من بكره...


-ماشي يا ياسين... استني ثواني هجيب البيجامه وهاجي أبات معاك...


-هستناك فوق وهسيب المفتاح في الباب...


لما دخل ياسر لقاني قاعده على الكرسي زي ما أنا، قال ببعض الحدة:

-تقدري ترجعي الشغل من بكره... هيثم كلمنا واحنا جاين في الطريق...


حط قدامي شنطتين وقال:

-دي حاجتك اللي كانت في الشقه شوفيها ولو فيه حاجه تانيه نبقا نروح نجيبها بكره.


كنت عايزه أسأله حصل إيه لكن لساني اتعقد وسكتت.


مشي ياسر خطوتين ورجع تاني وسمعت صوت تنهيدته وبعدين قالي بلين وحنان اتعودت عليه منه:

-قومي يا سمر ادخلي نامي الأوضه دي فاضيه.


قالها وهو بيشاور على الأوضه، ودخل اوضته وبعد شويه خرج وقالي قبل ما يمشي:

-إنتِ لسه قاعده... سيبيها لله يا سمر... وخدي راحتك أنا هقعد مع ياسين فوق... وياريت تصحي بدري عشان تركبي معايا وأنا رايح الشغل...


قومت وأنا بقول بضعف:

-حاضر.

وأخدت أنا الحاجات اللي نسمه إديتهالي وحاجاتي ودخلت الأوضه، فسمعت نسمه بتقوله:

-يا حبيبي إنت باين عليك التعب خليك هنا عشان أخد بالي منك... وبعدين ما احنا متعودين ان سمر تبات معانا.


-وطي صوتك... ومتقلقيش يا حبيبتي ياسين معايا...


اتنفست بعمق وأنا بقول في نفسي ياسر ده شخص محترم جدًا، بس ليه يخون أختي!؟ ليــه!!!


تساؤلات كتير دارت في دماغي، وكل الذكريات السلبية اتملكت مني...


في الوقت ده افتكرت صلاتي ووعدي لربنا إني هرجعله، وحسيت إني عايزه أصلي، قولت أجرب أشتكي لربنا يمكن أرتاح...


صليت كتير ومع كل سجدة كنت ببكي وأقول كلمة واحده:

-يارب.


وفي أخر سجدة طولت فيها وقلت:

-نورلي طريقي يارب أنا تايهه وروحي بتعاني...


وبعدما خلصت صلاة فردت ظهري على السرير ونمت، محستش بنفسي إلا تاني يوم وبنت أختي بتصحيني عشان شغلي...


صحيت متأخره كالعادة مكنتش عايزه أروح الشغل لكن قاومت الاحساس ده قومت لبست بسرعه وقبل ما أخرج مسكت مرايتي الصغيره أتأمل وشي الباهت فوقعت من ايدي انحنيت ألم الزجاج فصوباعي اتجـ ـرح تاوهت وافتكرت ياسين وجرح ذراعه! كنت مكسوفه أقابله النهارده بعد اللي حصل امبارح!


حطيت منديل على إيدي ولفت نظري الشنطة اللي نسمه اديتهالي حطيت الدفتر في شنطتي عشان لو فيه مجال أقرأه هو والأوراق المطويه جواه! وحطيت الدهب في الدرج وقفلته بالمفتاح.

أول ما خرجت من الأوضة قالت نسمه:

-افطري الأول قبل ما تنزلي.

-لأ أنا هفطر في الشغل.

-براحتك.


قالتها باقتضاب، فبصيتلها واتنهدت وخرجت من الشقة أول ما نزلت لقيت ياسر بيشغل العربيه وياسين ساند عليها وبيبص في ساعته وهو بيردد آيات من القرآن بهمس وبيبص ناحية مدخل العمارة وكأنه مستنيني...


ألقيت عليه نظرة خاطفة وبصيت في الأرض بخجل مكنتش عارفه أقوله ايه، ومحرجه منه جدًا لكنه ابتسم وقالي:

-صباح الخير يا سمر.


قلت بارتباك وأنا باصه على ذراعه:

-صباح النور... ذراعك عامل ايه؟


قال بمرح:

-الحمد لله جت سليمه أربع غرز بس...


قلت بحرج:

-أنا آسفه ليك بجد...


-يا ستي فداكِ

قالها وبعدين بص على صوباعي اللي أنا حاطه عليه منديل وقال:

-إيه ده مالها إيدك؟!


-لا مفيش دا جرح بسيط...


-اكشفيه كده وريني...

قرب مني شويه يبص على جرح صوباعي، وبصيت أنا على جرح قلبي! ما هو ياسين ده جرح قلبي.

قال:

-متغطيهوش عشان...

قطع كلامه لما بصلي ولقاني بصاله ولما تلاقت نظراتنا ارتبك ورجع لورا خطوة وكان هيقع لولا إنه سند على العربيه، وأنا بصيت للأرض بحياء، فقال ياسر:

-ما يلا يا جماعه اركبوا...


فتحلي ياسين باب العربيه وقال:

-يلا...

ركبت ورا وقفل الباب وبعدين ركب جنب أخوه...

قال ياسر:

-على فكره إحنا روحنا الشقة امبارح يا سمر وعملنا محضر إثبات حاله... وكمان أخدنا أصحابنا وروحنا جبنالك حاجتك... شوفي بقا لو لسه فيه حاجه هناك...


-شكرًا... تعبتكم... ومفيش ناقصه من حاجتي...


بص ياسر لياسين وقال بابتسامة:

-اشكري ياسين بقا هو اللي عمل كل حاجه...


بصلي ياسين في مراية العربية وابتسم، وقلت باحراج:

-شكرًا ليكوا انتوا الاتنين...


ومر باقي الطريق في صمت ولما وصلنا الشركة، دخل ياسين قدامي ومشيت وراه لفت نظري مكتب بسام لأول مره من يوم ما اشتغلت في الشركه! عديت من جنبه بهدوء حسيت إنه بيبص ناحيتي لكني تظاهرت إني متجاهلاه...


دخلنا المكتب وبدأنا الشغل وبعد فترة دخل مستر هيثم المكتب ووجه كلامه ليا:

-سمر ركزي مش عايز غلط تاني...


هزيت راسي وقلت:

-حاضر إن شاء الله مفيش غلط تاني.


مستر هيثم بابتسامة:

-أتمنى.

بص ناحية ياسين وشاور عليا وهو بيقول بابتسامة:

-مش هوصيك يا ياسين.


ياسين بص ناحيتي وابتسم وقال:

-متقلقش يا ريس...


مر الوقت وياسين متابعني وبيسألني عن الشغل...


وفي نص اليوم وأثناء البريك ياسين خرج من المكتب يتكلم في التلفون...


الناس كانت بتتغدى وأنا أصلًا مفطرتش ومش عايزه أكل، طلعت أقعد ورا الشركة في ركن هادي وأقرأ الورق اللي معايا وبالمرة أطلب مشروبي المفضل شاي بالنعناع اللي ريحته بتفكرني بوالدتي...


استنشقت رائحة النعناع اللي بتهدي أعصابي قبل ما أشرب من الشاي وبعدين فتحت الدفتر، أخذت أول ورقه مطويه جواه وبدأت أقرأ الكلمات اللي خلت دموعي تنزل زي المطر...

يتبع 

قفله أقل تشويق عشان الناس اللي زعلانه 🚶

متنسوش تتفاعلوا وترفعوا الحلقه بعشر تعليقات ولا حاجه عشان التفاعل مزعلني شويه....



استنشقت رائحة النعناع اللي بتهدي أعصابي قبل ما أشرب من الشاي وبعدين فتحت الدفتر، أخذت أول ورقه مطويه جواه وبدأت أقرأ الكلمات اللي خلت دموعي تنزل زي المطر...


🌸🌸🌸🌸

الحلقة الخامسة

#روحي_تعاني٢

بقلم آيه شاكر

🌸🌸🌸🌸


كانت ورقه كتبتها والدتي بخط إيديها! كانت بتحكي معاناتها ومشاعرها يوم ما والدي قالها إنه هيتجوز واحده أرمله عشان يكسب فيها ثواب، وطبعًا افتكرته بيهزر وقالت:

-هو إنت مش هتبطل هزار.


لكنه قال:

-أنا مش بهزر أنا نفسي أخلف ولد... وإنتِ مش هتعرفي تجيبيه.


ولما حست والدتي بصدق كلامه ثارت وزعلت وبكت وغضبت لكنه كمل الجوازه عادي، كانت بتوصف مشاعرها وكأن حد طعن قلبها فجأة وسحب الخنـ ـجر فجأة...

سكتت والدتي واستمرت الحياة لكنها كانت مجـ ـروحه ومن يومها وهي اتغيرت غابت عنها روح المرح اللي كانت بتميزها حتى ابتسامتها كانت مكسـ ـورة كملت حياتها مع والدي عشان بتحبه وعشاني أنا وأختي، مفكرتش في نفسها لكن فكرت فينا مكانتش عاوزانا نتربى من غير أب...


وبعد فتره جالها السكر من الزعل ومرت الأيام اللي بيقولوا إنها بتداوي الجرح لكن ظل أثره موجود وطول العمر...


والدتي كانت عارفه إني بكره زوجة والدي وبتجنب أتعامل معاها، على عكس نسمه أختي الكبيرة اللي كانت بتحبها وبتبات عندها.


كنت ببكي وأنا بقرأ الكلام ده وبحاول أمسح دموعي عشان أكمل قراءة لحد ما عيني وقعت على جملتبن مكتوبين لوحدهم في أخر الورقة، وقرأتهم أكتر من مره، كتبت والدتي:

-كل يوم بدعي ربنا إن ياسين يكون من نصيب سمر... حاسه من نظراته إنه بيحبها ولولا الملامه كنت هروح أطلب إيده ليها.

فعلًا ياسين بيحبني! وأنا كمان بحبه ومش قادره أتخيل حياتي من غيره لكن بدوس على قلبي بسبب خوفي من المستقبل، خوفي أتجوز وأخلف وبعدين يتجوز عليا! ساعتها أنا مش هستحمل يإما همـ ـوت من الحسره يإما هنفصل عنه وكلاهما أصعب من بعض! ليه أ.عذب معايا أولادي! وأمـ ـوت وأسيبهم أو يعيشوا من غير أب...


تأملت في مخيلتي كل الأزواج والزوجات اللي أعرفهم في حياتي، ما يمكن ياسين يطلع من الموحدين ويكتفي بيا! زي ما هيثم مكتفي بهمسه ومراد مكتفي بريهام وخالي مكتفي بمراته وعمي كذلك، وجوز عمتي مكتفي بيها!

قرأت الكلمات كلها تاني ووقفت على أخر جملتين...


وقرأت الجملتين دول أكتر من مره وبكيت، أنا اشتقت لأمي أوي! ياريتها كانت جنبي عشان تقولي أعمل إيه! ياريتها كانت هنا عشان أحكيلها كل اللي مخوفني من المستقبل، كنت هقولها على ياسر وخيانته لنسمه أختي! كنت هحكيلها عن صراع قلبي اللي عايز ياسين وعقلي اللي رافض أي راجل، مسحت دموعي عشان أعرف أكمل قراءة...

-ايه اللي مقعدك هنا في المطر كده يا سمر؟!

انتفضت على صوت ياسين، وقفت وحضنت الدفتر،

فاتسعت عين ياسين بدهشة وصدمة لما شاف الدفتر معايا قال وهو بيشاور على الدفتر:

-إنتِ لقيتِ الدفتر ده فين؟! دا بتاعي...


حضنت الدفتر جامد كنت خايفه ياخده مني قبل ما أقرأ اللي فيه قلت بنبرة مهزوزة:

-دا... دا بتاعي أنا...


بص ياسين على العلامة اللي على ظهر الدفتر وقال:

-لأ دا دفتري أنا متأكد... وريني كده...

قالها وهو مادد إيده فهزيت راسي بالنفي، مد إيده أكتر عشان ياخد الدفتر وبقا هو يسحب وأنا أسحب ولما انتصرت عليه وأخدت الدفتر جريت بسرعه لجوه الشركه وهو ورايا.

طلعت السلم فسبقني ولقيته واقف قدامي قال بنرفزة:

-الدفتر ده فيه كلام خاص بيا مينفعش تقريه....


قلت:

-وأنا مش هديهولك دا بتاع أمي..


بعدت عنه وطلعت درجة، فوقف قدامي تاني ومد ايده ياخد الدفتر وهو بيقول:

-هاتي يا سمر بلاش عند...


خبيت الدفتر ورا ظهري وقلت بنبرة مهزوزه:

-والله ما إنت واخده...

-يا سمر...

مستنتش يكمل كلام تخطيته وطلعت درجتين كمان بسرعه فوقف قدامي تاني وقال:

-أنا مش هسيبك إلا لما أخده.


الجمله دي سمعتها كأنها جايه من قاع بير عميق فجأه ودون سابق إنذار ما بقتش شايفه قدامي حسيت دقات قلبي زادت وجسمي عرق حتى أنفاسي بقت تقيله، مد إيده عشان ياخد الدفتر لكن قبضة إيدي ارتخت وسيبت الدفتر فوقع مني على السلم وكل الورق اللي كان مطوي جواه طار، مبقتش شايفه أي حاجه قدامي ورجعت لورا، أخر حاجه فاكراها إني كنت بدور على حاجه أسند عليها قبل ما أغيب عن الوعي.

استغفروا♥️

                     ★★★★★★

-أهي الحمد لله فتحت عينيها...


قالتها ريهام اللي شوفتها أول واحدة وبعدين شوفت ياسين اللي أعطى لريهام علبة عصير وهو بيقولي:

-حمد الله على السلامة.


-خدي اشربي العصير ده.

قالتها ريهام وهي بتسندني، وشربت العصير...


وقف ياسين لحظات يبص عليا ولما اطمن إني فوقت خرج من مكتب ريهام اللي كان مفتوح سألت ريهام:

-هو إيه اللي حصلي؟!

-أغمى عليكِ كنت هتقعي من على السلم يتكسر دماغك... لولا ستر ربنا وياسين لحقك...


قلت بخفوت:

-ياسين لحقني.


هزت راسها وابتسمت وقالت: 

-على فكره أنا كنت شيفاكوا وإنتوا بتتخانقوا على الدفتر ده عشان كده أخدته لما وقع من إيدك... والورق اللي طار منه حطيته جواه.


اعطتني الدفتر  فقلت بابتسامة: 

-يعني ياسين ما استغلش الموقف وأخده!


قالت بضحك متخابثة:

-لأ تقريبًا مكنش فايق لحاجه غيرك...


كملت بمكر:

-حقيقي شخص محترم أوي و... وبيخاف عليكِ أوي. 


بلعت ريقي وأنا ببص ناحية الباب، وغيرت الموضوع بسؤال:

-هي أستاذه همسه مجتش النهارده؟


هزت راسها بالنفي وقالت:

-لأ...


هزيت راسي وقعدت ريهام تكلمني عن حياتها وقالتلي إنها حامل للمره التانيه وأنا أول وحده تعرف، وبعد فترة قالت ريهام: 

-طيب الحمد لله إني اتطمنت عليكِ... هقوم بقا أصلي الظهر وأكمل شغلي...


الظهر! والصلاة! في الوقت ده افتكرت إني مصلتش الفجر أصلًا! فين وعدي لربنا إني هرجع! ولا لسه محطتش الصلاة في أولوياتي، أنا مازالت بعيد وبعيد أوي كمان.

استأذنتها وقومت عشان أرجع مكتبي وكل ما حد يقابلني يسألني عامله ايه! ويحكيلي عن بطولة ياسين في إنقاذي من السقوط على السلم! والظاهر إن الشركه كلها عرفت إني أغمى عليا وياسين لحقني...


وبمجرد ما شافني ياسين داخله المكتب قام جه ناحيتي وكان في أيده ساندوتشات قال:

-إنتِ كويسه؟!


-أيوه الحمد لله...

قال بابتسامة وهو بيحط السندوتشات على المكتب:

- السندوتشات دي خلصيها كلها...


وقبل ما أعترض، قال:

-على ما تأكلي كده هكون خلصت شغلانه بسيطه وهنمشي علطول عشان تريحي في البيت.


ولأن ريحة السندوتشات كانت حلوه قوي حسيت إني محتاجه أكل فهزيت راسي بابتسامة وبدأت أكل وياسين اتشغل في عمله أو ظنيت كده....

استغفروا♥️

                      ★★★★★

                         «ياسين»

إمبارح قبل ما أنام سمعت الڤويس اللي سمر بعتته على الواتساب وطول الليل صوتها بيتردد في دماغي:

-الحقني يا ياسين.


من ساعتها وأنا قلبي واجعني وخايف عليها من غير سبب، حاسس بإحساس غريب وخايف تروح مني! هي ممكن تمـ ـوت مثلًا وتسيبني!! لا لا بعيد الشر.


لما أغمى عليها قولت يمكن دا سبب مشاعري وأحاسيسي لأني بحس بيها، وبرغم إني اتطمنت عليها إلا إني لازلت مرتبك.


قعدت تاكل السندوتشات وحاولت مرفعش عيني وأبصلها، لكن كنت ببصها كل فتره بطرف عيني وأبتسم...


لفت نظري دفتري اللي قدامها على المكتب، الدفتر ده لازم يتحـ ـرق! دا فيه كل أسراري وفضايحي من المرحلة الإعداديه لحد من سنه قبل ما يضيع مني!


وكمان كاتب فيه خواطر عنها وكل مشاعري ليها من أول مره شوفتها وهي عندها ١٣ سنه، كانت مشاعر مراهق وعادي لو قرأتها لكن اللي مش عادي إن فيه كام صفحة مينفعش تقراهم كنت راسم صورة للبت سوسن جارتنا! وأنا أصلًا مبعرفش أرسم! 

وكاتب بالتفصيل إزاي سوسن اعترفتلي إنها بتحبني وأقنعتني إني وسيم جدًا ووقعتني في حبها وبعدين كسـ ـرت قلبي لما اكتشفت إنها كانت بتقول لخمسه أو سته من أصحابي نفس الكلام، فرجعت تاني لسمر وخواطري عنها...


فوقت من أفكاري على صوت أنثوي ناعم من المكتب اللي على يميني:

-أستاذ ياسين ممكن تبقى تراجع الملف اللي هبعتهولك ده؟


-حاضر يا أستاذه سوسن.

قولتها وبلعت ريقي، وبصيت ناحية سمر أيوه للأسف الدنيا صغيره أوي وسوسن شغاله معانا في نفس المكتب، بدأت أختلس النظرات ناحية سمر وسوسن وأقارنهم ببعض...

سمر لبسها واسع ومحترم أما سوسن فلبسها لا واسع ولا محترم حتى حجابها رقبتها باينه منه، سمر مش حاطه أي مكياج أما سوسن فدهنه وشها بكل مكياج العالم، غير ضحكها ومحاولتها الدائمة إنها تلفت نظر كل رجالة الشركه من ضمنهم أنا، بس سمر غيرها وغير كل البنات...


بصيت لسمر تاني ولما بصيتلي نزلت نظري بسرعه وعملت نفسي مشغول...

استغفروا❤️

                     ★★★★

انتهت ساعات العمل ووقف ياسين وسمر قدام الشركه منتظرين ياسر...

ياسين كان بيتكلم في التلفون وملاحظش العربية اللي وقفت على شماله وخرج منها شابين اتسعت عين سمر بصدمة لأنها شافت نفس الشابين اللي هاجـ ـموها امبارح، مخافتش على نفسها وبصت على ياسين اللي بيتكلم في التلفون ومش منتبه نادت عليه بخوف لكن خرج صوتها خافت:

-ياسين... حاسب... ياسين.


كان مشغول بالكلام في التلفون فوقفت قدامه وكأنها بتحميه منهم، تخيلت إن حد فيهم هيضـ ـربه أو هيطلع أله حاده حالًا ويهاجـ ـمه، لكنهم تجاوزوها وكأنهم مش شايفينها أصلًا ودخلوا للشركة...


وقفت تبص عليهم باستغراب لحد ما سألها ياسين:

-فيه إيه! مالك؟!


سكتت لحظات ولما جت ترد عليه وقف ياسر بعربيته قدامهم ففتح ياسين الباب الخلفي لها وركبت فقفل الباب وراها وبعدين ركب هو جنب أخوه.


بصت سمر ناحية الشركه فشافتهم خارجين مع هيثم ومراد، تسائلت بين نفسها عن علاقتهم ببعض لكن سكتت ومقالتش ولا كلمه، ومشي ياسر بالعربية...


وأثناء الطريق قال ياسر:

-عايزكم تيجوا تشتغلوا معايا في الشركة اللي نقلت ليها... إيه رأيكم؟


بصت له سمر بغيظ وهي بتقول في نفسها طبعًا شركة الست اللي بيـ ـخـ ـون اختي معاها!


هي عارفه كل التفاصيل عنه لأنها كانت مرقباه من أول ما شكت فيه من ٦شهور...


قال ياسين:

-لأ أنا مرتاح في الشركه واتعودت على طبيعة الشغل فيها مش عايز أسيبها.


اتنحنحت سمر وقالت بشرود:

-وأنا كمان.


سكت ياسر شويه وبعدين قال:

-ماشي على راحتكم...

سبحان الله وبحمده 🌹 

      ★★★★★

                       «سمر»


ولما نزلنا من العربية مشيت بسرعه عشان أدخل البيت لكن وقفني صوت ياسين:

-سمر... استني...

           


وقف قدامي وكان باين عليه الارتباك قال بابتسامة:

-والله العظيم الدفتر ده بتاعي وكان ضايع مني... وفيه حاجات مينفعش تقرئيها...


-ليه مينفعش أقراها؟!


-عشان... عشان أسراري يا سمر... عشان خاطري اديني الدفتر...


سكتت شويه ورفعت عيني بصيت لملامحه ونظراته المترقبة، كنت هضعف وأديهوله لكن كان عندي فضول أعرف إيه اللي خايف منه وكاتبه في الدفتر! مد إيده وقال:

-هاتي بقا ربنا ما يوقعك في ضيقه.


ضحكت وقلت:

-لأ مش هديهولك برده.


مشيت بسرعه فرفع صوته وقال:

-كده! طيب ماشي يا سمر...


طبطب ياسر على كتفه وسأله:

-مالكم؟!


قال ياسين:

-لأ مفيش متشغلش بالك...

                

مر يومين بروتنيه كنت بقرأ الورق اللي جوه الدفتر واللي والدتي كاتباه لمواقف عشناها سوا، وكل ما أجي أقرأ الدفتر بتاع ياسين أتراجع وأقفله تاني..


وتالت يوم أول ما دخلنا الشركه وقبل ما نطلع السلم سألني ياسين:

-مش هتديني الدفتر بقا؟! 


هزيت راسي بالنفي وقلتله بمكر:

-أنا قريته كله.


قال بتلعثم:

-قريتِ إيه! 


قلت بمراوغة:

-كل حاجه قريت كل حاجه وعرفت أسرارك... أنا بجد متخيلتش إن إنت تكون كده!


بص في الأرض وقال بزعل:

-تمام... ابقي رجعي الدفتر طلما قريتيه...


طلع السلم وطلعت وراه بسرعه وسألته:

-هو إنت زعلت مني؟!


-هو إنتِ عملتِ حاجه تزعل؟

-لأ...

-طيب خلاص...


دخل المكتب، ودخلت وراه حطيت شنطتي على مكتبي وروحتله على مكتبه، رفع عينه وبصلي بزعل فقلت:

-على فكره أنا مقرأتش حاجه... و... والدفتر في البيت لما نرجع هبقا أديهولك...


ابتسم وقال:

-وعد؟


هزيت راسي وقلت:

-وعد... وهرجعلك معاه حاجه تانيه أهم...

-حاجة إيه؟!


اتنفست بعمق ورجعت على مكتبي من غير ما أرد، بصيتله لقيت ملامحه عباره عن علامة إستفهام، فنزلت نظري...


لازم ننهي الموضوع المتعلق بيننا ده والذهب بتاعه اللي في الدرج لازم يخرج...


وبعد فتره سمعنا صوت خناقه في الشركة، الموظفين جريوا لكن ياسين قالي: 

-متخرجيش يا سمر.


ونظرًا لفضولي الزيادة خرجت وراهم، هيثم كان بيتخانق مع شاب وياسر كمان موجود وبيتخانق مع شاب تاني، بدلت نظري بين الشابين بصدمة لأن هم نفسهم اللي كانوا في الشقة...


وبعد فترة بسيطة انتهت الخنـ ـاقة وقبل ما يمشوا واحد فيهم بص لياسر وقال بتهديد:

-مش هسيبك...

صلوا على خير الأنام ♥️ 

لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ❤️ ـطين...

بقلم آيه شاكر 

                    ★★★★

طلعت من الشركة مع ياسين وياسر اللي قال:

-أنا عندي مشوار فمش هعرف أخدكم معايا معلش بقا يا ياسين ابقى خد سمر وروحوا بتاكسي...


قلت بنبرة مهزوزة:

-لأ أنا عندي مشوار مع واحده صاحبتي.


مكنتش هخرج مع صاحبتي ولا حاجه لكن كنت مقرره أقابل مرات ياسر الثانيه خطافة الرجاله دي وأواجهها...


سأل ياسين:

-مين صاحبتك؟!


قلت بسخرية:

-هو إنت اصلًا تعرف أصحابي؟!


قال بلجلجة:

-يعني ممكن أوصلك لصاحبتك دي...


قلت بنفاذ صبر:

-لأ متشغلش بالك مفيش داعي...


قال باقتضاب:

-تمام.


لما بيقول تمام بعرف إنه زعلان! حسيت من نبرة صوته إنه زعل وعنده حق يزعل مني! مش عارفه بكلمه كده ليه! حقيقي مش عارفه، خرج قدامي ولما جيت أخرج من باب الشركه شوفت بسام اللي ابتسملي وقال:

-إزيك يا أنسه سمر؟ 


بصيت لياسين اللي كان ماشي قدامي واتلفت يبص علينا لما سمع صوت بسام ورديت على بسام بتلعثم:

-الحمد لله... ازي حضرتك؟!


ابتسملي وقال:

-بخير الحمد لله. 


عدلت حجابي بارتباك مشيت بسرعه عشان ألحق ياسين وحمحمت بحرج قبل ما أقول:

-هو إنت زعلت مني؟!

-بتسألي ليه؟ هو إنتِ عملتِ حاجه تزعل لا سمح الله؟!

-لـ... لأ...

-طيب خلاص...


قال كده ووقف يستنى تاكسي ووقفت جنبه ابصله كل فترة وعايزه أقول حاجه بس مقولتش.


وبعد لحظات وقف بسام قدامي بعربيته بصلي وابتسم وقال:

-اتفضلي أوصلك يا استاذه سمر.


بصيت لياسين وقلت بتوتر:

-لـ... لأ شكرًا لحضرتك.


قال بتصميم:

-عادي إنتِ في طريقي اركبي أوصلك...


بلعت ريقي وقلت:

-ما أنا أصلي مش رايحه عند بابا.

-أومال رايحه فين؟

حسيت إنه متطفل بزيادة فسكتت وبصيت لياسين، اللي ابتسم وقرب من بسام وقال وهو بيخصني بالكلام وبابتسامة صفراء:

-معلش بقا يا أستاذ... أصل إحنا رايحين مشوار...


بصيلنا بسام للحظة وقال باحراج:

-طيب اتفضلوا أوصلكم... 


قال ياسين باقتضاب:

-لأ شكرًا.


-عن إذنكم...

قالها بسام قبل ما يمشي بالعربيه...

بصيت لياسين اللي كان متضايق جدًا وبيبصلي، سألني:

-تعرفيه منين ده؟


بلعت ريقي وقلت بارتباك:

-كان... كان... أصله كان... 

-كان إيه؟!

-كان عريس يعني اتقدملي و...


قاطعني بارتباك:

-امته الكلام ده؟


بلعت ريقي وقلت:

-من كام يوم كده...


قال باقتضاب:

-تمام...


وقفت سوسن جنبه وقالت بصوت رقيق:

-إنت مروح يا أستاذ ياسين.

-أيوه.

-طيب تسمحلي أركب تاكسي معاك بمَ إن طريقنا واحد.

قال بابتسامة:

-مفيش مشكله.


كنت ببدل نظري بينهم، وبقول في نفسي مفيش مشكله إزاي! لأ طبعًا في مشكله وإلغي رحلتي بلاها مرات ياسر التانيه أنا قررت أروح البيت.


سألتني سوسن:

-وإنتِ مستنيه تاكسي برده يا سمر؟!

-أيوه ما أنا أصلي هركب معاكم بما إن طريقنا واحد... ولا إيه رأيك يا أستاذ ياسين؟

قلتها بسخرية فبصلي وقال باقتضاب:

-براحتك.


 ووقف ياسين تاكسي معرفش ليه خوفت من انفعاله ونظراته وصمته، حتى لما نزل من التاكسي قدام البيت مشى وسابني، فرفعت سوسن صوتها وقالت بدلع:

-في حفظ الله يا أستاذ ياسين.


التفت وقال بابتسامة:

-شكرًا يا أستاذه سوسن.


بصيت لها وقلت:

-طيب وأنا...


قالت بابتسامة صفراء: 

-مع السلامه يا حبيبتي.


مشيت وسابتني زعلت أوي إنها ما قالتليش في حفظ الله! طلعت البيت والأستاذ ياسين مكنش ليه أثر على السلم مع أنه لو كان استنى كنت هقوله إني رفضت بسام!

صلوا على خير الأنام ♥️ 

بقلم آيه شاكر 

                     ★★★★

                   «ياسين»

بالليل خرجت أتمشى شويه لأني كنت متضايق جدًا ولما رجعت....


-ياسين... ياسين.

قالتها نسمه اللي أول ما فتحت الباب كنت طالع على السلم بعد شقتهم بشويه، ولما وقفت قدامها قالت بتوتر:

-انا كنت طالعالك... بابا جوه ومتعصب جدًا عشان... عشان فيه فيديو لسمر نزل ع النت بسب العيال اللي كانت ساكنه معاهم في الشقه وياسر مش هنا ومش عارفه أعمل إيه...


-فيديو إيه ده؟


-ادخل الاول هدي الجو لأنهم بيتخانقوا جوه...

-سمر مشاكلها مش بتنتهي!


وقبل ما أتحرك لقيت كريم واقف قدامي وهو بينهج كأنه كان بيجري، كريم شاب محترم إلا إني مش بطيقه لله في لله يمكن لأنه اتقدم لسمر قبل كده وحاول ياخدها مني.

كريم سلم على نسمه وعليا وقال:

-أنا جاي أجري من ساعة ما ماما قالتلي على اللي حصل.


قالت نسمه:

-طيب ادخلوا.


قال والدها بغضب:

-إنتِ عايزه إيه فهميني عايزه مني إيه؟!


قالت بصوت مبحوح:

-أنا عايزه ماما مش عايزاكوا.


ارتفع صوت بكائها...

سمعت الكلام ده وأنا بقرب منهم، والدها كان صوته عالي خوفت يمد إيده عليها فوقفت قدامه وسلمت عليه وقبل ما أحاول أهديه قال كريم:

-عشان خاطري بهدوء.


كنت بقول لنفسي هلاقيها من كريم ولا من بسام دا كمان! 

قرب منها والدها وكانت بتبصله بخوف تخيلت إنه هيضـ ـربها ولكن والدها وقف قدامها رفع سبابته وقال بحزم:

-اسمعي يا بنتي إنتِ كتب كتابك بكره... 


هزت راسها بالنفي وقالت بدموع:

-لأ... لأ... مش هتجوز... أنا مش عايزه أتجوز...


رفع والدها إيده عشان يضـ ـربها فوقفت أنا كريم قدامه...


كنت حاسس بخفقة غريبه في قلبي يمكن خوف لأني هخسرها! قلت أكيد هيجوزها بسام! لأنها قالت إنه اتقدملها من كام يوم...

قلت بنبرة مرتعشة:

-اهدى يا عمي لو سمحت...


وقال كريم:

-كتب كتاب إيه يا بابا وعلى مين؟!


تكملة الرواية من هنااااااااا

اكتب في بحث جوحل( مدونة قصر الروايات) تظهر القصص كامله

تابعونا علي قناة التليحرام من هنااااااااااا

ليصلكم اشعار بالنشر

الرواية كامله الجزءالاول1  هناااااااااااا



تعليقات

التنقل السريع