رواية حضور الجن الجزء الثاني البارت الثالث عشر 13بقلم هنا عادل
رواية حضور الجن الجزء الثاني البارت الثالث عشر 13بقلم هنا عادل
حضور الجن 2
الفصل الثالث عشر
ابتديت نورا تعيط بأنهيار، بتردد كلام كتير لرانيا وبتحاول رانيا تهدي مامتها، تقول نورا بحزن:
- تعبت معاكي يا رانيا، انتي لو ولد مكنتش هبقى شايلة همك كده، اللى يشوفني ويشوف حالك يقول اني ام فاشلة ومستهترة، مش شاغلة بالي ببنتي ولا بحالها، محدش عارف اني ليلاتي ابقى هبوس ايدك افهم فيكي ايه، ليلاتي اصلي وادعي ربنا يهديلك حالك ويروق بالك، بقالي شهووور مش عايزة اجي عليكي زي ما الدنيا جاية عليكي ومزعلاكي، لكن انا مش هسكت تاني يا رانيا، حتى لو طلبتي ده مني مليون مرة مش هسكت، لازم افهم اللى فيكي....
انهارت نورا اكتر ودموعها مش بتقف لدرجة انها ابتديت تحس بدوخة من العياط، حضنتها رانيا وهي زعلانة من نفسها، حاولت تهون على نورا شوية فأبتسمت ابتساامة حزينة وهي بتقول:
- صدقيني يا ماما مفيش حاجة، انا نفسيا مش مظبوطة بسبب كل اللى حصل، فراق رنا مأثر عليا جدا انتي عارفة هي كانت ايه بالنسبالي، من وقت ما خلصت وانا مش لاقية حاجة اعملها، اتعلمت زى متعلمتش حتى الشغلانة مش قادرة الاقيها، مش عارفة اتعامل مع حد ولا قادرة افتح قلبي للناس، مش قادرة اتجاوز يا ماما، ومش عارفة اتكلم، حقك عليا.
كانت امها لسة بتعيط فى حضنها، قبل ما ترد على اللى قالته رانيا، رجعت اتكلمت تاني:
- بصي انا عارفة اني تعبتك معايا، علشان كده هصالحك بقى ونتعشى سوا، ايه رأيك؟
فرحت نورا ان بنتها اتكلمت ولو مش بالحقيقة كاملة، لكن على الاقل فضفضت شوية وهي عارفة انها هتقدر تخليها تتكلم اكتر، اتكلمت نورا بسعادة شوية وهي بتطلع من حضن بنتها:
- هحضر العشا، وحشنا الاكل معاكي يا حبيبتي.
خرجت نورا وسابت رانيا فى اوضتها لواحدها، ابتديت دموع رانيا تنزل وهي بتكلم نفسها:
- للدرجة دي حتى اقرب الناس ليا بقيت مصدر اذى ليهم؟ يعني بعد ما يوسف يخرج من اوضته الضلمة للدنيا الواسعة ويحس بيها ويفرح اتحبس انا فيها بعد ما يسيبني مسجونة وماخدش غير دموع امي وقهرتها عليا؟
بعد اليوم ده ابتديت رانيا تحاول تتعامل طبيعي علشان خاطر مامتها، بتحاول تقعد معاهم اطول وقت، وتتفاعل وتتكلم رغم كل اللى جواها واللى عايشاه، فى يوم سمعت صوت رسالة على تليفونها، جريت عليه على امل انه يكون يوسف، لكن اكتشفت انها رسالة من رقم متعرفهوش على فتح التعيين لحديثي االتخرج فى شركة جديدة، قررت رانيا انها تجرب، رغم ان مقرها بعيد عن البيت الا انها لازم تبدأ تخرج برة النطاق اللى حبست نفسها فيه، تصحى من نومها بدري تحاول تدور على اي طقم يكون مناسب عندها لكن للأسف كل هدومها قديمة وباين عليها انها مهلوكة شوية، ملامحها الباهتة المكياج مقدرش يداري اجهادها، نظراتها الميتة كانت تدل على انها شخص مش سوي نفسيا، عارفة انها هتترفض لكن قررت تعمل محاولة، وصلت لمبنى محترم جدا فى منطقة اسمها سموحة فى اسكندرية، طلعت المكان اللي وصلتله بعد ما فتحت الرسالة اكتر من مرة علشان تتأكد من العنوان، كان واضح ان الشركة لسه فعلا جديدة لأن تقريبا مفيش فيها موظفين، لكن كتير جداااا زي رانيا جايين للمقابله، مظهر شيك، لباقة، اسلوب مميز، لأن الشركة رغم انها جديدة الا انها واضح عليها ان اصحابها مستثمرين ومعاهم فلوس كتير كمان لأن تجهيز الشركة كان على اعلى مستوى، وعلشان كده اللى جايين يقدموا على الوظيفة حاولوا بأقصى ماعندهم انهم يكونوا فى احسن صورة تخليهم مناسبين للتعيين فى شركة زي دي، قعدت رانيا وهي بتحاول تسد ودنها عن الاصوات اللى بتحبطها وتأكدلها انها اقل من انها تكون موجودة فى شركة زي دي، لمحت بنت واحدة قاعدة على كرسي فى الاتجاه التاني لكن بعيد عنها شوية مظهرها يدل على انها من نفس مستوى رانيا تقريبا، اتنهدت رانيا لما حسيت انها مش هتترفض لواحدها وده كله فى دماغها لحد ما جه الدور بتاع مقابلتها، مكتب فى منتهى الفخامة، اثاث راقي جدا، ست مميزة وجميلة قاعدة ورا المكتب مبتسمة بثقة وغرور، اوراق كتير قدامها وواضح انها الملفات الخاصة بالمتقدمين للوظيفة، بصيت فى الورق بعد ما شاورت لرانيا تقعد على الكرسي اللى قاصدها ورا المكتب واتكلمت بثقة:
- عرفينا عليكي يا انسة رانيا، ايه سبب رغبتك فى الشغل معانا؟
ردت رانيا بيأس واحباط وهي بتقول بلا مبالاة:
- اسمي رانيا، 25 سنة، مشتغلتش خالص قبل كده، اللي جابني هنا اني شوفت الاعلان بتاع طلب التعيين وانا محتاجة اشتغل.
رفعت عنيها من الورق اللى قدامها وبصيت لرانيا بأستغراب من حالة اللامبالاة اللى عندها واسلوبها البارد فى الكلام اللى محاولتش للحظة فيه تبين حماسها او رغبتها الحقيقية فى الشغل فى مكان زي ده، قالت بهدوء:
- وهل ده سبب كافي يخلينا نقبل انك تكوني من التيم بتاعنا؟
رانيا:
- لاء.
ردت الست وهي حاسة بأستفزاز رهيب من رانيا:
- معاكي لغات ايه يا انسة رانيا؟
رانيا:
- ولا لغة.
الست:
- معاكي كورسات؟ كمبيوتر مثلا؟
رانيا:
- لا
هنا الست كانت وصلت لأقصى مراحل الاستفزاز، اتكلمت بجدية وتكشيرة ظهرت على وشها:
- هو انتي عارفة انتي جاية هنا ليه؟ انتي عارفة ايه شروط القبول فى اي وظيفة محترمة فى شركة محترمة؟ انا الحقيقة اول مرة اشوف حد بيقدم على شغل بالطريقة دي، عموما سيبي رقم تليفونك وهنبقى نتصل بيكي.
بصيت رانيا للست بلا مبالاة وقامت من مكانها، كانت الاصوات بتعلى فى ودنها وابتديت تتأذى رانيا منها وده كان باين عليها، لكن بملامح باردة استأذنت تخرج والست كانت حاسة بالتوتر من وجود رانيا قدامها، مع خروجها من المكتب اتأكدت الست ان البنت دي مستحيل تكون طبيعية.
رجعت رانيا البيت وبعد ما دخلت اوضتها ابتديت تبعت ليوسف اللى حصل معاها، بتتريق على نفسها وبتحكي عن الناس اللى كانوا بيقدموا عن الشغل وبتقول الانترفيو مشى ازاي وقد ايه هي كانت سمجة وسخيفة وفاشلة، خلصت اللى بعتته وغيرت هدومها وقعدت على سريرها تضحك وتكلم نفسها:
- بقيت مجنونة رسمي، كل يوم اقعد اكلم وابعت فى كل حاجة بتحصل معايا لبني ادم لا حاسس بيا ولا عارف عني حاجة ولا حتى بيشوف اللى ببعته، كل يوم بتكلم على امل انه يقرأ، غريبة الدنيا دي، بقى عندي برود للدرجة دي؟ عايشة مستنية الموت وزهدت الدنيا وكل اللى فيها، فى الوقت اللى الناس بتحارب علشان تلاقي شغل وتمسك فلوس وتعمل حياة، ايه الفشل الذريع اللى ضيعت علشانه سنين ده فى التعليم؟ عايشة لواحدي فى سجن جوة الاوضة دي بحارب كائنات مش فاهماها ولا عارفاها ولا عارفة سبب وجودها، حتى الصلاة مش مانعني عن العيشة المميتة دي.
ابتديت تضحك رانيا ودموعها نازلة وهي بتلمس وشها اللى حسيت ان التجاعيد ابتديت تظهر فيه ورميت نفسها على مخدتها لحد ما راحت فى النوم من كتر العياط، منامتش كتير لكن فتحت عنيها بخضة على صوت رسالة على تليفونها، كانت متخيلة ان يوسف رد عليها او شاف رسايلها له، لكن شافت اللى اغرب من كده، رسالة مفادها:
- لقد تم قبولك فى الوظيفة التي تقدمتي من اجلها اليوم، عليك التوجه الى مقر الشركة لأستكماء مصوغات التعيين.
ابتسامة بنظرة ذهول فى عنيها، قبل ما تشكر ربنا يرن الصوت وهو بيقولها:
- متفرحيش، اوعي تكوني فاكرة ان دي فرصة هو اللى باعتهالك، انتي لجوئك له مش مقبول.
يرن صوت تاني معاكس:
- هتفرحي اكيد والايام اللى جاية هتكون احلى، قربي اكتر وهو قبل توبتك وعلشان كده هيكافئك.
الصوت المعاكس يقول كلام طريقه الالحاد، لكن ترجع رانيا تحاول تفوق نفسها، لكن مع حالها واللى بيحصل معاها واللى الصلاة مغيرش منه حاجة ولا القرأن بتحس بضعف، بس مع اصرار صوت ضميرها او الصوت اللى بيساعدها تصرخ وتقول:
- كفاااااايا بقى.
يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزءالاول من هناااااااااا
الرواية الجزءالثانى من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا