رواية ملكة على عرش الشيطان الفصل 15-16بقلم اسراء على (جميع الفصول كامله)
رواية ملكة على عرش الشيطان الفصل 15-16بقلم اسراء على (جميع الفصول كامله)
الفصل_الخامس_عشر
ملكة_على_عرش_الشيطان
وبين الظُلم الظاهر والعدل الخفي...
خيط رفيع لا يراه إلا أصحاب القلوب...
لم تُصدق ما تفوه بهِ..تراجعت خطوتين إلى الخلف وهي تهمس بـ عدم تصديق
-بتهزر!...
لم يرد عليها بل ظل صامتًا لتعي مدى جديته فـ شهقت واضعة يدها فوق شفتيها وقالت بـ حدة
-مكنتش مُتخيالك واطي لدرجة دي!
-رفع حاجبه وأردف بـ خُبث:وأديكِ تخيلتي..ها مستعدة ولا أسيبه فـ السجن إلى ما شاء الله!...
تقلصت معالمها بـ إشمئزاز حقيقي..وضعت يدها بـ خُصلاته تمسح عليهم بـ قسوة ثم هدرت بـ إنفعال وجسدها كله يتشنج
-عاوز أشوفه الأول..دا شرطي
-ضحك بـ سُخرية قائلًا:وكمان بتتشرطي!...
وضع يده بـ خصره ثم أردف بـ إبتسامة ملتوية
-ماشي..بس كله بـ حسابه..إتفضلي...
أشار إليها بـ أن تتقدمه وتراجع خطوتين حتى تمر..رمته بـ نظراتٍ كارهة قبل أن تتحرك إلى الداخل
تبعها هو حتى وصلا إلى أحد المكاتب..طرق الباب ثم دلف..لينهض الضابط وعلى وجهه إبتسامةً عريضة..صافحه وقال
-أرسلان بيه الهاشي هنا!..المكتب نور والله
-دا نورك يا باشا
-أشار الضابط قائلًا:طب إتفضلوا واقفين ليه!!...
جلس أرسلان لينظر إلى سديم مُشيرًا لها بـ الجلوس..لتجلس على مضض..وضع الضابط يده فوق سماعة الهاتف وقال
-تحبوا تشربوا إيه!
-قهوة مظبوط و لـ...
صمت ينظر إلى سديم بـ مكر ثم قال مُشددًا على أحرف جُملته
-ولـ الدكتورة عصير تروق دمها
-أوي أوي...
رفع سماعة الهاتف وأردف عدة عبارات مُقتضبة ثم أغلق الهاتف وعاد ينظر إليهما وقال بـ إهتمام
-أقدر أساعدك إزاي يا باشا!...
وضع أرسلان ساق فوق أُخرى وقال بـ جمود
-أخويا إتقبض عليه بـ تهمة محاولة قتل لواحد اسمه نزار
-تساءل الضابط بـ دهشة:قُصي باشا يبقى أخو حضرتك!!!...
أومأ أرسلان بـ خفة ليتنحنح الضابط ثم نظر إلى سديم التي تنتظر حديثه وكأنها فوق صفيح ساخن..ثم إلى الأول وقال بـ هدوء ظاهري
-تُهمة قُصي باشا مش سهلة..دي محاولة قتل مع سبق الإصرار..واللي مصعب موقفه إنه فـ بيت نزار باشا يعني مفيش منفذ حتى
-حك أرسلان فكه وقال:بس أنت ظابط وعارف..أكيد فيه حل...
شابك الضابط أصابعه وقال بـ روية وزرانة
-مفيش حل غير إن نزار باشا يتنازل
-صرخت سديم بـ يأس:مُستحيل واحد زي دا يتنازل...
نظر إليها الضابط مُجفلًا لصراخها المُفاجئ..أما أرسلان فـ قد نظر إليها بـ شرر مُتطاير ولكنها لم تخف..بل وضعت رأسها بين يديها وإنحنت إلى الأمام
صوت طرقات قاطعتهم ليدلف الساعي واضعًا المشروبات أمامهم وأرسلان لم يزح نظراته عنها
خرج الساعي ليعود الضابط ويتنحنح قائلًا
-زي ما قولت لحضرتك يا باشا..نزار بيه لازم يتنازل وإلا مفيش حل
-بـ نبرةٍ قاسية أردف:سهلة...
إرتفعت رأس سديم سريعًا ترمقه مصعوقة لا تستوعب ما تفوه به..إلا أن أرسلان أكمل وهو مُسلط حدقيته على خاصتها المُتسعة
-أصل نزار بيه حبيبي..ونقدر نتفاهم مع بعض...
أبعد ناظريه عنها ثم أردف بـ هدوء
-وبعدين أعرف إنه إتعرض لمحاولة إغتيال قدام القسم..مش كدا!
-أومأ الضابط قائلًا:أيوة يا باشا..ولحد دلوقتي محدش عارف مين عملها
-إبتسم أرسلان بـ سُخرية قاسية وقال:حيث كدا أعمله زيارة وأخليه يتنازل...
صمت الضابط قليلًا ثم أردف بعدها وهو يرفع منكبيه
-عمومًا لو إقتنع وإتنازل..يبقى خير وبركة
-طب عاوزين نشوفه
-إبتسم الضابط وقال:ولو إنه مش هينفع..بس عشان خاطر سيادتك بس...
أومأ أرسلان بـ مجاملة لينهض الضابط ثم توجه خارج الغُرفة
نظرت إليه سديم بـ شراسة وقالت
-جايب الثقة دي منين!
-تنهد أرسلان وقال:ملكيش دعوة..أنتِ ليكِ إنه يخرج وأنا هعمل كدا...
نهض أرسلان ثم أغلق زر سترته وقال بـجمود
-هسيبك تتكلمي معاه خمس دقايق..بعدها إتفاقنا هيتم...
إنقبض قلبها رُغمًا عنها..أشاحت بـ وجهها بعيدًا عنه وفضلت الصمت
بعد عدة دقائق دلف قُصي ومعه الضابط الذي ربت على كتفه وقال
-هسيبكم مع بعض شوية!...
***********************************
كان الصمت يُطبق على المكان..قُصي ينظر إلى أرسلان بـ وجه صلب خالي من التعبيرات..ثم ينظر إلى سديم التي تنظر إليه بـ نظرات غريبة ، حزينة..أحس أنها بعيدة عنه..بعيدة لأقصى درجة حتى أنه لا يستطيع الإقتراب أو الحديث
قطع ذلك الصمت صوت أرسلان الساخر
-مش حابب أقطع اللحظات الرومانسية دي..بس فيه كلام مهم عاوزين نتكلم فيه
-إلتفت إليه قُصي بـ حدة وهدر:جاي تشمت فيا!..جاي تشمت فـ أخوك...
تحولت ملامح أرسلان الساخرة إلى أُخرى صخرية..إلتوى حلقه بـ تشنج واضح قبل أن يقول بـ هدوء وعادت النبرة الساخرة من جديد
-دلوقتي إفتكرت إني أخوك!..عمومًا مش موضوعنا...
تحرك قُصي ليجلس أمام سديم التي تنظر إليه بـ صمتٍ ثم أردف دون أن يحيد بـ نظره عنها
-ورطها فـ إيه!
-تجاهل أرسلان حديثه وقال:أنا حبيت أعرفك إنك هتخرج من هنا..نزار الكلب دا هيتنازل وبعد كدا متتسرعش وتخلي عواطفك تحركك...
ضحك قُصي حتى رجعت رأسه إلى الخلف ثم هتف من بين ضحكاته وأرسلان ينظر إليه بـ برود
-وتحسبها عليا جميل صح!..ولا ليك غرض من ورا تضحيتك؟!...
أخذ أرسلام نفسًا عميق ثم نظر إلى سديم التي شحبت تدريجيًا..ليعود وينظر إلى قُصي رادفًا بـ جمود وقساوة
-أنا مبجاملش حد..دا واجب عليا يا حضرة الظابط..وخصوصًا إنك حكمت عواطفك بعد سبع سنين..أما غرضي فـ إعرفه منها..حاليًا عندي مشوار أهم من الكلام الفاضي دا...
تحرك بـ خطواته إلى الخارج بعدما نظر إلى سديم نظرات مطولة بادلته هى بـ أُخرى مُشمئزة ، كارهة
صمت قُصي يُحدق هو الآخر بها عقب ما تفوه به أرسلان وكأن عقله توقف عن العمل إلا أنه همس بـ صوتٍ أجش
-قصده إيه بـ كلامه!...
أغمضت سديم عيناها بـ قلة حيلة ثم فتحتها ناظرةً إليه..لتبتسم بـ توتر قائلة
-إزيك يا قُصي!!!...
إلا أن قُصي قد أفقدته الساعات الماضية عقله ليضرب الطاولة التي بينهما بـ قوة أجفلتها ثم هدر بـ صوتٍ مُخيف
-سدييييم!!!...
تمسكت بـ ذارعي المقعد وإبتلعت ريقها بـ خوفٍ جعل حدقيتها تهتز رُغمًا عنها لتقول بـ خفوت
-أسفة
-ضيق عينيه هامسًا بـهسيس:أفهم إيه من الكلمة دي؟!...
إلتوى حلقها بـ مرارة وألم لما ستؤول إليه حالته..لذلك نهضت وإتجهت إليه وهو يُتابعها بـ عينيه السوداوين فـ جثت أمامه وهمست بـ صوتها المبحوح
-أنا عشت معاك أيام قُليلة بس كانت كفاية تعلقني بيك..كنت بخاف فيهم أجرحك أو أزعلك..صحيح بدايتنا مش حُب..بس نهايتها حُب...
برقت عيناه بـ بريق غاضب وهو يُمسكها من ذراعيها جاعلًا إياها تنهض ثم هدر من بين أسنانه
-يعني بتنهي كل اللي ما بينا عشان عقبة زي دي!..ها!!..ردي عليا وقوليلي إنك متستاهليش رميتي هنا بسببك!..قوليلي إني كُنت عايش فـ وهم...
حركت رأسها نافية لا تعلم ماذا تنفي ولكنها لا تُصدق حديثه..حركها بين يديه بـ عُنف وقال
-رُدي عليا
-إبتلعت غصتها وقالت بـ همسٍ مُتألم:أنا بعمل كدا عشانك..عشان تخرج من هنا..عشان لو معملتش كدا مش هشوفك تاني
-صر على أسنانه وهمس بـ غضبٍ حاد:هددك بيا صح!..هددك قالك يا أنا يا هو...
وجدت رأسها يرتمي فوق كتفه باكية بـ قوة لم تفعلها قبلًا..ثم أردفت بـنشيج حار وهي تقبض على قميصه
-أسفة يا قُصي والله مش قصدي أجرحك..بس أنا خايفة عليك..أنت هنا بسببي..ومش هتخرج إلا بسببي
-صرخ بـ حدة وألم: يا شيخة ملعون أبو الحُرية لو أنتِ تمنها...
أبعدها عنه ناظرًا إلى جحيم عينيها الباكي ثم أردف وهو يُبعد خُصلاتها عن وجهها وهو يقول بـ تلهف
-سبيني هنا وكوني ليا..أنا هعرف أطلع من هنا..بس بلاش تدبحيني كدا
-عضت على شفتيها وقالت بـ تألم:مفيش طريقة غير دي..هو هيقدر يخليه يتنازل يا قُصي وهتخرج
-جأر بـ صوتٍ جهوري:لأ مش هسمحلك تكوني أُضحية..لأ يا سديم...
وضعت يدها فوق شفتيها تبكي بـ صمتٍ قبل أن تُمسك كفه وتُقبلها هامسة بـ إصرار
-لازم أعمل كدا عشانك..لأ أنا هنتقم عشانا..ساعتها هرجعلك صحيح هخسر كتير...
سحب يده منها ثم ضم رأسه إلى صدره وهو يهمس بـ صوتٍ ميت
-بلاش يا سديم..عشان خاطري بلاش..هتخسريني وأنا مش عاوزك تخسريني...
وضعت يديها على صدره تُبعد هامسة بـ تعب وإبتسامة شاحبة
-وأنا مقدرش أسيبك هنا..مع السلامة...
وقبل أن تنهار جذبت حقيبتها وركضت إلى الخارج و بـ مرورها إصطدمت بـ كتفه
ظل واقفًا مكانه ينظر بـ إثرها بـ نظراتٍ ميتة..ثم نظر إلى يده التي بها حلقته الفضية قبل أن يضحك مُتألمًا وها هو الزمان يُعيد نفسه
************************************
ترجل من سيارته ثم إتجه إلى داخل المشفى التي وُضع نزار بها..سار بـ الممر حتى وصل إلى غُرفته..كان يقف أمام الباب حارسين ضخام البنية
إبتسم أرسلان بـ سُخرية ثم تقدم وقال بـ جمود
-وسع أنت وهو
-تساءل أحد الحارسين بـ صلابة:مين حضرتك وجاي هنا ليه!
-جاي أشوف اللي مشغلك...
نظر إليه الحارس مطولًا قبل أن يقول بـ نفس نبرته
-أسف بس نزار باشا مبيقابلش حد
-حك أرسلان فكه الحاد وهدر بـ نبرته المُخيفة:لو مدخلتش حالًا..هدخل برضو بس وأنت ميت..أدخل قوله أرسلان الهاشمي...
نظر الحارسين إلى بعضهما قبل أن يُحرك أحدهما رأسه بـ حيرة ثم دلف
ثوان وخرج يقول بـ هدوء
-نزار باشا مستنيك جوه...
كاد أن يتحرك ولكن الحارس أوقفه هاتفًا
-معلش لازم نفتشك
-رفع أرسلان حاجبه وقال:لو عاوز أقتله مش حتة سلاح هيمنعني...
فـ أخرج مُسدسه من جزعه ثم دفع به بـ قوة إلى صدر الحارس
فتح الباب ودلف..ليجد نزار يجلس فوق فراشه الطبي..ذراعه المُصاب مثني أمام صدره وعلى وجهه المُتجهم تعبير غاضب ثم أردف
-جاي تخلص عليا هنا!
-توقف أرسلان ثم هتف بـ إستنكار:تؤتؤتؤ..بقى دا اسمه كلام!..أنا جاي أطمن على صحتك وأنت تقابلني كدا!...
مط شفتيه وعاد يتقدم وضع على ساقيه باقة من الورود الذابلة وقال
-حمد لله ع السلامة يا باشا عُقبال راسك المرة اللي جاية...
حدق نزار بـ باقة الورود وقد فهم مغزى تلك الرسالة المُستترة..ليرفع عينيه إلى أرسلان وهتف بـ هدوء ظاهري
-الله يسلمك..أوعدك هعاقب اللي عمل كدا...
جذب أرسلان مقعد ثم جلس أمام فراش الآخر واضعًا ساق فوق أُخرى وقال بـ قسوة جامدة
-واللي يعاقب..يعاقب اللي أذاه..مش يستدرجه بـ طُرق **** زيه
-إبتسم نزار بـ خُبث وقال:هو اللي حركته مشاعره..وبصراحة مكنتش مُتخيل إن أخوك كدا..كنت متوقعه أذكى من كدا
-ضحك أرسلان وقال:ما هو حب ينزل لمستواك...
ضيق نزار عيناه بـ غضب قبل أن ينهض أرسلان من مكانه يميل إليه ثم همس بـ فحيح أفعى مُخيف
-إتنازل بـ الزوق ومتكترش حسابك معايا
-ولو متنازلتش...
إبتعد أرسلان وإبتسم بـ جفاء قائلًا بـ نبرته الشيطانية
-يبقى متزعلش مني اللي هعمله
-تنهد نزار وقال بـ بساطة:أنا كنت ناوي أتنازل أصلًا..دي كانت قرصة ودن ليك
-أشار أرسلان إلى نفسه وقال:قرصة ودن ليا!..أنت مُختل يا بني ولا نظامك إيه؟!
-ضحك نزار وأردف بـ خبث:ما لولا ابن الحرام اللي ضربني بـ الرصاص كنت كملت قرصتي...
أظلمت عينا أرسلان وهو يتفهم مغزى حديثه..ليميل إليه هامسًا بـ هسيس
-أنا ممكن أسامح فـ أي حاجة..إلا إنك تقرب من حاجة تخصني
-مال نزار بـ رأسه وقال:بس اللي أفهمه إنها تُخص أخوك...
إبتسم أرسلان إبتسامته الشيطانية وحقًا جعلت كف نزار يرتعش..ليقول بعدها بـ صوتٍ هادئ كـ الخرير ولكنه يكفي ليُذيب العظام مُتحسسًا كتفه المُصاب
-متقربش من النار لو مش هتقدر تطفيها..عشان متتحرقش...
ضغط بـ خفة فوق الإصابة ليجز نزار على أسنانه بـ ألم..ثم إبتعد وقال واضعًا يده بـ جانب رأسه
-إحسب خطوتك الجاية عشان المرة الجاية هتكون هنا...
تحرك خطوة قبل أن يُحرك كفه قائلًا دون أن يستدير
-وإتنازل بـ الزوق بدل أما تتنازل بـ ذُل...
ألقى عبارته ثم فتح الباب على مصرعيه ورحل
*************************************
جلست سديم فوق فراشها تضم ساقيها إلى صدرها ناظرة إلى الفراغ بـ نظراتٍ ميتة..حاول أباها الحديث معها ولكنها رفضت تاركة إياه يتلظى بـ نار جهله لما حدث مع إبنته
سمعت صوت هاتفها يصدح لترفعه فـ وجدت رسالة نصية من رقمٍ لا تعرفه..فتحت الرسالة لتتسع عينيها بـ دهشة وهى تقرأ محتواها
"إطلعي الشقة اللي فوقك"
تنفست بسرعة وخوف قابضة على هاتفها بـ قوة..إبتلعت ريقها الجاف وقررت تجاهل رسالته..إلا أن هاتفها عاد يصدح من جديد..نظرت إليه بـ تردد دام دقيقة واحدة قبل أن تمتد يدها وتفتحها
"إطلعي وبلاش عناد..ولا أنتِ حابة إتفاقنا يتم قدام بابا"
أغضمت عيناها بـ غضب وحُرقة هامسة بـ بعض الشتائم ثم قررت النهوض..وضعت حول جسدها مئزر ثقيل فوق ثوبها القصير من خامة القطيفة ثم أغلقته وتسللت بـ الهاتف إلى الخارج
كانت الأجواء هادئة فـ رجحت أن والدها قد نام..فتحت باب شقتها بـ خفة ثم خرجت
كانت ساقيها ترتعش وقلبها ينتفض بين أضلعها..ضمت الهاتف إلى صدرها وصعدت الدرج بـ خُطىٍ ثقيلة
وقبل أن تطرق الباب وجدته يفتحه وعلى ثغرهِ تلك الإبتسامة التي تكرهها..تجمدت مكانها إلا أنه جذبها هامسًا بـ عبث
-عاوزة الجيران تشوفنا ولا إيه!
-بصقت بـ إشمئزاز قائلة:حقير...
وضع يديه بـ خصره ثم قال بـ مكر وهو يُغلق الباب خلفه بـ المُفتاح
-أنتِ اللي طلعتي
-إستدارت تصرخ بـ جنون:وأنت هددتني إنك هتنزل
-مط شفتيه بـ بساطة قائلًا:أنتِ اللي عبيطة و بـ تصدقي...
إتسعت عيناها بـ غضب تشد خُصلاتها..قذفت هاتفها بـ قوة ثم ركضت إليه تضربه بـ شدة صارخة
-أنت واحد معندكش ضمير..دمرتلي حياتي..عاوز إيه تاني؟!...
أمسك يدها التي تحاول خدشه ولكنها كانت كـ قطة شرسة تُدافع عن صغارها فـ خدشته بـ شده بـ وجنته..لم يتأوه بل دفعها لتسقط على الأرض فـ صرخت بـ ألم تسبه
-حيوان
-صرخ وقد بدأ الغضب يتسلل إليه:إهدي وبطلي جنان...
نهضت صارخة وقد بدى أنها فقدت أخر ذرات تعقلها..لتلتقط أحد التُحف ثم قذقتها بـ إتجاهه ولكنه تفاداها..أطاح بـ الطاولة التي أمامه وهدر بـ صوتٍ جهوري
-إعقلي بدل أما أعقلك بـ طريقتي...
وقفت تلهث بـ شدة..شعرها تشعث بـ جنون حول وجهها..عيناها تحولت من الأزرق الهادئ إلى آخر داكن ، غاضب..مئزرها قد إنسدل عن كتفيها وفُتح مُظهرًا ثوبها البيتي أسفله
تنفس أرسلان بـ قوة ثم تقدم منها وقال بـ غضب
-متفكريش بـ اللي بتعمليه دا أنا هرجع..لا يا دكتورة بالعكس أنتِ بتزودي إصراري...
كان صدرها يعلو ويهبط بـ شدة إثر تنفسها القوي..وجنتيها متوردتان بـ حُمرة غضب..وهى تنظر إليه بـ لهيب عينيها المُشتعل
تقدم منها بـ بُطء غير ملحوظ حتى وصل إليها..كانت عيناه تتفحصها بـ تدقيق..تفحص جسدها ، وجهها ، خُصلاتها المجنونة ، كتفيها المرمرين الظاهرين لعينيه الصقرية
مال إليها يشتم عبيرها المُحمل بـ الغضب مُغمضًا لعينيه وكأنه يستشعره..أما هي وكأنها بـ عالمٍ آخر غيرِ واعية لذلك الفهد الذي أمامها
فتح عيناه ثم إنحنى يجذب خُصلة شقراء يُقبلها بـ قوة..هُنا أفاقت وإنتفضت على إثر أنفاسه الساخنة التي ألهبت عُنقها و كتفها الأيمن..نظرت إليه بـ تيه قبل أن تستوعب ذلك البريق الوحشي بـ عينيه
إرتعدت وإبتعدت وهي تراه يقترب منها بـ خفة أسد قد ظفر بـ غزالته..أغمضت عيناها وحاولت الثبات بـ مكانها ولكن ساقيها خذلتاها..لترتد إلى الخلف حتى إصطدمت بـ الحائط خلفها..حينها شهقت وفتحت عيناها بـ أقصى إتساع
إقترب أرسلان منها وهو ينزع سترته تبعها قميصه حتى وصل إليها..تسارعت أنفاسها حتى شعرت بـ الدوار يجتاحها
وقف لبرهة يتأملها..مُشعثة الخُصلات عقب شجار نشب بينهما و أعين تلمع بـ خوفٍ إستلذه بـ شدة..ثم عاد يقترب
قبضت كفيها بـ قوة وبدأ قلبها يتقافز أسرع مما كان عليه..إقترب وإنحنى ليصل إلى قامتها القصيرة بـ النسبةِ له..وضع يده حول وجهها وإقترب حتى لفحت أنفاسه بشرتها فـ يزيدها رُعبًا
لم تكن لتتخيل أنها ستنحني أمامه هكذا..بـ ذلك الشكل المُخذل..أخفضت وجهها قهرًا وغضبًا
وجدت رأسها تُرفع إذ وضع يده أسفل ذقنها وجعل عيناها تُحدق بـ خاصته دون أن يدع لها الفرصة لكي تهرب
هبط بـ مستوى وجهه إليها ليهوى قلبها معه..همست بـ صوتٍ مبحوح ومُرتجف
-بلاش...
إلتوى فمه بـ شبه إبتسامة قاسية ليصل إلى فكها ويُقبله بـ رقة..لتقبض هي على ثيابها رافضة البُكاء..سمعت صوته يهمس بـ عبث
-أنتِ عملتي صفقة ولازم تتميها للآآآخر...
تعمد إطالة الكلمة الأخيرة لتعي ما أوقعت نفسها به..فـ هي الآن تحت رحمته..تحت رحمة الشيطان
وجدته يبتعد دون مقدمات وجلس فوق الأريكة ليقول بـ برود ثلجي جمد قلبها
-تعالي إقعدي...
نظرت إليه بـ غرابة..ليُشير إلى الأريكة المُقابلة له وقال بـ صوتٍ آمر
-قولت تعالي إقعدي...
وجدت ساقيها التي خذلتاها سابقًا تتحرك من تلقاء نفسها وتجلس أمامه..مال أرسلان إلى الأمام وقال بـ نبرةٍ جافة
-قدامك حل من إتنين..يا أخد اللي عاوزه منك حالًا وبـ طريقة مش هتحبيها..يااااا...
تعمد التلاعب بها وهو يتحدث بـ خُبثٍ .. لتجز على أسنانها قائلة بـ عُنف
-يا إيه كمل!
-حك وجنته بـ سبابته وقال:يا نتجوز وتوقعي عقدك الأبدي معايا...
وكأن أحدهم ألقى فوق رأسها دلوًا من الماء البارد جعلها ترتعش داخليًا..أن تكون معه إلى الأبد كما قال جعل تنفسها يثقل
كان أرسلان يُتابع تعابير وجهها الجامدة..ولكنه عَلِمَ ما يموج داخلها وما يختلج نفسها من مشاعر مُتخبطة..ليُحمحم بـ قوة مُكملًا حديثه بـ نفس الجمود
-أنا بخيرك..وإختاري الأحسن
-نظرت إليه رافعة حاجبها بـ سُخرية:فـ الحالتين أنا خسرانة
-ضحك أرسلان قائلًا:أنا بقدملك عرض مبيحصلش كتير
-تجعدت ملامحها بـ تقزز قائلة:خليها تنفعك...
نهضت وهمت العبور بـجواره ولكنه لم يسمح لها..بل قبض على ذراعها ثم جذبها إليه حتى بات وجهه على بُعد مقدار إنشًا منها وهمس بـ فحيح
-يبقى أنتِ إختارتي أصعب الطُرق...
همت أن تصرخ ولكنه كان قد جذبها وألقاها فوق الأريكة وهو يعتليها واضعًا يده فوق شفتيها يمنع صُراخها..إقترب بـ رأسهِ منها وخرجت نبرته الهامسة كـ السياط
-أنا حبيت أكون راجل معاكِ..بس للأسف شكلك بتحبي العُنف...
حركت رأسها بـ نفي وجسدها يتلوى أسفله..ولكن قوة بنيته كانت تُقيدها فـ جعلت من حركتها إهدارًا لطاقتها..حاولت تحرير كفيها من بين قبضته فوق رأسها ولكنه كان يضغط عليها أكثر فـ تتأوه بـ صوتٍ مكتوم
نظرت إلى سوداويه بـ نظرة مليئة بـ الإنكسار والقهر..وهو كذلك يُحدق بها بـ عينين جامدتين ، جحيميتن دون حديث
حتى نطق بعدها بـ صوتٍ مُخيف ، قاسي
-مش هكرر عرضي تاني..موافقة ولا أكمل!!...
حركت رأسهت نافية ألا يُكمل فـ أبعد كفه لتصرخ هي بـ توسل جعلها تكره نفسها
-موافقة..موافقة بس إبعد عني..متقربليش...
أظلمت عيناه بـ درجة أرعبتها وكادت أن تصرخ ولكنها إيتلعت صرختها فـ أغمضت عيناها بـخوف
ما كاد أن ينهض عنها حتى إنتفضت واقفة تجذب طرفي المئزر إلى صدرها مُخفضة رأسها لأسفل
جلس أرسلان فوق الأريكة وأرجع رأسهِ إلى الخلف ثم هدر بـ جفاء
-ساعة والمأذون يكون هنا..كلمي أبوكِ عشان هنكتب كتب الكتاب هنا...
الفصل_السادس_عشر
ملكة_على_عرش_الشيطان
الفصل قصير بسبب ظروف شخصية حصلت إمبارح والنهاردة فـ بعتذر كمان لسه بمتحن الميد ترم إن شاء الله لما يخلص يكون فيه تعويض عن التأخير دا 😍
لا تُشعل نيران الكراهية إن كُنت لا تقدر على إخمادها...
حملقت به بـ دهشة لا تُصدق حديثه..ضمت المئزر إلى جسدها وتساءلت بـ صوتٍ باهت
-قصدك إيه!..يعني إيه كمان ساعة!
-أردف بـ نفس الجفاء:زي ما سمعتي..مش عاوز كلام كتير...
كادت أن تبكي لما يحدث معها..بهت لونها بـ شدة حتى إتسحالت بشرتها إلى بشرةٍ شاحبة تشابهت مع بشرة الموتى
تراجعت بـ ذعر وهي تراه ينهض ويقترب منها..إبتلعت ريقها بـ خوف تُحاول أن تستمد قوة واهية..وجدته يتجه إلى باب الشقة ثم قال بـ هدوء
-إتفضلي جهزي نفسك عشان هنخلص كتب الكتاب وهتنتقلي معايا...
تنفست بـ حدة لتتحرك هي بـ إتجاه الباب وقبل أن تخرج هتفت بـ جمود
-وقُصي!
-إبتسم بـ سخرية وقال:متخافيش هيطلع...
حدقت به بـ إزدراء ثم هبطت الدرج بـ إنفعال..على الرغم من خوفها من القادم إلا أن أشتعال دماؤها غضبًا وقهرًا
ولكن الألم كان قد إستبد بها لما سيُصيب قُصي..قُصي الذي ظهر بـ حياتها وكأنه بطل من فيلم سنيمائي قديم..على الرغم أنها لم تتعمق بـ مشاعرها تجاهه ولكنها إنجذبت إليه..أُعجبت بـ شخصيته الرزينة والهادئة..بطل ستظل تندم عليه ما تبقى من حياتها
هبطت الدرج حتى وصلت إلى شقتها..فتحتها ودلفت..أغلقت الباب وإستندت بـ جبهتها عليه تتنهد بـ حرارة..مكثت هكذا ثوان حتى قررت الإلتفات ولكن ما أن إلتفتت حتى شهقت وهي ترى والدها جالس فوق مقعده وينظر إليها بـ ملامح مُبهمة..إزدردت ريقها بـ صعوبة وهمست
-بابا!!!
-صدر عن مُحرم صوتًا دوى كـ البرق:كُنتِ فين!
-همست بـ تلعثم:كُـ..كُـ..كُنت..فـ..تحت...
ضرب على ذراع المقعد بـ قوة فـ إنتفض وهدر بـ صوتٍ جهوري
-كُنتِ عنده صح!...
تسارعت أنفاسها بـ تحشرج لتقبض على جانبي ثيابها وأخفضت رأسها بـ خذلان..فـ إقترب منها مُحرم ونظر إليها نظرات تحتقرها ثم هدر
-مش عارف أقولكِ إيه!..رخصتي نفسك لواحد حقير..لو رفضتي طلبه مش هيتردد ثانية إنه يشهر بـ اللي حصل..إن الست هانم كانت عندي فـ نصاص الليالي...
رُغمًا عنها تساقطت عبراتها ألمًا لما يقوله والدها..هو لقسوة حديثه مُحق..أبخست من قدر نفسها لذلك الشيطان الذي لن يتردد بـ كسرها حتى ينالها
تركها مُحرم ورحل لتبقى هي بـ الصالة تنشج بـ بُكاءٍ حار..تدمرت حياتها وهو من دمرها ولم يكتفي بل يتراقص على أطلالها
قبضت يدها بـ قوة فـ قست عينيها فجأة تنظر أمامها بـ نظراتٍ فارغة
*************************************
بعد ساعة كان هو يجلس و أمامه مُحرم وجواره المأذون الشرعي وشاهدين..كانت تنظر إليه بـ إزدراء وقسوة شديدين وأرسلان ينظر إليها بـ سُخرية تجعل الدماء تغلي بـ عروقها
حمحم المأذون الشرعي وقال بـ إبتسامة
-نبدأ!!!
-نظر مُحرم إلى أرسلان بـ تجهم وقال:لأ أنا مش موافق...
قست نظرات أرسلان دون أن يهتز جفنه وظل ساكنًا مكانه لا يتحرك..أما مُحرم قد تحرك بـ مقعده يدلف إلى أحد الغُرف
نهضت سديم وقالت بـ إنتشاء
-بابا مش موافق وأظن إن كدا مفيش جواز...
لم تلن نظرات أرسلان بل تحولت بـ الإضافة إلى قسوتها إلى أُخرى مُظلمة..تنحنح بـ جواره المأذون الشرعي وقال
-إذن لا داعي لوجودي
-أردف أرسلان بـ صوتٍ مُخيف:إقعد...
لم يحتج الرجل لـ أن يُعيد حديثه مرة حيثُ جلس مرةً أُخرى صاغرًا خائفًا
نهض أرسلان بـ ملل و وقف أمامها ثم همس بـ نبرةٍ خالية من أي مشاعر
-إسعميني كويس أنا مش فاضي للعب العيال دا..خُشي نادي أبوكِ
-هدرت بـحدة:مقدرش أقنعه..وبعدين هو مش طايقك
-خلاص أخش أقنعه أنا...
دفعها بـ قوة حتى ترنحت و سقطت جالسة فوف الأريكة..بينما دلف هو إلى الغُرفة التي إختفى بها مُحرم
ظلت سديم تنظر بـ عدم تصديق إلى ما فعله..ضربت الأريكة بـ قوة غاضبة وبقت تسبه بـ سرها
بعد ثلاثون دقيقة
وجدتهما يترجلان خارج الغُرفة و والدها ينظر إلى الفراغ بـ شرود وتعبير غامض لم تستطع تفسيره
دنت منه وهمست بـ حيرة
-هو قالك إيه!...
نظر إليها مُحرم بـ نفس الشرود قبل أن يُبعدها دون حديث وتوجه إلى جوار المأذون الشرعي ليقول بعدها بـ جمود
-إبدأ يا شيخنا...
شهقت سديم واضعة يدها فوق شفتيها بـ صدمة..إتسعت عيناها ونظرت إلى أرسلان والذي هو الآخر كان الغموض يُغلف ملامحه وقد زال قناع القسوة وحل مكانه قناع الجمود والجدية
بدأت مراسم عقد القران وهي توزع أنظارها بين الجميع بـ شرود وصدمة..كأن ما يحدث ما هو إلا عرض سينمائي وهي تحتل مقاعد المُشاهدين..كأن هذا الحدث لا يخصها وهي ليست المعنية بـ الأمر
وجدت يده تُوضع بـ يد والدها فـ هوى قلبها بـ قوة آلمتها..غلف حدقيتها غلالة من العبرات أبت أن تهبط
وكما وضع يده بـ يد والدها..نزعها منها بـ هدوء دون إبتسامة ولكن ملامحه كان وكأنه قد ظفر بـ جائزته بعد عناء..إنتهت المراسم ورحل الجميع وبقى ثلاثتهم
إبتعد أباها وقال بـ جمود نزل كـ وقع الصاعقة على قلبها
-تقدر تاخدها..بس الأول عاوز حد يرجعني الإسماعيلية
-بابا!!...
همست بها سديم بـ خذلان سببه كلمات والدها..إلا أن أرسلان لم يدع لها المجال لعتاب والدها إذ قبض على يدها وجذبها خلفه ثم أردف
-رجالتي تحت هيوصولك
-دوى صوت مُحرم من خلفهما بـ قوة:بنتي لو جرالها حاجة عمرك كله مش هيكفيني...
************************************
كانت صامتة ، جامدة تمامًا كـ تمثال حجري..وهو بجوارها يقود بـ دوره دون حديث..الصمت لم يكن كئيب بل كان مُرعبًا
كان أول من قطع هذا الصمت قائلًا بـ نبرةٍ مُخيفة سرت بـ جسدها كـ الصقيع
-دلوقتي نقدر نتم إتفاقنا...
على الرغم من ذلك الخوف الذي تمكن منها إلا أنها أردفت بـ جفاء تمكنت من إتقانه
-مش هيتم حاجة إلا لما أطمن إن قُصي طلع...
رأت قبضتاه تشتد على المقوّد وعيناه تتجمع بها الشُعيرات الحمراء والتي تدل على مدى غضبه بـ الإضافة إلى برزو عروق نحره..إلا أن صوته خرج هادئًا لدرجة تستدعي الغضب
-حاضر..هطمنك...
أخرج هاتفه ثم إتصل بـ أحدهم ليُفعل خاصية المُكبر..ثوان وأتاه صوت الضابط
-باشا..إزي حضرتك!
-نظر أرسلان إليها وقال:الحمد لله..أنت أخبارك إيه؟
-تمام..أكيد حضرتك بتسأل عن قُصي باشا صح؟!...
تحفزت حواس سديم بـ لهفة وحماس..وقد رأى هو إنعكاس ذلك الحماس بـ لمعان حدقيتها الزرقاوين قبل أن يبتسم ويقول بـ نفس هدوءه
-أكيد
-ضحك الضابط وقال:كله تمام..نزار باشا كلمني من ساعتين تقريبًا وقالي إنه هيتنازل...
ضمت سديم يديها إلى صدرها تذفر بـ راحة وإبتسامة حنونة تتشكل على وجهها ثم تمتمت بـ دُعاءٍ خافت إلتقطته أُذنيه بـ براعة
خرجت إبتسامة هازئة من بين شفتيه قبل أن يقول
-تمام يا حضرة الظابط..تعبتك
-لا أبدًا لا تعب ولا حاجة..حمد لله ع السلامة على خروج الباشا
-الله يسلمك...
أردف بها أرسلان وهو يُغلق الهاتف ثم عاد يدسه بـ جيبه..ليلتفت إليها وهمس بـ فحيح
-أظن كدا عداني العيب وأزح...
إنقبضت معالم وجهها وكأنها سقطت عن سحابة وردية لتحط فوق أرضية صلبة ، سوداء..إنكمشت بـ جسدها وإتهزت حدقيتها خوفًا..كادت أن تتحدث ولكنها قررت إبتلاع حديثها إلا أنها لن تستسلم..بل ستشتعل الحروب بينهما ونارها لن تنطفأ أبدًا
*************************************
وصلا إلى منزله فـ ترجل وتحرك إلى مقعدها ثم فتح الباب و دون حديث سحبها من ذراعها..صرخت بـ ألم وقالت غاضبة
-إيدي يا مُتخلف...
أدارها بلف ذراعها إليه ثم حدق بـ عينيه المُخيفتين بـ عينيها المُشتعلتين بـ لهيبها الأزرق الغاضب..ليردف بـ نبرتهِ الشيطانية
-أنتِ دخلتي مملكتي يعني هتعيشي بـ قوانيني
-صرخت بـ المُقابل:مش هكمل ليلة معاك..فاهم!..أنت عاوز حاجة هتاخدها وتسبني...
تركها فجأة وهو يبتسم تلك الإبتسامة المُرعبة..وضع يديه بـ جيبي بنطاله وقال بـ فحيح
-وكأني هسمحلك تمشي...
إقترب خطوة ثم لكز جانب رأسها بـ سبابته وقال بـ جفاء
-حُطي فـ دماغك..إنك مس هتمشي إلا لما أنا أأمر بـ ده
-زمجرت بـ شراسة دافعة إياه:حقير..كُنت عارفة إنك ملكش أمان
-ضحك وقال:وطالما مليش أمان وأنتِ عارفة!..وافقتي ليه؟
-صرت على أسنانها وقالت:عشان حُرية قُصي كانت واقفة عليا
-عاد يضحك بـ قوة ثم قال بـ سُخرية:ساذجة...
مدّ يده يجذبها من ذراعها ليدلفا المنزل..إنقبض قلبها وهي تخطو أول درجة بـ الداخل
كان يسحبها خلفه كـ الشاه هذه المرة أتاحت لعيناها التحديق بـ الأثاث ومعالمه..كان يطغى على الأثاث اللون الأسود..والفضي مُمتزج بـ الأسود يُزين الحوائط
لفت نظرها ذلك السكين الصغير الموضوع بـ طبق الفاكهة..وعندما إقتربا منها جذبتها بـ خفة دون أن يلحظ أو هكذا تظن تُخبأ إياها بـ أكمام ثوبها
دلفت إلى الغُرفة المخصصة لها دون نبس حرف..وهو يتبعها بـ خطوات مُتمهلة ، مُتأنية ، قادرة على إذابتها وهو يعلم ذلك الخوف الذي ينخر عظام جسدها..وهذا جعله يبتسم بـ قساوة وتلذذ..هو ليس بـ سادي ولكن تلك المُتعة الخالصة وهو يُراقب الخوف المُنبعث منها جعله سادي تلك اللحظة
قبضت على ثوبها تستمد منه قوة واهية ولكن كيف السبيل وهي بـ عرينه ، داخل منزله مرةً أُخرى، بل وكره الذي يبعث الرجفة بـ القلوب .. إستدارت إليه سريعًا ما أن أحست بـ أنفاسه تحرق ظهرها فـ ظهرت عظمتي لوح الكتف بـ حركة لا إرادية
كانت إبتسامته أكثر ما تخشاه بـ تلك اللحظة..وصوته الناعم الذي يردف به بـ بحة رجولية مُميزة
-أتمنى الأوضة المتواضعة عجبتك...
نظرت إليه شزرًا ولم ترد فـ إتسعت إبتسامته الشيطانية وإقترب خطوتين منها حتى أصبح المسافة بينهما مُنعدمة..شهقت وتراجعت ولكنه لم يسمح لها..بل أمسك ذراعها بـ قوة جبارة وهدر من بين أسنانه
-دلوقتي مفيش حاجة تقدر تمنعني عنك يا دكتورة...
صرت على أسنانها وهى تلعب بـ أخر بطاقة رابحة لها..وضعت ذلك السكين متوسط الحجم على عنقه وهى تقول بـ غضب وعينين تلمعان كـ عيني قطة
-ومفيش حاجة تمنعني عن قتلك دلوقتي...
إلتوى فمه بـ شبه إبتسامة أكثر قساوة وأكثر رُعبًا من سابقتها..نظر إلى السكين من طرف عينه ثم إليها..وعيناه تُطالعها بـ مكر..لم تعي ما حدث إلا وهي تشهق ألمًا من فعلته..حيثُ أمسك معصمها وأداره خلف ظهرها مُقربًا نصل السكين منه
إتسعت عيناها بـ صدمة ولا تعرف أتبكي ألمًا لذراعها الذي على وشك الكسر!..أم عضلات جسده الصخرية التي على وشك تحطيم قفصها الصدري وهو يضمها إليه!
إقترب بـ رأسه من أُذنها وهمس بـ فحيح أفعى جعل بدنها يقشعر
-حتى لو قتلتيني..مش هتقدري تهربي من سجني أبدًا...
صرخت هذه المرة بـ ألم طاحن لها..وهو يضغط بـ يده أكثر على معصمها مُقربًا السكين أكثر إلى ظهرها حيثُ سبب جرحه وتمزيق الثوب..يدها الحُرة هى ما أحالت دون وقوعه عن جسدها
دفعها بعيدًا فـ أسقطت السكين مُحدث دوي يقطع ذلك الصمت..نظر إليها بـ نظرات أحرقتها ثم إستدار ورحل واضعًا يده بـ جيبي بنطاله ويُطلق صفيرًا مُستمتعًا وكأن شيئًا لم يكن
وقبل أن يخرج من الغُرفة إستدار إليها مرةً أُخرى وأردف بـ سُخرية
-وعلى فكرة سواء بيكِ أو لأ كان قُصي هيطلع..مش مستني أعمل صفقة عشان أخرجه..بس حبيت أكافئ نفسي..بيكِ...
جمدتها عبارته الذي ألقاها بـ سُخريةٍ ذبحتها وجعلت نيران الحقد تشتعل بها أكثر..صرخت بـ قهر ثم سقطت جالسة تضرب الأرضية الصلبة بـ قبضتيها تنعي حالها
أما أرسلان بعدما خرج من غُرفتها توجه إلى تلك الغُرفة المُحرمة..أضاء الأنوار ثم توجه إلى حائط بـ عينه ثُبتَ عليه عدة صور فوتوغرافية لعدة أشخاص
جذب قلمًا ما ثم وضع دائرة حول صورة بـ عينها واضعًا بـ جوارها علامة صواب وكأنه أنجز مُهمةً ما..ظل يُحدق بـ تلك الصورة وما بجوارها بـ نظرات قاتمة
الصورة الأُخرى كانت لطبيب ثلاثيني يبدو ألماني الجنسية..عادة بـ بصره إلى الصورة الأولى وكتب أسفلها اسمًا ما ولم يكن سوى اسمها
"سديم"...
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا